أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 17 حزيران 2012


 

«المجلس الوطني» يحذر من «مجزرة كبيرة» في حمص

بيروت، إسطنبول – أ ف ب – حذر «المجلس الوطني السوري» المعارض السبت من وقوع «مجزرة كبيرة» في حمص، مشيراً إلى أن المدينة محاصرة بثلاثين ألفاً من «الجنود والشبيحة»، ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل «لحماية» هذه المدينة والمناطق الأخرى المستهدفة، في حين أوقعت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية السبت 36 قتيلاً.

وقال «المجلس الوطني» في بيان إن «قوات النظام تصعد قصف حمص في شكل غير مسبوق، وتتوارد أنباء عن استعدادها لشن هجوم وحشي قد يتسبب بمجزرة كبيرة بحق ما تبقى من سكان حمص».

وأضاف البيان أن «حمص محاصرة من قوات النظام السوري المؤلفة من ما يزيد على ثلاثين ألفاً من الجنود والشبيحة مدعومين بالأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية ثقيلة ومدافع الهاون وطائرات الهليكوبتر الهجومية».

وتابع البيان إن «نظام بشار يسعى للإجهاز على قلب الثورة السورية مستفيداً من انقسام دولي يحقق له الحماية ويمنحه الوقت الذي يريد». وأضاف أن «المجلس أجرى اتصالات مكثفة مع الدول الصديقة للشعب السوري طالباً منها وقف هذه المذبحة المدبرة، ومطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن حماية حمص والمناطق الأخرى المستهدفة في سورية والتي تمتد من درعا إلى دير الزور وحماة وإدلب واللاذقية وريفي دمشق وحلب».

وحذر «المجلس» الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن «من مخاطر الاستمرار في الصمت واتخاذ المواقف غير الرادعة تجاه ارتكاب جرائم إبادة وجرائم بحق الإنسان أمام أعين العالم أجمع».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر في وقت سابق السبت أن قوات النظام السوري تواصل قصف أحياء عدة في مدينة حمص حيث قتل خمسة في قصف وإطلاق رصاص في أحياء مختلفة من المدينة كما قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات في المحافظة.

كما قتل خمسة أشخاص في قرية الفرحانية قرب بلدة تلبيسة في ريف حمص نتيجة سقوط قذيفة.

واضاف «المرصد» أن 14 مدنياً آخرين قتلوا في مدن وبلدات في ريف دمشق بينهم سبعة في مدينة دوما.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيانات متلاحقة فجراً أن القصف يستهدف مدينة دوما في شكل مستمر منذ ثلاثة أيام. وأشارت اللجان إلى «نقص في الطواقم الطبية والإسعافات الأولية» في المدينة.

ووجه أهالي دوما «نداء استغاثة» عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فايسبوك» الإلكتروني دعوا فيه المراقبين الدوليين إلى «التوجه مباشرة» إلى المدينة وإنقاذ أهلها من «المجازر».

وجاء في النداء أن دوما «تعيش تحت القصف المدفعي المتواصل الذي يطاول كل شيء من ضرب للمساجد والمستشفيات وقصف للبيوت الآمنة وسيارات المواطنين».

وأضاف: «من دوما المنكوبة نطلق نداء استغاثة إلى العرب والمسلمين (…) وإلى العالم بحق الإنسانية، ومنظمات الإنسان ومنظمات الطفولة… إننا نباد ونقتل والقذائف لا تميز بين صغير وكبير ولا رجل ولا امرأة».

في الوقت نفسه، أفاد المرصد عن العثور على «جثامين خمسة مواطنين في بلدة سقبا في ريف دمشق بعضهم قضى ذبحاً»، بحسب تعبيره.

ودان المرصد «بأشد العبارات هذه الجرائم المتكررة»، مطالباً «بتشكيل فوري للجنة تحقيق مستقلة من قضاة سوريين وعرب ودوليين مشهود لهم بالنزاهة للتحقيق بها والكشف عن القتلة ومن أعطاهم الأوامر من أجل تقديمهم إلى العدالة».

في ريف دمشق أيضاً، قتل رجل وزوجته وطفلتهما في بلدة عربين بعد سقوط قذيفة على منزلهم. كما قتل مدني في إطلاق رصاص من حاجز في مدينة التل التي «شهدت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة».

وقتل شاب في ضاحية اشرفية صحنايا في ريف دمشق أيضاً اثر إطلاق رصاص عشوائي.

وقتل عنصر من قوات النظام في انفجار عبوة ناسفة بحافلة عسكرية في المنطقة الصناعية في العاصمة، بحسب المرصد.

في محافظة درعا (جنوب) قتل بعد منتصف الليل أيضاً «ملازم منشق هو قائد إحدى الكتائب الثائرة المقاتلة ومقاتل من الكتيبة»، وذلك اثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية قرب بلدة خبب في محافظة درعا (جنوب).

كما قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات في محافظة حمص، ورابع في انفجار عبوة ناسفة بحافلة عسكرية في المنطقة الصناعية في العاصمة، بحسب المرصد».

إلى ذلك، أفادت وكالة الأناضول السبت أن ضابطاً سورياً كبيراً انشق عن الجيش السوري وانتقل إلى تركيا ليرتفع إلى عشرة عدد الضباط الكبار المنشقين في الأراضي التركية.

ولم توضح الوكالة هوية ومنصب الضابط السوري لأسباب أمنية.

واستقر الضابط الذي دخل تركيا مع عائلته في مخيم ابايدين بمحافظة هتاي، في موقع مخصص للمنشقين يبعد أربعة كلم عن الحدود السورية.

وتضم مخيمات محافظات هتاي وغازي انتيب وسنليورفا وكيليس حالياً نحو 31 ألف لاجئ سوري بعد وصول آخر النازحين الفارين من اشتداد أعمال العنف في المدن السورية القريبة من تركيا.

وتفيد منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان أن نحو 14500 شخص قتلوا في أعمال العنف والقمع والمعارك بين المتمردين والقوات النظامية في سورية.

وقطعت تركيا، التي كانت حليفة سورية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، علاقاتها بنظام الرئيس بشار الأسد احتجاجاً على قمع حركات المعارضة.

سيدا لـ «الحياة»: لا حوار مع الأسد ومجموعته ونسعى لاجتثاث الاستبداد لا اجتثاث البعث

الدوحة – محمد المكي أحمد

قال الرئيس الجديد لـ «المجلس الوطني السوري» المعارض عبد الباسط سيدا إن اجتماع المعارضة السورية في إسطنبول «يهدف إلى توحيد مواقف الفصائل الأساسية في وثيقة وطنية تجسد رؤيتها للمرحلة الانتقالية لسورية المستقبل»، وشدد على أنه «لا حوار مع (الرئيس السوري) بشار الأسد ومجموعته»، مؤكداً «عدم السعي لاجتثاث حزب البعث بل سنستوعبه كفصيل سياسي، ونحن نريد اجتثاث الاستبداد لا الأفكار والأحزاب». وجدد اقتراحه بإدراج مبادرة الوسيط الدولي العربي كوفي أنان تحت البند السابع في مجلس الأمن. وطالب إيران و»حزب الله» باحترام إرادة الشعب السوري والاستعداد لمرحلة جديدة في سورية. كما نوّه بمواقف دول الخليج، خصوصاً السعودية وقطر، في دعم ثورة الشعب السوري.

وقال سيدا في حديث إلى «الحياة»: «يبدو أننا دخلنا مرحلة حساسة تتمثل في انتقال النظام إلى وضعية التوحش بالمجازر اليومية التي يرتكبها في حق السوريين في المناطق المختلفة، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة. وهذه الوضعية تعكس حالة ارتباك لدى النظام وتكشف مدى حالة الضعف التي يعاني منها، لأن استخدام القوة بهذا الشكل لا يمكن أن نعتبره دليل قوة بل هو دليل ضعف وعدم ثقة في الذات».

وأضاف أنه مع ذلك «من الصعب تحديد سقف زمني لسقوط النظام، لأن هناك عوامل كثيرة تتفاعل، لكن المعطيات على الأرض تشير إلى أن سلطة النظام بدأت تتراجع بخاصة في المدن الكبرى مثل دمشق، كما أن هناك مؤشرات كبرى إلى أن رجال الأعمال بدأوا يبتعدون عن النظام، وهناك حالات انشقاق مستمرة، فيما تزداد العزلة الدولية والشعب السوري في ثورة مستمرة، إلى جانب القوة الجنونية التي يستخدمها النظام، فإن كل ذلك يؤكد أننا دخلنا المرحلة الأخيرة قد تطول أو تقصر، لكن في نهاية المطاف سنتمكن من التخلص منه (النظام)».

ولفت إلى انه «لا حوار مع ( الرئيس) بشار (الأسد) والمجموعة التي شاركته الحكم. أما من لم يشارك في قتل السوريين فيمكن التفاوض معهم في سبيل ( تحديد) توقيت آلية الرحيل».

وأكد سيدا أن «المجلس الوطني» لا يتبنى سياسة «الاجتثاث، لأنها سياسة خاطئة، إذ سنستوعب البعث كفصيل سياسي، لكن سنأخذ منه كل الامتيازات ليصير مثل الأحزاب الأخرى. نحن نريد اجتثاث الاستبداد ومنظومته ولا نسعى لاجتثاث الأفكار والأحزاب».

ورأى سيدا أن الموقف الدولي «بدأ يستوعب الموقف في سورية ويدرك أن الأمور تتجه نحو المصير المجهول الذي ينذر بكارثة. وإذا حدث ذلك لا سمح الله فلن تقتصر الآثار المدمرة على الداخل السوري بل ستكون لها انعكاساتها الواضحة في الجوار الإقليمي».

وخلص إلى وجود «متغيرات في الموقف الدولي، فمن خلال اتصالاتنا مع الأصدقاء نتلمس أن الجميع الآن يسابقون الزمن، وكنا زرنا بكين وعرضنا كل الأمور مع الصينيين، وهناك تواصل بيننا والروس، ونأخذ بعض الإشارات الإيجابية أحياناً وتكون هناك مواقف متشددة في أحيان أخرى. لكن اللافت أن الإعلام الروسي في الأسابيع الأخيرة بدأ يفسح المجال للأصوات التي تدعو إلى تفهم مطالب الشعب السوري وضرورة الوقوف إلى جانبه وتنتقد الحكومة الروسية» معتبراً أن «هذه الظاهرة ربما تعكس مرحلة تمهيدية لحدوث تغير ما، ونحن على تواصل وسنحاول الوقوف على حقيقة الموقف من خلال الاتصالات المباشرة وليس من خلال الرسائل الإعلامية».

وبالنسبة إلى المؤتمر الدولي في شأن سورية الذي دعت إليه موسكو وتشارك فيه إيران، قال سيدا: «لم ندع لمثل هذا المؤتمر. لكن أي اجتماع دولي مفيد. وأعتقد أن طهران حتى الآن طرف تساند النظام ديبلوماسياً ومادياً وعسكرياً، ولذلك فإن مشاركتها في مثل ذلك المؤتمر لن تؤدي إلى المطلوب ما لم تحترم إيران إرادة الشعب السوري وتدرك أن إرادة الشعب في استمرار ثورته حتى تتحقق أهدافه، بمعنى أننا ندعو الحكومة الإيرانية إلى أن تستعد لمرحلة جديدة في سورية وتحترم وقائع التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة، ونحن لسنا في حالة عدائية مع إيران بطبيعة الحال لكننا ندعوها إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري، ونعتقد أن مثل هذا الموقف في مصلحة إيران أيضاً».

وعن تقويمه لمسار مبادرة كوفي أنان قال «منذ البداية كانت لدينا ملاحظات حول هذه المبادرة، أولاً من ناحية عدد المراقبين، إذ كنا طالبنا بإرسال ثلاثة آلاف مراقب على الأقل في حين أرسلوا ثلاثمئة ومع ذلك لمسنا تباطؤاً في ذلك. وحينما وجدنا أن الجامعة العربية والأمم المتحدة متمسكتان بدعم المبادرة التزمنا بها لكننا سجلنا ملاحظاتنا، وقلنا إن النظام السوري خبير في إفراغ المبادرات من مضامينها وهو يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر على الأرض».

ودعا رئيس «المجلس الوطني السوري» أنان إلى تحديد الجهات التي تعرقل مبادرته. فالجهة الأساسية التي تعرقل المبادرة هي النظام من دون شك. والآن يدعو إلى إجراءات من مستويات أخرى كمجموعة اتصال أو غيرها، ونتمنى أن تكون تلك الاقتراحات وسيلة لتفعيل المبادرة وإرغام النظام للالتزام بها لا وسيلة لإعطائه المزيد من الوقت في سبيل ممارسة المزيد من القتل. لذلك لا بد من أن يتوجه أنان إلى مجلس الأمن ويقدم اقتراحاً بإدراج المبادرة تحت البند السابع».

من جهة أخرى، أشار سيدا إلى أن «اجتماع المعارضة في إسطنبول (الجمعة والسبت) هدفه توحيد مواقف الفصائل الأساسية في المعارضة في وثيقة وطنية تجسد رؤية المعارضة السورية للمرحلة الانتقالية لسورية المستقبل، وذلك من أجل طمأنة الداخل السوري والجوار الإقليمي والمجتمع الدولي» وأضاف أن «هذا الاجتماع سيمهد لاجتماع أوسع يعقد برعاية الجامعة العربية في القاهرة».

وعن العلاقة بين «المجلس الوطني السوري» و»الجيش السوري الحر» قال «التقينا قيادات الجيش الحر مرات، ونحن على تواصل ولدينا مكتب ارتباط وسنحاول تفعيل هذا المكتب وتطوير عمله، ونبذل جهداً كبيراً على صعيد توحيد الجهد الميداني لمختلف كتائب وقطاعات هذا الجيش. إلى جانب ذلك قررنا في المجلس الوطني تأمين احتياجات الجيش حتى يتمكن من الدفاع عن المتظاهرين السوريين والمناطق التي تتعرض لهجمات شرسة من قبل النظام».

ونوّه سيدا بمواقف دول الخليج عموماً، والسعودية وقطر خصوصاً، الداعمة لثورة الشعب السوري، وقال: «نقدر كثيراً هذا الدور المتميز ونعتز به، بوقوفهم إلى جانب الشعب السوري في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، وسنبني عليه مستقبلاً. والعلاقات متواصلة مع دول الخليج عموماً، وقطر والسعودية خصوصاً، وهي علاقات متميزة، تصب في مصلحة المنطقة عموماً وشعبها، وبالتالي ليست موجهة ضد أحد».

وأضاف «لدينا برنامج تحرك باتجاه عدد من الدول العربية وسنزور دول الخليج أولاً وليبيا ومصر، وغيرها من الدول».

ولفت إلى أن «الوضع الانتقالي الذي عاشته مصر أحدث خللاً في الموازين. ونحن التقينا مسؤولين في الحكومة المصرية، وما لمسناه دائماً أن الجميع كان في حال ترقب لما يحدث بعد الانتخابات، ونأمل بأن تستعيد مصر دورها الريادي في المنطقة، ومن دون شك فالعلاقات مع الشعب المصري ومنظمات المجتمع المدني المصرية وثيقة، ونأمل بأن تكون كذلك مع الحكومة المقبلة، وهي ستكون لمصلحة الشعبين المصري والسوري».

ودعا سيدا «الإخوة في حزب الله إلى احترام إرادة السوريين، والاستعداد لمرحلة ما بعد إسقاط نظام الاستبداد والإفساد في سورية. ولذلك نعتقد أن الحل الأمثل يتمثل في الانفتاح على المجتمع اللبناني وتفعيل الحوار الوطني بعقل وقلب مفتوحين، لأن ذلك من مصلحة الجميع والعلاقات بين سورية الديموقراطية التعددية المدنية ولبنان الديموقراطي التعددي ولمصلحة الشعبين اللبناني والسوري ولمصلحة المنطقة بشكل عام».

ووجه سيدا رسالة إلى الدول العربية ودول العالم، مفادها بأن «الثورة السورية هي من أجل الحرية والعدالة والكرامة، وأن الشعب سيصل إلى تحقيق أهدافه. وربما يكلفنا هذا الهدف ضحايا أكثر، لكن في نهاية المطاف سنصل إلى أهدافنا إن شاء الله. وسورية المستقبل ستكون جسراً للتواصل والوئام بين الجميع، وعامل استقرار إقليمي ودولي، وستعود سورية لتتمثل الدور الحضاري الذي عرفت به على مدى العصور السابقة قبل مجيء هذه الزمرة التي تتحكم في البلاد بمنطق العصابة وحولت سورية إلى مركز لإثارة القلاقل والمشكلات لسائر دول المنطقة. ونؤكد أن سورية المستقبل ستكون عامل استقرار ووئام وتمازج حضاري بين شعوب المنطقة بأسرها».

البيت الابيض يتحدث عن “لحظة حرجة” إثر تعليق مهمة المراقبين الدوليين في سورية

واشنطن- ا ف ب – تحدث البيت الابيض عن “لحظة حرجة” في الازمة السورية بعد الاعلان عن تعليق مهمة مراقبي الامم المتحدة في سورية.

واعلن مسؤول في البيت الابيض “في هذه اللحظة الحرجة، نتشاور مع شركائنا الدوليين حول المراحل المقبلة التي يفترض اتباعها لتطبيق عملية انتقال سياسية يقودها السوريون كما هو وارد في القرارين 2042 و2043” الصادرين عن الامم المتحدة.

المراقبون يعلّقون عملهم بسبب تصاعد العنف

وواشنطن تتحدث عن “لحظة حرجة” في سوريا

 تركيا تدعو مجلس الامن الى اتخاذ اجراء جديد

 لافروف اتفق مع أنان على ضرورة وضع خطة دولية

علّقت بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا عملياتها ردا على تصاعد حدة العنف الذي يهدد باجهاض خطة السلام الهشة التي وضعها المبعوث الأممي – العربي المشترك كوفي انان، الامر الذي عدته واشنطن “لحظة حرجة”.

 وقال رئيس البعثة الميجر جنرال روبرت مود ان تصاعد أعمال العنف يعوق المراقبين غير المسلحين عن القيام بمهمتهم ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار الذي ابرم في 12 نيسان واخفق في وضع حد لاعمال العنف.

 ويتوقع ان يقدم مود تقريرا الى مجلس الامن يوم الاثنين او الثلثاء في شأن الموقف في سوريا التي قال وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام ايرفيه لادسوس هذا الاسبوع انها على شفا حرب اهلية شاملة.

 ومن المتوقع ان تدور مناقشات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن على هامش اجتماع مجموعة العشرين في المكسيك التي تبدأ الاثنين بهدف كسر الجمود في شأن العقوبات الدولية على سوريا.

واشنطن

ورأت وزارة الخارجية الاميركية أن تسريع حدوث انتقال سياسي في سوريا سيزيد فرص منع حرب أهلية دموية في البلاد.

ومرددة بيانا اصدره البيت الابيض بعد تعليق نشاطات بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا،  قالت وزارة الخارجية في بيان: “نحن نتشاور مع شركائنا الدوليين في ما يتعلق بالخطوات المقبلة نحو انتقال سياسي يقوده السوريون مثلما ورد في قراري مجلس الامن 2042 و2043 “. واضافت: “كلما حدث هذا الانتقال سريعا زادت فرص تفادي حرب اهلية طائفية دموية وتستمر طويلا”.

تركيا

ودعت تركيا مجلس الامن الى اتخاذ “اجراء جديد” يحول دون تدهور الوضع في سوريا، بعد الاعلان عن تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في هذا البلد.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في تصريح صحافي: “مع انسحاب (محتمل) لبعثة المراقبين، لا بد لمجلس الامن من ان يقوّم الوضع فورا، وان يتخذ اجراء جديدا لتجنب تفاقم المأساة الانسانية” في سوريا.  واضاف ان “الاعلان عن هذا التعليق يأتي في وقت كنا نأمل بزيادة عدد المراقبين وتأمين انتشار لهم اكثر فعالية على الارض”.

لافروف وأنان

واتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع أنان على ضرورة العمل على وضع خطة دولية لتسوية الأزمة في سوريا.

المراقبون الدوليون في سوريا يعلّقون عملهم وواشنطن تعتبر ذلك “لحظة حرجة

“المجلس الوطني” يتخوف من مجزرة في حمص والقصف مستمر على المدينة ودوما

    و ص ف، رويترز، ي ب أ ، أ ش أ

علّق امس المراقبون الدوليون في سوريا عملهم بسبب التصاعد المتواصل في وتيرة العنف الذي يحول دون قيامهم بمهمتهم، الامر الذي اعتبرته واشنطن “لحظة حرجة”، فيما عاد الوضع في مدينة حمص الى الواجهة بعدما دعا “المجلس الوطني السوري” مجلس الامن الى التدخل لحمايتها خوفاً من وقوع “مجزرة كبيرة” فيها.

أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود تعليق عمل المراقبين في سوريا بعد التصعيد في اعمال العنف الذي سجل خلال الايام العشرة الاخيرة و”غياب الارادة لدى الطرفين في البحث عن حل سلمي انتقالي”.

وجاء في بيان صادر عن مود وزع على وسائل الاعلام: “حصل تصعيد في العنف المسلح في سوريا خلال الايام العشرة الاخيرة، مام يحد من قدرتنا على المراقبة والتحقق والابلاغ، او على المساعدة في اقامة حوار داخلي وارساء خطة للاستقرار، اي يعوق قدرتنا على القيام بمهمتنا”. واضاف: “ان غياب الارادة لدى الطرفين للبحث في حل سلمي انتقالي والدفع في اتجاه تقديم المواقف العسكرية يزيد الخسائر في الجانبين: هناك مدنيون ابرياء، نساء واطفال ورجال يقتلون كل يوم، وهذا يطرح ايضا مخاطر كبيرة على مراقبينا”. وقال: “في هذا الوضع الذي ينطوي على مخاطر كثيرة، تعلق بعثة المراقبين الدوليين عملها. لن يقوم المراقبون الدوليون بدوريات وسيبقون في مراكزهم حتى اشعار آخر. وسيمنع عليهم الاتصال بالاطراف” المعنيين بالنزاع.

واشار الى انه ستتم اعادة النظر في هذا القرار بشكل يومي، وان “العمليات ستعاود عندما نرى ان الوضع صار مناسبا لنا للقيام بالمهمات التي كلفنا إياها”.

“لحظة حرجة”

وتحدث البيت الابيض امس عن “لحظة حرجة” في الازمة السورية بعد الاعلان عن تعليق مهمة المراقبين.

 وصرح مسؤول في البيت الابيض: “في هذه اللحظة الحرجة، نتشاور مع شركائنا الدوليين حول المراحل المقبلة التي يفترض اتباعها لتطبيق عملية انتقال سياسية يقودها السوريون كما هو وارد في القرارين 2042 و2043” الصادرين عن الامم المتحدة. واضاف: “كلما جرت هذه العملية الانتقالية بسرعة، كانت فرص تجنب وقوع حرب اهلية دامية وطويلة كبيرة”. ودعا “النظام السوري مرة اخرى الى احترام تعهداته في اطار خطة (الموفد الدولي كوفي) انان ومن ضمنها تطبيق وقف النار”.

ووصلت طلائع بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا في 20 نيسان بموجب قرار صدر عن مجلس الامن، على ان تقوم بالتثبت من وقف النار الذي اعلن في الثاني عشر من نيسان. وبلغ عدد افراد البعثة 300، وهو العدد الذي اقره مجلس الامن. الا انه لم يتم الالتزام بوقف النار بتاتا.

وتعليقا على هذا القرار طالب عضو المكتب التنفيذي في “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون بنشر قوات لحفظ السلام في سوريا.

وقال الرئيس السابق للمجلس للصحافيين في اسطنبول: “اليوم، من الواضح انه لم يعد بالامكان التعويل على مراقبين غير مسلحين، ينبغي ارسال جنود لحفظ السلام الى سوريا، بعثة اكبر قادرة على حماية نفسها من عنف نظام” الرئيس بشار الاسد.

واعتبر غليون الذي كان يتحدث على هامش اجتماع للمعارضة السورية ان تعليق عمل مراقبي الامم المتحدة يشكل “ادانة واضحة من جانب المجتمع الدولي وبعثة انان للسياسة العدوانية والعنيفة للنظام السوري”. واعرب عن اعتقاده ان “هناك احتمالا لانقاذ خطة انان عبر دفع مجلس الامن الى التصويت تحت الفصل السابع على قرار يطلب تنفيذ هذه الخطة مع التهديد باستخدام القوة”.

أما دمشق فأبدت “تفهمها” لقرار المراقبين الدوليين، واتهمت “المجموعات الارهابية المسلحة” باستهدافهم. وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية انها “أخذت علما” بقرار التعليق و”اكدت للجنرال مود تفهمها للقرارات التي يتخذها وخصوصا تلك المتعلقة بالحفاظ على امن المراقبين”.

واضاف ان الوزارة اوضحت لقيادة بعثة المراقبين “ان المجموعات الارهابية المسلحة قامت منذ توقيع خطة انان بتصعيد عملياتها الاجرامية واستهداف مراقبي الامم المتحدة وتهديد حياتهم في كثير من الاحيان”.

تحذير من مجزرة

ومن دون الاشارة الى قرار المراقبين تعليق عملهم، حذر “المجلس الوطني” من وقوع “مجزرة كبيرة” في حمص.

وقال في بيان ان “قوات النظام تصعد قصف المدينة بشكل غير مسبوق، وتتوارد انباء عن استعدادها لشن هجوم وحشي قد يتسبب بمجزرة كبيرة بحق ما تبقى من سكان حمص”. واضاف ان المجلس “أجرى إتصالات مكثفة مع الدول الصديقة للشعب السوري طالبا منها وقف هذه المذبحة المدبرة، ومطالبا الامم المتحدة ومجلس الأمن بحماية حمص والمناطق الأخرى المستهدفة في سوريا والتي تمتد من درعا إلى دير الزور وحماه وإدلب واللاذقية وريفي دمشق وحلب”.

 وناشد المرصد السوري لحقوق الانسان “الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون وكل من لديه حس انساني التدخل الفوري لوقف القصف المتواصل على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص واحياء حمص القديمة وجزء من حي القصور من اجل اجلاء وحماية اكثر من الف عائلة محاصرة تضم أطفالا ونساء”.

واعربت فرنسا عن “قلقها العميق” حيال معلومات عن إعداد قوات النظام السوري “عملية واسعة النطاق وشيكة” على حمص. ونقلت وكالة انباء “فيدس” التابعة للفاتيكان نداء من نحو 800 مدني، مسلمين ومسيحيين عالقين في حمص الى الامم المتحدة والصليب الاحمر والهلال الاحمر لمساعدتهم على الخروج.

وافادت وكالة الاناضول ان ضابطا كبيرا انشق عن الجيش السوري وانتقل الى تركيا ليرتفع الى عشرة عدد الضباط الكبار المنشقين في الاراضي التركية.

ولم توضح الوكالة هوية الضابط السوري ومنصبه لاسباب امنية.

36 قتيلا

 ميدانيا، قتل 36 شخصا في مناطق عدة حيث استمر القصف من قوات النظام على مدينتي حمص في وسط البلاد ودوما في ريف دمشق اللتين تعانيان نقصاً في المواد الغذائية والطبية.

 وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن العثور على “جثامين خمسة مواطنين في بلدة سقبا في ريف دمشق بعضهم قضى ذبحا”.

 واستمر القصف على احياء عدة في مدينة حمص حيث قتل خمسة اشخاص في اطلاق نار وسقوط قذائف على احياء الخالدية وباب تدمر وجورة الشياح والصفصافة. كما قتل خمسة اشخاص في قرية الفرحانية قرب بلدة تلبيسة في ريف حمص نتيجة سقوط قذيفة. واستهدف القصف ايضا مدينة الرستن المحاصرة في محافظة حمص.

وقتل ايضا سبعة اشخاص بينهم ثلاث نساء اثر سقوط قذائف على مدينة دوما في ريف دمشق التي تتعرض لقصف متواصل منذ ثلاثة ايام، بحسب ناشطين.

واشارت لجان التنسيق المحلية الى “نقص في الطواقم الطبية والاسعافات الاولية” في المدينة.

 في ريف دمشق ايضا، قتل رجل وزوجته وابنتهما في بلدة عربين بعد سقوط قذيفة على منزلهم. كما قتل مدني في اطلاق رصاص من حاجز في مدينة التل التي “شهدت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة”. وقتل شاب في ضاحية اشرفية صحنايا في ريف دمشق ايضا اثر اطلاق رصاص عشوائي. وقتل عنصر من قوات النظام في انفجار عبوة ناسفة بأوتوبيس عسكري في المنطقة الصناعية في العاصمة.

كما قتل بعد منتصف الليل ايضا “ملازم منشق هو قائد احدى الكتائب الثائرة المقاتلة ومقاتل من الكتيبة”، اثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية قرب بلدة خبب في محافظة درعا. وقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية على الاقل في اشتباكات في محافظة حمص.

طباعة اموال

وحذر “تيار التغيير الوطني السوري” من طرح نظام بشار الأسد أوراقاً مالية سورية جديدة طبعت في روسيا تستهدف تدميراً ممنهجاً لما تبقى من الاقتصاد السوري. وأكد أن هذه الأوراق طبعت من دون سند أو رصيد أو أية ملاءة اقتصادية، موضحا أن هذه الدفعة من الأوراق النقدية وغيرها من الدفعات التي يعتزم الأسد ونظامه طرحها لاحقا ستزيد خراب الاقتصاد الوطني واعباءه ليس في هذه المرحلة فحسب بل في مرحلة ما بعد سقوطه الحتمي، كما أنها تدخل في سياق عمليات النهب والسرقة لمقدرات البلاد بما في ذلك بيع السندات الحكومية وممتلكات الشعب السوري من الذهب.

المؤتمر الدولي

 وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع أنان، هاتفياً، في آفاق عقد مؤتمر دولي حول سوريا. ونقلت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية عن بيان لوزارة الخارجية أن هذا البحث جرى خلال اتصال هاتفي بين لافروف وأنان بمبادرة من المبعوث الأممي واعتبر لافروف أنه من بين الشروط الأساسية لإنجاح المؤتمر الذي كانت روسيا قد بادرت إلى طرح انعقاده “إشراك كل الدول الرائدة والمؤثرة في المنطقة في أعماله”.

 وابدت روسيا استعداد سلاحها الجوي لضمان أمن السفن الروسية التي قد ترسل إلى سوريا لإجلاء المواطنين الروس من هذا البلد.

المشهد السوري يقطر دماً ومسلسل قتل منهجي للصحافيين

تقرير مختصر لـ”سكايز” عن أوضاع الإعلاميين

لا يزال المشهد السوري يقطر دماً وألماً، وتصدّر خلال أيار 2012 واجهة الانتهاكات بحق الاعلاميين والصحافيين والفنانين والمدونين والناشطين الحقوقيين في البلدان الاربعة، التي يغطيها نشاط مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية “سكايز” (عيون سمير قصير)، لبنان وسوريا والاردن وفلسطين.

واستمر مسلسل القتل المنهجي للاعلاميين في سوريا، الذي حصد منهم كلا من عبد الغني كعكة في حلب وعمار محمد سهيل زاده واحمد الأشلق ولورانس فهمي في حمص، إضافة الى المخرجين باسل شحادة وأحمد الأصم في حمص أيضاً، في حين كان مدوياً خبر اصدار القضاء السوري حكماً بالاعدام في حق الناشط الاعلامي محمد الحريري الذي تعرض للتعذيب الوحشي لحظة اعتقاله ما أدى الى كسر ظهره على الفور.

أما تفاصيل الانتهاكات في كل من لبنان وسوريا والاردن فكانت على الشكل الآتي:

في لبنان، طغت الاعتداءات على الصحافيين والمصورين خلال أيار 2012، على غيرها من الانتهاكات على الساحة الاعلامية والثقافية، إذ سُجل التعرض لكل من الصحافي صهيب أيوب (5/15) وفريق قناة “روسيا اليوم” (5/17)، وفريق محطة “الجديد” في الشمال ما أدى الى إصابة المصور عمر خداج ببعض الكدمات في الوجه والرأس (5/20). كما تعرض مصوّر محطة “المستقبل” ناجي مزبودي للضرب والشتم في منطقة الطريق الجديدة ما ادى الى اصابته برضوض في انحاء جسده (5/21)، وأعاق أمن الوفد الاميركي المرافق لمساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان عمل المصورين الذين كانوا يصورون وصول الوفد الى دارة النائب وليد جنبلاط، وجرت محاولة لمنع المصور محمد عزاقير عن التصوير (5/3).

وفي حين تلقى الصحافي غسان سعود تهديداً شفهياً من النائب خالد ضاهر خلال وجوده في حلبا في الشمال (5/20)، تلقى الصحافي عفيف دياب رسالة تهديد من زياد حمصي، الذي كان مسجوناً في سجن رومية بتهمة التعامل مع اسرائيل، بسبب مقال صحافي كان كتبه عنه (5/28). وأجبر الصحافي مصطفى مصطفى جحا، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، على طلب اللجوء الى السويد (5/11).

وفي مجال الرقابة، تم وقف عرض فيلم “تنورة ماكسي” بسبب ضغوط من المركز الكاثوليكي للاعلام على الامن العام (5/20)، ولم تتم اعادة الفيلم الى الصالات إلا بعد حذف وتعديل مشاهد عدة منه. كما حذف الأمن العام، وبطلب من قوى الامن الداخلي، مشهداً من الفيلم الكوميدي “الى بعلبك” (To Baalbek) (52/1). واستدعت مخابرات الجيش، وعلى دفعات متتالية، مجموعة من الشباب من مدينة جزين للتحقيق معهم حول أرصدتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” (Facebook)، في ظل تعرض الصفحة الخاصة بالاعلامية منى أبو حمزة على هذا الموقع للقرصنة والاختراق (5/5)، وتلقي موقع “النشرة” الالكتروني رسالة تهديد بـ”سحب قاعدة بياناته وتدميره قريباً” (5/15).

كما توالت فصول قضية صرف الموظفين من المؤسسات الاعلامية، مع تسجيل صرف محطة “أم. تي. في”. (MTV) خمسة موظفين من الصحافيين وعددا آخر من التقنيين، “لأسباب اقتصادية” (5/4 و5/15)، واعتصام 21 موظفا من العاملين في مجموعة AWI (جريدة “البلد” ومجلة “ليالينا” وجريدة “الوسيط” وشركة “أنتيغرا”) في سن الفيل، احتجاجاً على عدم دفع تعويضات صرفهم ورواتبهم الشهرية المتأخرة الاستحقاق (5/18).

في سوريا، لم تختلف همجية الانتهاكات على الساحة الاعلامية والثقافية خلال ايار عن الاشهر السابقة منذ اندلاع الثورة، مع استمرار مسلسل القتل المنهجي للاعلاميين الذي حصد أربعة منهم، هم عبد الغني كعكة في حلب (5/4)، عمار محمد سهيل زاده وأحمد الأشلق ولورانس فهمي في حمص (5/27)، اضافة الى المخرجين باسل شحادة واحمد الأصم في حمص (5/28).

وفيما بقيت الاعتقالات التعسفية عنواناً للتعاطي مع الصحافيين والمواطنين الاعلاميين والفنانين، إذ اعتقلت السلطات الامنية كلا من الصحافي وسام كنعان (5/4)، الاعلامي زهير الفقير (5/7)، المواطن الصحافي ابرهيم الحلبي (5/12)، الكاتبة أفين حرسان (5/16)، الصحافي البرازيلي كلستر كافلكنتي والموسيقي مصطفى كاكور (5/13)، كان لافتاً ومدوياً صدور حكم بالاعدام بحق الناشط الاعلامي محمد الحريري في سابقة هي الأولى من نوعها، وفق الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان (5/18).

وفي حين أفرجت السلطات السورية عن الصحافيين التركيين آدم أوزكوس وحميد جوسكون (5/12)، وأخلت سبيل ثمانية ناشطين من “المركز السوري للاعلام وحرية التعبير” هم هنادي زحلوط ويارا بدر ورزان غزاوي وسناء محسن وميادة خليل وبسام الاحمد وجوان فرسو وايهم غزول (5/12)، تعرض الروائي خالد خليفة والباحث حسان عباس للضرب أثناء مشاركتهما في تشييع صديق لهما (5/26)، في ظل اصدار قاضي التحقيق قراراً بتوقيف الصحافية ماري عيسى وزوجها وايداعهما سجن عدرا المركزي (5/15)، ونقل الصحافي جهاد جمال الى فرع التحقيق العسكري في دمشق تمهيداً لمحاكمته (5/29).

وفيما قررت السلطات السورية دمج صحيفتي “الثورة” و”تشرين” (5/22)، قررت جامعة الدول العربية الطلب من الأقمار الصناعية العربية وقف بث القنوات السورية (5/4).

في الاردن، سجل منع الأمن الاردني طاقم قناة “الجزيرة” من التصوير في محيط مخيم للاجئين الفلسطينيين (5/9)، ومنع دائرة المطبوعات ادخال نسخ من كتاب “يا صاحبي السجن” (5/20)، واحتجاز السلطات الاردنية جواز سفر عضو الامانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين الصحافي حسام عز الدين على جسر الكرامة (5/4)، في ظل مهاجمة وزير الصناعة والتجارة شبيب عماري الصحافي في صحيفة “الغد” طارق الدعجة على خلفية خبر نشره (5/14)، ورفع مركز “جدارا لتنمية القدرات” الاردني قضية بحق الصحافية حنان خندقجي وقناة “بي. بي. سي”  (5/21) على خلفية تقرير أعدته عن سوء معاملة اطفال في المركز.

وفي حين طالبت محكمة بداية شمال عمان صحيفة “الغد” بوقف نشر أرشيف رسام الكاريكاتور عماد حجاج (5/23)، رفض صحافيو صحيفة “العرب اليوم” تعيين مستشار الامين العام لوزارة المياه رئيساً لهيئة تحريرها (5/24)، كما رفضت نقابة الصحافيين الاردنيين إعادة الهيكلية في صحيفة “الدستور” (5/30).

وكان لافتاً الافراج عن الصحافي جمال المحتسب بكفالة مالية بعد اعتزامه البدء باضراب عن الطـــــــعام (5/13)، واتخاذ المدونة الاردنية إيناس مسلم قرارا بمقاضاة وزير الداخلية الســــــــابق ومدير الامن الـــعام (5/21).

ما نعرفه عن مجازر سوريا

بعد أقل من أسبوعين على مجازر حولا، قُتل العشرات من السوريين مجدداً في القبير، في محافظة حماه. المعارضة نسبت هذه المذابح الى “الشبيحة”، تلك الميليشيات الشهيرة، الموالية للنظام؛ فيما النظام كذّب هذه الاتهامات. مجلة “الاكسبرس” الفرنسية (11 حزيران 2012) حاولت الإجابة على مجموعة من الأسئلة تتعلق بهذه المقتلة، هنا أهمها:

– متى وأين حصلت المجازر؟

– بحسب الشهود من الأهالي، مجزرة الحولا طالت قريتي تالدو والطيبة في 25 أيار الماضي. بدأت بعد الظهر وانتهت في اليوم التالي فجراً. منطقة الحولا نفسها تتكوّن من عدة بلدات وقرى ويعيش فيها سوريون من الإثنية نفسها، ينتمون الى أديان ومذاهب دينية مختلفة. الغالبية من بينهم من المذهب السني، والباقون علويون، من نفس مذهب الرئيس بشار الأسد.

مجزرة القبير جرت يوم الاربعاء 6 حزيران، في قرية مزرعة القبير التي تبعد 13 كلم عن حماه. يعيش في مزرعة القبير، القريبة من مدينة معرزاف، مئة وخمسون راعيا ومزارعاً، وهي تقع بالقرب من أربع قرى يقطنها علويون.

– ما الذي حصل بالضبط؟

– بحسب شهادات الأهالي، جرت تظاهرة في 25 ايار الماضي في قرية تالدو، جمعت عدداً كبيرا من الأهالي، وذلك على الرغم من الحواجز الأمنية والسلاح الثقيل والمدرعات التي تحيط بها، وكلها تابعة للنظام. في نهاية التظاهرة، بين الواحدة والنصف ظهرا والخامسة، بدأت القذائف تنهمر على مختلف أحياء البلدة، ومعها رصاص يطلقه أفراد الحواجز الأمنية التي تسدّ الطريق على مداخل البلدة. هكذا احتل البلدة جنود وأعضاء جهاز المخابرات. وقبل حلول الليل، دخلت قرية تالدو شاحنات صغيرة مطلية باللون الأبيض، تنقل رجالا مسلحين بعضهم باللباس العسكري والبعض الآخر باللباس الأسود. الشبيحة أعطوا الاولوية للهجوم على المنازل الواقعة على أطراف البلدة. أحرقوا حقول الزيتون المحيطة بالمنازل، وأحرقوا معها بعض المنازل. وقتلوا عددا كبيراً من رؤوس الماشية.

في مزرعة القبير طوقت المدرعات البلدة وقصفتها يوم الاربعاء بعد الظهر، قبل ان يدخل الجنود اليها برفقة شبيحة يحملون سلاحا أبيض. وقد وجدت جثث مدنيين أبرياء، بعضهم أُحرق والآخر قُطّع بالسكاكين. جثث محروقة لأطفال ونساء وبنات مرمية على الارض.

بعض المناضلين المعادين لحكم الأسد أشاروا الى ان “الجيش السوري الحر” كان نشيطا في المناطق القريبة من القبير؛ وقد تكون المجزرة عملية إنتقامية أو عقاب جماعي. ولكنهم يضيفون بأن مزرعة القبير نفسها لم تنضم يوما الى الثورة ضد الأسد.

– ما هي الحصيلة؟

– في اليوم التالي على مجزرة الحولا أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان 90 قتيلا، بينهم 25 طفلا. الأمم المتحدة بدورها أحصت في اليوم التالي 108 قتيلا.

بخصوص القبير تنقصنا الدقة. المعارضون قالوا بأن عدد الضحايا بلغ المئة. في الأيام التالية، أُعلن عن سقوط 55 قتيلا، من بينهم أطفال ونساء. مراقبو الأمم المتحدة وصلوا أخيرا الى موقع المجزرة، بعدما منعتهم السلطات السورية من بلوغها، لا بل تعرضوا للرصاص. ولكن ينتظر من تقاريرهم ان تكون أكثر دقة.

– حجج النظام.

– في 26 من أيار الماضي، أعلنت الوكالة السورية للأنباء “سانا” عن مسؤولية “المجموعات الارهابية المسلحة” بارتكاب المجازر وبـ”إحراق بيوت الأهالي وتفجيرها في قرية تالدو بغية الإيحاء بأن القوات المسلحة النظامية تلقي القنابل على المنطقة”. في اليوم التالي، شكّل النظام “لجنة تحقيق” خلصت الى ان “مجموعات مسلحة قتلت عائلات مسالمة”.

– حجج النظام غير القابلة لتصديق.

– ان رواية النظام التي تتهم مجموعات إرهابية سنية بارتكاب المجازر تبدو “غير قابلة اطلاقا للتصديق” بحسب الخبراء، الذين يتابعون بأن منطقة حولا سنية وهي مركز للعديد من التظاهرات وملاذ للـ”جيش السوري الحرّ”.

لكن من الصعب الاقتناع بأن الجنود المتمركزين بالقرب من قرية الحولا الذين “شاهدوا دخول 600 الى 800 مسلح” بحسب لجنة التحقيق الرسمية، لم يتدخلوا ولا “انذروا قيادتهم بما يحصل أمام عيونهم”.واذا كانوا قد أبلغوا هذه القيادة، فعلينا التساؤل لماذا لم يرسل رؤساؤهم تعزيزات عن طريق البر أو الجو لإنقاذ الأهالي. كان لديهم الوقت الكافي للقيام بذلك، اذ ان العملية استمرت نحو عشر ساعات، بحسب الناطق الرسمي السوري نفسه.

نقطة غريبة أخرى: كيف يحصل ان “الجيش السوري الباسل” (وهي عبارة مكرّسة لدى النظام ولدى المواقع الالكترونية المؤيدة له)، لم يقبض على أي واحد من هؤلاء “المجرمين الارهابيين”. لدينا جواب على هذا السؤال، صادر عن ضابط علوي يعمل في مركز طرطوس، وكان متواجداً على بعد 300 متر من مكان المجرزة: “قيل لنا ان مجموعات مسلحة تقتل الأهالي وان الجيش السوري الحرّ يحرق البيوت…”. والضابط هذا كانت تنتابه بعض الشكوك، ولكنه بعدما رأى بأم عينيه ما حصل في الحولا، وتحقّق من مقتل عائلات يعرفها، قرر الانشقاق عن الجيش الرسمي وتقديم شهادته عن المجزرة. وهو يشير الى ان الجيش لا يرسل الى هذه المنطقة الا الجنود العلويين.

أخيرا، وفيما تفجّعت السلطات الرسمية على كل هذه الجرائم، فان الحكومة لم ترسل مبعوثا واحداً عنها للمشاركة في تشييع هؤلاء الضحايا (…).

شبيحة الأسد خرجوا من المعتقلات لاغتيال الأطفال والنساء

محمد نعيم

كشف شهود عيان عن ضلوع مليشيات مسلحة، أطلق نظام الأسد سراحها من السجون، في ارتكاب المذابح والمجازر التي تشهدها المدن السورية، ووفقاً للشهادات عينها، تعمد النظام السوري اختيار تلك المليشيات بمقومات خاصة، يتقدمها عدم اجادة عناصرها للقراءة والكتابة، فضلاً عن لياقتهم البدنية وبنيانهم الجسماني الضخم.

القاهرة: ألقى السوريون مسؤولية ما يجري لهم من جرائم ومذابح يومية على عناصر “الشبّيحة،” وتعود تلك التسمية الى مليشيا مسلحة غير مدرجة على قوائم المستخدمين في جيش الأسد وأجهزته الأمنية، وإنما تعمل في الوقت عينه لحساب الرئيس السوري وتنفذ اوامره بكل دقة، ولا تختلف تلك الفئة بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية عن المافيا الإيطالية، التي قد تعتمد عليها أجهزة الامن الايطالية خاصة الاستخباراتية، لتصفية عناصر معادية، دونما تورط للحكومة والأجهزة التابعة لها في روما، وتحرص عناصر المافيا الايطالية على تنفيذ عملياتها دون ترك أي دليل وراءها، يثبت حقيقة الجهة التي ارتكبت الجريمة.

مذابح بشعة ضد المدنيين العزّل

المشهد ذاته تعيشه مختلف المدن السورية، التي شهدت خلال الاونة الاخيرة مذابح بشعة ضد المدنيين العزّل، إذ نقلت يديعوت احرونوت عن شهود عيان في سوريا، أن المافيا الايطالية التي يدور الحديث عنها، لا تختلف كثيراً عن مليشيات الشبيحة التابعة للنظام السوري، فتلك المليشيات عبارة عن مجموعات اجرامية، اقتصر نشاطها في الماضي على تهريب المخدرات من لبنان الى سوريا.

وتشير المعطيات العبرية الى أن اسلوب تنفيذ الجريمة ضد السوريين خلال الاونة الأخيرة، يؤكد أن الجيش وأجهزة الامن السورية بعيدان تماماً عن ارتكاب المجازر المنسوبة لبشار الأسد، كما يؤكد الواقع أن تلك الاجهزة تكتفي بدور المتفرج بعد تكليف الشبّيحة بالمهام الاجرامية، نيابة عن الاجهزة الموالية للنظام، فقبل عدة اسابيع هرول اقارب سكان مدينة حمص، للوقوف على حقيقة مشاهد المجازر والمذابح، التي تناقلتها وسائل الاعلام الاقليمية والدولية، وحال وصولهم المدينة لم يجدوا فقط سوى بحور من الدم في الشوارع والازقة، وجثث ممزقة اشلاءً بسكين، وآثار لطلقات مدفع رشاش في حائط احد المنازل، ومنازل أخرى باتت اطلالاً بعد أن اكلتها النيران، وجثث اطفال انفصلت رؤوسها عن الجسد، وفي حين بدا ميدان القتال على هذه الحالة، خلا المشهد من وجود أي جندي أو محارب، يعلن أنه ورفاقه مسؤولون عن تلك المذابح.

وقبل محاولة مراقبي الامم المتحدة الوصول الى المنطقة المنكوبة، استقبلت مدينة حمص العديد من شهود العيان، الذين افلحوا في النجاة من الموت بأعجوبة، وأجمعت الشهادات على ضلوع رجال ذوي لحى طويلة وبملابس مدنية، قاموا بمداهمة المنازل وأطلقوا النار بشكل عشوائي في كل مكان، ولم يغادروا المكان الا بعد التعتيم على كل دليل يمكن من خلاله تحديد هويتهم أو تعقب أثرهم.

ويؤكد شهود العيان من سكان المنطقة السورية المنكوبة وغيرها، أن تلك الاوصاف تنطبق على ما وصفوهم بـ “عفاريت الأسد”، فتلك الجماعات المسلحة هي التي تقوم بزيارة المنازل السكنية ليلاً، وترتكب جريمتها الشنعاء وتغادر المكان دون أن تترك طرف خيط يؤكد وجودها، واجمع شهود العيان اعينهم أن تلك الجماعات هي المسؤولة عن كافة المذابح التي تشهدها المدن السورية، فهي التي تغتال بلا هوادة المدنيين والنساء والرضع في منازلهم لحساب الأسد، كما أن تلك الجماعات هي الضالعة بشكل مباشر في المذبحة الاخيرة في مدينة حماة، التي اسفرت عن مقتل ما بين 49 الى 67 شخصاً رمياً بالرصاص، كانوا في معظمهم من الاطفال والنساء، بينما لقي جزء منهم احتراقاً بالنيران.

جماعات خارجة عن القانون

وتشير الصحيفة العبرية الى أن تلك المجموعات التي يدور الحديث عنها، يطلق عليها السوريون لقب “الشبيحة”، ويعكس هذا الاسم مفهوماً واحداً، وهو المليشيات المسلحة الموالية للنظام السوري وتنفذ اوامره الاجرامية، ويعتبر السوريون هذه الفئة جماعات خارجة عن القانون، أو عصابات تنحصر وظيفتها في إجبار السوريين بالقوة على تنفيذ ما يرغب فيه النظام، وذلك برعاية ودعم كاملين من الاستخبارات وأجهزة الامن السورية.

وفي محاولة لتفسير معنى كلمة “شبيحة”، يرى سكان المدن الساحلية في سوريا، أن هذا الاسم ينطبق على المليشيات المسلحة غير الرسمية التابعة في نشاطها لنظام الأسد، وحملت تلك المجموعات هذا الاسم على سبيل المبالغة، إذ إن اسم “شبح” في اللغة العربية ينطبق على “العفريت” وجمع كلمة شبح باللهجة السورية الدارجة هو “شبيحة”، وربما يهدف اطلاق هذا اللقب على تلك الجماعات الى المبالغة في وصف المهام والأنشطة التي تقوم بها، والتي تفوق كل خيال أو تصور، فالمواطن السوري على قناعة بأن الشبيحة يمكنهم تنفيذ جميع انواع الجرائم البشعة تحت عيون اجهزة النظام.

على الرغم من ذلك يعتقد بعض من السوريين أن السبب في اطلاق اسم الشبيحة على تلك المليشيات السورية المتطرفة، يعود الى السيارات المرسيدس من طراز “سي كلاس” المعروفة باسم “الشبح”، التي تستقلها تلك الجماعات حال توجهها لتنفيذ عملية من العمليات الاجرامية.

ويؤكد ملف مليشيات الشبيحة أنها فرضت نفسها على الواقع منذ عام 1975 إبان دخول قوات الجيش السوري الى لبنان خلال اندلاع الحرب الأهلية، ففي تلك الاونة استعان الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بهذه المليشيات، لتنفيذ عمليات خارج نطاق القانون لحساب الاستخبارات وأجهزة الامن السورية، ومنذ هذا التاريخ تحول نشاط الشبيحة من مجرد تهريب المخدرات الى تنفيذ عمليات تصفية وسطو مسلح لحساب النظام السوري، وكانت المرة الاولى التي تم فيها رصد نشاط الشبيحة هو قيامها بتهريب المخدرات من لبنان الى سوريا عبر سيارات تحمل ارقاماً خاصة بأجهزة الاستخبارات السورية.

لياقة بدنيّة عالية وقامة طويلة

وتشير معلومات الصحيفة العبرية الى أن معايير اختيار عناصر الشبيحة تعتمد بالأساس على مقومات خاصة جداً، فمن الضروري أن يكونوا منعدمي الثقافة، ولا يجيدون القراءة والكتابة، فضلاً عن ضرورة تمتعهم بلياقة بدنية عالية وقامة طويلة، وربما تعود هذه الشروط الى تكليفهم بمهام اجرامية في المستقبل، وفي احيان كثيرة تبرم الاجهزة الامنية السورية صفقات مع المعتقلين في السجون، يتم بموجبها السماح بإطلاق سراح بعض السجناء ذوي الصفات الثقافية والجسمانية المطلوبة، مقابل تنفيذهم لأوامر ومهام يكلفهم بها النظام السوري ضد أي شخص وفي أي وقت، وبعد خروجهم من السجن، يُقسم هؤلاء يمين الولاء امام قائد المليشيات، الذي يطلقون عليه في كثير من الاحيان اسم “المُعلم”.

ويؤكد السوريون أن الشبيحة يتجولون في الشوارع والأزقة وهم يرتدون ملابس عسكرية خاصة بالجيش السوري، وفي احيان أخرى يرتدون ملابس مدنية، كما يقيم الشبيحة معتقلات خاصة بهم يحتجزون فيها أي شخص يمكن المقايضة عليه بمال أو بأملاك يرغبون في الحصول عليها، واذا لم يفِ ذوو الرهينة بما يطلبه الشبيحة، يكون نصيب الشخص المحتجز القتل في الحال دونما الاحتساب لأي رقيب.

وعبر هذا النشاط الإجرامي، تمكن الشبيحة من خلق نفوذ كبير في الشارع السوري، الا أن نشاطهم الموالي لنظام الأسد زاد منذ اندلاع الثورة السورية، حيث سمح لهم النظام بممارسة كافة الوان القتل وسفك الدماء لدحر الانتفاضة وكبح جماح الثوار، واتضح من خلال افلام الفيديو القصيرة على شبكة الانترنت الاسلوب عينه الذي يعتمد عليه الشبيحة في تنفيذ جرائمهم البشعة، وتظهر في أحد هذه الافلام جثث لعدد من الاطفال الرضّع، وجثث أخرى لنساء تم تغطية جسدهن بأقمشة بيضاء، وفي فيلم آخر يلاحظ العديد من الجثث الملقاة على الأرض، احداها جثة جدة وام وخمسة أطفال، ووفقاً لشهادة المتحدث في شريط الفيديو، تظهر الجثث مغطاة بأقمشة بيضاء، وتبدو يد جثة الطفل الرضيع وهي تغطي وجهه.

ألف عائلة محاصرة تحت القصف بحمص

المراقبون يعلقون عملهم ومقتل 77 بسوريا

                                            أعلنت بعثة المراقبين الدوليين في سوريا تعليقها عملياتها في سوريا بسبب تصاعد أعمال العنف. يأتي ذلك في وقت قتل فيه 77 برصاص الأمن والجيش النظامي السبت، بينما يستمر القصف على حمص وحصار ألف عائلة بها تعاني نقص الغذاء والدواء.

وقال الجنرال روبرت مود -رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا- إنه قرر تعليق عمل فريق مراقبيه جراء تصاعد العنف خلال الأيام العشرة الأخيرة، وأضاف مود في بيان أن المراقبين لن يقوموا بدوريات وسيبقون في مواقعهم حتى إشعار آخر.

وجاء في البيان أنه “حصل تصعيد في العنف المسلح في سوريا خلال الأيام العشرة الأخيرة، ما يحد من قدرتنا على المراقبة والتحقق والإبلاغ، أو على المساعدة في إقامة حوار داخلي وإرساء خطة للاستقرار، أي يعوق قدرتنا على القيام بمهمتنا”.

وأضاف البيان “أن غياب الإرادة لدى الطرفين للبحث في حل سلمي انتقالي والدفع في اتجاه تقديم المواقف العسكرية يزيد من الخسائر في الجانبين: هناك مدنيون أبرياء، نساء وأطفال ورجال يقتلون كل يوم، وهذا يطرح أيضا مخاطر كبيرة على مراقبينا”.

وتابع بيان مود “في هذا الوضع الذي ينطوي على مخاطر كثيرة، تعلق بعثة المراقبين الدوليين عملها. لن يقوم المراقبون الدوليون بدوريات وسيبقون في مراكزهم حتى إشعار آخر. وسيمنع عليهم الاتصال بالأطراف” المعنية بالنزاع.

وأشار مود إلى أنه ستتم إعادة النظر في هذا القرار بشكل يومي، وأن “العمليات ستستأنف عندما نرى أن الوضع أصبح مناسبا لنا للقيام بالمهام التي كلفنا بها”.

تبليغ بلا رد

وكانت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة قالت في مقابلة مع الجزيرة إنه تم إبلاغ النظام السوري والمعارضة بتعليق مهمة المراقبين وإن البعثة لم تتلق ردا.

يذكر أن طلائع بعثة المراقبين الدوليين قد وصلت إلى سوريا في 20 أبريل/نيسان بموجب قرار صدر عن مجلس الأمن، على أن تقوم بالتثبت من وقف إطلاق النار الذي أعلن في الثاني عشر من أبريل/نيسان. وبلغ عدد أفراد البعثة 300، وهو العدد الذي أقره مجلس الأمن.

إلا أنه قتل حوالي 3400 شخص منذ إعلان بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة الموفد الدولي العربي المشترك كوفي أنان.

القصف مستمر

ميدانيا أفادت لجان التنسيق المحلية بأن 77  شخصا قتلوا أمس السبت معظمهم في قصف للجيش النظامي على مدن في ريف دمشق وحمص.

كما قال ناشطون إن عشرين شخصاً أعدموا رميا بالرصاص وذبحاً بالسكاكين في سقبا في ريف دمشق.

وفي حمص تواصل القوات النظامية قصفها لعدة مناطق في المدينة وسط مخاوف الأهالي من اجتياح عسكري قريب.

وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر في أحياء بالعاصمة دمشق. كما أفاد ناشطون بأن قصفا بالقذائف يستهدف درعا، مع انتشار لدبابات الجيش النظامي.

وبث ناشطون صورا لقتلى سقطوا في قصف للجيش النظامي السوري على دوما. وتحدث ناشطون عن قصف على دوما وسقبا وحمورية بريف دمشق. وأفاد ناشطون بأن مروحيات الجيش تقصفُ قرية البويضة الشرقية في ريف حمص.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن عشرة أشخاص أعدموا ذبحا بالسكاكين في سقبا بريف دمشق.

محاصرون بحمص

ويحاصر القصف المستمر من قوات النظام السبت على أحياء عدة في مدينة حمص أكثر من ألف عائلة تعاني من نقص في المواد الطبية والغذائية.

وناشد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكل من لديه حس أنساني بالتدخل الفوري لوقف القصف المتواصل على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص وأحياء حمص القديمة وجزء من حي القصور من أجل إجلاء وحماية أكثر من ألف عائلة محاصرة تضم أطفالا ونساء”.

وأوضح المرصد في بيان أن “الأوضاع الإنسانية صعبة جدا داخل هذه الأحياء”، مطالبا كذلك بـ”إجلاء وحماية عشرات الجرحى الذين أصبحت حياتهم في خطر حقيقي بسبب عدم وجود كوادر طبية ومواد طبية لعلاجهم”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “عدد الجرحى تجاوز المائة، وقد يموتون بسبب عدم حصولهم على العلاج”. وأشار إلى أن القصف لم يتوقف منذ أمس الجمعة.

ونقلت وكالة أنباء “فيدس” التابعة للفاتيكان من جهتها السبت نداء من حوالي 800 مدني، مسلمين ومسيحيين عالقين في حمص إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر لمساعدتهم على الخروج.

وأوضحت الوكالة أن المدنيين العالقين في أحياء الورش والصليبية وبستان الديوان والحميدية ووادي السايح في وسط المدينة، هم نساء وأطفال ومسنون ومعوقون “يواجهون خطرا حقيقيا ولا يتوفر لهم أي شيء ويعيشون مذعورين وسط عمليات القصف والمعارك”.

وفي السياق، أعرب مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، ماركوس لونينج عن استعداد بلاده لمساعدة تركيا في رعاية اللاجئين السوريين الفارين من أحداث العنف الدائرة في بلادهم.

إضراب بحلب

من جهة أخرى، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أحياء عدة في حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد شاركت في إضراب كبير أمس السبت.

وبث ناشطون سوريون صوراً على مواقع الثورة السورية على الإنترنت تظهر إضراب أحياء صلاح الدين والسكري والخالدية والجميلية وبستان القصر الذي جاء رداً على قتل مدنيين برصاص قوات النظام والقصف العنيف الذي يتعرض له ريف حلب.

المعارضة تطلب الحماية بعد وقف المراقبين

واشنطن تشاور حلفاءها بشأن سوريا

                                            وصفت الولايات المتحدة الأوضاع في سوريا بأنها وصلت إلى “مرحلة حرجة”، وذلك إثر قيام بعثة المراقبين الدوليين بوقف عملها. وفيما حثت واشنطن على انتقال سلمي للسلطة، جددت المعارضة السورية دعوتها مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لحماية الشعب السوري من “عنف” نظام الرئيس بشار الأسد.

فقد أعلن البيت الأبيض اليوم أنه يتشاور مع حلفاء دوليين بشأن “الخطوات القادمة” في الأزمة السورية، بعد أن علق مراقبو الأمم المتحدة عملياتهم هناك، ردا على العنف الذي تصاعد على الرغم من إعلان وقف لإطلاق النار.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور في بيان “نناشد مجددا النظام السوري الالتزام بتعهداته بمقتضى خطة أنان، بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار”. وأضاف المتحدث دون أن يذكر تفاصيل “في هذا المنعطف الخطير نحن نتشاور مع شركائنا الدوليين فيما يتعلق بالخطوات القادمة نحو انتقال سياسي يقوده السوريون دعت إليه قرارات لمجلس الأمن”.

وشدد المتحدث الأميركي على أنه “كلما حدث هذا الانتقال سريعا زادت فرصة تفادي حرب أهلية طائفية دموية تستمر طويلا”.

منع حرب أهلية

وفي موازاة ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية السبت إن تسريع حدوث انتقال سياسي في سوريا سيزيد فرص منع حرب أهلية دموية في البلاد.

ورددت الوزارة ما جاء في بيان البيت الأبيض فقالت في بيان خاص “نحن نتشاور مع شركائنا الدوليين فيما يتعلق بالخطوات القادمة نحو انتقال سياسي يقوده السوريون مثلما ورد في قراريْ مجلس الأمن 2042 و2043”. وأضافت الوزارة “كلما حدث هذا الانتقال سريعا زادت فرص تفادي حرب أهلية طائفية دموية وتستمر طويلا”.

وأبدى مسؤولون أميركيون شكوكا متزايدة بشأن استعداد الرئيس السوري للتقيد بخطة الوسيط الدولي كوفي أنان المتعثرة، لكن واشنطن وحلفاءها الغربيين لم يظهروا أي رغبة في تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا، حتى بينما تسعى موسكو للمساعدة في حماية الأسد من تشديد عقوبات الأمم المتحدة.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين قولهم إنه من المتوقع أن يُطلع رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود مجلس الأمن يوم الاثنين أو الثلاثاء على تطورات الوضع في سوريا.

وسيجري الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في المكسيك، لكن التوقعات ضئيلة لحدوث أي تقدم مهم نحو تجاوز المأزق في سوريا، وفق بعض التحليلات.

تركيا تدعو

ومن جهتها دعت تركيا مجلس الأمن إلى اتخاذ “إجراء جديد” يحول دون تدهور الوضع في سوريا، بعد الإعلان عن تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو -في تصريح صحفي- “مع انسحاب بعثة المراقبين، لا بد لمجلس الأمن من أن يقيّم الوضع على الفور، وأن يتخذ إجراء جديدا لتجنب تفاقم المأساة الإنسانية” في سوريا.

وأضاف الوزير التركي أن “الإعلان عن هذا التعليق يأتي في الوقت الذي كنا نأمل فيه زيادة عدد المراقبين وتأمين انتشار لهم أكثر فعالية على الأرض”.

ولم يكشف الوزير طبيعة الإجراء الذي يريده من مجلس الأمن. كما تطرق داود أوغلو إلى المخاطر التي تهدد المراقبين، مما يستدعي قيام مجلس الأمن بإعادة تقييم “لضمان سلامتهم على الأرض عبر تفويض أكثر فعالية”.

قوات دولية

وتعليقا على قرار المراقبين الدوليين وقف عملهم، طالب عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون السبت بنشر قوات لحفظ السلام في سوريا. وقال للصحفيين في إسطنبول “اليوم، من الواضح أنه لم يعد بالإمكان التعويل على مراقبين غير مسلحين، ينبغي إرسال جنود لحفظ السلام إلى سوريا، بعثة أكبر قادرة على حماية نفسها من عنف نظام” الرئيس بشار الأسد”.

واعتبر غليون -الذي كان يتحدث على هامش اجتماع للمعارضة السورية- أن تعليق عمل مراقبي الأمم المتحدة يشكل “إدانة واضحة من جانب المجتمع الدولي وبعثة أنان للسياسة العدوانية والعنيفة للنظام السوري”.

وأعرب غليون عن اعتقاده أن “هناك احتمالا لإنقاذ خطة أنان عبر دفع مجلس الأمن إلى التصويت تحت الفصل السابع على قرار يطلب تنفيذ هذه الخطة مع التهديد باستخدام القوة”.

من جهته، ومن دون الإشارة إلى قرار المراقبين بتعليق عملهم، حذر المجلس الوطني السوري السبت من وقوع “مجزرة كبيرة” في حمص، مشيرا إلى أن المدينة محاصرة بثلاثين ألفا من “الجنود والشبيحة”، ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل “لحماية” هذه المدينة والمناطق الأخرى المستهدفة.

دمشق تتفهم

وفي المقابل، أعلنت الحكومة السورية “تفهمها” لقرار المراقبين الدوليين، واتهمت “المجموعات الإرهابية المسلحة” باستهدافهم، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية السورية.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنها “أخذت علما” بقرار التعليق، و”أكدت للجنرال مود تفهمها للقرارات التي يتخذها، وخصوصا تلك المتعلقة بالحفاظ على أمن المراقبين”.

وقال البيان إن الخارجية أوضحت لقيادة بعثة المراقبين أن “المجموعات الإرهابية المسلحة قامت منذ التوقيع على خطة أنان بتصعيد عملياتها الإجرامية واستهداف مراقبي الأمم المتحدة وتهديد حياتهم في كثير من الأحيان”.

اجتماع المعارضة

تأتي هذه التطورات فيما يعتزم قادة المعارضة السورية -في ختام اجتماعاتهم المتواصلة بإسطنبول- إصدار إعلان بشأن الاتفاق على مستقبل سوريا، وتسوية الخلافات بينهم وتشكيل جبهة موحدة.

وكان ممثلون عن مجموعات في المعارضة السورية قد بدؤوا اجتماعهم الذي يهدف إلى “توحيد الرؤية”.

وفي تطورات الشأن السوري، تظاهر أبناء الجالية السورية في بريطانيا أمام السفارة الروسية ظهر السبت للتنديد بموقف روسيا الداعم للنظام السوري، في حين دعت حركات معارضة سورية إلى مقاطعة شاملة للبضائع الروسية والصينية.

وقال مراسل الجزيرة نت في لندن مدين ديرية إن المتظاهرين حملوا علم الاستقلال السوري ولافتات منددة بالحكومة الروسية، وأخرى تطالب النظام بوقف ما سموها المذابح التي يرتكبها بحق المدنيين والأطفال.

ريف دمشق يتعرض لأعنف الحملات العسكرية

سقط خلالها نحو 90 قتيلاً ومئات الجرحى وسط حملات اعتقال واسعة

بيروت – محمد زيد مستو

تتعرض بلدات وقرى ريف دمشق لأعنف حملة عسكرية من قبل قوات النظام السوري منذ مطلع الأسبوع الماضي، أسفر عنها مقتل وجرح المئات، وتخللها ارتكاب مجازر جديدة في مناطق الغوطة الشرقية.

وقال نشطاء وشهود عيان ومصادر في الجيش السوري الحر إن معظم مناطق ريف دمشق تشهد قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة وسط حملات اعتقال وإعدامات ميدانية، لاسيما في المناطق الشرقية من ريف دمشق التي تتمركز فيها جماعات الجيش الحر، وتعيش مواجهات يومية هي الأعنف بين عناصر الحر وقوات النظام.

وبحسب لجان التنسيق المحلية، فإن القصف الذي وصف بـ”الأعنف” تركز على معظم أحياء الغوطة الشرقية التي يتمركز فيها الجيش الحر مثل دوما وحرستا وسقبا وحمورية وحران العواميد ودير العصافير والمليحة، وترافق مع إعدامات ميدانية ومجازر جماعية وحملات اعتقال.

مجازر جديدة

وتحدث ناطق إعلامي باسم اللجان عن سقوط 17 قتيلاً بينهم أطفال في سقبا السبت، جراء ذبحهم بالسكاكين، لافتاً إلى سقوط ضحايا آخرين من شبان حمورية قبيل أيام بنفس طريقة الذبح.

ومن جهته ذكر مصدر في الجيش السوري الحر بدمشق وريفها أن الحملة بدأت بعد تزايد وتيرة الاشتباكات التي امتدت إلى العاصمة خلال الأسابيع الأخيرة.

وأوضح أبومعاذ (اسم حركي) الناطق باسم كتائب الصحابة التابعة للجيش السوري الحر، أن عدة أحياء في دمشق وريفها شهدت اشتباكات شبه يومية خلال الأسابيع الأخيرة ومُني فيها النظام بخسائر فادحة، ما دفعه لشن تلك الحملة التي امتدت إلى أحياء المزة وكفرسوسة في العاصمة باستعمال المدرعات والآليات العسكرية والمصفحات ومئات الجنود، حيث جرى مداهمة معظم منازل بساتين المزة وكفرسوسة وشن حملة اعتقالات واسعة.

وأكد المصدر أن مناطق الغوطة الشرقية لازالت تشهد اشتباكات عنيفة يومياً، أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف جيش النظام.

إلى ذلك أكد شهود عيان أن مدن قدسيا والزبداني وبعض المناطق الأخرى في المنطقة الغربية بريف دمشق تعرضت لقصف بقذائف الهاون على الأحياء السكنية ما أدى إلى وقوع العديد من الجرحى بعضهم بحالة خطرة.

وذكر الشهود أن 6 قذائف سقطت وسط الأحياء السكنية في قدسيا المكتظة بالسكان خلال أمس السبت، ما أدى إلى سقوط جرحى، وتعرض بعض المنازل والسيارات لأضرار جزئية. وسط ترجيحات بسقوط قتيل واحد على الأقل جراء القصف.

كما أكدوا حصار المدينة من عدة محاور، معبرين عن تخوفهم لاقتحامها في أب لحظة.

وفي الزبداني يعاني الأهالي من سقوط متقطع لقذائف الهاون والدبابات يومياً ما أدى إلى مقتل العديد من أبنائها وجرح المئات، وتهدم عدد كبير من المنازل في المدينة.

ووفق لجان التنسيق فإن عدد المعتقلين الحاليين بالأفرع الأمنية والسجون في ريف دمشق يتجاوز 6386 معتقلاً، كما وثقت مقتل 1280 قتيلاً بينهم 123 طفلاً و37 امرأة، وأكثر من 58 شخصاً أعدموا ميدانياً، إضافة إلى أكثر من 50 قتيلاً آخرين سقطوا في أقبية مخابرات ريف دمشق تحت التعذيب منذ بدء الثورة.

المعارضة: 29 قتيلا برصاص الأمن بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 29 شخصا بنيران القوات السورية الأحد وفقا لما ذكرت لجان التنسيق المحلية، مع استمرار القصف المركّز على أحياء عدة في ريف دمشق ومدينة حمص التي حذرت المعارضة من حصول “مجزرة كبيرة” فيها.

وأجبر تصاعد أعمال العنف في سوريا مراقبي الأمم المتحدة على تعليق عملياتهم يوم السبت، الذي قتل فيه بحسب لجان التنسيق المحلية 77 شخصا في مدن سورية عدة بنيران القوات الحكومية، ومن المتوقع أن يقدم رئيس المراقبين تقريرا لمجلس الأمن عن مهمته في سوريا في الساعات الثماني والأربعين المقبلة.

وقال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين إن تصاعد أعمال العنف يمثل تهديدا لمراقبيه غير المسلحين، ويمنعهم من القيام بمهمتهم ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 12 أبريل وأخفق في وضع حد لأعمال العنف.

وأنحى مود باللائمة على كل من القوات الحكومية والمعارضين في استمرار الصراع الذي تحاول فيه قوات الرئيس بشار الأسد سحق انتفاضة بدأت قبل 15 شهرا.

وفي بيان لرويترز قال مود “لقد وقع تصعيد للعنف المسلح في سوريا خلال الأيام العشرة المنصرمة.” وأضاف “يؤدي غياب رغبة الأطراف المعنية في التوصل إلى انتقال سلمي، والسعي نحو تعزيز مراكزها العسكرية إلى زيادة الخسائر على الجانبين.”

وتوقع دبلوماسيون أن يقدم مود تقريرا لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين أو الثلاثاء بشأن الاضطرابات في سوريا، التي وصفها الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام الأسبوع الماضي بأنها حرب أهلية شاملة.

وقال مود إن العنف يمثل “مخاطر شديدة” لنحو 300 مراقب يعملون في سوريا منذ أواخر أبريل. وأضاف أن القرار سيخضع للمراجعة بشكل يومي “في هذا الموقف الخطير للغاية تعلق بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا أنشطتها. لن يقوم المراقبون بدوريات وسيبقون في مواقعهم حتى إشعار آخر.”

أما وزارة الخارجية السورية فقالت إنها علمت بقرار مود مساء يوم الجمعة وأبدت تفهمها لمخاوفه بشأن سلامة المراقبين، وألقت باللائمة في الهجمات على المعارضة التي تقاتل القوات الحكومية.

وقالت الولايات المتحدة إنها تتشاور مع شركائها الدوليين بشأن “الخطوات التالية” ودعت السلطات السورية إلى التمسك بالتزامات خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان للسلام “بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف لإطلاق النار.”

وأدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ حكومة الأسد لعدم وقفها عمليات القتل وقال إن تفاقم عدم الاستقرار “يثير تساؤلات جادة بشأن جدوى بعثة الأمم المتحدة” في سوريا.

وعلى الرغم من إدانتهم للأسد لم تظهر واشنطن وحلفاؤها الغربيون استعدادا للقيام بتدخل عسكري على غرار ما جرى في ليبيا، في حين لجأت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي إلى حماية دمشق من فرض عقوبات عليها.

وسيعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين على هامش قمة لمجموعة العشرين في المكسيك. ولكن التوقعات غير كبيرة بشأن إحراز أي تقدم للخروج من المأزق المتعلق بسوريا.

وقتل عدة مئات من بينهم مدنيون ومعارضون وأفراد في القوات الحكومية خلال شهرين منذ إعلان سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

لكن العنف تزايد بشكل أكبر هذا الشهر مع تخلي المعارضة رسميا عن أي التزام تجاه وقف إطلاق النار، واستخدام القوات الحكومية سلاح المدفعية وطائرات مروحية هجومية في حصار معاقل المعارضة.

وتحدث نشطاء أيضا عن وقوع قتال في حي المزة بالعاصمة، وقصف لمعاقل المعارضة في مدينة حمص بوسط سوريا قالوا إنه أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

الامم المتحدة تعلق مهمة المراقبين في سوريا مع احتدام العنف

بيروت (رويترز) – اجبر تصاعد اعمال العنف في سوريا مراقبي الامم المتحدة على تعليق عملياتهم يوم السبت في اوضح علامة حتى الان على ان خطة السلام التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان قد انهارت.

وقال الجنرال روبرت مود رئيس البعثة ان تصاعد أعمال العنف يمثل تهديدا لمراقبيه غير المسلحين ويمنعهم من القيام بمهمتهم ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي ابرم في 12 ابريل نيسان واخفق في وضع حد لاعمال العنف. وتعرضت احدى دوريات المراقبين لاطلاق نار قبل اربعة ايام.

وانحى مود باللائمة على كل من القوات الحكومية والمعارضين في استمرار الصراع الذي تحاول فيه قوات الرئيس بشار الاسد سحق انتفاضة بدأت قبل 15 شهرا.

وقال مود في بيان “لقد وقع تصعيد للعنف المسلح في سوريا خلال الايام العشرة المنصرمة.

“يؤدي غياب رغبة الاطراف المعنية في التوصل إلى انتقال سلمي والسعي نحو تعزيز المراكز العسكرية الى زيادة الخسائر على الجانبين.”

ويقول دبلوماسيون ان من المتوقع ان يقدم مود تقريرا لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يوم الاثنين او الثلاثاء بشأن الاضطرابات في سوريا التي وصفها الامين العام المساعد للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام الاسبوع الماضي بأنها حرب اهلية على نطاق كامل.

وقالت الولايات المتحدة انها تتشاور مع شركائها الدوليين بشأن “الخطوات التالية” ودعت السلطات السورية الى التمسك بالتزامات خطة عنان للسلام “بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف لاطلاق النار.”

وادان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج حكومة الاسد لعدم وقفها عمليات القتل وقال ان تفاقم عدم الاستقرار”يثير تساؤلات جادة بشأن جدوى بعثة الامم المتحدة “في سوريا.

وعلى الرغم من ادانتهم للاسد لم تظهر واشنطن وحلفاؤها الغربيون استعدادا للقيام بتدخل عسكري على غرار ما جرى في ليبيا في حين قامت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي بحماية دمشق من فرض عقوبات عليها.

وسيعقد الرئيس الامريكي باراك اوباما محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين على هامش قمة لمجموعة العشرين في المكسيك ولكن التوقعات غير كبيرة بشأن احراز اي تقدم للخروج من المأزق المتعلق بسوريا.

وقال مود ان العنف يمثل “مخاطر شديدة” لنحو 300 مراقب يعملون في سوريا منذ اواخر ابريل نيسان.

وقال مود مشيرا إلى ان القرار سيخضع للمراجعة بشكل يومي “في هذا الموقف الخطير للغاية تعلق بعثة الامم المتحدة للمراقبة في سوريا انشطتها. لن يقوم المراقبون بدوريات وسيبقون في مواقعهم حتى اشعار آخر.”

وأطلق الرصاص على سيارة تقل مراقبين من المنظمة الدولية بعدما ارغمهم انصار الاسد الغاضبون على الرحيل من بلدة الحفة إثر رشق قافلتهم بالحجارة والقضبان المعدنية.

ولحقت اضرار بثلاث سيارات للامم المتحدة في مايو ايار عندما حوصرت بين نيران هجوم اسفر عن مقتل 21 مدنيا في خان شيخون.

وقالت وزارة الخارجية السورية انها علمت بقرار مود مساء يوم الجمعة وانها قالت له انها تتفهم مخاوفه بشان سلامة المراقبين والقت باللائمة في الهجمات على المعارضة التي تقاتل القوات الحكومية.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء نقلا عن بيان وزارة الخارجية السورية انه منذ بدء اتفاق وقف اطلاق النار قامت المجموعات “الإرهابية المسلحة .. بتصعيد عملياتها الإجرامية واستهدافها في كثير من الأحيان لمراقبي الأمم المتحدة وتهديد حياتهم. كما قامت هذه المجموعات المسلحة بتجاهل خطة عنان والتفاهم الأولي الذي تم توقيعه بين الأمم المتحدة والحكومة السورية وذلك بمساعدة أطراف عربية ودولية ما زالت تقدم للإرهابيين أنواعاً متطورة من الأسلحة وأجهزة الاتصال التي تساعد الإرهابيين على ارتكاب جرائمهم وتحديهم للأمم المتحدة وخطتها.”

وقتل عدة مئات من بينهم مدنيون ومعارضون وافراد في القوات الحكومية خلال شهرين منذ اعلان سريان اتفاق وقف اطلاق النار.

لكن العنف تزايد بشكل اكبر هذا الشهر مع تخلي المعارضة رسميا عن اي التزام تجاه وقف اطلاق النار واستخدام القوات الحكومية لطائرات الهليكوبتر الهحومية والمدفعية في حصار معاقل المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان 50 مدنيا على الاقل قتلوا يوم السبت أغلبهم بسبب قصف الجيش لضواحي شرق العاصمة دمشق.

وبث ناشطون مشاهد مصورة لنحو عشر جثث غطتها الدماء تم اكتشافها في بلدة سقبا الواقعة على الاطراف الشرقية للعاصمة. وقتل بعض الضحايا بسكاكين على ما يبدو.

وفي علامة على وقوع خسائر فادحة في صفوف القوات الحكومية ايضا اوردت الوكالة العربية السورية للانباء يوم السبت نبأ تشييع جنازات عسكرية لاربع وعشرين فردا من الجيش وقوات الامن.

وتمنع سوريا دخول الصحفيين الاجانب مما يجعل التحقق من روايات النشطاء والسلطات امرا شديد الصعوبة.

كما تحدث نشطاء ايضا عن وقوع قتال في حي المزة بالعاصمة وقصف لمعاقل المعارضة في مدينة حمص بوسط سوريا قالوا انه اسفر عن مقتل خمسة اشخاص.

وقال ناشط محلي طلب عدم الكشف عن هويته عبر موقع سكايب “وقع قصف عنيف في حمص منذ الصباح الباكر.”

وقال “منذ الرابعة صباحا (0100 بتوقيت جرينتش) وقع قصف بالمدفعية وقذائف المورتر على احياء الخالدية وحمص القديمة وجرة الشياح والقصور.”

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 1000 اسرة حوصرت في احياء حمص تحت نيران قوات الاسد امس السبت.

وقال ان عشرات المصابين يواجهون الخطر بسبب نقص الامدادات الطبية.

وقالت فرنسا مساء الجمعة انها قلقة للغاية بشأن ما قالت انها انباء عن عملية كبيرة وشيكة على حمص.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية “القمع الدموي غير المقبول الذي تقوم به السلطات السورية والذي تسبب في مقتل العشرات في الايام الاخيرة يجب ان ينتهي.

“يواصل نظام بشار الاسد انتهاك التزاماته وفقا لخطة عنان ويهدد السلم والامن الدوليين. وسواء عاجلا ام اجلا سيكون على مجلس الامن التعامل مع تبعات هذا الامر.”

وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت عشرة آلاف شخص في حملتها ضد الاحتجاجات المطالبة بسقوط حكم الاسد والتي اندلعت في مارس آذار من العام الماضي.

وتلقي السلطات السورية باللائمة في اعمال العنف على اسلاميين يتلقون دعما من الخارج تقول انهم قتلوا 2600 على الاقل من قوات الشرطة والجيش.

وذكر التلفزيون الرسمي يوم السبت ان قوات الامن قتلت رجلا قالت انه كان يقف وراء العديد من تفجيرات السيارات في دمشق منذ ديسمبر كانون الاول والتي اودت بحياة العشرات.

ووصف التلفزيون وليد أحمد العايش بانه اليد اليمنى لزعيم جبهة النصرة وهي جماعة سلفية اعلنت مسؤوليتها عن الهجمات قائلا انه اشرف على تلغيم السيارات بالمتفجرات.

وقتل العايش عندما اقتحمت قوات الامن شقة سكنية في محافظة دمشق.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

من دومينيك ايفانز

معارض كردي يرد على تصريحات رياض الشقفة حول لواء اسكندرون والأكراد

سيريابوليتيك

في برنامج “الشارع العربي” مع زينة يازجي على تلفزيون دبي العاشرة والنصف مساء بتوقيت الإمارات، أجاب الأستاذ رياض الشقفة، المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين السوريين، عن سؤالها عما إذا كان الإخوان المسلمون يطالبون ب”لواء اسكندرون”، مثلما يطالبون بالجولان المحتل، جواباً لا أعتقد أن أي مواطن سوري يملك ذرةً من اهتمام سياسي عام يستطيع ابتكار هكذا جواب ممتع و”مقنع!” في حياته، لهكذا سؤال خطير يتعلق بسوريا، وأدع التأكد من ذلك للقارىء نفسه من خلال الاستماع إلى هذا الرابط ومشاهدته.

الذي يقلقني أكثر من هذا الجواب عما يتعلق بلواء اسكندرون هو ما يجيب عنه السيد رياض الشقفة بصدد القضية الكوردية في سوريا، فهو يقول بأن غالبية “الأكراد” لايريدون الحكم الذاتي ولايطالبون به، وهو مع منح الكورد حقوقهم ضمن “الوطن الواحد!”، ونسي بأنه بصدد “لواء الاسكندرون” لم يعترف بالحدود المصطنعة استعمارياً بين تركيا وسوريا، ولذا لم يجد حرجاً في التخلي عن “جزءٍ من الوطن”. فكما يبدو “الوطن موجود” حين تكون هناك قضية كوردية، وغير مهم في وجوده وحدوده عندما يتعلق الأمر بغير الكورد. ولا أدري هل ينطلق الأستاذ رياض الشقفة في اجاباته من قاعدة شرعية أم أنه يحسب حسابات مكيافيلية، أو يمارس “التقية” فلا يقول الحقيقة، وهو في زعامة حركة الإخوان المسلمين؟

كيف ينسى السيد الشقفة أن أهم أسباب انسحاب ممثلي الكورد وأحزابهم من المجلس الوطني السوري الذي حزبه طرف أساسي فيه، كان رفض المجلس لمطالبتهم ب”إدارة ذاتية” للشعب الكوردي في سوريا المستقبل، فيقول بأن غالبية الكورد لاتطلب شيئاً من هذا النوع؟ وادعاؤه أن سبب رفضه منح الكورد حكماً ذاتياً هو عدم وجود منطقة متماسكة ديموغرافياً للكورد في سوريا يتناقض تماماً من واقع وجود أكثر من منطقة سورية بغالبية كوردية صارخة، وفي الوقت ذاته فإن السيد رياض الشقفة مع اقامة دولة فلسطينية من منطقتين متباعدتين ومنفصلتين جغرافياً، هما (الضفة الغربية) و (قطاع غزة)، فلماذا يحق للفلسطينيين اقامة دولة دون وجود هكذا منطقة متصلة ولايحق للكورد حتى (حكم ذاتي) في وضع شبيه بوضع الفلسطينيين؟

هل صحيح أن مجموعة من الأحزاب الكوردية اليسارية قد خرجت من المجلس الوطني السوري؟ أم أنه لا يعلم حقيقة أن هذه الأحزاب تمثل غالبية التنظيمات السياسية الكوردية، وأن معلوماته ضئيلة جداً عن الواقع السياسي لثاني أهم مكون اثني في بلاده؟ أم يعلم الحقيقة ولايقولها؟…

وقوله بأن غالبية الكورد السوريين لاتطالب ب”حكم ذاتي” يتعارض مع حقيقة أن الكورد في العديد من مظاهراتهم الكبيرة يرفعون لافتات تطالب بالفيدرالية ومنها ما يقول “لابديل عن الفيدرالية”. فلماذا تقزيم حق شعب ومطالبته بهذا الحق من قبل المراقب العام للإخوان المسلمين؟ هل هذا يستند إلى ثوابت شرعية أم أنه ذات الفكر العروبي العنصري المستعد للتضحية بحق الشعب الكوردي في إدارة ذاته ضمن حدود سوريا المستقبل مقابل التضحية ب”جزء من الوطن” من أجل مصالح سياسية تاكتيكية ووقتية مع دول الجيران؟ ونحن واثقون من أن ليس هناك أي سند شرعي لرفضهم إدارة أو حكم الكورد لأنفسهم، على أرض وطنهم “التاريخي”، الذي اعترف به الإخوان في وثيقة هامة لهم، أو لحرمانهم مما يطالبون به، حتى وإن كان توحيداً لوطنهم وأمتهم، فتوحيد الكورد وتحرير كوردستان لايمكن أن يكون عملاً منافياً للدين…فإن كانت وحدة شعبٍ من الشعوب جريمة أو كفراً، فلماذا وحدة الترك أو العرب ليست كذلك؟

كان الأجدر بالمراقب العام لحركة دينية شهيرة عدم تسخير العقيدة لمصالح سياسية وحزبية، ففي ذلك ضرر كبير لحركته وللعقيدة التي يؤمن منتسبوها بها، وسيخسرون مزيداً من الأصوات الانتخابية بين أبناء وبنات الشعب الكوردي، بل وتأييد الأمة الكوردستانية، التي في غالبيتها على ذات العقيدة حتى اليوم.

كنا نأمل في أن يقول السيد الشقفة كلاماً كهذا، عوضاً عن متابعة انتهاج سياسة الانكار البعثية – الأسدية للحق القومي الكوردي:”نعم، للأمة الكوردية حق الحرية والوحدة فهي أمة جارة ومؤمنة ومظلومة، ولكننا نحب أن نعيش نحن والكورد السوريون معاً في هذا الوطن المشترك، على أساس العدل في الحقوق والواجبات!!!” فلماذا يستطيع قول هكذا كلام إنسان يساري مثل الدكتور اسماعيل بشكجي التركي، وهو مستعد لدخول السجن بسبب ذلك لسنوات طويلة، ولايستطيع زعيم إسلامي كبير بحجم السيد الشقفة قول كلام حق وجميل وجاذب؟

الذي نعلمه يا أستاذ رياض الشقفة هو أن الغصب حرام، وحتى الصلاة على أرضٍ مغتصبة لاتجوز شرعاً، فكيف بانكار أن أرض الكورد التي يعيشون عليها ملكهم قبل غيرهم، وهم أحق من سواهم بإدارة أنفسهم عليها… وأنت بنفسك قلت بأن الحدود في المنطقة مصطنعة لدى جوابك عن موضوع “لواء الاسكندرون”، أم أن إسلامكم في حركة الإخوان المسلمين غير الإسلام الذي تعلمه الكورد في كوردستان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى