أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 10 نيسان 2015

 

بان يحذر من «مجزرة» في مخيم اليرموك

لندن، موسكو، نيويورك، دمشق – «الحياة»، أ ف ب –

حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي من مون من حصول «مجزرة» في مخيم اليرموك جنوب دمشق، وسط ظهور انقساك بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» إزاء مطلب النظام السوري توفير غطاء فلسطيني لاقتحام المخيم وطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وسعت فصائل سورية معارضة، بينها «جبهة النصرة»، الى تكرار سيناريو إدلب في شمال غربي البلاد، بالتوحد وقتال قوات النظام في ريف دمشق، في حين رفض وفد النظام في موسكو تسلم قائمة ضمت أسماء تسعة آلاف معتقل. 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى العمل على تفادي «مجزرة» في المخيم الذي أصبح سكانه بين فكي كماشة «داعش» والنظام، وقال: «حان الوقت للقيام بعمل ملموس لإنقاذ الأرواح ولا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي والسماح بحدوث مجزرة، لا يجب التخلي عن سكان اليرموك». واضاف: «سمعنا عن تقارير مقلقة ازاء هجوم واسع على المخيم والمدنيين فيه. هذا سيكون جريمة حرب فظيعة يجب ان يحاسب عليها المسؤولون عنها».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن «داعش» سيطر على 90 في المئة من اليرموك، في وقت أفاد مجدلاني بأن ثلث المخيم فقط وقع تحت سيطرة التنظيم المتطرف. لكنه قال إن دخول التنظيم «أطاح بالحل السياسي ووضعنا أمام خيارات أخرى لحل أمني». وكان مجدلاني يتحدث بعد اجتماع عقد مساء الأربعاء بحضور ممثلي فصائل فلسطينية وغابت عنه «كتائب أكناف بيت المقدس»، الحركة التي نشأت أخيراً في مخيم اليرموك التي تعتبر قريبة من حركة «حماس» ومعارضة للنظام. وأضاف أنه ستشكل «غرفة عمليات مشتركة من القوات السورية والفصائل الفلسطينية التي ترغب التي لها تواجد ملموس داخل المخيم أو في محيطه لاستكمال هذه العملية النظيفة عسكرياً».

في المقابل، ظهر احد قياديي «الأكناف» في فيديو متعهداً باستمرار القتال وعدم الانسحاب من المخيم. وقال ممثل حركة «حماس» في لبنان أسامة حمدان لـ «فرانس برس»، إن الحركة لم تطلع على تفاصيل ما اتفق عليه في اجتماع الفصائل في دمشق، رافضاً في الوقت ذاته «مسألة التورط الفلسطيني العسكري في المخيم بالكامل».

وعلى صعيد القتال بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، قالت اللجنة الشرعية في «جبهة النصرة» في بيان: «ندعو جميع الفصائل إلى رصّ الصفوف وجمع الكلمة وحشد الطاقات في نحر العدو الصائل لفكّ الحصار (عن غوطة دمشق) وتحرير الأسرى ورفع المعاناة عن أهلنا. ولكم في إخوانكم في إدلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) وما أكرمهم الله به من نصر وفتوحات بعدما رصوا الصفوف ونبذوا الفرقة والاختلاف».

تزامن ذلك مع إعلان «جيش تحرير الشام»، وهو تحالف من فصائل عدة، أنه سيطر على الطريق الدولية بين دمشق وبغداد، لافتاً في بيان الى أنه استطاع «تحرير نقاط في جبال القلمون الشرقي (قرب حدود لبنان)، وطرد عناصر حزب الله المتمركزين فيها».

وفي وسط البلاد، قتل 17 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هجوم شنه «داعش» على حاجزين في ريف حمص في وسط البلاد، وفق «المرصد» الذي أشار إلى أن عناصر التنظيم «فصلوا رؤوس ثلاثة منهم عن أجسادهم».

سياسياً، قررت الأطراف السورية المشاركة في «منتدى موسكو» تمديد عمل جلسات الحوار يوماً إضافياً على أمل التوصل إلى ورقة عمل مشتركة بين شخصيات معارضة ووفد النظام، في وقت رفض رئيس وفد الحكومة السفير بشار الجعفري تسلم قائمة ضمت أسماء حوالى تسعة آلاف معتقل في سجون النظام.

 

خامنئي ضد استهداف «جبهة المقاومة» بـ «النووي»

طهران – محمد صالح صدقيان

واشنطن، باريس – رويترز – تجنّب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، اتخاذ موقف في شأن اتفاق لوزان الذي توصلت إليه بلاده مع الدول الست المعنية بملفها النووي. ودعا إلى انتظار «التفاصيل»، لافتاً إلى أن ما تحقّق حتى الآن «لا يضمن إبرام» صفقة نهائية، لكنه كرّر دعمه الوفد الإيراني المفاوض، معلناً رفضه إلغاءً تدريجياً للعقوبات. (للمزيد)

وكرر خامنئي أن المفاوضات مع واشنطن هي «حول (البرنامج) النووي فقط، ولا نحاورها في أي موضوع آخر»، معلناً رفضه السماح بتفتيش المنشآت العسكرية في إيران أو وقف صناعاتها الدفاعية. واستدرك أن «المفاوضات النووية ستكون تجربة، إذا نجحت يُمكن التفكير في الانتقال إلى مواضيع أخرى… وأي اتفاق نووي يجب ألا يستهدف أصدقاءنا في جبهة المقاومة».

في السياق ذاته، أعلن الرئيس حسن روحاني أن إيران ستُبرم اتفاقاً نهائياً مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، إذا رُفعت في اليوم ذاته كل العقوبات المفروضة عليها. وكان البيت الأبيض أشار إلى أن واشنطن وطهران «لم تتّفقا بعد على تفاصيل تخفيف العقوبات». وزاد أن الإدارة الأميركية تعتبر أن «ليس من الحكمة رفع العقوبات في اليوم الأول» لتطبيق اتفاق نهائي محتمل.

ورأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تصريحات خامنئي أمس «تُظهِر أنه ما زال هناك مزيد من العمل الذي يجب فعله»، لافتاً إلى «مسائل لم نتفق عليها، خصوصاً في ما يتعلق بالعقوبات». وتابع: «نريد اتفاقاً، لكن ذلك يتطلب ألا يبقى شيء غامضاً».

أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فشدد على أن «جزءاً من الاتفاق» النهائي يجب أن يتضمّن كشف إيران نشاطاتها النووية العسكرية السابقة.

وأشار خامنئي إلى أنه لم يعلن موقفاً من اتفاق لوزان «لأن المسؤولين الإيرانيين يقولون إن الموضوع لم يُنجز بعد، ولا يوجد ما هو ملزم حتى الآن». وزاد: «لا داعي لاتخاذ موقف. لا أؤيده (الاتفاق) ولا أعارضه. كل شيء يكمن في التفاصيل، وهذه ستُناقَش بالتفصيل، اذ قد يحاول الطرف الآخر المعروف بنكثه الوعود، إغراق بلادنا في التفاصيل».

وأضاف: «لا معنى لتقديم التهاني لي ولآخرين. ما تحقّق لا يضمن إبرام اتفاق، ولا مضمونه، ولا يضمن استمرار المفاوضات إلى نهايتها. لم أكن قط متفائلاً بالتفاوض مع أميركا، لا أوهام في ما يتعلق بذلك، بل خبرات. مع ذلك وافقت على المفاوضات وأيّدت المفاوضين وما زلت أؤيدهم».

وسخر من «ورقة حقائق» أصدرها البيت الأبيض بعد ساعات على إعلان اتفاق لوزان، معتبراً أنها تضمّنت «أخطاء في غالبية القضايا». ونبّه إلى أن «إيران ليست معنية بألاعيب إلغاءٍ تدريجي للعقوبات التي يجب رفعها دفعة واحدة يوم توقيع الاتفاق، ولا يمكن قبول شيء أدنى من ذلك». لكنه اعتبر أن تمديد مهلة التوصل إلى اتفاق، بعد آخر حزيران (يونيو) المقبل، «لن يكون نهاية العالم»، واستدرك: «أرحب بأي اتفاق يحمي مصالح الأمة وعظمتها، لكن عدم الاتفاق هو أشرف من اتفاقٍ يهدر مصالح الشعب وكرامته».

 

خامنئي يشنّ هجوماً غير مسبوق على السعودية وكيري يتّهم إيران بزعزعة استقرار المنطقة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب ، أش أ)

في موقف هو الاكثر حدة من أعلى المستويات في ايران حيال المملكة العربية السعودية منذ بدء تحالف “عاصفة الحزم” غاراته الجوية على مواقع الحوثيين في اليمن قبل 15 يوماً، طالب مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي بنبرة شديدة اللهجة وغير مسبوقة في مجال العلاقات مع الرياض، بوقف ما سماه “الابادة الجماعية” في اليمن. وبقدر ما يزيد الموقف الايراني الاحتقان الاقليمي بفعل الصراعات الدائرة في اليمن والعراق وسوريا، لم يسلم الاتفاق الاطار النووي الذي توصلت اليه طهران ومجموعة 5 + 1 في مدينة لوزان السويسرية الاسبوع الماضي، من انتقاد المرشد الذي رأى ان ليس هناك ما يضمن التوصل الى اتفاق نهائي مع القوى الكبرى على البرنامج النووي لبلاده، ليحد من اجواء التفاؤل التي سادت بعد التوصل الى الاتفاق الاطار.

تصعيد ايراني

وبعد ساعات من اطلاق وزير الخارجية الاميركي جون كيري موقفاً اتهم فيه صراحة ايران بنقل مساعدات عسكرية الى الحوثيين في اليمن وتلويحه بأن واشنطن لن تقف مكتوفة امام محاولات ايران زعزعة استقرار المنطقة، قال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون: “عدوان السعودية على اليمن وشعبه البريء خطأ. وقد أرسى سابقة سيئة في المنطقة… هذه جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظر فيها المحاكم الدولية”. واعتبر إن السعودية لن تخرج منتصرة من الحرب في اليمن. وشن حملة شديدة على الغارات الجوية التي يشنها التحالف وطالب بوقف هذه “الاعمال الاجرامية”. واضاف في اشارة الى الدور السعودي في هذه الغارات “ان هذا العمل في المنطقة غير مقبول”. وخلص الى إن الرياض “ستتلقى ضربة في ما يحدث باليمن”، وأن أميركا التي تدعم السعودية “ستتلقى هي ايضا ضربة وتهزم باليمن”.

وفي وقت سابق ، ندد الرئيس الايراني حسن روحاني بالغارات الجوية التي يشنها التحالف والتي قال انها “تقتل اطفالا أبرياء” من غير ان يسمي السعودية التي تقود هذا التحالف بالاسم. وتوجه الى “دول المنطقة” قائلا: “لا تقتلوا الاطفال الابرياء. شعب عظيم مثل شعب اليمن لن يستسلم تحت القصف … الجميع يجب ان يفكروا في انهاء الحرب ووقف اطلاق النار وفي المساعدة الانسانية”.

وافادت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للانباء “ارنا” أن إيران استدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران بسبب “اتهامات لا أساس لها من الصحة” وجهها الناطق باسم عملية “عاصفة الحزم” العميد أحمد عسيري ليل الاربعاء.

كما التقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في اسلام اباد في ختام زيارة استمرت يومين وكرست للازمة في اليمن التي تضع باكستان في موقف حرج اذ يناقش برلمانها منذ الاثنين طلب السعودية مدها بالرجال والسفن والطائرات لتعزيز عمليتها العسكرية في اليمن. والتقى ظريف كذلك قائد الجيش الباكستناني الجنرال راحيل شريف.

وأصدرت الحكومة الباكستانية بياناً بعد لقاءات ظريف مع المسؤولين الباكستانيين جاء فيه ان اسلام اباد تقف “كتفاً الى كتف” مع السعودية في الدفاع عن اراضيها في حال تعرضها للانتهاك، لكنها دعت الدول المسلمة الى “ممارسة ضبط النفس”. واكدت الحاجة الى التفكير في سبل ووسائل انهاء النزاع في اسرع وقت “بطريقة سلمية”.

وتجدر الاشارة الى ان ايران ارسلت الاربعاء سفينتين حربيتين الى خليج عدن.

وفي ظل تصاعد الخلاف الايراني – السعودي، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي منع طائرة إيرانية على متنها 260 معتمرا من دخول أجواء المملكة أمس لعدم وجود تصريح لتلك الطائرة صادر عن الهيئة يسمح لها بالطيران الى المملكة العربية السعودية ، وهو الإجراء المتبع بحسب الأنظمة الدولية، اذ يتعين على المشغل ان يقدم الى الهيئة طلباً مسبقاً يحدد فيه نوع الطائرة وعلامة تسجيلها الخاصة وشهادة الصلاحية ووثائق أخرى وذلك لضمان سلامة المسافرين والأجواء.

 

الملك سلمان والشيخ تميم

 

وبحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العلاقات الثنائية بين البلدين، كما بحثا في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك ومستجدات الأحداث في المنطقة.

وفي وقت لاحق، التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته بقصر الضيافة بالرياض الشيخ تميم .

 

استمرار الغارات

 

وواصل طيران “عاصفة الحزم” غاراته على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقصفت الطائرات مواقع في صعدة وعمران في الشمال ومواقع عسكرية في محيط صنعاء، الى اهداف في بيحان في وسط البلاد وتعز جنوب صنعاء وفي مرفق ماوية بين تعز وعدن. كما قصف التحالف اهدافا في محافظة شبوة الجنوبية وخصوصاً في محيط عاصمتها عتق التي سيطر الحوثيون على مبان رسمية فيها.

وصرح الناطق باسم عملية “عاصفة الحزم” العميد احمد عسيري بان الغارات التي شاركت فيها خلال الساعات ال24 الاخيرة مقاتلات مصرية، استهدفت خصوصا مراكز للاتصالات يستخدمها الحوثيون في صنعاء وفي معقلهم في صعدة الشمالية، قائلاً ان قيادات المتمردين باتت “معزولة”.

 

الفصائل تتوافق والنظام على عمل عسكري ضد “داعش” في اليرموك “موسكو 2″ ينتهي بلا نتائج و”تركيبة” المعارضة أحد الأسباب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني أمس توافق أبرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لاخراج تنظيم “الدولة الاسلامية” من هذا المخيم بعد سيطرته على اجزاء واسعة منه.

صرح مجدلاني في مؤتمر صحافي عقده في دمشق بأن دخول التنظيم المتطرف أطاح الحل السياسي، و”وضعنا امام خيارات أخرى لحل امني نراعي فيه الشركة مع الدولة السورية، صاحبة القرار الاول والاخير في الحفاظ على امن المواطنين”، مشيرا الى ان “الجهد الفلسطيني هو جهد تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الارهاب”.

وهو كان يتحدث بعد اجتماع عقد مساء الاربعاء وشارك فيه ممثلون لـ14 فصيلاً فلسطينياً في سوريا، وغابت عنه كتائب “أكناف بيت المقدس”، الحركة التي نشأت اخيرا في مخيم اليرموك والتي تعتبر قريبة من حركة المقاومة الاسلامية “حماس” ومعارضة للنظام السوري.

ومنذ دخول تنظيم “الدولة الاسلامية” مخيم اليرموك في الاول من نيسان، تقاتل كتائب “اكناف بيت المقدس” التنظيم الجهادي، مما أوقع 45 قتيلاً بينهم ستة مدنيين.

وقال المسؤول الفلسطيني الاتي من رام الله والذي شارك في اجتماع الفصائل: “اتفقنا على ان يبقى (الاجتماع) مفتوحاً للتنسيق الدائم مع القيادة السورية، وان تُشكل غرفة عمليات مشتركة من القوات السورية والفصائل الفلسطينية التي ترغب والتي لها وجود ملموس داخل المخيم او في محيطه لاستكمال هذه العملية النظيفة عسكريا”. وأوضح أن “أي عمل (عسكري) يجب ان يراعي حياة المدنيين السوريين والفلسطينيين في اليرموك، والا تكون هناك حالة من التدمير الشامل للمخيم، وان تتم العملية في شكل تدريجي في الاحياء”.

وأكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق انور عبد الهادي ان الفصائل الفلسطينية توافقت في الاجتماع “على دعم الحل العسكري لاخراج داعش من المخيم”، وكشف ان”90 مقاتلا من اكناف بيت المقدس باتوا ينسقون مع غرفة العمليات المشتركة ويقاتلون الى جانب النظام”.

وأفاد مجدلاني ان “قسماً من مقاتلي أكناف بيت المقدس انشقوا عنه وباتوا يقاتلون الى جانب تنظيمي داعش والنصرة”.

وتنفي “حماس” اية علاقة لها بكتائب “اكناف بيت المقدس” التي تقدم نفسها على انها مؤلفة من “ابناء المخيم”.

وقال ممثل “حماس” في لبنان أسامة حمدان إن الحركة لم تطلع على تفاصيل ما اتفق عليه في اجتماع الفصائل في دمشق، رافضا في الوقت نفسه “مسألة التورط الفلسطيني العسكري في المخيم بالكامل”.

وكانت قيادة “حماس” في دمشق قبل بدء النزاع السوري منتصف آذار 2011، الا انها اضطرت الى الانتقال الى الدوحة بعدما اعتمدت موقفاً مناهضاً للنظام ومتعاطفاً مع المعارضة السورية.

ويؤوي المخيم حالياً،ـ استناداً الى مجدلاني، قرابة عشرة الاف فلسطيني وخمسة الاف سوري، بعدما نزح عنه أكثر من الفي شخص اثر دخول تنظيم “الدولة الاسلامية”.

وشهد مخيم اليرموك معارك في ايلول 2012، وتمكنت مجموعات من المعارضة المسلحة من السيطرة عليه، بينما انقسمت المجموعات الفلسطينية المقاتلة مع النظام وضده. وبعد اشهر من القتال، أحكمت قوات النظام حصارها على المخيم الذي بات يعاني ازمة انسانية قاسية في ظل نقص فادح في المواد الغذائية والادوية، مما تسبب بوفاة نحو مئتي شخص، بناء على معلومات “المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له”.

 

الصليب الاحمر

ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان أمس الى ادخال المساعدات الانسانية فوراً الى مخيم اليرموك، محذرة من المأزق الذي يعيشه آلاف المدنيين جراء الاشتباكات التي تعرض حياتهم للخطر الشديد.

وجاء في البيان ان “الحاجات الانسانية تتزايد يوماً بعد يوم في المخيم”، وناشد جميع المشاركين في القتال “السماح بادخال المساعدات الانسانية العاجلة فوراً والسماح للمدنيين الذين يريدون مغادرة المخيم الى اماكن اكثر امنا بتحقيق ذلك في اي وقت”.

 

محادثات موسكو

في موسكو، اختتمت جولة المحادثات بين المعارضة السورية ومبعوثي دمشق بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات لم ترشح عنها نتائج ملموسة.

وبعد الاخفاق في اجتماع موسكو 1 في كانون الثاني، بدت آمال التوصل الى اتفاق على مبادئ مشتركة ضعيفة حتى قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات التي ضمت 30 معارضا بتمثيل محدود جداً، والذين اختارت دمشق العديد منهم. وأحبط النظام السوري جهوداً بذلتها موسكو لتأكيد مشاركة ابرز مكونين في معارضة الداخل في الاجتماع، برفضه رفع حظر السفر المفروض على بعض المعارضين، مثل رئيس تيار “بناء الدولة” السورية لؤي حسين.

وعلى رغم الدعوة الروسية، أعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي يعتبره المجتمع الدولي المعارضة الرئيسية للنظام في دمشق، مقاطعة الاجتماع.

وبعد يومين من المحادثات الاثنين والثلثاء بين المعارضين أنفسهم، واجتماع أول مع مبعوثين من دمشق الأربعاء، اشار رئيس “جمعية الديموقراطية والتعاون” في سوريا سمير العيطة، المشارك في الاجتماع، الى ان اجتماع موسكو 2 “قد لا يحقق الكثير”.

ورأت رندا قسيس، مؤسسة ورئيسة “حركة المجتمع التعددي” ان تركيبة المعارضة المدعوة هي احد اسباب المشكلة. وقالت: “ما دامت تركيبة المعارضة بهذا الشكل فلن نحقق شيئا. لا فريق عمل، هناك فقط قبائل تحاول فرض أفكارها على الآخرين… النظام يستفيد من ضعفنا وانقسامنا. ممثل الحكومة ليس لديه امكان المناورة لكنه يحاول اللعب على خلافاتنا”.

وفي المقابل، تبنى النظام السوري لهجة متفائلة، اذ وصف السفير السوري في موسكو رياض حداد اللقاء بانه “مثمر ومليء بالآفاق”.

وبث التلفزيون السوري الرسمي ان المشاركين في المحادثات يتبعون جدول اعمال اعده الوسيط الروسي فيتالي ناومكين. ومن المسائل المدرجة فيه ارساء مناخ ثقة بين النظام والمعارضين.

وقدم ممثل دمشق في المحادثات مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري سلسلة من النقاط، “بعضها غير مقبول بالنسبة الى المعارضة” كما قال العيطة الذي اضاف:”التقينا في وقت متأخر من الليل مع المعارضين في محاولة لإيجاد موقف مشترك بشأن هذه النقاط”، من غير ان يحدد ما إذا كانت المناقشات قد نجحت.

وفي لندن، اعلن ان شرطة مكافحة الارهاب البريطانية تحقق في مقتل الإمام السوري عبد الهادي عرواني (48 سنة) الذي وصف بانه من ابرز المعارضين للرئيس السوري بشار الاسد.

وعثر على عرواني الثلثاء جثة هامدة داخل سيارته مصابا بطلقات نارية في صدره في شمال غرب لندن.

 

حوار “موسكو 2” بين النظام والمعارضة أثمر ورقة مشتركة من 10 بنود

المصدر: (أ ش أ)

انتهت جلسات لقاء موسكو التشاوري الثاني بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية امس بالاتفاق على ورقة مشتركة تتألف من 10 بنود لتسوية النزاع في سوريا ، وهي استناداً الى مصادر مقربة من المشاورات:

 

1 – تسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية على أساس توافقي وفق مبادئ جنيف 1.

2 – مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغوط الجدية والفورية على كل الأطراف العربية والإقليمية والدولية التي تساهم في سفك الدم السوري لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، ووقف كل الأعمال الداعمة للإرهاب المتمثلة بتسهيل مرور الإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية وتدريبهم وإيوائهم وتمويلهم وتسليحهم.

3 – مطالبة المجتمع الدولي بالرفع الفوري والكامل للحصار ولكل الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري ومؤسساته.

4 – نتائج أي عملية سياسية يجب أن تستند إلى السيادة الوطنية والإرادة الشعبية التي يتم التعبير عنها عبر الوسائل والطرق الديموقراطية.

5 – إنتاج أي عملية سياسية يتم بالتوافق بين السوريين حكومة وقوى وأحزاباً وفاعليات من المؤمنين بالحل السياسي.

6 – دعم وتعزيز المصالحات الوطنية التي تساهم في تحقيق التسوية السياسية، ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في دعم وتعزيز المصالحات الوطنية التي تساهم في تحقيق التسوية السياسية ، ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في عملية مكافحة الإرهاب.

7 – مطالبة المجتمع الدولي بالمساعدة في إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين.

8 – إن أسس أي عملية سياسية تكمن في المحددات التالية :

– الحفاظ على السيادة الوطنية.

– وحدة سوريا أرضاً وشعباً.

– الحفاظ على مؤسسات الدولة وتطويرها والارتقاء بأدائها.

– رفض أي تسوية سياسية تقوم على أساس أي محاصصة عرقية أو مذهبية أو طائفية.

– التزام تحرير كل الأراضي السورية المحتلة.

– الطريق الوحيد لإنجاز الحل السياسي هو الحوار الوطني السوري – السوري بقيادة سورية ومن دون أي تدخل خارجي.

9 – إن التسوية السياسية ستؤدي إلى تكاتف وحشد طاقات الشعب في مواجهة الإرهاب وهزيمته، ويجب أن تؤدي إلى حصر السلاح في أيدي مؤسسات الدولة.

10- مطالبة المجتمع الدولي بدعم الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه على الحل السياسي الشامل في لقاءات موسكو تمهيداً لاعتماده في مؤتمر جنيف 3.

 

الظواهري يراقب أفرع تنظيمه تتحول إلى «داعش»

عبد الله سليمان علي

ما أشيع مؤخراً حول إمكانية أن يتخذ زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري قراراً بإحلال الجماعات التابعة له من بيعته، ليس بالأمر الجديد، لأن قيادة «القاعدة»، متأثرةً بأفكار أبو مصعب السوري، اتجهت منذ عدة سنوات إلى التقليل من أهمية البيعة كإطار تنظيمي، مقابل التركيز على «الرسالة»، التي يفترض أن التنظيم يحملها، ويمكن أن تتجسد في جماعات كثيرة حول العالم لا تتبع له.

لكن الجديد أن البعض سارع إلى فهم هذه التوجهات بأنها تعبير عن نية الظواهري حلّ تنظيم «القاعدة» نهائيا، وترك الحرية لأفرعه المنتشرة حول العالم كي تقرر مصيرها بما يناسب خصوصية كل دولة. فمثل هذا الاستنتاج لا شيء يدل على صحته، بالعكس هناك معطيات تؤكد أن «القاعدة» تراجع عن الأصل الذي استند إليه.

فقد اضطرت الأزمة السورية، وما تخللها من «فتنة جهادية» لا تزال مستمرة، الظواهري إلى اتخاذ مواقف تناقض التوجهات السابقة، الذي كان هو نفسه من أشد المتحمسين لها. وهذا ما بدا جلياً عندما جادل الظواهري في بيعة زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» أبي بكر البغدادي له، وحاول إثبات هذه البيعة بشتى السبل، في مسعى منه لتخطئة خصمه وتحميله مسؤولية الفتنة، وصولاً إلى اتخاذ قرار الفصل والتبرؤ. فيما تواترت الروايات عنه بأنه كان يفضِّل (وفي رواية لا يمانع) أن تنضم «جبهة النصرة» إلى «حركة أحرار الشام الإسلامية» ولو تطلب ذلك أن تفك ارتباطها بتنظيمه.

والأمر الذي اعتُبر انتكاسة كبيرة للتوجهات الجديدة، هو الإعلان عن تأسيس «فرع القاعدة في شبه الجزيرة الهندية»، في خضم الحديث عن عدم أهمية البيعة، لكن يبدو أن مقتضيات الخصومة والتنافس مع «الدولة الإسلامية» فرضت على قيادة «القاعدة» التراجع بخصوص المحافظة على شيء من المركزية في هيكليتها التنظيمية، وعدم التسرع في إطلاق حرية أفرعها، خشية أن يدفعها ذلك إلى الارتماء في أحضان «داعش» كما حصل مع بعض الجماعات «القاعدية» حول العالم ممن سارعت إلى إعلان مبايعتها للبغدادي بعدما استشعرت قوته وقدرته على التمدد.

وقد يكون مما له دلالته في هذا السياق، ما ذكره السعودي سلطان العطوي («أمير شرعي» سابق في «جبهة النصرة») نقلاً عن لسان أبي ماريا القحطاني بأن «زعيم (النصرة) أبو محمد الجولاني صعد عدة مرات في السيارة بنية الذهاب إلى زعيم داعش أبي بكر البغدادي بنيّة مبايعته من جديد بعد الخلاف بينهما، لكننا (أي القحطاني وجماعته) كنا في كل مرة نمنعه من ذلك».

فهذه الرواية على فرض صحتها تشير إلى أن الارتماء في أحضان «داعش» تحول إلى موضة قابلة للانتشار بسرعة كبيرة. لذلك كان لا بد من العمل على الوقوف بوجهها. وهو ما تحاول «القاعدة» القيام به، والذي من أجله استغنت عن توجهاتها الجديدة وعادت إلى التمسك بالبيعة كإطار تنظيمي، لأن التراخي فيها سيجعل من قيادتها في أفغانستان عبارة عن تماثيل منفردة في متحف قديم يحكي حكايات الماضي.

وانعكس هذا التضارب لدى قيادة «القاعدة» سلباً على قيادات أفرعها، خصوصاً في بعض المناطق الساخنة، مثل اليمن وليبيا وعلى رأسها سوريا. حيث غلب على هذه الأفرع طابع التناقض وغياب الرؤية الموحدة. ففي سوريا، على سبيل المثال، سلطت عدة قضايا الضوء على وجود تيارات متباينة داخل «جبهة النصرة» كما في قضية فك الارتباط مع «القاعدة» أو قضية تأسيس «إمارة»، حيث برز جناح يؤيد مقابل جناح يعارض. وتحت تأثير كل جناح منهما كانت قرارات «جبهة النصرة» تتسم دائماً بالضبابية وعدم الوضوح، فهي تعلن أنها لا تريد تأسيس «إمارة» لكنها تسعى إلى السيطرة على جغرافيا خاصة بها لتحكمها، بما يقتضيه فهمها للشريعة الإسلامية (وهل الإمارة غير ذلك؟).

كما أنها أعلنت رفضها موضوع فك الارتباط مع «القاعدة»، غير أن ذلك لم يمنعها من مخالفة توجيهات قيادتها، بما فيها بعض التوجيهات المرسَلة إليها خاصة. وهو ما تبين بعد تسريب رسالة كان قد أرسلها «المفتي العام» لتنظيم «القاعدة» الراحل أبو يحيى الليبي إلى زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني منتصف العام 2012، أي بعد أشهر فقط من الإعلان عن تأسيسها وتضمنت توجيهات ووصايا مختلفة. وقد ركزت الرسالة على نقطتين مهمتين، هما التقليل من العمليات الانتحارية، وضرورة المحافظة على الكوادر من خلال عدم السماح لهم بتنفيذ عمليات انتحارية. بينما تشير الوقائع إلى أن «جبهة النصرة» أسرفت في تنفيذ العمليات الانتحارية، وسبق لها تنفيذ المئات منها خلال الأعوام الماضية، غالبيتها في مناطق مدنية، كالشوارع والأسواق. كما أن بعض هذه العمليات نفذها قادة كبار من «النصرة»، كتلك العملية التي نفذها تركي الأشعري (أبو الزبير) سعودي الجنسية، والذي كان يشغل منصب «أمير» ريف حماه، وهو ما يخالف نقطة الحفاظ على الكوادر.

أما في اليمن، فقد كان لافتاً البيان الاستنكاري الذي أصدره «فرع القاعدة» بخصوص التفجيرات التي نفذها «داعش» في بعض مساجد العاصمة صنعاء في آذار الماضي، بينما كشف أحد قادة «داعش» هناك أن «القاعدة» نفسها خططت لاستهداف أحد هذه المساجد (مسجد بدر) لكن العملية فشلت بسبب القبض على المنفذ. وما يؤكد هذا التناقض العملية الدموية التي نفذها فرع الصومال، المسمّى «حركة شباب المجاهدين»، في جامعة كينيا وراح ضحيتها المئات من المدنيين.

مجمل المعطيات السابقة، ترجح أن قيادة «القاعدة» فقدت القدرة على التأثير في أذرعها التي باتت تتحرك بعيداً عن توجيهاتها وإشرافها. وقد يكون غياب الظواهري عن المشهد طوال الفترة الماضية خير دليل على فقدانه زمام القيادة، خاصة أن التطورات المتسارعة في أكثر من بلد لا تترك أي مجال لانتظار أوامره، وتفرض على القيادات المحلية اتخاذ قرارات سريعة بخصوصها. وقد يكون أسوأ ما يتعرض له الظواهري، أن أقوى فرعين من فروعه، الشام واليمن، يسيران في طريق ينتهي بهما إما إلى أن يصبحا نسخة طبق الأصل عن «داعش»، وهو ما يعكسه سعيهما إلى السيطرة على المدن (المكلا وإدلب نموذجاً) خارج إطار «التمكين القاعدي» ومبدأ الرفض لإقامة «إمارات»، أو أن ينتهيا في «أحضان داعش»، عبر الانشقاقات عنهما أو التحالفات السرية، وهو ما عبر عنه مؤخراً تحالف «النصرة» مع «داعش» في مخيم اليرموك قرب دمشق.

 

فشل اجتماع النظام السوري والمعارضة في موسكو

الجعفري رفع صورة له بالزي العسكري ورفض تسلم قائمة بالمعتقلين

عواصم – وكالات: اختتمت في العاصمة الروسية محادثات موسكو2 أمس الخميس بين المعارضة السورية ومبعوثي دمشق، بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات دون التوصل إلى نتائج ملموسة.

وبعد الإخفاق في اجتماع موسكو1 في كانون الثاني/ يناير، بدت آمال التوصل إلى اتفاق على مبادئ مشتركة ضعيفة حتى قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات التي تضم ثلاثين معارضا بتمثيل محدود جدا، والذين اختارت دمشق العديد منهم.

وأفشل النظام السوري جهودا بذلتها موسكو لتأكيد مشاركة أبرز مكونين في معارضة الداخل في الاجتماع، برفضه رفع حظر السفر المفروض على بعض المعارضين، من أمثال رئيس تيار «بناء الدولة» السورية لؤي حسين.

وقال رئيس جمعية الديمقراطية والتعاون في سوريا سمير العيطة، المشارك في الاجتماع، «يجب ألا ننسى ألا أحد في هذه الجلسة يمثل الشعب السوري».

وقال العيطة «إن رئيس وفد النظام للحوار في موسكو، السفير بشار الجعفري، رفض استلام قوائم منه تضم 8884 معتقلا ومفقودا من بينهم نساء، ولم يأخذ مسؤولية ذلك»، خلال اللقاء الأول بين الوفدين أمس الأول الأربعاء.

ولفت إلى أن «الطلب كان المساعدة على كشف مصير هؤلاء، فرفض الجعفري استلام القائمة».

وأضاف أن «الجعفري أهانه في الوقت الذي كان فيه يتحدث معه بأدب، مخاطبا إياه سيادة السفير، مبينا أنه حريص في كلامه دوما على ضرورة الحفاظ على الدولة والجيش السوري، والبحث عن آليات حتى الوصول إلى يوم يكافحون فيه تنظيم الدولة معا»، مشددا أنه «توقع أن يكون الجعفري أكثر تهذيبا».

وكان رئيس المؤتمر الوطني السوري الأول محمد رحال انسحب أمس من اجتماعات اليوم الأخير من لقاء موسكو2 التشاوري.

وقال رحال إنه كان قد قرر الانسحاب من البارحة، وذلك بعد لقاء وفد المعارضة مع وفد النظام السوري، معتبراً أن تمثيل المعارضة غير صحيح وأن وفد النظام غير جاد، ولم يقدم شيئاً.

وأشار رحال إلى أن الجعفري أظهر، ضمن الأوراق والوثائق التي كان يحملها، صورة له وهو يحمل سلاحاً. كما أظهر الجعفري وثائق قال إنها تثبت أن النظام قدم أسلحة وأموالاً لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ثم توجه إلى أعضاء وفد المعارضة بالقول «بإمكانكم أن تأخذوها وتصوروها».

 

دعم أنقرة لـ «عاصفة الحزم» انعكاس لموافقة الرياض على استراتيجية الأتراك ضد الأسد

مكالمة أوباما لأردوغان تحسن في علاقات سيئة… تقارب في الملف السوري واحتمال المساعدة في استرداد الموصل

إعداد إبراهيم درويش:

لندن – «القدس العربي»: لماذا أقدمت الحكومة التركية على دعم «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية في اليمن؟ وما هي فرص تحسن العلاقات الأمريكية – التركية؟ وما هي إمكانيات تعاون أنقرة في حرب تنظيم الدولة الإسلامية؟ فتحسن العلاقات بين انقرة والرياض جاءت في وقت وصلت فيه العلاقات بين الرئيس باراك أوباما والرئيس التركي طيب رجب أردوغان لأدنى حالاتها حيث لعبت المسألة السورية دورا في تردي العلاقات. ومن هنا جاءت المكالمة الهاتفية التي تحدث فيها أوباما مع أردوغان في 27 آذار / مـارس الماضي كنقطة تحول في العلاقات الباردة بينهما. وجاءت بعد ستة أشهر من الصمت في واشنطن تجاه أنقرة. وكما يناقش سونر جاغباتاي، مدير برنامج الدراسات التركية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فقد جاء توقيت مكالمة أوباما في وقت ترغب فيه واشنطن الحصول على إذن من الحكومة التركية لاستخدام قواعدها الجوية لانطلاق طائرات بدون طيار وطلعات جوية في العملية المقبلة لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. ويبدو أن لدى تركيا استعداد لتلبية مطالب الحكومة الأمريكية وهو ما سيؤدي لذوبان الجليد في العلاقات الثنائية بين البلدين التي شابها سوء الفهم منذ عام 2013.

 

ملفات

ويظل التحسن في العلاقات رهنا بالتحرك الأمريكي في عدد من الملفات أهمها الملف السوري حيث تفترق مواقف البلدين تجاهه، ففي الوقت الذي ترى الحكومة التركية الإطاحة بالرئيس بشار الأسد هدفا نهائيا تصبو لتحقيقه، تعتقد الولايات المتحدة أن مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق سابق على أي ترتيبات جديدة في سوريا. ويضاف للملف هذا قضايا تتعلق بالأكراد وصفقات أسلحة وصياغة أمريكا لبيان يتعلق بذكرى مذابح الأرمن، واستعداد تركيا لمراقبة حدودها مع سوريا لمنع تدفق المتطوعين الأجانب. وتتزامن هذه الموضوعات مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في تركيا.

ويشير جاغباتاي إلى مسار التدهور في العلاقات الأمريكية – التركية والتي جاءت على خلفية انتقاد الحكومة الأمريكية معاملة انقرة للمتظاهرين في حديقة «غيزي» وانتقاد أنقرة الإدارة الأمريكية لدعمها لانقلاب عبدالفتاح السيسي ضد الرئيس محمد مرسي الذي كان يلقى دعما من حكومة العدالة والتنمية في تركيا. ويرى الكاتب أن التطورات أثرت على العلاقات الحميمة بين أوباما وأردوغان التي تطورت بحذر بعد فترة من البرودة بين البلدين. وقد تأثرت العلاقة عندما رفضت تركيا التصويت في حـزيران / يونيو 2010 على مشروع قرار دعمته واشنطن لفرض عقوبات جديدة على إيران.

وعادت واشنطن وأصلحت العلاقة بين البلدين في لقاء تم على هامش قمة العشرين الذي انعقدت في تورنتو الكندية، وهو ما انعكس على علاقة التعاون الإيجابية بين الرئيسين في الفترة ما بين 2010- 2013. إلا أن الخلافات في المواقف حول التعامل مع المتظاهرين والموقف من الإخوان المسلمين فقد توقف التواصل بين الرئيسين وآخر مرة تحادثا فيها كانت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 عندما اتصل أوباما ليعلم أردوغان عن قراره تزويد المقاتلين الأكراد في بلدة عين العرب/ كوباني بأسلحة أمريكية. وعندما اعترض أردوغان على الخطوة نظرا لأن مقاتلي الحماية الشعبية المرتبطين بحزب الاتحاد الديمقراطي تراهم أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني «بي كي كي» لكن أوباما أكد للرئيس التركي أن إدارته ستمضي في قرارها. ولعل الموقف من تنظيم الدولة كان من القضايا التي أوقفت التعاون بين البلدين. فقد ترددت أنقرة الدخول في الحرب ضد الجهاديين خوفا من استهداف مقاتلي تنظيم الدولة ضريح جد العثمانيين سليمان شاه في شمال سوريا، ولخشيتها على حياة 46 رهينة تركية لدى التنظيم بعد سيطرته على الموصل. وحتى بعد تأمين الرهائن ظلت أنقرة مترددة في دعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة. وزاد في التوتر قرار أنقرة شراء أسلحة صينية. لكن الموضوع السوري كان السبب في افتراق المواقف، خاصة أن تركيا ترى في النظام السوري أصل المشكلة وتجب مواجهته قبل الجهاديين.

 

خطوة للتعاون

ومع ذلك تظل المحادثة الهاتفية بين أوباما وأردوغان مهمة في ضوء استعداد أنقرة زيادة التعاون للقضاء على تنظيم الدولة. كما أنها زادت من تنسيق الأتراك وتعاونهم مع الوكالات الأمنية الغربية لمنع تدفق الجهاديين الأجانب إلى سوريا. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الحكومة التركية تفكر في إغلاق معبرين حدودين مع سوريا. وفي هذا الاتجاه يرى جاغباتاي أهمية في التعاون في دحر تنظيم الدولة الإسلامية نظرا لخوف واشنطن من قيام التنظيم تنفيذ هجمات ضدها وضد حلفائها في الخارج، ولهذا ترى واشنطن أهمية في استمرار التعاون بين أنقرة والدول الغربية لمنع الجهاديين الأجانب التدفق نحو سوريا.

من جانبها وافقت الولايات المتحدة على تدريب وتسليح المعارضة السورية إلى جانب البرامج التي تقوم بها الأردن وقطر والسعودية وسيتم تدريب المعارضة السورية في معسكرات بمنطقة كيرسير ومن المتوقع ان يبدأ التدريب في شهر أيار /مايو ويهدف البرنامج لتدريب 10.000 مقاتل بنهاية العام الحالي. ولكن البرنامج مخصص من أجل مواجهة تنظيم الدولة وإضعافه ولهذا لا يلبي طموح تركيا، أي المساهمة في انهيار نظام الأسد. ولأن اللغة التي صيغ بها الاتفاق غامضة فالإطاحة بالأسد تظل مطروحة على الطاولة. وستظل أنقرة مصرة على دعم الولايات المتحدة لمنطقة حظر جوي في شمال سوريا والتي تهدف لحماية مناطق المعارضة. ورغم تردد واشنطن في هذه القضية إلا ان الغارات الجوية التي تشنها على مواقع الدولة قد تساعد في تحديد حدود المنطقة الجوية العازلة.

 

قضايا أخرى

ومع اقتراب وجهات النظر بين البلدين حول سوريا هناك حاجة للتوافق حول ملفات أخرى مثل التعاون مع الأكراد، خاصة أن حكومة أنقرة تجري محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني. ويقترح الكاتب قيام الحكومة الأمريكية تشجيع التعاون بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان في العراق خاصة أن التعاون قائم في المجال الإقتصادي. وتقدم أنقرة الدعم لحكومة إربيل في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ويقتضي التعاون توسيعه ليشمل الموصل حيث تعتبر قاعدة إنشريلك في جنوب البلاد حيوية لأية عمليات جوية قادمة تهدف لاستعادة الموصل. وقد تقوم الولايات المتحدة بالضغط على الحكومة التركية كي تسمح باستخدام القواعد العسكرية للعمليات إضافة لتقديم الدعم اللوجيستي والتبادل الإستخباراتي والطائرات بدون طيار.

وفي الموضوع الأرمني قد تجد واشنطن نفسها تحت ضغوط لاستخدام كلمة «إبادة» الأرمن في المذابح التي جرت لهم في عام 1916 خاصة أن المئوية الأولى تقترب. وفي النهاية يرتبط التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والعسكرية بالسياسة المحلية.

فمن المتوقع أن يحتفظ حزب العدالة والتنمية باليد العليا في السياسة التركية وانتخابات 7 حزيران/ يونيو المقبل. لكن أنقرة ستظل حذرة في مجال التعاون ضد تنظيم الدولة لخشيتها من عمليات انتقامية قد تؤدي لتراجع شعبية الحزب. وعلى العموم فقد يشهد العام الحالي تحسنا في العلاقات حالة استطاعت الحكومتان تجاوز خلافاتهما وعززتا التعاون. وعليه فستكون مشاركة أوباما في قمة العشرين التي ستعقد نهاية العام الحالي بأنطاليا تتويجا للعلاقات حيث تستقبل أنقرة قادة الدول الكبرى. وفي الوقت الذي يعبر التقارب الأمريكي – التركي عن تحول إيجابي في مسار علاقات صعبة إلا أن التقارب التركي – السعودي يمثل معضلة لأنقرة خاصة عندما يرتبط الأمر بمجريات الوضع في اليمن.

 

مع السعودية

ومن هنا يرى أرون ستين الزميل الباحث في المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن أن التحسن في العلاقات التركية – السعودية أثمر دعما تركيا للحملة التي تقودها الرياض في اليمن. مشيرا لاجتماع أردوغان مع العاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز الشهر الماضي.

ويقول إن الدعم الذي قدمته أنقرة للحملة أثار تكهنات حول تدخل عسكري تركي مفتوح. وتوصل عدد من المراقبين أن تركيا أصبحت وبشكل واضح جزءا من المحور السني الذي تقوده السعودية والذي يحاول تحدي إيران. وبالتأكيد هناك قدر من الصحة في تفسيرات المراقبين خاصة أن أردوغان ربط بين صعود الحوثيين في اليمن بالدعم الإيراني لهم وطالب إيران والجماعات الإرهابية الخروج منه.

ورغم ذلك يعتقد الكاتب في مقاله الذي نشره موقع مجلة «فورين أفيرز» أن تصوير العلاقات التركية – السعودية ليست بهذه البساطة فلطالما طبعت بالانقسام والبراغماتية. ويرى الكاتب أن رغبة أردوغان بإصلاح الجسور مع السعودية دفعته لدعم الحملة السعودية في اليمن. وفي الماضي اتسمت علاقات تركيا مع السعودية باحترام سياسات المملكة خاصة فيما يتعلق بقرار الأخيرة نشر قوات في مملكة البحرين إلا ان البلدين وجدا نفسيهما على طرفي النقيض في عدد من الملفات. ومن أهم الملفات الخلافية كان صعود الإخوان المسلمين في مصر والذين لقوا دعما من تركيا ومعارضة من السعودية، وبشكل أوسع اختلف البلدان حول حالة الإسلام السياسي ووضعه في العالم العربي. فبعد ثورات الربيع العربي عام 2011 قدمت تركيا نفسها كمدافع عن التغيير الديمقراطي.

وفي عام 2012 تحدث أحمد داوود أوغلو، الذي كان وزيرا للخارجية قبل أن يتولى رئاسة الوزراء عن ثوابت جديدة في العلاقة مع العالم العربي والتي تقوم على «القيم» وتؤكد على «الديمقراطية والشرعية الشعبية». وهاجم الانظمة العتيقة في المنطقة التي قال إنها تقف على الجانب الخطأ من الـتاريخ بدعمـها الـقمع. وفي كانـون الأول /ديسـمبر العـام الماضي انتقد أوغلو الرياض بشكل أكثر صراحة، حيث اتهمها بالتعاون مع الغرب لمنع الديمقراطية ووضع المنطقة تحت حكم المستبدين.

 

سوريا

ومع أن خلافات تركيا والسعودية تركزت حول مصر إلا أنهما اختلفتا حول سوريا، الخلاف الذي أدى لشرذمة المعارضة السورية. فدعم كل دولة تيارا أو فصيلا خارج التيار الرئيسي في الجيش السوري الحر أثر سلبا على جهود الإطاحة بالنظام الذي تدعمه إيران. ففي شمال سوريا دعمت السعودية «جبهة ثوار سوريا» وحركة «حزم» فيما فضلت تركيا دعم جبهة النصرة وأحرار الشام.

وأكدت أنقرة أنها لا تريد دعم التطرف في سوريا ولكن تحفيز الجماعات هذه على قتال تنظيم الدولة الإسلامية إضافة لقتال نظام الأسد. ودعمت تركيا الجهود القطرية التي حاولت من خلالها دفع جبهة النصرة لفك ارتباطها بتنظيم القاعدة. ويلاحظ ستين أن هناك تقارب بين تركيا والسعودية على الساحة السورية وهو ما انعكس على حالة التقارب بينهما في موضوع اليمن. ويعتقد أن العملية ضد الحوثيين هي ثانوية لهذه التعاون المتزايد بينهما في سوريا ويجب والحالة هذه فهم التحول في السياسة بشكل مترادف.

ويرى أن السعودية هي التي دعمت في النهاية الإستراتيجية التركية في سوريا وبـدأت بالـتعاون وبشكل وثيق معها لتوحيد الفصائل الإسلامية في الشمال. ويرى أن تطورات ثلاثة أسهمت في تحسن العلاقات بين البلدين. الأول يتعلق بتخفيف الرياض حدة موقفها من الإخوان المسلمين بعد رحيل الملك عبدالله في كانون الثاني (يناير). فـقد اعترف الملك سـلمان الذي لا يزال يشك بالجماعة بأن الخلاف حولها يعرقل السياسة الخارجية السعودية. التطور الثاني يتعلق بهزيمة كل من «جبهة ثوار سوريا» وـحركة «حزم» على يد جبهة النصرة مما حرم الرياض من حلفاء على الأرض في نزاع تريد تحقيق النـصر فيه. أما التطور الثالث فيرتبط بقلق السعودية حول إيران التي انتهزت فرصة الفوضى في العالم العربي وبنت تأثيرها في العراق وسوريا ولبنان وأخيرا في اليمن. فسيطرة الحوثيين على هذا البلد الأخير تعني إكمال حلقة الحصار على السعودية من منافسين شيعة. ومن هنا فلا بد أن يكون أردوغان والملك سلمان ناقشا سبل التعاون وحرف السياسة في سوريا ومن هنا جاء الدعم اليمني كأثر جانبي. وفي النهاية لا يكلف دعم أنقرة الحملة في اليمن الكثير بل ويعزز استراتيجيتها في سوريا، خاصة أن الهدف النهائي لأنقرة هو الإطاحة بنظام الأسد.

 

إيران

 

ولا يعني التقارب في الملفين السوري واليمني اتفاقا بين السعودية وتركيا حول إيران. فأنقرة تنظر لطهران بطريقة مختلفة عن الرياض. وعلى خلاف السعودية التي تتعامل برؤية أيديولوجية حول الخطر الإيراني يتجذر الموقف التركي في البراغماتية. ومن غير المحتمل والحالة هذه تخلي تركيا عن علاقاتها مع إيران بطريقة تخدم الطموحات السعودية في المنطقة. وتعترف تركيا بدور إيران القوي في المنطقة. وأشار داوود أوغلو في كتابه «العمق الإستراتيجي» إلى المثلث الإقليمي المكون من إيران وتركيا ومصر والذي يغلف دولا عربية مصطنعة وضعيفة. وتحدث عن المدار الإقليمي الذي تتحرك فيه كل دولة فيه. فمثلا تركيا تؤثر على حوض الأناضول وسوريا وشمال العراق. أما إيران فتؤثر على جنوب العراق وحوض الرافدين فيما يشمل مدار مصر شمال أفريقيا والشرق العربي.

وتعترف هذه النظرة بمحدودية التأثير التركي حتى وإن كانت أنقرة تتنافس مع طهران. ولكن البلدين يشتركان برؤية واحدة وهي منع ولادة دولة كردية. فتركيا وإيران تدعمان فصائل كردية مختلفة لكنهما بحاجة لبعضهما البعض من أجل مراقبة هذه الحركات. وفي إطار آخر يقول الكاتب إن تركيا لا تتشارك مع السعودية في موقفها بشأن المشروع النووي الإيراني. وتدعم تركيا حق إيران بتخصيب اليورانيوم طالما اقتصر على الأغراض المدنية. وبالمقابل تتعامل السعودية ودول الخليج مع المشروع النووي الإيراني بطريقة متشددة وتنظر إليه كأداة بيد إيران لتعزيز هيمنتها في المنطقة.

وترتبط تركيا بمصالح تجارية قوية مع إيران التي تصدر نسبة 90% من غازها الطبيعي لتركيا، وهو ما يشكل 20% من الاسـتهلاك السنوي الذي تحتاجه أنقرة. ولهذا ترى الأخيرة في اتفاق نووي يحل مشـكلة إيران مع الدول الكبرى ويؤدي إلى رفع العقوبات مصلحة لها. وفي النهاية تمنع المصالح الإقتصادية التركية أنقرة من اتخاذ قرار يؤثر على علاقتها مع طهران. وهنا خلاف آخر بين السعودية وتركيا. فأنقرة تعتمد على تصدير منجزها الاقتصادي وتعتبر العقوبات المفروضة على طـهران عائـقا أمام التعـاون بين البـلدين. وفي المقابل يعتمد اقتصاد السعودية على النفط ولهذا لا تمانع في تشديد العقوبات على طهران. وبالمحصلة فقد استطاعت تركيا الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران رغم دعم كل منهما طرفي في الصراع السوري. وقد تم هذا نظرا للمدخل الحذر الذي تبنته أنقرة.

وسيطبق نفس التكتيك في العلاقة مع السعودية حيث سيستمر البلدان في خلافاتهما حول دور الإسلام السياسي ومصر وسيتفقان على الملفين اليمني والسوري.

 

دمشق: فصائل فلسطينية موالية للنظام.. تتعهد بـ”تحرير” مخيم اليرموك

تتجه الأمور في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، إلى التصعيد أكثر مع إعلان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجلادني، نفاد فرص “حل سياسي” لإنهاء معاناة السكان العالقين هناك، وتقدر أعدادهم بحوالى 10 آلاف فلسطيني، إلى جانب بضع مئات من السوريين.

 

وقال مجدلاني، الذي يبحث مع المسؤولين السوريين “خطة لإنقاذ المخيم” من خطر تنظيم “الدولة الإسلامية” بحسب مسؤولين فلسطينيين، إن “هناك تعاوناً بين سوريا والفلسطينيين من أجل أي خطوات لاحقة تتخذ في مخيم اليرموك”. ولفت خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس في فندق “داما روز” في دمشق، إلى أن “القرار سيكون مشتركاً بين الجانبين لاستعادة المخيم من الإرهابيين الظلاميين الذين يسيطرون عليه الآن”.

 

وأضاف “القيادة السورية تعاطت مع وضع المخيم بحساسية عالية منذ دخول التنظيمات الإرهابية إليه أواخر 2012 لوضعه الخاص ورمزيته كونه يشكل عاصمة الشتات الفلسطيني من حيث الحجم والعدد السكاني والدور الوطني التاريخي الذى لعبه في انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة”، وبناءً على السياسة التي اتبعتها السلطات الأمنية السورية “لم يتم طرح أي حل أمني سوري كي لا يبدو أن هناك موقفاً سورياً لتصفية القضية الفلسطينية أو تدخلاً فلسطينياً كي لا يبدو اقتتالا فلسطينيا فلسطينياً”.

 

مجدلاني ألمح إلى إمكان حدوث تحرك مشترك بينهم وبين قوات الأمن السورية، وقال “الخيارات التي كانت مطروحة سابقاً لإنجاز الحل السياسي قضى عليها المسلحون الارهابيون نتيجة إجرامهم الذي مارسوه من قتل واختطاف واغتصاب، الأمر الذي وضعنا أمام خيارات أخرى تذهب الى حل امني يراعي الشراكة مع الدولة السورية باعتبارها صاحبة السيادة على أراضيها”. لكنه ترك إقرار هذا الموضوع للمعنيين في دمشق.

 

واتهم مجدلاني أطرافاً إقليمية في التطورات الأخيرة الحاصلة في مخيم اليرموك لمحاولة “خلق جغرافيا سياسية جديدة جنوب دمشق باعتبار المخيم النقطة الأقرب إلى العاصمة”، وشدد على أن “الجهد الفلسطيني تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم ودحر الإرهابيين منه، مع الحرص الشديد على مراعاة حياة المواطنين السوريين والفلسطينيين المقيمين بالمخيم”.

 

وأعلن مجدلاني إجلاء 2000 شخص من المخيم “بالتعاون مع الحكومة السورية”، الأمر الذي نفاه ناشطون في المخيم في أكثر من مناسبة، مؤكدين أن من خرج من المخيم أقل من هذا العدد بكثير، ومن دون مساعدة من أحد. وفي هذا الإطار قال إنه تم “الإتفاق مع وزارة الشؤون الاجتماعية على توفير متطلبات الإجلاء الآمن للمواطنين الراغبين بالخروج من المخيم وتأمين مراكز إقامة مؤقتة لهم في منطقة قدسيا، وحشد الدعم والتأييد الإغاثي والإنساني إضافة إلى الدعم المقدم من الحكومة السورية”.

 

في موازاة ذلك، أعلن أمين سر “تحالف قوى المقاومة الفلسطينية”، خالد عبد المجيد، من دمشق، أن فصائل تحالفه تحظى بتأييد كبير لقتال تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” في المخيم، وأشار إلى أن مجدلاني كان حاضراً على هذا التأييد في اجتماع عقدته الفصائل، الأربعاء.

 

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن عبدالمجيد قوله إن “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وحركة فتح الانتفاضة، واللجان الشعبية الفلسطينية، وقوات الدفاع الوطني” نجحت في “دحر تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين” من عدد من شوارع المخيم، مؤكداً أن ميدان المواجهات حالياً يشهد تقدماً لصالح الفصائل الفلسطينية على حساب مقاتلي “داعش”، على حد زعمه.

 

موسكو: ورقة بديلة من النظام من 7 نقاط

رفض وفد النظام السوري الورقة التي قدمتها قوى المعارضة والشخصيات المستقلة، الأربعاء، مقترحاً ورقة جديدة مكونة من 7 نقاط. وهي بحسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية تركّز على “دعوة المجتمع الدولي لممارسة الضغوط الجادة والفورية على كافة الأطراف العربية والدولية من قطر والسعودية وتركيا وغيرها لوقف ما تقوم به من دعم للإرهاب”.

 

وتتضمن ورقة وفد النظام مطالبة “المجتمع الدولي الرفع الفوري والكامل لكافة العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري، إضافة إلى تسوية الأزمة السورية على أساس توافقي انطلاقا من مبادىء بيان جنيف الصادر عام 2012 ووجوب استناد حامل أي تسوية سياسية إلى السيادة الوطنية والإرادة الشعبية”، وذلك ضمن شروط محددة، أولها “الحفاظ على السيادة السورية ووحدة سورية أرضاً وشعباً” والتأكيد على أن “إنتاج أي عملية سياسية يتم بالتوافق وتعزيز المصالحات الوطنية ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في مكافحة الإرهاب”.

 

ولا يأمل الكثيرون أن ينتج عن هذه اللقاءات أي قرارت مهمة. ويبدو تجاهل النظام لورقة المعارضة خير دليل على تلك الحال، لاسيما أن وفد الأسد اعتبر أن المعارضة وضعت بنوداً وقدمتها في ورقة عمل “من دون تنسيق معه”، بحسب الوكالة الروسية، فضلاً عن قيام المخابرات السورية باعتقال عضو اللجنة السياسية والتحضيرية في لقاء القاهرة، والمكتب التنفيذي في هيئة التنسيق، التي تشارك في مشاورات موسكو، صالح النبواني، الأربعاء.

 

وعلى الرغم من رفض النظام لورقة المعارضة، إلا أن سفير دمشق في موسكو، رياض حداد، وصف اللقاءات التي تجري بـ”الواعدة والمثمرة”، معتقداً، في تصريحات أدلى بها لوكالة “إنترفاكس” الروسية، أن تحمل الجلسة الختامية المنعقدة، الخميس، “نتائج إيجابية”.

 

وفي انتظار انتهاء الجلسة المسائية وعقد مؤتمرين صحافيين للطرفين المتشاورين في موسكو بحسب ما أعلن الخميس، أعرب وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، عن أمله في أن يتوصل الفريقان إلى “مزيد من التفاهم”. مؤكداً أن بلاده كانت مرحبة بزيادة عدد المشاركين في اللقاء التشاوري. وقال في مؤتمر صحافي، عقده مع نظيره الأرمني، إدوارد نالبنديان، الأربعاء “هدفنا ليس استبدال الجهود الرامية إلى إطلاق مفاوضات رسمية وإنما تهيئة الظروف لمفاوضات مثمرة إلى أقصى حد وأكثر تمثيلا”.

 

وأشار لافروف إلى أن بيان “جنيف-1″، الذي يعتبر أساس أي تسوية، يؤكد على ضرورة إجراء حوار يشمل “كافة الأطياف السورية”، وكل المحاولات التي فشلت في إيجاد حل حتى الآن هي بسبب تعنت بعض الدول الغربية على تنصيب شخصيات من مجموعة واحدة فقط من السوريين للحديث في هذا الموضوع، في إشارة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. واستعان بما أسماه “اعتراف الأطراف المعنية” بسلبية هذا النهج، وهو ما يدفع موسكو حالياً إلى دعم اللقاءات الجارية على أراضيها، والعمل بالتوازي مع مصر على توحيد المعارضة السورية وفق “جنيف-1”.

 

واعتبر لافروف أن الغرب “غيّر نبرته تجاه الأسد الذي لا يزال يحظى بدعم كبير في سوريا (..) لأنهم يدلون بتصريحات لم يدلوا بها منذ زمن قريب، ومن الأفضل أن يحدث ذلك بشكل متأخر من أن لا يحدث أبداً”. وأضاف “إنهم عولوا على أن كل شيء سينتهي بسرعة وأن النظام سيسقط، وكانوا يقنعون الجميع بأن النظام فاسد ولا توجد لديه أية قاعدة في المجتمع السوري، إن ذلك كان كذباً، لأن النظام يحظى حتى الآن بدعم عدد كبير من السوريين يصل إلى 50-60 في المئة”.

 

هل يجتاح “داعش” ريف حلب بعد اغتياله قادة “الشامية”؟

تبنى تنظيم “الدولة الإسلامية”، عمليتين انتحاريتين، الثلاثاء، استهدفتا مقرين لـ”الجبهة الشامية” بريف حلب الشمالي، الأولى في مارع شمالي حلب، والثانية في بلدة حور كيليس القريبة من الحدود التركية.

 

الشاحنتان المفخختان كانتا من نوع “كيا” يقودهما انتحاريان، ومزودتان بخزانين لنقل المحروقات، وتمّ تحميل كل واحدة منهما بما يزيد عن 10 أطنان من المواد المتفجرة.

 

استهدفت الأولى المربع الأمني في مارع، مركز عمليات “الشامية” في قتالها ضد التنظيم، وأدى الانفجار إلى نسف مبنى القيادة وغرفة العمليات، التي كانت تشهد اجتماعاً عسكرياً لقادة “الشامية” بحضور قيادي من “جبهة النصرة”. أودى الانفجار بحياة 14 شخصاً، بينهم قياديون مهمون في “الشامية”؛ يحيى زكريا حافظ، وحازم الصالح ابن عم القائد السابق “لواء التوحيد” عبدالقادر الصالح “حجي صالح” الذي إغتاله النظام نهاية العام 2013 في مدرسة المشاة بغارة جوية. كما قتل الأمير في “جبهة النصرة” أبو ماريا البابي. ويبقى عدد القتلى مرشحاً للارتفاع بسبب الاصابات البالغة في صفوف الجرحى، ومن بينهم مدنيون دمرت منازلهم القريبة من مكان التفجير.

 

الشاحنة المفخخة الثانية، استهدفت “كتيبة شهداء منبج” التابعة لـ”الشامية” في حور كيليس، وتسببت بمقتل 18 شخصاً بينهم قادة، تم انتشال جثثهم بصعوبة من تحت ركام المدرسة التي كانوا يتخذونها مقراً لهم. كما أودى الانفجار بحياة امرأة وطفلتها، قضوا تحت ركام منزلهم القريب من مكان الانفجار، وجرح أكثر من عشرة مدنيين آخرين.

 

من جانبه، نشر التنظيم عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، صور منفذي الهجومين الانتحاريين، وقال إنه استهدف بالعمليتين مقاراً أمنية تابعة لـ”المرتدين والصحوات” بريف حلب، متوعداً بعمل عسكري وشيك.

 

وعلى إثر العمليات الانتحارية، دفعت المعارضة المسلحة بتعزيزات عسكرية إلى جبهاتها شمالاً، ورفعت أعداد مقاتليها في خطوط الدفاع الأولى. كما تلت العمليتين الانتحاريتين اشتباكات عنيفة، على محاور مارع وحور كيليس وصوران، واستخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة، ولم تسفر عن أي تعديلات تذكر في خريطة السيطرة. فيما تحدثت مصادر عن تعزيزات عسكرية؛ دبابات ومقاتلين، استقدمها التنظيم إلى جبهاته بريف حلب، قادمة من مدينة الباب ومنبج شرقي حلب.

 

من جانبه، القائد في “الجبهة الشامية” أحمد محمد علي، تحدث لـ”المدن” عن نية التنظيم التقدم غرباً في ريف حلب الشمالي، للتعويض عن خسارته في كوباني وريفها في الشرق. وأضاف أن التنظيم يتبع التكتيك العسكري ذاته عندما يريد السيطرة على موقع جديد، حيث يدفع بالمفخخات أولاً، ومن ثم تليها اقتحامات عناصره المدججين بالأحزمة الناسفة. محمد علي أشار إلى أن التعزيزات الأخيرة للمعارضة، ليست كافية، بالمقارنة مع حجم التعزيزات التي حشدها التنظيم، وإذا بقي الوضع على حاله، فإن كارثة قد تحل بحلب.

 

الفلتان الأمني والارتباك، سمتان بارزتان، في صفوف المعارضة قبل وبعد التفجيرات؛ فاختراق الانتحاريين لكل الحواجز ونقاط التفتيش، والوصول إلى عقر دار “الشامية” وقتل قادتها، شكّل صفعة من العيار الثقيل للمعارضة المسلحة، ما طرح أسئلة عديدة، حول نية التنظيم التقدم، والبدء بعمل عسكري لبسط سيطرته على ريف حلب الشمالي. وما هو هدف التنظيم من وراء العمليات الانتحارية في هذا التوقيت؟ ولماذا لا يتقدم وهو على دراية تامة بالوضع العسكري والانتشار لفصائل المعارضة المنشغلة على أكثر من جبهة، عبر خلاياه المنتشرة بكثرة في حلب وريفها؟

 

لكن التنظيم لا يبدو مؤهلاً، في الوقت الحاضر، لخوض معارك جديدة، بالتزامن مع تراجعه المستمر في ريف عين العرب “كوباني”. وذلك على الرغم من دعايته المستمرة الترويجية لعمل عسكري ضخم في ريف حلب. كما أن لا مصلحة له، في السيطرة على مناطق هو على يقين أنها لن تكون خزاناً بشرياً يدعم صفوف مقاتليه، لقلة مناصريه فيها، وهي مناطق منكوبة اقتصادياً، ويقتصر العمل فيها على الزراعة.

 

وفي السياق، أكد القائد في “الجبهة الشامية” العقيد أبو فراس، لـ”المدن”، أن تنظيم “الدولة”، أراد توجيه عدد من الرسائل للمعارضة، بغرض لفت الأنظار إليه من جديد في حلب، وبأنه ما زال قوياً ويستطيع التقدم متى شاء، لكنه يكتفي بتصفية قادة بارزين من المعارضة بين الحين والآخر، وخاصة من “الشامية” كبرى فصائل حلب وعدوته اللدود.

 

وأضاف أبو فراس، بأن التنظيم لا يزال نشطاً في المناطق التي اندحر منها مطلع العام الماضي في حلب، عن طريق خلاياه النائمة ومؤيديه، الذين يرصدون المنطقة بالكامل، وعلى دراية بأدق التفاصيل العسكرية. وأكد أبو فراس، أن جميع فصائل المعارضة تتحمل مسؤولية الفلتان الأمني والاختراقات في صفوفها، ودعا لإشراك الخبرات الأمنية والعسكرية، في عمل المؤسسة الأمنية بحلب، لاتخاذ قرار حاسم حول مقاتلة التنظيم، وكل من يمت له بصلة، في مناطق سيطرة المعارضة.

 

“النصرة” تطلق ناشطاً في “إرفع علم ثورتك”.. بعد تعذيبه

أطلقت “جبهة النصرة” في حلب، مساء أمس، سراح الناشط المدني ريان ريان بعد اعتقاله يوم الثلاثاء من المنطقة الصناعية في منطقة بستان القصر من قبل ملثمين تابعين لها واحتجازه في مكان غير معروف.

 

ونشرت “النصرة” صوراً تظهر آثار التعذيب الشديد التي نفذته بحق ريان، بناء على مجموعة من التهم الموجهة إليه كالتعامل مع النظام وسب “النصرة” والمشاركة في حملة “إرفع علم ثورتك” وحملة “علم الثورة لا نساوم عليه” التي انطلقت قبل أيام إثر قيام عناصر من كتائب إسلامية مختلفة بتمزيق وحرق أعلام الثورة السورية كونها تمثل “العلمانية الكافرة”.

 

وتسيطر النصرة على أجزاء واسعة من محافظة حلب شمال سوريا، كما بسطت سيطرتها أخيراً بالتعاون مع فصائل أخرى على مدينة إدلب القريبة منها، في وقت يشهد فيه الشمال السوري مزيداً من الانتهاكات ضد حرية التعبير وحقوق الإنسان مع انتشار الجماعات الإسلامية المتشددة التابعة لتنظيم “القاعدة” هناك.

 

اليوم الأخير من مفاوضات موسكو بلا بوادر اتفاق

إيلاف – متابعة: قالت ميس كريدي امين سر هيئة العمل الوطني الديموقراطي السوري المعارضة المشاركة بشكل شخصي ان الجانبين قد يوقّعان في المساء وثيقة تتضمن نقاطا عدة، لكن اهميتها ستكون رمزية.

 

واضافت لـ”فرانس برس” ان ممثلي المعارضة والنظام يناقشون خطة من ثماني او تسع نقاط “ما زلنا نعمل على المسودة، ولكن من المؤكد تقريبا ان يتم توقيعها”. واوضحت ان المسودة تنص على عملية خروج من الازمة على اساس “مؤتمر جنيف 1” او “مساندة الجيش الوطني في حربه ضد الارهاب”.

 

وهذه مبادئ عامة تمت مناقشتها خلال اجتماع موسكو الاول في كانون الثاني/يناير حيث تم الاتفاق على احترام وحدة وسيادة سوريا” وعلى “مكافحة الارهاب الدولي” و”حل الازمة السورية بالطرق السياسية والسلمية وفقا لبيان مؤتمر جنيف في 30 حزيران/يونيو 2013″، ورفض اي تدخل خارجي ورفع العقوبات عن سوريا.

 

وبعد الاخفاق في اجتماع موسكو 1 في كانون الثاني/يناير، بدت آمال التوصل الى اتفاق على مبادئ مشتركة ضعيفة حتى قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات التي تضم ثلاثين معارضا بتمثيل محدود جدا، والذين اختارت دمشق العديد منهم.

 

وأفشل النظام السوري جهودا بذلتها موسكو لتأكيد مشاركة ابرز مكونين في معارضة الداخل في الاجتماع، برفضه رفع حظر السفر المفروض على بعض المعارضين، من أمثال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين. وبرغم الدعوة الروسية، أعلن الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، الذي يعتبره المجتمع الدولي المعارضة الرئيسة للنظام في دمشق، مقاطعة الاجتماع.

 

وقال رئيس جمعية الديموقراطية والتعاون في سوريا سمير العيطة، المشارك في الاجتماع، لوكالة فرانس برس “يجب الا ننسى ان لا احد في هذه الجلسة يمثل الشعب السوري”.

وبعد يومين من المحادثات الاثنين والثلاثاء بين المعارضين انفسهم، وأول اجتماع مع مبعوثين من دمشق الأربعاء، اشار العيطة الى ان اجتماع موسكو 2 “قد لا يحقق الكثير”.

 

وبالنسبة الى رندا قسيس، مؤسسة ورئيسة حركة المجتمع التعددي فان تركيبة المعارضة المدعوة هي احد اسباب المشكلة. واضافت قسيس “طالما تركيبة المعارضة بهذا الشكل فلن نحقق شيئا. لا يوجد فريق عمل، هناك فقط قبائل تحاول فرض أفكارها على الآخرين”. واعتبرت ان “النظام يستفيد من ضعفنا وانقسامنا. ممثل الحكومة ليست لديه امكانية المناورة، لكنه يحاول اللعب على خلافاتنا”.

 

من جانبه، تبنى النظام السوري لهجة متفائلة، اذ وصف السفير السوري في موسكو رياض حداد اللقاء بانه “مثمر ومليء بالآفاق”، بحسب ما اوردت وكالة انترفاكس الروسية.

وبحسب التلفزيون السوري فان المشاركين في المفاوضات يتبعون جدول اعمال أعده الوسيط الروسي فيتالي ناومكين. ومن المسائل المدرجة فيه ارساء مناخ ثقة بين النظام والمعارضين.

 

ميدانيا، يستعد الجيش السوري لشن عملية عسكرية على مخيم اليرموك الفلسطيني في جنوب دمشق، بالتعاون مع فصائل فلسطينية، لطرد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس الى العمل على تفادي “مجزرة” في مخيم اليرموك قائلا في تصريحات صحافية “حان الوقت للقيام بعمل ملموس لانقاذ الارواح (..) لا يمكن ان نبقى مكتوفي الايدي والسماح بحدوث مجزرة، لا يجب التخلي عن سكان اليرموك”.

 

وشدّد على ان “ان ما يجري في اليرموك غير مقبول” مشيرا الى ان “سكان اليرموك وبينهم 3500 طفل، اضحوا دروعا بشرية”. وعلاوة على ذلك، يستمر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بضرباته على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية. واعلنت كندا الاربعاء انها نفذت اولى ضرباتها الجوية بالقرب من مدينة الرقة، معقل الجماعات الجهادية في سوريا.

 

وموسكو، الحليف القوي لدمشق، تسعى عن طريق فرض نفسها كمضيف للمفاوضات السورية، الى احياء عملية السلام المحتضرة لصراع أودى بحياة أكثر من 215 الف شخص.

 

دعوة أممية لحل سياسي بسوريا وفشل لقاء موسكو  

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه طلب من الوسيط الدولي في سوريا ستيفان دي ميستورا التركيز أكثر على إعادة إطلاق عملية سياسية في محاولة لإنهاء الأزمة في البلاد، وذلك بعد أن اختتم لقاء موسكو بين وفد من المعارضة وممثلي النظام الخميس دون اتفاق.

 

وقال بان للصحفيين الخميس “طلبت من دي ميستورا التركيز الآن أكثر على إعادة إطلاق عملية سياسية، أريد التأييد الكامل. لا حل عسكريا. الحل السياسي فقط. الحوار هو الذي يمكن أن يكون الإجابة عن ذلك.”

 

ويعكف الوسيط دي ميستورا منذ أكتوبر/ تشرين الأول على العمل من أجل التوصل إلى هدنة محلية في مدينة حلب الشمالية، وأعلن يوم 17 من فبراير/ شباط أن الحكومة السورية ترغب في وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي لستة أسابيع لاختبار الخطة.

 

لكن الهدنة المحلية لم تتحقق. وطردت الحكومة السورية ثلاثة عمال إغاثة تابعين للأمم المتحدة نهاية فبراير/ شباط، وبعد ذلك بأيام رفضت المعارضة المسلحة خطة دي ميستورا وقالت إنها لا تفيد إلا الحكومة السورية.

البحث عن حل

ومن المقرر أن يطلع دي ميستورا -الذي حل مكان الوسيط السابق الأخضر الإبراهيمي العام الماضي- مجلس الأمن على آخر تطورات القضية في وقت لاحق من الشهر الحالي.

 

وعلى صعيد متصل، أنهت وفود من المعارضة والنظام اجتماعا تشاوريا في موسكو أمس الخميس، هو الثاني في غضون شهرين دون التوصل إلى اتفاق حول ورقة واحدة.

 

وأعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني بسوريا حسن عبد العظيم لوسائل الإعلام أن اللقاء فشل بسبب سلوك وفد النظام، وعدم موافقته على مناقشة وإقرار إجراءات بناء الثقة المطلوبة لاختبار جدية النظام.

 

وكان الوفدان قد اتفقا على ورقة مشتركة من عشرة نقاط، تجمع بين الورقة التي قدمها وفد المعارضة وتلك التي قدمها وفد النظام، وتتحدث الورقة عن “الحل السياسي للأزمة السورية على أساس بيان جنيف-1، وعن السيادة الوطنية، ووحدة سوريا أرضا وشعبا، ومكافحة الإرهاب، إلى جانب المطالبة بوقف الدعم العربي والإقليمي والدولي للإرهاب، وبرفع العقوبات والإجراءات الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري”.

 

وقد اشترط وفد المعارضة أن التوقيع عليها مرهون بوضع إجراءات بناء الثقة، لذلك أعلن عبد العظيم أن الورقة تعتبر لاغية، طالما وفد النظام رفض حتى مناقشة إجراءات الثقة. وبالتالي، اعتبر عدد من أعضاء وفد المعارضة أن لقاء موسكو2 التشاوري السوري قد فشل.

 

قرية “المبعوجة” رفضت موالاة “داعش” فخطف 50 من أبنائها وأعدم 46

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– ما زال تنظيم الدولة الإسلامية يستمر في احتجاز 50 مواطنا سوريا، اختطفهم في ريف حماة الشرقي بعد هجوم نفذه في 31 مارس/ آذار بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأوضح المرصد أن المختطفين هم من المسلمين السنة ومن أبناء الطائفة الإسماعلية، وتم اختطافهم من قرية المبعوجة التي يسكنها مواطنون من السنة والعلويين والإسماعيلية، والواقعة في الريف الشرقي لمدينة سلمية بريف حماة الشرقي، بحسب المرصد الذي نقل عن مصادره بان بين المختطفين 10 من الطائفة الإسماعلية 8 منهم من عائلة واحدة، والأربعين الباقين هم من المسلمين البدو السنة.

 

وأشار إلى اقتياد التنظيم للمختطفين الذين رفضوا موالاته، إلى مناطق سيطرته بريف حماة الشرقي، وليس هناك معلومات إن كان تم نقلهم بعد ذلك إلى مناطق أخرى يسيطر عليها “داعش.”

 

وكان التنظيم نفذ هجوما على المبعوجة في 31 مارس/ اذار أعدم خلاله 46 مواطنا بينهم 3 أطفال دون سن الثامنة عشرة، و 11 مواطنة فوق سن الـ 18 عاما، إضافة لستة عناصر من اللجان الشعبية، وتم عمليات الإعدام حرقا وذبحا وبالرصاص، ونقل المرصد عن مصادر اعتبرها “موثوقه” بأن العشرات من عناصر “داعش” قتلوا خلال هجومهم على قرية المبعوجة.

 

47 قتيلا في مخيم اليرموك ومروحيات النظام السوري تمطره بالبراميل المتفجرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– أمطر الطيران المروحي الحربي السوري مخيم اليرموك بوابل من البراميل المتفجرة مع استمرار الاشتباكات في المخيم الذي يحاول تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” السيطرة عليه.

 

فقد ألقت المروحيات التابعة للنظام ما لا يقل عن 11 برميلاً متفجراً، ليرتفع إلى 36 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي منذ الرابع من الشهر الجاري، تاريخ بدء الطيران المروحي قصفه بالبراميل المتفجرة على مخيم اليرموك، منذ بدء الاشتباكات المستمرة في الأول من نيسان الجاري، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

واستمرت الاشتباكات العنيفة الخميس، في مخيم اليرموك للاجئين السوريين في ضواحي دمشق، بين المقاتلين الفلسطينيين, وتنظيم “داعش” بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث تبادل مقاتلو “اكناف بيت المقدس” مدعمين بمقاتلين من فصائل إسلامية، القصف مع عناصر تنظيم “داعش”.

 

وبات “داعش” وتنظيم القاعدة في بلاد الشام “جبهة النصرة”، يسيطر على 90% من المخيم  وقد أسفرت الاشتباكات وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة  عن مقتل 47 شخصاً على الأقل، هم 8 مواطنين بينهم طفلة قتلوا بالقصف الذي استهدف المخيم وبرصاص قناصة، و32 مقاتلاً من أكناف بيت المقدس ومقاتلي الفصائل الداعمة لها، ومن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

 

ومن ضمن القتلى الـ32، سبعة أشخاص أعدمهم “داعش” و 5 عناصر من التنظيم أعدمتهم فصائل إسلامية، و5 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا خلال الاشتباكات مع مقاتلي الفصائل الإسلامية في أطراف المخيم.

 

الصليب الاحمر: اشتباكات مخيم اليرموك تعرض حياة الآلاف للخطر

رام الله (9 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر “بالمرور فوراً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك للاجئين”. واعربت المنظمة الدولية “عن القلق الذي يساورها بسبب محنة آلاف المدنيين الذين يتحمَلون الاشتباكات التي تعرض حياتهم للخطر الشديد” في المخيم جنوب العاصمة السورية دمشق

 

وقالت “إن هناك حاجة عاجلة للرعاية الطبية الطارئة من أجل ما تبقى من سكان مخيم اليرموك البالغ عددهم 18000 نسمة. وتزداد الاحتياجات كل يوم في هذا المخيم الذي لحقت به أضراراً جسيمة من جراء سنوات النزاع الأربع وانقطعت عنه المساعدات الخارجية لفترات طويلة”.

 

وكان تنظيم الدولة الاسلامية قد احتل اجزاء واسعة من اليرموك منذ مطلع الشهر الجاري وتخلل ذلك أعمال قتل لسكان المخيم.

 

وناشدت اللجنة الدولية “جميع الأطراف المشاركة في القتال بالسماح للمساعدات الإنسانية العاجلة بالمرور فوراً ودون عوائق، وكذلك بالسماح للمدنيين الراغبين في مغادرة المخيم والذهاب إلى مناطق أكثر أماناً بمغادرته متى ما شاؤوا”. وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سورية، ماريان غاسر “لقد تدهور وضع المدنيين مرة أخرى مع اندلاع القتال في مخيم اليرموك وحوله. فالناس أنهكهم نزاع طال أمده أشهراً طويلة والانقطاعات المستمرة في الغذاء والماء والدواء، وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة.”

 

ولفتت إلى ان “بعض العائلات تمكنت من الفرار من مخيم اليرموك واللجوء إلى حي يلدا المجاور. ووزعت اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري منذ 3 نيسان/أبريل 9500 طرد غذائي على العائلات في يلدا، ومن بينها عائلات كانت قد هربت من المخيم”. وحثت اللجنة الدولية “أطراف النزاع كافة على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وتوخي الحذر في كل الأوقات حفاظاً على أرواح المدنيين في المخيم والسماح للجرحى بالحصول على الرعاية الطبية والامتناع عن استهداف المرافق الطبية”.

 

واشارت إلى انها “لم تتمكن اللجنة الدولية من دخول مخيم اليرموك منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014 عندما وزعت الإمدادات الطبية ومواد تنقية المياه بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني”.

 

بان جي مون يدعو الوسيط الدولي في سوريا للتركيز على بدء عملية سياسية

من ميشيل نيكولز

الأمم المتحدة (رويترز) – قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الخميس إنه طلب من الوسيط الدولي في سوريا “التركيز أكثر على إعادة إطلاق عملية سياسية” في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية التي دخلت عامها الخامس وأدت إلى مقتل نحو 220 ألف شخص وتشريد ملايين آخرين.

 

ويعكف الوسيط ستيفان دي مستورا منذ اكتوبر تشرين الأول على العمل من أجل التوصل إلى هدنة محلية في مدينة حلب الشمالية وأعلن في 17 من فبراير شباط أن الحكومة السورية ترغب في وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي لستة أسابيع لاختبار الخطة.

 

لكن الهدنة المحلية لم تتحقق. وطردت الحكومة السورية ثلاثة عمال إغاثة تابعين للأمم المتحدة في نهاية فبراير شباط وبعد ذلك بأيام رفضت المعارضة المسلحة خطة دي مستورا وقالت إنها لا تفيد إلا الحكومة السورية.

 

وقال بان للصحفيين “طلبت من ستيفان دي مستورا التركيز الآن أكثر على إعادة إطلاق عملية سياسية… أريد التأييد الكامل. لا حل عسكريا. الحل السياسي فقط .. الحوار .. هو الذي يمكن أن يكون الإجابة على ذلك.”

 

ومن المقرر أن يطلع دي مستورا مجلس الامن على آخر تطورات القضية في وقت لاحق من الشهر الحالي.

 

وحل دي مستورا مكان الوسيط السابق الأخضر الابراهيمي العام الماضي. وكان الابراهيمي قد عين عام 2012 ليحل مكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي استقال بعد توليه منصبه بستة أشهر.

 

وعبر الابراهيمي وعنان عن شعورهما بخيبة الأمل من جمود الموقف الدولي وخاصة في مجلس الأمن بشأن كيفية إنهاء الحرب.

 

واستخدمت روسيا تدعمها الصين حق النقض (الفيتو) لنقض مشروعات قرارات في مجلس الأمن تهدد باتخاذ إجراء ضد حليفتهما سوريا.

 

وقال بان على المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية كاملة… الحرب السورية تخطت منذ فترة طويلة الكلمات لوصف المحنة.”

 

(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى