أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 10 تشرين الثاني 2012


«المجلس الوطني» يتحفظ عن مبادرة سيف وانقرة تطالب بدعمها

الدوحة – محمد المكي أحمد ؛ الرياض – احمد غلاب

بيروت، جنيف – ا ف ب، رويترز – سجلت اجتماعات اطراف المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة في اطار اللقاء التشاوري بين «المجلس الوطني» وتنظيمات أخرى تطورين بارزين مساء أمس، تمثل الأول في انتخاب «المكتب التنفيذي» للمجلس من 11 عضوا، على ان ينتخب المكتب من بين اعضائه رئيساً جديداً للمجلس بعدما انضمت اليه اربعة وجوه جديدة. وكان التطور الثاني موافقة المجلس على مناقشة مبادرة رياض سيف لانشاء «هيئة المبادرة الوطنية السورية» في وقت لاحق اليوم بعدما ينتهي من انتخاب هيئاته القيادية. واجمع قياديون في المجلس تحدثت اليهم «الحياة» على التحفظ عن مبادرة سيف بانتظار قرار بشأنها يتوقع اتخاذه اليوم.

في هذا الوقت خرجت تظاهرات عدة في مناطق مختلفة من سورية امس رافعة شعار «اوان الزحف الى دمشق»، ورد متظاهرون على الحديث الاخير للرئيس بشار الاسد الذي قال فيه «انه يعيش وسيموت في سورية»، ودعوا الى اسقاط النظام.

وعلمت «الحياة» أن المكتب التنفيذي لـ «المجلس الوطني» بحث في مبادرة رياض سيف، وأكد عضو المكتب التنفيذي نائب المراقب العام لجماعة «الاخوان المسلمين» فاروق طيفور لـ «الحياة» «أن المجلس سيطرح مبادرة جديدة في اللقاء التشاوري اليوم الذي يضمه مع قوى أخرى، وقال أن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أكد لدى اجتماعه مع قيادات في المجلس الوطني على ضرورة دعم مبادرة سيف، وراى أنها لدعم المعارضة وتقويتها»، واضاف طيفور «قلنا للوزير التركي إننا دخلنا في حوار في شأن المبادرة وسنستكمله لأنه لم تكن هناك أمانة جديدة لها صورة واضحة حول المبادرة، وسنبدأ حواراً داخليا لاتخاذ القرار».

وأوضح عضو المكتب التنفيذي أحمد رمضان أن المجلس «سيطرح مشروع اتفاقية للعمل الوطني المشترك بين المجلس والقوى السياسية الاخرى تؤسس لحكومة انتقالية في المناطق المحررة».

وشكل انضمام القيادي المعارض جورح صبرا الى «المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية» حدثاً لافتاً، حيث اختاره المجلس عضواً في الأمانة العامة وفقا للنظام الاساسي للمجلس الوطني عقب عدم فوزه في انتخابات الأمانة، وشغل حالياً مقعد عضو آخر من المجلس الأعلى فاز قبل يومين، وأدى فوز صبرا بعضوية المكتب التنفيذي، وحصوله على ثاني اعلى الأصوات حدثاً لافتاً.

وأكد صبرا بعد انتخابه ومشاركته في اول اجتماع للمكتب التنفيذي أن «هناك تحفظات طرحت حول مبادرة رياض سيف»، لكنه قال «لن نرفض المبادرة، هناك اقتراحات لتعديلها ومواءمتها بتقديم مبادرة بديلة». وقال في شأن التحفظات حول المبادرة إنها «أولاً تنص على تشكيل هيئة سياسية فوق كل البنى السياسية للمعارضة السورية خلال أيام، وهذا أمر يبدو متسرعا، وثانياً نحن في المجلس الوطني لا نعرف مع من سنتحالف ونشكل هيئة سياسية، وهناك أفكار ستُصاغ اليوم».

من جهة اخرى اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان حوالى 11 الف سوري لجأوا الى البلدان المجاورة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية، 9 الاف منهم الى تركيا والف الى الاردن والف الى لبنان. ويقارب هذا الرقم ستة اضعاف الرقم المعتاد للاجئين في يوم واحد والذي لم يكن يتجاوز الفي شخص. واوضح بانوس مومتزيس المسؤول في المفوضية العليا ان العدد الاجمالي للاجئين في البلدان الاربعة المجاورة لسورية (تركيا، لبنان، الاردن والعراق) يفوق 408 الاف شخص. كما قال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة جون غينغ امس ان عدد الاشخاص الذين سيحتاجون للمساعدة الانسانية داخل سورية سيرتفع الى اكثر من اربعة ملايين في مطلع العام المقبل.

ورد المتظاهرون في المدن السورية امس على اصرار الرئيس الاسد على البقاء في سورية في حديثه الاخير الى محطة «روسيا اليوم» وهتف متظاهرون في كفرنبودة في ريف حماة «يا شام ثوري ثوري، على القصر الجمهوري»، وفي مدينة دوما في ريف دمشق أظهر شريط فيديو مجموعة من الشبان والرجال يصفقون على وقع اغنية يؤديها احدهم وفيها «جايينك يا شام جايينك يا شام، لندوس الاسد وندعس عالنظام». وفي ابطع في درعا، كتب متظاهرون على لافتاتهم «اعمل لثورتك كان النظام سيسقط غدا، واعمل لوطنك كانك ستعيش فيه ابدا». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان التظاهرات شملت احياء القابون وجوبر وبرزة والعسالي في جنوب وغرب دمشق، وهي احياء توجد فيها جيوب للمقاتلين المعارضين، ومناطق مختلفة في ريف العاصمة. كما سارت التظاهرات في قرى ومدن عديدة في محافظات حماة ودرعا والحسكة وحلب وادلب ودير الزور.

وأكد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني لـ «الحياة» أنه لا حل قريباً للأزمة السورية، خصوصاً أن النظام لا يزال يراهن على القصف والقتل، والجامعة العربية «لا يمكن أن تقوم بأي دور أكثر مما قامت به»، وأوضح أن المغرب ضد التدخل العسكري في سورية ولكنه دعا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يمنح الشعب السوري حق اختيار حاكميه.

وعلى الصعيد الميداني اندلعت الاشتباكات مجدداً امس بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة قرب الحدود التركية وهاجم المعارضون مقرات الامن العسكري والمخابرات الجوية وامن الدولة في المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرين عنصرا من القوات النظامية السورية على الاقل قتلوا في الاشتباكات واسر آخرون قبل ان يسيطر المعارضون على هذه المراكز. واشار الى ان مصير مدير المنطقة واكثر من 25 من عناصر الشرطة لا يزال مجهولا.

السفير الأميركي السابق في سورية يخشى تدويل النزاع المذهبي

واشنطن – جويس كرم

قال المفاوض السابق والديبلوماسي في ثماني إدارات أميركية أدوارد دجيرجيان لـ «الحياة» إن الوضع في سورية يتجه إلى «لحظة سربرنيتسا»، نسبة إلى المذبحة التي ارتكبتها القوات الصربية وحتمت تدخلاً دولياً في البلقان في التسعينات. وأعرب دجيرجيان، الذي خدم في منصب السفير لدى سورية، عن خشيته من «تدويل النزاع المذهبي» وقال إن تنظيم صفوف المعارضة خطوة ضرورية قد تمهد لإرسال مساعدات «نوعية» إلى الداخل السوري.

ووصف دجيرجيان في اتصال هاتفي مع «الحياة» ما يجري في سورية بأنه «مأساة إنسانية مستمرة لأن كلاً من النظام والمعارضة يشعران بقدرتهما على الانتصار بالقوة العسكرية» ولذلك «ليس هناك زخم حقيقي لتقديم تنازل سياسي».

وأوضح الديبلوماسي السابق، الذي يدير حالياً معهد جيمس بيكر للسياسة العامة، أن جهود لقاء الدوحة لتوحيد صفوف المعارضة وتنظيمها «محوري» وأن «إيجاد هيكلية جديدة تردم الفجوة بين معارضة الداخل والخارج» سيعني «إمكانية إيصال المساعدة الدولية إلى المعارضة لأن أحد المشاكل الأساسية اليوم هو تحديد عنوان لهذه المساعدة سواء كانت مادية أو إنسانية أو عسكرية».

وقال: «إذا أرادت دول الخارج إرسال أي معدات عسكرية جدية ضد الطائرات أو أسلحة ثقيلة إلى المعارضة عليها التأكد من أن السلاح لن يقع في الأيدي الخطأ مثل المجموعات المتطرفة». واعتبر أن تقديم سلاح نوعي للمعارضة سيساعد في وضع النظام في موقع «أكثر تأرجحاً كونه يحارب بالطائرات والدبابات والمدرعات اليوم».

وشدد دجيرجيان على أن إيجاد هيكلية فعالة للمعارضة ليست حصراً لإرسال السلاح بل أيضاً «لتقديم الدعم الإنساني والاقتصادي والسياسي» ولضمان «أمن هذه الأماكن التي ستصل إليها المساعدات»، معتبراً أنه «ليست هناك مساعدات إنسانية محض في النزاعات وكون الغطاء الأمني ضروري».

وأكد أن الوضع في سورية «يتجه إلى حرب مذهبية قد تهز الاستقرار في قلب العالم العربي… وستكون له تداعيات على كل دولة محيطة بسورية». وأشار إلى أن «الإسرائيليين متخوفون أكثر اليوم من انهيار دولة على حدودهم».

وقال دجيرجيان إن الوضع القائم بحيث «يدعم الروس والصين وإيران وحزب الله جهة في سورية فيما تدعم الدول الأخرى الجهة الأخرى قد يضع النزاع المذهبي في إطار التدويل وهذا هو السيناريو الأسوأ الذي يجب تفاديه».

ورأى دجيرجيان أن الأزمة في سورية اقتربت من «لحظة سيربرينتسا وبمأساة إنسانية كالتي عاصرتها البوسنة» حين قتلت القوات الصربية ثمانية آلاف شخص ما حتم تدخلاً دولياً في ١٩٩٥.

وقال المسؤول السابق: «أخذتنا سنوات عدة (تجربة البوسنة) حتى وصلنا إلى هذه النقطة إنما المجتمع الدولي شعر بضرورة التحرك على رغم كل الأسباب العقلانية لعدم القيام بذلك… إن المأساة الإنسانية في سورية قد تصل إلى هذه اللحظة».

واعتبر أن سقوط النظام السوري هو حتمي إنما الهيكلية التي وضعها الرئيس السابق «حافظ الأسد هي مرنة ومن أفضل الأنظمة السلطوية في العالم العربي» ولفت إلى «تراجع قوتها اليوم وأنها تخسر نفوذها في أنحاء من البلاد». وأضاف: «ما من شك أننا ذاهبون في مرحلة ما بعد الأسد إنما مدة ذلك يعتمد على شكل المعارضة والدعم الدولي الفاعل». ورأى أن هذين العاملين (توحيد المعارضة والدعم الدولي) قد يساعدان الموفد العربي-الدولي الأخضر الإبراهيمي في الدفع إلى مرحلة انتقالية ويزيدا من احتمالات الحل السياسي. وأشار إلى أنه من دون توحيد المعارضة «لن تغير كل من روسيا والصين موقفها». وتوقع أن يتضح الرد الدولي بعد محادثات الدوحة ومع فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بالولاية الثانية.

                      جورج صبرا رئيساً لـ”المجلس الوطني السوري

ومفاوضات توحيد المعارضة أرجئت إلى اليوم

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ب

لجان التنسيق انسحبت من المجلس بسبب “سيطرة الاخوان المسلمين” عليه

11 ألف سوري فروا في الساعات الـ24 الاخيرة الى تركيا ولبنان والأردن

توج “المجلس الوطني السوري” المعارض مؤتمره في الدوحة بانتخاب عضو أمانته العامة جورج صبرا (65 سنة) رئيساً له خلفاً لعبد الباسط سيدا. لكن المجلس الذي استكمل تشكيل هيئاته القيادية طلب امهاله حتى اليوم لإبداء رأيه في خطة المعارض رياض سيف التي تنص على توحيد كل فصائل المعارضة تحت لواء “هيئة المبادرة الوطنية السورية” التي يمكن ان تنال اعترافاً دوليا، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، الامر الذي يمهد الطريق امام قيام حكومة في المنفى ومجلس عسكري أعلى.  وفيما تتعرض مختلف قوى المعارضة لضغوط عربية ودولية من اجل التوحد قبل مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في المغرب أواخر تشرين الثاني او مطلع كانون الاول، تصاعدت اعمال العنف بشكل ملحوظ أدى الى فرار أكثر من 11 الف سوري الى تركيا ولبنان والاردن في الساعات  الـ24 الاخيرة استنادا الى الامم المتحدة التي اعتبرت ان هذه كانت كبرى موجات اللجوء منذ بدء النزاع قبل اكثر من 20 شهراً. ص11

 وانتخب صبرا الشيوعي السابق الذي يعمل مدرسا، رئيساً بعدما حصل على 28 صوتا من أصل أصوات أعضاء الامانة العامة الـ 41، في ختام عملية تجديد لهياكل المجلس في الدوحة.

وسئل بعيد انتخابه عما يطلبه من المجتمع الدولي، فأجاب: “لدينا مطلب واحد ايقاف حمام الدم في سوريا ومساعدة الشعب السوري على طرد هذا النظام المجرم من طريق تسليح الشعب السوري”. وأضاف: “نريد سلاحا نريد سلاحا نريد سلاحا”.

وجدير بالذكر ان صبرا هو الرئيس الثالث للمجلس بعد برهان غليون وسيدا.

وكان نحو 400 شخص يشكلون الهيئة العامة لـ”المجلس الوطني” انتخبوا الاربعاء امانة عامة جديدة من 41 عضوا انتخبت بدورها الجمعة مكتبا تنفيذيا جديدا من 11 عضواً هم: هشام مروة، سالم المسلط، حسين السيد، جمال الورد، فاروق طيفور، جورج صبرا، عبد الباسط سيدا، نذير الحكيم، عبد الأحد اسطيفو، خالد الصالح، أحمد رمضان، على ان ينتخب المكتب التنفيذي لاحقا رئيسا جديدا للمجلس.

وفي وقت سابق، اعلنت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة انسحابها من المجلس  “بعد نتائج اعادة الهيكلة المخيبة للآمال” . وأوضحت الناطقة باسم اللجان ريما فليحان ان “هناك سيطرة شبه كاملة لجماعة الاخوان المسلمين على المجلس”، والانسحاب جاء بعدما تبين ان “شيئا لم يتغير في أداء المجلس رغم مشروع الاصلاح، وان التركيبة الجديدة كرست سيطرة فئة معينة وغلبت طابعا واحدا”.

وعاود ممثلون لفصائل عدة للمعارضة السورية اجتماعاتهم “التوحيدية” ليل الجمعة في غياب ممثلين لـ”المجلس الوطني السوري” الذي طلب مهلة 24 ساعة لاجراء مزيد من التشاور ولانتخاب رئيس له.

وصرح سيف وهو يهم بدخول الاجتماع :”نعم هناك تأخير من المجلس الوطني الذي طلب امهاله الى غد… نحن نعذرهم ولا بأس بيوم اضافي من التأخير من أجل هدف نبيل”.

وأبدى المعارض هيثم المالح انزعاجه من قرار “المجلس الوطني السوري”. وقال: “هذا أمر سيئ، لان المجلس يريد احتكار كل شيء ولا يريد انجاز شيء… الجماعة هناك لا يهمهم الا من يقود العملية، فيما الدماء السورية السائلة أهم”.

الرئيس السوري: بقائي رهن بصناديق الاقتراع والحرب قد تكون طويلة

الأسد: أردوغان يعتبر نفسه السلطان العثماني الجديد

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بقاءه في منصبه أو رحيله لا يتم إلا من خلال صناديق الاقتراع، معتبرا أن النزاع في بلاده ليس حربا أهلية بل صراع مع «إرهاب» مدعوم من الخارجي، مشيرا إلى انه إذا توقف الدعم الخارجي للمسلحين «نستطيع أن ننهي كل شيء خلال أسابيع».

وشن الأسد، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت كاملة أمس، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، موضحا انه يعتقد نفسه «السلطان العثماني الجديد» و«خليفة»، وانه «إذا استولى الإخوان المسلمون على الحكم في المنطقة، خصوصا في سوريا، يستطيع أن يضمن مستقبله السياسي».

وقال الأسد، ردا على سؤال في المقابلة التي أجريت في القصر الرئاسي، «أعتقد أن مسألة بقاء الرئيس أو رحيله مسألة تعود إلى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي البعض. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع. إذاً المسألة لا تتعلق بما نسمعه، بل بما ينجم عن صناديق الاقتراع، وتلك النتائج هي التي تحدد ما إذا كان ينبغي على الرئيس البقاء أو الرحيل، ببساطة».

وأضاف «لم أكن أنا المستهدف منذ البداية، ولم أكن أنا المشكلة بأي حال من الأحوال. الغرب يخلق الأعداء دائما. في الماضي كان العدو هو الشيوعية، ومن ثم أصبح الإسلام، ثم (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين، ولأسباب مختلفة، والآن يريدون أن يخلقوا عدواً جديداً يتمثل في بشار، ولهذا يقولون إن المشكلة تكمن في الرئيس، وأن عليه أن يرحل. ولهذا السبب علينا أن نركز على المشكلة الحقيقية، وألا نضيع وقتنا في الإصغاء لما يقولونه».

وتابع «علينا أن ننظر إلى المسألة من منظورين. المنظور الأول هو الدستور، وأنا أتمتع بسلطاتي بموجب الدستور. وطبقا للدستور، ولهذه السلطات، ينبغي أن أكون قادرا على حل هذه المشكلة. لكن إذا كنت تقصدين أنه ليس هناك سوري آخر يمكن أن يصبح رئيسا، فالجواب هو لا، فأي سوري يمكن أن يكون رئيسا. هناك العديد من السوريين المؤهلين لهذا المنصب. لا يمكن ربط البلد بأسره بشخص واحد فقط ودائما».

وحول ما إذا كان يعتقد انه الرجل الذي يستطيع إنهاء الصراع واستعادة السلام، شدد الأسد على أن «واجبي أن أكون الرجل الذي يستطيع فعل ذلك، وآمل أن أتمكن من ذلك. لكن المسألة لا تتعلق بصلاحيات الرئيس، بل بالمجتمع بأسره. ينبغي أن نكون دقيقين في هذا الصدد. لا يستطيع الرئيس فعل شيء دون المؤسسات ودون الدعم الشعبي. لذلك، فإن المعركة هنا ليست معركة الرئيس، إنها معركة السوريين. كل سوري يشارك حاليا في الدفاع عن بلده».

وحول كيف يمكن تحقيق النصر في هذه الحرب، وأن تتصالح مع شعبك بعد كل ما حدث، قال الأسد «المشكلة ليست بيني وبين الشعب، فأنا ليس لدي مشكلة مع الشعب. لكن الولايات المتحدة والغرب والعديد من البلدان العربية ضدي، وتركيا ضدي. فإذا كان الشعب السوري ضدي أيضا، فكيف يمكن أن أبقى هنا؟ فهل أنا سوبرمان؟ الأمر لا يتعلق بالمصالحة مع الشعب، كما لا يتعلق بالمصالحة بين السوريين مع بعضهم البعض. نحن لسنا في حرب أهلية. الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سوريا».

وبشأن ما كان يتم الحديث عنه عن قوة الجيش السوري والاستخبارات، قال الأسد «في الأحوال الطبيعية عندما يكون لدينا الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية نركز على العدو الخارجي، حتى لو كان لدينا عدو داخلي، كالإرهاب، لأن المجتمع يساعدنا على الأقل في عدم توفير حاضنة للإرهابيين. الآن وفي هذه الحالة، لدينا نوع جديد من الحرب، حيث يمارس الإرهاب بالوكالة، سواء من خلال سوريين يعيشون في سوريا، أو مقاتلين أجانب يأتون من الخارج. هذا نوع جديد من الحروب وعلينا أن نتكيف مع هذا الأسلوب الجديد، وهذا يستغرق وقتا وليس سهلا. والقول إن هذا شبيه بالحرب التقلـيدية أو النظامية ليس صحيحا. هذه الحرب أكثر صعـوبة بكثير، هذا أولا. ثانيا، إن الدعم الذي يتلقونه والذي يقدم لهؤلاء الإرهابيين ومن جميع الأشـكال، سـواء من حيث الأسلحة أو المال أو الدعم السياسي أمر غـير مسبوق. ولذلك علينا أن نتوقع أن تكون حربا قاسية وصعبة. من غير الواقعي أن نتوقع أن بلدا صغيرا كسوريا يمكن أن يهزم كل تلك البلدان التي تقاتلنا من خلال عملائها خلال أيام أو أسابيع».

وعن الوقت الذي يحتاجه لسحق عدوكم، قال الأسد «لا نستطيع الإجابة عن هذا السؤال لأن لا أحد يزعم أن لديه الجواب حول متى يمكن لهذه الحرب أن تنتهي، ما لم يكن لدينا الجواب حول متى سيتوقفون عن تهريب المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم، وخصوصا من الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ومتى سيتوقفون عن إرسال الأسلحة لهؤلاء الإرهابيين. إذا توقفوا نستطيع أن ننهي كل شيء خلال أسابيع. ليس في الأمر مشكلة كبيرة. لكن إذا ما استمرت عمليات التزويد بالإرهابيين والسلاح والمساعدات اللوجستية، فإنها ستكون حربا طويلة».

وأعرب الأسد عن اعتقاده انه لن تقع حرب تركية – سورية، مكررا دعوة دمشق لأنقرة لتأليف لجنة مشتركة بين الجيشين لمعرفة من يقصف الأراضي التركية من سوريا.

وحول لماذا تحولت تركيا إلى موطئ قدم المعارضة، قال الأسد «ليس تركيا وليس الشعب التركي، بل حكومة أردوغان، كي نكون دقيقين. الشعب التركي بحاجة لعلاقات جيدة مع الشعب السوري. أردوغان يعتقد أنه إذا استولى الإخوان المسلمون على الحكم في المنطقة، خصوصا في سوريا، يستطيع أن يضمن مستقبله السياسي. هذا سبب. السبب الآخر هو أنه يعتقد شخصياً أنه السلطان العثماني الجديد، وأنه يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الأمر خلال عهد الإمبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. إنه يفكر في أعماقه بأنه خليفة. هذان هما السببان الرئيسيان لهذا التحول في سياساته من صفر مشاكل إلى صفر أصدقاء».

وردا على سؤال حول لماذا كل هؤلاء الأعداء في العالم العربي، قال «إنهم ليسوا أعداء. غالبية الحكومات العربية تدعم سوريا ضمنيا، لكنهم لا يجرؤون على قول ذلك علانية، لأنهم يتعرضون لضغوط من الغرب، ومن البترودولار». وأضاف «العديد من البلدان (العربية) تؤيدنا ضمنيا، لكنها لا تجرؤ على التصريح بذلك علنا، لكن هناك أولا العراق الذي يؤدي دوراً فعالا في دعم سوريا خلال هذه الأزمة لأنه بلد مجاور، وهم يدركون أنه إذا حدثت حرب داخل سوريا فسيكون هناك حرب في البلدان المجاورة، بما في ذلك العراق. وهناك بلدان أخرى لها مواقف جيدة مثل الجزائر و(سلطنة) عمان بشكل أساسي. وهناك بلدان أخرى لست بصدد تعدادها الآن لديها مواقف إيجابية، لكنها لا تتصرف بناء على تلك المواقف».

وحول ما إذا كان يمكن أن يختار بين قطع العلاقات مع إيران مقابل السلام في بلادكم، أكد الأسد انه «ليس لدينا خيارات متناقضة بهذا الشأن، والسبب أنه كان لدينا علاقات جيدة مع إيران منذ العام 1979 وحتى الآن، وعلاقاتنا تتحسن باستمرار، لكننا في الوقت ذاته نتحرك نحو السلام. كان لدينا عملية سلام ومفاوضات سلام، ولم تكن إيران عاملا ضد السلام. هذه معلومات مضللة يسعى الغرب لترويجها، وهي أننا إذا كنا نريد السلام فلا ينبغي أن يكون لدينا علاقات طيبة مع إيران. ليس هناك أي علاقة بين الأمرين. إنهما موضوعان مختلفان تماما».

وعما إذا كان يملك معلومات تفيد بأن أجهزة الاستخبارات الغربية تمول المسلحين في سوريا، قال الأسد «ما نعرفه حتى الآن هو أن هذه الأجهزة تقدم دعما معلوماتيا للإرهابيين من خلال تركيا، وفي بعض الأحيان من لبنان، بشكل رئيسي. لكن هناك أجهزة استخبارات أخرى، ليست غربية، بل إقليمية، نشطة جدا وأكثر نشاطا من الأجهزة الغربية، وبالطبع تحت إشراف أجهزة الاستخبارات الغربية».

وعما إذا كانت مجموعات «القاعدة» تحاول السيطرة على قوات المعارضة، قال الأسد «لا أعتقد أنهم يسعون للسيطرة على هذه المجموعات، بل إنهم يسعون لتأسيس إمارتهم، حسب التعابير التي يستخدمونها، لكنهم يحاولون بشكل رئيسي إخافة وترهيب الناس من خلال التفجيرات والاغتيالات، والهجمات الانتحارية، وأشياء من هذا القبيل لدفع الناس إلى اليأس وكي يقبلوا بهم كأمر واقع، وهكذا فهم يتحركون خطوة خطوة، لكن هدفهم النهائي هو إقامة إمارة إسلامية في سوريا يستطيعون من خلالها الترويج لأيديولوجيتهم الخاصة بهم في باقي أنحاء العالم».

ونفى الأسد أن تكون القوات السورية ترتكب جرائم حرب، موضحا «إننا نحارب الإرهاب ونطبق الدستور لحماية الشعب السوري. من غير المنطقي أن يرتكب جيش جرائم حرب ضد شعبه، لأن الجيش السوري يتكون من أفراد الشعب السوري. لو أراد الجيش أن يرتكب جرائم بحق شعبه فإنه سينقسم ويتفتت. ولذلك لا يمكن أن يكون هناك جيش قوي وموحد وفي الوقت ذاته يقوم بقتل شعبه. ولا يمكن لجيش أن يصمد لمدة 20 شهراً في هذه الظروف الصعبة من دون أن يحظى باحتضان الشعب. فكيف يمكن أن يحظى بهذا الاحتضان في حين يقوم بقتل الشعب. هذا تناقض».

وكان الأسد قد حذر في مقتطفات من المقابلة نشرت أمس الأول من أن «كلفة أي غزو أجنبي لسوريا اكبر من أن يتحملها العالم».

(«السفير»)

رهان إسرائيلي على روسيا: لإلغاء صواريخ «اس 300» إلى سوريا

بعد فشل مساعي إسرائيل في إقناع روسيا الاتحادية بعدم تصدير منظومة الصواريخ المضادة للطائرات المتطورة من طراز «اس 300» إلى سوريا، تجدد الأمل لديها في منع تنفيذ الصفقة. وأشار المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت» أليكس فيشمان، المقرب من القيادة العسكرية، إلى أن سوريا وروسيا وقعتا عقوداً لشراء أسلحة دفاع جوي بقيمة تزيد على ملياري دولار، وأن مساعي إسرائيل لإحباط هذه الصفقة وصفقات غيرها باءت مراراً بالفشل، غير أن زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الأخيرة إلى موسكو، والتي التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحيت آمال إحباط هذه الصفقة، بعدما حمله قادة الجيش الإسرائيلي طلباً بأن يحاول منع تنفيذ صفقة الصواريخ المقرر تنفيذها في العام المقبل.

وفي طلبهم، أصر قادة الجيش على التحذير من أن منظومة السلاح المتطورة هذه، والتي تغطي كل المجال الجوي الإسرائيلي ويصعب التشويش عليها، ستقود إلى تغيير دراماتيكي في ميزان القوى بين سوريا وإسرائيل وستلزم الدولة العبرية بالرد. وكان بيريز قد طلب قبل عامين من الرئيس الروسي وقتها ديمتري ميدفيديف ورئيس حكومته بوتين منع وصول هذا السلاح لإيران واستجابا لطلبه وتم تعليق تنفيذ الصفقة، إلا أن المحاولات الإسرائيلية في كل ما يتعلق بسوريا كانت تصطدم بحائط العناد الروسي الذي أعلن أنه لا يستطيع إلغاء الصفقة لأسباب قانونية.

ولكن أمس الأول، وفي ختام اللقاء بين بيريز وبوتين، صدر بيان جاء فيه أن «الرئيس بوتين أبدى تفهما وحساسية لاحتياجات إسرائيل الأمنية». وذكرت صحيفة «يديعوت» ان تفاؤلا حذراً شاع في أوساط الوفد الإسرائيلي المرافق لبيريز، بل يقولون إن الروس يتفهمون الحاجة للمحافظة على التفوق النوعي والعسكري لإسرائيل في المنطقة، وأنهم على ما يبدو استجابوا لطلب إعادة دراسة أمر تنفيذ صفقة صواريخ «اس 300» مع سوريا.

وأوضحت «يديعوت» أن الموضوع الإيراني كان أيضاً على جدول أعمال لقاء بوتين مع بيريز. وأنهم في ديوان بوتين اكتفوا بإعلان حذر وغير ملزم بأن «روسيا لن توافق على وجود سلاح دمار شامل في إيران». ومع ذلك فإن حاشية بيريز تعتقد أن الروس تقدموا خطوة أخرى نحو إسرائيل في هذا الميدان.

وكان بيريز قد أبلغ «يديعوت» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يخشى من احتمال وقوع مواجهة نووية في الشرق الأوسط. وخلافاً للهند وباكستان، وهما دولتان تتنازعان لكن صراعهما قابل للسيطرة عليه، يخشى أوباما من أن وجود سلاح نووي بأيدي إيران قد يقود إلى صراع لا يمكن السيطرة عليه مع إسرائيل. ويقول بيريز إنه لهذا السبب هناك مصلحة للولايات المتحدة للعمل ضد المشروع النووي الإيراني بغض النظر عن الضغط الذي تمارسه إسرائيل عليها، وان أوباما سيلتزم بتعهداته بوقف إنتاج السلاح النووي في إيران حتى لو كان ثمن ذلك هو الحرب، إذا لم يتوفر بديل آخر.

ويرى بيريز أن صورة الوضع في مواجهة إيران ستتضح خلال شهور قليلة، وهو يؤمن بأنه لا مبرر للخوف من أن أوباما سيدير ظهره لإسرائيل خلال ولايته الثانية، لأن دعم إسرائيل مصلحة أميركية تتجاوز الخلافات الحزبية.

لجان التنسيق المحلية تنسحب من “المجلس الوطني” احتجاجا على سيطرة “الاخوان

اعلنت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة انسحابها من “المجلس الوطني”، بعد نتائج اعادة الهيكلة “المخيبة للآمال” بحسب ما جاء في بيان صادر عنها.

واوضحت المتحدثة باسم اللجان ريما فليحان ان “هناك سيطرة شبه كاملة لجماعة الاخوان المسلمين على المجلس”، والانسحاب جاء بعد ان تبين ان “شيئا لم يتغير في اداء المجلس رغم مشروع الاصلاح، وان التركيبة الجديدة كرست سيطرة فئة معينة وغلبت طابعا واحدا”.

وجاء في بيان اللجان “بعد عدة محاولات من لجان التنسيق المحلية لدفع المجلس الوطني السوري الى تبني خطة اصلاح شاملة وجذرية وجدية، ليكون قادرا على النهوض بدوره في تمثيل ثورة الشعب السوري، تأكد لنا ان المجلس غير قادر على انجاز هذه الخطوة، وخصوصا بعد نتائج اعادة الهيكلة المخيبة لآمال معظم السوريين”.

واضاف “بناء عليه، تعلن لجان التنسيق المحلية في سوريا انسحابها من المجلس الوطني السوري”.

وقالت فليحان ان “النتائج المفاجئة للانتخابات التي حصلت داخل المجلس تعكس سيطرة من لون واحد وتمثيلا غير منطقي. هذا غير مقبول”.

وتابعت ان “جزءا كبيرا من الشخصيات المقصرة استمر في تولي المسؤوليات وشخصيات كان يمكن ان تقدم شيئا لم تتمكن من ان تكون جزءا من التركيبة الجديدة التي تخلو ايضا من اي تمثيل نسائي”.

واكدت فليحان ان لجان التنسيق تشكل جزءا من “مبادرة الهيئة الوطنية” التي بدأت المعارضة مناقشتها بالأمس في الدوحة، معربة عن املها في اقرار المبادرة. وقالت “نحن متفائلون والاجواء ايجابية”.

واضافت “نحن لا نريد ان ينتهي المجلس كمؤسسة، بل نريده جزءا فاعلا من المؤسسة الجديدة. نريد تجميع القوى بكيان واحد يمثل كل المعارضة ويضع خططا استراتيجية للثورة. كما اننا في حاجة الى مؤسسة جديدة قادرة على ادارة المرحلة وينبثق عنها تكتل صغير رشيق قادر على الحراك بفاعلية”.

(ا ف ب)

التلفزيون السوري: ضحايا وأضرار كبيرة جراء انفجارين إرهابيين في درعا

القاهرة- (د ب أ): أكد التلفزيون السوري وقوع انفجارين “إرهابيين” بسيارتين مفخختين في مدينة درعا السبت، مبينا في خبر وصفه بـ(العاجل) إن هناك أنباء عن سقوط ضحايا وأضرار مادية كبيرة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه السبت: “هز انفجاران شديدان مدية درعا قبل قليل وتشير المعلومات الأولية انهما وقعا قرب فرع المخابرات العسكرية تبعهما اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب”.

وفي محافظة الحسكة، سيطر مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على مبنى مدينة ناحية بلدة تمر وعلى مبنى مقر المخابرات العسكرية في البلدة وعلى حاجز عند مدخل البلدة يقع على طريق حلب القامشلي وذلك بعد حصار لهذه المقار.

وحسب المرصد، لايزال مصير بعض المفارز على أطراف البلدة مجهولا كما سيطر مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي على كافة المقار الأمنية في مدينة الدرباسية الجمعة حيث سيطروا على مفارز المخابرات الجوية والسياسية وامن الدولة والعسكرية كما سيطروا على قسم الشرطة والمعبر الحدودي مع تركيا ومبنى مديرية الناحية وذلك بعد حصار عسكري وشعبي لهذه المقار استمر لساعات انتهى بالاتفاق على استسلام كافة العناصر وتامين مخرج امن لهم من المدينة.

كما بدأ نازحون أكراد بالعودة إلى مدينة راس العين بعد أن أصبحت خارج سيطرة النظام بشكل كامل.

وكان المرصد السوري قال إن اكثر من 140 شخصا قتلوا خلال أعمال عنف شهدتها سورية الجمعة بينهم مدنيون ومسلحون وعسكريون.

المدعي العام السابق للمحكمة الدولية يقترح اصدار مذكرة توقيف ضد الأسد

مونتريال- (ا ف ب): اقترح المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الجمعة اصدار مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس بشار الاسد لوقف الحرب الاهلية، مشيرا الى وجود “ملف صلب” ضده.

وقال مورينو-اوكامبو في مقابلة مع شبكة سي بي اس التلفزيونية الرسمية الكندية ان تنفيذ هذه المذكرة يمكن ان يعهد به الى “قوات دولية ومحلية”.

واعتبر أن صدور هذه المذكرة “من شأنه ان يغير كل شيء في سوريا لان الاشخاص الموالين للاسد سينظرون اليه بطريقة مختلفة” وسيضطر الرئيس السوري الى التنحي.

واعرب مورينو اوكامبو عن الاسف بالقول “لكن لم نخطط لوضع ذلك موضع التنفيذ”.

وشدد القاضي الارجنتيني الذي كان مدعيا عاما للمحكمة الجنائية الدولية منذ تأسيسها في حزيران/ يونيو 2003 حتى حزيران/ يونيو الماضي، على ان ارسال قوات اجنبية ومتمردة لاعتقال الاسد لن يشكل “اجتياحا” لكنه “يحقق العدالة”.

ومع اشارته الى “قرينة البراءة” التي يتمتع بها الرئيس السوري، اعلن المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية وجود “ملف صلب (…) ضده لأنه القائد الاعلى للبلاد حيث (…) قتل الاف المدنيين في عمليات قصف”.

واسفرت الحرب الاهلية عن سقوط اكثر من 37 الف قتيل منذ 2011، كما يفيد احصاء للمرصد السوري لحقوق الانسان، ولا يرتسم في الافق اي حل للأزمة على ما يبدو.

وقال مورينو اوكامبو ان “الاسد ما زال يتحدى (الغرب والبلدان العربية ضده) لأننا لا نفعل شيئا غير الكلام”.

وتشتبه الامم المتحدة في ان النظام السوري ارتكب جرائم حرب في تصديه للمعارضة المسلحة، لكن روسيا والصين اللتين تحميان حليفهما السوري من اي ضغوط كبيرة تعرقلان مجلس الامن المخول وحده رفع المسألة الى المحكمة الجنائية الدولية.

استقالة عضو بالمجلس الوطني السوري قائلا إن التغييرات غير كافية

الدوحة- (رويترز): استقال أحد مؤسسي المجلس الوطني السوري المعارض الجمعة قائلا إن المجلس اخفق في اصلاح نفسه بل واستبعد النساء من المناصب القيادية خلال اجتماع عقد في قطر حيث من المفترض ان تعاد هيكلة المجلس.

وقال رجل الاعمال أديب الشيشكلي وهو حفيد لرئيس سوري راحل ان المجلس الذي يمثل المعارضة الرئيسية في الخارج خلال الانتفاضة السورية التي بدأت قبل شهرا فشل في ان يصبح مؤسسة وان الاسلاميين هيمنوا على امانته العامة المنتخب حديثا والمؤلفة من 41 عضوا.

وقال المجلس الوطني السوري الذي يتعرض لانتقادات من حلفاء دوليين لعدم فاعليته ولوجود الكثير من الخلافات بين أعضائه انه وسع من عضويته واصبح اكثر شمولا خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة القطرية لمعارضي الرئيس بشار الاسد.

وقال الشيشكلي في بيان انتقد ما انجز في الدوحة “رغم أهمية توسيع المجلس ومحاولة إصلاحه التي كنا نراهن عليها لتعزيز وحدة الصف السوري ودعم الثورة بفاعلية، لكن الخطوة جاءت مبتورة لعدم تمكن المجلس من استقطاب شخصيات معارضة بارزة آثرت البقاء خارجه لأسباب لم تعد تخفى على أحد فضلاً عن تلاشي الأمل من إمكان إصلاحه نتيجة إصرار إدارته على الاستئثار بالسلطة واستبعاد عناصر شابة وحيوية وذات دور فاعل في الثورة”.

وقال مصدر بالمجلس ان عضوين اخرين بالمجلس استقالا ايضا بسبب غياب المرأة عن المناصب القيادية.

واستضافت قطر التي تمول المعارضة للاسد وتلعب دورا بارزا في الدبلوماسية العربية ضده اجتماع المعارضة بينما تواجد دبلوماسيون امريكيون على هامش الاجتماع لحث الجماعات على الاتفاق.

وانتخب المجلس الجمعة جورج صبرا الشخصية البارزة في المعارضة رئيسا جديدا له.

وسيبدأ المجلس الوطني السوري محادثات السبت مع جماعات أخرى للمعارضة السورية من بينهم ممثلون للجماعات المسلحة داخل سوريا لتشكيل هيئة جديدة أوسع تأمل في كسب اعتراف دولي كحكومة مقبلة في سوريا.

الاسد يؤكد ان رحيله او بقاءه رهن بصناديق الاقتراع

المجلس الوطني السوري ينتخب جورج صبرة رئيسا

انسحاب لجان التنسيق احتجاجا على سيطرة الاخوان

الدوحة ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: اعلنت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة انسحابها من المجلس الوطني، ‘بعد نتائج اعادة الهيكلة المخيبة للآمال’ بحسب ما جاء في بيان صادر عنها مساء الجمعة، جاء ذلك فيما اعلن المجلس الوطني السوري المعارض انتخاب جورج صبرة رئيسا له خلفاً لعبد الباسط سيدا.

وذكر المجلس المجتمع في العاصمة القطرية الدوحة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ إن الأمانة العامّة انتخبت جورج صبرة رئيساً للمجلس.

وقال المجلس إن صبرة سبق أن حصل على 35 صوت من أصل 41 (عدد أعضاء الأمانة العامة للمجلس الذين انتخبوا أمس) مقابل 36 لهشام مروة في انتخابات المكتب التنفيذي، ما يعني أن الرئاسة بينهما.

وبعد ذلك انتخب صبرة رئيساً في عملية تصويت جرت بوجود وسائل الإعلام العالمية.

وكان المجلس الوطني السوري ارجأ اجتماعه في الدوحة مساء الجمعة مع مكونات اخرى للمعارضة بهدف توحيدها في هيئة واحدة لمدة 24 ساعة، مشيرا الى انشغال اعضائه بانتخاب رئيس لهم والى حاجتهم الى مزيد من الوقت للتشاور، حيث استأنف ممثلون عن فصائل عدة للمعارضة السورية اجتماعاتهم ‘التوحيدية’ مساء الجمعة في الدوحة، بغياب ممثلين عن المجلس الوطني السوري، لكن بعد ساعات قليلة اعلن المجلس اختيار صبرة رئيسا.

وقال المعارض السوري البارز رياض سيف وهو يهم بدخول الاجتماع لوكالة فرانس برس ‘نعم هناك تأخير من قبل المجلس الوطني الذي طلب امهاله الى الغد’، مضيفا ‘نحن نعذرهم ولا بأس من يوم اضافي من التأخير من اجل هدف نبيل’.

وكان غياب المجلس اثار استياء العديد من المشاركين باجتماعات الدوحة، حيث ابدى المعارض هيثم المالح انزعاجه من قرار المجلس الوطني. وقال لفرانس برس ‘هذا امر سيىء، لان المجلس (الوطني) يريد احتكار كل شيء ولا يريد انجاز شيء’ مضيفا ‘الجماعة هناك لا يهمهم الا من يقود العملية، فيما الدماء السورية السائلة اهم’.

وانتخب المجلس الوطني عصر الجمعة اعضاء مكتبه التنفيذي الـ11، وسبق وان وسع المجلس امانته العامة وادخل اليها المعارض صبرا المسيحي والشيوعي السابق.

ويناقش المعارضون السوريون من المجلس الوطني ومكونات اخرى مبادرة لتوحيد المعارضة عرفت باسم بـ ‘هيئة المبادرة الوطنية السورية’.

واعلن المشاركون في هذه الاجتماعات وهم في حدود الخمسين شخصا مساء الخميس انهم على قاب قوسين اوادنى من الاتفاق على بنية سياسية موحدة للمعارضة السورية.

وهذه المبادرة التوحيدية التي تستند بشكل اساسي الى خطة وضعها المعارض رياض سيف لقيت تحفظات الخميس من ممثلي المجلس الوطني الذين طلبوا مهلة حتى الجمعة لاعطاء موقفهم النهائي منها.

وتنص هذه المبادرة على تشكيل هيئة سياسية من حوالى ستين عضوا يمثلون المجلس الوطني وما يعرف بـ’الحراك الثوري’ في الداخل في اشارة الى مجموعات المدنيين الذين يديرون الانتفاضة في الداخل، اضافة الى المجموعات المسلحة وعلماء دين ومكونات اخرى من المجتمع السوري.

وستقوم هذه الهيئة لاحقا بتشكيل حكومة انتقالية من نحو عشرة اعضاء مع مجلس عسكري لقيادة العمليات العسكرية على الارض في مواجهة قوات النظام.

الى ذلك اوضحت الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية ريما فليحان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان انسحاب لجان التنسيق يأتي بعد نتائج اعادة الهيكلة المخيبة للآمال وان ‘هناك سيطرة شبه كاملة لجماعة الاخوان المسلمين على المجلس’، والانسحاب جاء بعد ان تبين ان ‘شيئا لم يتغير في اداء المجلس رغم مشروع الاصلاح، وان التركيبة الجديدة كرست سيطرة فئة معينة وغلبت طابعا واحدا’.

وجاء في بيان اللجان ‘بعد عدة محاولات من لجان التنسيق المحلية لدفع المجلس الوطني السوري الى تبني خطة اصلاح شاملة وجذرية وجدية، ليكون قادرا على النهوض بدوره في تمثيل ثورة الشعب السوري (…)، تأكد لنا ان المجلس غير قادر على انجاز هذه الخطوة، وخصوصا بعد نتائج اعادة الهيكلة المخيبة لآمال معظم السوريين’.

واضاف ‘بناء عليه، تعلن لجان التنسيق المحلية في سورية انسحابها من المجلس الوطني السوري’.

وقالت فليحان ان ‘النتائج المفاجئة للانتخابات التي حصلت داخل المجلس تعكس سيطرة من لون واحد وتمثيلا غير منطقي. هذا غير مقبول’.

وتابعت ان ‘جزءا كبيرا من الشخصيات المقصرة استمر في تولي المسؤوليات وشخصيات كان يمكن ان تقدم شيئا لم تتمكن من ان تكون جزءا من التركيبة الجديدة التي تخلو ايضا من اي تمثيل نسائي’.

واكدت فليحان ان لجان التنسيق تشكل جزءا من ‘مبادرة الهيئة الوطنية’ التي بدأت المعارضة مناقشتها الخميس في الدوحة، معربة عن املها في اقرار المبادرة. وقالت ‘نحن متفائلون والاجواء ايجابية’.

واضافت ‘نحن لا نريد ان ينتهي المجلس كمؤسسة، بل نريده جزءا فاعلا من المؤسسة الجديدة. نريد تجميع القوى بكيان واحد يمثل كل المعارضة ويضع خططا استراتيجية للثورة. كما اننا في حاجة الى مؤسسة جديدة قادرة على ادارة المرحلة وينبثق عنها تكتل صغير رشيق قادر على الحراك بفاعلية’.

ومن جهته اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان بقاءه في منصبه او رحيله رهن بصناديق الاقتراع، معتبرا ان النزاع في بلاده ليس حربا اهلية بل هو صراع مع ‘ارهاب’ مدعوم خارجيا.

على الارض، يستمر العنف على وتيرته التصعيدية، ما دفع ثمانية الاف شخص الى الفرار من البلاد منذ الخميس الى تركيا هربا من عمليات القصف والمعارك لا سيما في شمال غرب سورية حيث تحاول المجموعات المقاتلة المعارضة السيطرة على واحد من آخر معبرين حدوديين مع تركيا لا يزالان في ايدي القوات النظامية.

أجهزة كشف عن المتفجرات كانت على متن الطائرة السورية التي صادرتها أنقرة الشهر الماضي

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: كشفت مصادر سورية مطلعة لـ ‘القدس العربي’ أن طائرة الركاب السورية التي كانت قادمة من موسكو في العاشر من تشرين الاول (أكتوبر) الماضي وأجبرتها السلطات التركية على الهبوط في مطار أنقرة كانت تحمل على متنها العشرات من أجهزة الكشف عن المتفجرات وأجهزة الكشف عن الأسلحة.

أجهزة الكشف عن المتفجرات تلك، حسب قول المصادر، كانت تعتبر من أحدث الأنواع المصنّعة لهذا الغرض وتصل قيمة الجهاز الواحد من بعضها إلى أكثر من 90 ألف دولار.

ومن بين الأجهزة التي كانت موجودة على متن طائرة الركاب السورية جهاز شبيه بجهاز كشف المتفجرات أي دي إي 651 (ADE 651) هو جهاز بريطاني الصنع محمول باليد، لكنه مطوّر بطريقة تتلافى عيوب ونواقص جهاز الـ (ADE 651).

وكانت مقاتلتان حربيتان تركيتان، أجبرتا في 10 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، طائرة سورية قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط في مطار ‘أسن بوغا’ بالعاصمة أنقرة بحجة أن الطائرة تحمل أسلحة ومعدات حربية يجري نقلها إلى السلطات السورية في دمشق، وصادرت حينها السلطات التركية ما كان على متن الطائرة الأمر الذي أثار استياء كل من دمشق وموسكو على حد سواء.

وتعرضت مقار أمنية وعسكرية ومؤسسات رسمية في سورية وتحديداً في العاصمة دمشق لهجمات انتحارية وسيارات مفخخة أوقعت الكثير من الضحايا، كما تعرض العديد من المناطق السكنية في دمشق وغيرها من المدن السورية لتفجيرات ضخمة بسيارات مفخخة وبعبوات ناسفة أوقعت مئات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح.

وتنتشر عشرات الحواجز العسكرية والأمنية على مداخل المدن السورية كما تشهد جميع مداخل العاصمة دمشق وجوداً لحواجز تابعة للسلطات السورية تقوم بعمليات تفتيش لجميع السيارات الداخلة للعاصمة، الكثير من تلك الحواجز لا يملك عناصرها أجهزة كشف إلكترونية عن المتفجرات ويقومون بتفتيش السيارات بشكل يدوي مما يقلل أحياناً من فرص الكشف عن متفجرات قد تكون موضوعة في إحدى السيارات المتجهة الى داخل العاصمة.

11 الف نازح سوري في يوم واحد

دمشق ـ ا ف ب: اعلنت الامم المتحدة في جنيف الجمعة ان حوالى 11 الف سوري لجأوا الى البلدان المجاورة، 9 الاف منهم الى تركيا والف الى الاردن والف الى لبنان، خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.

وهذا العدد اعلنه بانوس مومتزيس من المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة لمناسبة المنتدى الانساني السادس حول سورية في جنيف. وعادة ما ينزح من سورية حوالى 2000 لاجئ يوميا.

واوضح المسؤول في المفوضية العليا للاجئين خلال مؤتمر صحافي ان العدد الاجمالي للاجئين في البلدان الاربعة المجاورة لسورية (تركيا، لبنان، الاردن والعراق) يفوق 408 الاف شخص.

ومن جهته قال جون غينغ، مسؤول رفيع بالأمم المتحدة معني بشؤون إغاثة الطوارئ، أمام اجتماع للمانحين في جنيف الجمعة إن عدد السوريين الذين يحتاجون لمساعدات دولية سوف يرتفع من 5. 2 مليون إلى أربعة ملايين بحلول نهاية العام الجاري إذا استمر المستوى الحالي للعنف.

سكاي نيوز’ تقول إنها وجدت دليلاً على استخدام النظام السوري للقنابل العنقودية ضد المدنيين

لندن ـ يو بي آي: ذكرت شبكة ‘سكاي نيوز’ الجمعة أنها وجدت ‘دليلاً دامغاً’ على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد للقنابل العنقودية ضد المدنيين.

وقالت الشبكة إنها عثرت على الدليل على الرغم من النفي المتكرر من قبل الحكومة السورية وإصرارها على أنها لا تملك حتى هذا النوع من الذخائر.

وأضافت أن فريقها، الذي يضم الصحافي أليكس كروفورد والمنتج نك لودلم والمصورين غاروين ماكلوكي وجيم فوستر، سافر إلى شمال سورية واكتشف هناك العشرات من القنابل العنقودية غير المتفجرة الروسية الصنع.

وأشارت الشبكة التلفزيونية البريطانية إلى أن الشهود الذين تحدث إليهم فريقها الصحافي قالوا ان القنابل العنقودية كانت تنزل عليهم مثل المطر وأن الكثير منها لم ينفجر ولا يزال في منازلهم.

وقالت إن شخصين قُتلا في بلدة تل رفعت القريبة من الحدود التركية حين ألقت مقاتلات تابعة للحكومة السورية قنابل عنقودية، في حين لا يزال الكثير منها منتشراً على مساحة واسعة وسقطت في الحقول وعلى أسطح المنازل وضربت السيارات في الطرق، وكذلك في بلدة معرة النعمان.

وأضافت أن من وصفتهم بالمتمردين ينتشرون بقوة في بلدتي تل رفعت ومعرة النعمان. ونسبت إلى أحد سكان بلدة تل رفعت قوله ‘لدي ثلاثة أطفال وجميعهم مرضى الآن واعتقد أن مرضهم نجم عن القنابل العنقودية.. وأنا لم أسمع أبداً بأن رئيساً يهاجم شعبه بهذه القنابل لا في الشيشان ولا فلسطين أو أي مكان في العالم’. وأشارت الشبكة إلى أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أدان هذا الاكتشاف واعتبره ‘دليلاً آخر على وحشية نظام الأسد’.

وقال هيغ، حسب سكاي، إن الاستخدام الظاهر للذخائر العنقودية ‘يُمثل تجاهلاً مروعاً للحياة الإنسانية ويعزز الحاجة الملحة لتوحيد جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي مواقفهم والرد على الأزمة في سورية، وتكثيف جميع الدول الجهود لمحاسبة نظامها’.

الجيش السوري الحر يعيد تنظيم صفوفه وقادته يقتربون من الجبهة

الحدود السورية التركية (سورية) ـ ا ف ب: اعلن احد قادة الجيش السوري الحر الذي يشكل اهم قوة معارضة مسلحة انه يعيد تنظيم صفوفه لكسب ثقة المجتمع الدولي، مضيفا ان قيادته بدأت تستقر في سورية.

ويقود العميد الركن مصطفى الشيخ المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر الذي تعرض لانتقادات بسبب عجزه عن ضبط الوحدات المختلفة التي تشكله ويشتبه في ارتكاب بعض عناصرها جرائم حرب.

في الايام العشرة الاخيرة اعاد الجيش السوري الحر ترتيب صفوفه في خمسة الوية في الشمال والجنوب والشرق والغرب والساحل، واستعد لانتخاب قيادة جديدة على ما اكد الشيخ في مقابلة مع فرانس برس في شمال سورية.

وقال ان ‘هذه الهيئة ستعمل بشكل منظم ومنضبط. عند الانتهاء من تشكيلها سيعلم المجتمع الدولي الى اين تذهب الاسلحة’.

واضاف ان اولويات الجيش السوري الحر تكمن في تنظيم الصفوف والتزود باسلحة اقوى من الكلاشنيكوف والصواريخ اليدوية الصنع التي يضطر عدد من وحداته الى الاكتفاء بها حاليا.

واعربت واشنطن التي تدعو الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن خشيتها من سيطرة جماعات اسلامية متشددة على الانتفاضة واستيلائها على اسلحة مخصصة للمعارضة.

وردا على انتقادات مفادها ان قيادة الجيش السوري الحر بعيدة عن قاعدتها، قال الشيخ ان الجيش الحر الذي تستقر قيادته باغلبيتها في تركيا ارسل 200 ضابط هو احدهم الى المناطق ‘المحررة’ في سورية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شمال البلاد.

واوضح ان ‘القادة والضباط لا ينبغي ان يكونوا بعيدين جدا عن الجبهة وعن رجالهم. يفضل ان يكونوا في الميدان، فهذا افضل من اجل التنظيم ونفسية القوات والسيطرة على الميدان’.

واكد انه يقود 70 الف رجل وهو رقم يتعذر التأكد منه. واعتبر ان ربع ضباط الجيش النظامي انشقوا ولكن نصف هؤلاء المنشقين اعتقلوا.

وفيما اعتبر الشيخ ان المجلس الوطني السوري الذي يشكل اكبر حركة معارضة وتسيطر عليه حركة الاخوان المسلمين لا يمثل الشعب السوري اكد ان الجيش السوري الحر يمثل السوريين جميعا.

غير ان عددا من المعلومات يشير الى انه يتألف باغلبيته من مقاتلين من العرب السنة، اقله في الشمال.

وقال الشيخ ان ‘المجموعات المسلحة تتصرف كالميليشيات، ونحن كضباط لا نقبل بذلك على الاطلاق (…) من المهم ان تنفصل المؤسسات العسكرية عن المشاغل السياسية وتمثل كل اطياف المجتمع السوري’.

والاشكالية لا تكمن فحسب في كسب ثقة المجتمع الدولي، فالجيش السوري الحر بحاجة الى تجاوز انقساماته التي تضعف حركته.

وهاجم الشيخ حركة الاخوان المسلمين التي عاشت غلبية قادتها في المنفى في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد واتهمها بشراء ولاء عدد من وحدات الجيش السوري الحر.

قبل اسبوع وصفت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة اعمالا كشف عنها شريط فيديو بانها ‘جرائم حرب’ حيث يظهر معارضون مسلحون يعدمون جنودا في الجيش النظامي، بعد اسرهم وضربهم وهم جرحى.

واكد الشيخ ان التحقيق جار وان منفذي هذه الاعمال سيحاكمون ما ان يستعيد القضاء مجراه في سوريا بعد سقوط الاسد.

وقال ‘ربما ليست هناك آلية فعلية حاليا (…) لضمان محاسبة كل مخالف، لكن على المدى المتوسط ستجري محاسبة كل من انتهك حقوق الانسان والاقليات’.

هل تخلّص بشار من آصف شوكت ؟

الرأي الكويتية

كشف مصدر سوري موثوق به وقريب من دوائر القصر الجمهوري أن النظرية القائلة إنّ العائلة الحاكمة في سورية وراء التخلص من نائب وزير الدفاع اللواء آصف شوكت يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ. وقال إنّ وراء ترجيح هذه النظرية اقتناع الرئيس بشار الاسد والمحيطين المباشرين به، وعلى رأسهم خاله محمّد مخلوف، بأنّ آصف شوكت المتزوج من شقيقة الرئيس السوري بشرى يمكن أن يشكل بديلا من بشّار تقبل به اوروبا والولايات المتحدة وحتى بعض الدول العربية النافذة.

واعلن عن اغتيال آصف شوكت في 18 يوليو الماضي اثر انفجار وقع داخل مبنى الامن القومي. واذيع رسميا أن وزير الدفاع العماد داود راجحة قتل ايضا، كذلك اللواء حسن تركماني الذي كان يشغل موقع رئيس خلية الازمة. واعلن كذلك أن ضابطا كبيرا رابعا عضوا في خلية الازمة، هو اللواء هشام اختيار، قتل ايضا. لكنّه لوحظ أن وسائل الاعلام الرسمية السورية لم تأت على ذكر الاخير بعد الاعلان في البداية عن أنّه اصيب بجروح.

وفسّر المصدر، الذي خرج اخيرا من الاراضي السورية بعدما عاش في دمشق حتى اكتوبر الماضي، تفجير خليّة الازمة بقوله انّ الهدف كان آصف شوكت، في حين أن تركماني وراجحة ليسا مهمّين بالنسبة الى من هم بالفعل على رأس النظام. فتركماني الذي كان مسؤولا في مرحلة معيّنة عن العلاقات الامنية مع تركيا كان يؤمن بضرورة عدم قطع الجسور معها. على العكس من ذلك، كان ينصح بالابقاء على خطوط معيّنة مع مسؤولين امنيين اتراك. وجعل ذلك الرئيس السوري يشكّ في ولائه المطلق.

أما راجحة، فكان مجرّد ضابط مسيحي لا يقدّم وجوده على رأس وزارة الدفاع أو يؤخّر، نظرا ألى أن موقع القرار في مكان آخر. وقد استخدم تركماني وراجحة كغطاء لعملية التخلص من آصف شوكت الذي باشر في الاسابيع القليلة التي سبقت اغتياله ولعب دورا نشطا في التفاوض مع الثوّار خصوصا في حمص والمناطق المحيطة بها وفي الزبداني الواقعة في ريف دمشق.

واشار المصدر السوري نفسه الى انه في مرحلة لاحقة، شارك الامين العام لـ«حزب الله» في لبنان السيّد حسن نصرالله في توفير الغطاء المطلوب لعملية التخلّص من آصف شوكت، وذلك عندما القى خطابا وصف فيه داود راجحة وحسن تركماني وآصف شوكت بـ«الشهداء ورفاق السلاح» وصور اغتيال الثلاثة بأنّه خسارة كبيرة لحزبه و«المقاومة» والنظام السوري.

وأكد المصدر نفسه الذي يعرف كبار المسؤولين السوريين، بمن في ذلك بشّار الاسد، شخصيا، أن شوكت سنّي وليس علويا. واوضح أنّ عائلة الأسد، خصوصا من جهة الوالدة انيسة مخلوف لم تقبله ابدا داخل الحلقة الضيّقة التي تلتقي الرئيس السوري على نحو شبه دائم. وتضمّ هذه الحلقة ماهر الاسد الشقيق الاصغر لبشّار وخاله محمّد مخلوف وابنيه حافظ ورامي. والاوّل مسؤول الامن في دمشق والثاني رجل اعمال يمتلك ثروة ضخمة ويسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري.

وتعتبر العائلة، استنادا الى المصدر، أن آصف شوكت فرض نفسه عليها عنوة عندما تزوّج من بشرى الاسد التي ما لبثت أن غادرت سورية الى دبيّ واستقرّت فيها بعد اشهر قليلة من اغتيال زوجها.

وترى العائلة انّه لولا مقتل باسل الاسد النجل الاكبر للرئيس الراحل حافظ الاسد في حادث سير مطلع العام 1994، لما كانت بشرى تمكّنت يوما من تحقيق حلمها والزواج من آصف الذي اتى من عائلة متواضعة جدا من وادي القاع القريب من الحدود اللبنانية. لكنّ شوكت ابلى البلاء الحسن في حرب اكتوبر 1973 فجيء به الى القصر الجمهوري ليكون في عداد المرافقين لابناء الرئيس، فما كان من بشرى الاّ أن وقعت في غرامه، على الرغم من أنه متزوج. وقد اثار ذلك الاخ الاكبر، باسل، الذي ابعد آصف عن قصر الرئاسة حيث كانت بشرى تعمل سكرتيرة خاصة لوالدها.

ويعتقد المصدر ذاته أنّ ما دفع الى الشك في نيات آصف شوكت رسالة قديمة بلغت الاستخبارات السورية، يصف فيها نيكولا ساركوزي وزير الداخلية الفرنسي في حينه آصف شوكت بأنّه «صديق كبير لفرنسا». وشغل ساركوزي موقع وزير الداخلية بين 2002 و2004 ثم بين 2005 و2007 وذلك قبل انتخابه رئيسا للجمهورية.

ورغم تعيين آصف شوكت رئيسا للاستخبارات العسكرية يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، الاّ أنّ وجوده في هذا المنصب لم يستمر طويلا، اذ «رقّي» لاحقا الى نائب لرئيس الاركان ثمّ نائب لوزير الدفاع. والمنصبان الاخيران لا قيمة كبيرة لهما في التركيبة الامنية السورية.

واشار المصدر الى أن تعيين آصف رئيسا للاستخبارات العسكرية يوم اغتيال رفيق الحريري كان بنية «حرقه» اكثر من أيّ شيء آخر. يدل على ذلك عدم بقائه في هذا الموقع المحوري طويلا، خصوصا أن ذلك كان يسمح له بالاحتكاك بضباط في الجيش والقيام برحلات خارجية. وكان اكثر ما يضايق الرئيس السوري والمحيطين به من افراد عائلة والدته، اضافة الى شقيقه ماهر، «الكاريزما» التي كان يمتلكها آصف بين ضباط الجيش. كذلك، كانت اتصالاته العربية، خصوصا مع دول خليجية معينة، وعلاقاته الاوروبية والاميركية تثير شكوكا في الرجل وطموحاته.

ويروي المصدر نفسه أنّ اكثر ما ازعج الاسد الابن هو سلسلة من التقارير وردت اليه من جهات عدة. واشارت التقارير الى أن معظم الدول الغربية والعربية تقترح آصف خليفة لبشّار، في حال امكن التوصل الى مرحلة انتقالية في سورية تمهيدا لتغيير النظام.

وعزز الشكوك في أن النظام نفسه وراء التخلص من آصف شوكت أن أيا من الضباط المسؤولين عن الامن في المناطق الحساسة في دمشق لم يحاسب عن تفجير «خلية الازمة» في مكان يفترض أن تكون عليه حراسة شديدة لا تقلّ كثيرا عن تلك التي تحيط بحيث يقيم الرئيس السوري.

على العكس من ذلك، فان جميع الضباط الكبار المسؤولين بطريقة او بأخرى عن امن «الخلية الامنية» جرت ترقيتهم. من بين هؤلاء علي مملوك وديب زيتون وعبدالفتاح قدسية ورستم غزالة.

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2012/11/773063.html

المجلس الوطني ينتخب جورج صبرا رئيسا لمواجهة انتقادات «الأسلمة» ويطلب تأجيل التوقيع على «مبادرة سيف» إلى اليوم

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: سنتقدم بمبادرة إضافية نحو وحدة المعارضة

بيروت: ثائر عباس

تأجل مرة جديدة التوقيع على مبادرة توحيد المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة القطرية نتيجة تردد «المجلس الوطني السوري» في التوقيع على المبادرة التي أطلقها المعارض رياض سيف وتحظى بدعم دولي وإقليمي واسع.

ولا يزال المجلس ممتنعا عن التوقيع على المبادرة التي يقول قياديون فيه إنهم يشمون فيها «محاولة لإنهاء المجلس»، رغم تأكيدهم الانفتاح على كل المبادرات الهادفة إلى توحيد صفوف المعارضة التي يبدو أن ثمة قرارا بعدم مغادرتها الدوحة من دون التوصل إلى اتفاق يخرج بكيان معارض جديد. وقال أحد هؤلاء لـ«الشرق الأوسط»، رافضا ذكر اسمه: «نتعرض لضغوطات هائلة من أجل التوقيع، وهذا يزيد من ريبتنا».

وفي مسعى منه إلى تخفيف الضغوط القائمة عليه، قام المجلس بعملية «تطعيم» لمكتبه التنفيذي بضمه أفرادا جددا، وجرى انتخاب الناطق باسمه المعارض المسيحي جورج صبرا رئيسا له لمواجهة الانتقادات التي ظهرت بعد انتخابات الأمانة العامة المؤلفة من 41 شخصا قال بعض المعارضين إنهم من «لون واحد»، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين وحركات إسلامية أخرى. ومن بين الأعضاء الـ11 للمكتب التنفيذي هناك أربعة جدد هم جمال الورد وحسين السيد، عن الحراك الثوري، وسالم المسلط، عن العشائر، وهشام مروة، مستقل، بالإضافة إلى جورج صبرا الذي كان قد فشل في الحصول على عضوية الأمانة العامة في الانتخابات، فجرى إدخاله إليها بالتعيين. وقال صبرا بعد انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي «نأمل في أن تشكل هذه الانتخابات الحرة والشفافة نموذجا يحتذى به وتبشر بانتخابات حرة في سوريا». وأوضح أن تشكيلة المكتب التنفيذي أتاحت تمثيل «الحراك الثوري في الداخل والإسلاميين والعلمانيين والأكراد والآشوريين والمسيحيين، ولأول مرة ممثل عن العشائر».

وأعلن المعارض السوري محمد سرميني أن المجلس بصدد التقدم بمبادرة جديدة في محاولة منه لإيجاد حل وسط يرضي جميع الأطراف. وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط»، إن المجلس منفتح على مناقشة «مبادرة سيف» ولديه رغبة صادقة في الوصول إلى شيء يساعد المعارضة السورية في مسعاها لإسقاط النظام، لكنه رأى ضرورة الانتظار من أجل المزيد من المشاورات.

ويخشى المجلس الوطني من تهميشه داخل هذه الهيئة الجديدة لذلك قدم الأربعاء مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال تشكيل «مؤتمر وطني» في «الأراضي المحررة» يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الوطني الحر والشخصيات المنشقة، على أن تنبثق عن هذا المؤتمر حكومة انتقالية تدير المناطق المحررة شمال سوريا وتوزع المساعدات الإنسانية وتدير المجموعات العسكرية، كما قال عضو المجلس الوطني نجاتي طيارة.

وكانت محاولة جديدة للتوصل إلى حل وسط قد فشلت على الرغم من مضاعفة عدد أعضاء المبادرة إلى 60 شخصا بدلا من 51 كما تنص «مبادرة سيف»، وذلك للسماح بزيادة حصة المجلس الوطني المقررة بـ15 شخصا وفقا للنص الأصلي للمبادرة. وتنص هذه المبادرة على تشكيل هيئة سياسية من نحو 60 عضوا يمثلون المجلس الوطني وما يعرف بـ«الحراك الثوري» في الداخل، في إشارة إلى مجموعات المدنيين الذين يديرون الانتفاضة في الداخل، إضافة إلى المجموعات المسلحة وعلماء دين ومكونات أخرى من المجتمع السوري. وستقوم هذه الهيئة لاحقا بتشكيل حكومة انتقالية من نحو 10 أعضاء مع مجلس عسكري لقيادة العمليات العسكرية على الأرض في مواجهة قوات النظام.

وقد طلب المجلس الوطني السوري إرجاء الاجتماع مع مكونات أخرى للمعارضة بهدف توحيدها في هيئة واحدة لمدة 24 ساعة، مشيرا إلى انشغال أعضائه بانتخاب رئيس لهم وإلى حاجتهم إلى مزيد من الوقت للتشاور. وقال عضو المكتب التنفيذي أحمد رمضان: «طلبنا إرجاء الاجتماع لـ24 ساعة ونحن في قلب عملية انتخابية»، عندما كان المجلس الوطني يستعد لانتخاب أعضاء مكتبه التنفيذي ورئيس جديد له. وكانت الأمانة العامة الجديدة المؤلفة من 41 عضوا انتخبت أمس مكتبا تنفيذيا جديدا من 11 عضوا، بعد أن تم تطعيمها بصبرا الذي حل محل أحد المعارضين كتسوية، والأعضاء الـ11 هم: هشام مروة، وسالم المسلط، وحسين السيد، وجمال الورد، وفاروق طيفور، وجورج صبرا، وعبد الباسط سيدا، ونذير الحكيم، وعبد الأحد أسطيفو، وخالد الصالح، وأحمد رمضان.

ورغم غياب المجلس الوطني، استأنف ممثلون عن فصائل عدة للمعارضة السورية اجتماعاتهم مساء أمس. وقال المعارض السوري رياض سيف وهو يهم بدخول الاجتماع «نعم هناك تأخير من قبل المجلس الوطني الذي طلب إمهاله إلى الغد»، مضيفا «نحن نعذرهم ولا بأس من يوم إضافي من التأخير من أجل هدف نبيل».

متظاهرون يردون على الأسد: ستسقط حتما وستموت في سوريا

في «جمعة آن أوان الزحف إلى دمشق».. وهبوط مفاجئ لليرة ومخاوف من ارتكاب النظام حماقة كبيرة

لندن: «الشرق الأوسط»

أعطى تصريح الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «صناعة سورية وسيموت في سوريا»، انطباعا بأن النظام السوري قد شارف على الرحيل.. وردا على تصريحات الأسد، خرجت مظاهرات عديدة في مناطق مختلفة من سوريا أمس تحت عنوان «آن أوان الزحف إلى دمشق»، ردت على التصريحات الأخيرة للرئيس بشار الأسد التي رفض فيها مغادرة سوريا، مؤكدة أنه سيسقط حتما.. و«سيموت في سوريا».

وكان الأسد قال في تصريحات لقناة «روسيا اليوم» ردا على سؤال عما إذا كان يقبل عرضا بمغادرة سوريا إلى المنفى: «لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري.. أنا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا».

وظهر انعكاس ذلك مباشرة على سعر صرف الليرة السورية، بحسب ما قاله ناشطون في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، حيث سجلت الليرة انخفاضا مفاجئا يومي الأربعاء والخميس بالتزامن مع بث وسائل الإعلام مقتطفات من حديث الرئيس الأسد لقناة «روسيا اليوم» الذي بث كاملا أمس. ويقول الناشط أحمد الدمشقي إن «سعر الدولار الأميركي وصل يوم الخميس إلى 80 ليرة، بعد أن كان خلال الأسابيع الماضية يتراوح بين 37 و75 ليرة، كما امتنع الصرافون عن بيع الدولار يومي الأربعاء والخميس، أما سعر الصرف في البنك المركزي، فكان 70 ليرة، وذلك بعد أسابيع من محاولة تثبيته على سعر يتراوح بين 67 و68 ليرة»، ويضيف الناشط أن «سعر الذهب الذي شهد انخفاضا في الأسبوع الماضي ووصل إلى 3500 للغرام عيار 22، فجأة قفز الأربعاء والخميس ليتجاوز 3725».

ويربط أحمد الدمشقي بين تصريحات الرئيس السوري وما سبقها من تصريحات لأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أن «النظام السوري لن يبقى طويلا» وما تلاها من تصريحات لمسؤولين بريطانيين عن تأمين مخرج آمن للأسد، وما رافقها من تفجيرات استهدفت أحياء العلويين الموالين للأسد، وأبناء إطلاق قذائف على قصر «الشعب»، وتصاعد الأحداث بدمشق ومحيطها، ويقول إنها «خلقت أجواء عامة تنذر بقرب رحيل الأسد».

ويتابع أحمد الدمشقي: «أجواء العاصمة تبدلت يومي الأربعاء والخميس وبدت وكأنها تحبس أنفاسها في انتظار حدث كبير، والهاجس الذي سيطر على سكان العاصمة: ترى هل سيدك النظام قلب دمشق بالقذائف المدفعية والجوية؟ وهل سيحولها إلى ركام مثلما فعل في باقي المدن؛ حمص وحلب ودير الزور؟».

وعزز تلك الهواجس أنباء عن حركة نزوح كبيرة لأبناء الطائفة العلوية من المناطق الساخنة مثل حي نسرين في الأحياء الجنوبية والقريب من مخيم اليرموك حيث تدور اشتباكات عنيفة وسط قصف مدفعي وجوي عنيف من قبل قوات النظام، وأيضا هروب العائلات العلوية من أحياء أخرى كانت تعد من أكثر المناطق هدوءا وأمنا مثل «مزة 86» وحي الورود، اللذين شهدا تفجيرات في الأسبوع الأخير، وجبل الرز في ضواحي دمشق، الذي سمعت فيه أصوات إطلاق نار طوال أمس.

كل التطورات في العاصمة «تبشر بقرب نهاية النظام دون أن يكون هناك يقين بذلك؛ بل ثمة يقين بأن النظام سيرتكب حماقة كبيرة في دمشق»، بحسب الناشط أحمد الدمشقي، وذلك لأن العاصمة، بحسب تقدير المراقبين، هي «الحصن الأخير الذي يسعى النظام للمحافظة عليه، وفي الشهر الأخير، يقوم باعتقال سكان العاصمة ووضعهم رهن الإقامة الجبرية من خلال تقسيم المدينة إلى مربعات أمنية صغيرة وتكثيف الحواجز وقطع الطرقات لحد الحركة، إلى درجة حولت قلب المدينة التجاري بعد الساعة التاسعة مساء إلى مدينة أشباح».. وهنا يوضح أحمد الدمشقي: «لم تعد هناك أسواق في دمشق بعد السادسة مساء سوى في منطقة الصالحية والقصاع، وبالتالي لا توجد حركة عمليا سوى في هاتين المنطقتين وباقي المدينة شبه فارغ وبعد السادسة مساء يحل ظلام دامس على كل المناطق ولا يبقى سوى العسكر والشبيحة والمضطر للخروج فيما أصوات إطلاق النار والقصف ترعد طوال الليل مع تحويم الطيران الحربي، ويوما بعد آخر يزداد هذا المشهد رعبا». ويلفت إلى أن تصريحات الأسد لقناة «روسيا اليوم» أظهرته وكأنه يقول «كلامه الأخير»؛ إذ ذكر السوريين بما سبق أن قاله الرئيس المصري حسني مبارك قبيل سقوطه بأنه سيموت في مصر، كما ذكرهم بمصير العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

وردا على تصريحات الأسد، خرجت مظاهرات عديدة في مناطق مختلفة من سوريا أمس تحت عنوان «أوان الزحف إلى دمشق»، وردت على التصريحات الأخيرة للرئيس بشار الأسد التي رفض فيها مغادرة سوريا، مؤكدة أنه سيسقط حتما و«سيموت في سوريا».

ففي كفرنبودة في ريف حماه، رفع شبان ساروا في مقدمة مظاهرة لافتات كتب عليها «يا بشار يا كذاب، نتمنى أن تصدق هذه المرة وتبقى في سوريا لتلقى مصير أستاذك القذافي»، و«يا بشار ستموت على أرض سوريا ولن تدفن بأرضها الطاهرة بل في مزبلة التاريخ». وهتف المتظاهرون: «يا شام ثوري ثوري، على القصر الجمهوري»، و«ما رح نهدا ولا نرتاح حتى نشيلك يا سفاح»، و«نحنا مع حلب والشام رح منسقط هالنظام».

وفي مدينة دوما بريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية واسعة، قال ناشطون إن متظاهرين خرجوا «رغم قصف الـ(ميغ)». وأظهر شريط فيديو مجموعة من الشبان والرجال يصفقون على وقع أغنية يؤديها أحدهم وفيها: «جايينك يا شام جايينك يا شام.. لندوس الأسد وندعس عالنظام».

وفي أبطع في درعا، كتب متظاهرون على لافتاتهم: «مقاومة الطغاة من طاعة رب السموات»، و«اعمل لثورتك كأن النظام سيسقط غدا، واعمل لوطنك كأنك ستعيش فيه أبدا».

وخرجت مظاهرات في أحياء دمشق رغم القصف في القابون وجوبر وبرزة والعسالي في جنوب وغرب دمشق، ومناطق مختلفة في ريف العاصمة. وفي حي برزة قامت قوات النظام بإطلاق النار لتفريق مظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة إلا أن الهتافات تزايدت.

وفي السياق ذاته، قال ناشطون إن منطقة جوبر المتصلة بحي العباسيين شرق العاصمة تعرضت للقصف بالقذائف المتشظية في محاولة لإصابة مكان خرجت فيه مظاهرة، الأمر الذي أدى إلى إصابة منازل المدنيين وإلحاق أضرار مادية وبشرية؛ منها المتوسطة والخفيفة، وإصابة واحدة خطيرة على الأقل بشظية بالرأس. تجدر الإشارة إلى أن المنطقة المقصوفة لا تبعد أكثر من 800 متر عن ساحة العباسيين في وسط دمشق وهي ثاني كبريات ساحات دمشق.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى تجاوز المائة قتيل في حصيلة أولية لعدد قتلى أمس الجمعة. وبحسب الهيئة، فإن معظم القتلى كانوا في دير الزور في مجزرة ارتكبتها قوات النظام لدى قصفها سوق الجمعة في بلدة القورية أسفرت عن مقتل 17 شخصا بينهم 13 امرأة وطفلان وصف ضابط متطوع ومجند منشقان. كما لفتت الهيئة إلى أن القصف المدفعي اشتد مساء أمس الجمعة على بعض أحياء دمشق الجنوبية بالتزامن مع تحليق لطيران الـ«ميغ» في سماء المنطقة، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر من الجيش الحر وجيش النظام على طريق أوتوستراد دمشق – درعا الدولي بالقرب من صحنايا وذلك أثناء انسحاب قوات النظام من بساتين داريا. يشار إلى أن أوتوستراد درعا – دمشق مغلق منذ يومين كما أغلقت قوات النظام جميع المداخل إلى داريا حيث يمنع دخول وخروج السكان، وكذلك في بعض الأحياء جنوب العاصمة.. في ظل أوضاع إنسانية سيئة.

مطار المزة العسكري تحولت أقسامه إلى معتقلات.. وصالاته إلى مستودعات للذخيرة

بيروت: «الشرق الأوسط»

يقول ناشطون سوريون يقطنون في العاصمة السورية دمشق أن مطار المزة العسكري «بات يشكل خطرا كبيرا على سكان دمشق المدنيين» ووفقا للناشطين فإن الطائرات الهليكوبتر العسكرية المولجة مهمة ضرب سكان الريف الشامي تنطلق من مدارجه ويتم تخبئتها داخل هنغارات تمتد على طول المهبط الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات.

ويشير الناشطون «أن المطار يحتوي على طائرات مدنية تقوم بنقل الأسلحة إلى باقي المحافظات وتقوم بنقل المعتقلين أيضا من باقي المحافظات إلى مطار المزة حيث يتم وضعهم في فرع التحقيق داخل المطار تحت إشراف العميد عبد السلام محمود».

وبالنسبة للناشطين فإن هذا المطار الذي تحيط به الكثير من المناطق السكنية كالمعضمية وكفرسوسة والمزة لا تنحصر خطورته من انطلاق الطائرات منه لقصف المدنيين وارتكاب المجازر بهم. وإنما تحول إلى معقل للمخابرات الجوية، الجهاز الأكثر شراسة في تعامله مع المناهضين للنظام.

ويقول سعد (اسم مستعار) وهو ناشط يسكن بالقرب من المطار ويقوم بمراقبة حركته بتكليف من إحدى كتائب الجيش الحر رفض الإفصاح عن اسمها: «يوجد داخل مربع المطار فرع للتحقيق يقع تحديدا بجانب البوابة الرئيسية بجانب الحديقة الدائرية المطلة على المطار وهو عبارة عن بناية بيضاء كبيرة يحتجز في طوابقها السفلية المعتقلون ويشرف عليها العميد عبد السلام محمود» ويؤكد سعد لـ«الشرق الأوسط»: «وجود قناصة ورشاشات فوق بناية الفرع» كما يشير إلى «وجود دوريات على الطريق بجانب الحديقة بسيارات مدنية». كما يكشف الناشط المعارض عن وجود مستودعات كبيرة للأسلحة بجانب الحمامات في داخل المطار إذ يقول: «بجانب مستودعات الأسلحة صالة يقال لها الصالة الرياضية وهذه الصالة تحولت إلى معتقل ويوجد فيها مئات المعتقلين وهي مقابل ساحة فرع المهام الخاصة».

ويرى سعد أن قسم أمن الطيران هو من أخطر الأقسام في المطار إذا يقع كما يقول: «على بعد 100 متر من فرع المهام الخاصة ويوجد فيه معتقل كبير للمنشقين والمدنيين وعناصره قليلة». ويتابع: «يشرف على هذا القسم الشبيح أنس الذي يقوم بضرب وتعذيب المعتقلين». كما يشدد على «قسم الدراسات التي يترأسه مساعد في المخابرات الجوية ويتم من خلاله تسلم التقارير من قبل العواينية والمخبرين»، ووفقا للناشط «يقع داخل قسم الدراسات سجن عبارة عن غرفة وسجن خارج القسم ويوجد فيه مئات المعتقلين حيث يتم تعذيبهم وقتلهم» ويشير الناشط إلى «أن عناصر من الفرقة الرابعة تتواجد داخل مطار المزة العسكري إذ يقول: «توجد صالة رياضية للفرقة الرابعة بجانب قسم الدراسات».

ويطالب الكثير من الناشطين كتائب الجيش الحر المنتشرة في مدينة دمشق بتنفيذ عملية نوعية ضد مطار المزة العسكري بعد قصفه بعدد من القذائف من مدينة داريا التي كانت تحت سيطرة مجموعات من الجيش الحر قبل انسحابهم منها.

وفي بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، قام النظام السوري باستقدام مجموعات إضافية من قواته إلى محيط مطار دمشق الدولي، بعد هجوم استهدف المطار من قبل الجيش السوري الحر الذي قصفه بمدفعية الهاون. وبحسب ناشطين في دمشق، تتمركز أكثر من 35 دبابة في المنطقة الحرجية المجاورة للمطار، وتؤازرها طائرات الهليكوبتر خشية حدوث هجمات مفاجئة يقوم بها عناصر الجيش الحر المعارض لنظام الأسد.

ويسيطر النظام السوري على 6 مطارات عسكرية تتوزع في حمص وحلب وإدلب. كما يتم استخدام المطارات المدنية التي يصل عددها إلى 14 مطارا في مهمات عسكرية في حال الضرورة، وهذا ما حصل كما يقول الناشطون «منذ اندلاع الثورة السورية وبدء العمليات العسكرية من قبل النظام الحاكم ضد الشعب السوري الثائر».

اشتباكات عنيفة في دمشق.. و«الحر» يحذر الأسد من أخذ سكان العاصمة «رهينة لتنفيذ قراره»

مجزرة في دير الزور والنظام يتهم «القاعدة» بارتكابها.. وانشقاق 26 ضابطا إلى تركيا

بيروت: نذير رضا

تصدرت مدينة دير الزور المشهد الميداني في جمعة «آن أوان الزحف إلى دمشق»، حيث أكد ناشطون تعرض «سوق الجمعة» الشعبية في منطقة القورة في المدينة لقصف مدفعي، أسفر عن مجزرة جديدة ذهب ضحيتها أكثر من عشرين قتيلا معظمهم من النساء والأطفال، فيما كانت أحياء عدة من العاصمة دمشق وريفها تتعرض لقصف عنيف، وتشهد اشتباكات تمكن خلالها «الجيش الحر» من تحرير حاجز الصناعة في دمشق.

بموازاة ذلك، ذكرت المعارضة السورية أن سيارة مفخخة انفجرت أمام مقر بلدية معضمية الشام، كما انتقلت الاشتباكات من معبر راس العين الحدودي مع تركيا إلى مدينة راس العين الواقعة في محافظة الحسكة. بينما ذكرت وسائل إعلام تركية أن أكبر عملية انشقاق بين الجيش السوري حصلت ليل أمس، إذ سُجل انشقاق 26 ضابطا بينهم لواءان، وفروا إلى تركيا.

وفي دير الزور التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات النظام ارتكبت مجزرة في القورية بريف المحافظة، ذهب ضحيتها 26 قتيلا وعشرات الجرحى. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن من بين القتلى 6 أطفال و8 نساء.

من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن جيش النظام قصف بالمدفعية الثقيلة سوق الجمعة في مدينة القورية بدير الزور، مما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى. وقال الناطق باسم مجلس ثوار دير الزور أوس العربي لقناة «العربية» إن هذه المجزرة «تأتي كرد فعل من قبل قوات النظام على العملية العسكرية التي تقوم بها كتائب الجيش الحر الموجودة في مدينة الميادين، وتحديدا بالقرب من مدينة القورية»، في إشارة إلى الاشتباكات في محيط كتيبة المدفعية بالمدينة بين الجيشين النظامي والحر وسط قصف مدفعي على الميادين والبلدات المجاورة. وأضاف: «قامت كتائب الجيش الحر بعدة عمليات في محاولة للسيطرة على المدفعية القريبة من مدينة الميادين، فيبدو أن الخناق ضاق على هذه المدفعية الموجودة هناك، فقرر النظام الآن الانتقام من كل البلدات المحيطة بهذه المدفعية».

وكانت شبكة «شام» الإخبارية أفادت بتجدد الاشتباكات في محيط كتيبة المدفعية بمدينة الميادين بين الجيش الحر وجيش النظام، كما أعلن الجيش السوري الحر قصفه مطار الحمدان العسكري ومبنى المخابرات العسكرية في البوكمال. وقال متحدث باسم لواء «الله أكبر» لقناة «الجزيرة»، إن «عدة كتائب من الجيش الحر ما زالت تحاصر المربع الأمني في البوكمال، الذي يضم شعبة التجنيد والمصرف الزراعي ومبنى المخابرات العسكرية».

في المقابل، اتهمت دمشق تنظيم القاعدة بارتكاب المجزرة. ونقلت وكالة «سانا» الرسمية السورية عن مصدر مسؤول نفيه القاطع صحة ما بثته القنوات الفضائية عن قصف مدينة القورية بدير الزور، مؤكدا أن «المجموعات الإرهابية وخصوصا المرتبطة بالقاعدة قامت بارتكاب مجزرة بحق عدد من الذين كانوا ينوون تسليم أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة وذلك للحؤول دون إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة وإفشال الجهود التي كانت جارية في هذا الشأن».

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات في أحياء متفرقة من المحافظة دمشق. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «الجيش الحر» تمكن من تحرير حاجز الصناعة في دمشق، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة تدور بين «الحر» وقوات النظام في منطقة دروشا في ريف دمشق.

وفي حين ذكرت مصادر المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر نفّذ عملية أمس على إدارة المركبات، بعد عمليتين على محيط القصر الجمهوري أول من أمس، «تنفيذا لوعد قطعناه بالثأر للريف ولاغتيال اللواء وسام الحسن في لبنان».. أكد الناطق الرسمي بإسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد أن كتائب الجيش الحر «استنفرت منذ أربعة أيام لمنع النظام من تطبيق خطته». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «معلوماتنا تفيد أن (الرئيس) بشار الأسد اتخذ قرار التمترس في دمشق، وبدأ بسحب قواته المقاتلة في عدة محافظات إلى العاصمة، لحمايته، بالإضافة إلى ضباط يثق بهم وألوية الحرس الجمهوري من الرستن وتلبيسة»، مشيرا إلى أنه «يسعى لأخذ سكان دمشق رهينة ودرعا بشريا لحماية نفسه».

ولفت المقداد إلى أن الرئيس السوري «بدأ يشعر بفقدان السيطرة على كامل الأراضي السورية، لذلك يحاول إيجاد بقعة جغرافية واحدة يسيطر عليها، مكررا تجربة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حين تمترس في باب العزيزية».

وأشار إلى أن خطة الأسد «تقضي بتدمير ريف دمشق عن بكرة أبيه وسحبه عن الخارطة، ليفتح عمق استراتيجي مع حلفائه في لبنان وخصوصا حزب الله، بدليل أن حجم الدمار الذي حل في مناطق واسعة من ريف دمشق يفوق التوقعات».

وحذر المقداد النظام السوري من «أخذ سكان دمشق رهينة له»، مشددا على أن الأسد «لن يكون بمنأى عن ضربات الجيش الحر، وسيكون مصيره مثل مصير حاكم باب العزيزية معمر القذافي».

من جهة أخرى، ذكرت المعارضة السورية أن سيارة مفخخة انفجرت أمام مقر بلدية معضمية الشام، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بجروح غالبيتهم من النساء والأطفال. وأشارت إلى أن المباني المجاورة تعرضت لأضرار كبيرة.

وأفاد ناشطون عن تعرض حي القدم وكفرسوسة في العاصمة لقصف عنيف منذ صباح أمس، مشيرين إلى قصف الطيران المروحي والدبابات التابعة لقوات النظام بساتين حي كفرسوسة. فيما شهد حي التضامن في العاصمة اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن إطلاق نار كثيفا سمع في منطقة جبل الرز التي تحاذي القصر الجمهوري، مشيرة إلى سماع أصوات انفجارات.

بموازاة ذلك، خرجت مظاهرات في حيي العسالي وجوبر ودوما تطالب بدعم الجيش الحر وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قذيفة سقطت على مكان المظاهرة في جوبر بعد انتهاء البث المباشر.

من جهته، بثّ مجلس قيادة الثورة في دمشق على موقعه على «فيس بوك» صورا تشير إلى استمرار القصف لليوم الثلاثين على منطقة الحجر السود في العاصمة، وإلى تعرض دوار فلسطين في العاصمة للقصف الصاروخي. ولفت المجلس إلى تعرض حي التضامن لغارات جوية، كما تعرض منطقة القابون لقصف بطائرات الميغ، مشيرا إلى استهداف منطقة اللحمامة بقذائف الهاون.

في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن وحدات من القوات النظامية اشتبكت مع «مجموعات إرهابية كانت تقوم بأعمال قتل وتخريب في حي التضامن بدمشق وصادرت كميات من الذخيرة والأسلحة بينها قناصات أميركية الصنع».

وأضافت أن «وحدة من قواتنا المسلحة لاحقت اليوم (أمس) مجموعة إرهابية مسلحة تقوم بأعمال سلب ونهب وقتل وتخريب في حي السيل بحرستا وقضت على عدد من أفرادها وصادرت أسلحتهم».

وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون عن تكثّف القصف على الغوطة الشرقية وعربين ووادي بردى في ريف دمشق، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن طائرات النظام تغير على مدن الغوطة الشرقية بريف دمشق، واستهدفت مدن دوما وعربين وحمورية ومناطق أخرى. وقالت اللجان إن قوات النظام تشن حمله دهم واعتقالات في كل من قطنا في ريف دمشق، بالتزامن مع قصف من الدبابات على بساتين داريا بريف دمشق المجاورة للحي وحي نهر عيشة، وسماع دوي انفجارات هزت المنطقة مع ارتفاع أعمدة الدخان، وفق ما أفادت به الهيئة العامة للثورة.

بدورها، ذكرت قناة «شام» أن قصفا عنيفا بالدبابات وقع على مدينة رأس العين بالحسكة، فيما أفاد مراسل «الجزيرة» على الحدود التركية السورية أن مدينة رأس العين «تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام المحاصر في محيط مبنى فرع الأمن العسكري بالمدينة».

وفي تطور آخر على الحدود السورية – التركية، أكدت وسائل إعلام تركية، أن 26 ضابطا من الجيش السوري، من بينهم لواءان، انشقوا عن الجيش النظامي وفروا إلى تركيا خلال ليل الخميس الجمعة، فيما يعد أكبر انشقاق على جيش بشار الأسد منذ شهور. وأوضحت وكالة الأناضول للأنباء أن الضباط المنشقين، من بينهم 11 ضابطا برتبة عقيد، واثنان برتبة مقدم، واثنان برتبة رائد، و4 برتبة نقيب، و5 برتبة ملازم، مشيرة إلى أنهم عبروا إلى إقليم هاتاي مع أسرهم، وعدد آخر من الجنود، وهو ما شكل إجمالا 71 شخصا.

مفوضية اللاجئين: أكثر من 6 آلاف لاجئ سوري في مصر

=معظمهم قادمون من حمص ويدخلون بلا تأشيرة

القاهرة: محمد عبد الرازق

أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مصر يبلغ ستة آلاف و97 شخصا حتى السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري ويتركز معظمهم في مدن 6 أكتوبر والهرم وفيصل والعبور ومدينة نصر والرحاب بالإضافة لمجموعة أخرى موجودة بالإسكندرية.

وأشار محمد الدايري رئيس المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين في مصر في تصريحات أمس إلى أن أحدث تقرير للمفوضية يشير إلى أن هناك معلومات تؤكد أن هناك مجموعة من السوريين تضم نحو مائة وخمسين سوريا يعيشون بمدينة السلوم قرب الحدود الغربية إضافة لمجموعات أخرى تعيش في محافظات مثل دمياط الجديدة والمنصورة والغردقة والسويس والإسماعيلية.

وتوقع الدايري أن يصل عدد السوريين المسجلين لدى مكتبه في مصر إلى ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشر ألف سوري في حال استمرار معدل التسجيل الحالي. وأضاف أن أعداد السوريين المسجلين لدى المفوضية كانت قليلت ولم تتخط ألف شخص حتى نهاية يونيو (حزيران) 2012، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأت تتزايد أعداد السوريين المسجلين لدى مكتب المفوضية بالقاهرة نتيجة للجهود التي بذلها المكتب في التواصل مع اللاجئين السوريين وممثليهم. وأكد الدايري في عرضه لأحدث تقرير للمفوضية بشأن اللاجئين السوريين أن معظم هؤلاء السوريين المسجلين لدى المفوضية يأتون من مدينة حمص السورية وتوجد أعداد كبيرة أيضا من دمشق وحلب. موضحا أن كل الرحلات الجوية المقبلة من دمشق وحلب يتم إشغالها بالكامل ويوجد آخرون يسافرون للبنان برا ومنها إلى القاهرة جوا، إضافة للكثير ممن يأتون لمصر من الأردن برا سعيا للعبور إلى ليبيا ولكن السلطات الليبية فرضت تأشيرات دخول على السوريين منذ الثامن من يناير (كانون الثاني) الماضي وهو ما أدى لوجود مئات السوريين العالقين بشكل أسبوعي في السلوم قرب حدود ليبيا ومصر.

وأشار إلى أن دخول السوريين لمصر لا يتطلب الحصول على تأشيرة وبالتالي يستطيعون الحياة بشكل طبيعي في مصر لمدة ثلاثة أشهر كزائرين ولكنهم يحتاجون بعد ذلك لتقنين إقامتهم في مصر عن طريق إدارة الجوازات والهجرة بوزارة الداخلية المصرية ويتم تجديد الإقامة لمدة ثلاثة أشهر فقط في المر حلة الحالية.

وأوضح أن مكتب المفوضية في مصر قام بشكل استثنائي بإجراء تسجيل متنقل في مناطق مختلفة من القاهرة والإسكندرية خلال الإجازات الأسبوعية بداية من شهر مارس (آذار) الماضي وذلك لتسهيل إجراءات تسجيلهم بالتنقل إلى مناطق تمركزهم وإصدار البطاقات الصفراء التي توثقهم كطالبي لجوء في مصر في نفس اليوم بدلا من الانتظار لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع.

وكشف الدايري عن أن اثنتين وستين عائلة فلسطينية تضم مائة وثمانين فلسطينيا يحملون وثائق سفر سورية طلبوا التسجيل لدى مكتب المفوضية لكن المفوضية لم تسجلهم حتى الآن في انتظار السماح بتسجيل الفلسطينيين حاملي وثائق السفر السورية ليتم معاملتهم مثل أقرانهم السوريين الذين يدخلون مصر.

وقال الدايري إن مفوضية اللاجئين ترحب بقرار الحكومة المصرية مؤخرا بمعاملة الفلسطينيين حاملي وثائق السفر السورية مثل نظرائهم السوريين. وأضاف أن هناك الكثير من الأطراف في مصر عملت على إنشاء شبكة دعم قوية للسوريين مثل منظمات أهلية مصرية وجمعيات خيرية ذات خلفيات دينية توفر مساعدات مختلفة تتراوح بين المساعدات المالية الشهرية إلى توزيع الغذاء لكن زيادة أعداد السوريين الوافدين تحد من قدرة تلك الشبكات على تقديم المساعدة المطلوبة.

ويعمل بعض السوريين في سوق العمل غير الرسمية كالمطاعم وطلاء المنازل ولكن نتيجة للتقارب الثقافي ووحدة اللغة وتضامن المصريين مع السوريين فإن السوريين يحصلون على فرص عمل بسهولة في القطاع الخاص غير الرسمي.

الأسد: أردوغان يعتبر نفسه «خليفة» و«السلطان العثماني الجديد»

حمل الحكومة التركية مسؤولية التدهور في العلاقات الدبلوماسية

لندن: «الشرق الأوسط»

شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوما على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قائلا إنه يعتقد نفسه «السلطان العثماني الجديد» و«خليفة»، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية روسية بثت أمس. وفي حديث لقناة «روسيا اليوم» بدمشق أجري بالإنجليزية، قال الرئيس السوري إن أردوغان «يعتقد شخصيا أنه السلطان العثماني الجديد، وأنه يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الأمر خلال عهد الإمبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. إنه يفكر في أعماقه بأنه خليفة».

واعتبر الأسد أن حكومة أردوغان هي التي تدعم المعارضة السورية المطالبة بإسقاط الأسد «وليس تركيا وليس الشعب التركي» لأن الأخير «بحاجة لعلاقات جيدة مع الشعب السوري».

أما أردوغان فيعتقد أنه «إذا استولى الإخوان المسلمون على الحكم في المنطقة، خصوصا في سوريا، فيستطيع أن يضمن مستقبله السياسي»، بحسب الأسد.

وحمل الرئيس السوري رئيس الحكومة التركية المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي، مسؤولية التدهور في العلاقات الدبلوماسية، والتحول في سياسات تركيا «من صفر مشكلات إلى صفر أصدقاء».

وكشف الأسد أن اتصاله الأخير بأردوغان يعود إلى مايو (أيار) 2011 لتهنئته بفوزه في الانتخابات التشريعية.

وشهدت العلاقات بين البلدين الجارين تأزما منذ دعم تركيا الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الأسد، التي انطلقت منتصف مارس (آذار) 2011.

واتخذ هذا التوتر طابعا عسكريا مع إسقاط الدفاعات الجوية السورية في يونيو (حزيران) الماضي، طائرة حربية تركية قالت دمشق إنها اخترقت أجواءها فوق المياه الإقليمية. واستبعد الأسد احتمال اندلاع حرب بين سوريا وتركيا لأن «غالبية الشعب التركي لا تريد مثل هذه الحرب، وينطبق الأمر ذاته على الشعب السوري»، مشيرا إلى أن الخلاف بين البلدين «يتعلق بالحكومات والمسؤولين.. بين مسؤولينا ومسؤوليهم بسبب سياساتهم».

كذلك تكرر في الفترة الماضية تبادل القصف المدفعي عبر الحدود منذ مقتل خمسة أتراك جراء قذيفة مصدرها الأراضي السورية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتعليقا على سقوط القذائف، قال الأسد إن معرفة مصدرها تتطلب «وجود لجنة مشتركة بين الجيشين من أجل معرفة من يقصف من»، مؤكدا أن تركيا رفضت طلبا سوريا لتشكيل لجنة مماثلة.

ويستخدم النظام السوري عبارة «الإرهابيين» للإشارة إلى الثوار المعارضين الذين يحاربون القوات النظامية.

واستمرت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري ومجموعات معارضة له قرب الحدود التركية – السورية الجمعة، مما دفع مزيدا من السوريين إلى النزوح إلى دول مجاورة، وقد بلغ عددهم في 24 ساعة 11 ألفا.

في هذا الوقت، يناقش ممثلو المعارضة السورية في قطر مبادرة لإيجاد هيكلية جديدة تعمل على توحيد المجهود العسكري ضد النظام، وإدارة المساعدات الإنسانية، والإشراف على المناطق المحررة، مما سيجعل المعارضة أكثر تمثيلا ومصداقية أمام المجتمع الدولي.

مرشد «إخوان سوريا» لـ «الشرق الأوسط»: كلما زاد القتل زاد التطرف.. والغرب «المتفرج» مسؤول عن ذلك

لجان التنسيق تنسحب من المجلس الوطني احتجاجا على «سيطرة الإخوان»

لندن: محمد الشافعي بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عن ترحيبها بفكرة إيجاد قيادة سياسية جامعة للمعارضة، كحكومة وحدة وطنية في حالة سقوط الرئيس بشار الأسد، تلتزم بهدف إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه، ولا تدخل معه في أي حوار أو مفاوضات، وكشف المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا محمد رياض الشقفة (أبو حازم) في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس، أن الأمانة العامة للهيئة الجديدة تتكون من 41 عضوا سيكون نصيب الإخوان منها 10 أعضاء، ستنتخب لاحقا رئيسا له، مشيرا إلى أن المكتب التنفيذي للهيئة الجديدة سيتكون من 11 عضوا، وقال إن المشاورات في العاصمة القطرية الدوحة ما زالت مستمرة حول «هيئة المبادرة الوطنية السورية» وأشياء أخرى لم يتفق عليها بعد، ونفى ما تردد من أن «الإخوان» يسعون لفرض سيطرتهم على الهيئة الجديدة، وقال إن غياب تمثيل المرأة السورية عن الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، جاء نتيجة عملية انتخابات ديمقراطية، إلا أن الهيئة الجديدة يمثل فيها أغلب الطيف الوطني السوري، على الرغم من غياب البعض. وبخصوص انتقادات وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن سوريا بحاجة إلى معارضة قوية لمقاومة جهود المتطرفين الذين يحاولون اختطاف الثورة السورية، مشيرة إلى وجود تقارير مقلقة تخص محاولة توجه المتشددين للسيطرة على مكتسبات الثورة السورية لمصالحهم الخاصة، قال رياض الشقفة مرشد عام «إخوان سوريا»: «أستطيع القول: كلما زاد القتل زاد التطرف، والغرب هو المسؤول أيضا، لأن زعماءه لم يقفوا بما فيه الكفاية إلى جانب الثورة السورية، لأنه ليس من المعقول أن تحدث المجازر في بلدنا سوريا، والعالم واقف يتفرج علينا»، وأعرب الشقفة، مرشد إخوان سوريا المقيم في المنفى، عن أسفه لعدم وجود إرادة دولية للتورط في الصراع الدائر في سوريا، وكرر نداءات للمجتمع الدولي لتزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لصد الهجمات الجوية وقاذفات مضادة للدروع، لكنه قال إن «الشعب السوري سوف ينتصر من دون ذلك». وأضاف أن «الحصول على تأييد المجتمع الدولي من شأنه أن يعجل برحيل الأسد، الذي سيسقط حتى من دون مساعدة أحد، وهذا يعني إنقاذ كثير من الأرواح». وأشار إلى أن وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى «سدنة البيت الأبيض في فترة ولاية ثانية لن يغير من الأمر شيئا، وسيظل الصراع كما هو حتى سقوط الأسد، الذي أعتقد أنه بات قريبا».

الى ذلك أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة انسحابها من المجلس الوطني، «بعد نتائج إعادة الهيكلة المخيبة للآمال». وشكت الناطقة باسم اللجان ريما فليحان من أن «هناك سيطرة شبه كاملة لجماعة الإخوان المسلمين على المجلس»، والانسحاب جاء بعد أن تبين أن «شيئا لم يتغير في أداء المجلس رغم مشروع الإصلاح، وأن التركيبة الجديدة كرست سيطرة فئة معينة وغلبت طابعا واحدا».

وجاء في بيان اللجان أنه «بعد عدة محاولات من لجان التنسيق المحلية لدفع المجلس الوطني السوري إلى تبني خطة إصلاح شاملة وجذرية وجدية، ليكون قادرا على النهوض بدوره في تمثيل ثورة الشعب السوري (…)، تأكد لنا أن المجلس غير قادر على إنجاز هذه الخطوة، وخصوصا بعد نتائج إعادة الهيكلة المخيبة لآمال معظم السوريين». وأضاف أنه «بناء عليه، تعلن لجان التنسيق المحلية في سوريا انسحابها من المجلس الوطني السوري».

وقالت فليحان إن «النتائج المفاجئة للانتخابات التي حصلت داخل المجلس تعكس سيطرة من لون واحد وتمثيلا غير منطقي.. هذا غير مقبول». وتابعت أن «جزءا كبيرا من الشخصيات المقصرة استمر في تولي المسؤوليات وشخصيات كان يمكن أن تقدم شيئا لم تتمكن من أن تكون جزءا من التركيبة الجديدة التي تخلو أيضا من أي تمثيل نسائي».

وأكدت فليحان أن لجان التنسيق تشكل جزءا من «مبادرة الهيئة الوطنية» التي بدأت المعارضة مناقشتها الخميس في الدوحة، معربة عن أملها في إقرار المبادرة. وقالت «نحن متفائلون والأجواء إيجابية».

وأضافت: «نحن لا نريد أن ينتهي المجلس كمؤسسة، بل نريده جزءا فاعلا من المؤسسة الجديدة. نريد تجميع القوى في كيان واحد يمثل كل المعارضة ويضع خططا استراتيجية للثورة. كما أننا في حاجة إلى مؤسسة جديدة قادرة على إدارة المرحلة وينبثق عنها تكتل صغير رشيق قادر على الحراك بفاعلية».

«أطباء بلا حدود»: لا حماية في سوريا للمستشفيات.. ونعمل على تأسيس مراكز في المنازل

واشنطن ترفع قيمة مساعداتها الإنسانية لسوريا إلى 165 مليون دولار

بيروت: كارولين عاكوم

تظهر التصريحات المتتالية التي تصدر على ألسنة مؤسسات اجتماعية عالمية في الفترة الأخيرة مدى تفاقم المشكلة الإنسانية في سوريا. وكان آخرها ما أعلنه رئيس فرع منظمة «أطباء بلا حدود» في ألمانيا تانكرد شتوبه من أنه لا توجد حماية للمستشفيات والأطباء في سوريا، لافتا إلى أن المنظمة «تسعى لتأسيس مراكز للمستشفيات في منازل عادية حتى لا تكون واضحة للعيان ومعروفة، لإبعادها عن خطر التعرض للقصف».

وذكر شتوبه أنه من المهم أن يكون الأطباء في موقع الأحداث، لأن كثيرا من المصابين لن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة لحين نقلهم إلى مخيمات اللجوء على الجانب الآخر من الحدود، وقال «الوضع محبط ويزداد سوءا». وأضاف أن المنظمة أسست أربعة مستشفيات في شمال وغرب سوريا، رافضا الإفصاح عن أماكنها بالتحديد لأسباب أمنية، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن هذا العدد من المستشفيات لم يعد كافيا. وأشار شتوبه إلى أن المصابين ليسوا رجالا فحسب، بل يوجد بينهم أيضا الكثير من النساء. وحول ظروف عمل الأطباء في سوريا، قال شتوبه «إنها صعبة، حيث يتعين علينا إحضار جميع الأدوية والوسائل المساعدة من الخارج بسبب عدم إمكانية شراء أشياء من هنا. نضطر كثيرا إلى تغيير أماكن المستشفى والمبيت في أماكن مختلفة».

وذكر شتوبه أن المستشفيات والأطباء يتمتعون في الأساس بحماية القانون الدولي في أوقات الحرب، لكن هذا لا يحدث في سوريا، وقال «مطلوب منا إحداث عملية توازن مستمرة: أن نعمل في مكان النزاع وفي الوقت نفسه نهتم بأمن المرضى والأطباء».

هذا الواقع الطبي المأساوي أكده الناشط الحقوقي عبيدة فارس، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «هناك 3 مشاكل رئيسية يعاني منها السوريون على الصعيد الطبي والاستشفائي، وهي أن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تعاني من نقص حاد من المستشفيات والأطباء والأدوية والمعدات، الأمر الذي يقف حاجزا أمام معالجة المرضى والمصابين. أما في المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرة النظام فهنا الوضع ليس أفضل، في ظل عدم إمكانية وصول المصابين إليها، نظرا إلى المراقبة المتواصلة والدقيقة التي يقوم بها الأمن السياسي لهذه المستشفيات ليعمد إلى اعتقال الناشطين. أما السبب الثالث، فهو أن قدرات هذه المستشفيات هي في الأساس لم تكن جاهزة لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة ومعالجة الحالات الخطيرة وإجراء العمليات الجراحية الصعبة»، لافتا إلى أن النظام يمنع ما توافر لدى المستشفيات الحكومية من تقديمات وأدوية وغيرها عن المواطنين لتقديمها إلى الضباط والموالين له.

الى ذلك أعلنت الولايات المتحدة أمس أنها رفعت قيمة المساعدات الموجهة إلى سوريا والبلدان المحاذية لها إلى 165 مليون دولار، وذلك لمواجهة العدد المتزايد من النازحين السوريين داخل البلاد وخارجها خصوصا مع اقتراب الشتاء.

وأعلن مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية خلال المنتدى الإنساني السادس حول سوريا في جنيف، أن واشنطن أفرجت عن مساعدات إضافية قيمتها 34 مليون دولار تزاد على المساعدات المقرة سابقا والبالغة نحو 130 مليون دولار! وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية. وهذه الأموال موجهة للنازحين السوريين في الأردن! تركيا ولبنان ويفترض أن تساعد على «تدفئة العائلات خلال الشتاء بفضل أغطية ومواقد للتدفئة وأغطية مشمعة». والهدف أيضا من هذه الزيادة في المساعدات تمويل برامج حماية الطفولة وحملات التلقيح ونقل الجرحى ذوي الحالات الحرجة إلى خارج سوريا.

الثوار يردّون على الأسد في جمعة “أوان الزحف على دمشق”: ستموت في سوريا

صبرا رئيساً للمجلس الوطني: نريد سلاحاً

                                            انتخب المجلس الوطني السوري أمس جورج صبرا الشخصية البارزة في المعارضة رئيساً جديداً له في جمعة “أوان الزحف على دمشق”، التي نادى فيها المتظاهرون الغاضبون رداً على بشار الأسد “ستموت في سوريا”، بعد أن صرح الأخير لقناة “روسيا اليوم”، قائلاً “سأعيش وسأموت في سوريا”.

ففي الدوحة انتخبت الأمانة العامة للمجلس الوطني المعارض مساء أمس، المسيحي جورج صبرا رئيساً للمجلس الذي يعتبر أهم مكونات المعارضة السورية لنظام الأسد.

وانتخب صبرا (65 عاماً) وهو شيوعي سابق يعمل مدرساً، رئيساً بعد أن حصل على 28 صوتاً من أصل أصوات أعضاء الأمانة العامة الـ41 في ختام عملية تجديد لهياكل المجلس في الدوحة.

وانتخب فاروق طيفور نائباً للرئيس وهو من جماعة “الاخوان المسلمين”.

ورداً على سؤال بعيد انتخابه حول ما يطلبه من المجتمع الدولي، قال صبرا في تصريح صحافي “لدينا مطلب واحد: ايقاف حمام الدم في سوريا ومساعدة الشعب السوري على طرد هذا النظام المجرم عن طريق تسليح الشعب السوري”، مضيفاً “نريد سلاحاً، نريد سلاحاً، نريد سلاحاً”.

ويتزامن انتخاب صبرا الرئيس الثالث للمجلس الوطني بعد برهان غليون وعبدالباسط سيدا، مع مناقشات تجري في الدوحة بين مختلف فصائل المعارضة للاتفاق على هيئة سياسية موحدة تنطق باسم المعارضة السورية على أن تحظى بعد ولادتها باعتراف دولي وعربي واسع.

وقال المعارض السوري البارز رياض سيف، “نعم هناك تأخير من قبل المجلس الوطني الذي طلب إمهاله الى الغد”، مضيفاً “نحن نعذرهم ولا بأس من يوم إضافي من التأخير من أجل هدف نبيل”.

وأبدى المعارض هيثم المالح انزعاجه من قرار المجلس الوطني، وقال “هذا أمر سيئ لأن المجلس (الوطني) يريد احتكار كل شيء ولا يريد إنجاز شيء”، مضيفاً “الجماعة هناك لا يهمهم إلا من يقود العملية، فيما الدماء السورية السائلة أهم”.

وأكد مسؤول قطري رفيع يشارك في الاجتماعات فضل عدم الكشف عن اسمه، غياب ممثلي المجلس الوطني. وقال “فعلاً لن يحضر المجلس الوطني اجتماعات الليلة (أمس)، لكن لا لشيء إلا لاستكمال إجراءاتهم الانتخابية”.

ويناقش المعارضون السوريون من المجلس الوطني ومكونات أخرى مبادرة لتوحيد المعارضة عرفت بـ”هيئة المبادرة الوطنية السورية”.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية انسحابها من المجلس الوطني “بعد نتائج إعادة الهيكلة المخيبة للآمال” حسبما جاء في بيان صادر عنها مساء أمس.

وأوضحت الناطقة باسم اللجان ريما فليحان أن “هناك سيطرة شبه كاملة لجماعة الإخوان المسلمين على المجلس”، والانسحاب جاء بعد أن تبين أن “شيئاً لم يتغير في أداء المجلس برغم مشروع الإصلاح، وأن التركيبة الجديدة (التي تم انتخابها خلال اليومين الماضيين) كرست سيطرة فئة معينة وغلبت طابعاً واحداً”.

ميدانياً، وفي جمعة “أوان الزحف على دمشق”، تحدى المتظاهرون الرئيس السوري بشار الأسد منادين في تظاهراتهم “ستموت في سوريا”، بعد أن رفض الرئيس السوري فكرة مغادرة سوريا أو اللجوء الى أي بلد آخر، في مقتطفات من مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” بثت أمس.

وبحسب مقتطفات بثتها أول من أمس القناة الناطقة بالعربية، قال الأسد “لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب الى الغرب أو الى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا”.

واعتبرت إيطاليا تصريحات الأسد دليلاً على وجود نظام انفصل تماماً عن الواقع كما جاء في تصريحات للناطق باسم وزارة الخارجية الايطالية.

وخرجت تظاهرات عديدة مناهضة للنظام في مناطق مختلفة من سوريا حاملة شعارات ردت بها على تصريحات الأسد.

وكتب ناشطون على لافتات رفعت في تظاهرة في كفرنبودة في ريف حماة (وسط)، “يا بشار يا كذاب، نتمنى أن تصدق هذه المرة وتبقى في سوريا لتلقى مصير أستاذك القذافي”، و”يا بشار ستموت على أرض سوريا ولن تدفن بأرضها الطاهرة بل في مزبلة التاريخ”.

وهتف المتظاهرون “يا شام ثوري ثوري، على القصر الجمهوري”.

واستمرت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري ومجموعات معارضة له قرب الحدود التركية – السورية أمس، ما دفع مزيداً من السوريين الى النزوح الى دول مجاورة، وبلغ عددهم في 24 ساعة 11 ألفاً.

وأعلنت الأمم المتحدة في جنيف أمس، أن نحو 11 ألف سوري لجأوا الى البلدان المجاورة خلال الساعات الـ24 الماضية هرباً من العنف، تسعة آلاف منهم الى تركيا وألف الى الأردن وألف الى لبنان.

وأوضح المسؤول في المفوضية العليا للاجئين بانوس مومتزيس في مؤتمر صحافي أن العدد الإجمالي للاجئين في البلدان الأربعة المجاورة لسوريا (تركيا ولبنان والأردن والعراق) بات يفوق 408 آلاف شخص.

في الوقت نفسه، توقع مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ أن يرتفع الى أكثر من أربعة ملايين شخص مطلع العام المقبل عدد الأشخاص الذين سيحتاجون للمساعدة الإنسانية داخل سوريا.

وعلى الأرض، تحاول قيادة المجلس العسكري الأعلى التابع للجيش السوري الحر لم شمل المجموعات المقاتلة وتوحيدها في تنظيم واحد، وهي عملية شاقة في ظل تعدد المجموعات وولاءاتها بين إسلامية وعلمانية وجنود منشقين وغيرهم.

وقال رئيس المجلس العسكري العميد مصطفى الشيخ من منطقة حدودية مع تركيا، إن المجلس أرسل مئتي ضابط الى “المناطق المحررة” في سوريا بهدف أن تكون القيادة على تماس أكثر مع الجبهة.

وأضاف أن الجيش الحر أعاد تنظيم نفسه خلال الأيام العشرة الماضية في خمسة ألوية، ستعمل “بطريقة منظمة ومنضبطة. وبعد الانتهاء من ذلك، سيعرف المجتمع الدولي وجهة السلاح” الذي يحصل عليه المعارضون.

وقتل عشرون عنصراً من القوات النظامية السورية على الأقل أمس في اشتباكات جديدة مع مقاتلين معارضين “هاجموا مقار الأمن العسكري والمخابرات الجوية وأمن الدولة في مدينة رأس العين” في محافظة الحسكة في شمال سوريا، انتهت بسيطرة المقاتلين عليها. ومعبر رأس العين مقفل عادة ولا يفتح أمام العابرين المشاة إلا خلال المناسبات الدينية ليتمكن السكان على جانبي الحدود من تبادل الزيارات مع أقارب لهم في الجانب الآخر. وتمكن المقاتلون المعارضون قبل أكثر من شهرين من السيطرة على معابر عدة مهمة بين تركيا وسوريا.

في ريف دمشق، تستمر العمليات العسكرية الواسعة التي تستخدم فيها القوات النظامية الطيران الحربي بكثافة. وتترافق مع معارك عنيفة في مناطق عدة.

وقتل خمسة أشخاص أمس في تفجير سيارة مفخخة أمام مبنى بلدية معضمية الشام (جنوب غرب دمشق).

في محافظة دير الزور (شرق)، قتل 33 شخصاً في قصف مدفعي على سوق في مدينة القورية مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد.

في محافظة القنيطرة، قتل اكثر من ثلاثين عنصراً من قوات النظام السوري والمقاتلين المعارضين له خلال أسبوع في معارك تواصلت أمس في قرى تقع داخل المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان.

وأفاد المرصد عن مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين وجندي نظامي في مواجهات الأمس.

وارتفع عدد شهداء أمس حسب لجان التنسيق المحلية إلى 126 بينهم تسعة اطفال وستة سيدات، ثلاثة وثلاثون شهيداً في دير الزور معظمهم من النساء في مجزرة القوريه، ثلاثة وثلاثون شهيداً في دمشق وريفها، ثمانية عشر شهيداً في حلب، أحد عشر شهيداً في إدلب، عشرة شهداء في حماة، تسعة شهداء في حمص، ثمانية شهداء في درعا، شهيدان في الرقة، وشهيد في الحسكة وشهيد في القنيطرة. (التفاصيل ص 14)

وحذر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشي يعالون أمس الحكومة السورية من توسع المعارك. وكتب على حسابه الرسمي على موقع “تويتر” للتواصل على شبكة الانترنت، “إننا نحمل النظام السوري مسؤولية ما يحدث على طول الحدود”.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)

الأمم المتحدة: 11 ألف لاجئ سوري خلال 24 ساعة و4 ملايين يحتاجون الى مساعدات

                                            اعلنت الامم المتحدة في جنيف الجمعة ان نحو 11 ألف سوري لجأوا الى البلدان المجاورة، 9 الاف منهم الى تركيا والف الى الاردن والف الى لبنان، خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، وان نحو 4 ملايين سوري سيكونون بحاجة الى مساعدات في العام المقبل، فيما اعلن انشقاق 26 ضابطا من الجيش السوري وانتقالهم إلى تركيا.

يأتي ذلك فيما تستمر العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق حيث واصل الطيران الحربي السوري قصف المدن والقرى، واوقع قصف مدفعي لبلدة في محافظة دير الزور في شرق البلاد 12 قتيلا صباحا.

وقد اعربت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي امس عن قلقها “الشديد” لإقرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعجزها عن مواجهة تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا.

ومع امتداد المعارك إلى هضبة الجولان، حذر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعالون الحكومة السورية من توسع المعارك مع المعارضين الى الذي تحتله اسرائيل من الهضبة.

في المواقف من المواقف التي تضمنتها مقابلة بشار الأسد مع قناة “روسيا اليوم” التلفزيونية، رأت وزارة الخارجية الإيطالية أن الأسد منفصل عن الواقع.

لاجئون

وأعلن بانوس مومتزيس من المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة لمناسبة المنتدى الانساني السادس حول سوريا في جنيف أن نحو11 ألف سوري لجأوا الى البلدان المجاورة، 9 الاف منهم الى تركيا والف الى الاردن والف الى لبنان، خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وعادة ما ينزح من سوريا حوالى 2000 لاجئ يوميا.

واوضح المسؤول في المفوضية العليا للاجئين خلال مؤتمر صحافي ان العدد الاجمالي للاجئين في البلدان الاربعة المجاورة لسوريا (تركيا، لبنان، الاردن والعراق) يفوق 408 الاف شخص.

واشار المنتدى الذي يضم وكالات الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية وابرز الدول المانحة الى تدهور الوضع الانساني وعدم كفاية التمويل المطلوب للمساعدة.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة جون غينغ امس ان عدد الاشخاص الذين سيحتاجون للمساعدة الانسانية داخل سوريا يتوقع ان يرتفع الى اكثر من اربعة ملايين في مطلع العام المقبل.

وقال غينغ للصحافيين في جنيف “في مطلع السنة الجديدة … نتوقع ان يرتفع عدد الاشخاص الذي سيحتاجون (لمساعدة انسانية) من 2,5 مليونين الى اكثر من اربعة ملايين… وسيواصل هذا العدد الارتفاع بسبب المعاناة الانسانية”.

وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان العدد الاجمالي للاجئين في البلدان الاربعة المجاورة لسوريا، تركيا ولبنان والاردن والعراق، قد يرتفع الى 700 الف عام 2013. وبحسب حصيلة جديدة اعلنتها الجمعة المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة فإن عدد هؤلاء يبلغ حاليا 408 الاف لاجئ.

واشار غينغ الذي كان يتحدث للصحافيين في ختام المنتدى الانساني السادس حول سوريا في جنيف الى ان هذه الارقام “ليست اسوأ السيناريوات”، مضيفا “لكنه سيناريو مروع يجب ان يكون مصدر الهام وتحفيز” للسياسيين لمضاعفة جهودهم من اجل انهاء النزاع.

إلى ذلك، قالت وسائل اعلام تركية أمس إن 26 ضابطا من الجيش السوري من بينهم لواءان انشقوا عن جيش النظام وفروا إلى تركيا خلال الليل.

وهذا هو أكبر عدد من ضباط الجيش ينشق عن صفوف قوات الرئيس بشار الأسد منذ أشهر.

وقالت وكالة “الأناضول” للانباء إن الضباط المنشقين هم لواءان و11 عقيدا وضابطان برتبة مقدم واثنان برتبة رائد وأربعة برتبة نقيب وخمسة برتبة ملازم وإنهم عبروا إلى اقليم هاتاي الحدودي مع اسرهم وعدد آخر من الجنود وهو ما شكل اجمالا 71 شخصا.

وتم نقل المجموعة إلى مخيم أبايدين بإقليم هاتاي حيث تؤوي تركيا ضباطا آخرين انشقوا عن جيش الأسد. وكان انشقاق ضباط كبار وفرارهم إلى تركيا يحدث بشكل شبه يومي خلال شهور الصيف لكنه تباطأ بعد ذلك.

وذكرت وكالة الأناضول أن 23 سوريا أصيبوا في الاشتباكات الجارية في بلادهم ومن بينهم نساء عبروا إلى قرية بيساسلان التركية القريبة ومن معبر جيلفيجوزو خلال الليل لتلقي العلاج.

وتؤوي تركيا أكثر من 110 آلاف لاجئ سوري فروا من العنف في بلدهم ويقيمون في مخيمات قرب الحدود.

عمليات عسكرية

وتستمر العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق حيث واصل الطيران الحربي السوري قصف المدن والقرى، فيما اوقع قصف مدفعي لبلدة في محافظة دير الزور في شرق البلاد 12 قتيلا صباحا، بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

وافاد المرصد في بيانات متلاحقة عن “اشتباكات عنيفة” بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في منطقة البساتين الواقعة بين بلدة داريا في ريف دمشق وحي كفرسوسة في غرب العاصمة، مشيرا الى تعرض المنطقة “لقصف من صواريخ الطائرات الحوامة”. وذكر ان “قوات النظام تنتشر في محيط البساتين تمهيدا لاقتحامها”. وكانت هذه المنطقة شهدت اشتباكات عنيفة الخميس.

وذكرت “الهيئة العامة للثورة السورية” في بيان ان القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية يطال ايضا نهر عيشة وحي الحجر الاسود في جنوب دمشق.

كما نفذت طائرات حربية غارات جوية صباح امس على مناطق عدة في الريف، بينها مدينة دوما وبلدة عربين، بحسب المرصد.

وفي شريط فيديو نشره ناشطون على موقع “يوتيوب” الالكتروني ويحمل تاريخ الجمعة، يمكن مشاهدة طائرة حربية تلقي اربعة اجسام بيضاء فوق مدن الغوطة، بحسب ما يقول المصور، ثم تحدث انفجارات ضخمة ويتصاعد دخان ابيض كثيف. ويعلق المصور “تريد ان تموت او تعيش في سوريا؟ أبشر يا بشار ستموت في سوريا”.

وشهدت العاصمة والمناطق المحيطة بها تصعيدا في العمليات العسكرية على الارض خلال الايام الماضية.

وقال المرصد: “انفجرت سيارة مفخخة امام مبنى بلدية معضمية الشام (جنوب غرب دمشق) وتشير المعلومات الاولية الى سقوط اربعة شهداء بينهم سيدة”.

وفي بغداد (مراسل المستقبل علي البغدادي) افاد عدد من العراقيين المقيمين في دمشق الواصلين الى العاصمة العراقية أمس “المستقبل” أن “دمشق تحولت الى ثكنة عسكرية مع احتدام المعارك بين القوات النظامية السورية والجيش الحر في العديد من مناطق العاصمة”، مؤكدين ان “قوات النظام نشرت عدد من المدرعات والمدفعية في عدد من المناطق المهمة كما نشرت اعداد كبيرة من القوات النظامية بالاضافة الى انتشار كبير لعناصر الشبيحة المجهزين باسلحة حديثة”.

واوضح شهود العيان الى ان “الحواجز الامنية انتشرت بشكل غير مسبوق في العاصمة دمشق كما ان موالين لنظام الاسد يصعدون من اجراءاتهم الامنية لتفتيش المارة والتأكد من الهويات التعريفية”. واشاروا الى “تحويل قوات النظام مناطق علوية ودرزية في دمشق الى ثكن عسكرية والقصف منها على المناطق المناوئة للاسد والتي تشهد نفوذا للمعارضة السورية او التي تشهد خروج تظاهرات احتجاج بشكل دائم ضد الاسد”. كما اشاروا الى ان “السوريين يعلمون ان هدف نظام الاسد من زج المناطق المختلفة دينيا وعرقيا ومذهبيا في الصراع الدائر يندرج في سياق احداث فتنة مذهبية بين السكان في حال سقوطه”.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل ما لا يقل عن اثني عشر مواطنا في قصف مدفعي على مدينة القورية، بحسب المرصد السوري الذي اشار الى تعرض مدينة البوكمال في المحافظة نفسها على الحدود مع العراق لقصف من القوات النظامية بالطائرات الحربية.

كما افاد عن اشتباكات في محيط كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين.

تحذير إسرائيلي

وفيما يتسع نطاق المعارضة، حذر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعالون الحكومة السورية من توسع المعارك بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين الذين يقاتلونه في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان.

قتل اكثر من ثلاثين عنصرا من قوات النظام والثوار خلال اسبوع في معارك تواصلت امس في قرى تقع داخل المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد في بريد الكتروني عن “اشتباكات (أمس) الجمعة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مناطق بريقة وبئر عجم والحرش” في ريف محافظة القنيطرة “في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على المنطقة” التي تتواجد فيها مجموعات مقاتلة.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” ان الاشتباكات تدور “داخل الشريط المنزوع السلاح”، وان بين المقاتلين المعارضين “مدنيين وآخرين منشقين عن الجيش النظامي”.

وقتل ثلاثة ثوار وجندي نظامي في المواجهات الجمعة، “ما يرفع الى اكثر من ثلاثين عدد الذين قتلوا من الطرفين خلال اسبوع”، حسب المرصد.

واوضح عبد الرحمن ان “عناصر فرع المخابرات الجوية في مدينة سعسع الواقعة خارج المنطقة المنزوعة السلاح” في محافظة القنيطرة، يشاركون في المعارك.

وكتب يعالون وهو ايضا وزير الشؤون الاستراتيجية على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”: “اننا نحمل النظام السوري مسؤولية ما يحدث على طول الحدود”. واضاف “اذا رأينا ان ذلك ينتشر في اتجاهنا، فسنعرف كيف ندافع عن مواطني دولة اسرائيل وعن سيادة دولة اسرائيل”.

وتأتي هذه التصريحات في حين سقطت الخميس عدة قذائف هاون انطلقت من الاراضي السورية وطالت الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان من دون التسبب بضحايا او اضرار.

وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية “انها على ما يبدو قذائف اطلقت عن طريق الخطأ اثناء معارك بين مختلف القوات المتواجدة في سوريا”، من دون تفاصيل اخرى.

وتكثفت الحوادث في هضبة الجولان في الاسابيع الاخيرة.

واشار يعالون الى ان المسؤولين السوريين تلقوا رسائل اخرى من اسرائيل تطالبهم بالسهر على ان لا تتوسع رقعة المعارك و”قد تصرفوا وفق ذلك دائما”.

واوضح “آمل ان يكون هناك في هذه الحالة شخص ما في سوريا لتولي ادارة الامور”.

وبعث السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة رون بروسور الثلاثاء رسالة الى مجلس الامن الدولي يطالبه فيها بالتحرك ردا على حوادث توغل للجيش السوري في المنطقة العازلة في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وبحسب الجيش الاسرائيلي، فقد اصيبت سيارة عسكرية اسرائيلية الاثنين في هضبة الجولان برصاصات طائشة مصدرها الجهة السورية غير المحتلة في الهضبة.

وفي الثالث من تشرين الثاني الجاري اعلن الجيش الاسرائيلي انه قدم شكوى الى مراقبي الامم المتحدة بعد دخول ثلاث دبابات سورية المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان.

نافي بيلاي

المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي اعربت أمس عن قلقها “الشديد” لاقرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر بعجزها عن مواجهة تفاقم الازمة الانسانية في سوريا.

وقالت نافي بيلاي في مقابلة اجرتها معها وكالة “فرانس برس”: “هذه هي اهمية اللجنة الدولية للصليب الاحمر: انهم يتمكنون على الدوام من الوصول الى السكان، الا في حال كان ذلك مستحيلا فعلا. وبالتالي فان هذا التصريح مقلق جدا”، في اشارة الى تصريح صدر عن رئيس الصليب الاحمر بيتر ماورر.

وقال ماورر في مؤتمر صحافي الخميس في جنيف “لا يمكننا تطوير عملياتنا بسرعة كافية لمواجهة تفاقم الوضع الانساني في سوريا”. واضاف ان “هناك العديد من النقاط التي لا تصل اليها اي مساعدة ولا علم لنا بالوضع فيها ولا بعدد الناس المعنيين”.

ورأت بيلاي “ذات مغزى كبير ان تقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها عاجزة عن القيام بهذه المهام الرئيسية”.

كما انتقدت “فشل” مجلس الامن الدولي في وضع حد للازمة في سوريا.

وقالت متحدثة على هامش منتدى حول الديموقراطية جرى في بالي وانتهى امس “ان الفشل في مساعدة الشعوب الضحايا ظهر جليا على ضوء الوقائع الجارية جرت منذ اكثر من 18 شهرا والاف الاشخاص الذين قتلوا في سوريا”.

وتابعت “ادعو مجلس الامن الى الالتزام بالاتفاقيات التي اقرها هو نفسه والمعايير التي حددها، اي ضمان السلام والامن في العالم”.

إيطاليا والأسد

وتعقيبا على ما ورد في حديث الأسد الى قناة “روسيا اليوم” التلفزيونية التي بثت أمس كاملة، ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أكي) عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيطالية جوزيبي مانزو قوله إن المقابلة أحدث حلقة في سلسلة طويلة من إطلالات الأسد، وهي دليل على وجود نظام منفصل تماما عن الواقع بالبلاد.

لكن مانزو جدد موقف بلاده من الأزمة السورية، الذي يشدد على أن الحل السياسي الوسيلة الوحيدة الممكنة. وقال إن الوضع في سوريا يزداد فوضوية بإستمرار، مبديا القلق الشديد بشأن مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة جراء الأزمة في هذا البلد. وأضاف لذلك، نحن نعمل بقوة على الجبهة الإنسانية لتجنب معاناة الملايين من النازحين إلى دول الجوار السوري، وما قد ينتج عنه من عواقب ممكنة ذات طبيعة سياسية لا يمكن التكهن إزائها وينبغي بالتالي تجنبها في تلك الدول.

وكان الرئيس السوري رفض في الحديث عن التنحي ورأى ان المسألة تحددها صناديق الاقتراع، وانتقد وصف الصراع الراهن في بلاده بالحرب الأهلية بل رأى فيه حربا ضد الإرهاب المدعوم خارجيا.

وقال الاسد انه يرفض مغادرة سوريا. وقال “لست دمية ولم يصنعني الغرب كي اذهب الى الغرب او الى اي بلد آخر. انا سوري، انا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا”. واضاف، بحسب نص المقابلة التي اجريت بالانكليزية ونشرت باللغتين الانكليزية والعربية على موقع القناة الالكتروني، “ان مسألة بقاء الرئيس او رحيله تعود الى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي الآخرين. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع”.

واكد الاسد ان النزاع القائم في بلاده منذ حوالى عشرين شهرا والذي تسبب بمقتل اكثر من 37 الف شخص ليس “حربا اهلية”، قائلا “الامر يتعلق بالارهاب والدعم الذي يحظى به الارهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سوريا”. واضاف انه “نوع جديد من الحرب يمارس فيه الارهاب بالوكالة، سواء من خلال سوريين يعيشون في سوريا، او مقاتلين اجانب يأتون من الخارج” ويتلقون دعما “غير مسبوق” لجهة “الاسلحة او المال او الدعم السياسي”.

وحمل الاسد على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، قائلا انه يعتقد نفسه “السلطان العثماني الجديد” وانه “يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الامر خلال عهد الامبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. انه يفكر في اعماقه بأنه خليفة”.

وتوقع الرئيس السوري “ان تكون الحرب طويلة” في بلاده في حال “استمرت عمليات تزويد الارهابيين بالسلاح والمساعدات اللوجستية”.

ونفى ان تكون قواته ارتكبت جرائم حرب. وقال “من غير المنطقي ان يرتكب جيش جرائم حرب ضد شعبه، لان الجيش السوري يتكون من افراد الشعب السوري. لو اراد الجيش ان يرتكب جرائم حرب بحق شعبه فانه سينقسم ويتفتت”.

إيران

في طهران، نسبت وكالة “مهر” للأنباء الى مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والبرلمانية حسن قشقاوي قوله إنه على ثقة بأن “الوضع الحالي في سوريا هو أفضل بكثير من السابق رغم التفجيرات والأعمال الإرهابية”. وأضاف ان “المواقف الراهنة للدول التي كانت تدعم المعارضة السورية قد تغيرت حتى ان المسؤولين الأميركيين أعلنوا ان الديموقراطية الدامية في سوريا لا تتحقق ويجب العودة الى الدبلوماسية الإيرانية التي هي الديمقراطية غير الدامية”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، “المستقبل”)

مقتل 130 شخصا أمس

قصف على دمشق بعد يوم دام

                                            قال المركز الإعلامي السوري إن النظام واصل صباح اليوم قصف أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن في العاصمة دمشق، في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام شنت صباح اليوم حملة دهم واعتقالات في حي الشغور بالعاصمة، وذلك بعد يوم شهد مقتل 130 شخصا بينهم 18 بمجزرة في دير الزور، في جمعة أطلقوا عليها اسم جمعة الزحف إلى دمشق.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن عشرة أشخاص قتلوا اليوم معظمهم في دمشق وريفها.

وأفاد الناطق باسم اتحاد شباب سوريا سمير الشامي في اتصال هاتفي بأن فتى صغيرا من ذوي الاحتياجات الخاصة قتل صباح اليوم في حي القابون بدمشق عندما استهدفه رصاص قناص تابع للنظام، وقال الشامي إن شبيحة النظام أعدموا ميدانيا اليوم شخصين بالقابون.

أما أعنف أحداث أمس فقد وقعت ببلدة القورية في دير الزور عندما قصفت قوات النظام بالمدفعية سوقا شعبية مكتظة مما تسبب بمقتل 18 شخصا، من بينهم 12 امرأة وثلاثة أطفال، ورجح ناشطون تزايد عدد القتلى بسبب خطورة حالة عشرات الجرحى.

تواصل القصف

في الأثناء واصل النظام السوري قصفه لعدة مناطق بمختلف أرجاء البلاد من بينها ريف دمشق، حيث أفاد ناشطون بأن القصف شمل مدن زملكا ودوما وعربين وحمورية وعدة مناطق في الغوطة الشرقية، وأضافوا أن الطيران المروحي قصف بلدات ببيلا وبيت سحم، كما قصفت المدفعية بلدات حجيرة والبويضة ومديرا وعسال الورد وحرستا ومعضمية الشام وبيت سحم وحوش عرب.

أما حلب فشهدت قصفا مدفعيا على حي الليرمون، وقصفا جويا بمنطقة جب غبشة، بينما تجدد القصف على بلدات حيان والسفيرة والمنصورة ويبدة وكفر حمرة.

وفي مدينة حمص، قصف جيش النظام عدة أحياء فيها، مثل دير بعلبة وجورة الشياح والوعر وبابا عمرو، بينما تواصل القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدن الرستن والحولة.

وقال ناشطون إن قصفا بالمدفعية الثقيلة والرشاشات الثقيلة استهدف بلدات العنكاوي وخطاب في حماة.

ووثقت شبكة شام الإخبارية عشرات المواقع الأخرى التي تعرضت للقصف بأنحاء سوريا، ومنها حي طريق السد ومدن وبلدات النعيمة وإبطع والمزيريب وداعل ومعربة وبصرى الشام بدرعا، ومدن وبلدات سراقب وكفر نبل ومعرة مصرين وكفروما وبنش في إدلب، ومصيف سلمى وقرى كفر دلبة وربيعة والخضرا والسرايا باللاذقية، ومدن القورية والعشارة وبقرص وأحياء بمدينة دير الزور، ومدينة رأس العين بريف الحسكة، ومدينة الطبقة بالرقة، وبلدات بالقنيطرة قرب الجولان المحتل.

اشتباكات

ومن جهة أخرى بث ناشطون صورا لاشتباكات دارت أمس بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في شارعيْ الثلاثين وفلسطين وحييْ التضامن والمتحلق الجنوبي بدمشق، وتحدثوا عن اشتباكات وقعت في منطقة البساتين قرب بلدة داريا بريف دمشق، كما أكدوا استمرار القتال في حلب حول مبنى الأمن الجوي الذي يحاصره الجيش الحر.

وفي إدلب، وقعت اشتباكات بمدينة معرة النعمان، في حين شهدت عدة أحياء بمدينة دير الزور اشتباكات مماثلة وكذلك في مدينتيْ الميادين والبوكمال.

وقالت شبكة شام إن طائرتين محملتين بالضباط وأهاليهم غادرتا مطار القامشلي بريف الحسكة بعد تداول أنباء عن استعداد الجيش الحر لدخول المدينة.

وذكرت الشبكة أيضا أن اشتباكات عنيفة وقعت في سوق الشجرة بحي الدباغ في حماة، وكذلك في بلدات بئر عجم وبريقة بمحافظة القنيطرة، وفي قرية الهوشان بمحافظة الرقة.

وقد بث ناشطون سوريون صورا لمن قالوا إنهم عناصر من الشبيحة والجيش النظامي وهم يتدربون على المعارك مستخدمين جثثا لقتلى من المدنيين، ولم يذكر الناشطون تاريخ أو مكان التقاط الصور.

مظاهرات

ولم يمنع العنف المتواصل بمعظم أرجاء سوريا المتظاهرين من الخروج للشوارع للتنديد بممارسات النظام، في جمعة أطلق عليها الناشطون “أوان الزحف إلى دمشق”، وهتف المتظاهرون فيها بنصرة الجيش الحر وطالبوا بإسقاط النظام.

وبث ناشطون مظاهرات من درعا ومن حي جوبر في دمشق ومن حلب. كما خرجت مظاهرات في دوما بريف دمشق التي تتعرض منذ أسابيع لقصف عنيف، بينما أحصى مجلس قيادة الثورة في حماة ستين مظاهرة بحماة وحدها، مؤكدا تعرض 24 منها لإطلاق نار من قوات النظام.

عشية انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس

صبرة رئيسا للمجلس الوطني السوري

                                            انتخبت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري مساء الجمعة في الدوحة جورج صبرة رئيسا للمجلس خلفا لعبد الباسط سيدا. بينما لا تزال المناقشات مستمرة لتشكيل جبهة معارضة موحدة تنبثق عنها حكومة انتقالية، في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية أنها انسحبت من المجلس الوطني لأن “قياداته غير قادرة على تبني خطة إصلاح شاملة وجدية”.

ونال صبرة 28 صوتا من أصوات الأمانة العامة، فيما حاز منافسه هشام مروة 13 صوتا، في حين أعلن انتخاب فاروق طيفور نائبا لرئيس المجلس، وقد جرت عملية الفرز أمام عدسات المصورين وبحضور إعلامي.

وفي لقاء مع قناة الجزيرة، قال صبرة -عقب إعلان انتخابه- إنه يأمل أن يتحقق في دمشق ما جرى  في الدوحة من انتخابات ديمقراطية، ليتمكن السوريون من انتخاب نقابات وإدارات محلية وبرلمان ورئيس للجمهورية.

وردا على سؤال بشأن المهمات الملقاة على عاتق المجلس الوطني، قال صبرة إن برنامج العمل ثقيل وطويل، وإن المهمة الأولى حاليا هي بذل الجهود لوقف هدر الدم وقتل الأطفال ولإسقاط النظام بأسرع ما يمكن، مشيرا إلى أن سقوطه لن يكون لصالح الشعب فحسب بل لاستقرار المنطقة أيضا.

وأضاف رئيس المجلس الوطني أن الأزمة السورية تحتاج خطوات حاسمة لحلها، وأنه قد آن الأوان “بعد عشرين شهرا من العذاب والاضطهاد والإجرام” لأن يحزم المجتمع العربي أمره ويقوم المجتمع الدولي بدوره، مؤكدا أن أول الواجبات الآن هو تمكين السوريين من حماية أنفسهم ومنحهم وسائل الدفاع عن حياتهم، وتزويد الجيش السوري الحر بالسلاح، إضافة إلى تقديم الغوث الإنساني للاجئين في المخيمات وملايين المشردين داخل البلاد، حسب قوله.

مكتب تنفيذي

وانتخبت الأمانة العامة للمجلس الوطني في وقت سابق الجمعة 11 عضوا بالمكتب التنفيذي، بعدما كانت الهيئة العامة للمجلس انتخبت الخميس 41 عضوا للأمانة العامة.

والمنتخبون في المكتب التنفيذي الجديد هم عبد الباسط سيدا، وجورج صبرة، وهشام مروة، وسالم المسلط، وحسين السيد، وجمال الورد، وفاروق طيفور، ونذير الحكيم، وعبد الأحد اسطيفو، وخالد الصالح، وأحمد رمضان.

وقال موفد الجزيرة إن أعضاء المكتب التنفيذي يمثلون الحراك الثوري والإخوان المسلمين والشيوعيين وأطيافا أخرى، إضافة إلى العشائر وبعض الأقليات الدينية.

وقال عضو المكتب التنفيذي أحمد رمضان إنه يحق إضافة أربعة أعضاء إلى الأمانة العامة لضرورات وطنية، وتوقع إضافة سيدتين لخلوها من السيدات، إلى جانب عضوين من الأقليات.

ومن جهة أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية إنها انسحبت من المجلس الوطني لأن “قياداته غير قادرة على تبني خطة إصلاح شاملة وجدية”.

وأضافت -في بيان لها- أن قرار انسحابها جاء بعد نتائج هيكلة المجلس التي وصفتها بأنها “مخيبة لآمال معظم السوريين”.

مبادرات وتشاور

وواصل المجتمعون في الدوحة مساء الجمعة مشاوراتهم بشأن مبادرة عرضها المجلس وأخرى طرحها المعارض رياض سيف لتوحيد المعارضة.

وتدعو مبادرة المجلس الوطني إلى عقد مؤتمر وطني على الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الحر لتشكيل حكومة انتقالية مصغرة، بينما تنص مبادرة سيف على تشكيل كيان جديد للمعارضة أوسع من المجلس الوطني، يضم قيادة عسكرية، وتنبثق عنه حكومة انتقالية تحظى بأوسع اعتراف دولي ممكن.

بيد أن بعض أعضاء المجلس قالوا إن مبادرة سيف لا تضع آليات لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ولا تتضمن أهدافا محددة، ولا تشير إلى دور للجيش الحر.

وقال صبرة في حديثه لقناة الجزيرة إن المجلس بصدد مناقشة المبادرتين، حيث تعقد الأمانة العامة صباح السبت جلسة للتشاور، كما سيعقد لقاء بعد الظهر مع الشركاء الممثلين لبقية تشكيلات المعارضة للوصول إلى قرار.

وأضاف “نحن نشك في إمكانية تشكيل هيئة سياسية خلال أيام، بل نحتاج إلى وقت للتعارف بين الأشخاص والهيئات لوضع الأمور على أرضية صلبة”، مشيرا إلى إمكانية بقاء المنظمات السياسية المعارضة على وضعها الحالي لتعمل بشكل مواز، ومؤكدا الانفتاح على كافة الخيارات.

4 ملايين سوري بحاجة لمساعدات

قال مسؤول أممي إن أكثر من أربعة ملايين شخص داخل سوريا سيكونون بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة مطلع العام المقبل إذا استمر القتال على وضعه الحالي، بينما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن نحو 11 ألف لاجئ سوري عبروا الليلة قبل الماضية إلى ثلاث دول مجاورة في أكبر موجة لجوء منذ أشهر.

وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جون جينغ إنه إذا استمر القتال في سوريا بوتيرته الحالية فإن عدد السوريين الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية سيرتفع من مليونين ونصف مليون حاليا إلى أكثر من أربعة ملايين أوائل العام المقبل.

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد أعلنت الجمعة أن حوالي 11 ألف سوري لجؤوا إلى البلدان المجاورة (9 آلاف منهم إلى تركيا، وألف إلى الأردن، وألف إلى لبنان) خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أضخم عملية لجوء “منذ فترة من الوقت”.

وأوضح المسؤول في المفوضية العليا بانوس مومتزيس -خلال كلمة في المنتدى الإنساني السادس حول سوريا بجنيف- أن العدد الإجمالي للاجئين في البلدان الأربعة المجاورة لسوريا (تركيا ولبنان والأردن والعراق) يفوق 408 آلاف شخص.

ومن جهته، قال منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للمفوضية رضوان نويصر إن خطط الاستجابة لاحتياجات اللاجئين السوريين ما زالت تفتقر بشدة إلى التمويل المطلوب، حيث تلقت تمويلا بنسبة 45 % بينما لم يبق سوى شهر ونصف فقط قبل نهاية دورة العمل الحالية.

وأضاف أن هناك تحديات كبيرة، منها الوصول إلى المحتاجين، مشيرا إلى أن هذا التحدي لا ينجم عن العوائق الإدارية ولكن عن انعدام الأمن، وتابع “ما دامت أطراف الصراع لا تحترم حياد ونزاهة العاملين في المجال الإنساني فسيظل الوصول صعباً”.

مبعث قلق

ومع دخول تسعة آلاف لاجئ إلى تركيا في يوم واحد، قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن هذه الموجة تمثل “مبعث قلق” لبلاده، مضيفا أن تحقيقا أوليا أظهر أن تركيا قد لا تكون لديها قدرة كافية لاستضافة كل الوافدين الجدد، ولكنها تحاول استيعابهم جميعا.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن معظم هؤلاء اللاجئين عبروا الحدود إلى إقليم سنليورفا هربا من القتال بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في بلدة رأس العين بمحافظة الحسكة.

وكان الجيش الحر قد سيطر على البلدة أمس الأول الخميس، لكن المجلس الكردي -وهو ائتلاف من أحزاب كردية معارضة للرئيس بشار الأسد- طالب الجيش الحر بمغادرة رأس العين، قائلا إن الاشتباكات وكذلك الخوف من التعرض للقصف من الجيش السوري دفعا معظم سكان البلدة البالغ عددهم خمسين ألفا إلى الفرار، مشيرا إلى أن محافظة الحسكة يجب أن تبقى منطقة آمنة لآلاف اللاجئين الذين فروا إليها من مناطق أخرى.

وتزامنت تلك الأنباء مع إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها عاجزة عن مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسوريا، حيث وصفت الوضع بأنه سيئ للغاية، مشيرة إلى أن أعدادا كبيرة من السوريين لا يتلقون المساعدات اللازمة.

وقال رئيس الصليب الأحمر بيتر مورير إن الوضع الإنساني هناك يزداد سوءا، رغم أن اللجنة تعمل مع الهلال الأحمر السوري.

فلسطينيو سوريا.. معاناة مضاعفة بلبنان

جهاد أبو العيس-بيروت

تقدر أوساط حقوقية وإغاثية في لبنان أعداد المهجرين الفلسطينيين القادمين من سوريا بحوالي عشرة آلاف لاجئ حتى أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يعيشون في ظروف صعبة وبالغة التعقيد.

فقد دفعت الأحداث الدامية والاشتباكات وعمليات القصف التي استهدفت مخيمات فلسطينية عدة، على رأسها مخيم اليرموك في دمشق، إلى ما يشبه النكبة لكثير من العوائل الفلسطينية، والتي تركت كل ما تملك في سوريا ولجأت من جديد لدى أقارب لها في لبنان.

وبحسب إحصاءات نشرتها مؤسسات حقوقية فلسطينية ومنظمات دولية فقد أسفرت أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد العام الماضي إلى سقوط أكثر من ستمائة قتيل فلسطيني قضى معظمهم تحت القصف داخل المخيمات، جنبا إلى جنبا مع تهجير عشرات العائلات.

وضع مأساوي

وبعد رحلة نزوح أفضت بهم إلى لبنان وجد هؤلاء المهجرون أنفسهم في منازل بعضها من الصفيح وبعضها آيل للسقوط بفعل عوامل الزمن وأحداث الحروب، لا تتعدى مساحة الكثير منها سبعين مترا مربعا، أضحت المأوى الرئيسي لعائلات يتعدى عدد أفرادها 12 فردا جلهم من الأطفال.

ومع دخول فصل الشتاء وتفاقم الأوضاع الاقتصادية في لبنان وعدم إقامة الدولة مخيمات لجوء خاصة بالفارين تتزايد معاناة هؤلاء وكذلك مشكلات العائلات المستضيفة لهم، وسط شح كبير في مقدرات المؤسسات الخيرية واتهام بالتقصير دائم يوجه صوب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.

يضاف إلى ذلك الأوضاع القانونية الصعبة التي تفرضها أصلا الدولة اللبنانية على اللاجئين الفلسطينيين المقيمين أصلا على أراضيها، والتي وقفت بدورها كسد منيع أمام اللاجئين الجدد، فلا فرص عمل متاحة ولا رعاية صحية، ليجد الجميع أنفسهم -قادمون ومضيفون- أمام وضع معيشي أقل ما يوصف بأنه مأساوي.

مشكلة الإقامة

ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سوريا على مخيمات طرابلس (نهر البارد والبداوي) والبقاع (مخيم الجليل) بالإضافة إلى مخيمات بيروت وصيدا وصور.

ويشكل الوجود غير القانوني معضلة كبرى لوجود اللاجئ الفلسطيني القادم من سوريا ناهيك عن تحركه وعمله وتلبية أبسط الاحتياجات الأساسية لعائلته وعلى الأخص منها الصحة والتعليم.

فاللاجئ الفلسطيني لا يتمتع بأي شكل من أشكال الحماية القانونية، خاصة وأن القانون اللبناني يعتبر الأشخاص الذين تجاوزت مدة إقامتهم الأسبوعين مقيمين غير شرعيين، وهو ما يجعل اللاجئ أسير المخيمات ولا يستطيع ممارسة أي عمل، مما يلقي بعبء كبير على العائلات المستضيفة.

ويرى مدير مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان محمود حنفي أن التحدي الأبرز للعائلات الفلسطينية المهجرة من سوريا يكمن بضعف الجهات الراعية لها داخل لبنان وخصوصاً في الجوانب الصحية.

وقال حنفي للجزيرة نت إن وكالة أونروا “تحوّل مثلا اللاجئين المرضى إلى مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني على ألا تتجاوز قيمة الفاتورة الصحية مليون ليرة لبنانية (667 دولارا) وهو مبلغ زهيد جدا أمام الاحتياجات الصحية الفعلية”.

ولفت إلى قيام أونروا بعمل إحصاء جزئي عن أوضاع العائلات القادمة من سوريا، دون تضمين هذا الإحصاء بتفصيلات حقيقية وموضوعية عن واقع واحتياجات هذه العائلات، ودون أن يستتبع ذلك أي مساعدات فعلية.

وأشار إلى عدم تسجيل أي مبادرات حكومية لبنانية باتجاه تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، لجهة توسيع مساحة المخيمات أو تعديل قانون التملك أو تسهيل حرية الحركة والتنقل بصورة طبيعية.

واعتبر أن المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أوضاع اللاجئين ترتبط بثلاث جهات هي الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية ووكالة أونروا.

مجموعة عمل

وأعلن نشطاء فلسطينيون من داخل سوريا وخارجها عن تأسيس ما سمي بـ” مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” غايتها تبني القضايا الإغاثية وتنسيق جمعها وإيصالها للمعوزين من الأسر الفلسطينية المنكوبة.

وتهدف المجموعة المؤلفة من نشطاء فلسطينيين من سوريا ولبنان والأردن وأوروبا، لتقديم المساعدة بشتى صورها للعائلات الفلسطينية الموجودة والمهجرة من سوريا بفعل العمليات العسكرية هناك.

جورج صبرا رئيساً جديداً للمجلس الوطني السوري

المعارضة السورية استأنفت اجتماعاتها “التوحيدية” في الدوحة بغياب ممثلين عن المجلس

الدوحة – فرانس برس

انتخب المجلس الوطني السوري أمس الجمعة عضو المكتب التنفيذي جورج صبرا رئيساً له، في حين أرجأ لمدة 24 ساعة مشاركته في الاجتماعات التي تعقد في الدوحة لتوحيد المعارضة السورية.

وانتخب صبرا (65 عاماً) المسيحي الشيوعي السابق الذي يعمل مدرسا، رئيسا بعد أن حصل على 28 صوتا من أصل أصوات أعضاء الأمانة العامة البالغين 41 عضوا، في ختام عملية تجديد لهياكل المجلس في الدوحة. وانتخب فاروق طيفور نائباً للرئيس وهو من جماعة الإخوان المسلمين.

ورداً على سؤال بعيد انتخابه حول ما يطلبه من المجتمع الدولي قال صبرا في تصريح صحافي: “لدينا مطلب واحد إيقاف حمام الدم في سوريا ومساعدة الشعب السوري على طرد هذا النظام المجرم عن طريق تسليح الشعب السوري”، مضيفا “نريد سلاحاً نريد سلاحاً نريد سلاحاً”.

ترحيب عام بانتخاب صبرا

ورحب معارضون سوريون من خارج المجلس الوطني بانتخاب جورج صبرا. وقال الأمين العام السابق للمجلس الوطني، وائل ميرزا: “نأمل أن يظهر للعالم من وراء انتخاب جورج صبرا أن المجلس الوطني والشعب السوري ليس لديه فقط قدرة على التعايش، وإنما أيضا ليس لديه أي تمييز بين مواطنيه”.

ولفت ميرزا، في حديثه لوكالة “فرانس برس” إلى أن “الرئيس الأول للمجلس الوطني (برهان غليون) كان مسلما سنياً، والثاني (عبدالباسط سيدا) كان كردياً، وها هو الثالث (جورج صبرا) مسيحي”.

ومن جانبه قال المرشد العام السابق للإخوان المسلمين صدر الدين البيانوني إن صبرا “كان مرشحنا في مرحلة سابقة”، مضيفاً: “نحن نرحب بأي شخص يتوافق حوله الإخوان في المجلس الوطني فليس لدينا مشكلة مع أحد منهم”.

غياب المجلس عن اجتماعات توحيد المعارضة

ويتزامن انتخاب صبرا مع مناقشات تجري في الدوحة بين مختلف فصائل المعارضة للاتفاق على هيئة سياسية موحدة تنطق باسم المعارضة السورية على أن تحظى بعد ولادتها باعتراف دولي وعربي واسع.

واستأنف ممثلون عن فصائل عدة للمعارضة السورية اجتماعاتهم “التوحيدية” مساء أمس الجمعة في الدوحة، بغياب ممثلين عن المجلس الوطني السوري، الذي طلب مهلة 24 ساعة لإجراء مزيد من التشاور ولانتخاب رئيس له.

وقال المعارض السوري البارز رياض سيف، وهو يهم بدخول الاجتماع لوكالة “فرانس برس”: “نعم هناك تأخير من قبل المجلس الوطني الذي طلب إمهاله إلى الغد”، مضيفاً: “نحن نعذرهم ولا بأس من يوم إضافي من التأخير من أجل هدف نبيل”.

من جهته أبدى المعارض هيثم المالح انزعاجه من قرار المجلس الوطني، وقال لـ”فرانس برس”: “هذا أمر سيئ، لأن المجلس (الوطني) يريد احتكار كل شيء ولا يريد إنجاز شيء”، مضيفاً “الجماعة هناك لا يهمهم إلا من يقود العملية، فيما الدماء السورية السائلة أهم”.

إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري

وتنعقد اجتماعات المعارضة وسط أجواء من الضغوط على المعارضين السوريين من دول عربية وغربية لتشكيل هيئة سياسية تحظى باعتراف دولي.

وبعد أن حظي المجلس الوطني بصفة “الممثل الشرعي” للمعارضة السورية بعد قيامه في أكتوبر/تشرين الأول 2011، تعرض لاحقا لانتقادات عنيفة خصوصا من قبل الإدارة الأمريكية مع التشكيك في تمثيله الحقيقي.

وكان نحو 400 شخص يشكلون الهيئة العامة للمجلس الوطني انتخبوا الأربعاء أمانة عامة جديدة من 41 عضوا انتخبت بدورها اليوم الجمعة مكتبا تنفيذيا جديدا من 11 عضوا. والأعضاء الـ11 هم هشام مروة، سالم المسلط، حسين السيد، جمال الورد، فاروق طيفور، جورج صبرا، عبدالباسط سيدا، نذير الحكيم، عبدالأحد اسطيفو، خالد الصالح، أحمد رمضان.

ومن بين الأعضاء الـ11 للمكتب التنفيذي هناك أربعة جدد هم جمال الورد وحسين السيد عن الحراك الثوري وسالم المسلط عن العشائر، وهشام مروة كمستقل. واعتبر صبرا قبل انتخابه أن تشكيلة المكتب التنفيذي أتاحت تمثيل “الحراك الثوري في الداخل والإسلاميين والعلمانيين والأكراد والآشوريين والمسيحيين ولأول مرة ممثل عن العشائر”.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة انسحابها من المجلس الوطني، “بعد نتائج إعادة الهيكلة المخيبة للآمال” حسب ما جاء في بيان صادر عنها مساء أمس الجمعة.

انفجاران بدرعا والحصيلة 20 قتيلاً من قوات الأسد

سيارتان مفخختان اقتحمتا معسكراً للجيش في الحديقة الخلفية لنادي الضباط

بيروت – فرانس برس

لقي 20 عنصراً من القوات النظامية السورية حتفهم اليوم السبت في انفجاري سيارتين مفخختين قرب نقطة عسكرية في مدينة درعا في جنوب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “قتل ما لا يقل عن عشرين عنصرا من القوات النظامية إثر اقتحام سيارتين مفخختين لمعسكر القوات النظامية في الحديقة الخلفية لنادي الضباط حيث انفجرتا بفارق دقائق”.

وأوضح عبد الرحمن أن هناك خياما للجنود في الحديقة الخلفية للنادي. وقال إن شهودا رأوا سيارات إسعاف تنقل قتلى وجرحى من المكان الى المستشفى الوطني في درعا.

وذكر المرصد أن انفجارا ثالثاً لم تعرف طبيعته وقع في ملعب في المدينة فيه نقطة عسكرية أيضا، من دون أن يوقع ضحايا.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وقوع “تفجيرين في مدينة درعا، وأنباء عن سقوط ضحايا وأضرار مادية كبيرة”، من دون تفاصيل إضافية.

مرشد “إخوان سوريا”: كلما زاد القتل زاد التطرف

نفى سيطرتهم على أمانة الهيئة الجديدة كاشفاً أن نصيبهم 10 أعضاء من أصل 41

العربية.نت

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عن ترحيبها بفكرة إيجاد قيادة سياسية جامعة للمعارضة، كحكومة وحدة وطنية في حالة سقوط الرئيس بشار الأسد، تلتزم بهدف إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه، ولا تدخل معه في أي حوار أو مفاوضات. وأكد أنه كلما زاد القتل في سوريا من قبل النظام زاد التطرف.

وكشف المراقب العام لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا محمد رياض الشقفة (أبو حازم)، أن الأمانة العامة للهيئة الجديدة، تتكون من 41 عضواً – سيكون نصيب الإخوان منها 10 أعضاء – وسينتخبون لاحقا رئيساً، مشيراً إلى أن المكتب التنفيذي للهيئة الجديدة سيتكون من 11 عضواً.

وقال إن المشاورات في العاصمة القطرية الدوحة ما زالت مستمرة حول “هيئة المبادرة الوطنية السورية” وأشياء أخرى لم يتفق عليها بعد.

ونفى في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، ما تردد عن أن “الإخوان” يسعون لفرض سيطرتهم على الهيئة الجديدة، وقال إن غياب تمثيل المرأة السورية عن الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، جاء نتيجة عملية انتخابات ديمقراطية، إلا أن الهيئة الجديدة يمثل فيها أغلب الطيف الوطني السوري، على الرغم من غياب البعض.

وبخصوص انتقادات وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن سوريا بحاجة إلى معارضة قوية لمقاومة جهود المتطرفين الذين يحاولون اختطاف الثورة السورية، مشيرة إلى وجود تقارير مقلقة تخص محاولة توجه المتشددين للسيطرة على مكتسبات الثورة السورية لمصالحهم الخاصة، قال الشقفة”: كلما زاد القتل زاد التطرف، والغرب هو المسؤول أيضاً، لأن زعماءه لم يقفوا بما فيه الكفاية إلى جانب الثورة السورية، لأنه ليس من المعقول أن تحدث المجازر في بلدنا سوريا، والعالم واقف يتفرج علينا”.

وأعرب مرشد إخوان سوريا، المقيم في المنفى، عن أسفه لعدم وجود إرادة دولية للتورط في الصراع الدائر في سوريا، وكرر نداءات للمجتمع الدولي لتزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لصد الهجمات الجوية وقاذفات مضادة للدروع، لكنه قال إن “الشعب السوري سوف ينتصر من دون ذلك”. وأضاف أن “الحصول على تأييد المجتمع الدولي من شأنه أن يعجل برحيل الأسد، الذي سيسقط حتى من دون مساعدة أحد، وهذا يعني إنقاذ كثير من الأرواح”.

وأشار إلى أن وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى “سدة البيت الأبيض في فترة ولاية ثانية لن يغير من الأمر شيئا، وسيظل الصراع كما هو حتى سقوط الأسد، الذي أعتقد أنه بات قريباً”

الوطني السوري يوافق على تشكيل حكومة انتقالية

الحكومة المرتقبة من المنتظر أن يرأسها رجل الأعمال رياض سيف

العربية.نت

أعلنت المعارضة السورية، اليوم الجمعة، خلال اجتماعها المتواصل، في العاصمة القطرية “الدوحة”، قبول مقترح، بتشكيل حكومة انتقالية برئاسة “رياض سيف”.

وبحسب “وكالة الأناضول” فإن المناقشات التي أجراها المجلس الوطني السوري، بمشاركة أطراف أخرى من المعارضة السورية، أفضت إلى قبول مقترح تشكيل حكومة انتقالية يرأسها “رياض سيف”، وحظيت بقبول واسع من الأطراف المجتمعين.

وشارك في الاجتماع رفيع المستوى، وزير الخارجية التركي “أحمد داود أوغلو”، إضافة إلى وزراء خارجية مصر، وسلطنة عمان، والإمارات العربية المتحدة، والسودان.

وفي إطار حكومة سيف الانتقالية، تم تشكيل وفد من 50 إلى 60 شخصية، ومن المتوقع أن يتم تشكيل الحكومة من نفس الوفد.

ويسعى المجلس الوطني السوري المنعقد منذ الرابع من الشهر الجاري في الدوحة، إلى ضم أطراف المعارضة التي لا تنضوي تحت لوائه، لتوسيع مظلتها، ومن المزمع خلال الساعات المقبلة، انتخاب رئيس جديد للمجلس.

انتخب جورج صبرة رئيسا جديدا

المجلس السوري يدرس الذوبان بكيان جديد

                                            تواصل فصائل سورية معارضة في الدوحة مناقشة مسودة لإنشاء جسم معارض جديد، في وقت يبحث فيه المجلس الوطني السوري -الذي انتخب رئيسا جديدا هو جورج صبرة- الرد على مقترح لإنشاء مظلة جديدة للمعارضة.

وناقشت فصائل تشارك في اللقاء التشاوري في الدوحة أمس مسودة مبادرة لتوسيع صفوف المعارضة، في اجتماع لم يشارك فيه ممثلو المجلس الوطني، في حين ينتظر أن يلتقي صبرة اليوم ممثلي بقية الفصائل لبحث إنشاء هيئة معارضة أكثر تمثيلا.

جسم جديد

وكان المجلس طلب مرتين مهلة للرد على مقترح إنشاء هذا الجسم الجديد بينما كان منهمكا في انتخاب قيادته الجديدة.

وتحدثت معلومات عن معارضة شديدة يلقاها مقترح إنشاء الكيان الجديد من أعضاء في المجلس يتحدثون عن مبادرة مدعومة أميركيا تهمش هيئتهم، التي تواجه انتقادات بكونها واقعة تحت سيطرة الإسلاميين.

وكانت الإدارة الأميركية دعت الشهر الماضي لكيان معارض أوسع يكون المجلس الوطني طرفا فيه، ولا يقوده.

وقد أعلنت لجان التنسيق المحلية أنها تنسحب من المجلس بسبب موقفه من مباحثات توحيد المعارضة.

كما قال المعارض هيثم المالح لوكالة الأنباء الفرنسية إن “طلبات التأجيل التي يتقدم بها المجلس شيء سيئ، ما يهمهم هو من يشكل القيادة، بينما شغلنا الشاغل يجب أن يكون وقف حمام الدم”.

وقال ممثلو فصائل معارضة في الدوحة إن مبادرة التوحيد تحظى بموافقة واسعة, وأكدوا أنها لا تقدم نفسها بديلا عن المجلس الذي سيكون مكونا رئيسيا في الجسم الجديد.

وشارك في اجتماع فصائل المعارضة ممثلون عن المجالس المحلية بـ14 محافظة والمجلس الوطني الكردي ولجان التنسيق المحلية وشخصيات مستقلة.

قيادة جديدة

وجاء الاجتماع في وقت انتخب فيه صبرة رئيسا جديدا للمجلس الوطني خلفا لـعبد الباسط سيدا، بأغلبية 28 من أصوات الأمانة العامة البالغ عددها 41.

وكانت الأمانة العامة للمجلس انتخبت في وقت سابق أعضاء المكتب التنفيذي الذي يضم 11 شخصا.

وقد اتهم صبرة -بعد انتخابه- المجموعة الدولية بأنها لا تفعل ما فيه الكفاية لدعم المعارضة، وطلب سندا يكون دون شروط، من قبيل تلك التي تربط المعونة بهيكلة قيادة المعارضة.

 وقال لوكالة أسوشيتد برس “للأسف لا نحصل منهم على شيء باستثناء بعض التصريحات وبعض التشجيع”، بينما حلفاء الرئيس بشار الأسد “يمنحون النظام كل شيء”.

كما قال إنه يأمل أن “تكون الانتخابات الحرة والديمقراطية التي أجريت في الدوحة نموذجا لانتخابات حرة داخل سوريا في يوم من الأيام”.

وأضاف أن المكتب التنفيذي الجديد يمثل كل قطاعات المجتمع بما في ذلك، للمرة الأولى، العشائر.

مبادرتان

وبعد انتخاب قيادته الجديدة يواجه المجلس سؤالا جوهريا هو موقفه من مبادرة لإنشاء كيان معارض جديد يكون هو جزءا منه فقط. وجاء المقترح من داخل صفوف المجلس، على يد رياض سيف.

ويعرض سيف إنشاء مظلة أوسع للمعارضة، تنبثق عنها حكومة انتقالية تنتخبها هيئة تضم ستين عضوا، يمثلون الداخل والخارج.

 كما تنص مبادرته على إنشاء مجلس عسكري يشرف على المجموعات المسلحة وجهاز قضائي يعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وكان المجلس الوطني أعلن من جهته الأربعاء خطة تدعو لمؤتمر وطني في سوريا لتشكيل حكومة انتقالية مصغرة يناط بها إدارة المرحلة الانتقالية، في انتظار عقد مؤتمر عام للمعارضة.

وتضاربت مواقف بعض أعضاء المجلس البارزين من مبادرة سيف.

فبينما قال سيدا إن خطة المجلس ليست استباقية، أكد عضو آخر هو رضوان زيادة أنها “بديل بالتأكيد” عن مبادرته.

وقال زيادة للجزيرة نت إن مبادرة المجلس ستتولى مهمة تشكيل حكومة من وزارات مهمة، تناط بها إدارة الإعمار وتسليح الجيش الحر.

 كما قال عضو آخر هو بشير حداد إن على المجتمع الدولي إذا أراد بالفعل إنهاء مأساة الشعب السوري القبول بهذه المبادرة “لأنها الأقدر على الإنجاز، ولأن القوى المشاركة في الهيئة العامة للمجلس -التي أقرتها- قوى فاعلة على الأرض”.

صبرا: ممثلو لجان التنسيق لم ينسحبوا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال رئيس المجلس الوطني السوري الجديد، جورج صبرا السبت إن ممثلي لجان التنسيق في المجلس الوطني لم ينسحبوا، وذلك رغم صدور بيان عن اللجان في الداخل بانسحابهم من المجلس لفشله في الارتقاء إلى تطلعات الشعب.

وأوضح صبرا أن وجود الممثلين عن اللجان في اجتماعات المجلس في الدوحة يشير إلى عدم انسحابها، وأن الأمر ربما يرجع إلى وجود خلافات داخلية بين لجان التنسيق نأمل أن يتم حلها فيما بينهم قريبا، على حد قوله.

وقال صبرا، الذي أقر بوجود قصور في عمل المجلس وأنهم يعملون على علاجه: “المجلس الوطني سيواصل العمل لإسقاط نظام الأسد بكل رموزه”، معتبراً أن هذا الأمر يشكل الأولوية الأولى بالنسبة للمعارضة السورية.

وكانت لجان التنسيق المحلية أعلنت الجمعة قبيل انتخاب صبرا انسحابها من عضوية المجلس الوطني السوري المعارض، مشيرة أن هذه الخطوة تأتي بعدما تأكد لها أن المجلس غير قادر على النهوض بدوره في تمثيل ثورة الشعب السوري.

وقالت اللجان إنه “بعد عدة محاولات من قبلنا في لجان التنسيق المحلية لدفع المجلس الوطني السوري و قياداته إلى تبني خطة إصلاح شاملة وجذرية وجدية، ليكون قادراً على النهوض بدوره في تمثيل ثورة الشعب السوري العظيم سياسياً، تأكد لنا أن المجلس غير قادر على إنجاز هذه الخطوة”.

واختتم البيان قائلاً أنه بناء على ذلك: “تعلن لجان التنسيق المحلية في سوريا انسحابها من المجلس الوطني السوري”.

وفي وقت سابق الجمعة، دعا صبرا المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة السورية ودعمها من دون شروط وعدم ربط المساعدات بإصلاح شامل لقيادة المعارضة أو تغييرها، وعبر عن خيبة أمل قادة المعارضة من الداعمين الأجانب.

وأضاف “لسوء الحظ لم نحصل على شيء منهم، ما عدا بعض التصريحات وبعض التشجيع، في حين أن حلفاء الأسد يعطون النظام كل شيء”.

الجيش الحر” يوسع رقعة نفوذه

إيهاب العقدي- رأس العين – سكاي نيوز عربية

لم يفاجأ الناشطون الأكراد من أبناء مدينة رأس العين بالهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة القادمين من ريف حلب على هذه المدينة المختلطة التي يسكنها عرب وأكراد وتقع في عمق المناطق الكردية السورية.

تنقسم هذه المدينة إلى شقين سوري وتركي، ويوجد فيها معبر تحت سيطرة الجيش التركي يستخدم للعبور المحلي للسكان، وآخر سيطر عليه الجيش الحر بعد معارك ضارية مع القوات النظامية استمرت يومين.

وهذه هي المرة الأولى التي تأخذ فيها القوات المعارضة زمام المبادرة لشن عمليات واسعة النطاق داخل المناطق الكردية.

ويقول ناشطون من المعارضة الكردية المؤيدة للثورة إنه كان “لا بد من هذه العملية لطرد القوات الحكومية من المراكز الأمنية في المناطق الكردية، لكي لا تسلم لحزب العمال الكردستاني”.

وذكرت مصادر من الجيش الحر أن هذه العملية لم تكن لتتم بهذه الطريقة والسرعة ” لولا المساعدة اللوجستية والاستخبارية المقدمة من الأكراد، وعدم مساندة حزب العمال الكردستاني القوات الحكومية”.

تدرك القوات المعارضة المهاجمة حساسية الوضع، لذلك قررت “ترك المدينة وترك أمر إدارتها للسكان المحليين”، كما قالت نائبة رئيس المجلس الوطني الكردي ديشا أيوه، المقيمة في الجزء السوري من رأس العين.

قوات المعارضة واصلت المبادرة وسحبت جزءاً كبيراً من قواتها من رأس العين، وبدأت شن هجمات جنوبي المدينة رغم الغارات الجوية التي شنتها المروحيات التابعة للقوات الحكومية على عدد من النقاط التي سيطر عليها الجيش الحر.

وتعتزم قوات المعارضة مهاجمة مدينة الحسكة، بحسب ما قال لسكاي نيوز عربية أحد قادتها رافضاً الكشف عن اسمه. والحسكة مدينة مختلطة من العرب والكرد وقريبة من محافظة دير الزور التي تسيطر على معظم مناطقها قوات المعارضة.

وفي حال شن الهجوم، يبقى في شمال شرقي سوريا مدينة القامشلي الكردية التي تتحصن فيها وحدات ضخمة من القوات الحكومية.

وبعد المعركة الفاصلة في رأس العين، سلمت القوات الحكومية 6 مراكز أمنية في مدينة الدرباسية، وما تبقى من مراكز أمنية في عامودا إلى حزب العمال الكردستاني، الذي تقول المعارضة السورية إنه متحالف مع النظام السوري.

وكانت الأحزاب الكردية المختلفة قد توصلت إلى اتفاق مع بدء الأزمة في سوريا على تحييد المناطق الكردية عن أي نزاع ومنع أي اقتتال داخلي وضمان التعبير الديموقراطي.

بيد أنه منذ اندلاع الأزمة في سوريا تنطلق تظاهرات في مدن كردية مختلفة مؤيدة للمعارضة السورية ترفع فيها أعلام الاستقلال وكردستان معا.

سوريا.. الحر يسيطر على تل تمر بالحسكة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 20 عنصراً من القوات الحكومية السورية السبت في انفجار سيارتين مفخختين قرب نقطة عسكرية في مدينة درعا جنوبي سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي الأثناء فرض الجيش الحر سيطرته على تل تمر قرب مدينة الحسكة.

وأوضح مدير المرصد بالقول: “قتل ما لا يقل عن 20 عنصراً من القوات الحكومية إثر اقتحام سيارتين مفخختين معسكراً لتلك القوات في الحديقة الخلفية لنادي الضباط، حيث انفجرتا بفارق دقائق”.

وفي تطور آخر على الصعيد الميداني، قالت المعارضة السورية إن الجيش الحر تمكن من السيطرة على منطقة تل تمر قرب الحسكة، شمالي سوريا، وهي منطقة تتقاطع فيها طرق رئيسية تربط شرقي سوريا بغربها.

كما سلمت القوات الحكومية ما تبقى لها من مواقع ومقار أمنية في عامودا إلى حزب العمال الكردستاني، وسبق أن سلمت 6 مراكز أمنية في الدرباسية للحزب نفسه.

ويواصل الجيش الحر شن هجماته جنوبي مدينة رأس العين الحدودية وفي الريف الغربي للرقة.

مقتل 39 شخصا

كما أفاد ناشطون بسقوط 39 قتيلاً في مختلف المناطق السورية، ليرتفع عدد القتلى من الجانبين إلى 59.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الضحايا الذين سقطوا السبت توزعوا على مناطق دمشق وريفها حيث قتل 22 شخصاً، ودير الزور التي قتل فيها 3، ثم قتيل واحد في إدلب، وحماة حيث قتل 2، وحمص التي قتل فيها 6 أشخاص، كما قتل 5 في درعا.

كما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” بأن مقاتلات سورية تشن غارات غربي الرقة، وأن مروحيات تلقي براميل متفجرة قرب مدينة رأس العين الحدودية.

وقتل 157 شخصا في سوريا الجمعة، وفقاً لمصادر المعارضة، التي ذكرت أيضا أن ما لا يقل عن 20 جنديا حكوميا قتلوا في مدينة رأس العين.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن غالبية الضحايا قتلوا في “مجزرة” في القورية بدير الزور، مشيرة إلى أن بين القتلى 7 أطفال و17 امرأة على الأقل.

وأضافت الشبكة أن دير الزور التي شهدت أكبر عدد من القتلى، سجل فيها مقتل 26 شخصا، بينهم 18 في القورية، ومن هؤلاء 12 امرأة و3 أطفال.

وأشارت إلى سقوط عشرات الجرحى، العديد منهم في حال خطيرة، وذلك نتيجة قصف عنيف من قبل قوات حكومية بالمدفعية استهدف السوق الرئيسي في المدينة.

ووصف المركز الإعلامي السوري الأحداث بـ”مجزرة” جديدة تزامنت مع تظاهرات أعلن عنها تحت اسم “جمعة أوان الزحف إلى دمشق”.

إيطاليا: حديث الاسد دليل على إنفصاله عن الواقع والحل السياسي يبقى الوسيلة الوحيدة لحل الأزمة

روما (9 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيطالية جوزيبي مانزو حديث الرئيس السوري بشار الاسد خلال مقابلة مع قناة روسية، “دليلا على وجود نظام إنفصل تماما عن الواقع”، ولكنه جدد التنويه بأن الحل السياسي يبقى الوسيلة الوحيدة لحل الأزمة في سورية

وكان الرئيس السوري رفض في حديثة إلى قناة “روسيا اليوم” التنحي ورأى ان المسألة تحددها صناديق الاقتراع، منتقدا وصف الصراع الراهن في بلاده بالحرب الاهلية بل اعتبره ضد “الارهاب ” المدعوم خارجيا

وقال الناطق باسم الخارجية الايطالية خلال اللقاء الأسبوعي مع الصحافة الجمعة، إنها “أحدث حلقة في سلسلة طويلة من إطلالات الأسد، وهي دليل على وجود نظام منفصل تماما عن الواقع” بالبلاد

لكن مانزو جدد موقف بلاده من الازمة السورية الذي يرى “الحل السياسي الوسيلة الوحيدة الممكنة”، على حد تعبيره

وقال إن الوضع فى سوريا “يزداد فوضوية بإستمرار” مبديا “القلق الشديد بشأن مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة” جراء الازمة . وأضاف “لذلك، نحن نعمل بقوة على الجبهة الإنسانية لتجنب معاناة الملايين من النازحين إلى دول الجوار السوري”، وما قد يخلف ذلك من “عواقب ممكنة ذات طبيعية سياسية لايمكن التكهن إزائها وينبغي بالتالي تجنبها” في تلك الدول

تيرسي: حل سياسي لأزمة سورية وفق إعلان جنيف

روما (10 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

جددت إيطاليا التحذير على لسان وزير الخارجية جوليو تيرسي من أن استمرار الازمة السورية يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها، ورفض رئيس الدبلوماسية الإيطالية الحل العسكري منوها بأن “الحل السياسي وفي إطار خطة إعلان جنيف” في حزيران/يونيو الماضي

وقال تيرسي في تصريحات لصحيفة محلية “لا توجد حلول عسكرية للأزمة في سورية بل حل سياسي وفق مخطط إعلان جنيف الذي حظي بقبول روسيا والولايات المتحدة الأمريكية”

ووفق تيرسي، فإن إعلان جنيف يدعو إلى “وقف العنف وإطلاق عملية انتقالية سياسية بمشاركة كل القوى السياسية الرئيسية في المجتمع السوري ورحيل (الرئيس بشار) الأسد”. وقال “على هذا الأساس، فإن إيطاليا تؤيد تماما جهود المبعوث الأممي العربي الاخضر الإبراهيمي، كما “أننا نأمل ومنذ مدة (نشر) قوة لحفظ السلام في سورية ولكن هذا يتطلب ضوءا أخضرا من جانب مجلس الامن” في الأمم المتحدة

جورج صبرا رئيساً للمجلس الوطني السوري وانسحابات بصفوفه

روما (10 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

بعد اجتماعات استمرت عدة أيام، انتخب المجلس الوطني السوري المعارض، الذي يضم عدة تيارات سياسية معارضة، مساء أمس الجمعة المعارض جورج صبرا رئيساً للمجلس الوطني السوري، كما انتخب إحدى عشر شخصية في المكتب التنفيذي وواحد وأربعين في الأمانة العامة للمجلس

وشهد المجلس انسحابات في صفوفه نتيجة اجتماعات الأيام الأخيرة، وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سورية انسحابها من المجلس الوطني، مبررة ذلك رفضه وعدم قدرته على تبنّي خطة إصلاح شاملة وجذرية وجدية ليكون قادراً على النهوض بدوره في تمثيل ثورة السوريين سياسياً، مشيرة كذلك إلى نتائج إعادة الهيكلة “المخيبة للآمال”

كما أعلن عدد من أعضاء المجلس انسحابهم منه، ومنهم المعارض فراس قصاص، من الائتلاف العلماني الديمقراطي، ويارا نصير التي قالت إنها لم تعد تجد فيه “ما يمكن أن يمثل آمال السوريين في السعي إلى التغيير وإلى إحقاق دولة المواطنة والديمقراطية”، وأشارت إلى عجزه عن القيام بمهامه، وعجزه عن إدارة مرحلة انتقالية تضمن العدالة والمساواة للجميع، وكذلك إلى تحكّم بعض الكتل السياسية فيه وإقصائها للآخرين

ويضم المكتب التنفيذي للمجلس مجموعة من المعارضين يمثلون تيارات سياسية وطوائف، لكنه خلا من أي ممثل عن درعا التي يُطلق عليها السوريين تسمية (مهد الثورة) وحمص التي يسميها السوريين (عاصمة الثورة)، وقد أثار هذا الأمر انتقادات إضافية للمجلس، خاصة مع سيطرة التيار الإسلامي على الأمانة العامة والمكتب التنفيذي

الآلاف يفرون من سوريا في موجة لجوء كبيرة

أنقرة/الدوحة (رويترز) – فر آلاف السوريين من بلادهم يوم الجمعة في إحدى أكبر موجات اللجوء خارج البلاد منذ بدأت الانتفاضة قبل نحو عشرين شهرا وذلك بعدما سيطر المعارضون المسلحون على بلدة حدودية مساء الخميس.

وفي قطر انتخب المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا الشخصية البارزة في المعارضة رئيسا جديدا له يوم الجمعة. ولكن المجلس سيبدأ محادثات يوم السبت مع جماعات أخرى للمعارضة السورية من بينهم ممثلون للجماعات المسلحة التي تقاتل قوات الرئيس بشار الاسد لتشكيل هيئة جديدة أوسع تأمل في كسب اعتراف دولي كحكومة مقبلة في سوريا.

وقالت الأمم المتحدة إن 11 ألف لاجيء فروا من البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أغلبهم إلى تركيا. واثار ذلك قلقا في انقرة التي تشعر اصلا بقلق بشأن قدرتها على استيعاب مثل هذه الاعداد الضخمة وتحث بقوة دون نجاح حتى الان على اقامة منطقة عازلة داخل سوريا يمكن ايواء اللاجئين فيها.

وقال قائد ومصادر بالمعارضة إن مقاتليها سيطروا على بلدة راس العين الحدودية مساء الخميس. ويواصل المعارضون بذلك حملة تمكنوا خلالها بالفعل من طرد قوات الأسد من معظم شمال البلاد وسيطروا على عدة نقاط حدودية.

وقال خالد الوليد وهو قائد ميداني لمقاتلي الجيش السوري الحر في الرقة وهي محافظة مجاورة للحسكة “المعبر مهم لأنه يفتح خطا آخر إلى تركيا حيث يمكننا إرسال الجرحى والحصول على إمدادات.”

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المرتبط بالمعارضة إن ما لا يقل عن 20 من افراد الأمن السوريين قتلوا وأصيب عدد آخر عندما هاجم مقاتلون من المعارضة مقرا أمنيا في راس العين.

وتدفق آلاف السكان إلى خارج البلدة التي يسكنها مزيج من العرب والأكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد على بعد نحو 600 كيلومتر من دمشق.

وتولى صبرا وهو مسيحي قيادة المجلس الذي يتعرض لانتقادات حادة من حلفاء دوليين لعدم فاعليته في الحرب ضد القوات الحكومية ولوجود الكثير من الخلافات بين أعضائه.

وطالب صبرا فور اختياره بتزويد المعارضة بالسلاح لمحاربة القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال للصحفيين بعد أن انتخبه المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الذي يجتمع في العاصمة القطرية الدوحة إن رجال المعارضة يحتاجون إلى شيء واحد فقط هو السلاح للدفاع عن أنفسهم والدفاع عن حقهم في البقاء.

وتضغط قطر والولايات المتحدة وقوى أخرى على جماعات المعارضة السورية كي تتوحد ووافق المجلس الوطني السوري على بدء محادثات وحدة على الرغم من خوفه من تراجع نفوذه في اي هيئة جديدة.

وفي جنيف سلط مسؤول كبير في الامم المتحدة الضوء على معاناة السوريين الذين مازالوا داخل سوريا. وقال جون جينج مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان نحو اربعة ملايين شخص داخل سوريا سيكونون بحاجة الى مساعدات انسانية بحلول اوائل العام القادم حين يحل فصل الشتاء ارتفاعا من 2.5 مليون حاليا يعجز العالم بالفعل عن تلبية احتياجاتهم بالكامل.

وقال في مؤتمر صحفي “يتعامل زملاؤنا على الأرض يوميا مع أناس أشد بؤسا .. وأشد خوفا بكثير على أرواحهم وارواح اسرهم بسبب هذا الصراع.

“منذ بدأت الأزمة لم نتمكن من مجاراة تزايد الاحتياجات.”

وأدى أحدث نزوح للاجئين الى رفع مجمل عدد اللاجئين الذي سجلته الامم المتحدة لاكثر من 408 الاف لاجيء في تركيا ولبنان والعراق وشمال افريقيا.

وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجلس الأمن الدولي مجددا يوم الجمعة.

وقال خلال زيارة لاندونيسيا “هذا أمر غريب. هناك فظائع ترتكب حاليا في سوريا وهذه الفظائع يديرها زعيم دولة. ومع استمرار هذه الفظائع.. ما زالت الأمم المتحدة تلتزم الصمت تجاهها.

“إلى متى سيستمر هذا؟ ومتى ستتحمل الدول دائمة العضوية في مجلس الامن المسؤولية؟ إننا ملزمون بالعمل معا لمواجهة هذا وإلا فلا يمكننا وصف هذا الكيان الدولي بالديمقراطي.”

وردت تركيا بالمثل على سقوط قذائف مورتر على أراضيها نتيجة الاشتباكات الجارية في سوريا وتبحث مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي احتمال نشر صواريخ باتريوت الدفاعية على الحدود.

وأفادت وكالة الأناضول التركية للأنباء بأن 26 ضابطا في الجيش السوري بينهم لواءان انشقوا وفروا إلى تركيا مساء الخميس في أكبر انشقاق جماعي لعسكريين برتب كبيرة في صفوف الأسد منذ شهور.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

من جوناثون بيرش ورانيا الجمل

المجلس الوطني السوري المعارض ينتخب جورج صبرا رئيسا له

الدوحة (رويترز) – انتخب المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا الشخصية البارزة في المعارضة رئيسا جديدا له يوم الجمعة.

وتولى صبرا وهو مسيحي قيادة المجلس الذي يتعرض لانتقادات حادة من حلفاء دوليين لعدم فاعليته في الحرب ضد القوات الحكومية ولوجود الكثير من الخلافات بين أعضائه.

وطالب صبرا فور اختياره بتزويد المعارضة بالسلاح لمحاربة القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال للصحفيين بعد أن انتخبه المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الذي يجتمع في العاصمة القطرية الدوحة إن رجال المعارضة يحتاجون إلى شيء واحد فقط هو السلاح للدفاع عن أنفسهم والدفاع عن حقهم في البقاء.

وسيبدأ المجلس الوطني السوري محادثات يوم السبت مع جماعات أخرى

للمعارضة السورية من بينهم ممثلون للجماعات المسلحة داخل سوريا لتشكيل هيئة جديدة أوسع تأمل في كسب اعتراف دولي كحكومة مقبلة في سوريا.

وتضغط قطر والولايات المتحدة وقوى أخرى على جماعات المعارضة السورية كي تتوحد. وتخشى الدول الغربية ودول مجاورة لسوريا من تزايد نفوذ جماعات إسلامية متشددة قريبة من القاعدة بين جماعات المعارضة المسلحة داخل سوريا.

وتستضيف قطر مئات الشخصيات من المجلس الوطني السوري وجماعات أخرى منذ مطلع الأسبوع بينما تجول دبلوماسيون على هامش الاجتماع لحث الجماعات على الاتفاق. غير أن المجلس الوطني السوري يشعر بانزعاج خشية تراجع نفوذه في الكيان الجديد.

وهزم صبرا مرشحا آخر كي يخلف عبد الباسط سيدا وهو كردي مقيم في السويد تسلم رئاسة المجلس الوطني من برهان غليون.

وانتخب محمد فاروق طيفور وهو شخصية بارزة في جماعة الإخوان المسلمين نائبا لصبرا. وينظر إلى جماعة الإخوان المسلمين وهي جماعة إسلامية معتدلة لها فروع في أنحاء العالم العربي على أنها قوة مهيمنة داخل المجلس الوطني.

وقال صبرا إن انتخابه أظهر أنه لا توجد طائفية في المجلس الوطني حيث اختار أعضاء مجلسه التنفيذي وهم مسلمون مسيحيا لرئاسة المجلس.

وينتمي صبرا الى حي القطنة في دمشق الذي شارك سكانه في المظاهرات السلمية في بداية الانتفاضة ضد الأسد العام الماضي قبل فراره من سوريا عندما بدأت الشرطة السرية في استهداف نشطاء بارزين يطالبون بالديمقراطية.

وصبرا (65 عاما) مدرس للجغرافيا ومعروف كمعارض قوي للأسد قبل بدء الانتفاضة. كما انه مقرب من رياض الترك وهو شخصية بارزة في المعارضة ما زال يعمل من داخل سوريا.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

من رانيا الجمل

ستكون حربا طويلة: النص الكامل لمقابلة بشار الأسد مع روسيا اليوم

أدلى الرئيس بشار الأسد بحديث خاص لقناة “روسيا اليوم” تطرق فيه الى آخر المستجدات في الملف السوري وقدم رؤيته الى مستقبل بلاده والمنطقة.

نص المقابلة التي أجراها القسم الإنكليزي في تلفزيون روسيا اليوم مع السيد الرئيس بشار الأسد:

روسيا اليوم: الرئيس بشار الأسد، شكرا لمنحكم هذه المقابلة لمحطة “روسيا اليوم”.

أهلا وسهلا بكم في دمشق

روسيا اليوم: كثيرون كانوا مقتنعين قبل عام مضى بأنكم لن تصمدوا حتى هذا الوقت. رغم ذلك، فها نحن نجلس اليوم في القصر الرئاسي، بعد تجديده، ونسجل هذه المقابلة. من هم أعداؤكم في هذه اللحظة؟

عدونا هو الإرهاب وعدم الاستقرار في سورية. هذا هو عدونا. الأمر لايتعلق بالأشخاص. المسألة لا تتعلق ببقائي أو رحيلي، بل تتعلق بأن يكون البلد آمنأ أو غير آمن. هذا هو العدو الذي نقاتله كسوريين.

روسيا اليوم: لقد مضى على وجودي هنا يومان، وأتيحت لي الفرصة للتحدث مع بعض الناس في دمشق. بعضهم يقول أن بقاءك أو عدم بقائك في هذه اللحظة لم يعد مهماً. مارأيكم في ذلك؟

أعتقد أن مسألة بقاء الرئيس أو رحيله مسألة تعود إلى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي البعض. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع. إذأ المسألة لا تتعلق بما نسمعه، بل بما ينجم عن صناديق الاقتراع، وتلك النتائج هي التي تحدد ما إذا كان ينبغي على الرئيس البقاء أو الرحيل، ببساطة.

روسيا اليوم: أعتقد أن ما أرادوا قوله هو أنك لم تعد أنت المستهدف. بل سورية هي المستهدفة؟

لم أكن أنا المستهدف منذ البداية، ولم أكن أنا المشكلة بأي حال من الأحوال الغرب يخلق الأعداء دائمأ. في الماضي كان العدو هو الشيوعية، ومن ثم أصبح الإسلام، ثم صدام حسين، ولأسباب مختلفة، والأن يريدون أن يخلقوا عدواً جديداً يتمثل في بشار، ولهذا يقولون أن المشكلة تكمن في الرنيس، وأن عليه أن يرحل. ولهذا السبب علينا أن نركز على المشكلة الحقيقية وألا نضيع وقتنا فى الإصغاء لما يقولونه.

روسيا اليوم: لكن هل مازلت تعتقد، شخصيا، بأنك الرجل الوحيد الذي يمكن أن يحافظ على سورية موحدة، والرجل الوحيد الذي يستطيع أن يوقف ما يسميه العالم حربا أهلية.

علينا أن ننظر إلى المسألة من منظورين. المنظور الأول هو الدستور، وأنا أتمتع بسلطاتي بموجب الدستور. وطبقا للدستور، ولهذه السلطات، ينبغي أن أكون قادرا على حل هذه المشكلة. لكن إذا كنت تقصدين أنه ليس هناك سوري آخر يمكن أن يصبح رنيسا، فالجواب هو لا، فأي سوري يمكن أن يكون رنيسا. هناك العديد من السوريين المؤهلين لهذا المنصب. لا يمكن ربط البلد بأسره بشخص واحد فقط وبشكل دائم.

روسيا اليوم: لكنك تقاتل من أجل بلادك. هل تعتقد أنك الرجل الذي يستطيع إنهاء الصراع واستعادة السلام؟

واجبي أن أكون هذا الرجل، واجبي أن أكون الرجل الذي يستطيع فعل ذلك، وآمل أن أتمكن من ذلك. لكن المسالة لا تتعلق بصلاحيات الرنيس، بل بالمجتمع بأسره. ينبغي أن نكون دقيقين في هذا الصدد. لا يستطيع الرنيس فعل شيء دون المؤسسات ودون الدعم الشعبي. لذلك، فإن المعركة هنا ليست معركة الرنيس، إنها معركة السوريين. كل سوري يشارك حاليا في الدفاع عن بلده.

روسيا اليوم: هذا صحيح، فالعديد من المدنيين يموتون أيضا نتيجة القتال. وهكذا، كيف يمكن تحقيق النصر في هذه الحرب؟ كيف يمكن أن تتصالح مم شعبك بعد كل ما حدث؟

مرة أخرى، علينا أن نكون أكثر دقة. المشكلة ليست بيني وبين الشعب، فأنا ليس لدي مشكلة مع الشعب. لكن الولايات المتحدة ضدي، والغرب ضدي، والعديد من البلدان العربية ضدي، وتركيا ضدي. فإذا كان الشعب السوري ضدي أيضا، كيف يمكن أن أبقى هنا؟

روسيا اليوم: إنهم ليسوا ضدك؟

إذا كان جزءٌ كبير من العالم ضدي، والشعب ضدي، وأنا هنا، فهل أنا سوبرمان ؟ أنا إنسان. هذا ليس منطقيا. الأمر لا يتعلق بالمصالحة مع الشعب، كما لا يتعلق بالمصالحة بين السوريين مع بعضهم البعض . نحن لسنا في حرب أهلية. الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سورية.

روسيا اليوم: ما زلت تعتقد أنها ليست حربا أهلية؟ أقول هذا لأني أعرف أن الجميع يعتقد بأن هناك عمليات إرهابية في سورية، كما أن هنك صراع على أساس طائفي، وجميعنا سمعنا حكاية الأم التي لديها ابنان واحد يقاتل مع قوات الحكومة والآخر يقاتل مع قوات المعارضة. كيف لا تكون هذه حربا أهلية؟

هناك انقسامات، لكن الانقسامات لا تعني حربا أهلية. هذا أمر مختلف تماما، فالحرب الأهلية ينبغي أن تكون على أساس مشكلات عرقية أو مشاكل طائفية، قد يكون هناك في بعض الأحيان توترات عرقية أو طانفية لكن هذا لا يجعل منها مشكلة ، إذا كان هناك انقسام في العانلة الواحدة، أو في قبيلة أكبر، أو في مدينة واحدة، فهذا لا يعني أن هناك حربا أهلية. ما يحدث أمرٌ مختلف تماما. وهذا طبيعي، وعلينا أن نتوقع ذلك.

روسيا اليوم: عندما أتحدث عن تصالحك مع شعبك فأنا أعني أني سمعتك تقول في مناسبات عديدة بأن الأمر الوحيد الذي تكترث له هو الشعب السوري، وما يشعره الشعب السوري نحوك، وما إذا كان يعتقد أنك ينبغي أن تكون الرنيس أو لا. ألا تخشى أنه في المحصلة، ونظرا لضرر الكبير الذي لحق بالبلاد، فإنهم لم يعودوا يكترثون للحقيقة، بل إنهم يحملونك المسؤولية فقط.

هذا سؤال افتراضي، لأن ما يعتقده الشعب هو الصحيح. ولمعرفة ما يعتقدونه علينا أن نسألهم. لذلك لا أخشى ما يعتقده البعض. أنا أخشى على بلدي. علينا أن نركز على ذلك.

روسيا اليوم: للعديد من السنوات، كان هناك حكايات كثيرة عن الجيش السوري الجبار،.الأجهزة الأمنية السورية البالغة القوة، لكننا نرى أن هذه القوات لم تستطع سحق العدو كما توقع الناس أن تفعل، ونرى الهجمات الإرهابية تحدث وسط دمشق بشكل يومي تقريبا. هل كان كل ما قيل عن الجيش السوري والأجهزة الأمنية السورية مجرد أساطير؟

في الأحوال الطبيعية عندما يكون لدينا الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية نركز على العدو الخارجي، حتى لو كان لدينا عدو داخلي، كالإرهاب، لأن المجتمع يساعدنا على الأقل في عدم توفير حاضنة للإرهابيين. الآن وفي هذه الحالة، لدينا نوع جديد من الحرب، حيث يمارس الإرهاب بالوكالة، سواء من خلال سوريين يعيشون في سورية، أو مقاتلين أجانب يأتون من الخارج. هذا نوع جديد من الحروب وعلينا أن نتكيف مع هذا الأسلوب الجديد، وهذا يستغرق وقتأ وليس سهلا. والقول بأن هذا شبيه بالحرب التقليدية أو النظامية ليس صحيحا. هذه الحرب أكثر صعوبة بكثير هذا أولا. ثانيا، فإن الدعم الذي يتلقونه والذي يقدم لهؤلاء الإرهابيين ومن جميع الأشكال، سواء من حيث الأسلحة أو المال أو الدعم السياسي أمر غير مسبوق. ولذلك علينا أن نتوقع أن تكون حربا قاسية وصعبة. من غير الواقعي أن نتوقع أن بلدأ صغيرأ كسورية يمكن أن يهزم كل تلك البلدان التي تقانلنا من خلال عملائها خلال أيام أو أسابيع.

روسيا اليوم: نعم، في الحرب التقليدية يكون لديك قاند ولديه جيش، يأمره بالتحرك يمينا فيتحرك ويسارا فيتحرك. لكن في هذه الحالة هنك فصانل من الإرهابيين ليس لديهم إستراتيجية موحدة لمحاربتكم. وهكذا، كيف تحدث عمليات القتال هذه؟

ليست هذه هي المشكلة، المشكلة أن أولنك الإرهابيين يقاتلون من داخل المدن، وفي المدن هناك مدنيون، وعندما تقاتل هذا النوع من الإرهابيين، ينبغي أن تحرص على أن يكون الضرر في حده الأدنى على البنية التحتية والمدنيين. لكن علينا أن نقانل لأننا لا نستطيع ترك الإرهابيين يقتلون ويدمرون. هذه هي الصعوبة في هذا النوع من الحروب.

روسيا اليوم: لقد لحق الضرر بالبنية التحتية للبلاد، والبنية التحية للجيش، وبالاقتصاد، ويبدو كما لو أن سورية ستتحلل قريبا، ويبدو أن الوقت يعمل ضدك. في رأيكم، ما الوقت الذي تحتاجونه لسحق عدوكم؟

لا نستطيع الإجابة على هذا السؤال لأن لا أحد يزعم أن لديه الجواب حول متى يمكن لهذه الحرب أن تنتهي ما لم يكن لدينا الجواب حول متى سيتوقفون عن تهريب المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم، وخصوصا من الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ومتى سيتوقفون عن إرسال الأسلحة لهؤلاء الإرهابيين. إذا توقفوا – وهنا أستطيع أن أجيب عن سؤالك – نستطيع أن ننهي كل شيء خلال أسابيع. ليس في الأمر مشكلة كبيرة. لكن طالما استمرت عمليات التزويد بالإرهابيين والسلاح والمساعدات اللوجستية، فإنها ستكون حربا طويلة.

روسيا اليوم: عندما نفكر بأن لديكم حوالي أربعة آلاف كيلو متر من الحدود التي تصعب السيطرة عليها، ولديكم عدو يستطيع أن يعبر الحدود إلى الأردن أو تركيا للتزود بالسلاح والحصول على الرعاية الطبية ثم يعود لمحاربتكم، فكيف يمكنكم أن تنتصروا في مثل هذه الحرب؟

ما من بلد في العالم يستطيع أن يضبط حدوده تمامأ. حتى الولايات المتحدة لا تستطيع ضبط حدودها مع المكسيك بشمكل كامل. وقد ينطبق الأمر نفسه على روسيا وهي بلد كبير. وهكذا، ليس هناك بلد يستطيع أن يضبط حدوده بشكل كامل . يمكن للبلدان تحقيق وضع أفضل على حدودها من خلال إقامة علاقات جيدة مع جيرانها، وهو ما لا نمتلكه الآن مع تركيا على الأقل، فتركيا تدعم أكثر من أي بلد آخر تهريب الإرهابيين والأسلحة إلى سورية

روسيا اليوم: هل لي أن أسألكم سؤالا. لقد زرت تركيا مؤخراً ووجدت أن الناس هناك قلقون جدا حيال ما يمكن أن يحدث بين سورية وتركيا. هل تعتقد أن حربأ سورية – تركية تشكل سيناريو واقعي؟

عقلانيا، لا أعتقد ذلك لسببين. الحرب بحاجة إلى الدعم الشعبي، وغالبية الشعب التركي لا تريد مثل هذه الحرب. ولذلك لا أعتقد أن أي مسؤول عقلاني يمكن أن يفكر بمعارضة إرادة الشعب في بلاده. وينطبق الأمر ذاته على الشعب السوري. وهكذا، ليس هناك خلاف بين الشعب السوري والشعب التركي بل يتعلق الأمر بالحكومات والمسؤولين، بين مسؤولينا ومسؤوليهم بسبب سياساتهم. وهكذا لا أعتقد بأن هناك أي احتمال لقيام حرب بين سورية وتركيا.

روسيا اليوم: متى كانت المرة الأخيرة التي تحدثتم فيها إلى أردوغان، وكيف انتهت تلك المحادثة؟

كان نلك في أيار 2011 بعد أن فاز بالانتخابات.

روسيا اليوم: هنأته بالفوز؟

نعم، وكانت تلك هي المرة الأخيرة.

روسيا اليوم: من الذي يقوم بقصف الأراضي التركية، القوات الحكومية أم قوات المعارضة؟

لمعرفة ذلك ينبغي أن يكون هناك تحقيقات مشتركة، ينبغي أن يكون هناك لجنة مشتركة بين الجيشين من أجل معرفة من يقصف من. هناك الكثير من الإرهابيين على الحدود ولديهم مدافع هاون، ولذلك فإن بإمكانهم القيام بذلك. ينبغي إجراء تحقيقات في طبيعة القذيفة ومكان سقوطها وما إلى نلك. وهذا لم يحدث. طلبنا من الحكومة التركية تشكيل مثل هذه اللجنة، فرفضت. ولذلك لا جواب لدينا. عندما يكون هناك كل هؤلاء الإرهابيين على الحدود، لا يمكن أن تستبعد احتمال وقوع ذلك، لأن الجيش السوري ليس لديه أية أوامر بقصف الأراضي التركية لأن لا مصلحة لنا في ذلك . وليس بيننا وبين الشعب التركي أي عداوة. نحن نعتبرهم أخوة لنا، فلماذا نفعل ذلك، إلا إن حدث نلك عن طريق الخطأ، وهذا بحاجة للتحقيق. حتى الآن ليس لدينا جواب.

 روسيا اليوم: هل تقبلون فرضية أن يكون ذلك قد وقع عن طريق الخطأ من قبل القوات الحكومية؟

هذا احتمال ممكن. في كل الحروب تقع أخطاء. تعلمين أنه في أفغانستان يتحدثون دانما عن النيران الصديقة؟ فإذا كان يمكن للجيثس الواحد أن يقتل أفراده خطأ، هذا يعني أن ذلك يمكن أن يحدث في كل حرب. لكننا لا نستطيع أن نؤ كد حدوث ذلك.

روسيا اليوم: لماذا تحولت تركيا، التي كنتم تعتبرونها بلداً صديقا، إلى موطئ قدم المعارضة؟

ليس تركيا وليس الشعب التركي، بل حكومة أردوغان، كي نكون دقيقين. الشعب التركي بحاجة لعلاقات جيدة مع الشعب السوري. أردوغان يعتقد أنه إذا استولى الإخوان المسلمون على الحكم في المنطقة، خصوصا في سوربة، يستطيع أن يضمن مستقبله السياسي. هذا سبب. السبب الآخر هو أنه يعتقد شخصياً أنه السلطان العثماني الجديد، وأنه يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الأمر خلال عهد الامبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. إنه يفكر في أعماقه بأنه خليفة. هذان هما السببان الرنيسيان لهذا التحول فى سياساته من صفر مشاكل إلى صفر أصدقاء.

روسيا اليوم: لكن ليس الغرب وحده هو الذي يعارضكم في هذه المرحلة، حيث لديكم الكثير من الأعداء في العالم العربي. قبل عامين، كان إذا سمع أحد باسمكم في العالم العربي فإنه يقف احتراما، أما الآن فقد خانوك عند أول فرصة أتيحت لهم. لماذا لك كل هؤلاء الأعداء فى العالم العربي؟

إنهم ليسوا أعداء. غالبية الحكومات العربية تدعم سورية ضمنيا، لكنهم لا يجرؤون على قول ذلك علانية.

روسيا اليوم: لماذا؟

لأنهم يتعرضون لضغوط من الغرب، ومن البترودولارات

روسيا اليوم: من يؤيدكم في العالم العربي؟

العديد من البلدان تؤيدنا ضمنيا لكنها لا تجرؤ على التصريح بذلك علناً، لكن هناك أولا العراق الذي يلعب دوراً فعالا في دعم سورية خلال هذه الأزمة لأنه بلد مجاور، وهم يدركون أنه إذا حدثت حرب داخل سورية فسيكون هناك حرب في البلدان المجاورة، بما في ذلك العراق. وهناك بلدان أخرى لها مواقف جيدة مثل الجزانر، .وعُمان بشكل أساسي. وهناك بلدان أخرى لست بصدد تعدادها الآن لديها مواقف إيجابية لكنها لا تتصرف بناء على تلك المواقف.

روسيا اليوم: لماذا هذا الإصرار على تنحيك من قبل السعودية وقطر، وكيف يمكن لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط أن يخدم أجنداتهما؟

بصراحة، لا أستطيع أن أجيب نيابة عنهم. عليهم هم أن يجيبوا على هذا السؤال. لكن ما أستطيع قوله هو أن المشكلة بين سورية والعديد من البلدان، سواء في العالم العربي أو في المنطقة أو في الغرب هي أننا نقول “لا” عندما نعتقد أن علينا أن نقول “لا”. تلك هي المشكلة. وبعض البلدان تعتقد بأنها تستطيع السيطرة على سورية من خلال الإملاءات أو من خلال المال أو البترودولارات، وهذا غير ممكن في سورية هذه هي المشكلة. ربما يريدون أن يلعبوا دوراً. ليس لدينا مشكلة في ذلك. يستطيعون أن يلعبوا دورا، سواء كانوا يستحقون ذلك أو لا، لكن ليس على حساب مصالحنا.

روسيا اليوم: هل يتعلق الأمر بالسيطرة على سورية أم بتصدير رؤيتهم للإسلام إلى سورية؟

لا تستطيعين القول إن ذلك سياسة حكومية في هذه البلدان. في بعض الأحيان يكون هناك مؤسسات في بلدان معينة، وفي بعض الأحيان يكون هناك أشخاص يدعمون هذا التوجه، لكنهم لا يعلنون عن نلك كسياسة رسمية. وهكذا، فإنهم لم يطلبوا منا الترويج للمواقف المتطرفة لمؤسساتهم. لكن ذلك يحدث في الواقع، سواء كان من خلال الدعم غير المباشر الذي تقدمه الحكومات، أو من خلال المؤسسات والأشخاص. هذا جزء من المشكلة، لكن عندما أتحدث كحكومة، فإني أتحدث عن السياسة المعلنة، والسياسة المعلنة، كأي سياسة أخرى، تتعلق بالمصالح ولعب أدوار، لكننا لا نستطيع أن نتجاهل ما ذكرته.

روسيا اليوم: ايران، حليفكم الوثيق ، تتعرض أيضأ لعقوبات اقتصادية، وتواجه أيضا التهديد بالغزو العسكري. إذا كان عليكم أن تختاروا بين قطع العلاقات مع ايران مقابل السلام في بلادكم، فهل تتخذون هذا الخيار؟

ليس لدينا خيارات متناقضة بهذا الشأن، والسبب هو أنه كان لدينا علاقات جيدة مع إيران منذ عام 1979 وحتى الآن، وعلاقاتتا تتحسن باستمرار، لكننا في نفس الوقت نتحرك نحو السلام. كان لدينا عملية سلام ومفاوضات سلام، ولم تكن إيران عاملا ضد السلام. هذه معلومات مضللة يسعى الغرب لترويجها وهي أننا إذا كنا نريد السلام فلا ينبغي أن يكون لدينا علاقات طيبة مع إيران. ليس هناك أي علاقة بين الأمرين. إنهما موضوعان مختلفان تماما. لقد قدمت إيران الدعم لسورية، ودعمت قضيتنا، قضية الأراضي المحتلة، وعلينا أن ندعمها في قضاياها. هذا أمر واضح وبسيط. إيران بلد هام للغاية في المنطقة، وإن كنا نسعى نحو الاستقرار، ينبغي أن يكون لنا علاقات جيدة مع إيران. لا يمكن أن نتحدث عن الاستقرار في ظل علاقات سيئة مع إيران أو مع تركيا أو مع جيران آخرين.

روسيا اليوم: هل لديكم أي معلومات تفيد بأن أجهزة المخابرات الغربية تقوم بتمويل مقاتلي المعارضة في سورية ؟

ما نعرفه حتى الآن هو أن هذه الأجهزة تقدم دعما معلوماتيا للإرهابيين من خلال تركيا، وفى بعض الأحيان من لبنان بشكل رنيسي. لكن هناك أجهزة مخابرات أخرى، ليست غربية، بل إقليمية، نشطة جدأ وأكثر نشاطا من الأجهزة الغربية، وبالطبع تحت إشراف أجهزة المخابرات الغربية.

روسيا اليوم: ما هو دور القاعدة في سورية في هذه اللحظة؟ هل يسيطرون على أي من قوات المعارضة ؟

لا أعتقد أنهم يسعون للسيطرة على هذه المجموعات، بل إنهم يسعون لتأسيس إمارتهم، حسبا التعابير التي يستخدمونها، لكنهم يحاولون بشمكل رنيسي إخافة وترهيب الناس من خلال التفجيرات والاغتيالات، والهجمات الانتحارية، وأشياء من هذا القبيل لدفع الناس إلى اليأس وكي يقبلوا بهم كأمر واقع، وهكذا فهم يتحركون خطوة خطوة ، لكن هدفهم النهاني هو إقامة إمارة إسلامية في سورية يستطيعون من خلالها الترويج لأيديولوجيتهم الخاصة بهم في باقي أنحاء العالم

روسيا اليوم: من بين أولئك الذين يقاتلونكم والذين يعارضونكم، إلى من يمكن أن تتحدث؟

نتحدث إلى كل من يملك إرادة حقيقية لمساعدة سورية، لكننا لا نضيع وقتنا مع أي شخص يريد استغلال أزمتتا لمصالحه الشخصية.

روسيا اليوم: لقد وجهت للقوات الحكومية اتهامات عديدة بارتكاب جرانم حرب ضد المدنيين السوريين. هل تقرون بأن القوات الحكومية ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين السوريين؟

إننا نحارب الإرهاب ونطبق الدستور لحماية الشعب السوري. لنعد إلى ما حدث في روسيا قبل أكثر من عقد من الزمن. كنتم تواجهون الإرهاب في الشيشان وأماكن أخرى. كانوا يهاجمون المسارح والمدارس وغيرها، وكان الجيش الروسي يحمي الشعب. هل تسمي ذلك جرانم حرب؟ بالتأكيد لا. قبل بضعة أيام، اعترفت “أمنستي إنترناشونال” بالجرانم التي ارتكبتها الجماعات المسلحة قبل أيام عندما أسرت جنوداً وأعدمتهم. كما أن “هيومان رايتس ووتش” اعترفت أكثر من مرة بالجرانم التي ترتكبها تلك المجموعات، ووصفت قبل أيام بأنها جرانم حرب. هذا أولا. ثانيا، من غير المنطقي أن يرتكب جيش جرانم حرب ضد شعبه، لأن الجيش السوري يتكون من أفراد الشعب السوري. لو أراد الجيش أن يرتكب جرائم بحق شعبه فإنه سينقسم ويتفتت. ولذلك لا يمكن أن يكون هناك جيش قوي وموحد وفي نفس الوقت يقوم بقتل شعبه. ثالثا، لا يمكن لجيش أن يصمد لمدة عشرين شهراً في هذه الظروف الصعبة دون أن يحظى باحتضان الشعب السوري. فكيف يمكن أن يحظى بهذا الاحتضان في حين يقوم بقتل الشعب. هذا تناقض.

روسيا اليوم: متى كانت آخر مرة تحدثتم فيها إلى زعيم غربي؟

قبل الأزمة.

روسيا اليوم: هل عرضوا عليك في أي وقت شروطاً مفادها أنه إذا تركت منصب الرئاسة، فسيسود السلام في سورية؟

لا، لم يُطرح ذلك عليَّ مباشرة، لكن سواء عرضوا ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن هذه مسألة سيادة، ومن حق الشعب السوري وحده التحدث في ذلك الأمر. كل ما يُطرح بعد ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر أو في وسائل الإعلام لا معنى ولا وزن له في سورية.

روسيا اليوم: لكن هل لديك الخيار؟ ، لأنه كما يبدو الخيار في الخارج ليس لديك أي مكان تذهب إليه فإلى أين تذهب إذا أردت الرحيل؟

إلى سورية. هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن أكون فيه. أنا لست دُمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صُنع سورية، وعليَّ أن أعيش وأموت في سورية.

روسيا اليوم: هل تعتقد أن هناك، في هذه اللحظة، أي فرصة للدبلوماسية أو للحوار أم أنكم وصلتم إلى مرحلة يمكن للجيش وحده أن يُنهي هذه الأزمة؟

أنا كنت دائماً أؤمن بالدبلوماسية وأؤمن دائماً بالحوار حتى مع أولئك الذين لا يفهمون الحوار أو لا يؤمنون به. علينا أن نستمر في المحاولة. أعتقد أننا سنحقق دائماً نجاحاً جزئياً. علينا أن نسعى إلى هذا النجاح الجزئي قبل أن نحقق النجاح الكامل. لكن علينا أن نكون واقعيين. لا ينبغي الاعتقاد بأن الحوار وحده هو الذي يمكن أن يحقق النجاح، لأن أولئك الذين يرتكبون هذه الأعمال ينقسمون إلى أنواع: نوعٌ لا يؤمن بالحوار، خصوصاً المتطرفين، والنوع الثاني يتكون من الخارجين عن القانون الذين صدرت بحقهم أحكان قضائية قبل سنوات من بدء الأزمة، وعدوهم الطبيعي هو الحكومة، لأنهم سيُسجنون إذا عادت الأمور إلى طبيعتها. النوع الآخر هم الأشخاص الذين تلقوا الدعم من الخارج، وهؤلاء ملتزمون فقط تجاه الأشخاص أو الحكومات التي دفعت لهم وزودتهم بالسلاح. هؤلاء لا يمتلكون قرارهم. ولذلك علينا أن نكون واقعيين. وهناك نوع آخر من الناس سواء كانوا مقاتلين أو سياسيين يقبلون بالحوار. ولذلك فقد شرعنا في هذا الحوار منذ أشهر حتى مع المقاتلين، وقد تخلى بعضهم عن السلاح وعاد إلى حياته الطبيعية.

روسيا اليوم: هل تعتقدون أن الغزو الأجنبي لسورية بات وشيكاً؟

أعتقد أن كلفة مثل هذا الغزو، لو حدث، ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحمُّلها، لأنه إذا كانت هناك مشاكل في سورية، خصوصاً وأننا المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة فإن ذلك سيكون له أثر “الدومينو” الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي. وتعلمين تداعيات ذلك على باقي أنحاء العالم. لا أعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده.

روسيا اليوم: سيادة الرئيس، هل تلوم نفسك على شيء؟

ينبغي عادة أن تجد أخطاء في كل قرار، وإلا فأنت لست بشراً.

ورسيا اليوم: ما هي أكبر أخطاؤك؟

بصراحة، لا أذكر الآن، لكني قبل اتخاذ أي قرار أدرك بأن جزءاً منه سيكون خاطئاً، لكن لا يستطيع المرء أن يعرف أخطاءه الآن. في بعض الأحيان، خصوصاً خلال الأزمات، لا تستطيع رؤية الصحيح من الخطأ إلى أن تتجاوز الأزمة. ولهذا لن أكون موضوعياً إذا تحدثت عن الأخطاء الآن، لأننا لازلنا في وسط هذه الظروف.

روسيا اليوم: إذاً، ليس هناك ما تأسف عليه؟

ليس الآن. عندما يتضح كل شيء، يمكن أن نتحدث عن الأخطاء، ولا شك أن هناك أخطاء.

روسيا اليوم: لو كان اليوم هو 15 آذار 2011، عندما بدأت الاحتجاجات بالتصاعد والتنامي، ما هي الأشياء التي كنت ستفعلها بشكل مختلف؟

كنت سأفعل ما فعلته في الخامس عشر من آذار

روسيا اليوم: نفس الشيء؟

تماماً، أطلب من الأطراف المختلفة الشروع في الحوار والوقوف في وجه الإرهابيين. هكذا بدأ الأمر. لم يبدأ بالمظاهرات، حيث كانت المظاهرات هي الغطاء، لكن داخل هذه المظاهرات كان هناك مقاتلون بدأوا بإطلاق النار على المدنيين وأفراد الجيش في نفس الوقت. ربما على المستوى التكتيكي، كان يمكن القيام بشيء مختلف. لكن كرئيس للبلاد، فأنا أتخذ القرار على المستوى الإستراتيجي، وهذا شيء مختلف.

روسيا اليوم: الرئيس الأسد، كيف ترى نفسك بعد عشر سنوات؟

أرى نفسي من خلال بلادي، لا أستطيع أن أرى نفسي، أستطيع أن أرى بلادي، أستطيع أن أرى نفسي من خلال بلادي.

روسيا اليوم: هل ترى نفسك في سورية؟

بالتأكيد، ينبغي أن أكون في سورية. الأمر لا يتعلق بالمنصب، سواء كنت رئيساً أو غير ذلك هذا ليس همي. أرى نفسي في هذا البلد وأن يكون هذا البلد آمناً ومستقراً وأكثر رخاء.

روسيا اليوم: الرئيس بشار الأسد شكراً لتحدثكم لروسيا اليوم.

الرئيس الأسد: شكراً لقدومكم إلى سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى