أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 09 كانون الثاني 2015

 

«داعش» يذبح إمام مسجد في الحسكة

لندن – «الحياة»

 

شنت مروحيات النظام السوري نحو 10 غارات بالبراميل المتفجرة على حلب أمس بعد استيلاء فصائل المعارضة على مناطق جديدة على أبواب المدينة كان النظام سيطر عليها العام الماضي في إطار خطته تطويق ثانية كبريات مدن سورية. وبدت الغارات على حي مساكن هنانو وكأنها انتقام لفشل خطة محاصرة حلب. وترافق هذا الفشل مع هجوم جديد شنته فصائل المعارضة الإسلامية على بلدتي نبل والزهراء في ريف المحافظة التي يتحصن فيهما مقاتلون شيعة مؤيدون للنظام

 

وذكر تقرير لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أعدم بقطع الرأس إمام مسجد في معقله بمدينة الشدادي في محافظة الحسكة بعد إدانته بتهمة «سب الذات الإلهية»، على رغم أن ثلاثة من أبناء الإمام ينتمون إلى التنظيم، وفق «المرصد».

 

وقال تقرير آخر لـ «المرصد» أمس، إن «المحكمة الشرعية» و «كتائب أبو عمارة» رمت شاباً من سطح مبنى مشفى البيان بحي الشعار في حلب، بتهمة «ممارسة الفعل المنافي للحشمة مع ذكور»، إلا أن الشاب لم يفارق الحياة، فعاجله عناصر الكتيبة بإطلاق النار عليه. كما ذكر «المرصد» أن «كتائب أبو عمارة» أعدمت بالقرب من مشفى البيان خمسة رجال -اثنان منهم من عائلة واحدة- بتهمة أنهم «خلايا للنظام»، حيث أطلقت النار عليهم وسط تجمهر عشرات المواطنين في منطقة الإعدام.

 

وأورد «المرصد» معلومات مفصلة عن عمليات الإعدام التي تقوم بها جماعات المعارضة، مشيراً إلى أن تنظيم «جند الأقصى» نفّذ في 18 كانون الأول (ديسمبر) الماضي حد «الرجم حتى الموت» بحق سيدتين من بلدة سراقب في محافظة إدلب كان قد اعتقلهما بتهمة الزنا. وفي 3 من الشهر ذاته، نفذ تنظيم «داعش» حد «الرجم حتى الموت» على رجل بتهمة الزنا في مكان الكنيسة القديمة قرب ساحة الفيحاء في مدينة البوكمال التابعة لـ «ولاية الفرات» بريف مدينة دير الزور. وفي 12 من الشهر نفّذ «داعش» العقوبة نفسها بحق رجل وسيدة متزوجين، وذلك على أطراف مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي. وشارك عناصر من التنظيم وبعض الأهالي بتنفيذ «حد الرجم».

 

«داعش» يشيد بـ «أبطال» مجزرة باريس

باريس – أرليت خوري

 

في وقت خيّم الحداد والخشوع على فرنسا غداة المجزرة في مقر صحيفة «شارلي إيبدو» التي أسفرت عن 12 قتيلاً، وصف تنظيم «داعش» في بيان بثته إذاعة «البيان» التابعة له، منفذي الاعتداء بأنهم «جهاديون أبطال»، ما أعاد إلى الأذهان بيانات التنظيم الإرهابي الأخيرة التي حضت على قتل الفرنسيين «بكل الوسائل» (المزيد).

 

وعزز القلقَ والخوف في فرنسا اعتداءاتٌ أمس، من بينها إقدام مسلح مجهول على قتل شرطية رمياً بالرصاص في ضواحي باريس، وتعرض مساجد في أماكن مختلفة لاعتداءات، في حين صعدت أجهزة الأمن مطاردتها للمشبوهين بتنفيذ المجزرة وهما الشقيقان شريف وسعيد كواشي (32 و34 سنة) من مواليد باريس وأصول جزائرية، واللذين كُشفت هويتهما إثر العثور على بطاقة تحمل اسم سعيد داخل سيارة كانا فرا بها بعد الاعتداء، وتركاها في منطقة على مشارف باريس.

 

وتركزت عملية ملاحقة الشقيقين في منطقة فيليه – كوتريه (شمال)، إثر إبلاغ موظف في محطة للوقود عن تعرضهما له. وكانت الشرطة وزعت ليل الأربعاء – الخميس صورتي الشقيقين، مشيرة إلى أن شريف الأصغر سناً، سجن عام 2008 بتهمة الانتماء الى شبكة جندت «جهاديين» للقتال في العراق.

 

واعتقلت أجهزة الأمن 7 مقربين من الشقيقين، فيما سلم شريكهما المزعوم حميد مراد (18 سنة)، وهو صهر شريف، نفسه إلى شرطة منطقة شارلوفيل – ميزيير (شمال شرق) «بعدما تداولت شبكات التواصل الاجتماعية اسمه».

 

وعلى رغم الدعوات التي أطلقها مسؤولون في مقدمهم الرئيس فرنسوا هولاند لـ «الوحدة والتضامن» والإدانات التي أصدرها ممثلو الجالية المسلمة الفرنسية، تعرضت مساجد في مناطق عدة لإطلاق نار أو تفجير، ما يشير إلى أن الإجماع السياسي الواضح على وحدة الصف، قد لا يلقى صدى كافياً في الشارع. ودفع ذلك أحد معلقي البرامج التلفزيونية الساخرة إلى القول إن «حصيلة مجزرة شارلي إيبدو هي 12 قتيلاً و 5 ملايين جريح مسلم».

 

وزاد ثقل الصدمة، نبأ مقتل شرطية بلدية نتيجة إصابتها برصاص مسلح مجهول فتح النار على عناصر أمن في ضاحية مونروج جنوب باريس. وأفاد شهود بأن المهاجم حمل رشاشاً وارتدى سترة واقية من الرصاص، وأطلق النار على الشرطية وعامل بلدية آخر أصابه بجروح، قبل أن يفر على متن سيارة من طراز «رينو كليو» عثر عليها لاحقاً.

 

وأثار الحادث تساؤلات حول احتمال أن يكون منفذه أحد الإرهابيين الذين هاجموا «شارلي إيبدو». لكن وزير الداخلية برنار كازنوف الذي توجه إلى مونروج، دعا إلى «التروي» و «الهدوء» لتسهيل وصول التحقيقات إلى نتائج.

 

واعتبر أمس يوم حداد وطني في فرنسا، التي نفذت في منتصف النهار دقيقة صمت حداداً على ضحايا هجوم «شارلي إيبدو»، فيما تقرر تنكيس الأعلام على المباني الرسمية لمدة ثلاثة أيام.

 

واختار هولاند التواجد في مقر الدائرة المركزية للشرطة خلال دقيقة الصمت، تضامناً مع الشرطيين القتلى الذين كلفوا أمن الصحيفة، وأحدهم أحمد مرابط، المسلم التونسي الأصل الذي قتل بدم بارد. وعاد هولاند إلى قصر الإليزيه ليواصل تشاوره مع رموز القوى السياسية، وتأكيد التضامن الوطني.

 

ومن بين الزوار الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بصفته رئيس حزب «التجمع من اجل الحركة الشعبية» اليميني المعارض، الذي لم يدخل القصر الرئاسي منذ مغادرته إياه بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية عام 2012. وصرح ساركوزي بعد لقائه هولاند، أن الظرف القائم يتطلب «قدراً من الحزم وإجراءات ردع قوية»، على رغم إقراره بتعذر ضبط الأمن بنسبة مئة في المئة.

 

إلى ذلك، دعا «مجلس الديانة المسلمة» و «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية»، الأئمة في كل مساجد فرنسا إلى «إدانة العنف والإرهاب بأقصى حزم» خلال خطب صلاة الجمعة اليوم. وأورد بيان صدر بعد اجتماع الهيئتين في مسجد باريس، أن «مسلمي فرنسا مدعوون إلى إعادة تأكيد رغبتهم في العيش المشترك بسلام، وفي ظل احترام قيم الجمهورية»، ما يشير إلى صعوبة موقف مسلمي البلاد، المضطرين إلى تأكيد تميزهم عن إرهابيين يقتلون باسم ديانتهم.

 

كذلك، دان مجلس السفراء العرب في باريس «الفعل الإجرامي الشنيع»، مبدياً تضامنه مع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا. وأكد المجلس في بيان تمسك الدول الأعضاء في الجامعة العربية بمحاربة الإرهاب والحفاظ على قيم التسامح.

 

في الوقت ذاته، انعكست المجزرة في باريس قلقاً في عواصم غربية عدة عمدت إلى تشديد إجراءات الأمن تحسباً لاعتداءات مماثلة، والاستنفار في مواجهة هذه الظاهرة. ورفعت حال التأهب الأمنية في إسبانيا وإيطاليا وبريطانيا. وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عزمه على اقتراح برنامج جديد لمكافحة الإرهاب على الدول الأعضاء.

 

في المقابل، دعا الاتحاد الأوروبي إلى إظهار الوحدة وحض الناس على «الفصل التام بين الإرهاب والإسلام». وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد فدريكا موغريني: «لا يوجد دين يمكن أن يبرر ارتكاب مثل هذه السلوكيات القاسية واللاإنسانية».

 

أوباما: فلتحيا فرنسا

أوباما يكتب على سجل التعازي في السفارة الفرنسية في واشنطن أمس. (رويترز)

واشنطن – أ ف ب

 

وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة تضامن قوية عندما كتب أمس: “فلتحيا فرنسا” على سجل التعازي في السفارة الفرنسية في واشنطن، على غرار آلاف رسائل التضامن من الولايات المتحدة لحليفتها بعد الاعتداء الدامي على صحيفة “شارلي إيبدو”.

 

وتأتي هذه المبادرة من جانب الرئيس الأميركي على خلفية توافق ديبلوماسي نسبي بين واشنطن وباريس، اللتان تحاربان معاً متطرفي “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسورية. ومع أن الحليفين يختلفان حول بعض الملفات، فإن أجواء الفتور التي سادت في علاقاتهما خلال الحرب على العراق في 2003 باتت بعيدة.

 

وقام أوباما بزيارة غير متوقعة مساء أمس إلى السفارة الفرنسية في واشنطن لتوقيع سجل التعازي تكريماً لضحايا الاعتداء على الصحيفة الساخرة، والذي أوقع 12 قتيلاً.

 

وكتب أوباما: “باسم كل الأميركيين أعبر للفرنسيين عن تضامننا بعد هذا الاعتداء الإرهابي الرهيب في باريس… بصفتنا حلفاء عبر العصور نحن متحدون مع أشقائنا الفرنسيين لضمان تحقيق العدالة… نحن نتقدم معاً ومقتنعون بأن الإرهاب لن ينتصر على الحرية وعلى قيمنا وعلى القيم التي تنير العالم. فلتحيا فرنسا”.

 

وقال السفير الفرنسي في واشنطن جيرار آرو: “إنها مبادرة قوية جداً واستثنائية”. وأضاف في تغريدة على “تويتر”: “قلت للرئيس أوباما إننا تأثرنا جداً لرد فعل الأميركيين (…)، وللدعم الذي تلقيناه”.

 

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال الأربعاء: “نقول لسكان باريس، والفرنسيين جميعاً، إن كل الأميركيين يقفون إلى جانبكم”.

 

واعتبر كيري الذي يتحدر قسم من عائلته من أصل فرنسي واعتاد شخصياً زيارة باريس أن “أي بلد لا يدرك أكثر من فرنسا أن للحرية ثمناً، لأن من فرنسا انطلقت الكثير من المبادئ الديموقراطية”.

 

وقارن بعض النواب الأميركيين الاعتداء على الصحيفة باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، التي أحدثت صدمة في الولايات المتحدة، وأثرت على سياستها الخارجية.

 

ورداً على عبارة “نحن كلنا أميركيون” الذي أوردته آنذاك الصحف الفرنسية، اعتبر السيناتور الديموقراطي ديك دوربن أن “في هذه اللحظة المأسوية، نحن كلنا باريسيون، كلنا فرنسيون”.

 

وعبر عدد من أعضاء الكونغرس عن تضامنهم على سجل التعازي المتوافر على الإنترنت من خلال مئات الرسائل، ومن بينها رسائل لأميركيين فضلوا عدم كشف هويتهم.

 

وكتب أحدهم: “لم أكن لأعرف الحرية بصفتي أميركي لولا مساعدة فرنسا عندما كنا نخوض حرباً من أجل الاستقلال”، في إشارة إلى الثورة الأميركية في نهاية القرن الـ 18، والتي تلقت دعماً من مقاتلين فرنسيين بقيادة لافاييت.

 

وتابعت الرسالة ذاتها، ومصدرها ولاية فيرجينيا: “عندما تتعرض فرنسا لهجوم، أشعر وكأن أميركا تتعرض أيضاً لهجوم. أنا شارلي”.

 

من جهتها، اعتبرت نقابة الممثلين في هوليوود أن “حرية التعبير ليست فقط مدرجة في الدستور الأميركي، بل هي أيضاً حق إنساني عالمي”.

 

معارك عنيفة في نبل والزهراء بحلب أهالي البلدتين استعادوا شوارع من “النصرة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أب، أ ش أ، روسيا اليوم)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان “جبهة النصرة” (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) تدعمها كتائب إسلامية تمكنت من السيطرة على شوارع في القسم الجنوبي من بلدة الزهراء ومبان في القسم الشرقي من بلدة نبل اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية.

وقال :”بدأت جبهة النصرة مدعمة بفصائل إسلامية هجومها بسبع دبابات من الجهة الجنوبية على بلدة الزهراء، والهجوم من جهة ماير على بلدة نبل، وتمكنت من السيطرة على شوارع في القسم الجنوبي من بلدة الزهراء ومبان عدة في القسم الشرقي من نبّل، قبل أن تتمكن قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام ومسلحين محليين من البلدتين من استعادة السيطرة على الأجزاء التي سيطرت عليها النصرة والكتائب، فيما لا يزال هناك مقاتلون من جبهة النصرة يتمركزون في منشر الحجر وورشة الحديد على أطراف بلدة نبّل، كما قصفت قوات النظام منطقة الاشتباك بالتزامن مع قصف للطيران الحربي على المنطقة ذاتها”.

وأضاف ان “الاشتباكات اسفرت عن مقتل 9 عناصر من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام والمسلحين المحليين من نبّل والزهراء، الى مصرع 6 عناصر على الأقل من جبهة النصرة وإعطاب دبابتين من الدبابات المهاجمة للبلدة. وتعد هذه المرة الأولى التي تتمكن فيها جبهة النصرة من الدخول إلى شوارع بلدتي نبل والزهراء”.

وقالت “النصرة” في صفحتها بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي انها دمرت مساجد للشيعة لدى قصفها نبل والزهراء اللتين يبلغ عدد سكانهما نحو 40 الف نسمة.

وبثت قناة “روسيا اليوم” ان وحدات حماية نبل والزهراء تمكنت من صد هجوم “النصرة” وقتل أكثر من 45 مسلحاً من الجبهة والكتائب المتحالفة معها.

وأوردت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان اللجان الشعبية في نبل والزهراء استولت على ثلاث دبابات وعربة “بي ام بي “بعد قتل من فيها من مسلحي “النصرة”.

من جهة اخرى، اكد ناشطون أنه لم يسجل سقوط أي قتيل في سوريا الأربعاء الذي بات أول يوم من دون ضحايا منذنشوب الصراع قبل نحو أربع سنوات، بعدما جمدت العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة المعارك.

ومع الاستعدادات للحوار بين المعارضة السورية والنظام في موسكو، أكدت المستشارة الإعلامية والسياسية في الرئاسة السورية بثينة شعبان في مقابلة مع “الميادين”، أن سوريا وافقت على اجتماع موسكو، مشيرة إلى أنه حوار تشاوري تمهيدي مع المعارضة للتحدث عن الأسس التي يجب أن يعقد مؤتمر الحوار عليها.

وقالت إن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان، الذي التقته في النروج على هامش أحد المؤتمرات، أكد لها بعد الانتخابات الرئاسية السورية أن الرئيس بشار الأسد باق في موقعه ولكن يجب إيجاد طريقة للتعامل مع هذا الواقع خصوصاً بعدما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما طالبه بالتنحي.

وفي طهران، رحب مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالمبادرة الروسية، مشيراً إلى أن المبادرة التي طرحتها إيران حول سوريا، كانت تؤكد أيضا على الحوار الوطني، موضحا أن الجانب الإيراني أعرب عن وجهة نظره في هذا الموضوع مع المسؤولين الروس.

 

فرنسا كأنها في “حال حرب” مع مطاردتها مهاجمي “شارلي إيبدو

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تكثفت عمليات البحث في شمال فرنسا عن المشتبه في شنهما الهجوم على مكاتب صحيفة “شارلي ايبدو” الساخرة، بينما ارتدت فرنسا ثوب الحداد مؤكدة وحدتها في مواجهة اعتداء أشاد به تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه.

وأفيد ان منفذي الهجوم الذي أودى بحياة 12 شخصا في قلب باريس شوهدا في منطقة بيكاردي شمال باريس ظهر الخميس، حيث فرضت حال الانذار القصوى بين اجهزة مكافحة الارهاب. وكانت قوات التدخل في الشرطة والدرك تمشط المنطقة التي تحلق فوقها مروحيات بحثاً عن شريف وسعيد الكواشي، وقت عرضت شاشات التلفزيون صور الدوريات المسلحة والحواجز التي تتولى تفتيش السيارات.

وتعززت فرضية الارهاب الاسلامي بعد العثور في سيارة المشتبه فيهما التي تركاها في باريس الاربعاء على علم جهادي وعشرات من الزجاجات الحارقة. ووضع سبعة أشخاص من أوساط المشتبه فيهما قيد الحبس الاحتياطي بعد توقيفهم ليلاً. وسلم رجل في الثامنة عشرة من العمر يشتبه في انه متآمر معهم نفسه الى الشرطة.

وأجواء التوتر الشديد هذه التي ذهب بعض المعلقين والسياسيين الى وصفها بأنها “حال حرب”، وبعدما اختارت صحيفة “الموند” عنواناً لصفحتها الأولى: “11 ايلول فرنسي”، تفاقمت مع مقتل شرطية شابة واصابة موظف بلدي في اطلاق نار حصل في وقت مبكر الخميس في مونروج بضواحي باريس الجنوبية. وكلف قضاة متخصصون في مكافحة الارهاب التحقيق في اطلاق النار. وأوضحت النيابة في بيان ان القرار اتخذ “نظراً الى الظروف الراهنة”، ولكن لم تثبت بعد أي علاقة بين اعتداء الاربعاء على مكاتب المجلة الساخرة واطلاق النار الذي حصل الخميس. ويجري البحث عن شخص يرتدي سترة واقية من الرصاص ويحمل بندقية رشاشة.

ونظمت تظاهرات ومسيرات تضامن في العالم أجمع، من بروكسيل الى كينشاسا مروراً بجنيف وهونغ كونغ والقدس، بمشاركة رسامي كاريكاتور عبروا عن ألمهم وتضامنهم مع الصحيفة. وصلى البابا فرنسيس من أجل ضحايا الهجوم “الوحشي”.

ومنذ مساء الاربعاء، تعرضت مساجد عدة لهجمات في فرنسا اشتبه في ان بعضها تم بدافع الانتقام بعد الاعتداء على الصحيفة الساخرة. واعرب ممثلون للطائفة المسلمة في فرنسا عن خشيتهم من ردود فعل انتقامية. وندد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف “بأشد العبارات بأعمال العنف أو انتهاك حرمة” المساجد.

واستقبل الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه سلفه ومنافسه اليميني السابق نيكولا ساركوزي الذي صرح بعد اللقاء: “انها حرب معلنة على الحضارة، والحضارة عليها مسؤولية الدفاع عن نفسها”.

وسيستقبل هولاند اليوم زعيمة الجبهة الوطنية (اليمينية المتطرفة) مارين لوبن وكذلك زعماء احزاب سياسية أخرى.

وفي حين نظم تجمع تضامني حاشد بمشاركة الآلاف مجددا مساء الخميس في ساحة الجمهورية بباريس، أعلن محامي “شارلي ايبدو” ان الصحيفة ستصدر الاربعاء المقبل مليون عدد نسخة بدل 60 الفا.

وتحدث وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف عن عقد اجتماع وزاري أوروبي – أميركي الاحد في موضوع الارهاب، أكد مسؤول اميركي ان وزير العدل الاميركي اريك هولدر سيشارك فيه.

وأعرب رئيس المفوضية الاوروبية جان – كلود يونكر في ريغا عن عزمه على اقتراح برنامج جديد لمكافحة الارهاب على الدول الاعضاء “في الاسابيع المقبلة”.

 

حلب: فشل هجوم عنيف على قريتي نبّل والزهراء

علاء حلبي

نفى مصدر ميداني لـ”السفير” كل ما أُشيع عن اقتحام مسلحين متشدّدين قريتي نبّل والزهراء، موضحاً أن القريتين تعرضتا لهجوم عنيف، إلّا أنه انتهى بـ”فشل ذريع، وعشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين”، بحسب تعبيره.

وأشار المصدر إلى أنّ الهجوم، الذي بدأ صباح أمس، تمّ من محاور عدّة أبرزها المحور الشرقي (من جهة قرية ماير) بعد قصف تمهيدي عنيف طال معظم أرجاء القريتين، حيث تسببت القذائف بإصابة ومقتل عدد من سكان القريتين المحاصرتين من قبل فصائل إسلامية متشدّدة.

ويعتبر هذا الهجوم، الذي نفذه مسلحو “الجبهة الشامية” (تجمّعٌ جديد للفصائل المسلحة يضم: “الجبهة الإسلامية”، “جيش المجاهدين”، “حركة نور الدين الزنكي”، “تجمع فاستقم كما أمرت”، وفصائل أخرى محلية)، هو الثاني من نوعه على القريتين بعد فشل الهجوم الذي نفذته “جبهة النصرة” والذي مني بفشل ذريع.

وأكد مصدر من داخل القريتين الواقعتين شمالي حلب، أنّ القوات المدافعة عن القريتين تمكّنت من تدمير عدة آليات عسكرية، و”اغتنام 3 دبابات وعربة بي ام بي، وقتل أكثر من 50 مسلحاً”، موضحاً أنّ طائرات حربيّة شاركت في صدّ الهجوم.

 

خطة «تجميد القتال» في حلب تترنح تحت وطأة التفاصيل

دي ميستورا يطلب زيارة دمشق

زياد حيدر

طلب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا موعداً لزيارة دمشق بداية الأسبوع الثالث من كانون الثاني الحالي، وذلك قبل أيام من الحوار الذي تنوي المعارضة عقده في القاهرة، وعشرة أيام من موعد اللقاء المزمع التئامه في موسكو بين وفد الحكومة وشخصيات من المعارضة.

وقالت مصادر سورية، لـ «السفير»، إن دي ميستورا يرغب في مناقشة الأفكار التي سبق وطرحها في زيارته الثانية إلى دمشق خريف العام الماضي، والتي حاول مساعده السفير رمزي رمزي الخوض في «تفاصيل تنفيذها» في كانون الأول الماضي عبر لقاءات عديدة عقدها في مبنى الخارجية السورية، وأخرى في مقر إقامته في فندق «شيراتون دمشق»، وشملت معاوني وزير الخارجية إضافة إلى شخصيات من المعارضة الداخلية، وصحافيين وناشطين.

ووفقا لما علمته «السفير» فإن رمزي لم يستطع انتزاع كلمة «اتفاق» على أي من بنود تصور البعثة الأممية لموضوع «تجميد» الصراع في حلب. ورغم أن زيارة دي ميستورا إلى دمشق كانت متوقعة بكل الأحوال بداية العام الحالي، خصوصا وأنه أخبر الجانب السوري أنه سيبقي على علاقة حيوية مع الحكومة السورية، إلا أن زيارته، في حال حصلت، ستأتي في سياق تعثر اتفاق الطرفين على أسلوب ناجع لتطبيق فكرة التجميد، علما أن دمشق أبدت موافقتها على «ما تم طرحه في زيارة دي ميستورا الثانية» وليس «في مناقشات مبعوثه»، وذلك ضمن الإطار «الذي لا يضر بسيادة سوريا، ونفوذ الدولة على أية مساحة جغرافية في البلاد»، والمقصود هنا حلب، بشكل خاص.

وأكد مصدر سوري واسع الاطلاع لـ «السفير» أنه «لم يتم الاتفاق على شيء» لاحقا، مشيراً، من دون الخوض في التفاصيل، إلى أن تصور الطرفين لفكرة التجميد لا يزال يأتي من منظورين مختلفين ومن خلفيات متضاربة.

ورفضت دمشق مجمل الأفكار التي طرحها رمزي، وطلبت من ممثل المبعوث الدولي أن يعود «للفكرة الأساس في المشروع، والتي طلبت دمشق تنفيذها، وتتمثل في انتزاع اعتراف من الدول الراعية للمجموعات المسلحة بوقف تمويلها، ودعمها». وترى القيادة السورية أن قدرة دي ميستورا على إقناع الدول الراعية للفصائل المسلحة بوقف القتال والتمويل هي «نقطة البداية»، وإن كانت تعتبرها «مهمة معقدة، ولكنها تبقى حجر الأساس».

وسبق لوزير الخارجية السوري وليد المعلم أن حدد شروط قبول التجميد، وفي بدايتها «الحصول على التزام الأطراف الأخرى بوقف القتال، إضافة لعودة المناطق الخاضعة لسلطة المعارضة إلى سيطرة الدولة».

وتعتبر «جبهة النصرة»، جناح تنظيم «القاعدة» في الشام، من أكثر الفصائل نفوذاً داخل مدينة حلب، فيما يعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» من الأكثر انتشارا في ريف المدينة، وهو ما يعيق بقوة الوصول لأية اتفاقات معها.

كما يأتي الطلب السوري في سياق استنتاج دمشق بأن «الحرب العالمية على الإرهاب» يجب أن تحظى بالمرتبة الأولى في أي اتفاق دولي معها. إلى ذلك، وفي حين أعلن «الائتلاف الوطني» و «تيار بناء الدولة السورية» مقاطعة لقاء موسكو بين المعارضة والسلطة السورية، فان «هيئة التنسيق الوطني» لم تحسم موقفها بعد.

وقال مصدر سوري، في وقت سابق لـ «السفير»، إن «دمشق كسبت العام الماضي معركة كشف الخطر الحقيقي على العالم وهو الإرهاب، وممولوه»، أما «المعركة السياسية فلا تتقدم بذات المستوى، وتحتاج وقتا أطول».

وأمس صدر عن وزارة الخارجية السورية بيان يدين فيه الهجوم على صحيفة «شارلي ايبدو» في باريس، لكنه يؤكد أن هذا الإرهاب هو «ارتداد على سياسة داعميه»، مشيراً إلى ضرورة «الالتزام بمكافحة الإرهاب بكل أشكاله، ومساءلة الدول التي قدمت ولا تزال مختلف أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية».

وتسعى بعثة دي ميستورا إلى تجميد لمناطق النزاع في حلب، مع حفاظ قوات الأطراف المختلفة على مواقعها، وإنعاش الإدارة المحلية والتي ستحظى بنوع من الاستقلالية في إدارة شؤونها في مناطق سيطرة المعارضة، وذلك مع وعود بتقديم الأمم المتحدة تمويلا لإعادة الإعمار في المدينة، ولا سيما في قطاعي التعليم والصحة.

وتريد الحكومة السورية، من جهتها، تجميداً يحررها من معارك استعادة السيطرة على حلب من دون الالتزام بعدم خوض معارك في مناطق أخرى في الريف. وتنظر دمشق إلى التقدم الميداني الذي حققته فصائل مسلحة في اليومين الماضيين في محيط حلب، ولا سيما في البريج، كما المعارك الحاصلة حاليا هناك، على أنها تأتي في سياق واحد، يتمثل في «صعوبة فصل الميداني عن السياسي» وأنه يمثل «نوعا من الضغط الدولي» باتجاه فكرة التجميد.

و»لا تغري» الأفكار التي طرحها رمزي على دمشق، بخصوص التقدم بمشروع لـ «إعادة الإعمار» في حلب، ولا سيما أن دمشق لا تنظر إلى «فكرة إعادة الإعمار من باب المساومة السياسية والعسكرية»، ناهيك عن أن هذه المشاريع لم تطرح بصدد مناطق أخرى، كحمص وريفها، وهو ما دفع، إلى تشكيك أحد المسؤولين البارزين «بهذا الإغراء»، متسائلاً «كيف لمنظمة تعاني عجزاً في تأمين الغذاء والدواء للاجئين» أن تقوم بهذا العمل.

 

المعارضة السورية ومؤتمر موسكو: مقاطعة.. ومشاورات

طارق العبد

أيام قليلة وينطلق لقاء موسكو التشاوري بين الحكومة السورية وشخصيات من المعارضة في الداخل والخارج، لكن جزءاً من الكيانات السياسية للمعارضة لا يبدو على وفاق مع الدعوة الروسية للقاء الذي سيعقد بمن حضر. وفيما يبدو قرار «الائتلاف الوطني» متوقعاً بالغياب، كانت المفارقة بقرار مماثل من معارضين في الداخل.

وكانت الأسابيع الماضية شهدت سلسلة لقاءات مكثفة بين قيادات المعارضة بين اسطنبول والقاهرة ودبي، وجمعت شخصيات من «هيئة التنسيق» و«تيار بناء الدولة»، بالإضافة إلى «الائتلاف»، الذي قال العضو فيه بسام الملك، لوكالة «الأناضول»، إن «الائتلاف قد اتخذ قراره بالإجماع بعدم الذهاب إلى موسكو»، معتبراً أن «أي عضو يخالف ما أقرته الهيئة العامة سيتم فصله».

وفيما لا يزال معاذ الخطيب وشخصيات مثل فاتح جاموس وبعض الأحزاب المرخصة في الداخل يميل للمشاركة في الاجتماع في موسكو، لم تحسم «التنسيق» قرارها بعد، حيث أشار مسؤول الإعلام في الهيئة منذر خدام إلى أن «الأمر ما زال خاضعاً لمشاورات المكتب التنفيذي»، فيما اعتبر مصدر من معارضة الداخل أن «أعضاء التنسيق متحفظون على إرسال الدعوات بشكل شخصي».

أما «تيار بناء الدولة السورية» فقد أعلن عدم مشاركته أو حضور أي من أعضائه في اجتماعات موسكو. وقال، في بيان، إن «هناك عدة أسباب قد أفرغت اللقاء من جدواه، فالأزمة قد أشبعت تشاوراً، سواء بين قوى المعارضة أو قوى الموالاة، وكان من الأجدى أن تقدم موسكو مبادرة واضحة ذات عنوان عريض وجدول تفاوضي واضح، بالإضافة إلى أنه من المفترض أن تكون الأطراف المدعوة على درجة واسعة من الاختلاف مع السلطة، ولعل دعوة أطراف مقربة منها وتحمل نفس توجهاتها يجعل من اللقاء عبارة عن جلسات من الجدل غير المنتج».

وقال نائب رئيس التيار أنس جودة لـ«السفير» إن «هناك جملة من العوامل أدت لقرار التيار بالغياب عن موسكو، بدأت من الدعوة بشكل شخصي لا تمثيلي، حيث وجهت إلى نائب الرئيس منى غانم بدلاً من رئيس التيار لؤي حسين، ولعل استمرار اعتقال الأخير يشكل سبباً إضافياً لقرارهم».

وأضاف «بطبيعة الحال لا يتوقف عمل التيار على شخص، ولكن ما هو أهم من ذلك هو غياب أي أجندة تفاوضية أو عنوان واضح لهذا المؤتمر، الأمر الذي سيحوله إلى مجرد لقاء غير منتج. وليست هذه هي المبادرة الروسية التي كنا بانتظارها، بل كان من المأمول أن تقدم موسكو مبادرة واضحة تهدف الى تحقيق انتقال ديموقراطي جدي في سوريا. كما أن استمرار اعتقال لؤي حسين وغيره من المعارضين يدل على غياب أي مناخ من السلطة يشجع على بدء العملية التفاوضية».

ورأى جودة أن «التواصل مع باقي مكونات المعارضة، سواء هيئة التنسيق أو الائتلاف قائم قبل الدعوة الروسية وبعدها، بدليل مشاركة التيار في لقاء دبي واستعداده للمشاركة في اجتماع مرتقب في القاهرة». وقال إن «كان الهدف الروسي هو لقاء المعارضة مع بعضها البعض فهو أمر قائم، سواء في موسكو أو غيرها، وإن كان الهدف هو مجرد التواصل مع السلطة فنحن نتواصل مع العديد من المجموعات والقوى الموالية التي تحمل نفس آراء وأفكار السلطة».

وكان لؤي حسين اعتبر، في رسالة وجهها إلى قوى المعارضة من داخل سجنه في عدرا بريف دمشق، أن «الاجتماع التشاوري الذي تدعو موسكو له لا معنى له ولا جدوى»، داعياً «باقي أطياف المعارضة السورية إلى التمسك بمطالبة موسكو كي تقدم مبادرة واضحة ذات عنوان صريح، وجدول أعمال واضح تعرضه عليهم كي يتم قبوله». وأعلن أنه «لا يظن بوجود كيان معارض واحد قادر لوحده على تحصيل ما يكفي من السلطة»، مشدداً على «تشكيل قوة وازنة بهدف إنجاح الحل السياسي».

 

قرار إعادة نشر «رسومات النبي محمد» يقسِّم وسائل الإعلام العالمية بعد الهجوم الدموي على «شارلي إيبدو»

لندن ـ «القدس العربي»: انقسمت مواقف وسائل الإعلام العالمية حيال الرسوم المتعلقة بالنبي محمد، والتي سبق أن نشرتها صحيفة «شارلي إيبدو» ونظر العديد من المسلمين إليها باعتبارها مسيئة، خاصة وأن الإسلام يحظر تصوير الأنبياء.

فبعد الهجوم الدموي على مقر الصحيفة باتت وسائل الإعلام أمام المفاضلة بين خيارين: حرية التعبير والأمن الشخصي.

وتبعا لهذا الانقسام، تباينت التبريرات للقرارات، فالبعض وصف القضية بأنها «حساسة» في حين رأى البعض الآخر أن منع النشر يعني «فرض رقابة» إعلامية تستجيب لمطالب من يوصفون بـ»الإرهابيين».

وقد كانت CNN من بين وسائل الإعلام التي قامت خلال تغطيتها لهذه الأحداث بوصف محتويات الرسوم، ولكنها امتنعت عن إعادة نشرها، وهو قرار تطبقه منذ بداية ظهور تلك الرسومات قبل سنوات.

وقالت ناطقة باسم CNN: «نحن دائما نناقش أفضل الطرق لمعالجة القضايا الأساسية والصور المتعلقة بها عبر جميع وسائلنا الإعلامية، وهذه النقاشات ستستمر اليوم ومستقبلا مع استمرار تطور القضية.»

أما وكالة «أسوشيتد برس» التي تعتبر أكبر وكالة أنباء في العالم، فقد أكدت أن لديها «سياسة راسخة» تقتضي «عدم النشر المتعمد للصور المستفزة»، وأكد ناطق باسم الوكالة أن هذا النوع من الصور يشمل الرسومات الخاصة بالنبي محمد.

من جانبه، قال جاكسون ديل، نائب رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست» في تغريدة له بموقع «تويتر» إن الصحيفة ستقوم بنشر أحد الرسوم التي سبق أن نشرتها صحيفة شارلي إيبدو في «صفحة الآراء» الخميس، ولكنه امتنع عن تحديد طبيعة الرسم المعني، مكتفيا بالقول إنه «سيساعد القراء على فهم القضية» ويعكس التضامن في الوقت نفسه.

وكان لصحيفة «نيويورك تايمز» موقف خاص، إذ ذكرت أنها ستكتفي حاليا بشرح محتويات الصور، بينما قالت شبكة NBC الإخبارية إنها ستمتنع عن بث «عناوين أو رسومات قد تعتبر مسيئة أو ذات طبيعية حساسة،» وينطبق القرار نفسه أيضا على شبكتي CNBC و MSNBC، إلى جانب شبكة ABC التي اتخذت قرارا مماثلا.

من جانبه، قال أحد كبار المدراء في شبكة CBS إن الأخيرة لم تفرض حظرا على نشر الرسومات المتعلقة بالنبي محمد، ولكنها طلبت من محرريها القيام بـ»الحكم الصائب» في الأمور التحريرية، وقد تناولت نشرة الأخبار المسائية للشبكة بعض الرسومات وعرضتها، ولكن المواد التي اختارتها لم تشمل صورا للنبي محمد.

ويبدو أن معظم وسائل الإعلام تأخذ بعين الاعتبار أن الصور الكاريكاتيرية المشابهة لتلك التي تنشرها صحيفة شارلي إيبدو مستفزة للكثير من المسلمين، وتزداد أهمية هذا المعطى بالنسبة لوسائل الإعلام التي لديها مكاتب في الشرق الأوسط، غير أن بعض وسائل الإعلام قررت التعامل بطريقة مختلفة ونشر بعض الصور التي اعتبرت استفزازية، بما في ذلك الصور التي رُسمت للنبي عام 2011، وأثارت ضجة واسعة.

 

ناشطة من حلب: أحرقوا قلب والدي في حكم الأسد الأب وما زلنا نحلم بالحرية

شمس الهادي

انطاكيا ـ «القدس العربي:» لم يتمكن والد ياسمين وهو الآن في منتصف عقده السادس من زيارة سوريا منذ ثلاثة وثلاثين عاما أي منذ «أحداث حماة» كما يطلق عليها السوريون والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف على يد النظام السوري في الثمانينيات، لكن ياسمين «عملت بكل طاقتها كصحافية وفي الدعم الإغاثي والإنساني في المخيمات داخل دول اللجوء من أجل نصرة الثورة السورية التي بدأت عام 2011.

تقول ياسمين وهي ناشطة إنسانية من مدينة حلب بحديث خاص لـ «القدس العربي»: «أحرقوا قلب والدي ثلاثة وثلاثين عاما، لذا كبرت وكبر معي كرهي لنظام البعث القمعي وحقدي بسبب حرمان والدي ومئات آلاف المهجرين معه من أن يتنسموا هواء الوطن، ثمنا لكلمة حق في وجه سلطان جائر».

تتابع «كنت صغيرة جدا أيام الثورة الأولى أي «أحداث حماة»، ولكني ما زلت أذكر حين كان يتهامس الأهل والاصدقاء عن شيء ما يسمونه الأحداث، وما لبثت أن اكتشفت لاحقا بأنها أحداث حماة أو مجزرة حماة، حيث قام النظام حينها بحملة اعتقالات لمعارضيه، والتي تركّزت في أوساط الإسلاميين وبيئتهم الحاضنة، وشملت العمل المنظّم على تفريغ البلاد من نخبها وقياداتها ومثقفيها».

تبين ياسمين أن الاسد الأب «حافظ» اتبع حينها سياسات ممنهجة لإخضاع الناس بالتجويع والحصار الاقتصادي القاتل على السوريين، بهدف إخضاعهم وإلهائهم وحصر همومهم بالحياة المعيشية اليومية، وهكذا وقف السوريون في الطوابير الطويلة للحصول على رغيف خبز أو كيلو سكر أو شاي، وتم إحكام الأمر عن طريق المخصصات التموينية (الكوبونات) التي كانت توزّعها المؤسسات الاستهلاكية بالكفاف على الناس وتمنعها عن المعارضين منهم، وتم ربط كامل سبل المعيشة بما فيها المأكل والمشرب وحتى الزواج بالموافقات الأمنية التي تمنحها الفروع المخابراتية التي توالدت كالفطر في البلاد.

تقول: «الحياة أصبحت في البلد شبه مستحيلة، فقد كان النصف الثاني من الثمانينات الأصعب في حياة السوريين على الإطلاق، إذ لم يعد هناك من معارض ذي شأن للنظام، ومع الشعور بالأمان والاستقرار تحت تأثير السطوة المطلقة تفّرغ مئات الألوف من عناصر الأمن والمخابرات للتدخل بتفاصيل حياة الناس والمتاجرة بهمومهم ومتطلباتهم وحاجياتهم، وكان هذا الأمر يأخذ طابعاً طائفياً بحتاً، فجلّ الجهاز الأمني والمخابـــراتي ينحدر من العلويين الناقمين على الغالبية السنية على اعتبارهم البيئة الحاضنة للإخوان».

أما تحت حكم البعث، فقد ازداد غضب ياسمين بسبب الفساد، فالمدارس لم تكن سوى أجهزة قمعية لإنتاج أجيال من العبيد الذين يرضعون الذل وعبودية الأسد، والمشافي كانت أشبه ما تكون بإسطبلات الحيوانات بل لعل الحيوانات كانت تتمتع أحيانا بمعاملة أكثر إنسانية من هذه المشافي التي كانت تتزعمها عصابات مافيوية قائمة على الولاء للنظام والتبعية لأجهزة المخابرات والمتنفذين على حساب الجودة والمهنية والإنسانية.

وبينت أن سياسة التجويع والحصار الاقتصادي سمحت بملء جيوب عدد من كبار الضباط العلويين وأتباعهم من المقربين للنظام وتشكيل طبقة من الأغنياء المحدثين الذين نافسوا طبقة التجار الأصيلة في المدن، وهكذا كانت سوريا مكانا فقد فيه كل شيء معناه الحقيقي، وكأن لعنة قد حلت على كل شيء لتمسخ وجه المجتمع إلا ممن تفتح عقله بالعلم والدين والانفتاح على الآخرين من المجتمعات البشرية.

نقطة التحول بالنسبة لياسمين كانت مع ثورة البوعزيزي، فما زالت تذكر اليوم الذي عادت فيه إلى المنزل لتجد أنباء ثورة تونس تهز الدنيا، كما لا تنسى ذلك اليوم الذي قفزت فيه فرحا حتى عانقت الثريا يوم سقوط حسني مبارك، يومها دعت الأهل والأصدقاء للاحتفال بهذا الفرح العظيم، ووزعت الحلويات ابتهاجا وهي تبكي.

أما بالنسبة للثورة في سوريا، تقول ياسمين «لا أنسى هذا الفرح الذي انتظرته عقودا، الذي لا يشبهه شيء في درعا الأبية أولى هتافات الحرية فقد حررت أحلامنا وما زلت أشتاق كثيرا لتلك الأيام، أيام المظاهرات السلمية، وأحترق حسرة على ما فقدناه من شهداء، وما تشوه من نقاء ثورة كانت طاهرة كالسماء».

بعد أن تحولت الثورة من السلمية إلى العسكرة، شعرت ياسمين بالضيق لكن على حد قولها إن: قمع النظام وجبروته وظلمه دفع الثورة بهذا الاتجاه متعمدا، وكشفت هذه الثورة قبح العالم بعد التمزق والتنازع وتفرق الأهواء والتبعية للمال السياسي والإملاءات الخارجية ومرورا بعالم قــرر أن يتخلى عن ثورة شعب ليصفها بالحرب الأهلية الطائفية، ويترك الشياطين يصفون بعضهم بأنفسهم، فكل هذه العوامل ساهمت في نشأة التطرف ودفعه إلى واجهة الصراع وإن كان لا يعدو أن يكون نتيجة وليس سببا.

واليوم ما زالت إبنة الثورة الأولى والثانية تحلم بالعدالة والحرية رغم أنها فقدت الكثير من أهلها وتشرد من لم يتشرد بعد من أفراد عائلتها وتوزع على بلدان اللجوء، كما فقد ت العـــديد من أصدقــــائها الذين كانوا يعملون في الإغاثة في مدينة حلب ومنهم الناشط الشهيد أحمد خليفة الذي استشهد على إثر إصابته برصاصة قناص في ظهره. تختتم ياسمين بقولها: «سأبقى أواصل نشاطي بإذن الله مع منظمة المغتربين الحلبية، أنا وإخوتي، في مساعدة وإنقاذ ما نستطيع إنقاذه. أعرف أن هـــــذه المهمة صعبة والحمل ثقيل جدا، ولكن يكفينا أننا استيقظنا ونحن نعرف ما نريد فإما أن نصل إليه أو أن نكون قد فتحنا لمن بعدنا الطريق، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة

 

نوى السورية تفقد أهم رموزها «ضريح الإمام النووي» بعد أن فجره مجهولون

حازم صلاح

درعا ـ «القدس العربي» فجر مجهولون مقام الإمام النووي في مدينة نوى في محافظة درعا جنوب سوريا، بعد زراعة عبوات ناسفة داخل المقام، ليفقد أهل المدينة رمزا طالما تفاخروا به.

وقال الناشط محمد المذيب من مدينة نوى لـ «القدس العربي»، إن: «المدينة قدمت منذ بداية الثورة أكثر من 800 شهيد ولم يخيم عليها الحـــزن كما خـــيم الـــيوم، نكبة حقيقة عاشــتها المدينة، بعد تفجـــير مقــام الإمام النووي الذي يعتبر رمزا لكل أهالي المدينة، فجميع أبنائها منذ عهد أجدادهم عايشوا وجود هذا المقام في مدينتهم».

وأوضح ان الفاعـــل ما زال مجهول الهوية، وأصابع الاتهام مـــوجهة نحو تنظيم «جبهة النصـــــرة» فرع تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام، حيث هدد عناصر من التنظيم مسبقا بتفجــــير المقام، وأكد شهود عيان أن السيارة التي كان يركبها منفذو التفجير تابعة لجبهة النصرة، ولكن التنظيم لم ينف أو يؤكد تنفيذه للعملية، وأشار محمد أن أعداد عناصر النصرة في مدينة نوى تعادل تقريبا ثلث فصائل المعارضـــة الموجودة في المدينة.

وبين المصدر أن العملية ليست الأولى من نوعها في محافظة درعا حيث أقدم عناصر من حركة المثنى القريبة فكريا ومنهجيا من جبهة النصرة على تفجير مقام النبي أيوب في مدينة الشيخ سعد قبل خمسة أشهر، وبنفس الطريقة التي تم فيها تفجير مقام الإمام النووي.

بدوره، أشار مطيع البطين ابن مدينة نوى، على صفحته الرسمية على «الفيسبوك» إلى تفجير المقام بكلام مؤثر، ووصف فاعليه بـ «الغلاة الذين سيطر على عقولهم الغلو والجمود»، حيث قال: «لقد أفاق أهل مدينتي الحبيبة نوى اليوم على جريمة ضد الدين والإنسانية والأخلاق، ولقد كانوا سمعوا صوت التفجير ليلا فظنوه قصفا من النظام فإذا هو فتح لباب فتنة أسأل الله أن يقي أهل بلدي والمسلمين شرها».

وتحدث عن فضل الإمام النووي بقوله: «لقد جاء إمام مصر في زمانه الإمام السبكي ليزور الإمام النووي، فقيل له إن النووي قد توفي، فقال دلوني أين كان يمشي ويسير، ثم أخذ يمرغ لحيته على الأرض التي سار عليها النووي في مدرسة دار الحديث في دمشق».

واختتم بقوله: «سيدي أبا زكريا معذرة إليك وسلام الله عليك، لن يمحو التفجير ذكرك ولن تخمد نيران الغلو نورك».

يشار إلى أن الإمام النووي هو محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام النووي الشافعي الدمشقي المشهور بـ «النووي»، أحد أشهر فقهاء السنة ومحدثيهم، ولد في نوى عام 631 هـ، وتوفي عن عمر يناهز 45 عاما، حيث دفن في مسقط رأسه عام 676 هـ، ولا يكاد بيت من بيوت المسلمين يخلو من أحد مؤلفاته كرياض الصالحين والأربعين النووية وغيرها الكثير من الكتب التي يحرص معظم المسلمين على اقتنائها ودراستها.

 

مدارس ريف حلب ضحية الاستقطاب الديني… وطالبة عراقية سألت هل باستطاعتها إدخال سلاحها معها للمدرسة؟!

ريف حلب ـ «القدس العربي» لم ييأس الأستاذ أبو غيث الثلاثيني والذي خسر عمله في مناطق النظام السوري في مدينة حلب بعد أن طلبه الأمن بتهمة التظاهر في العام 2011، بل تابع نشاطه في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في الريف الشمالي للمدينة.

عاش سكان الريف الشمالي تحولات عديدة خاصة أن المعارضة المسلحة التي انطلقت للسيطرة على مدينة حلب كانت من هذا الريف، كما سيطر تنظيبم «الدولة الاسلامية» عليه بشكل كامل لمدة تقارب العام، حاول الأستاذ في تلك الفترة التواري عن الأنظار خشية اتهامه بالتعامل مع الجيش الحر الذي حاربه تنظيم «داعش» حينها بكل الوسائل، ليعود إلى التدريس مجدداً مصطدماً بموروثات جديدة تحمل صبغة «الدولة».

يقول الاستاذ أبو غيث لـ «القدس العربي»، «إن للريف عقلية خاصة منغلقة بعض الشيء وميلاً إلى التدين بطرق مختلفة تندمج كثيراً من الأحيان بالعادات والتقاليد، لكن بعد الثورة بدأت مظاهر جديدة تطفو على السطح ليدخل التدريس عالم الاستقطاب، أصطدم بشكل شبه يومي بأشخاص يحملون أفكاراً مغلوطة، خاصة من أهالي الطلاب، كان آخرها مجيء ولي أمر أحد الطلاب ليبرر إيقاف ابنه عن التعلم في مدرستنا».

وأضاف «اتهم الكادر التدريسي بتعليم ابنه الصوفية والبدع، ويلحق ذلك بأننا كفار، حينها تعاملنا معه بلطف وسألته أسئلة فقهية بسيطة عدة فلم يعرف الإجابة عليها، ولكن على ما يبدو هناك من استطاع حشو دماغه كما يحدث كثيراً هنا في المنطقة، فمن يحمل السلاح هو الأقرب إلى الحقيقة والأكثر إسلاماً من الباقين مهما كانت درجة علمهم».

وتتوزع المدارس هنا وهناك في الريف بشكل متفرق وتتخذ معظمها بيوتاً في مبانٍ قد تحميهم من القصف الذي تتعرض له المنطقة بشكل عشوائي، وقد أنشأت مؤخراً معاهد شرعية ومعهدا لإعداد المدرسين، لتبدأ التجاذبات الحقيقية في إعطاء المواد الشرعية بين المدرسين هذه المرة.

وبحسب الآنسة فاطمة المدرسة في واحدة من هذه المدارس فإن الداعمين يتبارون بدفع مبلغ معين لإضافة كتيب أو اثنين في المنهاج، وتضيف «صار كل واحد «معه قرشين» يفتح معهدا أو مدرسة صغيرة و يعمل منهاجا على كيفه».

أما «المهاجرات» اللواتي قدمن مع أزواجهن أو مع آبائهن القادمين للقتال في سوريا، فمن النادر دخولهن لمثل هذه المدارس والمعاهد السورية، ففي إحدى المدارس دخلت طالبة عراقية إلى المعهد وسألت المديرة هل باستطاعتها إدخال سلاحها معها، وأخبرت رفيقاتها بأنها لا تستطيع الخروج من بيتها دون حزامها الناسف، فكل شيء متوقع بالنسبة إليها.

الحياة مع السلاح صارت واقعاً مفروضاً يعاني منه المعلمون في المعاهد الخاصة بشكلٍ خاص، إذ لا يستطيعون فرض العقوبات وأوامر الفصل بشكل جاد، لتجد القبضات اللاسلكية بحوزة الطلاب عدا عن التباهي بأنواع المسدسات والأسلحة الفردية الخفيفة التي يحملونها داخل الصف بحسب الاستاذ أبو غيث، الذي ينطلق من أمام بيته على دراجته النارية ذاهباً إلى القرية المجاورة كل يوم ليقوم بتدريس اللغة العربية دون أن يحمل أي نوع من الأسلحة.

ويقول أبو غيث: «تطوعت في هذا العمل رغبة مني بعدم الانقطاع عن المهنة، ولكن يوماً بعد يوم بت أشعر بأهمية وجودي في مثل هذا المكان فالعديد من المدرسين للأسف لا يحملون شهادة ثانوية ويقومون بالتدريس، ربما لحماسهم ورغبتهم بعدم ضياع الجيل ولكن يفتقدون للمهارة والمعلومة».

ويتابع حديثه بعد ان ينفض غبار الطبشور عن يديه ومعطفه قائلاً: «لا بد لنا من الصبر، نحاول جاهدين أن نكون معتدلين بين المذاهب الفقهية وتدريسها كلها للطلاب في الحصص الشرعية ولكن هناك من يريد إجبارنا على تدريس ما يعجبه وإغماض أعين الطلاب عن باقي العلوم الشرعية».

 

حرفية مهاجمي الصحيفة الفرنسية وبرودة أعصابهم ترجح دوراً لـ «القاعدة» أو «الدولة الإسلامية»… والمسلمون في أوروبا سيتأثرون… واليمين الأوروبي يرقص فرحاً

أمريكا تعتمد على فرنسا لمراقبة المتطرفين الإسلاميين… فشل مخابراتها بمنع الهجوم على «تشارلي إيبدو» نكسة

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» أثار الهجوم الذي نفذه مسلحون على الصحيفة الفرنسية الساخرة «تشارلي إيبدو» والذي خلف وراءه 12 شخصا منهم 10 صحافيين وشرطيين اثنين تساؤلات كثيرة حول طريقة تنفيذه الحرفية وإن كانت تقف وراءه جهات خارجية.

وطرح الهجوم أسئلة حول آثاره السلبية على مسلمي أوروبا ومشاكلهم مع المجتمعات الغربية في ظل تصاعد لليمين المتطرف في معظم أنحاء القارة.

وفي الوقت الذي استسلم فيه أحد المهاجمين وهو حميد مراد (18 عاما) لا تزال مهمة البحث عن الشقيقين شريف وسعيد كواشي جارية.

ولم يتعامل الخبراء الأمنيون والمحللون مع الحادث باعتباره واحدا من الحوادث العفوية العابرة التي سجلت في الأعوام الماضية ونفذها أفراد تأثروا بالفكر الجهادي وتصرفوا بطريقة شخصية، وكان آخر هذه الحوادث الهجوم على مقهى في سيدني، والهجوم على البرلمان في كندا وقبله قيام جهادي فرنسي من أصل جزائري بالهجوم على متحف يهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل.

 

مختلف

 

وترى صحيفة «فايننشال تايمز» أن الهجوم على الصحيفة الفرنسية الساخرة يظل مختلفا لعدد من الاعتبارات، منها الطريقة المنضبطة التي تصرف بها المهاجمون فقد كانوا يعرفون ما يقومون به.

ويتصرفون ببرودة أعصاب وحرفية من تعامل مع السلاح من قبل. كما عمل الثلاثة كفريق قام كل واحد بحماية ظهر الآخر، وبدوا على الأقل في الصور التي نشرت غير متعجلين لإنهاء المهمة وركبوا سيارتهم بهدوء.

صحيح أنهم لم يعرفوا مقر الصحيفة التي تتعرض لحراسة بعد نشرها الكاريكاتير الدانماركي للرسول الكريم إلا أنهم كانوا يعرفون وقت اجتماع هيئة التحرير وأسماء المحررين واحدا بعد الآخر. كل هذا يجعل من الهجوم مختلفا عن بقية الهجمات التي نفذت في أوروبا في السنوات الماضية. ماذا يعني هذا كله؟ هل يعني أن المهاجمين حصلوا على دعم منظمة إرهابية خارجية؟ الجواب على هذين السؤالين هو محط تكهن وتحليل.

ومن هنا أشارت الصحيفة لاحتمالين اثنين أن يكون الثلاثة على علاقة مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتولى ملف العمليات الخارجية في تنظيم القاعدة، أو أن لهم علاقة بتنظيم جبهة النصرة في سوريا، وربما تعاون الطرفان في العملية، فلدى تنظيم القاعدة في اليمن الخبرة والحرفية ولدى جبهة النصرة المقاتلون من أوروبا.

ولكن تنظيم القاعدة في اليمن يفضل التفجيرات والعمليات الانتحارية على إطلاق النار. كما أن التنظيمين ـ النصرة والقاعدة في اليمن- مشغولان بالقضايا المحلية، توسيع قاعدة سيطرة النصرة في شمال سوريا وفي اليمن ينشغل التنظيم بمواجهة توسع جماعة الحوثيين الشيعية. ويلقى سيناريو تورط تنظيم القاعدة بالهجوم قبولا لأن التنظيم يحاول استعادة مصداقيته بعد صعود تنظيم الدولة الإسلامية.

وزعم شاهد عيان أن المهاجمين أعلنوا عن ولائهم للقاعدة. ونقل عن أحد المواطنين في باريس والذي تعرف على المقاتلين قوله إنهم جاءوا من اليمن.

وتنقل عن باتريك سكينر، المسؤول السابق في وحدة مكافحة الإرهاب بوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي أيه»، «أول ما فكرت به هو أن القاعدة كانت تبحث عن تأكيد حضورها من خلال عمل كبير».

ويقول سكينر الذي يعمل في مركز استشارات صوفان إنه بالمقارنة مع القاعدة فهجمات داعش أو المتعاطفين معها هي متساوقة مع أخلاقيات وطريقة تفكير التنظيم والتي تقوم على العنف الفوضوي لتحقيق الصدمة».

وتخشى السلطات الأمنية الغربية ومنذ وقت طويل الخطط الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية خاصة في ظل التركيز الدولي على الدولة الإسلامية.

وبحسب مسؤول أمني بريطاني فتنظيم القاعدة في اليمن كان ناشطا في الفترة الماضية، حيث عمل بدرجة كبيرة على تقوية صلاته مع تنظيم القاعدة في سوريا – جبهة النصرة.

 

«تنظيم الدولة»

 

أما السيناريو الثاني فيتحدث عن دور لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وهذا التحليل وإن كان مقبولا إلأ أنه لم يبد من تصرفات داعش رغبته بفتح جبهة خارجية مع الغرب في الوقت الذي يركز فيه على بناء دولته.

ولأنه يتعرض للهجمات المستمرة فليس لديه الوقت الكافي لتصدير إرهابه إلى الخارج. ولا توجد أدلة قوية أو كافية عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية بتدريب عناصر للقيام بمهام خارجية.

وينقل التقرير عن رفائيلو بانتوشي من المعهد الملكي للدراسات المتحدة بلندن قوله «لا يمكننا التوصل لنتيجة الآن» و «ما يمكننا القول هو أن هجمات كهذه تظهر التزاما قويا بالقضية التي يدافع عنها المهاجم، ومن أجل الوصول إلى هذه المرحلة فقد تعرض المهاجم لعملية تدريب وتثقيف عميقة».

ويخشى بانتوشي حصول عمليات جديدة مثل هذه «يحاول البعض القيام بعمليات كهذه منذ فترة، وبعد نجاحهم فالخوف من قيامهم بعمل جديد إلا إن تم القبض عليهم».

 

البعد السوري

 

ويثير الهجوم على المجلة الفرنسية المخاوف التي ظلت محلا للجدال طوال العام الماضي عن أثر الحرب السورية على أوروبا وعودة الجهاديين الذين تمرسوا على الحرب والقتل لمواصلة «جهادهم» في بلدانهم.

ويرى رويل مارك غريتش في صحيفة «وول ستريت جورنال» أن أوروبا منذ هجمات أيلول/سبتمبر 2011 كانت تخشى المتشددين المسلمين الأوروبيين أكثر من خشيتها من المتشددين القادمين من الشرق الأوسط.

وقال غريتش الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن المخاوف ارتبطت أيضا بالعقد الأخير من القرن الماضي عندما بدأ دائرة المخابرات الفرنسية بمراقبة الناشطين الإسلاميين الجزائريين بعد اندلاع الحرب بين الطغمة العسكرية التي حكمت البلاد والإسلاميين الذين حرموا من الفوز الانتخابي.

ويشير لتصريحات وزير مكافحة الإرهاب الفرنسي جين – لوي بروغيير الذي تحدث في عام 2001 عن خلايا مستقلة قادرة على تنفيذ عمليات دون تلقي الأوامر من القيادة.

وزاد غزو العراق من مظاهر القلق حيث توقع الكثيرون أن يؤدي الغزو الأنكلو- أمريكي لعمليات يقوم بها محاربون إسلاميون ضد الغرب.

ولم يحدث شيء من هذا لكنها تحدث الآن. ويعتقد الكاتب ان الهجوم على المجلة الفرنسية قد لا يكون عملا فرديا ولكنه من تنفيذ «خلية جهادية ساذجة» يمكنها التصرف بطريقة مستقلة عن المنظمات الإرهابية الأجنبية، أي تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية. ولا يستبعد أن تعمل هذه الخلية بنوع من التناغم والتعاطف معهما.

ويشير الكاتب إلى ان المخابرات الفرنسية التي تعرف باسم «الدائرة العامة للأمن الداخلي» التي تعتبر من أقوى المنظمات الأمنية في غرب أوروبا تحذر منذ عام من آثار التمرد السوري ضد بشار الأسد والحرب الدموية في سوريا التي أصبحت منطقة جذب للمسلمين الفرنسيين (هناك تقارير تتحدث عن سفر ألفي متطوع إلى هناك).

فقد سافر مئات من الشبان الفرنسيين وغيرهم من المسلمين الأوروبيين للقتال تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الراديكالية.

ويلاحظ الكاتب أن الساحة الأمنية الفرنسية حدث فيها نوع من التصدع وهو أمر مثير للخوف لأن الولايات المتحدة تعتمد كثيرا على المخابرات الفرنسية وكذا مخابرات بريطانيا «أم أي فايف».

وتتعامل أمريكا مع المخابرات البريطانية والفرنسية كجبهات متقدمة في الحرب ضد الجهاديين الإسلاميين. فبدون التعاون مع المخابرات الغربية لا يمكن للولايات المتحدة مراقبة المتشددين الإسلاميين على التراب الأوروبي.

وتعترف بعض المؤسسات الأمنية الغربية أن المخابرات الفرنسية والبريطانية هما نموذج لها ولا يمكن الاستغناء عنهما في ملاحقة ومراقبة الناشطين الإسلاميين داخل القارة الأوروبية.

وهنا يقول إن فشلت فرنسا التي لديها ضباط أمن وشرطة لكل مواطن أكثر من أي بلد أوروبي بمراقبة المتطرفين الإسلاميين فإن المتشددين الإسلاميين في مناطق أوروبا الأخرى سيلاحظون الوضع.

ويرى أن قدرة الأوروبيين على التحرك بحرية بدون الحاجة لتأشيرات سفر يقدم فرصة كبيرة للجهاديين الذين يركزون جهودهم بشكل رئيسي على مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية. ومن هنا فمشكلة أمريكا أنها لا تستطيع تحديد هوية الكثير من الراديكاليين المسلمين في أوروبا بدون مساعدة من حلفائها الأوروبيين.

 

نمط جهادي

 

ففي الوقت الذي تحاول الدول الأوروبية حماية حرية مواطنيها بالسفر والتحرك بحرية إلا أنها تحمل عبء التصدي لاحتياجاتها الأمنية والأمريكية أيضا.

ويرى الكاتب أن صعود تنظيم الدولة الإسلامية ونجاحه بغزو مناطق والسيطرة عليها أضفى بعدا جديدا للإصولية الإسلامية وهي الكاريزما. فظهور الإسلامي الجذاب أو الكاريزماتي ظل دائما أخبارا سيئة للغرب.

صحيح أن هدف الجهاديين متركز في الشرق الأوسط إلا أن انتشار النزاع لا يمكن منعه خاصة في ظل وجود قاعدة قوية لهم في الغرب.

وعلى العموم يرى الكاتب بعد تحليل يربط فيه صعود الراديكالية الإسلامية في الغرب بصعود المشاعر المعادية للسامية أنه لا يمكن لفرنسا التصدي للجهاديين والانتصار قبل التمكن من تفكيك «الدولة الإسلامية» والتي تعتبر مشكلة أمريكية في المقام الأول.

 

لحظة حرجة

 

ولا تكمن مشكلة فرنسا في مكافحة الإرهاب ولكن في تأثير هجوم باريس على وضع المسلمين الأوروبيين الذين أصبحوا هدفا لنزعات إسلاموفوبيا. وبالتأكيد ستستفيد الأحزاب المعادية للمهاجرين من هذا الهجوم.

وانتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها تصريحات ماري لوبان زعيمة الجبهة القومية الفرنسية.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن مدير مركز دراسة التشدد التابعة لكلية كينغز- جامعة لندن بيتر نيومان «هذه لحظة خطيرة لأوروبا»، فمع «تزايد مظاهر التشدد بين مؤيدي المنظمات الجهادية تشعر الطبقة العاملة البيضاء من الحرمان مما يعني أن الأمور تسير نحو الصدام».

ونقلت عن أوليفر روي الخبير في الإٍسلام السياسي وصفه الهجوم على المجلة بأنه من أكثر الحوادث دموية التي تشهدها فرنسا منذ نهاية حرب التحرير الجزائرية في ستينات القرن الماضي ولهذا «فهو نقطة تحول كمية ونوعية»، ويضيف «هذا هجوم سيترك أثرا كبيرا» و «قد فعلوا هذا من أجل إحداث صدمة للرأي العام ويشعرون بأنهم نجحوا».

ومع ذلك فالمشكلة أن الهجوم حصل في وقت تتصاعد فيه المشاعر المعادية ضد المهاجرين وذلك بسبب الأوضاع الإقتصادية.

وأدى السخط العام من الهجرة لتعزيز حظوظ الأحزاب اليمينية الصغيرة مثل «حزب الاستقلال البريطاني» و «الجبهة الوطنية» الفرنسية وبشكل أقل المنظمة الألمانية «الأوروبيون الوطنيون ضد أسلمة الغرب» (بيغيدا).

وفي السويد التي جرت فيها ثلاث هجمات على مساجد ارتفعت نسبة الدعم للحزب اليميني المعادي للمسلمين «حزب الديمقراطيين السويديين» بنسبة 15%.

ويخشى المسلمون الأوروبيون من تزايد مشاعر الإسلاموفوبيا ضدهم، واستطلعت الصحيفة أراء فرنسيين قالوا إنهم يشعرون بالخوف وعدم الأطمئنان وأن اليمين المتطرف سيكون المستفيد الأوحد من هذه الهجمات.

وترى الصحيفة أنه مع كل هجوم إرهابي يزيد ميل الرأي العام لتقبل السياسات المعادية للمهاجرين. ففي بريطانيا التي تعيش فيها أقلية مسلمة يزيد عددها عن مليوني نسمة دعا حزب الاستقلال إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيادة القيود على حركة المهاجرين.

وردت الأحزاب الرئيسية على مطالب الحزب بوعود بفرض القيود على الهجرة وذلك في النقاش الدائر قبل الانتخابات التي ستنظم في أيار/مايو المقبل.

ويقول نيومان إن «هناك قطاعات واسعة من الرأي العام الأوروبي بدأت تظهر في المرحلة الأخيرة مشاعر معادية للمسلمين وأخذت بحشد قواها حيث وصل صوتها إلى مركز المجتمع».

ويرى الباحث أن من سيعاني من الآثار السلبية هم السكان المسلمون في أوروبا «الناس المسلمون العاديون في أوروبا ممن يريدون عيش حياتهم».

وترى الصحيفة أن المخاطر أكبر في فرنسا العلمانية التي يعيش فيها أكثر من ستة ملايين مسلم ولديها تاريخ من الاستعمار القاسي مع سكان الجزائر ولبنان وسوريا.

وتأتي الهجمات في ظل أزمة اقتصادية ترافقت مع حكومة ضعيفة عاجزة عن القيام بأي إصلاح اقتصادي واجتماعي وبنيوي.

ومن هنا فهناك شعور بالفشل والعجز المنتشر في فرنسا ويأتي في وقت أصدر فيه الروائي الفرنسي مايكل هولبيك روايته «خضوع» التي تصور انتصارالمسلمين وحكمهم لفرنسا.

وفي الوقت الذي يعبر هولبيك مثل محرري «تشارلي إيبدو» عن حريتهم الفنية وحقهم في استهداف أي شيء إلا أن المناخ هذا سممه صعود «الجبهة الوطنية» التي تتفوق في استطلاعات الرأي على الحزب الإشتراكي الذي يقوده فرانسوا أولاند وتخوض الانتخابات على ورقة أن الإسلام يمثل تهديدا للقيم والدولة الفرنسية.

وهناك كتاب آخريعبر عن حس العجز كتبه إريك زيمور «الانتحار الفرنسي» ويتهم الحكومة اليسارية في فرنسا بعدم القدرةعلى التصدي للأمركة والمهاجرين وبالطبع الإسلام. وفي رواية أخرى كتبها جين رولين «الأحداث» وتصور فرنسا تقوم بحمايتها قوات حفظ سلام دولية بعد اندلاع حرب أهلية. ويعلق كاميل غراند من مؤسسة الدراسات الاستراتيجية أن الهجمات «هي عسل مزدوج للجبهة الوطنية».

مضيفا أن لوبان تقول في كل مكان ان الإسلام هو تهديد ويجب على فرنسا الدفاع عن التراب الوطني بدلا من المشاركة في العراق.

 

المعارضة تتقدّم في قريتين شيعيتين في حلب… وطيران النظام يواصل حملته على ريف إدلب

تنظيم «الدولة» يقطع رأس إمام مسجد في سوريا بتهمة «سبّ الذات الإلهية»

عواصم ـ وكالات ـ حلب ـ «القدس العربي» ـ من رائد ياسين الحلبي: أحرزت فصائل المعارضة السورية المسلحة، أمس الخميس، تقدما على جبهة نبل والزهراء شمال حلب، بعد أن شنت هجوما على مواقع تمركز قوات النظام فيها.

وأفاد المتحدث الإعلامي باسم فيلق الشام سامر جبس في تصريحات أمس الخميس «أن فصائل المعارضة تتقدمها جبهة النصرة، سيطرت على مدخل (الدوار الأول) ببلدة الزهراء، و5 أبنية في بلدة نبل، بعد قصف البلدتين بأكثر من 500 قذيفة هاون، ومدفع جهنم محلي الصنع.

وأشار إلى «وقوع 16 قتيلا على الأقل في صفوف قوات النظام، تمكنت قوات المعارضة من سحب جثثهم»، لافتا إلى أن قوات المعارضة استغلت حالة الطقس السيئة، وتلبد الغيوم في شن الهجوم.

وكانت فصائل من المعارضة تتقدمها «جبهة النصرة»، شنت هجوما عنيفا قبل أكثر من شهر على البلدتين، وتمكنت من السيطرة على منطقة المعامل المحيطة ببلدة الزهراء.

ولقي شخص مصرعه، وجرح 20 آخرون، جراح معظمهم خطيرة، في قصف ببرميلين متفجرين، ألقتهما طائرة مروحية تابعة للنظام السوري، أمس الخميس، على بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي.

وتسبب القصف بدمار كبير في المباني والمحلات التجارية، في حين هرعت طواقم الدفاع المدني في البلدة؛ إلى مكان سقوط البرميلين؛ لإسعاف الجرحى ورفع الأنقاض، فيما تم نقل المصابين بجراح خطيرة؛ إلى المشافي التركية الحدودية لتلقي العلاج اللازم.

من جهة اخرى أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية» الخميس إمام مسجد في قرية قريبة من مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا عبر قطع راسه بتهمة «سب الذات الإلهية»، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني إن «تنظيم الدولة الإسلامية أعدم إمام مسجد من قرية ابو خويط المحاذية لمدينة الحسكة فجر اليوم الخميس وذلك في منطقة الشدادي بالريف الجنوبي لمدينة الحسكة».

وأضاف أن «إمام المسجد والد لثلاثة مقاتلين» في التنظيم «أحدهم لقي مصرعه في اشتباكات سابقة في ريف الحسكة»، واعتقل إمام المسجد «قبل نحو اسبوعين اثناء وجوده في منزل أحد أولاده بمنطقة الهول في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن إمام المسجد «كان يشاهد شريط فيديو مع إبنه حول إعدامات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية، فكفر وبدأ يشتم لغضبه إزاء المشاهدات. وتمت الوشاية به».

وتابع المرصد «قام التنظيم بزجه في أحد معتقلاته بعد نقله إلى منطقة الشدادي ليقوم بتنفيذ الحد عليه وفصل رأسه عن جسده بعد محاكمته قبل نحو ثلاثة أيام بتهمة سب الذات الإلهية».

وسبق أن نفذ تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق إعدامات وحشية للسبب ذاته ولأسباب أخرى بينها الزنا.

 

معارك عنيفة بين “النصرة”وقوات النظام على حدود نبّل والزهراء

حلب ــ رامي سويد

شنّ مقاتلو “جبهة النصرة”، بالتعاون مع جيش “المهاجرين والأنصار”، وهو أحد الفصائل الإسلامية الناشطة شمالي سورية، هجوماً واسعاً من ثلاثة محاور على بلدتي نبل والزهراء، المواليتين لقوات النظام السوري، عصر أمس الخميس، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، قبل أن تتمكّن قوات النظام والميليشيات المحلية، من التصدي للهجوم الذي قاده مقاتلو “جبهة النصرة”.

 

وتقدّمت “جبهة النصرة” من بلدة ماير، التي تسيطر عليها، والواقعة إلى الشرق مباشرة من بلدة نبل الموالية للنظام السوري، وتمكّنت من اقتحام خطوط دفاع قوات النظام السوري والسيطرة على عدة مباني في البلدة، فاندلعت إثر ذلك حرب شوارع في القسم الشرقي من البلدة، قبل أن تتمكن قوات النظام والميليشيات المحلية التي تقاتل إلى جانبها، من إجبار “النصرة” على الانسحاب من المباني التي سيطرت عليها.

 

إلى ذلك، أكد الناشط ثائر الشمالي، لـ”العربي الجديد”، أنّ قوات “جبهة النصرة” هاجمت بلدة الزهراء، الواقعة إلى الجنوب من بلدة نبّل، بشكل متزامن مع هجومها على البلدة، وأوضح أن “جبهة النصرة” والكتائب المتحالفة معها، شنّت هجوماً بسبع دبابات على نقاط تمركز قوات النظام، جنوبي بلدة الزهراء، لتندلع اشتباكات عنيفة أسفرت عن سيطرة “النصرة” على عدة شوارع فيها، قبل أن تضطر قواتها للانسحاب، بعد تدمير قوات النظام لدبابتين.

 

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ الاشتباكات أدّت إلى مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والميليشيات المحلية الموالية لها على الأقل، إضافةً لمقتل ستة عناصر على الأقل من “جبهة النصرة”، بالإضافة إلى إعطاب دبابتين واحتراق عدة آليات تابعة للطرفين.

 

هذا وتسعى “جبهة النصرة” إلى اقتحام بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام السوري، واللتين أصبحتا منذ فترة طويلة المنطقتان الوحيدتان اللتان تسيطر عليهما قوات النظام في ريف حلب الشمالي، الأمر الذي مكّن “النصرة”، وبالتعاون مع مقاتلي المعارضة السورية، من فرض حصارٍ بري كامل عليهما، منذ أكثر من سنتين، ما دفع قوات النظام لإنشاء جسر جوي، بهدف إمداد قواتها الموجودة في البلدتين.

 

تقدّم نوعي للمعارضة السورية في حلب بمساعدة العاصفة الثلجية

حلب ــ رامي سويد

تمكّنت قوات المعارضة السورية في مدينة حلب من تحقيق تقدّم ميداني نوعي في الأيام الثلاثة الماضية على جبهات القتال ضد قوات النظام السوري شمال شرق مدينة حلب على نحو غير مسبوق منذ أكثر من خمسة أشهر، حين بدأت قوات النظام محاولاتها الهادفة للسيطرة بشكل كامل على منطقتي حندرات والملاح للوصول إلى طريق الكاستلو الاستراتيجي الذي بات يُعتبر آخر خطوط إمداد قوات المعارضة إلى مناطق سيطرتها في مدينة حلب.

 

قوات المعارضة المكوّنة من قوات “الجبهة الشامية” التي تشكلت أخيراً من اتحاد أكبر فصائل المعارضة في حلب وهي “الجبهة الإسلامية” و”جيش المجاهدين” و”كتائب نور الدين زنكي” و”تجمّع استقم كما أمرت”، و”جبهة الأصالة والتنمية”، بالتعاون مع كتائب “أبو عمارة” وألوية الجيش الحر الأخرى، تمكنت مجتمعة من مباغتة قوات النظام بهجوم شامل مع بدء العاصفة الثلجية التي شهدتها المنطقة، عبر هجوم على مناطق مناشر البريج والمجبل وتلة المياسات، وسيطرت على جميع هذه المناطق في أقل من ثلاثة أيام، لتُفشل خطط النظام الهادفة إلى حصار مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب.

 

وقد استفادت المعارضة السورية من العاصفة الثلجية الأخيرة، إذ كانت قيادتها قد خططت لشن هجومها مع بدء العاصفة بحسب القيادي الميداني في “كتائب نور الدين زنكي” حسن العبد، الذي يوضح لـ”العربي الجديد” أن قوات المعارضة انتظرت قدوم العاصفة لتستغل أجواءها التي تمنع طيران النظام من المشاركة في الدفاع عن المناطق التي تسعى قوات المعارضة لاستعادتها، ذلك أن الطيران الحربي يتعذر عليه القيام بغارات على نقاط تمركز قوات المعارضة أثناء وجود غيوم ثقيلة في الأجواء، كما أن الطيران المروحي الذي يرافق عادة قوات النظام في معاركها عبر رمي البراميل المتفجرة يتعذّر عليه الطيران في مثل هذه الأجواء.

 

كما يشير الناشط ثائر الشمالي إلى أن قوات المعارضة التي توغلت في مناطق تمركز قوات النظام استفادت من الضباب الكثيف الذي رافق العاصفة، وتمكن مقاتلوها من التسلل إلى مناطق تمركز قوات النظام على جبهات القتال إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب، من دون أن يتمكن عناصر الحراسة التابعين لقوات النظام من الانتباه لهم، الأمر الذي منح المعارضة أفضلية مباغتة قوات النظام في المنطقة، ومكّنها من الاستفادة من عنصر المفاجأة في أسر عدد من عناصر النظام الذين كانوا يتمركزون في منطقة المناشر.

 

وكان المكتب الإعلامي التابع لـ”الجبهة الشامية”، قد بث مقابلات مع أسرى من قوات النظام، تمكّنت قوات المعارضة من أسرهم على جبهات القتال شمال شرق مدينة حلب، كان بعضهم مصاباً وبحاجة إلى علاج حصل عليه في المستشفيات التي تشرف عليها المعارضة السورية، بحسب المكتب الإعلامي لـ”الجبهة”.

 

من جهة أخرى، استفادت المعارضة أثناء هجومها مع العاصفة الثلجية الأخيرة، من ضعف الحراسة من قِبل عناصر قوات النظام على خطوط الاشتباك بين الطرفين، إذ لاحظ عناصر الرصد التابعون لقوات المعارضة قلة العناصر الذين يخرجون للحراسة بسبب البرد الشديد في المنطقة الوعرة والمفتوحة، والتي انخفضت درجات الحرارة فيها تحت درجة الصفر مئوية. وشجع هذا الضعف، مع انخفاض درجات الحرارة، قوات المعارضة على شنّ هجومها الواسع الذي تم بنجاح.

 

يُذكر أن قوات المعارضة تمكّنت أخيراً من السيطرة على تلة المياسات الاستراتيجية والقريبة من دوار البريج شمالاً، والمدينة الصناعية والشيخ نجار شرقاً، الأمر الذي منحها أفضلية الإشراف على طريق هام كان النظام السوري يستخدمه لإمداد قواته المتواجدة في سجن حلب المركزي وبلدة حندرات.

 

هذا الأمر سيجبر قوات النظام على استخدام طرقات بديلة ذات طبيعة ترابية وعرة، وهو ما سيزيد من صعوبة إمداد قواتها خصوصاً مع استمرار هطول الأمطار والثلوج في المنطقة، ما سيزيد من وعورة الطرقات الوعرة أصلاً.

 

وتتمتع قوات المعارضة بأفضلية على قوات النظام في هذا الإطار، ذلك أن معظم قواتها هي قوات خفيفة تتحرك مشياً أو بواسطة السيارات رباعية الدفع، في مقابل طغيان القوات الثقيلة على غالبية تشكيلات قوات النظام التي لا تغيب عنها الدبابات ومختلف أنواع المجنزرات، الامر الذي يمنح قوات المعارضة أفضلية كبيرة في التحرك في المناطق الوعرة والأجواء القاسية.

 

تنظيم الدولة”: نرحّب بمهاجمي “شارلي إيبدو” في أي وقت

الموصل، دير الزور ـ العربي الجديد

في رد الفعل الأول على جريمة باريس أول من أمس الأربعاء أصدر “تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش” بياناً أشاد فيه بالمهاجمين، واصفاً إياهم بالمهاجمين الأبطال، ومنتقداً استنكار علماء المسلمين للعملية “الجهادية” وسكوتهم عن مهاجمة مساجد في أوروبا وإحراقها.

 

وبث التنظيم في إذاعة “البيان الإسلامي” المحلية في مدينة الوصل؛ والتي تبث في نطاق الموصل ومحيطها صباح اليوم: “السلام عليكم أيها المسلمون وجمعة مباركة عليكم، برامجنا لهذا اليوم نستهلها بأخبار انتصارات جنود الخلافة المرابطين في أرض السواد والشام”.

 

وبعد انتهاء سرد الأخبار التي ألقاها ضمن البث الحي للإذاعة، انتقل مقدّم النشرة إلى أبرز تطورات الأسبوع الماضي بالهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية، وموجة الثلوج على “بلاد المسلمين” بقوله: “لقد كان الهجوم المبارك لفتية آمنوا بربهم على مقر صحيفة شارلي المحاربة لله ولرسوله والمسلمين، خير رد على من يتطاول على ديننا ومقدساتنا، بإعلانات ورسوم مدفوعة الثمن من اليهود والنصارى وأئمة الكفر في العالم”.

 

مضيفاً أن “الهجوم المبارك يجب أن يكون درساً للصحيفة وغيرها، فبذرة الجهاد والغيرة على الإسلام موجودة في كل المسلمين الموحدين، وإن لم ينتموا إلى جماعة جهادية”. وأكمل رسالة التهنئة فوصف المهاجمين بـ”المجاهدين الأبطال ودولة الخلافة ترحّب بهم بأي وقت شاءوا”.

 

ويمتلك تنظيم “داعش” إذاعتين في الموصل. الأولى قصفت من قبل قوات التحالف في سبتمبر/أيلول الماضي، فيما تستمر الثانية ببثّ برامجها عبر محطة بث متنقلة في المدينة.

 

واستولى التنظيم على إذاعة الموصل وإذاعة القرآن الكريم في محافظة نينوى، بعد اقتحامه مدينة الموصل في العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي. إلى جانب استيلائها على محطة تلفزيونية فضائية تشير المعلومات إلى أنها باتت مقراً إعلامياً للتنظيم وتقع وسط مدينة الموصل.

 

وانتقدت صحيفة التنظيم موقف من وصفتهم “علماء الدنيا والسلاطين الذين استنكروا الهجوم وأفتوا بحرمته، لكنهم سكتوا عن مهاجمة الصحيفة للإسلام والاعتداء على المساجد في أوروبا”.

 

حلب: المعارضة توقظ النظام من حلم حصار المدينة

النظام فقد فرص حصار المدينة وتعززت فرص المعارضة بحصار قوات النظام

 

أسبوع من الإنتصارات المتلاحقة حققتها الكتائب المعارضة في الشمال السوري، مستغلة في ذلك الأحوال الجوية الصعبة، التي حيّدت طيران الأسد عن مجريات المعارك التي أعتبرت حاسمة أمام الخطر الذي يتهدد المدينة، والمتمثل بإمكان حصارها، في مسعى متواصل دأبت عليه قوات النظام مؤخراً.

 

أبرز المناطق التي تقدمت فيها قوات المعارضة كانت المناشر والمجبل، في الشمال الشرقي من مدينة حلب، وذلك من خلال عملية عسكرية استغرقت 6 ساعات، شاركت فيها فصائل عديدة أبرزها “الجبهة الشامية” التي تشكلت مؤخراً.

 

ويعتبر هذا التقدم الأول من نوعه بعد تشكيل “الجبهة الشامية”، التي ضمت “الجبهة الإسلامية”، و”جيش المجاهدين”، وكتائب “نور الدين الزنكي”، تحت قيادة موحدة وغرفة عمليات منظمة لإنقاذ المدينة من شبح الحصار الذي كان يهددها منذ مدة، الأمر الذي مكنها قبل يومين من إضافة منطقة المياسات، الواقعة في طريق المدينة الصناعية، على قائمة التقدم الأخيرة.

 

في هذا السياق أكد القائد العسكري في “الجبهة الشامية”، أبو قتيبة”، لـ”المدن” أنهم تمكنوا خلال العملية المباغتة من أسر عنصرين من قوات النظام، وقتل أكثر من 100، من بينهم مقاتلون إيرانيون وأفغان، بالإضافة إلى مقتل قائد عمليات النظام في البريج وحندرات خلال استهداف المعارضة لغرفة العمليات في حندرات.

 

التقدم الجديد للمعارضة في حلب يحمل تطورات بارزة على المشهد الميداني في المدينة، إذ تعتبر تلك المواقع منصات استطلاع تستطيع من خلالها المعارضة كشف كل الطرق الواصلة بين المناطق التي تخضع لسيطرة قوات النظام وتستخدمها للإمداد، وهي تمتد من المنطقة الصناعية باتجاه السجن المركزي، وصولاً إلى حندرات، حيث باتت تلك المسافة تحت السيطرة النارية للمعارضة. وهو أمر يعزز أيضاً فرص مقاتلي المعارضة في تفكيك سيطرة النظام في المناطق الواقعة بين شمال المدينة والريف الشمالي.

 

وعن أهمية المناطق الجديدة التي باتت في قبضة المعارضة، قال عضو المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية، أبو يزن الحلبي، لـ”المدن” إنّ ان لهذه المواقع “أهمية استراتيجية” باعتبارها نقاط وصلٍ بين المدينة الصناعية، التي تسيطر عليها قوات النظام شمالاً، والأحياء الواقعة شرقي المدينة، التي تسيطر عليها المعارضة، لاسيما حي الإنذارات، الذي كان في مرمى نيران قوات النظام مع أجزاء من حي مساكن هنانو.

 

وأضاف الحلبي “تعتبر العملية العسكرية الأخيرة بمثابة إنهاء لحلم قوات النظام التي سعت لحصار المدينة ووضعت في سبيل ذلك كل الإمكانات لتحقيق هذه الغاية”. ولفت إلى أنهم واجهوا قتالاً نوعياً على جبهتي حندرات والملّاح بخلاف الجبهات الأخرى، وذلك بسبب تسليم النظام تلك الجبهتين إلى مقاتلين من جنسيات غير سورية.

 

وعن الخطوة التالية، قال الحلبي إن المعارضة تنوي التقدم باتجاه تلة حيلان، التي تفصل بين المنطقة الصناعية والسجن المركزي، وتحقيق ذلك يعني انقلاباً حاداً في المشهد العسكري داخل المدينة لمصلحة المعارضة، التي ستتحول من طرف محاصَر، إلى طرف يحاصر النظام.

 

من جهة ثانية، قال القائد العسكري في “الجبهة الشامية”، أبو محمود، إن الظروف الجوية القاسية وغرفة العمليات المشتركة، كانا عاملاً أساسياً في “انتصارات المعارضة بحلب”. وأضاف لـ”المدن” إن “المرحلة المقبلة أصعب بكثير، وتحتاج إلى جهد أكبر للحفاظ على المواقع التي سيطرنا عليها والاستمرار بالتقدم ولن ننجح بالمهمة إلا إذا تضافرت جهود كل فصائل المعارضة (..) لأنها تعتبر المعركة المصيرية لحلب”.

 

مبادرة موسكو تلقى رفضاً متزايداً..والتحضيرات للقاء القاهرة مستمرة

تستمر المواقف الرافضة لمؤتمر موسكو بالصدور تباعاً من المعارضة السورية. آخر تلك المواقف صدرت عن مجلس قيادة الثورة، الذي التقى بالمبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، في تركيا مؤخراً، حين عرض عليهم خطة تجميد القتال بدءاً من حلب.

وقال مجلس قيادة الثورة في بيان ” ان ما يتعرض له الشعب السوري الصابر الصامد من أذى على يد جزار الشام الطاغية بشار الأسد وبرعاية ودعم من حلفائه، وتغاضِ وسكوت من المجتمع الدولي عن جرائمه أمر يدعو إلى الريبة في كل تحرك سياسي لا يراعي مصلحة الشعب السوري”.

 

واتهم البيان، موسكو، بمحاولة دعم النظام وتثبيته من خلال فرض واقع لا يتناسب مع أهداف الثورة السورية التي قامت ضد نظام الأسد. وأوضح ” كثرت في الآونة الأخيرة المبادرات التي اتجهت إلى وأد ما خرج الشعب السوري في ثورته لتحقيقه، فبعضها لتثبيت النظام والآخر لفرض الواقع الأليم ومبادرة موسكو تصب في هذا السياق إذ تحشد لها مستغلة ظروف تضييق الخناق على الشعب السوري، وعلى الثوار والمجاهدين على الأرض”.

 

وبذلك ينضم مجلس قيادة الثورة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي استهل رئيسه الجديد، خالد خوجة، مواقفه بإعلانه رفض الائتلاف المشاركة في المؤتمر ضمن المعطيات الحالية، التي ترفض روسيا خلالها نقاش مصير الأسد، أو حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية، إلى جانب موقف هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا، التي وضعت بدورها شروطاً للقبول بالحضور إلى موسكو، في مقدمتها وقف القصف وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى.

 

من جهة ثانية، كشف موقع “مدار اليوم”، السوري المعارض، عن اجتماع عقد في دبي على مدى ثلاثة أيام، وحضره أعضاء من تيار بناء الدولة وهيئة التنسيق، إلى جانب معارضين مستقلين، تم خلاله البحث حول تشكيل لجنة تحضيرية مهمتها “إعداد ورقة تفاهم للقاء القاهرة” الذي يبحث الائتلاف سبل تواجده خلاله.

 

ونقل الموقع عن مصدر قوله إن الورقة تتكون “من 10 نقاط، تضم مبادئ عامة مشتركة حول الانتقال الديموقراطي، وإنشاء هيئة حكم انتقالي، ووحدة سوريا، وإطلاق المعتقلين، وفتح الطريق أمام الإغاثة الإنسانية”. كما أنها تدعو إلى “إطلاق الحوار السياسي، دون التطرق إلى مسألة البحث في موقع الرئاسة السورية، من زاوية رفضها لأي حل عسكري”.

 

في هذا السياق، أكد عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق، أحمد العسراوي، صحة ما نقله موقع “مدار اليوم”، وقال في تصريحات إعلامية إن “رئيس الهيئة ونائبه كانا حاضرين في اجتماعات دبي، مما يضفي عليها قدراً أكبر من الأهمية”. ووأكد أن هدف الاجتماع كان التوصل إلى “رؤية مشتركة” للهيئة وبعض الأطراف المقربة منها.

 

وكان مدير مكتب الائتلاف في القاهرة، قاسم خطيب، قد قال لـ”المدن” في وقت سابق عن كواليس التحضيرات للقاء المعارضة في القاهرة “التقينا (بعد التمهيد للقاء في اسطنبول)، ثلاثة أعضاء من الائتلاف، وثلاثة من هيئة التنسيق في فندق رمسيس هيلتون وسط القاهرة. وعقدنا جلستين، صباحية ومسائية، وكان اللقاء مفيداً وودياً”. وأكد أن “الرئيس الأسبق للائتلاف، معاذ الخطيب، وأمين الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير، قدري جميل، وشخصيات من تيار بناء الدولة” هم من الأطراف التي يجري الحديث معها من أجل حضور لقاء القاهرة.

 

موسكو: المشاورات السورية ستستند إلى «جنيف 1»

مسؤولون لـ {الشرق الأوسط}: مدير الجلسات مستعرب روسي

موسكو: سامي عمارة

أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن دعوة ممثلي المعارضة والحكومة السورية إلى مشاورات تمهيدية في العاصمة موسكو خلال الفترة من 26 – 29 يناير (كانون الثاني) الحالي.

 

وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» إن المشاورات المرتقبة في «ساحة موسكو» ستستند إلى وثيقة «جنيف 1» الصادرة في 30 يونيو (حزيران) 2012. وكانت هذه الوثيقة صيغت من دون مشاركة السوريين. وتتلخص المهمة في أن يجتمع السوريون لتأكيد قبولهم لهذه الوثيقة للانطلاق لاحقا لتنفيذ بنودها، وما يستجد من مهام وقضايا أخرى، بما في ذلك المسائل المتعلقة بتشكيل حكومة ائتلافية.

 

وأوضحت المصادر أن موسكو وجهت الدعوة إلى نحو 30 من زعماء فصائل المعارضة في الداخل السوري وخارجه، بصفتهم الشخصية دون التقيد بأسماء تنظيماتهم وتكتلاتهم، إضافة إلى ممثلي الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في سوريا. وأوضحت المصادر أن من ضمن الأسماء التي وجهت لها الدعوة هادي البحرة وحسن عبد العظيم ومعاذ الخطيب وهيثم مناع وعارف دليلة وبدر جاموس ووليد البني وجهاد مقدسي وملهم الدروبي وآخرين كثيرين.

 

وردا على سؤال بشأن جدول الأعمال، قالت المصادر إن مشاورات موسكو ستنطلق من دون جدول أعمال محدد، وستبدأ في 26 يناير باجتماعات بين ممثلي المعارضة الداخلية والخارجية في ما بينهم، على أن ينضم إليهم اعتبارا من 28 يناير ممثلو الحكومة السورية، دون مشاركة أي أطراف خارجية، مؤكدا أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لن يشارك في هذه المباحثات. لكنها قالت إن هناك احتمالا بأن يصل مساعده رمزي عز الدين ليكون على مقربة من هذه المشاورات، فضلا عن أن موسكو الرسمية لن تكون ممثلة في هذه المشاورات، عدا مستعرب روسي، لإدارة اللقاءات.

 

موسكو تدعو 30 شخصية معارضة سورية 26 يناير .. وممثلو النظام ينضمون بعد يومين

مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط» : المشاورات تستند إلى {جنيف 1} * روسيا لن تدعو أطرافاً خارجية ومدير الجلسة «مستعرب روسي»

موسكو: سامي عمارة

أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن دعوة ممثلي فصائل المعارضة والحكومة السورية إلى مشاورات تمهيدية في العاصمة موسكو خلال الفترة من 26 – 29 يناير (كانون الثاني) الحالي.

 

وفي تصريحات خصت بها صحيفة «الشرق الأوسط»، ذكرت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن موسكو وجهت الدعوة إلى قرابة ثلاثين من زعماء فصائل المعارضة في الداخل السوري وخارجه، بصفتهم الشخصية، من دون التقيد بأسماء تنظيماتهم وتكتلاتهم، وكذلك ممثلي الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في سوريا. ومن هؤلاء، أشارت المصادر الروسية إلى كل من هادي البحرة وحسن عبد العظيم ومعاذ الخطيب وهيثم مناع وعارف دليلة وبدر جاموس ووليد البني وجهاد مقدسي وملهم الدروبي وآخرين.

 

وردا على سؤال بشأن جدول الأعمال، قالت المصادر إن مشاورات موسكو ستنطلق من دون جدول أعمال محدد، وستبدأ في السادس والعشرين من يناير الحالي، باجتماعات بين ممثلي المعارضة الداخلية والخارجية، في ما بينهم، على أن ينضم إليهم اعتبارا من 28 يناير ممثلو الحكومة السورية، من دون مشاركة أي أطراف خارجية، مؤكدا أن ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، لن يشارك في هذه المباحثات. لكنها قالت باحتمالات وصول مساعده السفير رمزي عز الدين ليكون على مقربة من هذه المشاورات، فضلا عن أن موسكو الرسمية لن تكون ممثلة في هذه المشاورات، اللهم عدا مستعرب، لإدارة اللقاءات بعيدا عن الرسميات.

 

ولم تستبعد المصادر احتمالات أن يلتقي سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الوفود المشاركة في ختام المشاورات. وقالت إن التركيز على توجيه الدعوة بأسماء الشخصيات وليس بأسماء تكتلاتها وتنظيماتها، كان لتفادي الحرج بخصوص عدد المدعوين من كل تنظيم، وأيضا بسبب تغير قيادات هذه التنظيمات، وإن تظل الفرصة قائمة أمام احتمالات دعوة أسماء سورية أخرى. وأضافت أن المشاورات في «ساحة موسكو» ستستند إلى وثيقة «جنيف 1» الصادرة في 30 يونيو (حزيران) 2012. وكانت هذه الوثيقة صيغت من دون مشاركة السوريين. وتتلخص المهمة في أن يجتمع السوريون لتأكيد قبولهم بهذه الوثيقة للانطلاق لاحقا وتنفيذ بنودها، وما يستجد من مهام وقضايا أخرى، بما في ذلك المسائل المتعلقة بتشكيل حكومة ائتلافية.

 

وتنص وثيقة «جنيف 1» على أن تكون المشاورات بين ممثلي المعارضة والحكومة من دون أي شروط مسبقة. وحول ما سبق وطرحته المعارضة من شروط حول رحيل الرئيس بشار الأسد، قالت المصادر الروسية لـ«الشرق الأوسط» إن الأمر متروك لمناقشات الأطراف السورية، في إطار ما سبق أن قالته موسكو أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، حول المشاورات من دون شروط مسبقة. ولم تكشف المصادر عما إذا كان الوفد الحكومي السوري سيكون برئاسة وليد المعلم أم غيره، مشيرة إلى أن الأمر متروك لقرار دمشق، وإن نفت بشكل قاطع ما سبق أن تردد حول احتمالات مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في اليوم الأخير للمشاورات.

 

وحول ما إذا كانت موسكو تلقت ردا من أي من المدعوين، قالت المصادر إن توجيه الدعوات لا يزال مستمرا، وهناك من أبدى استعداده للمشاركة. وأضافت أن موسكو لم تدع أيا من ممثلي القوى الخارجية من المشاركين في اجتماعات «جنيف 1»، لأنها هي نفسها لن تشارك أيضا في هذه الاجتماعات، وسيقتصر تمثيلها على «مدير الجلسة» الذي اكتفت بالقول إنه سيكون «مستعربا روسيا».

 

وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن موسكو سبق أن طرحت هذه الفكرة منذ أكثر من العام. وأشارت إلى أنها أعادت طرحها في مثل هذا الوقت من العام الماضي بعد انتهاء مشاورات «جنيف 2». وقالت إنه لو كان هناك من استجاب لهذه الدعوة منذ ذلك الحين لما كانت سوريا تكبدت كل هذه الخسائر البشرية والمادية، ولما سقط كل ذلك العدد من الجرحى والضحايا. وبهذا الصدد أشارت إلى أن ما طرحه البعض من شروط حول «إسقاط النظام» بات يتغير اليوم إلى شعارات تقول بضرورة «إقامة النظام» بعيدا عن السقوط في براثن الفوضى والاقتتال الدموي، على غرار ما يجري في ليبيا والصومال. وأشارت إلى ما حل بالمناطق المجاورة من مآس وكوارث، مثل ما تعيشه العراق أيضا ومناطق أخرى في المنطقة، تحت وطأة انتشار التنظيمات الإرهابية، مثل «داعش» و«جبهة النصرة»، وما تضمه من عناصر من المرتزقة من الشيشان وأفغانستان وغيرهما من البلدان.

 

وأكدت المصادر أن موسكو تعرب عن شديد الأمل في نجاح هذه المشاورات، وفي وقوف الأطراف والقوى الخارجية لدعمها وليس لعرقلة ما يمكن أن تتوصل إليه من اتفاقات. وقالت إن الهدف الرئيسي لروسيا يتمثل في دعم الجهود الرامية إلى الخروج من الأزمة الراهنة من خلال الحوار واعتماد السبل السياسية بعيدا عن خيار المواجهات الدموية والاقتتال انطلاقا من وثيقة «جنيف 1» عام 2012، وذلك من خلال حوار أوسع دون إملاءات أجنبية وشروط مسبقة، فضلا عن الاستمرار في تقديم المساعدة لسوريا في مجال مكافحة الإرهاب، بما قد يسمح لاحقا باجتماعات يشارك فيها السوريون وفي إطار ما يمكن تسميته «جنيف 3».

 

معركة داعش والمعارضة تقترب في القلمون

منذ إنتهاء معارك عرسال الواقعة شرق لبنان على الحدود مع سوريا، وتحديداً مقابل منطقة القلمون، حصلت الكثير من التبدلات، واتّجهت الأنظار سريعاً إلى ما يحصل هناك، بعد أن كانت المعارضة السورية المسلّحة تعتمد أسلوب العمليات النوعية ضد مواقع حزب الله اللبناني وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

معركة عرسال، التي حصلت بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلّحة أهمها جبهة النصرة، وضعت القلمون تحت الضوء. صارت الأخبار تخرج من هنا وهناك. سيناريوهات تُرمى من هنا وهناك. فيما الواقع يدلّ إلى جبهة تنتظر أن تنفجر بين لحظة وأخرى وفي اتجاهات متعددة. جبهة لن تكون فقط بين كتائب المعارضة المسلحة في مواجهة حزب الله والنظام، بل ستتوسع كثيراً بعد أن دخل “داعش” على الخط، بأمر مباشر من أبو بكر البغدادي الذي على ما يبدو يريد أن يمتلك ورقة القلمون الآن، توازياً مع خسارات كثيرة يتعرّض لها في العراق حيث يتراجع في الكثير من المناطق.

 

إلى نحو شهر، كانت جبهة النصرة هي الفصيل المسلّح الأقوى بين فصائل المعارضة السورية في القلمون. قرار البغدادي أتى ليبدأ من بعده التنظيم بالتحوّل تدريجياً من مجموعة صغيرة بايعته، تحديداً مجموعة المدعو أحمد جمعة الذي اعتقله الجيش اللبناني ما تسبب باشتعال جبهة عرسال في آب الماضي والتي تضم حوالي 60 مقاتلاً، إلى قوّة فعلية تتغلغل في جبال القلمون الشرقي منه والغربي.

 

في سيطرته على المناطق التي تخضع له اليوم، في العراق وسوريا، يعتمد “داعش” على مبدأ “إدارة التوحش”، وهو أحد المبادئ الثلاثة التي يستخدمها في إخضاعه للمناطق التي يسيطر عليها. “إدارة التوحش” هذه جعلته يبدو لجميع خصومه وأعدائه كتنظيم لا يقهر. “إدارة التوحش”، مِن قتلٍ وذبح ورجمٍ وما إلى هنالك من أساليب عنفية، جعلت الخوف يدبّ في الكثير من الأعداء، على جبهات القتال، وهو ما يعتقد التنظيم أنه يساعده في رحلة توسعه فوق الأراضي السورية تحديداً.

 

على أي حال، من أشهر، وبعد نهاية أحداث عرسال، قرّر البغدادي أن يتوسّع في القلمون، إضافة إلى مجموعة جمعة الصغيرة، وصل إلى القلمون الغربي مجموعات مقاتلة أتت من ريف حمص، فتوسع التنظيم في تلك المنطقة، وبايعته مجموعة من الكتائب في الجيش الحرّ، مجموعات صغيرة. وينقل بعض من هم في تلك المناطق حال الخوف التي تسود في خلال المعارك، ويقولون إن الرهبة التي بثّها “داعش” تساعده كثيراً في توسّعه وفي إخضاع الخصوم بالقوّة أو بالمبايعة من دون قتال، وهو ما حصل غير مرّة، فيما يقول أحد المقاتلين في الجيش الحر إن “توقف المساعدات والإمدادات لفصائل الجيش الحر منذ معركة يبرود سببت هذا الاستسلام، وجعلت داعش يتقدم في منطقة لا تخضع لسيطرته وأهلها لا يؤمنون به وبما يطرحه”.

 

توغّل داعش، وحصلت اشتباكات عدة بينه وبين الجيش الحر تحديداً. منذ نحو أسبوعين، بدأ هذا التنظيم بالهجوم على مقار للجيش الحرّ في القلمون، واعتُقِل قائد لواء المغاوير في الجيش الحر عرابة إدريس، وقُتل البعض من مجموعته، وكثُر الحديث عن قيام داعش بقتل ادريس بعد أن رفض مبايعته، إلّا أن كل هذه التكهنات انتهت بعد إفراج التنظيم عن ادريس بعد عدّة أيّام، وهناك من يعتبر أن داعش أفرج عن إدريس بعد مبايعته له، وهذا ما يُمكن أن يظهر لاحقاً.

 

وبحسب قائد في الحر، لا يمكن لداعش ان تُفرِج عن معتقل لديها إنْ كان يقاتلها، فهي أساساً تكفّره، وهذا ما يجعل علامات الاستفهام كبيرة حول الإفراج عن ادريس، إلّا إذا كان التنظيم يشتري الوقت في القلمون ولا يريد أن يبدأ معارك كبيرة مع فصائل المعارضة قبل أن يتجهز لها جيداً.

 

والمستغرب أيضاً، والكلام لمقاتل “الحر”، كثرة الحديث عن مبايعة “لواء شهداء اليرموك” لداعش وهذا ما لم ينفه اللواء ولم يؤكده. وربطاً مع ادريس وما حصل، يبدو أن الأمور ليست مطمئنة وهناك ما يُحضّر للقلمون.

 

تتمدّد داعش في القلمون، وتحاول مؤخراً أن تعمل بمجموعات صغيرة، والقيام بعمليات سريعة على الجيش الحر وجبهة النصرة، وهذا ما حصل في بلدة عين الفيجة الواقعة في وادي بردى بين بلودان والزبداني، خسر فيها داعش أحد مقاتليه وعد من الجرحى وانسحب من المنطقة، وهذا ما ينطبق على غير مكان في المنطقة الحدودية.

 

وتوازياً مع محاولة داعش السيطرة على القلمون، تبقى جبهة النصرة هي الرقم الصعب في تلك المنطقة، فهي منذ نهاية معركة يبرود وانسحاب كتائب جيش الحر تسيطر على المنطقة وتتواجد بكثافة في الجرود، وتحديداً في القلمون الغربي. وهي بعكس الجيش الحر لا تزال تحصل على دعم كبير، من قبل دولة إقليمية دخلت بمصالحة مؤخراً مع دول الخليج، أي قطر، وهذا ما يجعل النصرة الفصيل الأوّل والأقوى في القلمون، وهذا ما يُدركه البغدادي الذي يريد أن يصل إلى دمشق.

 

وعليه، أرسل البغدادي ثلاثة أمراء جدد إلى القلمون، ومؤخراً أرسل قائداً سابقاً في الجيش العراقي، كي يشرف على العمليات هناك. ويدرك الخليفة أن النصرة هي الفصيل الذي يعيق تقدمه، ولهذا أرسل إلى أميرها أبو مالك التلّي، الأمير الشرعي للتنظيم في القلمون، يطالبه بمبايعة البغدادي، وهذا ما رفضه التلّي. وينقل مطلعون أن الإجتماع كان سيّئاً، وأن هذا الأمير من أصول سودانية ومعروف عنه حدّته وميوله العنفية التي تفوق الكثير من عناصر التنظيم الذي أساساً هو مشهور بعنف مقاتليه.

 

هناك من يعمل على تضخيم دور البغدادي ومجموعاته في القلمون. صحيح داعش موجود، وهذا ما يعترف به أكثر من قائد ميداني بين النصرة والجيش الحر، لكنهم بحسب هؤلاء فإن التنظيم بالحجم والأرقام التي يرميها البعض بهدف “إخافة المقاتلين وجعلهم يبايعون التنظيم، وهو أسلوب تتبعه داعش في غير مكان”، وهذا ما تُبرهنه معركة عين الفيجة، التي أظهرت أن داعش ينقسم إلى مجموعات صغيرة تفتعل أكثر من معركة مع الحرّ بهدف إظهار نفسها كقوّة كبيرة، وبالتالي سهولة فرض المبايعة لاحقاً، والاستفادة من هذه المبايعة للإنطلاق الفعلي إلى معركة احتلال القلمون.

 

إلى الآن، وجود “داعش” حقيقي، لكنه ليس كبيراً كما يسُرّب. مقاتلوه لا يتعدوا الـ600. يتوزعون بين القلمون الغربي والشرقي إلى مجموعات. لا يسيطرون على نقطة محددة. يتركز وجودهم في جرد عسال الورد، جرد المعرّة وجرد فليطة، وجزء قليل في جرد عرسال. انضم إليهم مقاتلون من خارج القلمون، وتحديداً من ريف حمص بأمر من البغدادي، ثّم هناك مجموعات جديدة تصل إليهم من الرقة عبر ريف حمص أيضاً، ومجموعات أخرى تتحرك من دير الزور على الحدود العراقية عبر البادية، ومنطقة بئر قصب كي يستطيعوا الوصول إلى درعا، وبالتالي يكونوا قد بدأوا بالدخول إلى الجبهة الجنوبية من الباب العريض، وأحكموا الطوق على العاصمة دمشق بعد تراجعهم في محيط بغداد.

 

هذا الواقع، لا ينفي أن داعش فعلياً أقل بكثير مما تصوّر في الإعلام. الكلمة اليوم في القلمون لا تزال لجبهة النصرة الفصيل الأقوى والمسيطر على الجبهة بكاملها بالتعاون مع مجموعات من الجيش الحر، وعلى رأسها جيش الإسلام الذي كان قوياً قبل أن يسحب بعض مجموعاته إلى الغوطة المحاصرة، وفيلق الرحمن وأحرار الشام وجيش أسود الشرقية، وتجمع ألوية الشهيد أحمد العبدو، وجميعهم انضووا في غرفة العمليات المشتركة في القلمون الشرقي وامتداده، وخاضوا أولى المعارك ضد داعش في منطقة المحسّا وطردوا عناصر التنظيم منها.

 

إلى الآن، تحاول داعش أن تقول إنها موجودة. النصرة خصمها الأوّل، التلّي صامد في وجه الضغوط، ومن خلفه قوّة مجهزة وقادرة على المواجهة، من دون إسقاط دور الجيش الحر وفصائله المتعددة، وإن كان ممنوع عنها الدعم منذ أكثر من سنة.

 

الأيام المقبلة ستكون مليئة بالأحداث، والمعارك. المعارضة المسلحة في مواجهة داعش والنظام وحزب الله أيضاً. طريق إمداد البغدادي تشقه قوّات الأسد وتُسهل عبور مقاتليه إلى القلمون كي يتحوّل إلى ريف حلب جديد، أي إلى مواجهة بين داعش والمعارضة. القلمون لم تعد كما كانت، وخلف الحدود هناك من ينتظر إعلان ساعة الصفر، لنار لن تبقي ولن تذر.

 

أبو الفدا.. مقاتل من دمشق ولد من رحم الموت  

سلافة جبور-دمشق

“لقد لامست عتبة الموت، لكنني -بفضل من الله أولا والأطباء والممرضين وعائلتي ثانيا- ولدت من جديد، وعمري اليوم هو سنة”. بهذه الكلمات يتحدث المقاتل السوري أبو الفدا عن معجزة إلهية أعادته إلى الحياة بعد أن كاد يفارقها.

 

فمنذ حوالي عام، وخلال المعارك المحتدمة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي برزة الدمشقي، أصيب أبو الفدا قائد سرية بلال الحبشي التابعة للواء الأول في دمشق إصابة بالغة في صدره، ونقل إلى المستشفى الميداني في حي القابون المجاور بقلبٍ ينبض ببطء ونزف شديد وأمل ضئيل بالحياة.

 

ويقول الطبيب الجراح نزار -المسؤول عن مشفى الحياة الميداني بالقابون- “كنا منشغلين بعشرات الإصابات في المستشفى، أجرينا إنعاشا قلبيا رئوياً لأبو الفدا واستجاب قلبه وعاد للنبض، إلا أن حدقاته توسعت وهو دليل على موت سريري محتم نتيجة موت جذع الدماغ”.

 

مضيفا أنهم نقلوا له كميات من الدم تبلغ ضعف كمية الدم الموجودة بشكل طبيعي في جسم الإنسان.

 

وبعد انتهاء الطبيب من عدة عمليات أخرى، ورغم حالة أبو الفدا الميؤوس منها نظريا بسبب توسع الحدقات، أجرى له عملية فتح للصدر ووصل للشريان الرئوي، وهي عملية لا تقع ضمن نطاق اختصاصه الجراحي. ومع أن العملية انتهت بنجاح بقي المريض في حالة موت سريري ووضعت له أجهزة لتساعده على التنفس، وظل في غيبوبة لأكثر من أسبوعين.

 

صعوبات

ويضيف الطبيب في حديثه للجزيرة نت “بدأ أبو الفدا بعد مضي أسبوعين بتحريك جفونه، ثم فتح عينيه وبدا كأنه يكتشف العالم لأول مرة”.

 

بعد فترة أصبح قادرا على التنفس وحده دون الأجهزة المساعدة، لكنه لم يكن على دراية بأي شيء وكأنه طفل صغير خلق للتو. كطبيب خبير أستطيع القول إن ما حدث هو معجزة إلهية بكل تأكيد، يندر أن نرى مثيلها في عالم الطب”.

 

بدوره يتحدث أبو الخير -الطبيب المساعد العامل في مشفى الحياة الميداني- عن الصعوبات التي واجهوها لإسعاف أبو الفدا في ظل الحصار المطبق الذي فرضه النظام على أحياء برزة والقابون لأشهر طويلة، والتي تجعل من عودته للحياة معجزة بحق.

 

فبحسب أبو الخير، تعتبر أكياس الدم في ظل الحصار أهم من الذخيرة والطعام والشراب، واستخدامها لأحد المرضى يعني عدم القدرة على استخدامها لمريض آخر، إلا أن واجبهم المقدس لم يدع أمامهم المجال سوى استخدام أكثر من عشرين كيسا لنقل حوالي عشرة ليترات من الدم لأبو الفدا، والذي بدأت تجري في عروقه دماء أصدقائه والكثيرين ممن جاؤوا للتبرع بالدم في ذلك اليوم العصيب.

 

وينوه أبو الخير بدور عائلة أبو الفدا الكبير في عودته للحياة الطبيعية، ويقول “لم تفارق عائلة أبو الفدا ابنها منذ مجيئه المستشفى، ولم تفقد الأمل بنجاته، وقف أهله يختلسون النظر إلينا في غرفة العمليات، ومع أنهم لاحظوا علامات اليأس على وجوهنا استمروا بقراءة آيات من القرآن الكريم والدعاء لابنهم”.

 

ويتابع “عند دخوله الغيبوبة كانوا يتحدثون إليه كل يوم وكأنه يسمعهم ويحس بهم، أما عندما استفاق من الغيبوبة فكانت فرحتهم كفرحة مجيء مولود جديد، وكان لهم الدور الأكبر في تحفيز قدراته وعودة ذاكرته وقدرته على الكلام”.

 

وهذا أمر يؤكده أبو الفدا، الذي يقول إنه عانى لأشهر طويلة بعد استيقاظه من الغيبوبة من مشاكل في الذاكرة، إلا أن رعاية أسرته التي أحاطته بالحب والاهتمام اللازمين كان له الدور الأكبر في عودته للحياة الطبيعية.

 

ويقول أبو الفدا إن شعوره وفرحته اليوم لا توصفان، خاصة بعد عودته لحمل السلاح مع عناصر سريته ومرابطته في الموقع نفسه الذي أصيب فيه وحمل له الموت منذ عام.

 

لندن: مجموعة بسوريا تخطط لشن هجمات في الغرب

لندن – فرانس برس

 

أعلن رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطاني “إم آي 5″، أمس الخميس، أن مجموعات متطرفة متواجدة في سوريا تخطط لشن “اعتداءات واسعة النطاق” في الغرب، قد يقوم بها مقاتلون عائدون من سوريا.

 

وقال اندرو باركر إنه على الرغم من أن التهديدات الوشيكة قد تكون من تنظيم “داعش”، فإن متطرفين ينتمون إلى مجموعات تنتمي إلى القاعدة يشكلون أيضا خطرا.

 

وأضاف باركر: “نحن نواجه باستمرار مؤامرات أكثر تعقيدا وأكثر طموحا، وهي للأسف قائمة حاليا، تنتهج مقاربة القاعدة ومن يقلدها: محاولات لإلحاق خسائر بشرية كبيرة غالبا من خلال مهاجمة وسائل النقل أو أهداف رمزية”.

 

وأوضح: “نعلم مثلا أن مجموعة من الإرهابيين المتشددين من تنظيم القاعدة في سوريا تخطط لشن اعتداءات واسعة النطاق ضد الغرب”.

 

وقال أيضا: “بما أننا وشركاءنا نقوم بالحد الأقصى، نعلم أننا قادرون على وقف كل شيء”.

 

وتمنى باركر في هذا الإطار أن تمتلك أجهزة مكافحة الإرهاب السلطات المعززة من أجل تحديد ومراقبة المشبه بهم.

 

وكانت الحكومة البريطانية كثفت عمليات التفتيش في الموانئ والنقاط الأمنية على الحدود مع فرنسا بعد الهجوم على مقر صحيفة “شارلي إيبدو” في باريس.

 

وأشارت وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، إلى اتخاذ خطوة احترازية من خلال تكثيف الأمن دون رفع حالة التأهب الأمني، وهي عند ثاني أعلى مستوى، ما يعني أن وقوع هجومٍ داخل الأراضي البريطانية هو أمر مرجح.

 

الأسد مستمر في استخدام الأسلحة الكيمياوية

العربية.نت

 

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية مقالاً لمراسلها توم غوهلان بعنوان “الأسد مازال يستخدم الأسلحة الكيمياوية”.

 

وقال المراسل إن الأسلحة الكيمياوية مازالت تستخدم في سوريا رغم تأكيدات حكومة الأسد التزامها بالمواثيق الدولية التي تحظر استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين العزل.

 

وكشف المقال أن دراسة سرية أجرتها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أكدت “استخدام أسلحة كيمياوية لقصف 3 قرى سورية، ما أسفر عن إصابة ما بين 350 و500 شخص ومقتل 13 آخرين”.

 

يذكر أن حكومة الأسد تلقت العديد من التنديدات الدولية بعد استخدامها غاز السارين ضد المعارضين السوريين، ما أدى إلى مقتل 1500 شخص في ضواحي مدينة دمشق.

 

وكانت قد وقعت الحكومة على معاهدة حظر استخدام الكيماوي بعد التنديدات الدولية التي واكبت مقتل هذا العدد الكبير من المواطنين، إلا أنها لم تتوقف عن استخدام بعض الأسلحة التي تحتوي على الكلورلين والأمونيا.

 

النصرة” تدخل بلدتين شيعيتين بحلب وقوات الأسد تصدها

بيروت – فرانس برس

 

تمكنت “جبهة النصرة”، أمس، من دخول بلدتي نبل والزهراء في محافظة حلب للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية قبل نحو أربعة أعوام، قبل أن تنجح “قوات الدفاع الوطني” الموالية للنظام في صد الهجوم، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية “تمكنت جبهة النصرة من دخول بلدتي نبل والزهراء في محافظة حلب اليوم، إثر معارك عنيفة مع قوات الدفاع الوطني”، ذاكراً أن “قوات الدفاع الوطني” تمكنت من صد الهجوم الذي قتل خلاله تسعة من المسلحين الموالين للنظام، وخمسة من “جبهة النصرة” التي استخدمت أربع دبابات في هجومها.

 

من جهته، أكد مصدر من جبهة النصرة للهيئة العامة للثورة أن العملية النوعية أسفرت عن قتل 60 شبيحاً، بينهم عناصر من حزب الله اللبناني وقائد إيراني، وتدمير غرفة عمليات النظام في بلدة نبل، وسيطر الثوار على الأحياء الشرقية والجنوبية بعد تفجير مفخخة توجهت من جمعية جود، حيث فتحت المفخخة ثغرة في خطوط دفاع قوات النظام الأولى، ليبدأ الاقتحام من الجهة الشرقية لبلدة الزهراء تزامناً مع التقدم من الجهة الجنوبية.

 

وأسفرت العملية الهجومية للثوار عن اغتنام مستودع ذخيرة بعد تجاوز خط الدفاع الأول عن البلدتين تزامناً مع اقتحام بلدة نبل من الجهة الشرقية الجنوبية. كما دمروا دبابة لقوات الأسد، وسيارة بيك أب محملة برشاش عيار 14، ونسفوا العديد من المواقع التي تتحصن بها القوات النظامية. وتواصلت الاشتباكات ليلاً. وأضاف المصدر أن شبيحة نبّل والزهراء يشتمون بشار الأسد على قبضات الاتصال لعدم مؤازرة قواته في التغطية الجوية المكثفة لتعطيل تقدم الثوار.

 

وتعد هذه العملية أقوى عملية يشنها الثوار على هاتين البلدتين المواليتين للأسد منذ بداية الثورة، ويشارك بعملية الهجوم: جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين والجبهة الشامية التي أعلنت عن تدمير رتل لقوات النظام كان متجهاً لمؤازرة قوات الأسد في بلدتي نبل والزهراء من منطقة عفرين شمالي البلدتين.

 

حلب.. تضارب الأنباء بشان معارك نبل والزهراء

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت تقارير إعلامية، الجمعة، أن المعارك لا تزال مستمرة في محيط وعلى أطراف بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي بسوريا، لكن الأنباء لاتزال متضاربة بشأن حصيلتها.

 

إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الموجودة في البلدتين صدت هجوما للمعارضة، مشيراً إلى أن المسلحين نجحوا في السيطرة في البداية على الأحياء الجنوبية لبلدة نبل، قبل أن يتم “طردهم منها”.

 

بالمقابل ذكرت مصادر أخرى أن مقاتلي “جبهة النصرة” تمكنوا من تحقيق تقدم في البلدتين، وقتل العشرات من الجنود والميليشيات الموالية للحكومة السورية.

 

وأضاف ناشطون أن الطائرات الحربية الحكومية قصفت طريق الكاستيلو ومحيط بلدتي نبل والزهراء بواسطة الرشاشات الثقيلة.

 

يشار إلى أن المسلحين يحاصرون بلدتي نبل والزهراء منذ عام 2013، وتؤكد مصادر في المعارضة وجود أكثر من 8 آلاف مقاتل من القوات الحكومية وميليشات أجنبية موالية في البلدتين.

 

وفي مدينة حلب، قصف الطيران المروحي حي مساكن هنانو بثمانية براميل متفجرة دون أن ترد أنباء عن إصابات.

 

وفي دمشق، تعرض حي جوبر لقصف مدفعي عنيف بحسب “اتحاد تنسيقات الثورة”، الذي أشار إلى وقوع اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية في الحي.

 

وأشار المعارضون إلى سقوط قتلى في صفوف القوات الحكومية بقناصة مسلحين على أطراف الحي.

 

أطياف المعارضة السورية تُعلن رفضها لاجتماعات موسكو عدا كتلتين

روما (9 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت غالبية تيارات وقوى المعارضة السياسية السورية رفضها لحضور الاجتماع الذي دعت إليه القيادة الروسية في موسكو بين شخصيات من المعارضة السورية وممثلين عن النظام، ولم يبق سوى كتلتين سياسيتين معارضتين لم تعلنا قرارهما النهائي.

 

فقد أعلن قبل أيام رئيس الائتلاف خالد خوجة، رفضه حضور اجتماع موسكو وأي حوار مع ممثلي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتأكيده على أن مثل هذا الاجتماع غير وارد حالياً، وأن الائتلاف لن يجلس مع النظام على طاولة واحدة إلا في إطار عملية تفاوضية تحقق انتقالاً سلمياً للسلطة وتشكيلاً لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة، وقرر الائتلاف معاقبة أي قيادي في الائتلاف يشارك بصفته الشخصية في هذه الاجتماعات.

 

إلى ذلك أعلنت تيارات معارضة أخرى رفضها لهذا الاجتماع، ومن بينها تيارات تعتقد روسيا أنها مقرّبة منها، ولم يبق سوى تياران معارضان لم يُعلنا موقفهما الواضح من اجتماعات موسكو حتى اللحظة.

 

ودعت الخارجية الروسية شخصيات تمثّل النظام السوري و28 شخصية من المعارضة بصفتها الشخصية إلى لقاء في موسكو في وقت لاحق هذا الشهر، لكنها اشترطت أن يكون الاجتماع دون شروط مسبقة ولا برنامج عمل له ولا محددات أو محاور للنقاش أو التفاوض.

 

إلى ذلك أعلن تيار بناء الدولة، الذي تعتقل السلطات السورية رئيسه لؤي حسين، عدم مشاركته أو مشاركة أي من أعضائه في اجتماع موسكو، واعتبرت أن أسباباً عدة أفرغت اللقاء من جدواه، منها أن الأزمة السورية “أشبعت واكتفت تشاوراً سواء بين قوى المعارضة أو مع قوى الموالاة”، ولأن موسكو لم تقدّم مبادرة واضحة ذات عنوان صريح، أو جدول تفاوضي واضح. كما أنه رأى أن الأطراف المدعوة باسم المعارضة هي أطراف قريبة من السلطة عملياً، كما أنه شدد على أن الدعوة كان يجب أن تكون بأسماء القوى السياسية ككيانات وليس كأفراد، وكان يجب أن يسبق الدعوة إجراءات بناء ثقة مع النظام.

 

وفي نفس السياق رفض مجلس قيادة الثورة السورية مبادرة موسكو واعتبرها تصب في سياق خدمة النظام. واعتبر أن الاجتماع الذي تدعو له موسكو هو محاولة وأد للثورة السورية، ويصب في خدمة النظام وحده وقرر مقاطعته.

 

وحتى الآن لم يصدر موقف واضح من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة، على الرغم من أن السلطات السورية تعتقل عدداً من أبرز قادتها، كعبد العزيز الخيّر ورجاء الناصر، وعلى الرغم من أن موسكو كانت حليفة للهيئة في وقت سابق قبل أن تتخلى عنها قبيل مؤتمر جنيف2 بشكل مفاجئ. وكذلك لم يصدر موقف رسمي عن أهم حليف كردي للهيئة، وهو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يتزعمه صالح مسلّم، وكذلك لم يصدر موقف من اجتماعات جنيف عن جبهة التغيير والتحرير التي يتزعمها قدري جميل الذي تصفه بعض قوى المعارضة بأنه “رجل موسكو”، على حد تعبيرها

 

أكراد سوريون يتهمون حزباً كردياً باختطاف أطفال قصر وتجنيدهم بقواته

روما (9 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

استنكر سياسيون ومثقفون وإعلاميون أكراد سوريون تجنيد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري أطفال قُصّر بالقوة في قواته العسكرية والأمنية، وحمّلوا الحزب المسؤولية الكبرى عن تفريغ المنطقة ذات الغالبية الكردية في سورية من سكانها، ووصفوا سياساته بـ “اللا مسؤولة”.

 

وتعتبر هذه الإدانة الأولى من جانب أكراد لحزب كردي يهيمن على القرار الكردي شمال سورية، فيما سبق أن دانه وانتقده الكثير من الأحزاب والتيارات السياسية السورية المعارضة، فضلاً عن الناشطين في شمال البلاد دون أن تجدي هذه الانتقادات أو تثني الحزب عن تجنيد القصّر في قواته المسلّحة.

 

ووقع نحو 150 من السياسيين والمثقفين الأكراد، غالبيتهم من الأسماء المعروفة، من بينهم رؤساء أحزاب سياسية معارضة ورؤوساء منظمات حقوق إنسان، وناشطون حقوقيون، وسياسيون معارضون أعضاء في الائتلاف السوري المعارض والمجلس الوطني الكردي، وناشطون بحركات شبابية، وإعلاميون وأدباء، على بيان يدين ممارسات وتصرفات الحزب الكردي الذي يملك جناحاً عسكرياً في شمال سورية باسم (وحدات حماية الشعب) و(الأسايش)، ويفرض سلطته وقراراته على الأكراد في مناطق تواجدهم شمال سورية دون استشارة وموافقة شركائه السوريين الآخرين بمن فيهم الأكراد.

 

وأكّدوا على أن هذا الحزب الذي يرأسه صالح مسلّم “يفرض نفسه بالسلاح على السوريين في المناطق ذات الغالبية الكردية شمال سورية تحت عنوان تحريرها من النظام وحمايتها والدفاع عنها”، وأشاروا إلى أن الحزب ﻟﺠﺄ عبر أجهزته العسكرية والأمنية إلى استخدام “صبية وفتيات ﺩﻭﻥ الثامنة عشر من العمر في الحواجز ونقاط التفتيش”، وجددوا التأكيد على أن هذا الحزب يقوم بـ”اختطاف القاصرات من مدارسهن أو بيوت أهلهن” للانخراط في العمل العسكري.

 

وكان سكان وناشطون أكراد اتّهموا الحزب باختطاف طفلتين قاصرتين (همرين عيدي) و(حزبية شيخموس) وغيرهما لتجنيدهم في قواته المسلّحة. وقال ناشطون إن المناطق ذات الغالبية الكردية في سورية أصبحت “مفرّغة من سكانها نتيجة ممارسات هذا الحزب”، فيما نفى الحزب هذا الأمر وقال إنهن “تطوعن” ولم يتم خطفهن.

 

وفي سياق النقد لممارسات الحزب الكردي نبّه السياسيون والمثقفون الأكراد إلى ضرورة التزام الحزب ببروتوكول اتفاقية حقوق الطفل القاضي بعدم إشراك من لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر في الأعمال القتالية.

 

وكانت منظمات تابعة للأمم المتحدة قد أدانت منتصف العام الماضي ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ عموما، بسبب “تجنيد الأطفال” في العمليات القتالية

 

جماعة حقوقية: 2100 شخص ماتوا في السجون السورية العام الماضي

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الجمعة نقلا عن اسر معتقلين توفوا ان 2100 شخص على الاقل توفوا في سجون سورية العام الماضي وان الكثير من الجثث ظهرت عليها علامات تعذيب.

 

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له انه يعتقد ان الرقم الحقيقي أعلى بكثير لكن لديه فقط تقارير عن الحالات التي تسلمت فيها الاسر جثة أو شهادة وفاة من سجن.

 

ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين سوريين للتعليق.

 

وقال محققون تابعون للامم المتحدة في مارس اذار انه يشتبه في وجود مجرمي حرب في وحدات الجيش السوري وأجهزة الامن بالاضافة الى جماعات المسلحين الذين يقاتلونهم في الحرب الاهلية في البلاد.

 

وأضافوا انهم يحققون في أدلة عن تعذيب وقتل وتجويع في سجون سورية وان رؤساء أفرع المخابرات ومنشآت الاعتقال في قائمة المشتبه بهم المحتملين.

 

وقال المرصد ان أكثر من 76000 شخص قتلوا في الحرب في عام 2014 وتقول الامم المتحدة ان 200000 قتلوا منذ بدء الصراع.

 

وفي يناير كانون الثاني 2014 قال مدعون سابقون في جرائم الحرب كلفتهم قطر بالعمل ان لديهم “أدلة واضحة” تشير الى ممارسة تعذيب ممنهج وقتل 11000 معتقل في سجون سورية من خلال مجموعة من الصور قدمها مصور بالشرطة العسكرية السورية.

 

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

جبهة النصرة تهاجم بلدتين شيعيتين في شمال سوريا

بيروت (رويترز) – قال نشطاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا ومتشددين سنة آخرين شنوا هجمات أثناء الليل للسيطرة على بلدتين شيعيتين في شمال البلاد لكن تم صدهم.

 

وذكر المرصد ومقره بريطانيا أن المسلحين تمكنوا لفترة قصيرة من السيطرة على الشوارع في الجزء الجنوبي من بلدة الزهراء ومبان في بلدة نبل القريبة شمالي مدينة حلب.

 

وأضاف أن قوات الدفاع الوطني التي تضم جماعات موالية للجيش السوري تمكنت من صد المتشددين الذين كانوا يستخدمون الدبابات.

 

ونشر نشطاء موالون للحكومة صورا على مواقع التواصل الاجتماعي قالوا إنها تظهر جثث مقاتلي جبهة النصرة في خندق قرب البلدتين. ولم يتسن لرويترز التأكد من صحة الصور.

 

ولم ترد أنباء الاشتباكات في الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) ولم يتسن الاتصال بوزارة الاعلام السورية اليوم الجمعة للحصول على تعقيب.

 

وتحاصر قوات مناهضة للحكومة البلدتين منذ فترة طويلة. واستخدم الجيش طائرات هليكوبتر لاسقاط امدادات للسكان.

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى