أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 01 نيسان 2014

المعارضة تقصف مطار اللاذقية … والنظام يعزز إجراءاته

 لندن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

تقدمت قوات النظام السوري باتجاه موقع استراتيجي في ريف اللاذقية غرب البلاد بعدما نصبت راجمات صواريخ على تلال المنطقة واستقدمت تعزيزات من مناطق أخرى، مع حديث عن حفرها خنادق حول قرى تضم موالين في معقل النظام، وتعرض مطار اللاذقية لقصف من مقاتلي المعارضة.

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «تقدماً» حققته القوات النظامية في «المرصد 45» في ريف اللاذقية، وإنها نشرت راجمة صواريخ على التلة المشرفة على قرى عدة تقطنها غالبية من العلويين، مشيراً إلى أن «المعارك العنيفة مستمرة» في المنطقة. في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن وحدات من الجيش النظامي و «قوات الدفاع الوطني» الموالية «أحكمت سيطرتها في شكل كامل على النقطة 45».

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على التلة الأسبوع الماضي في إطار هجوم بدأوه في 21 آذار (مارس) الماضي وتمكنوا خلاله من طرد القوات النظامية و «جيش الدفاع الوطني» من بلدة كسب الحدودية ومعبرها الحدودي مع تركيا ومن بلدة السمرا التي هي بمثابة ممر جبلي مع منفذ على البحر و «المرصد 45» وبعض المناطق المجاورة. وأسفرت المعارك عن مقتل نحو ألف عنصر من الطرفين. ويحاول مقاتلو المعارضة، بعد سلسلة من الهزائم في ريف دمشق، حيث فقدوا السيطرة على معاقل بارزة في منطقة القلمون، الضغط على اللاذقية التي يدافع عنها النظام في شدة مدعوماً بمليشيات.

واستهدف المقاتلون فجر أمس للمرة الأولى بصواريخ «غراد» مطار باسل الأسد الواقع قرب القرداحة معقل عائلة الرئيس السوري. وأشار «المرصد» إلى أن «الصواريخ سقطت قرب المطار من دون أن توقع ضحايا أو أضرار»، لافتاً إلى أن المطار «مدني ومهم بالنسبة للنظام». كما أفاد موقع «كلنا شركاء» أن قوات النظام «حفرت خنادق حول بعض المناطق في اللاذقية خوفاً من هجوم الجيش الحر، كما كثفت دورياتها الأمنية في حي الصليبة وسط مدينة اللاذقية».

وفي أنقرة، أعلنت محافظة هاتاي (إسكندرون) التركية في بيان، أن «إطلاق نار من سورية أصاب مسجداً يقع في يايلاداغي (جنوب تركيا) وأصاب لاجئة سورية في الستين من العمر بجروح بينما كانت في جوار المكان». وتابع البيان: «ردت مدفعيتنا على إطلاق النار»، موضحاً أن ثلاث قذائف هاون أطلقت أيضاً من الأراضي السورية سقطت أمس في أرض خلاء في المنطقة نفسها من دون تسجيل إصابات.

وفي دمشق، قالت شبكة «سمارت» المعارضة إن ممثلي النظام السوري عرضوا أول من أمس «عقد هدنة مع الجيش الحر وفصائل مقاتلة أخرى في حي العسالي قرب دمشق، وإن قوات النظام استهدفت الحي بعد تقديم عرض الهدنة». وأعلن مسؤول في «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل «التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك قرب العسالي، علماً بأن منظمة «العفو الدولية» قالت إن حوالى 200 شخص فارقوا الحياة في المخيم الفلسطيني بسبب نقص الغذاء والدواء، بينهم 128 جوعاً، منذ شدد الجيش النظامي حصاره على المخيم في تموز (يوليو) 2013، مانعاً بذلك إدخال الأغذية والأدوية إلى آلاف المدنيين.

«حفلات» دامية غير معلنة بين «النصرة» و «داعش»… والبغدادي يبزّ أسلافه

بغداد – مشرق عباس

في آذار (مارس) 2013، كانت تظاهرات الأنبار والمناطق السنّية تدخل منعطفاً جديداً، مع ظهور الأعلام التقليدية لتنظيم «القاعدة»، في شكل مفاجئ، في بعض ساحات الاعتصام ولوقت محدود، ومن ثم اختفائها، لتظهر في شكل متقطع في الفلوجة مع اندلاع الاشتباكات في الأنبار بداية العام الحالي.

تلك الأعلام كانت خلفت جدلاً واسعاً حول التظاهرات، واعتبرت دليلاً على وجود عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش» داخل ساحات الاعتصام، الأمر الذي نفاه المتظاهرون في حينه.

وبصرف النظر عن التداعيات والتطورات التي شهدها عام كامل بعد تلك الحادثة، فإنها كشفت للمرة الأولى عن «قاعديين» ليسوا «داعشيين» في العراق، ولم يتم التركيز على هذا المتغير، حتى بعد ظهور التقاطع العلني بين التنظيمين في سورية.

وللتوضيح، فإن علم «القاعدة» التقليدي الذي يتكون من أرضية سوداء مستطيلة، مخطوط عليها عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بخط الثلث، فيما علم «داعش» وهو نفسه علم «دولة العراق الإسلامية» وكان أقر عام 2006 فيتكون من أرضية سوداء مربعة مخطوط عليها عبارة «لا إله إلا الله» بالخط الكوفي وعبارة «محمد رسول الله» في شكل ختم، تختلف المباحث التاريخية حول محاكاته لختم الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).

والعلمان على أية حال يحاولان عبر الربط برايات حملها المسلمون الأوائل، تكريس مفهوم «الجهاد» بتفسيراته «القاعدية».

تغيير «دولة العراق الإسلامية» عام 2006 علم «القاعدة» وطرح علم جديد، ارتبط في حينه برغبة التنظيم، بإضفاء خصوصية مستقلة عن «القاعدة» الدولية، وظهر ذلك في شكل واضح من خلال فك الارتباط التدريجي مع قيادات «القاعدة» في أفغانستان، والبحث عن خطوط تمويل مستقلة، إلى حين إعلان البغدادي منتصف 2013 عن «الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش» والتمرد على أوامر زعيم التنظيم الدولي أيمن الظواهري، بحصر نشاط «الدولة الإسلامية» في العراق، ومنح «جبهة النصرة» تمثيل «القاعدة» في سورية.

«جبهة النصرة» سارعت مع هذا الانشقاق إلى إلغاء علم «دولة العراق الإسلامية» الذي حملته لمدة عامين في سورية، والعودة إلى علم تنظيم «القاعدة» الأساسي، بعد أن أضافت إليه عبارة «جبهة النصرة في بلاد الشام».

ويمكن ملاحظة نوعين من الدلالات حول نزاع العلم بين «داعش» و«القاعدة»:

الأولى: أن زعماء تنظيم «القاعدة» الدولي لم يرفعوا في أية مناسبة علم «دولة العراق الإسلامية» حتى في المراحل الأولى، التي كان ينظر فيها إلى التنظيمين كتنظيم واحد، أو أن الثاني هو فرع للأول، واستمر أسامة بن لادن في خطاباته ورسائله وصوره يظهر وخلفه علم «القاعدة» الأصلي، فيما لم يسجل البحث ظهور زعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري مع علم، وكان كثيراً ما يختار في خطبه خلفيات من قماش أبيض أو مكتبة. وهذا التفصيل يؤكد أن تبني «القاعدة» لـ «دولة العراق الإسلامية» كان إعلامياً، أكثر منه تنظيمياً، بل شهد معارضات وانشقاقات وتهديدات متبادلة، وصلت إلى حروب داخلية، وأن المستفيد الوحيد من إبقاء الربط الإعلامي كان «دولة العراق الإسلامية» التي استخدمته للحصول على الانتحاريين والدعم المالي عبر خطوط تمويل «القاعدة» الأم.

الثاني: أن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي تحول إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لم يرفع في أي مناسبة علم «القاعدة» الأصلي، على رغم أنه قبل إعلامياً أن يتم وصفه على نطاق واسع بـ «الشق العراقي للقاعدة»، بل إن المنتديات والإصدارات التي أنتجتها «الدولة الإسلامية» أخفت في شكل واضح أية ملامح للعلم القديم، حتى إنه نسي تماماً، وعندما ظهر في آذار 2013 في ساحة الأنبار، تحدث شيوخ ووجهاء عن أن ما تم رفعه هو راية ترمز إلى الحضارة الإسلامية وحقبة الصحابة، وليس علم «القاعدة».

اللافت أن ذلك الظهور النادر لعلم «القاعدة»، كان قبل إعلان البغدادي عن «داعش»، وقبل أن يحدث الخلاف العلني مع الظواهري.

المعلومات تؤكد أن «قاعدة الظواهري لم يبق منه في العراق سوى العشرات فقط حتى عام 2013، وهؤلاء استمروا على اعتبار أن خليفتهم هو أسامة بن لادن ومن بعده أيمن الظواهري»، وأن «البغدادي ليس أكثر من قائد لفرع «القاعدة» في العراق وبيعته بيعة حرب وليست بيعة خلافة».

أبو بكر البغدادي (إبراهيم عواد السامرائي) وقبله أبو عمر البغدادي (حامد الزاوي) استخدما صفة «أمير المؤمنين» في إشارة ذات دلالة على تحويل مركز الإمارة من أفغانستان إلى العراق، وتحويل «الخلافة» و «الإمارة» من ابن لادن والظواهري إلى البغدادي، ما أثار اعتراضات داخلية في التنظيم حول أحقية البغدادي في اكتساب لقب أمير المؤمنين بدل أمير «دولة العراق الإسلامية»، في وقت هناك بيعة معلنة لابن لادن.

تلك الحوارات والاعتراضات أخمدت بالقوة داخل تنظيم «الدولة الإسلامية» وتم معها نسف أي دلالة ظاهرية على إمارة خارج إمارة البغدادي، ومن ضمنها إمارة الظواهري نفسه، وأن الامتداد إلى سورية كان قد تم التسويق الشرعي له تحت علم «أمير المؤمنين» لا علم «أمير الدولة».

بعض الوقائع يشير إلى أن عناصر «قاعدة الظواهري» تمردوا على سلطة أبو بكر البغدادي في كانون الأول (ديسمبر) 2010 بقيادة قيادي مرتبط بتنظيم «القاعدة» التقليدي اسمه عبدالكريم الجبوري ويلقب بـ «كريم الشورة» في الموصل، وأن التمرد تحول فيما بعد إلى معركة دموية انتهت باعتزال «الشورة» لإمارة الموصل، ثم الوشاية به ليقتل على يد القوات العراقية.

ويمكن الحديث أيضاً عن «قاعديين» تمت تصفيتهم من جانب عناصر البغدادي خلال الأعوام الماضية بسبب استمرار ارتباطهم في شكل أو في آخر بالتنظيم الأصلي، منهم «والي الموصل» السابق جمال الحمداني أبو نوح، فيما هرب عدد كبير من عناصر «القاعدة»، أو تواروا عن الأنظار ومنهم قيادي يدعى عمار الجبوري، يشك في وجوده في إيران حالياً، لكنه ما زال عبر رسائل في بعض المنتديات يعبر عن معارضته لسلطة البغدادي ويمتلك علاقات وثيقة مع الظواهري، والحال ينطبق على قائد مجموعة «جيش عمر» السابق الملقب بـ «أبو عائشة».

يمكن القول في هذا الصدد إن أبو بكر البغدادي نفذ عمليات تصفية واسعة النطاق لعناصر «القاعدة» الذين استمروا في بيعة الظواهري، وإن هذه التصفيات ما زالت تحدث حتى اليوم في بعض مناطق الأنبار، حيث أورد شهود أن «محكمة شرعية» أقامها أتباع البغدادي في الحي العسكري في الرمادي حكمت بإعدام عدد من عناصر «القاعدة»، فيما تفيد شهادات أخرى بأن البغدادي تمكن من تصفية معارضين آخرين في عدد من المدن عبر الوشاية بهم إلى القوات الأميركية والعراقية من طريق شبكة مرتبطة به قدمت طوال السنوات الماضية معلومات مضللة عن واقع تنظيم «داعش» وهيكليته وآليات عمله وقياداته وصراعاته الداخلية.

لا يمكن القول إن الخلافات بين «القاعدة» و«داعش» اليوم تنتمي إلى خلفيات عقائدية، أو تفسيرات شرعية، بل إنها تنتمي إلى جذور سياسية، فالتوازنات والعلاقات الداخلية والخارجية التي يقوم عليها «داعش» تختلف مع تلك التي يقوم عليها «القاعدة» سواء من حيث الحسابات، أو اتساع خريطة المصالح، وطالما كان لـ «القاعدة» الأم مصالح أكثر تداخلاً وتشابكاً من تخوم روسيا إلى المغرب العربي، ومن أوروبا إلى جنوب شرقي آسيا.

هل يخطط الظواهري للانقلاب على البغدادي في العراق، بعد أن دعم الانقلاب عليه في سورية؟

لا توجد معطيات واضحة تدعم هذه الفرضية اليوم على الأقل، فلا فرص متكافئة بين الفريقين في العراق، وما عدا ظهور محدود لراية تنظيم الظواهري في الفلوجة، فإن البغدادي يبدو أكثر قدرة على إقناع المسلحين والانتحاريين بالقتال تحت رايته.

المتوقع أن مقتل أبو بكر البغدادي، أو اعتقاله، يمكن أن يحدث انهياراً شاملاً في تركيبة «داعش» أكبر بكثير من الانهيارات التي أحدثها مقتل الزرقاوي، ومن بعده حامد الزاوي وأبو حمزة المصري، بسبب المركزية الشديدة التي فرضها البغدادي على تنظيمه، مقارنة بلا مركزية «قاعدة» الظواهري.

لكن الانتحار تحت رايات «القاعدة» المتعددة والمتصارعة، لا يبدو أنه بمعرض الانحسار، وسيجد الراغبون فيه على الدوام رايات جديدة تشرعن سفك الدماء.

الخارجية الروسية: على مجلس الأمن بحث الوضع في كسب السورية

 روسيا – يو بي أي

دعا نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف مجلس الأمن الدولي إلى “عقد اجتماع طارئ” لمناقشة ما وصفه بـ”قتل السكان الأرمن” في بلدة كسب السورية قرب الحدود التركية.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن غاتيلوف قوله في تغريدة على موقع “تويتر”، إنه “يجب إجراء تحقيق في حادثة إطلاق النار على السكان الأرمن في بلدة سورية من قبل المقاتلين. من الضروري أن يناقش مجلس الأمن هذا الوضع في أسرع وقت ممكن”. وتشهد كسب ذات الغالبية الأرمنية مواجهات عنيفة بين الجيش السوري، ومجموعات معارضة مسلحة، تتهمها الحكومة السورية بالتسلل من تركيا، حيث دخلوا إلى البلدة الأرمنية الحدودية واحتلوا الكنائس. ونظم ممثلو الجالية الأرمنية في موسكو، أمس، احتجاجا أمام السفارة التركية، واتهموا مقاتلين من تركيا بقتل مدنيين أرمن في كسب.

النظام في النقطة 45 وصواريخ على القرداحة / لافروف: لا مضادات أميركية للمعارضة السورية

(و ص ف، رويترز، أ ب)

بعد ايام من القصف المدفعي والغارات الجوية، اعلن النظام السوري ان الجيش وقوات الدفاع الوطني قد استعادا السيطرة على النقطة 45 في ريف اللاذقية الشمالي، فيما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان المعارك “محتدمة” حول هذه التلة الاستراتيجية التي سقطت في أيدي مقاتلي المعارضة في الهجوم الذي شنوه في 21 آذار الماضي على بلدة كسب ومعبرها مع الحدود التركية.

وللمرة الاولى، استهدف المقاتلون فجر امس بصواريخ “غراد” مطار باسل الاسد قرب القرداحة بمحافظة اللاذقية. وقال المرصد ان “الصواريخ سقطت بالقرب من المطار من غير ان توقع ضحايا او اضراراً”، موضحاً ان المطار “مدني ومهم بالنسبة للنظام”.

وحمل وزير الاعلام السوري عمران الزعبي على تركيا متهماً إياها بارسال مقاتلين اجانب عبر الحدود لمقاتلة القوات السورية النظامية في اللاذقية.

وبعد ساعات من اتهام الزعبي، اعلنت أنقرة ان مدفعيتها ردت على اطلاق نار على الاراضي التركية مصدره الجانب السوري. ص10

على صعيد آخر، استمرت المعارك بين تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في محافظة الحسكة و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وكتائب اسلامية اخرى مقاتلة. وقال المرصد ان “اشتباكات عنيفة وقعت بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة من جهة، والدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ثانية في محيط بلدة مركدة” بمحافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، “وذلك إثر هجوم مضاد نفذته النصرة والكتائب الإسلامية على حواجز للدولة الإسلامية في محيط البلدة، في محاولة لاستعادة السيطرة على البلدة الاستراتيجة، التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية السبت”.

“النصرة” نعت لبنانياً

وفي عمان، أعلنت “جبهة النصرة لأهل الشام”، مقتل أحد عناصرها في سوريا، وهو لبناني الجنسية و الثاني خلال أسبوع. وقالت في تغريدة بموقع “تويتر” للتواصل الإجتماعي: “نزف إليكم خبر استشهاد البطل محمد السبع (أبوعائشة) (17 عاما) وهو من طرابلس الشام”، في إشارة إلى مدينة طرابلس اللبنانية. ولم تذكر أين قتل السبع، ومن المسؤول عن مقتله. ونشرت صورة له وهو يحمل رشاشا وتظهر خلفه الراية السوداء.

لافروف

¶ في موسكو، نقلت وكالة ” إيتار – تاس” الروسية الرسمية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثاته في باريس مع نظيره الأميركي جون كيري ليل الاحد “أنه وضع على طاولة المحادثات مع كيري تلك المعلومات التي تتناقلها وسائل الإعلام عن تناول الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته للمملكة العربية السعودية موضوع تزويد المعارضة السورية مضادات أرضية، موضحا أن كيري أكد أن واشنطن تعارض هذا الأمر”.

ووصف وزير الخارجية الروسي معارضة واشنطن لهذا الأمر بأنها “خطوة تتفق تماماً مع الاتفاقيات الأميركية – الروسية على حظر تصدير أنظمة الدفاع الجوي إلى أية نقطة ساخنة”.

اشتداد المعارك في ريف اللاذقية.. وتركيا تقصف مجدداً

كيري للافروف: لا دفاعات جوية لمسلّحي سوريا

على وقع اشتداد المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، واستمرار التدخل التركي في هذه المنطقة، من خلال عمليات قصف جديدة، على خلفية سقوط قذائف على اقليم هاتاي، طمأنت الولايات المتحدة، امس، روسيا بأنها لن تزوّد المعارضة السورية المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات، نافية بذلك ما تناقلته وسائل إعلام غربية بشأن التوصل إلى اتفاق في هذا الخصوص بين الرئيس باراك اوباما والملك السعودي عبد الله خلال لقائهما في نهاية الأسبوع الماضي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ختام اجتماعه مع نظيره الأميركي جون كيري في باريس مساء أمس الأول، “لقد طرحنا موضوع ما تناولته وسائل الإعلام حول مناقشة تسليح المعارضة بصواريخ مضادة للجوّ خلال زيارة الرئيس أوباما للسعودية، وكيري أكد رفض الأميركيين لهذا الأمر”.

وأضاف لافروف أن “ذلك يتفق بشكل كامل مع الاتفاقات الروسية – الأميركية حول عدم توريد المنظومات الصاروخية المحمولة إلى النقاط الساخنة، وكذلك الاتفاقات الروسية – الأميركية حول منع انتشار هذه المنظومات”.

وكان مسؤول أميركي نقل عن أوباما “قلقه من تزويد المسلحين بصواريخ مضادة للطيران”، وذلك بعد لقائه الملك السعودي في روضة خريم السبت الماضي.

كذلك، أكد كيري للافروف أن التوتر في شبه جزيرة القرم لن يؤثر على التعاون الثنائي في ما يتعلق بالجهود المبذولة لنزع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، مشدداً على أنه “بإمكان الحكومة السورية أن تزيل المواد السامة بطريقة أسرع”.

في هذا الوقت، تواصلت المعارك بين القوات السورية ومسلحي المعارضة على جبهة ريف اللاذقية الشمالي، في ظل تدخل جديد من قبل المدفعية التركية بحجة سقوط قذائف على منطقة هاتاي.

وقال مصدر ميداني، لـ”السفير”، إن الاشتباكات العنيفة تواصلت على محور النبعين، الذي يُعدّ خط الإمداد الرئيسي بين منطقة كسب ومدينة اللاذقية، ومحيط جبل النسر على مقربة من الحدود السورية – التركية.

وأضاف المصدر أن الجيش السوري كثّف عمليات القصف على بلدة كسب ومحيط المرصد 45 ، فيما شنّ الطيران غارات على قريتة المجاورة.

وأكد مصدر عسكري سوري السيطرة على المرصد 45، ذي الأهمية الاستراتيجية، والذي يسمح بالإشراف الميداني على قرى عدة في ريف اللاذقية.

وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان، إلى أنه تم نشر راجمة صواريخ على التلة المشرفة على قرى عدة، في إشارة إلى المرصد 45، لافتاً إلى ان “المعارك العنيفة مستمرة” في هذه المنطقة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن “وحدات من الجيش السوري والدفاع الوطني دمرت ست سيارات، مزودة برشاشات ثقيلة، بمن فيها من إرهابيين على طريق نبع المر، كانت تحاول الهروب بعد إحكام الجيش سيطرته على النقطة”.

وقصفت المدفعية التركية الأراضي السورية بحجة الردّ على سقوط صاروخ على مسجد في قرية حدودية في إقليم هاتاي (الاسكندرون)، ما أدّى إلى إصابة لاجئة سورية بجروح.

وأشار مكتب حاكم إقليم هاتاي التركي ووسائل إعلام تركية إلى سقوط 3 قذائف هاون وصاروخ في الأراضي التركية، وذلك خلال الاشتباكات في ريف اللاذقية. وأوضح المكتب، في بيان، “أطلقت قواتنا نيران المدفعية على المنطقة التي حدث منها القصف”.

وذكر “المرصد” أن “المسلحين استهدفوا للمرة الأولى بصواريخ غراد مطار باسل الأسد قرب القرداحة”، مشيراً إلى أن “الصواريخ سقطت بالقرب من المطار من دون أن توقع ضحايا أو أضراراً”، لافتاً إلى أن المطار “مدني ومهم بالنسبة للنظام”.

وفي محافظة الحسكة، تحدث “المرصد” عن “اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة أخرى، في محيط بلدة مركدة، وذلك إثر هجوم مضاد نفذته النصرة والكتائب الإسلامية على حواجز لداعش في محيط البلدة، في محاولة لاستعادة السيطرة على البلدة الاستراتيجة”.

(“السفير”، “سانا”، ا ف ب، ا ب، رويترز)

أردوغان يتوعد معارضيه: سندخل عرينكم !

يبدو أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المنتشي بالنصر، يريد استغلال فوزه الكبير في الانتخابات البلدية لتعزيز سطوته على البلاد، وإطلاق معركة رئاسة الجمهورية باكراً.

وبدلاً من أن يوجه رجل تركيا القوي رسالة تهدئة بعد الانتخابات، جاء خطاب النصر الذي ألقاه ليل أمس الأول، والذي توعد فيه معارضيه بأنهم “سيدفعون الثمن”، بمثابة “إعلان حرب”، وتدشيناً غير رسمي للمعركة على رئاسة الجمهورية.

في المقابل، أعربت المعارضة التركية رفضها الاستسلام، إذ أكد زعيم “حزب الشعب الجمهوري” كمال كيليتشدار أوغلو أن المعركة مستمرة حتى النهاية، فيما أكد زعيم “الحركة الوقمية”، ما ينذر بتوترات جديدة في بلد منقسم بالفعل نتيجة فضائح الفساد.

وبرغم تهم الفساد الخطيرة والتسريبات الهاتفية المحرجة، تفوّق “حزب العدالة والتنمية” الذي يتزعمه أردوغان على كل منافسيه في الانتخابات البلدية، بحصوله على 45 في المئة من الأصوات، في تراجع بسيط عن نسبة الـ50 في المئة التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية الاخيرة عام 2011.

في المقابل، حصل “حزب الشعب الجمهوري” المعارض على 29 في المئة من الأصوات، فيما حصل “حزب الحركة القومية” على 15 في المئة.

وقال أستاذ العلوم السياسية في “جامعة غازي” محمد عاكف أوكور إن “هذه الأرقام تظهر أن أردوغان نجا من الفضائح من دون أن تلحق به أضرار كثيرة”، مشيراً إلى أن “الناخبين يظنون أنه اذا سقط أردوغان فسيسقطون معه”.

وبرغم حصول حزبه على هذه النسبة العالية من الأصوات، أردوغان فشل عندما احتفظ بصعوبة فائقة ببلدية أنقرة وبفارق أقل من واحد في المئة فقط، كما فشل في تحقيق أي تقدم في معاقل العلمانيين بل حتى القوميين، كما أنه فشل أكثر في المناطق الكردية.

وبدا كذلك أن سياسة أردوغان السورية كلفته عدم القدرة على حسم إقليم لواء الاسكندرون (هاتاي) الحدودي، فكان أن عاقبه الناخبون على إستراتيجية رأوا أنها تساهم في زعزعة الاستقرار وتضر بالاقتصاد.

وعلى أثر النصر الانتخابي، باشر رجل تركيا القوي حملته الهجومية على أعدائه معتادي “الكذب والتشهير والابتزاز والفبركة” الذين توعدهم بإخراجهم من “مخابئهم”.

وقال أردوغان، ليل أمس الأول، مخاطبا الآلاف من أنصاره المحتشدين أمام المقر العام لـ”حزب العدالة والتنمية” في انقرة للاحتفال بالانتصار “لن تكون هناك دولة داخل الدولة… لقد حان وقت القضاء عليهم… سأجعلهم يدفعون الثمن”.

وأول هؤلاء هم حلفاؤه السابقون أعضاء منظمة الداعية فتح الله غولين المقيم في الولايات المتحدة، والذين اتهمهم بإقامة “دولة موازية” والتآمر ضده.

وأضاف، بنبرة تحد، “من الغد قد يفر البعض. فر بعضهم بالفعل. أنا شخصياً رفعت دعاوى قضائية على بعضهم”. وتابع “سندخل عرينهم… سيدفعون الثمن ويساءلون”. وردت الجموع بهتافات مؤيدة لرئيس الوزراء مثل “تركيا فخورة بك” و”الله اكبر”.

ويعزز الفوز الانتخابي الكبير، مدفوعاً بالخطاب الناري الذي ألقاه أردوغان، لاعتقاد ان رئيس الوزراء التركي (60 عاماً) اقتنع بأنه بات عليه الترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في آب المقبل، والتي ستجري للمرة الاولى بنظام الاقتراع العام المباشر.

وقال الخبير السياسي في “معهد واشنطن” سونر جاغابتاي ان أردوغان “بعد فوزه الكبير في الانتخابات سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة المقررة هذا الصيف”.

واعتبر الخبير الاقتصادي في مؤسسة “فينانسبنك” دنيز جيتشك ان “لهجة خطاب أردوغان توحي بأنّه لن يتخلى عن استراتيجية المواجهة”، مضيفاً “الاحتمال كبير أن تستمر هذه الأجواء السياسية المضطربة حتى الانتخابات الرئاسية”.

في المقابل، حذر زعماء المعارضة التركية بعد الهزيمة من نيات أردوغان، متعهدين بالوقوف أمام طموحاته المتزايدة. وأكد “حزب الشعب الجمهوري” أنه سيطعن في نتائج الانتخابات المحلية في العاصمة أنقرة، التي هُزم فيها بفارق ضئيل.

وقال زعيم “حزب الشعب الجمهوري” كمال كيليتشدار أوغلو “سنحارب حتى النهاية”. وأضاف كيليتشدار أوغلو، في مؤتمر صحافي، ان هناك اعتراضات في أنقرة وأماكن أخرى. وأضاف “لدينا فريق قانوني. يعملون حالياً بشأنه (الطعن)… يقيّمون الوضع. سنطعن في أنقرة ومناطق أخرى”.

بدوره، أكد زعيم حزب “الحركة القومية” دولت بهشتلي أن “الانتخابات لم تمحُ تهم الفساد وعمل القضاء”.

أما الاتحاد الاوروبي، الذي ندد بحجب موقعي “تويتر” و”يوتيوب” قبل الانتخابات، فجدد أمس إعرابه عن القلق حيال الوضع في تركيا. واعتبر متحدث باسم المفوضية الاوروبية في بروكسل انه يتعين على أنقرة “مراعاة المواطنين كافة بمن فيهم الذين لم يصوّتوا للأغلبية”.

وكان لانتصار حزب العدالة والتنمية تأثير إيجابي على أسواق المال حيث بلغ سعر الليرة التركية أعلى مستوياته منذ أسابيع ليصل الى 2,15 أمام الدولار و2,96 أمام اليورو.

لكن الخبير في مصرف “يو.بي.اس” السويسري رينهارد كلاوس حذر من ان “التوتر سيظل مخيما على المناخ السياسي في تركيا في الاشهر المقبلة وسيستمر في التأثير على الاسواق المالية”.

وكانت الاضطرابات التي شهدتها الحلبة السياسية في تركيا، قد أثارت حالة من القلق بين المستثمرين، ما أدى الى هبوط الليرة الى مستويات قياسية في كانون الثاني الماضي.

(أ ف ب، رويترز، “السفير”)

أردوغان.. الرجل الأقوى في الأمة التركية

باسم دباغ

لم يعد مهماً انتظار النتائج الرسمية للانتخابات المحلية في تركيا لإعلان فوز الحزب الحاكم. أردوغان شخصياً استبق صدورها واعتلى شرفة مقر حزب “العدالة والتنمية” في العاصمة التركية أنقرة ليل الأحد، ليؤكد أنه الرجل الأقوى في الأمة التركية. “اليوم يوم انتصار لمرحلة السلام الداخلي والأخوة، وانتصار لأهداف تركيا لعام 2023، ويوم انتصار لأبناء الشعب التركي، الذي صوت لنا أو للمعارضة” قال أردوغان، معلناً أنه لن يترك العمل السياسي، كما كان يعد في حال لم يحصل حزبه على المرتبة الأولى.

النتائج الأولية لفرز أصوات الناخبين الأتراك في الانتخابات المحلية أشارت إلى فوز ساحق لحزب “العدالة والتنمية”. بعد فرز أكثرمن 97 في المئة من الأصوات، حصل حزب “العدالة والتنمية” على 45,55 في المئة من أصوات الناخبين، يليه حزب “الشعب الجمهوري” (أكبر الأحزاب المعارضة) الذي حصل 27,9 في المئة، وحزب “الحركة” القومية (ثاني أكبر الأحزاب المعارضة) 15,16 في المئة، وحزب “السلام والديموقراطية الكردي” بنسبة 4،2 في المئة.

 النتيجة استدعت تعليقاً من أردوغان، الذي قال أمام أنصاره إن انتصار حزبه في المعركة الداخلية هو انتصار لسياساته على المستوى الخارجي. وأضاف “إن كثيراً من الشعوب ترى أن نصر حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، نصر لها، كما هو حال إخوانكم في مصر وفلسطين وسوريا والبلقان”.

 وفتح النار على أحزاب المعارضة، داعياً إلى فتح صفحة جديدة مع المعارضة السياسية، قائلاً “سبق أن قلت إنني سأترك العمل السياسي اذا لم ينجح حزبنا بالمرتبة الأولى، إلا أن زعماء المعارضة لم يفعلوا ذلك لأنهم يعيشون من خلال تلك المناصب، نحن سنبقى خدماً لأبناء شعبنا لا أسياداً عليهم، وأقول للمعارضة تعالوا لفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة تركيا وبقائها”.

 ولم ينس أردوغان عدوه الداخلي الأهم حالياً، وهو العالم الإسلامي، قائد حركة الخدمة الصوفية، فتح الله غولن، إذ قال في هذا الخصوص “نتائج الانتخابات أكدت أن السياسة اللاأخلاقية وسياسة التسجيلات المفبركة والتسريبات فشلت في تركيا وأثبتت أنها تخسر دائماً، وكانت بمثابة ضربة قاصمة وصفعة عثمانية لن تنسى للحرس القديم والتحالفات غير الواضحة، وقد نشهد غداً فرار بعض الأشخاص من تركيا لأن البعض قام بارتكاب جريمة الخيانة ضد دولتنا – في إشارة الى بعض أفراد الكيان الموازي – خاصة وأن أفعالهم فاقت أفعال فرقة الحشاشين التي عرفت بأفعالها المشينة في العصر العباسي”.

 وشملت الانتخابات المحلية 81 ولاية على مستوى تركيا تحتوي على 1350 بلدية، وتم خلالها انتخاب رؤساء البلديات وأعضائها ومخاتير المناطق، ليحصل حزب “العدالة والتنمية” على 49 ولاية، مقابل 13 ولاية لحزب “الشعب الجمهوري”، 10 ولايات لحزب “السلام والديموقراطية”، و8 ولايات لحزب “الحركة القومية”، دون حصول أي تغييرات على مشهد الأحزاب التي تهيمن على المدن، إذ بقيت كل من أنقرة وإسطنبول في يد حزب “العدالة والتنمية”، وإزمير في يد حزب “الشعب الجمهوري”، وأضنة في يد حزب “الحركة القومية”، أما دياربكر لحزب “السلام والديموقراطية”.

 وشارك في الانتخابات المحلية عدد من الأحزاب الكردية، أهما حزب “السلام والديموقراطية” وحزب “الشعوب الديموقراطية”. الحزبان حصلا مجتمعين على مايقارب 6.5 في المئة من أصوات الناخبين الأتراك، علماً أن الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى أن الأكراد يشكلون مايقارب 20 في المئة من المواطنين الأتراك، وبذلك لم تنل الأحزاب الكردية إلا على ما يقارب ربع أصوات الأكراد.

 وبحسب مراقبين، فإن حصة الأسد من الناخبين الأكراد ذهبت إلى حزب “العدالة والتنمية”، يليه حزب “الشعب الجمهوري”. ويفسّر ذلك، بحسب محللين، إلى قناعة الأكراد بأن الحزب الوحيد القادر على إنهاء الحرب الأهلية التي عانت منها الجمهورية إثر تمرد حزب “العمال الكردستاني” منذ عام 1982 لاسترداد الحقوق الثقافية للأقلية الكردية، هو حزب “العدالة والتنمية”، كما أن أصوات العلويين الأكراد تذهب بالعادة إلى حزب “الشعب الجمهوري” الذي يتبنى المشروع “الكمالي العلماني”، والذي خسر بلدية ولاية تونجلي (ديرسيم) التي تقطنها غالبية من الأكراد العلويين والمشهورة بالمجزرة التي ارتكبتها القوات التابعة لاتاتورك  عام 1937.

 وكان من المفاجآت المهمة في الانتخابات الحالية، هو تجاوز حزب “السعادة الإسلامي”، الوريث الشرعي لحزب” الرفاه” الذي كان بقيادة أربكان، عتبة  2  في المئة من أصوات الناخبين، إلى جانب تقدم ملحوظ لحزب “الدعوة الحرة” الإسلامي الكردي في الولايات التي تقطنها الغالبية الكردية، كذلك، حصول الحزب “الشيوعي” التركي على أول بلدية في تاريخه وتاريخ الجمهورية.

 من ناحية ثانية، كان بارزاً حصول حصول 4 سيدات على منصب رئيس بلدية، وتوزعت المناصب على كولتان كيشاناك، بلدية دياربكر عن “حزب السلام والديموقراطية” ،فاطمة شاهين، بلدية غازي عنتاب وفاطمة طورو، رئيس بلدية مرام عن “حزب العدالة والتنمية”، أوزلم جرجي أوغلو، بلدية آيدن عن “حزب الشعب الجمهوري”.

 وبحسب مراقبين، فإنه وبعد 12 عاماً من الحكم ما يزال أردوغان، وهو في الستينات من العمر، الشخصية الاكثر جاذبية وقوة وحضوراً، إذ لم تغير الانتخابات المحلية الكثير في الخريطة السياسية التركية، بل أكدت تفوق حزب “العدالة والتنمية” بانتصاره الساحق في سابع انتخابات يخوضها، على الرغم من تلقي اردوغان “الرجل العظيم”، كما يسميه أنصاره، أو “السلطان” كما يلقبه خصومه ساخرين، ضربات متوالية منذ احتجاجات حديقة غيزي في حزيران/يونيو 2013 لتزداد عليه الضغوط منذ أكثر من ثلاثة أشهر بعد اتهامات خطيرة بالفساد طالت معظم المحيطين به.

رسائل إيرانية لتركيا: معركة الساحل ستغيّر المعادلات

قبل أيام عندما بدأت المعارضة السورية معركة الساحل بالهجوم على بلدة كسب الحدودية الإستراتيجية، وما لحق ذلك من إسقاط تركيا لطائرة حربية سورية، كان الجيش السوري قد استعاد للتو مدينة يبرود الاستراتيجية والكثير من المناطق المحيطة بها، ليرسل إلى من يهمهم الأمر رسالة واضحة، بأن المبادرة بالكامل هي بيد دمشق وحلفائها، وأن حالة المعارضة المسلحة، بغض النظر عن انتمائها الفكري أو ارتباطها السياسي والمالي، أصبحت في حال تراجع، وأن المقبل من أيام سيحمل الكثير الكثير من المفاجآت.

لم يكن البناء على النصر الذي حققه النظام و«حزب الله» في يبرود محل خلاف بين الخبراء، فالجميع يعلم الأهمية الاستراتيجية للمنطقة ودورها كنقطة ترانزيت عسكرية ولوجستية لمن يرغب في الدخول إلى سوريا من الحدود اللبنانية. فبعد سقوط القصير، وتطور السيطرة الميدانية للجيش السوري و«حزب الله»، في تلك المنطقة من كيلومترات معدودة بداية نهاية المعركة إلى عشرات الكيلومترات التي تحيط بالحدود اللبنانية، وفي عمق الأراضي السورية أصبحت الحاجة ضرورية للسيطرة على نقاط رئيسية في منطقة القلمون، كيبرود وفليطة ورنكوس، لتصبح الحدود اللبنانية آمنة بشكل نسبي، بحيث لا يدخل منها مقاتلون وعتاد إلى الأراضي السورية، ولا تخرج منها سيارات مفخخة إلى لبنان.

وكان لتقدم النظام في المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية، ومجموعة العمليات النوعية في محيط دمشق وريفها، انعكاس عملي على الميدان. هكذا أصبحت العاصمة خارج السؤال، وما كان يعول عليه سابقا لإسقاط النظام عبر هجوم مباغت عليها لم يعد محل طرح، وهكذا أيضا بدأ النظام يفكر بهدوء أكثر في كيفية استعادة المبادرة في الجنوب، وتأمين الحدود الأردنية بالشكل الكامل، وكذلك المنطقة المحاذية للجولان المحتل. أما حلب وبعض الأحياء الباقية مع المعارضة في حمص، والرقة ودير الزور، فكلها كانت مؤجلة إلى مرحلة لاحقة.

فجأة سمع الصوت من الشمال الغربي، من محافظة اللاذقية، المعارضة المسلحة تبدأ معركة الساحل، أو ما أسمته عبر مواقعها بـ«معركة الأنفال». هي معركة في عقر دار النظام، والأهم أنها تستهدف إيجاد منفذ بحري للمعارضة كما تقول مصادرها لـ«السفير».

منذ اللحظة الأولى للهجوم قرأت دمشق ما يحدث على أنه رسالة تركية، لأن هجوما كهذا لا يمكن ان ينجح من دون غطاء وخط إمداد وعمق مساند. لم يطل الأمر حتى قطع الشك باليقين عندما أسقطت الدفاعات الجوية التركية طائرة حربية سورية. هنا كان لا بد من مشاورة الحلفاء وتقييم الوضع على الأرض. الوضع على الأرض كان يشي بتقدم للكتائب المعارضة، لكنه حتى لحظة كتابة هذه السطور لم يكن ينطبق على هذا التقدم صفة الاستراتيجي، فسقوط رأس البسيط وحده الذي سيجعل الأمر خطيرا وخطيرا جدا، ومن هنا بدأ الحراك الإقليمي.

قبل أيام قليلة فقط اتصلت جهات إيرانية بالجار التركي للتباحث في ما يحدث على جبهة الساحل. قبل التواصل خرج نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، معلقا على إسقاط الطائرة السورية على يد الأتراك، بدعوة الطرفين إلى ضبط النفس وعدم توتير الأجواء.

كان التصريح مفاجئا في سوريا، خاصة ان المسؤول الإيراني أضاف أن «الحل العسكري لن يجدي نفعا في حل الأزمة السورية وأن طهران وأنقرة مستمرتان بالتباحث الجاد للعمل على حل الأزمة السورية، ومتفقتان على مواجهة أنواع الإرهاب كافة في سوريا، وتدعمان أي مساع جادة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية».

هدف التصريح الإيراني حينها لامتصاص الأزمة والتركيز على القنوات السياسية والديبلوماسية والمشتركات في الأزمة. بل إن هناك في طهران من قرأ الأمر بداية على أن الحركة التركية كانت في إطار الاستثمار الإنتخابي، ولا تداعيات حقيقية لها، لكن حسن الظن ما لبث أن تحول إلى قلق وعلامات تعجب واستفهام مع تطور الوضع على الأرض.

تقول مصادر «السفير» إن الإيرانيين استوضحوا الأتراك حول تحريك الجبهة، حاملين رسائل واضحة من طهران إلى أنقرة. الأسئلة تمحورت حول ما إذا كان الهدف داخليا، أم تحريك مسار الحل السياسي ودفع الرئيس السوري بشار الأسد لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، أو تغيير المعادلات على الأرض. لم ينتظر الإيرانيون كثيرا الإجابة، ونقلوا إلى حليفهم التركي رسالة واضحة مفادها، انه إذا كان الهدف سياسيا فطهران تستطيع نقل الرسائل مباشرة من فم التركي إلى إذن السوري، ولا حاجة لرفع منسوب التوتير وإراقة المزيد من الدماء، أما إذا كان الهدف من معركة الساحل تغيير المعادلات الميدانية، فذلك سيعني حكما تغييرا للمعادلات في كل مناطق سوريا، وعندها ستكون الأولوية لمناطق نزاع غير تلك التي تضعها دمشق على رأس أولوياتها، ولتكن عندها معركة الساحل، لكن فليكن معها معارك حسم في حلب، وما تبقى من حمص، واللائحة طويلة.

معركة الساحل: لكل امرئ ما ‘كسب

 تشتد وتيرة المعارك الدائرة في جبهة الساحل السوري، بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري. يأتي ذلك بعد تعثر محاولات النظام في استعادة مدينة “كسب” ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي كان مقاتلو المعارضة والفصائل الإسلامية قد سيطروا عليها اﻷسبوع الماضي في نطاق معركة أُطلقوا عليها اسم “اﻷنفال”.

مقاتلو المعارضة المسلحة كانوا قد أحكموا سيطرتهم على أطراف بلدتي النبعة والبدروسية، بعد أن شهدت إشتباكات هي الأعنف مع قوات النظام. تسبب ذلك في تكبّيد جيش الدفاع الوطني “الشبيحة” خسائر إضافية فادحة في العتاد والأرواح، بعد أن كان قد خسر قائده هلال الأسد في معارك الأسبوع الماضي. ويعتقد بأن هذا التقدم ما كان ليحدث لولا استخدام مقاتلي المعارضة أسلحةً مضادة للدروع، في بادرة جديدة من نوعها ضمن جبهة الساحل، والتي قد تقلب موازين القوى رأساً على عقب.

 بالتزامن مع ذلك، انتشر على مواقع التواصل اﻹجتماعي، بيان من إحد الفصائل اﻹسلامية المشاركة في معركة “اﻷنفال”، اعتبر فيه مدينة “القرداحة” وما حولها منطقة عسكرية سيتم إستهدافها. استدعى ذلك من قوات النظام، إغلاق مداخل مدينة اللاذقية، ومنع المواطنين من الخروج منها، وذلك بغرض “استخدامهم كدروع بشرية” بحسب ما ذكر أحد الناشطين لـ”المدن”.

 في الوقت ذاته، شنت فصائل اسلامية باﻹشتراك مع كتائب الجيش الحر، عملية عسكرية جديدة بالقرب من مدينة إدلب، في محاولة للتخفيف عن جبهة الساحل. بحيث ترتسم حدود المعركة الجديدة على أطراف بلدة “الفوعة” ذات الغالبية الشيعية، والتي نجح النظام في تجنيد عدد كبير من أبنائها كمقاتلين في صفوفه، مما جعلها توصف بمركز ثقل النظام في مدينة إدلب.

 سرعان ما حقق مقاتلو المعارضة تقدماً يكاد يعتبر اﻷول من نوعه في هذه الجبهة، بحيث تمكنوا من السيطرة على كافة المباني المحيطة بالبلدة، واستهدافها بالمدفعية والأسلحة الثقلية، وتفجير عدد من المباني التي يتحصن بها قناصة النظام، مما أسفر عن مقتل العشرات، وانسحاب أنصار النظام السوري إلى داخل البلدة.

 العملية مستمرة حتى استكمال السيطرة على “الفوعة”، وذلك بحسب ما ذكره أحد القادة العسكريين المشاركين فيها لـ”المدن”، مضيفاً بأن الهدف الحالي هو السيطرة على مدينة إدلب و”معكسر المسطومة” بغرض وقف امدادات النظام، من هذه المناطق، إلى جبهة الساحل.

وكان العديد من محاولات الإمداد هذه قد باءت بالفشل، بعد المعارك الضارية التي خاضتها المعارضة المسلحة مع الأرتال العسكرية في “أورم الجوز” و”كفرشلايا” التي، على إثرها، خسرت قوات النظام العديد من المدرعات وعشرات الجنود.

في المقابل، شنت قوات النظام عدداً من الغارات الجوية على البلدات المحيطة بـ”الفوعة”، واستهدفت التجمعات السكانية القريبة منها بالمدفعية وراجمات الصواريخ، وذلك في محاولة للضغط على مقاتلي المعارضة بغرض دفعهم للتراجع عن حصار البلدة ومنعهم من التقدم داخلها.

ويذكر بأن السيطرة على بلدة “الفوعة” تعني إحكام الحصار بشكل كامل من الجهة الشرقية على مدينة إدلب، وفتح طريق للتقدم باتجاه “معسكر المسطومة” والذي يعتبر من أكبر المعسكرات المنتشرة في الشمال السوري. وبحسب أحد المصادر اﻷهلية لـ”المدن” فإن معظم  سكان المناطق المجاورة مثل “بنش” و”سرمين” و”سراقب” تعاني من القصف المتكرر والقنص من حواجز “الفوعة”. آخر تلك العمليات تمثلت في مقتل عائلة كاملة من “بنش” إثر سقوط صاروخ استهدف حافلتهم المتجهة إلى مدينة إدلب، بحسب إحدى تنسيقيات الثورة السورية.

 كما أكد ناشطون لـ”المدن” مساء الأحد، أنباءً تفيد بخروج رتل مؤلف من 30 حاملة دبابات من “حاجز المعصره” في قرية “محبل” وتجاوز قرى “سلة الزهور” و”فركيا” وصولاً إلى بلدة “القرقور” في ريف اللاذقية، ثم قام بقطع الطريق المؤدي إلى مدينة اللاذقية وباشر في إنشاء المتاريس والدشم العسكرية.

وكان النظام قد حشد المزيد من الأرتال من حواجز سهل الغاب والمعصرة وتل حمكة والحواجز المنتشرة على طريق جسر الشغور، في محاولة منه لتأمين خطوط الإمداد لقواته العسكرية وذلك بعد تعذر محاولات التقدم لرتل عسكري قادم من معسكرات إدلب، نتيجة التصدي له من قبل قوات المعارضة المسلحة على الطريق الدولي.

 في السياق نفسه، احتدمت اﻹشتباكات على الطريق الدولي الواصل بين مدينتي أريحا واللاذقية، عند نقطتي “كفرشلايا” و”القياسات” إثر محاولة لقوات النظام التقدم برتل آخر كان قد تمّ حشده من مدينتي إدلب وأريحا.

 عملية التصدي لتقدم الأرتال العسكرية تتضمن دكّ اﻷوتستراد ونقاط التجمع لقوات النظام بقذائف الهاون والدبابات و”مدافع جهنم” مع إشتباكات بالاسلحة الرشاشة. وكان القائد الميداني في الجيش الحر، مصطفى الصطوف قد قال لـ”المدن”: “إن هدف العملية هو أولا وأخيراً، منع وصول الأرتال المتجهة من إدلب إلى الساحل، وكذلك قطع الشريان اﻷساسي لمدينة إدلب والفوعة، كطريق إمداد بالذخيرة.  والمقاتلون مستعدون لصد أي محاولة جديدة للتقدم بالرتل ولا ينقصهم سوى الدعاء لهم.” الصطوف أكد في توصيف أهداف معركة الساحل “لن يسقط النظام سوى في معركة الساحل، وهناك أطراف دولية وعربية لا تريد فتح هذه الجبهة، لكن ولله الحمد، قد فتحت الجبهة، واﻹخوة ماضون في المعركة، وهناك تقدم كل يوم للمجاهدين والأيام القادمة ستشهد المزيد إن شاء لله”.

 وكانت قوات النظام ، وبعد سيطرتها على اﻷوتستراد الدولي في العام الماضي، قد زرعت الحواجز على امتداده، وقامت بالاستيلاء على كافة التلال المحيطة به، مما جعل عملية قطعه صعبة للغاية. ويمثل هذا الطريق المنفذ الوحيد ﻹمداد قوات النظام في مدينة إدلب وما حولها. هذه الأهمية الاستراتيجية للطريق جعلته هدفاً متكرراً لقوات المعارضة، التي حاولت قطعه أكثر من مرة وباءت بالفشل، وآخر هذه العمليات تلك التي جرت في بلدة بسنقول، لكن النظام سرعان ما استعاد السيطرة عليها.

انشقاق الشرع واستقالة الجربا أبرز “كذبتين” بسوريا في الأول من أبريل

علاء وليد- الأناضول: “انشقاق الشرع″ و”استقالة الجربا” كانتا أبرز “كذبتين” تداولهما ناشطون سوريون الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بمناسبة حلول الأول من أبريل/ نيسان.

ويعد تاريخ الأول من أبريل/ نيسان في سوريا وعدد من الدول العربية الأخرى مناسبة لتبادل “الكذبات البيضاء” كنوع من المزاح والمداعبة بين المعارف، واستغلها الناشطون السوريون هذا العام لـ”الكذب” في بعض الأمور المستعصية على ثورتهم كـ”نوع من التخفيف عن أنفسهم وعلّها تتحول حقيقة”، حسب تعبيرهم.

وتواردت أنباء كثيرة منذ اندلاع الثورة السورية مارس/ آذار 2011 حول انشقاق فاروق الشرع، نائب رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي يحظى ببعض التأييد من قبل المعارضة، كونه “لم تتلطخ يداه بدماء السوريين”.

إلا أن أياً من تلك الأنباء لم يصدق، وما يزال الشرع موجوداً في دمشق ومتوارياً على الأنظار منذ أكثر من عام ونصف العام، ولم يكن له مشاركة في أي من المناسبات السياسية في تلك الفترة.

كما أن “كذبة استقالة الجربا” تأتي بعد دعوات عديدة داخل المعارضة السورية مؤخراً، لاستقالة أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض” لما قالت عنه “سوء إدارته للملفات السياسية والعسكرية الخاصة بالمعارضة” منذ توليه رئاسة الائتلاف منتصف العام الماضي.

كما تداول الناشطون بعض “الكذبات” الأخرى مثل “تحرير الفرقة 17 في الرقة” و”تحرير مطار دير الزور العسكري”، وهما موقعان استراتيجيان ما تزال قوات النظام تسيطر عليهما في المحافظتين الشرقيتين التي سيطرت عليهما قوات المعارضة منذ أكثر من عام ونصف، وتحاصر قوات المعارضة هذين الموقعين منذ ذلك التاريخ دون أن تتمكن من اقتحامهما.

وقال محمد خلف الناشط الإعلامي من محافظة دير الزور إن كذبة نيسان (أبريل) تقليد قديم لدى السوريين، يمارسونه منذ الصغر حيث كان الطلاب في المدارس “يكذبون” على بعضهم البعض بخصوص غياب مدرس أو وفاته مثلاً.

وفي تصريح هاتفي لوكالة (الأناضول)، أضاف الخلف “أنه اليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الثورة، استثمر الناشطون هذا التقليد لـ”الترويج لأمور استعصت على الثوار أو أنها أصبحت شبه مستحيلة التحقيق”.

وأشار إلى أنه مع كثرة المآسي التي مر بها الشعب السوري، يحاول بعض الناشطين خلق نوع من الدعابة والأمل من خلال إحياء هذا التقليد المعروف لدى السوريين والذي يحمل لديهم ذكريات قديمة.

القوات النظامية تستعيد السيطرة على تلة استراتيجية بريف اللاذقية

دمشق- (أ ف ب): أعلن مصدر عسكري سوري الاثنين أن القوات النظامية استعادت السيطرة على تلة استراتيجية في ريف اللاذقية في شمال غرب سوريا، كان مقاتلو المعارضة استولوا عليها قبل أيام.

الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان اشار إلى “تقدم” للقوات النظامية التي نشرت راجمة صواريخ على التلة المشرفة على قرى عدة تقطنها غالبية من العلويين، مشيرا الى ان “المعارك العنيفة مستمرة” في المنطقة.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني أحكمت سيطرتها بشكل كامل على النقطة 45 بريف اللاذقية الشمالي، وتتابع ملاحقتها فلول المجموعات الارهابية في المنطقة”.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على التلة الاسبوع الماضي في اطار هجوم بدأوه في 21 آذار/ مارس وتمكنوا خلاله من طرد القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني من بلدة كسب الحدودية ومعبرها الحدودي مع تركيا ومن بلدة السمرا التي هي بمثابة ممر جبلي مع منفذ على البحر والمرصد 45 وبعض المناطق المجاورة.

وقالت سانا ان “وحدات من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني دمرت ست سيارات مزودة برشاشات ثقيلة بمن فيها من ارهابيين على طريق نبع المر كانت تحاول الهروب بعد احكام الجيش سيطرته على النقطة “.

وهي المرة الاولى التي تشهد فيها هذه المنطقة معارك بهذا العنف وهذه الدرجة من الدموية. وقد اسفرت منذ اندلاعها عن مقتل اكثر من 300 مقاتل من الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد الذي يقول انه يعتمد في جمع معلوماته على عدد من النشطاء والاطباء في كل انحاء سوريا، ان “القوات النظامية قامت بنصب راجمات للصواريخ في النقطة 45″، مشيرا الى ان “المعارك ما تزال محتدمة في المنطقة”.

ويتحدر الرئيس السوري بشار الأسد من مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية. وبقيت مدينة اللاذقية، مركز المدينة، في مناى عن اعمال العنف التي تعصف بالبلاد منذ نحو ثلاثة اعوام.

ويحاول مقاتلو المعارضة، بعد سلسلة من الهزائم في ريف دمشق حيث فقدوا السيطرة على معاقل بارزة في منطقة القلمون الجبلية، الضغط على اللاذقية التي يدافع عنها النظام بشدة مدعوما من جيش الدفاع الوطني.

واستهدف المقاتلون فجر الاثنين للمرة الاولى بصواريخ غراد مطار باسل الاسد الواقع بالقرب من القرداحة.

واشار المرصد الى ان “الصواريخ سقطت بالقرب من المطار من دون ان توقع ضحايا او اضرارا”، لافتا الى ان المطار “مدني ومهم بالنسبة للنظام”.

من جهة ثانية، تواصلت المعارك بين تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في محافظة الحسكة وجبهة النصرة التابعة للقاعدة وكتائب اسلامية اخرى مقاتلة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “اشتباكات عنيفة وقعت بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة من جهة، والدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ثانية في محيط بلدة مركدة” في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا “وذلك إثر هجوم مضاد نفذته النصرة والكتائب الإسلامية على حواجز للدولة الإسلامية في محيط البلدة، في محاولة لاستعادة السيطرة على البلدة الاستراتيجية التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية السبت”.

واضاف المرصد “ارتفع إلى 43 بينهم ما لا يقل عن 30 من الجنسية السورية، عدد مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة الذين تأكد مصرعهم خلال الاشتباكات التي دارت السبت مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام” موضحا ان عدد قتلى الدولة الاسلامية بلغ 13.

من جهة اخرى، اعلن المرصد نقلا عن مقاتلين وناشطين ان “كتيبة إسلامية مقاتلة” اعدمت 22 مسلحا موالين للنظام في منطقة السفيرة بمحافظة حلب، مشيرا الى ان اعدام هؤلاء تم رميا بالرصاص وبقطع الرؤوس، مؤكدا ان لديه صورا تظهر فيها اربعة رؤوس وقد فصلت عن اجسادها.

وقال المرصد في بيان انه حصل على “صور لـرؤوس أربعة أشخاص وقد فصلت عن اجسادهم، حيث قال مقاتلون من كتائب مقاتلة ونشطاء من منطقة السفيرة، أنها تعود لمسلحين موالين للنظام من مدينة السفيرة وريفها، أعدمتهم كتيبة إسلامية مقاتلة بعد نصب كمين لهم في ريف السفيرة قبل أيام”.

كتيبة ‘البتار الليبية’ تعلن عن مقتل إثنين من عناصرها في دير الزور

عمان- (يو بي اي): أعلنت “كتيبة البتار الليبية”، المنضوية تحت لواء تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، عن مقتل إثنين من عناصرها في محافظة دير الزور، شرق سوريا.

وقالت الكتيبة في تغريدة نشرت على صفحتها الخاصة في موقع التواصل الإجتماعي (توتير) ليل الإثنين ـ الثلاثاء “ارتقى إثنان من جند البتار شهداء إلى ربهم كما نحسبهم والله حسيبهم، في ولاية الخير”، في إشارة إلى محافظة دير الزور الكائنة في شرق سوريا.

ولم تحدد الكتيبة اسمي القتيلين كما انها لم تشر إلى الجهة المسؤولة عن مقتلهما، غير انها أوضحت إنهما “قتلا بعد اشتباكات دامية”.

وتطلق “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، والكتائب المسلحة التي تقاتل إلى جانبها، اسم (ولاية الخير)، على محافظة دير الزور.

سقوط صاروخ من الجانب السوري على مسجد تركي وجرح امرأة

عواصم ـ وكالات: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، امس الاثنين أن قوات المعارضة السورية تقصف مناطق قريبة من بلدة القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الاسد، بمحافظة اللاذقية شمال غرب سورية.

وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، إنه منذ ساعات الصباح الاولى امس، تقصف قوات المعارضة المنطقة بين بلدتي جبلة والقرداحة.

وكانت قوات المعارضة صعدت جهودها ضد قوات النظام في شمال غرب البلاد خلال الاسابيع الماضية، وهي منطقة تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

وأوضح عبدالرحمن أن صواريخ سقطت أيضا بالقرب من مطار باسل الاسد الدولي في اللاذقية، والذي يحمل اسم شقيق الرئيس بشار الاسد، والذي لقي حتفه في حادث سيارة في عام 1994.

يشار إلى أن القرداحة تقع في منطقة جبلية وهي مشهورة بالفيلات الفخمة التي تعود لافراد عائلة الاسد، ويوجد بها ضريح يضم قبر الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.

الى ذلك جرحت امرأة امس الإثنين بسقوط صاروخ على مسجد في إقليم هاتاي التركي على الحدود مع سوريا خلال اشتباكات بين المسلحين والجيش السوري في منطقة قريبة من الحدود، وردّ الجيش التركي بإطلاق النار على المصدر.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن مكتب حاكم هاتاي أن 3 قذائف مدفعية سقطت بالقرب من قرية غوزليورت، فيما سقط صاروخ على مسجد حج بلال بالقرب من مخيّم للاجئين السوريين، حيث أصيبت امرأة سورية كانت تمر في المكان عند سقوط الصاروخ على المسجد الذي تضرر جزئياً.

وقال المكتب في بيان إن ‘قواتنا المدفعية ردّت بإطلاق النار على المنطقة مصدر النيران’.

استياء في الكويت بعد اتهام وزير الخزانة الأمريكي ديفيد كوهين وزير العدل فيها بدعم الارهاب في سوريا

الكويت ـ الاناضول: أعربت دولة الكويت مساء أمس الإثنين عن استيائها من اتهامات صادرة عن أحد المسؤولين الأمريكيين ‘تشكل مساسا بوزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية نايف العجمي’، مجددة ثقتها به وموقفها الثابت من رفضها للارهاب بكل أشكاله وانواعه.

جاء ذلك في بيان صادر عن مجلس الوزراء عقب اجتماع أسبوعي عقد برئاسة رئيس المجلس الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

واتهم مساعد وزير الخزانة الامريكي ديفيد كوهين، العجمي، في تصريحات سابقة بأن لديه تاريخاً في تعزيز الجهاد في سوريا ضمن محاضرة للمسؤول الأمريكي عن وجود مصادر لتمويل الإرهاب.

واستمع مجلس الوزراء الكويتي امس إلى شرح من الوزير العجمي حول التفاصيل المتعلقة بخلفية هذه الاتهامات والمزاعم التي اكد عدم صحتها وعدم استنادها الى معلومات وادلة موثقة، بحسب البيان.

واوضح الوزير العجمي أن ‘كل النشاطات والجهود التي يقوم بها انما تأتي ضمن اطار الجهود المشهودة التي عرفت بها دولة الكويت على الصعيدين الرسمي والشعبي والتي تحرص دائما ان تكون في نطاقها الخيري والاسلامي والانساني وتقديم العون والمساعدة لكل محتاج في كل اصقاع هذه البسيطة التزاما باسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء واستمرارا لما جبل عليه مجتمعنا الكويتي من قيم حضارية راقية’.

واكد مجلس الوزراء ثقته في وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية .

وجدد موقف دولة الكويت المبدئي الثابت من رفضها للارهاب بكافة اشكاله وانواعه وايا كانت اسبابه وسعيها الدائم الى العمل الجاد وبالتعاون مع جميع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والمؤسسات الدولية ذات الصلة من أجل مواجهة الارهاب وتجفيف منابعه والقضاء على أسبابه.

وكان مساعد وزير الخزانه الامريكي لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين قال في تصريحات سابقة ان ‘الكويت أصبحت بؤرة لجمع التبرعات للجمعيات الارهابية في سوريا’.

ونوه في ذات الوقت الى ان الكويت اتخذت خطوات لتعزيز قدرتها على مكافحة التمويل غير المشروعة ودعا الكويت الى بذل المزيد من الجهد لوقف تدفق الاموال الى الارهابيين.

وبينما وصف كوهين المباحثات الأخيرة مع الحكومة الكويتية بأنها مشجعة غير انه استدرك بقوله: ‘إلا أن تعيين نايف العجمي وزيرا للعدل ووزيرا للاوقاف والشؤون الاسلامية خطوة في الاتجاه الخاطئ لاسيما وان لديه تاريخاً في تعزيز الجهاد في سوريا’.

وكان العجمي قد تولى وزارة العدل والأوقاف في اطار تغيير وزاري جرى في الكويت في كانون الثاني/ يناير الماضي.

صحف بريطانية: على الأسد أن لا يلوم غير نفسه… ساعد في بناء الظاهرة الجهادية في العراق فارتدت عليه في سوريا

إبراهيم درويش

لندن -’القدس العربي’ قبل ثلاثة أعوام كان من الصعب العثور على صلة بين سوريا والقاعدة باستثناء إشارات في كتاب لورنس رايت ‘البرج الذي يلوح في الأفق’ عن تاريخ القاعدة وكتاب فواز جرجس ‘صعود وسقوط القاعدة’، حيث ورد اسم سوريا مرة واحدة باعتبارها موطن ولادة أم زعيم القاعدة أسامة بن لادن، أما اليوم فقد أصبحت سوريا مهدا لولادة القاعدة ومركز جذب لتجنيد وتدريب المقاتلين، حيث تمنح الخبرة وتحرك المقاتلين للتخطيط ولبناء جيل جديد من القيادات الجاهزة لتوسيع فكرة الجهاد العالمي.

كيف حدث هذا، ولماذا حدث سريعا؟ يتساءل بيتر نيومان في ‘مجلة لندن لمراجعة الكتب’. فحسب رواية النظام السوري لبشار الأسد فاللوم يقع على الأيدي الخارجية التي تحرك المعارضة السورية مثل تركيا ودول الخليج التي تمول وتسلح هذه الجماعات ‘الإرهابية’، وقد يكون التبرير صحيحا لكن إلى حد ما وبهذه الطريقة يعفي النظام نفسه من الدور الذي لعبه في تفريخ الجماعات الجهادية ورعايتها أثناء حرب العراق.

ففي السنوات التي سبقت الإنتفاضة في سوريا تبنت الحكومة السورية وأجهزة مخابراتها فكرة تقوم على إمكانية رعاية الجهاد وبالتالي التحكم فيه. وبهذه الطريقة دخل الجهاديون البلاد وعملوا على بناء بنى تحتية وخطوط إمدادات تستخدم اليوم لمواجهة النظام نفسه الذي أسهم ببنائها. وحسب الكاتب فالأسد يقاتل عدوا أسهم في بنائه وخلقه.

سحق الإخوان وصعود السلفية

ويقدم الكاتب هنا فكرة عن المواجهة الأولى بين حزب البعث ‘العلماني والإشتراكي’ الذي واجه الإخوان المسلمين عام 1964 لأول مرة ومن ثم استمرت المواجهة بالتخمر حتى نهاية السبعينيات وتحديدا عام 1976 عندما ظهرت الطليعة المقاتلة التي حصلت على دعم من داخل جماعات الإخوان المسلمين، وبسبب الخلافات بين نظام صدام وبعث الأسد لقيت الطليعة المقاتلة دعما من قطاعات داخل نظام البعث العراقي، ووصلت المواجهة ذروتها في حماة عام 1982 التي قامت فيها قوات النظام بقتل الآلاف من المدنيين وأدى قصف أسابيع للمدينة لتدميرها مما أدى إلى خروج الإخوان المسلمين من سوريا وهذا يفسركما يقول الكاتب الدور الهامشي للحركة في الأحداث الحالية الدائرة في سوريا ‘فعلى خلاف جماعة الإخوان المسلمين في مصرـ لا يوجد لإخوان سوريا تنظيم ولا مؤسسات داخل البلاد، ومعظم قادتها الحاليين لم يعتبوا البلاد منذ عدة عقود’.

ويضيف الكاتب إن ‘سحق’ الإخوان الوحشي لا يعني عدم ظهور نزعات دينية او كما يسميها ‘تحولات دينية’ مثل التي التي عاشتها المجتمعات العربية في التسعينيات من القرن الماضي. ففي هذه الفترة ومع زيادة المشاكل الإقتصادية، المظالم الإجتماعية والفساد المستشري داخل النخبة وعدم تقديم الدولة أي أمل للجماهير السنية وهم الغالبية وجد قطاع كبير منهم في الدين عزاء وتمسكوا بالإسلام.

وحاول بشار الأسد الذي خلف والده حافظ الذي توفي عام 2000 التحكم في الصحوة هذه. وقضى الأعوام الأولى من حكمه يرعى ويستميل القيادات الدينية، والتحكم في المساجد والتأكد من التزام القطاع الديني المنتعش بالقواعد التي وضعها النظام، ومن أجل تعزيز دور الدولة في التحكم بالإسلام قام الأسد ببناء المساجد والمؤسسات الدينية وسمح بالمعاملات الإسلامية في البنوك وخفف من القيود التي فرضتها الدولة على المظاهر الإسلامية خاصة فيما يتعلق بالحجاب والصلاة داخل القوات العسكرية.

ولاحظت لينا خطيب في كتابها ‘الإحياء الإسلامي’ في سوريا الصادر عام 2011 أن موقف بشار الأسد المتسامح تجاه الإسلام كان على خلاف الموقف والعقيدة البعثية التي اعتبرت مجرد ذكر الدين خروجا على تعاليم الحزب وشجبت الإسلام باعتباره أيديولوجية رجعية’.

وهذا الموقف المتسامح مع الدين لم يمتد كما تقول الكاتبة للجماعات السلفية والجهادية التي أخذت تبني حضورا قويا داخل المجتمعات السورية خاصة في المناطق الفقيرة والمحرومة وفي الأرياف مثل درعا في الجنوب وإدلب في الشمال وفي المناطق الريفية حول حلب.

ويذكر الكتاب حادث عام 1999 عندما اشتبك سلفيون مع قوات الحكومة مما قاد إلى حملة اعتقالات طالت أكثر من 1200 شخص.

التعاون في الحرب على الإرهاب

وبعد هجمات 9/11 عرض نظام بشار الأسد خدماته على الإدارة الأمريكية التي رحلت قسريا عددا من المعتقلين المهمين رغم شكها في نوايا النظام واستمر التعاون حتى عام 2005. ويرى الكاتب أن سلاح الحكومة السورية السري ضد الجماعات الجهادية كان ‘اختراقها’ وتحويل المشتبه بهم إلى عملاء للحكومة، وهو الأسلوب نفسه الذي استخدم بنجاعة كبيرة أثناء المواجهة مع الإخوان في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وبحسب تسريب لـ ‘ويكيليكس′ أخبر رئيس جهاز المخابرات السوري مسؤولين أمريكيين كانوا في زيارة إلى دمشق قائلا ‘لدينا خبرة جيدة ونعرف هذه الجماعات’.

ومضى قائلا ‘ لا نقوم بالهجوم عليها أو قتل أفرادها ولكننا نخترقها ولا نتحرك إلا في اللحظة المناسبة’ وقال إن هذا المدخل أدى إلى اعتقال عدد من الإرهابيين وتفكيك خلايا الإرهاب. وبعد غزو العراق عبّر السلفيون السوريون عن غضبهم من احتلال الولايات المتحدة ‘أرضا إسلامية’ وهو سبب كاف يدعو إلى حمل السلاح. وكي ينفث هؤلاء عن غضبهم سمحت الحكومة لهم بالتظاهر وصب جام غضبهم على الأمريكيين وعبر التلفزيون السوري الرسمي.

ولم تكن هذه الأجراءات كافية فالسلفيون كانوا يريدون السفر إلى العراق والمشاركة في القتال ضد الأمريكيين، وهو ما شكل تحديا خطيرا للأسد. وبعد أسابيع من التردد قرر الرئيس وأجهزته الأمنية تبني استراتيجية تقوم على تشجيع واستثمار غضب السلفيين بدلا من قمعهم.

وكانت استراتيجية النظام التي لم يفهم تداعياتها في ذلك الوقت تقوم على فتح الباب أمام السلفيين الجهاديين الراغبين في القتال في بلد آخر تأمل بتحقيق عدد من الأهداف منها التخلص من مشكلة السلفيين ورميها على الآخرين، أملا أن لا يعودوا مرة أخرى إلى سوريا. والمساهمة في إفشال مشروع الإحتلال الأمريكي وبالتالي وقف طموحات إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في نشر الديمقراطية في المنطقة واستهداف الأنظمة الديكتاتورية. وبحسب كاتب سيرة بشار الأسد ‘ديفيد ليتش’ فقد كانت دمشق تعول على فشل عقيدة بوش، وأن تكون حرب الإدارة الامريكية على العراق الأولى والأخيرة. ولهذا استخدم نظام الأسد كل الوسائل المتاحة له لتحقيق هذا دون إثارة غضب واشنطن.

أبو القعقاع

وتحولت سوريا في ليلة وضحاها إلى نقطة دخول الجهاديين إلى العراق، وفي داخل الأجهزة الأمنية قام المسؤولون بإعادة تنشيط عملائهم داخل شبكات الجهاديين. وكان من أهمهم أبو القعقاع، وهو سلفي من مدينة حلب أكمل دراسته في السعودية وكان له مئات من الأتباع. وكان تركيز أبو القعقاع وأتباعه قبل الغزو على مراقبة السلوكيات العامة ولكنه تحول بعد دخول الأمريكيين بغداد إلى نقطة تجنيد وتزويد لجماعة أبو مصعب الزرقاوي بالمقاتلين. وكانت جهود أبو القعقاع ناجحة لدرجة كان فيها السوريون يشكلون القسم الأكبر من المقاتلين الأجانب في العراق.

جبهة لبنان

وبعد أربعة أعوام عندما تغيرت حسابات الحكومة السورية حاولت إبطاء حركة تدفق المقاتلين إلى العراق، وقتل أبو القعقاع في ظروف غامضة، وحضر جنازته عدد من أعضاء البرلمان إضافة لآلاف الإسلاميين، وتم لف كفنه بالعلم السوري وكما صورها الإعلام اللبناني فقد بدت الجنازة رسمية.

ولم يكن أبو القعقاع الوحيد في شبكة دعم المجاهدين في العراق. وبحسب وثائق حصلت عليها القوات الأمريكية في مدينة سنجار العراق فقد تم إدارة شبكة لوجيستية دقيقة وعمل فيها عدد من الأشخاص من خلال بيوت آمنة في دمشق واللاذقية ودير الزور ومدن سورية أخرى، وعمل هؤلاء مع القبائل التي قامت بتهريب المتطوعين عبر الحدود إلى العراق.

وفي أقل من عام بدأت شبكة التهريب هذه تجتذب عددا من الناشطين والمتطوعين من ليبيا والجزائر والسعودية والذين كانوا يصلون بالطائرة إلى دمشق أو عبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وبحسب تقارير الولايات المتحدة عام 2007 فنسبة 90′ من العمليات الإنتحارية ونسبة 85-90′ من المقاتلين الأجانب دخلوا إلى العراق عبر سوريا. وبهذه الطريقة أصبحت الشبكات الجهادية في سوريا امتدادا للشبكات الجهادية في العراق.

ويكشف الكاتب عن الظروف التي خرجت فيها شبكة تهريب المقاتلين عن اليد والتي توسعت خارج توقعات أبو القعقاع وجماعته، في وقت بدأت فيه سوريا تواجه أعباء من نوع جديد وهي تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين الهاربين من الحرب الطائفية. لكن عملية تهريب المقاتلين تحولت إلى تجارة مربحة بالنسبة للقبائل ولم يكن النظام قادرا على السيطرة عليها واحتاج إلى شن حرب مع القبائل لوقفها وهو ما لم يكن يريد فعله في ذلك الوقت.

ومن أجل التغلب على مشكلة العائدين من العراق بعد عام 2005 حاولت الأجهزة الأمنية تصديرهم للخارج ومن هنا بدأت تركز على لبنان الذي أجبرت القوات السورية على الخروج منه بعد 30 عاما هناك وبعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.

ونتيجة لهذا طلب من المقاتلين العائدين من العراق إلى سوريا الذهاب إلى المخيمات الفلسطينية في صيدا وطرابلس التي بدأ بعضهم رحلتهم منها. وفي هذه المخيمات كانت عصبة الأنصار و فتح الإسلام ناشطة فيها ولم تكن المخابرات السورية تسيطر بشكل كامل عليها ومع ذلك حاولت استخدامهما لخدمة أغراضها في زعزعة استقرار البلاد وإشعال فتنة طائفية وإفشال عمل لجنة التحقيق الدولية في مقتل الحريري.

مواجهة الدولة 2004- 2009

وفي كل الأحوال لم تنجح المخابرات في دفع كل الجهاديين العائدين إلى سوريا الذهاب إلى لبنان حيث بدأ هؤلاء حملة ضد الحكومة واستهدفوا المنشآت الحكومية ومحطات التلفزة الخاصة وغيرها من العمليات الكبيرة التي استهدفت أيضا المزارات الشيعية والتي نقلتها وسائط الإعلام الدولية، وهناك الكثير من العمليات الصغيرة التي لم تلفت نظر الإعلام الدولي أو عملت الحكومة على إبقائها سرا.

ويقول ممثلو المؤسسات الأمنية الغربية العاملين في سوريا إنهم كانوا يتلقون تقارير عن حدوث عمليات إرهابية شهريا. وتشير برقيات السفارة الأمريكية لعدد من الهجمات والمواجهات التي حدثت في عامي 2004 و2005 وكذلك عمليات انتحارية ومواجهات مسلحة ومحاولة تفجيرات عام 2006 ومعارك بالأسلحة وسيارات مفخخة في دمشق، وعربات محملة بالمتفجرات في عام 2008 وكذلك تفجير حافلة كانت تنقل حجاجا من الشيعة في آذار/مارس 2009.

وكانت جماعة جند الإسلام قد أعلنت مسؤوليتها عن الحملة الأولى من الهجمات في الفترة ما بين 2004- 2006 وهي جماعة غامضة يقول الخبراء إن الزرقاوي قد بدأها. أما الموجة الثانية من الهجمات في الفترة ما بين 2008 ـ 2009 فقد أعلنت فتح الإسلام مسؤوليتها عنها. وأيا كانت طبيعة هذه الجماعات فالعمليات التي نفذتها تحمل صورة عن الخبرات التي اكتسبها المقاتلون في العراق.

سجن صيدنايا

ويشير الكاتب هنا إلى الطريقة التي ارتدت فيها سياسة النظام عليه من خلال إطلاق سراح المعتقلين في سجن صديانا الذي منح فيه السجناء في هذا السجن الرهيب فرصة التدريب على السلاح والقتال في العراق.

وبحسب برقيات الخارجية الأمريكية فقد قبل البعض هذا العرض واستطاعوا العودة إلى سوريا لاحقا، وأرسل بعضهم إلى لبنان فيما اعتقل آخرون وأعيدوا للسجن وبقي عدد منهم في عداد الفارين. وشعر من عادوا إلى السجن بالخداع حسبما تقول البرقيات.

وفي تموز/يوليو 2005 قاموا بعمليات شغب، واعتقلوا عددا من حراس السجن وظلوا يسيطرون على السجن عدة أشهر ولم تتم إعادة السيطرة عليه إلا بداية عام 2009 بعد معركة حامية سقط فيها العديد من القتلى.

وارتدت خطط الأسد عكسا عليه وهو يحاول تحويل فتح الإسلام إلى جماعة جهادية تنافس تلك التي تتبع سعد الحريري المدعومة من السعودية حيث خرجت عن سيطرته. ونجحت فتح الإسلام في مخيم نهر البارد واستطاعت جذب أعداد من الجهاديين والناشطين المحليين حيث وصل عددهم 500 مقاتل وحصلوا على دعم من سوريا ومن دول الخليج بل ومن مؤيدي الحريري حسب الباحث الفرنسي المتخصص بشؤون اللاجئين برنار روجير والذي أكد أن الجماعة ‘اتخذت حياة خاصة بها وأصبحت مركز جذب للإسلاميين في البلد أي لبنان’.

وبحلول عام 2007 عبرت الجماعة عن نيتها إقامة إمارة إسلامية في شمال لبنان مما أدى إلى تدخل الجيش اللبناني ومعركة أدت لنهايتها في لبنان. ووجد الناجون من نهر البارد ملجأ داخل الجماعات السلفية في شمال لبنان أو عادوا مباشرة إلى سوريا.

وكانت فتح الإسلام أول جماعة عبرت عن رؤيتها الجهادية في الحرب السورية الحالية واعتمدت على خطوط الإمداد القادمة من لبنان والتي أقامتها.

مركز الجذب

ويرى الكاتب أن تداعيات سياسة الأسد وفتح بلاده للجهاديين الدوليين وشبكاتهم وجعلها ترانزيت للمقاتلين إلى العراق كانت طويلة الأمد، لأن سوريا ظلت خارج إطار اهتمام القاعدة ولا توجد أدلة على قيام أبو مصعب الزرقاوي بنشاطات داخل سوريا ولا حتى أبو الدحداح الذي فر من سوريا في الثمانينيات. مما يعني أن الحركة الجهادية سورية الأصل، وإن تأثرت فقد تكون تأثرت من الدول الجارة لسوريا.

طبعا تغير هذا الوضع عام 2003 عندما فتح الأسد بلاده وبنى شبكات مع الزرقاوي وأصبحت سوريا جزءا من خط إمداد المقاتلين الأجانب الذي امتد من لبنان وعبر البيوت الآمنة في سوريا وحتى العراق. وبنهاية العقد الأول لم تعد سوريا نقطة غير واضحة على خارطة الجهاد العالمي حيث أصبحت مهبط الناشطين من المغرب غربا إلى السعودية واليمن شرقا وجنوبا. ولم يكن مفاجئا أن تظهر أولى البنى الجهادية في شرق البلاد مع بدء الحرب الحالية لأن الحدود العراقية قريبة منها، وكانت الجماعات هذه قادرة على الحصول على دعم مالي من الخارج بسبب وجود شبكات المتعاطفين معها.

ولا يخلو الحديث عن الدور السوري في الجماعات الجهادية من الإشارة إلى أن جماعات مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مرتبطة بالنظام وما هي إلا لعبة في يده، وبالتأكيد كما يقول الكاتب فتاريخ وبنية الحركة يشير إلى أن هناك الكثير من قياداتها البارزين ممن كانت لهم صلات مع الإستخبارات السورية وأن بعضهم يمكن أن يتعامل مع النظام.

كما ولا أحد يشك في وجود دعم دولي وشبكة إمدادات بالسلاح والمال لها لكن السبب الرئيسي الذي ساعد على تحشيد وظهور هذه الجماعات وبقوة هو أن الأسد ساعد على إنشائها.

مقاتلون سوريون يضمدون جروحهم في عرسال اللبنانية الحدودية

أ. ف. ب.

يتعافى محمد من اصابته اثناء قتاله في صفوف الجيش السوري الحر في مسقط رأسه يبرود، داخل بلدة عرسال اللبنانية التي تحولت الى ملاذ لآلاف اللاجئين السوريين ومشفى لعدد كبير من الجرحى بينهم، لا سيما القادمين من منطقة القلمون.

عرسال: ليست عرسال وجهة غير معروفة بالنسبة الى محمد (26 عامًا)، فبينها وبين يبرود السورية علاقات جوار وصداقة ومصاهرة ومصالح. لكنّ احدًا لم يكن يتصور أن تتحول الى الملجأ الوحيد لمقاتلين اصيبوا في القصف أو المعركة.

ويروي محمد الذي رفض اعطاء اسمه كاملاً أنه اصيب خلال الايام الاخيرة من معركة يبرود التي سقطت في ايدي قوات النظام في منتصف آذار/مارس، “كان القصف عنيفًا جداً. قتل اثنا عشر رجلاً من حولي. ونجوت مع شاب آخر”.

ويضيف “كنت في منطقة العقبة عند مدخل يبرود. سقط صاروخ قربي، وأصبت بشظية في المرارة وفي قدمي”.

ونقل محمد الى عرسال عبر طريق جبلية وعرة ومحفوفة بالخطر بسبب القصف الذي كان يتساقط من كل جهة. “استغرقت الرحلة ساعتين بالسيارة التي اطفئت مصابيحها رغم الظلام.. وكنت طيلة الوقت أشعر بألم فظيع”.

ويتابع محمد الذي كان يعمل بائعاً في متجر قبل الحرب، “عندما سمعت بسقوط يبرود، بكيت لمدة يومين”.

وتتعاطف بلدة عرسال ذات الغالبية السنية مع المعارضة السورية. وهي تملك حدودًا تمتد على مسافة 55 كلم معظمها مع ريف دمشق، لكن لا يوجد أي معبر رسمي بين البلدين يؤدي الى عرسال، انما معابر غير قانونية كانت تستخدم قبل الحرب خصوصاً لتهريب سلع مختلفة.

منذ بداية النزاع السوري قبل ثلاث سنوات، ارتفع عدد اللاجئين السوريين الى عرسال الى مئة الف تقريبًا، بحسب السلطات المحلية، فيما عدد سكان البلدة الاصلي لا يتجاوز الاربعين الفًا. ويتكدس اللاجئون في ظروف غالبًا صعبة في ضيافة عائلات أو في أبنية غير مكتملة، وفي مستوعبات، وفي عشرات المخيمات المستحدثة.

وقد تحول بناء من طبقة واحدة مؤلف من غرف عدة الى “دار استشفاء عرسال”، وهو كناية عن مركز طبي يقدم العلاج للمصابين والمعاينات للمرضى السوريين، لكنه يفتقر الى كل شيء. فالتجهيزات تقتصر على الاسرة ومواقد على المازوت للتدفئة، والعمل يتم في غياب المعايير الطبية.

ويقول مروان (23 عامًا) الذي يتشارك غرفته مع ثلاثة جرحى آخرين، “أصبت في ريف القصير (حمص)، ونقلت الى يبرود (…)، ثم جئت الى هنا قبيل سقوط يبرود”.

وخضع مروان لعملية جراحية اولى في مشفى ميداني في سوريا. لكن الانتقال الى لبنان اضطره الى السير مسافة طويلة ما تسبب بقطع شرايين قدميه. ولا امكانية لإجراء عملية جراحية لمثل هذه الحالة في عرسال، فتم بتر ساقه.

ويقول الطبيب السوري قاسم زين، رئيس الهيئة الطبية في عرسال التي تعنى باللاجئين السوريين، “الاصابات الاكثر صعوبة هي الاصابات الدماغية والعصبية والوعائية. لا اجهزة تصوير شعاعي متطورة، ولا وجود لجراح عصبي. بالاضافة الى ذلك، هناك صعوبة في نقل الجرحى الى مناطق أخرى، اذ غالبًا ما يتم اقفال الطريق. خلال الاسبوعين الماضيين، قضى ثمانية اشخاص لاننا لم نتمكن من نقلهم” الى مستشفى خارج عرسال.

وشهدت عرسال اخيرًا توترًا كبيرًا على خلفية الازمة السورية. اذ عمد سكان بلدة اللبوة ذات الغالبية الشيعية المجاورة الى قطع الطريق الوحيد الذي يصل عرسال بمحيطها، واستمر الاقفال ثلاثة ايام. ويتهم السكان الشيعة الموالون اجمالاً لحزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام، عرسال بأنها ممر لعشرات السيارات المفخخة القادمة من منطقة القلمون والتي يتم تفجيرها في مناطق لبنانية محسوبة على حزب الله. كما يأخذون على سكان عرسال دعمهم لمجموعات المعارضة المسلحة التي تطلق صواريخ من داخل سوريا على مناطق شيعية في البقاع (شرق).

في المقابل، يقول سكان عرسال إن القرى الشيعية المجاورة لهم “تضيق عليهم”، وأن حزب الله يقيم الحواجز التي يعتدي افرادها على المارين من عرسال. كما تتعرض البلدة لغارات جوية من قوات النظام السوري التي تقول إنها تطارد مسلحين. وقد شهدت عدة حوادث امنية مع الجيش اللبناني الذي تتهمه بعض الاوساط السنية المتطرفة بالتساهل مع حزب الله.

 ويرفض محمد مقولة إن السيارات المفخخة والصواريخ من فعل معارضين، متسائلاً: “ماذا نستفيد نحن من تفجير في الضاحية الجنوبية (لبيروت)؟ رمي الصواريخ فتنة، ومن يرميها له مصلحة في اقفال طريق عرسال- اللبوة”.

 ثم يضيف: “الامكانات الطبية في عرسال ضعيفة، والامور تصبح اكثر صعوبة عندما تقفل الطريق على الصليب الاحمر”.

ويوضح زين الذي كان قبل الحرب مدير المشفى الوطني في القصير، ثم مديراً للمشفى الميداني في المنطقة نفسها بعد الحرب، “لدينا عشرون سريرًا هنا”، مضيفًا “عرسال هي المنفذ الوحيد لاخلاء الجرحى من منطقة القلمون”.

 خلال الاشهر الماضية، انتقل الجزء الاكبر من منطقة القلمون تدريجيًا من سيطرة مقاتلي المعارضة الى القوات النظامية المدعومة من حزب الله. ومع كل معركة، كان مئات الجرحى واللاجئين يتدفقون الى عرسال.

 لكن الوصول الى عرسال يصبح اكثر صعوبة يومًا بعد يوم، في ظل عمليات القصف الكثيف التي تتعرض لها المنطقة الحدودية.

 رغم ذلك، يتمسك ابو يوسف (28 عامًا) المصاب في ظهره وبطنه، بالامل “تعذبنا كثيرًا… لكنني متفائل بأننا إن شاء الله ستعود حياتنا افضل من ذي قبل”، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد.

دمشق تحشد قواتها تمهيدا للهجوم على رنكوس وتصعد في جوبر لتأمين شرق العاصمة

النظام يغلق مطارا عسكريا في اللاذقية.. والجيش التركي يرد على قذائف سورية

بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»

قال ناشطون سوريون إن القوات الحكومية بدأت بحشد مقاتليها على تخوم بلدة رنكوس في القلمون بريف دمشق الشمالي، بعد استعادتها السيطرة على بلدتين حدوديتين مع لبنان أول من أمس، بالتزامن مع تصعيد يشهده محور جوبر – زملكا في دمشق وريفها، في محاولة للسيطرة على المنطقة المحيطة بالعاصمة السورية من جهة الشرق. وبموازاة ذلك، احتدمت المعارك في ريف اللاذقية أمس، واضطر نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى إغلاق مطار حميميم العسكري في المنطقة وذلك بعد استهداف كتائب المعارضة السورية في الساحل المطار بعدد من صواريخ غراد. وبينما اتهمت دمشق الحكومة التركية بتسهيل دخول المقاتلين بشكل منظم إلى منطقة كسب، فتح الجيش التركي النار على الأراضي السورية ردا على إطلاق قذائف مورتر وصاروخ في قصف عبر الحدود أصاب مسجدا في بلدة يايلاداجي.

وقال مدير مكتب القلمون الإعلامي عامر القلموني لـ«الشرق الأوسط» بأن القوات الحكومية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني «نفذت انسحابات من بلدتي فليطا ورأس المعرة بنسبة 50 في المائة»، وهما بلدتان حدوديتان مع شرق لبنان، كانت سيطرت عليهما السبت الماضي، مشيرا إلى أن الحشود «تركزت في محيط بلدة رنكوس، التي تتحضر القوات النظامية لمهاجمتها».

وتعد رنكوس آخر بلدات وسط القلمون التي يحكم مقاتلو المعارضة السيطرة عليها، ولجأ إليها عدد كبير من المقاتلين المعارضين بعد دخول القوات الحكومية إلى مدينة يبرود منتصف الشهر الماضي. وأوضح القلموني أن الحشود العسكرية النظامية «تتجمع في الفوج 67 القائم على أطراف البلدة، وسط قصف متقطع تتعرض له مناطق متاخمة لرنكوس».

وانتقل خط الاشتباك بين المقاتلين المعارضين والقوات الحكومية في القلمون إلى جنوب غربي رنكوس وغرب الزبداني، فيما تندلع اشتباكات منذ ثلاثة أيام في محيط بلدة راس العين، غرب يبرود، التي كانت القوات النظامية أعلنت سيطرتها عليها غداة استعادتها السيطرة على يبرود. وقال القلموني إن الاشتباكات في تخوم بلدة راس العين «أسفرت عن مقتل 35 شخصا خلال ثلاثة أيام، وتدمير ثلاث دبابات للقوات النظامية». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقتل عقيد ركن من القوات النظامية في اشتباكات مع جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط بلدة رأس المعرة.

وتعد هذه المنطقة قاعدة خلفية للمعارضة في شرق القلمون، وتحديدا في بلدة معلولا التاريخية التي يسكنها مسيحيون، وتسيطر المعارضة عليها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتفصل بين معلولا ورأس العين، بلدة الصرخة التي يسيطر مقاتلو المعارضة عليها أيضا.

وبموازاة التحضيرات النظامية للهجوم على رنكوس، أفاد معارضون بتكثيف القوات النظامية حملاتها على مدينة الزبداني، غرب دمشق، بعد سقوط الهدنة بين القوات النظامية والمعارضة فيها، كما أشاروا إلى أن الضغط العسكري على المدينة «بدأ قبل أربعة أيام». وأفاد ناشطون بتعرض أطراف المدينة لقصف جوي ومدفعي، غداة سقوط خمسة قتلى في القصف.

وفي مقابل الضغط العسكري في القلمون بريف دمشق، أكد ناشطون أن القصف الذي تتعرض له زملكا بريف دمشق «لم تشهد المنطقة مثيلا له من حيث الكثافة منذ أكثر من عام». ويأتي التصعيد في زملكا بموازاة تصعيد مشابه في حي جوبر في دمشق الملاصق لزملكا، الذي تسيطر عليه المعارضة منذ أكثر من عام. ويقول ناشطون إن النظام يحاول استعادة هذه المنطقة الملاصقة لشرق العاصمة، بهدف تأمين عاصمته، بعدما نجح بتأمين دمشق من المنطقة الجنوبية.

ونفّذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في بلدة المليحة والمنطقة القريبة من الصرف الصحي بمدينة عدرا، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على أطراف مدينة داريا، ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في المدينة. وأفاد المرصد بتجديد القوات النظامية قصفها مناطق في مدينة دوما، كما قصف الطيران الحربي على مناطق في الغوطة الشرقية.

في غضون ذلك، احتدمت معارك ريف اللاذقية، وتقدمت القوات الحكومية مستعيدة السيطرة على المرصد 45 الذي كان مقاتلون إسلاميون سيطروا عليه الأسبوع الماضي.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن وحدات من الجيش النظامي وقوات الدفاع الوطني «أحكمت سيطرتها بشكل كامل على النقطة 45 بريف اللاذقية الشمالي وتابعت ملاحقتها فلول المجموعات الإرهابية في المنطقة»، مشيرة إلى تدمير «ست سيارات مزودة برشاشات ثقيلة بمن فيها من إرهابيين على طريق نبع المر حاولت الهروب بعد إحكام الجيش سيطرته على النقطة 45».

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى «تقدم» للقوات النظامية التي نشرت راجمة صواريخ على التلة المشرفة على قرى عدة تقطنها غالبية من العلويين، مشيرا إلى أن «المعارك العنيفة مستمرة» في المنطقة.

وهي المرة الأولى التي تشهد هذه المنطقة معارك بهذا العنف وهذه الدرجة من الدموية. وقد أسفرت منذ اندلاعها عن مقتل أكثر من 300 مقاتل من الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن «القوات النظامية نصبت راجمات للصواريخ في النقطة 45»، مشيرا إلى «المعارك ما تزال محتدمة في المنطقة». واستهدف المقاتلون فجر أمس، للمرة الأولى بصواريخ غراد مطار باسل الأسد الواقع بالقرب من القرداحة. وأشار المرصد إلى أن «الصواريخ سقطت بالقرب من المطار من دون أن توقع ضحايا أو أضرار»، لافتا إلى أن المطار «مدني ومهم بالنسبة للنظام».

كما اضطر النظام السوري إلى إغلاق مطار حميميم العسكري في المنطقة وإيقاف العمل فيه وصرف العاملين، كما أغلق كافة الطرق المؤدية إليه، وذلك بعد استهداف كتائب المعارضة السورية المطار بعدد من صواريخ غراد. ويستخدم النظام المطار لنقل السلاح والمعدات الحربية إلى الشمال السوري. كما أفاد ناشطون بقصف الكتائب المقاتلة مناطق قريبة من مدينتي جبلة والقرداحة ذات الأغلبية العلوية، وأهم معاقل آل الأسد في تصعيد متواصل لمعارك الساحل.

كما أفاد المرصد بتعرض مناطق في قرية الخضرا لقصف من قبل القوات النظامية، وسط اشتباكات اندلعت بين تلك القوات مدعمة بقوات الدفاع الوطني و(المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون) المواليين لها من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في محيط تلة النسر وعلى الشريط الحدودي مع تركيا.

وارتفع عدد قتلى معارك ريف اللاذقية منذ اندلاعها في 21 مارس (آذار) الماضي، إلى أكثر من 1052 قتيلا، بينهم أكثر من 194 شخصا من عناصر وضباط قوات الأمن والجيش النظامي والدفاع الوطني والجبهة الشعبية لتحرير لواء الإسكندرون»، وكتائب البعث والمسلحين غير السوريين الموالين للنظام.

وفي سياق متصل، قال مكتب حاكم إقليم هاتاي التركي ووسائل إعلام محلية تركية بأن الجيش فتح النار على الأراضي السورية ردا على إطلاق قذائف مورتر وصاروخ في قصف عبر الحدود أصاب مسجدا في بلدة يايلاداجي.

وقالت وكالة أنباء دوجان التركية بأن ثلاث قذائف مورتر سقطت على الأراضي التركية أثناء قتال في سوريا بين مقاتلين إسلاميين وقوات موالية للأسد للسيطرة على بلدة كسب المسيحية الأرمينية.

المعارضة تُحضّر للمرحلة الثانية من معركة الساحل السوري

بعد تنفيذ كتائب المعارضة السورية المسلّحة هجوماً في خلال الأسبوعين الماضيين على مناطق في شمال الساحل السوري، أفاد الناشط الإعلامي السوري مجد رسلان موقع NOWأن “معركة الساحل بدأت فعلياً قبل 10 أيام، إثر تخطيط دام لأربعة أشهر، بين الجبهة الإسلامية و”جبهة النصرة” و”حركة شام الإسلامية”، وعبر خطوط المساعدات الغذائية التي قدمتها تركيا”.

وذكر رسلان أن “المقاتلين تسلّلوا إلى داخل مدينة كسب والمناطق المحيطة حول المعبر، وذلك قبل يومين من المعركة، كما تسللوا أيضاً إلى قرية السمرا ونبع المر، وتوزعت المحاور على الفصائل المشاركة، وبعد اكتمال عدد المقاتلين والذخيرة أعلنت بداية المعركة ضد النظام السوري المدعوم من حزب الله وميليشيات عراقية”.

في السياق ذاته أشار مراسل شبكة “شام” الإخبارية في اللاذقية لـ NOWإلى أنه “بعد تشكيل غرفة العمليات تمّ تسمية المعركة بالأنفال، والتي كانت نتائجها حتى الآن سيطرة الكتائب المسلّحة على معبر كسب والنبعين وعدة مناطق حيوية مثل برج ـ45 وجبل النسر والتقدم للسيطرة على المعبر البحري في قرية السمرا”، مؤكداً أن “النظام خسر حتى الآن 600 من مقاتليه خلال المعارك التي سقط فيها شخصيات مثل هلال الأسد ومجموعة من الضباط ومقاتلين من حزب الله”.

وعن أهالي المناطق المسيطر عليها من قبل الكتائب قال مجد رسلان “عندما دخلت الكتائب إلى كسب لم تجد سوى 7 عائلات فقط من المسنين منهم سبعة مسيحيين من الأرمن”، ويكمل “قالت لنا هذه العائلات إن النظام قام بسحب الشباب من سكان المنطقة الى التجنيد الإجباري في الدفاع الوطني، وأخذ الفتيات إلى اللاذقية بالقوة، الآن بقيت عائلة واحدة في كسب، أما الباقي فطلبوا الرحيل إلى تركيا بوساطة أنصار الشام، وآخرين ذهبوا إلى اللاذقية”.

وأضاف رسلان “بعد انتهاء المعركة تمركزت الكتائب في المناطق التي تمّ تحريرها مثل النبعين وتشالما من أجل التحضير للمرحلة المقبلة وهي تحرير رأس البسيط والمشرفة وتحصين الشاطئ”.

قصف بحلب والمعارضة تستهدف مطارا باللاذقية

                                            واصلت قوات النظام السوري استهدافها المدنيين في العديد من الأحياء في حلب وغيرها من المناطق السورية. من جهتها، قصفت قوات المعارضة صباح اليوم تجمعا لقوات النظام في مطار حميميم بـاللاذقية، في وقت تتضارب فيه الأنباء بشأن السيطرة على نقطة إستراتيجية بالمدينة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف جوي ومدفعي تعرضت له مدينة دارة عزة غربي حلب. وكان ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح آخرون في بلدة حيان بريف حلب جراء القصف الجوي.

كما شمل القصف بلدات الأتارب وحريتان وحي هنانو في المدينة، وأفاد المراسل بأن شخصين قتلا وجرح آخرون برصاص قناصة من قوات النظام غربي حلب.

قتلى بإدلب

وفي إدلب، ذكر ناشطون أن بلدة حارم في ريف المدينة تعرضت لقصف بالطيران الحربي، راح ضحيته 13 قتيلا وعدد من الجرحى، وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف منطقة مكتظة بالمارة وسط البلدة.

وفي ريف دمشق، أكدت شبكة مسار برس أن عددا من قوات النظام قتلوا في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في بلدة رأس العين قرب يبرود.

وأعلنت شبكة شام أن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة استهدف حي جوبر الدمشقي تزامنا مع اشتباكات على أطراف الحي بين الجيش الحر وقوات النظام.

وأضافت الشبكة أن الطيران الحربي استهدف زملكا وعين ترما وعدة مناطق بالغوطة الشرقية لريف دمشق، ما خلف جرحى ودمارا كبيرا بالأبنية، في حين تواصل القصف المدفعي الثقيل على مدن وبلدات خان الشيح وداريا والمليحة.

وفي درعا (جنوب البلاد)، ذكرت شبكة سوريا مباشر أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء السد ومخيم درعا ودرعا البلد، كما قصفت الطائرات الغارية الغربية وأم المياذن.

وتحدثت الشبكة عن مقتل قائد ميداني للواء المهاجرين والأنصار، وإصابة عنصرين من اللواء إثر انفجار عبوة ناسفة بحافلتهم في بلدة الصورة بريف درعا.

كما قصفت المدفعية التابعة لقوات النظام معظم أحياء دير الزور (شرق البلاد)، وشهد ريف حمص (وسط البلاد) قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدينة الرستن.

معارك اللاذقية

وفي اللاذقية (شمال غرب البلاد)، قال ناشطون سوريون إن قوات المعارضة قصفت بصواريخ غراد فجر الاثنين تجمعات لقوات النظام في مطار حميميم.

وكان المطار مدنياً لكنه تحول في الآونة الأخيرة إلى عسكري لنقل الجنود والأسلحة من الساحل إلى الداخل.

وتدور في جبال اللاذقية معارك بين قوات النظام والمعارضة التي سيطرت على عدة قرى ومعبر كسب الحدودي خلال الأيام الماضية.

ومن جانب آخر، عرض التليفزيون السوري صورا لمعارك في ريف اللاذقية الشمالي تظهر جثثا قالت إنها تعود لما سمتهم “إرهابيين”.

وقالت وكالة الأخبار السورية الرسمية (سانا) إن المقاتلين حاولوا الهرب من (المرصد 45) بريف اللاذقية الشمالي خلال معارك مع الجيش النظامي، وأكدت أن وحدات من الجيش السوري والدفاع الوطني أحكمت سيطرتها بشكل كامل على المرصد، ولاحقت ما سمته “فلول المجموعات الإرهابية” في المنطقة وكبدتها خسائر كبيرة.

من جهتها، نفت المعارضة صحة ما ذكرته وسائل إعلام النظام من سقوط المرصد بيد النظام، مشيرة إلى استمرار المعارك في المنطقة.

هجمات للمعارضة

وفي حماة، قالت شبكة شام إن كتائب المعارضة المسلحة تمكنت من إعطاب عربة عسكرية، وقتل عدد من جنود النظام بعد التصدي لمحاولة جديدة لاقتحام مدينة مورك بالريف الشمالي.

كما تحدث مركز حماة الإعلامي عن استهداف الجيش الحر تجمعات ومراكز لقوات النظام على الطريق الدولي قرب مورك بالريف الشمالي، مما أسفر عن مقتل أربعة عناصر منهم وتدمير آلية عسكرية.

وتسببت الاشتباكات والقصف العنيف للمدينة في حركة نزوح كبيرة للمدنيين، وأكد المركز أن قصفا بالصواريخ الفراغية أصاب مدينة كفرزيتا بريف المدينة، مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى.

كيري يطمئن لافروف: لا مضادات جوية للمعارضة بسوريا

باريس – وكالات

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف أنّ الولايات المتحدة تعارض مبدأ تزويد المعارضة السورية بمضادات جوية.

ونقلت وكالة أنباء “إيتار ــ تاس” الروسية عن لافروف قوله، في ختام محادثاته في باريس مع كيري: طرحنا موضوع ما تناولته وسائل الإعلام حول مناقشة تسليح المعارضة بصواريخ مضادة للجو خلال زيارة الرئيس (باراك) أوباما للسعودية، وكيري أكد رفض الأميركيين.

وأضاف لافروف أن ذلك يتفق بشكل كامل مع الاتفاقات الروسية الأميركية حول عدم توريد المنظومات الصاروخية المحمولة إلى النقاط الساخنة، وكذلك الاتفاقات الروسية الأميركية حول منع انتشار هذه المنظومات.

وكانت وسائل إعلام نقلت يوم الجمعة الماضي عن مصادر في الحكومة الأميركية أنّ إدارة أوباما تناقش احتمال رفع حظر تصدير المنظومات الصاروخية المحمولة للمعارضة السورية.

وفي موازاة ذلك، قال المتحدث باسم “الائتلاف” السوري المعارض، لؤي صافي، إنّهم قد يدرسون المشاركة في مؤتمر “جنيف 3″ للتفاوض مع النظام السوري، إذا نجحت أميركا في إقناع روسيا بتغيير موقفها من الأزمة السورية”.

وكذلك اشترط صافي، في بيان صادر عن الائتلاف، وجود موقف مسبق صريح وواضح من قبل الجانب الروسي في هذا الخصوص.

لبناني اعتقلته أميركا يخطط للقتال مع حزب الله بسوريا

لندن – كمال قبيسي

اعتقل “الأف.بي.آي” منذ أسبوعين لبنانياً حين كان يغادر مطار ديترويت في ولاية ميتشيغن إلى لبنان، ومنه كان سيتجه إلى سوريا للقتال إلى جانب حزب الله، وفي اليوم التالي، أي 17 مارس الماضي، مثل محمد حمدان أمام محكمة فدرالية اتهمته “بمحاولة تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية” فسجنوه، وأمس الاثنين رفض قاضي المحكمة إطلاق سراحه بكفالة، خشية أن يجد طريقة فيغادر فارا إلى سوريا.

تفاصيل الخبر ألمت بها “العربية.نت” عبر الهاتف من أسامة سبلاني، رئيس تحرير صحيفة “صدى الوطن” في ديترويت، فذكر أن عددا من أقارب حمدان، وهو من مدينة “ديربورن” بضواحي ديترويت وعمره 22 سنة، حضروا جلسة الاتهام، ولخصت شقيقته ما حدث بأن “أحدهم نصب له فخا أوقعه فيه” بحسب ما نقل سبلاني عنها.

وذكر أن حمدان، المقيم منذ 2007 في الولايات المتحدة، قدم طلباً بنوفمبر الماضي للحصول على الجنسية الأميركية، وهو “مجرد متهم” طبقا لما وصفه بيان صحافي مشترك صدر عن “الأف. بي.آي” ومكتب المدعي العام الأميركي. أما اذا تمت ادانته فعقوبته السجن 15 سنة وغرامة 250 ألف دولار.

“كان يريد علاج أسنانه في لبنان”

وذكر رئيس تحرير “صدى الوطن” أن والدة حمدان، منيرة بيضون، نفت أن تكون لديه نية للقتال إلى جانب حزب الله، قائلة ان قدراته الجسدية “لا تؤهله للانضمام إلى الحزب لمشاركته في القتال، لأنه يعاني من علة في إحدى رئتيه” مضيفة أن عائلتها متحررة وبعيدة عن التطرف، وأن ابنها كان ينوي السفر الى لبنان لقضاء بعض الوقت مع أصدقائه وعلاج أسنانه، وهو ما ذكره أيضا محاميه آرت وايس.

وفي التفاصيل أيضا أن مخبرا سريا من “الأف.بي.آي” أبلغ مسؤوليه أن حمدان خطط للسفر في ديسمبر الماضي للقتال في سوريا، لكن شقيقته أخفت جواز سفره بعد أن علمت بنواياه القتالية، وبعدها بشهر أبلغ أن حمدان تلقى اتصالا من لبنان في الأسبوع الأخير من العام الماضي، قيل له فيه إنه باستطاعته القدوم والانضمام الى حزب الله بحلول مايو المقبل.

بعدها رصد “الأف. بي. آي” مكالمة بين حمدان والمخبر أكد فيها الأول أنه ذاهب الى لبنان للانضمام الى حزب الله والقتال في سوريا، فراقبوه حتى علموا بأنه استخرج جواز سفر جديد بعد أن زعم أن القديم ضاع منه، ثم اشترى تذكرة سفر وتنازل عن ملكية سيارته لشقيقته، وحين توجه الى المطار وعبر من بوابة التفتيش، وجد الشرطة بانتظاره، فاعتقلوه.

الجيش الحر يسقط طائرة حربية لنظام الأسد في حماة

دبي – قناة العربية

أسقط الجيش الحر طائرة حربية لنظام الأسد بحسب مركز حماة الإعلامي، في بلدة معر شحور في ريف حماة الشرقي.

إلى ذلك، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام قصفت بالأسلحة الثقيلة قمة الخمسة وأربعين في ريف اللاذقية.

وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، جددت قوات النظام المتمركزة في إدارة المركبات العسكرية قصفها للمدن والبلدان هناك مسببة دماراً في المنازل.

كما أفادت الهيئة العامة للثورة أن قوات النظام ألقت عدداً من براميل متفجرة على جبال بلودان والمناطق المحيطة.

1000 قتيل وجريح في 10 أيام خلال معركة الساحل السوري

دبي – قناة العربية

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إن نحو 1000 شخص قتلوا وجرحوا، في المعارك الدائرة منذ 10 أيام، على جبهة الساحل السوري، بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة، ولا سيما في محيط اللاذقية.

ونقلت عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، تأكيداته بأن أكثر من 1000 شخص لقوا حتفهم أو أصيبوا بجراح خلال المعارك العنيفة على مدى الأيام العشرة الماضية.

وفي الشأن الميداني، تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على المرصد 45 الاستراتيجي في ريف اللاذقية، حيث تتحدث قوات النظام عن استعادة السيطرة على المرصد 45 فيما نفى ناشطون ذلك.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تقدمت في المنطقة، لكن المعارك ما زالت متواصلة.

وفيما تستمر المعارك بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط اللاذقية وريفها أعلن ناشطون عن استمرار سيطرة الحر بالكامل على كسب والأرياف المحيطة بها، كما تمكن الثوار بعد معارك ضارية من السيطرة على جبل النسر، في وقت تتضارب فيه الأنباء بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام حول السيطرة على النقطة 45 في ريف اللاذقية الشمالي.

يأتي ذلك فيما تحاول قوات النظام جاهدة ومنذ 10 أيام وقف تقدم الجيش الحر في معركة الساحل من خلال جلب تعزيزات من الجيش والعتاد لتحصين خطوطها الدفاعية هناك ووقف زحف الثوار نحو مناطق أخرى.

ولم يثن تضيق الخناق على قوات النظام في الساحل عن محاولتها التقدم نحو محاور من جهة رأس البسيط والبدروسية، وحشد قوات في بلدة قسطل معاف بريف اللاذقية وفتح جبهات هناك لضرب الحر في قمة 45 وقصفها بالراجمات والبراميل المتفجرة، فيما أفاد المرصد السوري باستهداف الثوار لمطار باسل الأسد في اللاذقية بصواريخ غراد.

في غضون ذلك أفاد ناشطون بوقوع معارك في ريف دمشق وريف حلب وريف إدلب التي يحاول النظام تعزيز الأمن بها لتكون معبرا لقواته إلى الساحل.

تركيا تضرب الأراضي السورية بعد إصابة مسجد بصاروخ

أنقرة – رويترز

فتح الجيش التركي النار على الأراضي السورية، اليوم الاثنين، رداً على إطلاق قذائف مورتر وصاروخ في قصف عبر الحدود أصاب مسجداً في بلدة يايلاداجي، حسب ما أعلنه مكتب حاكم إقليم هاتاي التركي.

وقال مكتب حاكم الإقليم إن القذائف سقطت في حقل لكن الصاروخ أصاب مسجداً بجوار مخيم للاجئين، ما أدى إلى إصابة امرأة سورية في الـ50 من عمرها كانت تمر بالقرب من الموقع.

وأضاف في بيان نشره على موقعه على الإنترنت: “أطلقت قواتنا نيران المدفعية على المنطقة التي حدث منها القصف”.

ومن جهتها قالت وكالة أنباء دوجان التركية إن ثلاث قذائف مورتر سقطت على الأراضي التركية أثناء قتال في سوريا بين مقاتلين إسلاميين وقوات موالية لبشار الأسد للسيطرة على بلدة كسب المسيحية الأرمينية.

وهاجم مقاتلون إسلاميون قبل 10 أيام منطقة اللاذقية السورية المطلة على البحر المتوسط واستولوا على المعبر الحدودي وبلدة كسب على الجانب السوري من الحدود.

ومنذ ذلك الحين يدفع الأسد بتعزيزات من الجيش والميليشيا مع دعم جوي لإجبار المقاتلين على التراجع، ما أدى لاندلاع قتال عنيف في أنحاء القطاع الواقع على الحدود التركية.

الجيش السوري يكثف عملياته في اللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حشد الجيش السوري، المزيد من قواته في ريف محافظة اللاذقية، بعد تزايد هجمات مقاتلي المعارضة على مقار عدة فيها.

وعقب السيطرة على النقطة 45 الاستراتيجية، زرع الجيش دباباته في هذه المنطقة المطلة على قرى عدة، وسط أنباء أفادت بانتداب فرق عسكرية إلى الساحل السوري، بهدف تحصين ودعم القوات الحكومية هناك.

وبث نشطاء المعارضة صورا تظهر ما قالوا إنهم المقاتلون المرابضون على الجبهات في المنطقة، للتصدي للأرتال العسكرية المتجهة إلى اللاذقية.

من جهة أخرى ذكرت الوكالة الرسمية السورية للأنباء أن أهالي مدينة يبرود بدأوا العودة تدريجيا إلى منازلهم.

وبثت الوكالة شريطا مصورا يظهر ما قالت إنه وصول الحافلات التي تقل السكان إلى المدينة، بعد أن فروا أثناء المعارك الدائرة مع مقاتلي المعارضة.

وفي مقابلة مع السكان أكدوا أنهم أتوا من دمشق وحمص والنبك وبلدات مجاورة في القلمون إلى المدينة.

وفي ريف دمشق أيضا، عادت مدينة عدرا إلى الواجهة من جديد بعد تجدد الاشتباكات المسلحة بين أفراد الجيش السوري مدعوما بما يعرف بجيش الدفاع الوطني، وأفراد الجيش الحر عند أطراف المدينة، في محاولة للسيطرة عليها.

يأتي ذلك فيما نفذ الطيران الحربي غارات عدة على بلدات في ريف دمشق الشرقي طالت كلا من دوما وزملكا وبعض أحياء الغوطة الشرقية.

الائتلاف السوري المعارض: ثقة بقدرة الجيش الحر على حماية كافة المدنيين

روما (1 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

جدد الائتلاف الوطني السوري المعارض “الثقة بالجيش السوري الحر وقدرته على حماية المدنيين في أرجاء سورية من كافة الأطياف والأديان والأعراق”، حسبما جاء في بيان

وقال الائتلاف إنه “يثني على البيانات والمواقف التي تبناها الثوار بهذا الصدد وخاصة الأخيرة منها والتي صدرت من منطقة كسب، حيث بث ناشطون شريطاً مصوراً من داخل إحدى الكنائس الأرمنية يظهر سلامتها من أي أذى ويؤكد فيه الثوار على حماية دور العبادة في أي مكان وزمان”.

كما أعرب الائتلاف عن أنه “يستنكر الدعايات الرخيصة وحملات التشويه التي يقوم بإطلاقها النظام ومؤيدوه عند كل نصر جديد للجيش السوري الحر”. ورأى الائتلاف في بيانه أنه “على أن كافة الأطياف المدنية ستشارك في بناء الدولة السورية التي يتطلعون إليها، وسيعملون يداً بيد من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية” في البلاد

مصادر: معارضون سوريون يسعون لتحرير أربعة صحفيين فرنسيين

روما (1 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر في المعارضة السورية أن هناك تحركات غير معلنة للمعارضة للسعي لتحرير أربعة صحفيين فرنسيين مختطفين في سورية منذ حزيران/يونيو العام الماضي.

وأوضحت المصادر “هناك تحركات على خطين متوازيين، الأول عبر شخصيات بارزة من المعارضة السياسية السورية للتقصي عن صحة احتجازهم لدى دولة العراق والشام الإسلامية ومحاولة التوصل لصيغة قابلة للتنفيذ لإطلاق سراحهم فيما لو كانوا لديها”، وفق تعبيرها.

وأضافت “الخط الثاني هو ما تقوم به فيها أطراف من الجيش السوري الحر أيضاً لمعرفة مصير هؤلاء الصحفيين، وهناك تواصل غير رسمي مع الفرنسيين لمحاولة تسهيل المهمة، ومعرفة آخر نقطة جغرافية انقطع فيها الاتصال مع الصحفيين لمعرفة الجهات المسؤولة عن اختطافهم” حسب تأكيدها.

ولقد اختُطف الصحفيان الفرنسيان ديدييه فرنسوا وأدوار الياس في 6 حزيران/يونيو العام الماضي في سورية فيما اختطف الصحفيان بيير توريس ونيكولا إينان في 22 حزيران/يونيو من نفس العام، وأعلنت السلطات الفرنسية قبل أربعة أشهر أن لديها معلومات تؤكد أن الأولين على قيد الحياة دون أي إشارة لمصير الأخيرين.

ولم تُشر المصادر لمدى التقدم في عملية الكشف عن مصير الصحفيين الفرنسيين أو تحديد مدة لإنجاز خطوات عملية في سياق تحريرهم، إلا أنها أكّدت على أن “بعض الأطراف الفاعلة من كتائب الجيش الحر على يقين بأنه لو ثبت أنهما إلى أن مختطفين عند (داعش) فإنهم سيكونوا بيد السلطات السورية، وعملية إطلاق سراحهم ستكون معقدة وسيطلب النظام ثمناً كبيراً لهما”.

وكانت منظمة الدفاع عن حرية الصحافة (مراسلون بلا حدود) قد قالت إن ستة وعشرين صحفياً أجنبياً أو سورياً على الأقل اختفوا أو اختطفوا في سورية منذ اندلاع الاحداث في البلاد، فيما قتل ما لا يقل عن خمسة وعشرين صحفياً أجنبياً وواحد وسبعين صحفياً مواطناً على يد قوات النظام السوري

آشوريو سورية يقررون إلغاء الاحتفالات بعيد أكيتو

روما (31 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر آشورية سورية إنه تقرر إلغاء الاحتفال ببداية العام الآشوري الجديد (6764) والمعروف تاريخياً بعيد (أكيتو) والذي يعتبر من أبرز أعيادهم القومية والذي يصادف في الأول من نيسان/أبريل، “احتجاجاً على تحوّل الثورة إلى حرب مفتوحة بين السوريين وعلى السوريين” وفق قول شخصيات آشورية سورية بارزة

وأكّدت المصادر الآشورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن الآشوريين في سورية بمختلف قواهم السياسية وفعالياتهم القومية والدينية والاجتماعية والذين أيّدوا شعارات وأهداف الثورة منذ انطلاقتها (الحرية والمدنية والديمقراطية تعددية)، قرروا إلغاء مظاهر الاحتفالات الشعبية بعيد أكيتو والاكتفاء بإلقاء كلمات وخطابات، تنبّه للمخاطر المحدقة بسورية عموماً وبآشورييها خصوصاً، وسبل تجنيب البلاد مخاطر الانزلاق إلى الفتنة والحرب الأهلية وتحجيم مضاعفات أي فراغ أمني أو سياسي قد يتركه سقوط النظام

وقالت المصادر ذاتها إن “الاحتفالات ستقتصر على إقامة مهرجانات خطابية وندوات سياسية حول تطورات ومستجدات الأزمة السورية التي زادت تعقيداً مع تنامي دور المجموعات الإسلامية الجهادية المتطرفة المحلية والوافدة وتحولها إلى حرب مفتوحة بين السوريين وعلى السوريين، وسيتطرقون إلى أسباب وظروف تعثر الثورة وسيؤكدون على ضرورة تمسك الآشوريين بأرضهم ووطنهم وتحمل مسؤولياتهم الوطنية مع شركائهم في إسقاط الدكتاتورية وبناء سورية الجديدة” وفق ذكرها

وفي تصريح للوكالة الايطالية، قال الباحث السوري المهتم بقضايا الأقليات سليمان يوسف، إن “أوضاع الآشوريين السوريين تزداد قتامة، وتزداد فصول المأساة السورية التي تسبب بها نظام قمعي عقاباً لشعب انتفض وثار لأجل حريته وكرامته، وحيال هكذا أوضاع آشورية ومأساة وطنية غير مسبوقة في تاريخ سورية القديم والحديث، لم يعد لدى السوريين وقتا ومكانا للفرح والبهجة” حسب قوله

وأضاف يوسف “بهذه المناسبة يجدد الآشوريون السوريون مطالبتهم، ليس النظام الحالي المتهاوي والزائل فقط، وإنما الحكم الجديد الآتي، بالاعتراف الدستوري بالآشوريين السوريين (سرياناً/كلداناً) كشعب سوري أصيل، وحل القضية الآشورية حلاً وطنياً ديمقراطياً عادلاً، وإقرار عيد أكيتو عيداً وطنياً لكل السوريين باعتباره جزءاً من التراث الحضاري الوطني التاريخي”، وشدد على وجود “حاجة وطنية سورية وآشورية لاختيار بطريرك جديد سوري الهوية والانتماء والجنسية ملتصق بالشعب ومعايش لهمومه ومناصر لثورته”، وأعرب عن أمله أن يعمل خليفة البطريرك زكا عيواص “على تحرير الكنيسة السريانية من هيمنة ووصاية السلطات السورية ويعيد لها دورها الوطني الذي تميزت به عبر تاريخها الطويل” وفق قوله

ويرتبط عيد أكيتو بتجدد دورة الحياة والخصوبة في الطبيعة، ويتميز بطقوس وتقاليد مستمدة من التراث الأكادي البابلي، وله دلالات ميثيولوجية وفلسفية وإنسانية وعقائدية لدى المشرقيين عموماً، تتمحور حول تجدد الحياة وانتصار آلهة الخير والحرية على آلهة الشر والموت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى