أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 13 تشرين الأول 2015

موسكو تربط التسوية بـ «حزم» في «محاربة الإرهاب»

موسكو – رائد جبر؛ لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

دارت معارك ضارية في بلدة كفرنبودة في وسط سورية بين قوات النظام مدعومة بغارات روسية وعناصر المعارضة بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل لقائه في موسكو اليوم المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا ضرورة ربط «الجهود الدولية للتسوية بالحزم في مواجهة الإرهاب»، في وقت ألقت طائرات أميركية آلاف الأطنان من الذخيرة الى تحالف كردي – عربي قد يضم حوالى 50 الف مقاتل استعداداً لطرد «داعش» من الرقة شرق سورية.

وقالت الخارجية الروسية ان لافروف سيركز في لقائه دي ميستورا، الذي يزور موسكو ثم واشنطن، على سبل دفع التسوية السياسية من دون اشارة الى ان موسكو قد تطرح افكاراً جديدة في هذا الشأن، لكن لافروف قال ان بلاده تنوي تنشيط اتصالاتها مع اطراف اقليمية ودولية لإحياء مسار التسوية وإن «لقاءات اضافية بممثلي دول المنطقة ستعقد قريباً». وأشار الى ان بلاده اجرت اخيراً سلسلة اتصالات بمختلف الجهات الإقليمية التي لها تأثير في أطراف الأزمة السورية، بما في ذلك الشركاء السعوديون والإماراتيون والإيرانيون والأتراك». وجدد استعداد موسكو للتعاون مع «المعارضة الوطنية التي ترفض الأساليب الإرهابية، بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع أن الطيران الروسي نفذ خلال الـ 24 ساعة الأخيرة 55 طلعة من مطار اللاذقية وقصف 53 هدفاً. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن مقاتلات من طرازات «سوخوي 24» و»سوخوي 25 « و»سوخوي 34» قصفت مواقع في محافظات حمص وحماة واللاذقية وإدلب. وأضاف أن مقاتلة «سوخوي30» انضمت إلى مجموعة القوات الجوية الروسية العاملة في سورية.

و قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «جدّد الطيران الحربي الروسي قصفه مناطق في بلدة كفرنبودة بريف حماه الشمالي الغربي ليرتفع إلى نحو 40 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية، منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في البلدة ومحيطها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة ومجموعات ثانية من جهة أخرى في البلدة».

وكان مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن قال ان «قوات النظام سيطرت على الحي الجنوبي من كفرنبودة في ريف حماة الشمالي تحت غطاء جوي من الطائرات الروسية»، لكن مصادر معارضة افادت بأن مقاتلي المعارضة طردوا قوات النظام منها وقتلوا حوالى 50 عنصراً وضابطاً.

وفي شمال البلاد، أكد مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» أمس «سيطرة الجيش على المنطقة الحرة الواقعة على اطراف مدينة حلب بتغطية جوية روسية» بعد اشتباكات مع فصائل مقاتلة. وأشار نشطاء معارضون إلى ان «داعش» المتطرف «سلم المنطقة لقوات النظام بعد طرد مقاتلي المعارضة منها».

في واشنطن، قال ناطق باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) ان الولايات المتحدة ألقت جواً الأحد ذخائر في شمال شرقي سورية لعناصر من المعارضة يتصدون لـ «داعش»، بالتزامن مع اعلان عن تشكيل «الجيش السوري الديموقراطي» (جسد) الذي يضم حوالى 50 ألف مقاتل كردي – عربي نصفهم من «وحدات حماية الشعب» الكردي استعداداً لاقتحام مدينة الرقة عاصمة تنظيم «داعش» بالتنسيق مع غارات التحالف الدولي.

وأكد رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» أن التحالف «خطوة يجب أن تتسع بحيث تضم جميع القوى المؤمنة بسورية ديموقراطية علمانية بعيدة من التطرف» وتشكل مع الإدارات الذاتية نموذجاً للبلاد، في وقت قال قائد «وحدات حماية الشعب» سيبان حمو لـ «الحياة» إن اتصالات تجري مع التحالف الدولي لتحديد ساعة الصفر لطرد «داعش» من الرقة والمتوقع «خلال أسابيع».

 

مقاتلون سوريون: أسلحة أميركية نوعية في الطريق إلينا

عمان – رويترز

قال ناطق باسم المعارضة السورية اليوم (الإثنين) إن الولايات المتحدة أبلغت المعارضة المسلحة أن أسلحة جديدة في طريقها إليهم لمساعدتهم في شن هجوم مشترك مع حلفائهم الأكراد على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال أبو معاذ الناطق باسم «جبهة ثوار الرقة»، وهي تجمع يضم مقاتلين من عشائر من منطقة الرقة، «اجتمعنا مع الأميركيين وتمت الموافقة على هذا وأبلغونا أن الأسلحة الجديدة، ومنها أسلحة نوعية، في الطريق».

والمقاتلون جزء من تحالف جديد يضم قوات «وحدات حماية الشعب الكردية» أعلن اليوم تحت اسم «قوى سورية الديمقراطية».

 

«وحدات حماية الشعب» الكردية تنضم إلى تحالف سوري جديد

بيروت – رويترز

أفاد بيان لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية، أمس، بأنها انضمت إلى تحالف «قوى سورية الديموقراطية» الجديد الذي يضم جماعات سورية عربية بينها «جيش الثوار» وجماعة مسيحية آشورية قاتلت معها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية.

ويأتي إعلان التحالف الجديد بعد وقت قصير من إدخال واشنطن تغييرات على خطتها لدعم المقاتلين السوريين الذين يحاربون «داعش» وإنهاء برنامج تدريب المقاتلين خارج سورية، والتركيز بدلاً من ذلك على تقديم السلاح للجماعات التي تحظى بثقة الولايات المتحدة.

وأثبتت «وحدات حماية الشعب» أنها الشريك الأكثر فاعلية على الأرض حتى الآن للضربات الجوية الأميركية، بعدما انتزعت السيطرة من المتشددين على مساحات واسعة من الأراضي في شمال شرقي سورية هذا العام.

وقال البيان إن التحالف تشكل «في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها بلدنا سورية، وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحتين العسكرية والسياسية، والتي تفرض أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الكرد والعرب والسريان والمكونات الأخرى كافة على الجغرافية السورية».

 

السعودية تبلغ موسكو أن تدخلها في سورية ستكون له عواقب وخيمة

دبي – رويترز

قال مصدر سعودي اليوم (الإثنين) إن مسؤولين سعوديين أبلغوا نظراءهم الروس أمس أن التدخل العسكري الروسي في سورية ستكون له عواقب وخيمة، وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك، وسيستحث متطرفين من أنحاء العالم على المشاركة فيها.

وأضاف أن السعودية ستواصل تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة في سورية، مشيراً إلى مواقف عبّر عنها وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير خلال اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

وحض السعوديون روسيا على المساعدة في محاربة الإرهاب في سورية بالانضمام إلى التحالف الذي يحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» ويضم أكثر من 20 دولة، وقالوا إن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل في إطار أي عملية سلام.

 

الصين تعلن دعمها للسيادة السورية.. وتعارض «التدخل»

بكين – رويترز

عبّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الإثنين)، خلال لقائه المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان في بكين، إن بلاده تدعم سورية في سعيها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وتعارض «التدخل السهل» في الشؤون الداخلية للبلدان.

وبدأت روسيا في الشهر الماضي ضرب أهداف في سورية في توسع كبير للتدخل الأجنبي في الحرب الأهلية هناك، مما أثار انتقادات الحكومات الغربية التي اعتبرت التدخل الروسي محاولة لدعم الرئيس بشار الأسد لا لتحقيق هدفه المعلن وهو ضرب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن وانغ أبلغ شعبان أن الصين تدعم إجراءات «مكافحة الإرهاب» التي تستند إلى القانون الدولي واتفق عليها بين «الدول المعنية».

وأضاف وانغ أن بلاده تعارض «التدخل السهل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى».

وتابع «في نهاية الأمر فإن مصير سورية سيقرره السوريون».

وشدد وانغ على ضرورة بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة من دون أن يأتي على ذكر الأسد أو الغارات.

وفي مجلس الأمن تصوت الصين مثل روسيا في أي موضوع يتعلق بسورية في مجلس الأمن.

ودعت الصين مراراً إلى حل سياسي للأزمة وحذرت من أن العمل العسكري لن يكون الحل. وتلعب بكين دوراً محدوداً في الشرق الأوسط على رغم اعتمادها على نفط بلدانه.

 

قائد «جبهة النصرة» يدعو المقاتلين إلى شن هجمات في روسيا

بيروت – أ ف ب

دعا قائد «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية أبو محمد الجولاني إلى شن هجمات في روسيا، من خلال في تسجيل صوتي نشر ليل أمس (الاثنين)، رداً على تدخلها العسكري الجوي في سورية.

وناشد الجولاني المقاتلين في بلاد القوقاز مساندة السوريين قائلاً «إذا قتل الجيش الروسي من عامة أهل الشام، فاقتلوا من عامتهم وان قتلوا من جنودنا فاقتلوا من جنودهم»، مضيفاً «المثل بالمثل ولا نعتدي».

 

النظام السوري يتقدّم وأسلحة أميركية للمعارضة السعودية حذّرت موسكو من “عواقب وخيمة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

تصاعدت الضغوط الدولية على روسيا لوقف تدخلها العسكري الى جانب القوات السورية النظامية في سوريا، إذ ابلغت الرياض موسكو خلال لقاء ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي الاحد، ان التدخل العسكري الروسي في سوريا ستكون له “عواقب وخيمة” وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك ويدفع متطرفين من أنحاء العالم الى المشاركة فيها. ودعا وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي خلال اجتماع في لوكسمبور روسيا الى وقف فوري لغاراتها الجوية على المعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب. واتهم الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبيرغ روسيا بالاسهام في اطالة أمد النزاع في سوريا بدعمها الرئيس بشار الاسد ضد المعارضة المعتدلة.

بيد ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سعى الى تخفيف حدة الخلافات مع واشنطن او مع الرياض، إذ صرح بان المحادثات مع مسؤولين اميركيين وسعوديين في شأن الصراع سجلت تقدما على رغم أن موسكو وواشنطن والرياض لم تتفق تماما “حتى الآن”.

 

العمليات العسكرية

وتحت غطاء جوي روسي، خاضت القوات السورية يدعمها مقاتلون من “حزب الله” اللبناني في حماه واللاذقية، أشرس المعارك منذ بدء الهجوم واحرزت تقدما في منطقة ذات أهمية استراتيجية قرب الطريق السريع الذي يصل الشمال والجنوب عبر مدن سوريا الرئيسية.

وشنت الطائرات الحربية الروسية 30 غارة جوية على الأقل على بلدة كفرنبودة بريف حماه الشمالي وضربت المنطقة بمئات القذائف.

وقالت موسكو إنها نفذت 55 غارة جوية على ما وصفته بانه أهداف لـ”الدولة الإسلامية” (داعش) خلال الساعات الأربع والعشرين الاخيرة.

وأعلن الجيش السوري في بيان استعادة كفرنبودة وأربع قرى أخرى في محافظة حماه. كما قال إنه سيطر على جب الأحمر، وهي منطقة مرتفعة في محافظة اللاذقية، في تطور من شأنه أن يجعل المزيد من مواقع المعارضة في سهل الغاب القريب في مرمى مدفعية الجيش. واكد ان “النجاحات التي حققتها قواتنا المسلحة منذ بدء العملية والضربات المركزة لسلاحي الجو والمدفعية ادت الى خسائر كبيرة فى صفوف التنظيمات الارهابية وانهيار الروح المعنوية للارهابيين وفرار اعداد كبيرة منهم باتجاه الحدود التركية”.

لكن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له قال إن اشتباكات ضارية دارت في كفرنبودة وفي جب الأحمر.

وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الجيش وقوات موالية له سيطرت على جزء من كفرنبودة وإنها تقاتل مسلحين سعيا الى السيطرة الكاملة على البلدة. واضاف انه “اذا تمكنت قوات النظام من السيطرة تماماً على كفرنبودة، يصير في امكانها التقدم للسيطرة على مدينة خان شيخون التي تعد خزانا بشريا لجبهة النصرة (فرع القاعدة في بلاد الشام) في محافظة ادلب وتقع على طريق حلب – دمشق الدولية”.

وفي شمال البلاد، سيطرت قوات النظام على المدينة الحرة الواقعة على اطراف مدينة حلب بتغطية جوية روسية بعد اشتباكات مع الفصائل المقاتلة.

وقبل أيام أوقفت واشنطن برنامجا لتدريب وتسليح معارضين “معتدلين” للأسد. وكان البرنامج يهدف الى انضمام هؤلاء للقتال ضد “داعش”. والمجموعة الوحيدة التي حققت نجاحا على الأرض في مواجهة “الدولة الإسلامية” بالتعاون مع الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن هي “وحدات حماية الشعب” الكردية التي أنشأت منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا وتقدمت في العمق في اتجاه محافظة الرقة معقل التنظيم المتشدد.

وأمس، أعلنت هذه الوحدات الكردية عن تحالف جديد مع مجموعات صغيرة من مقاتلين عرب قد يساعد في الحد من انتقادات توجه اليها بأنها تقاتل فقط نيابة عن الأكراد. وبدأت واشنطن انزال اسلحة جوا للتحالف الجديد وسط توقعات لشن هجوم على الرقة.

 

الجولاني

وتوعد زعيم “جبهة النصرة” ابو محمد الجولاني موسكو قائلاً ان “الغزو الروسي الجديد” لسوريا سينسيهم “أهوال ما لاقوه” في أفغانستان. ودعا المقاتلين لتصعيد الهجمات على المناطق العلوية في سوريا رداً على التدخل الروسي.

 

دو ميستورا الى موسكو

في غضون ذلك، اعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في مؤتمر صحافي بجنيف انه سيسافر الاثنين الى موسكو قبل ان يتوجه الى واشنطن. وقال: “اغادر هذا المساء الى موسكو… ساتوجه الى واشنطن فورا بعد موسكو”. واضاف: “من الواضح ان التدخل العسكري الروسي (في سوريا) احدث ديناميات جديدة”. واشار ايضا الى ان التصدي للمجموعات الارهابية الواردة في قرارات مجلس الامن يشكل “اولوية”، ولكن “صحيح ايضا ان التغلب على الارهاب غير ممكن الا عبر عملية سياسية موازية… في اطار بيان جنيف”.

وسئل عن تشكيل مجموعات اتصال، فاجاب: “فلنبدأ بتنسيق بين روسيا والولايات المتحدة، اعتقد انه امر ملح”. وحذر من ان اسوأ سيناريو سيكون “تقسيم” البلاد.

 

لافروف يلمّح إلى «تفهّم» أميركي ـ سعودي.. والأوروبيون يقرّون بدور الأسد

سوريا: الروس يمهّدون للتقدّم الميداني.. السياسي

استبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاجتماع مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في موسكو اليوم، بتكرار الربط ما بين إطلاق العملية السياسية في سوريا بجهود مكافحة الإرهاب. وأعلن أن رؤية موسكو وواشنطن والرياض لا تتطابق مئة في المئة، لكن هناك حركة إلى الأمام، حيث يتنامى إدراكهما لأبعاد خطر الإرهاب، فيما أشار مصدر سعودي إلى انه تم إبلاغ القيادة الروسية بأن تدخلها في سوريا سيؤدي إلى تصعيد الحرب، وأن الرياض ستواصل دعم «المعارضة المعتدلة».

وفي لوكسمبورغ، كانت الخيبة واضحة على وجوه بعض المسؤولين الأوروبيين، وهم يقرّون الآن بحصار الإحباطات السورية. وبدا ان الرهانات والحسابات الأوروبية على إسقاط رأس السلطة في سوريا أخطأت، وأن روسيا استطاعت فرض نفوذها وموقعها في مستقبل سوريا. وبات بعض الاوروبيين يكشف عن أن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان وزراء أوروبيون لا يكفّون عن إعلان حتمية رحيله المسبق، بات شريكاً «مفروضاً» على الأقل لإطلاق التسوية السورية، بحيث يشاركهم طاولات مؤتمرات الحل السياسي، ويتعاملون معه لصياغة المرحلة الانتقالية، ويشاهدونه يخطب على مشارف أولى الحملات الانتخابية لصياغة «سوريا المستقبل».

أما في الميدان، فقد تمكنت القوات السورية، بغطاء جوي من مقاتلات «السوخوي» الروسية، من مواصلة التقدم على عدة جبهات. وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري، في بيان، أن القوات المسلحة أحرزت «نجاحات مهمة في عملياتها العسكرية المتواصلة ضد التنظيمات الإرهابية» في محافظات حماه وحلب واللاذقية. وأكدت السيطرة «على بلدات وقرى كفرنبودة وعطشان وقبيبات ومعركبة وأم حارتين وتل سكيك وتل الصخر والبحصة في ريف حماه الشمالي». كما سيطرت على المدينة الحرة الواقعة على أطراف مدينة حلب. (تفاصيل صفحة 10ـ11)

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن سلاح الجو قصف 53 «هدفاً» لتنظيم «داعش» في محافظات حمص وحماه واللاذقية وإدلب. وأغارت الطائرات على منطقة سلمى في محافظة اللاذقية، وهي نقطة عبور يستخدمها التنظيم ومستودع للذخيرة.

وأعلن الجيش التركي، في بيان، أن أنظمة صواريخ في سوريا تعرضت لأربع مقاتلات تركية قرب الحدود بين البلدين أمس الأول، وأن وحداته ردت «الرد اللازم». ولم يحدد الجيش ماهية الرد، لكن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها إلى «الرد» بعد تعرض مقاتلاته لمثل هذه الأحداث على مدى أسبوع تقريباً.

وبعد ساعات من إعلان «وحدات حماية الشعب» الكردية وعدد من المجموعات العربية توحيد جهودها العسكرية، في إطار «قوات سوريا الديموقراطية»، أعلن المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) باتريك رايدر، في بيان، أن الولايات المتحدة ألقت جواً، أمس الأول، ذخائر في شمال سوريا لمقاتلين يتصدون لتنظيم «داعش». وأوضح مسؤول في «البنتاغون» أن الطائرات ألقت ما مجموعه «خمسون طناً من الذخائر».

وكان قد تم الاعلان عن تشكيل «جيش الشام»، وهو الولادة الأولى بعد فترة مخاض طويلة نسبياً مرّت بها الفصائل الإسلامية المتشددة، وكان المميّز فيها تصارع التيارات والأجنحة داخل الفصيل الواحد. وإذا أخذنا بالاعتبار طبيعة الأسماء الكبيرة في العالم «الجهادي» التي تقف وراء «جيش الشام»، يغدو من السهل أن نخمّن أن المشهد «الجهادي» في سوريا قد دخل مرحلة جديدة ستتوالى فيها الولادات التي لن تبقى محصورة في منطقة الشمال، بل الأرجح أنها ستشمل مختلف المناطق السورية.

وأما في المواقف السياسية، التي تزاحمت مع تطورات الوضع في الميدان، فقد قال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في جنيف قبيل سفره إلى موسكو، ثم بعد ذلك إلى واشنطن، أن تصاعد العنف جعل إجراء حوار بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة أكثر إلحاحاً. وأضاف «من الواضح أن التدخل العسكري الروسي (في سوريا) أحدث دينامية جديدة».

وأشار إلى أن التصدي للمجموعات الإرهابية الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي يشكل «أولوية»، لكنه «صحيح أيضاً أن التغلب على الإرهاب غير ممكن إلا عبر عملية سياسية موازية في إطار بيان جنيف».

وشكل دي ميستورا أربع مجموعات عمل بين السوريين تمهيداً لإحياء المفاوضات بينهم. وقال، رداً على سؤال عن تأليف مجموعات العمل هذه، «فلنبدأ بتنسيق بين روسيا والولايات المتحدة، اعتقد انه أمر ملح». وحذر من أن أسوأ سيناريو سيكون «تقسيم» البلاد.

بدوره، شدد الوزير الروسي سيرغي لافروف، الذي سيلتقي دي ميستورا اليوم، على ضرورة إطلاق العملية السياسية بسوريا في أقرب وقت، لكنه ربط آفاق الجهود الدولية فيها بمدى الحزم في مكافحة الإرهاب.

وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي لامبرتو زافيير في موسكو، إن موسكو ستجري قريباً مزيداً من الاتصالات مع الجهات الإقليمية والدولية حول الأزمة السورية. وأضاف أن «آفاق تعاوننا مع جميع تلك الدول، بما فيها إيران والعراق وسوريا، مرتبطة بمدى الحزم الذي سنتحلى به في مكافحة الإرهاب».

وذكر بأن الجانب الروسي أجرى سلسلة اتصالات بمختلف الجهات الإقليمية التي لها تأثير على أطراف الأزمة السورية، بما في ذلك الشركاء السعوديون والإماراتيون والإيرانيون والأتراك، مؤكداً استمرار الاتصالات بشأن الأزمة السورية بين موسكو وواشنطن.

وقال لافروف إن «الجانب الروسي يشعر خلال اتصالاته بواشنطن والرياض بتنامي إدراكهما لأبعاد خطر الإرهاب. إن رؤيتنا في ما يخص الوضع في سوريا لا تتطابق بعد مئة في المئة في ما يخص كل خطوة من خطواتنا، لكن هناك حركة إلى الأمام، إذ يقبل شركاؤنا منطقنا ويقدرون استعدادنا لأخذ قلقهم بعين الاعتبار».

وذكر بأنه «سبق لبعض الدول أن انجرَّت وراء مغريات استغلال المتطرفين وتحريضهم، من أجل تحقيق أهداف جيوسياسية، وبالدرجة الأولى تغيير الأنظمة التي لا تروق لتلك الدول، باعتبار أنه سيكون بإمكانها في وقت لاحق القضاء على هؤلاء المتطرفين».

وأضاف «هذا النهج لا ينجح. لم ينجح في العراق وليبيا، بل انقلب كل شيء رأساً على عقب، وفي نهاية المطاف انتشرت الفوضى في ظل انفلات التطرف العنيف والإرهاب. في الماضي، أدت هذه الأخطاء إلى ولادة القاعدة، أما في وقتنا هذا، فقد أدت الأخطاء نفسها إلى ولادة تنظيم الدولة الإسلامية».

وأكد لافروف «اهتمام الجانب الروسي بإقامة تنسيق بين التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة لمحاربة داعش والعسكريين الروس في سوريا»، موضحاً أن «الحديث يجب أن يدور ليس عن وضع قواعد تحول دون حوادث غير مقصودة في أجواء سوريا فحسب، بل وعن تنسيق العمليات العسكرية المشتركة». وقال «موسكو طلبت من شركائها الذين ادَّعوا بأنهم يعرفون الوضع في سوريا بصورة أفضل تزويدها بمعلومات حول مناطق تمركز الإرهابيين، وعن المناطق التي تعمل فيها المعارضة التي لا صلة لها بالإرهاب، لكن شركاء روسيا غير مستعدين حتى الآن لتقديم مثل هذه المعلومات».

وبعد ساعات من اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، في سوتشي، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر سعودي قوله إن «التدخل الروسي في سوريا سيدخلهم في حرب طائفية»، مضيفاً أن السعودية «تحذر من العواقب الوخيمة للتدخل الروسي». وأضاف «سيواصل السعوديون تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا».

وأشار المصدر إلى انه يتحدث استناداً إلى المواقف التي أوضحها الأمير محمد ووزير الخارجية عادل الجبير خلال الاجتماعات مع بوتين ولافروف في سوتشي. وقال «سيسهم التصعيد الأخير في اجتذاب متطرفين وجهاديين للحرب في سوريا»، معتبراً أن «تصرفات الكرملين ستنفر المسلمين السنة العاديين في مختلف أنحاء العالم».

وقال المصدر إن السعوديين حثوا روسيا على المساعدة في محاربة الإرهاب بسوريا من خلال الانضمام إلى التحالف الذي يحارب «داعش». وكرر أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل في إطار عملية تطبيق بيان جنيف.

الى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن أنقرة ستجري محادثات مع موسكو وطهران للعمل في سبيل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، لكنها لن تتبنى سياسة خارجية «تضفي شرعية على النظام السوري».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

لافروف: أسلحة أمريكية تصل الإرهابيين في سوريا

موسكو- الأناضول: قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن قسمًا كبيرًا من الأسلحة الأمريكية التي تدعم بها واشنطن المعارضة السورية تقع في أيدي “عناصر إرهابية”.

 

وقال لافروف، في مؤتمر صحفي، عقده الثلاثاء، مع نظيرته الرواندية، لويز موشيكيوابو، في موسكو، إن بلاده “تؤيد إعلان هدنة إنسانية في سوريا، وتدعم فكرة إقامة ممرات آمنة لتقديم المساعدات للسكان المدنيين”.

 

وشدّد لافروف على “انفتاح موسكو الكامل للتنسيق مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه”، مشيراً إلى موافقة بلاده للتنسيق مع ما أسماها “المعارضة السورية الصحيّة”.

 

وتابع أن “بلاده عندما وافقت على طلب الحكومة السورية وبدأت عمليتها العسكرية بسوريا، عرضت على جميع الأطراف، التنسيق في مختلف المجالات، بما في ذلك تحديد المناطق التي لا يجوز إجراء عمليات عسكرية فيها لأسباب إنسانية”، مستدركا أنه “لم يتلقّ حتى الآن رداً من الشركاء الغربيين”.

 

وحول القصف الذي تعرضت له سفارة بلاده في دمشق، صباح الثلاثاء، أعلن الوزير الروسي، أنهم يعتبرون ما حدث، “عمل إرهابي مبيّت وجبان”، مشيراً إلى أن الفاعلين “لن يفلتوا من العقاب، والتعاون جار مع حكومة دمشق، للوصول إليهم ومن يقف وراءهم”، حسب قوله.

 

وكان ناشطون أفادوا في وقت سابق الثلاثاء، بأن قذيفتي مدفعية سقطت صباح الثلاثاء بالقرب من السفارة الروسية بالعاصمة السورية دمشق، دون ورود أنباء عن إصابات أو أضرار.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت مطلع تشرين أول/ أكتوبر الجاري، أن طيرانها قام بأولى ضرباته في سوريا، بناءً على طلب النظام هناك، وقالت إن الغارات (المتواصلة) استهدفت مواقع لتنظيم “داعش”.

 

في الوقت الذي تُصر فيه واشنطن، وعدد من حلفائها، والمعارضة السورية، على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مجاميع مناهضة للأسد، والجيش السوري الحر، ولا تتبع التنظيم.

 

مقاتلو المعارضة السورية يدفعون برجال وصواريخ إلى خطوط الجبهة

بيروت- (رويترز): قال مقاتلو المعارضة والمرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء إن المقاتلين في سوريا ينشرون المزيد من الرجال والأسلحة بما في ذلك عدد كبير من الصواريخ المضادة للدبابات للتصدي لهجمات برية يشنها الجيش السوري وحلفاؤه بدعم من الضربات الجوية الروسية.

 

وبمساعدة حزب الله اللبناني وجنود إيرانيون تحاول سوريا طرد مقاتلي المعارضة من المناطق الغربية المهمة لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد واستعادت عددا من البلدات في محافظتي حماة واللاذقية.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن معركة مستمرة من أجل السيطرة على بلدة كفر نبودة في محافظة حماة التي قال الجيش إنه سيطر عليها أمس الاثنين. وأضاف أن 25 على الأقل من مقاتلي الحكومة قتلوا.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إن معظم تعزيزات المقاتلين أفراد من الجماعات الجهادية.

 

وقال فارس البيوش العقيد السابق بالجيش السوري الذي يرأس حاليا لواء فرسان الحق إن عددا من جماعات المعارضة المدعومة من أعداء الأسد الأجانب والتي تنشط تحت لواء الجيش السوري الحر نشرت صواريخ مضادة للدبابات على طول خط المواجهة الممتد من كفر نبودة حتى بلدة معان على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق.

 

* الطريق السريع من الشمال للجنوب

 

الهدف هو الحيلولة دون تقدم قوات الحكومة شمالا من مورك إلى خان شيخون الواقعة تحت سيطرة المعارضين. وتقع البلدتان على طريق سريع من الشمال للجنوب يربط مدينة حماة بحلب وإدلب.

 

ويستخدم مقاتلو المعارضة صواريخ تاو الموجهة المضادة للدبابات لضرب الدبابات ومركبات الجيش السوري الأخرى. وقال البيوش إن مقاتلي المعارضة يملكون عددا ممتازا من الصواريخ.

 

وتابع لرويترز عبر نظام رسائل على الانترنت أن منصات إطلاق الصواريخ تاو نشرت على طول خط المواجهة بأكمله وأن المقاتلين سيتحركون “بمشيئة الله” للهجوم وليس للدفاع فقط.

 

وزودت دول أجنبية معارضة للأسد عددا من جماعات المعارضة بالصوايخ تاو عبر غرفة عمليات في تركيا وهي واحدة من دول المنطقة التي تريد رحيل الأسد.

 

ويأمل مقاتلو المعارضة الحصول على مزيد من الدعم العسكري من الدول العربية خاصة السعودية التي حذرت روسيا من أن تدخلها سيصعد الحرب ويحرض المزيد من المقاتلين الأجانب على الذهاب إلى سوريا للقتال.

 

ولكن البيوش وقائدا آخر من جماعة معارضة مدعومة من الأجانب قالا إن الدعم العسكري لم يزد.

 

وقال القائد الثاني الذي طلب عدم نشر اسمه “الوضع حتى الآن جيد: إمدادات الصواريخ والذخيرة مستمرة ولكن ليست هناك زيادة واضحة.”

 

وقال مدير المرصد عبد الرحمن إن عددا كبيرا من الصواريخ تاو استخدم وزاد العدد خلال الأيام الماضية وأثبتت الصواريخ فاعلية.

 

* التقدم في إدلب

 

هدف الحكومة الأول هو التقدم شمالا تجاه محافظة إدلب التي سيطر عليها بالكامل تقريبا مقاتلو المعارضة هذا العام في هجوم قاده إسلاميون بينهم جهبة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وحركة أحرار الشام القوية.

 

وقالت مصادر على علم بالتطورات السياسية والعسكرية في سوريا إن حزب الله أعاد نشر كل مقاتليه في سوريا للمشاركة في المعركة في الشمال الغربي.

 

وقال مصدر أمني لبناني إن مقاتلا من حزب الله قتل أمس الاثنين في إدلب. وقتل القيادي من حزب الله حسن الحاج أيضا في نفس المنطقة في الأيام الأخيرة.

 

وعلى جانب مقاتلي المعارضة قال أبو البراء الحموي وهو الاسم الحركي لأحد مقاتلي المعارضة من أجناد الشام التي تقاتل في منطقة سهل الغاب إن رجالا وأسلحة وصلوا إلى المنطقة.

 

وقال إن التعزيزات وصلت من فصائل بينها حزب تركستان الاسلامي وهو جماعة جهادية أجنبية تنشط أيضا في المنطقة ومن جماعات المعارضة السورية.

 

وقال الحموي إن التعزيزات التي وصلت جاءت من الجماعات الموجودة هناك بالفعل. وتابع أن ما حدث هو زيادة في الأعداد والمعدات وأن أحد الفصائل يملك صواريخ تاو.

 

وقال إن مقاتلي المعارضة أحبطوا هجوما من القوات الحكومية على بلدة المنصورة في سهل الغاب وإن قوات الحكومة منيت بخسائر.

 

ولكن عبد الرحمن قال إن هناك معلومات متضاربة عن أي جانب سيطر على البلدة.

 

سوريا: 15 قتيلاً حصيلة قصف النظام “عين ترما” في ريف دمشق

دمشق- الأناضول: لقي 15 شخصاً مصرعهم، جراء قصف قوات النظام السوري بلدة عين ترما بريف العاصمة دمشق.

 

وأفاد مراسل الأناضول وفقاً لمعلومات تلقاها من مسؤولي المستشفى الميداني، والدفاع المدني في المنطقة، أن طائرات حربية تابعة لجيش النظام قصفت بالقنابل الفراغية سوقاً مزدحمة في عين ترما، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 30 آخرين بينهم أطفال ونساء.

 

وذكر المسؤولون أن القصف خلف دماراً هائلاً في المنطقة، فضلاً عن احتراق العديد من الأبنية والمحال التجارية، مع انتشار مخاوف من تزايد عدد القتلى.

 

تنظيم الدولة الاسلامية يفرج عن صحافي كردي في سوريا

اربيل –  (أ ف ب) – افرج تنظيم الدولة الاسلامية عن الصحافي كردي فرهاد حمو بعدما احتجزه وزميل له نهاية العام الماضي في سوريا، وذلك بعد جهود لعائلته وقناة روداو العراقية الكردية الخاصة، بحسب ما نقل بيان للقناة الثلاثاء.

 

واعتقل التنظيم المتطرف منتصف كانون الاول/ديسمبر 2014 خطف الصحافي حمو وزميله المصور مسعود عقيل، وهما من اكراد سوريا، على الطريق الدولية بين القامشلي وتل حميس في شمال شرق سوريا، وفق بيان اصدرته انذاك قناة روداو العراقية الكردية الخاصة التي كان الصحافيان يجريان تحقيقا لحسابها.

 

وجاء في بيان قصير للقناة الثلاثاء، ان “مسلحي داعش (الدولة الاسلامية) اطلقوا صباح اليوم (الثلاثاء) سراح مراسل شبكة روداو في سوريا فرهاد حمو بعد محاولات من عائلته وبدعم من شبكة روداو” بدون مزيد من التفاصيل.

 

وكان التنظيم افرج عن عقيل في 23 ايلول/سبتمبر الماضي.

 

وكانت منظمة “مراسلون بلا حدود” ومقرها في باريس، طالبت بالافراج الفوري عن الصحافيين، واصفة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق بانها احدى اخطر خمس مناطق للعمل الصحافي في العالم.

 

تفاهم روسي ـ سعودي على استبعاد بشار الأسد والمعارضة الإسلامية المسلحة عن الحكم

أكدتها معلومات تسرّبت من محادثات الرئيس بوتين والأمير محمد بن سلمان:

الرياض ـ «القدس العربي» ـ من سليمان نمر: أفادت معلومات قليلة عن نتائج محادثات ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول أمس، أنها أسفرت عن تفاهم سعودي – روسي على المستقبل السياسي لسوريا يكون أساسه استبعاد الرئيس بشار الأسد، والمعارضة السورية الإسلامية المتشددة عن أي ترتيبات سياسية لمستقبل الحكم في سوريا.

وتجدر الإشارة هنا إلى كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد فيه «توافق أهداف الجانبين – الروسي والسعودي – حول الشأن السوري»، مشيرا إلى استعداد موسكو للتعاون العسكري مع السعودية في هذا الشأن.

ورغم أن وليّ ولي العهد ووزير الدفاع السعودي لم يصطحب معه أحدا من مستشاريه العسكريين في محادثاته في «سوتشي» الروسية، إلا أنه تم الاتفاق على عقد محادثات عسكرية مشتركة بعد نحو أسبوع للبحث في التعاون المطلوب، الأمر الذي يؤكد المعلومات المتسربة عن تفاهم روسي – سعودي بشأن سوريا.

ويلاحظ في هذا الصدد أن الرئيس الروسي أكد أن الهدف من العمليات العسكرية الجوية الروسية في سوريا هو»الحيلولة دون إقامة دولة خلافة إسلامية»، في حين عاود وزير الخارجية السعودي التأكيد على أن الرياض لم تغير موقفها من مسألة إبعاد الرئيس بشار الأسد.

وتتفق الرياض مع موسكو في حرصها على ألا تكون الجماعات الإسلامية المتشددة المعارضة هي البديل لنظام الأسد، وأن الرياض ترفض أيضا بقاء نظام الرئيس الأسد.

وقال وزير الخارجية الروسي لافروف، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحث مع ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عملية سلام في سوريا، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً بين روسيا والسعودية على منع قيام «خلافة إرهابية» في سوريا، على حد قوله.

وأكد لافروف استعداد بلاده لزيادة التعاون العسكري مع السعودية في سوريا، مشيراً إلى أن لدى موسكو والرياض «أهدافا مشتركة» في سوريا

وقال مصدر ديبلوماسي عربي في الرياض «أساسا لو لم يكن هناك تفاهم بين الرياض وموسكو لما تمت الزيارة السعودية إلى روسيا».

وأوضحت مصادر سعودية ذات صلة أن الهدف الأساسي من زيارة الأمير بن سلمان لروسيا هو معرفة الأهداف الحقيقية لسير العمليات العسكرية الجوية في روسيا والتي لا تعارض السعودية أن تستهدف مواقع ومراكز تنظيم «الدولة الإسلامية» وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة. وقد أثار استهداف الغارات الجوية الروسية لتنظيمات المعارضة السورية المعتدلة «بعض القلق» لدى الرياض لا سيما إذا ما استغلها النظام السوري لتحقيق مكاسب على الأرض تدعم بقاء الأسد.

وقد أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات بعد المحادثات الروسية السعودية إلى أن الرياض ليست معترضة على التدخل الروسي العسكري في سوريا، ولكن لديها «بعض القلق إزاء سير العمليات الجوية الروسية»، والمقصود هنا الغارات الجوية الروسية التي تدعم هجمات الجيش السوري على مناطق المعارضة السورية «المعتدلة».

ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أن الرئيس بوتين أبدى تفهمه للقلق الذي يساور السعودية إزاء العمليات العسكرية الروسية في سوريا».

و كان الوزيران يصرحان في مؤتمر صحافي بعد محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ويلاحظ في وكالة الأنباء السعودية الرسمية نسبت للأمير بن سلمان تأكيده خلال المحادثات على «حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقا لمقررات مؤتمر جنيف (1) وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مآس على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة».

هذا الكلام يشير إلى أن هناك نوعا من التفاهم بين الرياض وموسكو حول التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا بعد بدء الغارات الجوية الروسية في سورية.

 

الاتحاد الاوروبي يدعو روسيا لوقف ضرباتها ضد المعارضة… ويرفض الاسد

مصادر لـ«القدس العربي»: المعارضة السورية تتوقع استلام مضادات طيران

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: أكدت مصادر سياسية وعسكرية من المعارضة السورية لـ«القدس العربي» أن مجموعات من كتائب المعارضة السورية تلقت في الآونة الأخيرة دعماً عسكرياً بأسلحة متطورة أبرزها الصواريخ المضادة للدروع، متوقعةً قرب إمدادها بصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة العمليات العسكرية التي ينفذها النظام السوري لاستعادة «المناطق المحررة» بدعم جوي روسي.

وأوضحت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها أن الدعم جاء من «الدول الصديقة للثورة السورية»، دون تحديدها، مشيرة إلى أنها تتوقع زيادة الدعم وتوسيعه كخطوة أولى على طريق مواجهة التدخل الروسي المباشر في سوريا الداعم لنظام الأسد.

وفي هذا الإطار أكد أحمد رمضان عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض لـ«القدس العربي» أن «الجيش السوري الحر تلقى مؤخراً دعماً عسكرياً شمل صواريخ مضادة للدبابات»، لكنه لم يؤكد وجود أي وعود بتقديم أسلحة مضادة للطائرات»، في حين رفض رامي الدالاتي أحد قادة المعارضة الحديث عن تفاصيل الدعم العسكري باعتبار أنها «أمور عسكرية لا يتم الحديث فيها بالإعلام»، وذلك في اتصال مع مراسل «القدس العربي» في اسطنبول.

وكشفت صحيفة «الواشنطن بوست»، الاثنين، عن وصول دفعة جديدة من الصواريخ الأمريكية إلى مقاتلي المعارضة السورية، وذلك في أعقاب التدخل الروسي الأخير في سوريا.

وأوضحت الصحيفة نقلاً عن النقيب مصطفى موراتي، القيادي في أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، أنه تم مؤخراً تسليم دفعة جديدة من الأسلحة والصواريخ وذلك في أعقاب التدخل الروسي في سوريا، مؤكداً أن الحلفاء وعدوا بتقديم شحنات أخرى قريباً، دون أن يُعرف إن كان بين الأسلحة التي ستسلم للمعارضة السورية صواريخ «ستينغر» التي سبق أن قدمتها الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان وأدت إلى إجبار السوفييت على الانسحاب من أفغانستان.

لكن المصدر الذي تحدث لـ«القدس العربي» رجح قرب وصول الصواريخ المضادة للطائرات. وقال أحمد رمضان: «لا شك أن مسألة دعم المعارضة بالسلاح النوعي مسألة أساسية كانت عائقا خلال الفترة الماضية أمام حسم الموقف الميداني على الأرض، وأعطت فرصة كبيرة للإبقاء على الصراع طوال هذه المدة»، مضيفاً: «لكن الظروف الراهنة الآن بعد الغزو الروسي والاحتلال الإيراني يجب أن تغير قواعد العمل السابقة».

وكشف رمضان عن أن «هذه القاعدة تغيرت قليلاً حيث يوجد دعم قدم مؤخراً شمل أسلحة ومضادات للدبابات وننتظر الدعم بالأسلحة المضادة للطائرات»، مطالباً «الدول الصديقة بدعم المعارضة السورية بكل الأسلحة النوعية». واعتبر أن «السوريين يدافعون عن العرب وعن حق العالم في أن يكون محكوما بالنظام وليس بشريعة الغاب التي تحاول روسيا وإيران فرضها».

وقبل يومين، نقلت وسائل إعلام عن مصادر سعودية قولها إن الرياض ستعمل على تكثيف تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية لمجابهة التدخل الروسي. ورجحت مصادر أخرى أن تلجأ تركيا إلى هذا الخيار في الضغط على موسكو التي اخترقت طائراتها المجال الجوي التركي.

وقال رمضان «إذا استمر منع السوريين من الحصول على السلاح المضاد للطائرات ستكون هناك علامة استفهام كبيرة حول مواقف هذه الدول»، لكنه استدرك بالقول: «متفائلون أن هناك ثمة تغيير بهذه المواقف ونأمل أن يبدأ العمل على إقامة منطقة عازلة».

وشدد رمضان على ضرورة العمل دولياً من أجل وقف «العدوان الروسي»، كاشفاً أن «الهجوم الذي يتم بغطاء جوي روسي غير مسبوق وتستخدم فيه كافة أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دولياً بقوة هائلة، يجربون أسلحة وطائرات تستخدم لأول مرة وقنابل عنقودية وانشطارية وصواريخ كروز عابرة للقارات»، لافتاً إلى أن «الثوار يواجهون كل ذلك بأسلحة خفيفة لا تمكنهم من صد هجوم بهذا الحجم من دولة عظمى كروسيا تساندها إيران و46 ميليشيا».

من جهته، رأى رامي الدالاتي أن الثورة السورية عادت بعد «العدوان الروسي» إلى «المربع الأول» على حد وصفه، مشيراً إلى أن التدخل الروسي المباشر في سوريا أعاد جهود التسلح إلى الواجهة بقوة وقضى إلى احتمالية أن تكون موسكو جزءا مساعدا في الحل السياسي للأزمة في سوريا.

وعن تقدم النظام في بعض المحاور بمساندة جوية من الطيران الروسي، رأى الدالاتي أن «النظام يتقدم في بعض المحاور لكنه يتراجع في أخرى، والجميع شاهد المجزرة التي حلت بدبابات الأسد التي حاولت التقدم بريف حماة بمساندة روسية». وشدد على أن «الطيران لا يحل المشكلة ولا يحسم المعركة على الأرض والروس ليسوا في نزهة بسوريا».

وأكد الدالاتي أن المعارضة السورية تقود جهودا دولية واسعة من أجل حشد الدعم لمواجهة التدخل الروسي، مطالباً بمزيد من الدعم السياسي والعسكري للمعارضة السورية.

الى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي روسيا أمس الاثنين إلى «وقف فوري» للضربات الجوية التي تستهدف المعارضة المعتدلة في سوريا، معتبرا أنه «لا يمكن التوصل إلى سلام دائم مع القادة الحاليين» للبلاد فيما تدعم موسكو الرئيس بشار الأسد.

واعتبر الأوروبيون أنه «لا يمكن التوصل إلى سلام دائم في سوريا مع القادة الحاليين»، بحسب بيان أقره وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ28 في لوكسمبورغ.

وأضافوا أن «نظام الأسد يتحمل المسؤولية الأكبر عن مقتل 250 ألف شخص في النزاع ونزوح الملايين». ودعوا الأطراف كافة إلى «وقف القصف الأعمى» ببراميل متفجرة او أسلحة كيميائية.

وأضاف البيان الأوروبي أن «هذا التصعيد العسكري من شأنه إطالة أمد النزاع وتقويض العملية السياسية وتدهور الأوضاع الإنسانية وزيادة التطرف».

وتابع «مع تكثف الأزمة بات ملحا أكثر فأكثر التوصل إلى حل دائم لإنهاء النزاع».

ودعا إلى «عملية يقودها السوريون» تؤدي إلى «مرحلة انتقالية سلمية وتشمل الجميع» في سوريا من دون التحديد إن كانت تشمل الأسد.

كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن «القلق العميق» حيال «الغارات الجوية الروسية التي تتجاوز استهداف داعش وجماعات أخرى تعتبرها الأمم المتحدة إرهابية او التي تستهدف المعارضة المعتدلة».

وأكد على ضرورة «وقفها فورا» و«كذلك الانتهاكات الروسية للمجال الجوي لدول مجاورة»، في إشارة إلى انتهاك طائرات وصواريخ روسية الأجواء التركية.

 

المعارضة السورية بعد تخلي واشنطن عنها: سنسرق السلاح من النظام… وروسيا تدخلت بسبب صواريخ «تي أو دبليو» ومسؤولون أمريكيون يعتبرونها «ستنغر»

في جنوب العراق يتغنون ببطولات «الشيخ بوتين» وينتظرون طائراته لضرب تنظيم «الدولة»

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي تحركت فيه روسيا لتطمين دول الخليج حول نواياها في سوريا وأنها تريد الدفع بعملية السلام في هذا البلد الذي تطحنه الحرب الأهلية منذ أكثر من أربعة أعوام، هناك شعور داخل العالم السني أن روسيا اختارت محور إيران ـ العراق- سوريا و»حزب الله» الشيعي ضدهم ووقفت إلى جانبهم.

وليس أدل على هذا من موقف المعارضة السورية لنظام بشار الأسد التي تشعر اليوم أنها بين مطرقة الطيران الروسي ووعود العم الأمريكي الذين لم يف بوعوده طوال السنوات الماضية.

وبحسب أحد قادة الجيش السوري الحر في حماة «نستطيع الحصول على كل أنواع الأسلحة إلا تلك التي تمكننا من إسقاط الطائرات» التي تعود الكابتن مصطفى على سماع صوتها. فبعد أكثر من أسبوع على بدء الغارات الجوية الروسية وأقل من إسبوع على إعلان البيت الأبيض تعليق برنامج تدريب المعارضة السورية، لا تزال هذه متحصنة في مواقعها شمال غربي البلاد، ولكنها محاصرة في البلدات والقرى التي تسيطر عليها.

 

تقدم بطيء

 

ويحاول الجيش السوري التابع لنظام بشار الأسد التقدم واسثتمار الغارات بعد عام من التراجع. فيما استفاد «تنظيم الدولة» في الشمال من الغارات وتقدم في مناطق حلب. ويقول مصطفى، وهو متحدث باسم «تجمع العزة» الذي قال إنه أسقط عددا من طائرات النظام فخط الإمدادات العسكرية لا يزال مفتوحا «ولكننا لم نحصل بعد على الصواريخ المضادة للدبابات حيث لم يغير الأمريكيون موقفهم من هذا» حسبما نقلت عنه صحيفة «الغارديان».

وأضافت أن المعارضة السورية المسلحة قرب طرطوس واللاذقية والمناطق القريبة من معاقل الطائفة العلوية في الغرب تعرضت لضربات موجعة في الحملة التي قالت روسيا إنها تستهدف «تنظيم الدولة» لكن المسؤولين الأمريكيين والمقاتلين السوريين يرون إنها موجهة ضدهم.

وتعرضت قوات المعارضة في إدلب لضربات أخرى حيث نقلت عن أبو صالح قائد مجموعة إسلامية قرب بلدة حريتان «في الوقت الذي انشغل فيه الروس بضربنا فإنهم تركوا ـ داعش – يتحرك بحرية، فهل هناك حاجة لشرح هذا؟» ويقول أبو المجد من «تجمع الغاب» إن قرار الولايات المتحدة وقف برنامج تدريب المعارضة لا يؤثر عليهم.

وهناك قلق بين المقاتلين الذين يواجهون الآن عدوا قويا أن ينهار الدعم الأمريكي لهم. وقال أبو المجد «ماذا فعلنا قبل أن يدعمنا الأمريكيون؟ لقد سرقنا السلاح من الجيش السوري وهو ما سنفعله الآن، وسنقاتل حتى آخر قطرة دم في عروقنا وهذا هو خيارنا».

وأضاف «لدينا الكثير من الدعم من أصدقائنا حيث قدم بعضهم لنا الدعم المالي والبعض الآخر الأسلحة، وهي ست أو سبع دول، وبالطبع فالولايات المتحدة والسعودية هما الأكثر دعما لنا».

وأضاف أن «الدعم الذي يأتينا يصل بسرعة السلحفاة فيما يحصل النظام على الدعم الروسي بسرعة الغزال ولا أقول إن السعوديين والأمريكيين لم يقدموا لنا الدعم الكافي، ولكنه لم يصل بالسرعة التي نريدها».

والسبب في عدم توفير السلاح النوعي للمقاتلين هي خشية الولايات المتحدة وقوعه في يد جماعات جهادية رغم مطالب دول مثل قطر والسعودية بتوفيره.

 

أسلحة نوعية

 

وخلف القصف الروسي وراءه دمارا شاملا. ونقلت «الغارديان» عن عدنان كانجو، مسؤول المجلس المحلي في ديرة العزة قوله إن الدمار لا يصدق ولم يحدث على هذا المستوى من قبل.

ورغم شكوى القادة من الميدانيين من عدم توفر السلاح الميداني إلا أن تقارير تربط بين التدخل الروسي ووصول صواريخ مضادة للدبابات من نوع «تي أو دبليو».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن هذه الصواريخ الأمريكية الصنع تلعب دورا في تشكيل المعركة الميدانية في سوريا مما يعطي النزاع مظهرا لحرب بالوكالة تجري الولايات المتحدة وروسيا، رغم محاولة الرئيس باراك أوباما تجنب سيناريو مثل هذا.

وكشفت الصحيفة إن الصواريخ الأمريكية «بي جي أ -71 تي أو دبليو» تم نقلها لجماعات من «الجيش السوري الحر» بشكل سري.

والآن وقد دخلت روسيا الحرب فهي تلعب دورا أكبر مما قصد تحقيقه وقت تزويد المقاتلين بها.

وساعد هذا النوع من السلاح النوعي الذي يطلق عليه المقاتلون في شمال سوريا «أسد تامر» ولعبت في الأيام القليلة الماضية دورا حيويا لإبطاء تقدم قوات النظام التي تحاول استعادة مناطق منهم.

ومنذ أن بدأ الجيش السوري هجومه ظهر العديد من أشرطة الفيديو التي تظهر نجاعة الصواريخ هذه في مواجهة الدبابات الروسية.

وتظهر هذه الصواريخ مثل كرات النار المدورة والتي تنطلق بطريقة معوجة وهي تبحث عن هدفها وسط الريف السوري قبل أن تنفجر وتحول الهدف إلى كتلة من النار.

ويزعم المقاتلون أنهم دمروا في اليوم الأول من الحرب 24 دبابة وزاد العدد مع تقدم المعركة. ونقلت عن الكابتن مصطفى الذي تحدثت إليه صحيفة «الغارديان» واشتكى من غياب الدعم الأمريكي قوله «كانت مذبحة للدبابات».

وقال إن إمدادات جديدة من الصواريخ في الطريق. وهو ما يذكر بالدور الذي لعبته صواريخ «ستنغر» أثناء الحرب الأفغانية في نهاية القرن الماضي.

وتقول ليز سلاي كاتبة التقرير إن الصواريخ الأمريكية أدخلت واشنطن في حرب بالوكالة مع الروس.

ونقلت في هذا الإتجاه عن جيفري وايت من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» قوله «إنها حرب بالوكالة ولكن بالمصادفة».

ويعتقد أنه تم تدمير 15 دبابة في اليوم الأول من المواجهات وأضاف «يبدو أن لدى المقاتلين كمية كبيرة من صواريخ «تي أو دبليو»، فيما يضربهم النظام بدعم روسي، ولهذا لا أرى ما يجري حربا بالوكالة».

ومهما ستكون النتيجة حربا بالوكالة أم لا إلا أن برنامج الصواريخ أشرفت عليه وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه» وهو مختلف عن البرنامج الفاشل الذي أشرفت عليه وزارة الدفاع الأمريكية بهدف تدريب 5.000 مقاتل في السنة وفشل فشلا ذريعا.

وكان برنامج «سي آي إيه» قد بدأ في بداية عام 2014 بهدف تقديم تدريب وأسلحة خفيفة والصواريخ المضادة للدبابات للمعارضة السورية. وأثبتت هذه نجاعة لمواجهة قوات النظام المنهكة.

 

من السعودية إلى سوريا

 

وتولت السعودية توفير الصواريخ من ترسانتها وتم نقلها إلى سوريا عبر الحدود التركية بموافقة من «سي آي إيه».

وكان الهدف وراء تقديم الصواريخ هذه لدعم استراتيجية أوباما الساعية لدفع الأسد إلى التفاوض حول الخروج من السلطة.

وبحسب مسؤولين أمريكيين وصفوا الاستراتيجية وقالوا إن الهدف كان ممارسة ضغط كاف على القوات السورية بدرجة تدفع النظام للتفاوض وليس الانهيار.

ونقلت الصحيفة عن أبي شهبندر، الذي عمل مع المعارضة سابقا قوله «العامل الرئيسي في الحسابات الروسية هو أن نظام الأسد يعاني من ضعف عسكري ويواجه خطر خسارة مناطق شمال – غربي سوريا.

ولعبت صواريخ «تي أو دبليو» دورا مهما في هذا» مضيفا أن الأمريكيين شعروا هم بالدهشة للنجاح الذي حققته المعارضة. ولم تكن مصادفة أن يستهدف الطيران الروسي قوى المعارضة التي حققت تقدما بسبب الصواريخ النوعية هذه.

ويرى مسؤول أمريكي أن ما فعلته الصواريخ هذه هي أنها حرمت النظام من تفوقه العسكري في مجال المدرعات وفعلت ما فعلته صواريخ «ستنغر» في أفغانستان.

وفي الظرف الحالي لا يعرف المراقبون ما يمكن أن تلعبه الصواريخ في ضوء التفوق العسكري الروسي والمروحيات والمقاتلات التي استهدفت مواقع المقاتلين.

ومن هنا فقد تبطئ الصواريخ تقدم القوات الروسية لكنها لن تشل حركتها كما فعلت ستنغر مع الجيش السوفييتي.

وطالب المقاتلون الولايات المتحدة تزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات لكن واشنطن رفضت مطالبهم. ولكن الصواريخ المضادة للدبابات ستصل إليهم، خاصة بعد تعهد السعودية برد عسكري على روسيا.

 

مواجهة بريطانية ـ روسية

 

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن الكرملين الروسي استدعى الملحق العسكري بعد التقارير التي طلبت من طياري سلاح الجو البريطاني استهداف المقاتلات الروسية في الشرق الأوسط.

وطلب من الدبلوماسي البريطاني تقديم «توضيح رسمي» من أن المقاتلات البريطانية ـ تورنيدو- جهزت بصواريخ حرارية لضرب الطيران الروسي.

وطلب السفير الروسي في لندن الكسندر ياكوفينكو توضيحا عاجلا من وزارة الخارجية والكومنولث.

وكانت صحيفة «صنداي تايمز» قد نقلت عن مسؤولين قولهم إن طائرات التوريندو في العراق قد جهزت بصواريخ جو- جو من أجل حمايتها من المقاتلات الروسية.

ولم تذكر الصحيفة اسم الوزير الذي قال إن الروس «ناشطون بشكل عال، ولن يفاجأ أحد لو قام الأتراك بضرب مقاتلة روسية، إن ظل الروس ينتهكون المجال الجوي التركي».

وقال السفير ياكوفينكو إن التقارير مثيرة للقلق خاصة أنها تنقل عن مسؤولين بارزين في الحكومة.

وقال إن «فكرة تصادم الطيران الروسي مع البريطاني فوق روسي غير مفهومة، خاصة أن عدم مشاركة الطيران الروسي في الهجمات ضد «تنظيم الدولة» فوق العراق معروفة» و»في الوقت نفسه لا يشارك طيران سلاح الجو البريطاني في الغارات على سوريا، فما هو هدف هذا التسريب الإعلامي المثير للاستفزاز».

وفي العراق تعالت أصوات البعض تطالب بتدخل الطيران الروسي وضرب مواقع التنظيم الجهادي.

 

ترحيب

 

وفي العراق مثل سوريا هناك ترحيب واسع بالغارات الجوية. ونقلت مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الأجواء من مدينة النجف.

وتقول إن أكثر صورة تداولا على صفحات الفيسبوك في العراق هي صورة معاملة على «الفوتوشوب» وتظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الزي التقليدي لمشائخ الجنوب العراقي.

ومع أن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 هو الذي قاد لتعزيز قوة الشيعة في البلاد إلا أن الموقف الحازم الذي أبداه «الشيخ بوتين» في سوريا هو الذي يحظى باحترام الناس في مركز التأثير الشيعي في العراق.

ونقل التقرير عن إبراهيم بحر العلوم، النائب في البرلمان، إن ما يهم الناس في الشارع هو كيفية التخلص من «تنظيم الدولة»، و»يشعر الناس الآن أن الروس أكثر جدية من الولايات المتحدة».

وتشير الصحيفة إلى أن أكثر أشرطة الفيديو مشاهدة على اليوتيوب ويظهر بوتين يسير بثقة على وقع أغنية وطنية عراقية تمدحه كقائد وحرصه على توفير الاستقرار للعراق.

ويقول المغني «لا نحتاج لذكر اسمه فهو معروف» وينتهي الشريط بصورة للرئيس الروسي مع حسن روحاني، الرئيس الإيراني يجتمعان في طهران.

وتضيف الصحيفة أن معظم الإعجاب ببوتين بين شيعة العراق ينبع من البعد الطائفي. ففي الوقت الذي عبر فيه السنة عن غضبهم من دعم روسيا لنظام بشار الأسد القاسي إلا أن شيعة العراق يرون فيه حاجزا ضد التطرف السني ويشعرون بالراحة لانضمام روسيا لمحور إيران ـ سوريا.

وهناك بعد آخر يقف وراء الدعم الشعبي للضربة الروسية وهو متعلق ببطء الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق. بالإضافة للنظرة العامة وهي أن إدارة أوباما لم تعد مهتمة بالتأثير في المنطقة.

وتشير الصحيفة إلى «سيمنار» للصحافيين والقادة المدنيين عقد في النجف الأسبوع الماضي حيث سأل رئيس نقابة الكتاب المحلي فارس همام الحضور عن مشاعرهم تجاه التدخل الروسي، فرفع معظمهم دعما له.

وقال همام إن التدخل الروسي مرحب به ليس لأن الناس يحبون التدخل، ولكن بسبب الفشل الأمريكي.

وتعلق الصحيفة أن الكثير من العراقيين لا يعرفون أن معظم الغارات موجهة ضد المعارضة السورية المعتدلة لا «تنظيم الدولة».

ورغم بعد النجف عن ساحة المعركة إلا أنها تبدو في قلبها، ليس لأن آية الله علي السيستاني أصدر فتوى العام الماضي دعا فيها للحشد الشعبي ضد «تنظيم الدولة» بل للجنازات اليومية التي تخرج من مسجد الإمام علي للمقاتلين الذين قتلوا في المعارك.

كما أن منظر اللاجئين الهاربين من الموصل والفلوجة والرمادي ممن يعيشون في خيام على جانب الطريق لا يخفى على الناظر. وتلفت الصحيفة الانتباه لزيارة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس مقام الإمام الحسين في كربلاء.

وكان سليماني قد زار موسكو في تموز/يوليو هذا العام واجتمع مع القادة الروس لتنسيق الهجوم على سوريا.

وبالإضافة للبعد الطائفي لدعم بوتين لا يزال الكثير من العراقيين يشكون بالأمريكيين الذين وعدوا ببناء العراق ولم يوفوا بوعدهم.

وهناك من يؤمن بنظريات المؤامرة ويربط بين صعود «تنظيم الدولة» والدعم الأمريكي له. ويقول أحمد ناجي، وهو محاضر في جامعة الكوفة «لدى الأمريكيين التكنولوجيا لاكتشاف الماء على المريخ» «فلماذا لا يستطيعون هزيمة داعش؟».

ولا يعرف هذا أن الولايات المتحدة لا تريد الانجرار لحرب جديدة في العراق أو سوريا. ويقول النائب بحر العلوم «يجب أن نضغط على الولايات المتحدة كي تغير موقفها وتتحرك لمساعدة الشعب العراقي».

ويقول محمد حسين الحكيم، أحد القادة الدينيين المعروفين، ان الإعجاب بالروس متعلق بإحباط العراقيين بالحملة الأمريكية ضد «تنظيم الدولة» وبطء وتيرتها. فما يريده الشارع العراقي هو تحركات عملية وفاعلة ضد داعش».

وعلى ما يبدو تأثرت الحكومة العراقية بمواقف الشارع الشيعي، فطائرات النقل العسكرية الروسية عبرت الأجواء العراقية في طريقها للاذقية من دون أي اعتراض. وأعلنت حكومة بغداد عن تعاون أمني إيراني- روسي ـ سوري- عراقي.

 

أوباما: أسلحة وأموال موسكو لن تكون كافية لدعم الأسد

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان الوجود العسكري الروسي المتزايد في سوريا يجب ان لا يفسر على انه «مؤشر على قوة» مؤكدا ان أسلحة وأموال موسكو لن تكون كافية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف في حديث لبرنامج «60 دقيقة» انه يعتقد بأن السيد بوتين (الرئيس الروسي) كان يفضل لو كان الأسد قادرا على حل المشكلة بدلا من اضطرار موسكو لإرسال مجموعة من الطيارين وأموال، كما رفض أوباما فكرة ان بوتين يتحدى زعامته شخصيا قائلا «اذا كنت تعتقد بأن المساهمة في إسقاط الاقتصاد إلى الحضيض وإرسال قوات من أجل دعم حليف وحيد هي قيادة، فإننا بالتأكيد لدينا تعريف آخر للقيادة؟».

وأوضح أوباما ان تعريفه للقيادة يعني مثلا تغير المناخ ومحاولة التوصل إلى اتفاق دولي، كما ان تعريفه للقيادة يعني أيضا حشد العالم للتأكد من ان إيران لن تحصل على سلاح نووي.

واعترف بأن برنامج إدارته لتسليح وتجهيز المعارضة السورية، والذي كلف أكثر من 500 مليون دولار لم ينجح، وقال ان إحدى التحديات التى واجهها في الوضع المفجع في سوريا هو إصرار بعض الناس على القول بأن كل ما علينا القيام به هو إرسال عدد قليل من الناس للقتال مع شحنات من الأسلحة، مؤكدا بأنه كان متشككا على الدوام في الخطة التى ألغيت الأسبوع الماضي بعد تدريب حوالي 50 مقاتلا.

من جهة أخرى، انضم عدد متزايد من المشرعين في مجلس الشيوخ، من بينهم مرشح رئاسي، إلى حملة في الكونغرس باتجاه إقرار مشروع قانون للإنفاق الطارئ للمساعدة في تعزيز قدرة الإدارة الأمريكية لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين، حيث أعلن السناتور ليندسي غراهام والسناتور باتريك ليهي دعمهما للتشريعات التى من شأنها توفير بليون دولار على الأقل كتمويل طارئ يحتاجه البيت الأبيض خلال 45 يوما.

وقال في بيان ان الكارثة السورية لا تماثل أي شيء شهدناه على مدى عقود مع فرار الملايين من الناس إلى الدول الأخرى، مضيفا انها حالة طوارئ انسانية ذات أبعاد مذهلة، ولذا فإن الولايات بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد عبر مشروع هذا القانون.

ولا تحدد التشريعات عدد اللاجئين السوريين الذين يمكن قبولهم في الولايات المتحدة، ولكن التمويل وفقا لمشروع القانون سيسمح بإعادة توطين ما يصل إلى 100 ألف من اللاجئين على مدى عامين وفقا لمكتب السناتور ليهي.

ويأتى التشريع وسط صراع في الكونغرس حول كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين وخطة إدارة أوباما لزيادة عدد اللاجئين الذين سيتم قبولهم في البلاد، وقد أيد عشرات من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ رسالة للسناتور كريس ميرفي في وقت سابق من هذا الأسبوع تدعو إلى دعم مشروع قانون الانفاق الطارئ، ولكن مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي قال ان هناك ثغرات في عمليات الفرز لجلب السوريين إلى الولايات المتحدة، مؤكدا خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي ولجنة الشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ ان هناك مخاطر مرتبطة بجلب أي شخص من الخارج، تحديدا من منطقة نزاع من هذا القبيل.

وقد سارع المرشح الرئاسي غراهام إلى دعم قبول المزيد من اللاجئين السوريين بعد انتشار صورة الطفل السوري الذي غرق أمام شواطئ تركيا، وبهذا الموقف وجد غراهام نفسه ضد العديد من زملائه في الحزب الجمهوري وغيرهم من مرشحي الرئاسة، بما في ذلك السناتور تيد كروز الذي وصف خطة أوباما بقبول العديد من اللاجئين بأنها ضرب من الجنون.

ويشترط مشروع القانون إقرار من وزير الخارجية جون كيري بأنه سيتم إخضاع جميع اللاجئين إلى تدقيق أمني قبل ان يتم قبولهم في البلاد.

 

خسائر النظام السوري الكبيرة في ريفي اللاذقية وحماة لم تمنعه من التقدم والسيطرة واستخدام الكثافة النارية الأرضية والجوية يحد من قدرة المعارضة

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: عشرات الجثث المترامية بالقرب من مدينة سلمى المعقل الأكبر لقوات المعارضة في الساحل السوري، وعدد كبير من الدبابات التي خسرتها قوات النظام في قرى ريف حماة، كل ذلك لم يكن عائقا أمام تقدمها والسيطرة على نقاط جديدة، حيث فرضت السيطرة على ثلاث قرى في ريف حماة، وأصبحت على بعد كيلومترين من مدينة سلمى الساحلية.

من ناحيته القيادي البارز في «الجيش الحر» عقيل جمعة أكد في تصريح خاص لـ»القدس العربي» استعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها المعارضة لصالح قوات النظام خلال الساعات الماضية، بالقرب من قمة النبي يونس، وأكد القيادي أن جثث قتلى النظام تجاوز 30، وكانت خسائر المعارضة أقل من ذلك.

وأشار ناشطون من المنطقة أن النظام كان يعتمد على أكبر عدد من الجنود المقتحمين بتغطية نارية من الطيران الحربي والمروحي، الأمر الذي أربك قوات المعارضة بالقرب من مدينة سلمى، واستطاع الجيش النظامي تحقيق تقدم جزئي وبسيط قلل من أهميته الشرعي أبو قدامة، وهو مقيم في مدينة سلمى وقال في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: «منطقة سلمى ليست في خطر والوضع تحت السيطرة، والنظام يفكر بالانتحار إذا قرر دخول سلمى».

وأكد أبو أن العمليات العسكرية ضد قوات النظام باتت قريبة من سلمى إلا أن كثافة الطيران أمر لم يعتد عليه مقاتلو المعارضة، حيث وصلت قوات النظام إلى أطراف قرية كفر دلبة المشرفة على مدينة سلمى، كما استطاعت السيطرة على قرية العطشانة، وتل سكيك في ريف حماة الشرقي، وأكد ناشطون أن استمرار وتيرة العمليات العسكرية على هذا النحو ليس لصالح قوات المعارضة على الرغم من تدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية بصارخ « التاو» الموجه، إلا أن النظام يمتلك عشرات الدبابات الأخرى، ومئات إن لم يكن آلاف المقاتلين، على الرغم من عدم وجود أي عقيدة قتالية لدى هؤلاء الجنود.

ويرى ناشطون أن المعارضة السورية تعول كثيرا على مقاتلي «النصرة» الجهاديين، ومقاتلي «الحزب التركستاني» الذين أصبحوا قوة ضاربة شمال سوريا، ويتمركزون بالقرب مناطق العلويين، ولهم اليد الكبرى في التصدي لقوات النظام حتى الآن، على الرغم من قلة عددهم، إلا أن العقيدة الجهادية لديهم تمنعهم من الانسحاب بل التصدي وبشراسة لقوات النظام، عدا عن مقاتلي «أحرار الشام» السوريين الذين يعتبرون أصحاب الجغرافيا والعقيدة الجهادية، ويعلمون كيف يتم التحرك وفق خطط عسكرية مدروسة.

لكن أهمية العنصر البشري الذي يفقد خلال المعارك الحالية ليس لصالح قوات المعارضة التي تجد صعوبة في تعويضه في حين أن دول أصدقاء النظام دأبت على تزويد النظام بالعنصر البشري عدا عن تقديم الأسلحة الفتاكة المتقدمة.

ومن المتوقع أن تشهد المناطق القريبة من جبال اللاذقية تصعيدا في العمليات العسكرية خلال الفترة القريبة المقبلة، حيث يقطن الآلاف من أبناء الطائفة العلوية، بعد أن استطاع الأسد أن يسترجع ثقتهم بعد تدخل روسيا وبشكل مباشر خلال الفترة الحالية.

من ناحيته يروج إعلام النظام لانتصارات قواته في ريفي اللاذقية وحماة، ويبث صورا لمدينة سلمى من بعيد لكن العديد من القادة المعارضين ما زالوا يتجولون بعتادهم داخل المدينة، ويؤكدون أن المدينة «ستكون مقبرة الأسد، إذا فكر بالدخول إليها»، على حد وصفهم.

 

مصادر خاصة لـ «القدس العربي»: دفعات من مضادات الدبابات وصلت للمعارضة السورية وتوقع بقرب وصول مضادات للطائرات

قيادي في الائتلاف: نحارب دولة عظمى تستخدم أسلحة محرمة دولياً ضد شعب أعزل

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر سياسية وعسكرية من المعارضة السورية لـ»القدس العربي» أن مجموعات من كتائب المعارضة السورية تلقت في الآونة الأخيرة دعماً عسكرياً بأسلحة متطورة أبرزها الصواريخ المضادة للدروع، متوقعةً قرب إمدادها بصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة العمليات العسكرية التي ينفذها النظام السوري لاستعادة «المناطق المحررة» بدعم جوي روسي.

وأوضحت المصادر التي رفضت الكشف عن إسمها أن الدعم جاء من «الدول الصديقة للثورة السورية»، دون تحديدها، مشيرة إلى أنها تتوقع زيادة الدعم وتوسيعه كخطوة أولى على طريق مواجهة التدخل الروسي المباشر في سوريا الداعم لنظام الأسد.

وفي هذا الإطار أكد أحمد رمضان عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض لـ»القدس العربي» أن «الجيش السوري الحر تلقى مؤخراً دعماً عسكرياً شمل صواريخ مضادة للدبابات»، لكنه لم يؤكد وجود أي وعود بتقديم أسلحة مضادة للطائرات، في حين رفض رامي الدالاتي أحد قادة المعارضة الحديث عن تفاصيل الدعم العسكري باعتبار أنها «أمور عسكرية لا يتم الحديث فيها بالإعلام»، وذلك في اتصال مع مراسل «القدس العربي» بإسطنبول.

وكشفت صحيفة «الواشنطن بوست»، الاثنين، عن وصول دفعة جديدة من الصواريخ الأمريكية إلى مقاتلي المعارضة السورية، وذلك في أعقاب التدخل الروسي الأخير في سوريا.

وأوضحت الصحيفة نقلاً عن النقيب مصطفى موراتي، القيادي في أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، أنه تم مؤخراً تسليم دفعة جديدة من الأسلحة والصواريخ وذلك في أعقاب التدخل الروسي بسوريا، مؤكداً أن الحلفاء وعدوا بتقديم شحنات أخرى قريباً، دون أن يُعرف إن كان بين الأسلحة التي ستسلم للمعارضة السورية صواريخ «ستينغر» التي سبق أن قدمتها الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان وأدت إلى إجبار السوفييت على الانسحاب من أفغانستان.

لكن المصدر الذي تحدث لـ «القدس العربي» رجح قرب وصول الصواريخ المضادة للطائرات.

وقال أحمد رمضان: «لا شك أن مسألة دعم المعارضة بالسلاح النوعي مسألة أساسية كانت عائق خلال الفترة الماضية أمام حسم الموقف الميداني على الأرض وأعطت فرصة كبيرة للابقاء على الصراع طوال هذه المدة»، مضيفاً: «لكن الظروف الراهنة الآن بعد الغزو الروسي والاحتلال الايراني يجب أن تغير قواعد العمل السابقة».

وكشف عن أن «هذه القاعدة تغيرت قليلاً حيث يوجد دعم قدم مؤخراً شمل أسلحة ومضادات للدبابات وننتظر الدعم بالاسلحة المضادة للطائرات»، مطالباً «الدول الصديقة بدعم المعارضة السورية بكل الأسلحة النوعية»، واعتبر أن «السوريون يدافعون عن العرب وعن حق العالم في أن يكون محكوم بالنظام وليس بشريعة الغاب التي تحاول روسيا وايران فرضها».

وقبل يومين، نقلت وسائل إعلام عن مصادر سعودية قولها إن الرياض ستعمل على تكثيف تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية لمجابهة التدخل الروسي، ورجحت مصادر أخرى أن تلجأ تركيا إلى هذا الخيار في الضغط على موسكو التي اخترقت طائراتها المجال الجوي التركي.

وقال رمضان «إذا استمر منع السوريين من الحصول على السلاح المضاد للطائرات ستكون هناك علامة استفهام كبيرة حول مواقف هذه الدول»، لكنه استدرك بالقول: «متفائلون أن هناك ثمة تغيير بهذه المواقف ونأمل أن يبدأ العمل على اقامة منطقة عازلة».

وشدد على ضرورة العمل دولياً من أجل وقف «العدوان الروسي»، كاشفاً أن «الهجوم الذي يتم بغطاء جوي روسي غير مسبوق وتستخدم فيه كافة أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دولياً بقوة هائلة، يجربون أسلحة وطائرات تستخدم لأول مرة وقنابل عنقودية وانشطارية وصواريخ كروز عابرة للقارات»، لافتاً إلى أن «الثوار يواجهون كل ذلك باسلحة خفيفة لا تمكنهم من صد هجوم بهذا الحجم من دولة عظمى كروسيا تساندها إيران و46 مليشيات».

ورأى رامي الدالاتي أن الثورة السورية عادت بعد «العدوان الروسي» إلى «المربع الأول» على حد وصفه، مشيراً إلى أن التدخل الروسي المباشر في سوريا أعاد جهود التسلح إلى الواجهة بقوة وقضى إلى احتمالية أن تكون موسكو جزء مساعد في الحل السياسي للأزمة في سوريا. وعن تقدم النظام في بعض المحاور بمساندة جوية من الطيران الروسي، رأى الدالاتي أن «النظام يتقدم في بعض المحاور لكنه يتراجع في أخرى، والجميع شاهد المجزرة التي حلت بدبابات الأسد التي حاولت التقدم بريف حماه بمساندة روسية»، وشدد على أن «الطيران لا يحل المشكلة ولا يحسم المعركة على الأرض والروس ليسوا في نزهة في سوريا».

وأكد الدالاتي أن المعارضة السورية تقود جهود دولية واسعة من أجل حشد الدعم لمواجهة التدخل الروسي، مطالباً بمزيد من الدعم السياسي والعسكري للمعارضة السورية.

 

“جيش الفتح” يعلن “غزوة تحرير حماة”

أمين محمد – أحمد حمزة

قتل وأصيب العشرات من المدنيين في بلدة عين ترما شرق دمشق بقصف طيران ‏النظام اليوم الثلاثاء، في حين اغتيل قاضي ‏سابق في الغوطة الشرقية على يد ‏مجهولين. واستهدف طيران النظام البلدة بأربع غارات أدت إلى مقتل أكثر من عشرة ‏مدنيين، ‏وإصابة العشرات، في وقت أعلن فيه “جيش الفتح” عن بدء “غزوة تحرير حماة”.‏

 

وذكر الناشط الإعلامي محمد العبد الله أن الغارات استهدفت السوق الشعبي في بلدة عين ترما. ‏وارتكب طيران النظام عدة جرائم في ‏بلدة عين ترما خلال العام الجاري، حيث ‏قتل وأصيب العشرات من المدنيين، بينهم عائلات كاملة.‏

 

‏ وأشار فراس الدومي من المكتب الإعلامي في الدفاع المدني إلى مقتل 12 مدنياً – ‏حصيلة أولية- بينهم نساء وأطفال، وحالة عدد ‏من المصابين “حرجة جدا”، كما ‏تسبب القصف باندلاع حرائق بالمحال التجارية، وتدمير هائل طاول منازل المدنيين. ‏

 

‏في غضون ذلك، اغتيل الشيخ عبد العزيز عيون (أبو أحمد) القاضي العام السابق في ‏الغوطة الشرقية على يد مجهولين بالقرب ‏من مسرابا. ‏

 

وأفاد مصدر، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ “العربي الجديد” أن جثة عيون وجدت ‏اليوم في بلدة مسرابا المجاورة لمدينة دوما ‏مسقط رأسه. ونقل المصدر عن شاهد ‏عيان قوله إن ملثمين كانوا يستقلون دراجة نارية، على الطريق الواصلة بين مسرابا و ‏‏حمورية، أطلقوا النار على القاضي و لاذوا بالفرار باتجاه مزارع مسرابا.‏

 

وكان القتيل، قد جمد عضويته في القضاء الموحد بعد تسجيله “مؤاخذات” عديدة عليه، وعدم جدية بعض الأطراف، ولم ‏تتم إقالته رسمياً من القضاء حتى مقتله، ‏وفق المصدر الذي أشار إلى عيون كانت له مكانة كبيرة في قلوب أهل الغوطة الذين ‏‏كانوا يعتبرونه من “أصحاب الحق”.‏

 

في المقابل، أصدر “جيش الفتح” عصر اليوم الثلاثاء، بياناً أعلن فيه بدء “غزوة تحرير حمةه” وذلك في “ظل المكر الكبير الذي ‏تقوده محور الشر روسيا”.‏

 

وجاء في البيان الذي حصل “العربي الجديد” على نسخة منه، إنه و”في ظل المكر الكبير الذي تقوده محور الشر روسيا، وتساندها ‏الميليشيات السورية والإيرانية، يزف جيش الفتح إطلاق المرحلة الثانية من مراحل جيش الفتح لتحرير بلاد الشام وذلك ببدء ‏غزوة تحرير حماة العز والبطولة”.‏

 

كما أضاف البيان: “إن جيش الفتح إذ يعلن هذه الغزوة المباركة، فإنه ينص في ميثاق الغزو على” أن أي قلة مقاتلة تعترض ‏طريقه من النصيرية والرافضة أو داعش فإنه سيتم قتالها حتى نصل لتحرير أرض الشام “، طالباً في الوقت عينه من “جميع ‏المجاهدين في طريق حماة المحاصرين ومن داخل حماة، أن يشعلوا الجبهات من داخل محاورهم لتلتقي جحافل المسلمين في ‏حماة”.‏

 

قصف السفارة الروسية في دمشق ولافروف يصف العمل بـ”الإرهابي

أحمد حمزة

اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، أن قصف السفارة الروسية في دمشق “عمل إرهابي”.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف قوله، قبل محادثاته مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا: “هذا عمل إرهابي صريح يهدف، على الأرجح، إلى ترويع مؤيدي الحرب على الإرهاب”.

وأوضح أن “موسكو تدعم جهود دي ميستورا لتحقيق تسوية سياسية في سورية، وأنها شعرت بخيبة أمل لرفض الولايات المتحدة تنسيق الجهود بين كل الأطراف لمحاربة الإرهاب في سورية”.

وأضاف أن “روسيا تعتقد أن جزءا كبيرا من إمدادات السلاح الأميركية للمعارضة السورية يقع في أيدي جماعات إرهابية”.

وكانت قد سقطت قذيفتان داخل حرم السفارة الروسية في دمشق أثناء بدء تجمع متظاهرين أمامها، دعما لتدخل موسكو العسكري في سورية.

وقال مصدر لوكالة ( فرانس برس) إن “قذيفتين سقطتا داخل حرم السفارة القائمة في حي المزرعة في العاصمة، بفارق دقائق، فيما كان نحو 300 شخص بصدد التجمع أمامها لبدء تظاهرة شكر لموسكو على تدخلها العسكري إلى جانب قوات النظام في سورية”.

وسقطت القذيفتان عند العاشرة والربع صباحاً (7.15 ت غ)، حين كان العشرات من المتظاهرين يرفعون الأعلام الروسية وصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

ولم تُشر وكالة “سانا” بداية إلى سقوط قذائف في حي المزرعة، مكتفية بالقول: “عبّر آلاف السوريين في وقفة جماهيرية اليوم أمام مبنى السفارة الروسية في دمشق عن تأييدهم وتقديرهم لمواقف روسيا قيادة وشعباً الداعمة لسورية في حربها ضد الإرهاب”، لكنها عادت ونقلت تصريحات لافروف حول الحادثة.

وفي حين، لفت “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إلى أن “القذائف أطلقت من مواقع الفصائل الإسلامية المتحصّنة عند أطراف العاصمة”، يرجح ناشطون معارضون، أن تكون أجهزة استخبارات النظام ضالعة في كثيرٍ من هذه الحوادث، لاستثمارها سياسياً وإعلامياً.

 

وقد أثار تنظيم التجمع من قبل النظام، اليوم أمام السفارة الروسية، سخطاً في أوساط المؤيدين للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، كون المكان الذي أقيم فيه “مُعرضٌ للاستهداف في أي وقت”.

 

قصف إسرائيلي على القنيطرة..وهاون على سفارة موسكو في دمشق

قالت موسكو إن سفارتها في دمشق، تعرضت الثلاثاء، إلى قصف بقذيفتي هاون، سقطتا داخل حرم السفارة الكائنة في منطقة العدوي. واقتصرت الأضرار على المادية فقط. وذكرت وسائل إعلام سورية أن القصف تزامن مع خروج مسيرة حشدها النظام تأييداً للعملية العسكرية الروسية في سوريا.

 

من جهة ثانية اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أن جزءاً كبيراً من الأسلحة التي تدعم بها واشنطن المعارضة السورية “تقع في أيدي الإرهابيين”. وقال ذلك في معرض تعليقه على إلقاء طائرات أميركية قرابة 50 طن من الأسلحة والذخائر دعماً لقوات كردية وعربية في شمالي شرق سوريا، يومي الأحد والاثنين الماضيين.

 

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيرته الرواندية لويز موشيكيوابو، في موسكو، “إن شركاء روسيا الغربيين يتحدثون الآن عن تحالف جديد يسمى قوى سوريا الديموقراطية. علماً بأنه سبق لبعض التنظيمات التي انضمت إلى التحالف أن تعاونت مع “داعش”. مبدياً قلقه من هذا الأمر.

 

وأشار لافروف إلى  أن روسيا شجعت جميع الأطراف في سوريا منذ بداية الحرب على إقامة هدن إنسانية، للتخفيف من معاناة المدنيين،  وإيصال المساعدات إلى المتضررين منهم. مؤكداً على انفتاح موسكو وتعاونها مع الجهات الدولية حول سوريا على الصعيدين العسكري والإنساني. كما أبدى لافروف استعداد بلاده لفتح قنوات مع “المعارضة الوطنية المسلحة”. لافتاً إلى  أن الجانب الروسي منذ بدء عمليته العسكرية في سوريا، عرض التنسيق على جميع الأطراف الدولية في مختلف المجالات، لكن روسيا لم تلق أي رد حتى الآن. وأضاف “وعدونا بالمساعدة، وفي البداية تحدثوا عن الجيش السوري الحر لكنهم لم يقولوا من يمثله”.

 

ميدانياً، قصفت إسرائيل موقعين داخل الأراضي السورية بالقرب من ريف القنيطرة. وذكر الجيش الإسرائيلي أن مدفعيته قامت بالرد على مصدر الصواريخ التي سقطت في وقت سابق في الجزء المحتل من هضبة الجولان السورية.  وحمّل الجيش الاسرائيلي في بيان الثلاثاء، الجيش السوري المسؤولية الكاملة عن الأحداث الجارية مؤكداً على عدم التهاون مع أي محاولات “تستهدف أرض إسرائيل وأمن مواطنيها”.

 

المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي قال تعليقاً على القصف “في الساعات الأخيرة قصفت قوات جيش الدفاع بالمدفعية موقعيْن عسكرييْن للجيش السوري النظامي في وسط هضبة الجولان في جانبها السوري. هذا القصف جاء رداً على انزلاق القذائف التي يطلقها الجيش السوري النظامي في اطار الحرب الداخلية الى داخل الاراضي الاسرائيلية. جيش الدفاع يعتبر الجيش السوري النظامي مسؤولا عما يجري داخل أراضيه ولن يحتمل اي محاولة لخرق السيادة الاسرائيلية والمس بأمن سكان البلاد”.

 

وفي ريف القنيطرة أيضاً، تمكّنت قوات النظام من استعادة السيطرة على التل الأحمر، إحدى أعلى القمم في المنطقة، وذلك بعد أيام على سيطرة قوات المعارضة عليه. وقالت  وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” إن “وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، (تمكّنت من) السيطرة على تل أحمر الاستراتيجي في ريف القنيطرة، بعد القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية المرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي فيه”.

 

إلى ذلك، بثّت “جبهة النصرة” كلمة صوتية لزعيمها أبو محمد الجولاني، وصف فيها الروس بأنهم “غزاة للسنة”، وتوعد حملتهم العسكرية على سوريا بأنها ستلقى “أهوال ما لاقوه” في أفغانستان. وطلب الجولاني من مقاتليه تصعيد الهجمات على العلويين في سوريا، وقال “لا بد من تصعيد المعركة واستهداف القرى النصيرية فى اللاذقية. إني أدعو جميع الفصائل لجمع أكبر عدد ممكن من القذائف والصواريخ ورشق القرى النصيرية فى كل يوم بمئات الصواريخ كما يفعل الأوغاد بمدن وقرى أهل السنة”.

 

ووصف الجولاني التدخل الروسي بأنه جاء لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومنع حكمه من الإنهيار، بعد سلسلة الانتصارات التي أدخلت النظام فى مرحلته النهائية “وانهارت قوته الدفاعية وباءت جميع محاولاته الهجومية بالفشل”. واعتبر أن “الغزو الروسي” هو آخر سهم يملكه “أعداء المسلمين”. مشيراً إلى أن بوادر هزيمة “الغزو” لاحت منذ البداية “حيث إن ضرباتهم إلى يومنا هذا لم تزد شيئا عن ضربات النظام السابقة، لا في عشوائيتها، من حيث الأهداف، ولا من حيث دقة الإصابة”.

 

وعرض الجولاني مكافآت ضخمة لمن يقتل بشار الأسد، وزعيم حزب الله حسن نصرالله. وقال “أعرض مكافأة بقيمة 3 ملايين يورو لمن يقتل بشار الاسد وينهي قصته، حتى لو كان من قومه وأهله ويأمن على نفسه وعياله ونوصله حيث يريد وانا ضامن له بإذن الله”، و”مكافأة بقيمة مليوني يورو لمن يقتل حسن نصرالله وحتى لو كان من طائفته وقومه”.

 

العفو الدولية تتهم “الإتحاد الديموقراطي” بجرائم حرب

قالت منظمة “العفو الدولية” في تقرير جديد صدر إن بعثة المنظمة لتقصي الحقائق في شمال سوريا، قد كشفت النقاب عن موجة من عمليات التهجير القسري وتدمير المنازل، تُعد بمثابة جرائم حرب، نفذتها “الإدارة الذاتية” بقيادة حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، الذي يسيطر على المنطقة.

 

ويكشف التقرير الصادر بعنوان “لم يكن لنا مكان آخر نذهب إليه”، النزوح القسري وعمليات هدم المنازل في شمال سوريا كأدلة على وقوع انتهاكات، مرفقاً بروايات شهود عيان وصور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، ويورد تفاصيل عن عمليات تهجير متعمدة لآلاف المدنيين فضلاً عن تدمير قرى بأكملها في مناطق تخضع لسيطرة “الإدارة الذاتية”. وهي عمليات نُفذت في كثير من الأحيان على سبيل الانتقام، اعتقاداً بأن سكان هذه المناطق تربطهم صلات مع أعضاء في تنظيم “الدولة الإسلامية” أو غيره من الجماعات المسلحة، أو يتعاطفون مع هذه الجماعات.

 

وقالت مستشارة الأزمات لدى منظمة “العفو الدولية” لمى فقيه، “إن الإدارة الذاتية، بإقدامها عمداً على تدمير منازل مدنيين، وفي بعض الحالات تدمير وإحراق قرى بأكملها وتشريد سكانها دون أية أسباب عسكرية يمكن تبريرها إنما تسيء استخدام سلطتها وتنتهك بصفاقة القانون الإنساني الدولي في هجمات تُعد بمثابة جرائم حرب”.

 

فقيه أشارت إلى أن “الإدارة الذاتية، في غمار قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تدوس فيما يبدو على جميع حقوق المدنيين الذين وقعوا بين شقي الرحى. لقد شاهدنا عمليات تهجير وهدم واسعة النطاق لم تحدث نتيجة القتال. ويهذا التقرير يميط اللثام عن أدلة جلية على وجود حملة متعمدة ومنسَّقة لتوقيع عقاب جماعي على قرى كانت من قبل تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، أو حيثما توجد أقلية صغيرة يُشتبه في تأييدها لهذا التنظيم”.

 

وقد زار باحثون من منظمة “العفو الدولية” 14 بلدة وقرية في محافظتي الحسكة والرقة، في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015، لتقصي عمليات التهجير القسري للسكان وتدمير المنازل في المناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”.

 

وتُظهر صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، حصلت عليها منظمة العفو الدولية، نطاق عمليات تدمير المنازل في قرية الحُسينية وفي بلدة تل حميس. وتبين الصور 225 بناية كانت قائمة في يونيو/حزيران 2014، ولم يبق منها  سوى 14 بناية في يونيو/حزيران 2015، أي أن عدد المباني قد انخفض بنسبة مفزعة تصل إلى 93.8 في المئة.

 

وقال بعض أهالي القرى إن مقاتلي حزب “الاتحاد الديموقراطي” قد أمروهم بمغادرة قراهم وهددوهم بالتعرض لضربات جوية من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إذا امتنعوا عن تنفيذ ذلك الأمر. وقد برر “الاتحاد الديمقراطي” التهجير القسري للمدنيين، بأنه كان ضرورياً لحماية المدنيين أنفسهم أو كان إجراءاً ضرورياً من الناحية العسكرية.

 

وقالت لمى فقيه: “يجب على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والتي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، كما يجب على جميع الدول الأخرى التي تدعم الإدارة الذاتية أو تنسق معها عسكرياً ألا تصم الآذان عن تلك الانتهاكات. كما ينبغي على هذه الدول أن تتخذ موقفاً علنياً بإدانة التهجير القسري وعمليات تدمير المنازل غير المشروعة، وأن تضمن ألا تسهم المساعدات العسكرية التي تقدمها في ارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي”.

 

وكانت القيادة المركزية للجيش الأميركي، قد قالت، الإثنين، إن طائرات شحن تابعة للقوات الجوية الأميركية من الطراز “سي-17” اتجهت إلى شمال سوريا، الأحد، و”أسقطت جواً ذخائر أسلحة لجماعات عربية سورية تحارب تنظيم الدولة الإسلامية”، وإن جميع الطائرات خرجت من منطقة الإسقاط الجوي بسلام.

 

ولم يحدد الجيش الأميركي الجماعات التي تلقت الذخيرة الخاصة بالأسلحة الصغيرة. وقال المتحدث الكولونيل باتريك ريدر، في بيان “قدم هذا الإسقاط الجوي الناجح ذخيرة للجماعات العربية السورية التي فحصت الولايات المتحدة زعماءها بشكل ملائم”.

 

وكانت كالة “رويترز” ذكرت أن الحملة الأميركية المقترحة الجديدة، لتسليح فصائل سورية، تتصور تقديم دعم أميركي لـ”التحالف العربي السوري” الذي سينفذ عملياته الى الشرق من نهر الفرات وسيتقدم جنوباً صوب الرقة.

 

وقالت شبكة “سي ان ان” إن المزيد من المعدات العسكرية قد تكون في طريقها إلى الجماعات المعارضة التي اختارت واشنطن دعمها في سوريا، باعتبار أن تسليم الأطنان الأخيرة هي مجرد خطوة أولى في عملية إعادة تقييم عاجلة للجهود الأميركية من أجل تسليح المعارضين السوريين الذين يقاتلون “داعش”، وخاصة في شمال وشرق سوريا.

 

وأوضحت الشبكة، أن المعلومات تشير إلى تمكن المقاتلين من أخذ كامل المعدات الملقاة التي تشمل قنابل يدوية وذخائر لأسلحة خفيفة يحتاجها الثوار بشدة منذ أسابيع إذ كانت على وشك النفاد.

 

واعتبرت أن المجموعة التي تلقت الأسلحة عبارة عن تحالف يضم قرابة خمسة آلاف مقاتل من القبائل العربية والمليشيات المسلحة وبعض الجماعات الكردية في المنطقة، وقد سبق أن حصدت نجاحات كبيرة بمواجهة “داعش”.

 

وكانت فصائل مسلحة، قد أعلنت الأحد، عن تشكيل “قوات سوريا الديموقراطية” لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقالت الفصائل في بيان لها، إن “المرحلة الحساسة التي تمر بها بلدنا سوريا، وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحتين العسكرية والسياسية والتي تفيد بدورها أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الكرد والعرب والسريان وكافة المكونات الأخرى على الجغرافية السورية”. وأضاف البيان أن “هذه القوة تهدف إلى إنشاء سوريا ديموقراطية ليتمتع في ظلها جميع السوريين بالحرية والعدالة والكرامة ومن دون اقصاء لأحد من حقوقه المشروعة”.

 

ويضم التشكيل الجديد “التحالف العربي السوري” الذي يتألف بدوره من “جيش الثوار” و”غرفة عمليات بركان الفرات” و”قوات الصناديد” و”تجمع ألوية الجزيرة”. كما يضم التشكيل “المجلس العسكري السرياني”، و”وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة” الكرديان. ويعتبر كل من “وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة” أذرعاً عسكرية لحزب “الإتحاد الديموقراطي”.

 

وجاء تشكيل “قوات سوريا الديموقراطية” بالتنسيق مع “التحالف الدولي” وبطلب منه، كتمهيد للسيطرة على مدينة الرقة، وقرى عربية أخرى في محافظات حلب والحسكة والرقة، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

 

لافروف: لا توافق كاملاً مع الرياض وواشنطن حول سوريا

رويترز: المسؤولين السعوديين أبلغوا موسكو بخطورة تدخلها العسكري في سوريا، وأنه سيؤدي إلى عواقب وخيمة (ريا نوفوستي)

قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن نجاح العملية السياسية في سوريا مرتبط بمدى الحزم اللازم في مكافحة الإرهاب. وذكر لافروف خلال مؤتمر صحافي جمعه بأمين عام منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لامبرتو زافيير، في موسكو الاثنين، أن روسيا ستجري المزيد من الاتصالات مع الجهات الإقليمية والدولية ذات التأثير على أطراف الأزمة السورية.

 

وأكد لافروف على استمرار الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول هذا الموضوع، وأن الجانب الروسي يشعر بتنامي إدراك كل من الولايات المتحدة والسعودية لأبعاد خطر الإرهاب. وأردف قائلاً: “إن رؤيتنا في ما يخص الوضع في سوريا لا تتطابق (مع واشنطن والسعودية) بعد مئة بالمئة، لكن هناك حركة إلى الأمام، إذ يقبل شركاؤنا منطقنا ويقدرون استعدادنا لأخذ قلقهم بعين الاعتبار”.

 

وأبدى لافروف استعداد موسكو لإقامة تنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” في سوريا، موضحاً أن الحديث يجب أن يتجاوز حدود وضع قواعد تحول دون حوادث غير مقصودة في أجواء سوريا إلى تنسيق العمليات العسكرية المشتركة. ولفت إلى انفتاح موسكو على التعاون مع “المعارضة الوطنية”، قائلًا: “بلا شك، نحن مستعدون لإقامة تعاون مع المعارضة الوطنية التي لا علاقة لها بالإرهاب، والتي ترفض أساليب الإرهابيين وأيدولوجيتهم، بما في ذلك ما يسمى “الجيش السوري الحر. ذلك بالإضافة لتعاون موسكو مع الجيش السوري”.

 

وبالتزامن مع استمرار العملية الجوية الروسية في سوريا تواصل روسيا نشاطها السياسي حول الأزمة السورية، إذ من المقرر أن يلتقي لافروف مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء، لدراسة آخر المستجدات في سوريا وإمكانيات تنفيذ مبادرة “مجموعات العمل التشاورية”، التي اقترحها دي ميستورا.

وكان ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، قد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، في سوتشي، وكانت الأزمة السورية أبرز الملفات التي تم نقاشها بين الطرفين.

 

وقال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إن الرياض ترغب في البحث عن أسس مشتركة مع روسيا للحفاظ على سوريا موحدة، ولفت إلى أن بن سلمان نقل لبوتين قلق الجانب السعودي من إمكان أن تفهم العملية الروسية العسكرية في سوريا على أنها حلف بين موسكو وطهران، فيما ظلّ الخلاف قائماً حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد من عملية التسوية السياسية، حيث قال لافروف إن موسكو جددت موقفها أمام المسؤول السعودي بضرورة إشراك الأسد في العملية الانتقالية، لكن للسعودية رأياً آخر، واعتبر أن عدم التوافق بين البلدين على هذه النقطة “ليس عائقا أمام تقدمنا، بما في ذلك مشاركة دول أخرى، نحو خلق ظروف مواتية لإطلاق العملية السياسية في أسرع وقت ممكن”.

 

اللقاء السعودي-الروسي، الأحد، أدى إلى تساؤلات كثيرة إن كانت السعودية بصدد تغيير موقفها من العملية السياسية في سوريا، الأمر الذي دفع الرياض إلى توضيح حقيقة موقفها، معلنة أن الأولويات حول مصير الأسد والحكومة الانتقالية ما زالت بالنسبة إلى السعودية كما كانت في السابق. ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر سعودي قوله إن المسؤولين السعوديين أبلغوا موسكو بخطورة تدخلها العسكري في سوريا، وأنه سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وتصعيد للمواجهات. وأعلن المسؤول، الذي تحفّظت الوكالة على هويته، أن المملكة ستواصل دعم المعارضة المعتدلة، وأكد أن هذا الأمر أبلغه الأمير محمد بن سلمان للرئيس الروسي خلال لقائهما في سوتشي.

 

إلى ذلك، وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، التدخل الروسي في سوريا بأن من شأنه أن “يغير الوضع ويحمل عناصر تثير القلق، خاصة خرق حدود تركيا”.

 

وأكدت موغيريني قبل بدء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ الإثنين أن محاربة “داعش”، وغيره من التنظيمات التي تعتبرها الأمم المتحدة إرهابية، يجب أن يكون من أولويات جهود الأطراف المعنية. واعتبرت أن واشنطن وموسكو والاتحاد الأوروبي لهم “موقف مشترك ويجب أن تكون الخطوات منسقة، وإلا فإن ذلك سيكون خطراً ليس فقط من وجهة النظر السياسية، بل ووجهة النظر العسكرية أيضاً”.

 

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الصينية، إن بكّين تدعم سوريا في سعيها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها. جاء ذلك خلال لقاء جمع المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان، مع وزير الخارجية الصيني وانغ إي. وقال بيان للخارجية الصينية إن بكين تدعم إجراءات مكافحة الإرهاب بالاستناد إلى القانون الدولي المتفق عليها من قبل الدول المعنية. وأن الصين تعارض “التدخل السهل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى”.

 

بوتين: الأميركيون مصابون بتشوش ذهني !

منددًا بعدم تعاون الولايات المتحدة حول سوريا

موسكو: ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء بعدم تعاون الولايات المتحدة مع روسيا في النزاع السوري، مشيرًا الى أن تفكيرها مضطرب.

 

وقال في ما يعتبر اقسى انتقاد يوجهه لواشنطن حول الازمة السورية، “اعتقد ان بعض الشركاء مصابون بتشوش ذهني”.

 

واضاف خلال منتدى اقتصادي في موسكو، “الآن، غالبا ما نسمع اننا نقصف الاهداف الخطأ وليس الدولة الاسلامية” مؤكدًا ان روسيا طلبت من واشنطن تزويدها لائحة بالاهداف، لكن واشنطن لم ترد.

 

واكد الرئيس الروسي أن الجواب كان “لا، نحن غير مستعدين لذلك”.

 

وتابع “ثم عدنا وطرحنا سؤالاً آخر: قولوا لنا اين يجب أن نضرب. لكن لا جواب هنا ايضا. هذه ليست مزحة لم افبرك ذلك”.

 

وتساءل “كيف يكون ممكنًا العمل معًا”؟.

 

وقال بوتين “اعتقد ان بعض شركائنا مصابون بتشوش ذهني، ليس لديهم أي فهم واضح عمّا يجري حقيقة وما هي الاهداف التي يسعون الى تحقيقها”.

 

الى ذلك، اوضح ان لا “ضمانات” تحول دون وقوع الذخائر التي يلقيها الاميركيون من الجو في ايدي “ارهابيين”.

 

قصف 86 هدفًا

 

على صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء ان الطيران قصف 86 “هدفًا ارهابيًا” في سوريا في الساعات الـ24 الماضية ما يشكل رقمًا قياسيًا للضربات في يوم واحد منذ بدء التدخل العسكري الروسي في 30 ايلول/سبتمبر.

 

وفي الايام الاولى لتدخله العسكري في سوريا، تحدث الجيش الروسي عن ضرب نحو عشرين هدفًا في اليوم، وبلغ في نهاية الاسبوع الفائت 50 هدفًا في اليوم.

 

وقال الجنرال ايغور كوناشينكوف الناطق باسم الوزارة إن “القاذفات التكتيكية سوخوي-24 وطائرات سوخوي-24 ام وسوخوي-25 اس ام نفذت 88 طلعة جوية لضرب اهداف في محافظات الرقة وحماه وادلب واللاذقية وحلب”.

 

وقالت الوزارة إن الطائرات الروسية دمرت بشكل خاص مراكز قيادة ومخازن ذخيرة واسلحة وآليات عسكرية ومشاغل لصنع متفجرات ومعسكرات تدريب تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية.

 

واضافت أن طائرة سوخوي-24 ام دمرت بشكل خاص مقر قيادة لتنظيم الدولة الاسلامية على بعد 16 كلم شمال غرب حلب، كما ضرب الطيران خندقًا كانت تخزن فيه ذخائر في محافظة حماة.

 

ودمر مركز قيادة آخر في الباب في محافظة حلب، حيث اصيب رتل من آليات تنقل الوقود والذخائر ايضًا.

 

وقال كوناشينكوف “بفضل ضرباتنا، خسر ارهابيو تنظيم الدولة الاسلامية قسمًا كبيرًا من ذخائرهم واسلحتهم الثقيلة ومعداتهم العسكرية”.

 

واضاف الجنرال ان مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية يستخدمون كل الوسائل بحوزتهم لايصال الذخائر والوقود الى خط الجبهة مع القوات السورية في محافظة الرقة.

 

وقال كوناشينكوف “اليوم، لم تعد هناك قوافل لكن مجموعات من آليات تنتقل خلال الليل حاملة التموين للارهابيين. لقد رصدنا ايضا مجموعات ارهابية تغادر خط الجبهة نحو الشرق وشمال شرق البلاد”.

 

وتقول موسكو إن غاراتها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية، لكن بحسب الغربيين فإن الغالبية الكبرى للهجمات تتركز على مناطق تتواجد فيها المعارضة المعتدلة وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

 

الجولاني: خمسة ملايين يورو لمن يقتل الأسد ونصرالله

قال إنّ التدخل الروسي هو إعلان للفشل الإيراني

بيروت: أعلن “امير” جبهة النصرة ابو محمد الجولاني تخصيص مكافآت مالية بقيمة خمسة ملايين يورو لمن يقتل الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله حسن نصرالله.

 

وقال الجولاني في تسجيل صوتي بث في وقت متأخر الاثنين على مواقع “جهادية” على الانترنت، “أعرض مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين يورو لمن يقتل بشار الاسد وينهي قصته، حتى لو كان من قومه واهله ويأمن على نفسه وعياله ونوصله حيث يريد وانا ضامن له بإذن الله”.

 

كما عرض “مكافأة بقيمة مليوني يورو لمن يقتل حسن نصرالله، وحتى لو كان من طائفته وقومه”، متعهدًا ايضا بضمان امنه.

 

وسأل الجولاني “كم يجب ان تؤخر حقوق المسلمين ويسفك من دمائهم لأجل رجل يعشق سلطانه”، في اشارة الى الاسد. وقال “دولة تقول يبقى الحاكم واخرى تقول بزوال الحاكم وثالثة تقول يبقى مرحلة ثم يزول”، مضيفًا “فليقتل هذا الحاكم، فالسم في رأس الافعى”.

 

وانتقد الجولاني الجهود المبذولة للتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري المستمر منذ عام 2011، محذرًا من ان “تتحول القضية من اسقاط نظام كافر ظالم فاسد (…) لتختصر في الدخول في متاهات الحلول السياسية”.

 

ويعد حزب الله اللبناني المدعوم من ايران من ابرز المجموعات المسلحة غير السورية التي تقاتل الى جانب قوات النظام، ومكنته من تحقيق تقدم ميداني في مناطق عدة.

 

وقال الجولاني إن التدخل الروسي في سوريا هو بمثابة “اعلان لفشل التدخل الايراني وحلفائهم من حزب الله وغيرهم”.

 

تحريض ضدّ روسيا

 

دعا “امير” جبهة النصرة الى تكثيف الهجمات ضد روسيا على خلفية الضربات الجوية التي تشنها منذ اسبوعين في سوريا، تزامنا مع سقوط قذيفتين الثلاثاء داخل حرم سفارة موسكو في دمشق.

 

وفي حين تراجعت قوات النظام السوري من بلدة ذات موقع استراتيجي كانت سيطرت عليها الاثنين بغطاء جوي روسي في محاولة لحصار احد معاقل جبهة النصرة في وسط البلاد، اعلن الجيش الاسرائيلي قصفه بالمدفعية موقعين للجيش السوري جنوبا ردا على سقوط صواريخ اطلقت من سوريا صباح الثلاثاء.

 

وفي تعليق هو الاول منذ بدء موسكو شن ضربات جوية في سوريا في 30 ايلول/سبتمبر، دعا الجولاني “المجاهدين الابطال في بلاد القوقاز” الى شن هجمات ضد اهداف مدنية وعسكرية في روسيا.

 

وخاطبهم في تسجيل صوتي بعنوان “التدخل الروسي السهم الاخير” بث في وقت متأخر امس “اذا قتل الجيش الروسي من عامة اهل الشام، فاقتلوا من عامتهم وان قتلوا من جنودنا فاقتلوا من جنودهم”، مضيفا “المثل بالمثل ولا نعتدي”.

 

وتوعد الجولاني الحاق الهزيمة بالروس محذرا من ان “الحرب في الشام ستنسي الروس اهوال ما لاقوه في افغانستان”، مضيفا “سيكسرون بإذن الله على عتبات الشام”.

 

وانتقد الجولاني البداية “المتعثرة” لضربات موسكو في سوريا والتي استهدفت “فصائل جيش الفتح والفصائل المتواجدة على تماس مباشر مع قوات النظام”، معتبرا انها تدرك ان “الاماكن التي تسيطر عليها جماعة الدولة (الاسلامية) ليست على تماس مع عمق النظام”.

 

واستهدفت الضربات الروسية في الاسبوعين الاخيرين مواقع تابعة لجيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة وفصائل اسلامية ابرزها حركة احرار الشام في مناطق عدة في سوريا وتحديدا في ادلب (شمال غرب) وحماة (وسط).

 

وتصر روسيا على ان ضرباتها تستهدف المجموعات “الارهابية”، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة تصنفها بانها “معتدلة”.

 

وناشد الجولاني الفصائل المقاتلة في سوريا تخطي خلافاتها الداخلية مع “دخول الحرب مرحلتها الاخيرة”، داعيا اياها “الى جمع اكبر عدد ممكن من القذائف والصواريخ ورشق القرى النصيرية في كل يوم (…) فنذيقهم شيئا من عذابات اهلنا”.

 

للمشاركة في عملية برية واسعة هناك

إيران ترسل دفعة جديدة من مقاتلي «الحرس الثوري» إلى سوريا

كشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية التابعة لـ«حزب الله»، اليوم الثلاثاء، أن إيران أرسلت دفعة جديدة من قوات «الحرس الثوري» لسوريا للمشاركة في عملية برية واسعة هناك.

 

وأوضحت الصحيفة أنه «بعد إطلاق الجانب الروسي لعملياته الجوية ضد المجموعات المسلحة، أرسلت إيران، أمس، دفعة من قوات الحرس الثوري التي ستنضم إلى قوات الجيش السوري ومجموعات حزب الله للشروع في حملة برية تستهدف في المرحلة الأولى إعادة السيطرة على مناطق في شمال غرب سوريا».

 

ووفق الصحيفة، فإن «الخطوة الإيرانية تحاكي الدور المباشر الذي ستلعبه طهران إلى جانب الجيش السوري لتنفيذ عملية برية واسعة النطاق، تبدأ بالعمل على السيطرة على كامل ريف حماه وسهل الغاب ومناطق في محافظة إدلب وريف اللاذقية الشمالي – الشرقي، بالإضافة إلى محاور أخرى في ريف حمص الشمالي، وصولاً إلى الشروع في مرحلة ثالثة تستهدف الوصول إلى الحدود التركية – السورية، وتلتقي مع وحدات الحماية الكردية في بعض مناطق الشمال».

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه «وفق ما هو متفق عليه، تشتمل القوات الإيرانية على قوات متخصصة في أسلحة المدرعات والمشاة وعمليات الاقتحام، إضافة إلى مجموعات خاصة مهمتها عمليات الاستطلاع والمواكبة لأي عمل بريط».

 

وأضافت: «سيكون بين عداد هذه القوة، مجموعة إسناد إضافية لفريق الاستخبارات العامل على الأرض، والذي يتولى تغذية الوحدات القتالية بالمعطيات، سواء منها ما تتلقاه روسيا لأجل عملياتها الجوية، أو ما يخص العمليات البرية التي ستكون تحت قيادة الجيش السوري».

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية، قولها، إن «حشدا غير مسبوق يجري تجميعه على الجبهات الشمالية المقابلة لكل مواقع المسلحين من ريف حماه إلى سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي إلى منطقة جسر الشغور والجهة الغربية المحاذية لريف اللاذقية».

 

وقالت المصادر إن «الاستعدادات تشير إلى أن عملية كبيرة قد اقترب جدا موعد تنفيذها، وهي تشمل هذه المناطق»، لكن المصادر دعت إلى مراقبة تكتيكات جديدة ستعتمد على تنسيق هو الأول من نوعه بين أسلحة الطيران والمدرعات والمشاة، ما يسهّل عمليات التوغل.

 

وكشفت الصحيفة أن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الجنرال «قاسم سليماني» وصل إلى المنطقة قبل يومين، وهو يتابع الإشراف المباشر على الاستعدادات في سوريا والعراق معا.

 

اعترف «الحرس الثوري» الإيراني في بيان له، الجمعة الماضية، بمقتل الجنرال «حسين همداني»، أحد قادته في سوريا، وذلك «خلال مهمة استشارية في منطقة حلب». (طالع المزيد)

 

وتعد إيران حليفا قويا للنظام السوري، وتحدثت الكثير من التقارير الغربية والشهادات الميدانية، عن مشاركة قوات إيرانية في القتال بجانب قوات النظام، ضد المعارضة السورية.

 

ولا تتدخل طهران بشكل علني في سوريا لكنها تدعم فعليا نظام الرئيس «بشار الأسد» منذ بداية الثورة السورية في 2011 التي أسفرت عن سقوط ما بين 250 إلى 300 ألف قتيل.

 

وتقدم طهران لدمشق مساعدة مالية وعسكرية، تتضمن مستشارين على الأرض، وتقول السلطات الرسمية الإيرانية أن العسكريين الإيرانيين يقومون بدور استشاري مع الجيش السوري.

 

الإمارات ترى أنه لا داعي لاستفزاز روسيا

لقاء «بن سلمان» و«بوتين»: «بن زايد» صاحب الفكرة ولا ضمانات جديدة

بحثت السعودية خلال القاء الأخير الذي جمع ولي ولي العهد وزير الدفاع «محمد بن سلمان» بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» عن هامش فرصة ولو قليلة للحصول على ضمانات «بألا تنتهي مرحلة انتقالية سياسية يتحدث عنها الروس لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد».

 

لقاء موسكو الأخير اعتبره دبلوماسيون مراقبون بمثابة «نافذة أخيرة لتحقيق شكل من أنماط التفاهم السياسي ليس على العملية العسكرية الروسية التي أصبحت واقعا ولكن على ما بعدها».

 

فكرة اللقاء الروسي السعودي حصريا هي فكرة ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، وبحسب صحيفة «رأي اليوم» فقد بادر «بن زايد» لترتيب اللقاء بين «بوتين» ووزير الدفاع السعودي بعد أزمة صامتة في العلاقات بين الجانبين كان عنوانها «انزعاج موسكو من التصريح الشهير لوزير الخارجية السعودي ”عادل الجبير“ في نيويورك والذي هدد فيه بعمل اجتياح عسكري ضد النظام السوري في نفس الوقت الذي كان فيه الرئيس بوتين يمهد لحربه الجديدة مع قادة العالم».

 

تصريح «الجبير» أثار استفزاز موسكو وتقدير أبوظبي كان يتحدث عن «عدم وجود مصلحة في مثل هذا الاستفزاز» خصوصا وأن دولة الإمارات تتبنى وجهة النظر التي تؤكد بأن «الحضور الروسي العسكري في سوريا تم التفاهم عليه مع الإدارة الأمريكية وبأن واشنطن بدأت تبدل في استراتيجياتها في المنطقة وتضلل دول الخليج بصورة تسمح بتأثير سلبي على أمنها القومي».

 

وجهة نظر أبوظبي في الكواليس أيضا كانت تحذر من «تأثيرات سلبية لاستفزاز روسيا بعد تصريحات ‘‘الجبير’’ على جبهة التحالف العربي العسكري في اليمن خصوصا مع اقتراب موعد معارك عسكرية حاسمة في مأرب ومحيط صنعاء» .

 

المعادلة التي دفعت بالأمير السعودي بمبادرة إماراتية خالصة إلى الكرملين قد تتمثل حسب دبلوماسي غربي مطلع «بتمرير الترتيب العسكري الروسي في سوريا مقابل صمت موسكو على ما يحصل في اليمن» .

 

خلافا للانطباع السائد لم تحصل السعودية على ضمانات قطعية من أي نوع والهدف من لقاء «محمد بن سلمان» بـ«بوتين» تجاوز المزاج الذي أنتجه الوزير «الجبير» والتأكيد على نوايا «بن سلمان» في الانتقال إلى مستوى التعاون العسكري والمضي قدما بخطط تم الاتفاق عليها سابقا في هذا المجال.

 

حظي الأمير «بن سلمان» بلقاء «بوتين» لكن الأوساط المتابعة لاحظت بأنه بقي في الانتظار لـ15 دقيقة قبل الانتقال للقاء وتبادل وجهات النظر وسط تأكيدات «بوتين» بأن السعودية لها مصلحة في مكافحة الإرهاب في سوريا وبأن الأهداف العميقة للعمل العسكري تتمثل في الحفاظ على عودة التوازن في المنطقة إقليميا أكثر من التركيز الحصري على بقاء أو عمر الرئيس السوري «بشار الأسد».

 

وكان مصدر سعودي قد أكد أمس أن مسؤولين سعوديين كبارا أبلغوا القادة الروس أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ستكون له «عواقب وخيمة» وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك ويدفع متطرفين من أنحاء العالم الى المشاركة فيها.

 

وتشير الرسالة التي صاحبها تعهد بدعم جماعات المعارضة المعتدلة التي تحارب الرئيس «بشار الأسد» حليف روسيا إلى تشكك السعودية في دوافع موسكو للمشاركة في الحرب التي بدأت قبل أربعة أعوام ونصف العام وقتل فيها نحو 250 الف شخص وأسفرت عن تشريد نحو 11 مليون سوري.

 

وأضاف المصدر: «التدخل الروسي في سوريا سيدخلهم في حرب طائفية»، مضيفا أن «المملكة تحذر من العواقب الوخيمة للتدخل الروسي»، وتابع: «سيواصل السعوديون تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا».

 

وقال المصدر إنه يتحدث استنادا الى المواقف التي أوضحها ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير «محمد بن سلمان» ووزير الخارجية «عادل الجبير» خلال الاجتماعات مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ووزير الخارجية «سيرجي لافروف» يوم الأحد في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.

 

توقعات بنقل آلاف المقاتلين الشيعة من العراق لسوريا  

الجزيرة نت-بغداد

 

تتواتر أنباء عن استعداد نحو أربعة آلاف عنصر من مليشيات “الحشد الشعبي” العراقي للانتقال إلى سوريا في الأسابيع المقبلة للمشاركة في القتال مع جيش نظام بشار الأسد في حربه ضد فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وتقول مصادر إن عددا من مقاتلي المليشيات تم نقلهم فعلا إلى سوريا عبر طائرات تابعة للخطوط الجوية العراقية والسورية، وينتمي هؤلاء المقاتلون إلى عدد من الفصائل المسلحة الكبيرة، وجرت عملية اختيارهم وفقاً لمواصفات معينة.

 

كما كشف مسؤول عراقي -طلب عدم كشف اسمه- عن نقل 1500 مقاتل من منتسبي الحشد الشعبي إلى “الجبهة السورية” بالفعل، وقال للجزيرة نت إن الأعداد قد تصل إلى أربعة آلاف مقاتل في الأسابيع المقبلة وحتى نهاية العام الحالي، مؤكدا أن المقاتلين من فصائل حركة النجباء، وحزب الله العراق، وحزب الله الثائر، وعصائب أهل الحق، وفصائل أخرى”.

 

وأضاف أن “عملية النقل تأتي ضمن الإستراتيجية الجديدة التي يتبعها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، التي تقول إن “طريق تحرير الموصل العراقية يمر بإدلب السورية”.

 

وقدّر المسؤول العراقي بأن “تكلفة الـ1500 مقاتل الذين توجهوا لسوريا قد تصل إلى خمسة ملايين دولار شهرياً”. وتابع أن “نقل هذه القوات الرسمية إلى ريف حماة وإدلب يعني أن العراق يشارك فعلياً في حرب خارج حدود بلاده”.

 

إعلانات للتطوع

في غضون ذلك، نشرت إحدى المليشيات التابعة للحشد الشعبي العراقي المعروفة باسم “حركة النجباء” على موقعها الإلكتروني والإذاعة الخاصة بها أرقام هواتف يمكن من خلالها التعرف أكثر على تفاصيل التطوع “للدفاع عن المقدسات” في سوريا، بحسب ما نشرت.

 

والمعروف أن مليشيا “الحشد الشعبي” هي قوات تشكلت وفق فتوى رجل الدين الشيعي علي السيستاني، لمواجهة تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

 

وتتفاوت التوقعات بشأن عدد مقاتلي الحشد الشعبي، لكنه يقدر بعشرات الآلاف، وتنقسم فصائله إلى قسمين: الأوّل يتكون من الفصائل الكبيرة مثل منظمة بدر، وكتائب حزب الله العراق، وعصائب أهل الحق، وسرايا السلام (جيش المهدي سابقاً).

 

أما القسم الثاني فهو من الشباب الذين لبوا نداء المرجعية الدينية، بعد سقوط مدينة الموصل (شمالي العراق) بيد تنظيم الدولة في يونيو/حزيران من العام الماضي، وانضموا إلى قطاعات الجيش والشرطة في حزام بغداد ومحافظات عراقية أخرى.

 

من جهته، نفى المتحدث باسم الحشد الشعبي أحد قادة منظمة بدر كريم النوري “وجود أي دعم تقدمه بلاده للنظام السوري أو المعارضة”.

 

وقال النوري للجزيرة نت “إننا لن نسمح بأن يكون العراق جزءاً من الصراع الدائر في سوريا”.

 

عبر إيران

ولا يوجد حصر دقيق لأعداد الشيعة العراقيين الذين يشاركون في القتال مع قوات الأسد في سوريا، لكن أحد قادة المليشيات الشيعية العراقية المسلحة، وكنيته “أبو حوراء”، قال إن “هناك عمليات نقل للعراقيين إلى سوريا للقتال مع نظام الأسد”، وهؤلاء من المجموعات الشيعية المسلحة الموالية لإيران، وأبرزها جماعة عصائب أهل الحق وحركة النجاء، اللتان تقودان حملة تجنيد لإرسال المقاتلين إلى سوريا.

 

ورفض أبو حواء الجباري الكشف عن طريقة سفرهم إلى سوريا أو التعليق على دور إيران في هذه العملية، لكنه اكتفى بالقول إن “عملياتهم ستساعد في ترجيح كفة الميزان لصالح قوات الأسد”.

 

وكشف سكان عدد من المدن الشيعية بجنوب العراق عن وجود تعبئة لمقاتلين يتم إرسالهم إلى جبهات الحرب في سوريا، عبر اجتماعات مع الأحزاب السياسية والمليشيات الشيعية، وأنهم غالباً يسافرون عبر إيران.

 

يذكر أن لواء أبو فضل العباس (أحد الفصائل المسلحة الشيعية في العراق) يقاتل في سوريا إلى جانب قوات الحكومة السورية منذ عدة أعوام.

 

جبال اللاذقية ساحة للصراع متعدد الجنسيات  

بنان الحسان-ريف اللاذقية

 

بينما تتواصل حالات الكر والفر بريف اللاذقية في الساحل السوري، أطلق الجيش الحر معركة “صد الأحزاب” في إشارة إلى تعدد جنسيات المناصرين لجيش النظام، من مليشيات شيعية ودعم جوي روسي، لكن الجيش الحر يصرّ على أن مشاركة “الجهاديين” الأجانب في صفوفه محدودة، في حين يرى مراقبون أن التدخل الروسي مؤشر على ضعف النظام.

 

وأشارت التقارير الواردة من أرض المعركة إلى مقتل العشرات من عناصر نظام بشار الأسد والمليشيات في منطقة ترتياح يوم الاثنين، وأن النظام لم يتمكن من سحب جثث القتلى، بينما استعاد الجيش الحر بعض المحاور التي سيطر عليها النظام وأنصاره في بداية المعركة بمنطقة جب الأحمر.

 

ورأى مراقبون في التقدم النسبي لجيش النظام بمنطقة سلمى الساحلية مرحلة جديدة من الصراع، وأن محاولاته لاستعادة محاور مهمة بمؤازرة المليشيات الأجنبية والقصف الروسي بمثابة مؤشر على ضعف النظام.

 

وقال الباحث علي سهيل إن التدخل الروسي في سوريا بالرغم من تدهور الاقتصاد الروسي يعد مخاطرة كبيرة، وعدّ ذلك “دليلا على وجود إشارات حقيقية على ضعف النظام السوري”.

 

وأضاف أنه ليس من مصلحة تركيا أن تعزز روسيا مواقعها في البحر المتوسط، ولا أن يتم إنشاء  دولة جديدة تحكمها أقلية “علوية” على حدودها الجنوبية، لأنه من المحتمل أن تكون تلك “الدولة” مرتكزا للمتمردين الأكراد، ومنطلقا رديفا للشمال العراقي تنطلق منه أعمال عدائية ضد تركيا، حسب رأيه.

 

هجوم مباغت

وميدانيا، أقر القيادي في الجيش الحر مازن قنيفدي بأن النظام ما زال يسيطر على منطقتي كفر دلبة وجب الأحمر، وأن الاشتباكات تدور لاسترجاعهما.

 

ونفى قنيفدي وجود تنسيق مشترك مع فصائل الجيش الحر في ريف حماة، وأكد أن من يشارك في معارك الساحل أربعة فصائل من الجيش الحر دون وجود دور كبير للفصائل الجهادية غير السورية، مستدركا “باستثناء مشاركة نقدرها لبعض الإخوة من تركستان”.

 

وبدوره، أكد الإعلامي في الفرقة الساحلية الأولى فادي أحمد أن الجيش الحر سيطر على قرية دورين بهجوم مباغت عليها رغم تحليق أربع طائرات روسية في المنطقة، مضيفا أنه تم رصد استخدام الروس طائرة مروحية من نوع كاموف لأول مرة في ريف اللاذقية.

 

وأضاف أن معارك الاثنين أسفرت عن مقتل أكثر من خمسة ضباط بصفوف النظام، فضلا عن سقوط جرحى في منطقة النبي يونس.

 

وعن رد فعل مؤيدي النظام في اللاذقية تجاه المعركة، “التي طالما انتظروا أخبارها من إعلامهم” كما يقول الناشط من اللاذقية حسن فرحات، فقد نقل الناشط عن بعض المؤيدات المدنيات أنهن يعربن عن سعادتهن بعدم اضطرارهن لوضع الحجاب قريبا في حال انتصار النظام، في إشارة منهن إلى اضطرارهن لذلك بعد سيطرة جيش الفتح على المناطق المتاخمة للساحل السوري الذي تقطنه أغلبية من الطائفة العلوية.

 

الجبير: موقف السعودية من سوريا والأسد لم يتغير

أكد أن من يقول عدم تدخل إيران في اليمن كأنه يؤكد أن الشمس لا تطلع من الشرق

دبي – قناة العربية

أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير تطابق الرؤية بين السعودية وفرنسا بشأن سوريا والعراق والتدخلات الإيرانية.

وشدد في مؤتمر صحافي عقده في الرياض مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس على أن دور التحالف العربي في اليمن جاء استجابة لطلب الحكومة الشرعية.

وأوضح أن الهدف من العمليات في اليمن دعم الحكومة الشرعية وإنهاء تهديد الصواريخ الباليستية، مشيراً إلى أن نهاية القتال يعتمد على الحوثيين وحليفهم صالح.

وقال ” نؤمن أن الحل السياسي هو الأفضل في اليمن والحوثيون فضلوا الخيار العسكري”. ولفت إلى أن “التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى تمثل مشكلة إقليمية”، وأن “التحديات التي تواجه المنطقة كبيرة ويجب التعامل معها بحكمة”.

وجدد التأكيد على تدخل إيران في اليمن، وأن من يقول بعدم تدخل طهران وعدم دعمها للحوثيين، كأنه يقول “الشمس لا تطلع من الشرق”.

وشدد على أن موقف السعودية من سوريا والأسد لم يتغير، وأننا “نحاول إقناع الروس أن أي حل سياسي في سوريا يجب أن يتضمن رحيل الأسد”.

في المقابل قال فابيوس إننا “نأمل أن تعمل كافة الأطراف لدعم الحل السياسي في اليمن”. موضحاً أن الوضع الإنساني في اليمن صعب للغاية. وأشار إلى أن “فرنسا تدعو إلى تطبيق القرار الدولي الخاص باليمن”.

وأشار إلى أن “عملياتنا ضد داعش في سوريا للدفاع عن النفس وفق ميثاق الأمم المتحدة”. وأوضح أنه “بحثنا مع السلطات السعودية العمليات العسكرية ضد داعش في سوريا”.

وشدد على أن الحل السياسي في سوريا يتطلب مرحلة انتقالية يتم فيها نقل السلطات.

 

الروسي اشترط مشاركة حزب الله في معارك إدلب

العربية.نت

بدأت نتائج المعارك التي تشهدها مناطق شمال سوريا تظهر بوضوح في لبنان وداخل صفوف حزب الله، خاصة المعارك التي تشهدها جبهة سهل الغاب ومدينة إدلب، ما يكشف حجم تورط حزب الله في هذه المعركة وحجم القوات التي زج بها في هذه الجبهة التي من المفترض أنها المجال الحيوي لعمليات القوات الروسية وهدف لغاراتها الجوية ضد المعارضة السورية.

فبعد الإعلان عن مقتل أحد أبرز قادته العسكريين الذي يعتبر من أهم “منسقي العمليات القتالية والميدانية في حزب الله حسن حسين الحاج، في مدينة إدلب ودفنه الاثنين في بلدته اللويزة جنوب لبنان، كشفت المعلومات أن حجم الخسائر في صفوف مقاتلي الحزب تجاوز العدد الذي أعلن عنه.

وتفيد المعلومات بأن عدد قتلى الحزب وصل إلى 6 عناصر، مع امكانية أن يكون العدد مرشحاً للارتفاع في الأيام المقبلة.

حزب الله يستنزف عناصره في إدلب

فبعد أن أعلن الحزب مقتل 3 عناصر في صفوفه هم علي الرضا عبدالله اليواري من بلدة طاريا البقاعية، ولامع موسى فارس من بلدة مارون الراس الجنوبية، وحسين عبدالله ركين من بلدة الشهابية الجنوبية، بدأت معلومات مؤكدة تتحدث عن أسماء أخرى وهم بالأسماء عباس حسين عباس من بلدة عترون الجنوبية، ومهدي حسن عبيد من مدينة بعلبك وكلهم قتلوا في معارك إدلب، إضافة إلى حسين أحمد حمزة الذي سقط في معارك حلب.

حجم الخسائر في صفوف الحزب، خاصة على جبهة إدلب، كشف أيضاً أن هذا الحزب أصبح “القوى الوحيدة” الضاربة لدى النظام السوري، وأن جيش الأسد غير قادر على خوض أي معارك ضد فصائل المعارضة أو استعادة أي مواقع منها من دون مساعدة تحالف حزب الله مع الميليشيات التي جاء بها الإيرانيون إلى سوريا للقتال إلى جانب الأسد.

وعلى الرغم من التصريحات التي أدلى بها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدينة إدلب وسهل الغاب، من أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات تسمح “لحلفاء الأسد” باستعادة المناطق التي خسروها، إلا أن التقديرات كانت تتحدث عن أن سليماني كان يتحدث عن “استكمال الاستعدادات العسكرية في تدريب مجموعات ما يسمى الدفاع الوطني لتكون القوى العسكرية التي ستتولى مهمة استعادة إدلب وجسر الشغور من المعارضة وحتى السيطرة على مدينة حلب”.

شرط روسي بمشاركة حزب الله في إدلب

تكشف التطورات الميدانية في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب وصولاً إلى ريف إدلب المحاذي لمناطق الساحل السوري، أن مهمة التقدم الميداني قد أوكلت إلى عناصر حزب الله، فيما تحدثت معلومات عن شروط روسية بمشاركة حزب الله في هذه المعركة ميدانياً بغطاء من الطائرات الروسية من أجل تحقيق نتائج عسكرية ضد المعارضة.

وكان حزب الله قد عمد إلى نقل عناصره ومقاتليه من مدينة الزبداني بعد توقيع الاتفاق مع المعارضة، باتجاه مناطق القلمون السوري لإعادة توزيعهم على جبهات القتال الخاضعة له، فزج بقسم منهم باتجاه جبهة الجنوب لتدعيم صفوف مقاتليه على المحاور القتالية الممتدة من القنيطرة وصولاً إلى درعا وكلف بها قيادات من المستوى الذي ينتمي له حسين الحاج” الذي قتل في إدلب، وقام بالدفع بالقسم الآخر باتجاه جبهة إدلب وذلك في إطار قرار استراتيجي إيراني روسي للبدء بعملية جبهة الشمال، إلا أن الصفعة كانت قاسية في الأيام الأولى للمعركة، خاصة أن المعلومات تشير إلى استهداف “حسين الحاج” مع مجموعته العسكرية بالكامل في ضربة واحدة.

 

الجبير بمؤتمر مع نظيره الفرنسي: نحاول اقناع موسكو بأهمية استثناء بشار الأسد من أي مخرج سياسي

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)—قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الثلاثاء، إن بلاده تحاول إقناع روسيا بأهمية استثناء بشار الأسد من أي حل سياسي للأزمة في سوريا.

 

وتابع الجبير في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الفرنسي، لوران فابيوس: “لا تغيير بالموقف السعودي تجاه الأسد وكونه سبب المشكلة في سوريا.. الأسد دمر البلد وقتل الآلاف ولن يكون له مستقبل.. المملكة لن تتخلى عن الشعب السوري.. وهناك حل سياسي وحل عسكري للأزمة السورية والأسد لا مستقبل له بكليهما.”

 

وحول الشأن اليمني، قال الجبير: “إن كلام الرئيس اليمني المخلوع عن عدم وجود إيرانيين باليمن بعيد عن الصحة،” لافتا إلى أن “هدف عمليات التحالف باليمن حماية الشرعية،” ملقيا الضوء على أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المنطقة مثل “الأزمة في لبنان والعراق وليبيا واليمن وهناك أعمال سلبية لإيران تتمثل بتدخلها بشؤون المنطقة وأن هذه التحديات يجب التعامل معها بحكمة وعقلانية ومنطق.”

 

من جهته قال فابيوس: “فرنسا تدعم السعودية وهناك إمكانية لحل سياسي في اليم،” لافتا إلى أن “من الواضح أن المشكلة السورية أصبحت أكبر وارسالنا لمقاتلات كان لضرب داعش.”

 

محللة تبين لـCNN كلفة عمليات روسيا بسوريا: موسكو لن تتحمل أكثر من 4 أشهر.. إطلاق صواريخ كروز كلف 30 مليونا.. و500 مليون لبناء القاعدة عدا التكلفة اليومية

محللة تبين لـCNN كلفة عمليات روسيا بسوريا: موسكو لن تتحمل أكثر من 4 أشهر.. إطلاق صواريخ كروز كلف 30 مليونا.. و500 مليون لبناء القاعدة عدا التكلفة اليومية

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قالت ريفا بهالا، نائب رئيس شركة ستراتفورد المتخصصة بالاستخبارات الجيوسياسية في أمريكا، إن موسكو لن تتحمل نفقات التدخل والعمليات العسكرية للقوات الروسية في سوريا لأكثر من أربعة أشهر.

 

وأردفت بهالا قائلة في مقابلة حصرية مع CNN: “تكلفة الغارات الجوية والطلعات الجوية العسكرية غير القتالية نحو مليوني دولار يوميا على الأقل،” لافتة إلى أن روسيا وفرت ميزانية لاستمرار هذه العمليات في سوريا لمدة أربع أشهر للآن ولا يمكنها تحمل أي نفقات إضافية بعد هذه المدة.

 

وحول إطلاق صواريخ كروز كاليبر من بحر قزوين إلى أهداف في سوريا، قالت المحللة: “كان هذا عرضا مكلفا للقوة، كلف على الأقل 30 مليون دولار، ونحن نرى إنفاق 500 مليون دولار على الأقل للتأسيس اللوجستي بقاعدتها هناك.”

 

ويشار إلى أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي يتوقع فيه صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 3.8 في المائة العام الجري بسبب تدني أسعار النفط والعقوبات الغربية على خلفية التدخلات في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم.

 

أسقف سوري: عبث وصف “العمليات العسكرية” الروسية ضد الجهاديين بحرب مقدسة

الفاتيكان (13 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال أسقف سوري “سمعت أن كبار مسؤولي بطريركية موسكو باركوا العمليات العسكرية الروسية ضد الميليشيات الجهادية في سورية على أنها حرب مقدسة”، وأردف “أريد أن أقول بوضوح بأنها وسيلة حمقاء لوصف ما يجري في سورية”، كما “أرى أن هذه الكلمات يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة”، وفق ذكره

 

وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية، أوضح رئيس أساقفة الحسكة ونصّيبين للسريان الكاثوليك المطران جاك بهنان هندو أن الأمر يتعلق “بصيغ كلامية مستخدمة من قبل رجال دين لا يعيشون في الشرق الأوسط”، والتي “غالبا ما تلصق تفسيرات سياسية أو أيديولوجية بمعاناة المسيحيين في منطقتنا”، حسب وصفه

 

ووفقا للأسقف الكاثوليكي، فإن “تقديم تبرير ديني لتدخلات عسكرية ضد الجهاديين غير صحيح ومضلل ولعدة أسباب”، لافتا إلى أن “الجهاديين هم الذين يتحدثون عن الحرب المقدسة”، وإنْ “كنا نستخدم كلماتهم، فما هو الفرق بيننا وبينهم؟”، فمع “تعابير مماثلة، ينتهي بنا الأمر لتأكيد أيديولوجيتهم الدموية فقط”، وإذا “كان ما يجري حرب مقدسة حقاً، فسيصبح بالإمكان تبرير كل الشر الذي يرتكب ضد المسيحيين هنا أيضا، واعتبارهم طابورا خامسا للعدو الذي يشن الهجوم”، حسب قوله

 

ورأى المطران هندو إنه “يجب بدلا من ذلك، التأكيد على أن الحرب خطيئة دائما، وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك أي حرب مقدسة”، مؤكدا “علينا أن نوضح دائما بأن الجهاديين ليسوا ضد المسيحيين وحسب، بل ضد الجميع، بدءا من المسلمين الذين لا ينصاعون لعقيدتهم أو يخضعون لسيطرتهم”، وفق توضيحه

 

ونوه الأسقف السرياني بأن “اللجوء إلى تعبير الحرب المقدسة يجازف بتأكيدها الصور النمطية لدى الجهاديين التي تصف الغربيين بالصليبيين، مستخدمين تعبيرا مضللا بحد ذاته”، فقد “كان المستشرقون الغربيون هم من ابتكر عبارة الحملات الصليبية”، وإختتم مبينا أنه “حتى مائتي سنة خلت، كانت كتب التاريخ العربية تصف حملات العصور الوسطى الغربية في الشرق الأوسط بحروب الفرنجة”، على حد تعبيره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى