أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 21 تموز 2012


مجلس الجامعة يبحث غداً رفع الغطاء عن مهمة أنان

واشنطن – جويس كرم

دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – استخدمت قوات الامن السورية الرصاص الحي في مواجهة التظاهرات التي خرجت امس في اول ايام شهر رمضان في مختلف المدن والمناطق السورية تحت شعار «جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق». وكانت اكبر التظاهرات في دمشق وحماه وحلب.

واطلقت قوات الامن الرصاص الحي لتفريق تظاهرات في منطقة الحولة في حمص وفي ساحة الشهداء في اللاذقية. وشهد حي صلاح الدين في حلب اشتباكات واسعة هي الاعنف في هذه المدينة بين الجيش النظامي و»الجيش الحر»، بينما استعادت قوات النظام السيطرة على حي الميدان في دمشق بعد معارك عنيفة استمرت اياماً وخلفت دماراً كبيراً في المباني وشاهد الصحافيون الذين تجولوا في الحي امس برفقة مسؤولين حكوميين جثثاً منتشرة في الطرقات.

وكان التلفزيون الرسمي السوري اعلن ان الجيش «طهر» الجمعة حي الميدان من «الارهابيين» بعد معارك عنيفة واعاد «الامن والامان اليه».

ويعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً غداً في الدوحة ينتظر ان يركز بشكل اساسي على مناقشة مهمة المبعوث الدولي – العربي كوفي انان. ورجحت مصادر عربية تحدثت الى «الحياة» في نيويورك أن «يخرج اجتماع مجلس الجامعة بموقف قوي في شأن مهمة أنان، والعودة الى الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب عدم قدرة مجلس الأمن على التحرك». وطرحت المصادر العربية تساؤلاً عن مصير مهمة أنان «فيما لو رفع الغطاء العربي عنها»، مشيرة الى أن «المسار الطبيعي لمهمته في حال استمرارها على النحو الحالي متجه نحو الفشل». واستبعدت المصادر أن يحضر أنان اجتماع المجلس. وقالت إن التطورات الميدانية في سورية تسبق التطورات في مجلس الأمن مشددة على أن المعادلة المنطقية تقول «إما أن يؤثر مجلس الأمن على ما يجري على الأرض أو أن يؤثر ما يجري على الأرض على مجلس الأمن».

وفتح مجلس الأمن امس الطريق أمام احتمال أنان وعمل بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (أنسميس) خلال ٣٠ يوماً ما لم توقف القوات النظامية السورية استخدام السلاح الثقيل، وذلك في قرار صدر بالإجماع أمس وحمل الرقم ٢٠٥٩ وقضى بتجديد ولاية البعثة «للمرة الأخيرة».

وفسرت مصادر المجلس التوافق على تبني التجديد التقني الإجرائي من دون مضامين سياسية لبعثة المراقبين الدوليين في سورية، بعد الفيتو الروسي الصيني المزدوج الثالث، بأنه «فشل لمجلس الأمن في التوافق على ترجمة خطة أنان والبيان الختامي لمجموعة العمل من أجل سورية ووضعهما موضع التطبيق وفق آلية عمل».

وقالت السفيرة الأميركية سوزان رايس إن قرار مجلس الأمن «سيمكن بعثة المراقبين من الانسحاب بسلامة وانتظام من سورية ونأمل أنه سيتم وفق أولوية تأمين سلامة عناصر الأمم المتحدة». وفي المقابل اعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين أن «تفسير رايس للقرار سياسي» مشدداً على ضرورة «إبقاء المراقبين في سورية لأننا بحاجة الى معلومات موضوعية عما يجري». ورفض تشوركين «الربط بين مصير بعثة المراقبين ومهمة أنان» معتبراً أن أنان يقوم بالكثير مما ليس له علاقة ببعثة المراقبين».

وشددت رايس على أن الولايات المتحدة ستركز جهودها خارج مجلس الأمن الذي وصل الى نهاية مسدودة وأنها ستعمل مع شركاء من خارج المجلس وخصوصاً مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تزيد عن مئة دولة وهي كلها تطالب بقرار تحت الفصل السابع الذي لم يتمكن المجلس من تبنيه». وأكدت أن الولايات المتحدة ستكثف من دعمها السياسي للمعارضة السورية ومساعدتها بوسائل غير قاتلة وستعزز عقوباتها» على النظام السوري.

وتوصل مجلس الأمن الى تسوية على نص القرار الذي أعدته بريطانيا بعد ادخال تعديل عليه نص على «أن مجلس الأمن يعبر عن عزمه على تجديد ولاية بعثة أنسميس فقط في حال قدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً الى مجلس الأمن يؤكد وقف استخدام السلاح الثقيل وخفض مستوى العنف من جميع الأطراف».

وهنا أبرز ما جاء في القرار ٢٠٥٩:

مجلس الأمن

١ – يقرر تجديد ولاية أنسميس ٣٠ يوماً لمرة أخيرة آخذاً في الاعتبار توصيات الأمين العام حول إعادة تشكيل البعثة والتعقيدات العملانية جراء ازدياد خطورة الوضع الأمني في سورية،

٢ – يدعو الأطراف الى ضمان سلامة عناصر أنسميس وحرية تحركهم ويشدد على أن المسؤولية الأساسية في ذلك تقع على عاتق السلطات السورية،

٣ – يعبر عن عزمه على تجديد ولاية بعثة أنسميس فقط في حال قدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً الى مجلس الأمن يؤكد وقف استخدام السلاح الثقيل وخفض مستوى العنف من جميع الأطراف بما يسمح لأنسميس تطبيق ولايتها،

٤ – يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير الى المجلس حول تطبيق القرار خلال ١٥ يوماً،

٥ – يقرر إبقاء المسألة قيد نظره».

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الكبرى الغربية من القيام باي تحرك ضد النظام السوري خارج اطار مجلس الامن.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله انه «في نظر الرئيس الروسي فان اي محاولة للتحرك خارج مجلس الامن ستكون غير مجدية وستؤدي فقط الى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية».

واوضح الناطق ان بوتين عبر عن وجهة نظره هذه خلال اجتماع لمجلس الامن القومي الروسي، الهيئة الاستشارية المسؤولة عن وضع السياسة الامنية للبلاد.

واضاف ان روسيا ترفض الاتهامات الغربية لها بان الفيتو الذي استخدمته ضد مشروع قرار غربي يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يسحب اسلحته الثقيلة من المدن سيؤدي الى استمرار دورة العنف في سورية. وقال ان «اعضاء مجلس الامن القومي الروسي شددوا على ان محاولات ربط تصاعد التوترات في سوريا بالموقف الروسي هي محاولات خاطئة تماما وغير مقبولة».

ميدانياً، استمرت اعمال العنف والتظاهرات امس في مختلف المناطق السورية، ما ادى الى سقوط اكثر من 150 قتيلا.

واضرم مسلحون النار في مقر للشرطة يعرف باسم «ثكنة الصاعقة» في شارع خالد بن الوليد. وقال معارضون مسلحون إنه كان يستخدم كساحة تدريب لـ «الشبيحة». ودارت اشتباكات في المدينة القديمة وأطلقت طائرات هليكوبتر عسكرية صواريخ على حي السيدة زينب. كما شهد حي المزة اشتباكات عنيفة وواصل مسلحو المعارضة هجماتهم على المجمعات الأمنية فيه.

واقيمت امس في دمشق جنازات رسمية لكل من وزير الدافع داود راجحة ونائبه آصف شوكت وحسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية. ونقل كل من الجثامين بعد ذلك الى مدينته ليدفن فيها. وشارك في التشييع كبار المسؤولين في الدولة وحزب البعث، غاب عنه الرئيس بشار الاسد، وحضره نائب الرئيس فاروق الشرع الذي لم يظهر منذ فترة كما شارك وزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج. واعلن امس عن وفاة رئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار متأثراً بالجروح التي اصيب بها في تفجير المكتب نهار الاربعاء الماضي.

الى ذلك، قام الجيش العراقي باغلاق معبر البوكمال عند الحدود مع سورية بكتل خرسانية مضادة للانفجارات، وذلك بعد يوم على اعلان «الجيش السوري الحر» سيطرته عليه. وقال معارضون مسلحون إنهم لا يزالون يسيطرون على معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا. وقال مسؤول تركي إن المعارضين يسيطرون ايضاً على معبر جرابلس لكن حرس الحدود الأتراك يحذرون من يريدون العبور من أنهم ليسوا في أمان.

وفي ولاية فرجينيا، أصدرت محكمة فيديرالية أميركية قراراً بسجن المتهم بالتجسس على ناشطين سوريين في الولايات المتحدة لمصلحة النظام السوري، أناس هيثم سويد، سنة ونصف واخضاعه ثلاث سنوات أخرى تحت الاشراف القانوني، لادانته بست تهم بينها جمع تسجيلات صوتية وبالفيديو حول أشخاص في الولايات المتحدة وتزويدها للنظام السوري. وقال بيان وزارة العدل الأميركية أن السويد «تصرف كعميل غير مسجل للحكومة السورية وكجزء من الجهود لجمع معلومات حول أشخاص في البلاد يتظاهرون ضد قمع الحكومة السورية”. وأضافت أن “السويد قام بخيانة هذه البلاد للعمل نيابة عن دولة داعمة للارهاب ولمصلحة المخابرات السورية». وأشار البيان الى أن السويد (٤٨ عاما) «وبتوجيه وتحريك من مسؤولين سوريين طوع أشخاصاً يعيشون في الولايات المتحدة لاعداد عشرات التسجيلات الصوتية والمرئية حول التظاهرات ضد النظام السوري بينها أحاديث للمتظاهرين». كما زود الحكومة السورية «معلومات وأرقاما وسجلات مادية وتحركات واجتماعات لمعارضين في الولايات المتحدة».

وكشف بيان الوزارة أن السويد سافر الى دمشق في حزيران (يونيو) ٢٠١١ على نفقة الحكومة السورية، والتقى بشكل منفرد الرئيس الأسد.

لبنان تحت وطأة تدفق النازحين السوريين وميقاتي يعد بتسليم «داتا» الاتصالات

بيروت – «الحياة»

بدأت الدوائر الرسمية اللبنانية التحضير للتعاطي مع إمكان تزايد أعداد النازحين السوريين الى لبنان جراء تصاعد الصدامات في سورية، لا سيما في دمشق، بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، وتقرر فتح 3 مدارس تابعة لوزارة التربية في منطقة البقاع من التي كانت الوزارة أقفلتها قبل أكثر من عام، مع إمكان فتح مدارس أخرى في منطقة الشمال لاستيعاب النازحين في حال تزايد عددهم.

وفي وقت أشارت معلومات أولية الى ان عدد النازحين بلغ خلال الأيام الثلاثة الماضية ما بين 20 و22 ألفاًَ دخلوا لبنان، فإن مصادر وزارية أبلغت «الحياة» أن الإحصاء النهائي للذين بقوا على الأراضي اللبنانية سيتضح خلال الساعات المقبلة، فيما قدرت عدد الذين يحتاجون الى مساعدة وإيواء بزهاء 3 الى 4 آلاف نازح لأن بعض من دخل لبنان عاد الى منطقته، ولأن البعض الآخر ممن بقي تدبر أمره لدى أصدقاء أو أقارب أو أنه ميسور الحال بحيث يستطيع استئجار شقة أو منزل.

وإذ تراجعت حركة دخول السوريين عبر الحدود الرسمية، وتحديداً منطقة المصنع البقاعية أمس، فإن مصدراً وزارياً أكد أن تمويل إغاثة من يحتاج من هؤلاء سيتم من موازنة الهيئة العليا للإغاثة ومن المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية.

وكان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أثار قيام مسلحين بمنع النازحين السوريين من دخول الأراضي اللبنانية. وانتقد قيام حرس الحدود اللبنانية بمنع عشرات الآلاف من الهاربين من سورية في منطقة المصنع من الدخول الى لبنان. كما انتقد عدم السماح لمن ليس لديهم سيارات من الدخول.

وفي سياق التطورات السورية وآثارها على لبنان قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس أن «ما يحصل في سورية له تداعيات على لبنان. لذلك ندعو الى الهدوء والتروي والتوقف عن التجاذبات التي لا تفيد الناس». وإذ أكد سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، أشار الى الترابط الاجتماعي والجغرافي بين البلدين، معتبراً أنه «لن يكون هناك استقرار في المدى المنظور (في سورية) لأن لا أحد يمتلك رؤية للمستقبل».

وقال ميقاتي ان «جهدنا ينصب على تجنيب لبنان مزيداً من التوترات والأخطاء وفي المقابل يقوم البعض بأعمال لا تخدم القضية وغالباً ما يسارع هذا الفريق أو ذاك الى الخروج عن الاتفاقات بهدف المزايدة والكسب الشعبي… وهذا لا يخدم لبنان وصارحت الجميع بخطورة الاستمرار في هذا الأداء».

وقال رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط، في تصريحات الى مراسلي الصحف العربية، ان الرئيس السوري بشار الأسد «لن يستسلم وقد يدمر دمشق». واعتبر «ان تأييد النظام السوري خطأ فادح أخلاقياً وسياسياً». واعترض على تصريح النائب رعد، مؤكداً ان الدولة هي التي تقرر تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالوسائل التي تريد، وأضاف: «في الجنوب نعم للسلاح بإمرة الدولة للدفاع عن لبنان، لكن لا يستطيع حزب أياً كان أن يقرر وحده أنه يحرر ثم لاحقاً يلتحق بالدولة».

من جهة ثانية تفاعل أمس قرار قوى 14 آذار الذي أعلنه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أول من أمس في بيان لها، تعليق حضورها جلسات هيئة الحوار الوطني التي كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعاها للاجتماع في 25 الجاري. وإذ ربطت قوى 14 آذار موقفها هذا بعدم تسلم وزارة الاتصالات داتا حركة الاتصالات كاملة الى الأجهزة الأمنية لمواصلة التحقيقات بمحاولتي اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب بطرس حرب، وبتصريح رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد عن ان لا حاجة لبحث الإستراتيجية الدفاعية «لأننا ما زلنا في مرحلة التحرير»، قالت مصادر وزارية في «جبهة النضال الوطني» النيابية ان ميقاتي وعد بحل هذه المشكلة بحيث يتم تسليم داتا الاتصالات كاملة للأجهزة الأمنية.

وقال رئيس حزب الكتائب الرئيس السابق أمين الجميل في تصريحات له أمس أن «موقفنا هو دعم أي مبادرة يقوم بها رئيس الجمهورية ولذلك تجاوبنا مع دعوته الى الحوار». لكنه أشار الى ان «الامتناع عن تسليم داتا الاتصالات للأجهزة الأمنية وتصريح النائب رعد «عطلا الحوار». وكشف النائب بطرس حرب ان شخصاً مشتبهاً به بالضلوع في محاولة اغتياله «طُلب منه أن يحضر أمام أجهزة التحقيق ورفض المجيء بحجة انه ينتمي الى جهاز أمني في حزب الله». ودعا حرب الى المضي في التحقيق بالمحاولة التي استهدفته «حتى النهاية».

ولفت الى ان قوى 14 آذار وجدت انها تجلس على طاولة الحوار كشهود الزور، مؤكداً انه «تبين انه بعد جلوس 14 آذار على طاولة الحوار بدأت محاولات الاغتيال»، مؤكداً ان «قوة 14 آذار التي اجتمعت أمس أجمعت على عدم إمكان الجلوس على طاولة الحوار مع فريق يحمي المطلوبين ولا يسمح بأن يقدموا شهاداتهم ويرفض تقديم حركة الاتصالات».

بوتين يحذر من اي تحرك بشأن سورية خارج مجلس الامن

ا ف ب

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الدول الكبرى الغربية من القيام باي تحرك ضد النظام السوري خارج اطار مجلس الامن الدولي، بحسب ما اعلن المتحدث باسم الكرملين.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله انه “في نظر الرئيس الروسي فان اي محاولة للتحرك خارج مجلس الامن الدولي ستكون غير مجدية وستؤدي فقط الى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية”.

واوضح المتحدث ان بوتين عبر عن وجهة نظره هذه خلال اجتماع لمجلس الامن القومي الروسي، الهيئة الاستشارية المسؤولة عن وضع السياسة الامنية للبلاد.

واضاف المتحدث ان روسيا ترفض الاتهامات الغربية لها بان الفيتو الذي استخدمته الخميس ضد مشروع قرار غربي يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يسحب اسلحته الثقيلة من المدن سيؤدي الى استمرار دورة العنف في سورية.

وقال ان “اعضاء مجلس الامن القومي الروسي شددوا على ان محاولات ربط تصاعد التوترات في سورية بالموقف الروسي هي محاولات خاطئة تماما وغير مقبولة”.

رائحة الدم والبارود تفوح من دمشق

دمشق – أ ف ب

تحولت ساحة الساخنة في حي الميدان العريق إلى ميدان حرب يتصاعد منه الدخان وتفوح رائحة الجثث الملقاة على الارض إلى جانب سيارات عدة متفحمة تنتشر حولها الرصاصات الفارغة وقطع الزجاح المحطم.

هنا «لجأ اغلب المسلحين قبل أن نأتي ونقضي عليهم بعد يومين من الاشتباكات الضارية»، كما قال أحد الجنود بعتاده الكامل وهو يتصبب عرقاً تحت الشمس الحارقة بينما كان الدخان يتصاعد من بعض النوافذ التي كساها الرماد الاسود.

وكتب معارضون بعض العبارات المناهضة للنظام السوري مثل: «لن نركع» و»حي الميدان يحميه الثوار» وأخرى تعبر عن التضامن مع المدن المنكوبة من بينها «دير الزور تنزف» و «حمص العدية».

ونظمت وزارة الاعلام للمرة الاولى زيارة لنحو عشرين صحافياً استقلوا مدرعات تابعة لقوات حفظ النظام والامن لتقلّهم الى هذا الحي الذي كان لفترة طويلة وجهة محبي الاكلات الشعبية والحلويات وخصوصاً عند حلول رمضان والاعياد.

عند مدخل الحي، بدا ثقب كبير في منارة مسجد الماجد احدثتها احدى القذائف وتحطم زجاجه فيما ركنت على مدخليه دبابتان وعلى الرصيف تبعثرت صناديق البندورة والبطاطا والبصل التي كان احد الباعة يبيعها عند المدخل للمصلّين الخارجين من الجامع.

وتشهد الشوارع المجاورة له التي كساها الزجاج المحطم وعبوات الرصاص الفارغة من مختلف الاحجام على ان اشتباكات عنيفة وقعت خلال الايام الماضية بين مسلحين متمردين وعناصر الجيش النظامي في هذا الحي الذي انبعثت منه رائحة البارود والموت.

وأغلقت المحال التجارية وشطب الجنود كلمة «اضراب» التي كانت مكتوبة على واجهتها فيما فر اصحاب بعضها على عجل كما يبدو من دون ان يتاح لهم الوقت لإغلاق متاجرهم. وبدت الشقق خالية من سكانها.

ويخيم صمت على هذا الحي تخترقه رشقات نارية من وقت الى آخر من دون ان يثير ذلك الجنود الذين رافقوا الصحافيين في جولتهم «انهم الفلول لكننا سنقضي عليهم» كما اكد احد الجنود بفخر.

واتخذ عدد من الجنود مقراً لهم في احد محال الحلاقة الرجالية وجلسوا على كراس جمعوها على شكل حلقة امام الباب على الرصيف مستفيدين من وقت الراحة لاحتساء كوب من الشاي.

وشاركت في الاشتباكات مجموعتان احداهما تتبع للحرس الجمهوري والاخرى فرقة المهام الخاصة، على حد قول احد الجنود، يرتدي عناصرهما زيين مختلفين احدهما اخضر مبرقع والآخر رمادي مبرقع.

وقال احد الموجودين في المكان ان «عناصر مسلحة» قدر عددهم بنحو 600 عنصر قدمت من احياء الزاهرة والتضامن وتل منين».

وأضاف ان المجموعة «دخلت وتجمعت في الحي وقامت بتهجير الاهالي والعبث بالممتلكات العامة والخاصة وكتبوا عبارات نابية على الجدران وروّعوا الاهالي الذين طلبوا من الجيش التدخل».

وتابع: «بدأنا عمليتنا اول امس (الاربعاء) وانتهينا من العملية فجر اليوم (الجمعة) بعد ان تصدينا لهم وحاصرناهم وقتلنا بعضهم واعتقلنا آخرين كما فر بعضهم بعد ان ألقوا سلاحهم على الارض عن طريق المصارف الصحية والأنفاق».

وفي احدى الشقق التي دخلت اليها مراسلة «فرانس برس»، اشار احد الجنود الى فجوة احدثها «احد المسلحين بواسطة قذيفة في جدار يفصل بين شقتين ليتمكن من الهرب» من دون ان يضطر الى المرور عبر الاسطح او الشارع.

وكان التلفزيون الرسمي السوري اعلن ان الجيش «طهر» امس حي الميدان قرب وسط العاصمة دمشق من «الارهابيين» بعد معارك عنيفة وأعاد «الامن والامان اليه».

ولم يخل شارع من الشوارع التي جال عليها الصحافيون من آثار الدمار والحريق. وبدت سيارة تابعة لمنظمة الامم المتحدة مركونة على قارعة الطريق بعد ان تلقت قذيفة وتحطم زجاجها وهوت عجلاتها.

وفي شارع آخر، صدم احد الباصات الصغيرة اشارة مرورية ما ادى الى تكسرها ووقوعها على الرصيف المنصف بين شارعين عريضين، ما يوحي ان سائقها فقد السيطرة عليها بعد ان فوجئ بحدث ما.

وتكسر الزجاج الامامي لاحدى سيارات الاسعاف التابعة للشرطة كما تفحمت سيارات عدة كانت مركونة في اماكن متفرقة من الحي وتكسر زجاج بعضها الآخر.

وفي احد الشوارع الفرعية منزل هجره سكانه و «اتخذه المسلحون مقراً لهم وأحدثوا مشفى ميدانياً تكدست فيه صناديق الادوية والمواد الطبية»، كما لفت احد العناصر المرافقة للوفد الصحافي.

قوات «الجيش الحر» تتصل بعشائر الأنبار لمنع اشتباكات مع حرس الحدود العراقي

بغداد – جودت كاظم

أجرت قوات من «الجيش السوري الحر» الذي سيطر أمس على جميع المنافذ الحدودية المشتركة مع العراق، اتصالات مباشرة مع بعض شيوخ محافظة الأنبار للتدخل والضغط على قوات حرس الحدود العراقية لمنع حدوث أية اشتباكات بين الجانبين، فيما تواصل الحكومة العراقية اجلاء رعاياها من سورية.

واكد مصدر في قوات حرس منفذ الوليد الحدوي في اتصال مع «الحياة» ان «الجيش الحر الذي بسط سيطرته على اكثر من خمسة مخافر حدودية مع العراق، اجرى اتصالات مباشرة مع بعض شيوخ الانبار للتدخل في تهدئة قوات حرس الحدود العراقية ومنع دخولهم في اي اشتباك عسكري غير محسوب».

واوضح ان «قوات حرس الحدود العراقية التي طوقت مدخل «البوكمال – القائم الحدودي استنفرت بالكامل خشية ان تهاجم من قبل قوات الجيش الحر حيث بدت الاشتباكات قريبة جدا الامر الذي استدعى الى رفع حالة التأهب والاستعداد تحسباً لاية مفاجأت».

واشار المصدر الى ان قوات الجيش السوري الحر خاطبت بشكل مباشر قوات الحدود العراقية وحصل نوع من التوتر خلال الاحاديث عبر الحدود كادت تؤدي الى اشتباكات.

واضاف: «القائد العام للقوات المسلحة كان على اتصال مباشر مع مسؤولي امن المخافر الحدودية المشتركة مع سورية ووجه بعدم التصرف في شكل فردي».

وزاد: «حالة الاستنفار اثارت حفيظة قوات الجيش الحر ودفعتهم للاتصال مع بعض وجهاء وشيوخ محافظة الانبار لمنع القوات العراقية من الدخول في اية اشباكات او اطلاق النار على الجيش الحر لاي سبب كان بعد ان كان مجموعة من حرس الحدود اطلقوا رصاصاً تحذيرياً مع اقتراب مقاتلي الجيش الحر من بوابة المنفذ الحدودي».

وأشار المصدر الى ان «العشرات من حافلات نقل البضائع والمسافرين ما زالت محتجزة عند منفذ الوليد الحدودي مع سورية لاسباب غير معروفة».

وكان وكيل وزارة الداخلية العراقية، عدنان الأسدي، قال الخميس ان جميع المعابر والمخافر الحدودية بين العراق وسورية سقطت بيد الجيش السوري الحر، وبينها «القائم» و»الوليد»، وهناك معارك في معبر «سنجار»، وهي نقطة حدودية صغيرة في الشمال. وأضاف: «هذا وضع طبيعي، لأن سكان هذه المناطق مناوئون للحكومة، والجيش السوري النظامي يركز على العاصمة وهذه المنطقة بعيدة عن العاصمة، لذا فمن الطبيعي أن تسقط المعابر والمخافر في أيدي الجيش السوري الحر».

وتابع: «أمام إحدى النقاط الحدودية، هاجم الجيش الحر قرية حجيجين وقام بقتل اثنين من أهالي المنطقة وتقطيع أيدي ضابط برتبة مقدم في الجيش السوري النظامي أمام أعين الجنود العراقيين» وأن عناصر الجيش السوري الحر «قتلوا 22 شرطيًّا من الهجانة في المخفر القريب من قرية خزاعي وسلامة السورية».

الى ذلك اعلن مدير عام الخطوط الجوية العراقية سعد مهدي في تصريح الى «الحياة» عن وصول اكثر من الف ومئتين من العراقيين المقيمين في سورية الى مطار بغداد الدولي.

واضاف ان «ثماني طائرات حطت في مطار بغداد الدولي وهي تقل رعايا عراقيين عادوا بعد الإضطرابات الأمنية الأخيرة الناجمة عن استمرار القتال بين الثوار وأجهزة السلطة في سورية».

وكان المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ اعلن في تصريحات سابقة ان الحكومة وفرت اربع طائرات لنقل العراقيين المقيمين في سورية الى العراق.

واضاف ان «رئيس الوزراء وضع طائرته الخاصة تحت تصرف اللجنة المشرفة على نقل العراقيين من دمشق».

وكانت وزارة النقل شكلت غرفة عمليات لوضع خطة مناسبة لإجلاء الرعايا العراقيين من سورية الى العراق.

واعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقية، امس، عن تسجيل عودة 2285 عراقيا من سورية خلال اليومين الماضيين عبر منفذ الوليد.

وقال مساعد الأمين العام للجمعية محمد الخزاعي في تصريحات إن «جمعية الهلال الأحمر العراقية نصبت مخيم لاستقبال اللاجئين العراقيين العائدين من سورية بالقرب من منفذ الوليد الحدودي»، مشيراً إلى أن «المخيم استقبل خلال اليومين الماضيين 2285 عراقيا عائدا من سورية».

وأضاف الخزاعي أن «عملية النقل تمت بالتنسيق بين محافظة الانبار ووزارة الهجرة والمهجرين العراقية»، مؤكداً أن «جمعية الهلال الأحمر وفرت لهذا المخيم جميع المستلزمات المطلوبة وأرسلت وفداً طبياً لمعالجة الحالات التي تحتاج لرعاية طبية».

واشار إلى أن «اتصال العراقيين في سورية بمكتب الجمعية أصبح ضعيفا بعد اضطراب الوضع الأمني هناك».

من جهته اكد النائب عن القائمة العراقية حمزة الكرطاني في تصريح الى «الحياة» ان «قائمته تثمن الاجراءات الحكومية المتبعة في اجلاء رعاياها من سورية لكن لو تمت تلك الاجراءات بسرية تامة لكان اكثر امانا لهم، الى جانب عدم توظيف هذه النشاطات لحساب ومصلحة الحكومة سياسياً».

ويسود الهدوء على المنطقة الحدودية بين سورية والعراق عند معبر البوكمال (غرب) بعد ليلة طويلة من الاشتباكات وسط غياب لأي اثر لجنود سوريين، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس في الجانب العراقي.

وتنتشر وحدات من الجيش والشرطة العراقيين على طول الحدود بين منطقتي البوكمال السورية والقائم العراقية اللتين لا يفصل بينهما سوى سياج طويل تخرقه بعض البساتين الصغيرة.

وفيما تقع المنازل في الجانب العراقي على طول السياج مباشرة، تفصل منطقة صحراوية خالية من أي وجود عسكري سوري، بين السياج ومجموعات من الأشجار تبدأ بعدها منطقة البوكمال.

وفي مدينة القائم (340 كلم غرب بغداد) كثفت الشرطة والجيش العراقيين الحواجز الثابتة والمتنقلة، وفرضت إجراءات أمنية مشددة على الصحافيين الراغبين في الوصول إلى معبر القائم الحدودي.

وقال خالد أبو زياد (24 سنة) وهو ملازم اول في الجيش السوري الحر، لفرانس برس عبر الهاتف «سيطرنا على معبر البو كمال بالكامل في معركة، بدأت مساء امس (الخميس)، وانتهت ظهر اليوم» (أمس).

وأضاف «هاجمنا الجنود بأسلحة خفيفة، وبعضهم فر وبعضهم انضم إلينا واستولينا، على رشاشات وقذائف وذخائر، مستبعداً «التعرض إلى هجوم من الجيش النظامي».

لكن أبو زياد أشار إلى «مقتل 15 شخصاً على الأقل اثر استمرار قصف الجيش النظامي على المدينة».

وتابع أن «الجيش العراقي انتشر في الجهة المقابلة، وتحدثنا معهم، لكنهم لم يستمعوا إلينا، وكلما نقترب منهم، يطلقون النار علينا، لأنهم موالون للأسد».

وكان الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي اكد لفرانس برس أن الجيش السوري الحر بات يسيطر على كل المنافذ والمعابر الحدودية بين العراق وسورية.

وتشترك سورية مع العراق بحدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريباً في محافظة الأنبار التي تسكنها أغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقراً لتنظيم القاعدة في العراق.

وقال أبو يوسف (26 سنة) الذي يعمل موظفاً حكومياً «نسمع منذ يومين اشتباكات متواصلة من الجانب السوري، لكنها تكثفت مساء امس وتواصلت حتى ساعات الصباح الأولى، وقد علمنا أن الجيش السوري الحر بات يسيطر على المعبر».

وأضاف «اتصل بنا أقرباؤنا من الجانب السوري وقالوا لنا نحن ساعدناكم خلال حربكم مع أميركا فهل من الصعب عليكم أن تساعدونا اليوم؟»، مشيراً إلى أن هؤلاء «طلبوا منا أكياس دم».

وتابع أبو يوسف من منزله المتاخم للحدود في مدينة القائم «لا نستطيع أن نوصل المساعدات لأن الجيش يمنعنا من ذلك إذ ينفذ انتشاراً كثيفاً لم نر مثيلاً له في التاريخ».

وقال «سنقاتل إلى جانبهم لو طلبوا منا ذلك».

وبعد على ما يبدو أنها سيطرة للجيش الحر على المعبر كثف الجيش العراقي انتشاره على طول الحدود، بمساندة حرس الحدود، والشرطة العراقية.

واشتكى أبو عبد الله (60 سنة) وهو احد سكان منطقة البو كمال من نقص الغذاء والدواء والكهرباء والمياه. وقال «هناك نقص في كل شي ونحن محاصرون بين نارين، نار الدولة، ونار المسلحين، ونحن في الوسط بينهما». وأضاف أن «منازل كثيرة دمرت منذ 15 يوماً وحتى اليوم وسقط اكثر من ثلاثين شهيداً في هذه الفترة بينهم 19 استشهدوا بالأمس اثر القصف ودفناهم صباح اليوم».

وتابع أن «ستة أشخاص من عائلة واحدة استشهدوا»، مؤكداً أن «جل ما يريد أن يرحلوا جمعيهم (أطراف النزاع) عنا».

وتدهورت الأوضاع الإنسانية والصحية في هذه المدينة الحدودية.

ويقول مسعف سوري رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس إن «الوضع سيء للغاية، والصيدليات والمستشفيات لم يدخلها الدواء منذ شهر والناس تقتل عشوائياً في الشوارع».

ويضيف «اليوم رأيت رجلاً، كان يتمشى في الشارع مع ابنه، وسقطت قربهما قذيفة، فبترت يدي الرجل، وأصيب ابنه بشظايا».

وفي الجانب العراقي يقول المزارع أبو عبد (26 سنة) «بالأمس عند الظهر شاهدت، سيارتين رباعيتي الدفع، ثبت عليهما أسلحة رشاشة، وتحمل على متنها 12 شخصاً وترفع علم الجيش السوري الحر وكانوا في دورية على ما يبدو داخل المعبر من الجانب السوري». وأشار إلى أن «هذه المرة الأولى التي أرى فيها جنوداً من الجيش الحر إذ عادة لا نرى إلا الجيش النظامي، الذي لا اثر له منذ الأربعاء».

الأسد يشنّ “هجوماً مضاداً” لاستعادة التوازن

واشنطن: النظام السوري يشبه السفينة “تايتانيك”

بوتين يحذّر الغرب من تجاوز مجلس الأمن وتمديد “أخير” لهيئة المراقبين

واشنطن – هشام ملحم

العواصم الأخرى – الوكالات:

لا تزال وتيرة التطورات الميدانية تتسارع في سوريا مع اعلان القوات النظامية أمس شن “هجوم مضاد” لاستعادة السيطرة على احياء في دمشق اثر مواجهات عنيفة تمكنت خلالها من “تطهير” حي الميدان، في موازاة حديث ناشطين عن معارك في حي المزة وللمرة الاولى في مدينة حلب. (راجع العرب والعالم)

وبعيد تصويت مجلس الامن على تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا 30  يوما “لمرة اخيرة”، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدول الغربية من اي تحرك في سوريا خارج اطار مجلس الامن. اما واشنطن فشبهت نظام الرئيس بشار الاسد بسفينة الركاب “تايتانيك” التي غرقت عام 1912.

وقال مصدر امني سوري ان “الجيش يشن منذ مساء الخميس هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على الاحياء التي تسلل اليها الارهابيون من اجل ضمان امن المواطنين والسماح لهم بالعودة الى منازلهم”.

وشيّعت السلطات السورية  رسميا وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت ومعاون نائب رئيس الجمهورية حسن توركماني الذين قضوا في الانفجار الذي استهدف مبنى الامن القومي في دمشق الاربعاء، في حضور نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع. وفي السياق عينه، اعلن حزب البعث الحاكم وفاة رئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار متأثرا بجروح اصيب بها في تفجير مبنى الامن القومي.

وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان حصيلة اعمال العنف في سوريا الجمعة بلغت 128 قتيلا هم 85 مدنيا و17 مقاتلا معارضا وما لا يقل عن 26 فرداً من القوات النظامية.

سياسيا، حذر  بوتين الدول الكبرى الغربية من القيام باي تحرك ضد النظام السوري خارج اطار مجلس الامن. ونقلت الوكالات الروسية للأنباء عن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ان أي محاولة للتحرك خارج مجلس الامن ستكون، في نظر الرئيس الروسي، غير مجدية وستؤدي فقط الى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية”.

وقرر مجلس الامن باجماع اعضائه الـ 15 تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا “لمرة اخيرة” 30 يوما. وجاء في القرار انه لا يمكن تجاوز مهلة الثلاثين يوماً الا اذا اوقفت دمشق هجماتها بالاسلحة الثقيلة وتحسن الوضع الامني في شكل يتيح لبعثة المراقبين القيام بعملها.

واشنطن

وفي واشنطن، قال المسؤولون الاميركيون الذين يتابعون عن كثب النزاع في سوريا ان انتشار حال انعدام اليقين والفوضى قد بلغ اعلى مستويات القيادة في دمشق. وأوضحوا انه حتى قبل تفجيرمبنى الامن القومي في العاصمة “تفككت وحدة القيادة المركزية لادارة الازمة، ولاحظنا ذلك من خلال الاوامر المتناقضة التي تصل الى القادة العسكريين في الميدان”، على حد قول مسؤول بارز معني بالنزاع السوري.

ورأى المسؤولون الاميركيون ان وصول القتال الى دمشق هو تطور نوعي خطير للنظام، إذ من المتوقع ان يزيد وتيرة الانشقاقات في القوات المسلحة. وعلى اهمية هذه الانشقاقات “الا انها لم تصل بعد الى نقطة الازمة، او نقطة اللاعودة” استناداً الى أحد المسؤولين.

وثمة تخوف في اوساط المسؤولين وبين المحللين المعنيين بالمنطقة، من ان يؤدي اتهام اسرائيل لـ”حزب الله” وايران بتفجير أوتوبيس للسياح الاسرائيليين في بلغاريا، الى توسيع رقعة النزاع في حال ضرب اسرائيل الحزب في لبنان، مع ما يعنيه ذلك من فتح مختلف الاحتمالات العسكرية والسياسية في منطقة شرق المتوسط بكاملها.

  وقلل المسؤولون الذين تحدثت معهم “النهار” احتمالات السيناريوات الخطيرة ومنها انسحاب النظام واركانه الى المنطقة الساحلية التي تسكنها غالبية علوية، وقالوا انها ليست واقعية وأن احتمالات نشوء  كيان علوي وصونه ضئيلة للغاية.

وقال أحد المسؤولين الاميركيين الذين تحدثت معهم “النهار”: “اذا لم يقع حادث مماثل لتفجير دمشق، يمكن ان يغير المعادلة داخل النظام، فاننا نتوقع استمرار المعارك فترة قد تستمر بضعة اشهر”. وأضاف: “حتى الان لا نرى مؤشرات  لاحتمال حدوث “انفجار داخل النظام يؤدي الى انهياره قريبا”،  لكن المسؤول الذي كان يتحدث عن التسارع المفاجئ للتطورات الميدانية والسياسية شبّه نظام الاسد بكارثة سفينة الركاب “تايتانيك” التي غرقت في 1912 حين قال: “عندما تصطدم التايتانيك بجبل الجليد فانها ستغرق بسرعة”.

سـوريا: تمديـد تقني 30 يومـاً للمراقبـين .. و«هجـوم مضـاد» للجيـش على مسـلحي دمشـق

نيّات «الالتفاف» الغربي على مجلس الأمن تقلق موسكو

توقفت القيادة الروسية أمس، عند التصريحات الأميركية عن نية الالتفاف على مجلس الأمن والعمل من خارجه لزيادة الضغط على النظام السوري ودعم المعارضة. وحذرت موسكو من أن هذا التوجه «سيقوض سمعة» الهيئة الدولية، معربة عن قلقها من تبعات هذا الالتفاف، وخاصة بعدما فشل المجلس الدولي في التوافق على أكثر من تمديد «تقني» لبعثة المراقبين 30 يوماً وصفتها أميركا بأنها ستكون مجرد «خروج آمن» للبعثة.

هذه التطورات التي أشارت لاقتراب وصول «المجتمع الدولي» إلى حائط مسدود يمنعه من بلوغ أي توافق أو تسوية في الشأن السوري، في ظل شبح التدخل العسكري الخارجي الذي من شأنه أن يصب الزيت على النار الميدانية المشتعلة، و«هجوم مضاد» من الجيش النظامي على المسلحين المعارضين داخل دمشق، تزامنت مع ارتفاع حصيلة قتلى تفجير مكتب الأمن القومي، بوفاة رئيس المكتب هشام بختيار متأثرا بجراحه.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الكبرى الغربية من القيام بأي تحرك ضد النظام السوري خارج إطار مجلس الأمن الدولي، بحسب ما اعلن المتحدث باسم الكرملين. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله انه «في نظر الرئيس الروسي فإن اي محاولة للتحرك خارج مجلس الامن الدولي ستكون غير مجدية وستؤدي فقط الى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية».

وأوضح المتحدث ان بوتين عبر عن وجهة نظره هذه خلال اجتماع لمجلس الامن القومي الروسي، الهيئة الاستشارية المسؤولة عن وضع السياسة الامنية للبلاد. وأضاف المتحدث ان روسيا ترفض الاتهامات الغربية لها بأن الفيتو الذي استخدمته أمس الاول، ضد مشروع قرار غربي يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يسحب أسلحته الثقيلة من المدن، سيؤدي الى استمرار دورة العنف في سوريا. وقال ان «اعضاء مجلس الامن القومي الروسي شددوا على ان محاولات ربط تصاعد التوترات في سوريا بالموقف الروسي هي محاولات خاطئة تماما وغير مقبولة».

وقالت المبعوثة الأميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس إن مجلس الأمن «فشل تماما» وأضافت «سنزيد من عملنا مع مجموعة متنوعة من الشركاء من خارج مجلس الأمن للضغط على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ولتوصيل المساعدات إلى من يحتاجونها»، مضيفة ان واشنطن ستزيد دعمها للمعارضة السورية.

وجاءت هذه التصريحات بعد تبني مجلس الأمن الدولي بالاجماع لمشروع قرار بريطاني معدّل، نص على التمديد 30 يوماً لبعثة المراقبين في سوريا. وأكد القرار أنه لن يتم التمديد مرة أخرى للبعثة إلا في حال أقرّ مجلس الأمن بعد تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه «تم وقف استخدام الأسلحة الثقيلة» في سوريا، و«تراجع مستوى العنف من كل الأطراف». والإشارة الأخيرة هذه إلى مسؤولية المعارضة المسلحة أيضا في القرار، هي التي أدت بروسيا الى القبول بتمرير القرار البريطاني.

وأقامت السلطات السورية تشييعا رسميا للمسؤولين الكبار الثلاثة الذين قضوا في انفجار استهدف مبنى الامن القومي في دمشق بحضور نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، بحسب ما أفادت وكالة الانباء الرسمية «سانا». وذكرت الوكالة ان دمشق شيعت «في موكب رسمي مهيب من صرح الشهيد في جبل قاسيون (المطل على دمشق) الشهداء الأبطال» معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن تركماني ووزير الدفاع العماد داود عبد الله راجحة ونائبه العماد آصف محمود شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد. ولفت غياب الرئيس السوري عن التشييع.

وفي السياق نفسه، أعلن حزب البعث الحاكم وفاة رئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار الجمعة متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير مبنى الأمن القومي الأربعاء الماضي.

وقال مصدر امني ان الجيش السوري النظامي يشن هجوما مضادا شاملا لاستعادة السيطرة على كل الاحياء المناهضة للنظام في العاصمة السورية، مؤكداً أن «الجيش يشن منذ مساء أمس (الأول) الخميس هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على الأحياء التي تسلل إليها الارهابيون من اجل ضمان امن المواطنين والسماح لهم بالعودة الى منازلهم».

وكان التلفزيون السوري اعلن ان الجيش النظامي «طهر» الجمعة حي الميدان القريب من وسط العاصمة من «الارهابيين» بعد معارك عنيفة. وقال ابو عمر وهو أحد قادة مقاتلي المعارضة بالهاتف «إنه انسحاب تكتيكي. ما زلنا في دمشق».

من جهته افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عن «سماع اصوات عدة انفجارات في حي الميدان»، مشيرا الى ان «قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان احياء مدينة حلب في شمال سوريا تشهد للمرة الاولى معارك عنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين. وأوضح عبد الرحمن ان المعارك بدأت منذ مساء أمس الاول، وتشمل «احياء صلاح الدين والاعظمية والاكرمية وأرض الصباغ بالاضافة الى مدينة الباب».

واستخدمت قوات الامن السورية الرصاص الحي لمواجهة السوريين الذين تظاهروا في مدن ومناطق مختلفة تحت عنوان «جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق» وخصوصا في دمشق وحماه وحلب ودرعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقــوق الانسان وناشطين.

ولفت المرصد الى خروج تظاهرات من مساجد عديدة في منطقة المزة في دمشق «طالبت بإسقاط النظام وإعدام الرئيس السوري»، بالاضافة الى خروج تظاهرات في حي كفرسوسة وفي دمر بينما سمعت أصوات اطلاق رصاص في حي ركن الدين الذي شهد تظاهرة. وقال عبد الرحمن ان تظاهرات انطلقت من مساجد حي الميدان على الرغم من اقتحامه من قبل القوات النظامية.

وقال المرصد إن القوات الحكومية هاجمت معبر باب الهوى الحدودي الذي تسيطر عليه المعارضة على الحدود مع تركيا الليلة الماضية وقصفت مدينة البوكمال قرب نقطة التفتيش الرئيسية على الحدود مع العراق التي استولى عليها المعارضون أمس. وقال مصور من وكالة «رويترز» إن الجــيش العراقي أغلق بكتل خرسانية مضادة للانفجارات معبر البوكمال -القائم الحدودي على طريق نهر الفرات السريع وهو من طرق التجارة الرئيسية في الشرق الأوسط.

(«السفير»، أ ف ب،

رويترز، أ ب)

مقترحات اردوغان لبوتين حول سوريا: هيئة حوار تقبلها السلطة والمعارضة

محمد نور الدين

كشفت صحيفة “حرييت” التركية أمس عن المقترحات التي قدّمها والآراء التي عرضها رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وجاء “محضر” الموقف التركي على الشكل الآتي:

* لن نتوقف عند اسم محدد في مرحلة ما بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد، والشعب السوري هو الذي يحدد مستقبل سوريا. في المرحلة الانتقالية يمكن تشكيل هيئة حوار من أشخاص في السلطة تقبلهم المعارضة، ومن المعارضة تقبلهم السلطة، وهي التي تحدد آليات المرحلة المقبلة.

* إن الانفجار الذي حدث في دمشق (تفجير مقر الأمن القومي) مؤشر على خطورة الأوضاع في سوريا، واستمرار الوضع القائم لم يعد مقبولاً. ونحن توقعنا ان ينهار النظام، ليس من الخارج بل من الداخل. نقصد أن ما يجري لن يكون مقبولاً حتى من الدائرة المقربة من الأسد.

* الوضع القائم سوف يجذر حالة الذهاب إلى حرب داخلية بين المذاهب والأديان والثقافات، وهذا خطر كبير على كل العالم وليس على المنطقة فقط. كل همّنا إخماد هذا الحريق قبل أن يخرج عن السيطرة، ولذلك يجب أن يكون لمجلس الأمن الدولي دور مباشر.

* يجب أن تكون القرارات حول سوريا منسجمة مع الواقع الموجود على الأرض. والمسألة لا تتصل فقط بما سيكون الوضع عليه بعد الأسد. بل يجب أن ننظر أبعد من حصر المسألة بسوريا. مثلا يجب أن نبحث ما الذي سيكون عليه الوضع في لبنان وفي الأردن. هذا ما يجب أن ننظر فيه.

* ما هي عاقبة الأسد؟ هل سيذهب أم لا؟ لا يمكن من الآن قول إي شيء. ولا نعرف ما إذا كان سيذهب أم لا إلى بلد آخر. بعد انفجار دمشق، هناك احتمال كبير أن يذهب الأسد إلى اللاذقية حيث الفئات الأكثر ارتباطاً به.

وحول انفجار دمشق، قال وزير الخارجية احمد داود اوغلو إن الأسد بدلاً من التصالح مع شعبه اختار لغة العنف والقمع بالمدافع والدبابات. وأضاف إن سوريا “دخلت المرحلة الأخيرة” من الأزمة، متمنياً لو لم تصل سوريا إلى هذه اللحظة. وتابع “إنهم يبحثون عن المسبب في مكان آخر، لكن المسبب هو النظام نفسه الذي فتح الحرب على شعبه. وتركيا لا يمكن أن تتوسّل مثل هذه الأساليب، ولكن التاريخ يعلمنا ان الظلم لا يدوم”.

وفي “ميللييت” كتب سامي كوهين متسائلاً عما اذا كانت المرحلة المقبلة في سوريا ستكون مع الأسد ام من دونه. واعتبر ان “انفجار دمشق مؤشر على بدء مرحلة الفاينال (النهاية) للأزمة في سوريا”. وقال ان “انفجار دمشق، رغم كل التدابير الأمنية، هو بالفعل حادثة غير عادية، وبدلاً من أن يفكر الأسد بالتنحي فإنه يتجه الى استخدام المزيد من العنف”.

ويرى الكاتب ان لقاء بوتين واردوغان “أثمر تطابقاً حول وحدة الأراضي السورية وعدم التقسيم، لكن الخلاف هو هل يكون الحل مع الأسد أم من دونه؟ روسيا حتى الآن مع الأسد، ولكن ما يهم روسيا لاحقاً هو مصالحها، فإن تأمنت مصالحها مع النظام البديل فلا مانع لديها بالتضحية بالأسد. وهنا تقف تركيا والغرب الى جانب تنحي الأسد والبدء بمرحلة انتقالية. وروسيا لن تضحي بالأسد ان لم تحصل على ضمانات كافية”. وينهي الكاتب بالقول إن “السؤال لم يعد مع الأسد او من دونه، بل متى سيذهب الأسد؟ وهو ما يشير إلى أن نهاية النظام السوري قد اقتربت”.

من جهته، قال رئيس حزب السلام والديموقراطية الكردي صلاح الدين ديميرطاش لرئيس الحكومة التركية إن “الرئيس السوري قاتل وانت أيضاً قاتل. الذي فعلته أنت في اولوديري (مقتل 30 كردياً) بماذا يختلف عن الذي فعله الأسد في حماه؟ لا يوجد اي فرق. الذي حصل في ساحة ديار بكر الأسبوع الماضي (من قمع للمتظاهرين والتعرض بالضرب لنائبات كرديات من قبل الشرطة) ما الذي يختلف عن القمع في سوريا؟ لا يوجد أي اختلاف”.

محمد نور الدين

روسيا ترجئ تسليم المروحيات لسوريا الكونغرس يلغي عقد تسليح مع موسكو

اعلن مصدر روسي أمس، أن بلاده أرجأت إرسال مروحيات قتالية إلى سوريا إلى حين عودة “الوضع الطبيعي” إلى البلاد، فيما صوّت النواب الأميركيون بغالبيتهم الكبرى على مشروع قانون لإلغاء عقد وقعه البنتاغون مع إحدى ابرز الشركات الروسية في مجال التسليح، لاتهامها بتسليح النظام السوري.

ذكرت وكالة “انترفاكس” الروسية نقلاً عن مصدر عسكري ودبلوماسي ان روسيا قررت “ارجاء” تسليم شحنة المروحيات القتالية الى سوريا حتى “عودة الوضع الطبيعي” في البلاد. وتابع المصدر قائلاً إن “قرار ارجاء تسليم المروحيات الى سوريا مرتبط بتدهور الوضع العسكري والسياسي في البلاد”، موضحاً ان “المروحيات وأنظمة الدفاعات الجوية ستستلم الى سوريا بعد عودة الوضع الى طبيعته هناك”.

واضاف المصدر انه “في هذه الظروف لا تستطيع السلطات ضمان تسلم المروحيات بكل امان”، مؤكداً ان “المروحيات وانظمة الدفاعات الجوية ستسلم الى سوريا بعد عودة الوضع الى طبيعته هناك”. وهذه المروحيات الثلاث “ام آي 25” المقرر ان تسلم الى سوريا بعد إصلاحها في روسيا، قد انزلت من سفينة الشحن الروسية “الايد” التي دخلت الاربعاء الماضي الى بالتيسك في جيب كالينينغراد الروسي شرقي بولندا، كما ذكرت وكالات الانباء الروسية. ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” للأنباء عن مصدر عسكري قوله ان “هذه المروحيات موجودة الآن على الارض. وننتظر تعليمات من شركة روسوبورون اكسبورت (العامة) حول ما يتعين القيام به لاحقاً”.

وفي واشنطن، تم تبني تعديل في مجلس النواب ذي الغالبية الجمهورية بموافقة 407 اصوات مقابل خمسة وادرج النص ضمن قانون تمويل نفقات الدفاع للعام 2013، الذي اقره المجلس ايضاً، تم بموجبه الغاء عقد وقعه البنتاغون مع شركة التسليح الروسية “روسوبورون اكسبورت”. ويعود لمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون البت في الموضوع.

وانتقد النائب الديموقراطي جيم موران الذي قدم النص البنتاغون على توقيع العقد مع شركة “روسوبورون اكسبورت” التابعة للدولة الروسية والتي قال إنها تبيع قذائف هاون وبنادق قنص ومروحيات هجومية الى نظام بشار الاسد.

وكان البنتاغون اعلن الاسبوع الماضي توقيع عقد بقيمة 171 مليون دولار مع “روسوبورون اكسبورت” لشراء 10 مروحيات “مي-17” هجومية لتستخدمها القوات الافغانية بعد انسحاب القوات الاميركية من افغانستان ليصبح بالتالي مجمل المروحيات التي تم شراؤها 33 مروحية.

وصرّح موران امام المجلس “من المثير للقلق ان نشتري مروحيات من شركة روسية متورطة بشكل مباشر في مقتل آلاف الرجال والنساء والاطفال السوريين الابرياء”. وتابع قائلا “علينا الابتعاد عمن هم في نهاية المطاف أمراء حرب وإلا فإن ادانتنا للنظام السوري ستكون جوفاء”.

(أ ف ب، رويترز)

اشتباكات في مدينة حلب لليوم الثاني على التوالي ونزوح للاهالي

بيروت- (ا ف ب): تستمر الاشتباكات في مدينة حلب في شمال سوريا لليوم الثاني على التوالي بين القوات النظامية والمجموعات المسلحة المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان صباح السبت.

وفي هذا الوقت، افاد شهود عن توتر مستمر في دمشق، رغم تراجع اصوات القصف والاشتباكات صباحا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “لا تزال الاشتباكات مستمرة منذ صباح الجمعة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي صلاح الدين في حلب”.

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان “هناك نزوحا للاهالي من الحي تخوفا من قصف النظام واقتحام الحي”.

وفي العاصمة حيث اعلن النظام الجمعة عن اعادة سيطرته على حي الميدان القريب من وسط المدينة، تبقى السبت حركة سير خفيفة في الشوارع، مع استمرار اجواء التوتر والخوف، بحسب شهود.

وقال المرصد ان حيي القدم والعسالي في جنوب العاصمة تعرضا للقصف من القوات النظامية السورية بعد منتصف ليل الجمعة السبت.

كما اقتحمت القوات النظامية بلدة شبعا في ريف دمشق ليلا “بعد تعرضها لقصف بالهاون ورشاشات الحوامات ما اسفر عن تهدم تسعة منازل” وسقوط قتيل وعشرات الجرحى، بحسب المرصد السوري.

وتحول عدد من احياء دمشق خلال الايام الماضية الى ساحة حرب حقيقية مع المعارك العنيفة التي شهدتها بين القوات النظامية و”الجيش السوري الحر” يتصاعد منها الدخان وتفوح فيها رائحة الجثث الملقاة على الارض الى جانب سيارات متفحمة وزجاح محطم ودمار.

وفي مدينة حمص في وسط البلاد، افاد المرصد صباحا عن تعرض احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص للقصف من “القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على هذه الاحياء”.

كما اشار الى قصف مماثل على محيط مدينة القصير في ريف حمص حيث تدور ايضا اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

وذكرت الهيئة العامة للثورة في بيان ان القصف تجدد ايضا على مدينة تلبيسة في ريف القصير.

ووقعت اشتباكات فجرا، بحسب المرصد، قرب دوار الدلة في مدينة دير الزور (شرق)، بينما تعرضت بلدات الشحيل والعشارة والجرذي وصبيخان في ريف دير الزور للقصف من القوات النظامية.

وكانت اعمال العنف اوقعت الجمعة 177 قتيلا هم هم 119 مدنيا و20 مقاتلا معارضا وجنديا منشقا و38 جنديا نظاميا على الاقل.

المجلس الوطني السوري: اكثر من 400 الف لاجىء سوري في تركيا ولبنان والاردن

بيروت- (ا ف ب): أكد المجلس الوطني السوري المعارض مساء الجمعة أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن تجاوز 400 الف، مطالبا الامم المتحدة بتوفير الرعاية الصحية والانسانية لهم.

وقال المجلس في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انه “تلقى تقارير تشير إلى أن عدد اللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان والأردن زاد عن 400 ألف لاجىء لم يتم تسجيل سوى نصفهم في سجلات الأمم المتحدة”.

واوضح انه “خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية دخل الاراضي اللبنانية قرابة 20 ألف لاجىء نتيجة جرائم النظام الواسعة بحق القرى والبلدات الحدودية والعاصمة دمشق وريفها”.

وطالب المجلس “المفوضية العامة للاجئين في الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فعالة لتأمين مستلزمات الإقامة لمئات آلاف اللاجئين، وإنشاء صندوق دولي خاص لتقديم المساعدات المنتظمة لهم، وتوفير الرعاية الصحية والطبية للجرحى والمصابين الذين يحتاج الآلاف منهم إلى عمليات جراحية عاجلة”.

وحمل المجلس السلطات اللبنانية “مسؤولية توفير الحماية اللازمة للاجئين السوريين نتيجة التهديدات التي يتعرضون لها من قبل جماعات مؤيدة للنظام”.

واعلنت المتحدثة باسم مفوضية الامم المتحدة للاجئين في جنيف الجمعة ان نحو ثلاثين الف سوري فروا الى لبنان في الساعات ال48 الاخيرة.

ولا تزال وتيرة التطورات الميدانية تتسارع في سوريا مع اعلان القوات النظامية الجمعة شن “هجوم مضاد” لاستعادة السيطرة على احياء في دمشق اثر مواجهات عنيفة، في موازاة حديث ناشطين عن معارك للمرة الاولى تشهدها مدينة حلب في شمال البلاد.

الجيش السوري يقصف البوكمال على الحدود مع العراق

الرمادي- (ا ف ب): قصفت القوات السورية النظامية مساء الجمعة مدينة البوكمال على الحدود مع العراق غداة سيطرة مقاتلين معارضين عليها، على ما اكد ضابط في الجيش السوري الحر وسكان لفرانس برس.

وقال المسؤول العسكري في الجيش الحر خالد ابو زياد عبر الهاتف لفرانس برس “القصف اعنف مما كان الليلة الماضية” حين سيطر مسلحو المعارضة على المعبر الحدودي، مشيرا الى ان “الجيش السوري يقصف كل مناطق المدينة”.

واعلن طبيب في البوكمال طالبا عدم كشف اسمه ان اربعة اشخاص قتلوا في القصف على المدينة. وقال “اردت التوجه الى مستشفى، لكنني لم استطع الخروج من منزلي لان قذيفتين سقطتا على مقربة منه”.

وفي الجانب العراقي من الحدود، في مدينة القائم، اكد سكان ان اقرباءهم المقيمين في البوكمال حاولوا اللجوء الى العراق، الا ان القوات العراقية منعتهم من اجتياز الحدود.

وقال احد سكان القائم طالبا عدم كشف اسمه “اقربائي وعائلات اخرى يحاولون مغادرة المدينة للذهاب الى القائم، لكن الجيش العراقي يمنعهم من دخول العراق”.

ونجح الجيش السوري الحر الذي يضم جنودا منشقين، في السيطرة على معبر البوكمال مساء الخميس. وبعيد ذلك اغلقت السلطات العراقية الحدود.

واعلنت الحكومة العراقية الجمعة “اعتذارها” عن عدم استقبال لاجئين سوريين بسبب “الوضع الامني”.

وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبا في محافظة الانبار التي تسكنها اغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقرا لتنظيم القاعدة في العراق.

مصادر: تفجير مبنى الأمن القومي جرى بشرائح

 C4

 ممغنطة عبر شاب جرى تجنيده لصالح أجهزة مخابرات خارجية

معارك عنيفة في حلب وبوتين يحذر واشنطن من اي تحرك خارج مجلس الامن

تشييع رسمي لثلاثة مسؤولين كبار بحضور الشرع وغياب الاسد

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بيروت ـ دمشق ـ نيويورك ـ موسكو ـ وكالات: لا تزال وتيرة التطورات الميدانية تتسارع في سورية مع اعلان القوات النظامية الجمعة شن ‘هجوم مضاد’ لاستعادة السيطرة على احياء في دمشق اثر مواجهات عنيفة، في موازاة حديث ناشطين عن معارك للمرة الاولى تشهدها مدينة حلب، وبلغت حصيلة اعمال العنف في سورية الجمعة 80 قتيلا هم 15 مقاتلا معارضا و65 مدنيا في دمشق وريفها ودرعا وحلب وادلب وحمص، وذلك غداة يوم فاق عدد القتلى فيه 300 شخص غالبيتهم من المدنيين، ما يشكل اعلى حصيلة يومية منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري قبل 16 شهرا.

وبعيد تصويت مجلس الامن الجمعة على تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سورية ثلاثين يوما ‘لمرة اخيرة’، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية من اي تحرك في سورية خارج اطار مجلس الامن. فيما أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة سوزان رايس أن واشنطن ستعمل من خارج مجلس الأمن لمواصلة الدعم للمعارضة.

وقالت السفيرة الأمريكية ان نهج بلادها سيكون في تركيز الجهود على نحو متزايد ليس داخل المجلس الذي قالت إنه وصل إلى طريق مسدود، وإنما مع الدول الأخرى خارج المجلس وخاصة مجموعة ‘أصدقاء سورية’، والتي تصل إلى مائة دولة طلبت كلها إصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو القرار الذي لم يتمكن المجلس من تبنيه.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله انه ‘في نظر الرئيس الروسي فإن اي محاولة للتحرك خارج مجلس الامن الدولي ستكون غير مجدية وستؤدي فقط الى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية’.

وقال مصدر امني لفرانس برس الجمعة ان الجيش السوري النظامي يشن هجوما مضادا شاملا لاستعادة السيطرة على كل الاحياء المناهضة للنظام في العاصمة السورية، مؤكدا ان ‘الجيش يشن منذ مساء الخميس هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على الاحياء التي تسلل اليها الارهابيون من اجل ضمان امن المواطنين والسماح لهم بالعودة الى منازلهم’.

وكان التلفزيون السوري اعلن ان الجيش النظامي ‘طهر’ الجمعة حي الميدان القريب من وسط العاصمة من ‘الارهابيين’ بعد معارك عنيفة.

من جهته افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقته وكالة فرانس برس عن ‘سماع اصوات عدة انفجارات في حي الميدان’، مشيرا الى ان ‘قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي’.

الى ذلك، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان احياء مدينة حلب في شمال سورية تشهد للمرة الاولى معارك عنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين.

واوضح عبد الرحمن ان المعارك بدأت منذ مساء الخميس وتشمل ‘احياء صلاح الدين والاعظمية والاكرمية وارض الصباغ بالاضافة الى مدينة الباب’.

والجمعة اقامت السلطات السورية تشييعا رسميا للمسؤولين الكبار الثلاثة الذين قضوا في انفجار استهدف مبنى الامن القومي في دمشق الاربعاء بحضور نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وذكرت الوكالة ان دمشق شيعت ‘في موكب رسمي مهيب صباح (الجمعة) من صرح الشهيد في جبل قاسيون (المطل على دمشق) الشهداء الابطال’ معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني ووزير الدفاع العماد داوود عبد الله راجحة ونائبه العماد اصف محمود شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الاسد. ولفت غياب الرئيس السوري عن التشييع.

وفي السياق نفسه، اعلن حزب البعث الحاكم وفاة رئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار الجمعة متأثرا بجروح اصيب بها في تفجير مبنى الامن القومي.

وفي آخر ما رشح عن العملية الكبيرة التي جرى عبرها استهداف مقر مكتب الأمن القومي السوري المعروف بكونه واضع السياسات الأمنية التي تسير عليها السلطات السورية وأجهزتها، قال مصدر سوري لـ ‘القدس العربي’ طلب عدم الكشف عن اسمه ان التفجير حصل داخل الغرفة التي كان فيها المسؤولون الكبار المجتمعون حيث جرى إدخال شرائح من مادة الـ C4 شديدة الانفجار حجم الواحدة منها أقل من حجم جهاز الموبايل الصغير، هذه الشراح جرى إلصاقها بأسفل طاولة الاجتماعات عند مكان جلوس كل مسؤول من المسؤولين المجتمعين.

ويقول المصدر الذي تحدث لـ’القدس العربي’ ان إدخال الشراح المتفجرة جرى عبر شاب جامعي في العقد الثالت من العمر وهو متعاقد مدني مع مكتب الأمن القومي منذ عدة سنوات ويحظى بثقة رئيس المكتب هشام اختيار، الشاب جرى تجنيده من أجهزة مخابرات تشك السلطات السورية بأنها تركية وأردنية ليتم إيصال الشرائح اليه عبر وسيط يعمل لصالح المعارضة الخارجية وبدوره قام الشاب بوضع الشرائح المتفجرة في المكان المناسب.

المصدر أضاف أيضا أن الشرائح الـ C4 هي من النوع المتطور والتي لا يوجد منها إلا لدى أجهزة مخابرات متقدمة، وهذه الشرائح تحوي أيضاً على شرائح ممغنطة تتلقى أمر التفجير من جهاز يرسل لها إشارات من مكان بعيد وفي أي توقيت يختاره المنفذون.

وفي تعليق على الخبر على موقع ‘القدس العربي’ قال ابودجانة الخرساني وهو اسم لمسؤول في تنظيم القاعدة ان التفجير يحمل بصمات تنظيم’ القاعدة’.

وقال ان المادة المتفجرة هي C5 وليست C4 وقال ان هذه المادة اشتراها التنظيم من المافيا الروسيه مؤخرآ وانها استعملت في ميدان السبعين (في اليمن) ويوجد الكثير من هذه الماده بحوزة التنظيم، وتوعد الخرساني بعمليات كبيرة خلال الايام القليلة القادمة ‘تزلزل الارض من تحت اقدام كل من الطواغيت وجنرالات الطواغيت العملاء المحاريين لله ورسوله’.

مبنى الأمن القومي هو مبنى متواضع من ثلاث طبقات يفصله عن مبنى السفارة التركية بدمشق بناءان فقط ومسافة لا تتجاوز 40 متراً، الاجتماع وحسب المصدر كان يجري في غرفة اجتماعات مجاورة لمكتب اللواء هشام اختيار في الطابق الثاني. ورفض المصدر الحديث عن مصير الشاب الجامعي الذي جرى تجنيده.

المصدر نفى وجود محمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث داخل الاجتماع وقال ان بخيتان لم يعد هو من فريق إدارة الأزمة أصلاً، كما نفى وجود كل من العميد حافظ مخلوف والعميد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري داخل هذا الاجتماع لأنهما أيضاً ليسا في فريق إدارة الأزمة.

الى ذلك اعلن سفير روسيا في باريس الكسندر اورلوف الجمعة ان الرئيس السوري ‘موافق على الرحيل’ لكن ‘بطريقة حضارية’، قبل ان يعدل عن تصريحاته ويؤكد الموقف التقليدي لبلده.

وكان اورلوف قال صباح الجمعة لاذاعة فرنسا الدولية (راديو فرانس انترناسيونال) ‘عقد لقاء في جنيف لمجموعة العمل في 30 حزيران (يونيو) وصدر بيان ختامي ينص على انتقال الى نظام اكثر ديمقراطية. وهذا البيان الختامي وافق عليه الاسد، اي انه وافق على الرحيل. لكن الرحيل بطريقة حضارية’.

وعلى الاثر نفى التلفزيون السوري سريعا الجمعة تصريح السفير الروسي ووصفه بانه ‘عار عن الصحة تماما’.

موسكو: الأخبار عن فرار زوجة الأسد إلى روسيا ‘شائعات

موسكو ـ يو بي آي: وصفت وزارة الخارجية الروسية الجمعة، الأخبار عن فرار زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، أسماء الأسد إلى موسكو بـ’الشائعات’.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، قوله حول الأخبار عن فرار أسماء الأسد إلى روسيا، ‘لا أريد التعليق على أية شائعات.. وأظن أنه فخ إعلامي’.

وقال لوكاشيفيتش إن الأخبار حول منح روسيا أسماء الأسد حق اللجوء السياسي ‘لا يستحق التعليق’.

كما رفض التعليق على معلومات حول منح روسيا الرئيس الأسد حق اللجوء السياسي، قائلا إن هذا الموضوع لا يستحق التعليق.

وأضاف ‘ظهر الأسد بالأمس على التلفزيون السوري مع وزير الدفاع الجديد’.

من جهة أخرى، أشار لوكاشيفيتش إلى أن روسيا وضعت خطة لمساعدة الرعايا الروس المقيمين في سورية عند الضرورة، منوهاً أن القيادة العليا هي التي تقرر تنفيذ مثل هذه الخطط.

وتابع ‘بطبيعة الحال أن الخطط التي تحتاط لاحتمال تفاقم الوضع موجودة.. ولا بد من تنفيذها إذا واصل الوضع تفاقمه، ولكن مثل هذه القرارات تتخذها قيادة البلاد’.

صراع بين اجنحة ‘القاعدة’ للسيطرة على ‘إمارة الشام’ وأنباء عن ستة آلاف من مقاتلي التنظيم في سورية

لندن ـ ‘القدس العربي’: خرج تنظيم ‘القاعدة’ الى العلن لاول مرة في سورية واعلن عن مشاركته الصريحة في المعارك الدائرة هناك، ورفع اعضاء من التنظيم علم ‘القاعدة’ خلال الاستيلاء على معبر باب الهوى، فيما اكد مصدر امني اردني ان ما يزيد على ستة آلاف مقاتل من مقاتلي القاعدة دخلوا إلى سورية خلال الشهور الأخيرة، وخصوصاً منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، معظمهم دخلوا إلى سورية من حدودها مع العراق وتركيا، واغلبهم من جنسيات عربية غير سورية، حسبما ذكر تقرير نشرته الجمعة صحيفة ‘الشرق’ السعودية.

واضافت الصحيفة في تقريرها ان هناك منافسة بين أجنحة التنظيم في سورية، خاصة بين تنظيمي ‘كتائب عبدالله عزام’ التي يتزعمها السعودي ماجد الماجد، و’جبهة النصرة لبلاد الشام’ بقيادة أميرها المعروف بـ ‘الفاتح أبو محمد الجولاني’ الأصوليين للسيطرة على ‘امارة الشام’، ونقلت الصحيفة السعودية عن مصادر جهادية ان منافسة محتدمة تدور في الأروقة المغلقة للتنظيمين الأصوليين لا سيما أن تنظيم جبهة النصرة الذي لم يكن يتبع لتنظيم القاعدة في بداياته، عاد وزُكّيَ من قِبَل عدد من مشايخ التنظيم، وهنا تنقل الصحيفة عن المصادر نفسها، استشعار القياديين في تنظيم كتائب عبدالله عزام بأنه يسحب البساط من تحتهم ويتحضّر لاستلام إمرة القيادة في إمارة بلاد الشام عوضاً عن تنظيمهم، ما دفع تنظيم كتائب عبدالله عزام للتحرّك بسرعة، فقدّم نفسه بديلاً أفضل عن ‘جبهة النصرة’ بصورة غير مباشرة، واستغلّ لحظة الضعف هذه مخاطباً شعب سورية ‘يا أهلنا في سورية الأبية، لقد هديتم إلى صراط النصر، أنتم قلب نهضة الأمة لإنقاذها، أنتم أرض الجهاد ودار الملاحم التي أخبر عنها محمد، قتيلكم قتيل أمّته بأسرها’، كما دعا الأمير المولّى حديثاً إلى اجتناب استهداف المحايدين المدنيين من النصارى والدروز وغيرهم ممن أُمسِكَ ولم يشارك النظام في القتل أو صرّح بمواقف مشجّعة للثورة.

وقالت الصحيفة ان أول ظهور علني للقاعدة سُجِّل في منطقة تلكلخ السورية (وسط البلاد) حيث انفجرت الخلافات بين عناصر من الجيش السوري الحر وعناصر التنظيم، أسفرت عن مقتل 34 شخصاً عندما أبدى عناصر التنظيم رغبتهم في إعلان المنطقة إمارة إسلامية يقوم عليها اللبناني وليد البستاني، وهو قيادي سابق في حركة فتح الإسلام، حيث قال أحد الناشطين في محافظة إدلب للـصحيفة إن معسكراً واحداً على الأقل لتنظيم القاعدة تم إنشاؤه قرب قرية التمانعة ويحتوي على مقاتلين من جنسيات مختلفة، مؤكداً أنه زار المعسكر والتقى فيه بقائد عسكري وآخر سياسي بلَّغاه أن الهدف من وجود القاعدة هنا ليس فقط إسقاط النظام السوري وإنما بناء دولة إسلامية لا تعتمد على صناديق الاقتراع. وأضاف الناشط الإدلبي، الذي رفض ذكر اسمه، أن مناطق في إدلب تشهد حاليا انتشارا ملحوظا لعناصر ‘أحرار الشام’، وهي جماعة أصولية تنادي بفرض الجزية على الأديان الأخرى وتعتبر الأقليات مارقة.

هيا يا اسماء الاسد نحن راحلون

صحف عبرية

إثر الاشاعات القوية التي انتشرت بالامس، يبدو ان رئيس سوريا بشار الاسد يمتنع في الوقت الحاضر عن مغادرة دمشق. غداة الضربة الدقيقة التي وجهها المتمردون الى قلب حكمه من خلال الانفجار الذي قضى على نصف قيادته الامنية، سارع الاسد الى تعيين قادة جدد للمناصب الشاغرة وعلى عجل. ولكن عندما تتحول المعارك الضارية في دمشق تدريجيا الى معارك على دمشق، يشعر الاسد على ما يبدو ان الخطر قريب جدا منه ومن أبناء عائلته، وبعد احداث الاسبوع الاخير ليس من المستبعد أن يضطر الى الرحيل مع زوجته ومقربيه الى قصره في اللاذقية او ان يطلب اللجوء في دولة اخرى.

مع حلول نهاية الاسبوع القريب في سوريا يتوقع ان تكون هذه المرحلة مشحونة بصورة استثنائية، ايضا مع حلول شهر رمضان وذلك بسبب الوضع الذي تضطرم فيه مشاعر المواطنين بصورة استثنائية. المعارك الضارية ابعدت الجماهير على ما يبدو عن الشوارع. وبعضهم ابتعد عن المدن الكبرى. في المقابل سرع اغتيال قادة النظام السوري المداولات حول مرحلة ما بعد الاسد. ‘النيويورك تايمز’ افادت بالامس بان قادة كبار في البنتاغون وفي جهاز الامن الاسرائيلي تداولوا مؤخرا حول خطة مشتركة للسيطرة على الترسانة الكيماوية والبيولوجية السورية او ابادتها عندما ينهار النظام. وفقا لتقارير مختلفة الامريكيون تداولوا مع الاردنيين حول نفس المسألة. عبدالله الثاني قال في هذا الاسبوع انه قد تكون هناك حاجة عند الضرورة لاجتياز الحدود (يقصد الى داخل سوريا ضمنيا) من أجل منع تسرب السلاح الكيماوي الى اياد غير مسؤولية.

يبدو أن اسرائيل تستصعب التقرير ما الذي يقلقها أكثر من الاخر: هجمة المتمردين السنة المتطرفين على احدى قواعد السلاح الكيماوي أم نقل الترسانة من الاسد الى حزب الله. حزب الله أكثر نشاطا من ذي قبل في ما يحدث في الدولة المجاورة. ظهور نصرالله العلني التاريخي بعد الهجوم في دمشق يشير الى ان الحلفاء في لبنان ايضا قلقون على نظام بشار الاسد.

اسرائيل تتخذ في الاونة الاخيرة سلسلة من الخطوات الاحتياطية الامنية على خلفية التدهور الامني في سوريا. المتابعة الاستخبارية لما يحدث هناك شددت وفي المقابل تم رفع حالة التأهب في جهاز الميدان النظامي، خصوصا في شمالي البلاد. في بعض الوحدات اعلن عن الغاء الاجازات في آخر الاسبوع.

الافتراض السائد في اسرائيل والغرب هو ان النظام السوري لا يمكنه أن يصمد امام سلسلة الاخفاقات التي مني بها في الاونة الاخيرة. ‘المصيبة هي’ قال مصدر امني بارز في اسرائيل هو أن ‘مثل هذه التطورات ليست فقط غير قابلة للتنبؤ وانما ان الاستخبارات قد تخصصت طوال السنوات في متابعة ما يحدث في النظام السوري وفي هذه الحالة لا يعرف النظام ايضا ما هي فترة انتهاء مفعوله’. الجهة التي يفترض بها أن تعرف هي السلطات الروسية. الى جانب مصير ترسانة السلاح الاستراتيجي التي يمتلكها الاسد، يتابع العالم باهتمام كبير تحركات الاف الخبراء الروس الموجودين في سوريا. ومثلما حدث في عام 1973 عشية حرب الغفران قد يعبر الاجلاء المستعجل للخبراء الروس عن احتداد الازمة ووصولها الى ذروة جديدة.

مصادر رسمية في موسكو ادعت في الاسبوع الماضي انه لم يتبقَ في سوريا خبراء روس يعملون مع الجيش. ان كان الامر صحيحا فليس واضحا اين اختفى كل هؤلاء ومن الذي يقوم بصيانة قواعد التصنت الخاصة بالاستخبارات السورية على سبيل المثال.

آفي يسسخروف وعاموس هرئيل

هآرتس ـ 20/7/2012

سورية: اعدامات للجنود على المعابر.. واسرائيل قلقة من الترسانة الكيماوية وتدخلها سيعزز موقف الاسد

مليار ونصف المليار دولار ثروة عائلة الاسد.. وقد ينتقل الى اللاذقية لاعلان دولة علوية.. ودعوة لحكومة بديلة ومنطقة حظر جوي

لندن ـ ‘القدس العربي’: الفوضى هي الكلمة السحرية التي تتردد الآن في كل التعليقات الصحافية، وتتعلق بمرحلة ما بعد الاسد، من يملأ الفراغ ومن يقود المرحلة؟ والفوضى نابعة من مخاوف عمليات انتقامية ومن الصور التي تبث على (يوتيوب) تشير للطريقة الفوضوية التي يتم فيها الاعلان عن انتصارات المقاتلين.

والفوضى هي الكلمة المحببة للمعلقين الغربيين لانها تعني دعوة للرئيس الامريكي للتدخل وحسمها قبل ان يفوت الوقت. والكلمة الاخرى السحرية هي الاسلحة الكيماوية، ومخاطر من استخدامها ضد الشعب، او نهبها من قبل الجماعات المتشددة وتحديدا القاعدة.

وفي هذا السياق قالت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ ان الحكومة الامريكية التي ظلت تدفع ولمدة 16 شهرا نحو الحل الدبلوماسي بدأت الآن تهرول وتدرس ما لديها من خيارات لمنع حمام الدم الذي بدأت ملامحه تظهر في ظل عدم قدرة الاسد على الاستمرار في السلطة.

وقالت ان الحكومة الامريكية اتصلت مع قادة المعارضة السورية للتحاور حول مستقبل سورية بعد رحيل الاسد وتحقيق انتقال سلمي للسلطة. وقالت ان المسؤولين الامريكيين اتصلوا مع القادة الاسرائيليين وطلبوا منهم عدم استخدام القوة لتأمين الاسلحة الكيماوية التي تملكها سورية، مذكرين الاسرائيليين ان تدخلا عسكريا يعني دعما للاسد في العالم العربي. وعبر مسؤولون امريكيون عن اعتقادهم من ان السلطات الامنية السورية قد تلجأ الى حلول قصوى ضد قوات المعارضة ان شعرت ان النظام سينهار مثل استخدام الغازات السامة. وقالت ان المسؤولين الامريكيين يخشون من انتصار ‘سني’ ينهي حكم الاسد سيؤدي الى عمليات انتقامية وحرب طائفية ضد العلويين، اضافة لخشيتهم من القاعدة التي بدأت تثبت قدمها في سورية.

من دمشق للاذقية

ولم يستبعد مسؤولون ودبلوماسيون امريكيون من ان استمرار الاسد في السلطة لوقت يجعل من التكهن بالنتيجة امرا صعبا. وقالوا ان الاسد ودائرته قد تنقل عملياتها من دمشق الى اللاذقية معقل العلويين ان استمر المقاتلون بتعزير قواتهم في العاصمة.

وقال اندرو تابلر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى انه يشك في حدوث انهيار سريع للنظام. ويقول المحللون ان القتال هو الذي سيحسم المعركة، مشيرين الى ان الكفة بدأت ترجح في صالح المقاتلين على الرغم من قوة الالة العسكرية للنظام. وقالت ان ما يقلق بال الغربيين هو الاسلحة الكيماوية حيث هددت اسرائيل بانها ستقوم بعملية عسكرية لتدميرها، لكن محللين حذروا من ان خطوة كهذه ستؤدي الى تسرب الغازات السامة للجو. وعلى الرغم من الاجراءات التي قامت بها اسرائيل على الحدود الا ان المسؤولين الامريكيين قالوا ان اي هجوم اسرائيلي سيعزز من موقف الاسد، حيث قال داني ياتوم ، مدير الموساد السابق، ان الاسد سيستخدمها لاتهام المعارضة بتلقي الدعم من اسرائيل.

من سينتصر؟

وفي ضوء التطورات الجديدة وتوازن القوة يقول محللون ان المعارضة المسلحة لن تقبل الآن التفاوض بأي شكل من الاشكال مع النظام، حسبما قال جيفري وايت، الباحث في معهد واشنطن، مضيفا ان المعارضة ‘تعتقد انها انتصرت، وربما انتصرت فعلا’. ومن غير الواضح ان كانت السيطرة على المعابر الحدودية ستعزز من قوة المقاتلين، خاصة انه عندما سيطر المقاتلون على معبر قرب الحدود التركية قامت الحكومة التركية باغلاقه، وايا كان فان السيطرة تظل انتصارا رمزيا للمقاومة وتظهر ضعف النظام في السيطرة على المناطق الريفية التي اصبحت مسرحا للمقاتلين. ونقلت عن مسؤول في الجيش الحر قوله ان العمليات مهمة لانها ترفع من معنويات المقاتلين وتحمل رسائل سياسية.

ونقلت الصحيفة عن مقاتل على الحدود ان مقاتلين انسحبوا من بعض المعابر بعد ان هددت الحكومة بالرد. وفي سياق مختلف نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن مسؤول عراقي قوله ان المعابر مع سورية اغلقت وان حرس الحدود العراقيين شاهدوا عمليات اعدام لجنود سوريين على يد المقاتلين.

ويرى محللون ان الوضع في الريف الذي ظل منطقة لا يستطيع اي طرف الاحتفاظ بالسيطرة عليها لفترة طويلة قد يتغير الآن. وعلى الرغم من الانجازات الا ان اندرو تابلر من معهد واشنطن قال ‘لواشنطن بوست’ يرى انها ليست كافية لترجيح الكفة لصالح المقاتلين، مشيرا الى ان الحكومة لم تستخدم كل قواتها التي قد تستدعيها في اي وقت وتعتمد كذلك على القوة الجوية.

خيارات صعبة

ولا بد من الاشارة ان كل التحليلات تشير الى وضعا متفجرا ولا يمكن التكهن بنتائجه، فاعلان المقاتلين سيطرتهم على المعابر الحدودية يعتبر تحولا مهما في مسار الحرب. واستمرت الشائعات او حربها بين القنوات الفضائية والقناة الرسمية السورية حول مصير الاسد، ان كان هرب للاذقية او هرب مع زوجته الى موسكو، وان كانت اسماء وابناؤها قد فروا الى روسيا وحدهم. وقالت صحيفة ‘اندبندنت’ ان ظهور الاسد القصير في قصر الشعب حيث ادى امامه وزير الدفاع الجديد فهد جاسم الفريج القسم قد خفف من عجلة الشائعات لكن الاحاديث لم تتوقف خاصة عن طبيعة الحادث الذي قتل كبار القادة يوم الاربعاء حيث اقترحت بعض الشائعات ان تفجيرا لم يحدث ابدا وان النظام سممهم.

وفي الوضع الحالي سيواجه الفريج معضلة على كل الجبهات خاصة بعد ان فقد النظام ثلاثة من رؤوسه، ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن مصادر دبلوماسية غربية قولها ان النظام سيواجه خيارات صعبة حول المدى الذي سيذهب فيه في استخدام القوة بدون ان يحرج حليفه القوي روسيا التي صوتت مع الصين ضد فرض عقوبات على نظام الاسد.

وقالت الصحيفة ان التقارير عن سيطرة المقاتلين على المعابر الحدودية ستسهل عملية تسليحهم وتمويلهم من قبل السعودية وقطر، ونقلت عن ناشط سوري قوله ان محافظة ادلب ستكون ‘بنغازي سورية’. ويتحدث الناشطون عن حرب عصابات داخل العاصمة بشكل ينهك فيه الجيش النظامي. وعلقت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ على التطور الجديد بقولها انها جاءت لتوفير معابر آمنة للجنود الراغبين للانشقاق عن الجيش كي يهربوا. وقالت ان ثقة الشعب السوري بنظام الاسد تتراجع حيث يشكون في استمراره في حكم البلاد. ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله ان نسبة الانشقاق عن الجيش تتزايد ‘نشاهد في الفترة الاخيرة نسبة عالية ومستمرة من الانشقاق عن الجيش السوري، وقد زادت وتيرتها في الايام القليلة الماضية’، واضاف ان احداث يوم الخميس تمثل ضربة لمعنويات الجيش، مشيرا الى ان قدرة بعض وحدات الجيش تراجع اداؤها الى نسبة 60 بالمئة.

مخاوف من التقسيم

وترى صحيفة ‘التايمز’ ان مآلات الصراع قد تؤدي الى تقسيم سورية على الخطوط التي حدثت في البلقان بعد انهيار يوغسلافيا القديمة، وهناك امكانية في ان يقرر العلويون انشاء دولة في مناطقهم، مشيرة الى انهم اقاموا دولة بمعونة من الفرنسيين ما بين 1920-1936 ‘دولة جبل العلويين’.

وترى الصحيفة ان الانقسام واحد من سيناريوهات قد تحدث نتيجة الحرب، اما الخيار الثاني فهو قيام دولة فيدرالية هلامية تأخذ بعين الاعتبار الفوارق الطائفية والعرقية تماما كما قرر مؤتمر دايتون بشأن البوسنة عام 1995. اما الخيار الثالث وهو مثير للخوف، حرب دموية، حيث يقرر حزب البعث والعلويون مقاومة المقاتلين بدون الاسد.

وعلى الرغم من قلة عدد العلويين الا انهم يملكون قوة عسكرية كبيرة، وما سيدفع الطرفين للقتال حتى اخر لحظة هي الممارسات الامنية التي تبنوها خلال الانتفاضة مما يجعل من حصولهم على عفو امرا بعيدا، اي ‘سياسة ان اقتل او اقتل’ على غرار الحرب الاهلية اللبنانية. والى هذا قال ريتشارد سبنسر في’ديلي تلغراف’ ان ما حدث في دمشق يوم الاربعاء جعل من اي سيناريو وحتى لو كان متخيلا عن خروج سلمي للاسد امرا مستحيلا، مشيرا الى ان الحلم والتوقعات بين السوريين الذين قابلهم خلال العام الماضي في داخل وخارج سورية كانت دائما مغلفة بالخوف. ويضيف ان الاسد سيغادر دمشق في الاشهر القادمة وللابد ان لم يكن قد غادرها فعلا ـ ولن يكون له اي مكان فيما ‘ارض السنة’ كما قال الكاتب، والمشكلة هي انه ان انتقل من ‘قصر الشعب’ الى قصر في مناطق طائفته فعلينا ان نعرف انه يفكر في سيناريو اخر غير الخروج من السلطة بشكل سلمي. فتقسيم سورية الى مناطق سنية وعلوية يبدو عمليا وقد يقود الى منطقة كردية مستقلة، مما يعني بلقنة سورية. ولكن الكاتب يقول ان سورية ليست مثل البلقان لان تقسيم سورية لدويلات سيكون وصفة لعدم الاستقرار في المنطقة، وستتحول سورية الى منطقة صراع بالوكالة بين القوى الاقليمية والدولية، اضافة الى ان تصبح سورية مركزا لتصدير كل شيء للجيران، تطرف وسلاح، وستعيش اسرائيل طبعا في حالة من الخوف الدائم من ايران التي سيظل مشروعها النووي مخيما عليها. وفي ظل عدم تسليم العلويين وايران وروسيا بالهزيمة مما يعني استمرار الحرب، فهناك امكانية للتوصل لحل من خلال حكومة سنية، ومنظمة على نظام المحاصصة لكن السؤال هل سينجح هذا الحل؟ ويذكر الكاتب بليبيا التي لا يزال شبح الحرب الاهلية مخيما عليها، فقد استطاعت القاعدة السيطرة على شمال مالي بأسلحة منهوبة من مخازن القذافي. وفي السياق السوري فأسلحة النظام اكثر تقدما وفاعلية وستترك اثارا كارثية على سورية وجوارها ان وقعت في يد الجماعات المتشددة.

حكومة بديلة

ويختم بالقول ان الغرب باستخباراته وحكوماته مع امريكا يدرس كل هذه الاحتمالات وفي غياب الشهية للتدخل العسكري. وقال ان امريكا، لا تزال شرطي العالم ومنشغلة بالانتخابات والاقتصاد وليس فيما يحدث في الشرق الاوسط، فعاجلا ام اجلا ستقرر اوروبا وامريكا ما يجب عمله في سورية واسلحتها ومن سيحملها، وان لم يحن الوقت الا ان دقات الساعة تسير بسرعة بحيث لن تسمح لاي طرف اوروبي او امريكي مواصلة التركيز على الانتخابات فقط.

وقد عكست صحيفة ‘التايمز’ في افتتاحيتها قلق الدول الغربية بعد الفشل الثالث في مجلس الامن من تفاقم الوضع وقالت ان هناك حاجة لتدخل الناتو وفرض منطقة حظر جوي، مما سيحرم الاسد من فرصة ضرب شعبه بالطائرات. واشارت الى ان جهود امريكا وحلفاءها مشلولة في الامم المتحدة. وبمساعدة المقاتلين فانها تحمي علاقاتها معهم وليس كما تفعل روسيا والصين. وحثت الصحيفة الدول الغربية تجميع المعارضة المنقسمة تحت مظلة مجموعة اصدقاء سورية واعلان حكومة بديلة تكون جاهزة عندما يحين الوقت. وتشير الى ان مجرد وجود الحكومة قد يعجل في نهاية النظام بحث حلفائه في الداخل على التخلي عنه. وعلى المعارضة ان تؤكد انها ستحمي الاقليات. وتنهي بالقول ان الامر رهن الاسد فما ان يتخلى عن السلطة ويواجه العدالة او يواجه لعنة شعبه. فرحيله ضروري لاخراج سورية من الجحيم الذي تعيشه.

ثروة الاسد

وقالت ‘الغارديان’ ان الاسد ومن حوله من العائلة قد جمعوا ثروة هائلة تصل الى 1.5 مليار دولار (950 مليون جنيه استرليني)، ونقلت عن مقربين ومعارف ان معظم ارصدة الاسد محفوظة في مصارف روسية وفي هونغ كونغ ومصارف في اعالي البحار. ونقلت عن شركة للمعلومات المالية الامنية (الاكو) ان الاسد يستخدم سلسلة من الشركات والواجهات المالية كي يخفي ثروته. ونقلت عن ايان ويليس مدير دائرة البحث في الشركة ان الحسابات المجمدة للنظام في لندن لا تمثل الا جزءا صغيرا من الثروة العالمية. ومما يجعل الارقام تكتسب مصداقية ان الاسد ومن حوله كانوا في وقت الاستقرار يملكون ما بين 60 – 70 بالمئة من رصيد البلاد والتي تتراوح من ملكية اراضي ومصانع ووكالات لبيع واستيراد البضائع الاجنبية والتي قدر ويليس قيمتها بما بين مليار ومليار ونصف دولار اي تقارب ثروة مبارك وماركوس رئيس الفلبين السابق، واضاف ويليس ان الاموال ليست مودعة باسم الاسد فقط بل عائلته واقاربه وابناء اخواله. مشيرا الى هذه الاموال ربما مودعة في المغرب ودبي ولبنان وروسيا وهونغ كونغ. وكانت بريطانيا قد جمدت مبلغ مئة مليون جنيه استرليني تعود للنظام قبل 14 شهرا، كما ان المصارف السويسرية قد جمدت 23.5 مليون جنيه تعود للاسد والمقربين منه. وقالت سويسرا انها وضعت 127 شخصية في النظام على القائمة السوداء اضافة الى 40 شركة سورية، فيما وضع الاتحاد الاوروبي 129 شخصية و49 شركة على القائمة.

أكبر موجة نزوح سورية الى لبنان.. والمفتي قباني دعا الى فتح الحدود وانتقد قيام مسلحين بمنع السوريين من الدخول والتهديد بقتلهم

سعد الياس

بيروت – ‘القدس العربي’ شهدت الحدود اللبنانية السورية في الساعات الثماني والاربعين الماضية موجة نزوح سوري غير مسبوقة في اتجاه لبنان معاكسة لموجة النزوح اللبنانية تجاه بلاد الشام في تموز من العام 2006. وإنكبّ لبنان الرسمي على كيفية مقاربة الوضع المستجد والتعامل معه، من زاوية العجز عن استيعاب الحجم الهائل للعائلات النازحة والبحث عن آليات تكفل تقديم العون والمساعدة اضافة الى التحسب لموجات نزوح اضافية في ظل اتجاه الوضع في سوريا نحو مزيد من التعقيد والتأزم مع انتقال المعارك الى قلب العاصمة.

وازاء ارتفاع هذه الاعداد التي قدرتها مفوضية اللاجئين في الامم المتحدة في جنيف بـ 30 الف لاجئ عبروا الى لبنان خلال 48 ساعة، اعلن وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور ان لبنان غير قادر على تحمل عبء اعانة هذا الدفق غير المتوقع من اللاجئين السوريين اليه، الا ان الواجب الاخلاقي يحتم على الدولة استقبالهم، مؤكداً ان الوزارة والهيئة العليا للاغاثة لا يملكان الامكانيات لتقديم المساعدة التي تتولى الجانب المادي منها مفوضية اللاجئين، فيما تتولى الوزارة مهمة التنسيق الى حين تحديد آلية مناسبة من قبل الحكومة اللبنانية.

وفي خضم الانهماك بالبحث عن مآوٍ للنازحين، اعلن وزر التربية حسان دياب فتح المدارس المقفلة لإيوائهم فيما طالب مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة والمجلس النيابي بفتح ابواب لبنان وحدوده امام السوريين، واشار الى ‘ان الكيل طفح في المظالم في سوريا الى ما حدث الخميس عند نقطة المصنع الحدودية حيث وقف المسلحون اللبنانيون يمنعون النازحين السوريين من الدخول واذا دخلوا قتلوهم’.

في غضون ذلك، ابلغت مصادر امنية رسمية ان عدد السوريين النازحين الى لبنان خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، اي في 19 تموز، بلغ 11 الفاً و178 نازحاً من اصل 14 الفاً و119 شخصاً عبروا الى لبنان عبر النقطة الحدودية في المصنع، دخل معظمهم بسياراتهم الخاصة، الا ان هذا العدد تراجع في شكل ملحوظ اليوم وسجل دخول 1600 شخص حتى ساعات الظهر 90 في المئة من بينهم من السوريين.

وفي معلومات ‘القدس العربي’ أن أعداداً كبيرة من العائلات السورية النازحة تُعتبر من الطبقات الثرية، وقد نزلت هذه العائلات في فنادق البقاع ريثما تستقر الاوضاع في العاصمة السورية.

تزامناً، أعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ‘أن تفجير دمشق لا يعني أن الرئيس السوري بشار الأسد سيرحل او يستسلم، بل سيستمر في المواجهة، لذلك فان الإسراع في تسليح وتمويل الجيش السوري الحر، يوفر على سورية الكثير من الخراب والدمار’. وتحدث جنبلاط امام ممثلي الصحف العربية في بيروت وذلك في دارته في المختارة في حضور مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس. ورأى ‘أن النظام السوري يحاول أن يرسم خارطة شرق الجبال، وأن يُهجِّر أكبر كم ممكن من السكان، وغير صحيح أن السكان هم من السُنّة فقط، ففي حمص كان هناك أكثر من 180 ألف مسيحي، فالذي يدّعي أنه يحافظ على الأقليات، لم يُبق من هؤلاء أحد، نتيجة القصف والتدمير المنهجي لحمص وأحيائها القديمة’. وأعلن أن الأسد لن يستسلم، لذلك فالإسراع في إسقاطه أفضل، ويوفر المزيد من الدماء على الشعب السوري، ويجنب سورية مزيداً من الخراب’.

وأضاف جنبلاط ‘عندما ترى اليوم المعارك في شارع بغداد الذي هو من أجمل شوارع دمشق، فكيف إذا استمر في العناد والاجرام، وهو سيستمر بالعناد، سيكون هناك الكثير من الدم والخراب، الذي لن يردعه شيء عنه، وقد يجرّه جنونه الى تدمير مدينة دمشق، لذا ادعو الحكومة اللبنانية، وقد بلغني ان هناك الآلاف من النازحين على الحدود، الى اتخاذ قرار تاريخي بإحتضان الشعب السوري الذي احتضن مئات الآلاف من اللبنانيين اثناء عدوان تموز 2006 بفتح المدارس والمؤسسات لاستقبالهم وإقامة مخيمات للاجئين لتقديم المساعدات الاجتماعية والإنسانية لهم’.

وتوجه جنبلاط بنداء الى اهالي جبل العرب داعياً اياهم ‘ للالتحاق بالثورة والوقوف الى جانب سائر الوطنيين السوريين في مطالبتهم بالحرية والديمقراطية’. وقال: ‘ادعو كل المترددين الى الخروج من هذا التردد والخوف والانضمام الى الثورة وقد سبق لقسم من اهالي جبل العرب ان قاموا بواجبهم واستشهد منهم ابطال امثال الرقيب اول مجد الزين وشفيق شقير وياسر عواد وسواهم. كما ادعو الى الانشقاق عن الجيش النظامي والالتحاق بالجيش الحر لانه السبيل الوحيد لاسقاط النظام الحالي. واوجه النداء ذاته الى ابناء الطائفة العلوية الكريمة لأقول لهم انهم سوريون قبل ان يكونوا علويين وانبّههم الى أن الدخول في مغامرات قد تريدها العصابة الحاكمة لوضعهم في مواجهة مع ابناء الطوائف الاخرى’.

وحول ما أُشيع بأن الأسد انتقل إلى القرداحة، بلدته، قال جنبلاط: ‘أنه لم يسمع بذلك، وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإن ذلك يعني أنه يُحضِّر لمعركة طويلة وجر البلاد الى مغامرة ذات طابع مذهبي، ومجيئه إلى القرداحة يعني أنه يريد أن يُجري آخر معركة فيها، لكنه أدخل سورية في المجهول. لذلك، أعود واكرر ان تسليح المعارضة السورية ودعم الشعب السوري بالمال يوفر مزيداً من الدمار والخراب’.

أعضاء فرقة المغني البريطاني موريسي يرتدون قمصاناً ضد الأسد في حفلة باسطنبول

اسطنبول ـ (يو بي أي): ارتدى أعضاء فرقة المغني البريطاني موريسي لموسيقى الروك أثناء حفلتهم في اسطنبول ليل أمس الخميس قمصاناً كتب عليها عبارة مهينة للرئيس السوري بشار الأسد.

وذكرت صحيفة ‘حرييت’ التركية أن 4 من أعضاء الفرقة صعدوا على المسرح وهم يرتدون قمصاناً حمراء كتبت عليها عبارة ‘الأسد حثالة’.

وخلال الحفلة رفع موريسي علماً تركياً وغنّى ‘أعطوا السلطة للشعب’ قبل أن يقذف العلم في الهواء ليسقط على الجمهور.

وقال المغني الشهير أيضاً إن ‘السياسيين هم أساس الشر’، وإن ‘الناس هم أنفسهم في كل مكان’ قبل أن يغني الأغنية التي تحمل العنوان ذاته.

وغنى موريسي أيضاً أغنية ‘اللحم قتل’ ترافقت مع فيديو يظهر عمليات ذبح للحيوانات.

وسبق أن ارتدى أعضاء الفرقة القمصان نفسها في حفلات سابقة وقمصان ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما وقمصان تحمل عبارة ‘نكره وليام وكايت’.

«هجوم مضادّ» للجيش في دمشق

شيّعت سوريا، أمس، ثلاثة من قادتها الأمنيين الذين قضوا في تفجير الأربعاء الماضي، فيما انضم رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار، أمس، إلى قائمة الضحايا بعدما توفي متأثراً بجراحه، في وقت نجحت فيه القوات السورية في استعادة السيطرة على عدد من أحياء العاصمة

بينما كانت السطات السورية تقيم تشييعاً رسمياً لمعاون نائب رئيس الجمهورية السورية حسن توركماني ووزير الدفاع داوود عبد الله راجحة ونائبه آصف محمود شوكت، الذين قضوا في التفجير الذي استهدف مقر الأمن القومي يوم الأربعاء الماضي، كان التلفزيون السوري يعلن وفاة رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار، متأثراً بجروحه، ليرتفع عدد القتلى في التفجير إلى أربعة، في وقتٍ لا يزال فيه وزير الداخلية، محمد الشعار، في المستشفى يتلقى العلاج. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن دمشق شيعت «في موكب رسمي مهيب من صرح الشهيد في جبل قاسيون (المطل على دمشق) الشهداء الأبطال»، بحضور نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، وعدد من القيادات العسكرية والسياسية، يتقدمهم وزير الدفاع الجديد فهد جاسم الفريج، ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام والدكتور رياض حجاب رئيس مجلس الوزراء.

في غضون ذلك، أكدت مصادر واسعة الاطلاع، لـ«الأخبار» أن كل ما يُحكى عن أسماء شخصيات كانت موجودة في اجتماع الخلية هي معلومات غير صحيحة جملة وتفصيلاً، كاشفةً أن مسؤولاً سورياً في مكتب الأمن القومي، وهو ضابط متقاعد برتبة لواء، كان موجوداً في المبنى، وكان من المنتظر أن يشارك في الاجتماع، تعرض لإصابة غير حرجة، لأنه لم يكن موجوداً داخل الغرفة لحظة وقوع الانفجار. وأكدت المصادر أن التحقيقات التي أجريت أدت إلى تحديد الشخص الذي وضع الجسم المتفجر داخل الغرفة. ولفتت المصادر إلى أن هذا الجسم مموّه بشكل يشبه ملفاً يحوي مجموعة من الأوراق، وأن ألواح المتفجرات نُقِلَت تباعاً إلى داخل المبنى وجمعت فيه، وهي عبارة عن رقائق عريضة ومسطّحة. وتبين أن المشتبه فيه بزرع العبوة الناسفة هو أحد مساعدي رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار. وأشارت معلومات متقاطعة من دمشق إلى توقيفه، ومباشرة التحقيق معه، علماً بأنه ليس انتحارياً كما سبق أن أشيع يوم وقوع عملية التفجير. ولفتت المصادر إلى أن التحقيقات تشير إلى أن الجهة المسؤولة عن عملية التفجير لا تمت بصلة للقوى المسلحة المعروفة في المعارضة السورية، ولا تلك التي تبنّت العملية. بل إن المعطيات تشير إلى تورط جهات استخبارية غربية وإسرائيلية في التجنيد والتحضير والتنفيذ.

وفي السياق، نفت معظم مصادر المعارضة السورية علاقتها بعملية الاغتيال التي طالت أبرز رموز النظام، علماً بأنها أثنت عليها. حالها كحال مصادر المجموعات السلفية الجهادية التي أكّدت لـ«الأخبار» أنها لم تسمع سابقاً بما أُطلق عليه تسمية «لواء الإسلام» الذي تبنى العملية. ورغم إشادتها بنتائج العملية، لفتت إلى أن أحداً من مجموعاتها لا يعرف شيئاً عن هذا «الفصيل المشبوه».

هذه المعلومات تزامنت مع تسارع وتيرة التطورات الميدانية، وتحديداً في العاصمة دمشق. اذ أعلنت القوات النظامية شن «هجوم مضاد» لاستعادة السيطرة على أحياء في دمشق إثر مواجهات عنيفة، في موازاة حديث معارضين عن معارك للمرة الأولى تشهدها مدينة حلب.

وقال مصدر أمني لوكالة «فرانس برس»، إن الجيش السوري النظامي يشن هجوماً مضاداً شاملاً لاستعادة السيطرة «على كل الأحياء التي تسلل إليها الإرهابيون من أجل ضمان أمن المواطنين والسماح لهم بالعودة الى منازلهم».

من جهته، أعلن التلفزيون السوري أن الجيش النظامي «طهّر حي الميدان القريب من وسط العاصمة من الإرهابيين بعد معارك عنيفة»، فيما أفاد مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية «سانا» بأن «الجهات المختصة ضبطت في حي الميدان كميات ضخمة من الأسلحة، بينها رشاشات دوشكا وأحزمة وعبوات ناسفة وبزات عسكرية وقواذف آر بي جي وذخائر وأجهزة اتصالات».

في المقابل، أكدت مصادر في المعارضة المسلحة انسحاب المسلحين من الحي بعد تعرضه لقصف عنيف، واصفةً الأمر بأنه «تكتيكي». كما تحدث معارضون مسلحون عن إضرامهم النار في ثكن عسكرية، بعد حصار لها استمر يومين، مشيرين إلى أنها كانت تستخدم لتدريب عناصر موالية للأسد. وأشار معارضون إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل عندما أطلقت طائرات هليكوبتر عسكرية صواريخ على حي السيدة زينب في جنوب شرق العاصمة. كما تحدثوا عن اشتباكات في منطقة المزة الدمشقية، فيما أفيد عن تدفق مسلحين من مناطق أخرى في سوريا على العاصمة من أجل المعركة التي أطلقوا عليها «بركان دمشق وزلزال سوريا»، قائلين إنها ستكون المعركة الأخيرة للسيطرة على المدينة.

ويجزم مقاتلو المعارضة السورية، الذين يرددون في مجالسهم معزوفة «الساعة صفر»، أنه «لن تُشبه الأيام المقبلة على سوريا تلك التي سبقتها». يُخبر هؤلاء عنها كتوقيتٍ محدد سلفاً ستشتعل خلاله أنحاء مختلفة من سوريا، كاشفين أن العدّ التنازلي لهذه المرحلة قد بدأ، بعدما تردد عن أن التفجير الذي استهدف اجتماع أعضاء خلية الأزمة في دمشق كان رصاصة الانطلاق لبدء هجمات متفرقة في أنحاء مختلفة من البلاد.

وفي السياق نفسه، تحدثت مصادر المعارضة عن «انفلاشٍ مسلّح» في دمشق بدأ منذ يومين ضمن مسار خطة مرسومة سلفاً، مشيرةً إلى أنه سيصل إلى أوجه مع بداية شهر رمضان، ليترافق مع سلسلة تفجيرات سيطال بعضها دمشق. كما ذكرت المصادر أن مجموعاتها المسلّحة ستُنفّذ سلسلة هجمات على مراكز عسكرية في عدد من المناطق. كذلك ذكرت مصادر معارضة لـ«الأخبار» أن قرابة ثلاثة آلاف مسلّح انطلقوا من عدد من المحافظات السورية، وبعضهم قدم من الشمال اللبناني، وتوجّهوا إلى دمشق للمشاركة في الاشتباكات التي وقعت فيها خلال الأيام الماضية. وبحسب المصادر نفسها، فإن هذه العمليات تهدف إلى إشاعة أكبر قدر من الفوضى في البلاد لخلخلة أركان النظام بهدف إظهاره بمظهر العاجز أمام الشعب السوري والمجتمع الدولي على حد سواء.

وبانتظار مسار الأحداث في دمشق، سجلت أمس اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في كفرسوسة، إلى جانب حرستا وعربين في ريف دمشق، فضلاً عن عدد من الأحياء في حمص.

أما في حلب، فأفيد عن أن «أحياء صلاح الدين والأعظمية والأكرمية وأرض الصباغ، بالإضافة إلى مدينة الباب» شهدت اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحين، فيما أشار ناشطون إلى خروج تظاهرات في مناطق مختلفة تحت عنوان «جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق»، وخصوصاً في دمشق وحماة وحلب ودرعا. وأفيد عن تعرض هذه التظاهرات لإطلاق رصاص. أما حصيلة أعمال العنف في سوريا فبلغت، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، 128 قتيلاً، هم 85 مدنياً و17 مقاتلاً معارضاً، وما لا يقل عن 26 عنصراً من القوات النظامية.

في هذه الأثناء، برز موقف وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، الذي أعلن أمس أن إسرائيل تستعد لتدخل عسكري محتمل في سوريا إذا سلمت الحكومة السورية صواريخ أو أسلحة كيميائية إلى حزب الله اللبناني.

وقال باراك، في مقابلة مع القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، «أمرت الجيش بزيادة استعدادات المخابرات وإعداد ما هو ضروري حتى نكون (إذا دعت الضرورة) قادرين على دراسة تنفيذ عملية». وأضاف «احتمال نقل أنظمة ذخيرة متطورة، ولا سيما الصواريخ المضادة للطائرات أو الصواريخ أرض ـ أرض كبيرة، لكن من المحتمل أيضاً أن يجري نقل (أسلحة) كيميائية من سوريا إلى لبنان».

وأضاف باراك «في اللحظة التي يبدأ فيها (الرئيس السوري بشار الأسد) بالسقوط، سنجري مراقبة مخابراتية وسنتواصل مع الوكالات الأخرى».

إلى ذلك، أكد باراك الذي قام أمس بجولة في مرتفعات الجولان المحتلة، أن القوات الإسرائيلية تستعد لمنع تدفق اللاجئين على أراضٍ تسيطر عليها إسرائيل. وقال «لم يختاروا (اللاجئون) الاقتراب منا. لكن في حالة سقوط النظام، وهو أمر ممكن، فإن (القوات الإسرائيلية) هنا متأهبة ومستعدة، وإذا اضطررنا إلى وقف موجات اللاجئين فسنوقفها».

(الأخبار، ا ف ب، يو بي آي، رويترز)

أنان وبعثته لشهر آخر في سوريا دون وضوح في الرؤية المستقبلية

بوعلام غبشي

تطالب أطراف واسعة في المعارضة السورية بتنحي كوفي أنان عن مهمته، والأمر لا يرتبط بجناحها الخارجي فقط، حيث أكدت رسالة لعبد الحليم خدام بجلاء ذلك، وإنما بما فيها معارضة الداخل التي رفعت شعارات في مظاهرات تطالب “برحيله”، هذا في الوقت الذي مدد فيه مجلس الأمن مهمة المراقبين في سوريا لمدة شهر آخر.

يتساءل المراقبون حول إمكانيات كوفي أنان، بعد كل ما تعرضت له خطته من خرق على الأرض، وتطرح تساؤلات على غرار: هل يكون قادرًا في المستقبل العاجل على دفع النظام السوري إلى احترام ما جاءت به هذه الخطة حقنا للدماء، خاصة عقب قرار التمديد الذي حصلت عليه بعثته في سوريا، الجمعة، وفي ظل رفض أطراف واسعة في المعارضة السورية لاستمراره في مهمته؟

الدول الغربية لم تتنصل بعد من كوفي انان، وتنظر له، بحسب مراقبين، كخيط رابط بين النظام السوري والمجتمع الدولي، وإن كان هو المستفيد الأول من هكذا وضع في ظل المقاطعة الدولية له، وسعي القوى العظمى المتواصل لفرض المزيد من العقوبات عليه، والتي تلقى مقاومة خاصة من قبل حليفيه روسيا والصين.

كوفي انان يتعرض لانتقادات كثيرة في الفترة الاخيرة

وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، الجمعة، على استمرارها “في دعم كوفي أنان وخطته باعتباره أفضل حل للوضع في سوريا”، داعية في الوقت نفسه ” الأطراف جميعها إلى دعم جهود كوفي أنان” الوسيط الأممي في المنطقة.

وعبرت أشتون بالمناسبة عن “أسفها لأنه بالرغم من التدهور الخطير للوضع في سوريا، فإن أعضاء مجلس الأمن لم يستطيعوا الاتفاق على القرار”، الذي توخي منه ممارسة ضغوط قوية وفعالة على دمشق لإنهاء العنف في سوريا بصفة قطعية.

 فيما سبق لمعارضة الداخل السورية أن نظمت مظاهرات حاشدة خرج بموجبها الآلاف من السوريين في عدد من مناطق البلاد، بعد ساعات على وقوع مجزرة التريمسة، ردد خلالها المتظاهرون شعارات مطالبة بـ “إسقاط” مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا، كوفي أنان الذي وصفوه “بخادم الأسد وإيران”.

وكان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية أقر بفشل خطته التي جاء بها في أبريل الماضي، والرامية إلى وقف أعمال العنف المتواصل في سوريا الذي يحصد عشرات بل ومئات الضحايا يومياً، وهو ما دعا ممثلون عن المعارضة السورية إلى وصف مهمة أنان “بغير المنتجة” ودعوه “للتنحي”.

خدام لأنان: “ارحل لعلك تحفظ جزءًا من تاريخك”

وجه عبد الحيلم خدام، النائب السابق للرئيس السوري حافظ الأسد، رسالة مفتوحة إلى الوسيط الأممي أبدى فيها “ااستغرابه لاستمراره في مهمته بعد أن فشل فيها”، معتبرا لقاء أنان ببشار الأسد “فرصة أعطاها له من أجل المزيد من القتل والتدمير لتركيع الشعب السوري والقضاء على ثورته مما يتلاءم مع نهج كل من إيران وروسيا”.

وتساءل خدام في رسالته، موجها كلامه لأنان: “كيف تجرؤ على الحوار مع السفاح بشار الأسد الذي يقتل يوميا أعدادا كبيرة من السوريين ويدمر بيوتهم وأرزاقهم وتنتقل دباباته وآلياته العسكرية من مكان الى آخر مستهدفة كل الشعب السوري؟ وتعلن بعد لقاءه اتفاقك معه على خطة جديدة ستعرضها على المقاومة المسلحة؟”.

ولا يرى خدام في رسالته التي حصلت “إيلاف” على نسخة منها، أي جدوى من وساطة كوفي أنان لأنه، بالنسبة له، لا مفر من ملاحقة المتورطين في جرائم تقتيل الشعب السوري، وقال بهذا الخصوص في ذات الرسالة مخاطبا أنان: “أقرء التاريخ هل كان يمكن للأوروبيين الذين تعرضوا لجرائم النازية والفاشية أن يقبلوا الوساطة وحل سياسي يبقي النازية والفاشية؟ ثوارنا أيها المبعوث الدولي حزموا أمرهم والشعب السوري معهم أن لا حوار سياسي أو غير سياسي مع الطاغية بشار الأسد”.

وبشأن تعاطي كل من روسيا والصين مع الأزمة، يقول خدام في رسالته، “أنت تهاجم حكومات عربية شقيقة أعلنت تعاطفها مع الشعب السوري في الوقت الذي تنفذ فيه تعليمات روسيا وإيران، لماذا تنتقد حكومات عربية وتصمت عن الدعم غير المحدود الذي تقدمه روسيا وإيران إلى نظام القتل والتدمير في سورية؟”.

ويؤكد عبد الحليم خدام في ختام رسالته موجها كلامه للوسيط الأممي كوفي أنان إنك،”فقدت ثقة السوريين وازدادت شكوكهم في مواقفك فارحل لعلك تحفظ جزءا من تاريخك”.

مهمة أنان صعبة ونجاحه سيكون نسبيا

ويرى الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، براء ميكائيل، “أنّ مهمّته أنان صعبة للغاية، فقد فشل إلى حدّ الآن في توفير الجوّ الملائم الّذي يسمح بإيجاد خروج لدوّامة العنف السّوريّة. أمّا عن خطواته بشكل عام فأعتقد أنّه ورغم إيمانه بمهمّته فقد ثبتت الأحداث مدى ضعف أدائه”.

و يضيف ميكائيل في حوار مع “إيلاف” أن “الجميع يحاول استغلال مهمّته من أجل ربح الوقت والإصرار على أنّ ليس هناك أيّ حلّ ممكن في الظرف الحالي. والنتيجة هي أنّ أنان يكثر من اللقاءات والبيانات، ولكن دون أن يتمكّن من إبراز دور فعّال وبنّاء”.

ويفسر مطالبة أطراف واسعة من المعارضة السورية له بالانسحاب من مهمته بالقول إن أنان “أقرّ بالفشل ثمّ تراجع نسبيّاً عن تقييمه هذا، وهو ما تدلّ عليه تحرّكاته القائمة أيضا. أما المعارضة السّوريّة أو على الأقلّ أبرز ممثّليها فموقفهم واضح إذ يرفضون أيّ حلّ يكون مبنيّاً على بقاء بشّار الأسد في السلطة، بل وما يريدونه هو تفكيك النظام شيئاً فشيئا”.

ليصل إلى خلاصة مفادها أن “من هذا المنطلق يتمنّى أغلب المعارضين انسحاب أنان من مهمّته كي يحوّل الملف السّوري بشكل جدّي إلى مجلس الأمن وتبرز بجدّيّة مسألة تداول الفصل السّابع الممهّد لتدخّل عسكري في البلاد”.

وبرأي ميكائيل، فانه لا يمكن اعتبار زيارة أنان لإيران الأخيرة بمثابة فرصته الاخيرة في إثبات أنه مازال يملك الأوراق التي قد تحمل مفاتيح حل الأزمة السورية، بل يعتبرها “خياراً يعتقد الكثيرون أنّه قد يؤثر علي الحكومة السّوريّة ويربكها، غير أنّني أشكّ بذلك، إذ أنّ إيران ما زالت متمسّكة ببقاء الاسد بالسلطة ناهيك عن أنّ الحكومة السّوريّة يستبعد منها أن تخضع لأيّ ضغوط من قبل الإيرانيّين. مهمّة أنان من الأرجح أن تتلوها مهمّات في بلدان أخرى كروسيا مثلاّ غير أنّه يبدو وكأنّها كلّها ستتوّج بالفشل النسبي”.

القلم والريشة أسلحة أخرى “للثورة” السورية

أ. ف. ب.

يدخل الفن في صميم الثورة السورية حيث يجتمع مجموعة من الفنانين الشبان كل خميس في بلدة القصير بمحافظة حمص من أجل إعداد يافطات ولافتات يرفعها المتظاهرون للإحتجاج على النظام.

القصير: قالت مازير وهي تضحك “اليوم الذي يسقط فيه بشار الاسد، سارسمه في صاروخ متجه الى القمر حتى لا يمكنه العودة ابدا”.

وتجتمع مازير مع مجموعة من الفنانين الشبان في بلدة القصير بمحافظة حمص (وسط) كل خميس في مشغل سري جرى اعداده على عجل لتحضير اليافطات واللافتات.

وتوزع هذه اللافتات في اليوم التالي على المتظاهرين في شوارع البلدة والقرى المجاورة للاحتجاج على النظام، كما يحدث كل يوم جمعة منذ بداية الاحتجاجات على نظام الرئيس بشار الاسد في آذار/مارس 2011.

واضافت مازير وهي تضع اللمسات الاخيرة على رسم ساخر “كل رسم وكل شعار يهدف الى السخرية من بشار واظهار انه كاذب وقاتل ومستكبر. نريد ان يرى الناس الذين ينزلون الى الشارع راسه مركبا على جسد حمار وان يسخروا منه ويكفوا عن الخوف منه”.

ويقول ايمن الطالب السابق في الهندسة المعمارية الذي انشأ هذه المجموعة ان “سلاحنا هو الابداع. في هذه الثورة لكل دوره. البعض للقتال والبعض الاخر للرسم”.

وايمن منهمك في خط عبارة “بشار، ركلة (..) وترحل” على علم ابيض كبير لصق على حائط.

ويضيف “نحن لا نرغب في ان يموت، ان يرحل فقط ويدعنا نعيش بسلام. حانت ساعة ان نتولى مصيرنا بانفسنا”.

ولا يخلو نشاط المجموعة من المخاطر. وتقول مازير “في احدى الليالي قدمت الشرطة السرية الى منزلنا واعتقلوا والدي وحبسوه عشرة ايام تعرض خلالها للتعذيب. كل ذلك بسبب وشاية من جار لنا”.

لكنها تضيف بفخر “لم اعد خائفة واذا قدر لي ان اموت فاني اكون قد اسهمت في الاطاحة بالنظام وفي نيل السوريين جميعا الحرية”.

لكن لا يتبنى كافة افراد المجموعة هذه اللهجة السلمية.

فقد انشق ابراهيم عن الجيش النظامي للانضمام الى مجموعات “الجيش الحر” التي تقاتل النظام وهو يؤكد “انا سعيد بالرسم وبمساعدة اصدقائي على اعداد التظاهرات، لكني مدرك ان الرسوم الساخرة ليست هي التي ستقضي على النظام بل الاسلحة. لا يمكن مواجهة العنف الا بالعنف. والان هم من يشعرون بالخوف”.

وبقرب المشغل بدات المجموعة تكسب انصارا. فقد بدات شقيقتان (15 و23 عاما) منذ شهر بالرسم للمشاركة في “الثورة”.

وقد جذبت ضحى الاصغر سنا المتظاهرين بموهبتها واصبحت في اسابيع قليلة احدى اشهر شخصيات البلدة. واوضحت اختها الكبرى فاطمة (استاذة اللغة الانكليزية) الامر بالقول “الشباب من الرجال انضموا الى الجيش السوري الحر ونحن النساء بقينا قابعين في المنازل نتفرج عليهم كيف يقتلون. ولذلك فقد قررنا ان نقدم اسهامنا البسيط”.

وترسم ضحى بسرعة كبيرة في حين تتولى فاطمة التلوين. وتقول الشقيقة الصغرى باعتزاز “يمكنني رسم 20 صورة كل اسبوع”. وتعلق فاطمة على العمل الذي كانت تنجزه شقيقتها “انه ينتقد غياب حرية التعبير. ان كل ما يقدم لنا في كتبنا المدرسية هو كيفية رؤية النظام للواقع”.

وتضيف ان “حياة السوريين كانت دائما ماساة. منذ سنوات ونحن نخضع لنظام يقمعنا. لكن الان انتهى ذلك. قد ينطوي الامر على مفارقة لانهم يقصفوننا ويقتلوننا لكن على الاقل نحن احرار في تحديد مصيرنا واحرار في ان نموت”.

وقالت ضحى وقد رسمت ابتسامة عريضة ان “رسومنا وصورنا ترسم علامات انتقامنا من النظام”.

القلاب: النظام السوري سيبدأ اغتيالات تشابه أساليب (فِرَق الحشاشين) لنشر الرعب

عدنان أبو زيد

الرئيس الاسد حسم أمره “بتبني الخيار الجزائري”، اي القتال بشراسة ضد الثورة المسلحة التي تريد اسقاطه، وهو الخيار الذي ادى الى سقوط اكثر من 200 الف قتيل، في حرب اهلية استمرت ثماني سنوات انتهت بانتصار النظام.

إيلاف: يرى عبد الباري عطوان ان اغتيال اربعة ضباط كبار في انفجار استهدف مبنى الامن القومي في دمشق الاربعاء الماضي في عملية ما زالت غامضة، وجّه ضربة قوية للنظام السوري دون ادنى شك. لكن هنالك خسارة معنوية اكبر – بحسب عطوان – تمثلت في سقوط المعابر الحدودية السورية في ايدي قوات الجيش السوري الحر، وبعض وحدات تابعة لتنظيمات اسلامية متشددة، مثل تنظيم القاعدة، فهذا التطور سيؤدي حتما الى حالة من الفوضى في البلاد، وتعدد الجبهات والجهات المقاتلة والمتقاتلة”.

وأودى تفجير مبنى الامن القومي بحياة عدد من النخب الامنية بينهم وزير الدفاع داوود عبد الله راجحة ونائبه آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس خلية ادارة الازمة في سوريا حسن توركماني .

ويحمل التفجير دلالات الامنية والسياسية بما يمثله من اختراق أمني كبير.

العملية النوعية

لكن عملية الأربعاء الماضي من وجهة نظر صالح القلاب التي ضمنها في مقاله في صحيفة الجريدة الكويتية هي”الأصعب والأخطر على بشار الأسد الذي اُخْتُرِق في أكثر دوائر نظامه دقة وأهمية وخطورة، وليس في أنه فقد كل هذا العدد من رموز الصف الأول من مساعديه، بل في أن هذه العملية النوعية، التي لا سابق لها في المنطقة كلها، ما هي إلا مذبحة البرامكة في بغداد ومذبحة المماليك في القاهرة؛ فقد أفقدت نظامه الاستخباري هيبته وحررت الشعب السوري من حالة الرعب التي بقي يعيشها أكثر من أربعين عاماً ” .

ويخمن القلاب ان “الناس سيبقون يتجادلون حول الجهة التي نفذت هذه العملية، التي تدل على الاحتراف وعلى مدى اختراق مَن قاموا بها لأخطر حلقات نظام بشار الأسد الاستخبارية، وسيحاول هذا النظام في باقي ما تبقى له من الوقت إلقاء المسؤولية على أعداء الخارج وعلى بعض الدول المجاورة، وعلى “العدو الصهيوني والإمبريالية العالمية” .

ويرى القلاب ان النظام سيقوم من قبيل رد الاعتبار والحفاظ على ماء الوجه “بحملة اغتيالات ستشمل رموز المعارضة السورية وقادة الجيش الحر، وستشمل أيضاً بعض الدول العربية المساندة لثورة الشعب السوري بالأموال وبالأسلحة وبالمواقف السياسية”.

نشرت صحيفة ‘الفايننشال تايمز’ البريطانية أنباء عن اتصالات اردنية ـ امريكية ـ اسرائيلية لبحث موضوع الترسانة الكيمياوية ، وكيفية الاستحواذ عليها، وجاء هذا الحديث بعد يومين من تصريحات ادلى بها العاهل الاردني لمحطة سي ان ان اكد فيها وجود تنظيم القاعدة في سورية، وحذر من امكانية وقوع اسلحة سورية كيماوية في قبضته.

عطوان : عملية للاستيلاء على هذه الاسلحة غير مضمونة النجاح، كما ان النظام الذي يتابع هذه المناورات والاتصالات في هذا الاطار ليس على درجة من الغباء بحيث يتركها في العراء، وفي عناوين معروفة، ولا نستبعد ان يكون اخفاها في اماكن عدة، او سرّب بعضها الى ‘حزب الله’ ليستخدمها في الساعة الحاسمة، وهذا ما يفسر تكرار حديث السيد حسن نصر الله زعيم الحزب عن مفاجآت كبيرة في اي حرب قادمة ضد اسرائيل.

 حملة اغتيالات

ويعتقد القلاب ان النظام انتهى من حيث حسابات الأمر الواقع، لكنه وإلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة “سيلجأ بمساندة إيران وحزب الله وربما الاستخبارات الروسية أيضاً إلى حملة اغتيالات سيبدأ بها قريباً، وهو سيتَّبِعُ في هذا المجال استراتيجية فِرَق الحشاشين وقلعة ألْموت، أي قلعة النسر، التي اتَّبعها حسن الصباح، حيث كان يُرسل فرقه من أصفهان لتزرع الرعب وبخاصة في العراق وبلاد الشام، وحيث كانت قد نفذت عملية إرهابية ضد صلاح الدين الأيوبي لإلغائه الخلافة الفاطمية التي كانت تشكل امتداداً للدعوة الإسماعيلية، والتي كان لايزال ينظر إليها على أنها إحدى فروع الدعوة الشيعية”.

من جانبه يشير عطوان في مقاله في صحيفة القدس العربي الى أن “المنطقة تتغير ويعاد رسم خريطتها من جديد” . لكن عطوان لا يعتقد ان “اميركا التي انهزمت في العراق وافغانستان ستكون المنتصر هذه المرة، وان كانت الوقائع على الارض السورية تشير الى عكس ذلك. سورية ليست ليبيا وليست افغانستان، سورية شهدت قيام اول امبراطورية اسلامية عربية في التاريخ”.

الخيار الجزائري

ويرجح عطوان ان الرئيس الاسد حسم أمره “بتبني الخيار الجزائري”، اي القتال بشراسة ضد الثورة المسلحة التي تريد اسقاطه، وهو الخيار الذي ادى الى سقوط اكثر من 200 الف قتيل، في حرب اهلية استمرت ثماني سنوات انتهت بانتصار النظام.

لكن عطوان يقارن بين حالين مختلفين ، فيقول ” الظروف التي اندلعت فيها الحرب الجزائرية مختلفة كليا عن نظيرتها الحالية في سورية، وابرز اوجه الخلاف ان النظام الجزائري كان مدعوما من الغرب ،بطريقة او بأخرى، لمواجهة معارضة اسلامية متشددة، بينما يحدث العكس تماما في سورية، فالغرب يعادي النظام ومعه عرب الخليج وتركيا، ومصمم على اسقاطه، ويدعم هذا المعسكر المعارضة بشكل شرس، ماديا وعسكريا واعلاميا”.

تنظيم القاعدة في سوريا

ويشير عطوان الى اخطر ما في الموضوع ، بالنسبة للكثير من الاطراف لاسيما واشنطن ، فاذا “صحت التقارير الاستخبارية الاردنية التي تقول بأن هناك ستة آلاف عنصر تابع لتنظيم القاعدة موجودون حاليا في سورية، فإن علينا ان نتوقع ان يكون هؤلاء كتائب المقاومة الجديدة التي ستزلزل اسرائيل، سواء في حال انكمش النظام السوري او سقط”.

ويحسب عطوان فان “اسرائيل ستكون الخاسر الأكبر من جراء ما يحدث في سورية من تطورات، فالمقاتلون على الارض السورية، سواء في النظام او المعارضة، او المنظمات الاسلامية المتشددة قد يختلفون مذهبيا او عقائديا او في الاهداف، ولكن هدفا واحدا سيوحدهم جميعا، وهو ان اسرائيل هي العدو الاول، وستبقى كذلك”.

ويزيد عطوان القول “التغيير الذي يحدث في سورية حاليا، وايا كانت نتائجه، لن يتوقف عند الحدود السورية، وهي دون حارس على اي حال حاليا، وانما سيمتد الى دول الجوار، وسيحرق اصابع وربما اجساد الكثيرين، انه تسونامي كاسح”.

دمشق تستقبل رمضان في اجواء من الخوف والتوتر الشديد

أ. ف. ب.

يبدأ رمضان هذا العام في اجواء من الخوف والتوتر في دمشق التي تشهد اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين بعد ايام على تفجير اودى بحياة اربعة من كبار المسؤولين الامنيين في البلاد.

دمشق: يقول احد الباعة الجوالين في شارع باب توما الذي كان يؤمه السياح في وسط المدينة لوكالة فرانس برس “هناك توتر. الناس خائفون. انهم يعتقدون الان ان كل شيء يمكن ان يحدث بعد عملية التفجير”.

ويضيف قبل يوم من بدء رمضان السبت ان “اي حادث عرضي يمكن ان يولد ردود افعال غير متوازنة”، في اشارة الى حالة الذعر السائدة.

واوضح ان “حادث سير بسيطا زرع الرعب في باب توما حيث اخذ الناس يجرون في كل الاتجاهات” الاربعاء بعيد عملية التفجير التي اودت بحياة اربعة من كبار القادة الامنيين في دمشق.

والاجواء نفسها تسود حي القصاع المجاور حيث اكد نضال الذي يعمل خياطا ان “التجار اغلقوا محالهم بعد التفجير”.

وقال احد التجار طالبا عدم الكشف عن اسمه ان “عملية التفجير اثرت على الحياة في العاصمة واصبح الناس اشد حذرا”.

ورمضان شهر الصيام لدى العائلات المسلمة لكنه مناسبة لتتشارك العائلة الوجبات ولحركة التسوق.

وبلغت المعارك العاصمة بعد 16 شهرا من بدء الحركة الاحتجاجية كانت دمشق خلالها في منأى عن اعمال العنف التي تشهدها بقية المدن السورية.

واسفر تفجير غير مسبوق الاربعاء عن مقتل وزير الدفاع العماد داوود راجحة ونائبه اصف شوكت وهو صهر الرئيس السوري بشار الاسد، والعماد حسن توركماني رئيس خلية الازمة التي وضعها النظام لوقف الحركة الاحتجاجية ورئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار.

ويقول احد باعة الاقمشة في حي الصالحية التجاري “اي رمضان هذا؟ الوضع خطير والاشتباكات في وسط المدينة”.

واكد احد سائقي الاجرة عامر انه لن “يحتفل برمضان هذا العام لان اشقاءه الثلاثة في السجن”.

كما تشعر رهف ربة المنزل بانها “لن تقضي رمضان كسائر المرات هذه السنة”.

واعربت عن حسرتها بسبب ارتفاع الاسعار. وقالت “لم يعد يمكننا السهر خارجا او العودة بشكل متاخر الى المنزل” بعد الافطار عند مغيب الشمس.

وتضيف ابنتها نعمت “انتابني الخوف لاول مرة الثلاثاء حيث خلت الشوارع قبيل المغيب واغلقت المحال التجارية. من المحزن رؤية ذلك”.

وقد تمكن الجيش السوري من السيطرة على حي الميدان غير البعيد عن مركز المدينة التي يؤمها الناس عادة لارتياد المطاعم، لكن الاشتباكات التي بدات الثلاثاء مستمرة في عدد من احياء من العاصمة.

ويبدو كانما الحياة توقفت في العاصمة حيث “تفوح رائحة الدم” على حد قول احد التجار.

وتقول سيدة تقيم في حي المزة الراقي غرب المدينة “نعيش في خوف”. وتضيف “لا يمكننا الفرار بسبب القصف ونحن خائفون من البقاء هنا”

ويقول بشار الذي يعمل مصفف شعر “علينا حماية العاصمة، انظروا حولكم الدمار في المدن الاخرى”.

واغلقت اغلب المحال ابوابها في حيي الصالحية والشعلان بينما يضطر كثيرون للعودة ادراجهم وهم في طريقهم الى عملهم بينما قل عدد سيارات الاجرة.

واكد احد ممرضي مشفى في مدينة دمر بالقرب من العاصمة ان “نحو ربع العاملين فقط تمكنوا من المجئ” حيث قطعت الطرقات بدوريات الامن والجيش.

اما سمير وهو موظف ويسكن في مدينة جرمانا احدى ضواحي دمشق، فقد قرر “ارسال زوجتي وطفلي الى طرطوس (غرب)، بعيدا عن اعمال العنف” مضيفا ان “احد الان لا يفكر برمضان”.

وفتح الاهالي القاطنين عند مدخل جرمانا المدارس لاستقبال المهجرين من البلدات المجاورة حيث اطلقت نداءات استغاثة عبر الجوامع.

وفي محافظة حماة السورية يقول احد قادة المعارضين المسلحين مع انطلاق الدعوات الى الصيام من بعض المساجد ان شهر رمضان هذا العام “سيكون شاقا جدا” مع ارتفاع درجات الحرارة الى اكثر من 40 درجة مئوية في الظل.

ورغم هذا الاعلان يوجد خلاف على بدء شهر الصوم في الريف السوري. فقد اعلنت دمشق رسميا ان الجمعة هو المتمم لشهر شعبان وان اليوم السبت هو اول ايام شهر رمضان، في حين اعلن المجلس الوطني الانتقالي ان الجمعة هو غرة رمضان.

وهكذا فان “نصف السكان لم يهتموا بالصيام اليوم” كما يقول واحد من سكان احدى البلدات السنية “المحررة” المحيطة بمدينة حماة، في وسط سوريا، رغم دعوة المؤذن ليلا الى الصيام. ويضيف هذا الرجل وهو يدخن سيجارة “لكن الجميع سيلتزمون الصوم” السبت.

ويقول احد “الثوار” الشباب ان صيام رمضان هدا العام “سيكون شديد الصعوبة” متسائلا عما اذا كان يمكن عدم الصوم في هذه السنة الاستثنائية مع احتدام المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة لتشمل جميع انحاء البلاد وسقوط اكثر من 17 الف قتيل منذ بدء حركة الاحتجاج في اذار/مارس 2011 وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.

ويقول قائد مجموعة من نحو 40 مقاتلا ان “رمضان سيزيد الوضع تعقيدا”. ويضيف هذا القائد واسمه الحركي ابو عبد الله “لكننا سنشن عملياتنا ليلا لان ذلك سيكون اسهل علينا. وغالبا هذا ما نفعله حتى في غير رمضان. فنحن نعرف الطرق والقرى افضل كثيرا مما يعرفها الجيش”.

الا ان الوضع يمكن ان يكون افضل بالنسبة للجيش. ويوضح الضابط المنشق محمد جيدان الذي يقود مجموعة اخرى من عناصر الجيش السوري الحر انه “في الجيش السوري الذي ينتمي معظم افراده الى السنة (بالنسبة للجنود حيث يكون الضباط غالبا من العلويين) لا يسمح بصوم رمضان او حتى الصلاة. ومن يفاجأ وهو يفعل ذلك يودع السجن فورا”.

ويضيف هذا الضابط الاربعيني الذي تغطي وجهه لحية رمادية طويلة ضاحكا “لن احلق لحيتي الا بعد سقوط النظام”.

ويقول “لحسن الحظ يبيح لنا الله عدم صيام رمضان وقت المعارك على ان نعوض هذه الايام بعد شهر رمضان او باطعام مسكين”.

لكنه يقر بان “الامر سيكون شاقا جدا رغم قوة ايماننا”.

من جانبه يقول قائد الجيش السوري الحر في محافظة حماة الملقب بابو احمد والذي يقول انه يرأس 12 الف مقاتل “ان شاء الله ينتهي الامر خلال شهر ومع انتهاء شهر رمضان نكون قد سيطرنا على دمشق ويكون النظام قد سقط”.

بعد الفيتو الروسي – الصيني… واشنطن مرغمة على دعم الثوار

أ. ف. ب.

بعد الفشل في مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو الروسيّ – الصيني، تجد الولايات المتحدة نفسها مرغمة على دعم ثوار سوريا خارج اطار الامم المتحدة.

واشنطن: تجد الولايات المتحدة نفسها امام خيار استراتيجي وحيد لا يزال متاحا امامها بعد الفيتو الروسي – الصيني في مجلس الامن بشأن سوريا، ويتمثل بتعزيز دعمها لمسلحي المعارضة لكن خارج اطار الامم المتحدة، وفق بعض الخبراء الذين لا يستبعدون تدخلا عسكريا اميركيا.

وعلى رغم تصاعد حدة النزاع في سوريا، استخدمت روسيا والصين الخميس حقهما في النقض للمرة الثالثة لعرقلة صدور قرار في مجلس الامن يهدد دمشق بعقوبات. وتعبيرا عن استيائها، وعدت واشنطن بالتحرك “خارج” اطار الامم المتحدة لدعم قوات المعارضة المسلحة ومحاولة وضع حد للحرب الاهلية.

واعتبر الباحث المتخصص في الملف السوري في مركز بروكينغز للابحاث سلمان شيخ ان على الولايات المتحدة “اتخاذ قرار واضح الان: هل تدعمون (المعارضة المسلحة) ام انكم ستسمحون بهزيمتهم؟”.

واوضح الخبير لفرانس برس “اننا في مرحلة فائقة الخطورة: النظام سيستخدم كل قوته النارية، خصوصا في دمشق وحلب، وثمة معركة طويلة ترتسم”، معتبرا ان “على الولايات المتحدة ودول رئيسية اخرى (في مجموعة “اصدقاء الشعب السوري”) تكثيف دعمها للمعارضة”.

الولايات المتحدة قد تدعم ثوار سوريا بصيغة خارج مجلس الأمن الدوليّ

وابدت واشنطن مرارا معارضتها لتسليح المعارضين السوريين ولاي تدخل عسكري احادي. وفي المقابل، تحصل المعارضة المسلحة على اسلحة خفيفة من بلدان عربية خصوصا السعودية وقطر.

وبذلك، يقول شيخ ان “الولايات المتحدة لن تقحم نفسها ربما في نقل شحنات اسلحة (للمعارضة) الا انها تستطيع القيام بالكثير للمساعدة، مع معدات للاتصال وللنشاط الاستخباري”.

وردا على سؤال بشأن الاستراتيجية الاميركية في سوريا بعد الفشل في الامم المتحدة، اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل ان الولايات المتحدة “ستواصل دعمها (للمعارضة) من خلال مساعدة غير قاتلة، انسانية، مع وسائل للاتصال والتنظيم”.

وتحدثت وسائل اعلام اميركية عن تورط وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التي تتاكد من ان اسلحة خفيفة تعبر عبر الدول المجاورة لسوريا تصل الى المعارضة لا الى مجموعات متطرفة.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، انتقدت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس “الفشل الكامل” لمجلس الامن وتعهدت “تكثيف جهودنا مع مختلف الشركاء، خارج مجلس الامن، للضغط على نظام الاسد وتقديم المساعدة للذين هم بحاجة اليها”. وذكرت الخارجية الاميركية بان “الامم المتحدة ليست الا جزءا من استراتيجيتنا” بشأن سوريا.

وبرأي ريتشارد هاس رئيس “مجلس العلاقات الخارجية” فإن على الولايات المتحدة والحكومات التي تشاطرها الراي الا يبحثوا عن “استنساخ تعددية الامم المتحدة”.

وكتب هاس في مقال صادر عن مجلسه “عليهم على العكس اظهار ائتلاف دول من الحلف الاطلسي وبعض الدول العربية لتشديد العقوبات على سوريا (…) تعزيز المعارضة وبرمجة غارات على مخازين الاسلحة الكيميائية والتحضير لمرحلة ما بعد الاسد”.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ان اي مبادرة للعمل خارج مجلس الامن ستكون “غير فعالة”.

وفي مطلق الاحوال، فإن رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا باولو بينيرو أكد انه “لا يؤمن بمبادرة خارج اطار الامم المتحدة من الحلف الاطلسي او اي بلد كان”.

وقبل ثلاثة اشهر ونصف الشهر من الانتخابات الرئاسية الاميركية، قال هذا الدبلوماسي البرازيلي لفرانس برس “لا اعتقد ان الرئيس (باراك) اوباما يرغب في تعزيز المعارضة عسكريا”، معتبرا ان “اي تدخل عسكري اجنبي سيكون بمثابة كارثة على سوريا وجيرانها”.

تحول موجة العنف إلى عشائر سورية دفع السفير الفارس إلى الإنشقاق

الجريدة الكويتية

تغير الوضع بشكل جذري بعد الاعتداء الأخير على دير الزور، فثمة زخم واضح ضد النظام اليوم في أنحاء المحافظة، وأخبرني سكان من أنحاء دير الزور المختلفة عن وجود عدد كبير من مقاتلي المعارضة في القرى، ما يصعّب على النظام مهمة السيطرة على المنطقة.

نواف الفارس هو السفير السوري السابق في العراق وقد انشق عن النظام في الأسبوع الماضي، وهو زعيم عشيرة نافذة في منطقة البوكمال المجاورة للعراق، تُعتبر عشيرة الجراح فرعاً لأكبر اتحاد قبلي في شرق سورية. رسخت عشيرة الجراح نفسها كجماعة نافذة بفضل إرثها المعروف في مجال القتال ضد الفرنسيين خلال الأربعينيات وبفضل مسيرة الفارس مع نظام البعث.

قبل أن يصبح الفارس أول دبلوماسي ينشق عن النظام، كانت مسيرته المهنية تدل على وجود علاقة وثيقة بينه وبين آل الأسد. تولى مناصب أمنية وحكومية أساسية وترأس فرع حزب البعث في دير الزور ومركز مخابرات في اللاذقية، وعمل محافظاً في ثلاث محافظات مهمة: اللاذقية، مسقط رأس عائلة الأسد على الساحل، وإدلب بالقرب من تركيا، والقنيطرة في جوار إسرائيل.

عام 2008، كُلّف بمهمة حساسة تتمثل بمنصب السفير السوري في بغداد. من المعروف أن تلك السفارة كانت تنسق النشاطات السورية في العراق، بما في ذلك عمليات التجسس والتهرب من العقوبات في الفترة الأخيرة.

لكن لم تكن قيمة الفارس بالنسبة إلى النظام تتوقف حصراً على ولائه وأدواره الرسمية، فعلى مر العقود، ساهم الفارس وزعماء قبائل آخرون في أنحاء البلد في ترسيخ شرعية النظام وضمان الاستقرار. أدار زعماء القبائل العلاقات الشائكة بين الدولة والطوائف التي يؤثرون فيها.

لكن تشير وتيرة العنف أخيراً إلى أن النظام بدأ يجازف بفقدان هذا الوضع.

حين بدأت الاحتجاجات المعادية للنظام منذ 16 شهراً تقريباً، انضمت قرى وبلدات عدة في البوكمال إلى الحركة الاحتجاجية سريعاً. فساد انقسام بين القبائل حول طريقة الرد المناسبة على ما يحصل. انحاز الفارس إلى النظام وسلّح رجاله في القبيلة ضد المحتجين المعادين للنظام، وحاول زعيم قبيلة أخرى التوسط بين المحتجين وعشيرة الفارس ولكنه لم ينجح.

في غضون ذلك، بدأ المحتجون يسلحون أنفسهم أيضاً، فطلب رئيس الاتحاد القبلي الذي يملك نفوذاً كبيراً من الفارس أن ينزع أسلحة جماعته وأن يتوقف عن دعم النظام. أخيراً، وافق زعماء القبائل على منع الاشتباكات مع قوى الأمن وعدم التدخل في الاحتجاجات. في تلك الفترة، كانت مشاعر العداء تجاه الفارس وقبيلته قد تنامت في محافظة دير الزور لدرجة أن الناس هناك كانوا يصفون جماعته بعبارة “الشبيحة القبليين”، في إشارة ٍإلى الميليشيات العلوية المسؤولة عن معظم أعمال العنف.

بينما عمد النظام إلى تصعيد أعمال العنف في شرق سورية في الشهر الماضي، بدأ الوضع يتغير. حتى الفترة الأخيرة، كانت دير الزور منطقة هادئة نسبياً مقارنةً بالمناطق الأخرى في البلاد، لكن استمرت الاحتجاجات في بعض النقاط الساخنة، وتحديداً في مدينة دير الزور وبلدة القريا المجاورة، ثم بدأت بلدات وقرى إضافية تنضم إلى التحرك تدريجاً بسبب علاقات القرابة بين المشاركين المختلفين تزامناً مع تصاعد وتيرة العنف. بعد أن تدهورت الروابط بين القبائل والعشائر نتيجة العنف الذي يمارسه النظام، زادت الضغوط على القبائل كي تشارك في الصراع.

بدأت جماعات منتمية إلى “الجيش السوري الحر” تحشد نفسها بأعداد كبيرة، ولا سيما في الأرياف حيث ازدهرت تجارة الأسلحة تاريخياً وحيث يملك الناس الأسلحة كرمز للقوة على الرغم من حظر الحكومة.

بعد الاعتداء الذي شنّه النظام على دير الزور في الشهر الماضي ومقتل حوالي 350 شخصاً في ذلك الهجوم، لم تعد القبائل تستطيع التزام الصمت لفترة أطول. كان لا بد من أن تبعد نفسها عن النظام وأن تتحرك ضده أيضاً.

أخبرني أشخاص مقربون من عائلة الفارس بأنه فكر في الانشقاق عن النظام عندما بدأت تلك الاعتداءات.

قال عبدالله غداوي، محرر سياسي في الصحيفة السعودية “عكاظ” من بلدة البوكمال: “بسبب أعمال العنف والحملة العسكرية على دير الزور، أصبحت القبائل في موقف أخلاقي محرج”.

تدرك القبائل أن موقفها اليوم سيؤثر في سمعتها طوال الأجيال المقبلة. الفارس هو زعيم قبيلة نافذة لذا يبقى ولاؤه للنظام ثانوياً مقارنةً بولائه للقبيلة ومكانته في المنطقة. لاقى خبر انشقاقه عن النظام ردة فعل إيجابية في أوساط زعماء بعض القبائل.

خلال الأشهر الستة عشر الماضية، نجح النظام في بث الانقسامات بين القبائل وداخل القبائل نفسها أيضاً، وقد تعمقت تلك الانقسامات تحديداً خلال الانتخابات البرلمانية في شهر مايو، فقرر البعض المشاركة بينما فضّل البعض الآخر المقاطعة، فركز النظام على أوضاع القبائل للحفاظ على هدوء نسبي على الرغم تراجع حضور قوات النظام في المنطقة.

تغير الوضع بشكل جذري بعد الاعتداء الأخير على دير الزور، فثمة زخم واضح ضد النظام اليوم في أنحاء المحافظة. أخبرني سكان من أنحاء دير الزور المختلفة عن وجود عدد كبير من مقاتلي المعارضة في القرى، ما يصعّب على النظام مهمة السيطرة على المنطقة. كما جرت العادة، قصف النظام المدن في دير الزور قبل إرسال مركبات مدرعة. إذا استمر العنف على هذا المنوال، قد تنتفض قبائل من منطقتي الحسكة والرقة المجاورتين ضد النظام بسبب روابط القرابة أيضاً.

يشير انشقاق الفارس، بعد أن كان موالياً للنظام منذ فترة طويلة، إلى أن النظام فقد قدرته على تحريض القبائل بعضها ضد بعض واستعمالها للحفاظ على هدوء نسبي. لا شك أن تفاقم حدة العنف سيجر أعداداً إضافية من الناس إلى هذا الصراع.

في الأشهر الأولى للانتفاضة، عارض بعض قادة القبائل الاحتجاجات لحماية قبائلهم وعشائرهم من رد النظام الانتقامي، لكن سرعان ما انقلب الناس ضد النظام بسبب ارتفاع وتيرة العنف وعامل القرابة بين القبائل، إنه مؤشر آخر على أن النظام أصبح عدو نفسه.

جنبلاط: الأسد لن يستسلم.. ولا مفر من تسليح المعارضة لتوفير المزيد من القتل

دعا دروز سوريا إلى الانشقاق عن الجيش النظامي والالتحاق بالجيش الحر

بيروت: «الشرق الأوسط»

رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط أن التفجير الذي استهدف مقر الأمن القومي السوري «لا يعني أن (الرئيس السوري بشار) الأسد سيرحل أو يستسلم، بل سيستمر في المواجهة، لذلك فإن الإسراع في تسليح وتمويل الجيش السوري الحر يوفر على سوريا الكثير من الخراب والدمار، لا سيما عندما نرى ما جرى في مدينة حمص، التي تقريبا سُوّيت بالأرض، ويحاول النظام أن يفعل الشيء نفسه في خان شيخون، وإدلب، ومعرة النعمان، والحفة، وغيرها».

وقال جنبلاط خلال لقائه ممثلي الصحف العربية في بيروت «إن النظام السوري يحاول أن يرسم خارطة شرق الجبال، وأن يُهجّر أكبر كم ممكن من السكان، وغير صحيح أن السكان هم من السُنّة فقط، ففي حمص كان هناك أكثر من 180 ألف مسيحي، فالذي يدعي أنه يحافظ على الأقليات لم يُبق من هؤلاء أحدا، نتيجة القصف والتدمير المنهجي لحمص وأحيائها القديمة».

وأكد جنبلاط أن «الأسد لن يستسلم، لذلك فالإسراع في إسقاطه أفضل، ويوفر المزيد من الدماء على الشعب السوري، ويجنب سوريا مزيدا من الخراب»، مضيفا «ترى اليوم المعارك المحتدمة في شارع بغداد الذي هو من أجمل شوارع دمشق، فكيف إذا استمر النظام في العناد والإجرام؟! وهو سيستمر بالعناد، لذا سيكون هناك الكثير من الدم والخراب، الذي لن يردعه شيء عنه، وقد يجره جنونه إلى تدمير مدينة دمشق، لذا أدعو الحكومة اللبنانية، وقد بلغني أن هناك الآلاف من النازحين على الحدود، إلى اتخاذ قرار تاريخي باحتضان الشعب السوري الذي احتضن مئات الآلاف من اللبنانيين أثناء عدوان يوليو (تموز) 2006، بفتح المدارس والمؤسسات لاستقبالهم وإقامة مخيمات للاجئين لتقديم المساعدات الاجتماعية والإنسانية لهم».

وتوجه جنبلاط بنداء إلى أهالي جبل العرب (دروز سوريا) داعيا إياهم للالتحاق بالثورة والوقوف إلى جانب سائر الوطنيين السوريين في مطالبتهم بالحرية والديمقراطية. وقال «أدعو كل المترددين إلى الخروج من هذا التردد والخوف والانضمام إلى الثورة وقد سبق لقسم من أهالي جبل العرب أن قاموا بواجبهم، وقد استشهد منهم أبطال أمثال الرقيب أول مجد الزين وشقيق شقير وياسر عواد وسواهم. كما أدعو إلى الانشقاق عن الجيش النظامي والالتحاق بالجيش الحر لأنه السبيل الوحيد لإسقاط النظام الحالي. وأوجه النداء ذاته إلى أبناء الطائفة العلوية الكريمة لأقول لهم إنهم سوريون قبل أن يكونوا علويين، وأنبههم إلى ضرورة عدم الدخول في مغامرات قد تريدها العصابة الحاكمة لوضعهم في مواجهة مع أبناء الطوائف الأخرى».

وحول ما أشيع بأن الأسد انتقل إلى القرداحة، بلدته، قال جنبلاط إنه لم يسمع بذلك، مضيفا «إذا كانت هذه المعلومات صحيحة فإن ذلك يعني أنه يحضّر لمعركة طويلة وجر البلاد إلى مغامرة ذات طابع مذهبي، ومجيئه إلى القرداحة يعني أنه يريد أن يُجري آخر معركة فيها، لكنه أدخل سوريا في المجهول. لذلك، أعود وأكرر أن تسليح المعارضة السورية ودعم الشعب السوري بالمال يوفران مزيدا من الدمار والخراب».

وحول علاقات القوى اللبنانية في ما بينها قال جنبلاط «نحن كحزب تقدمي اشتراكي نظمنا الخلاف مع حزب الله في ما يتعلق بالنظام السوري، فهم يؤيدون النظام السوري، وهذا خطأ فادح، أخلاقيا وسياسيا، فمستحيل التوفيق بين محاربة الظلم والاحتلال والدفاع عن الجنوب ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة، وتأييد النظام السوري الذي يفتك بشعبه ويدمر سوريا».

«الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: موجودون في أنحاء العاصمة كلها وننفذ انسحابات تكتيكية

القوات النظامية تحاول إحكام قبضتها على أحياء في دمشق.. وتعلن «تطهير» حي الميدان

بيروت: ليال أبو رحال

شنت قوات الأمن السورية أمس هجوما مضادا لإعادة إحكام قبضتها الأمنية على الأحياء المنتفضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، غداة يوم خميس دام قاربت فيه حصيلة القتلى نحو 300 قتيل وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان لتسجل بذلك أعلى حصيلة قتلى في يوم واحد منذ اندلاع الثورة السورية قبل 16 شهرا، فيما تخطى عدد القتلى حتى مساء أمس 140 قتيلا وفق لجان التنسيق المحلية في سوريا.

وبينما أطل قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد في رسالة مصوّرة لتهنئة الشعب السوري بحلول شهر رمضان المبارك، مؤكدا أنه سيعلن شخصيا عن «ساعة الصفر» قريبا بما يتناسب مع الأحداث الميدانية والمعارك التي يخوضها «الجيش الحر» ضد الجيش السوري النظامي، أعلن التلفزيون السوري الرسمي نجاح الجيش النظامي في «تطهير» منطقة الميدان، وسط دمشق، من «الإرهابيين» بعد معارك عنيفة. وأوضح أن «قواتنا المسلحة الباسلة طهرت منطقة الميدان في دمشق كاملة من فلول المرتزقة الإرهابيين وتعيد الأمن والأمان إليها».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «مصدر رسمي» قوله إن «الجهات المختصة ضبطت في حي الميدان كميات ضخمة من الأسلحة بينها رشاشات دوشكا وأحزمة وعبوات ناسفة وبزات عسكرية وقواذف آر بي جي وذخائر وأجهزة اتصالات». وذكر أنه «تم القبض على مئات المسلحين بعضهم من جنسيات مختلفة وهم إما لهم تاريخ إجرامي سابق أو مرتزقة لا يعرفون لماذا يقاتلون في سوريا»، لافتا إلى أن «الإرهابيين المسلحين كانوا يحاولون الفرار من ضربات الجيش العربي السوري وتم ضبط اتصالات لهم مع بعض قادتهم الذين بدورهم هددوهم بالقتل في حال فرارهم».

ونفى نائب رئيس الأركان في «الجيش الحر» العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن تكون عناصره قد انسحبت بالكامل من حي الميدان، وقال: «قوات الأمن النظامية دخلت إلى حي الميدان ونحن انسحبنا إلى مكان آخر من دون أن نخرج من الحي»، مشيرا إلى أن «الجيش الحر موجود في أنحاء دمشق كلّها، ويمكن للثوار أن يحملوا السلاح ثم يرتدون ثيابهم الرسمية والكرافات ويتوجهون إلى مراكز عملهم بشكل طبيعي، وبالتالي فإن إمكانية اندلاع اشتباكات في دمشق قائمة في أي لحظة».

وفي موازاة تأكيد الحمود أنه «ليس بإمكاننا كجيش حر الاستيلاء على منطقة بالكامل وإعلانها محررة مع لجوء النظام إلى استخدام سلاحه الجوي في قصف المناطق واستهداف نقاط تجمع عناصرنا»، قالت مصادر قيادية في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تعزيز وجودنا في أحياء عدة كما في حي الميدان، نقوم بانسحاب جزئي وهذا هو التكتيك الذي نتبعه في الجيش الحر». وشددت على أنه «ليس من الحكمة أن نواجه الطائرة والمدفعية بالبندقية ونتفادى قدر المستطاع هذه الوضعية»، مؤكدة «إننا نخوض معركة استنزاف ونقاتل متبعين أسلوب العصابات القائم على الكر والفر».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد عن «سماع أصوات انفجارات عدة في حي الميدان»، وذكر أن «قوات نظامية مؤلفة من دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي»، مشيرا إلى «اشتباكات وقعت فجر أمس في حي كفرسوسة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة».

وأكد وسام نور وهو أحد الناشطين في لجان التنسيق المحلية في دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن «اشتباكات عنيفة تشهدها أحياء عدة في دمشق منذ ثلاثة أيام يتخللها قصف مدفعي وبالمروحيات»، لافتا إلى «استهداف الريف الجنوبي والغربي لدمشق وتعرض أحياء القدم والحجر الأسود والحجيرة والسيدة زينب والذيابية والمشتل لقصف كثيف، وسط حركة نزوح كثيفة إلى لبنان تحديدا».

وفي ريف دمشق، أعلنت مجموعة من الثوار، في شريط فيديو، عن تشكيل «كتيبة نسور الشام» التابعة لـ«القيادة العسكرية في دمشق وريفها» ردا على «المجازر التي ارتكبها النظام المجرم الطائفي بحق أهلنا وشعبنا». وعاهد أفراد الكتيبة «الله والوطن على حماية الأهل وتحرير وطننا من رجز النظام وعصابته المجرمة».

وبحسب ما نقله ناشطون، فقد تعرض حي جوبر في دمشق لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، كما سقط 16 قتيلا على الأقل حتى ظهر أمس في حي التضامن. ونقلت تقارير إخبارية عن ناشطين في المعارضة قولهم إن عناصر من «الجيش الحر» تمكنوا من السيطرة على حي ركن الدين في دمشق، فيما قام آخرون بإحراق ثكنات تستخدمها قوات النظام في منطقة الإخلاص في دمشق.

وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في قصف نظامي على الزبداني ومعضمية الشام وعرطوز والمليحة وقرى الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فيما تعرّضت مدينة الضمير لقصف عنيف بالطيران المروحي، وسط حالات نزوح كثيفة شهدتها المدينة منذ الصباح الباكر.

وذكر المرصد السوري أن «مدينة عربين تعرضت لقصف منذ صباح أمس، تزامن مع حالات نزوح من المدينة خوفا من العمليات العسكرية». وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن «اشتباكات في منطقة سهل الروج في ريف جسر الشغور (256 كلم شمال دمشق) بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة هاجموا حاجز للقوات النظامية في المنطقة».

وطال قصف عنيف أحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية وبلدة الرستن في حمص، كما قصفت قوات الأمن مصيف سلمى وعين القنطرة وناحية كنسبا في ريف اللاذقية. وفي درعا، تعرضت خربة غزالة والحراك وعتمان التي نزح معظم سكانها لقصف عنيف.

وفي ريف حلب، قصفت مروحيات النظام بلدات حيان وبيانون، بالتزامن مع دوي انفجارات ضخمة فيها. وفي مدينة البوكمال في دير الزور، أكد ناشطون وقوع اشتباكات بين «الجيش الحر» والجيش النظامي.

سفير روسيا في باريس يثير أزمة مع النظام السوري ويؤكد أن الأسد «قبل التخلي عن السلطة»

التلفزيون السوري ينفي ويتهم الإعلام باختلاق أقوال السفير «لتعطشه للدماء»

باريس: ميشال أبونجم

للمرة الأولى، قال مسؤول روسي إن الرئيس السوري بشار الأسد قبل التخلي عن السلطة. غير أن هذا التصريح الذي صدر أمس عن السفير الروسي لدى فرنسا، ألكسندر أورلوف، أثار حفيظة النظام في دمشق، بحيث سارع إلى اعتبار ما جاء على لسانه «عاريا عن الصحة»، بل ذهب إلى حد الزعم أنه لم «ينطق بمثل هذه الأقوال» المنسوبة إليه. وحمل التلفزيون السوري المسؤولية لوسائل الإعلام التي وصفها بأنها «متعطشة للدماء».

وأساس الموضوع أن السفير أورلوف كان صباح أمس ضيف «إذاعة فرنسا الدولية» في لقاء خصص للملف السوري, عقب استخدام روسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي لإجهاض مشروع قرار غربي يلوح باتخاذ عقوبات تحت الفصل السابع في حال لم يسحب النظام قواته من المدن ويتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة في قصف المدنيين في مهلة عشرة أيام.

وبعكس ما يدعيه التلفزيون السوري، فإن السفير المخضرم ألكسندر أورلوف قال فعلا ما ينسب إليه. وردا على سؤال عما إذا كان بشار الأسد انتهى وأنه لم يعد قادرا على البقاء في السلطة قال أورلوف: «شخصيا، أشاطرك هذا الرأي وأعتقد أنه سيكون من الصعب عليه البقاء في السلطة بعد كل ما حدث». واستطرد السفير قائلا: «إن بيان جنيف (الصادر عن مجموعة العمل الخاصة بسوريا) ينص على حصول عملية انتقال سياسي نحو نظام أكثر ديمقراطية، وهذا البيان قبله الأسد الذي سمى ممثلا عنه للتفاوض مع المعارضة السورية لتحقيق هذا الانتقال، ما يعني أنه قبل الرحيل ولكن بشكل حضاري».

وجديد ما قاله أورلوف أنه يختلف عن تفسير وزير الخارجية، سيرغي لافروف، لبيان جنيف الذي وصف بأنه «خريطة الطريق» لتطبيق خطة المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، ذات النقاط الست. وفيما قال الغربيون (الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا) إن ورقة جنيف تعني رحيل الأسد، رفض لافروف هذا الطرح، معتبرا أن لا شيء في بيان جنيف يقول برحيل الأسد.

ويرجح مراقبون في العاصمة الفرنسية أحد أمرين: إما أن يكون السفير الروسي قد ذهب في صراحته أبعد مما هو متعارف عليه في اللغة الدبلوماسية، وإما أن يكون بصدد رمي «بالون اختبار» دبلوماسي – سياسي يهدف بالدرجة الأولى إلى امتصاص الحملة الإعلامية والسياسية الغربية على بلاده بسبب لجوئها إلى حق النقض في مجلس الأمن، وتحميلها مسؤولية المذابح المستمرة في سوريا برفضها دورا للمؤسسة الدولية.

وحتى بعد ظهر أمس، لم تصدر وزارة الخارجية الروسية أي ردة فعل علنية على تصريحات سفيرها في باريس، غير أن الواضح وبعد الاستماع مجددا للفيديو المسجل لمقابلة أورلوف، فإن ما يدعيه التلفزيون السوري يجافي الحقيقة، إذ إن أقوال السفير لم تختلق ولم تحرف.

وفي المقابلة نفسها، ينتقد أورلوف نظام الأسد بأنه «لم يفعل شيئا» من أجل قيام نظام ديمقراطي في سوريا، كما يؤكد أن بلاده «ليس لها علاقات خاصة» مع الأسد، كما أن مصالحها الاقتصادية «محدودة» في سوريا، فضلا عن ذلك فإنها «لا تدافع عن نظام الأسد»، بل إن موقفها «يتخطاه» ويتناول المحافظة على النظام الدولي ورفض التدخل في شؤون الدول الداخلية.

وكشف أورلوف عن بعض مخاوف موسكو والأسباب العميقة التي تدعوها لالتزام موقف متساهل مع سوريا، وأولها الخوف من امتداد الموجة الإسلامية الراديكالية إلى القوقاز الروسي. وبموازاة ذلك، أشار السفير الروسي إلى العلاقات القديمة بين موسكو ودمشق، ووجود جالية روسية مهمة في سوريا لدى موسكو «قلق» على سلامتها، فضلا عن وجود تزاوج على نطاق واسع بين الجانبين.

وتعكس تصريحات أورلوف قناعة منتشرة على نطاق واسع شرقا وغربا، وقوامها أن الأسد لن يستطيع البقاء في السلطة، وأن رحيله مسألة وقت. ويرى الغربيون أنه من الضروري التسريع في ذلك لتفادي حرب أهلية واسعة النطاق في سوريا. وكرر السفير موقف بلاده الداعي إلى «حل سياسي» في سوريا، متهما الغرب بعدم القيام بما يتوجب عليه من أجل إقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى طاولة الحوار.

وفي سياق مختلف، كشف وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، أمس، لدى زيارته إلى مدريد، النقاب عن قرار أوروبي لفرض سلة عقوبات إضافية على سوريا، هي الثانية عشرة من نوعها. وقال فابيوس، في مؤتمر صحافي أمس في العاصمة الإسبانية، إن وزراء الخارجية الأوروبيين سيعمدون إلى فرض عقوبات إضافية تتناول شركات وأشخاصا يعتبرهم الاتحاد مسؤولين عن دعم النظام، إلى جانب تشديد الإجراءات الأوروبية لمنع وصول السلاح إلى النظام السوري.

إلى ذلك ذكرت وكالة «إنترفاكس» أمس نقلا عن مصدر عسكري ودبلوماسي، أن روسيا قررت «إرجاء» تسليم شحنة المروحيات القتالية إلى سوريا حتى «عودة الوضع الطبيعي» في البلاد.

وتابع المصدر أن «قرار إرجاء تسليم المروحيات إلى سوريا مرتبط بتدهور الوضع العسكري والسياسي في البلاد», موضحا أن «المروحيات وأنظمة الدفاعات الجوية ستسلم إلى سوريا بعد عودة الوضع إلى طبيعته هناك».

وكالة «سانا»: الشرع تقدم المشيعين في صرح الشهيد في جبل قاسيون

تشييع رسمي لراجحة وتركماني وشوكت.. وحزب البعث يعلن وفاة بختيار متأثرا بجراحه

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن حزب البعث الحاكم في سوريا أمس وفاة رئيس مكتب الأمن القومي، هشام بختيار، متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير مبنى الأمن القومي، الذي استهدف يوم الأربعاء الماضي أعضاء خلية الأزمة المصغرة وسط العاصمة دمشق.

وبينما نعت القيادة القطرية لحزب البعث، في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي «إلى جماهير شعبنا الرفيق هشام بختيار، عضو القيادة القطرية ورئيس مكتب الأمن القومي الذي استشهد متأثرا بجراحه»، شيع النظام السوري أبرز أركانه الأمنيين الذين قضوا في الانفجار بحضور نائب رئيس الجمهورية، فاروق الشرع، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وذكرت وكالة «سانا» أن دمشق شيعت «في موكب رسمي مهيب من صرح الشهيد في جبل قاسيون (المطل على دمشق) الشهداء الأبطال: معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن تركماني، ووزير الدفاع العماد داود عبد الله راجحة، ونائبه العماد آصف محمود شوكت». وأشارت إلى أنه شارك في التشييع كل من «الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان، ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، ورئيس الوزراء رياض حجاب، وعدد من الوزراء وكبار الضباط»، إضافة إلى الشرع، المحتجب عن الظهور الإعلامي والسياسي في الأشهر الأخيرة، ووزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج، «الذين ألقيا نظرة الوداع على الجثامين قبل نقل جثمان كل من المسؤولين إلى مدينته لدفنه فيها»، وفق ما أوردته «سانا».

من جانب آخر، قال شهود عيان إن موكب سيارات رسمية عبر ساحة الأمويين باتجاه قاسيون، وإن التشييع جرى بشكل سريع، قبل ظهر أمس، وفي كنيسة الصليب في منطقة القصاع أقيم قداس وجناز للعماد داود راجحة، وجرى إطلاق نار كثيف لحماية التشييع الذي جرى هناك عند الساعة الثانية عشرة ظهرا.

من جانبها، قالت قناة «المنار» الناطقة باسم حزب الله في لبنان، إن ماهر الأسد شقيق الرئيس شارك في التشييع، على عكس الشائعات التي تفيد بإصابة ماهر الأسد إصابة بالغة في تفجير الأربعاء، ونفت مصادر في دمشق لـ«الشرق الأوسط» مشاركة ماهر الأسد في التشييع الرسمي، كما أنه لم يظهر في الصور التي بثتها بعد عدة ساعات وسائل الإعلام الرسمية للتشييع الذي اقتصر على كبار المسؤولين في الحزب والدولة.

وفي السياق ذاته، أعلن في دمشق رسميا وفاة اللواء هشام بختيار عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الأمن القومي قبل ظهر أمس متأثرا بجروحه. وأصيب بختيار في عملية تفجير مقر الأمن القومي يوم الأربعاء الماضي.

وأصدر مجلس الوزراء السوري بيانا قال فيه «لتعلم قوى الظلام التي اغتالت شهداء الوطن أن هذه الجريمة النكراء لن تذهب دون حساب أو عقاب».

اللواء هشام بختيار: رجل إيران في سوريا

شملته العقوبات الأوروبية بتهمة دعمه «منظمات إرهابية»

بيروت: كارولين عاكوم

أضيف رئيس مكتب الأمن القومي السوري ومعاون نائب الرئيس السوري اللواء هشام بختيار إلى لائحة «رجال النظام» الثلاثة الذين قتلوا في انفجار مبنى الأمن القومي بدمشق يوم الأربعاء الماضي، خلال اجتماع قادة خلية الأزمة. وقد نعت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري عضو قيادتها القطرية، لافتة إلى أنّه توفي متأثرا بجراحه. وبختيار المولود عام 1941 في دمشق، عضو في اللجنة المركزية والقيادة القطرية للحزب وكان قد شغل منصب مدير إدارة المخابرات العامة بين 2001 و2005 قبل أن يعين في مناصبه الحالية في المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث في يوليو (تموز) 2005.

ويقول معارضون إنّ أصول بختيار الإيرانية جعلته «رجل إيران الأوّل في سوريا»، وذلك نظرا إلى الدور المهم الذي لعبه في العلاقات الإيرانية السورية إضافة إلى علاقته الوطيدة بحزب الله اللبناني، حتى أنّ بعضهم يؤكّد أنّه كان يعد التقارير الأمنية إلى السفارة الإيرانية من دون علم الأسد نفسه. كما كان له دور أساسي في ترخيص 10 ثانويات شرعية شيعية، وإنشاء الحوزات الشيعية في سوريا.

يعرّف أحد الضباط القياديين في الجيش السوري الحر بختيار بالقول: «رجل مخابراتي دموي. كان من أكثر رجالات سوريا عنفا. كان ذائع الصيت من خلال الفروع الأمنية التي ترأسها ولا سيما (فرع المنطقة) في دمشق وما يعرف بـ(فرع فلسطين) حيث يختصر الوضع فيهما بـ(الداخل مفقود والخارج مولود)، من خلال ممارسة أفظع أساليب العنف والتعذيب بحق المعتقلين، وجاء تعيينه مديرا لإدارة المخابرات العامة في سوريا عام 2001 مكافأة له من الرئيس السوري بشار الأسد على أدائه في هذه الفروع».

ويلفت الضابط إلى أنّ «جهاز الأمن القومي» الذي كان يرأسه بختيار منذ عام 2005 هو المركز الذي تصب فيه المعلومات الأمنية من الأجهزة الأمنية السورية الأخرى، أي جهاز أمن الدولة وجهاز الأمن العسكري وجهاز الأمن السياسي وجهاز المخابرات الجوية، وبالتالي كان بختيار الضالع بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات العسكرية التي تنفذها هذه الأجهزة خلال الثورة السورية من خلال تنفيذه السياسة الأمنية للدولة التي يتلقاها من القيادة ولا سيما الرئيس السوري الذي كان على علاقة مباشرة ووطيدة معه، وتؤكّد التقارير مسؤوليته بشكل مباشر عن قمع الاحتجاجات في مدينة درعا.

وبسبب دوره في قمع الاحتجاجات الشعبية، فرضت وزارة الخزانة الأميركية في مايو (أيار) 2011 عقوبات على مكتب الأمن القومي، متهمة إياه بأنه وجه قوات الأمن السورية لاستخدام القوة القصوى ضد المتظاهرين، واعتبرت أن المكتب الذي يترأسه اللواء هشام بختيار جزء من دائرة الأسد الداخلية.

كما أدرج اسم اللواء هشام بختيار منذ 23 مايو (أيار) 2011 ضمن اللائحة الأوروبية للعقوبات المفروضة على نظام بشار الأسد.

وقبل بداية الثورة السورية، ورد اسم اللواء هشام بختيار في 2006 على لائحة وزارة الخزانة الأميركية ومنع لاحقا من دخول الولايات المتحدة «لإسهامه الكبير في دعم الحكومة السورية لمنظمات إرهابية»، في إشارة إلى حزب الله اللبناني وبعض المنظمات الفلسطينية.

سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي يتبادلون التوقعات حول مصير محتمل لبشار الأسد

ناشطون: نظام الأسد يبث الإشاعات في العاصمة لتحويل المعركة ضده إلى حرب أهلية

بيروت: «الشرق الأوسط»

بعد الانفجار الذي وقع في حي الروضة الدمشقي، الذي استهدف مقر الأمن القومي، حيث كان يجتمع أركان ما يسمى إدارة الأزمة في سوريا، وسقوط شخصيات أمنية تنتمي إلى الدائرة القريبة من الرئيس السوري بشار الأسد، بدأ مواطنون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «توتير» و«فيس بوك»، بطرح تكهناتهم وترجيحاتهم عن المصير المحتمل للرئيس الأسد بعد اقتراب النظام من الانهيار وانفراط الحلقة العسكرية المحيطة به.

وكتب عادل، وهو سوري يعيش في فرنسا على صفحته أن «مصير الأسد سيكون مشابها للقذافي، سيلاحقه الثوار الأبطال إلى جحوره القذرة ويثأرون لدماء الشهداء الذين قام هذه المجرم بقتلهم والتنكيل بهم». أما سهى، وهي ناشطة معارضة تخصص صفحتها على «فيس بوك» لنقل أخبار الثوار، فقد طالبت أن يكون مصير الأسد محاكمة عادلة تشبه تلك التي خضع لها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وكتبت بأسلوب ساخر «صحيح أنه شاب وبصحة جيدة ولا يعاني من أمراض الشيخوخة، لكني أتمنى أن أراه على سرير مثل مبارك، لتكتمل الصورة في ذهني».

من جانبه، عاد سعد بذاكرته إلى مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين، متمنيا للأسد سيناريو مشابها، حيث قال: «أرجو أن يقبض عليه الثوار في حفرة قذرة، وينبشوا رأسه من القمل والحشرات، وعشية عيد الأضحى تعلّق مشنقته كقصاص عادل لما اقترفته يديه من جرائم ومجازر مروعة».

وبينما رجح عدنان، أحد المقيمين في الداخل السوري، هروب بشار الأسد إلى إيران أو روسيا، كمصير مشابه للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، تنوعت التعليقات السريعة على «توتير» حول هذا الموضوع؛ إذ أشارت ريم إلى أن «الأسد سيعيش لحظات قذافية»، أما فريد فقال: «متى سنخرج، نحن السوريين، إلى الشوارع أسوة بالعراقيين لنمزق صور هذا الطاغية»، مضيفا: «متى نصرخ مثل ذلك التونسي.. الأسد هرب.. الأسد هرب».

ووصف كمال، وهو مواطن سوري مهجر من بلده منذ الثمانينات مصير الأسد بالمختلف «عن بقية الزعماء الذين أطاحت بهم ثورات شعبية» مشيرا إلى أن «بشار سيتحصن بالقرداحة مسقط رأسه في الساحل السوري ليحارب العالم، معتمدا على الترسانة العسكرية التي نقلها إلى هناك، إلا أن هذا الخيار سيكون انتحاريا». يذكر أن اقتراحات كثيرة قدمت من دول وجهات أوروبية عرضت على الأسد الانتقال إليها بعد تنحيه عن السلطة، إلا أنها جميعها قوبلت بالرفض من قبل النظام الحاكم.

ومن جهة أخرى تسود حالة من الرعب والخوف الشديدين أحياء دمشق بعد التفجير الذي حصل الأربعاء في مقر الأمن القومي داخل حي الروضة المحصن وأودى بحياة أهم الشخصيات الأمنية في نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

أهالي العاصمة الذين يخشون من تنفيذ عمليات انتقام وحشية بحقهم من قبل نظام الحكم القائم عاشوا في الأيام الماضية لحظات رعب حقيقية حيث سرت إشاعات في معظم أحياء المدينة تشير إلى وقوع عمليات ثأر متبادلة بين مجموعات الشبيحة الموالية للنظام السوري وعناصر الجيش الحر المناصر للثورة الشعبية.

ويتهم أحد أعضاء تنسيقيات الثورة السورية في دمشق «النظام السوري بالوقوف وراء هذه الإشاعات»، مشيرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحكم الأسدي يريد تحويل معركة دمشق التي ستقضي عليه إلى حرب أهلية، وذلك عبر تحريض الأحياء العلوية ضد السنية، والعكس». ويؤكد الناشط المعارض أن أعدادا كبيرة من سكان أحياء التضامن والحجر الأسود تسارع إلى ترك بيوتها ليس فقط بسبب القصف الذي تشنه مدفعية الجيش النظامي ضد هذه الأحياء، وإنما بسبب إشاعات كثيرة مفادها أن مجموعات من الأحياء العلوية ستهاجمهم وترتكب بحقهم مجازر مروعة. ويتابع «كذلك في الأحياء العلوية ثمة من أوهم الناس أن الجيش الحر سيقتحم هذه الأحياء ويصفي الأهالي على أساس طائفي».

ويصف الناشط المناهض للنظام السوري العمليات التي ارتكبتها مجموعات الشبيحة ضد بعض الأحياء الدمشقية المنتفضة، ولا سيما العسالي والحجر الأسود، بأنها «من تدبير نظام الأسد وبتنفيذ عناصر تابعة له»، نافيا أن «يكون أبناء الأحياء العلوية هم من أقدم على هذه الأفعال».

ويرى ناشطون معارضون أن «نظام الرئيس بشار الأسد قد جرب هذه الممارسات في سياق الثورة داخل العديد من المدن والقرى المنتفضة بهدف تسعير الصراع الطائفي وحرف الانتفاضة عن أهدافها المتمثلة في الإطاحة بهذا النظام»، مؤكدين أن «هذه الخطة قد فشلت في معظم الأمكنة التي استخدمت فيها ولن تنجح في دمشق».

سيرغي لافروف.. «وزير خارجية الأسد»

الدبلوماسي الروسي الرفيع دافع عن النظام السوري أكثر من دبلوماسيي دمشق حول العالم

القاهرة: مي مجدي

«لديه قدرة هائلة على نقد مواقف الآخرين بدلا من أن يضع حلا للمشكلات.. دكتاتوري عنيد.. نادرا ما يقبل أي آراء مخالفة لتعليماته.. آراؤه وتصريحاته مثيرة للجدل.. متناقضة في كثير من الأحيان، ورغم كل ذلك يحظى بالتقدير والاحترام في الأوساط الدبلوماسية، في نفس الوقت لمهارته وحنكته السياسية».

هذه هي بعض الأوصاف الذي يطلقها العاملون بالسياسة عندما يأتي ذكر اسم الدبلوماسي المخضرم «سيرغي لافروف» وزير خارجية روسيا الاتحادية، الوريث الشرعي للاتحاد السوفياتي السابق الدولة. وبرز لافروف، 62 عاما، بشكل لافت مؤخرا بسبب موقف بلاده الداعم بشدة للرئيس السوري بشار الأسد، والذي يواجه ثورة شعبية عارمة تطالب بتنحيه، حيث أطلق لافروف سيلا من التصريحات التي واجهت استهجانا عربيا ودوليا، لأنها وفرت غطاء دوليا لجرائم النظام السوري بحق شعبه، حتى إن البعض يعتبره وزير خارجية دمشق أكثر من موسكو لكثرة دفاعه عن الرئيس الأسد، حتى أكثر من جميع دبلوماسيي سوريا.

للافروف خبرة واسعة في السياسية الخارجية والعلاقات الدولية تزيد عن 40 عاما، منذ تخرجه في المعهد الرسمي للعلاقات الدولية، وهو من أرقى الكليات السوفياتية للدراسات العليا عام 1972. ويحظى لافروف، الذي ولد في العاصمة موسكو في 21 مارس (آذار) عام 1950، لأب أرمني، بالتقدير في الأوساط الإصلاحية بموسكو، حيث يعتبر من الخبراء المحنكين في العلاقات مع الدول الغربية.

بدأ لافروف أول مهامه الدبلوماسية عام 1972 عندما عمل في سفارة بلاده في سريلانكا، إلى أن عمل في دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية ما بين عامي 1976 و1981، وفي عام 1981 عين في منصب السكرتير الأول لبعثة الاتحاد السوفياتي إلى الأمم المتحدة في نيويورك، وأنهى هذه المهمة بعد 7 سنوات بصفة رئيس مستشاري البعثة.

وفي عام 1988، أعاده وزير الخارجية السوفياتي وقتها، إدوارد شيفاردنادزه الإصلاحي، المقرب من الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف وواضع سياسة الإصلاح (البيريسترويكا)، إلى البلاد، حيث عين في قطاع العلاقات الاقتصادية في الوزارة. وقال عنه آنذاك فيكتور كريمينيوك نائب مدير معهد الولايات المتحدة وكندا، «إن شيفاردنادزه الذي كان يريد تحريك سياسة الاتحاد السوفياتي الدولية من جمودها أحاط نفسه بشخصيات شابة لامعة من بينها لافروف». وكان لافروف آنذاك عنصرا شابا في فريق شيفاردنادزه يتقن اللغات الإنجليزية والفرنسية، وكان يتميز بصفات تتباين مع الأنماط السائدة في السلك الدبلوماسي الروسي.

وفي عام 1991 بعد سقوط الاتحاد السوفياتي كلف لافروف بوضع استراتيجية جدية للسياسة الخارجية لروسيا، في عهد الوزير الإصلاحي أندرية كوزريف، الذي يصفه المحللون بأنه «ليبرالي متوجه إلى الغرب»، وفي نفس العام قام الوزير بترقية لافروف إلى منصب نائب وزير الخارجية فقد كان يحكى عن مدى التوافق بين هذين الرجلين فكلاهما ليبرالي وخبير في الشؤون الأميركية، لكن لافروف كان يوصف بأنه الأكثر «براغماتية».

وفي يوليو (تموز) 1994 وقبل سنتين من استقالة كوزريف بضغط من الإصلاحيين، باشر لافروف مهمته الثانية لدى الأمم المتحدة، فعين لمدة عشر سنوات تقريبا ممثلا دائما لدى المنظمة الدولية، وكان رجل موسكو في نيويورك في تلك الفترة المهمة والتي شهدت حروب كوسوفو والعراق، ولعبت فيها روسيا دورا حاسما من خلال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي. وخلال عمله في هذا المنصب ترأس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عدة مرات منها في ديسمبر (كانون الأول) 1995، يونيو (حزيران) 1997، يوليو (تموز) 1998، أكتوبر (تشرين الأول) 1999، ديسمبر 2000، أبريل (نيسان) 2002 ويونيو 2003. وقد ذكرت الصحف الروسية وقتها أن لافروف أدى عمله في الأمم المتحدة قدر المستطاع، رغم أن بلاده لم تتمكن من منع وقوع الحرب على العراق أو اتخاذ أهم القرارات في فترة ما بعد الحرب، في حين جرى العمل على النزاع في الشرق الأوسط بمساعدة الولايات المتحدة حصرا.

وفي تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، قال أحد الدبلوماسيين في الأمم المتحدة عن لافروف «إن الجميع كان ينظر إليه باعتباره الشخصية الأكثر نفوذا في مجلس الأمن خلال فترة وجوده هناك.. فقد كان يمتلك سرعة بديهة ومعرفة شاملة ودقيقة ووعيا بكل ما يحدث، مع القدرة على التدخل الواضح في النقاشات والذي يمكن أن يغير بسهولة فحوى النقاش».

ويقول زملاؤه الذين تعاملوا معه عن قرب في مجلس الأمن إنه «يضع دائما مصلحة بلاده في المقدمة مهما كانت الظروف، لكنه في نفس الوقت كان لديه القدرة الهائلة لنقد مواقف الآخرين بدلا من أن يضع حلا للمشكلات، بينما كان مجلس الأمن يفضل الأشخاص الذين يبحثون عن الحلول الجماعية للمشكلات الجماعية وللأسف لم يكن لافروف يمتلك هذه السمة، لكنه كان لديه القدرة على التفاوض بشكل مرن رغم أنه كان دكتاتوريا عنيدا فهو نادرا ما يقبل أي آراء مخالفة لتعليماته، ومن صفاته أيضا أنه كان يتمتع بلخبطة خطط الآخرين، كما يصفونه بأنه متكتم يحسن الاستماع ومستعد دائما للخوض في قضية ما حتى النهاية».

جدير بالذكر أن لافروف، هو شاعر وصاحب قصائد غنائية، حيث كان قد كتب قصيدة يرد فيها على منتقديه نشرتها صحيفة «اوغونيوك» كان يقول: «يصلبوننا هنا بكل بساطة من دون أن يكترثوا إطلاقا لجهودنا». وفي التاسع من مارس (آذار) 2004 عينه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيرا لخارجية روسيا خلفا لإيكور إيفانوف، وكان من أوائل من عينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد توليه منصب الرئاسة فورا.

يعتبر نهج لافروف نهجا سوفياتيا إلى حد كبير فهو قاس جدا على الغرب، دائما يشك في مبادرات الآخرين، يحذر من الفخاخ الدبلوماسية وفي غاية الحساسية تجاه أي إساءة أو تجاوز لروسيا، كما أنه دبلوماسي بارع ومدافع مدني أكثر من كونه رجلا سياسيا. يقول عنه الدكتور بوبولو أحد الخبراء في السياسة الخارجية الروسية من مركز تشاتم هاوز في لندن إنه «شخص صعب ولكن موثوق به، مفاوض من الدرجة الأولى، لكنه يبدو أنه ليس جزءا من فريق بوتين حيث إنه مثال للوزير صاحب القرارات المستقلة».

برز لافروف بشكل لافت دوليا، في الأزمة الحالية للثورة السورية، بسبب موقف بلاده الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ورفض تخلي الأسد عن السلطة، ومنذ مارس 2011، أعاقت روسيا 3 مرات إصدار قرار في مجلس الأمن يندد بالقمع في سوريا ضد المدنيين في سوريا، آخرها أمس.

وقد أثارت مواقف وتصريحات لافروف بخصوص الأزمة في سوريا الكثير من الجدل والانتقادات والاستغراب أيضا على الصعيد الدولي والعربي، فقد أعلن لافروف في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 أن «موسكو تعتبر تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية خطيئة وعملا مقصودا مخططا له مسبقا». وتابع قائلا «أولئك الذين اتخذوا هذا القرار فقدوا فرصة مهمة جدا لنقل الوضع إلى مجرى أكثر شفافية»، مشيرا إلى أن هناك من لا يرغب أبدا في أن يتفق السوريون فيما بينهم.

ويتهم لافروف الدول الغربية بأنها «تحرض المعارضة السورية على تقويض الاستقرار في سوريا، ورفض أي دعوات للحوار»، وقال في أكثر من مناسبة إن «المتطرفين المسلحين يستخدمون المظاهرات السلمية بصورة ملتوية ووقحة لاستفزاز السلطات السورية على العنف».

وفي مقابل اتهام روسيا بأنها تمد النظام السوري بأسلحة ومعدات ثقيلة لمواجهة الثوار، يقول لافروف «إن هناك الكثير من الأسلحة المهربة من تركيا والعراق وبلدان أخرى إلى المتطرفين»، ويعتبر أن تطور الأحداث في سوريا لا يقتضي أن تنظر محكمة الجنايات الدولية فيه.

وفي يونيو الماضي اتهم لافروف الولايات المتحدة بأنها تقوم بتسليح المعارضة السورية، وقال في مؤتمر صحافي له خلال زيارة قصيرة إلى إيران «إن روسيا تزود دمشق بأنظمة دفاع جوي بموجب صفقة لا تنتهك القانون الدولي إطلاقا، لكن ذلك يناقض ما تفعله الولايات المتحدة مع المعارضة، حيث إنها تزودها بالأسلحة التي تستخدم ضد الحكومة السورية».

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول روسي واشنطن بهذا الوضوح بتسليح المعارضة السورية بعدما كانت تكتفي موسكو بالتنديد بقوى أجنبية، لم تسمها، تقدم دعما عسكريا للمعارضة. وفي تصريح له في 16 يوليو الماضي، أثار غضب واستفزاز السوريين قال لافروف «الرئيس السوري بشار الأسد لن يرحل لأنه يحظى بدعم كبير من الشعب السوري وليس لأن روسيا والصين تدعمانه»، وهو جعل المعارضة السورية تصفه بأنه «وزير فاشل لا يجيد قراءة التطورات التي تحدث في سوريا».

كما أثار تصريحه الذي قال فيه إن «مطالبة المعارضة السورية والمجتمع الدولي بقيام الرئيس السوري بالتخلي عن الحكم طواعية أمر مضحك وغير واقعي»، العديد من الانتقادات، إلى حد جعل بعض المراقبين يعتبرونه «نكتة سخيفة واستخفافا بعقول الناس واستمرارا للدعم المتآمر والمستمر لنظام هو يعرف جيدا أن يديه ملوثتان بالدماء». ويعتبر مراقبون أن تصريحات لافروف من الأزمة السورية ونظام بشار الأسد، لا تتعدى أن تكون شماعة لتبرير مواقف روســــــيا الداعمة للنظام الأســـــدي رغم كل ما يمارسه من أعمال وحشية ومجازر تجاه المواطنين الأبرياء في سوريا.

وفي الخامس من الشهر الجاري وصف لافروف طلب ميركل لإيواء الأسد بـ«المزحة»، وأكد أن الدعوات الصادرة عن العواصم الغربية إلى روسيا لتوفير «ملجأ آمن» للرئيس السوري تدل على سوء فهم لمواقف روسيا من الأزمة السورية، مشيرا إلى أن «مثل هذه الدعوات محاولة غير نزيهة لتضليل أناس جادين ينشغلون بالسياسة الخارجية أو عدم فهم موقف روسيا». ورغم الضغوط الدولية على روسيا لتغير موقفها من الأزمة السورية وتمتنع عن دعم بشار الأسد إلا أن لافروف كرر معارضة روسيا لمشروع قرار ناقشه مجلس الأمن أول من أمس بشأن تمديد مهمة المراقبة في سوريا والذي يتضمن تهديدا بفرض عقوبات، بل واتهم الدول الغربية بممارسة «الابتزاز» على بلاده لحملها على تأييد العقوبات في مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري ولفت إلى أنه من الخطأ تحميل روسيا والصين مسؤولية تعثر حل الأزمة السورية.

وقال لافروف في 21 مارس الماضي إنه يخاف إذا «انهار النظام السوري الحالي أن تقيم بلدان المنطقة حكم السنة في سوريا» مدعيا بذلك خوفه على حقوق الأقليات وأنه يبيح ارتكاب المجازر في حق الأكثرية.

واعتبر الكثير أن لافروف بهذا الكلام يجمع بين العداء الروسي الشيوعي التاريخي للإسلام والمسلمين وأهل السنة بشكل خاص، وبين مصالحه السياسية مع نظام الأسد. يقول الناشط السياسي السوري هيثم المالح إن «مواقف لافروف ليست مفاجئة، لأن الروس هم ورثة الستالينية، خصوصا بعدما تحولت روسيا من دولة شوفينية إلى دولة مافيوية». واعتبر المالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من يحكم روسيا هي عصابة مافيوية أمثال لافروف وغيره، وموقف حكامها يتصف بالغباء وعدم الخبرة في السياسة الخارجية منذ زمن بعيد».

بعيدا عن السياسة فإن لافروف يعتبر رجلا رياضيا جدا، ويعرف السعادة من وجهة نظره على أنها «يقوم بأداء عمله على أكمل وجه وأن يقوم برياضة التجديف مع أصدقائه». ورغم ذلك هو مدخن من الدرجة الأولى، وفي عام 2003 تصدر مانشيتات الصحف العالمية عندما أبدى استياءه بسبب حظر جديد على التدخين في مقر الأمم المتحدة وطالب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان آنذاك بأن يقدم تفسيرا لذلك، وكان وقتها سفير روسيا لدى الأمم المتحدة. ولافروف متزوج وله ابنة اسمها «أيكاتيرينا».

بوتين يحذر الغرب من التحرك خارج مجلس الأمن ونظام دمشق يعلن وفاة اختيار “متأثراً بجروحه

المجلس الوطني: بعد الأسد ديموقراطية وتعددية

دخلت المعارضة السورية مرحلة ما بعد الأسد أمس من باب طمأنة الأقليات المتعدّدة في الداخل السوري، مؤكدة على لسان رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا أن “مستقبل سوريا سيكون تعددياً وديموقراطياً، ولن يكون هناك مكان لتطرف ايديولوجي او قومي او ديني”.

وفي الداخل، أعلن حزب البعث الحاكم وفاة رئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار أمس متأثراً بجروح أصيب بها في تفجير مبنى الامن القومي يوم الأربعاء الماضي سقط فيه عدد من كبار مسؤولي نظام بشار الأسد، منهم صهره العماد آصف شوكت ووزير الدفاع داود راجحة ومعاون الرئيس حسن تركماني الذين تم تشييعهم في دمشق أمس “بمشاركة ماهر الأسد” حسبما أعلنت وسائل إعلام لبنانية موالية لنظام دمشق، على الرغم من عدم ظهور الأخير في أيّ صورة من صور التشييع الذي ظهر فيه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وعدد من القادة السياسيين والعسكريين التابعين لنظام دمشق.

دولياً، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب أمس اثر اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي تداول في الأزمة السورية، من الالتفاف على مجلس الأمن الدولي في ما يتعلق بالوضع في سوريا.

سورياً، حاول رئيس المجلس الوطني المعارض عبدالباسط سيدا أمس طمأنة الاقليات في سوريا حول تداعيات احتمال سقوط نظام الاسد.

وقال سيدا لقناة الاذاعة والتلفزيون الالمانية دويتشي فيلي في مقابلة بثت أمس، “نريد تأثيرا مطمئنا على كل فئات الشعب. ولا نريد الطمأنة لارضاء المجتمع الدولي (بل) لأننا نعتبر ذلك ضرورة وطنية. سبق ان تبنينا وثيقة تضمن حقوق جميع الاقليات”. وتوجه سيدا في كلامه خصوصا الى الاقليتين المسيحية والعلوية في سوريا.

واعتبر ان “مخاوف” السكان “يمكن تفهمها بسبب دعاية نظام الاسد”، متداركا “لكن الاخوان المسلمين مكون مهم من المعارضة السورية والمجلس الوطني السوري، وقد التزموا حماية حقوق الاقليات”.

وأكد سيدا ان “مستقبل سوريا سيكون تعدديا وديموقراطيا، ولن يكون هناك مكان لتطرف ايديولوجي او قومي او ديني”.

وبعد الفيتو الروسي والصيني أول من أمس في الامم المتحدة ضد مشروع قرار غربي يهدد النظام السوري بعقوبات، رأى سيدا انه “ينبغي التحرك خارج مجلس الامن الدولي”. وقال ان “مجموعة اصدقاء سوريا تؤمن اطارا شرعيا يمكن اتخاذ قرارات ضمنه. ان ما يقوم به نظام الاسد يصبح اكثر خطورة على امن المنطقة واستقرارها”.

وبعدما اعلن في روما أول من امس ان النظام السوري “يعيش ايامه الاخيرة”، اكد سيدا امس ان المجلس الوطني السوري “مستعد لتولي السلطة في سوريا”، مضيفا “لدينا خطة ملموسة ونحن على اتصال بكل مجموعات المعارضة داخل سوريا وخارجها”.

ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر الدول الغربية الكبرى أمس، من القيام بأي تحرك ضد النظام السوري خارج اطار مجلس الامن الدولي حسبما اعلن المتحدث باسم الكرملين.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف انه “في نظر الرئيس الروسي، فإن اي محاولة للتحرك خارج مجلس الامن الدولي ستكون غير مجدية وستؤدي فقط الى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية”. وأوضح المتحدث ان بوتين عبر عن وجهة نظره هذه خلال اجتماع لمجلس الامن القومي الروسي، الهيئة الاستشارية المسؤولة عن وضع السياسة الامنية للبلاد.

وقرر مجلس الامن الدولي أمس تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا “لمرة اخيرة” ثلاثين يوما، قبل ساعات من انتهاء هذه المهمة وبعد مواجهة دبلوماسية جديدة بين الروس والدول الغربية.

وصوت المجلس باجماع اعضائه الخمسة عشر على هذا المشروع الذي قدمه الاوروبيون (فرنسا والمانيا والبرتغال وبريطانيا)، وكان عليه ان يتخذ قرارا في شأن بعثة المراقبين في سوريا قبل المساء.

ونص القرار الدولي على انه لا يمكن تجاوز مهلة الثلاثين يوما الا اذا اوقفت دمشق هجماتها بالاسلحة الثقيلة وتحسن الوضع الامني في شكل يتيح لبعثة المراقبين القيام بعملها.

وقالت السفيرة الاميركية لدى المنظمة الدولية سوزان رايس ان مهلة الثلاثين يوما ستتيح للمراقبين “الانسحاب في شكل منظم وآمن”، لافتة الى ان بقاء هؤلاء في سوريا يتطلب “ظروفا” غير متوافرة راهناً.

وصرح السفير البريطاني مارك ليال غرانت “قلنا بوضوح انه تمديد اخير، الا اذا تغيرت الدينامية على الارض(…) بعثة المراقبين الدوليين ستغادر مع انتهاء الثلاثين يوما”.

وفي المقابل، اعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين ان “القرار لا يتحدث عن انسحاب بل عن استمرار المهمة” التي لا تزال قادرة على “اداء دور في تراجع العنف”.

واوفدت الامم المتحدة الخميس الى دمشق كبير مستشاريها العسكريين الجنرال باباكار غاي ليتولى قيادة بعثة المراقبين بعد مغادرة قائدها السابق الجنرال النروجي روبرت مود.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس إن هناك تقارير عن نفاد الأموال السائلة من البنوك السورية وإن تدافع السكان للحصول على مساكن آمنة رفع الايجارات في بعض المناطق إلى 100 دولار في الليلة.

وذكرت ميليسيا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية في افادة صحافية في مقر الأمم المتحدة في جنيف “سمعنا تقارير عن أن الأموال السائلة نفدت من الكثير من البنوك، “لدي تقرير من فريقنا يقول إن البنوك الحكومية والخاصة ليس لديها أي أموال سائلة. لا أعرف ما إذا كان ذلك حال سائر البنوك”.

داخلياً، وفي وقت تدور المعارك على اشدها في دمشق وعدد من المدن السورية الثائرة على نظام الأسد حيث سقط أمس 148 شهيداً برصاص كتائب الأسد معظمهم في دمشق وريفها حيث سقط 58 شهيداً، باشر سكان قرية متمردة من جبل الزاوية (شمال غرب) التحضير لمرحلة ما بعد الاسد بتنظيم اول انتخابات بلدية متحررة من سلطة النظام.

ودعي الـ600 رجل الذين تفوق اعمارهم 18 عاما في قرية معر زيتا لانتخاب الاعضاء التسعة “للمجلس الثوري المحلي”. وخارج مكتب الاقتراع الذي اقيم في مدرسة القرية علقت اسماء 21 مرشحا. ووقف شابان ينقلان اسماء المرشحين التسعة الذين اختاروهم على قطعة ورق ابيض هي بمثابة بطاقة تصويت.

ويكتب آخرون اسماء من اختاروهم عند ركن طاولة وهم يخفون الورقة بأيديهم حيث لم تركز خلوة في مكتب الاقتراع. وجرت عملية التصويت في اجواء بهجة وكان المصوتون منضبطين ولم يسجل اي حادث اثناء ساعات التصويت الست. وعند مدخل مكتب التصويت يتولى عسكريون منشقون تنظيم الطابور.

وفي الداخل جلس الى طاولة مغطاة بعلم الثوار، رئيس مكتب الاقتراع وحوله الكثير من المحكمين، يختم اسماء المصوتين ويراقب صندوق الانتخاب البلاستيك الشفاف الموضوع على الطاولة.

واغلب منظمي هذه الانتخابات غير المسبوقة من المدرسين وبعض التجار.

ويقول سكان في القرية بفخر ان كافة قرى جبل الزاوية سينسجون على منوالهم.

ميدانياً، لا تزال وتيرة التطورات الميدانية تتسارع في سوريا مع اعلان قوات النظام أمس، شن “هجوم مضاد” لاستعادة السيطرة على احياء في دمشق اثر مواجهات عنيفة، في موازاة حديث ناشطين عن معارك للمرة الاولى تشهدها مدينة حلب.

وقال مصدر امني ان الجيش السوري يشن هجوما مضادا شاملا لاستعادة السيطرة على كل الاحياء المناهضة للنظام في العاصمة السورية، مؤكدا ان “الجيش يشن منذ مساء امس الخميس هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على الاحياء التي تسلل اليها الارهابيون من اجل ضمان امن المواطنين والسماح لهم بالعودة الى منازلهم” حسب تعبير المصدر الأمني السوري.

واستخدمت قوات الأمن السورية الرصاص الحي لمواجهة السوريين الذين تظاهروا أمس في مدن ومناطق مختلفة تحت عنوان “جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق” وخصوصا في دمشق وحماه وحلب ودرعا (جنوب).

وقال مسؤول تركي أمس إن ضابطاً سورياً برتبة عميد و21 ضابطا بينهم اربعة برتبة عقيد فروا إلى تركيا خلال الليل. وقال المسؤول إن الانشقاقات الاخيرة رفعت عدد العمداء الذين فروا إلى تركيا إلى 22 .

وقال المرصد إن القوات الحكومية هاجمت معبر باب الهوى الحدودي الذي تسيطر عليه المعارضة على الحدود مع تركيا الليلة قبل الماضية وقصفت مدينة البوكمال قرب نقطة التفتيش الرئيسية على الحدود مع العراق التي استولى عليها المعارضون أول من أمس.

وقال مصور من “رويترز” امس إن الجيش العراقي أغلق بكتل خرسانية مضادة للانفجارات معبر البوكمال -القائم الحدودي على طريق نهر الفرات السريع وهو من طرق التجارة الرئيسية في الشرق الأوسط.

وتعرض الجانب السوري من المعبر للحرق والنهب وقال مسؤول كبير بوزارة الداخلية العراقية إن المعبر في ايدي المعارضين المسلحين على ما يبدو. وقال ضباط عراقيون إن المعبر كان هادئا بعد اشتباكات ليلية.

وقال العميد أحمد الخفاجي إن المواقع الحدودية الأخرى إلى الشمال من ذلك الموقع قرب مدينة الموصل العراقية لا تزال فيما يبدو تحت سيطرة الجيش السوري.

وقال معارضون مسلحون إنهم لا يزالون يسيطرون على معبر باب الهوى، وقال المسؤول التركي إن المعارضين يسيطرون على جرابلس. وقال إنه لم يتم إغلاق المعبرين لكن حرس الحدود الأتراك يحذرون الناس من أنهم ليسوا في أمان.

وفي سياق آخر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس إن إسرائيل تستعد لتدخل عسكري محتمل في سوريا إذا سلمت الحكومة السورية صواريخ او اسلحة كيميائية لـ”حزب الله”.

وقال باراك في مقابلة مع القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي “أمرت الجيش بزيادة استعدادات المخابرات وإعداد ما هو ضروري حتى نكون (إذا دعت الضرورة) قادرين على دراسة تنفيذ عملية”. واضاف “نتابع.. احتمال نقل أنظمة ذخيرة متطورة لا سيما الصواريخ المضادة للطائرات أو الصواريخ أرض – أرض الكبيرة لكن من المحتمل أيضا أن يجري نقل (أسلحة) كيميائية من سوريا إلى لبنان”.

وقال باراك “في اللحظة التي يبدأ فيها (الأسد) في السقوط سنجري مراقبة مخابراتية وسنتواصل مع الوكالات الأخرى”.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، “المستقبل”)

اشتباكات بحلب ودمشق وانشقاقات بالجيش

                                            تواصلت الاشتباكات في مدينة حلب لليوم الثاني على التوالي بين الجيشين الحر والنظامي. كما قال ناشطون إن الجانبين خاضا اشتباكات بحي المزة الدمشقي قرب مقر رئاسة الوزراء، في حين وقعت انشقاقات كبيرة باللواء 18 في ريف دمشق وتواصل القصف على أنحاء عدة. بدورها أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 54 شخصا اليوم بنيران الأمن السوري، معظمهم في دمشق وريفها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات مستمرة منذ صباح الجمعة في حي صلاح الدين بحلب, وذكرت لجان التنسيق المحلية أن هناك نزوحا للأهالي من الحي تخوفا من قصف النظام واقتحام الحي.

وبث ناشطون صورا لنزوح سكان الحي تظهر عددا من الأهالي وهم يفرون صباح اليوم إلى أحياء آمنة. وكان الحي قد احتضن النازحين من إدلب ومناطق أخرى منذ بداية الثورة, ويشهد مظاهرات مناوئة للنظام بشكل متكرر.

وبقيت مدينة حلب لفترة طويلة في منأى عن الاضطرابات في البلاد، إلى أن تصاعدت فيها حركة الاحتجاجات ضد النظام قبل أشهر، لا سيما في جامعة حلب التي شهدت مداهمات عدة لقوات النظام وحملات اعتقال وإطلاق نار.

ونقل مراسل الجزيرة أن الجيش الحر يحاول السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن.

سيطرة على معسكر

أما في العاصمة حيث أعلن النظام الجمعة استعادة سيطرته على حي الميدان، قال شهود عيان اليوم إن الحياة فيها باتت شبه معدومة وحركة السير خفيفة في الشوارع، مع استمرار أجواء التوتر والخوف وانتشار نقاط التفتيش.

وبث ناشطون صوراً على مواقع الثورة السورية تظهر آثار الدمار الذي لحق بحي الميدان بعد قصفه واقتحامه من قبل قوات النظام والشبيحة الذين قتلوا مدنيين ودمروا ممتلكات، حسب الناشطين.

وقال المرصد السوري إن أحياء القدم والعسالي والمزة التضامن والحجر الأسود تعرضت فجر السبت للقصف من القوات النظامية السورية.

من جهته قال الجيش الحر إنه سيطر على معسكر الصاعقة الذي يستخدم كمركز تجمع لقوات الأمن والشبيحة في حي المزة خلف مستشفى الرازي.

وفي السياق أعلنت لجان التنسيق أن انشقاقات كبيرة حدثت في اللواء 18 ببلدة قطنا في ريف دمشق، واندلعت على إثرها اشتباكات داخل اللواء وامتدت إلى قطاعات مجاورة تابعة للفرقة العاشرة.

وفي ريف دمشق أيضا أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى في داريا والسيدة زينب بسبب قصف نفذته قوات النظام فجر اليوم. كما تم استهداف قدسيا وشبعا والمليحة ودير العصافير وحران العواميد.

في غضون ذلك قال أحد سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين إن الخروج يعرض الناس للخطر بسبب المسلحين الموالين للنظام المتمركزين عند مدخل المخيم والذين يطلقون النار على كل تجمع.

ولجأ خلال الأيام الأخيرة إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سكان من أحياء بدمشق، وقبلها من أحياء في حمص. ويشكو سكان المخيم من نقص في المواد الغذائية.

وكان الجيش الحر قد أعلن الثلاثاء بدء “معركة تحرير دمشق”، وشنت القوات النظامية الجمعة هجوما مضادا، وتمكنت -حسب المرصد- من دخول حيي جوبر وكفر سوسة.

قصف واشتباكات

وذكر مصدر أمني سوري أن القوات السورية استعادت أيضا السيطرة على أحياء التضامن والقابون وبرزة.

الجيش النظامي يواصل قصف أحياء

كما اقتحمت القوات النظامية بلدة شبعا في ريف دمشق ليلا بعد تعرضها لقصف بالهاون ورشاشات الحوامات، مما أسفر عن تهدم تسعة منازل وقتيل وعشرات الجرحى، بحسب المرصد.

وفي مدينة حمص، أفاد المرصد صباحا بتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص للقصف من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على هذه الأحياء.

كما أشار إلى قصف مماثل على محيط مدينة القصير بريف حمص، حيث دارت أيضا اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر.

ووقعت اشتباكات فجرا -حسب المرصد- قرب دوار الدلة في مدينة دير الزور، بينما تعرضت بلدات بريف دير الزور للقصف من القوات النظامية.

وحصلت الجزيرة على مشاهد خاصة لكتيبة عسكرية أطلقت على نفسها اسم كتيبة “التوحيد والإيمان” التابعة لكتائب أحرار الشام.

وقال المتحدث باسم الكتيبة إنها غنمت مدرعة تابعة للجيش النظامي، وعددا كبيرا من الذخائر في عملية قامت بها ضد حاجز للجيش النظامي في بلدة معرة النعمان على الطريق الدولي بين دمشق وحلب.

1.5 مليون نازح ولاجئ سوري

                                            تدفق عشرات الآلاف من السوريين إلى خارج بلادهم، في اليومين الأخيرين، نتيجة اشتداد القتال بين قوات الجيشين الحر والنظامي لا سيما في العاصمة دمشق، واضطرت أعداد كبيرة من السكان للجوء إلى الأردن ولبنان، فيما اعتذر العراق عن عدم استقبالهم. أما حركة النزوح داخل البلاد فقد بلغت، بحسب مصادر أممية، أكثر من مليون شخص.

 وأكد المجلس الوطني السوري المعارض الليلة الماضية أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن تجاوز أربعمائة ألف، مطالبا الأمم المتحدة بتوفير الرعاية الصحية والإنسانية لهم.

وقال المجلس في بيان إنه “تلقى تقارير تشير إلى أن عدد اللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان والأردن زاد على أربعمائة ألف لاجئ لم يتم تسجيل سوى نصفهم في سجلات الأمم المتحدة”.

وأوضح أنه “خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية دخل الأراضي اللبنانية قرابة عشرين ألف لاجئ نتيجة جرائم النظام الواسعة بحق القرى والبلدات الحدودية والعاصمة دمشق وريفها”.

وفي وقت سابق الجمعة أعلنت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في جنيف، سيبيلا ويلكس، أن نحو ثلاثين ألف سوري فروا إلى لبنان في الساعات الـ48 الأخيرة.

ونقلت رويترز عن مصدر أمني لبناني القول إن 31 ألف شخص وصلوا البلاد خلال اليومين الماضيين.

جيران سوريا

وناشدت مفوضية اللاجئين جيران سوريا إبقاء الحدود مفتوحة بما يسمح للمتضررين بالوصول إلى بر الأمان مع اشتداد المعارك وحملات القمع التي يمارسها النظام ضد معارضيه.

لكن العراق الذي يجاهد لاستقبال لاجئيه في سوريا والمتهم بمناصرة نظام دمشق اعتذر عن عدم استقبال اللاجئين السوريين، وقال الناطق باسم حكومته علي الدباغ إن الوضع الأمني في البلاد لا يسمح باستقبال لاجئين من الشعب السوري.

أما في لبنان فتواجه اللاجئين مصاعب أمنية وصحية بالغة مع ازدياد الاعتداء عليهم هناك من قبل أنصار النظام السوري، ومع قرارات اتخذتها حكومته بتحميلهم نفقات العلاج.

وحمل المجلس السلطات اللبنانية في بيانه الليلة الماضية “مسؤولية توفير الحماية اللازمة للاجئين السوريين نتيجة التهديدات التي يتعرضون لها من قبل جماعات مؤيدة للنظام”.

من ناحيته دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الحكومة ومجلس النواب أن يفتحوا أبواب لبنان وحدوده أمام السوريين، قائلا إن  مسلحين لبنانيين منعوا لاجئين سوريين من دخول لبنان عند نقطة المصنع الحدودية. وأضاف قباني أن بعض اللاجئين قتلوا عند وصولهم الأراضي اللبنانية.

وعلى الحدود الأردنية السورية، قال مراسل الجزيرة ياسر أبو هلالة إن المعابر لا تشهد خروجا للسوريين لأن الأمر يختلف بالنسبة للأردن -الذي يؤوي حتى الآن نحو 120 ألف لاجئ سوري- نظرا لأن السلطات السورية لا تسمح بخروج مواطنيها عبر المعابر الرسمية، فيضطرون إلى الدخول عبر الطرق غير الشرعية.

وعلى الحدود التركية السورية، قال مراسل الجزيرة عمر خشرم إن نحو ألف لاجئ دخلوا أمس إلى تركيا، مقابل عودة خمسمائة يعتقدون بأن الجيش السوري الحر حرر مناطقهم الحدودية.

المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين

نزوح

وفي هذه الأثناء، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة إنه يعتقد أن نحو مليون نازح سوري اضطروا إلى ترك ديارهم بسبب القتال، وذلك حتى الأسبوع الماضي.

وذكرت المفوضية أن النازحين في سوريا محاصرون بشكل متزايد وسط أعمال العنف، وقالت إن البعض تلقى تهديدات بالقتل.

وبث ناشطون صورا لنزوح سكان من حي صلاح الدين في مدينة حلب، وتظهر الصور عددا من الأهالي وهم يفرون في ساعات الصباح الباكر إلى أحياء آمنة تحسبا لقصف قوات النظام.

وتأتي عملية النزوح بعد اشتباكات عنيفة شهدها الحي أمس بين الجيشين النظامي والحر، وكان الحي احتضن النازحين من إدلب ومناطق أخرى منذ بداية الثورة.

عودة العراقيين

وعلى صعيد ذي صلة قالت ميليسا فليمينغ إن نحو ثمانين حافلة تقل لاجئين عراقيين عبرت من سوريا إلى العراق خلال الأيام القليلة الماضية.

وأعلنت وزارة النقل العراقية وصول ثماني رحلات جوية إلى بغداد تقل عراقيين كانوا يقيمون في سوريا نتيجة العنف الذي عاشته بلادهم خلال السنوات الماضية بعد غزوه.

الأسد يغيب عن تشييع جنازة 3 من رجاله الأقوياء

أنباء عن حضور شقيقه ماهر لكن صور التلفزيون الرسمي لم تظهره

العربية.نت

غاب الرئيس بشار الأسد عن تشييع جنازة ثلاثة من رجاله الأقوياء الذين قتلوا الأربعاء الماضي في العاصمة السورية. كما لم يظهر أخوه ماهر الأسد في تشييع الجنازة، بينما عرض التلفزيون الحكومي لقطات أظهرت فاروق الشرع نائب الرئيس السوري وهو يتقدم المشيعين.

وقال التلفزيون السوري إنه تم تشييع جنازة ثلاثة من كبار مسؤولي الأمن قتلوا في التفجير الذي وقع في العاصمة السورية دمشق يوم الأربعاء الماضي.

وقتل في الهجوم على مقر الأمن القومي بدمشق كل من آصف شوكت صهر الأسد ونائب وزير الدفاع وداوود راجحة وزير الدفاع وحسن تركماني معاون نائب رئيس الجمهورية.

وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني إن ماهر شقيق الأسد الأصغر حضر مراسم الجنازة، لكن صورا رسمية بثتها وكالة الأنباء العربية السورية لم يظهر فيها ماهر الأسد بين المشيعين.

وأقيمت الجنازة عند قبر الجندي المجهول على جبل قاسيون المطل على العاصمة، وظهر في الصور رجال في بزات رسمية وبنظارات شمسية يصافحون بعضا من الحاضرين. وقدم الجنود التحية أمام النعوش الثلاثة التي كانت ملفوفة بأعلام سورية.

وقالت الحكومة أمس الجمعة إن مسؤولا سوريا رابعا هو رئيس المخابرات هشام بختيار توفي متأثرا بجروح أصيب بها في الهجوم بدمشق.

ولم يظهر الأسد منذ تفجير الأربعاء إلا مرة واحدة، ويوم الخميس عرض التلفزيون السوري لقطات له بينما كان وزير الدفاع الجديد يؤدي أمامه اليمين ليحل محل راجحة.

وقال شهود إنه بعد انتهاء الجنازة الرسمية نقل جثمان راجحة إلى كنيسة في دمشق حيث أقيمت الصلوات على روح وزير الدفاع السابق المسيحي قبل أن يدفن.

ناشطون: 54 قتيلا في سوريا السبت

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون بسقوط 54 قتيلا برصاص قوات الأمن السوري السبت، غالبيتهم في دمشق وريفها وإدلب، بينهم 4 أطفال وسيدة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق أن بين القتلى 18 شخصا في دمشق وريفها، و16 في إدلب، و8 في درعا و4 في دير الزور، و 5 في حمص، وقتيل في كلا من اللاذقية وحماة والقنيطرة.

وأشارت اللجان إلى نزوح الأهالي من حي صلاح الدين في حلب، تخوفا من قصف النظام واقتحام الحي.

وذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن الجيش السوري الحر يحاول السيطرة على المعابر بالحدود الأردنية السورية.

كما أفادت الأنباء بوقوع انفجارات وإطلاق نار على معبر على الحدود السورية العراقية، وجرت اشتباكات بين الجيش الحر وكتائب الأسد في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة.

و شهدت مناطق سورية أخرى أحداثا ميدانية أبرزها تجدد القصف على ريف دمشق، وسقوط قذائف هاون على بلدة دير العصافير وزبدين.

أما في درعا فقد شهدت قرية خربة غزالة تجددا للقصف.

وفي القنيطرة، شهدت البلدة قصفا مدفعيا عنيفا على منطقة تل الأحمر بالدبابات.

وفي مدينة الرستن، أشارت الأنباء إلى تواصل القصف على المدينة بالطيران، وراجمات الصواريخ.

كما تعرضت حلب لقصف عشوائي بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية هاجمت حي جوبر شرقي المدينة.

في المقابل أعلن مصدر أمني سوري أن الجيش يشن هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على أحياء أخرى في العاصمة، بعد أن أعلن تطهير حي الميدان ممن سماهم “الإرهابيين” بعد معارك دامت لأيام.

وكانت مصادر في المعارضة السورية أكدت الجمعة أن 248 شخصا قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد، مشيرة إلى أن أغلب القتلى سقطوا في دمشق وريفها وإدلب، وتزامن ذلك مع خروج مظاهرات مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد بمناطق عدة في جمعة سميت بـ”رمضان النصر سيكتب في دمشق”.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن من بين القتلى 105 أشخاص في دمشق وريفها، و40 في حلب، و31 في إدلب، و24 في حمص و21 في درعا، و14 في دير الزور، و6 في حماة، و4 في القنيطرة و3 في اللاذقية.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا في تقرير إن القوات النظامية ارتكبت مجزرة بمبنى قرب مسجد الماجد في حي الميدان بدمشق راح ضحيتها 11 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء.

خبراء: 3 خيارات أمام الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يرى عدد من الخبراء أنه لا يزال أمام الرئيس السوري بشار الأسد عدد من الخيارات في مواجهة المعارضة المسلحة ومن بينها القتال حتى الموت للاحتفاظ بدمشق أو اللجوء إلى “معاقل الموالين” له في منطقة الساحل أو حتى العيش في المنفى خارج بلاده، إلا أن كل واحد من هذه الخيارات محفوف بالكثير من المخاطر.

وفي الوقت الحالي يتركز هم الرئيس السوري في الاحتفاظ بالسيطرة على العاصمة دمشق حيث تشن القوات السورية هجوما مضادا على معاقل المعارضين المسلحين لليوم الثاني على التوالي السبت عقب التفجير الذي أودى بحياة 4 من كبار القادة الأمنيين في سوريا، حسب وكالة “فرانس برس”.

ويرى فابريس بلانش المحلل في مجموعة دراسات وأبحاث البحر المتوسط والشرق الأوسط في باريس “طالما بقى الأسد مسيطرا على العاصمة، فإنه سيظل مسيطرا على الحكومة وسيبقى محتفظا بالسلطة الشرعية”.

وأشار إلى أن “نقل القوات من الجولان والحدود العراقية إلى العاصمة والمخاطرة بكشف هاتين الجبهتين، يظهر أن الأسد باق”.

وذكر مصدر على اطلاع وثيق بالنظام السوري أن “سياسة الأرض المحروقة تتخذ بعدا في دمشق” مضيفا أنه يبدو أن التركيز ينصب على الاحتفاظ بالعاصمة حتى النهاية.

ويعتقد خبراء أنه في حال خسارة النظام لدمشق فإن الأسد يعتزم اللجوء إلى “المناطق الموالية” في الجبال الشمالية الشرقية من البلاد.

ويقول معارضو النظام منذ أشهر إن الأسد وحلفاءه يخزنون الأسلحة بما فيها الأسلحة الثقيلة في تلك المنطقة.

الرئيس السوري بشار الأسد

وأكد جوزف باحوط المحلل لشؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات السياسية في باريس “من المرجح جدا أن يبدأ الأسد معركة يائسة من معقله”.

وأضاف أن “المعركة الدفاعية يمكن أن تستمر أشهرا” مضيفا أن “النزاع يمكن أن يتحول إلى حرب طائفية”.

وقال باحوط إن “الأسد ربما يأمل في أن يؤدي ذلك إلى رد فعل دولي لإنهاء النزاع عن طريق تقسيم” يسمح لنظام الأسد بالبقاء بشكل من الأشكال.

ولكن ونظرا إلى أن تلك المنطقة تضم طوائف مختلفة وليست قصرا على الطائفة العلوية التي يتنمي إليها الأسد، فإن هذا الخيار يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية دموية، كما يرى خبراء.

ويقول توماس بيرييت المحلل المختص في شؤون سوريا في جامعة أدنبره إن “تلك المنطقة ستدافع عن نفسها، وسيتطلب إقامة معقل (للأسد) إحداث تجانس فيها، وهناك مخاوف من تطهير عرقي”.

ويرى العديد من الخبراء أن هناك احتمالا أن يقرر أصحاب القرار في الطائفة العلوية أن الأسد يضرهم أكثر مما يفيدهم وبالتالي ينقلبون ضده.

أما بالنسبة لخيار حدوث انتقال سياسي على غرار ما حدث في اليمن يترك بموجبه الأسد السلطة مقابل الحصول على الحصانة من الملاحقات القضائية، يقول الخبراء إن هذا الاحتمال يضعف كل يوم.

ويرى سلمان شيخ الخبير في الشؤون السورية في مركز بروكنغز في الدوحة “لا أعتقد أن حدوث انتقال بقيادة النظام ممكن في سوريا نظرا إلى الدماء التي سفكت والمعارك التي سنراها. هذا النظام لن يستسلم بسهولة”.

ويضيف: “هذا يتركنا مع خيار اللجوء إلى المنفى في دول يتم ذكرها كخيارات من بينها روسيا وإيران وبيلاروسيا”.

وقال المصدر المطلع على النظام السوري إن الأسد يمكن أن يفر بواسطة قارب من طرطوس أو بالطائرة من دمشق.

إلا أن مصدرا قال إن ذلك قد لا يحل الأزمة ويمكن أن يؤدي إلى ترك شخصيات قوية في النظام “يمكن أن تتمادى أكثر في الفظاعات”.

حلب ودمشق في عين العاصفة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

فيما شهدت العاصمة السورية دمشق خلال الأيام القليلة الماضية انتقال الاشتباكات المسلحة الضارية بين عناصر من الجيش السوري الحر والقوات النظامية، شهدت مدينة حلب الجمعة وللمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة في سوريا اشتباكات عنيفة، بينما أعلنت المعارضة السورية مقتل ما لا يقل عن 45 شخصاً في المدينة.

تمثلت النقلة النوعية في الأحداث بالتفجير الذي استهدف مقر الأمن الوطني السوري الذي أودى بحياة وزير الدفاع العماد داوود راجحة، ونائبه العماد آصف شوكت، ورئيس خلية إدارة الأزمة العماد حسن توركماني ورئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار.

ومع استمرار الاشتباكات في العاصمة دمشق وسيطرة قوات الجيش الحر على أحياء فيها، وشن هجمات نوعية داخلها، يبدو أن الجيش السوري الحر بات يستهدف آخر معاقل الرئيس السوري بشار الأسد، بشن هجوم داخل حلب، حيث دار قتال عنيف بين الثوار والقوات الحكومية.

ونقلت مصادر المعارضة السورية أن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من “الكتائب الثائرة المقاتلة” التابعة للجيش الحر في حي صلاح الدين بمدينة حلب.

وفي وقت لاحق حاولت دبابات تابعة للجيش النظامي اقتحام الحي، ووقعت جراء ذلك اشتباكات وتبادل كثيف لإطلاق النيران.

في دمشق، استخدمت القوات النظامية الطائرات المروحية في قصف أحياء ومناطق داخل العاصمة سيطر عليها الجيش الحر، وخصوصاً في منطقة الطريق الدائري، بينما أعلن “الحر” انسحابه تكتيكياً من حي الميدان، الذي أعلنت القوات الحكومية السيطرة عليه مجدداً.

وتعرضت مناطق حي الميدان والبساتين والمزة وكفر سوسة للقصف من قبل القوات النظامية، بينما نقل الجيش الحر نشاطه إلى منطقة أخرى حيث استولى على قطعة الفدائية “الصاعقة” الواقعة خلف المزة.

أعمدة الدولة

تشكل دمشق وريفها وحلب ريفها الركائز الأساسية للدولة السورية سكانيا واقتصادياً، إذ إنها تستوعب ما نسبته 51 في المائة من القوى العاملة.

وبينما دمشق هي العاصمة السياسية لسوريا، فإن حلب هي عاصمتها الاقتصادية، وشكلت ثالث المدن التجارية إبان العهد العثماني بعد اسطنبول التركية والقاهرة المصرية.

وتعتبر محافظة حلب الأكثر أهمية من الناحية الاقتصادية إذ تساهم وحدها بنحو 28 في المائة من الناتج القومي، وتليها ريف دمشق التي تستأثر بنسبة 15 في المائة، ثم دمشق وضواحيها، وحصتها من الناتج القومي تقترب من 10 في المائة.

ونظراً لأنها المحافظة الأكثر سكاناً والأهم اقتصاديا، كانت مدينة حلب أحد أهم المعاقل السياسية، حيث شهدت تأسيس حركة الإخوان المسلمين وبعض الأحزاب السياسية السورية الأخرى.

ويبدو أن تأخر اندماج حلب في الحراك السياسي الحالي مرده إلى النزاع المسلح بين النظام والإخوان المسلمين بين عامي 1979 و1982، إبان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد.

وخلال هذا النزاع، سقط العديد من القتلى، ويعتقد أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد حماة من حيث القتلى الذين سقطوا خلال هذا النزاع.

شهدت حلب، التي يزيد عدد سكانها على 2.3 مليون نسمة، خلال الانتفاضة أكبر مظاهرة في السادس من سبتمبر 2011 بعد مقتل مفتى المدينة إبراهيم السلقيني.

وفي حين أن كتائب الجيش الحر والمسلحين باتوا موجودين في معظم انحاء محافظة ريف دمشق، التي يسكنها مليونان ونصف، إلا أن الوضع مختلف قليلاً في حلب التي تتواجد فيها عرقيات وإثنيات مختلفة، كالأكراد والأرمن، كما يوجد فيها الشركس والتركمان.

يشار إلى أن حلبياً واحداً جاء على راس السلطة في حلب، رغم الأهمية التي تتمتع بها هذه المدينة، وهو أمين الحافظ، الذي تسلم السلطة بدعم من حزب البعث الحاكم وذلك في العام 1963.

وكان أول رئيس حكومة وطنية بعد الاستقلال الحلبي سعدالله الجابري، وآخرهم محمد ناجي عطري.

بان جي مون يرسل مبعوثا لتقييم الوضع في سوريا

بريوني (كرواتيا) (رويترز) – قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه سيرسل وكيله لعمليات حفظ السلام الى سوريا لتقييم الوضع هناك مع مواصلة قوات الحكومة السورية والمقاتلين المعارضين القتال للسيطرة على البلاد.

وقال بان بعد اجتماع مع كبار المسؤولين الكرواتيين في منتجع بريوني على البحر الادرياتي “سأرسل وكيلي العام لعمليات حفظ السلام (ايرفيه لادسو) الى سوريا لتقييم الوضع وايضا كبير المستشارين العسكريين للامم المتحدة لقيادة بعثة مراقبي الامم المتحدة في تلك المرحلة الحرجة.”

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

الهجوم على دمشق الحصينة يهز اركان حكم الاسد

بيروت (رويترز) – لم يتحدث الرئيس السوري بشار الاسد لقواته علنا ليشد ازرها منذ الهجوم الجريء والفتاك على مسؤولين امنيين مقربين من الرئيس في انتكاسة نفسية واستراتيجية هائلة تكشف الضعف الذي اصاب المؤسسة السورية وعجزها عن حماية أكثر المقربين من دوائر السلطة.

واكتفى تلفزيون الدولة بعرض لقطات للاسد اثناء اداء وزير دفاعه الجديد اليمين يوم الخميس وهي أول صور للرئيس منذ الهجوم في اليوم السابق. ولم يظهر على الاطلاق ماهر شقيق بشار الاصغر وقائد قوات النخبة في الجيش.

وماهر هو الرجل القوي في عائلة الاسد ولكن عقلها الاستراتيجي هو آصف شوكت زوج شقيقة الاسد ونائب وزير الدفاع الذي اغتيل مع وزير الدفاع داود راجحة وهشام بختيار رئيس المخابرات السورية وحسن تركماني رئيس خلية الازمة المؤلفة من ستة اعضاء.

وقال فواز جرجس استاذ سياسات الشرق الاوسط بكلية لندن للاقتصاد “حصن دمشق لم يعد حصينا. من الناحية النفسية كانت ضربة قاصمة للأسد وانصاره.”

وذكر الكاتب رامي خوري “تجعل الاسد وكل من على القمة لا يطمئن لمدى سلامته وسط شعبه.”

وتقوي الضربة التي استهدفت مركز السلطة عزيمة المعارضة التي نقلت معركتها بالفعل لشوارع بوسط دمشق وتعهدت بتحرير العاصمة من أربعة عقود من الحكم المستبد لعائلة الاسد.

ومشاهد تصدي مقاتلي الجيش السوري الحر للقوات النظامية واضرام النيران في مراكز الشرطة في العاصمة لم تكن لتخطر على بال قبل أيام قليلة. وتمثل نقطة اللا عودة لكثيرين في القوات المسلحة التي شهدت تزايدا لحالات انشقاق الجنود منذ تفجير يوم الاربعاء الماضي.

ولم يقض الانفجار على عناصر مهمة في الدائرة الضيقة المحيطة بالاسد فحسب بل بعث برسالة واضحة للرئيس والموالين له : لم تعودوا محصنين او لا تقهرون وان نقطة التحول تقترب.

وقال محللون أن الهجوم المدوي سيقود على الارجح لمزيد من الانشقاقات لضاط كبار من السنة وانصار الاسد الذين يشعرون انه لا يسعهم الثقة بعد الآن بقيادة عاجزة عن حماية نفسها وشعبها.

والاهم ان التفجير لا يعني ان المعارضة استطاعت ان تصيب القيادة الساسية والعسكرية واعضاء في اسرة الاسد وعشيرته فحسب بل تسللت للجهاز الامني الحصين في الفناء الخلفي للاسد.

وقال الخوري “انها صدمة كبيرة لنظام الاسد.”

وتابع “انها الالية التي تسقط النظام حين يفقد الناس الثقة في قدرة النظام على حماية نفسه. يبدو نظاما ضعيفا وهشا فقد ثقة الناس.

“سيمثل ذلك بداية نهاية النظام. مدى السرعة التي سينتهي بها لا نعلمها بالضبط.”

ولم يتبق للاسد (46 عاما) سوي حفنه من الانصار المقربين يثق بهم من بينهم شقيقه الاصغر ماهر الذي يقود الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة.

والوحدات التي يقودها ماهر مكلفة بسحق الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا والتي اعقبت ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن.

ويشي صمت الاسد منذ الهجوم بالكثير عن الارتباك في الحكومة.

ويعتقد معظم مراقبي الأوضاع في دمشق ان العد التنازلي لسقوط الاسد بدأ ولكن لم يتضح كيف سيرحل.

ويظل السؤال الذي يطرح نفسه هل يقاتل الاسد -الذي تولي السلطة عقب وفاة والده في عام 2000 – حتى النهاية ويخاطر بان يقبض عليه ويقتل مثل الزعيم الليبي معمر القذافي او يستقل طائرة تأخذه للمنفى مثل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

وفي رد فعله على التفجير قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ان الوضع في سوريا “يخرج عن نطاق السيطرة” . وانتهز الفرصة ليحذر الاسد من انه سيتحمل المسؤولية إذا فشلت حكومته في حماية مواقع الاسلحة الكيماوية.

والمخاطر بالغة في سوريا اذ انزلقت في حرب أهلية ويتألف سكانها من مزيج طائفي وعرقي قابل للانفجار يضم سنة وعلويين واكرادا ومسيحيين.

بل حتى لم يتضح من سيتولى السلطة إذا انهار حكم الاسد في غياب معارضة سياسية موضع ثقة او حكومة انتقالية على غرار ما حدث في ليبيا. ومن المرجح ان تكون البد العليا لمقاتلين مسلحين ويقود اغلبيتهم إسلاميون.

وربما ينتهي الحال بسوريا ممزقة بين كانتونات طائفية للاكراد في الشمال والعلويين في المناطق الساحلية والدروز في الجبال الجنوبية والسنة في بقية ارجاء البلاد. او قد تنزلق في حرب طائفية مثلما حدث في العراق بعد الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين.

ويخشى قادة غربيون ان يزعزع الصراع الحالي الاستقرار في الدول المجاورة لسوريا وهي اسرائيل ولبنان وتركيا والعراق والاردن.

ويقول محللون ان الحل الامثل هو تشكيل حكومة انتقالية تمثل جميع الاطراف تحت رعاية دولية.

ويقول حلفاء مقربون وخصوم للاسد ان استيراتيجيته في مواجهة الانتفاضة المتنامية ضده يمكن التنبؤ بها.

سيتحرك بلا رحمة لينفد بجلده وينقذ الاقلية العلوية التي تحكم البلاد منذ عقود. ويمثل السنة اغلبية سكان سوريا وعددهم 21 مليون نسمة.

وقال الخوري “ينبغي ان يكون الاسد قلقا. وسيزداد وحشية ولكن كلما لجأ للقوة كلما تصاعد التمرد ضده وسيسقطه ذلك اسرع.”

وتابع “حفر قبره سياسيا. سيذهب في نهاية المطاف ولكن ليس لديه البديل اليمني “اي الانتقال السلمي للسلطة مضيفا انه لم توجه اليه اتهامات من محكمة دولية بعد لذا يمكنه الفرار من البلاد وربما إلى روسيا.

وتابع “والا قد يعتقل ويقتل او يحاكم.”

وبدا أن تفجير يوم الاربعاء جزء من هجوم منسق على العاصمة تصاعدت حدته منذ بداية الاسبوع الماضي. ويطلق مقاتلو المعارضة على المعركة “تحرير دمشق” وذلك بعد أشهر من اشتباكات ضارية يقول نشطاء انها اودت بحياة 17 الفا.

وقال أحمد زيدان المتحدث باسم المجلس الاعلى لقيادة الثورة وهي جماعة معارضة ان الانفجار ضربة قاصمة لمعنويات جيش الاسد وقوامة 500 ألف جندي.

وتابع “انها بداية تفكك السلسلة. فقد النظام السيطرة ورحل من هم حول بشار الاسد وموضع ثقته.اهتزت اعمدة النظام.”

ويرقص مقاتلو المعارضة في الشوارع لنجاحهم في اختراق العاصمة ومقتل قادة الاجهزة الامنية وقال عبد الله الشامي أحد قادة مقاتلي المعارضة ” اتوقع انهيارا سريعا للنظام .. وهذا يعني اننا لن نحتاج تدخلا اجنبيا مع بدء النظام في الانهيار اسرع مما تصورنا.”

ولكن بعض الشخصيات المعارضة ترى ان النصر لن يكون سهلا.

وقال فواز تللو النشط المعارض المخضرم في اسطنبول ان الوضع سيكون صعبا للحفاظ على خطوط الامداد وربما يتعين على مقاتلي المعارضة الانسحاب التكتيكي في مرحلة ما كما فعلوا في مدن اخرى.

وأضاف أن الواضح ان دمشق انضمت إلى “الثورة”.

من سامية نخول

(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى