أحداث وتقارير اخبارية

ناشطون سوريون: أمام النظام فرصة لتجنب الفوضى

 


بهية مارديني من القاهرة

دعوا إلى إصلاحات فورية وحكومة وطنية

اعتبر ناشطون سوريون أنه مازال أمام النظام السوري فرصة لتجنيب دخول البلاد في أي نوع من أنواع الفوضى، معبّرين عن مخاوفهم بأن الفرصة تضيق، ويجب القيام بإصلاحات عاجلة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك المعارضة فيها، في خطوة تعيد السياسة إلى المجتمع.

قال عبيدة فارس مدير المعهد العربي للتنمية والمواطنة في لندن في تصريح خاص لـ”إيلاف” إن القيادة السورية “ما زال أمامها فرصة لتتجنّب دخول البلاد في حالة من الفوضى، إذا ما قامت الحكومة السورية الجديدة باتخاذ إجراءات حقيقية وفورية لوضع عملية الإصلاح على أرض الواقع، والتأسيس لحالة وطنية صحية، تنهي عقلية الطوارئ”.

واعتبر “أن الحالة السورية قابلة للمعالجة بالتوقف أولاً عن أي معالجة أمنية، فهذا المدخل قد تمّ تجريبه من قبل، ولم يتوقف استخدامه أبداً، ولم يكن يولّد دائماً إلاّ المزيد من الاحتقان”.

وقال “إن على الحكومة أن تبدأ في معالجة ملفات الماضي التي لم تُغلق، والتي تضرّر منها مئات الآلاف من المواطنيين السوريين، ويشمل ذلك ملفات الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتهجير، ومصادرة الأملاك، وتعويض المتضررين، وتعديل القوانين التي قد تحول دون إغلاق أي من هذه الملفات”.

وعبّر عن اعتقاده “بأن مثل هذه المعالجة تساعد على التأسيس لعملية مصالحة وطنية، وتساعد في استقرار البلاد، وتكون في مصلحة الحكومة والدولة، وتعزّز من الخطاب الوطني لدى جميع الأطراف، وتسمح للعقلاء لدى كل الأطراف ببناء مجتمع متماسك، وقادر على مواجهة التحديات”.

وأضاف فارس “أن على الحكومة أن تبدأ بمعالجة سياسية وإعلامية تتناسب مع العام 2011، بحيث يكون الإعلام الرسمي لكل السوريين، وأن يكون إعلاماً يحترم السوريين، كما إن عليها أن تقوم بفتح المجال أمام الجمهور للوصول بشكل طبيعي إلى المعلومات، فنحن اليوم لسنا في السبعينيات أو الثمانينات، وما يحصل في الشارع السوري لا يحتاج إلاّ دقائق، وفي أسوأ الأحوال إلى ساعات، ليصل إلى العالم، وبالتالي فإن التعتيم ومجافاة الحقيقة لن يساعد أبداً في خلق حالة صحية مناسبة لتخفيف الاحتقان”.

بالنسبة إلى رأيه حول الملف الكردي أجاب “الكرد هم جزء أصيل واساسي من الشعب السوري، وقد تعرّضوا إلى غبن كبير منذ إحصاء عام 1962، إضافة إلى الانتهاكات التي لحقت بالمجتمع ككل. والسوريون جميعاً بمختلف أصولهم يجمعهم الانتماء إلى سورية، وهم يستحقون مثل غيرهم مراجعة لكل الحيف الذي لحق بهم، وتعويضهم عن الضرر الذي أصابهم على أن يتم ذلك سريعًا”.

ورأى “أن أية بداية نحو سورية ديمقراطية يسمع فيها رأي الجميع، وتمثّل جميع السوريين، يجب أن يبدأ أولاً بفتح صفحة المصالحة الوطنية، التي تتجاوز كل ملفات الماضي، بمراجعتها والاعتذار عنها، وتعويض الضرر الذي نتج منها، ومنّ ثمّ يتم الانتقال إلى إشراك كامل لكل القوى السياسية بمختلف انتماءتها في صياغة معالم المرحلة الديمقراطية”.

الفرصة بدأت تضيق

من جانبه طالب الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا في تصريح خاص لـ”ايلاف” بالافراج “عن المعتقلين كافة على خلفية التظاهرات الأخيرة في كل المحافظات السورية”، وقال “إنّ الحديث عن إصلاحات قريبة بما فيها رفع حالة الطوارئ يُعتبر هدرًا للوقت وتمييعًا للأمور في ظل استمرار هذه الاعتقالات الهسيترية”.

ورأى “أنّ الفرصة بدأت تضيق، وعلى المسؤولين عن هذه السفينة قيادتها إلى برّ الأمان بسرعة، قبل أن يقفز منها الركاب”، في إشارة الى اتساع رقعة التظاهرات الأخيرة، وموقف بعض أصدقاء النظام الذين بدأوا بانتقاد الأداء الأمني في مواجهة تلك الاحتجاجات.

وأوضح قربي “أنه يجب أن تكون الحكومة الجديدة في سوريا حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى السياسية في البلاد وتشرك المعارضة في خطوة لإعادة السياسة للمجتمع”.

وكانت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان دانت اليوم ممارسة العنف أيًا كانت مبرراته، واستنكرت مع خمس منظمات حقوقية سورية “هذه الممارسات التي تنم على إصرار السلطات السورية في ممارسة الانتهاكات للحقوق والحريات الأساسية للمواطنين بموجب حالة الطوارئ والأحكام العرفية المعلنة في البلاد منذ 1963 بحق ممارسة المواطنين حقوقهم الأساسية في التجمع والتظاهر السلمي وحرية الرأي والتعبير، التي يكفلها الدستور السوري، وتحديدًا في فصله الرابع، واعتبرت “أنّ هذا الفصل معطّل بموجب حالة الطوارئ”.

وطالبت بالافراج عن كل المعتقلين على خلفية التظاهرات الأخيرة في كل المحافظات السورية، والافراج عن معتقلي الرأي والضمير كافة.

وقفة احتجاجية للجالية السورية في إسبانيا

في هذه الأثناء، قال ناشط سوري في مدريد لـ”ايلاف” إن “الجالية السورية وجالية أبناء الدول العربية في مدريد نظّموا ظهر الأحد وقفة احتجاجية تضامنًا مع المتظاهرين في سوريا”. واستمرت الوقفة الاحتجاجية من الساعة الواحدة ظهرًا حتى الساعة الثالثة بتوقيت إسبانيا.

وأشار الناشط، الذي فضّل حجب اسمه، الى” أنّ الهتافات التي تعالت كانت تعبّر عن دعم وتأييد الثورة في سوريا وضد الطائفية “لا سنية و لا علوية… وطنية وطنية”، “اسلام و مسيحية.. كلنا بدنا الحرية”، “من قامشلي لـ حوران… الشعب السوري مو جبان”،” يا بثينة يا شعبان… الشعب السوري مو جوعان”، وكان هناك هتافات لمحاسبة ومحاكمة من تورّط في قتل المتظاهرين، كما هتفوا ضد وزير الإعلام السوري الذي كان سفيرًا لبلاده في إسبانيا، وبعض أعضاء السفارة”.

ولفت المصدر الى “حضور كردي ملحوظ وهتافاتهم “الجنسية حق للأكراد، وليست منحة أو رشوة”، وأضاف أن هناك “وجودًا أمنيًا أسبانيًا كثيف لحماية المتظاهرين ولمنعهم في حال محاولتهم اقتحام السفارة”. هذا وحضرت بعض وكالات الأنباء ومحطات التلفزة.

وأكد المصدر “أنّ هناك إصرارًا على تنظيم مظاهرات مشابهة، ويعكف حاليًا سوريون بالدراسة والبحث عن الطرق القانونية لرفع دعوى قضائية ضد من يثبت تورطه بالجرائم ضد الشعب الأعزل”.

وأرسل المنظمون رسالة مكتوبة باللغة الاسبانية توجهوا فيها إلى أسر الضحايا بالتعزية وقرأوا الفاتحة عن أرواحهم. كما توجهوا برسالتهم للقادة ولوسائل الاعلام المقصّرة في تناول الحدث السوري، وكشف مايحدث من قتل واعتقالات، وأكدوا أن البقاء للشعب وحده.

كما توجهوا برسالتهم الى زعماء الطوائف الدينية والاقليات العرقية، محذرين من تأييد النظام.

وكانت رابطة المغتربين السوريين في أستراليا، دعت الى تظاهرة مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد ولمسيرة الاصلاح في الهايد بارك في سيدني، شاركت فيها أعداد كبيرة من أبناء الجالية السورية بعد ظهر اليوم الأحد بحسب توقيت سيدني. وحمل المشاركون لافتات، وأطلقوا هتافات تؤيد الرئيس السوري.

ايلاف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى