أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 21 حزيران، 2012


كلينتون إلى موسكو لـ«حلحلة العقد» السورية

جدة – عبدالله الزبيدي؛ دمشق، بيروت، لندن، نيويورك، موسكو، دمشق – «الحياة»، ا ب، رويترز، ا ف ب

سقط في سورية امس ما يزيد على 60 قتيلاً، بينهم 29 من الجنود النظاميين، في معارك ابرزها في جبل الأكراد حيث نجح المعارضون في دخول ثكنة من ثلاث بنايات دمروا اثنتين منها وأسروا بعض العسكريين وقتلوا 20 مع استمرار قصف مناطق مدنية وسط اضرابات كان ابرزها في حلب ودمشق.

واستعد فريق من الصليب الاحمر والهلال الأحمر لدخول الاحياء المحاصرة في حمص لإجلاء الجرحى وبعض العائلات في وقت «تعقد حل الأزمة السورية» اثر فشل الولايات المتحدة باقناع روسيا والصين بمساندة «خريطة طريق» الحل القاضي بإزاحة الرئيس بشار الاسد واركانه عن السلطة وبدء عملية سياسية موازية. وسيستكمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اثناء زيارتها الى موسكو الاسبوع المقبل البحث في «اقتراحات جديدة او معدلة» لصيغة قد تؤدي الى «حلحلة العقد السورية» والحصول على اجماع الدول الأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الامن لدعم مشروع التسوية.

وكانت الأزمة السورية فرضت نفسها على مداولات قمة مجموعة العشرين، لكن التباين في وجهات النظر بقيت سائدة بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. وقال الرئيس باراك اوباما إن روسيا والصين «لم تنضما» إلى أي خطة لإبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة «لكنهما تدركان مخاطر حرب أهلية شاملة في البلاد».

ودافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سياسة بلاده القائمة على عدم التدخل في سورية مع إشارته إلى انه «لا يعود للأجانب أن يقرروا من يجب أن يحكم بلداً ما». وقال في ختام القمة: «ليس المهم تغيير النظام، لكن من سيحكم بعد تغيير النظام». واعتبر انه يتوجب على كل الدول التفاوض ووضع خطة مسبقة تتيح التوصل إلى حل، مستشهدا بما جرى في ليبيا.

وتزامن التشدد الروسي مع اعلان أميركي ان الجيش الروسي يُعد لارسال ثلاث سفن حربية الى سورية. وذُكر في لندن ان موسكو سترسل السفينتين الهجوميتين القيصر «كونيكوف» و «نيكولاي فيلشينكوف» اضافة الى سفينة انزال مع 300 من مشاة البحرية من ذوي «القبعات السود» وسفينة اسناد ستحمل 300 جندي استعداداً لاجلاء حوالى 10 آلاف روسي في سورية.

وبدأت الأمم المتحدة درس مرحلة ما بعد بعثة المراقبين الدوليين في سورية والخيارات السياسية والميدانية لنشر قوة حفظ سلام مسلحة هناك، في وقت تشدد الدول الغربية في مجلس الأمن على ضرورة «وضع خطة المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان برمتها تحت الفصل السابع قبل انطلاق المشاورات الدولية في مؤتمر مجموعة الاتصال المقترحة».

وقالت مصادر دولية مطلعة إن «الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال التي اقترحها أنان سيعقد على الأرجح في 30 الشهر الجاري في جنيف، لكن جدول أعماله والنتيجة السياسية التي ستصدر عنه «لا تزالان قيد الاتصالات الثنائية والمتعددة الاطراف». وأكدت المصادر أن «التحول في الموقف الروسي بالقبول بعملية انتقالية» تنهي مرحلة الرئيس الأسد في السلطة «لا يزال في المرحلة الضبابية، لكن المهم أنه حصل».

وشددت المصادر على ان روسيا اقتنعت باستحالة الوصول الى اي هدف بـ»الحل العسكري» الذي يعتمده النظام السوري وانه يجب الضغط على الأسد والمعارضة بتنفيذ «خطة أنان» بنقاطها الست، وأن «وفوداً من دول غربية ستزور موسكو تباعاً لمناقشة تفاصيل خريطة الطريق للمرحلة المقبلة، وأن النقاش لم يصل الى نيويورك بعد، لكننا ننتظر تلقي التعليمات والضوء الأخضر للتحرك هنا في أي لحظة».

وفي بروكسيل، قال ديبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي سيفرض مجموعة عقوبات جديدة على نظام الرئيس الاسد الاسبوع المقبل كما سيُوضح قوانين التأمين على الشحنات المحظور وصولها الى سورية بما في ذلك الاسلحة. ويتوقع ان يعلن وزراء خارجية الاتحاد في اجتماعهم الاثنين تجميد ارصدة وحظر على السفر لخمس شركات سورية واحد الافراد، في الدفعة التي ستكون الـ16 من العقوبات.

وفي جدة، قالت مصادر في منظمة التعاون الإسلامي أن أنان سيُشارك في اجتماع لوزراء خارجية المنظمة الأحد في جدة، لإطلاع وزراء الدول الإسلامية على آخر التطورات والوضع السوري عموماً».

وسيشهد الاجتماع حضوراً وزارياً رفيعاً كما سيشارك فيه وفد سوري لم تعرف تشكيلته.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت امس إنها تعد لإجلاء مصابين ومدنيين محاصرين من مدينة حمص بعدما وافق جانبا الصراع على طلبها وقف القتال موقتا. وقال هشام حسن المتحدث باسم الصليب الأحمر لوكالة «رويترز»: «لدينا فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن الهلال الأحمر العربي السوري في حمص. نريد أن ندخل بأسرع ما يمكن. ونحن نضع اللمسات الأخيرة على المسائل الفنية وخطوط الاتصال».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن «عشرين على الاقل من الجنود النظاميين وخمسة عناصر من مسلحي المعارضة قتلوا في ريف اللاذقية في معارك اندلعت ليل الثلثاء – الاربعاء واستمرت حتى الفجر مع عناصر من المعارضة المسلحة في منطقة جبل الأكراد». واضاف ان المعارك أسفرت أيضاً عن «إصابة عشرات الجنود النظاميين بجروح».

وكان المرصد أعلن في بيان أنه تم تدمير مبنيين في ثكنة للقوات النظامية كانت تستخدمهما لقصف قرى جبل الأكراد بالهاون، وجرت اشتباكات مع عناصر المبنى الثالث، وتم «أسر جنود بينهم ضابط».

واعلن المرصد أن مسلحين مجهولين في ريف دمشق أقدموا على اغتيال رجل دين شيعي في منطقة السيدة زينب، التي كانت شهدت تفجيراً انتحارياً في 14 حزيران (يونيو) حيث مقام السيدة زينب الذي يؤمه عادة زوار شيعة.

أوباما: لا سيناريو لحلّ في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الأخرى – الوكالات

قال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه لا يستطيع ان يرى “أي سيناريو” لحل النزاع في سوريا ووقف العنف مع “بقاء الاسد في السلطة”. وقال بعد محادثات مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جي نتاو انه لا يستطيع ان يقول ان روسيا والصين ” في هذا الوقت” تشاطران  الولايات المتحدة والمجتمع الدولي هذا الموقف. واضاف خلال مؤتمر صحافي في نهاية قمة مجموعة الدول العشرين الصناعية المنعقدة في لوس كابوس بالمكسيك: “ولكنني اعتقد انهما يدركان المخاطر الفادحة لحرب أهلية شاملة… لا اعتقد انهما يتغاضيان عن المجازر التي شهدناها، وأعتقد انهما مقتنعان بأن مصالح الجميع تقضي بان تتوفر لسوريا آلية لوقف العنف واقامة حكومة شرعية”. واستخدم عبارة “صريحة جدا” حين وصف محادثاته مع الرئيسين الروسي والصيني، وهي عبارة ديبلوماسية تعكس استمرار الخلافات في وجهات النظر.

ورأى  ان العنف في سوريا قد تدهور الى درجة انه بات خارج السيطرة إذ تستهدف القوات الحكومية المدنيين. وكرر ان “الاسد فقد الشرعية لانه يقتل شعبه، ومن المستحيل ان نتصور عملية انتقالية سياسية تبقي الاسد في السلطة”. وفي هذا السياق تحدث عن صعوبة تنفيذ العملية الانتقالية، وخصوصا في ضوء استمرار تحفظ ومعارضة البلدين “لفرض ذلك النوع  من الضغوط الضرورية لتطبيق العملية الانتقالية”.

وأفاد انه اوضح للرئيسين الروسي والصيني أهمية تعاون المجتمع الدولي مع المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان  بشأن “شكل العملية الانتقالية، وآمل في ان نستطيع مواصلة هذه المحادثات خلال الاسبوع او الاسبوعين المقبلين بحيث نقدم للعالم، والاهم من ذلك للشعب السوري، طريقا يؤدي الى حل هذا النزاع” .

وفي هذا السياق اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة هيلاري كلينتون ستزور موسكو الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف متابعة لمحادثات اوباما – بوتين في المكسيك عن سوريا.

وقال اوباما ان موسكو وبيجينغ “تدركان خطورة الوضع السوري وان استمراره لا يخدم مصالحهما، وبالتأكيد لا يخدم مصالح الشعب السوري”. وبعدما جدد مطالبة الرئيس الاسد بالتنحي، لاحظ أنه “كانت لديه فرصة مع خطة انان، وهم لم يطبقوا التزاماتهم،  لا بل رأينا تصعيدا تمثل في قتل الابرياء من النساء والاطفال”.

وسئل هل ناقش مع بوتين وهو جين تاو موضوع سوريا من دون الاسد، فأجاب: “اجرينا محادثات مكثفة في هذا الشأن واذا كنت تسألني ما اذا كانا قد وافقا على هذا الاقتراح، لا أعتقد انه من المنصف ان اقول انهما وصلا الى هذا المستوى بعد، لكنني سأواصل الدعوة الى هذا الموقف وتوقعاتي هي انه في مرحلة معينة سوف يكون هناك ادراك انه من الصعب تصور مستقبل افضل لسوريا بوجود الاسد هناك”.

بوتين

في المقابل، قال بوتين خلال مؤتمر صحافي في ختام أعمال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس: “نعتقد أنه لا يحق لأي كان أن يقرر من يجب ان يكون في السلطة أو لا يكون في الدول الاخرى… ليس المهم تغيير النظام ولكن بعد تغيير النظام من سيكون دستوريا. فلنضع حدا للعفن وأن يعم السلام في البلاد”. واعتبر انه يتعين على جميع الدول ان تجلس الى طاولة المفاوضات وأن تضع خطة مسبقة تتيح التوصل الى حل من طريق التفاوض للأزمة، و”ليس كما في بعض دول شمال افريقيا حيث يستمر العنف على رغم ان النظام قد تغير”، في اشارة الى ليبيا حيث سقط نظام العقيد معمر القذافي بمساعدة الغربيين.

عقوبات أوروبية جديدة .. وكلينتون إلى موسكو الأسبوع المقبل

الأمم المتحدة: «طرف ثالث» معرقل في سوريا

تتجه الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة إلى تصعيد جهودها نحو التوصل إلى تسوية مع روسيا حول سوريا، بإرسالها وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون إلى موسكو الأسبوع المقبل للقاء نظيرها الروسي سيرغي لافروف، بعدما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما عدم التوصل إلى توافق مع موسكو حول قضية «تغيير النظام» التي رفضها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، معتبرا أن النقطة الأهم تكمن في ما سيأتي بعد ذلك.

وفي الأثناء، تبنت الأمم المتحدة التي أكدت مواصلة بعثة المراقبين الدوليين، الحديث عن «طرف ثالث» في سوريا لا يريد التوصل إلى حل سلمي في البلاد، وهو موقف أشاد به المندوب السوري لدى المنظمة الدولية بشار الجعفري الذي أكد أن هذا الطرف هو تنظيم «القاعدة» والمجموعات المسلحة.

أما أوروبيا، فقال دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي سيفرض مجموعة عقوبات جديدة على سوريا الاسبوع المقبل كما سيوضح قوانين التأمين على الشحنات المحظور وصولها الى سوريا بما في ذلك الاسلحة. واضاف الدبلوماسيون انه يتوقع ان يعلن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم الذي يعقد في بروكسل الاثنين المقبل تجميد ارصدة وحظرا على السفر لخمس شركات سورية وأحد الافراد، في الدفعة التي ستكون الـ16 من العقوبات المفروضة على نظام الاسد.

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان كلينتون ستلتقي الاسبوع المقبل نظيرها الروسي سيرغي لافروف في سان بطرسبرغ، في وقت يستمر الخلاف

بين واشنطن وموسكو في شأن الازمة السورية. واللقاء مقرر على هامش مؤتمر حول النساء والاقتصاد ستشارك فيه كلينتون في 28 حزيران الحالي، وفق بيان اصدرته الخارجية الاميركية.

وكان أوباما اعلن مساء أمس الاول، أن روسيا والصين «واعيتان لمخاطر حرب أهلية» في سوريا، ولكنهما «لم تنضما» بعد إلى «قضية» الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، في وقت أكد البيت الأبيض في بيان، أن الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أكدا أنهما مع «عملية انتقالية سياسية» في سوريا، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك، حيث أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن روسيا تؤدي دورها «من أجل قيام العملية الانتقالية» في سوريا.

واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه لا يجب تغيير السلطة في سوريا إلا بطريقة دستورية، مشددا على أن «لا أحد يملك الحق في أن يقرر بدلا من الشعوب الأخرى من يجب أن يتم إيصاله إلى السلطة ومن يجب تنحيته». واعتبر أن الاهم من تغيير النظام في سوريا هو «إيجاد وضع يسمح بعد تغيير السلطة، إذا تم بالفعل، بأن يحل سلام في البلاد وتتوقف إراقة الدماء». (تفاصيل ص 13)

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للامم المتحدة مارتن نسيركي إنه «من الصعب معرفة هوية الطرف الثالث في الساحة السورية في الوقت الحالي». واضاف المتحدث الرسمي في المؤتمر الصحافي اليومي قائلا «النقطة الأساسية هنا هي أن أطرافا عديدة أدركت الآن أن هناك عنصرا ثالثا في سوريا، لكن من الصعب علينا أن نحدده بدقة».

وردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن اعتبار عناصر «الشبيحة» عناصر «ارهابية أو أنهم يمثلون الطرف الثالث»، قال نسيركي «إنه لا يستطيع الإجابة عن مثل هذه الأسئلة». وتابع قائلا «يوجد في سوريا قوى غير راضية عن الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لحل هذه الأزمة بالطرق السلمية».

وفي ما يتعلق بالجهات التي تقف وراء استهداف قوافل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، قال مارتن نسيركي «نحن لا نعرف بالضبط من يقف وراء ذلك. ولا توجد مؤشرات لدينا، ولا يمكن في مثل هذه الظروف أن نقول بدقة من هذه القوى التي تقوم بتلك الهجمات».

في المقابل، قال الجعفري «نحمد الله على أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أقر مؤخراً في أحد تقاريره بوجود طرف ثالث في سوريا وهو تعبير مهذب جداً من قبله لأنه لم يحدد طبيعة هذا الطرف وكان ينبغي عليه أن يقول إن هناك عناصر من «القاعدة» ومجموعات إرهابية تأتي من بلدان عربية واقليمية… والنقطة الأهم ان الجميع في مجلس الامن يوافق الآن على حقيقة أن سوريا تتعامل مع مجموعات إرهابية مسلحة».

وأكد الجعفري أن «الأطراف التي تراهن على فشل بعثة المراقبين يعملون على خلق الظروف بهدف افشال عمل البعثة والحكومة السورية أكدت مرارا منذ البداية على ضرورة حماية وضمان سلامة المراقبين وهي تقوم بذلك كي لا تتعرض حياتهم وسلامتهم للخطر».

وكان مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو، أعلن أن المنظمة الدولية قررت الإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، بالرغم من تصاعد العنف الذي أجبر البعثة على وقف عملياتها. وصرح لادسو للصحافيين، بأن الأمم المتحدة قررت «عدم تعديل» بعثة الأمم المتحدة «بل الإبقاء عليها». إلا انه أضاف انه تجري الآن عملية مراجعة لإجراء بعض التغييرات المحتملة.

وفي وقت سابق قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود أمام مجلس الأمن الدولي، إن المراقبين «ملزمون أخلاقيا» بالبقاء في سوريا حتى ولو أدى تزايد أعمال العنف إلى تعليق دورياتهم. وقال مود في بيان عقب اجتماع مجلس الامن أمس الاول، إن هناك حاجة لكي يكون هناك التزام من قبل الحكومة والمعارضة بسلامة المراقبين وامنهم وكذلك ضمان حرية تنقلهم، كي يستطيع هؤلاء استئناف عملهم. ولفت مود الى ان الحكومة السورية عبرت عن هذا الالتزام «بوضوح في اليومين الاخيرين».

إلى ذلك، أبدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر استعدادها لدخول مدينة حمص السورية لاجلاء مدنيين بعدما تلقت موافقة السلطات والمعارضين، فيما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ما لا يقل عن 61 شخصا جراء العنف في مختلف انحاء سوريا، بينهم نحو 29 من القوات النظامية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «عشرين على الاقل من الجنود النظاميين وخمسة عناصر من مسلحي المعارضة قتلوا في ريف اللاذقية (شمال غرب) في معارك اندلعت ليل الثلاثاء واستمرت حتى الفجر مع عناصر من المعارضة المسلحة في منطقة جبل الاكراد». كما قتل رجل دين شيعي يدعى عبد القدوس الجبارة قرب مقام السيدة زينب في دمشق.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

الجامعة العربية تطالب روسيا بوقف تزويد دمشق بالاسلحة

موسكو- (ا ف ب): طالبت جامعة الدول العربية روسيا بالتوقف عن تزويد النظام السوري بالاسلحة، كما اعلن نائب الامين العام للجامعة السفير احمد بن حلي في مقابلة مع وكالة انترفاكس الروسية للانباء الخميس.

وردا على سؤال عن التعاون العسكري بين روسيا وسوريا قال بن حلي ان “كل مساعدة على العنف يجب ان تتوقف، لانكم عندما ترسلون معدات عسكرية فانتم تساعدون على قتل اناس. هذا الامر يجب ان يتوقف”.

وتاتي هذه التصريحات في وقت كثف فيه الغربيون الضغط على روسيا لكي توقف تسليم الاسلحة لحليفها السوري.

وتركزت الانظار في الايام الماضية على سفينة الشحن الروسية (ام في الايد) التي يشتبه في انها كانت تنقل مروحيات هجومية من نوع مي-25 الى دمشق.

وقد استخدمت دمشق مروحيات من هذا النوع من صنع سوفياتي في قمعها المعارضين.

وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عبرت في 12 حزيران/ يونيو عن قلقها من معلومات اشارت الى نقل مروحيات من روسيا الى سوريا.

وردت موسكو بانها لم تسلم اي مروحيات جديدة لنظام بشار الاسد وانها لا تقوم الا باصلاح مروحيات باعتها منذ فترة طويلة لدمشق.

واكدت موسكو مرات عدة انها لم تخالف اية قواعد أو تنتهك الحظر الدولي وانها لا تسلم دمشق اي معدات يمكن ان تستخدم ضد متظاهرين “مسالمين”.

العنف يحصد 61 قتيلا.. وكلينتون ولافروف يبحثان الملف السوري نهاية الشهر الجاري

بوتين يحذر من استخدام العنف لتغيير السلطة في سورية

فرنسا ترحب بالإبقاء على المراقبين وتجدد اقتراحها بتطبيق الفصل السابع

دمشق ـ موسكو ـ لوس كابوس ـ باريس ـ وكالات: حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من محاولة تغيير السلطة بالعنف في سورية، وقال في أعقاب مشاركته في قمة مجموعة العشرين بمدينة لوس كابوس المكسيكية إن التجربة في شمال أفريقيا أوضحت أن نزيف الدماء استمر حتى بعد تغيير النظام هناك، فيما حصدت اعمال العنف المستمرة في سورية الاربعاء 61 قتيلا.

وأوضح بوتين ‘نعتقد أنه لا احد يملك الحق في ان يقرر نيابة عن الشعوب الأخرى ومن يجب ان يأتي الى السلطة ومن يجب سحب السلطة منه’.

وأضاف بوتين ‘نعم نعرف أن جزءا من الشعب السوري الذي تمثله المعارضة المسلحة يؤيد رحيل الأسد لكن هذا الجزء ليس هو الشعب السوري بأكمله’.

وأعرب بوتين عن اعتقاده بأن حدوث تغيير في السلطة غير ممكن إلا على أساس الدستور السوري، كما يجب أن يكون واضحا كيفية سير الأمور بعد حدوث هذا التغيير.

ومن جهتها رحبت فرنسا الأربعاء بالإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سورية التي قالت إنها تقوم بعمل صعب في ظروف خطيرة، مجددة اقتراحها بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بشأن سورية.

وتبحث وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف تطورات الازمة السورية في نهاية حزيران (يونيو) في روسيا.

واعلنت الخارجية الامريكية الاربعاء ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستلتقي الاسبوع المقبل نظيرها الروسي سيرغي لافروف في سان بطرسبورغ، في وقت يستمر الخلاف بين واشنطن وموسكو في شأن الازمة السورية.

واللقاء مقرر على هامش مؤتمر حول النساء والاقتصاد ستشارك فيه كلينتون في 28 حزيران (يونيو)، وفق بيان اصدرته الخارجية الامريكية.

من جهتها، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاربعاء انها تحاول اجلاء المواطنين المحتجزين في مدينة حمص (وسط) بعدما تلقت موافقة السلطات السورية والمعارضين.

واضافت ان ‘اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري مستعدان لدخول المدينة القديمة في حمص واحياء القرابيص والقصور وجورة الشياح والخالدية’.

وتقصف قوات النظام السوري منذ ايام عدة مدن يتحصن فيها معارضون مسلحون وخصوصا حمص، التي تتعرض فيها احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص اضافة الى احياء من المدينة القديمة،الى قصف مستمر منذ اسابيع في محاولة للقوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المدينة.

وتابعت المنظمة ومقرها جنيف ان ‘السلطات وافقت رسميا على طلبنا والمجموعات المعارضة اعطتنا ضمانات باحترام الهدنة’.

واكدت ان ‘مئات من المدنيين محتجزون في حمص القديمة ولا يستطيعون الفرار من المعارك ولا اللجوء الى مكان آمن في المدينة’.

وقالت مسؤولة عمليات الشرق الاوسط بياتريس ميغيفان روغو في البيان ان ‘اولويتنا الاولى (…) هي اجلاء المرضى والجرحى نحو مناطق اكثر امانا حيث يمكنهم تلقي العلاج’.

واضافت ‘نريد ايضا اجلاء المدنيين الذين كانوا غير قادرين على الفرار من منطقة المعارك’.

وفي بروكسل، قال دبلوماسيون الاربعاء ان الاتحاد الاوروبي سيفرض مجموعة عقوبات جديدة على نظام الرئيس السوري بشار الاسد الاسبوع المقبل كما سيوضح قوانين التأمين على الشحنات المحظور وصولها الى سورية بما في ذلك الاسلحة.

ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ما لا يقل عن 61 شخصا الاربعاء جراء العنف في مختلف انحاء سورية، بينهم نحو 29 من القوات النظامية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ‘عشرين على الاقل من الجنود النظاميين وخمسة عناصر من مسلحي المعارضة قتلوا في ريف اللاذقية (شمال غرب) في معارك اندلعت ليل الثلاثاء واستمرت حتى الفجر مع عناصر من المعارضة المسلحة في منطقة جبل الاكراد’.

من جانبها، اعلنت وزارة الخارجية الايطالية ان الصحافي الايطالي في وكالة انسا كلاوديو اكولي نجا الاربعاء من هجوم استهدف موكبا من ثلاث سيارات بينها سيارته على بعد مئة كلم جنوب دمشق واسفر عن مقتل شرطي واصابة ثلاثة اخرين.

وكان مساعد الامين العام المتحدة لعمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو اعلن فجر الاربعاء ان المنظمة الدولية قررت الابقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سورية رغم تصاعد العنف الذي اجبرها على وقف عملياتها.

اللاجئون السوريون في تركيا يناشدون الدول الغربية التدخل في سورية

كيليس (تركيا) ـ ا ف ب: ما ان شاهد اللاجئون السوريون في احد المخيمات التركية مسؤولة اوروبية تجول بينهم حتى صرخوا بوجهها ‘لماذا لا تفعلون شيئا؟ لماذا لا تدخلون الى سورية لحمايتنا؟’.

وكانت كريستالينا جورجييفا المفوضة الاوروبية المكلفة المساعدة الانسانية وصلت الى مخيم اللاجئين السوريين في كيليس جنوب شرق تركيا الاربعاء حيث يتجمع نحو 10500 لاجىء من اصل 32 الف لاجىء سوري في تركيا.

وتحلق نحو 15 لاجئا حول المسؤولة الاوروبية وامطروها بالاسئلة وهي تقف الى جانب وزير الشؤون الاوروبية ايغيمن باقش.

ويجمعون على ان المعاملة التي يلقونها في المخيم جيدة، فهم يعيشون في منازل جاهزة على مساحة ارض واسعة لا تبعد سوى مسافة قليلة عن الحدود مع سورية. ومع ان هذه المنازل غير مجهزة بمكيفات للهواء وسط جو حار، فانهم لا يشتكون خصوصا ان السلطات التركية تتكفل بكل ما له علاقة بحياتهم اليومية وهم احرار بالخروج ساعة يريدون من المخيم الى مدينة كيليس المجاورة للتسوق، كما ان الاولاد يذهبون الى المدارس والصغار تؤمن لهم دور حضانة.

وقال المسؤول التركي عن المخيم بعد ان شرح مدعوما برسومات على شاشة تفاصيل المخيم امام المسؤولة الاوروبية ‘اننا حتى نرسل احيانا العرسان الجدد الى فندق خمس نجوم لتمضية شهر العسل’ وسط قهقهات الحضور.

بعض الامهات اعربنا عن خشيتهن ازاء المستقبل الدراسي لاولادهن. فهم لا يتبعون في المخيم البرنامج الدراسي التركي. فماذا سيفعلون لدى عودتهم الى سورية؟.

وقالت فاطمة نعمان الشابة المحجبة ‘نمضي وقتنا ونحن متسمرون امام شاشات التلفزيون نشاهد المجازر. لماذا ليس هناك ردود فعل؟ العالم صامت ولا نعرف السبب!’.

وقال محمد نايف الاربعيني ‘ان نظام بشار الاسد باق بحكم القوة ولا بد من استخدام القوة لاجباره على الرحيل’.

ويدخل احمد الحاج في الحديث وهو هارب من ادلب ‘حتى الحيوانات لها حقوق في الدول الاوروبية. اما في سورية فحدث ولا حرج بالنسبة لحقوق الانسان!؟.

وقالت الشابة منار علي من اللاذقية ‘في ليبيا قتل 800 شخص فسارعت الدول الغربية للتدخل، اما في سورية فالقتلى تجاوزوا الـ15 الفا ولا احد يتحرك! لماذا؟’.

وامام هذه التساؤلات قالت المسؤولة الاوروبية ان ‘الفارق بين ليبيا وسورية هو حصول اجماع في مجلس الامن غطى التدخل في ليبيا’ الامر الذي لم يحصل بالنسبة الى سورية.

واضافت ‘لقد فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات قاسية جدا على سورية وقادة الاتحاد الاوروبي هم الاكثر تشددا على النظام السوري’.

وقالت ان الاتحاد الاوروبي قدم 84 مليون دولار كمساعدات انسانية الى اللاجئين السوريين بشكل خاص.

وبينما كانت المسؤولة الاوروبية تجول في المخيم ووصلت الى مقربة من مستوصف طبي اعترض رجل سوري طريقها وباشر توجيه كلامه الى الوزير التركي باللغة العربية.

تدخل المسؤول عن المخيم الذي يتقن العربية وقال ‘هذا الرجل غاضب ويقول للوزير ‘تتكلمون كل الوقت عن الامم المتحدة. ان الامم المتحدة قامت على الاقل بشيء في ليبيا وهاجمت. لماذا لا تهاجمون في سورية؟’.

ويتابع محمد سليمان (54 عاما) وهو يحاول تجنب رجال الشرطة للاقتراب اكثر من الوزير التركي ‘انا اعرف لماذا لا تقومون باي شيء في بلادي! لان لا نفط في سورية’.

ريبال الأسد: اهزموا بشار الأسد حسب اسلوبه من خلال الحوار

بروكسل- (د ب أ): ينبغي على المجتمع الدولي الضغط على المعارضة السورية لقبول عرض الرئيس السوري بشار الأسد بإجراء حوار لأنه سيمهد الطريق لعزله، حسبما قال ابن عم الرئيس السوري لوكالة الأنباء الألمانية الأربعاء.

وقال ريبال الأسد في بروكسل “بالطبع النظام السوري لا يريد الحوار، ولكن ماذا سيقولون /نحن نمزح، في الواقع نحن لا نريد الحوار حقا، لكننا كنا نقول ذلك فقط لأننا نعلم أن المعارضة لا تريده (الحوار)”.

وتابع “ماذا سيقول الصينيون والروس؟ سيقولون نفس الشيء/الآن انهم (المعارضة) يريدون الحوار. إيها النظام السوري، عليك أن تجلس معهم/”.

واستطرد قائلا ” هناك مثل عربي يقول/ هل تريد عنباً أم تريد أن تتقاتل مع الناطور (الحارس ) ؟/ لدينا فرصة لم تتح لنا على مدى 40 عاما.. علينا أن نضيق الخناق على النظام”.

ورفض ريبال، الذي كان في زيارة لبروكسل لتبادل وجهات النظر مع أعضاء البرلمان الأوروبي، المجلس الوطني السوري المعارض وغيرهم من المعارضين المعترف بهم دوليا ووصفهم بأنهم يمثلون “كارثة” يقودها الإسلاميون إلى حد كبير .

وعاش ريبال معظم حياته في الخارج في دول مثل فرنسا والولايات المتحدة منذ أن كان في التاسعة من عمره، عندما غادر والده رفعت الأسد سورية.

ويلقى باللوم على رفعت الأسد على نطاق واسع بالنسبة لما يزعم من قيادته لهجوم عسكري لقمع انتفاضة قام بها المواطنون السنة عام 1982 في مدينة حماة، أسفر عن مقتل ما يقدر بـ20 ألف شخص. وأجبر على الخروج للحياة في المنفى في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بعد محاولة فاشلة للاستيلاء على السلطة من شقيقه الأكبر، الرئيس الراحل حافظ الأسد- والد الرئيس الحالي، إلا أن عائلته تنفي هذين الادعاءين.

يذكر أن ريبال /37 عاما/الذي يقيم في لندن هو مدير منظمة الديمقراطية والحرية في سورية ورئيس فضائية شبكة الأخبار العربية “إي أن أن”.

واستبعد أي تدخل عسكري أجنبي في سورية، مشيرا ليس فقط إلى جغرافيتها المعقدة وتشكيلها العرقي والديني المعقد ولكن أيضا لامتلاكها أسلحة كيميائية.

ومنذ بدء الانتفاضة ضد الأسد في آذار/مارس 2011 قتل ما يقدر بـ 14400 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقا للمعارضة، بينما ذكرت الأمم المتحدة أن عدد القتلى تجاوز 9500 شخص.

وما زال الأسد يتخذ موقفا متحديا في وجه الإدانة الدولية واسعة النطاق والدعوات المتكررة من زعماء العالم له لكي يتنحى.

وقد تعثرت خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان للسلام التي تتألف من ست نقاط. وتم انتهاك وقف إطلاق النار المحدد في 12 نيسان/أبريل، على أساس شبه يومي، كما أعاقت روسيا والصين حليفا سورية رد فعل قوي من الأمم المتحدة.

ودعا الاتحاد الأوروبي مرارا المعارضة السورية لتصبح أكثر اتحادا.

وقال ريبال إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يطلق عملية الحوار من خلال تنظيم مؤتمر يضم جميع أحزاب المعارضة – “ليس مثل مؤتمر أصدقاء سورية الذي وجه الدعوة لمجموعة واحدة فقط”.

وأوضح أن حوارا بين المعارضة المتحدة وحكومة الأسد- تحت إشراف دولي – يمكن أن يؤدي إلى انتقال ديمقراطي يمهد الطريق لإجراء انتخابات جديدة وفي نهاية المطاف إلى نهاية النظام.

وأكد ريبال “في ظل ديمقراطية حقيقية، كيف يمكن أن يبقى (نظام الأسد)؟.. الناس لا يريدون بقاءه.. في النهاية، نريد الوصول إلى الديموقراطية والحرية. هذا هو أهم شيء”.

وشدد على أنه إذا لم تتم السيطرة على الوضع في سورية قريبا، ستقع حرب أهلية وصراعات إقليمية.

وقال ريبال “الناس في سورية لا يرون بديلا عمليا”.

وأضاف “ضع نفسك مكان (الأسد). إذا رأيت ما حدث للقذافي، إذا رأيت ما حدث لصدام حسين، إذا رأيت ما حدث لمبارك، إلى أين يمكن أن تذهب؟”.

إنسوا الحمّص في دمشق

صحف عبرية

محبو الحمص الاسرائيليون سيخاطرون اليوم جدا اذا ما حاولوا مسح صحون الحمص بالخبز في القاهرة. فمسح الحمص في العواصم العربية شكل عنصرا هاما في الحاجة الى التحلل من كل ذخائرنا والمخاطرة باتفاقات مهزوزة مع مجتمعات معادية وأنظمة خائنة مثل مصر، سوريا والفلسطينيين. من يتحدث اليوم عن الحمص في السياق المصري. سفير اسرائيل يسافر في كل نهاية اسبوع الى البلاد لانه لا توجد شقة للسفارة، ولا يوجد أحد مستعدا لان يؤجر مبنى لحكومة اسرائيل في مصر. والحكومة المصرية، تلك التي يفترض بها أن تتأكد من أن ‘السلام’ ينفذ، كفت حتى عن اللعبة المزدوجة لعهد مبارك. قبل أن تسقط في ايدي ‘الاخوان المسلمين’، محبي الخلافة الاسلامية وعاصمتها القدس، فان مصر هي ببساطة دولة معادية؛ دولة مواطنوها يكرهوننا ولها حدود طويلة من الارهاب والثكل. من أجل اولئك سلمنا العمق الاستراتيجي لسيناء، النفط، المضائق، خط الساحل والشواطىء المذهلة.

أما في دمشق، فحتى المحليون يمسحون دما من الشوارع أكثر مما يمسحون حمصا في المطاعم. تخيلوا اننا كنا أعطينا كل هضبة الجولان وثلث بحيرة طبريا وأنزلنا معهم اليوم أرجلنا في مياه الحرب الاهلية السورية. مشكوك أن يكون هناك من لا يزال يوهم نفسه في أن حكما ما مستقبليا في سوريا يمكنه أن يضمن لنا ان يمسح الحمص بالخبز بأمان في دمشق. العداء لنا يتميز به كل الاطراف. وسواء بقي الاسد أم صعد المدعومين من القاعدة وسواء تفككت الدولة الى عناصر فان شعبا سوي العقل لن يأخذ المخاطر حيالهم. أما عن الفلسطينيين فلا حاجة للاستطراد. باستثناء عناصر اليسار المسيحانيين ووكلاء ‘السلام’ المهنيين الذين يتغذون بميزانيات أجنبية سمينة، لم يعد أحد يؤمن أن حقا يوجد لنا شريك للسلام في رام الله، شريك جدير بان نأخذ حياله المخاطر.

وما هي الدروس التي نستخلصها حيال حدة هذا الواقع؟ محافل اليسار المهني والمسيحاني لا يمكن تشويش عقله بالحقائق، ولكن ماذا عن كل من تبقى؟ وماذا عن حكومة اليمين لنتنياهو؟ متى جرى مؤخرا نقاش في الحكومة أو في مستويات رسمية اخرى، جرت فيه محاولة لبلورة استراتيجية تجاه البرهان المطلق في أن السلام الحقيقي لن يتحقق في الاجيال القريبة مع اي من جيراننا؟ ونتنياهو، بالمناسبة، لم يتراجع بعد عن خطاب الدولة الفلسطينية الذي القاه دون أي صلاحيات. أولم يحن الوقت لان يفعل ذلك؟

حتى حيال ما يجري في الجبهة المصرية، تخاف حكومة نتنياهو التنفس.

والان بات واضحا انه نشأت لنا في سيناء منطقة فاصلة من الارهاب. غير أنه للمفارقة صحيح حتى الان الاتفاق مع القاهرة يضع القيود على أيدينا، قيودا تمنعنا من عمل ما كنا سنعمله في كل حدود ارهابية اخرى، حتى في الحدود اللبنانية. نحن لا نتجرأ حتى على ارسال مروحيات خلف خط الحدود لاحباط الارهاب.

وبشكل عام، في جبهة الجنوب نحن نقف أمام خليط من ثمار السلام: ‘الاغراض المتطايرة’ على حد وصف مستشار شارون، دوف فايسغلاس، تسقط على الارض بكميات كنتيجة لعبقرية فك الارتباط وتحولت منذ زمن بعيد لتصبح تهديدا استراتيجيا. اما دولة الارهاب قيد الانشاء فتعتور في سيناء، تلتصق بقطاع غزة وتخلق خطرا أعلى بكثير من ذاك الذي أجبربنا على الشروع في حرب لبنان الثانية حيال دولة المخربين التي نشأت في حينه في لبنان. لعله حان الوقت لان نقف أخيرا امام الواقع ونكف عن خداع أنفسنا واطلاق أناشيد السلام؟

معاريف 20/6/2012

السلطات السورية تسعى لاستعادة ما خسرته جغرافيا قبيل عودة المراقبين الدوليين لعملهم الميداني

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ لا جديد جوهري في تفاعلات الأزمة السورية دولياً وتحديداً على مستوى المفاوضات التي جرت مؤخراً على هامش قمة العشرين بين الزعيمين الروسي فلاديمر بوتين والأمريكي باراك أوباما، الأمر الذي يعني حسب مصادر سياسية سورية مراوحة المشهد السوري (سياسياً) في مكانه خلال الفترة الحالية.

على ضوء ذلك تقول تلك المصادر السياسي لـ ‘القدس العربي’ ان قرار السلطات السورية في الساعات الأخيرة هو استعادة الجغرافيا التي خرجت عن سيطرت القوات السورية في عدد من المدن والبلدات السورية قبيل استئناف المراقبين الدوليين لمهامهم في حال جرى هذا الاستئناف أو قبيل أي قرار أممي جديد بخصوص تطوير مهام المراقبين في حال أقر مجلس الأمن مثل هذه الخطوة.

قرار السلطات السورية ينطوي إذاً حسب ذات المصادر على القيام بعمليات عسكرية متزامنة واسعة النطاق تطال كل المناطق ‘المتمردة’ التي تميل فيها الكفة لصالح المعارضة المسلحة المتمثلة بـ ‘قوات الجيش الحر’ وفي ذات الوقت.

ضمن هذا الجو وهذا القرار السوري، ومع بلاغ تلقته دمشق من موسكو مفاده بأننه ‘لامجال للتراجع خطوة إلى الوراء’، تجري عمليات عسكرية تشمل عدد كبير من بلدات ريف دمشق أعنفها وأشدها بمدينة دوما المعقل الأساسي لمعارضة ما حول العاصمة، وعدد آخر من بلدات درعا أبرزها في داعل، ومعظم بلدات ريف إدلب وجزء واسع من ريف حلب لاسيما في اعزاز والأتارب، وجميع المناطق المتمردة في حمص إضافة إلى استمرار العمليات العسكرية في ريف اللاذقي الشرقي والشمالي الشرقي وتحديداً في قريتي سلمى وكنسبا.

وكان دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي نقلوا عن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية، الجنرال روبرت مود قوله خلال جلسة مغلقة للمجلس يوم الثلاثاء 19 حزيران (يونيو) ان المراقبين ‘ملزمون اخلاقيا’ بالبقاء في سورية حتى ولو ادى تزايد اعمال العنف الى تعليق دروياتهم، وأكد أن المراقبين باقون وسيعودون الى عملهم حال تسمح الاوضاع بذلك.

وأكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما عدم التوصل الى اتفاق مع موسكو وبكين بشأن الملف السوري، مشيراً في الوقت نفسه في مؤتمر صحفي عقده اوباما في لوس كابوس المكسيكية يوم 19 حزيران (يونيو) في ختام قمة مجموعة العشرين الكبار الى ان روسيا والصين ‘واعيتان لمخاطر حرب أهلية’ في سورية.

مجلس جديد للمقاومة السورية يؤكد ظهور قيادة في الداخل متطورة وناضجة قادته يستخدمون اسماءهم الحقيقية.. ومقاتلوه مصرون على هدفهم رغم قلة السلاح

العلويون في جبل محسن مستعدون للقتال كالاسود دفاعا عن الاسد.. والسنة في باب التبانة لايذكرون اسمه الا مرفقا بكل الالقاب السيئة

لندن ـ ‘القدس العربي’: لم يحصل تقدم على الملف السوري في المحافل الدولية، بعثة المراقبين قالت انها ستبقى في سورية مع انها علقت عملياتها بسبب العنف وتعرض مراقبيها للخطر.

الرئيس الامريكي باراك اوباما اعترف انه لم يحقق اي تقدم في اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث لم يقتنع الاخير بعد بحل يؤدي لتنحية الرئيس السوري بشار الاسد، وتمسك بوتين بالموقف الروسي المعلن وهو ان السوريين هم الاولى بحل مشاكلهم. ونفى ما قاله رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه غير موقفه من الاسد. فقد قال اوباما في مؤتمره الصحافي في لوس كابوس – المكسيك الذي انعقد فيها مؤتمر مجموعة العشرين ان الصين وروسيا لم تنضما بعد الى اية خطة لتنحية الاسد. وبالنسبة للمعارضة السورية فلا زالت تنتظر من ‘المجتمع الدولي’ التدخل عبر البند السابع من ميثاق الامم المتحدة، مع انها ما زالت على وضعها منقسمة.

قيادة جديدة

لم تتخلص المعارضة بعد من خلافاتها فمع انها انتخبت رئيسا جديدا لمجلسها الوطني الا انه لم يتحول بعد الى مظلة تمثل الداخل والخارج. فقد جاء اعلان الناشطين داخل سورية عن تشكيل ‘قيادة جديدة’ ليؤكد ديمومة الانشقاق الذي ميز قيادة الثورة السورية منذ بدايتها سواء على النطاق العسكري او السياسي. وينظر للقيادة الجديدة على انها تراجع واضح لقيادة الخارج التي فشلت في تأمين دعم ‘الشارع’ السوري في الداخل، حيث استطاع الناشطون انشاء فصائل محلية ومناطقية تنسق مع بعضها البعض للدفاع عن البلدات والاحياء في المدن وتنسيق الدعم الانساني واغاثة وعلاج الجرحى. ونقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن حسين سيد من مؤسسة ‘لجنة العمل المشترك’ الجديدة قوله انه ‘بحسب الطريقة التي يعمل بها الآن، لا نعتقد ان المجلس الوطني قادر على قيادة المعارضة’. وتقول الصحيفة ان مؤتمر اصدقاء سورية في نيسان (ابريل) وان اعترف بالمجلس الوطني السوري كمحاور شرعي الا ان نجاح لجان التنسيق المحلية جعل عددا من المحللين يركزون على اهمية قيادة الداخل، فحسب اليزابيث اوباغي من معهد دراسات الحرب التي كتبت قائلة ان هناك ‘قيادة ناضجة ومتطورة توفر الدفع الداخلي للانتفاضة’. ونقلت الصحيفة عن سيد قوله ان لجنة العمل المشترك تهدف الى توحيد العمل السياسي والميداني في كل انحاء سورية على مستوى قيادة الثورة لتحقيق انتقال سلس للسلطة’.

وتتكون قيادتها من ممثلين عن الجماعات الاربع المعارضة ويضمون القيادة العامة للثورة السورية التي تعتبر من كبرى اللجان ولها قاعدة واسعة وتسيطر على نسبة 70 بالمئة من القيادة المناطقية حسب اوباغي التي درست عملها والية اتخاذ القرار فيها ـ ويضاف اليها لجنة التنسيق المحلية.

اسماء حقيقية

ويستخدم قادة اللجنة الجديدة اسماءهم الحقيقية على خلاف الناشطين الاخرين، في محاولة منهم للحصول على الشرعية داخل سورية كما تقول الصحيفة، فليست هناك مشكلة كما يقول سيد من الاعلان عن الاسماء الحقيقية ‘لاننا تحت حماية الناشطين’. واضاف ان نجاحات الجيش الحر في معاركه ضد القوات النظامية في البلدات حول ادلب شمال سورية يعني ان المقاومة يمكن ان تعمل بحرية من ‘المناطق المحررة’.

ويأمل الجناح السياسي ان يسيطر على الجناح العسكري- الجيش السوري الحر حسب الناشطين، مشيرين الى ان المجالس العسكرية تم تشكيلها في كل انحاء سورية لانشاء بنية وقيادة للفصائل المحلية المختلفة. وبحسب معارض من جماعة الدعم السورية التي تتخذ من امريكا مركزا لنشاطاتها فهناك عشرة مجالس عسكرية تتفاوض الان للعمل معا، مشيرا الى ان المجلس العسكري في حماة يسيطر على 85 بالمئة من المجالس العسكرية المحلية فيما يسيطر مجلس درعا العسكري على 75 بالمئة. وعلى الرغم من الخطوات للانضواء تحت قيادة واحدة والتقارير التي كشفت الاسبوع الماضي عن محادثات عقدت بين ممثلين من الخارجية ومجلس الامن القومي الامريكيين، مع ممثلين من المعارضة المسلحة في سورية وهي جزء مما وصفها مسؤول من محاولات ‘التعرف’ على القيادة العسكرية، وكي تقرر امريكا فيما ان كانت ستدعم عمليات تسليح المعارضة التي تقوم بها كل من السعودية وقطر، وتقديم اسلحة ثقيلة مثل صواريخ مضادة للدبابات.

فساد ومحسوبية

ويخشى محللون انه كلما توزعت الفصائل السورية كلما انزلقت البلاد نحو الحرب الاهلية والتمزق. واشارت الصحيفة ان مشروعا قام بتنظيمه المجلس الوطني لنقل الرواتب للمقاتلين من الجيش الحر اختطفه مسؤولون لمصالحهم الشخصية ورافقته الرشوة والفساد منذ بداية عمله. ونقلت عن ناشط طلب عدم ذكر اسمه ان ‘كل واحد يريد ان يحصل على جزء من الكعكة وان يدفع لمن يدعم ايديولوجيته’. وتقول الصحيفة ان جماعة الاخوان المسلمين المؤثرة اوصلت دعما ماليا لفصيل مسلح اسمه لجنة الدفاع المدني. وبحسب مسؤولين غربيين فالفصيل يحاول الحصول على ولاء الجماعات الاخرى بالمال، وانه يطلب منهم حمل علامات تشير الى ولائهم للحركة. وزعم ناشط من القصير قرب حمص ان جماعته تلقت دعما مقابل ان يطلق افرادها لحاهم، وزعم اخر ان بعض رجال الاعمال السعوديين يتجاوزون قيادة المجلس العسكري ويقدمون اموالا للجماعات المسلحة بشكل مباشر.

معنويات مرتفعة

وعلى الرغم من قلة السلاح فان المقاتلين السوريين يتشاركون بنفس الهدف وهو الالتزام بالقضية والاستعداد للتضحية من اجلها وهو ما لاحظته صحيفة ‘واشنطن بوست’ في تقرير لها. ووصف مراسلها اشتباكا مع قوات الجيش في خان شيخون حيث حاول بعض المقاتلين اطلاق رصاص البنادق على مروحية كانت تحلق على مسافة الفي قدم، وعندما سئل احدهم: كيف ستحطم طائرة برصاصة بندقية اجاب ‘قد يكون هذا ممكنا ان شاء الله’. واشارت الى ان الاف المقاتلين الذين يواجهون جيشا منظما وقويا بأسلحة خفيفة، وبدون خطط عسكرية خاصة انهم متطوعون وبدون تدريب عسكري. وتقول الصحيفة ان متابعة عمليات المقاتلين السوريين تظهر ان تكتيكات جنود الاسد لم تجعلهم يتخلون عن قضيتهم بل زادت من تصميمهم على الرغم من الخسائر الكبيرة في صفوفهم.

ونقلت عن مقاتل قوله انه لم يكن يفكر ابدا بالمقاومة المسلحة حيث خرج للتظاهر بشكل سلمي مطالبا بالحرية ولكن رد الاسد عليه وزملائه بـ ‘الرصاص’. وتقول ان شام لا يعطي شكله انطباعا بانه ثوري، فقد درس الهندسة المدنية في جامعة روسية ويتحدث اضافة الى ذلك اللغة الانكليزية بطلاقة وانه لم يعد للبلاد بعد تخرجه من الجامعة هربا من الخدمة العسكرية وها هو يؤديها ولكن في مواجهة جيش الاسد. وكان شام يتحدث من بلدة مضايا التي يقول انها تخضع لسيطرة الجيش الحر. ويقول انه لم تكن لديه خبرة عسكرية قبل الانتفاضة الا ان والده الذي خدم في الجيش ويقود فصيلا مسلحا تابعا له عمله كيفية استخدام السلاح. وكان والده يملك محجر رخام قبل الثورة مشيرا الى ان التمرد يسري في دم العائلة حيث مات عمه وهو يقاوم الفرنسيين وجداه وهما يقاومان الاسد. وقال انه يخطط لعملية كبيرة سيستخدم فيه دبابة ولكن للاسف لا يوجد من يعرف قيادة دبابة من المقاتلين، على الاقل في الوقت الحالي.

في لبنان معركة اخرى

شام يقاتل مع زملائه دفاعا عن اهلهم وبلدهم من سطوة النظام، لكن في مدينة طرابلس هناك من يدافع عن النظام ويستعد للمعركة من اجل الاسد حسبما يقترح تقرير ‘لوس انجليس تايمز’. ووصف التقرير اثار القتال الذي شهدته مدينة طرابلس هذا الشهر بين باب التبانة السني وجبل محسن العلوي، حيث يعبر القتال عن ما يراه لبنانيون محاولة من الاسد التدخل في الشؤون اللبنانية ومحاولته نقل الحرب الى لبنان. ونقل مراسلها عن احد سكان جبل محسن الذي تسكن فيه الغالبية العلوية قوله انهم يحرسون احياءهم بحذر، وانه كـ ‘الاسود’ مستعدون للقتال، وفي جولة في الاحياء لاحظ صورة ‘الدكتور بشار’ تزين كل محل ومقهى. في المقابل في باب التبانة فمجرد ذكر ‘الدكتور بشار’ يرفق بعدد من الالقاب :قاتل اطفال، طاغية وجلاد. ويضيف التقرير ان المسؤولين الغربيين عبروا دائما عن مخاوفهم من ان يؤدي استمرار الحرب في سورية الى انتقال عدواها لدول الجوار خاصة لبنان، فجبل محسن وحي التبانة الذي لا يفصل بينهما سوى شارع اسمه سورية تعبير واضح عن تأثر لبنان باحداث سورية.

أوباما يقرّ بالعجز عن استمالة الروس: كلينتون ولافروف يجتمعان نهاية الشهر

تبحث وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف تطورات الأزمة السورية في نهاية حزيران في روسيا، وذلك استكمالاً للمشاورات الأميركية الروسية التي لم توصل إلى نتيجة في المكسيك، خلال اجتماعات قمة العشرين التي استحوذ فيها الملف السوري على مجمل المناقشات والتصريحات.

وأعلنت الخارجية الاميركية أن كلينتون ستلتقي الاسبوع المقبل نظيرها لافروف في سان بطرسبورغ، في وقت يستمر الخلاف بين واشنطن وموسكو في شأن الأزمة السورية. واللقاء مقرر على هامش مؤتمر حول النساء والاقتصاد ستشارك فيه كلينتون في 28 حزيران، وفق بيان أصدرته الخارجية الاميركية.

وتسعى الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى موقف مشترك حول سبل التعامل مع النزاع في سوريا.

وفرضت الازمة السورية نفسها على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك. ووجد الرئيس الاميركي باراك أوباما نفسه مضطراً الثلاثاء، غداة لقائه الأول على هامش القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى الإقرار بأنه لا يعتقد أن «روسيا والصين انضمتا إلى صفنا». وأوضح أوباما أنه قال لنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو الذي التقاه أيضاً على هامش القمة، إن الأسد لا يمكن أن يظل في الحكم بعدما اتهم نظامه بقتل عدد كبير من المدنيين. وأضاف أن موسكو وبكين «تقرّان بأن الوضع الحالي خطير (…) وبأنه لا يخدم مصالحهما»، إلا أن العلاقات التاريخية بين روسيا وسوريا وتحفّظ الصين إزاء التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى تعوق التوصل إلى تسوية للأزمة السورية. وفي إشارة إلى تحسن طفيف للعلاقات مع بوتين الذي أصدر وإياه بياناً مشتركاً الاثنين، أضاف أوباما أن روسيا والصين «ليستا راضيتين عن المجازر» الأخيرة في سوريا.

لكن بوتين رد بالقول «إنه لا أحد يحق له أن يقرر بالنيابة عن دول أخرى من يجب أن يتولى الحكم فيها». وتابع أن «تغيير النظام ليس المهم، بل المهم هو أنه بعد تغيير النظام دستورياً يجب وضع حد لأعمال العنف وإحلال السلام في البلاد». ورأى أن على جميع الدول الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإعداد خطة مسبقة من أجل التوصل إلى حل للأزمة عبر التفاوض. وتابع «وليس كما في بعض دول شمال أفريقيا حيث تتواصل أعمال العنف على الرغم من تغيير النظام»، في إشارة واضحة إلى ليبيا حيث أطيح نظام معمر القذافي بدعم من الغرب.

وتباحث أوباما في شأن الازمة السورية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في لوس كابوس. وأوضح بيان صدر عن البيت الأبيض أن المسؤولين «تباحثا في أهمية تسهيل مرحلة انتقالية سياسية في سوريا تضع حداً لأعمال العنف الدامية وتؤدي إلى حكومة تلبي مطالب الشعب السوري»، دون إعطاء إيضاحات إضافية.

من جهة ثانية، قالت وزارة الدفاع الأميركية، أول من أمس، إن 3 سفن روسية تتوجه إلى ميناء طرطوس في سوريا تحمل على متنها إمدادات وربما أفراداً إلى قاعدة روسية. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن المسؤولين العسكريين الروس كانوا أعلنوا أن الإمدادات هي للروس ولحماية قواتهم. وقال كيربي «ليس لدينا أي مؤشرات على أن هذه السفن متوجهة إلى سوريا لأي سبب غير السبب الذي أقرّ به الجيش الروسي بنفسه، وهو لإيصال إمدادات لقواته وحمايتهم في تلك المنشأة»، في إشارة إلى القاعدة الروسية في طرطوس.

ورحّب كيربي بخطوة شركة تأمين بريطانية أوقفت تغطيتها سفينة روسية تحمل على متنها مروحيات إلى سوريا، ما اضطرها إلى العودة إلى كالينغراد، وقال «لا نريد أن نرى نظام الأسد يحصل على أسلحة وذخائر أو أي قوة فتاكة يمكن أن يستخدمها».

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن روسيا «تلعب دوراً لتسهيل المرحلة الانتقالية» في سوريا، موضحاً أنه توصل إلى هذا الاستنتاج خلال لقاء أخيراً مع بوتين في باريس، وبعد اللقاء بين اوباما والرئيس الروسي الاثنين. ورحبت فرنسا أمس بالإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سوريا التي قالت إنها تقوم بعمل صعب في ظروف خطيرة، مجددة اقتراحها تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بشأن سوريا.

وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو أعلن أول أمس أن المنظمة الدولية قررت الإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سوريا رغم تصاعد العنف الذي أجبر البعثة على تعليق عملياتها.

وفي دمشق، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليبو غراندي أمس جوانب عمل الوكالة في سوريا واحتياجاتها في المجال الانساني لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.

سياساً، قال الملك الاردني عبد الله الثاني، في مقابلة نشرت أمس، إن بلاده تؤيّد حلاً سلمياً ينهي النزاع والعنف في سوريا، لأن «التدخل العسكري يعقد الوضع»، مؤكداً أن «الانزلاق نحو حرب أهلية هو أكثر شيء يقلقنا في سوريا».

من جهته، قال وزيرا الدفاع التركي عصمت يلمظ والألماني توماس دي ميزيير، أمس، إنه يجب على النظام السوري وقف القتل والعنف في سوريا، فيما أعلنت وزارة الخارجية الماليزية دعمها لخطة الوسيط الدولي كوفي أنان لتسوية الأزمة السورية، لافتة إلى أن ماليزيا لا تقف مكتوفة الأيدي تجاه التطورات في سوريا، بل لديها موقف صارم في هذا السياق.

وأعلنت وزارة الخارجية البولندية أمس أن وزراء خارجية بلغاريا نيكوي ملادينوف وبولندا رادوسلاف سيكورسكي والسويد كارل بيلت يزورون من الخميس إلى الاحد لبنان والعراق لإجراء محادثات بشأن الوضع في سوريا. وأوضحت الوزارة في بيان أن «المحادثات مع مسؤولين لبنانيين وعراقيين في بيروت وبغداد ستتناول خصوصاً الوضع في المنطقة، بما في ذلك الوضع في سوريا، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين موضوع الزيارة والاتحاد الأوروبي».

(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

دمشق تعدّ لحكومة أزمة

قدري جميل نائباً لرئيس الحكومة… وعلي حيدر وزيراً لشؤون المصالحة الوطنيّة

في قصر المهاجرين، يجري منذ عدة أيام العمل على طبخة الحكومة الجديدة. حتى هذه اللحظات، ثمة عدة صيغ عن شكل هذه الحكومة وتركيبتها، وكل واحدة من هذه الصيغ تخضع للمفاضلة بينها وبين شقيقاتها انطلاقاً من مدى قدرتها على تجسيد رسالة الموقف السوري إزاء حزمة التحديات

ناصر شرارة

تبدو صورة المرحلة الراهنة واضحة، من منظار الرئيس السوري بشار الأسد. هذا ما تعكسه شخصية سورية ستكون لها حقيبة مميزة داخل الحكومة الجديدة. بحسب هذه الشخصية، يرى الأسد أن الأزمة لا تزال في مرحلة الكباش الدولي، مع ملاحظة الضعف الأميركي والإصرار الروسي على مواقفه الثابتة والداعمة للسيادة السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. بناءً على هذا الأمر، يرى الأسد أنه على المستوى الدولي، لا يبدو أن الأزمة السورية ستحقق اختراقاً باتجاه انفراجها، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

واستتباعاً، يمكن التوقع بثقة، أنه ضمن مواصفات المناخ الدولي الآنفة هذه، لا يبدو أن الرهان على نتائج هامة يخرج بها مؤتمر مجموعة الاتصال الدولي، في محله. وبحسب أجواء هذه الشخصية، التي كان لها قبل أيام لقاء بالرئيس الأسد، فإن الصيغة الحكومية الأشد حظاً في استقرار الرأي عليها، ستتشكل من بعثيين ومستقلين ووزيرين اثنين أو ثلاثة من معارضة الداخل، وتحديداً من الجبهة الشعبية للتغيير.

أما المميز في هذه الصيغة الحكومية، التي تظل هناك إمكانية للتراجع عنها بفعل زحمة المتغيرات الداخلية والخارجية إذا أملي على القيادة السورية إجراء تعديلات دراماتيكية مفاجئة عليها، فيتمثل بالآتي:

استحداث حقيبة وزير شؤون المصالحة الوطنية، التي ستُسند إلى النائب علي حيدر (رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي)، ومهمتها تشكيل مرجعية على مستوى متابعة مبادرات المصالحات الوطنية بين البيئات الأهلية التي أصابتها الأحداث الأخيرة بنوائب الفتنة. وسيكون لهذه الوزارة صلاحيات فعلية تمكّنها من تهيئة الأجواء الميدانية والسياسية، عبر مبادرات إعادة الإعمار والإغاثة والمصالحات بين المناطق وإطلاق الموقوفين الذين لم تلوث أيديهم بالدماء.

كل هذه المهمات، وفق مهمة هذه الوزارة، تندرج ضمن هدف المصالحات الوطنية، والتحضيرات السياسية الممهدة لإنتاج الحل السياسي التاريخي للأزمة، حينما تنضج لحظتها السياسية. وهو أمر لا يزال دون الوصول إليه موانع على صلة بتعقيدات الظرفين الدولي والداخلي اللذين يكتنفان الأزمة السورية.

الأمر الجديد الثاني في الحكومة العتيدة يتمثل بإسناد منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية لقدري جميل. وتعيينه في هذا المنصب لا تقتصر إيحاءاته على إشراك معارضة الداخل في الحكومة الجديدة، بل تتعدى ذلك إلى توجه لدى النظام للحفاظ على القطاع العام وإبراز الحرص على خيار دعمه في مواجهة مظاهر الرأسمالية الاحتكارية التي نفذت بعض رموزها خلال السنوات الأخيرة إلى داخل قطاعات مختلفة من الاقتصاد السوري.

ومعروف أن جميل هو أحد رموز التيار الشيوعي السوري، ويؤمن بمعالجات اقتصادية تنتمي إلى مدرسة مناهضة الاحتكار والرأسمالية المتوحشة.

ثمة تغييرات متوقعة أيضاً على نطاق واسع، كاستبدال وزير الداخلية وليد المعلم بوكيل وزارة الخارجية الحالي فيصل المقداد، فيما سيصبح المعلم نائباً لرئيس الجمهورية. وستحتفل الحكومة بتغييرات بنسبة غير قليلة، لمصلحة وجوه جديدة من المستقلين بخاصة.

لكن بحسب المعلومات، يظل من المهم التأكيد أن هذه الحكومة ليست حكومة بداية إنهاء الأزمة، بقدر ما هي حكومة مواكبة الأزمة من موقع الإسهام في تهيئة مناخات الحل النهائي، الذي يبدو أن دمشق مقتنعة بأن الوصول إليه يحتّم السير في وقت واحد على طريقين: الأول، تحسين الوضع الأمني عبر التعامل الحاسم مع المجموعات المسلحة، والثاني تهيئة مناخات الحل النهائية عبر مبادرات اجتماعية واقتصادية وتصالحية كتلك التي ستُسند إلى وزارة شؤون المصالحة الوطنية المقترحة التي تلقى، كفكرة، حماسة الرئيس السوري.

إلى ذلك، يستمر الحذر بخصوص ألا تغتال تطورات سياسية أو دولية أو أمنية مفاجئة إمكانية تظهير الصيغة الحكومية المُشار إليها آنفاً، وذلك لمصلحة صيغة حكومية لا توحي بأي ملامح جديدة، بحيث يقتصر التمثيل فيها على إبراز معنى واحد، هو تصريف أعمال الوقت السياسي الدولي الضائع الناتج أساساً من مجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتواكب أيضاً مشروع الحسم العسكري الذي أصبح له أولوية في هذه المرحلة من وجهة نظر النظام الذي يشعر بأن المؤامرة الخارجية تستقوي في نقاشاتها عن الأزمة السورية في المحافل الدولية، بتعبيرات عسكرية تابعة لها تعمل داخل سوريا.

اللاجئون السوريون في تركيا يناشدون الغرب التدخل في سوريا

أ. ف. ب.

تجمع عدد من اللاجئين السوررين في كيليس جنوب شرق تركيا حول مسؤولة أوروبية قامت بزيارة مخيمهم وامطروها بوابل من الأسئلة لمعرفة عدم تدخل الغرب في سوريا لحماية المدنيين من أعمال العنف التي يرتكبها نظام الأسد.

كيليس: ما إن شاهد اللاجئون السوريون في أحد المخيمات التركية مسؤولة أوروبية تجول بينهم حتى صرخوا بوجهها “لماذا لا تفعلون شيئا؟ لماذا لا تدخلون الى سوريا لحمايتنا؟”.

وكانت كريستالينا جورجييفا المفوضة الاوروبية المكلفة المساعدة الانسانية وصلت الى مخيم اللاجئين السوريين في كيليس جنوب شرق تركيا الاربعاء حيث يتجمع نحو 10500 لاجىء من اصل 32 الف لاجىء سوري في تركيا. وتحلق نحو 15 لاجئا حول المسؤولة الاوروبية وامطروها بالاسئلة وهي تقف الى جانب وزير الشؤون الاوروبية ايغيمن باقش.

 واجمع اللاجئون على ان المعاملة التي يلقونها في المخيم جيدة، فهم يعيشون في منازل جاهزة على مساحة ارض واسعة لا تبعد سوى مسافة قليلة عن الحدود مع سوريا. ومع ان هذه المنازل غير مجهزة بمكيفات للهواء وسط جو حار، فانهم لا يشتكون خصوصا ان السلطات التركية تتكفل بكل ما له علاقة بحياتهم اليومية وهم احرار بالخروج ساعة يريدون من المخيم الى مدينة كيليس المجاورة للتسوق، كما ان الاولاد يذهبون الى المدارس والصغار تؤمن لهم دور حضانة.

 وقال المسؤول التركي عن المخيم بعد ان شرح مدعوما برسومات على شاشة تفاصيل المخيم امام المسؤولة الاوروبية “اننا حتى نرسل احيانا العرسان الجدد الى فندق خمس نجوم لتمضية شهر العسل” وسط قهقهات الحضور.

بعض الامهات اعربنا عن خشيتهن ازاء المستقبل الدراسي لاولادهن. فهم لا يتبعون في المخيم البرنامج الدراسي التركي. فماذا سيفعلون لدى عودتهم الى سوريا؟. وقالت فاطمة نعمان الشابة المحجبة “نمضي وقتنا ونحن متسمرون امام شاشات التلفزيون نشاهد المجازر. لماذا ليس هناك ردود فعل؟ العالم صامت ولا نعرف السبب!”.

وقال محمد نايف الاربعيني “ان نظام بشار الاسد باق بحكم القوة ولا بد من استخدام القوة لاجباره على الرحيل”. ويدخل احمد الحاج في الحديث وهو هارب من ادلب “حتى الحيوانات لها حقوق في الدول الاوروبية. اما في سوريا فحدث ولا حرج بالنسبة لحقوق الانسان!؟.

وقالت الشابة منار علي من اللاذقية “في ليبيا قتل 800 شخص فسارعت الدول الغربية للتدخل، اما في سوريا فالقتلى تجاوزوا ال15 الفا ولا احد يتحرك! لماذا؟”. وامام هذه التساؤلات قالت المسؤولة الاوروبية ان “الفارق بين ليبيا وسوريا هو حصول اجماع في مجلس الامن غطى التدخل في ليبيا” الامر الذي لم يحصل بالنسبة الى سوريا.

واضافت “لقد فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات قاسية جدا على سوريا وقادة الاتحاد الاوروبي هم الاكثر تشددا على النظام السوري”. وقالت إن الاتحاد الاوروبي قدم 84 مليون دولار كمساعدات انسانية الى اللاجئين السوريين بشكل خاص.

وبينما كانت المسؤولة الاوروبية تجول في المخيم ووصلت الى مقربة من مستوصف طبي اعترض رجل سوري طريقها وباشر توجيه كلامه الى الوزير التركي باللغة العربية. تدخل المسؤول عن المخيم الذي يتقن العربية وقال “هذا الرجل غاضب ويقول للوزير تتكلمون كل الوقت عن الامم المتحدة. ان الامم المتحدة قامت على الاقل بشيء في ليبيا وهاجمت. لماذا لا تهاجمون في سوريا؟”.

ويتابع محمد سليمان (54 عاما) وهو يحاول تجنب رجال الشرطة للاقتراب اكثر من الوزير التركي “انا اعرف لماذا لا تقومون باي شيء في بلادي! لان لا نفط في سوريا”.

اشتباكات عنيفة في ريف اللاذقية.. وسقوط 20 قتيلا من قوات الأمن

ناشطون تحدثوا لـ «الشرق الأوسط» عن «حرب إبادة» في جبل الأكراد

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل اكثر من 50 شخصا آخرين في أنحاء سوريا، عشرة منهم في ريف دمشق وأربعة في درعا وشخصان في كل من حماه وحمص واللاذقية ودير الزور، بينهم أشخاص قضوا متأثرين بجراحهم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «عشرين على الأقل من الجنود النظاميين وخمسة عناصر من مسلحي المعارضة قتلوا في ريف اللاذقية في معارك اندلعت ليل الثلاثاء واستمرت حتى الفجر مع عناصر من المعارضة المسلحة في منطقة جبل الأكراد»، لافتا إلى «إصابة عشرات الجنود النظاميين بجروح».

وكان المرصد أعلن في بيان أن «اشتباكات جرت ليل الثلاثاء الأربعاء واستمرت حتى فجر الأربعاء بين عدد من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في قرية مرج الزاوية بجبل الأكراد، أسفرت عن مقتل خمسة مقاتلين من الكتائب الثائرة وسقوط العشرات من القوات النظامية بين قتيل وجريح». وأضاف البيان أنه تم تدمير مبنيين للقوات النظامية كانت تستخدمهما لقصف قرى جبل الأكراد بالهاون، وجرت اشتباكات مع عناصر المبنى الثالث، وتم «أسر عدة جنود بينهم ضابط».

ومن اللاذقية، تحدث عضو اتحاد تنسيقيات الثورة عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» عن «حرب إبادة» تشنها قوات النظام على قرى جبل الأكراد مستخدمة كل أنواع الأسلحة من المدافع إلى الطائرات وراجمات الصواريخ، بالإضافة للقنابل الفوسفورية، لافتا إلى أن المدفعية تدك قرى الجبل من معسكر اليهودية الموجود عند مدخل مدينة اللاذقية. وقال «شهد جبل الأكراد قصف قرى المارونيات وسلمى وكنسبا، في حين أن معظم قرى مصيف سلمى (دورين، سلمى، المريج، مزين، العوينات) أضحت فارغة من سكانها نتيجة القصف المستمر على القرى من الطائرات وبسبب سقوط القذائف من راجمات جيش الأسد المتمركزة في قرية عرامو».

وتتعرض مدينة دوما، بحسب ناشطين، لهجمة وقصف مدفعي عنيف من قوات النظام منذ أيام، مما أدى إلى تهدم عدد من المنازل ونزوح كثير من الأهالي، وأظهرت صور بثها ناشطون سوريون حجم الدمار الذي لحق بالمدينة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إنها «المرة الأولى التي تتعرض فيها داعل إلى القصف بالمروحيات»، معتبرا أن النظام السوري «يعتمد سياسة الدبابات والمروحيات على ما يبدو».

وأشار المرصد إلى إضراب شامل في بلدات ببيلا وبيت سحم وعقربا ويلدا في ريف دمشق احتجاجا على العمليات العسكرية التي تنفذها القوات النظامية في الريف ومناطق سوريا أخرى.

كما أعلنت لجان التنسيق المحلية عن تعرض مدينة بيانون في محافظة حلب إلى قصف عنيف بالطيران المروحي والرشاشات الثقيلة، بالإضافة إلى تجدد القصف المدفعي على مدينة عندان مع استمرار انقطاع الخدمات الأساسية.

وأعلن ناشطون في دمشق يعرفون أنفسهم باسم «ثوار الشام» أنه تمت «تصفية مدير مشفى حرستا العسكري العميد غسان أبو الدهب بعبوة ناسفة ألصقت بسيارته أدت إلى موته فورا أمام بيته الكائن في دمشق ركن الدين شارع برنية».

وتستهدف كتائب الجيش الحر والثوار العاملين في المشافي العسكرية، إذ يتهمونهم بالإجهاز على المصابين من الثوار والمعارضة، وسرقة أعضائهم بهدف الاتجار أو إنقاذ حياة شبيحة وموالين للنظام بحاجة لتلك الأعضاء، والأسبوع الحالي بث ناشطون في حلب فيديو يظهر عناصر من الجيش الحر يحققون مع شخص قال إنه يعمل ممرضا في المشفى العسكري في حلب. واعترف الممرض بأنهم كانوا في المشفى يقومون بسرقة أعضاء المصابين وجثث الثوار المعتقلين والناشطين، ومنحها لمن يحتاجها من الموالين للنظام أو بيعها للمشافي الخاصة.

وقتل في سوريا الكثير من الطاقم الطبي العامل في المشافي العسكرية والحكومية في المناطق الساخنة، كما وثق الثوار مقابلات مع ممرضين تؤكد الاتهامات الموجهة لهم بالإجهاز على الجرحى، مما جعل المشافي واحدة من أخطر الأماكن على حياة الناشطين والثوار، وتمت الاستعاضة عنها بمشاف ميدانية بدائية كانت هدفا دائما للقصف من قبل قوات النظام.

كما نقلت وكالة «سانا» عن مصدر بشرطة محافظة دمشق قوله إن «مجموعة إرهابية اقتحمت منزل عبد القدوس جبارة (39 عاما) في منطقة السيدة زينب وأطلقت النار عليه، مما أدى إلى استشهاده على الفور وإصابة شقيقه علي إصابة خطيرة»، إلا أن ناشطين قالوا إن جبارة «عميل للنظام».

ميدانيا، عاشت العاصمة دمشق يوما ثقيلا، جراء حالة التوتر الأمني وإضراب الكثير من المناطق وإغلاق المحلات التجارية في أكثر من منطقة وحي.

وفي ريف دمشق، قتل في مدينة حرستا مدني في إطلاق نار من قبل حاجز لقوات الجيش النظامي. وفي مدينة دوما، قتل مدني جراء القصف على المدينة، كما تم الكشف عن إعدام ثلاثة شبان ميدانيا من قبل قوات الجيش النظامي. وأظهر فيديو بثه ناشطون على شبكة الإنترنت ثلاث جثث وقد تعرضت لإطلاق نار وتمثيل، وإحداها تم بتر العضو الذكري منها. وقالت تنسيقية مدينة دوما إن «الشبان الثلاثة تم التمثيل بجثثهم، وأحدهم ذبح بالسكين، وهم: الشهيد وليد سريول والشهيد إبراهيم الصباغ والشهيد محمد الصباغ».

كما قتل طفل في دوما برصاص قناص. وتتعرض مدينة دوما للقصف العنيف من قبل قوات الجيش النظامي منذ خمسة أيام. وقال ناشطون إن عدد القتلى خلال الأيام الخمسة الماضية وصل إلى 55 قتيلا. وفي بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين بالعاصمة دمشق، شنت قوات الأمن والشبيحة حملة دهم واعتقالات عنيفة، وتم نصب حواجز جديدة.

ومن جانب آخر، عاشت مناطق عديدة في ريف دمشق إضرابا عاما، حيث وصلت نسبة الإضراب في ببيلا ويلدا وعقربا إلى 98 في المائة، وفي بيت سحم إلى 100 في المائة، كما أغلقت الكثير من المحال أبوابها في حي الميدان وفي باب سريجة والقابون وأسواق أخرى وسط العاصمة. وأشارت لجان التنسيق كذلك إلى اشتباكات بين المتظاهرين والشبيحة في منطقة الظهرة وعرطوز البلد، بالإضافة إلى حملة اعتقالات واسعة بين المتظاهرين.

بالتوازي مع ذلك، تواصلت العمليات العسكرية والقصف المدفعي على تلبيسة والرستن وفي قلعة المضيق في ريف حماه وعدة أحياء في مدينة حماه وعلى مدينة داعل في ريف درعا. وقال ناشطون إن مدينة الرستن تعرضت لقصف من قبل قوات الجيش النظامي. وقد استخدمت الطائرات الحوامة وقذائف الهاون في قصف الأحياء السكنية، بينما يعاني السكان من انقطاع الماء والكهرباء والمواد الغذائية الأساسية والوقود. وفي ريف درعا، قال ناشطون إن قوات النظام استخدمت ست مروحيات لقصف مدينة داعل، وقد تهدم عدد من المنازل، وقتل أكثر من ثلاثة أشخاص، وأصيب العشرات في قصف. وما زال هناك تركيز على الحيين الغربي والشمالي.

وفي دير الزور، قتل مواطن في حي القصور إثر إصابته برصاص قناصة. كما قال ناشطون إن الجيش الحر هاجم التعزيزات العسكرية التي أرسلت إلى دير الزور، وتم تدمير ست دبابات على حاملاتها قبل وصولها إلى دير الزور.

وفي مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جرى إطلاق نار كثيف ودوت أصوات الانفجارات لعدة ساعات من يوم أمس. وقالت لجان التنسيق المحلية إن قصفا عنيفا تعرضت له مدينة معرة النعمان ترافق مع تحليق للطيران الحربي، وإطلاق نار كثيف من حواجز جيش النظام على المنازل. وفي مدينة حماه، اقتحمت القوات النظامية أجزاء من حي جنوب الملعب، حيث سمعت أصوات إطلاق من رشاشات ثقيلة وانفجارات فيه، كما دارت اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء استمرت حتى فجر الأربعاء في عدة أحياء بمدينة حماه التي تعرض بعضها لقصف بقذائف الهاون. وقال ناشطون إن ذلك جاء ردا على انشقاق حصل في الأمن العسكري شمال حماه على الطريق إلى حمص.

كما أعلنت لجان التنسيق المحلية عن تعرض مدينة بيانون في ريف حلب إلى قصف عنيف بالطيران المروحي والرشاشات الثقيلة، بالإضافة إلى تجدد القصف المدفعي على مدينة عندان مع استمرار انقطاع الخدمات الأساسية.

حماه وريفها في مرمى النيران

مدنيون عالقون تحت القصف

بيروت: بولا أسطيح

يؤكد ناشطون من مدينة حماه أن ما تتعرض له المدينة منذ يومين من حيث ارتفاع وتيرة العنف والقصف والاشتباكات لم تشهد له مثيلا منذ اندلاع الثورة السورية في مارس (آذار) 2011.

وقال الناشط سامر الحسين الموجود في حي جنوب الملعب في حماه لـ«آفاز»: «لا أعرف ما الذي يجري في الخارج ولكن الدبابات خارج منزلي، أسمعها تقصف وكأنها تستهدف البيوت. جميع سكان البناية في القبو الآن خوفا من القصف ولا نعلم ما ستؤول إليه الأمور، الناس متخوفة من أن ترتكب مجازر بحقنا».

وتتحدث منظمة «آفاز» الحقوقية عن تعرض أحياء جنوب الملعب والأربعين ومشاع الأربعين لقصف شديد ومتواصل منذ غروب يوم أول من أمس، وسط اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والجيش النظامي. وتنقل المنظمة عن أحد الناشطين قوله: «مدينة حماه لم تشهد ساعات عصيبة كالتي تعيشها منذ يوم أمس. إذ بدأت الاشتباكات في وقت متأخر من يوم الثلاثاء تخللها قصف على حي جنوب الملعب والأربعين ومشاعه، ليعود القصف ويهدأ ليلا وتصبح الاشتباكات متقطعة. ولكن عند الساعة 3:40 صباحا، عادت الاشتباكات مجددا، وعاد القصف العنيف على الحي واستقدم الجيش تعزيزات أمنية وعسكرية وأغلق محيط حي جنوب الملعب والأربعين بشكل كامل».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شرح أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه وبالتفصيل كيفية تصاعد وتيرة العنف في حماه، لافتا إلى أنه وصباح يوم الثلاثاء «بدأت قوات الأمن حملة مداهمات للمنازل في حي التعاونية فتصدى لها الجيش الحر لتنتقل الاشتباكات بعدها من حي إلى آخر»، وأضاف: «بعدها، دخلت الدبابات لحي جنوب الملعب وبدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي على منازل المدنيين ما أدى لسقوط 7 شهداء وعدد كبير من الجرحى حالات بعضهم خطرة».

وأوضح الحموي أن «قوات الأمن نفذت بالأمس حملة عسكرية واسعة وخاصة في حي جنوب الملعب»، مشيرا إلى «استراتيجية تتبعها هذه القوات بتقطيع أواصل المدينة وبإقامة حواجز في كل حي»، وقال: «الوضع في حماه وريفها ينتقل من سيئ لأسوأ علما بأن الجيش السوري الحر لا يشتبك مع قوات الأمن إلا إذا تعرضت للمظاهرات أو قامت بمداهمة المنازل». وبالتزامن، تحدثت مصادر الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» عن انشقاق 4 عناصر في حماه نتيجة الحملة التي تشنها قوات الأمن منذ يومين.

بدوره قال أبو يوسف وهو أحد المدنيين المحاصرين تحت القصف: «نحن الآن محاصرون هنا، لا نستطيع الخروج حتى إلى شرفة المنزل، ولا نعلم ما الذي يجري في الخارج تحديدا، ولا نسمع سوى أصوات إطلاق نار وانفجارات»، وأضاف: «حين بدأت الاشتباكات يوم أمس كنا نعتقد أنها ستتوقف كالعادة بعد قليل، وبالفعل هدأت وتيرتها ليلا، حينها بدأ الناس يخلون بيوتهم وخاصة العائلات التي تقطن في الجهة الغربية للحي في الشوارع المطلة على حواجز الجيش والمشفى الوطني ومنطقة الضاحية. حاولنا وقتها أنا وعائلتي النزوح لكننا لم نستطع إيجاد سيارة. بعد قليل أغلق الجيش والأمن جميع المخارج والمداخل من وإلى الحي، كنت قد استطعت تأمين سيارة وحاولنا الخروج ولكننا تعرضنا لإطلاق النار فاضطررنا إلى العودة».

ويكشف ناشطون من حماه، أنه «وعند أذان الفجر (يوم الأربعاء) نفذ عناصر الجيش الحر هجمات عدة على قوات الجيش والأمن التي تحاصر الحي، في محاولة لفك الحصار وتخفيف الضغط عن الأهالي، فاندلعت الاشتباكات مجددا وعاد الجيش إلى قصف جنوب الملعب بشكل عنيف».

إعلان تشكيل أول تنظيم نسائي مسلح في حمص

كتيبة «بنات الوليد»: مهمتنا الإغاثة وتدريب النساء على السلاح حماية لأنفسهن

لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت مجموعة نساء من مدينة حمص تشكيل كتيبة «بنات الوليد» كأول تنظيم نسائي مسلح مناهض للنظام في سوريا. وجاء في بيان إعلان تشكيل الكتيبة أنها لا تنتمي لأي تنظيم أو جهة متشددة.

وفي مقطع فيديو بثه ناشطون يوم أمس على شبكة الإنترنت، قالت سيدة تتوسط مجموعة من نحو عشر نساء منتقبات «نحن مجموعة من حرائر حمص قمنا بتشكيل كتيبة بنات الوليد». وأضافت أن «مهمة هذه الكتيبة هي إسعاف الجرحى ومساعدة المصابين واللاجئين أينما وجدوا، وتدريب الحرائر على مختلف أنواع الأسلحة لحماية أنفسهن من العصابات الأسدية، ومتابعة جرائم النظام لنشرها وفضحها إعلاميا». وعن أسباب تشكيل هذه الكتيبة قالت السيدة التي كانت تقرأ البيان من جهاز كومبيوتر أمامها «الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري عامة والحرائر خاصة، والتهجير القسري للمدنيين العزل من قبل العصابات الأسدية وإجبارهم على ترك منازلهم وسرقة ممتلكاتهم، وعمليات القنص المستمرة للشعب السوري الحر من قبل الشبيحة والمرتزقة الإيرانيين وعناصر حزب الله رغم وجود المراقبين الدوليين». وأكدت في نهاية البيان المقتضب أن الكتيبة «لا تنتمي لأي تنظيم أو جهة متشددة».

ومع أن هذه ليست أول مرة تظهر فيها نساء سوريات يعلن حمل السلاح، فإنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن تشكيل «كتيبة» ذات أهداف ومهمات محددة. وكان ناشطون بثوا منذ نحو أسبوع فيديو يظهر سيدة حمصية منتقبة في أحد الأحياء المحاصرة توجه رسالة إلى الرئيس الأسد بأن نساء حمص حملن السلاح، وختمت رسالتها بإطلاق النار من بندقية كانت تحملها على كتفها. إلا أن هذا الفيديو لم يلق صدى إعلاميا، ليأتي الإعلان يوم أمس عن تشكيل «كتيبة بنات الوليد» مع الإشارة إلى أنه سبق لمجموعة نساء حمصيات ممرضات وطبيبات يعملن في المشافي الميدانية أن وجهن نداء استغاثة بعد تدمير المشافي الميدانية في حمص وصعوبة إسعاف الجرحى، من دون أن يعلن نية الاستسلام أو التوقف عن عملهن أو مغادرة حيهن المحاصر. ويقول ناشطون إن النساء في أحياء حمص المحاصرة ينشطن إلى جانب الرجال في مجالي الإسعاف والإغاثة، ويتعرضن أكثر من الرجال لخطر الخطف والاعتقال. وفي الآونة الأخيرة زادت حوادث الاختطاف بشكل مقلق، كما زادت انتهاكات المرأة، وهناك العشرات من النساء تعرضن للاغتصاب والقتل المروع.

والطريف أن الناشطين الذين بثوا مقطع الفيديو على موقع «يوتيوب» وضعوا له عنوانا كان بمثابة رسالة «تحد وسخرية من الرجال الصامتين على جرائم النظام»، فكان العنوان «احلقوا شواربكم، فقد تم تشكيل كتيبة بنات الوليد في حمص»، بمعنى أن نساء حمص سيدافعن عن أنفسهن ولسن بحاجة للرجال.

وكانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أكدت في تقرير لها الأسبوع الحالي أن «القوات الحكومية في سوريا استخدمت الاغتصاب وأشكالا أخرى من العنف الجنسي ضد الرجال والنساء والأطفال خلال الانتفاضة السورية». وقالت المنظمة إنها «سجلت 20 واقعة خلال مقابلات داخل سوريا وخارجها مع 8 ضحايا، بينهم 4 نساء، وأكثر من 25 شخصا آخرين على علم بالانتهاكات الجنسية، من بينهم عاملون في المجال الطبي ومحتجزون سابقون ومنشقون عن الجيش ونشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة». وقالت سارة لي ويتسون، مديرة منطقة الشرق الأوسط في المنظمة، إن «القوات الحكومية والشبيحة الموالين للحكومة اعتدوا جنسيا على نساء وفتيات خلال مداهمة منازل واجتياح مناطق سكنية».

المعارضة السورية تتفق على وثيقة وطنية بعد اجتماعات إسطنبول

لجنة هيكلة المجلس الوطني تحرز تقدما في عملها تحضيرا لاجتماع القاهرة نهاية الشهر الحالي

بيروت: كارولين عاكوم

أعلنت لجنة هيكلة المجلس الوطني السوري أنها وبعد اجتماعاتها المتواصلة على امتداد الأيام الخمسة الماضية في مؤتمر إسطنبول، قد أحرزت تقدما واضحا في عدد من النقاط. وأهم هذه النقاط بحسب البيان الذي أصدرته اللجنة، هي توسيع اتخاذ القرار وحق جميع أعضاء المجلس الوطني الترشح والانتخاب لجميع مستويات المجلس واعتماد آليات الانتخاب الديمقراطي على مستوى تشكيل الهيئات الرئيسية الثلاث وتحقيق الحد الأدنى من التوافق الذي لا يخل بالعمل الديمقراطي، إضافة إلى تجزئة القرار والشفافية وممارسة الرقابة، وإيجاد أرضية لزيادة فاعلية المجلس وجمع هيئاته.

وأكد البيان أنه «خلال الأيام المقبلة سيتم حسم مجموعة من القضايا تتعلق بتفاصيل الآليات الانتخابية، وإعادة هيكلة المكاتب وفق أسس جديدة، كما ستناقش اللجنة في اليومين المقبلين الآليات والشروط لانضمام الكتل الجديدة، والحدود التي يمكن أن يسمح بها في التوسع في حدود ألا يترهل المجلس أو يعيق عمله».

وأشارت اللجنة على أنها «ستنهي أعمالها في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وتقدم مقترحها للأمانة العامة للمصادقة عليه في اجتماعها المزمع عقده في السابع والعشرين من الشهر الحالي». وذلك قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمر المعارضة برعاية الجامعة العربية في القاهرة.

في المقابل ولا سيما في ما يتعلق بـ«مشروع العهد الوطني» الذي انبثق عن مؤتمر إسطنبول، والذي شكل انطلاقة للمباحثات التي تضم مختلف أطياف المعارضة بهدف إصدار وثيقة وطنية تؤسس لسوريا المستقبل وللمرحلة الانتقالية، قال جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الوثيقة التي سيتم إعلانها في مؤتمر المعارضة الذي سيعقد في القاهرة في 28 من الشهر الحالي، ستشكل رسالة طمأنة إلى الشعب السوري والمجتمع الدولي على أن المرحلة الانتقالية في سوريا، التي تمتد من لحظة سقوط النظام إلى حين إجراء الانتخابات، ستكون بعيدا عن أي حرب أو خلل أمني وتلبية احتياجات الشعب على اختلاف الصعد، إضافة إلى تشكيل حكومة انتقالية تجمع بين شخصيات معارضة وأخرى موالية لم تتلوث أيديها بالمال العام والدم، برئاسة شخصية وطنية».

من جهته، اعتبر عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان، أن أهمية اجتماع المعارضة في إسطنبول كانت في تحديد أولويات العمل وتوحيد رؤية المعارضة بعد تشكيل لجنة لإعادة الهيكلة وتنسيق العمل للتأكيد أننا قادرون على إدارة المرحلة الانتقالية، وبالتالي تحضيرا لمؤتمر المعارضة برعاية الجامعة العربية الذي حدد موعده في 28 من الشهر الحالي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أننا نشعر بأن الوحدة التنظيمية للمعارضة قد تكون صعبة التحقيق، فكان الهدف التركيز على الأولويات والرؤية التي تجمع كل فرقاء المعارضة، ولا سيما كيفية التعامل مع النظام ومن ثم المرحلة الانتقالية، وهذا ما انعكس إيجابا في اجتماعات إسطنبول في ظل حرص الجميع على التوافق للوصول إلى الهدف المرجو». وعن أبرز الخلافات بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية التي امتنعت عن حضور اجتماعات إسطنبول، قال الغضبان «لا يمكن القول برفض التدخل الخارجي الذي لا تزال هيئة التنسيق تقف خلفه، لا سيما أن هذا التدخل هو حاصل منذ بداية الثورة، وهذا ما نرفضه أيضا ونطالب بأن يكون ضمن الأطر القانونية الصحيحة عن طريق الأمم المتحدة والجامعة العربية».

وفي حين يرى الغضبان أن المجتمع الدولي يستخدم عدم وحدة المعارضة غطاء لفشله في عدم اتخاذ قرارات حاسمة تجاه النظام السوري، قال «صحيح أن هناك بعض الخلافات بين أطراف المعارضة وهي لا تعدو كونها خلافات حزبية ومرتبطة ببعض الطموحات الفردية، لكنها ليست أساسية، بل هناك اتفاق حول القضايا الكبرى المتعلقة بإسقاط النظام والرؤية والوحدة الوطنية والعمل على عدم جر البلاد إلى حرب والأهم وقف إطلاق النار».

ويميز الغضبان بين التدخل الخارجي الذي يصب في مصلحة النظام عن طريق روسيا وإيران اللتين تمدان حليفهما بالمال والسلاح، بينما يقتصر دعم الدول الأخرى للمعارضة على المواقف السياسية والقليل من المساعدات المادية التي توظف لإغاثة الشعب. مع العلم بأن المؤتمر الذي عقد في إسطنبول كان قد ضم ممثلين عن مجموعات في المعارضة السورية وأهمها إضافة إلى المجلس الوطني السوري، المجلس الوطني الكردي والمنبر الديمقراطي وفصائل سياسية معارضة تمثل معظم أطياف الشعب السوري، وارتكز البحث في توحيد رؤية أقطاب المعارضة حول المرحلة المقبلة، وتشكيل جبهة موحدة في مواجهة تصاعد النزاع المسلح في سوري.

لقاء بين كلينتون ولافروف الأسبوع المقبل والاتحاد الأوروبي يدرس عقوبات جديدة

حمم الأسد تنصبّ على حماة وقصف مكثف على حمص والرستن

                                            من مدينة إلى أخرى تنتقل حمم مدفعية قوات الأسد التي انصبت أمس على حماة المحاصرة في محاولة لمنع اشتداد سيطرة الجيش السوري الحر عليها بعد مدينتي حمص والرستن اللتين تعرضتا أمس إلى قصف عنيف على الرغم من أخبار عن استعداد فرق إغاثة لإخراج المدنيين من حيي الخالدية والقرابيص في حمص.(ص 16)

وتبحث وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف تطورات الأزمة السورية في نهاية حزيران (يونيو) الجاري في روسيا التي “لم تنضم إلى قضيتنا” حسبما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في المكسيك، في إشارة إلى خطة دولية لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال ديبلوماسيون في بروكسل أمس إن الاتحاد الأوروبي سيفرض مجموعة عقوبات جديدة على نظام الأسد الأسبوع المقبل.

ولفت أمس هجوم قام به الجيش السوري الحر على مراكز عسكرية لقوات النظام في ريف اللاذقية حيث أعلن عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً من جيش النظام، وأسر عدة جنود بينهم ضابط.

سياسياً، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن روسيا والصين واعيتان لمخاطر حرب أهلية في سوريا ولكنهما لم ينضما بعد الى خطة دولية لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة لوس كابوس بالمكسيك “لا اقترح حتى الآن إلا أن تكون الولايات المتحدة وباقي الأسرة الدولية حلفاء مع روسيا والصين(..)، ولكن أعتقد أنهما تعيان مخاطر الحرب الأهلية” في هذا البلد.

وأوضح الرئيس الأميركي أنه قال للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو اللذين التقاهما على هامش قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس، إن الأسد لا يمكنه أن يبقى في السلطة إذ إن نظامه متهم بقتل عدد كبير من المدنيين.

وأقر أوباما بأن العلاقات التاريخية بين روسيا ودمشق وتحفظ الصين حيال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أخر التوصل الى تسوية للأزمة السورية. وأضاف “لكن لا أعتقد أنهم يقبلون المجازر”. وقال أيضاً “لا أعتقد أنه بالإمكان القول في هذه المرحلة إن الروس والصينيين انضموا الى قضيتنا”. وأضاف “يقرون بأن الوضع الحالي خطير(..) وأنه لا يخدم مصالحهم”.

وتبحث وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف تطورات الأزمة السورية في نهاية حزيران (يونيو) الجاري في روسيا، فيما حصدت أعمال العنف المستمرة التي يقوم بها نظام الأسد أكثر من 61 شهيداً.

وأعلنت الخارجية الأميركية أمس، أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستلتقي الأسبوع المقبل نظيرها الروسي سيرغي لافروف في سان بطرسبورغ، في وقت يستمر الخلاف بين واشنطن وموسكو في شأن الأزمة السورية.

واللقاء مقرر على هامش مؤتمر حول النساء والاقتصاد ستشارك فيه كلينتون في 28 حزيران (يونيو) الجاري، وفق بيان أصدرته الخارجية الأميركية.

وفي بروكسل، قال ديبلوماسيون أمس إن الاتحاد الأوروبي سيفرض مجموعة عقوبات جديدة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع المقبل كما سيوضح قوانين التأمين على الشحنات المحظور وصولها الى سوريا بما في ذلك الأسلحة.

ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 61 شخصاً أمس برصاص قوات الأسد كما سقط نحو 29 من قوات النظام.

(ا ف ب، رويترز، ا ش ا)

البرلمان الأوروبي يطالب المعارضة السورية ببرنامج عمل موحد

المالح: تفكك المعارضة «شماعة» يعلق عليها المجتمع الدولي فشله

بروكسل: عبد الله مصطفى

وجه أعضاء في البرلمان الأوروبي اتهامات للمعارضة السورية بالشرذمة وعدم التوحد، مما يجعلها غير مؤهلة للقيام بدور رئيسي في المرحلة الانتقالية وفترة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، وذلك خلال نقاش جمع نوابا في البرلمان الأوروبي ببروكسل بأعضاء من داخل وخارج المجلس الوطني السوري، والذين رفضوا هذه الاتهامات معتبرين أن تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حاسم هو السبب في استمرار القمع والقتل في سوريا. وطلب النواب الأوروبيون من المعارضة برنامج عمل موحدا، وهو الأمر الذي وعد به المشاركون في النقاش من السوريين، من خلال اجتماعات تحضيرية يتم التنسيق لها تحت مظلة الجامعة العربية، وستوقع عليه فصائل المعارضة السورية. وشكل الاستماع إلى تقرير للمفوضية الأوروبية حول التعامل مع ملف الأوضاع في سوريا بداية لجلسة النقاش التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، بحضور شخصيات سورية معارضة مثل هيثم المالح وكمال اللبواني وحسام القتلابي عضو المجلس الوطني.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت آنا غوميز، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، إنهم قد وجهوا «رسالة تضامن مع الشعب السوري، ونحن مصممون على معرفة كل ما يحدث في سوريا من مجازر يرتكبها نظام الأسد والشبيحة، ونحن في البرلمان الأوروبي مصممون على تقديمهم للعدالة الدولية». وأضافت أنه «خلال المناقشات أعرب النواب الأوروبيون عن أملهم في توحد صفوف المعارضة السورية حتى يسهل على المجتمع الدولي تقديم المساعدة لهم، ومن أجل توفير الدعم والمساندة اللازمة للقضاء على الديكتاتورية».

وشهدت مداخلات النواب الأوروبيين تباينا في المواقف حول مسألة التدخل الدولي أو الاستمرار في طريق الحل السياسي، واتفق الجميع على الدور الروسي والصيني في تأجيل التوصل إلى حل للأزمة، مع إشارة البعض من النواب إلى ضرورة توحيد صفوف المعارضة حتى يمكن الاعتماد عليهم مستقبلا. وكان الرد واضحا من المعارضين السوريين بأنه لا توجد معارضة موحدة في العالم، حسب ما جاء على لسان هيثم المالح المعارض سوري، الذي شدد على ذلك في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط». وأضاف أن «المجتمع الدولي اتخذ الأمر بمثابة شماعة ليعلق عليها الفشل والتقاعس والإهمال، فالمعارضة السورية ليست مقسمة، وهناك نقاط اتفاق كثيرة حول ضرورة سقوط نظام الأسد وإقامة نظام ديمقراطي متعدد والمساواة بين المواطنين أمام القانون وغيرها.. أما نقاط الخلاف فتتعلق بالتدخل الخارجي من عدمه، وتسليح الجيش الحر من عدمه، ومسألة انشقاق العسكر، وهي كلها نقاط فرعية وليست أساسية».

من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية، إن المجلس الوزاري الأوروبي يستعد للإعلان الأسبوع القادم عن عقوبات جديد ضد النظام السوري، مع استمرار التركيز على تقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين من الأحداث. وسيتم الإعلان عن خطط توسيع التدابير التقييدية ضد دمشق على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، حسبما أعلن هوغو ميغايللي، مدير قسم الشرق الأوسط في إدارة الشؤون الخارجية في الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، خلال مداخلته أمام أعضاء البرلمان الأوروبي. وحول سؤال بشأن الأبعاد الأمنية والاقتصادية للدعم الروسي لحكومة الأسد خاصة في ما يتعلق بميناء طرطوس قال ميغايللي إنه ليس بخبير عسكري، لكن المعلومات المتوافرة لديه تشير إلى أن طرطوس لا تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لموسكو. وأعاد المسؤول التأكيد على أن مهمة عنان لا تزال تمثل أفضل الخيارات لتسوية الملف السوري.

65 قتيلا بسوريا وإجلاء جرحى بحمص

                                            قال نشطاء سوريون إن 65 شخصا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن معظمهم في حماة وريف دمشق. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تستعد لإجلاء الجرحى والمرضى من حمص بعد موافقة السلطات والمعارضة على وقف القتال مؤقتاً. في الأثناء تستمر حملة الجيش النظامي على مدن وبلدات في محافظة درعا.

وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية، فإن من بين القتلى 24 سقطوا في حماة بينهم سيدة وشخصان تحت التعذيب، و12 في ريف دمشق بينهم طفل وسيدة، وثمانية في درعا بينهم ثلاثة تحت التعذيب وطفل وطفلة، وخمسة في إدلب وأربعة في دير الزور وثلاثة في حمص هم طفلان وجندي منشق وثلاثة في اللاذقية واثنان في حلب.

وفي هذه الأثناء تستمر الحملة العسكرية للجيش النظامي السوري على مدن وبلدات في محافظة درعا. وتعرضت بلدات غباغب وإبطع والشيخ مسكين بدرعا لاقتحام من قبل الجيش النظامي. كما أدى القصف الذي تواصل عدة أيام على عدد من أحيائها إلى سقوط قتلى وجرحى.

وأفادت الهيئة بأن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا جراء قصف على أحياء جنوب الملعب وطريق حلب في حماة التي تشهد منذ وقت انفجارات وإطلاق نار من مختلف الأسلحة يعم أحياءها.

وفي دير الزور تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن قصف بالطيران المروحي السوري على قرية الشحيل بشكل عنيف وسط حركة نزوح لأهالي القرية، مع وجود دبابات تتجه إلى القرية تمهيدا لاقتحامها. ويتواصل القصف من مروحيات الجيش السوري -حسب نشطاء سوريين- على درعا ودير الزور وقرية بيانون في حلب.

وفي أحياء دمشق تواصل “إضراب الكرامة”، وشمل مناطق أخرى كشارع بغداد وحي السويقة والقابون, وانتقل إلى ريف دمشق وشمل مناطق في بيلا وبيت سحم ويَلْدَا.

وشمل الإضراب -الذي دعا إليه الناشطون- كذلك مناطق بحلب العاصمة الاقتصادية للبلاد ودرعا جنوباً, وقد كتب ناشطون على واجهات المحلات عبارات تندد بالمجازر التي يرتكبها النظام.

 عدد من أحياء حمص تعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية

إجلاء بحمص

في غضون ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مسؤولي الجيشين النظامي والحر وافقوا على طلب تقدمت به اللجنة لوقف إطلاق النار مؤقتاً من أجل الدخول إلى مدينة حمص.

وأكدت اللجنة أنها ستعمل على إجلاء مئات المحاصرين والمصابين العالقين في المدينة، وأضافت أن فرقها جاهزة لدخول حمص بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري لبدء تلك المهمة.

وأوضحت اللجنة الدولية أن الأولوية القصوى لإجلاء الجرحى والمرضى إلى مناطق أكثر أمنا لعلاجهم، تماشيا مع القانون الدولي الإنساني. وتسعى اللجنة كذلك إلى توصيل “المساعدات التي تمس الحاجة إليها” والإمدادات الطبية إلى فرع الهلال الأحمر العربي السوري في حمص.

وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر هشام حسن لرويترز “لدينا فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن الهلال الأحمر العربي السوري في مدينة حمص. نريد أن ندخل بأسرع ما يمكن، ونحن نضع اللمسات الأخيرة على المسائل الفنية وخطوط الاتصال”.

وأضاف “كنا قد طلبنا من السلطات السورية ومن جماعات المعارضة في حمص السماح لنا وللهلال الأحمر السوري بدخول المدينة ومساعدة الناس. وقد حصلنا على موافقة السلطات وعلى ضمانات من المعارضة، ونأمل أن نكون قادرين على القيام بذلك في أسرع وقت ممكن”.

وقالت مديرة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرقين الأدنى والأوسط بياتريس ميجيفانروجو إن “مئات المدنيين محاصرون في الحي القديم بحمص، غير قادرين على المغادرة واللجوء إلى مناطق أكثر أمنا بسبب استمرار المواجهات المسلحة”.

وأضافت في بيان أنه “من الضروري السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري على الفور بالوصول بأمان ودون عوائق إلى من يحتاجون لمساعدة تنقذ حياتهم”.

سوريا تعاقب جاليتها بالأردن

                                            محمد النجار-عمان

يشتكي المئات من أبناء الجالية السورية المقيمين بالأردن منذ عشرات السنوات مما يصفونه بالعقاب الجماعي الذي تنفذه بحقهم الحكومة السورية من خلال سفارتها بالأردن بسبب موقفهم المؤيد للثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وهو الأمر الذي نفته السفارة بشدة.

وتتمثل “العقوبات” وفقا لعشرات السوريين الذين قابلتهم الجزيرة نت بحرمان من غادروا سوريا بعد أحداث عام 1980 إثر مجزرة حماة المروعة إبان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد -قتل فيها 38 ألف سوري وفق تقديرات المعارضة- من تجديد جوازات سفرهم التي بدؤوا أصلا بالحصول عليها منذ عام 2005 فقط، إضافة لوثائق الولادة والوفاة وغيرها الضرورية لاستمرار حياتهم بشكل طبيعي.

جواز سفر

إيمان محمد بركات -سورية قدمت للأردن طفلة صغيرة من إدلب شمالي سوريا بعد أحداث حماة- تمثل نموذجا للحالات التي اطلعت الجزيرة نت على ما تصفه بمعاناتها بسبب عقوبات السفارة السورية.

وقالت للجزيرة نت “حصلت على أول جواز سفر عبر السفارة السورية في عمان عام 2005 وعند انتهاء مدته العام الماضي تقدمت بطلب تجديد في 16/10/2011 وكلما أراجع السفارة لأسأل عن مصير جواز سفري يجيبونني بأنه لم يصل بعد من سوريا”.

وتقول إيمان إن الأمر عندما تكرر مع مئات السوريين -الذين تعرفهم وبعضهم جرى إبلاغه بأن سبب تأخر صدور الوثائق هو مشاركته بالمظاهرات أمام السفارة تأييدا للثورة- عرفت أنها تتعرض لعقوبة مع أبناء جاليتها.

وتصف معاناتها بالقول “لم أعد قادرة على زيارة ابني الذي يدرس ببريطانيا، وبت ممنوعة مع أطفالي الصغار من السفر ومن القيام بأي معاملة نظرا لأنني لا أملك جواز السفر”.

وختمت بالقول “هذه سفارة لسوريا الوطن وهي موجودة لخدمة المواطن السوري ولا يجوز تحويلها لسفارة لمؤيدي الأسد ومعاقبة الرافضين لاستمرار حكمه، هكذا يقنعنا النظام بإصلاحاته التي يقتل بها السوريين بالداخل ويعاقب بها من هم بالخارج”.

أما زوجها صفوان أبو غالب -والذي يعمل بالتجارة- فتحدث عن مفارقة يرى بأنها عجيبة تتمثل بأنه ممنوع من السفر على جواز سفره المنتهي الصلاحية إلا أنه يسافر مستخدما وثيقة الإقامة التي حصل عليها من بريطانيا.

واتهم السفارة بأنها تعاقب الجالية وقال “تأكدنا من صدور وثائقنا من دمشق وخروجها من وزارة الخارجية منذ أشهر من خلال أشخاص نعرفهم في سوريا، كما أن شخصا استلم جواز سفره في 19/6/2012 ثبت أن الجواز صادر قبل ستة أشهر أي أن السفارة أخفته طوال هذه المدة”.

شهادة وفاة

وتبدو مشكلة جعفر النجار وأشقائه الـ13 أكثر تعقيدا، فبالإضافة لمعاناتهم من عدم تجديد جوازات سفر بعض أفراد العائلة تضاعفت هذه المعاناة برفض السفارة إصدار شهادة وفاة لوالدهم الذي توفي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

يقول النجار -وهو من سكان كفر رومة بمعرة النعمان أصلا- “السفارة ما زالت ترفض منحنا شهادة وفاة وتطلب منا إخراج القيد من سوريا وهي تعلم أننا لا نستطيع الذهاب هناك خوفا من الاعتقال”.

وزاد “العائلة كلها تتعرض للعقاب فنحن لا نستطيع عمل حصر إرث أو سحب رصيد والدي من البنك أو التصرف فيه مما عطل أمورنا التجارية والحياتية”.

وتابع “عرض علي صديق سوري في عمان أن يحل مشكلتي ومشكلة أشقائي إن تعهدت بعدم المشاركة بنشاطات الجالية المناهضة للنظام”.

الجزيرة نت اطلعت على وثائق تخص عشرات السوريين الذين تقدموا بطلبات لتجديد جوازات السفر أو إصدار شهادات الولادة أو الوفاة أو تثبيت واقعات زواج وكلها حصلت على بطاقة من السفارة التي توقفت عن التجديد لهؤلاء منذ شهر أغسطس/آب الماضي وفق هذه الوثائق.

موقف السفارة

وحاولت الجزيرة نت الحصول على رد من السفارة السورية والتي طلب أحد موظفيها إرسال فاكس وهو ما جرى، لكن السفارة وبعد ساعة واحدة من إرسال الفاكس نشرت بيانا على الصفحة الرئيسية للرئيس الأسد على فيسبوك نفت فيه مضمون شكاوى المواطنين السوريين.

وجاء ببيان السفارة “ضمن إطار الهجمة الإعلامية المغرضة التي تقوم بها بعض القنوات الفضائية (الصهيو-وهابية) تجاه الجمهورية العربية السورية ومؤسساتها محاولة تشويه عملها والإساءة لها ومحاولاتها استثمار بعض ضعاف النفوس ممّن رهنوا أنفسهم لأعداء الأمة، فإنّ السفارة إذ تستنكر هذه الهجمة تبيّن أنها تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها ومواطني الدولة المضيفة على أكمل وجه وتقوم باتخاذ كافة المعاملات التي ترِد إليها بشكل يومي وفي بعض الحالات وأيام العطل الأسبوعية والرسمية وضمن الأطر القانونية المعمول بها”.

ويبلغ عدد أبناء الجالية السورية بالأردن نحو 500 ألفا.

سيدا لـ”العربية”: “الوطني” يعد مرحلة ما بعد الأسد

قصف عنيف على حماة وتظاهرات في قلب العاصمة السورية

العربية.نت

أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، الدكتور عبدالباسط سيدا، في مقابلة مع “العربية”، أن انقسام المعارضة السورية يعد حصيلة لعدم وجود إرادة دولية فاعلة لمساندة الشعب السوري. وأضاف أن للمجلس الوطني تصورا كاملا لمرحلة ما بعد سقوط الأسد.

وتبث “العربية” المقابلة الكاملة مع رئيس المجلس الوطني السوري، أكبر التنظيمات السورية المعارضة، اليوم الخميس، الساعة 11.30بتوقيت غرينتش، الثانية والنصف بتوقيت السعودية.

وميدانيا، ارتفعت حصيلة قتلى أمس الأربعاء في سوريا إلى 66، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية.

ومن جانبها، قالت لجان تنسيق الثورة السورية إن جيش النظام اقتحم اليوم مدينة حماة، ونفذ عملية عسكرية واسعة، ووردت أنباء عن سقوط عشرات القتلى.

فيما شهدت منطقة البرامكة قلب العاصمة السورية مظاهرات ترافقت مع إغلاق الطرق الرئيسية بالإطارات المحترقة.

وفي حلب، شهدت كل من منطقتي الاتارب واعزاز قصفا عنيفا براجمات الصواريخ من قبل الفوج السادس والأربعين. وقال ناشطون إن جيش النظام هاجم كلا من عندان ومغارة الارتيق وحيان في المدينة بالأسلحة الثقيلة.

وفي إدلب، تعرضت منطقة ارمناز ومعرة النعمان لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات.

وإلى ذلك، أيدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادها لدخول مدينة حمص لإجلاء مدنيين بعد موافقة كافة الأطراف السورية. وقالت اللجنة إنها ستعمل على إجلاء ومساعدة أشخاص محتجزين في العديد من أحياء المدينة.

أنجلينا جولي تتبرع بـ100 ألف دولار للاجئي سوريا

تسعى إلى تعزيز المساعدات التي تقدمها مفوضية شؤون اللاجئين لضحايا الثورة

العربية.نت

تبرعت الممثلة الأمريكية، إنجلينا جولي، بمبلغ 100 ألف دولار للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لتعزيز المساعدة التي تقدمها هذه الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، للاجئين السوريين، حسب ما جاء في بيان أصدرته المفوضية أمس الأربعاء.

وقدمت الممثلة، وهي الموفدة الخاصة للمفوضية، هذا المبلغ في اليوم الذي احتفلت فيه المنظمة باليوم العالمي للاجئين، نقلا عن تقرير لوكالة فرانس برس، اليوم الخميس،

وفي رسالة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أشارت الممثلة إلى أنه “في العام 2011، نُزع 4.3 ملايين شخص عن أرضهم، ولا يزال هناك 2.7 مليون لاجئ أفغاني، و12 مليون شخص من دون وطن”.

وقالت الممثلة: “للسنة الخامسة على التوالي يزيد عدد اللاجئين في العالم عن 42 مليونا”. وأضافت أن “العالم – للأسف- ينتج عددا أكبر من النازحين، مما يجد حلولا لنزوح السكان”.

وطالبت جولي، المجتمع الدولي “بالاهتمام أكثر مجددا بالوقاية” من النزاعات، باعتبارها “الطريقة الوحيدة لإيجاد حلول دائمة للاجئين”.

سلاح الأسد الأخير.. أسلحة كيمياوية

مجلة ألمانية أشارت إلى توقع المراقبين الدوليين وجود هذه الأسلحة في قاعدة السفير بحلب

العربية.نت

تثير التوقعات بوجود كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة الكيمياوية في سوريا، المخاوف من خطر احتمال استخدام الرئيس بشار الأسد للغازات السامة ضد معارضيه في لحظاته الأخيرة، أو وقوع هذه الأسلحة الفتاكة في أيدي إرهابيين.

وأشارت مجلة “دير شبيغل” الألمانية إلى أن المراقبين الدوليين يتوقعون وجود القسم الأكبر من الأسلحة الكيمياوية التي تمثل سلاح الأسد الأخير، في قاعدة السفير العسكرية المحصنة الواقعة على بعد عشرين كيلومترا جنوب شرق مدينة حلب ذات الكثافة السكانية.

ورأت أن المشكلة هي أن المعلومات المتوفرة حول حجم ما تملكه سوريا من غازات سامة هي معلومات تقديرية، بسبب عدم انضمام سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي تمتلك سجلات لمخزونات الأسلحة الكيمياوية لدولها الأعضاء فقط.

وأشارت إلى أن المعلومات المقدمة من شهود عيان سوريين خاصة من الهاربين من الخدمة بالجيش وأجهزة الاستخبارات، تزيد من القلق والمخاوف لأنها تشير إلى توسع نظام دمشق منذ الثمانينيات في زيادة ترسانته من الأسلحة الكيمياوية، وتنظيم دورات لتأهيل جيشه لاستخدام هذه الأسلحة والتعامل معها.

كما لفتت إلى أن تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تذهب إلى احتواء مخازن الأسلحة الكيمياوية السورية على كميات كبيرة، من غاز الخردل الذي يسبب حروقا خطيرة للجلد عند ملامسته، ومن غاز السارين السام. كما تتوقع تقديرات أخرى للوحدة الاستشارية العسكرية العالمية (جينيس) أن تضم مخازن أسلحة الأسد كميات من غاز الأعصاب “في أكس” الشديد السمية الذي يؤدي إلى شل القنوات التنفسية والوفاة بعد دقائق من استنشاقه.

في المقابل نقلت عن تشارلز بلير الباحث بالفدرالية الأميركية للعلوم تقديره صعوبة إمكانية توقع بقاء الغازات السامة المخزنة بقاعدة السفير، وأخرى موجودة بمخازن قرب العاصمة دمشق ومدينة حمص، دون استخدام.

تخوف المراقبين

ولفتت إلى تخوف المراقبين الدوليين من سيناريوهين محتملين يتضمن الأول لجوء بشار الأسد المستند بظهره إلى الحائط في مواجهة احتجاجات شعبية متصاعدة وضغوط دولية متزايدة، إلى استخدام أسلحته الكيمياوية ضد معارضيه.

ووفقا لهذا السيناريو فإن استخدام الغازات السامة ضد المحتجين سيكون الخطوة التالية لنظام دمشق، بعد تصعيده لمواجهته العسكرية للمظاهرات المدنية واستخدامه طائرات الهليكوبتر بشكل مكثف في الفترة الأخيرة في مواجهة الاحتجاجات.

وذكرت دير شبيغل، في تقريرها الذي نقلته صحيفة “الجمهورية” اللبنانية أمس، أن السيناريو الثاني الأخطر في تقدير المراقبين الدوليين هو أن تؤدي الفوضى المتوقعة في المرحلة التالية لسقوط بشار الأسد إلى وقوع أسلحته الكيمياوية في أيد غريبة.

وأضافت أن “تنظيم القاعدة الذي نشط مؤخرا بسوريا وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية يتطلعون للحصول علي غازات الأسد السامة، ويبدون مرشحين للوصول إليها وهو ما سيمثل حال حدوثه قلبا لموازين القوى بالمنطقة”.

إلى ذلك، ختمت موضحة أن أسلحة القذافي الكيمياوية لم تكن سوى كمية كبيرة من غاز الخردل، في حين تحتوي مخازن الأسد على كميات ضخمة من غازات سامة مختلفة ركب بعضها بقذائف وزعت على مخازن غير معروفة بدقة.

الجامعة: على روسيا وقف تسليح دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تواصلت أعمال العنف في سوريا، الخميس، حيث يشن الجيش قصفا عنيفا على إنخل بدرعا وأحياء حمص القديمة فيما تشهد مناطق أخرى اشتباكات مسلحة، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص حسب لجان التنسيق المحلية، في وقت طالبت جامعة الدول العربية روسيا بالتوقف عن تزويد الحكومة السورية بالأسلحة.

وقالت اللجان إن أحياء مدينة إنخل تتعرض لـ”قصف مدفعي عنيف من اللواء 15 ومن مختلف الحواجز”، مشيرة إلى “سقوط أكثر من 25 قذيفة هاون بشكل عشوائي على منازل المدنيين”.

وفي حمص، استهدف قصف عنيف أحياء جورة الشياح و القصور، وذلك غداة إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعداد فرق الاغاثة لدخول المدينة لإجلاء مصابين ومدنيين محاصرين وسط القتال المستمر منذ عشرة أيام بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة.

في غضون ذلك، طالبت جامعة الدول العربية روسيا بالتوقف عن تزويد “النظام السوري بالأسلحة”، كما أعلن نائب الأمين العام للجامعة السفير، أحمد بن حلي، في مقابلة مع وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.

وردا على سؤال عن التعاون العسكري بين روسيا وسوريا، قال بن حلي إن “كل مساعدة على العنف يجب أن تتوقف، لأنكم عندما ترسلون معدات عسكرية فأنتم تساعدون على قتل أناس. هذا الأمر يجب ان يتوقف”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت كثفت فيه الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية الضغط على روسيا لكي توقف تسليم الأسلحة لحليفها السوري.

وتركزت الأنظار في الأيام الماضية على سفينة الشحن الروسية “أم في آلايد” التي يشتبه في أنها كانت تنقل مروحيات هجومية من نوع “مي-25” إلى دمشق.

وقال ناشطون معارضون إن الجيش السوري استخدم مروحيات من صنع سوفياتي في قصف مدن سورية عدة.

إلى ذلك، طالب بن حلي بتعزيز مهمة الوسيط الدولي، كوفي أنان، بشكل يتيح للأسرة الدولية أن تكون “متأكدة” من أن “أطراف النزاع في هذا البلد تطبق خطة السلام”.

وقال إن “لتنفيذ هذه الخطة علينا ايجاد آلية جديدة. بالنسبة إلى تفويض المبعوث الخاص (أنان) يجب أن يعاد النظر فيه كي نتمكن من التأكد أن كل الأطراف تحترم الخطة”.

يشار إلى أن الأمم المتحدة تقول إن أكثر من عشرة آلاف شخص قتلوا بنيران القوات الحكومية منذ بدء الاحتجاجات في مارس 2011، بينما تقول سوريا إن 2600 شخص على الأقل من أفراد الجيش وقوات الأمن قتلوا بأيدي من تصفهم بأنهم “إرهابيون إسلاميون” يتلقون دعما اجنبيا.

ووصلت الجهود الدولية لوقف العنف إلى طريق مسدود، لأن روسيا والصين عرقلتا اتخاذ أي اجراء صارم ضد دمشق.

وهما تقولان إن الحل يجب أن يأتي من خلال حوار سياسي، وهو أسلوب ترفضه أغلب عناصر المعارضة السورية.

لكن خطة السلام التي اقترحها أنان انهارت تقريبا، والغرب غير مستعد للتدخل عسكريا مثلما فعل في ليبيا العام الماضي لدعم معارضي معمر القذافي.

المعارضة: 66 قتيلا برصاص الأمن السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت لجان التنسيق المحلية بسوريا إن 66 قتيلا سقطوا الأربعاء برصاص الجيش والأمن السوري، معظمهم في قصف دوما بريف دمشق وبينهم 10 في حماة و7 في درعا و5 في حمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين معارضين اقتحموا ثكنة عسكرية في محافظة اللاذقية بشمال غرب البلاد وقتلوا 20 جنديا على الأقل في معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين في ريف اللاذقية، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد المرصد أن المقاتلين احتجزوا أفرادا من الجيش بينهم عقيد، واستولوا على بنادق آلية وقذائف صاروخية، مشيرا إلى أن المعارك التي اندلعت ليلا في منطقة جبل الأكراد واستمرت حتى الفجر، أسفرت أيضا عن إصابة “عشرات الجنود” بجروح.

وتم تدمير مبنيين للقوات النظامية كانت تستخدمهما لقصف قرى جبل الأكراد بالهاون، وجرت اشتباكات مع عناصر المبنى الثالث و”أسر عدة جنود بينهم ضابط”، وفقا للمرصد.

من جانبها أفادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل 37 شخصا في مناطق سورية عدة، كما أشارت إلى أن أكثر من 15 شخصا أصيبوا بجروح خطرة جراء “القصف العشوائي بقذائف الهاون على حي الأربعين” في حماة.

وكشفت اللجان أن مدينة داعل في درعا تعرضت لـ”قصف عنيف بالطيران المروحي”، ما أسفر عن تدمير عدد من المنازل.

وفي مدينة حرستا بريف دمشق، “قتل مواطن إثر إطلاق نار من قبل حاجز للقوات النظامية”، كما “استشهد ضابط منشق متأثرا بجراح أصيب بها إثر تعرضه لمحاولة اغتيال”، وفقا للمرصد الذي أفاد أيضا بقتل مدني في حي القصور إثر إصابته برصاص قناصة.

وفي ريف إدلب، انفجرت عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء سيارة مفخخة عند حاجز للقوات النظامية في سرمين، ما أسفر عن سقوط 5 جنود، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد أيضا عن سماع أصوات انفجارات شديدة في مدينة معرة النعمان تترافق مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف.

وفي ريف حماة، قتل رجل وزجته إثر قصف تعرضت له بلدة اللطامنة صباحا، كما قتل 3 جنود خلال اشتباكات في كرناز التي قصفتها القوات النظامية، ما أدى إلى اصابة 8 مواطنين بجراح فيها.

في غضون ذلك، تعرضت بلدة قلعة المضيق لإطلاق نار من رشاشات وسقوط قذائف من الحواجز المحيطة في البلدة، كما تعرضت عدة بلدات في سهل الغاب للقصف كذلك، حسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.

وفي حماة، اقتحمت القوات النظامية أجزاء من حي جنوب الملعب، حيث سمعت أصوات إطلاق من رشاشات ثقيلة وانفجارات، كما دارت اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء استمرت حتى فجر الأربعاء في عدة أحياء بمدينة حماة، التي تعرض بعضها لقصف بقذائف الهاون.

ويأتي ذلك غداة قرار الأمم المتحدة الإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، رغم تصاعد العنف الذي أجبر البعثة على وقف عملياتها.

وفرضت الأزمة السورية نفسها على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس في المكسيك، إلا أن روسيا والصين لا تزالان ترفضان الالتزام بموقف دولي للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

قال المرصد السوري لحقوقالانسان إن مقاتلين سوريين اقتحموا ثكنة عسكرية في محافظة اللاذقيةبشمال غرب البلاد وقتلوا 20 جنديا على الأقل.

وأضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا وله شبكة اتصالات فيسوريا بما في ذلك معارضون ونشطاء وأفراد من قوات الأمن أنالمقاتلين احتجزوا أفرادا من الجيش بينهم عقيد واستولوا على بنادقآلية وقذائف صاروخية.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إنه من الليلة الماضية وحتىالخامسة من صباح اليوم الأربعاء هاجم المقاتلون ثكنة عسكرية تتألفمن ثلاثة مبان وانهار اثنان منها.

المحامي أنور البني: إحداث لجنة للحريات بمجلس النواب السوري “مسخرة

روما (20 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قلل حقوقي سوري ناشط في مجال حقوق الإنسان من شأن قرار مجلس الشعب السوري إحداث لجنة للحريات وحقوق الإنسان، وأشار إلى وجود عشرات المحامين المعتقلين تعسفياً ومختفين قسرياً في سورية فقط لأنهم احتجوا ضد الاعتقال وغياب القانون والقضاء، ورأى أن السلطات السورية تُعلن عن الحريات وتعتقل وتُعلن عن الحق بالحياة وتقتل، على حد وصفه

وقال رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي أنور البني ، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أتعجب من مجلس شعب يعقد جلساته وأصوات القصف تصل مسامعه في مبنى المجلس، والشعب الذي (انتخبه) يُعاني من القتل والاعتقال والتعذيب والنهب، وبلد يتم تدميره يومياً في مختلف محافظاته، ولا يتطرق بأي من جلساته أو مناقشاته لما يجري وكأنه موجود في بلد آخر” وفق قوله.

وتابع “أتعجب من رئيس مجلس شعب هو محام ورئيس فرع نقابة محامين يفكر في لجنة حريات قبل أن يفكر بعشرات المحامين المعتقلين تعسيفياً ومختفين قسرياً، وقوائم باعتقال العشرات من المحامين غيرهم، فقط لأنهم عبّروا عن رأيهم بما يجري في سورية واحتجوا ضد الاعتقال وغياب القانون والقضاء” حسب تأكيده

وأضاف “إنهم كمن يقدّمون لشخص رأسه تحت المقصلة وردة ليشمها ويستمتع بعبيرها قبل أن تُقطع رقبته” حسب وصفه

وكان مجلس الشعب قد وافق الثلاثاء على إحداث لجنة تتعلق بالحريات العامة وحقوق الإنسان، ورأى عدد من أعضاء المجلس أن إحداث مثل هذه اللجنة وغيرها “خطوة إصلاحية منطقية تأتي تجسيداً لما تضمنه الدستور ولاسيما في باب الحريات والحقوق” في البلاد

وحول ذلك قال معتقل الرأي السابق البني “الواقع إن هذه هي جزء واضح ومكمل (للإصلاحات) التي تدّعي السلطة أنها قامت بها، السلطة تُعلن عن الحريات وتعتقل، تُعلن عن الحق بالحياة وتقتل، تُعلن عن مشاريع البناء وتُدمّر، تُعلن عن محاربة الفساد وتنهب ما تبقى من ثروات الوطن، تتحدث عن المشاركة وتقتل الآخر أو تعتقله وتصادر الوطن، تتحدث عن الحوار وتصّنع الطاولة والكراسي والمتحاورين وتتركهم ينشغلون بذلك ريثما تفرغ من قتل الباقين وتطهير المجتمع من الجراثيم المعارضة التي لا تقبل الانصياع والقبول (بالإصلاحات)، المهم بالنسبة للسلطة هو الإعلان، وعلى الشعب أن يصدّق”

وعن تنويه أعضاء المجلس بأهمية هذه اللجنة في هذه المرحلة خصوصاً “لأن الحرية حق مقدس يكفله الدستور إضافة إلى ضرورة تكريس قيم العدالة والثقة بين أجهزة الدولة والمواطنين واحترام كرامة المواطن عنواناً للمرحلة الجديدة” وفق البيان الرسمي السوري، قال البني “لا يمكن وصف ما يجري إلا بالمسخرة، سيّما وأني وأنا أتحدث أسمع دوي المدفعية تقصف مناطق بدمشق وريفها، وحتماً هناك صياح وأنين ودعاء وموت ودمار، لن يسمعها ولن تصل لآذان من يتحدث عن لجان للحريات وحقوق الإنسان، فآذانهم لا تسمع حتماً لأنهم مجرد تماثيل” على حد تعبيره

المفوضية الأوروبية تزيد مساعداتها للاجئين السوريين

بروكسل (20 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت المفوضية الأوروبية عن تخصيص مبلغ عشرة ملايين يورو إضافية لصالح اللاجئين السوريين الذين تركوا مدنهم وقراهم جراء العنف

جاء هذا الإعلان على لسان المفوضة الأوروبية المكلفة شؤون المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستالينا جيورجيفا، خلال زيارتها اليوم لمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا

واشارت المفوضة في تصريحات نقلت عنها، إلى أن هذا المبلغ يرفع مساعدات المفوضية للاجئين السوريين إلى 43 مليون يورو، حيث “سوف تساعد هذه الأموال على تأمين إمدادات طبية وأغذية ومياه شرب وتحسين خدمات الصرف الصحي لما يقرب من 70 ألف سوري مهجر داخل أو خارج البلاد بسبب العنف”، حسب قولها

ويذكر أن بين مليون ونصف إلى ثلاثة ملايين شخص قد تأثروا بأعمال العنف المستمرة منذ عدة أشهر في سورية، وقد توجه معظم الفارين من العنف إلى دول الجوار مثل الأردن وتركيا ولبنان. وأعلنت المفوضة الأوروبية أن ثلث اللاجئين السوريين يتواجد في تركيا

وأشار بيان صادر عن المفوضية الأوروبية حول اللاجئين السوريين إلى أن أعمال العنف في البلاد قد جعلت من الصعب وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، “وبالرغم من أن المراقبين الدوليين كانوا لا يزالون متواجدين حتى فترة قريبة، إلا أن الوصول إلى المناطق المنكوبة كان ولا يزال أمراً حرجاً بالنسبة للمنظمات الإغاثية”، حسب البيان

وجاء الإعلان عن المساعدات الجديدة للاجئين السوريين بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، حيث ذكرت المنظمات الدولية أن عام 2011، هو الأسوأ منذ عقود من حيث تصاعد عدد اللاجئين والمهجرين في مختلف أنحاء العالم

شخصيات سورية معارضة تجتمع ببروكسل لبحث المرحلة الانتقالية

روما (20 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تجتمع شخصيات معارضة سورية من الداخل والخارج في مؤتمر بحثي بالعاصمة البلجيكية بروكسل الأحد المقبل لبحث “آفاق المرحلة الانتقالية في سورية”، في ندوة يشرف عليه الاتحاد الأوروبي وينظمها ملتقى (حوران) للمواطنة بالتعاون مع اللجنة العربية لحقوق الإنسان وبالتنسيق مع المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان

وعلمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من منظمي المؤتمر أنه سيشارك في افتتاح المؤتمر الدراسي الذي يستمر يومين ناصر القدوة، معاون كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، وطلال الأمين مستشار الأمين العام للجامعة العربية، فضلاً عن بيير فيمونت ممثلاً عن الاتحاد الأوروبي، ويحضره نخبة من الباحثين والحقوقيين والسياسيين والمثقفين السوريين

ووفق المنظمين، يناقش المؤتمر أربعة محاور: الأول حول “ضمان الانتقال الديمقراطي ـ المبادئ الدستورية والبرامج السياسية”، يشارك فيه آزاد أحمد علي، عبد العزيز الخيّر، سمير عيطة وفائق حويجة، والمحور الثاني “الإجراءات الديمقراطية للانتقال ـ بناء مرجعيات الديمقراطية” بمشاركة ميشيل كيلو، خالد عيسى، لؤي حسين، عماد الدين رشيد وسلامة كيلة. أما المحور الثالث فسيتناول “الأولويات الاجتماعية والسياسية” ويشارك فيه فدوى سليمان، حبيب حداد، منذر حلوم، وأحمد رمضان. والمحور الرابع والأخير “الأولويات الاجتماعية والاقتصادية” ويشارك فيه جورج صبرا، عارف دليلة، محمد السلمان، فاروق طيفور ووليد البني، كما يشارك في صياغة البيان الختامي والتوصيات هيثم مناع، عصام العطار ومطيع البطين، وعدد من الشخصيات السورية المعارضة الأخرى.

ومن الملاحظ مشاركة أعضاء وقياديين من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، وأعضاء وقياديين من المجلس الوطني السوري، وكذلك من المجلس الوطني الكردي، والإخوان المسلمين، والمنبر الديمقراطي، وتيار بناء الدولة، وناشطون إسلاميون مستقلون، وشخصيات من اليسار السوري، والكتلة الديمقراطية الوطنية، ومستقلين وممثلي منظمات ومراكز حقوقية وبحثية سورية

وستبحث حلقات النقاش شروط الانتقال الديمقراطي، وملف الضحايا والحقيقة والعدالة والمسؤولية، وبناء الجيش، وإعادة بناء الحياة السياسية والنظام القضائي الجديد، ودور أجهزة الأمن في الفترة الانتقالية، وملف المساعدات الدولية وغيرها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى