حسين الشيخصفحات الثقافة

رسالة قديمة لا تعني شيئا لأحد سواي/ حسين الشيخ

 

 

كوني حرة كما تشائين، وأنا أيضا حر كما أشاء، أنا حر في استمراري بعشقك، أنا حر في تكرار محاولات قلبي للوصول الى قمتك التي تسكب هواء مصفى في رئتي، أنا حر في تذكر المذاق المدهش لقبلتك، أنا حر في رصد تفاصيل الاسمرار في حلمتيك، لن تستطيعي منعي من ممارسة ذاكرة سنين في فضائك، أنا حر فقط لأنني أحبك دون غيرك من نساء العالم، أعرف أن اختيار امرأة اخرى لا يحتاج إلى اذنك، ولكنني هكذا بدون رتوش، فلقد تولدت في شفتاي مسارات ودروب لا توصل الى سحرها سوى بدليل شفتيك، وأصابعي شمع ذائب مصهور برائحتك، وقلبي ذلك المسكين لم يتوقف على الاطلاق من ادمانك، رغم أنني أنهره وأعنفه، لكن لا مناص فقد تماهى بك وفيك، أعرف أنني حر في الاهتداء الى اشجار اخرى والغابة مليئة، لكنني أذوب في فيء شجرتك، وحين يحتك جلدي بأغصانها، تتوافد كل فواكه العالم التي نعرفها والتي انقرضت بفعل الحاجة إلى العشق، تتدفق إلى يداي، ويلم  جلدي تلك الرائحة النفاذة العميقة التي تستهزء بكل روائح العالم الجميلة وتجلس على عرش أنفي.

لن تستطيعين منعي من هذا، أرفضي كما تريدين، لن أفهمها بقى، لن أفهم ما تريدين ايصاله الي وللمرة الاولى

بكلمات لطيفة، لن أفهم من الجهات التي تشيرين اليها سوى الجهة التي يشير اليها قلبي، مستعدا للدخول في عالم مترع بالألغام والالام والنفور. ومسالك النساء وتلميحاتهن.

كوني حرة كما تشائين، ورغم أننا نختلف حتى في تفسير الحرية التي تريدين، لم تكن تلك الحرية في يوم ما هي حرية اقتصادية، الحرية هي حرية العشق المستدام المتواصل المكتمل المتصاعد، عشقك، ولعلك تفهمين الحرية بأنك تستطيعين التصرف كما تشائين، كل تاريخنا سوية يقول بأنك كنت تفعلين هذا على الدوام؟

كوني حرة كما تشائين، فالوقت يمضي، وشيخوخة العمر لا تلبث أن تصل، هل تعتقدين أنني سأشفى منك حينها، سأظل أرسل اليك ما تكرهين من رسائلي العارية، من كلماتي التي تتحرق لك، من قصائدي التي لا أكتبها لغيرك، هل تعتقدين أنني حتى ولو وجدت امرأة أخرى، أستطيع أن أكتب لها القصائد كما أكتبها اليك، أنا منذور لك، ومنك.

أنت حرة اذن ولكنك تمارسين على قلبي أشد أنواع الظلم سوادا.

أنت حرة ولكنك تهلكين مزيج روحي الشهي بطبخات لا يأكلها أحد.

أنت حرة ولكنك تدعسين على أكثر المناطق حرارة في روحي.

أنت حرة ولكنك تتلذذين برائحة الشواء التي تفوح هناك في شارع ما في هذه المدينة.

أنت حرة هل تحاسبين نفسك على لحظات البكاء حين تكونين وحيدة،  أنت حرة ولكنك تعكرين صفو الامان لي ولك، بي وبك، أنت حرة ولكن هل أستطيع أن أتسلق الافق للوصول الى الله واعاتبه على حظي البائس في العمل وفي الحياة ومن ثم الآن في فقدانك. كان يجب من البداية ألا نقع في العشق، كان يجب ألا أقابلك ولا ألتقي بك ولا أسافر فيك ومنك، ولكن ذلك حصل، أنت الآن ببرود المنتصر تعطينني حرية محبة أخرى غيرك، وكأن ذلك ان حدث فسيخفف من شعورك بالذنب، والبادئ أظلم. لن أعطيك هذا الحق فأنا لا أبحث إلا عنك، ولا أكتب إلا منك، وذاكرتي مشبعة بكل تفاصيلك اليومية التي أعشق، وفي كل يوم أبتعد عنك لأعشقك أكثر، وفي كل يوم أتصرف كمراهق أحب للمرة الاولى بعد عناء، ما سأفعله هو بكل بساطة سأؤجل  كل شيء بانتظارك، واذا رغبت روحي بالشفاء من هذا العشق فسأعاندها، وحين  أرحل بعيدا عنك لمسافات طويلة دون رغبة بالعودة، فهذا يعني أن روحي  تريد التعافي من عشقك، سأظل أعشقك، وسأتزوج امراة أخرى حينها.

ابقي كما تريدين، لملمي بقايا ريحاني من أرجاءك والقيها في زبالة القصائد، لملمي بصمات أصابعي من أيامك وتنصلي منها كما تفعلين، اجمعي ما تبقى من الذكريات الجميلة التي نسيتها أو تنسيتها وصنفيها في مصنف الأماني الذي تحتفظين به في مستودع البيت، لا يهمني كل ذلك، ولن يمنعني من حبك وعشقك  والهيام بك، فهذا حقي الشخصي الذي لن أتنازل عنه.

 

ودمت حرة مبتهجة سعيدة بالخراب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى