أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 18 حزيران 2015

تنافس النظام والمعارضة على الدروز

لندن، واشنطن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، روريترز، أ ف ب –

تصاعد التنافس بين النظام السوري والمعارضة على تطمين الدروز في الصراع، وسط إعلان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض تشكيل لجنة عسكرية- مدنية لحل أي خلاف مع الدروز شمال غربي سورية، بالتزامن مع محاصرة فصائل أخرى قرية درزية في الجولان جنوباً، في وقت تعهد أكبر فصيل كردي بتشكيل مجلس مدني لإدارة مدينة تل أبيض، وسط تحذير واشنطن من أي مساع لـ «تهجير» العرب السنة في سورية والمنطقة.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن «معارك عنيفة بدأت أمس في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة في الجولان «وتمكن مقاتلو كتائب إسلامية وغيرها من السيطرة على تلة شمال قرية حضر التي باتت محاصرة تماماً».

وتكمن أهمية القرية التي يقطنها سكان دروز، في أنها محاذية لحدود الجولان المحتل من جهة ولريف دمشق حيث معاقل المعارضة المسلحة من جهة أخرى. واستقدمت الكتائب المقاتلة التي تسيطر على 80 في المئة من محافظة القنيطرة، تعزيزات من مناطق أخرى قريبة. وأشار «المرصد» إلى أن «مقاتلين من الطائفة الدرزية يقاتلون إلى جانب قوات النظام»، بالتزامن مع إعلان المعارضة معركة للسيطرة على مدينة البعث آخر معاقل النظام في محافظة القنيطرة لربطها بمحافظة درعا المجاورة قرب حدود الأردن.

وجاء حصار قرية حضر بعد سلسلة حوادث استهدفت مناطق درزية واندلاع مواجهات عند حدود محافظة السويداء معقل الدروز جنوباً، حيث انضم جزء منهم الى قوات النظام في معارك مطار الثعلة العسكري.

في إسطنبول، التقى وفد من «الائتلاف» برئاسة خالد خوجة وممثلون من الفصائل العسكرية، وزير الصحة اللبناني وموفد «الحزب التقدمي الاشتراكي» وائل أبو فاعور، لـ «احتواء تداعيات حادثة قرية قلب اللوز في ريف إدلب». وأفاد بيان بأنه «تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين القوى العسكرية والمجالس المحلية لحل أي خلاف. كما تعهد ممثلو الفصائل حماية أبناء القرية والقرى كافة لضمان عدم تكرار هذه الحادثة».

وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة «سيطروا على كامل منطقة الراشدين غرب مدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام مدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني»، فيما قال نشطاء معارضون إن هذا التقدم يسهل هجوم المعارضة باتجاه مواقع النظام في المدينة.

وبالنسبة إلى تل أبيض التي طرد المقاتلون الأكراد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منها، قال رئيس حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم، إن القوات الكردية ستنسحب من المدينة بعد استقرار الأمن فيها وتسليم الإدارة إلى مدنيين، فيما قالت السفارة الأميركية في دمشق على حسابها في موقع «فايسبوك» أمس، إن واشنطن تتعامل «في جدية كاملة مع المزاعم الواردة عن حدوث أعمال تطهير عرقي أو أي انتهاكات أخرى قرب مدينة ‫‏تل أبيض»، داعية «الذين سيشاركون الآن في إدارة شؤون المدينة إلى ضم الجميع واحترام جميع المكونات بصرف النظر عن الانتماء العرقي». وصرح وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في جلسة للكونغرس: «لدينا ما يكفي من مواقع التدريب (للمعارضة المعتدلة)، لكن في الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما يكفي من المتدربين لملء المواقع». وأشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، إلى أن التدريب بدأ لتوه، وأنه لا يزال من السابق لأوانه «التخلي عنه».

في نيويورك، أعرب الأردن عن رفضه اتهامات النظام السوري بـ «دعم الإرهاب»، ووجه رسالة إلى مجلس الأمن دعا فيها المجتمع الدولي إلى «التعامل بحزم مع النظام السوري لاحترام قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني».

 

استجابة مبدئية” من الأسد لدو ميستورا بوقف البراميل المتفجّرة وانتخابات مُبكرة

نيويورك – علي بردى

كشف مصدر دولي موثوق به لـ”النهار” في نيويورك أن الرئيس السوري بشار الأسد وعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دو ميستورا بـ”استجابة مبدئية”لاقتراحات تتعلق بوقف استخدام البراميل المتفجرة وإيصال المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة واجراء انتخابات مبكرة في سوريا، في اطار جهود دو ميستورا لـ”تفعيل” بيان جنيف في 30 حزيران 2012.

وأبدى المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأن المشاورات لا تزال جارية، “تفاؤلاً حذراً” بنتائج زيارة دو ميستورا التي استمرت ثلاثة أيام لدمشق، واجتماعه مع الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم ومسؤولين سوريين آخرين. غير أنه قرن هذه “الايجابية” بالحصول على “تعهد واضح لالتزام هذه الوعود وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

وأصدر دو ميستورا بياناً جاء فيه أنه ركز خلال لقاءاته على “ضرورة حماية المدنيين”، قائلاً أن “استخدام البراميل أمر غير مقبول، وأنه يتوجّب على أي حكومة، بموجب القانون الدولي الإنساني، في كل الظروف، أن توفّر الحماية لكل مواطنيها”. ورأى إن “التفجيرات الثقيلة التي شهدتها دوماً الليلة الماضية من القوات الحكومية، والتي أوقعت إصابات كبيرة في صفوف المدنيين، تستدعي إدانة قوية ذلك أنّه ما من سياق يبرر الاستهداف العشوائي للمناطق المدنية أو استخدام الحكومة العقاب الجماعي”.

وجدّد دو ميستورا “إدانته الشديدة للهجمات على المدنيين من قوات المعارضة المسلحة التي تزامنت مع وجوده في البلاد، مثل هجمات الاثنين في مدينة حلب التي تسببت بسقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيّين والقصف بقذائف الهاون أمس الذي استهدف وسط دمشق”.

وأعلن أنه بحث أيضاً في “الحال الإنسانية المتردية”، مصرّاً على “زيادة إمكان وصول المساعدات الى المناطق المحاصرة والمجتمعات المحلية المتضررة من الصراع، وخصوصاً في ضوء شهر رمضان”. وعرض لـ”مسألة التهديد المتزايد من المنظمات الإرهابية في ظلّ تقدّمها الميداني”، معبراً عن “اقتناعه العميق بأنه ما من حل للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن ثمة حاجة ماسة الى تسوية سياسية شاملة وبقيادة سورية”.

 

بوتين ومحمد بن سلمان

وفي موسكو أعلن احد مستشاري الكرملين للسياسة الخارجية يوري اوشاكوف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي الخميس ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان في خطوة تهدف الى تعميق العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر بسبب الحرب في سوريا.

واوضح ان بوتين سيلتقي المسؤول السعودي على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي فيبطرسبرج الذي يبدأ اعماله اليوم.

كما سيتناول اجتماعهماالحرب في سوريا ومحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الى العلاقات الاقتصادية بين روسيا والسعودية.

وقد زار محمد بن سلمان معرضا عسكريا كبيرا قرب موسكو حيث تعرض منتجات المجمع العسكري الصناعي الروسي.

 

كارتر

وفي واشنطن، رأى وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر في جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الاميركي، ان سقوط النظام السوري امر “ممكن” نظراً الى “الضعف” الذي لحق بقواته العسكرية.

وقال: “نريد ان نشهد انتقالا (للسلطة) لا يكون الاسد حاضرا فيه”. واضاف ان سقوط نظام الاسد “ممكن لان قواته ضعفت الى حد كبير” وتعرضت “لخسائر كبيرة”، لافتاً الى ان القوات النظامية “تزداد عزلتها في منطقة دمشق” والمنطقة ذات الغالبية العلوية في شمال غرب البلاد. واعتبر ان “انسحاب (الاسد) بنفسه من الساحة” سيكون افضل للشعب السوري مع ” تأليف حكومة سورية جديدة تستند الى المعارضة المعتدلة”.

 

المعارضة تشن هجوماً واسعاً على مواقع النظام في القنيطرة 33 قتيلاً في قصف لدمشق وريفها ومزيد من القذائف على حلب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

بدأ مقاتلو المعارضة السورية هجوماً واسعاً على مواقع للنظام السوري في محافظة القنيطرة بجنوب غرب البلاد، بعد مقتل 33 شخصاً على الاقل في مدينة دمشق وريفها، الى سبعة في حلب في قصف استهدف احياء خاضعة لسيطرة قوات النظام مصدره مواقع المعارضة في الاحياء الشرقية للمدينة.

تحدث مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له عن معارك عنيفة بدأت الثلثاء في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة “وتمكن مقاتلو كتائب اسلامية وغيرها من السيطرة على تلة شمال قرية حضر التي باتت محاصرة تماما”. وأبرز اهمية القرية التي يقطنها سكان دروز من حيث محاذاتها لحدود هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل من جهة ولريف دمشق حيث معاقل المعارضة المسلحة من جهة اخرى.

وقال الناشط المعارض جمال جولاني إن الكتائب المقاتلة المنضوية في تحالف “الجبهة الجنوبية” و”جيش حرمون” الذي يضم “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” استهدفت مناطق عدة في الجولان، بينها قرى وبلدات القنيطرة وخان أرنبة والبعث وقاعدة الكتيبة 90، وهي القاعدة الرئيسية للقوات الحكومية في المنطقة.

وصرح الناطق باسم “الجبهة الجنوبية” عصام الريس بأن هدف الهجوم هو “تحرير الاهداف الباقية للنظام في القنيطرة”، اضافة الى ربط جنوب سوريا بدمشق، معقل النظام.

وأشار المرصد الى ان “مقاتلين من الطائفة الدرزية يقاتلون الى جانب قوات النظام”، موضحا أنه سقط في المعركة 14 رجلا من قوات النظام والمسلحين الموالين له، وعشرة من كتائب المعارضة.

وسجل هذا التطور بعد سلسلة حوادث استهدفت مناطق درزية، بينها اطلاق عناصر من “جبهة النصرة” النار على سكان قرية درزية في محافظة ادلب مما تسبب بمقتل 20 مدنياً وأثار تنديداً واسعاً، ونشوب مواجهات عند حدود محافظة السويداء حيث يعيش القسم الاكبر من دروز سوريا، بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.

وانضم الدروز الى قوات النظام في معارك مطار الثعلة العسكري في السويداء انتهت بتراجع مقاتلي المعارضة، الا ان المعارك مستمرة في المنطقة.

ويمثل الدروز نحو ثلاثة في المئة من سكان سوريا. وتفيد تقارير ان الآلاف منهم يتخلفون عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، بعضهم لمعارضته النظام، وغالبيتهم لرفضهم القتال في مناطق غير مناطقهم.

وكان سكان في مدينة السويداء رووا خلال الايام الاخيرة ان عددا كبيرا من الشبان الدروز التحقوا بميليشيات محلية للقتال الى جانب قوات النظام من أجل حماية مناطقهم من هجمات الفصائل المعارضة.

 

دوما

وفي ريف دمشق، أعلن المرصد ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة قصف مدفعي عنيف وسقوط صواريخ اطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة دوما بعد ظهر الثلثاء الى 24 قتيلا على الاقل، بينهم خمسة أطفال.

وتظهر صور التقطها مصور في المدينة مبنى دمره القصف تماما، وشباناً ينتشلون المصابين من تحت الانقاض، وبينهم عدد من الاطفال، قبل حملهم مضرجين بالدماء.

ويبدو طفل في صورة اخرى مرفوعاً على اكف عدد من الرجال بعد انقاذه، وعلى وجهه وثيابه غبار وبقع من الدم.

وفي دمشق، أحصي تسعة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى جراء “سقوط قذائف صاروخية عدة بعد منتصف ليل الثلثاء في محيط ساحة عرنوس”.

وروى سكان في حي عرنوس ان قذيفتين على الأقل سقطتا بين العاشرة والنصف والحادية عشرة ليلا في المنطقة.

وغالباً ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنين في محيط العاصمة احياء سكنية في دمشق بالقذائف، بينما تقصف قوات النظام المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران.

وفي شمال البلاد، احصى المرصد مقتل سبعة مواطنين، بينهم اربعة اطفال، ليل الثلثاء نتيجة “سقوط قذائف عدة على أحياء السبيل والخالدية والاعظمية وشارعي النيل وتشرين ومنطقة الشيحان الخاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب”. وحصل ذلك غداة قصف مماثل استهدف الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام وأدى الى مقتل 36 شخصا على الاقل بينهم 14 طفلا واصابة اكثر من 190 بجروح.

وتشهد مدينة حلب مواجهات عنيفة منذ عام 2012 بين قوات النظام والمعارضة التي تتقاسم السيطرة على احيائها.

 

تل أبيض

في غضون ذلك، بدأ اوائل اللاجئين الذين عبروا الى تركيا هرباً من المعارك يعودون الى تل أبيض.

وتجمع صباحا نحو 200 رجل وامراة وطفل يحملون امتعتهم القليلة في صرر وسط الحر أمام معبر اقجه قلعة الحدودي للعودة الى ديارهم.

وسيطر المقاتلون الاكراد فجر الثلثاء تماما على مدينة تل ابيض السورية على الحدود مع تركيا، مدعومين بغارات جوية شنها الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة الجهاديين ومجموعات معارضة سورية، بعد طرد آخر مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” منها.

وأعادت قوى الامن التركية فتح حدودها صباح امس أمام الراغبين في العودة الى سوريا.

 

ناشط سوري: قصف الأسد للمدنيين بالكلور يشبه الإعدام في غرف الغاز

واشنطن- الأناضول: وصف ناشط سوري الأربعاء، عمليات قصف نظام الأسد للمدنيين بالبراميل المتفجرة الحاوية على غاز الكلور، بعمليات الإعدام في “غرف الغاز″.

 

جاء ذلك خلال شهادة مدير المستشفى الميداني بمدينة سرمين بريف إدلب، الدكتور محمد تناري، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، والتي سلط خلالها الضوء على معاناة السوريين جراء قصفهم بالبراميل المتجرة.

 

وفي معرض وصفه لمعاناة إحدى العائلات السورية التي تعرضت لقصف البراميل في محيط مشفاه، قال الناشط “سقط أحد البراميل المتفجرة عبر فتحة تهوية في منزلهم، ما أدى لامتلائها بغاز الكلور حالما انكسرت، فتحول الطابق السفلي إلى غرفة غاز″.

 

و”تناري” الذي ينتمي لمنظمة إنسانية تقدم خدمات طبية داخل سوريا تدعى “الجمعية الطبية السورية الأمريكية”، أخذ يسرد ما يمر به المدنيون السوريون بعد قصف النظام لمناطقهم بلغة عربية، فيما يقوم مترجم بنقل ما يقوله إلى أعضاء اللجنة الذين بدا عليهم التأثر من هول ما يسمعون.

 

وتابع “تناري” قائلا: “بعد هجومٍ بغاز الكلور، ركضت إلى المستشفى حيث وجدت عشرات الأشخاص قد توافدوا إليها، فكانوا يعانون من مشاكل في التنفس وحرقة في عيونهم وحناجرهم وبدأ يخرج من بعضهم إفرازات عن طريق الفم”.

 

الطبيب السوري عرض، خلال شهادته، تسجيلاً مرئياً يظهر 3 أطفال هم عائشة في الثالثة من عمرها، وسارة في السنة الثانية، وأخيهم محمد الذي لم يتعد الربيع الأول من عمره، مؤكداً أن الثلاثة “قد قدموا إلى المستشفى وعليهم علامات شحوب مرضي، وهي دلالة على نقص حاد في الأوكسجين والتعرض لمواد كيماوية، وباءت جميع محاولات الأطباء لإنقاذهم بالفشل.”

 

أما  “آني سابارو” وهي طبيبة من ولاية نيويورك الأمريكية، وعضوة أخرى في المنظمة نفسها فأكدت “أنا طبيبة والموت مسألة مألوفة بالنسبة لي ولكنني لم أرَ أبداً طريقة أكثر بشاعة في قتل الأطفال ولم أشاهد أبداً العديدين وهم يعانون بطريقة أكثر فظاعة مما رأيته في سوريا”.

 

من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي “إد رويس″، أثناء استماعه لشهادات الشهود “لدى الشعب السوري عدوّان، الأول هو الأسد والآخر هو داعش”، مشدداً على ضرورة “رحيل الأسد”.

 

وأضاف أنه “ليس على السوريين أن يضطروا للاختيار بين البقاء فوق سطح الأرض حيث يمكن أن يقضوا جراء الشظايا التي يعبئ الأسد براميله المتفجرة بها، وبين الاختباء تحت سطح الأرض حيث أنهم أكثر تعرضاً لإمكانية الاختناق من غاز الكلور”.

 

ويوم الثلاثاء الماضي شنت المبعوث الدائم لواشنطن إلى الأمم المتحدة “سامانثا باور” هجوماً لاذعاً على استخدام النظام السوري غاز الكلور المعبأ داخل البراميل المتفجرة كسلاح كيماوي ضد المدنيين.

 

وفي آب/ أغسطس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي تدمير كامل لترسانة الأسلحة الكيماوية التي قيل إن الأسد يمتلكها، بيد أن تقارير ظلت تردد معلومات تفيد استخدام النظام لغاز الكلور كسلاح كيماوي ضد المدنيين.

 

وتدخل الحرب الأهلية السورية عامها الخامس هذا الشهر بعد أن حصدت أرواح ما يزيد على 220 ألف شخص طبقاً لإحصاءات الأمم المتحدة

 

شيعة لبنانيون يحتجّون على تدخل حزب الله في الشأن السوري

بيروت- الأناضول: نظم عشرات اللبنانيين الشيعة، وقفة احتجاجية، ضد تدخل حزب الله اللبناني في الحرب السورية، معتبرين أن ذلك يشكل “خطرا” على الطائفة الشيعية ولبنان على حد سواء.

 

وتجمع العشرات من الشيعة اللبنانيين المستقلين، بينهم مثقفون وكتّاب وصحفيون وناشطون، في ساحة “رياض الصلح”، وسط العاصمة اللبنانية بيروت، رافعين شعار “عملا للوحدة ورفضا للفتنة وتحييدا للبنان عن خط الزلازل في المنطقة”، يحملون الأعلام اللبنانية فقط.

 

وأعرب المعتصمون عن ألمهم لـ”تحريض بعض المواقع والقيادات اللبنانية لزيادة الخوض في الحرب السورية”.

 

وشدد الحضور -يطلق عليهم أمين حزب الله حسن نصر الله اسم “شيعة السفارة”- على أن “تحقيق تلك الأهداف لا يتم إلا بالخروج من لغة التكفير والتخوين”، محملين “مسؤولية التعرض الأمني لأي فرد منا لمطلقي حملات التجني والتخوين بحقنا”، في إشارة لحزب الله.

 

من جهته قال “مصطفى فحص”، كاتب ومحلل سياسي، في حديثه لـ “الأناضول” خلال الوقفة، أن “قول (لا) ولو من قلة عددية، له معنى كبير في مثل هذه اللحظة التاريخية الخطيرة”، معتبرا أن “المشاركين في هذا النشاط هم الأشجع، والأمر يزداد مع الوقت”.

 

وشدد على “ضرورة تصاعد مثل هذه الأعمال في هذه الفترة بالذات، من أجل حماية لبنان والعيش المشترك، وحماية أبناء طائفة خرج بعضها من الحدود اللبنانية في حرب إقليمية لا ناقة لهم فيها ولا جمل”، في إشارة الى مشاركة حزب الله بالقتال الى جانب قوات النظام السوري.

 

وأوضح أن هذه المشاركة “خطر على تلك الطائفة (الشيعية)، فضلا عن مكوناتها الاجتماعية ولبنان”.

 

من ناحيته، قال الشيخ عباس الجوهري، رئيس “اللقاء العلمائي اللبناني” (تجمع لرجال دين شيعة مستقلين)، للأناضول، إن هذه الوقفة “جاءت درءاً للفتنة، وصونا للوحدة اللبنانية والعربية”، مشددا على أنها “تمثل صوتا معارضا لكل أشكال التدخل في محيطنا السوري”.

 

المعارضة السورية المسلحة تسيطر على حي الراشدين في حلب

حلب- الأناضول: تمكنت قوات من المعارضة السورية المسلحة الأربعاء، من السيطرة بشكل كامل على حي الراشدين غرب مدينة حلب، شمالي سوريا.

 

وقال عضو المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية (إحدى فصائل المعارضة المسلحة) “أحمد محمد”، إن “فصائل المعارضة المسلحة نجحت في السيطرة على حي الراشدين في حلب، وإن قوات النظام تكبدت خسائر كبيرة في المعارك”.

 

وأضاف في تصريحات للأناضول أن “قوى المعارضة تسعى بعد تقدمها الأخير، للسيطرة على أبنية البحوث العلمية ذات الأهمية الاستراتيجية والواقعة بين حي الراشدين وحي حلب الجديدة”.

 

وشدد على أن “المعارضة في حال تمكنها من السيطرة على هذه الأبنية فإنها ستتوجه إلى حي حلب الجديدة”.

 

وفي نفس الإطار، لفت أن “الفصائل التي شاركت في معركة حي الراشدين هي، حركة نور الدين الزنكي، ولواء الحرية، ولواء صقور الجبل، ونجحوا في بسط سيطرتهم على الحي”.

 

من جهة أخرى، أوضح محمد أن “قوات تابعة للجبهة الشامية تمكنت من قتل 15 مسلحاً أفغانياً يتبعون لميليشيات شيعية تساند قوات النظام السوري، وذلك خلال هجومٍ شنته على قرية، باشكوي، شمال حلب”.

 

وأشار إلى “اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوى المعارضة وقوات النظام في القرية، مؤكداَ أن قوات النظام بدأت بالانسحاب تدريجياً من القرية ومحيطها جراء استهداف قوات المعارضة لها بشكل كثيف”.

 

ومنذ منتصف مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.

 

دعوات أمريكية الى اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا والمعارضة تفتح طرق الامداد لجبل الشيخ وتحاصر قرية درزية

الولايات المتحدة تواجه صعوبة في تجنيد متدربين لقتال «الدولة الإسلامية»

درعا ـ «القدس العربي» من مهند الحوراني ووكالات: دعا برلمانيون امريكيون الاربعاء الى اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا بعد عرض شريط مصور يظهر اطباء يحاولون انقاذ اطفال اثر هجوم بغاز الكلور في هذا البلد وشهادات عدة.

وقال السفير الامريكي السابق في سوريا روبرت فورد امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ان «الحكومة السورية تستخدم غاز الكلور من دون اي محاسبة»، معتبرا ان التفاهم الدولي حول منع استخدام الاسلحة الكيميائية والذي تم التوصل إليه «غداة الحرب العالمية الاولى هو في طور الانهيار تدريجا».

وينفي الرئيس السوري بشار الاسد اتهام نظامه بشن هجمات بأسلحة كيميائية بواسطة مروحيات وخصوصا في محافظة ادلب (شمال غرب) منذ اذار/مارس. وفي الاشهر الاخيرة اشارت احصائيات الى 45 هجوما من هذا النوع.

وعلقت الطبيبة آني سبارو من مدرسة ايشان للطب في نيويورك «من حق الاطفال السوريين والمدنيين السوريين ان يحظوا بحماية والولايات المتحدة قادرة على تأمينها».

ودعت، على غرار اخرين، الى اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا التي تشهد نزاعا منذ اربعة اعوام، الامر الذي استبعدته الادارة الأمريكية مرارا.

وروى الطبيب محمد تناري بمساعدة مترجم ما حصل ليلة 16 اذار/مارس حين سمع هدير مروحيات فوق مدينة سرمين في محافظة ادلب قبل ان تنفجر براميل القتها تلك المروحيات وتملأ الاجواء بـ«رائحة تشبه سوائل التنظيف».

واضاف ان «عشرات من الاشخاص كانوا يعانون صعوبات في التنفس وحروقا في العين والحنجرة وافرازات من الفم».

واعتبر رئيس اللجنة الجمهوري ايد رويس ان «السياسة الأمريكية يجب ان تتغير»، مؤكدا ان مناطق الحظر الجوي «ستحرم الاسد من السيطرة على الاجواء».

واضاف رويس ان «السوريين لن يكونوا بعدها مجبرين على الاختيار بين البقاء على الارض حيث يمكن ان يقتلوا ببراميل يملأها الاسد بالمتفجرات او الاحتماء تحت الارض حيث يمكن ان يتعرضوا في شكل اكبر للتسمم بغاز الكلور».

واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاربعاء انه تم التخلص من كامل نفايات الاسلحة الكيميائية السورية التي دمرت.

من جهة اخرى قالت الولايات المتحدة أمس الأربعاء إنها تواجه صعوبة في تجنيد قوات للمعارضة السورية ضمن برنامج يهدف لتدريبهم وتزويدهم بالعتاد لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن من السابق لأوانه التخلي عن تلك الجهود.

وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في جلسة للكونغرس «لدينا ما يكفي من مواقع التدريب. لكن في الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما يكفي من المتدربين لملء المواقع.»

وأشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إلى أن التدريب قد بدأ لتوه وأنه لا يزال من السابق لأوانه «التخلي عنه». ويقول مسؤولون أمريكيون إن التدريب يجري في الأردن وتركيا.

ويحاصر مقاتلو المعارضة السورية قرية درزية في محافظة القنيطرة في جنوب غرب البلاد حيث تدور معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام ومسلحين موالين لها تسببت بمقتل 24 عنصرا من الطرفين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الاربعاء.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن معارك عنيفة بدأت الثلاثاء في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة «وتمكن مقاتلو كتائب إسلامية وغيرها من السيطرة على تلة شمال قرية حضر التي باتت محاصرة تماما».

وأوضح أن أهمية القرية التي يقطنها سكان دروز تكمن في أنها محاذية لحدود هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل من جهة ولريف دمشق، حيث معاقل المعارضة المسلحة من جهة أخرى.

واستقدمت الكتائب المقاتلة التي تسيطر على القسم الأكبر من محافظة القنيطرة تعزيزات من مناطق أخرى قريبة. وأشار المرصد إلى أن «مقاتلين من الطائفة الدرزية يقاتلون إلى جانب قوات النظام».

وأعلنت غرفة عمليات «جيش الحرمون»، سيطرتها على التلال الحمر الفاصلة بين القنيطرة وريف دمشق الغربي في منطقة جبل الشيخ، وتربط قرى جبل الشيخ في محافظة القنيطرة، وتعني هذه السيطرة فتح طرق الإمداد لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق الغربي. وكانت قوات بشار الأسد بداية الشهر الثاني من العام الحالي قد قطعت كافة طرق الإمداد إلى الغوطة الغربية عقب سيطرتها على عدة قرى في مثلث الموت.

وكانت فصائل «الجبهة الجنوبية»، بدأت معركة «فتح الحرمون» والتي تهدف لفتح الطريق بين قرى وبلدات جبل الشيخ في الريف الغربي والمناطق المحاذية لها مفتوحة الإمداد من القنيطرة ودرعا. وتأتي هذه المعركة بعد تخطيط طويل حصل بين فصائل «الجيش الحر» في جبل الشيخ، حيث استطاعت القوات التسلل من مزرعة بيت جن نحو التلول الحمر، وحصلت اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات النظام ما أدى لمقتل العديد من قوات النظام، بالإضافة لاستيلاء الثوار على دبابة، وعدد من الرشاشات المتوسطة بالتزامن مع اشتباكات دارت في محيط مشتل حضر.

أبو كنان الشامي المنسق العام لألوية توحيد العاصمة التي تعتبر عضوا مؤسسا لـ»جيش الحرمون»، قال في حديث خاص لـ»القدس العربي»: إن الهدف الأساسي من المعارك هو وصل ريف دمشق الغربي بمحافظة القنيطرة، والتلول الحمر كانت أحد العوائق الموجودة في هذا الطريق وتمت السيطرة عليها، وسيتم العمل على تحرير باقي المناطق العسكرية التي يستخدمها النظام».

وحول أهمية التلول الحمر قال الشامي: «التلول الحمر تفصل بين الغوطة الغربية لريف دمشق وبين محافظة القنيطرة، وبالتالي هي تقطع طرق الإمداد لدمشق وريفها، بالإضافة إلى أن هذه التلول كان يستخدمها النظام لقصف عدة أماكن مدنية بسبب ارتفاعها الكبير».

وعقب هذه التطورات أكد الشامي أن هناك عدة قرى في المنطق محاصرة قائلا: «المناطق التي كانت محاصرة وخاضعة لسيطرتنا هي مناطق ريف دمشق الغربي كاملاً، بالإضافة لمنطقة بيت جن، ولكن بعد هذه العملية وما سيليها نأمل أن نستطيع فك الحصار عن المناطق الموجودة تحت سيطرتنا، أما المناطق التي تحت سيطرة النظام الآن هي معدودة مثل خان أرنبة، حضر، وحرفا».

وعن مصير المناطق المحاذية للتلال والتي غالبية سكانها من الطائفة الدرزية قال الشامي: «القوات التي تأتي لمؤازرة جيش النظام في محاولته استعادة التلول أغلبها تكون من قرية حضر وقرية حرفا، وطبعا كما هو معروف هذه القرى هي للطائفة الدرزية، نحن نريد أن نوجه رسالة لهذه القرى بشكل خاص، وللطائفة الدرزية بشكل عام، الطائفة عمرها مئات السنين أي وجودها واستمرارها ليس له علاقة بوجود واستمرار نظام الأسد، لذلك نريد أن نوجه نداء للدروز أن ينأوا أنفسهم جانباً، ولا يشاركوا جيش النظام عملياته، نطلب منهم بأقل المراتب أن يقفوا على الحياد، ونحن نتكفل بأمر حمايتهم، أما من يحمل السلاح منهم في وجهنا فسيكون حكمه كحكم جنود النظام، أي قتله أينما وجد، نرجو الحذر من قبلهم واقتضى التنويه من قبلنا».

بدوره نفى أن يكون لتشكيل»جيش الحرمون» أي تهديد على لبنان، وقال إن هذا لن يكون ضمن خططهم، معتبرا وجود الأسد ومن يواليه هو ما يشكل تهديدا لأمن واستقرار لبنان، وشدد أن هدف العملية هو ربط ريف دمشق الغربي مع القنيطرة فقط.

من جهته قال أبو غياث الشامي وهو المسؤول الإعلامي لـ»ألوية سيف الشام» لـ «القدس العربي» في اتصال خاص معه: «أهداف جيش الحرمون كانت بالبداية فتح طريق للجنوب السوري من درعا والقنيطرة، ومن ثم الاندماج مع فصائل درعا والقنيطرة في العمليات العسكرية».

وأكد أبو غياث ان كل قرية درزية، لم تساند الأسد ونظامه فهي ليست هدفا للثوار، لأنهم أخوة في الوطن، لكن من يساند النظام خلال المعارك فسيكون عدواً للثوار درزيا كان أم سنّياً على حد قوله.

ورأى ماهر الحمدان مدير وكالة «سوريا برس» للأنباء في حديث خاص أن «آلية عمل جيش الحرمون كانت منظمة ومتوازية. نحن نأمل أن تكون قاعدة للانطلاق منها نحو تحرير مناطق أخرى، نحن في وقت ومرحلة صعبة في ظل الثورة علينا بدء آلية عمل جديدة من الناحية العسكرية للحفاظ على كامل المنشأة وتجهيزها والعمل على حماية المدنيين بغض النظر عن الطوائف التي ينتمون لها، لاسيما الطائفة الدرزية التي عليها أخذ الحياد ولا تتجه للقارب الذي يغرق، فنظام الأسد يغرق والطائفة لا تموت، لا نريد أن تصبح الأمور طائفية ونحن نحذر، الجيش الحر أرسل عشرات التطمينات والرسائل الموجهة ولا يريدهم ان يكونوا معهم لكن يريدهم أن يقفوا على الحياد».

وتابع الحمدان «معركة فتح الحرمون كانت ضربة موجعة لحزب الله عقب ما ظن انه قد أغلق طرق الإمداد عقب معركة مثلث الجنوب، فاليوم يفتح الطريق بشكل أكبر مما كان، نأمل من الجانب اللبناني الذي لا يبعد سوى كيلو مترات قليلة ضبط حدودهم وعدم السماح بدخول حزب الله على الساحة».

 

مقتل الوحيشي نصر مؤقت لأمريكا لأن «القاعدة» في اليمن صارت أقوى من قبل… وواشنطن قتلت الرجل الخطأ وتركت صانع المتفجرات العسيري حرا طليقا

تصفية مختار بلمختار انتقام لإميناس ولا يعفي أوباما من مسؤولية الفوضى في ليبيا

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يوم أسود في تاريخ «القاعدة» هذا ما وصفت به صحيفة «التايمز» مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» في اليمن ناصر الوحيشي الذي يعد من الجيل الأول من قادة «القاعدة» الذين التقوا وعاشوا مع أسامة بن لادن. وسيؤثر مقتله بطائرة من دون طيار الأسبوع الماضي على مسار «القاعدة» خاصة أيمن الظواهري، زعيم «القاعدة» الذي ينظر إليه بالقيادي المعزول وغير الفاعل وكان يعتمد كثيرا على «نائبه الوحيشي الذي قاد حملة من العمليات الخارجية والتي استهدفت الغرب خاصة الولايات المتحدة.

وفي تناول المحللين لمقتل كل من الوحيشي ومختار بلمختار، زعيم «القاعدة» في المغرب الإسلامي والذي قاد العام الماضي الحملة على محطة الغاز الجزائرية أميناس.

 

انتصار

وبالنسبة للولايات المتحدة فقتل قائدين بارزين في الجهادية العالمية يعد انتصارا مهما وتأكيدا لسياسة ملاحقة الناشطين المتشددين عبر طائرات من دون طيار (الدرون).

فقد نجحت سياسة أوباما في الباكستان والصومال بملاحقة الجهاديين من الجو وكادت الحرب في اليمن لتقضي على البرنامج بعد خروج القوات الخاصة وانهيار الحكومة اليمنية عقب سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء.

ومع ذلك فمقتل قائد في تنظيم جهادي لا يعني نهاية المسيرة القتالية له، خاصة أن تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية سارع وبعد أسبوع من مقتل الوحيشي للإعلان عن الزعيم الجديد وهو قاسم الريمي.

لكن خروج زعيم مثل الوحيشي يمثل كما تقول صحيفة «التايمز» في افتتاحيتها ضربة لعصب «القاعدة» وتشبه مقتل أسامة بن لادن في أيار/مايو2011.

وترى الصحيفة أن الوصول لكل من الوحيشي وبلمختار إن تأكد مقتل الأخير يعني تطورا لدى الأجهزة الأمنية الغربية في جمع المعلومات الاستخباراتية..إلا أن سياسة القتل المستهدف التي تتبعها الإدارة الأمريكية تحمل مخاطر من ناحية قتل المدنيين ما ينعكس سلبا على موقف الولايات المتحدة، وليس سرا أن كل اليمنيين يكرهون الأمريكيين بسبب طائرات الدرون التي أدت لحالة من الخوف والرعب النفسي لدى الكثير من اليمنيين.

ومع ذلك ترى «التايمز» ان القتل هو جزء من حرب الاستنزاف التي يخوضها الغرب ضد الإرهاب..

فالبديل عن القتل المستهدف سيناريو من الرعب تعمل فيه الجماعات الإرهابية بنوع من الحصانة من دول فاشلة في الشرق الأوسط، في وقت تتردد فيه الحكومات الغربية بإرسال قوات برية لمواجهة هذا التهديد.

وما يجعل خسارة «القاعدة» في اليمن فادحة حسب الصحيفة هي أن الوحيشي بنى الفرع اليمني حتى أصبح من أكثر جماعات «القاعدة» قوة بعد تنظيم «الدولة الإسلامية»..واعتبر مسؤول «سي آي إيه» السابق مقتله بأنه أكبر ضربة للقاعدة منذ مقتل بن لادن.

وتأمل الصحيفة أن يؤدي غياب الوحيشي عن الساحة أن يؤثر على معنويات «القاعدة» حيث سيجد الظواهري نفسه معزولا أكثر بعد خسارته رمزا كان يعتمد عليه ويأتمر بأمره على خلاف أبو بكر البغدادي زعيم «داعش» الذي خرج عن طوعه.

وتختم الصحيفة بالقول إن الغارات الجوية تحمل مخاطر قتل المدنيين ما يزيد من شكوك السكان ومخاوفهم خاصة في اليمن..ولا تحل بالضرورة مشكلة الإرهاب بل تعني سفك دماء جديدة في الغرب.

 

انتقام

ويتابع إيان بلاك المحرر في صحيفة «الغارديان» الخط نفسه معلقا على مقتل الوحيشي وبملختار..ويقول إن المسافة بين أجدابيا (ليبيا) والمكلا (اليمن) هي 3. 000 ميل، ولكن ما يجمع بين المدينتين أنهما مرتبطتان باستراتيجية مكافحة الإرهاب وسط الفوضى والعنف والدولة المنهارة.

ويمضي قائلا إن الحالتين تلخصان جهود الولايات المتحدة في ملاحقة «القاعدة» وتنظيماتها مع «داعش».

ويشير بلاك إلى أن تاريخ بلمختار يلخص مسار الحركة الجهادية العالمية في ربع قرن..فقد بدأ في الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال في التسعينيات من القرن الماضي..ومن خلال قتاله مع «القاعدة» في أفغانستان عاد إلى الجزائر وبدأ تنظيم «القاعدة» ببلاد المغرب الإسلامي وعدد آخر من المنظمات التي عملت عبر منطقة الرمادية بين التشدد والإجرام. ويعلق بلاك أن قتله ما هو إلا انتقام لهجومه على منشأة الغاز في أميناس وليس تعبيرا عن استراتيجية.

وينقل عن مؤسسة «صوفان للتحليل الأمني» قولها إن مقتل بلمختار إن تأكد «لن يفعل الكثير لمواجهة أزمة الفوضى في ليبيا»..فستواصل «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي وحركة أنصار الشريعة جهودهما لزعزعة الإستقرار في هناك..ويعلق المؤرخ فيجاي بارشاد «لن يتحقق الإستقرار لا في شمال أفريقيا أو اليمن».

وأشار بلاك إلى أن الولايات المتحدة تتعرض لانتقادات في العواصم العربية بسبب تركيزها على أهداف ضيقة مثل محاربة تنظيمي «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي وفي شبه الجزيرة العربية..وركزت المخابرات الأمريكية على الأخير لقدرته على ضرب أهداف في الغرب.

ويؤكد الكاتب أن حرب «الدرون» التي تخوضها الولايات المتحدة تحتاج إلى معلومات أمنية دقيقة وتعاون على الأرض حتى يتم ضرب الهدف الصحيح ومعلومات استخباراتية صحيحة.

وعليه تواجه المخابرات الأمريكية صعوبة في جمع المعلومات من اليمن التي سحبت قواتها الخاصة منها بسبب انهيار الحكومة في صنعاء والغارات الجوية التي تشنها السعودية والدول المتحالفة معها.

ورغم أهمية الوحيشي إلا أن أرون زيلين من معهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» يرى «لن أستثني خطر تنظيم «القاعدة» في اليمن من حساباتي» ولكنه أضاف أن التنظيم «يعيش أصعب مراحله» منذ عام 2009 عندما اندمج فرعا «القاعدة» في اليمن والسعودية معا.

 

ليبيا والبحث عن حل

وتتساءل في السياق نفسه صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها عن أثر خروج كل من الوحيشي وبملختار من الساحة مشيرة أنه لا يحل أزمتي ليبيا واليمن..ففي المعنى العام تقول الصحيفة «إن العمليتين تظهران المنافع المحدودة لاستراتيجية الرئيس أوباما الضيقة في محاربة الإرهاب».

وقالت الصحيفة إن أوباما أمر وعبر السنوات الماضية بضرب أفراد وأهداف يعتبرها معادية للولايات المتحدة في اليمن وليبيا والصومال ولم يقم إلا بجهود قليلة لدعم بناء حكومات قوية في هذه البلدان.

وكانت النتيجة استمرار هذه الدول الثلاث بانتاج جنود للقاعدة وتنظيم الدولة فيما أصبح اليمن وليبيا بلدان ينتشر فيهما العنف والفوضى..وترى أن التهديد النابع من ليبيا يظل مثارا للقلق خاصة أن البلد مقسم بين جيشين وحكومتين واحدة إسلامية وأخرى علمانية.

وأدى التنافس المدمر بينهما لخفض مستويات انتاج النفط الذي يعتمد عليه سكان ليبيا البالغ عددهم 7 ملايين نسمة.

وفي الوقت نفسه فتح التنافس الباب أمام الجهاديين للعمل بحرية..وتشير الصحيفة إلى أن الجماعة التي ينتمي إليها بلمختار تنتمي للقاعدة التي تظل حسب البعض أقل خطرا من تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يتقدم في مدن ليبيا.

وتتحدث الصحيفة عن ملمح آخر من ملامح التهديد في ليبيا تتعلق كما تقول بأزمة المهاجرين الذين يستغلهم المهربون ويرمونهم بالقوارب عبر المتوسط إلى الشواطئ..ويقول الاتحاد الأوروبي إن هناك نصف مليون لاجئ قد يحاولون الوصول إلى أوروبا.

وترى أن المماحكات بين دول الاتحاد حول المهاجرين لن توقف المهاجرين غير الشرعيين، فالحل السياسي في ليبيا كفيل بإنهاء هذه الإزمة الإنسانية النابعة من أفريقيا ووقف الخطر الإرهابي..وترى أن جهود المبعوث الدولي برناندينو ليون تواجه مصاعب ومن الحكومة المعترف بها دوليا في طبرق.

وتعلق أن ليون سيواصل محاولاته لكن تأثيره لن يكون بمستوى تأثير الولايات المتحدة والناتو والدول التي ساهمت في خلق الفوضى داخل ليبيا عندما ساعدت بإخراج الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة..ودعت الصحيفة واشنطن ممارسة مزيد من الضغوط على حكومة طبرق والداعم الرئيسي لها وهي مصر.

ويجب تهديد قادة ليبيا بالعقوبات حالة رفضوا الصفقة التي تعرضها الأمم المتحدة..ويجب على الدول الغربية تقديم المساعدة للقوات الليبية في محاربة الجهاديين وتنظيم «الدولة الإسلامية» وقتل القادة الكبار فيهما.

وفي حالة استمرت الفوضى والفراغ في السلطة بقيت التنظيمات الجهادية تواصل عملياتها وستعيش بعد الـ18 شهرا التي بقيت للرئيس أوباما في السلطة.

 

عملية محدودة

وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن قتل القادة هو أكثر شيء تأمل بتحقيقه في البلدين اللذين يعيشان حالة حرب.

ويرى السناتور الديمقراطي عن كاليفورنيا وعضو لجنة الاستخبارات في الكونغرس آدم شيف أن كل ما تأمل تحقيقه الإدارة في الوقت الحالي هو «محدود».

وقال إن إدارة أوباما تحدثت في الماضي عن التنمية وتوفير المياه في اليمن ولكنها عادت «الآن» لمكافحة الإرهاب.

مشيرة إلى أن نهاية حكم علي عبدالله صالح عام 2011 رفعت الآمال في مستقبل براق، خاصة أن صالح حكم البلاد ولأكثر من ثلاثة عقود من خلال اللعب على تناقضات المجتمع اليمني القبلية والأيديولوجية كوسيلة للبقاء في الحكم.

ومع انزلاق البلاد العام الماضي نحو دوامة الحرب وجد تنظيم «القاعدة» فرصة للعودة وأعاد بناء تحالفاته مع بعض القبائل السنية التي تعادي المتمردين الحوثيين..واستطاع تنظيم «القاعدة» السيطرة على مدينة المكلا في نيسان/أبريل.

وتشير الصحيفة لحالة الفوضى التي يعيشها اليمن بفعل التناقضات التي تعيشها البلاد والدور اللوجيستي والاستخباراتي الذي تلعبه الولايات المتحدة في الحملة السعودية. وبحسب ستيفن سيتش الذي خدم كسفير للولايات المتحدة في اليمن ما بين 2007- 2010 «لو بحثت عن المنطق فلن تعثر على شيء».

وتضيف الصحيفة أن الدور الأمريكي في اليمن هو تعبير عن استراتيجية أوباما «القيادة من الخلف» لكن المدخل هذا تأثر بسبب الوضع على الأرض في اليمن حيث دخل حلفاؤها في حرب أهلية.

وكما يقول دانيال بيمان من جامعة جورج تاون «كان الأمل هو العمل مع الحلفاء والجماعات المحلية من أجل احتواء العنف» ولكن «العنف تسيد الوضع». ويذكر بيمان بما قاله أوباما عام 2008 عندما انتقد الرئيس جورج ديليو يوش لفشله التحضير لمرحلة ما بعد صدام حسين في العراق مشيرا إلى أن أوباما يواجه الاتهامات نفسها في اليمن وليبيا.

ولكن بيمان الذي عمل في وزارة الخارجية ما بين 2009- 2012 يشير إلى أن الاحداث المتسارعة في المنطقة تفوقت على أي خطة للتحضير وإعداد الخطط.

وقال إن «القوى التي دفعت الربيع العربي كانت ذات أبعاد ضخمة لدرجة لا تمكن رئيسا أو مجموعة من القادة للتحكم بالأحداث».

ويتحدث البعض عن دروس أفغانستان والعراق حيث أرسلت الولايات المتحدة أعدادا كبيرة من الجنود وأنفقت مليارات الدولارات ومع ذلك لا يزال البلدان في حالة من الفوضى والاضطراب.

وكما يقول السناتور شيف «علينا الاعتراف بمحدودية القدرة لتشكيل الأحداث في مرحلة ما بعد أفغانستان والعراق حتى حال استخدمت القوة العسكرية الطاغية».

 

صانع المتفجرات

وضمن هذا السياق فمقتل قيادي «القاعدة» يمثل نصرا محدودا ولكنه غير كاف، كما يشير تقرير مجلة «فورين بوليسي» التي تحدثت عن الوحيشي تحديدا التي قالت إنه مهم في تركيبة تنظيم «القاعدة» لكن الشخص الأهم لا يزال حرا طليقا وهو إبراهيم العسيري الذي كان مسؤولا عن تصنيع متفجرات لا يمكن الكشف عنها. وبحسب القائم بأعمال «سي آي إيه» سابقا مايكل موريل «يظل العسيري نقطة القوة للجماعة» ووصفه بأنه «أفضل صانع متفجرات».

ويقول بروس ريدل، المحلل السابق في «سي آي إيه» والزميل بمعهد بروكينغز إن العسيري يمثل تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة فاستمراره في العمل يعني قدرته على تدريب متشددين أكثر لتصنيع متفجرات دقيقة عصية على الكشف. ويقول ريدل «العسيري خطير لا لمهاراته ولكن لتدريبه كادرا من صانعي المتفجرات». ويرى ريدل وموريل أن اللهجة الانتصارية في حديث البيت الأبيض والينتاغون عن أهمية العمليتين الأخيرتين مبالغ فيها.

ويناقشان أن تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية قد يكون أخطر اليوم منه في السابق نظرا لاستفادته من الفراغ الذي حل باليمن بسبب الحرب.

ويقول ريدل «تنظيم «القاعدة» في اليمن أقوى اليوم منه في السابق حتى بدون الوحيشي بسبب الفوضى في اليمن».

ومن هنا فالخطر الذي يمثله العسيري نابع من قدرته على تجنب الوقوع في مصيدة المخابرات أو تحديد مكانه. وأصبح العسيري تحت الرقابة الأمريكية عام 2009 بعد محاولة التفجير الفاشلة لطائرة أمريكية كانت تهبط في مطار ديترويت والتي قام بها عمر فاروق عبدالمطلب الذي زرع العسيري في سرواله الداخلي متفجرات.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن العسيري زرع متفجرات في طائرات شحن كانت في طريقها من دبي للولايات المتحدة. وتنبع خطورة صانع متفجرات «القاعدة» من دراسته للكيمياء ولخبرة والده العسكرية.. وتحول العسيري للقاعدة عندما سجن في السجون السعودية بعد محاولته السفر للقتال في العراق.

وأثرت تجربة السجن عليه حيث «اكتشفت من الطريقة التي حققوا فيها معي عبودية النظام السعودي للصليبين وكراهيتهم للمؤمنين الحقيقيين». ولهذا السبب حاول اغتيال الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وولي العهد الحالي عندما أرسل شقيقه عبدالله محملا بقنبلة لاغتيال الأمير.

وحاولت الولايات المتحدة قتله أكثر من مرة وأطلقت تصريحات غير صحيحة. ففي عام 2011 ذكر مسؤول أمريكي أن العسيري قتل في الغارة التي قتلت أنور العولقي الداعية المعروف. وفي عام 2014 أخبر مسؤول يمني «سي أن أن « ان العسيري قتل في عملية للقوات الخاصة اليمنية ليتبين كذب الخبر».

 

كيري: النظام السوري يواصل شن هجمات الكلور ضد الشعب ولم يحاول قطعيا مهاجمة «داعش»

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه «واثق تماما» من قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشن هجمات كلور ضد شعبه، مؤكدا ان هنالك محاولات جادة لتجميع الأدلة حاليا لتاكيد هذا القول. وقال كيري خلال ظهور مفاجئ في المؤتمر الصحافي اليومي لوزارة الخارجية «أنا واثق تماما، ونحن على يقين من ان الهجمات الكثيرة قد تم تنفيذها من قبل النظام» مشيرا إلى انه من الممكن ان بعض أعضاء المعارضة قد استخدموا الكلور ايضا كذلك في الهجمات.

وأوضح كيري انه تم توثيق الهجمات بشكل كبير حيث تم إسقاط الكلور من طائرات في حين لا تملك المعارضة طائرات أو مروحيات، كما أشار إلى انه لا صعوبة في تحديد المسؤولية في النهاية عن الهجمات بعد تتبع نظام التسليم ونهج التوصيل.

وكشف كيري انه ناقش هذه الاستنتاجات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وقال بأنه على قناعة بأن الروس سيبحثون القضية مع سوريا مرة ثانية، كما أكد ان الصبر بدأ ينفد حول «الفساد غير العادي» لاستخدام أسلحة الأسد ضد شعبه.

وأضاف «لا يمكننا الجلوس هنا، والسماح لهذا بالحدوث دون القيام باي جهود لمعرفة ما اذا كانت هناك طريقة لوقف ما يحدث»، مشيرا إلى ان «الهجمات لم تتوقف حتى الآن وأنها تزيد فقط من غضب المجتمع الدولي على نظام الأسد».

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد دعا إلى اتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا في عام 2013 بعد استخدام الأسد أسلحة كيمائية ضد السوريين، ولكن الكونغرس رفض وترك أوباما بدون تفويض، ومنذ ذلك الحين، تعاملت الولايات المتحدة مع النظام السوري بطريقة شبيهة بالهدنة، لأن دمشق كانت تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية «ايضا، وانتقلت بالتالي دعوات الإدارة الأمريكية للأسد بالتنحى إلى نار هادئة لصالح الحملة ضد داعش».

ولكن كيري اتهم الأسد، ايضا ، بتجاهل مكافحة «داعش» من أجل مهاجمة مواطنيه وقال ان الأسد لم يهاجم قطعيا «داعش» ولم يحاول مطلقا وضع الأصابع في طريق حركة التنظيم ولكنه بدلا من ذلك يقوم بإلقاء البراميل على المدنيين.

 

مصورون وصحافيون سوريون تحت الأنقاض أخفوا هوياتهم خوفا من بطش النظام

فؤاد حلاق

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: منذ بداية أحداث الثورة السورية لم ينقل الصحافيون السوريون ما يجري في الشارع السوري بأسمائهم الحقيقية، خوفاً من مخابرات نظام بشار الأسد، ومن حاول نقل الحقيقة إمّا قُتل، أو اختقى عن الوجود، لذلك لجأ النشطاء إلى تغطية ما يجري من مظاهرات وتجاوزات القوات الحكومية عبّر جوالاتهم ونشر المقاطع و الصور على صفحاتهم وبأسماء مستعارة.

وائل عادل (31 سنة) صحافي سوري من مدينة حلب يقول: بدأت بالتصوير منذ الأيام الأولى للمظاهرات السلمية، كنّا نظن بأنَّ العالم سوف يقف إلى جانبنا، وبأنَّ ما حصل أيام الثمانينات سوف نتغلب عليه عن طريق كاميراتنا، وبعد التقرير الأول لي، والذي عُرض على ثلاث محطات بالرغم من بساطته وامتلائه بالأخطاء، عرَّفني أحد الأصدقاء على قناة عربية، وهي التي أعمل فيها الآن كمراسل من مدينة حلب، وأحاول قدر الإمكان إيصال ما يجري من أحداث عبر كاميرتي وصوتي. وعن الأخطار التي قد يتعرض لها يقول وائل: «ذات مرَّة سقط برميل متفجر في الحي الذي أسكنه، وكعادتي ذهبت إلى مكان سقوط البرميل لتوثيق الحدث، وأثناء التصوير سقط برميل آخر في المكان نفسه، ما أدى إلى وقوع مجزرة تُدمي القلب، والجرحى يصرخون ولا حول لهم ولا قوة، حينها قمت برميِّ الكاميرا لنقل المصابين إلى سيارات الإسعاف».

ويضيف وائل: «هناك دائماً أولويات لدى أي صحافي، ففي كثير من المرات لم أصور بسبب صعوبة الحدث، وتدخلي فيه كمسعف، وكثيراً ما عدت إلى منزلي وقد امتلأت ثيابي بالدماء».

أمّا مراسل مركز حلب الإعلامي فادي الحلبي (21 سنة) والذي بدأ بتوثيق أحداث الثورة السورية عبر رفع مقاطع المظاهرات السلمية على قناته على «يوتيوب»، فقال انّه مع دخول «الجيش الحر» إلى مدينة حلب تعاملت معه معظم الوكالات العربية والأجنبية ومنها: وكالة الأنباء الفرنسية، وقناة «الجزيرة»، وقناة «العربية»، وقناة «أورينت».

وهذا ما جعله يطوّر أسلوبه من مواطن إلى صحافي، بعد أن بدأ التصوير بكاميرا جهازه المحمول، أما اليوم فيستخدم كاميرا احترافية، أما المخاطر التي يتعرض لها فادي فيقول إنه لا يمتلك درعا واقيا كباقي الصحافيين الحربيين، ولا يملك خبرة كافية لحماية نفسه في حال أُصيب وهو يقوم بتغطية المعارك، وأضاف: «غالباً ما نتهم من بعض العسكريين بعدم حرصنا على ما ننقل، وأننا نصور من أجل المال، وهذا الاتهام أكثر ما يزعجني، ففي الكثير من الأحيان عند وقوع المجازر أضع الكاميرا في حقيبتي وأحاول نقل الجرحى مع طواقم الإسعاف، فهذا الواجب إنساني ويتعلق بقضيتي التي خرجت من أجلها منذ بداية الثورة».

وائل وفادي والعديد من المواطنين الصحافين اليوم هم مصادر للأخبار لدى العديد من وكالات الأنباء، ولم يحاولوا يوماً التوقف عن عملهم، بالرغم من كل المضايقات التي يتعرضون لها، فالصحافي هو هدف لنظام بشار الأسد، ولأي فصيل متطرف ليخفي جرائمه عن العالم.

 

صفقات و«اختلاسات» في مشافي حلب وريفها… ومندوبو منظمات عربية يعقدون الصفقات مع مدراء المراكز الطبية

محمد اقبال بللو

ريف حلب ـ «القدس العربي»: ينتشر العديد من المستشفيات الميدانية في المناطق المحررة في حلب وريفها، وتقوم بشكل نسبي بمعالجة بعض الإصابات البسيطة التي قد يتعرض لها المواطنون جراء قصف قوات النظام، أو المقاتلين في «الجيش السوري الحر» في المعارك المتقطعة الدائرة في مختلف جبهات تلك المناطق، كما تقوم هذه المراكز الطبية بمعالجة بعض المصابين بالامراض المزمنة والحالات الصحية المرضية العادية التي تصل بشكل متكرر ويومي.

معظم المستشفيات آنفة الذكر تتلقى دعمها منذ التأسيس من منظمات طبية عربية أو دولية لها مندوبون داخل الأراضي السورية المحررة، حيث يقوم أولئك المندوبون بإيصال الدعم من خلال الداوئر المالية في المراكز الطبية والتي غالباً ما تكون تحت سيطرة مدير المستشفى، وهنا تحدث الكثير من الصفقات بين المندوبين وبين مدراء المشافي، لتكون هذه المراكز التي وجدت لمساعدة الأهالي باباً للاسترزاق، والنهب، والكسب غير المشروع لكلا الطرفين.

وبحثت «القدس العربي» موضوع تلك المستشفيات، وتم التقصي حول ما يحدث من اختلاس لأموال من المفترض أنها دخلت البلاد لمساعدة المرضى والمصابين وإنقاذ حياتهم، والتقت «القدس العربي» بالعديد من العاملين في هذه المراكز الطبية المنهوبة أصلاً منذ الإنشاء.

أبو عبد الكريم ممرض في أحد مستشفيات ريف حلب الشمالي، يشاهد ومنذ تأسيس المشفى الذي يعمل به كيف تتم السرقات وكيف يتم تحويلها إلى مصاريف نظامية تتم حماية من يسيطر عليها ورقياً بمختلف الإثباتات والفواتير، يقول أبو عبد الكريم لـــ»القدس العربي»: تتكفل المنظمات الطبية بإحضار كل المستلزمات الطبية لهذه المشافي، لكن ما يحدث وما ينفذه المندوبون مختلف تماماً عما يقدمه مندوب المنظمة لمنظمته من فواتير، وهو في الحقيقة يقوم بجلب الأجهزة اللازمة للمستشفى، لكن السؤال الهام.. من أين؟

ويضيف: «وهنا يلعب القائمون دورهم في الاستعارة والتسول من كتائب «الجيش الحر» والمنظمات الأخرى والمتبرعين في دول أوروبا لإحضار أجهزة غالبيتها مستعملة وغير صالحة للعمل، والقسم الأعظم «غنائم» من الكتائب، حيث توضع في بناء يطلق عليه اسم مشفى، ويصور المندوب هذه الأدوات على أنه تم شراؤها من مال المنظمة الخاص».

ويشرح الممرض الشاب طرقاً أخرى لسرقة الأموال المخصصة لهذه المشافي فيقول: «يتم دعم المشفى بالنفقات والمحروقات والرواتب، حيث يقوم مدير المشفى مع مندوب المنظمة بالتلاعب بمخصصات الطعام وسرقتها والتي تأتي غالباً من الجمعيات الخيرية كالعدس، والبرغل، والرز، والسكر بينما يسجل بالفواتير على أنه من مال المنظمة، كما تتم السرقة من مخصصات المحروقات وذلك عن طريق التلاعب بالكمية المستهلكة وسعرها أيضاً.

يقول الطبيب أبو الليث وهو اسمه المستعار طلب أن نناديه به لأنه يخشى هذه «العصابات» فيما لو تم ذكر اسمه، على حد وصفه، ويقول: يتم التلاعب برواتب الموظفين من أطباء وممرضين وحتى مستخدمين، وهذا التلاعب يتم بحسب العرض والطلب، حيث يتقاضى العامل في المجال الطبي أجره حسب الأيام التي داوم فيها، بينما يوقع على قائمة ترفع للمنظمة بالساعات.

ويكمل: «فعلى سبيل المثال يتم التعاقد مع الطبيب على أنه سيحصل على مبلغ 600 دولار على سبيل المثال كأجر لخمسة عشر يوماً من الدوام بحيث يداوم 24 ساعة يومياً داخل المستشفى، أي أنه طبيب مقيم، ومعنى ذلك أنه داوم 360 ساعة خلال هذه الفترة، إلا أنه يجبر على التوقيع على240 ساعة فقط، ويكون تهديد مدير المستشفى المجهز مسبقاً، إن لم توقع يدوام في العمل كل يوم ثماني ساعات بشكل مستمر دون أن يضغط ساعات العمل، وهنا يرضخ الطبيب ويسرق مدير المستشفى أجرة 120 ساعة شهرياً من كل طبيب داخل امبراطوريته الطبية».

بينما يقول أحد المستخدمين في المستشفى نفسها: «لا أعرف كيف يسرقون لكنني متأكد من أنهم لصوص، فتحول مدير المستشفى لرجل ثري خلال عام واحد يؤكد لك السرقة، والمشكلة أنك لا تستطيع أن تتفوه ولو بكلمة واحدة، فإن اعترضت أو فضحت أمراً، سيفصلك بكل بساطة وتصبح دون عمل ودون دخل، وأنتم أدرى بالظرف الذي نعيشه».

 

كيري: النظام السوري يواصل شن هجمات الكلور ضد الشعب ولم يحاول قطعيا مهاجمة «داعش»

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه «واثق تماما» من قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشن هجمات كلور ضد شعبه، مؤكدا ان هنالك محاولات جادة لتجميع الأدلة حاليا لتاكيد هذا القول. وقال كيري خلال ظهور مفاجئ في المؤتمر الصحافي اليومي لوزارة الخارجية «أنا واثق تماما، ونحن على يقين من ان الهجمات الكثيرة قد تم تنفيذها من قبل النظام» مشيرا إلى انه من الممكن ان بعض أعضاء المعارضة قد استخدموا الكلور ايضا كذلك في الهجمات.

وأوضح كيري انه تم توثيق الهجمات بشكل كبير حيث تم إسقاط الكلور من طائرات في حين لا تملك المعارضة طائرات أو مروحيات، كما أشار إلى انه لا صعوبة في تحديد المسؤولية في النهاية عن الهجمات بعد تتبع نظام التسليم ونهج التوصيل.

وكشف كيري انه ناقش هذه الاستنتاجات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وقال بأنه على قناعة بأن الروس سيبحثون القضية مع سوريا مرة ثانية، كما أكد ان الصبر بدأ ينفد حول «الفساد غير العادي» لاستخدام أسلحة الأسد ضد شعبه.

وأضاف «لا يمكننا الجلوس هنا، والسماح لهذا بالحدوث دون القيام باي جهود لمعرفة ما اذا كانت هناك طريقة لوقف ما يحدث»، مشيرا إلى ان «الهجمات لم تتوقف حتى الآن وأنها تزيد فقط من غضب المجتمع الدولي على نظام الأسد».

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد دعا إلى اتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا في عام 2013 بعد استخدام الأسد أسلحة كيمائية ضد السوريين، ولكن الكونغرس رفض وترك أوباما بدون تفويض، ومنذ ذلك الحين، تعاملت الولايات المتحدة مع النظام السوري بطريقة شبيهة بالهدنة، لأن دمشق كانت تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية «ايضا، وانتقلت بالتالي دعوات الإدارة الأمريكية للأسد بالتنحى إلى نار هادئة لصالح الحملة ضد داعش».

ولكن كيري اتهم الأسد، ايضا ، بتجاهل مكافحة «داعش» من أجل مهاجمة مواطنيه وقال ان الأسد لم يهاجم قطعيا «داعش» ولم يحاول مطلقا وضع الأصابع في طريق حركة التنظيم ولكنه بدلا من ذلك يقوم بإلقاء البراميل على المدنيين.

 

كيري: النظام السوري يواصل شن هجمات الكلور ضد الشعب ولم يحاول قطعيا مهاجمة «داعش»

 

وثائق” للكونغرس: الأسد يستخدم الكيماوي

الأناضول، رويترز

قدّم أعضاء في الجمعية الطبية السورية الأميركية، وثائق إلى لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، اعتبروها “تؤكد استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية ضد شعبه”، في وقتٍ ذكر فيه وزير الخارجية الأميركي، إن صبر المجتمع الدولي على ما يفعله الرئيس بشار الأسد ينفد.

وقدّم الأطباء السوريون الوثائق المكوّنة من صور ومقاطع فيديو توثق لـ31 حالة قصف بغاز الكلور في سورية، منذ 16 آذار/مارس حتى شهر حزيران/يونيو الحالي، وذلك خلال مشاركتهم في جلسة بعنوان “استخدام الأسد أسلحة كيميائية”، عقدت أمس الأربعاء، في لجنة العلاقات الخارجية، بالعاصمة واشنطن.

وأشارت أني سبارو، الطبيبة المتطوعة منذ العام 2012، في العمل على الحدود السورية التركية، أن “النظام يستهدف مناطق المدنيين بغاز الكلور”، داعيةً لفرض حظر طيران باعتباره “الحل الوحيد لمنع القتل”.

من جهته، قال النائب الجمهوري جيف دونكان، إنّ “الصور التي شاهدناها تعادل ملايين الكلمات”، داعياً لنشر الفيديو من أجل إطلاع الأميركيين على مدى “وحشية نظام الأسد”.

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد أعلن الثلاثاء الماضي، أنه بحث مع نظيره الروسي موضوع استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، معتبراً أن “صبر المجتمع الدولي على ما يفعله الرئيس بشار الأسد ينفد”.

وأكّد كيري أنّه على ثقة من أنّ حكومة الأسد مسؤولة عن “أغلبية” الهجمات الكيمائية، وأنّ “صبر الجميع بدأ ينفد”، مشيراً إلى أنّ الأسلحة الكيميائية أُسقطت من طائرات، وأنّ الولايات المتحدة تجمع بيانات تدعم مزاعمها، بأنّ حكومة الأسد مسؤولة عن الهجمات.

ويبحث مجلس الأمن الدولي حالياً، مشروع قرار سيساعد في تحديد المسؤول عن استخدام غاز الكلور كسلاح كيميائي.

 

جبهة القنيطرة: المعارضة المسلحة تتأهب للإمساك بالجنوب

عدنان علي

أطلقت قوات المعارضة المسلّحة في محافظة القنيطرة، غرب العاصمة دمشق، معركتين جديدتين للسيطرة على بعض المواقع والبلدات التي ما تزال بحوزة قوات النظام، في إطار سعيها لطردها نهائياً من المحافظة، التي باتت تُسيطر فيها على نحو 80 في المائة من مساحتها.

وتدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، التي تساندها مجموعات من اللجان الشعبية المحلية في مناطق جبا وقرب بلدة خان أرنبة وتل كروم والصمدانية، إلا أن المعارك الأهم والتي تحمل حساسية مذهبية، تجري في محيط بلدة حضر، التي يشكل المواطنون الدروز غالبية سكانها. ووجّهت قوات المعارضة تحذيراً لهم من مغبة جعل منطقتهم منطلقاً لعمليات قوات النظام، وطالبتهم بالوقوف على الحياد.

 

وقال مصدر عسكري من قوات المعارضة، رفض الكشف عن اسمه، لـ “العربي الجديد”، إنه “بعد توقف الهجوم على مطار الثعلة، قرب محافظة السويداء، بسبب التعقيدات التي برزت هناك، وفي ظلّ ضراوة القصف الجوي الذي تعرّضنا له بعد محاصرتنا أياماً عدة، نسعى الآن إلى تحريك جبهة القنيطرة، بالتزامن مع تحريك محتمل لجبهات أخرى في محافظة درعا خلال الأيام المقبلة”.

 

وتدور معارك عنيفة بين “جيش الحرمون” الذي تشكّل قبل أيام وقوات النظام المدعومة من اللجان الشعبية، في محيط قرية حضر على سفوح جبل الشيخ، حيث سقطت بعض القذائف داخل مناطق الجولان المحتل من جانب إسرائيل، التي سمحت بإنشاء مستشفيات ميدانية في بلدة مجدل شمس، القريبة من حضر، تحسباً لوصول جرحى في حال اشتداد المعارك أو دخول قوات المعارضة إلى البلدة.

 

وتقول بعض المصادر المقرّبة من النظام، إن “من بين أهداف المعركة فكّ الطوق عن بلدتي جباتا الخشب وبيت جن، التي تُعدّ ممراً في سفح جبل الشيخ باتجاه لبنان عند بلدة شبعا. وهو ما دفع قوات المعارضة إلى السيطرة على التلول الحمر التي تقع بين حضر وبيت جن، يوم الثلاثاء، وبالتالي وصل ريف درعا بالجولان إلى جبل الشيخ وجنوباً إلى الأردن”.

وأفاد المكتب الإعلامي في “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، أن “الهدف من تلك المعركة إحكام السيطرة على التلول الحمر، وإيقاف القصف اليومي على المناطق المحررة من تلك المرتفعات، والسعي لفتح قنوات وممرات اتصال بين الريف الغربي للعاصمة دمشق مع الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة، وفك الحصار عن بعض البلدات الإستراتيجية في المنطقة”.

وأوضح المكتب أن “جيش الحرمون استطاع إحكام السيطرة على التلول الحمر، والاستيلاء على عدد من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واغتنام دبابة تي 52 وتدمير أخرى، فضلاً عن فتح الطريق لبلدة بيت جن، ومحاصرة عدد من السرايا في محيط التلول، لمنع الإمداد العسكري من مليشيا الدفاع الوطني”. وكشف أن “قوات النظام كانت تستخدم التلول لرصد تحركات مقاتلي المعارضة وقصف البلدات المحيطة التي يتحركون منها، كونها تطل على أغلب بلدات القنيطرة والريف الغربي من درعا”.

 

ويضم “جيش الحرمون” كلاً من “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، و”حركة أحرار الشام”، و”حركة شهداء الشام”، و”جبهة النصرة”، و”لواء السيد المسيح”، و”لواء أسامة بن زيد”، و”لواء توحيد العاصمة”، و”لواء فرسان السنّة”، و”لواء عمر بن الخطاب”.

 

وبالتزامن مع معارك “جيش الحرمون”، أعلن “الجيش الأول” بدء معركة “نصرة لحرائرنا”، بهدف القضاء على ما تبقّى من قوات النظام في محافظة القنيطرة، بمشاركة فصائل مثل “جبهة أنصار الإسلام” و”ألوية سيف الشام” و”غرفة الفاتحين”.

 

وأفاد المكتب الإعلامي لـ “الجيش الأول” أن “معاقل جيش النظام المستهدفة هي تل بزاق وكروم الشعار ومدينة جبا ومدينة البعث”. وكانت فصائل المعارضة قد بدأت هجومها بالقصف المدفعي والصاروخي على تل شعار، وتل كروم، ومدينة خان أرنبة مركز محافظة القنيطرة، والتي تعتبر الشريان المغذي لقوات النظام في تلك المنطقة. وذكر ناشطون أن “قوات النظام فوجئت كما يبدو بمعارك القنيطرة الجديدة، ما دفعها إلى اعتماد أسلوب القصف العشوائي على المناطق المجاورة مثل مخيم خان الشيح، كما تمّ استهداف مدرسة أطفال، وسقط جرّاء ذلك قتلى وجرحى بين المدنيين”.

وسبق لقوات المعارضة أن سيطرت في اندفاعات سريعة العام الماضي، على أغلب مناطق محافظة القنيطرة، بما فيها الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، ولم يتبقّ في حوزة قوات النظام، سوى مناطق قليلة مثل خان أرنبة وحضر وحرفا ومدينة البعث، التي يجمع فيها النظام مؤسساته الرسمية.

 

وبحسب مصادر المعارضة، فإن “قوات النظام تعمل على حشد تعزيزات لاستعادة ما فقدته خلال هذه المعارك، خصوصاً التلول الحمر”. وأشارت إلى أن “أغلب التعزيزات مصدرها قريتا حضر وحرفا، اللتان يسكنهما أبناء الطائفة الدرزية”.

 

وقد أصدرت قيادة “جيش الحرمون” بياناً توجّهت فيه إلى القرى الدرزية، داعية الأهالي إلى “عدم زج أبنائهم في مواجهة جيش الحرمون، لأن النظام يسعى لوضعهم على واجهة القتال، ليخلق جواً من الاقتتال بين الأخوة”.

 

وفيما يقول عناصر من “الجيش الحر” إن “هذه المعارك لن تتوقف بسيطرتهم على المناطق المستهدفة في القنيطرة، بل ستستمر حتى الوصول إلى العاصمة دمشق”، كثفت قوات النظام من إجراءاتها الاحترازية تحسباً لأي هجوم على العاصمة من جهة القنيطرة. وفي إطار هذه الإجراءات، أقدمت قوات النظام يومي الإثنين والثلاثاء على تفجير نحو 500 منزل، بمحاذاة مطار المزة العسكري، شمال شرق داريا في غوطة دمشق الغربية.

 

الجنوبية” و”الحرمون” يلتقيان بريف القنيطرة.. واسرائيل تتأهب

سيطرت المعارضة السورية المسلحة على منطقة التلول الحمر، الشرقي والغربي، بريف دمشق الغربي، والتي تقع على أطراف بلدة القنيطرة بالقرب من خطوط التماس مع إسرائيل. وتأتي هذه المعركة في إطار فك الحصار عن بيت جن بريف دمشق الغربي وفتح طرق الإمداد بإتجاه ريف القنيطرة.

 

النظام السوري كان قد استخدم تلك التلول كمراصد عسكرية لمتابعة تحركات المعارضة المسلحة في الريف الغربي لمحافظة درعا، وحصنها بمرابض المدفعية والدبابات.

 

وكانت المعارضة العسكرية، الموجودة في ريف دمشق الغربي، قد شكلت “جيش الحرمون”، الثلاثاء، وضم “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”حركة شهداء الشام الإسلامية” و”لواء السيد المسيح” و”لواء أسامة بن زيد” و”لواء توحيد العاصمة” و”لواء فرسان السنة” و”لواء عمر بن الخطاب”.

 

وفي الوقت ذاته، أصدرت “ألوية سيف الشام” التابعة لقوات “الجبهة الجنوبية”، بياناً، أعلنت فيه تشكيل تحالف باسم “عاصفة الحق” ويضم “الجيش الأول” و”جبهة أنصار الإسلام” و”غرفة الفاتحين”. وأطلقت “عاصفة الحق” فور تشكيلها، معركة “نصرة حرائرنا”، كمرحلة جديدة لتحرير محافظة القنيطرة، والمضي باتجاه دمشق. وبدأت المعركة بالهجوم على تل بزاق وتل الكروم وتل الشعار، بريف القنيطرة الغربي، والتوجه بعدها إلى مدينة البعث، ثم مدينة القنيطرة.

 

وقال متحدث إعلامي في “جيش الحرمون”، ويدعى الريفي معاذ الخطيب، لوكالة “سمارت” إن الهدف من التشكيل هو “توحيد الجهود ونبذ التفرقة، وزيادة القوة الهجومية عن طريق غرفة عمليات موحدة لكافة الفصائل، بهدف السيطرة على مواقع استراتيجية لقوات النظام”. وأضاف، أن الأعمال العسكرية للجيش “ستتركز في منطقة الحرمون بشكل أساسي، بسبب كثرة قواعد النظام في هذه المنطقة، ثم ستنتقل إلى محافظتي ريف دمشق والقنيطرة بشكل عام”، مشيراً أن “كل فصيل سيحتفظ بإدارته الداخلية”، وأن القيادة العسكرية هي لقائد حركة “شهداء الشام الإسلامية” أبو النور حمزة.

 

الخطيب أشار، إلى تشكيل محكمة قضائية، وسلطة شرعية في “جيش الحرمون”، تتبع لها السلطة التنفيذية، ومجلس القيادة العليا، وهي مسؤولة عن توزيع “الغنائم وفض النزاع، وإصدار الفتاوى”، مؤكداً، سيطرتهم على التلول الحمر في القنيطرة، من خلال “مجموعة انغماسيين تسللوا إلى التلول”، أعقب ذلك اشتباكات مع قوات النظام، أسفرت عن مقتل ضابط وعشرة عناصر للأخيرة، إضافة إلى استيلاء “جيش الحرمون” على دبابتين، ورشاشي 23، ورشاشات 14.5، ومستودعات ذخيرة. وقال أيضاً، إن الهدف من السيطرة هو “توسيع منطقة سيطرة المقاتلين، خاصة وأن منطقة جبل الشيخ محاصرة من كافة الجهات”، مشيراً إلى أن السيطرة على التلول الحمر ستساعد “الجيش على فتح ثغرات داخل قطع النظام وإضعافها داخلياً، ثم اقتحامها، وبذلك يستطيعون فتح طرق إمداد والاستيلاء على أسلحة تمكنهم من الاستمرار في التقدم”.

 

وتدور المعارك حالياً بين “جيش الحرمون” وقوات النظام، ضمن محيط قرية حضر على سفوح جبل الشيخ. ووردت أنباء عن سقوط قذائف هاون في الجولان المحتل. ويبدو بأن هدف المعارك هو الوصول إلى بلدتي جباتا الخشب وبيت جن، التي تعد ممراً إلى لبنان عبر جبل الشيخ. وهذا يعني فعلياً، وصل ريفي درعا والقنيطرة.

 

“جيش الحرمون” كان قد أصدر الثلاثاء، بياناً، يحذر فيه “أبناء الطائفة الدرزية من الانخراط في صفوف النظام، والقتال ضد الثوار، الذين تجمعهم روابط الأخوة منذ آلاف السنين”. ويأتي ذلك بعد محاولة قوات النظام استغلال النعرات الطائفية في تأجيج الصراع لصالحها، عبر تجنيد شباب من منطقة حضر على سفوح جبل الشيخ، ذات الأغلبية الدرزية. “جيش الحرمون” طالب بتحييد القرى الدرزية عن الصراع الدائر، و”إلا فإن حكمهم كحكم النظام”.

 

من جهتها، “تعهدت” إسرائيل، الثلاثاء، بحماية اللاجئين الذين يفرون في اتجاه أراضيها، بعد تزايد المخاوف بشأن الأقلية الدرزية في سوريا، مع اقتراب المعارك من مناطقهم في محافظة القنيطرة قرب الحدود مع إسرائيل. وقال رئيس “هيئة أركان الجيش الإسرائيلي” الجنرال غادي آيزنكوت، إن “السلطات تستعد لتدفق لاجئين سوريين في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وستحول دون وقوع مجزرة محتملة عند الحدود”. وقال آيزنكوت أمام لجنة برلمانية: “يدور قتال داخلي في مرتفعات الجولان، ما يثير قلقنا البالغ قرب الحدود مع إسرائيل، واحتمال اضطرارنا إلى التعامل مع وصول لاجئين من سوريا إلى الحدود”.

 

ومن جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي “أن منطقة الحدود منطقة عسكرية محظورة لساعات حتى لا تقوم نشاطات الجمهور بتعطيل القوات العسكرية عن أداء بعض مهامها”.

 

جنبلاط في الأردن لإنجاز مصالحة السويداء ودرعا

أبعد من إتصالات سياسية هي مسألة حلّ الإشكال الذي وقع بين عدد من عناصر جبهة “النصرة” وأهالي قرية قلب لوزة في جبل السماق في ريف إدلب. الإشكال ومعالجته سريعاً، فتح الباب أمام مجال أوسع لمعالجة ذيول أي إشكال بين دروز سوريا والشركاء في الوطن، لا سيما في إدلب والسويداء.

 

يحمل رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط، راية حماية الدروز كما حماية إخوتهم في الوطن، الهدف الأساس بالنسبة له هو الحفاظ على الديموغرافيا السورية لصون وحدة الأراضي السورية، ومواجهة خطر التقسيم الذي يتلاقى فيه هدف النظام السوري مع الهدف الإسرائيلي التاريخي، وعليه فقد علمت “المدن” أن جنبلاط يقود حراكاً عربياً بنفسه من أجل تحقيق هذه الغاية.

 

لا يترك جنبلاط مناسبة إلّا ويعيد فيها التركيز على حقبة الإنتداب الفرنسي وكيف أن الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش هي التي حمت سوريا ووحدتها، وهي التي منعت التقسيم. يريد جنبلاط تكرار التجربة إثباتاً للهوية العربية للدروز من منطلق مواطنيتهم لا طائفيتهم أو مذهبيتهم، ويخاطب ذلك الشعور العروبي لدى الدروز، مراهناً عليه للحفاظ على حسن العلاقات والجوار، وفي الإطار يتلقى جنبلاط مواقف داعمة عربياً، وسورياً، أبرزها الدعم المعنوي الذي تلقاه من إبنة سلطان باشا الأطرش، منتهى، التي أعلنت أن جنبلاط هو المؤتمن الوحيد على ارث سلطان، وعلى الدروز الإقتداء به لحفظ أمنهم ووحدتهم.

 

كذلك من بين المواقف الداعمة يأتي اللقاء الذي عقد بين شيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن، ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، وجرى خلاله اللقاء التأكيد على وجوب تجنبّ أي فتنة بين المسلمين، وضرورة الحفاظ على العلاقات المميزة، وعليه توجّه جنبلاط إلى الأردن لمتابعة مجريات الأمور عن كثب، لا سيما بعد زيارة وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى تركيا والسعودية، في إطار جولة لتنسيق موقف محدد يحمي الدروز ويحيدهم عن الصراع الدائر في سوريا، بشكل لا يسبب لهم مشاكل مع أبناء المجتمع السوري.

 

باكراً دعا جنبلاط إلى وجوب تصالح الدروز مع محيطهم، وإلى ألا يسيروا بعكس التاريخ، وهو دعا مؤخراً أبناء السويداء إلى المصالحة مع أهالي حوران، لأن النظام السوري ساقط حتماً، ولا بد من التماهي مع الشعب السوري، ومن هنا كانت المعالجة السريعة لما جرى في ادلب. ووفق ما علمت “المدن” فقد تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن دروز سوريا، والحزب التقدمي الاشتراكي، والفصائل المعارضة في سوريا، بضمانة تركية واردنية ولبنانية لابقاء مناطق الدروز في منأى عن الصراع شرط عدم دخول الجيش السوري اليها، وفي هذا الإطار تأتي زيارة جنبلاط إلى الأردن، من أجل تأمين حماية الدروز، والسعي إلى إنجاز المصالحة بين السويداء ودرعا، إنطلاقاً من العلاقات التاريخية بين الجيران، وذلك في سياق إعادة إحياء مؤتمر السهل والجبل.

 

وتشير مصادر “المدن” إلى أن بعض هذه المساعي بدأت تنتج، وإن كانت جبهة “النصرة” أصدرت اعتذاراً بداية الأمر، إلّا أنها أرسلت موفدين إلى القرى الدرزية بالأمس وقد علمت “المدن” أن هؤلاء هم أبرز مساعدي أمير جبهة “النصرة” أبو محمد الجولاني الذي التقى عدداً من وجهاء القرى الدرزية وتم إصلاح الأمر بشكل عملي. كذلك الأمر بالنسبة في المنطقة الجنوبية، والذي يقرأ لناحية عدم تعرّض أحد للدروز، بينما هم لم يطلقوا أي موقف بعد تحرير التلول الحمر في القنيطرة.

 

عقوبات داعش ودوريات رجال التنظيم أثارت الرعب

روايات حول “الحياة وسط الخوف” في تل ابيض

إيلاف- متابعة

يروي سوريون فروا من معارك تل ابيض للجوء الى تركيا برهبة ما كانت عليه حياتهم تحت سطوة تنظيم “داعش”، من عقوبات بحسب الشريعة ودوريات الرجال بالملابس السوداء في الشوارع، ولا سيما الرعب السائد.

 

أقجه قلعة: منذ مطلع الشهر غادر اكثر من 20 الف سوري مدينة تل أبيض هربا من المواجهات بين القوات الكردية ومقاتلي تنظيم داعش للسيطرة عليها فحملوا على عجل صرة امتعة واصطحبوا اولادهم لعبور الحدود التركية على بعد كيلومترات في اسرع وقت.

اليوم خفت صوت المعركة، وانسحب الرجال باعلامهم السوداء من تل ابيض التي سيطر عليها المقاتلون الاكراد ونصبوا فيها راياتهم الصفراء والخضراء والحمراء ذات النجمة. وهذا الامر ادى الى ارتياح اغلبية اللاجئين.

 

ملازمة المنزل

وروت وفاء حسيني (32 عاما) التي لجأت الى حديقة قريبة من مركز اقجه قلعة الحدودي (جنوب تركيا) وسط عدد كبير من النازحين، انها اجبرت في النهاية الى ملازمة منزلها طوال النهار بعد ان حظرت عليها قوانين الجهاديين كل شيء… حيث باتت عاجزة حتى عن الجلوس خارجا على كرسي.

 

“عند وصولهم، جالوا في المدينة ليعلنوا لنا امورا كثيرة، مثلا انه يجوز لبناتنا الزواج منذ سن الثامنة، وان صالونات التجميل من عمل الشيطان، وانه على النساء البقاء داخل المنازل على الدوام”، على ما روت وفاء التي غطت وجهها بنقاب اسود.

وبالرغم من انها كانت معيلة عائلتها طوال اشهر، اضطرت الى التخلي عن عملها في الزراعة خشية معاقبتها على محظور ما.

 

كما تحدثت عن زيارات متكررة طوال اشهر لجهادي اراد الاقتران بابنتها التي تبلغ 13 عاما والتي تطمح الى ان تصبح طبيبة. وكذلك عن الجار الذي قطع جلادون من التنظيم الجهادي يده لاتهامه بالسرقة. جرى هذا قبل اسبوع على مغادرتها الى تركيا.

وتابعت هامسة “تركوه في منتصف الطريق بعد ان كتبوا +كافر+ على جبينه…الحمد لله على رحيلهم، الحمد لله على رحيلهم”.

 

ويذكر ماهر الكعبوري كذلك بدقة ذاك اليوم في اب/اغسطس 2014 عندما وصل مقاتلو التنظيم الجهادي الى تل ابيض واعلنوا فيها “دولة الخلافة”.

 

قسوة

وقال المزارع البالغ 54 عاما “هذه لم تكن حياة”. واوضح “في البدء نالوا تقدير البعض لانهم حاولوا كسب ثقتنا بتوزيع الاغذية والماء وخدمات اخرى مجانا. لكن سرعان ما خسروها عندما شهد الجميع قسوتهم”.

 

وروى ماهر ان مجموعات من الرجال بملابس سوداء غالبا ما جندوا محليا، سيروا دوريات يومية في الشوارع لضمان احترام الشريعة، بدءا بحظر فوري للكحول. كما تذكر العقوبات التي لحقت باي مخالف، من بينها الرجم حتى الموت.

وقال “انا سعيد لرحيل داعش (تسمية يعرف بها التنظيم)، اي نظام افضل من نظامهم”. وتابع “اريد العودة الى سوريا، سوريتي، سوريا الحرة”.

 

وتمكن خليل الاحمد (55 عاما) من العبور الى تركيا مع 15 فردا من عائلته بعد امضاء ثلاثة ليال في العراء امام الاسلاك الشائكة التي تفصل البلدين. وروى باسهاب فظائع الحياة تحت سلطة الجهاديين.

واضاف “الامر فظيع، العيش بحسب الشريعة الاسلامية التي تحظر علينا تقريبا كل شيء”.

 

لكن الرجل قلق من قوانين المنتصرين، اي وحدات حماية الشعب الكردية. فبعد طرد الجهاديين من تل ابيض، بات الاكراد يسيطرون على اراض بطول 400 كلم  على امتداد الحدود التركية، من كوباني غربا حتى الحدود العراقية.

واكد خليل “من المروع ان يعيش المرء وسط الرعب، وان يرتعد كلما دق احدهم الباب”. واضاف “امل ان تنتهي هذه الحرب قريبا لكنني لا ارغب في العودة الى بلاد يحكمها الاكراد”. وتابع “لم نكن سعداء تحت سيطرة داعش لكننا على الاقل كنا ندرك القواعد وكيفية التكيف معها”.

 

تركيا قلقة من تقدم القوات الكردية في سوريا

أ. ف. ب.

أنقرة: خلافا لاعلان الغرب عن ارتياحه بعد الاستيلاء على مدينة تل ابيض السورية التي كانت بايدي تنظيم الدولة الاسلامية، اعربت تركيا عن قلقها من تقدم القوات الكردية المتهمة بانها تسعى الى اقامة معقل يتمتع بحكم ذاتي عند حدودها.

فبعد استعادة كوباني (عين العرب) الى الغرب في كانون الثاني/يناير، الحق مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الغارات الجوية للتحالف الدولي، الثلاثاء هزيمة نكراء بجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية بطردهم من تل ابيض التي كانوا يحتلونها منذ عام تقريبا.

 

وان شددت حكومة انقرة الاسلامية المحافظة مؤخرا لهجتها حيال تنظيم الدولة الاسلامية، فانها اعربت ايضا عن عدائها للاكراد.

واعرب الرئيس رجب طيب اردوغان عن قلقه من تقدم القوات الكردية عند ابواب تركيا الذي بات “اشبه بكيان يهدد حدودنا”.

 

كما اتهم نائب رئيس الوزراء بولند ارينتش الاكراد باطلاق حملة “تطهير اتني” ضد الاقليات الاخرى في تل ابيض وغالبيتهم من العرب وبالسعي الى اقامة منطقة للحكم الذاتي تمتد من العراق حتى كوباني في محافظة حلب السورية غربا.

وعلى الفور ردت وحدات حماية الشعب على الاتهامات التركية ووصفتها بانها “تشهير”. واكدت الحركة في بيان “نكرر بوضوح ان وحدات حماية الشعب تدافع عن وحدة اراضي سوريا وليس تفككها”.

 

وخلافا لعلاقاته مع كردستان العراق فان العلاقات بين تركيا واكراد سوريا سيئة.

وتدين انقرة باستمرار العلاقات بين حزب الاكراد الرئيسي حزب الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني الذي يشن منذ 1984 حركة تمرد دامية. وهي قلقة من مخاطر اقامة منطقة للحكم الذاتي عند حدودها الجنوبية، على اراض يقيم فيها 15 مليون كردي.

 

وفي نهج تصريحات ارينتش اكد مسؤول تركي ان وحدات حماية الشعب تقيم علاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني وتقود سياسة “منهجية ومخططة” ترمي الى تغيير التركيبة الديموغرافية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وصرح المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان “العرب والتركمان وايضا الاكراد غير المرتبطين بوحدات حماية الشعب مستبعدون” في اطار هذه السياسة. واضاف ان “وحدات حماية الشعب لا تسمح حتى للفصائل الكردية الاخرى المناصرة بالاستمرار. ان الذين لا يتبعون وحدات حماية الشعب يطردون الى تركيا”. واوضح “لن نسمح بهذا الامر”.

 

وترى انقرة ان اللاجئين ال23 الفا الذين تستقبلهم على اراضيها منذ مطلع حزيران/يونيو معظمهم من العرب او التركمان وليس من الاكراد.

ويثير الوجود الكردي في شمال سوريا قلق تركيا منذ 2012. وفي ذلك العام كان الرئيس السوري بشار الاسد سحب قواته من المناطق التي يقيم فيها اكراد ليعهد امنها للميليشيات الكردية.

 

وكانت حكومة اردوغان اطلقت في نهاية 2012 مفاوضات سلام مع حزب العمال الكردستاني لم تفض حتى الان الى نتيجة. وحتى تم استقبال زعيم وحدات حماية الشعب رسميا في انقرة في اطار مباحثاته مع المعارضة لنظام دمشق.

لكن انعدام الثقة حيال اكراد سوريا لم يتغير، بل انه ظهر الى العلن خلال معركة كوباني في خريف العام 2014. فقد انتقد العالم باسره رفض تركيا مساعدة القوات الكردية المحاصرة من قبل جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية وتسبب باضطرابات عنيفة في جنوب شرق تركيا.

 

وحاول رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم طمأنة انقرة حول نواياه بالتأكيد ان قواته ستنسحب من تل ابيض فور استتباب الامن والسلام فيها.

وقال في حديث نشرته الاربعاء صحيفة حرييت التركية “على تركيا الا تقلق”. وتساءل “شعبنا يقيم على جانبي الحدود. كيف يمكننا معاداة شعبنا؟”.

 

ووصف نهاد علي اوزكان الخبير في مركز تيباف للدراسات في انقرة اولا الطموحات الكردية في شمال سوريا بانها “انتقام لسياسة التعريب التي انتهجها النظام السوري في ستينات القرن الماضي”.

لكنه لم يخف المخاطر على انقرة. وقال اوزكان “ما يحصل مع تنظيم الدولة الاسلامية يخفي نزاعا اتنيا قد تصل ابعاده الى تركيا”.

 

دي ميستورا يغادر دمشق منتقدًا العنف والوضع الإنساني المتردي في سوريا

زيارة استغرقت 3 أيام التقى فيها ممثّلي 30 حزبًا سياسيًا وشخصيات دينية

لندن: «الشرق الأوسط»

أنهى مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى دمشق، في إطار مشاورات جنيف التي تهدف إلى تفعيل بيان جنيف الذي صدر في 30 يونيو (حزيران) 2012. والتقى دي ميستورا خلال زيارته مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، بهدف الاستماع إلى وجهات نظرهم في سياق مشاورات جنيف.

 

وقالت المتحدثة الرسمية باسم المبعوث الدولي جيسي شاهين، إن دي ميستورا أكد خلال لقاءاته على ضرورة حماية المدنيين. وأكد مرة أخرى أن استخدام القنابل البرميليّة أمر غير مقبول، وأنه يتوجّب على أي حكومة، بحسب القانون الدولي الإنساني، في جميع الظروف، أن توفّر الحماية لكلّ مواطنيها.

 

وأكد المبعوث الخاص أن التفجيرات الثقيلة التي شهدتها مدينة دوما بريف دمشق، الليلة الماضية من قبل القوات الحكومية، والتي تسببت بإصابات كبيرة في صفوف المدنيين، تدعو لإدانة قوية، بحيث إنه ما من سياق يبرر الاستهداف العشوائي للمناطق المدنية أو استخدام العقاب الجماعي من قبل الحكومة.

 

كما جدّد دي ميستورا أثناء وجوده في دمشق، إدانته الشديدة للهجمات على المدنيين من قبل قوات المعارضة المسلحة التي تزامنت مع وجوده في البلاد، مثل هجمات يوم الاثنين في مدينة حلب التي تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا بين صفوف المدنيّين والقصف بقذائف الهاون يوم أمس الذي استهدف وسط دمشق.

 

علاوة على ذلك، تطرّق المبعوث الخاص في سياق لقاءاته، إلى الحالة الإنسانية المتردية في سوريا، وأصرّ على زيادة إمكانية نفاذ المساعدات إلى المناطق المحاصرة والمجتمعات المحلية المتضررة من الصراع، ولا سيما في ضوء شهر رمضان.

 

ونقل المبعوث الخاص لمحاوريه السوريّين مرة أخرى في مناقشاته، قناعته العميقة بأنّه ما من حلّ للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسوية سياسية شاملة وبقيادة سوريا.

 

من جهة أخرى، التقى دي ميستورا أيضا مع ممثّلين من أكثر من 30 حزبًا سياسيًا، وشخصيات دينية ومنظمات المجتمع المدني الموجودة في الداخل السوري، للاستماع إلى وجهات نظرهم في سياق مشاورات جنيف.

 

يذكر أن مشاورات جنيف بدأت في أوائل مايو (أيار) 2015 وستستمر حتى يوليو (تموز)، حيث ينوي عندها دي ميستورا متابعة المزيد من المناقشات في دمشق والمنطقة.

 

دي ميستورا يندّد بالقصف «غير المقبول» على المدنيين

ارتكبت قوات الاسد ليل الثلاثاء ـ الأربعاء مجزرة بالصواريخ في مدينة دوما بريف دمشق الشرقي، راح ضحيتها العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح، فيما حرر الثوار حي الراشدين في حلب بالكامل.

 

وأكد ناشطون أن مدينة دوما تعرضت لقصف عنيف من الطيران الحربي الذي شن عدة غارات ألقى خلالها الصواريخ الفراغية على الأحياء السكنية، بالتزامن مع قصف عنيف بصواريخ أرض ـ أرض، ما أدى لاستشهاد 24 مدنياً بينهم أطفال ونساء، كحصيلة أولية، وإصابة العشرات من المدنيين عدد منهم بحالة حرجة ما قد يرفع حصيلة الشهداء، كما خلف القصف دماراً هائلاً في الممتلكات العامة والخاصة.

 

وتشهد المشافي الميدانية نقصاً في الكوادر الطبية، والدم، والمعدات الضرورية لإجراء العمليات وعلاج الجرحى في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الأسد على المدينة.

 

وفي شمال البلاد، أعلنت غرفة عمليات «فتح حلب« تحرير حي الراشدين الشمالي بالكامل في محيط مدينة حلب من الجهة الغربية بعد اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ضد قوات الأسد والميليشيات الشيعية التي تساندها لليوم الثالث على التوالي.

 

وتتواصل المعارك للسيطرة على ثكنة البحوث العلمية التي تعد آخر مقر عسكري مدافع عن قوات الأسد في حي حلب الجديدة.

 

وأضحت غرفة عمليات «فتح حلب« أن الفصائل المشاركة هي: «حركة نور الدين الزنكي« و«لواء الحرية الاسلامي« و«لواء صقور الجبل«.

 

وكانت الغرفة أعلنت تدمير الثوار لمدفع عيار 57 ملم، ومدفع عيار 23 ملم وقتل طاقمهما باستهدافهم بصواريخ «تاو« على مشارف حي حلب الجديدة، وأردى الثوار عدداً من قوات الأسد والميليشيات التي تتحصن معها داخل ثكنة البحوث العلمية قتلى، وأسفر استهداف الثوار براجمات الصواريخ وقذائف الهاون ومدفع جهنم لاشتعال الحرائق في مباني البحوث العلمية التي تعد خط الدفاع الأول وأهم ثكنة عسكرية للدفاع عن وجود قوات الأسد في حي حلب الجديدة ولا تزال الاشتباكات مستمرة للسيطرة على الثكنة.

 

وأظهرت صور نشرتها غرفة عمليات «فتح حلب« لافتات مكتوب عليها شعارات طائفية «شيعية» بعد انتزاع الثوار السيطرة على مقرات ميليشيات «أبو فضل العباس« و«لواء القدس« بعد قتل العشرات.

 

وكان الثوار قد سيطروا على الكثير من مباني حي الراشدين الشمالي في محاولة منهم السيطرة على ثكنة البحوث العلمية وعلى كل الحي الخالي من سكانه بعدما حوّلته قوات الأسد إلى ثكنة عسكرية والوصول إلى حي حلب الجديدة وفق إعلان حركة نور الدين الزنكي ولواء صقور الجبل العاملين في هذا المحور غرب حلب، وقتل الثوار 40 في اليوم الأول من المعركة معظمهم من الميليشيات الشيعية، ودمروا بصواريخ تاو دبابتين، ومدفع عيار 57 ملم، ومدفع عيار 37 ملم، وسيارتين «بيك آب» مليئتين بالميليشيات الشيعية.

 

وقد ندّد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي عقد محادثات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد هذا الأسبوع بالقصف العنيف «غير المقبول» على دوما وبالهجمات المميتة التي تشنها المعارضة المسلحة على حلب.

 

ودعا المبعوث الجانبين أمس الى السماح بدخول المناطق المحاصرة بسهولة أكبر وخاصة في شهر رمضان الذي يبدأ اليوم. وأكد أيضاً على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية.

 

وقال دي ميستورا في بيان إنه جدد في اجتماعه مع الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم: «القول بأن استخدام البراميل المتفجرة أمر غير مقبول وأن أي حكومة ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية مواطنيها المدنيين في كل الظروف«.

 

وندد دي ميستورا «بالقصف العنيف الذي نفّذته القوات الحكومية في دوما الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا». وقال البيان إن دي ميستورا بحث مع مسؤولي الحكومة السورية «الخطر المتزايد الناجم عن تقدم المنظمات الإرهابية» في إشارة على ما يبدو إلى تنظيم «داعش».

(سراج نيوز، رويترز)

 

«لا نحمل موقفاً معادياً لوحدات حماية الشعب الكردية»

«الائتلاف»: هزيمة «داعش» في مصلحة الثورة

 

اعتبر نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، مصطفى أوسو، لوكالة «أرا نيوز» الإلكترونية، أن هزيمة «داعش» تصب بمصلحة الثورة، وأكد عدم وجود موقف معاد لوحدات حماية الشعب الكردية من قبل الائتلاف، وأن الأخير لم يصدر أي موقف مضاد لها في الهيئة العامة، مشيراً إلى أن البيانات التي صدرت بحق حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب، «لم يتم مناقشتها في الهيئة العامة«.

 

وعن موقف الائتلاف من تحرير وحدات حماية الشعب بالتعاون مع بعض فصائل الجيش السوري الحر لمدينة تل أبيض في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا، أردف أوسو «حتى الآن لم يتم مناقشة هذا الأمر في هيئات الائتلاف، لكن اعتقد أن هزيمة «داعش« في أي بقعة سورية تصب في خدمة الثورة السورية وأهدافها، ويجب أن يتم دعم كل من يحارب إرهاب هذا التنظيم«.

 

وأوضح أنه «لم يصدر أي موقف معاد للوحدات في الهيئة العامة، التي هي مصدر القرارات والشرعية في الائتلاف«، مشيراً كذلك إلى أن «البيانات التي صدرت بحق وحدات حماية الشعب والاتحاد الديموقراطي لم تتم مناقشتها في تلك الهيئة، والائتلاف يحارب الإرهاب وينبذه بكل صوره وأشكاله، ومن أي طرف كان ويدعم من يعمل لتحقيق أهداف الثورة السورية«.

 

ورداً على سؤال عن آلية التعامل والتنسيق بين الائتلاف ووحدات حماية الشعب و«الإدارة الذاتية« التي تسيطر على مناطق غربي كردستان (المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية في سوريا)، بعد سيطرة القوات المشتركة على تل أبيض ومساحات واسعة من الأراضي السورية؟، أجاب أوسو أن «الائتلاف يعمل على مد جسور التعاون والتنسيق مع كل الأطراف التي تعمل من أجل الثورة السورية وتحقيق أهدافها في الحرية والديمقراطية والعدالة وإسقاط النظام، ومن يعمل وفق تلك الأهداف ستلتقي أهدافه مع أهداف الائتلاف وستعزز العلاقة معه أكثر«.

 

وختم مصطفى أوسو حديثه بالقول: «نأمل أن نشهد تطوراً في العلاقة بين الائتلاف وكل أطياف المعارضة السورية باتجاه تحقيق أهداف الشعب السوري وتطلعاته وتحقيق المساواة بين قوميات وأديان ومذاهب وطوائف سوريا المختلفة وفق القوانين والمواثيق الدولية«.

(أرا نيوز)

 

المعارضة السورية تسيطر على مواقع نظامية بالقنيطرة  

أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على تلتين تضمان مواقع عسكرية نظامية في الريف الشمالي الشرقي لمدينة القنيطرة (جنوبي سوريا)، كما سيطرت أيضا على حي الراشدين في مدينة حلب شمالي سوريا بعد مواجهات عنيفة مع القوات النظامية.

 

وذكرت مصادر المعارضة أنها سيطرت على تلتي بزاق وغرين، وهما أبرز المواقع العسكرية التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية بالجهتين الشرقية والشمالية للقنيطرة، وتسعى من خلال معاركها للوصول إلى مدينة خان أرنبة مركز المحافظة، إضافة إلى مدينة البعث أحد أبرز معاقل الجيش النظامي فيها.

 

وتدور معارك عنيفة مع القوات النظامية في محاولة من قوات المعارضة السيطرة على قرية جبا الإستراتيجية شمال مركز المحافظة بنحو خمسة كيلومترات.

 

كما يحاصر مقاتلو المعارضة السورية قرية حضر الدرزية في محافظة القنيطرة بجنوب غربي البلاد حيث تدور معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام ومسلحين موالين لها تسببت بمقتل 24 عنصرا من الطرفين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء.

 

تأتي هذه التطورات العسكرية ضمن معركة جديدة أعلنت عنها قوات المعارضة أمس الأربعاء تحت اسم “النصر لحرائرنا”، بهدف السيطرة على مدينة “البعث” والنقاط العسكرية حولها في محافظة القنيطرة قرب الشريط الحدودي العازل مع الجولان المحتل.

 

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري أن الجيش دمر تجمعات من وصفهم بـ”إرهابيين” في بلدات تقع على الحدود بين محافظة القنيطرة وريف دمشق الغربي.

 

تقدم بحلب

وفي حلب قالت غرفة عمليات فتح حلب -التي تضم فصائل وألوية مختلفة- إنها سيطرت أمس الأربعاء بالكامل على حي الراشدين الذي يقع في الناحية الغربية لمدينة حلب ضمن معركة بدأتها هذه الفصائل الاثنين الماضي.

 

وفي الوقت نفسه، تحدث ناشطون عن مقتل عدد من جنود النظام إثر تدمير مقر لهم في حي كرام الطرب بمدينة حلب التي هاجمتها المعارضة أول مرة في صيف عام 2012 لتصبح لاحقا مقسمة إلى قسمين.

 

وقررت الفصائل في حلب بدء معركة للسيطرة على الأحياء الغربية الخاضعة للنظام بعد نجاح جيش الفتح -الذي يضم فصائل أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام- في السيطرة على محافظة إدلب بشكل شبه كامل خلال أسابيع قليلة.

 

وفي محيط دمشق, قال جيش الإسلام إنه أفشل محاولة من قوات النظام لاقتحام الغوطة الشرقية من منطقة مستشفى حرستا, وأضاف أنه كبدها أكثر من ثلاثين قتيلا.

 

معضمية الشام المحاصرة.. ألفا دجاجة بعد خمسة أشهر مفاوضات  

علاء الدين عرنوس-ريف دمشق

إذا توفر كوب من الدقيق وضمتان من البقدونس وبعض الزيت يمكن لأربع بيضات أن تنفع لتحضير طبق (عجة) وافر يسعف أسرة جائعة بحجم أسرة أبو خالد المحاصرة بمعضمية الشام في ريف دمشق.

لكن البيضات الأربع ليست غلة مضمونة في بلدة يتجاوز تعداد سكانها 35 ألفا من المحاصرين أكلوا في ذروة الحصار لحوم القطط وطعام الحيوانات بما في ذلك علف الدجاج.

 

وليست الأربع بيضات على أي حال سوى حصيلة مبادرة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تهدف إلى توزيع أربعة آلاف دجاجة على السكان المحاصرين وافق النظام السوري على إدخال نصف العدد المقرر فيما حظي مؤيدوه بالنصف الباقي.

 

خيبة أمل

“ماذا يمكن لألفي دجاجة أن تفعل لـ35 ألف محاصر؟” يتساءل أبو خالد أحد مواطني البلدة المحاصرين، مبديا صدمته بموافقة النظام على مبادرة الدجاج البيّاض تلك.

 

يضيف أبو خالد “توقعت من لجنة المفاوضات الخاصة بالهدنة أن تطلب مني إعداد غرفة لاستقبال ابني المعتقل منذ أكثر من سنتين، لكن على ما يبدو سيتوجب عليّ إعداد خم دجاج لاستقبال المعونة الغريبة”.

 

يشير أبو خالد إلى أن قوات الحرس الجمهوري اعترضت طريق قافلة تابعة للهلال الأحمر السوري، وحددت لها نوع وكمية المساعدات الطبية التي دخلت البلدة أمس الأول “لم تكن أكثر من شامبو أطفال مضاد للقمل، وبضعة صناديق قليلة التركيز من شراب السيتامول”، كما يقول أبو خالد.

 

ووفقا لمصادر مطلعة في المعارضة، فإن صفقة الدجاج وافق عليها النظام أخيرا مقابل شروط تتلخص “باعتبار الحي الشرقي -ذي الأغلبية المؤيدة للنظام بمعضمية الشام- جزءا من البلدة يشمله أي نوع من المساعدات والمعونات”.

 

ويضيف المصدر في حديث للجزيرة نت “سينال خمسة آلاف مؤيد للنظام ألفي دجاجة بمعية المحاصرين داخل البلدة كشرط أساس للسماح بإدخال الدجاج”.

 

تهكم وسخرية

لم يسلم طرفا المفاوضات والجهة المانحة من سخط الناشطين والمدنيين المحاصرين على حد سواء، معتبرين أن دخول حليب الأطفال ودوائهم أولى من مبادرة الدواجن الأممية التي جاءت بعد خمسة أشهر من حصار فعلي للمدنيين بمعضمية الشام.

 

عمار أحمد كتب على صفحته بالفيسبوك “إن كان الدجاج بمزاج جيد فسنظفر بألف بيضة يوميا على أسوأ تقدير، وإليكم جدول التوزيع ١١.٢٪ من العائلات تنال صفار البيض و١١.٢٪ ستنال زلال البيض، وسيتمتع ١١.٢٪ بقشور بيض غنية بالكالسيوم فيما سندعو لـ٦٦٪ من الباقين بحظ أوفر في المعونات القادمة”.

 

تعليقات أخرى ورسومات تهكمية من الناشطين الذين اتخذوا من موضوع الدجاج عنوانا لتداولاتهم اليوم، يتساءل مدون “ما ذنب الدجاج في أن يحاصر معنا؟ سيموت جوعا”، فيما يعلق آخر “هل يصلح العلف للاستهلاك الآدمي؟”.

 

يقدر الطبيب البيطري محمد غالب ثمن الألفي دجاجة بـ3,6 ملايين ليرة ( حوالي 12500 دولار) وفرها النظام السوري لمؤيديه القاطنين ما يعرف بالحي الشرقي للبلدة والمتاخم لمطار المزة العسكري.

 

ويشير الدكتور غالب إلى أن كل عائلة حصلت فعليا على خمس دجاجات فضلا عن ٢٥ كيلوغراما من العلف لكل أسرة من بين مئتي أسرة فقط ستستهدفها المبادرة.

 

خمسة أشهر من المفاوضات الصعبة بين طرفي النزاع أفضت بالسماح بدخول ألفي دجاجة، ولا تزال مئات العائلات تواجه أزمة إنسانية جراء منع دخول المواد الطبية والأدوية.

 

واشنطن تقر بصعوبة تجنيد متدربين من المعارضة السورية  

أقرت الولايات المتحدة بأنها تواجه صعوبة في تجنيد متدربين من المعارضة السورية، لا سيما في ظل ما تحدثت عنه مصادر في المعارضة من شروط أميركية تقصر القتال على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في جلسة استماع للكونغرس “لدينا ما يكفي من مواقع التدريب، لكن في الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما يكفي من المتدربين لملء المواقع”.

 

من جانبه، أشار رئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي إلى أن التدريب قد بدأ لتوه، وإنه لا يزال من السابق لأوانه “التخلي عنه”.

 

وكان مسؤول أميركي قال في وقت سابق من الشهر الماضي، إن جيش بلاده بدأ في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا لمحاربة تنظيم الدولة، وذلك بعد أن سبق الشروع في برنامج التدريب خلال الشهر نفسه في الأردن.

 

وأُعلن عن البرنامج المشترك بين واشنطن وأنقرة في فبراير/شباط الماضي بمقر وزارة الخارجية التركية، وذلك عبر اتفاقية تنص على تدريب وتسليح 15 ألفا من مقاتلي ما توصف بـ”المعارضة المعتدلة” خلال مدة زمنية أقصاها ثلاث سنوات.

 

وتبع ذلك إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش الشهر الماضي عن بدء تنفيذ برنامج التدريب الذي يهدف إلى توفير غطاء جوي لقوات المعارضة، وتقديم سلاح كامل وتدريب عناصرها عليه.

 

غير أن قادة ومقاتلي فصائل المعارضة المشاركين في التدريب أعلنوا عزمهم على الانسحاب من برامجه إذا أصرت الولايات المتحدة على شروطها التي تقصر القتال على تنظيم الدولة دون قوات النظام السوري.

 

يشار إلى أن هذا الموقف ينسجم مع الموقف الرسمي التركي الذي سبق أن أعلن “وجوب قتال النظام السوري أولا”.

 

دي ميستورا يغادر دمشق ويجدد إدانته لقصف المدنيين

بيروت – فرانس برس

جدد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم الأربعاء، إدانته استهداف المدنيين في سوريا من طرفي النزاع.

وغادر دي ميستورا سوريا، اليوم، في ختام زيارة من ثلاثة أيام، ركز خلالها على ضرورة تفعيل بيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012 والهادف إلى إيجاد حل سلمي للنزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات، وقد تسبب بمقتل أكثر من 230 ألف شخص.

وجاء في بيان صادر عن مكتب دي ميستورا أن هذا الأخير أكد خلال لقاءاته على “ضرورة حماية المدنيين”.

وأضاف أن “التفجيرات الثقيلة التي شهدتها دوما (شرق دمشق) الليلة الماضية ومصدرها القوات الحكومية تستدعي إدانة قوية”، معتبرا أن “لا سياق يبرر الاستهداف العشوائي للمناطق المدنية أو استخدام العقاب الجماعي من الحكومة”.

وتسبب القصف المدفعي والصاروخي من النظام الليلة الماضية على دوما بمقتل 24 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهة أخرى، أوضح البيان أن الزيارة جاءت “في إطار مشاورات جنيف التي تهدف إلى تفعيل بيان جنيف”.

والتقى دي مستورا خلال زيارته لسوريا بشار الأسد ووليد المعلم وممثّلين عن أكثر من 30 حزبا سياسيا، وشخصيات دينية ومنظمات المجتمع المدني “للاستماع إلى وجهات نظرهم في سياق مشاورات جنيف”.

وأبدى، بحسب البيان، “قناعته العميقة بأن ما من حل للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسوية سياسية شاملة وبقيادة سورية”.

وأشار البيان إلى أن موفد الأمم المتحدة تطرق أيضا في محادثاته إلى “الحالة الإنسانية المتردية في سوريا”، مشددا على “زيادة إمكانية وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة والمجتمعات المحلية المتضررة من الصراع، لاسيما في ضوء شهر رمضان”.

كما بحث مع المسؤولين، بحسب البيان، “في مسألة التهديد المتزايد من المنظمات الإرهابية في ظل تقدّمها الميداني”.

 

واشنطن تكثف جهودها لوقف استخدام الكيمياوي في #سوريا

دبي – قناة العربية

أدلى أطباء سوريون أمام #الكونغرس الأميركي بشهاداتهم في قضية تورط #نظام_الأسد باستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين، فبعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي #جون_كيري التي تحمل النظام مسؤولية الهجمات الكيمياوية يسعى #مجلس_الأمن الدولي والولايات المتحدة لجمع الدلائل التي تؤكد تورط نظام الأسد.

ويعاني مئات المدنيين السوريين من سكان غوطة دمشق جراء قصف مناطقهم بالغازات السامة في جريمة حملت جهات عدة مسؤوليتها لنظام الأسد.

وبحسب ناشطين فإن النظام لم يتوقف عن استخدام الغازات السامة بل وبات يستخدمها مع سلاح قاتل آخر هو #البراميل_المتفجرة .

وهذا السلاح البدائي والرخيص والعشوائي أصبح يشكل مصدر القلق الأول بين السوريين، خصوصا عند سماع قصص من الأحياء المجاورة، ومن الممكن أن يتسبب بعاهات مستديمة، وإصابات جسدية تظهر أعراضها عبر الإغماء والاختناق ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد أصدر قرارا بتدمير ترسانة الأسد من الأسلحة الكيمياوية بعد هجوم #الغوطة الذي خلف نحو 1400 قتيل.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أعلنت في وقت سابق أنه تم التخلص من النفايات الناجمة عن عمليات تدمير الأسلحة المكون أكثرها من غاز الخردل وغازالسارين على سفينة كايب راي الأميركية بعد نقل حوالي 1300 طن منها من سوريا.

 

التخلص من كامل نفايات الأسلحة الكيمياوية السورية

لاهاي – فرانس برس

أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، اليوم الأربعاء، أنه تم التخلص من كامل نفايات الأسلحة الكيمياوية السورية التي تم تدميرها على متن سفينة “كايب راي” الأميركية.

وتم ضبط ما مجموعه 1300 طن من الأسلحة الكيمياوية في سوريا. ودُمرت الأسلحة، ومعظمها من غاز الخردل وغاز السارين، على متن السفينة التابعة للبحرية الأميركية قبل نقلها على شكل نفايات.

وكان موقع فنلندي تابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أعلن الخميس الماضي تدمير 5643 طنا متريا من نفايات مادة كيمياوية لغاز السارين. كما أعلن موقع ألماني تدمير الجمعة 335 طنا متريا من نفايات غاز الخردل.

وأضافت المنظمة أن فريقا تابعا لها تفقد الموقع الألماني على أن يتوجه فريق آخر قريبا إلى فنلندا.

ورحب مدير منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، أحمد اوزمجو، بـ”هذه المرحلة الجديدة في تدمير مخزون الأسلحة الكيمياوية السورية”.

ولا يزال هناك 16 طنا متريا من الأسلحة الكيمياوية السورية الواجب تدميرها في موقع بورت ارثر في تكساس بحسب المنظمة.

 

رسمياً.. “درع الساحل” للدفاع عن مسقط رأس #الأسد

العربية.نت – عهد فاضل

أعلنت عدة مصادر موالية للنظام في #سوريا عن دخول ما يعرف بـ” #درع_الساحل” إلى الخدمة رسميا في #اللاذقية.

وذكرت تلك المصادر أن العدد قارب 10 آلاف متطوع من منطقة اللاذقية وريفها، وأن هناك ما يقارب 2500 متطوع قد أتموا جميع التدريبات، بعد أن تلقوا دورات مكثفة، خصوصا أن أغلبهم ممن خدم سابقا في #جيش_النظام.

وألمحت تلك المصادر إلى أن زيادة المرتبات التي يتقاضاها الجنود على جبهات القتال زادت في نسبة المتطوعين من أهل المنطقة.

وعلم في هذا السياق أن النظام استحدث نقاط تجميع في مدينة اللاذقية، مزودة بحافلات نقل مخصصة لنقل المتطوعين إلى أمكنة القتال على مشارف اللاذقية، وتحديدا النقاط التي تشهد اشتباكات عنيفة.

وكان الحرس الجمهوري، الذي يشرف عليه شقيق رأس النظام السوري ماهر الأسد، قد أعلن منذ أسابيع عن رغبته بتطويع عدد من أهل المنطقة لتكوين ما عرف فيما بعد بـ”درع الساحل”، بعد الهزائم المتلاحقة التي مني بها جيش النظام السوري على مختلف المناطق، وعلى رأسها معارك الشمال التي شهدت هزيمة وتقهقر قوات الأسد وتراجعه إلى الخطوط الخلفية في مناطق #الساحل_السوري.

إلا أن الدعوة تلك قوبلت بإحجام عدد كبير من أهل المنطقة، خصوصا بعد أخبار تقهقر جيش النظام، لكن الحرس الجمهوري قام باستمالة المترددين عبر زيادة المرتبات، خصوصا في هذه المرحلة التي تشهدها البلاد من غلاء في الأسعار وتدهور غير مسبوق في سعر الليرة السورية مقابل الدولار.

وأشار المراقبون إلى أن النظام السوري لجأ إلى حيلة ذكية، عبر استعمال هزيمته على الأرض، تهديدا لأهل منطقة الساحل بأنهم سيكونون هدف المعارضة المسلحة المقبل، بعد سقوط أريحا وجسر الشغور اللتين تشكلان واجهة مباشرة إلى اللاذقية وريفها.

وتضيف المصادر أن تشكيل “لواء الساحل” اصطدم بحقيقة الواقع الاجتماعي في اللاذقية وريفها، وتحديدا وجود النازحين السوريين الذين أقاموا في اللاذقية هربا من مناطق القتال، فقامت قنوات النظام بتهديدهم عبر الدعوات إما إلى تسليحهم ليقاتلوا في المناطق التي نزحوا منها، أو الرحيل عن اللاذقية كما ذكرت الدعوات التي حرّضت عليهم ووصفتهم بأنهم خلايا نائمة للمعارضة السورية المسلحة.

وتؤكد كل الأخبار التي وردت من المنطقة أن زيادة مرتبات المتطوعين في الجيش، ولغة التحريض ضد النازحين في اللاذقية، أثمرت بإنتاج “درع الساحل”، كلواء مذهبي من لون واحد، تم التحضير له بعد حملة تحريض غير مسبوقة.

وتذكر الأخبار التي تناقلتها مواقع موالية للنظام السوري في الساعات الماضية، أن عددا كبيرا من أبناء المنطقة الساحلية التحق بمناطق التجميع والتدريب، وسبق لأغلبهم الخدمة في جيش النظام، أو من منسوبي ما يعرف بجيش الدفاع الوطني، الذي تذكر كل المصادر أنه المسؤول الأول عن عمليات الاختطاف والابتزاز والسرقة والتهريب وتجارة السلاح والمخدرات.

ويضم في صفوفه بعض أخطر المطلوبين الجنائيين وأصحاب السوابق، وسبق لعدد كبير منهم العمل تحت رئاسة “شيخ الجبل” محمد الأسد، الذي قتل منذ فترة، وهو الذي عرف عنه في الثمانينيات والتسعينيات قيادة كل عمليات التهريب ما بين سوريا ولبنان، بدءا من تهريب السجائر الأجنبية، مرورا بالدراجات الهوائية وباقي أنواع السيارات الفارهة، وانتهاء بتهريب السلاح والمخدرات.

وتؤكد المصادر العليمة بالشأن السوري، أن دخول لواء درع الساحل إلى الخدمة هو إعلان رسمي من #النظام على الطبيعة الطائفية لمعاركه التي يخوضها ضد المعارضة، فهي المرة الأولى التي يعلن فيها النظام رسميا رعايته ودعمه لفصيل طائفي سوري مسلّح، وإن تم تطعيمه ببعض الأفراد من بعض المحافظات السورية، وأن النظام يهرب من هزائمه المتلاحقة، عبر بث الرعب الطائفي وتسليح أبناء اللاذقية لتشكيل جيش تغلب عليه الصفة المذهبية، برعاية رسمية من النظام السوري للدفاع عن مسقط رأس الأسد.

ويؤكد مراقبون من هذه النقطة أنها “علامة” من علامات نهاية النظام الوشيكة، تضاف إلى علامات أخرى أصبحت بمتناول اليد، من مثل محاولة النظام توريط دروز السويداء في القتال ضد #المعارضة_السورية.

وعلم في هذا السياق، أن درع الساحل هو لواء يضم كتائب مسلحة مختلفة، تم تقسيمها تبعاً لمهام معينة، ككتيبة “الاقتحام”.

وعرف في هذا المجال أن النظام السوري رفع كل العقوبات عن المتهربين عن الخدمة العسكرية الذين انضموا لصفوف الدرع السالف. وتشير المصادر إلى أن رفع العقوبات عن المتهربين عن الخدمة الإلزامية كان في صالح الأشخاص الذين سبق وصدرت بحقهم مذكرات توقيف جنائية، أو من الذين طالتهم عقوبات على جرائم مختلفة، وأن إسقاط هذه التهم عنهم، وعدم تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم، كان إغراء لهم للالتحاق بدرع الساحل الذي أصبح يضم في صفوفه كل الخارجين عن القانون في المنطقة.

 

الجيش السوري يصد هجوما للمعارضة بالقنيطرة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الجيش السوري، ليل الأربعاء الخميس، إنه صد هجوما كبيرا للمعارضة المسلحة للسيطرة على المواقع الباقية التي ما زال الجيش يسيطر عليها في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

 

وتقع القنيطرة في منطقة حساسة على بعد نحو 70 كيلومترا جنوب غربي العاصمة دمشق وتشهد اشتباكات بشكل متكرر بين جماعات المعارضة المختلفة من جهة والجيش السوري ومسلحين متحالفين معه من جهة أخرى.

 

وقال مصدر عسكري إن القوات الحكومية صدت هجوما للمعارضة للسيطرة على عدد من التلال وقريتي تل الشعر وتل بزاق إلى الشمال من القنيطرة عاصمة المحافظة والتي باتت مهجورة، وفقا لرويترز.

 

وأضاف: “أحبطت وحدات الجيش محاولات للاستيلاء على القريتين الواقعتين في ريف القنيطرة”، موضحا أن ما لا يقل على 200 مقاتل من المعارضة قتلوا أو جرحوا في عمليات الجيش.

 

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي عدة دبابات وعشرات الجنود ينقلون تعزيزات عبر قرى يسيطر عليها الجيش في المحافظة الحدودية الزراعية، حيث حققت المعارضة مكاسب في العامين الماضيين.

 

وذكرت المعارضة السورية أن الجماعات المشاركة في العملية وقعت اتفاقا لا يشمل جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا، وأن العملية تهدف للاستيلاء على ما تبقى من معاقل الجيش في المحافظة من بينها اللواء 90 وهو القاعدة الرئيسية للجيش هناك.

 

ويستهدف مسلحو المعارضة مدينة البعث وهي المركز الإداري الرئيسي بالمحافظة ومدينة خان أرنبة وهما المدينتان الرئيسيتان اللتان لا تزالان تحت سيطرة الحكومة.

 

وطرد الجيش من القنيطرة من شأنه أن يفتح طريق إمدادات للمعارضة جنوبي دمشق بمنطقة الغوطة الغربية، التي يسيطرون عليها والتي يمكن استخدامها لاستهداف مركز سلطة الأسد.

 

جون كيري: نحن على يقين تام أن هذه الهجمات قد نُفذت من قبل النظام السوري

نحن واثقون تماما وعلى يقين تام أن هذه الهجمات قد نُفذت من قبل النظام السوري. ونحن نجمع الآن البيانات التي تدعم ذلك. ولكن هذا لا يعني أن بعض العناصر المعارضة لم تستطع الدخول واستخدام أي من هذه الأدوات في وقت ما.

 

ولكن عندما أتحدث عن احتمال استخدامه فالاحتمال كبير. وقد تم توثيق ذلك بشكل كبير، فقد تم إنزال السلاح من طائرات. وليس لدى المعارضة طائرات أو مروحيات. وبإمكاننا تتبع نظامي التسليح والوسائل المستخدمة.

 

وبصراحة ليس من الصعب تحديد المتسبب في نهاية المطاف. وهذا شيء سوف نعلنه في الوقت المناسب.

 

الائتلاف الوطني: قذائف لعناصر أمن النظام على أحياء سكنية بدمشق تزامنا مع زيارة دي ميستورا

روما (17 حزيران/يونيو) وكالة (آكي)الايطالية للانباء

إتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض “عناصر أمن النظام” بإطلاق قذائف الهاون على أحياء دمشق السكنية، تزامنا مع زيارة المبعوث الاممي، ستافان دي ميستورا، للعاصمة السورية.

 

وقال الائتلاف إنه “إستمراراً لسياسته المرتكزة على صناعة الإرهاب وتوجيهه واستخدامه كأداة سياسية إجرامية لضمان بقائه؛ يكمل نظام الأسد رسم تفاصيل المشهد مستخدماً دماء المدنيين العزل لتمرير المزيد من الرسائل السياسية المفضوحة”، حسبما جاء في بيان

 

وأضاف “تساقطت نهار أمس، وبالتزامن مع زيارة المبعوث الدولي دي ميستورا، عشرات من قذائف الهاون على أحياء العاصمة متجنبة المناطق الأمنية والعسكرية ومستهدفة على على وجه الخصوص الأحياء السكنية، في سيناريو إجرامي قائم على الدماء ومستنسخ من تجارب سابقة ومتكررة قامت خلالها عناصر أمن النظام باستهداف المدينة ولصق التهمة بكتائب الثوار بالتزامن مع زيارات المسؤولين الغربيين”.

 

وجدد الائتلاف “التأكيد على إدانته لأي استهداف يطال المناطق المدنية، ويذكر بأن كتائب الثوار التزمت بعدم استهداف الأحياء السكنية وأنها تقوم بتبني عملياتها التي تستهدف النقاط والتجمعات الأمنية والعسكرية حصرياً”. وأردف “يدرك سكان العاصمة أنهم باتوا رهائن في يد النظام يقوم بتصفيتهم وقصفهم بنفسه ثم يتهم الثوار في مسعى للتأثير على العملية السياسية ووضع العصي في عجلات أي حل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى