أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 14 تشرين الأول 2015

 

بوتين يتهم أميركا بـ «التشوش الذهني»

موسكو – رائد جبر

لندن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم تعاون الولايات المتحدة لحل النزاع السوري، معتبراً أن واشنطن مصابة بـ «تشوش ذهني»، بالتزامن مع مضاعفة الطيران الروسي غاراته على مناطق المعارضة في سورية، وفي المقابل، كان لافتاً قول مسؤولين تركيين إن أنقرة حذّرت موسكو وواشنطن من أنها لن تسمح للأكراد بتحقيق مكاسب في شمال سورية قرب الحدود التركية.

ميدانياً، استمرت المعارك العنيفة بين قوات النظام وحلفائه وبين فصائل المعارضة في المناطق الفاصلة بين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وسط تقارير عن وصول تعزيزات ضخمة للمعارضة للمساعدة في صد الهجوم المدعوم بغطاء جوي روسي. وبدت المعارك أشبه بكر وفر، إذ ما يكاد النظام يقتحم منطقة ما، مثلما حصل أول من أمس في كفرنبودة في ريف حماة، حتى تسارع المعارضة إلى طلب تعزيزات تساعد في طرد القوات المهاجمة. وقال ناشطون ميدانيون أمس، إن فصائل المعارضة عززت الجبهات في الساعات الأخيرة بعناصر من شمال غربي سورية وبينهم مئات من التركستان والشيشان، كما تم تعزيز الدفاعات بكميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع أميركية الصنع. كما أعلن «جيش الفتح» الذي يضم فصائل أبرزها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، الانضمام إلى معركة حماة، قائلاً إنه بدأ «غزوة» لتحرير هذه المحافظة أيضاً والمساعدة في التصدي لهجوم النظام.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس، إن طائرات أميركية وروسية حلقت على مسافة قريبة جداً بعضها من بعض فوق سورية يوم السبت، ما يؤكد ضرورة حصول تنسيق لتفادي حصول حادث عرضي.

وفي موسكو، أكدت الحكومة الروسية أن انخراطها في العمليات العسكرية في سورية لا يعني تخليها عن العملية السياسية، واقترح الرئيس فلاديمير بوتين إرسال «وفد كبير» برئاسة رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف إلى واشنطن لإجراء «بحث جدي للتسوية السياسية في سورية». وأعرب بوتين، خلال مشاركته أمس في منتدى استثماري، عن قلق بلاده بسبب برامج واشنطن لتسليح المعارضة السورية، وقال إنه «لا توجد ضمانات بألا تصل تلك الأسلحة إلى إرهابيي تنظيم داعش».

وعلى رغم انتقاده تعامل واشنطن مع الوضع في سورية و «عدم استجابتهم لدعواتنا للتعاون ضد الإرهاب»، إلا أن بوتين قال إنه «غير راض عن اقتصار النقاش مع الأميركيين على الجوانب العسكرية في سورية لتفادي الصدام»، وأعرب عن استعداده لإرسال «وفد كبير برئاسة مدفيديف مهمته تقريب وجهات النظر والبحث عن تسوية في سورية».

لكن بوتين وجّه في الوقت ذاته انتقاداً شديداً للغربيين بسبب موقفهم من سورية، وقال: «الآن، غالباً ما نسمع أننا نقصف الأهداف الخطأ وليس داعش»، موضحاً أن واشنطن رفضت طلب موسكو مناقشة لائحة بالأهداف التي يجب ضربها في سورية. وزاد: «اعتقد أن بعض شركائنا مصاب بتشوش ذهني. ليس لديهم أي فهم واضح عما يجري حقيقة وما هي الأهداف التي يسعون الى تحقيقها».

في الأثناء، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن إطلاق العملية العسكرية الروسية في سورية لا يعني التخلي عن العملية السياسية لتسوية النزاع، وقال خلال لقاء مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إن دعم جهود الأخير «يصبح أمراً أكثر إلحاحاً». وأضاف أنه «في الوقت الراهن، حين أصبح التوافق حول تمثيل المعارضة السورية في المفاوضات مع دمشق يلوح في الأفق، هناك من يقول إن عملية سلاح الجو الروسي تعرقل العمل السياسي. لكنني واثق من أن المراقبين الموضوعيين يرون بوضوح أن مثل هذا الربط يحمل طابعاً اصطناعياً». ووصف دي ميستورا محادثاته مع لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف بأنها «مفيدة»، وقال إنها تركزت على سبل إعطاء دفعة جديدة للعملية السياسية في سورية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الطيران الروسي قصف 86 «هدفاً إرهابياً» في سورية في الساعات الـ24 الماضية، ما يشكّل رقماً قياسياً للضربات في يوم واحد منذ بدء التدخل العسكري الروسي في 30 أيلول (سبتمبر). وفي الأيام الأولى لتدخله العسكري في سورية، تحدث الجيش الروسي عن ضرب نحو عشرين هدفاً في اليوم، وبلغ في نهاية الأسبوع الماضي 50 هدفاً في اليوم.

وفي أنقرة، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين كبيرين، أن تركيا حذرت الولايات المتحدة وروسيا من أنها لن تقبل أن يحقق فصيل كردي مكاسب على الأرض قرب حدودها في شمال غربي سورية. وقال مسؤول متحدثاً عن إمكان عبور قوات كردية سورية نهر الفرات لتوسع نطاق سيطرتها في مناطق على الحدود التركية انطلاقاً من كردستان العراق صوب مناطق ساحلية مطلة على البحر المتوسط: «هذا خط فاصل بالنسبة إلينا. لا مزاح في هذا».

 

روسيا تكثف الغارات… وقذائف على سفارتها في دمشق

موسكو – رائد جبر , لندن، بيروت، أنقرة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الطيران الروسي قصف 86 «هدفاً ارهابياً» في سورية في الساعات الـ 24 الماضية ما يشكل رقماً قياسياً للضربات في يوم واحد منذ بدء التدخل العسكري الروسي، في وقت سقطت قذائف على السفارة الروسية في دمشق. وقتل وجرح عشرات بقصف على سوق شعبية شرق دمشق.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «استشهد 12 شخصاً على الأقل بينهم طفلان اثنان وأصيب عشرات آخرون بجروح جراء غارت لطائرات حربية على مناطق في بلدة عين ترما بغوطة دمشق الشرقية»، مضيفاً: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود معلومات عن 3 شهداء آخرين على الأقل أحدهم مقاتل ووجود جرحى بحالات خطرة».

كما اغتال مسلحون مجهولون بطلقات نارية عدة قاضياً سابقاً في «القضاء الموحد بالغوطة الشرقية»، على الطريق الواصل بين بلدتي مسرابا وحمورية بالغوطة الشرقية، حيث كان قد ترك العمل القضائي منذ نحو شهرين مبرراً ذلك بـ «عدم استقلالية القضاء وشفافيته وتسلط البعض عليه وعدم ترك المجال لنزاهة القضاء»، بحسب «المرصد».

وكان الجنرال ايغور كوناشنكوف الناطق باسم الوزارة ان «القاذفات التكتيكية سوخوي-24 وطائرات سوخوي-24 ام وسوخوي-25 اس ام نفذت 88 طلعة جوية لضرب اهداف في محافظات الرقة وحماة وإدلب واللاذقية وحلب».

في دمشق، سقطت قذيفتان داخل حرم السفارة الروسية في دمشق اثناء بدء تجمع متظاهرين امامها دعماً لتدخل موسكو العسكري في سورية، وفق ما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» في المكان.

وقال المصدر ان قذيفتين سقطتا داخل حرم السفارة القائمة في حي المزرعة في العاصمة بفارق دقائق فيما كان نحو 300 شخص بصدد التجمع أمامها لبدء تظاهرة شكر لموسكو على تدخلها العسكري الى جانب قوات النظام في سورية.

وسقطت القذيفتان حين كان العشرات من المتظاهرين يرفعون الاعلام الروسية وصور الرئيس فلاديمير بوتين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «سقطت قذيفتان على اراضي السفارة، إحداهما بالقرب من ملعب رياضي والأخرى على سقف مبنى سكني»، مؤكداً عدم سقوط جرحى.

ووصف لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الرواندي لويس موشيكيوابو الحادث بأنه «اعتداء ارهابي»، مشيراً الى ان السلطات الروسية بالتعاون مع نظيرتها السورية «تحاول تحديد المسؤولين».

وعلى رغم حالة الرعب بين صفوف المتظاهرين جراء سقوط القذيفتين، اطلق عدد منهم هتافات مؤيدة لبوتين مرددين «بالروح بالدم نفديك يا بوتين» وأخرى مماثلة مؤيدة لروسيا والرئيس السوري بشار الأسد.

وافاد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن بأن «القذائف أطلقت من مواقع الفصائل الاسلامية المتحصنة عند أطراف العاصمة».

ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف والمستمر منذ عام 2011 منعطفاً جديداً مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت انها تستهدف «المجموعات الارهابية»، في حين تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة.

وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مقر السفارة الروسية لسقوط قذائف، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية إطلاق قذائف على حرم سفارتها في 20 أيلول (سبتمبر). وفي أيار (مايو) قتل شخص بسقوط قذيفة هاون في مكان قريب. كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح عندما سقطت قذائف هاون ايضاً في حرم السفارة في نيسان (أبريل).

وأفاد «المرصد»: «نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارتين على الجهتين الشرقية والغربية من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، كما قصفت قوات النظام مناطق في قرية كنيسة نخلة بالريف الشرقي لجسر الشغور، من دون معلومات عن خسائر بشرية، فيما نفذت طائرات حربية، غارة على مناطق في قرية تل السلطان بالريف الشرقي لمدينة إدلب، ما أدى الى استشهاد رجل وإصابة آخرين بجروح».

وقال قائد عسكري في الجيش النظامي السوري الإثنين إن الجيش استعاد عدداً من القرى بشمال محافظة اللاذقية مدعوماً بضربات جوية روسية. وأضاف المسؤول العسكري إن الجيش استعاد السيطرة على قرى جب الاحمر وكفر دلبة وجورة البطيخ ورويسة خندق خامو وانه يواصل تقدمه ويستعيد السيطرة على الحدود الجنوبية الشرقية من قرية سلمى.

وكان الجيش السوري أعلن منذ أيام عن شن هجوم كبير على عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة مدعوماً بضربات جوية روسية.

في المقابل، قصفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة مناطق في قريتي غور العاصي وقبيبات العاصي بريف حمص الشمالي، والخاضعتين لسيطرة قوات النظام، فيما جددت قوات النظام قصفها مناطق في قرية الغنطو بريف حمص الشمالي وأنباء عن إصابات، كذلك تعرضت مناطق في مدينة تلبيسة لقصف من قبل قوات النظام، وسط فتحها نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة، ولم ترد حتى الآن معلومات عن خسائر بشرية.

وأوضح «المرصد» أمس انه «قتل عنصر من قوات النظام من مدينة جبلة في اشتباكات مع الفصائل الإسلامية بمدينة حلب، كما تدور اشتباكات في محيط منطقة سلمى في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى من دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن».

الى ذلك، قال الجيش التركي في بيان إن أنظمة صاروخية للدفاع الجوي مقرها سورية تعرضت لطائرات حربية تركية الاثنين، مضيفاً أن وحداته اتخذت «الرد اللازم» من دون ذكر المزيد من التفاصيل.

ومثل هذه الحوادث تقع يومياً تقريباً قرب حدود تركيا مع سورية الممتدة على 900 كيلومتر مما يزيد التوترات ويثير قلق حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يضم تركيا.

 

إغلاق مطار اللاذقية أمام السوريين

قال «المرصد» أن مطار حميميم أو ما يعرف بـ «مطار باسل الأسد الدولي»، أغلق من قبل سلطات النظام والقائمين عليه. وأكدت مصادر أن الجزء المستحدث من مطار حميميم يستخدم من قبل الطائرات الروسية في عمليات الإقلاع والهبوط التي تتوجه الطائرات منها، لقصف المناطق السورية، فيما يستخدم الجزء القديم من المطار من قبل القوات الإيرانية، التي تقوم بنقل الآلاف من عناصرها إلى المطار الواقع بمنطقة جبلة بريف اللاذقية للمشاركة في المعارك المستمرة منذ أيام بدعم من الطائرات الروسية في ريف حماة الشمالي الغربي وريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وجبال اللاذقية.

على صعيد متصل، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 7 عدد عناصر «حزب الله» اللبناني الذين قتلوا في معارك بريف حماة الشمالي وأصيب أكثر من 20 آخرين منهم بجروح، ومن ضمن القتلى القيادي البارز في الحزب حسن حسين الحاج، الذي يعد ثاني أكبر شخصية قيادية في «حزب الله» تقتل في سورية بعد اغتيال القيادي البارز في «حزب الله» اللبناني عماد مغنية في شباط من العام 2008».

وكان «المرصد» أفاد في منتصف الشهر الماضي أن القوات الروسية «تعمل على إقامة مدرج طويل في منطقة مطار حميميم، بريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، قادر على استقبال طائرات كبيرة الحجم، فيما تمنع الجهات الروسية القائمة على إنشاء المدرج، أي جهة سورية مدنية أو عسكرية، من الدخول إلى منطقة المدرج». كما اشار الى أن السلطات الروسية «تعمل على توسيع مطار الحميدية الزراعي، الواقع في جنوب محافظة طرطوس، فيما شهد مطار حميميم، في الأسابيع الأخيرة، قدوم طائرات عسكرية محملة، بمعدات عسكرية إضافة الى مئات المستشارين العسكريين والخبراء والفنيين الروس».

 

تفاهم أوروبي – أردني لصد تدفق اللاجئين السوريين

عمان، وارسو، برلين – «الحياة»، أف ب، رويترز

كشفت مصادر أردنية رسمية النقاب لـ «الحياة» عن التوصل إلى تفاهمات رسمية مع قيادات أوروبية نشطت زياراتها للعاصمة عمّان خلال الأسابيع القليلة الماضية، لرفع وتيرة التدابير اللازمة للإبقاء على اللاجئين السوريين في الأردن، منعاً لتدفقهم إلى القارة العجوز.

تلك التفاهمات توّجت مرحلياً، بإعلان رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور ونظيره الفرنسي مانويل فالس عن 3 مشاريع تنموية حيوية، إلى جانب تجديد اتفاق عسكري يعيد تموضع قوات كل من البلدين لتسهيل المهمة المشتركة في محاربة الإرهاب وضرب «داعش» في سورية. كما أعلنت بريطانيا أول من أمس، حزمة دعم عسكري جديد للأردن بقيمة 3.84 مليون دولار أميركي، إلى جانب استمرار تدفق مساعدات ومنح أوروبية. وأكد مصدر سياسي رفيع لـ «الحياة» أن قادة أوروبيين «ناقشوا عن كثب» أخيراً مسألة «مكافحة اللجوء السوري إلى أوروبا»، فيما لم تتردد الحكومة الأردنية في أكثر من مناسبة في شرح «الضغط الاقتصادي الكبير المترتب جراء استضافة أكبر موجة لجوء إنساني، لن يُكتَب لها الحل في المدى المنظور».

ويشير المصدر الأردني الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ «الحياة» إلى أن بلاده «تعيش اليوم ظروفاً اقتصادية – سياسية صعبة، فهي لا تستطيع الدعوة علناً إلى تأمين شروط الحياة الاقتصادية والاجتماعية للاجئين السوريين بمفهوم يعكس بعداً من أبعاد التوطين الاقتصادي لهم، كما لا تستطيع غض النظر عن تفاقم أوضاع اللاجئين المعيشية سوءاً، ما يدفعهم باتجاه الانتماء للتنظيمات الإرهابية».

وأكد المصدر ذاته أن الأوروبيين يجدون في الأردن فرصة آمنة لتحسين شروط إقامة اللاجئين السوريين اقتصادياً، خصوصاً في ظل قدرة المملكة على تأمين حدودها من تداعيات الحرب السورية.

يأتي ذلك، في وقت تسجل فيه أرقام اللاجئين السوريين العائدين لبلادهم تذبذباً لافتاً، يترافق مع تشاؤم رسمي أردني «من ضآلة الأرقام المحتملة للعائدين من اللاجئين السوريين إلى وطنهم حتى وإن وضعت الحرب أوزارها في سورية» وفقاً لمصدر سياسي رفيع.

وأعلن المصدر في حديثه لـ «الحياة» بأن أرقام دراسات دولية تفيد بأن نحو 35 في المئة منهم فقط سيعودون، فيما سيبقى 65 في المئة في دول اللجوء، ما يدفع بلاده للترحيب بـ «التنمية الأوروبية» لمصلحة اللاجئين السوريين، التي ستستفيد منها حتماً مناطق أردنية.

من جهة أخرى، أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود «فرونتكس» أمس، أن أكثر من 710 آلاف مهاجر دخلوا الاتحاد الأوروبي بين 1 كانون الثاني (يناير) و30 أيلول (سبتمبر) هذا العام مقابل 282 ألفاً خلال السنة الماضية بكاملها.

وقالت «فرونتكس» في بيان «إن العدد الاجمالي للمهاجرين الذين عبروا الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في الأشهر التسعة الأولى من العام تجاوز 710 آلاف، وكانت الجزر اليونانية في بحر ايجه الأكثر تضرراً بفعل ضغط هجرة كثيف». وأضاف البيان أن «الجزر اليونانية وخصوصاً ليسبوس لا تزال عرضةً لضغط هجرة كثيف مع 350 ألف وافد رُصِدوا بين كانون الثاني (يناير) وأيلول (سبتمبر)»، موضحاً أن اللاجئين السوريين يشكلون المجموعة الأبرز.

إلى ذلك، أقر وزير المال الالماني وولفغانغ شويبله أمس، بأنه «يجهل» ما اذا كانت الموازنة الفيديرالية الألمانية ستكون متوازنة العام المقبل، الأمر الذي سيسعى إلى تحقيقه رغم إنفاق البلايين على المهاجرين. وقال الوزير المحافظ أمام مؤتمر لصانعي الآلات في برلين: «نريد تحقيق (هذا الهدف) من دون ديون جديدة اذا كان ذلك ممكناً».

وتمكنت ألمانيا العام الماضي، للمرة الأولى منذ عام 1969، وقبل سنة مما كان متوقعاً، من إحداث توازن في موازنتها الفيديرالية، من دون أي ديون جديدة على الدولة. لكن الدولة الفيدرالية تواجه نفقات غير متوقعة ببلايين اليورو، في وقت تتوقع ألمانيا نحو مليون طلب لجوء هذا العام.

واعتبر شويبله أن مجيء هذا العدد الكبير من المهاجرين يشكل «التحدي الاكبر بين غالبية الأمور التي واجهناها في الاعوام الـ65 الماضية»، وينطوي على «خطر هائل محتمل» على المالية العامة، لكنه أكد: «إننا نستطيع وسنتجاوز هذا التحدي».

ووعدت الحكومة بمساعدات ببلايين اليورو للبلديات والمقاطعات الاقليمية المكلفة استقبال واسكان المهاجرين. وأوضح شويبله أن الدولة ستدفع مساعدة فردية لكل طالب لجوء «لوضع حد لشكاوى» المجموعات.

تزامناً، أعلنت ناطقة باسم وزارة الداخلية الالمانية أن برلين ستبقي الرقابة على حدودها التي اعتمدتها في منتصف ايلول الماضي، لمواجهة تدفق اللاجئين، حتى 31 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل.

 

استعدادات سورية – روسية – إيرانية لبدء هجوم واسع على حلب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمني سوري أن الجيش النظامي سيشن هجوما برياً على حلب قريباً، ونسبت الوكالة الى مسؤولين عسكريين إيرانيين أن الآلاف من الجنود الايرانيين سيشاركون في هذا الهجوم تحت غطاء جوي روسي.

ولليوم السابع واصل الجيش السوري يدعمه مقاتلو “حزب الله” اللبناني هجومه في ريف محافظة حماه تحت غطاء سلاح الجو الروسي الذي أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه نفذ 88 طلعة قتالية وقصف 86 موقعا لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في الساعات الـ24 الاخيرة في سوريا. وفي المقابل كانت فصائل المعارضة تدفع بتعزيزات الى خط الجبهة معتمدة على جماعات جهادية ومستخدمة صواريخ “تاو” المضادة للدروع الاميركية الصنع سلاحاً فعالاً لمواجهة التقدم البري للقوات النظامية وحلفائها.

ولم يشأ اثنان من قادة المعارضة اتصلت بهما “رويترز” أن يؤكدا ما اذا كان المعارضون قد تلقوا صواريخ إضافية منذ بدء الغارات الجوية الروسية، لكنهما قالا إن لدى المعارضة إمدادات “ممتازة” تنشرها على جبهة تمتد مسافة 30 كيلومترا لصد الهجوم البري. إلا أن ناشطين أكدوا أن الإمدادات زادت منذ بدء الغارات الجوية الروسية في 30 ايلول.

وفي وجود الدعم الجوي الروسي والمساعدة من مقاتلي “حزب الله” اللبناني والجنود الإيرانيين، يحاول الجيش السوري إخراج مقاتلي المعارضة من المناطق الغربية وهي ضرورية لاستمرار الرئيس بشار الأسد، كما استعاد عدداً من البلدات في محافظتي حماه واللاذقية.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن هناك معركة تدور للسيطرة على بلدة كفرنبودة في محافظة حماه التي قال الجيش إنه سيطر عليها الاثنين. وأضاف أن ما لا يقل عن 25 رجلاً من القوات الحكومية قتلوا.

وصرح احمد السعود قائد “الفرقة 13” وهو فصيل مدعوم من الخارج يقاتل تحت مظلة “الجيش السوري الحر” إن البلدة تمثل الطرف الغربي لخط الدفاع الذي نشر مقاتلو المعارضة فيه اكثر من عشر منصات لإطلاق الصواريخ. وأضاف أنها شديدة الفاعلية وتحدث تأثيراً على جيشي روسيا وايران والجيش السوري. ووصف أوضاع الأسلحة والذخيرة المتوافرة للمعارضة السورية بأنها ممتازة.

ووفرت الدول الأجنبية المعارضة للأسد صواريخ “تاو” الموجهة لعدد من جماعات المعارضة المسلحة من خلال غرفة عمليات في تركيا وهي إحدى دول المنطقة التي تريد رحيل الأسد. ويرى كثيرون أن الصواريخ كان لها دور مهم في التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة في وقت سابق من هذه السنة وهو ما وضع الأسد تحت ضغط.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن مقاتلي المعارضة يستخدمون أعدادا كبيرة من صواريخ “تاو” التي زادت في الأيام الأخيرة وأثبتت فاعليتها.

وأوضح الناشط والمستشار الإعلامي لعدد من جماعات “الجيش السوري الحر” في شمال سوريا ابرهيم الادلبي إن صواريخ “تاو” دمرت عشرات من مركبات الجيش في الأيام الأخيرة، وأن كمياتها زادت في الفترة الأخيرة.

وأعلن “جيش الفتح” الذي يضم جماعات من المعارضة بينها “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وجماعات لمقاتلين من الشيشان ودول أخرى في وسط أسيا، في بيان في حسابه بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي “بدء غزوة تحرير حماه”.

لكن عبد الرحمن قال إن “جيش الفتح” سيواجه صعوبات للتقدم في ظل الغارات الجوية الروسية وهجوم الجيش السوري.

وأرسل الجانبان تعزيزات الى المنطقة. وقالت مصادر مطلعة على التطورات السياسية والعسكرية في سوريا إن “حزب الله” أعاد نشر كل مقاتليه في سوريا للمشاركة في المعركة بشمال غرب البلاد.

وسقطت قذيفتان قرب السفارة الروسية في دمشق بينما كانت تنظم تظاهرة محدودة مؤيدة لموسكو ولكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو حصول اضرار في مبنى السفارة.

 

“داعش” يهدد روسيا

وفي تسجيل صوتي مدته 41 دقيقة تداولته مواقع جهادية، قال الناطق باسم “داعش” ابو محمد العدناني: “ستغلبين بإذن الله يا روسيا”. واضاف: “هبوا يا شباب الاسلام في كل مكان الى جهاد الروس والأميركان. انها حرب الصليبيين على المسلمين، حرب المشركين على المؤمنين”.

ووصف الولايات المتحدة بانها “ضعيفة” و”عاجزة”، مشيراً الى انها “تستجدي روسيا وتسترضي ايران” لتعزيز وضعها في سوريا. كما حمل على الفصائل المقاتلة ضد التنظيم في سوريا، محذرا اياها من محاربة “الخلافة” الاسلامية.

وجاء تصريح العدناني بعد تسجيل صوتي آخر دعا فيه “أمير” “جبهة النصرة” ابو محمد الجولاني الى تكثيف الهجمات على روسيا.

 

اجتماع أميركي – روسي

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن الجيشين الأميركي والروسي سيعقدان اليوم جولة جديدة من المحادثات في شأن السلامة الجوية في الأجواء السورية مع سعي البلدين الى تفادي الاشتباكات العارضة وقت يشنان غارات جوية دون تنسيق هناك.

وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أثناء زيارة لبوسطن: “على رغم أننا لا نزال نختلف على السياسة المتعلقة بسوريا… ينبغي أن نكون قادرين على الأقل على ضمان سلامة طيارينا قدر الإمكان”. وأضاف أن جولات سابقة من المحادثات أحرزت تقدماً لكنه أقر بأنه “لم ينجز شيء”.

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ندّد في كلمة له بمنتدى اقتصادي في موسكو، بعدم تعاون الولايات المتحدة مع روسيا في النزاع السوري، مشيراً الى ان تفكيرها مضطرب.

 

صواريخ «تاو»: التحرش الأول بالعاصفة الروسية

المواجهات داخل سلمى.. و«كتيبة الأتراك» تلتحق بمعركة الغاب

ارتفع عدد الغارات الروسية في إطار «عاصفة السوخوي» الى مستوى قياسي في يوم واحد منذ بداية الضربات في 30 تموز الماضي، حيث وصلت الى 86 غارة خلال 24 ساعة، وذلك بالتزامن مع ظهور ما يمكن تسميته الترجمة الاولى، للمواقف الاميركية التي تحدثت مؤخراً عن قرب بدء تعرّض الروس الى خسائر، وتحول الخطط الاميركية من تدريب «المعارضة المعتدلة»، الى خيار إلقاء السلاح الى فصائل مختارة وفق معايير مجهولة، وظهرت تجلياتها بانتشار صواريخ «تاو» الاميركية المضادة للمدرعات بكثافة غير معهودة عبّر عنها احد قادة المسلحين بالقول، مشيراً الى واشنطن والرياض وأنقرة، «لدينا شيك مفتوح بها».

صحيح أن صواريخ «تاو» لا يمكنها تعطيل حركة مقاتلات «السوخوي» في السماء السورية، لكنها كتحرّش أولي بإمكانها التشويش على مفاعيله الميدانية على الأرض السوري، من خلال استهداف تحركات القوات السورية والحلفاء وهجماتهم خصوصاً في ظل المعارك الدائرة حالياً في ارياف حماه وادلب واللاذقية وحلب.

وبدا واضحا ان هذه النقطة اصبحت تحظى باهتمام روسي كبير عبّر عنها بالامس كل من الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، وهما بالاضافة الى اتهامهما الولايات المتحدة بتسليح فصائل مشبوهة الولاء والعقيدة، حمّلا الإدارة الاميركية مسؤولية تعثّر التنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب بالتأكيد على ان واشنطن تلقت العديد من المقترحات التفصيلية من جانب موسكو للتعاون في مكافحة الارهاب في سوريا، او البحث عن مسارات سياسية، لكن الاميركيين لم يظهروا تعاونا حتى الان.

وجاء ذلك غداة اعلان واشنطن عن قيام الطائرات الأميركية بإلقاء 50 طناً من الذخيرة والأسلحة إلى فصائل مسلحة في سوريا، فيما كانت طائرات «السوخوي» تشن أعنف الغارات على مواقع «داعش»، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن الطيران قصف 86 «هدفا إرهابيا» في الساعات الـ24 الماضية، ما يشكل رقما قياسيا للضربات في يوم واحد منذ بدء التدخل العسكري الروسي في 30 أيلول.

وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال أيغور كوناشينكوف إن «طائرات سوخوي نفذت 88 طلعة جوية لضرب أهداف في محافظات الرقة وحماه وادلب واللاذقية وحلب»، مضيفاً أن الطائرات دمرت بشكل خاص مراكز قيادة ومخازن ذخيرة وأسلحة وآليات عسكرية ومشاغل لصنع متفجرات ومعسكرات تدريب تابعة لتنظيم «داعش».

وتواصلت الاشتباكات في قرية سلمى في ريف اللاذقية، والتي تحولت إلى حرب شوارع، بعد نجاح الجيش السوري في السيطرة على كتل أبنية في طرفها الجنوبي والتثبيت فيها، كما أفشل هجوما مضادا ضد قرية دورين. وأعلن «جيش الفتح»، الذي تشكل «جبهة النصرة» عموده الفقري، في بيان «بدء غزوة تحرير حماه»، داعيا المسلحين إلى أن «يشعلوا الجبهات من داخل محاورهم».

وبعد يوم من كشف صحيفة «واشنطن بوست» عن أن واشنطن والرياض زودتا المسلحين بصواريخ «تاو»، وان برنامج تزويد المقاتلين بصواريخ «تاو» هو أحد البرامج السرّية التي تديرها وكالة الاستخبارات الأميركية في سوريا منذ نحو عامين، ويقضي بإرسال شحنات، معظمها يخرج من مخازن السعودية، عبر الحدود التركية إلى سوريا، قال مسلحون و»المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المجموعات تنشر المزيد من الرجال والأسلحة، بما في ذلك عدد كبير من صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدبابات، للتصدي لهجمات الجيش السوري في ريف حماه.

وقال احمد السعود، المتحدث باسم «الفرقة 13»، إحدى الفصائل في ريف حماه الشمالي، لوكالة «فرانس برس»، إن «صواريخ تاو تصل إلى الفرقة منذ سنة»، مؤكداً أن «ما نريده يعطوننا إياه» في إشارة إلى الدول الداعمة للمسلحين.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «تلقت الفصائل المقاتلة وبينها الفرقة 13، صواريخ تاو بكثافة خلال الأيام الأربعة الماضية». ونقل عن احد قادة الفصائل قوله للمسلحين «إذا ظهر عليكم أي عسكري اضربوه بصاروخ تاو، فلدينا شيك مفتوح بها»، فيما أشار المتحدث باسم لواء «فرسان الحق» احمد الشهوب إلى أن مجموعته تحصل على «هذه الصواريخ من ألموك» في إشارة إلى غرفة العمليات في عمان.

وأحجم اثنان من قادة المجموعات المسلحة، اتصلت بهما وكالة «رويترز»، عن تأكيد ما إذا كانوا قد تلقوا صواريخ إضافية منذ بدء الضربات الجوية الروسية، لكنهما ذكرا أن لدى الفصائل إمدادات «ممتازة»، وتنشرها على امتداد جبهة تمتد لمسافة 30 كيلومترا لصد الهجوم البري. لكن نشطاء قالوا إن الإمدادات زادت منذ بدء الضربات الجوية الروسية في 30 أيلول.

وقال الناشط ابراهيم الادلبي إن «صواريخ تاو دمرت عشرات من مركبات الجيش في الأيام الأخيرة»، مضيفاً أن «كمياتها زادت في الفترة الأخيرة».

وعلمت «السفير» أن «كتيبة الأتراك» في «جبهة النصرة» دخلت على خط المعارك في سهل الغاب، كجزء من التعزيزات التي أرسلها «جيش الفتح» لوقف انهيار قواته في المنطقة بعد تقدم الجيش السوري وسيطرته على البحصة وتهديده بالتقدم على محور المنصورة ـ تل واسط ـ الزيارة. (تفاصيل صفحة10)

وفي الرياض، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، أن موقف السعودية بشأن سوريا لم يتغير، وإنه لا مستقبل للرئيس بشار الأسد فيها. وقال «في ما يتعلق بموقف السعودية تجاه سوريا وتجاه وضع الأسد بالتحديد، ما في تغير. من بداية الأزمة موقف المملكة أن بشار هو سبب المشكلة في سوريا، وقتل مئات الآلاف من شعبه وشرد الملايين من الشعب السوري الشقيق ودمر البلد بأكمله، وأنه لا مستقبل له في هذا البلد وهذا الموقف لم يتغير».

من جانبه، دعا فابيوس روسيا إلى استخدام نفوذها لإيقاف استخدام القوات السورية لـ»البراميل المتفجرة»، معلناً أن باريس تريد ضمان أن تظل المؤسسات السورية قوية وعدم حدوث مزيد من الفوضى في سوريا.

وكان مصدر سعودي اعتبر، أمس الأول، أن «التدخل الروسي في سوريا سيدخلهم في حرب طائفية»، مضيفاً «سيواصل السعوديون تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا».

بوتين

وقال بوتين، أمام منتدى للاستثمار في موسكو، «أريد أن أشدد على أننا لا نسعى للزعامة في سوريا بأي شكل من الأشكال. ويمكن أن يكون في سوريا زعيم واحد فقط، وهو الشعب السوري. نحن نسعى إلى المساهمة بقسطنا في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية والعالم برمته».

وشدد على أن «الجانب الروسي يواصل بذل جهوده بإصرار من أجل توحيد الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، لكي تكون نتائج تلك الجهود واضحة، ولكي تساهم فعلا في تحقيق الهدف وهو القضاء على الإرهاب الدولي».

ودعا بوتين إلى «رفع الجهود على المسار السوري إلى مستوى أكثر موضوعية مع التركيز على العملية السياسية»، مؤكداً «استعداد روسيا لمثل هذا العمل»، لكنه أشار إلى أن «موسكو لم تتلق حتى الآن ردا أميركياً على اقتراحاتها بهذا الشأن». وكشف أنه «سبق أن عرض على الأميركيين إرسال وفد رفيع المستوى، برئاسة رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف، إلى واشنطن لبحث تحديات الأزمة السورية، ويجب أن يضم مثل هذا الوفد نواباً لرئيس هيئة الأركان الروسية وممثلي وكالات الاستخبارات».

وأقر بأن «الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول مكافحة الإرهاب تجري حاليا على مستوى العسكريين، وهذا النطاق غير كاف». وأعلن أنه «اقترح على الأميركيين والأوروبيين عقد لقاء خاص لسوريا في موسكو على مستوى عسكري وسياسي رفيع المستوى، لكن لم أتلقَ حتى الآن ردا». وقال «إذا كنا نريد من جهودنا أن تكون فعالة، فعلينا ألا نكتفي بتوجيه الضربات الصاروخية، بل يجب التوصل إلى تسوية سياسية، وهو هدف يتطلب منا تشجيع القوى الموجودة داخل البلاد على العمل المشترك».

واعتبر بوتين أن «عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والذي يشن غارات على أراضي سوريا منذ أكثر من عام، لم تحقق نتائج تذكر». وقال «لقد نفذوا أكثر من 500 ضربة في أراضي سوريا، وأنفقوا، حسب البيانات الرسمية فقط، نصف مليار دولار على تدريب الجيش السوري الحر. كما أنهم أعلنوا مؤخرا عن إلقاء كميات من الذخيرة والعتاد من طائرات لدعم الجيش الحر. لكن أين هذا الجيش الحر؟ أين الضمانات بأن هذه الذخيرة والعتاد لن تقع مجدداً في أيدي إرهابيي داعش، كما حدث أثناء تدريب قوات أخرى للمعارضة السورية؟».

ونفى بوتين الاتهامات الغربية الموجهة إلى روسيا بأن عمليتها العسكرية تستهدف «المعارضة المعتدلة» وليس «داعش». وأوضح أن «الجانب الروسي طلب من شركائه تسليمه إحداثيات الأهداف الإرهابية في سوريا، لكن الدول الغربية رفضت بذريعة أنها غير مستعدة لذلك. ولذلك طلبت موسكو من واشنطن مؤخرا تزويدها بالمعلومات عن الأهداف التي لا يجوز أن تضربها الطائرات الروسية، لكن الأميركيين رفضوا مرة أخرى».

وندد بوتين بعدم تعاون الولايات المتحدة مع روسيا في النزاع السوري، مشيرا إلى أن تفكيرها مضطرب. وقال «اعتقد أن بعض شركائنا مصابون بتشوش ذهني، ليس لديهم أي فهم واضح عما يجري حقيقة وما هي الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها».

لافروف ودي ميستورا

وقال لافروف، خلال لقاء مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في موسكو، «أكدنا أكثر من مرة أن حملتنا، التي جاءت رداً على طلب الحكومة السورية، لا تعني جعل العملية السياسية تدخل طي النسيان. على العكس، إننا نلاحظ أن دعم جهودكم يصبح أمرا أكثر إلحاحا». وأضاف «في الوقت الراهن، حين أصبح هناك توافق (حول تمثيل المعارضة في المفاوضات مع دمشق) يلوح في الأفق من يقول إن عملية سلاح الجو الروسي تعرقل العمل السياسي. لكنني واثق من أن المراقبين الموضوعيين يرون بوضوح أن مثل هذا الربط يحمل طابعا اصطناعيا».

وتابع «في النهاية تعتمد عملية سياسية على كيفية تنسيقنا على الأرض في وجه الإرهاب. وفي العملية السياسية ندعم دي ميستورا ونواصل المحاولة لدفع الأميركيين وغيرهم من الشركاء في المنطقة لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها».

وأكد لافروف أن موسكو لا تشكك في أن جزءا كبيرا من الأسلحة التي تقدمها واشنطن للمسلحين يقع في أيدي الإرهابيين. ولفت إلى أن وقوع سيارات من طراز «تويوتا» في قبضة «داعش» يعد قضية خطيرة جدا. وقال «أعلنت الولايات المتحدة أنها غيرت رؤيتها لدعم المعارضين، وقررت إسقاط الذخيرة لهم بدلا من تدريبهم. لكن إلى أين ستذهب كل هذه الذخيرة: ألا ستلحق بسيارات الجيب التي وقعت في أيدي داعش؟».

وقال «تطلب موسكو منذ أيام من شركائنا الغربيين المساعدة في فتح قوات الاتصال بالمعارضة السورية المعتدلة، لكنها لم تتلق حتى الآن أية معلومات دقيقة بهذا الشأن. وعدونا بالمساعدة، وفي البداية تحدثوا عن الجيش السوري الحر لكنهم لم يقولوا من يمثله. أما الآن، فيتحدثون عن تحالف قوى سوريا الديموقراطية. درسنا قائمة المشاركين في هذا التحالف ولاحظنا فيه تنظيمات سبق لها أن تعاونت مع الدولة الإسلامية».

واعتبر لافروف أن قصف السفارة الروسية في دمشق بقذائف هاون، أثناء مسيرة تأييد لعمليات سلاح الجو الروسي، «عملاً إرهابياً يرمي إلى تخويف المناضلين ضد الإرهاب الدولي».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

الضابط العلوي الوحيد العامل مع المعارضة السورية في محافظة درعا يعود إلى النظام السوري ومصادر تتحدث عن اختطافه

سلامي محمد

درعا ـ «القدس العربي»: عاد الضابط العلوي الوحيد العامل مع المعارضة المسلحة النقيب حسين الأحمد الذي كان يشغل منصب قائد أركان «فرقة العشائر» في المعارضة المسلحة بمحافظة درعا جنوب سوريا إلى أروقة النظام السوري، بعد قرابة أربعة أعوام من عمله مع المعارضة بُعيد أسره على يدها، في حين تحدثت «فرقة العشائر» التي ينتسب إليها النقيب عن اختطافه من قبل عملاء يعملون لصالح النظام ضمن المعارضة وتسليمه له.

مصدر خاص رفض الكشف عن اسمه، قال لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، النقيب الأحمد ينحدر من مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد، وقد عاد قبل عدة أيام فقط إلى مدينة ازرع مصطحبا معه سيارة دفع رباعي من طراز «تويوتا» مركب عليها سلاح مضاد للطيران من نوع 14.5.

إلا إن «فرقة العشائر» لم تشر في بيان رسمي أصدرته بعد عدة أيام من اختفاء النقيب الأحمد إلى اختفاء أي نوع من أنواع الأسلحة؛ إنما أشارت إلى اختطافه أثناء تنفيذه لدروس التمارين الرياضية الصباحية، وتسليمه للنظام السوري الذي أوعز لأجنداته باختطافه بسبب ما كشفته النتائج الأولية للتحقيقات على حد وصف الفرق.

وأضاف المصدر، عودة النقيب الأحمد إلى النظام السوري جاءت بعد أيام فقط من تقرير مصور لقناة «الجزيرة الفضائية» التي التقت من خلاله مع النقيب الأحمد، وتحدث تقرير القناة الفضائية أن «الضابط العلوي النقيب حسين الأحمد، ضابط سابق في جيش النظام السوري، كان مسؤولا عن حاجز في منطقة اللجا في ريف درعا، لكنه التحق بصفوف المعارضة بعد أسره وأصبح قائدا لفرقة العشائر التابعة للمعارضة في المنطقة»، وكان هذا الظهور هو الظهور الوحيد له على وسائل الإعلام منذ إعلان انشقاقه عن النظام في شريط مصور.

النقيب الأحمد بحسب ما أكده المصدر، كان يتواجد لدى الرائد طلال الخلف الذي شكل فرقة «العشائر»، في حين شغل النقيب العائد للنظام السوري منصب قائد أركان الفرقة، وكان قد شارك النقيب العلوي الوحيد في صفوف المعارضة بعدة دورات تدريبية خارج الأراضي السورية أثناء تواجده على رأس عمله مع النظام السوري.

وثقت المعارضة السورية المسلحة بالنقيب الأحمد بعد فترة من أسره على مدخل مدينة ازرع، حيث اغتنمت المعارضة دبابة من قوات النظام إلا إنها كانت معطوبة، فقام النقيب «الأحمد» بإصلاحها، ومن ثم بدأ مشواره مع المعارضة السورية، بعد فشل كافة الاتصالات مع الفرقة الخامسة التي كان ينتسب لها النقيب، من إجراء عملية تبادل بسبب رفض النظام السوري لفكرة تبادل الأسرى.

في حين ذكرت «فرقة العشائر» عن الحادثة، بأنه تم أسر النقيب من على حاجز «البقعة» في مدينة ازرع في منتصف عام 2012، من قبل كتيبة «الفاروق» التابعة لفرقة العشائر، ثم قامت كتيبة «الفاروق» بإيداعه في السجن ومفاوضة النظام على مبادلة النقيب المذكور بالرائد طلال خلف قائد فرقة العشائر الحالي قبل خروجه من المعتقل؛ إلا أن النظام السوري رفض إجراء أي عملية تبادل.

وأردفت «فرقة العشائر»: لقد قمنا بمعاملته معاملة حسنة، وبعد فترة من الوقت طلب النقيب حسين الأحمد أن يعلن انشقاقه عن قوات النظام السوري وانضمامه إلى صفوف الجيش الحر بعد أن تبينت له حقيقة الثورة، مؤكدة عمله بصيانة الدبابات التابعة للجيش الحر، وتحدثت عن دور كبير له في صيانة قسم كبير منها.

وأضافت الفرقة، لقد شارك النقيب الأحمد في أغلب المعارك ضد النظام، وكان يصرح بشكل دائم عبر وسائل الإعلام ويوجه رسائل لأبناء طائفته، باستغلال النظام السوري للطائفة العلوية من أجل بقائه في السلطة، وأن الثورة للسـوريين على اختـلاف أطيـافهم.

كما نوه البيان الصادر عن «فرقة العشائر» بتعرض النقيب الأحمد إلى عدة محاولات اغتيال أثناء تواجده مع المعارضة السورية المسلحة في محافظة درعا، باءت جميعها بالفشل، متحدثة عن إظهاره للأخلاق الجيدة وحسن التعامل مع الأهالي، وأشار إلى اختطافه مؤخرا وتسليمه للنظام على يد من وصفتهم بـ»أجندات النظام» العاملة داخل المعارضة بهدف استخدامه في الإعلام المضاد للثورة السورية، على حد وصفها.

 

مقتل 8 مدنيين بالقصف الروسي في سوريا

حلب- الأناضول – قتل ثمانية مدنيين، الأربعاء، جراء القصف الروسي على عدة مناطق سكنية، بحلب وإدلب في سوريا.

 

وقال أبو أحمد (أحد أفراد الدفاع المدني في حلب)، إن “الطائرات الروسية أغارت على منطقة سكنية في بلدة حيان الخاضعة للمعارضة السورية، مشيراً إلى مقتل 7 مدنيين، وجرح العشرات جراء القصف الروسي”.

 

وأوضح أبو أحمد “عدم تواجد عناصر تنظيم “داعش” أو أية مجموعات مسلحة في المكان المستهدف”، مفيداً أن “روسيا تقصف المدنيين”.

 

وأكد استهداف الطيران الروسي للمكان “مرة ثانية”، أثناء انتشال الدفاع المدني للضحايا من تحت الأنقاض، و قال “روسيا قصفت فرق الإنقاذ التي تحاول الوصول للناجين تحت الأنقاض”.

 

وفي سياق متصل أورد الناشط عبد الرحمن خضر، في إدلب، مقتل مدني وإصابة 7 آخرين بجروح، جراء القصف الروسي لقرية السلطان، مشدداً أن “روسيا تستهدف المناطق المدنية في إدلب”.

 

ومن جهة أخرى، أفاد شهود عيان، الاربعاء، أن تنظيم “داعش” الإرهابي، زرع ألغاماً على طول حدود جرابلس(شمال حلب) من الجانب السوري، والمقابلة لبلدة “كاركاميش” التابعة لولاية غازي عنتاب التركية.

 

وأورد الشهود مقاطع مصورة بالأجهزة النقالة اقتراب 7 عناصر من التنظيم اثنان منهم امرأتان، من الحدود التركية، وزرعهم ألغاما على طول الحدود من الجانب السوري.

 

تركيا تحذر السفيرين الروسي والاميركي من اي دعم لاكراد سوريا

انقرة – (أ ف ب) – استدعت تركيا سفيري الولايات المتحدة وروسيا لتحذيرهما من تقديم اي مساعدات للقوات الكردية السورية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، كما اعلن مسؤول تركي الاربعاء.

 

وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة فرانس برس “لقد تم استدعاء سفيري الولايات المتحدة وروسيا الى الخارجية الثلاثاء لعرض وجهات نظر تركيا بخصوص حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي السوري الذي تعتبره انقرة مقربا من المتمردين الاكراد الاتراك.

 

زعيم «النصرة»: 5 ملايين يورو لمن يقتل الأسد ونصرالله

15 قتيلا بقصف بالقنابل الفراغية لقوات النظام على ريف دمشق

عواصم ـ وكالات: أعلن «أمير جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني تخصيص مكافأة مالية بقيمة خمسة ملايين يورو لمن يقتل الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.

وقال الجولاني في تسجيل صوتي بث في وقت متأخر الاثنين على مواقع جهادية على الإنترنت «أعرض مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين يورو لمن يقتل بشار الأسد وينهي قصته، حتى لو كان من قومه وأهله ويأمن على نفسه وعياله ونوصله حيث يريد وأنا ضامن له بإذن الله».

كما عرض «مكافأة بقيمة مليوني يورو لمن يقتل حسن نصرالله وحتى لو كان من طائفته وقومه»، متعهدا أيضا بضمان أمنه.

وسأل الجولاني «كم يجب ان تؤخر حقوق المسلمين ويسفك من دمائهم لأجل رجل يعشق سلطانه»، في إشارة إلى الأسد. وقال «دولة تقول يبقى الحاكم وأخرى تقول بزوال الحاكم وثالثة تقول يبقى مرحلة ثم يزول»، مضيفا «فليقتل هذا الحاكم فالسم في رأس الأفعى».

وانتقد الجولاني الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري المستمر منذ عام 2011، محذرا من أن «تتحول القضية من إسقاط نظام كافر ظالم فاسد (…) لتختصر في الدخول في متاهات الحلول السياسية».

ويعد حزب الله اللبناني المدعوم من إيران من أبرز المجموعات المسلحة غير السورية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، ومكنته من تحقيق تقدم ميداني في مناطق عدة.

وقال الجولاني إن التدخل الروسي في سوريا هو بمثابة «إعلان لفشل التدخل الإيراني وحلفائهم من حزب الله وغيرهم».

الى ذلك لقي 15 شخصاً مصرعهم، جراء قصف قوات النظام السوري بلدة عين ترما في ريف العاصمة دمشق.

ووفقاً لمعلومات من مسؤولي المستشفى الميداني، والدفاع المدني في المنطقة، فإن طائرات حربية تابعة لجيش النظام قصفت بالقنابل الفراغية سوقاً مزدحمة في عين ترما، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 30 آخرين بينهم أطفال ونساء.

وذكر المسؤولون أن القصف خلف دماراً هائلاً في المنطقة، فضلاً عن احتراق العديد من الأبنية والمحال التجارية، مع انتشار مخاوف من تزايد عدد القتلى.

 

إسرائيل تقصف بالمدفعية مواقع للجيش السوري

القدس – أ ف ب: أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف بالمدفعية موقعين للجيش السوري في هضبة الجولان، ردا على سقوط صواريخ أطلقت من سوريا صباح الثلاثاء في الجزء المحتل من هضبة الجولان دون وقوع أضرار او إصابات.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «الجيش الإسرائيلي يحمل الجيش السوري مسؤولية هذا الخرق الواضح للسيادة الإسرائيلية».

وقبلها، سقطت صواريخ أطلقت من سوريا في الجزء المحتل من هضبة الجولان دون إيقاع أضرار او إصابات، حسبما أعلن بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش إن هذا «رصاص طائش نتيجة الاقتتال الداخلي الجاري في سوريا».

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011 ساد التوتر مرتفعات الجولان مع ازدياد أعداد الصواريخ وقذائف الهاون التي تصيب الجزء المحتل من قبل إسرائيل.

واحتلت إسرائيل هضبة الجولان (1200 كلم مربع) خلال حرب 1967 وضمتها بعد ذلك في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وإسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا.

 

مقتل الجنرال حسين همداني إشارة إلى إصرار طهران على الدفاع عن نظام الأسد… وبعد تدخل بوتين عاد الحديث عن «الجيش السوري الحر»

تداخل المصالح الأمريكية ـ الروسية مفتاح للحل… ولن تتم هزيمة تنظيم «الدولة» إلا عبر تحالف إقليمي

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يشير مقتل الجنرال الإيراني حسين همداني وهو يؤدي «مهمة» في سوريا الأسبوع الماضي إلى حقيقة مهمة وهي «إصرار» النظام الإيراني على الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد ضد من يراهم «إرهابيون» يتلقون الدعم من الولايات المتحدة والسعودية.

ويعتبر همداني آخر الجنرالات الذين يقتلون في سوريا التي استثمرت طهران بالدفاع عنها مليارات الدولارات وأرسلت إليها عددا من المستشارين العسكريين الذين تقدر عددهم الولايات المتحدة عددهم بحوالي 1.500 ضابط.

وهناك تقارير تقول إنهم أقل من 500 ضابط. فعلى خلاف الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» والمسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الذي تحول إلى «أسطورة» في العراق وسوريا فقد كان الجنرال همداني «نقطة الاتصال» الإيرانية في سوريا.

ومن هنا اعتبر مقتله ضربة لعمليات إيران في سوريا ومحاولاتها الإبقاء على نظام الأسد.

 

إصرار

 

وتقول صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن دخول روسيا العسكري قبل اسبوعين إلى سوريا عزز بطريقة أو بأخرى إصرار الإيرانيين الحفاظ على النظام السوري ومنعه من الانهيار. وكان الإصرار واضحا في كلمة الجنرال أحمد رضا بيردستان، رئيس هيئة الأركان الإيرانية في مراسم تشييع الجنرال، حيث قال إن «استشهاد الحمداني سيقوي من إصرارنا على مواصلة الطريق الذي مشى عليه».

ويعتبر همداني من أعلى المسؤولين رتبة الذين يقتلون وهم يقومون بمهام خارجية منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.

وتبدو أهمية همداني من الحضور العسكري البارز في مراسم تشييعه والشخصيات التي شاركت فيها، وبحسب الجنرال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري «لو لم يكن القائد همداني في سوريا لسقطت دمشق».

وتشير الصحيفة هنا إلى اختلاف وجهتي النظر الأمريكية والإيرانية. وترى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أهمية في الإطاحة بالرئيس الأسد ووقف هجماته على المدنيين بالبراميل المتفجرة.

فيما ترى كل من طهران وروسيا في الحفاظ على النظام السوري حماية لوقوع سوريا في يد الجماعات المتطرفة على شاكلة «تنظيم الدولة» و»القاعدة».

وتشير الصحيفة هنا للمصالح الإيرانية الجيوسياسية في المنطقة والتي تذهب أبعد من تقديم الدعم المالي والعسكري المباشر للنظام السوري.

فـ «حزب الله» اللبناني والجماعة الوكيلة لإيران في المنطقة قدم الدعم العسكري للنظام السوري، خاصة في المناطق الحدودية المهمة مع لبنان. وتريد طهران الحفاظ على ممرات نقل الأسلحة للحزب من سوريا إلى لبنان.

ولهذا السبب دعمت طهران التدخل العسكري في سوريا، حيث رفضت الاقتراحات التي قالت إن الوجود الروسي في سوريا سيؤثر على الدور الإيراني هناك. وبحسب حامد رضا ترغي المحلل السياسي المقرب من القيادة الإيرانية فـ «ليس هناك نزاع مع الروس»، «ولا يوجد تقاسم مهام بيننا، الروس والسوريون، أما نحن الإيرانيين فنعمل في مجال العمليات الميدانية». وترى الحكومة الإيرانية أهمية تقديم الدعم المالي والعسكري لنظام الأسد ومنعه من الانهيار، ولهذا لم ترسل قوات ضخمة من الحرس الثوري لأنها تعتمد على القوات السورية والميليشيات الشيعية من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان. ومع ذلك فطهران مستعدة إن اقتضى الأمر لإرسال قوات إلى سوريا.

ويقول الأستاذ الجامعي في طهران محمد مراندي «لا تشعر إيران بالحاجة لإرسال قوات على الأرض لاعتقادها بأن الجيش السوري يكفي» ولكن إن صعد الأمريكيون والسعوديون فسيزيد الإيرانيون من الدعم مرة أخرى مضيفا أن «سوريا تعتبر خطا أحمر بالنسبة لإيران».

وقال إن الإيرانيين يشعرون بالقلق من الدعم الأمريكي لمقاتلي المعارضة وبعضهم من المتشددين الإسلاميين. مع أن واشنطن تقول إن الدعم الذي تقدمه يذهب إلى جماعات تحققت المخابرات الأمريكية «سي آي إيه» من ملفاتها الأمنية وعدم ارتباطها بالمتشددين.

 

لا دعم شعبيا

 

وتلاحظ «لوس أنجليس تايمز» أن التزام الحكومة الإيرانية بدعم نظام الأسد لا يلقى دعما قويا من الرأي العام الإيراني.

وينقل التقرير عن صانع ملابس قوله «لا تهمني سوريا ولكنني أتابع أخبارها لأنها مهمة للحكومة».

وأضاف «عندما يقتل قادة كبار في سوريا فهذا يعني أن حربا خطيرة تجري»هناك. ومع ذلك فمقتل همداني مهم لعناصر الحرس الثوري الذي اجتمعوا يوم الأحد حول كفن الجنرال وحاولوا لمسه. وأخبر وزير سابق للحرس المشيعيين أن الجنرال خاض 80 عملية في سوريا وعمل في القواعد العسكرية هناك في دمشق وحلب.

وكان الجنرال همداني من قادة الوسط في الحرس وصعد في سلم القيادة رغم أصوله المتواضعة، حيث نال إعجاب قادته، خاصة في أثناء الحرب الإيرانية – العراقية التي انتهت عام 1988. وبعد عقدين من الزمان أشرف الجنرال على عملية قمع الثورة الخضراء عام 2009. وفي مقابلات لاحقة قال الجنرال إنه فخور بالدور الذي لعبه لإحباط «التخريب» كما يصف قادة إيران التظاهرات السلمية.

وعلى ما يبدو فقد بعثت قيادة الحرس الثوري همداني إلى سوريا مع بداية الانتفاضة التي اندلعت عام 2011.

وعرف في سوريا بـ»أبو وهاب» حسبما نقلت عنه صحيفة محلية في بلدته حمدان. على اسم ابنه الذي سماه تيمنا بفارس مسيحي أسلم وقاتل مع الإمام الحسين.

وأكد الجنرال في المقابلة أن «الحرب طويلة» وأن «الحكومة لن تنهار. وإن أخذنا بعين الاعتبار تاريخ سوريا فهناك دائما حرب وسفك دماء».

ولعب همداني دورا في إنشاء قوات الدفاع الشعبي في سوريا. وأشار في مقابلاته أن هذه القوات ترسخ في عقول المشاركين فيها، والذين قال إنهم سنة وشيعة وعلويون ودروز وإسماعيليون، فكرة «الدفاع المقدس» وهي نفسها التي استخدمها الإيرانيون أثناء الحرب مع العراق.

 

حرب بالوكالة

 

وعلى العموم فقد عقد التدخل الروسي في الشأن السوري إلى جانب إيران وحلفائها من الأزمة هناك. ويجري الحديث الآن عن حرب بالوكالة بين القوتين العظميين وإن لم تكن مباشرة.

وفي رد على التصعيد الروسي قامت الولايات المتحدة بعمليات إنزال للذخيرة للمقاتلين السوريين. وأنزل الطيارون الامريكيون 50 طنا منها. فقد رمت مقاتلات سي- 17 119 كيسا تضم رصاصا وقنابل لجماعات المعارضة السورية حسب شبكة «سي أن أن» الأمريكية يوم الإثنين.

وجاء الدعم الأمريكي بعد أيام من إعلان واشنطن عن وقف برنامج التدريب لقوات المعارضة. فيما أعلنت فصائل سورية عن تشكيل تحالف مع قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردستاني».

وقال الثوار في ما يعرف بتحالف القوى الديمقراطية السورية إنهم يخططون للقيام بعملية مشتركة مع الأكراد ضد مركز «تنظيم الدولة» في الرقة. في وقت صعدت فيه روسيا من هجماتها ضد مواقع التنظيم.

 

تنوع

 

ويعبر التحالف الجديد عن الطبيعة متعددة الوجوه للمعارضة السورية فهي عبارة عن كلايدوسكوب- منظور متعدد الألوان.

وتشير «لوس أنجليس تايمز» في تقرير أعده نبيه بولص إلى هذا الجانب حيث أشار إلى فصائل المعارضة و»تجمع العزة» الذي ورد اسمه في الأخبار منذ بداية القصف الروسي. ويقاتل هذا التجمع تحت راية «الجيش السوري الحر».

ويقول إن هذه المظلة من الفصائل السورية اعتبرت حتى بداية التدخل الروسي ميتة. ولكنه عاد للحياة. وتؤكد الولايات المتحدة أن روسيا تقوم بضرب جماعات معتدلة بدلا من ضرب «تنظيم الدولة». وينقل التقرير عن عبدالله الحموي وهو متحدث باسم «تجمع العزة»، «يقوم الروس بضربنا لأننا جزء من الجيش السوري الحر ولأننا نستهدف الأسد».

ولا توجد للجيش قيادة موحدة والجماعات المنضوية تحت رايته متعددة التوجهات والأيديولوجيات. ومع أن الجيش يوصف بالمعتدل لكنه يضم عناصر إسلامية متشددة. وما يجمع مئات الفصائل العاملة في ظله هو العداء لنظام الأسد و»تنظيم الدولة».

وكان منشقون عن الجيش السوري قد أنشأوا هذا التنظيم في مناطق المعارضة ولكنه تعرض لانشقاقات واتهم قادته بالفساد والمحسوبية وتحول بعضهم لأمراء حرب.

وشعر الناس بالراحة عندما قامت جماعات إسلامية بالسيطرة على مناطقه. وتسيدت هذه الجماعات التي حصلت على الدعم المالي والسلاح من دول الخليج ساحة المعركة وهو ما دفع مقاتلي الفصائل الأخرى في الجيش الحر للانضمام إليها.

ورغم فقدانه تأثيره على الساحة السورية إلا أنه لا يزال مظلة تجمع تحتها شتات من التنظيمات التي يرى الغرب في بعضها متشددة مثل «جبهة النصرة» و»أحرار الشام».

واتهم الصحافي الأمريكي بيتر ثيو كيرتس الذي اعتقل في داخل سوريا جماعات من «الجيش الحر» بتسليمه للمتشددين قبل أن يطلق سراحه. واتهمت عائلة الصحافي بيتر سوتلوف الذي ذبحه لاحقا «تنظيم الدولة» جماعات معتدلة في «الجيش الحر» بتسليمه للجهاديين.

 

تعاون مع «القاعدة»

 

وبحسب البروفيسور جوشوا لانديز مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما «المشكلة هي هذا المنظور المتعدد من جماعات المعارضة التي تقوم وبشكل دائم بعقد صفقات فيما بينها». وأضاف «كل فصيل كانت له علاقة مع «القاعدة» في مرحلة معينة». وبالنسبة للمقاتلين السوريين فالتعاون إن حصل مع القاعدة هو تكتيكي ويعكس الوضع المعقد على الساحة السورية.

ويقول محمد رشيد المتحدث باسم «صقور الغاب» في محافظة حماة «في داخل سوريا الموقف مختلف عن موقف الخارج». وأضاف «نعمل مع كل الفصائل عندما يكون هناك هجوم على النظام. إما من خلال التعاون المباشر أو التنسيق فقط». وحصلت بعض الفصائل التي استهدفها القصف الروسي في محافظة حماة وإدلب على صواريخ نوعية مضادة للدبابات «تي أو دبليو».

وتشير الصحيفة إلى أن بعض هذه الصواريخ وقع في يد «جبهة النصرة» بداية هذا العام عندما هاجمت تنظيم «حزم».

ويقول فراس بيوش من فرسان الحق في إدلب والذي تلقى فصيله مساعدات من الأمريكيين أن التعاون مع جبهة النصرة تفرضه الظروف الميدانية وأضاف «هناك سوء فهم من العالم الخارجي: يجب أن نعمل مع جبهة النصرة والآخرين لمواجهة النظام وداعش».

وأشار بيوش في هذا السياق للتعاون مع القوى الإسلامية وجيش الفتح من أجل السيطرة على إدلب وتعاون «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» و»الجيش السوري الحر» في القتال حول مدينة درعا. فقد قادت «الجبهة الجنوبية» التي كانت تتلقى دعما من الأردن والمخابرات الأمريكية عملية للسيطرة على المدينة.

ورغم التعاون مع جماعات متشددة إلا أن معظم فصائل «الجيش الحر» التي تلقت صواريخ «تي أو دبليو» تقول إنها ساعدت في مواجهة الضربات الروسية. ويقول متحدث باسم «تنظيم صقور الجبل» وهي جماعة حصلت على الصواريخ المضادة للدبابات «هاجم الروس مخازن وضربوا الجماعات التي تملكها».

وأضاف أن الروس يحاولون تدمير المعتدلين حتى يظل الإرهاب أو نظام الأسد في سوريا. ويطرح تعدد الولاءات والفصائل مشكلة حول إمكانية توحيدها في هدف واحد ولعل فشل الاستراتيجية الأمريكية في سوريا سواء تلك التي نفذتها المخابرات الأمريكية أم تلك التي أشرفت عليها البنتاغون عائد إلى تعامل كل منها مع أطراف مختلفة.

 

مسار جديد

 

ومن هنا فقد أضاف التدخل الروسي بعدا جديدا للأزمة وهو ما دعا محللين الدعوة إلى التفكير بمسار جديد.

وفي هذا المجال دعا كل من غوردون أدامز المحاضر في العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية وستيفن وولت، المحاضر بالشؤون الدولية في جامعة هارفارد لتعاون أمريكي- روسي في سوريا.

وقالا في بداية مقالهما الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاستراتيجية قامت منذ بداية الانتفاضة السورية على: أمل ودعاء.

أمل يتمنى رحيل الأسد وصلاة/دعاء يتمنى تعزز قوة المعارضة السورية. والآن وقد صعد الروس من قواعد اللعبة فالرد الأمريكي- حكومة ومعلقين «هو التمني بشدة والصلاة أكثر» والشجب بشدة للتدخل الروسي.

ويناقش الكاتبان أن موقف الغرب وأمريكا من الرئيس فلاديمير بوتين وكراهيتهم له بسبب أوكرانيا وجزيرة القرم لا يعني أنه ليس محقا في رؤيته لسوريا والتي ترى أن حكومة قوية وتوفير الأمن للمواطنين هما الكفيلان بعودة اللاجئين.

ويقول الكاتبان إن على الولايات المتحدة تبني مدخلا للحرب يركز أقل على تحقيق انتصار حاسم ونتيجة أقل درامية.

وعليها والحالة هذه أن تحاول تحقيق أمرين. الأول هو توفير الأمن في المناطق الخارجة عن سيطرة «تنظيم الدولة». أما الثاني فهو القيام ببناء تحالف من القوى التي يمكنها احتواء تنظيم الدولة واستبداله لاحقا. وعليه «فالتدخل الروسي قد يمنح فرصة لتحقيق هذين الأمرين».

وهذا يتطلب من الولايات المتحدة تنحية مواقفها من روسيا، فهذه ليست طرفا متطفلا في سوريا، فهي موجودة هناك منذ عقود ولها مصالح في الشرق الأوسط منذ 60 عاما ويعتبر وكيلا للروس ولديهم قاعدة عسكرية في سوريا. ويضيف الكاتبان إلى أن أمريكا وروسيا لديهما مصلحة في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.

وتمثل جهادية العنف تهديدا على روسيا أكثر من الولايات المتحدة حيث مات الكثير من الروس جراء هجماتهم فيما تدفق آلاف منهم للقتال مع «تنظيم الدولة» بنية العودة لاحقا لبلادهم. ويضيف الكاتبان بعدا آخر لنفوذ سوريا واهتمامها وهو ما تفتقده الولايات المتحدة: الوجود العسكري على الأرض وعلاقة عمل مع شركاء إيرانيين ووكلاؤهم مثل «حزب الله».

ورغم وجود الطيران الأمريكي في المناطق القريبة من سوريا وعلاقات مع الأكراد وليس لديها علاقات مع إيران وعلاقة إشكالية مع الحكومة العراقية ومعلوماتها الأمنية عن سوريا تظل فقيرة ولم تعد تهتم بتدريب المعارضة السورية.

وعليه يجب أن تعترف الولايات المتحدة بهذه الحقائق، فمن خلال ضوابط وتعاون حذر وتحالف إقليمي واسع يمكن مواجهة «تنظيم الدولة». ومقابل التعاون الأمريكي مع الروس، على موسكو قبول الأمر الواقع وهو أن الأسد لن يظل في الحكم لمدة طويلة.

فالبديل سيظل الفوضى وفرصة لـ»تنظيم الدولة» كي يسيطر على الحكم ويعني بقاء الأسد نهاية لأي دور يمكن أن تلعبه طائفة الأسد العلوية في مستقبل سوريا.

ويعتقد الكاتبان أن فكرة دولة علوية يحكمها الأسد في غرب البلاد لن تنهي الخطر الذي يمثله «تنظيم الدولة» على روسيا. ويحذر الكاتبان من مخاطر تورط بوتين في سوريا، كما فعلت أمريكا في العراق. فبوتين مخطئ في اعتقاده بأنه سيهزم الجهاديين بالقوة.

فقد كرر السناتور جون ماكين وليندزي غراهام الخطأ نفسه. وعلى موسكو وواشنطن الاعتراف أنهما كأطراف خارجية لن تكون قادرة على احتواء وهزيمة «تنظيم الدولة»، فهذا لن يهزمه سوى تحالف إقليمي.

ويضم هذا التحالف السعودية وتركيا وإيران والعراق ودول الخليج والأكراد. ويعترف الكاتبان بإمكانية ظهور توتر ما بين الأكراد وتركيا، لكن الضغوط التي ستمارسها روسيا وأمريكا كفيلة بالتغلب على هذه التوترات.

ومع أن التعاون الأمريكي ـ الروسي قد يفشل بحل المشكلة إلا أن تداخل مصالح البلدين هو الطريق الوحيد للحل. وعلى المسؤولين الأمريكيين وقف هجماتهم ضد ما يرونه تطفلا روسيا والاعتراف بأننا نعيش مرحلة ما بعد الحرب الباردة والجلوس للعمل معا لحل الأزمة الحالية.

 

أربع نقاط خلافية حول سورية في قمّة بروكسل

باريس ــ عبدالإله الصالحي

ينذر الملف السوري ونقاطه الشائكة بالتحول إلى محل خلاف وانقسام بين زعماء وقادة بلدان الاتحاد الأوروبي الذين يجتمعون في القمة الأوروبية التي تنعقد غداً الخميس في بروكسل على أن تنتهي الجمعة. وتتمثل النقطة الأولى في اتخاذ موقف موحّد اتجاه رئيس النظام السوري بشار الأسد ومستقبله في أفق تسوية سياسية في سورية.

وباستثناء فرنسا التي تصرّ على أن بقاء الأسد ونظامه في السلطة من شأنه أن يزيد من استفحال المشكلة السورية، ويعرقل فكرة المرحلة الانتقالية، فإن العديد من الدول الأوروبية الأخرى بدأت تغير من تبنيها للموقف الفرنسي، وتذهب باتجاه المبعوث الأممي الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا، الذي يدافع عن فكرة إدماج ممثلين عن النظام السوري في تسوية سياسية، وإشراكه في المرحلة الانتقالية.

وصار دي ميستورا يتمتع بتأييد علني من قبل وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديركا موغيريني، التي تدعم فكرة إشراك كل الأطراف المعنية بالنزاع السوري في مفاوضات الحل السياسي، بمن فيهم ممثلون عن نظام الأسد وإيران في مقابل تركيا والسعودية.

ويتوقع أن يبرز خلاف كبير بين فرنسا وبريطانيا من جهة، والدول الأوروبية الأخرى التي باتت شبه مقتنعة بأن التفاوض مع الأسد وإشراك نظامه في مرحلة انتقالية قد يتمخض عن نتائج إيجابية تذهب في اتجاه الحل السياسي، من جهة ثانية.

إضافة إلى ذلك، دخل عنصر التدخل الروسي الأخير في سورية ليتحول إلى نقطة خلافية بين الزعماء الأوروبيين، إلا أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعوا في ختام اجتماعهم الاثنين الماضي في لوكسمبورغ روسيا إلى وقف ضرباتها العسكرية ضدّ فصائل المعارضة السورية “المعتدلة” لكون هذا التدخل “يغير من قواعد اللعبة، ويثير قلقاً عميقا داخل الاتحاد الأوروبي”، بحسب بيان وزراء خارجية الاتحاد.

وهناك دول أوروبية أخرى لا تعارض بشكل مطلق التحرك الروسي في سورية، وتتحفظ عن اتخاذ موقف سلبي إزاءه خصوصاً اليونان وبلغاريا وإسبانيا وايطاليا، التي تعتبر أن موسكو قد تلعب دوراً إيجابياً في التحضير لحل سياسي في سورية.

كما يشكل الموقف من الطلب التركي بإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري نقطة خلافية أخرى بين بلدان الاتحاد الأوروبي، التي تتطلع إلى أن تلعب تركيا دوراً حاسماً في وقف تدفق اللاجئين السوريين على بلدان الاتحاد. غير أن الأخير لا يزال يتردد في دعم فكرة المنطقة العازلة التي يخاف من تداعيات إقامتها، خصوصاً بعد الغزو الروسي لسورية، والذي خلط الأوراق في المنطقة.

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قد بعث رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك طالب فيها الاتحاد الأوروبي بـ”مساعدة تركيا في مشروع إقامة المنطقة العازلة بين تركيا وسورية من أجل تشجيع عودة اللاجئين السوريين المقيمين في الشمال التركي إلى بلادهم”. وحذّر داود أوغلو الاتحاد من مغبة التردد في دعم تركيا بخصوص هذا المشروع وإلا “فستجد نفسها في مواجهة موجات بشرية هائلة من اللاجئين السوريين نحو بلدان الاتحاد الأوروبي قد يصل عددهم إلى 7 ملايين شخص”.

في المقابل، سيعمل زعماء الاتحاد الأوروبي بكل جهدهم للضغط على تركيا كي تقبل بمشروع أوروبي لجعل تركيا نقطة صدّ متقدمة للاجئين السوريين من أجل تسجيلهم وفرزهم قبل منحهم اللجوء في بلدان الاتحاد الأوروبي، وأيضاً حث تركيا على مراقبة الحدود الأوروبية ومنع تدفق المهاجرين إليها، وهذا ما ترفضه تركيا حالياً وتحاول مقايضته بمشروع المنطقة العازلة.

وسيحاول القادة الأوروبيون اتخاذ تدابير حازمة وفورية في مسألة اللاجئين لطمأنة الرأي العام في بلدان الاتحاد الأوروبي، وسحب البساط من تحت أقدام التيارات اليمينية المتطرفة، التي تستغل هذه الورقة لدواع انتخابية.

ومن المتوقع أن يتم تعزيز عمليات مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية وتوسيع مهمات الوكالة الأوروبية لحماية الحدود الخارجية، والذهاب في اتجاه تبنّي مقترح فرنسي قدّمه أخيراً وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، ويقضي بإنشاء كتيبة أوروبية من حرس الحدود، تحصل على إمكانات بشرية ولوجيستية وازنة لمراقبة الحدود الأوروبية شرقاً وجنوباً بشكل دقيق ومنهجي لصدّ موجات اللاجئين والمهاجرين.

وإذا كان التوافق الأوروبي حول هذه التدابير وارداً، فإن خلافات أخرى تهدّد التماسك الأوروبي بشأن قضية اللاجئين، ترتبط خصوصاً بمسألة منح اللجوء السياسي. فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعتبر أن معاهدة دبلن الأوروبية التي تنظم قانون اللجوء السياسي “تجاوزها الزمن وصارت عديمة الفاعلية”، خصوصاً الشق الذي يفرض على اللاجئ تقديم طلب اللجوء في البلد الأول الذي تطأه قدماه.

وفي جميع الأحوال، فإن الاتحاد الأوروبي يجد نفسه في صلب المشكلة السورية، خصوصاً بعد موجات اللاجئين والمهاجرين، والذين وصل عددهم في التسعة أشهر الأخيرة إلى 710 آلاف دخلوا بلدان الاتحاد.

 

النظام السوري يضم ثلاثة آلاف مقاتل لـ”الفيلق الرابع

أنس الكردي

كشف مركز حماة الإعلامي، مساء أمس الثلاثاء، أن النظام السوري بدأ يحشد ثلاثة آلاف مقاتل في لواء بريف حماة، للانضمام إلى التشكيل العسكري الجديد تحت مسمى “الفيلق الرابع”، في محاولة تعويض النقص البشري، وذلك بعد الخسائر الكبيرة لحملة النظام العسكرية في ريف حماة، التي بلغت في أسبوع 400 مقاتل، ونحو 40 دبابة ومدرعة.

وأفاد مدير المركز، يزن شهداوي، لـ”العربي الجديد”، أن “النظام حشد، أخيراً، ثلاثة آلاف عنصر من قواته في اللواء 87 على الطريق الشرقي، الواصل بين مدينة حماة وبلدة معرشحور على مدخل قرية كفراع”.

كما بيّن أن “ذلك يأتي ضمن خطة النظام لتشكيل فيلق عسكري جديد تحت مسمى الفيلق الرابع، على أن يتم دعمه بدمج عناصر من مليشيات الدفاع الوطني تحت راية واحدة، في محاولة تعويض النقص الحاصل لديه في العنصر البشري، ممن خسرهم في معارك ريف حماة”.

وأشار إلى أن “النظام أوعز، في وقت سابق، لجميع عناصره التابعين له من أفرع الاستخبارات ومليشيات الدفاع الوطني واللجان الشعبية داخل مدينة حماة وخارجها، للالتحاق بجبهات المعارك والقتال في ريف حماة، مهدداً بسحب البطاقات الأمنية والسلاح”.

وكانت وسائل إعلام تحدثت، في وقت سابق، عن أن رئيس الأركان في الجيش النظامي، العماد علي أيوب، أعلن في بيان من مقر غرفة العمليات الروسية – السورية، في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، تشكيل قوات بشرية مزودة بالسلاح والعتاد، كان أهمها الفيلق “الرابع– اقتحام”.

 

ولفتت إلى أن هذا الفيلق تولى بداية عملية الهجوم البري، مدعوماً بغارات مكثفة من الطيران الروسي في ريفي حماة وإدلب.

في سياقٍ موازٍ، قال شهداوي، نقلاً عن تسريبات حصل عليها من داخل أروقة النظام، إن “العناصر القتالية الروسية التي تشارك وستشارك في المعارك في ريف حماة ترتدي قمصاناً مخططّة تمييزاً لهم عن بقية العناصر المشتركة”.

ويأتي ذلك، بعد نحو أسبوع على حملة عسكرية ضخمة للنظام مدعومة بغطاء جوي روسي، تهدف إلى السيطرة على ريف حماة الشمالي، حملت خسائر كبيرة للنظام في الأرواح والعتاد.

 

تنافس أميركي روسي على أكراد سورية

أربيل ــ العربي الجديد

منذ الإعلان عن التدخل العسكري المباشر في سورية، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، لم تتردد روسيا، بحسب ما تؤكد مصادر كردية لـ”العربي الجديد”، في بذل الجهود لضم أكراد سورية إلى صفّها، وقطع الطريق أمام الولايات المتحدة الأميركية، التي تتحرك بالفعل لتقوية علاقاتها معهم. التحرك الأميركي ترجم بالتسريبات التي وصلت إلى سياسيين أكراد قبل أكثر من أسبوع، بينهم مصدر كان قد أكد لـ”العربي الجديد” أنّ “شحنة من الذخائر الأميركية ستقدمها واشنطن إلى المقاتلين الأكراد في سورية، والتابعين لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، في وقت قريب، ويبلغ وزنها نحو 100 طن”. وهو ما يبدو أنه قد بدأ بالفعل يوم الإثنين الماضي، بعد الإعلان عن إنشاء تحالف “قوات سورية الديمقراطية”، الذي يضم مقاتلين أكراد وآخرين من العشائر العربية، والإعلان عن استعدادات أميركية لتزويده بالسلاح فضلاً عن وضع الهجوم على معقل تنظيم “داعش” في الرقة كهدف أساسي للتحالف.

ووفقاً للمصدر نفسه فإن “هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الولايات المتحدة أسلحة وذخائر إلى المقاتلين الأكراد في سورية، لكن هذه المرة بصورة مباشرة، بحيث تم تقديمها في المرات السابقة عبر إقليم كردستان العراق”.

ويرى السياسي الكردي السوري في حديثه إلى “العربي الجديد”، أن “واشنطن تريد التقرب أكثر من أكراد سورية، لذلك تقوم بتقديم السلاح والغطاء الجوي لعملياتهم العسكرية ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). كما تسعى إلى تقوية العلاقات معهم والاستفادة منهم كقوة مسلحة فعالة على الأرض في ضرب داعش وطرده من المناطق التي يسيطر عليها”.

ويوضح المصدر نفسه أنه “بعد دخول روسيا إلى الساحة السورية بشكل مباشر أخيراً، وجدت واشنطن نفسها في حاجة إلى تحييد الأكراد أو إبقائهم بعيداً عن الاستغلال الروسي الذي يسعى إلى ضرب معارضي نظام بشار الأسد بواسطة القوى الكردية”.

وتأتي تطورات يوم الإثنين الماضي وتحديداً لجهة الاستعدادات للهجوم على الرقة، بعدما كانت  صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد ذكرت، في تقرير لها نُشر في 5 أكتوبر/تشرين الأول الحالي أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” بدأ يستعد لفتح جبهة رئيسية في شمال شرق سورية، تهدف إلى الضغط على الرقة، معقل “داعش”، وأن هذه الجبهة سيتم إشعالها بواسطة المقاتلين الأكراد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أقرّ  خطوتين هامتين للبدء في الهجوم خلال الأسابيع المقبلة، إحداهما إعطاء أوامر إلى وزارة الدفاع، وللمرة الأولى، بتقديم الذخيرة والأسلحة إلى قوات المعارضة السورية على الأرض، من الأكراد والعرب.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن هذه التدابير تهدف إلى تمكين 3 آلاف إلى 5 آلاف من المقاتلين العرب، الذين سينضم إليهم أكثر من 20 ألف مقاتل كردي، لشنّ هجمات بدعم جوي من طيران التحالف من الضغط على الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم “داعش” في سورية.

وكان نائب ممثل الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد الإرهاب، بيرت ماكغورك، قد اجتمع مع رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي السوري، صالح مسلم، بحضور رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، وذلك في مدينة أربيل، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بهدف التنسيق بين الأطراف الثلاثة في الحرب ضد “داعش”.

لكن بعد مضي وقت قصير، بدأ الروس بالتحرك نحو الأطراف الكردية في سورية والعراق، بهدف ضمهم إلى الحلف الجديد الذي تقوده روسيا ويضم إيران والعراق وسورية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشار، صراحة، إلى أن الأكراد في سورية، إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، هم القوة الرئيسة التي تقاتل المسلحين. وخرج بعده وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي، ليقول إن بلاده قدمت الدعم المسلح لقوات “البيشمركة” في كردستان العراق بعلم من بغداد. وعلى الرغم من أن البشمركة نفت حديث لافروف، أكدت أن روسيا لم تقدم أية مساعدات بالأسلحة سوى بعض الأغذية التي قدمتها للنازحين قبل أشهر.

وفي دلالة على انفتاح روسي على الأكراد في سورية، قال مستشار حزب “الاتحاد الديمقراطي”، سيهانوك ديبو، في تصريح صحافي، قبل فترة إن روسيا دعت الحزب الذي يدير منفرداً المناطق الكردية في شمال سورية من خلال نظام “الكانتونات”، إلى افتتاح ممثلية له في موسكو، وستقوم الحكومة الروسية بالاعتراف بها بشكل رسمي.

وتأتي هذه الخطوة في إطار المحاولات الروسية لقطع الطريق أمام الولايات المتحدة في الانفتاح على الأكراد في سورية، إذ سبق أن وفر طيران التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، غطاء جوياً لهم لمقاتلة تنظيم “داعش”، خصوصاً أثناء السيطرة على مدينة عين العرب، وإبلاغها أنقرة بعدم التعرض للقوات الكردية في سورية أثناء شن غارات ضدّ مقاتلي ومواقع حزب “العمال الكردستاني” المناهض لتركيا، ابتداء من 24 أغسطس/آب الماضي.

ويرتبط حزب “الاتحاد الديمقراطي” المهيمن على العملية السياسية والقوة العسكرية في المناطق الكردية بسورية، وبسبب الروابط الوثيقة القائمة بينه وبين “العمال الكردستاني” المناوئ لتركيا، بكل من طهران ودمشق. وعلى الرغم من ذلك سعى الحزب إلى التقرب من واشنطن أيضاً، مدعوماً من “العمال الكردستاني” الذي تصنفه الأخيرة ضمن الجماعات الإرهابية. وسعى “الاتحاد الديمقراطي” إلى إقناع واشنطن برفع اسم الحزب من قائمتها للجماعات الإرهابية.

لكن بعد تشكيل الحلف الروسي الإيراني العراقي السوري، تراجعت جهود التقارب بين واشنطن وأكراد سورية، بل حتى بين الأخيرين وإقليم كردستان.

وفي السياق، يوضح السياسي الكردي السوري نفسه، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن  حزب الاتحاد الديمقراطي السوري لديه علاقات بالفعل مع موسكو، وذلك يعود لسنوات من الارتباطات بين روسيا وإيران وحزب “العمال الكردستاني”. ويلفت إلى أنه “يمكن القول إن الحزب السوري في المحور الروسي الإيراني، وهذا قرار مركزي، لكن وكنوع من التكتيك يتواصل وينسق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة”.

ووفقاً للمصدر السياسي نفسه، فإن “الوجود الروسي في سورية قد لا يحقق أهدافه، لذلك يريد الأكراد التواصل مع الولايات المتحدة أيضاً، ثم إن حزب الاتحاد الديمقراطي السوري ليس هو القوة الكردية الوحيدة في سورية، لأن هناك 12 حزباً كردياً آخر هم أعضاء المجلس الوطني الكردي المنضوي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية المتحالف مع تركيا والغرب. في المقابل، فإن حزب “PYD” عضو في هيئة التنسيق الوطني، ومقرها في دمشق ولها علاقات وطيدة مع روسيا وإيران والنظام السوري”.

يشار إلى أن هناك قوة كردية أخرى لم تدخل بعد في معادلة الصراع السوري، وهي تشكيلات مسلحة تضم نحو 7000 مقاتل من أبناء اللاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق، تلقوا تدريبات وأسلحة ويستعدون للانضمام للحرب ضد “داعش” في سورية قريباً، وهذه القوة يمكن تصنيفها ضمن المحور الغربي.

 

“قوات سورية الديمقراطية”: نواة مواجهة “داعش” في الرقة

دمشق ـ ريان محمد

تتسارع وتيرة المتغيّرات العسكرية في سورية، ففي وقت تكثّف فيه القوات الروسية غاراتها في محاولة لدعم القوات النظامية على جبهات عدة، بهدف تحصين مواقع النظام السوري، أعلن عن تشكيل عسكري جديد تحت اسم “قوات سورية الديمقراطية” في شمال شرق البلاد، كان واضحاً من البداية أنه يحظى بدعم أميركي.

الإعلان عن التحالف الجديد جاء عبر بيان نشرته يوم الإثنين، “قوات حماية الشعب” الكردية، المعروفة بعلاقاتها القوية مع دول التحالف الغربي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.

أوضحت قوات حماية الشعب، في بيانها، أن المرحلة الحساسة التي يمر بها بلدنا سورية تفرض أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الأكراد والعرب والسريان وكافة المكونات الأخرى. وبحسب البيان، فإن التشكيل العسكري الجديد يضم “التحالف العربي السوري، وجيش الثوار، وغرفة عمليات بركان الفرات، وقوات الصناديد، وتجمع ألوية الجزيرة”، بالإضافة إلى المجلس العسكري السرياني، ووحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة.

 

” وتفيد مصادر معارضة من دمشق، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث لـ”العربي الجديد” أن “المسؤولين الأميركيين لديهم قناعة أن الأكراد هم القوة الأكثر تنظيماً وقدرة على محاربة داعش، وأنهم قادرون على تشكيل تحالف مع باقي المكونات السورية”. وتلفت المصادر نفسها إلى أن “الفصائل التي أعلن عن اتحادها في التشكيل الجديد، مرتبطة منذ زمن مع بعضها البعض، فمثلاً وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة هما عملياً تشكيل واحد، وحتى المجلس العسكري السرياني هو حليف أساسي مع وحدات حماية الشعب وضمن الإدارة الذاتية، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الفصائل. من جهته، يعد جيش الثوار ائتلافاً لكتائب تابعة للجيش الحر مكونة من مقاتلين عرب من أبناء أرياف الرقة والحسكة وحلب، في حين تضم غرفة عمليات بركان الفرات ائتلافاً لكتائب الجيش الحر من ريف حلب الشرقي ومتواجدة في عين العرب وريفها، وهي متحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردية. أما قوات الصناديد، فهي قوات عشائرية مكونها الوحيد من عشيرة شمر. وكانت ضمن القوات المدعومة جوياً من التحالف الدولي ومتواجدة في ريف الحسكة الشمالي، في حين لا يوجد لتجمع ألوية الجزيرة تواجد يذكر، وهو على الأغلب تشكيل وهمي على الورق أكثر منه قوات فعلية.

وفي المجمل، فإن مجموع الفصائل المكونة لـ”قوات سورية الديمقراطية” يعرف عنها قتالها لتنظيم “داعش”، وكان لها دور في محاربته في مختلف مناطق شمال وشرق سورية، في ظل مساندة التحالف الدولي لها، إما عبر الغطاء الجوي أو عبر تزويدها بكميات من الذخائر والأسلحة.

وفي السياق، ترى المصادر المعارضة نفسها أن “ما أعلن عنه إلى اليوم من دعم عسكري للتشكيل الجديد، مقدم من الولايات المتحدة الأميركية، غير كافٍ لخلق تفوق لمقاتلي هذا التحالف على تنظيم داعش، فالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، لا تقضي على داعش وواشنطن تعلم ذلك”. وبحسب المصادر، فإن “الولايات المتحدة تواجه مشكلة أساسية في دعمها لهذا التشكيل، وهي حساسية تركيا من الأمر وامتعاضها منه، حيث إن اليد العليا في هذا التشكيل هم الأكراد، وهذا ما يشكل مأزقاً حقيقياً للأميركيين”.

 

وكان الإعلان عن هذا التشكيل قد أتى عقب إعلان الولايات المتحدة الأميركية أنها تتجه إلى تقديم معدات وأسلحة “لمجموعة مختارة من قادة الوحدات” حتى يتمكنوا من تنفيذ هجمات منسقة في مناطق سيطرة تنظيم “داعش”، وأفادت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إليسا سميث، عبر رسالة، بثّتها الإثنين، أي بعد ساعات من الإعلان عن التشكيل الجديد، بأن عملية الدعم للسوريين الذين تم تدقيق خلفياتهم وتسخير مهاراتهم في الحرب ضد “داعش” قد بدأت الأحد، عندما “قامت قوات التحالف بإنزال معدات شمالي سورية لإعادة تجهيز القوات البرية المقاتلة لداعش”. وأوضحت أن “طائرة شحن من طراز (سي 17) تابعة للقوات الأميركية “أوصلت شحنة تشمل ذخائر وأسلحة خفيفة لإعادة تجهيز القوات البرية المعادية لداعش حتى تتمكن من مواصلة تنفيذ عمليات ضد التنظيم”. كذلك كانت قناة “سي إن إن” الأميركية قد نقلت عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية، لم تسمه، قوله إن طائرات أميركية ألقت 112 حزمة من ذخائر الأسلحة الخفيفة بلغ مجموع وزنها 50 طناً، إلى جماعات من المعارضة السورية يعتقد أنه التشكيل الجديد وعماده الأكراد.

 

” في غضون ذلك، تلفت المصادر السياسية السورية إلى أن قوات حماية الشعب، الفصيل الأبرز في هذا التشكيل الجديد، أكدت في اليوم الثاني من بدء العمليات الروسية في سورية استمرار العمل المشترك والتنسيق مع قوات التحالف الدولي الذي تترأسه الولايات المتحدة، في حين لم تكن تصريحات المسؤولين في القوات الكردية مرحبة بالتدخل الروسي واعتبروه يحقق مصلحة النظام فقط، علماً أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو جزء من هيئة التنسيق المقربة من روسيا. لكن تستبعد المصادر إمكانية أي صدام قد يحصل بين هذا التشكيل والطيران الروسي أو قوات النظام، إذ إن القوات الكردية استطاعت التعايش مع القوات النظامية طوال السنوات الأخيرة، وكانت تتواجد في مناطق مشتركة، وقد يكون هناك تنسيق ما، إن اقتضت الحاجة”. وتتوقع المصادر أن “يكون هدف هذا التشكيل في المرحلة المقبلة، الوصول إلى مدينة عفرين في ريف حلب وهي أحد معاقل الأكراد الرئيسية في سورية، وذلك مروراً في الرقة معقل داعش الأكبر في سورية”.

 

الغوطة الشرقية.. إختراعات تحاول تعويض غياب الكهرباء

دمشق – يمنى الدمشقي

منذ ثلاث سنوات من عمر الحرب، تعاني الغوطة الشرقية من القصف المتواصل عليها من قبل قوات النظام، حيث دمرت بناها التحتية كلها، وتضررت المزروعات وانعدمت المحروقات وعمت حالات الموت جوعاً. وكانت الكارثة الأكبر في انعدام الكهرباء التي تشغل المستشفيات والمراكز الطبية التي تغص بالجرحى. وقد شهدت المستشفيات وفاة بعض الجرحى رغم إصاباتهم الطفيفة، ورغم مناشدات الأطباء والأهالي للمنظمات والجمعيات الإنسانية بما فيها الأمم المتحدة لفتح معبر إنساني إلا أن كل تلك المناشدات باءت بالفشل، فاضطر الأهالي إلى الاعتماد على أنفسهم في إيجاد وسائل بديلة، وبخاصة عن الكهرباء.

ولأن الحاجة ام الاختراع، قام أبناء الغوطة بعدد من التجارب لإنتاج طاقة تخفف عنهم ضغط الحرب. البداية بحسب أسامة أبو زيد، كانت بإستعمال “عنافات الهواء”، وتُعتبر هذه التجربة ناجحة، لولا الشح الشديد في بعض قطع الصيانة. لكن برغم نجاح التجربة كخطوة أولى، الا ان المردود الانتاجي كان ضئيلاً ولم يتعدَّ القدرة على إنارة منزل. ويشير أبو زيد الى ان بعض المنازل مازالت تعتمد على هذه التجربة لتوليد الكهرباء

الحاجة المتزايدة فرضت تطوير القدرات وابتكار محاولات جديدة. فكانت الطاقة المائية هي الحل الثاني، حيث ثُبّتت “عنفات مائية” على مجرى النهر، تستفيد من حركة المياه لتدور. وقدمت التجربة الثانية قدرة انتاجية أكبر من الأولى، إذ تم تأمين الكهرباء لعدد اكبر من المنازل وتمكن المواطنون من استعمال عدد من الآلات، معتمدين على حجم الطاقة الأكبر.

التجربة الثالثة كانت “حفرة الغاز الطبيعي”، ويصفها أبو زيد بأنها أنجح من الوسيلتين السابقتين، وتمتاز بمردود مرتفع نسبياً، حيث أنها تعتمد على مبدأ تخمير الفضلات الحيوية واستخلاص غاز البوتان الطبيعي لتشغيل المولد الكهربائي. وتكون الحفرة كبيرة نوعاً ما حيث تبلغ 3.7 متر، والجيد لناحية الكلفة انها تُدفع لمرة واحدة في البداية. وتعتمد آلية العمل على وجود حفرة مناسبة، ثم عامل التخمر الذي يحتاج إلى حرارة عالية، وخزان مياه يعتمد على الطاقة الشمسية بدائرة مغلقة، ويتم تمرير المياه بواسطته إلى الحفرة، ليسرع عملية التخمر. مردود الحفرة ممتاز جداً، وهي مستدامة ولا تحتاج إلى تبديل إلا إذا حدث ضرر بغلافها، وقادرة على أن تعمل ستة أشهر متواصلة، بحسب معدل الاستهلاك اليومي، وعموماً، نستطيع سحب 3000 وات/ساعة لمدة 5 ساعات متواصلة، غير ان كلفتها العالية التي تتراوح بين 3000 الى 5000 دولار، جعلت المواطنين يعدلون عن استعمالها.

التجربة الرابعة والأخيرة هي تجربة الطاقة الشمسية وهي أنجح الوسائل وأوسعها، فهي من أهم مصادر الطاقة البديلة وأثبتها، وكانت دراستها قد تمت في أواخر 2014، والأمر السيء أن أسعار الألواح المتوافرة، كانت خيالية نظراً لأن المنطقة كانت محاصرة، ويمكننا القول أن هناك مافيات تتحكم في الأسعار.

وقد استعان المستشفى الميداني بهذه التجربة، تم تركيب الألواح على قواعد متحركة وتوزيعها على أماكن متعددة على الأسطح وهو الأمر الضروري من الناحية الأمنية، حتى لا يتم استهدافها دفعة واحدة، وتم تشغيل غرفة العناية المركزة بشكل كامل وبكلفة 10آلاف دولار، بعد وصل الألواح الشمسية إلى منظومة بطاريات لتخزين الطاقة خلال فترة النهار واستعمالها عند غياب الشمس بطريقة تبديل أوتوماتيكية، كذلك تم تحريك قواعد الألواح للحاق بأشعة الشمس بابتكار آلية أتوماتيكية أيضاً للاستفادة من أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس. ويلفت أبو زيد النظر الى انه تم إعداد خطة لاعتماد أجهزة عناية تعمل باستطاعات منخفضة، إما بتعديلها أو بشرائها من جديد، وتم تعديل معظم التجهيزات لتعمل على جهد 24 فولت لتخفيف الطاقة المهدورة من رفع التيار الى 220 فولت، وهو مايوفر 30-35% من الطاقة. ويذكر ان المستشفى كان يعتمد على المازوت، حيث كان من الضروري تأمين الكهرباء 24/24 وهو أمر في غاية الصعوبة، وإن تم فهو مكلف جداً. ويلفت أبو زيد الى ان قدرة التشغيل في ذلك الظرف كان 7 أسرّة، وذلك يستهلك 4000 لتر من المازوت، أي ما يعادل 25 ألف دولار بالشهر الواحد.

وعن أهمية هذه المشاريع يقول خالد شعبان، مدير منظمة “رؤية” التي أشرفت على العديد من مشاريع دعم الاتصالات والطاقة في سوريا، أن أهداف وفوائد المشروع تتلخص في ثلاثة اهداف أهمها الهدف المادي، فبسبب الحصار والأوضاع الاقتصادية تم رفع سعر المازوت حتى وصل في إحدى المرات إلى 10 دولار لليتر الواحد، بينما كانت استهلاكات بعض المنظمات في شهر واحد 50 ألف دولار، وتمكن هذا الحل من خفض نسبة التكلفة وتوفير ما بين 25-75% بحسب الحالات، فنحن مثلا، لا نستطيع تشغيل مستشفى كامل على الطاقة الشمسية بشكل دائم لأن ذلك من شأنه أن يلفت نظر القوات النظامية لاستهدافه. كما يتم الاستفادة مما يوفر في تأمين حاجات أخرى ،كالأدوات الطبية مثلاً.

أما الهدف الثاني للمشروع فهو هدف بيئي، فالمولدات التي كانت تستخدم بعدما قطع النظام الكهرباء عن الغوطة كلها قديمة ولم يتم استخدام أي مولد جديد، وهذه المولدات تحمل كمية كبيرة من الانبعاثات الضارة، أو كانوا يستخرجون المازوت من البلاستيك المحروق مما يؤدي إلى انبعاثات ضارة كبيرة أيضاً، وتمكنت هذه التقنية من الحفاظ على البيئة بقدر المستطاع.

الهدف الأخير هو هدف سياسي، حيث إن مداخل الغوطة تسيطر عليها بشكل أساسي سلطات عسكرية، تقوم بأخذ ضرائب أو أتاوات عند إدخال أي شيء للغوطة ومنها الوقود، أو تكون هذه المصادر قد اشترت وقوداً وقامت ببيعه بأسعار مرتفعة جداً للمدنيين، لكن بهذه العملية تم تحييد المدنيين عن استحكام السلطات العسكرية لهم.

يتحايل ابناء الغوطة على الاوضاع الاقتصادية والامنية لتأمين أقل قدر من متطلبات الحياة، بأبسط الوسائل. أما تمويل المشاريع، فيقول ابو زيد ان الاعتماد هو على التبرعات المجموعة بشكل أساسي من المشاركين في حملة “كأنّي أكلت”، والذي كان مشروع الطاقة الشمسية من ضمن مراحل عملها.

 

أمور مريبة حدثت في سوريا بالساعات الأخيرة

منشق عن “داعش” يكشف خفايا ما جرى

جواد الصايغ

كشف أبو أويس الليبي، المنشق عن “داعش”، عن تفاصيل ما حدث في ريف حلب بعد دخول التنظيم إلى كلية المشاة وعدد من البلدات الحلبية، قبل ان تتمكن قوات النظام من السيطرة عليها.

 

جواد الصايغ: شهد الميدان السوري وتحديدًا في المناطق الشمالية، اموراً غامضة، حدثت بعد التدخل العسكري الروسي، وبدء هجوم قوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله في ريفي محافظة حماة الشمالي، وإدلب الجنوبي. في الأيام الأخيرة، تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدرسة المشاة، وعدد من البلدات في ريف حلب، كانت خاضعة لسيطرة الجبهة الشامية.

 

الموضوع حتى الآن يبدو عادياً، لكن وبعد أقل من 48 ساعة على الإندفاعة الداعشية، سيطرت قوات النظام السوري على المناطق التي إنتزعتها داعش من فصائل الجبهة الشامية.

 

منشق عن داعش يقدم شهادته

لم تقف المفاجآت عند هذا الحد، فتزامنًا مع تقدم النظام في حلب، خرج شخص قدم نفسه بإسم ابو اويس الليبي، مشيرًا “إلى أنه إنشق عن تنظيم داعش في الساعات الأخيرة وإنضم إلى جبهة النصرة،”، الليبي قدم روايته الخاصة حول الأحداث التي شهدتها المناطق الحلبية التي سيطر عليها النظام، وخصوصًا كلية المشاة، وتناقل عدد من قادة المعارضة السورية على حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك وتويتر) ما أفصح عنه في سياق تقديمه لشهادته.

 

الليبي: الروس يساعدون الدواعش

وقال ابو أويس، ” إشهدوا يا مسلمون إشهدوا يا عرب، إشهدوا أن دولة الخلافة إرتدت عن الإسلام، إشهدوا أن دولة الخلافة ظاهرت الروس الشيوعيين والروافض على قتال الصحوات في ريف حلب الشمالي، و إشهدوا أن الطيران الروسي قام بمساندة الدولة الإسلامية، واشهدوا أن مدفعية الروافض وصواريخهم قامت بقصف تمهيدي لإفساح المجال للدولة كي تقتحم الصحوات في مدرسة المشاة”.

 

وأضاف، “بقيت جبهاتنا مع قوات النظام باردة وجامدة دون قتال لأشهر طويلة، وكان تبرير أمرائنا لذلك هو عدم إكتمال العدة والعدد وشدة تحصينات العدو، فبقينا مرابطين مع العلم أن مواقعهم لا تبعد عنا سوى مئات الأمتار، وهم بالتالي لم يطلقوا باتجاهنا طلقة واحدة، وفي الجهة المقابلة على نفس الجبهة فإن عملياتنا لم تتوقف ضد الصحوات”.

 

معركة الصحوات

الليبي تابع قائلا، “بعد دخول الطيران الروسي في الأجواء وصلتنا تعزيزات كبيرة من مقاتلين و انغماسيين و استشهاديين و مفخخات و دبابات، فظننا أن هذه التجهيزات هي لاستئصال قوات النصيرية و الروافض التي تحيط بنا من جهتين، ولاحظنا تحليق الطيران الحربي الروسي فوق المنطقة لثلاثة أيام متتالية، فتوجسنا وظننا أنهم يرصدون مواقعنا لقصفها، ولكن الأخ أبو عبيدة الشيشاني أخبرنا أنه رصد اتصالات الطيارين الروس مع مركز القيادة تفيد بأن الرصد شمل مناطقنا و مناطق الصحوات على حد سواء”، مضيفًا،”جاءنا الأمر بالتحرك منتصف الليل، و لكن المفاجأة كانت أن الأمر كان بالتحرك نحو مواقع الصحوات و ليس باتجاه مواقع النظام، وقبلها كان الطيران الروسي  قد شن غارات متتالية على مواقع الصحوات، ولاحظ الإخوة المرابطون على جبهات النظام انطلاق رشقات من صواريخ غراد ومدفعية الميدان باتجاه مواقع الصحوات أيضاً، وكان أمراؤنا يقولون لا شأن لنا.. لهم حربهم و لنا حربنا، ثم بدأنا الإقتحام بتمهيد من الإستشهاديين و المفخخات، و لقينا مقاومة كبيرة من الصحوات و قتل الكثير من الإخوة جراء الألغام التي زرعها الصحوات على مداخل مدرسة المشاة.”

 

الأمور المريبة

واشار، “إلى ان الإقتحام تعرقل لمدة ساعتين وانسحبنا إلى مواقعنا موقتاً، فإذ بالطيران يعود إلى دك مواقع الصحوات بشدة أكبر من السابق، ثم جاءنا أمر باستئناف الإقتحام، و هنا كانت المفاجأة وذلك بعد صدور أوامر بانضمام الإخوة المرابطين على جبهات النظام إلينا، و عندما قلنا للقادة بأن ظهرنا بات مكشوفاً للنظام، قال لنا الأمراء بأن لا تقلقوا، سيتم تغطية الجبهات سريعاً، فتابعنا الإقتحام و تم قتل وأسر عشرات الصحوات من مرتدي الجيش الحر، و تحرير مدرسة المشاة و عدة قرى منهم، ثم استمرت المناوشات الى ان استعاد المرتدون قرية تل سوسين منا، فجاء الطيران الحربي و قصفهم مجدداً، فبدأت الشكوك تلعب برؤوسنا حتى بلغت لأمرائنا، فقالوا لنا: الروس يريدون أن يوهموكم أنهم يساندوننا لكي يصنعوا الفتنة في ما بيننا، فاستعذنا بالله و انصرفنا من عنده، و لكن لم يسمح لنا بحفر الخنادق و تأمين المناطق التي فتحها الله لنا كما هي العادة عندما نسيطر على القرى و البلدات”.

 

الصدمة الكبرى

الداعشي المنشق، لفت “إلى ان الصدمة الكبرى كانت عندما جاءتنا الأوامر بالإنسحاب مباشرة بحجة معلومات عن قصف للطيران الروسي علينا، وانسحبنا دون ان نطلق طلقة واحدة، ودخلت قوات النظام إلى مدرسة المشاة أمام أعيننا،”، وختم قائلاً، “المدرسة التي حررناها من الصحوات بدماء عشرات الإخوة سلمناها باليد”.

 

قوات «الأسد» تستعد لهجوم واسع على حلب بمساندة آلاف الإيرانيين

أعلن مسؤولون إيرانيون أن آلافا من الجنود الإيرانيين يقودهم الجنرال «قاسم سليماني» موجودون في سوريا لشن هجوم مع قوات النظام ضد قوات المعارضة في مناطق في حلب.

 

من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي، «آشتون كارتر»، أن هناك تقدما تحرزه واشنطن وموسكو في مجال تنسيق الطلعات الجوية فوق الأراضي السورية.

 

وليس وجود ضباط وجنود إيرانيين في سوريا جديدا، لكن إعلان مسؤولين إيرانيين وجود أعداد كبيرة من الجنود يقودهم الجنرال «قاسم سليماني»، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، فذلك يعد إعلانا يوازي إعلان روسيا إطلاق يدها عسكريا في الأجواء السورية.

 

وبحسب المعلومات، فإن القوات الإيرانية ستشارك مع قوات النظام وميليشيات «حزب الله» في هجوم بري واسع على مناطق في محافظة حلب تستهدف مراكز المعارضة هناك، تدعمهم الطائرات الحربية الروسية، كما يستهدف الهجوم البري محافظة حماة التي أطلق فيها الثوار معركة تحريرها.

 

في المقابل، تستخدم قوات المعارضة صواريخ تاو الأمريكية المضادة للدروع في تدمير دبابات قوات النظام ودروعه على الجبهات الساخنة في وقت أعلن وزير الدفاع الأميركي استمرار المباحثات العسكرية بين واشنطن وموسكو.

 

وقال «كارتر»: «نحقق بعض التقدم في التنسيق مع الروس بخصوص استخدام الأجواء في سوريا، سنلتقي قريبا، وستستغرق المباحثات بعض الوقت».

 

وأضاف أنه يجب أن نتباحث مع الروس بخصوص نهجهم المتبع في سوريا، لأنه خاطئ ولا يتمتع ببعد النظر من الناحية الاستراتيجية بمحاولته ضرب التطرف دون العمل على دعم الانتقال السياسي الذي تحدث عنه وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري».

 

إلى ذلك، قال مسؤولان كبيران، أمس الثلاثاء، إن الجيش السوري وقوات إيرانية ومقاتلين من ميليشيا «حزب الله» متحالفين معه يستعدون لهجوم بري على المعارضة في منطقة حلب بدعم من الضربات الجوية الروسية.

 

وسيوسع الهجوم من نطاق هجوم بري شنه نفس التحالف الأسبوع الماضي ويستهدف مقاتلين من المعارضة في محافظة حماة إلى الغرب.

 

ومن المرجح أن يثير هجوم كبير للنظام في المنطقة قرب الحدود التركية غضب أنقرة والتي تدعم مسلحين يقاتلون «الأسد»، وعبرت بالفعل عن قلقها البالغ من الضربات الجوية الروسية التي تستهدفهم.

 

والسيطرة على مدينة حلب والمحافظة التي تنتمي إليها مقسمة بين الحكومة السورية وعدد من جماعات المعارضة التي تقاتل «الأسد» وتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على بعض المناطق الريفية قرب المدينة.

 

وقال مسؤول إن «التحضيرات الميدانية الكبيرة في تلك المنطقة واضحة»، مضيفا أن «هناك حشود كبيرة من الجيش السوري، وقوات النخبة في حزب الله وآلاف الإيرانيين الذين وصلوا على دفعات خلال الأيام الماضية».

 

تركي الفيصل» يحذر «بوتين» من عواقب التدخل العسكري في سوريا: أكد أنه يضع روسيا في عداء مع 1.25 مليار مسلم

حذر الأمير «تركي الفيصل» الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» من عواقب دعم نظام «بشار الأسد» في سوريا، معتبرا أن التدخل الروسي في سوريا «خطأ غير محسوب عواقبه» من جانب موسكو، وقد يضع روسيا في «عداء» مع أكثر من 1.25 مليار مسلم.

 

وفي مقابلة مع برنامج «كونكت ذا ورلد» على شبكة «سي إن إن»، رد «الفيصل» على سؤال عما إذا كان التدخل الروسي سيغير قواعد اللعبة، بقوله إنه لا يمكنه الجزم بذلك، حيث أن عواقب هذا التدخل ليست واضحة بشكل كاف.

 

«الفيصل» أضاف: «لا نعرف ما هي طبيعة النوايا الروسية.. يقولون إنهم يريدون محاربة الإرهاب، هذا أمر جيد، ولكنهم يقومون بذلك بشكل انفرادي، دون تنسيق».

 

وأضاف: «الطريقة التي يقومون بأداء الأمر بها تظهر أنهم ذهبوا إلى هناك فقط لمساعدة بقاء نظام «بشار الأسد» في السلطة، بينما كان على وشك أن يخسر تلك السلطة.. وهذه الأمور التي تثير الارتياب هي ما تجعلني أقول إنها خطوة خاطئة».

 

وحول الرسالة التي يمكن أن يوجهها للرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، قال: «رسالتي إلى الرئيس بوتين.. لا تصنع عداوة 1.25 مليار مسلم، يرون أن روسيا تقوم بدعم أكثر الأنظمة الوحشية تعطشاً للدماء في سوريا».

 

وأشار «الفيصل» إلى أن «روسيا لديها مجتمع كبير من المسلمين.. والتفكير في أن الوقوف إلى جانب الأسد، سوف يؤدي إلى محاصرة تلك الجماعات والقضاء عليها داخل سوريا، أعتقد أنه تفكير خاطئ»، لافتاً إلى أنه «من المحتم أن بعض هؤلاء سيعودون إلى بلدانهم، وقد يحملون السلاح في وجه الحكومة التي يرون أنها تساعد الأسد».

 

وأضاف أن «الأمر الآخر الذي أود قوله للروس هو: ما الذي يجعلكم تقفون مع دولة ذات طموحات توسعية أيديولوجية مثل إيران، للتدخل في شؤون دول عربية.. وتضعون أيديكم في أيديهم بينما يحاولون إثارة الاضطرابات والانقسامات الطائفية في العالم العربي».

 

وكان «الفيصل» قد أكد في تصريحات لقناة «سكاي نيوز» قبل أيام، أن التدخل الروسي في سوريا لن يوقف القتال الحاصل هناك منذ ما يزيد عن أربع سنوات.

 

كما اتهم الأمير السعودي العالم بعدم وجود قرار لديه لإيقاف القتل في سوريا، وقال: «هناك تخاذل دولي حاصل في سوريا، أعتقد أنه وصمة عار على البشرية بصفة عامة»، وتابع: أن «نشاهد القتل اليومي الذي يحدث في سوريا ولدى العالم إمكانيات لإيقافه ولم يوقفه».

 

مقتل قائد «كتائب فاطميون» الإيرانية في سوريا

قال الصحفي الإيراني الشهير «حسن شمشادي» الذي يعمل في التلفزيون الرسمي الإيراني، ويعد من المقربين لـ«الحرس الثوري الإيراني»، أمس الثلاثاء، إن قائد «كتائب فاطميون» الأسبق الجنرال «فرشاد حسوني زادة»  قتل في دمشق أمس.

 

وأضاف الصحفي الإيراني من خلال تدوينة على موقع «إنستغرام»، إن «حسوني زادة كان من المدافعين عن مقام السيدة زينب في دمشق، وكان يقود المعارك ضد المعارضة المسلحة هناك».

 

وحتى الآن لم تتطرق وسائل الإعلام الإيرانية لمقتل «زادة» الذي يعد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في سوريا.

 

ويرى مراقبون للشأن الإيراني بأن تسريب خبر مقتل جنرال من قوات «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا يشكل صدمة نفسية كبيرة لإيران بعد أيام من مقتل الجنرال «حسين همداني» في حماة.

 

وقالت مصادر مطلعة في طهران إن خسائر «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا أكثر من تلك التي يعلن عنها في الإعلام الإيراني، وما تم الإعلام عنه هو فقط مقتل قادة الصف الأول في «الحرس الثوري»، حيث لا تستطيع إيران التكتم على مقتل قادة عسكريين كبار كـ«همداني» أو «قنواتي» أو «حسوني زادة» الذي قتل أمس الثلاثاء.

 

يشار إلى أن «كتائب فاطميون»” تتشكل من المرتزقة الشيعة الأفغان الذين يرسل «الحرس الثوري الإيراني» معظمهم من مدينة مشهد الإيرانية برواتب تتراوح ما بين 500 إلى 700 دولار شهريا للمشاركة في القتال بجانب النظام في سوريا، بحسب مصادر صحفية.

 

وفي ذات السياق، أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل ضابط آخر من «الحرس الثوري»، هو «حميد مختار بند».

 

وقد أشار محللون إلى أن مقتل الجنرال الإيراني «حسين همداني» وهو يؤدي «مهمة» في سوريا الأسبوع الماضي إلى حقيقة مهمة وهي إصرار النظام الإيراني على الدفاع عن رئيس النظام السوري «بشار الأسد» ضد من يراهم «إرهابيون» يتلقون الدعم من الولايات المتحدة والسعودية.

 

وقالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية إن دخول روسيا العسكري قبل أسبوعين إلى سوريا عزز بطريقة أو بأخرى إصرار الإيرانيين الحفاظ على النظام السوري ومنعه من الانهيار.

 

وكان الإصرار واضحا في كلمة الجنرال «أحمد رضا بيردستان»، رئيس هيئة الأركان الإيرانية في مراسم تشييع الجنرال، حيث قال إن «استشهاد الحمداني سيقوي من إصرارنا على مواصلة الطريق الذي مشى عليه».

 

وأشارت الصحيفة إلى اختلاف وجهتي النظر الأمريكية والإيرانية، حيث ترى إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أهمية في الإطاحة بـ«الأسد» ووقف هجماته على المدنيين بالبراميل المتفجرة.

 

فيما ترى كل من طهران وروسيا في الحفاظ على النظام السوري حماية لوقوع سوريا في يد الجماعات المسلحة على شاكلة تنظيم «الدولة الإسلامية» و«القاعدة».

 

ولفتت الصحيفة إلى أن المصالح الإيرانية الجيوسياسية في المنطقة تذهب أبعد من تقديم الدعم المالي والعسكري المباشر للنظام السوري.

 

وأوضحت أن «حزب الله» اللبناني قدم الدعم العسكري للنظام السوري، خاصة في المناطق الحدودية المهمة مع لبنان، وتريد طهران الحفاظ على ممرات نقل الأسلحة للحزب من سوريا إلى لبنان.

 

ولهذا السبب دعمت طهران التدخل العسكري في سوريا، حيث رفضت الاقتراحات التي قالت إن الوجود الروسي في سوريا سيؤثر على الدور الإيراني هناك.

 

وبحسب «حامد رضا ترغي» المحلل السياسي المقرب من القيادة الإيرانية «فليس هناك نزاع مع الروس، ولا يوجد تقاسم مهام بيننا، الروس والسوريون، أما نحن الإيرانيين فنعمل في مجال العمليات الميدانية».

 

وترى الحكومة الإيرانية أهمية تقديم الدعم المالي والعسكري لنظام «الأسد» ومنعه من الانهيار، ولهذا لم ترسل قوات ضخمة من «الحرس الثوري» لأنها تعتمد على القوات السورية والميليشيات الشيعية من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان، ومع ذلك فطهران مستعدة إن اقتضى الأمر لإرسال قوات إلى سوريا.

 

من جانبه قال الأستاذ الجامعي في طهران «محمد مراندي»: «لا تشعر إيران بالحاجة لإرسال قوات على الأرض لاعتقادها بأن الجيش السوري يكفي، ولكن إن صعد الأمريكيون والسعوديون فسيزيد الإيرانيون من الدعم مرة أخرى»، مضيفا أن «سوريا تعتبر خطا أحمر بالنسبة لإيران».

وقال إن الإيرانيين يشعرون بالقلق من الدعم الأمريكي لمقاتلي المعارضة، رغم أن واشنطن تقول إن الدعم الذي تقدمه يذهب إلى جماعات تحققت المخابرات الأمريكية «سي آي إيه» من ملفاتها الأمنية وعدم ارتباطها بالمتشددين.

 

تنظيم الدولة والنصرة يتوعدان بهزيمة روسيا  

هدد كل من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة الثلاثاء روسيا وتوعدا بهزيمتها في سوريا على خلفية الحملة الجوية التي تشنها دعما للنظام وضد ما يوصفون بـ”الإرهابيين”.

 

وفي تسجيل صوتي مدته 41 دقيقة تداولته مواقع جهادية، قال المتحدث باسم تنظيم الدولة أبو محمد العدناني “ستغلبين بإذن الله يا روسيا”.

وأضاف “هبوا يا شباب الإسلام في كل مكان إلى جهاد الروس والأميركان، إنها حرب الصليبيين على المسلمين، حرب المشركين على المؤمنين”.

 

ووصف العدناني الولايات المتحدة بأنها ضعيفة وعاجزة، مشيرا إلى أنها تستجدي روسيا وتسترضي إيران لتعزيز وضعها في سوريا، على حد قوله.

 

وحمل العدناني على الفصائل المقاتلة ضد التنظيم في سوريا، محذرا إياها من محاربة الخلافة الإسلامية، وفق وصفه.

 

تكثيف الهجمات

وجاء تصريح العدناني بعد تسجيل صوتي آخر دعا فيه أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني إلى تكثيف الهجمات ضد روسيا.

 

وفي تسجيل صوتي بعنوان “التدخل الروسي السهم الأخير” بث الاثنين، دعا الجولاني “المجاهدين الأبطال في بلاد القوقاز” إلى شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية في روسيا.

 

وتوعد الجولاني بإلحاق الهزيمة بالروس، محذرا من أن “الحرب في الشام ستنسيهم أهوال ما لاقوه في أفغانستان”.

 

وانتقد الجولاني البداية “المتعثرة” لضربات موسكو التي استهدفت “فصائل جيش الفتح والفصائل المتواجدة على تماس مباشر مع قوات النظام”، معتبرا أنها تدرك أن “الأماكن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة ليست على تماس مع عمق النظام.

 

وأهاب الجولاني بدوره بالفصائل المقاتلة في سوريا إلى التصعيد في محافظة اللاذقية “معقل الأقلية العلوية”.

 

وتقول موسكو إن حملتها في سوريا تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة، لكن الولايات المتحدة ودولا غربية والمعارضة السورية تقول إن الكثير من ضرباتها الجوية نفذت في أراض غير خاضعة للتنظيم.

 

داود أوغلو: تسليح أميركا لأكراد سوريا خطأ كبير

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ما أسماه “الدعم الأميركي” لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بالسلاح خطأ كبير وأن بلاده ستأخذ كافة الاحتياطات اللازمة على الحدود مع سوريا لردع خطر التنظيم عن الأراضي التركية، على حد قوله.

وقال داود أغلو أن بلاده سترد على “أي اعتداء من قِبل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” الذي تصفه أنقرة بأنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

 

ونقل موقع “ترك برس” رئيس الوزراء التركي قوله: ” لقد قامت الولايات المتحدة بتزويد الجيش العراقي بأسلحة متطورة وفتاكة في الموصل. لكن رأينا كيف أن الجيش العراقي انسحب من الموصل تاركين أسلحتهم ليحصل تنظيم داعش على تلك الأسلحة المتطورة”.

 

وتابع: “ومن غير المستبعد ألّا يقوم تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي بتسليم أسلحته لتنظيم حزب العمال الكردستاني لاحقا. فلا يوجد ضمانات لعدم حدوث هذا الاحتمال”.

 

وفيما يخص الاعتداء الذي أودى بحياة 97 شخصا، صرّح داود أوغلو بأنّ التوقيت الزمني له مدلولاته وإنّ هذه العملية تهدف إلى إبعاد تركيا عن الساحة السورية وانشغالها بالأمور الداخلية فقط، وفقا لتعبيره.

 

الحرس الثوري الإيراني يتوعد بـ”اجتثاث” داعش ووزير الإعلام السوري ينفي وجود قوات لطهران ببلاده

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن قواته “لن يهدأ لها بال” قبل القضاء على تنظيم داعش، في حين غطت التقارير الإعلامية الإيرانية بشكل كبير الأنباء حول المعارك الدائرة قرب مدينة حلب التي يشارك فيها حزب الله والجيش السوري، في وقت كان فيه وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي يشير إلى “ارتفاع بمنسوب التفاؤل” ببلاده، نافيا وجود قوات إيرانية بسوريا.

 

ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية عن القائد العام لقوات الحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، قوله إن سوريا ستشهد خلال الأيام القادمة ما وصفها بـ”انتصارات كبرى ، خلافا لما تترقبه الولايات المتحدة الأمريكية” مضيفا أن الإيرانيين يدركون جيدا بأن سوريا “داعمة لجبهة المقاومة الاسلامية في مواجهة الاستكبار وكيان الاحتلال الصهيوني” على حد زعمه.

 

وأكد جعفري، أن قوات الحرس الثوري “لن يهدأ لها بال حتى تجتث جذور عصابة داعش الإرهابية بشكل كامل” دون أن يحدد طريقة القيام بذلك عبر قوات الحرس الثوري، مضيفا أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، وصف سوريا بأنها “الخط الأمامي لجبهة الثورة الإسلامية” وفقا للوكالة.

 

أما وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية، فأوردت تقريرا ميدانيا من حلب قالت فيه إن قوات من “الجيش السوري وحزب الله” تمكنت من “السيطرة على منطقة كفر تونه والسوق الحرة في ضواحي شمال شرق محافظة حلب وتطهيرها من وجود تكفيري داعش” مضيفة أن “قوات الجيش السوري والمقاومة” تقوم بتعزيز مواقعها في تلك المناطق الواقعة بـ”المدخل الشمالي” لحلب.

 

وفي دمشق، أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن الجيش السوري “أثبت قدرة استثنائية على الثبات والصمود واستطاع أن يحمي الدولة والشعب وقدم تضحيات كبيرة” معتبرا أن ما وصفه بـ”منسوب التفاؤل” بات أكبر اليوم “بعد تقدم الجيش في أكثر من بقعة جغرافية ومساهمة القوى الجوية الروسية الفعالة في العمليات العسكرية.”

 

وقال الزعبي، في لقاء مع قناة “الميادين” ليل الثلاثاء، إنه ما من “وجود لقوات إيرانية على الأرض السورية بل بعض المستشارين الذين يقومون بمهمات استشارية لا أكثر”، متحدثا عن ضرورة وجود “عمل مشترك سوري عراقي حقيقي عسكريا وسياسيا وأمنيا واستخباراتيا في مواجهة داعش” وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية.

 

ضابط أمريكي: غارات روسيا بسوريا عشوائية ودون نتائج بينما قتلت ضرباتنا 70 قياديا بداعش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أقر ضابط أمريكي رفيع المستوى بحصول حادث هو الأول من نوعه في السماء السورية بين الطائرات الأمريكية والروسية، تمثل في وصول المقاتلات إلى منطقة باتت فيها مرئية من الطرف الآخر بالعين المجردة، مضيفا أن الضربات الروسية لم يكن نتائج ملموسة بعكس الغارات الأمريكية التي أدت لمقتل العشرات من قادة داعش.

 

وقال العقيد ستيف وارين، الناطق باسم القوات الدولية التي تقودها أمريكا لمواجهة تنظيم داعش، إن طائرتين أمريكيتين وطائرتين روسيتين حلقتا بشكل متجاور ضمن “مجال الرؤية” الذي يتراوح بين عشرة وعشرين ميلا.

 

وتابع وارين بالقول إن الطائرات تابعت التحليق دون حوادث وقد “تابعت كل جهة تنفيذ عملها” مضيفا أن الحادث وقع السبت ولم يُكشف عنه رسميا قبل الثلاثاء.

 

ولكن وارين انتقد الضربات الجوية الروسية المنفذة في سوريا، واصفا إياها بأنها “متهورة وعشوائية وغير مسؤولة” في تصريح يتزامن مع اتهام جهات أمريكية وأخرى بالمعارضة السورية لموسكو بتنفيذ ضربات ضد مواقع لمعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد لا يرتبطون بصلة بتنظيم داعش.

 

وأضاف وارين أن “جزءا ضئيلا” من الغارات الروسية على سوريا استهدفت داعش، مضيفا أن الضربات لم تسفر عن نتائج ملموسة بعد وأنها دعمت نظام الأسد” مستدلا بالمقابل بنتائج الضربات الجوية الأمريكية ضد داعش، والتي قال إنها أدت إلى مقتل 70 قياديا كبيرا في صفوف التنظيم منذ مايو/أيار الماضي، ما أرغم المسلحين على الانشغال باستبدال قادتهم.

 

وأكد الضابط الأمريكي أن تنظيم داعش بات بفعل الضربات الجوية الأمريكية مصابا بـ”الرهاب” وقلق على سلامة الشخصيات الكبيرة والقادة في صفوفه.

 

الائتلاف الوطني السوري: غارات روسية تدمر مركزاً لتلقيح الأطفال بإدلب

روما (13 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض عن “إدانة قصف طائرات حربية روسية مركزاً لتلقيح الأطفال في قرية التماعنة” بريف إدلب

 

وذكر الائتلاف في بيان ان “القصف أدى إلى تدمير المركز، حيث كان يقدم خدماته لقرابة ١١ ألف طفل”. وأضاف “لم ينتظر الاحتلال الروسي طويلاً حتى أفصح عن استراتيجيته المتوافقة مع السلوك الإرهابي لنظام الأسد، والتي تشمل عمليات تدمير ممنهجة طالت كتائب الجيش السوري الحر، والمدنيين والتجمعات المأهولة، ولم توفر الآثار ودور العبادة، وطالت اليوم مراكز طبية تعنى بالأطفال”، على حد وصف البيان.

 

ورأى الائتلاف “إن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن؛ ليس إدانة ذلك العدوان فحسب؛ بل العمل على وقفه فوراً، ومعاقبة كل من يتورط بارتكاب جرائم حرب وإبادة في سورية”، على حد وصفه

 

لافروف: واشنطن ترفض تعميق المحادثات العسكرية بشأن سوريا

موسكو (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الولايات المتحدة رفضت ارسال وفد عسكري على مستوى عال إلى موسكو لبحث تعميق تنسيق القتال في سوريا كما كان مقترحا من موسكو.

 

وأضاف أن الاقتراح تقدم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى نيويورك بنهاية سبتمبر أيلول.

 

وتابع ان الاقتراح تضمن أيضا إرسال وفد روسي بقيادة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف للولايات المتحدة كخطوة تالية. وقال يوم الثلاثاء إن واشنطن أبلغت موسكو أيضا أنها لن تستقبل الوفد الروسي.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

 

لافروف: لم تطلب أي دولة أخرى غير سوريا مساعدة عسكرية من روسيا

موسكو (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء إن روسيا لم تتلق طلبات دعم عسكري مباشر إلا من سوريا وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتخذ القرار بشأن مثل هذه الطلبات عندما تقدم.

 

وأضاف أن روسيا تتابع الموقف في العراق عن كثب وكذلك أفغانستان لكن سوريا فقط هي التي طلبت دعما مباشرا حتى الآن.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى