أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 29 أيار 2014

هدايا انتخابات الرئاسة «براميل متفجرة »على حلب
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
قتل 44 شخصاً في هدايا «البراميل المتفجرة» على حلب مع بدء السوريين خارج البلاد في اقتراع الانتخابات الرئاسية التي وصفتها دول غربية والمعارضة السورية بـ «المهزلة» وبعدما سقط حوالي 160 الف سوري ضحايا النزاع المستمر منذ أكثر من 3 سنوات وسط انهيار الاقتصاد وتدمير البلاد.

وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان 44 شخصا قتلوا في قصف جوي معظمه بـ «البراميل المتفجرة» على الاحياء الشرقية من مدينة حلب، لافتا الى ان القصف استهدف احياء القطانة وبستان القصر وطريق الباب وبني زيد والمغير والليرمون مساء اول امس، في حين قصفت طائرات صباح امس حي المغاير حيث قتل 21 شخصا، وحي الميسر حيث قتل شخص. وبين القتلى تسعة اطفال.

ويشن الطيران المروحي منذ منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي هجمات مكثفة على مناطق في مدينة حلب وريفها، ما ادى الى قتل المئات غالبيتهم من المدنيين، ودفع آلاف العائلات الى النزوح. كما انتقدت منظمات دولية وحقوقية غير حكومية، الاستخدام المفرط لـ «البراميل».

وجرت امس عملية اقتراع للسوريين المقيمين في الخارج علما ان 12 دولة عربية منعت اجراء الانتخابات في اراضيها، اضافة الى عدد من الدول الغربية الداعمة للمعارضة. وكان لبنان والاردن بين الدول التي سمحت بالانتخابات داخل مقر سفارتي سورية.

ويتوقع ان يُعاد انتخاب الأسد في الاقتراع الذي يجري داخل البلاد بداية الشهر المقبل. وافاد الاسد من دعم غير محدود عسكريا واقتصاديا من حلفائه لا سيما روسيا وايران. وذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية امس ان موسكو ستمنح النظام السوري مساعدة بقيمة 240 مليون يورو في العام 2014.

وسيجرى الاقتراع في نحو أربعين في المئة من الأراضي السورية حيث يقطن حوالى ستين في المئة من السكان، بحسب الباحث الفرنسي الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش. وقال مدير المعهد الألماني للسياسة الخارجية وقضايا الأمن فولكر بيرتيز إن «هذا الاقتراع لا يهدف إلى قياس شعبية الأسد، لكن إلى إثبات أن النظام قادر على إرغام البلاد، أو المناطق التي يسيطر عليها تحديداً، على التعبير عن الولاء له».

ووزع المكتب الاعلامي في «كتيبة ابو عمارة» المعارض صوراً وفيديوهات كان مقاتلو التنظيم المعارض وجدوها مع «قناص» قُتل خلال مواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي الراموسة في حلب.

وتضمنت الفيديوهات والصور، جميع المراحل التي مر فيها «قناص النظام» من تجنيده في ايران ونقله في طائرة مروراً بمنطقة الاوزاعي في لبنان، قبل انتقاله للقتال الى جانب قوات النظام في مناطق القلمون شمال دمشق وفي اللاذقية غرب سورية وحلب. وكان لافتا، ان المقاتل، الذي يُعتقد انه افغاني شيعي، استخدم دبابة ومدفعاً تابعين للجيش النظامي السوري، وانه كان يلهو ويرقص ويسبح مع زملائه العسكريين عند شاطئ اللاذقية.

ولم يتم العثور على بطاقة هوية مع المقاتل، لكن عثر على ثلاث بطاقات ذاكرة للكومبيوتر وألف صورة وربطات رأس كتب عليها «حسين شهيد» و «يا زينب» و «يا فاطمة»، إضافة إلى كتاب باللغة الفارسية بعنوان «دليل المجاهد».

دعوة الكونغرس لمساعدة المعارضة المعتدلة في سورية.. و«فرصة لتسوية سليمة» للملف النووي الإيراني
واشنطن – جويس كرم
في خطاب يرسم رؤيته للسياسة الخارجية للولايات المتحدة وأمنها القومي في السنتين المتبقيتين من ولايته الثانية، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إلى تجنب الحروب الخارجية والمغامرات العسكرية «المكلفة»، لكنه أعلن استعداد بلاده لشنّ هجمات منفردة للدفاع عن «مصالحها الحيوية» و «أمن حلفائها»، وكشف عن تخصيص موازنة ضخمة حجمها 5 بلايين دولار لمكافحة الإرهاب في شراكة مع دول صديقة.

وتطرّق إلى ملفات ساخنة في الشرق الأوسط، إذ اعتبر أن لا حل عسكرياً للحرب في سورية، داعياً الكونغرس إلى مساعدة المعارضة المعتدلة. كما حضّ على استغلال فرصة إبرام تسوية سلمية للملف النووي الإيراني، وأكد على السياق الأمني والاستراتيجي للعلاقة مع مصر.

وفي خطاب أمام أكاديمية «ويست بوينت» الحربية، قال أوباما إن الولايات المتحدة «نسبياً لم تكن يوماً أقوى مما هي عليه الآن، ومَن يعتبرون أن قوتها تتراجع يزيّفون التاريخ»، مضيفاً: «جيشنا بلا منافس والتهديد ضدنا من أي دولة منخفض ولا يقترب من الأخطار التي واجهناها خلال الحرب الباردة». واعتبر أن «لا غنى عن الولايات المتحدة على رأس القيادة الدولية، والسؤال ليس إذا كانت ستقود، بل كيف ستفعل ذلك».

وخاطب العسكريين: «سأخون واجبي حيالكم وإزاء البلد الذي نحب إذا أرسلتكم إلى مناطق خطرة لمجرد أنني رأيت مشكلة تحتاج إلى إصلاح في العالم أو لأنني قلق في شأن منتقدين يعتقدون بأن التدخل العسكري هو السبيل الوحيد أمام أميركا لتجنّب ظهورها ضعيفة».

وحذر من «تسرّع» الولايات المتحدة في خوض حروب خارجية، معتبراً أن هذه الاستراتيجية «ساذجة وغير مستدامة». وأضاف: «بعض أخطائنا الأكثر كلفة منذ الحرب العالمية الثانية ليست ناتجة من امتناعنا، بل من إرادتنا للمشاركة في مغامرات عسكرية من دون التفكير بنتائجها».

ورأى أن «تدخلاً عسكرياً أميركياً لا يمكن أن يكون العنصر الوحيد، أو حتى الأول، في قيادتنا في أي ظرف. ليس على كل مشكلة أن تكون عبارة عن مسمار فقط، لأننا نملك المطرقة الأفضل». واستدرك أن الولايات المتحدة ستتابع استخدام القوة العسكرية في شكل أحادي، «عندما تستدعي ذلك مصالحنا الجوهرية، ولدى تعرّض شعبنا لتهديد، وعندما يصبح رزقنا في خطر، أو حين يتعرّض أمن حلفائنا لخطر». وأعلن عزمه «طي صفحة أكثر من عقد، تركّزت فيه سياستنا في شكل خاص على الحروب في أفغانستان والعراق».

ورأى أوباما أن «الإرهاب هو التهديد الأبرز للولايات المتحدة في المستقبل القريب»، مستدركاً أن هذا التهديد تحوّل من مركزية تنظيم «القاعدة» إلى فصائل تابعة له، وعلى الردّ الأميركي أن يتغيّر أيضاً.

وبدل شنّ عمليات عسكرية واسعــــة، دعا إلى شـــراكة مع دول تبحــــث تنظيمات إرهابية عن موطــــئ قــــدم فــــيها، وذلـــك يشمل «تأسيس صــــندوق شراكة مقداره 5 بلايين دولار، لمكافحة الإرهاب» في أفغانــــستان والشرق الأوســــط وشمال أفريقيا. وحضّ الكونغرس على دعم هـــــذه المبادرة «التي ستتيح لنا تدريب وبناء قدرات في الدول الشريكة على خط المواجهة في مكافحة الإرهاب»، معدّداً اليمن والصومال وليبيا ومالي.

واختار الرئيس الأميركي خطاً وسطياً في مقاربة النزاع في سورية، ووضعه ضمن سياق إقليمي لمنع تصدير الأزمة، وضمن استراتيجية مكافحة الإرهاب، ودعم المعارضة المعتدلة. وحذر من أن «فشل أميركا في التحرّك لمواجهة الوحشية في سورية، أو التحريض الروسي (في أوكرانيا)، لا ينتهك فقط ضميرنا يل يجرّ إلى تصعيد أكبر مستقبلاً».

وأشار إلى أن جزءاً من صندوق مكافحة الإرهاب سيُخصص لسورية، مستدركاً أن «لا حلّ عسكرياً لإنهاء النزاع المؤلم في وقت قريب». وزاد: «اتخذت قراراً بعدم إرسال قوات أميركية إلى هذه الحرب الأهلية، وأعتقد بصوابيّته، لكن هذا لا يعني أننا يجب ألا نساعد الشعب السوري في النضال ضد ديكتاتور يقصف شعبه ويجوّعه». وتابع: «سأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم لأولئك في المعارضة السورية الذين يقدمون أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي»، في إشارة إلى الرئيس بشار الأسد.

وأعلن أوباما عزمه «تكثيف جهودنا لدعم دول الجوار لسورية، بما في ذلك الأردن ولبنان وتركيا والعراق، لأنها تستضيف لاجئين وتواجه إرهابيين يعملون عبر الحدود السورية». وتابع: «من خلال مساعدة المناضلين من أجل حق جميع السوريين في اختيار مستقبلهم، نتصدى لعدد متزايد من المتطرفين الذين يجدون ملاذاً آمناً وسط الفوضى».

وفي هذا السياق، ذكر مسؤول أميركي بارز أن الإدارة ستسعى لدى الكونغرس لنيل صلاحيات قانونية لتزيد وزارة الدفاع دعمها للمعارضة السورية.

واعتبر أوباما أن أحداث أوكرانيا ليست «حرباً باردة»، مضيفاً: «تمكّنا من عزل روسيا فوراً». وتحدّث عن «تحديات ضخمة» تواجهها كييف، مستدركاً: «سنقف مع حلفائنا ونعطي الشعب الأوكراني فرصة ليقرّر مستقبله».

ورأى أن ثمة «فرصة لتسوية سلمية لخلافاتنا» مع طهران، على رغم أن «فرص النجاح ما زالت بعيدة، ونحتفظ بكل الخيارات لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي». واستدرك: «لكن للمرة الأولى منذ عقد، نحن أمام فرصة لإبرام اتفاق أكثر فاعلية وقابلية للاستمرار من استخدام القوة».

ولفت إلى «علاقتنا المبنيّة على المصالح الأمنية في مصر، من معاهدة السلام مع إسرائيل إلى المصالح المشتركة ضد العنف المتطرف». وأضاف: «لم نقطع تعاوننا مع الحكومة الجديدة، بل يمكننا وسنضغط باستمرار (لإقرار) إصلاحات طالب بها الشعب المصري».

أوباما لزيادة دعم معارضة سورية “توفّر بديلاً من الإرهابيّين والديكتاتور”
واشنطن – هشام ملحم نيويورك – علي بردى
في خطاب رئيسي عن السياسة الخارجية ألقاه في أكاديمية وست بوينت العسكرية بنيويورك، طرح الرئيس الاميركي باراك اوباما سياسة خارجية وسطية تتفادى الانعزالية من جهة، والمغامرات العسكرية من جهة اخرى، وشدد على تمسك الولايات المتحدة بدورها القيادي في عالم متغير، وفند الادعاءات القائلة ان اميركا في حال انحدار او تراجع، موضحا ان الولايات المتحدة سوف تستخدم القوة العسكرية أحاديا عندما تتعرض مصالحها القومية او الشعب الاميركي للخطر، او عندما يتعرض حلفاؤها للخطر.

ووضع اوباما خطر الارهاب، وتحديدا خطر التنظيمات المنبثقة من تنظيم “القاعدة” الام، في المرتبة الثانية بعد أي خطر عسكري نظامي ضد اميركا وحلفائها، لكنه رفض في هذا السياق غزو الدول التي ترعى الارهاب، بل التصدي لارهابها بوسائل اخرى مثل الطائرات من دون طيار وغيرها. وفي هذا المجال أعلن انشاء صندوق بقيمة خمسة مليارات دولار مساعدات للدول التي تقوم بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها بمكافحة الارهاب مثل اليمن والصومال، والعمل مع الحلفاء الاوروبيين لدعم أمن دول مثل ليبيا او تسهيل العمليات العسكرية لدولة مثل فرنسا في مالي.
وقال إنه ينبغي تركيز الجهود على الازمة الراهنة في سوريا. وبعدما اشار الى الاحباط الناجم عن عدم وجود اجوبة سهلة عن حرب في سوريا، كرر انه “لا حل عسكريا يمكن ان يمحو المعاناة الرهيبة في أي وقت قريب”. وذكر انه اتخذ قرارا بعدم زج القوات الاميركية ” في وسط حرب اهلية تزداد مذهبية، وانا اعتقد انه القرار السليم … لكن هذا لا يعني اننا يجب ألا نساعد الشعب السوري في الوقوف في وجه ديكتاتور يقصف شعبه ويجوعه. ومن خلال مساعدة أولئك الذين يناضلون من اجل حقوق جميع السوريين في تقرير مستقبلهم، علينا ايضا ان نواجه العدد المتزايد من المتطرفين الذين يجدون الملجأ في الفوضى… وأنا أعلن اليوم اننا سنزيد جهودنا لدعم جيران سوريا، مثل الاردن ولبنان وتركيا والعراق لاستضافتهم اللاجئين ولمواجهتهم الارهابيين الذين يعبرون الحدود السورية. وسأعمل مع الكونغرس على زيادة الدعم لاولئك في المعارضة السورية الذين يوفرون البديل الافضل من الارهابيين والديكتاتور الوحشي”. … سنواصل التنسيق مع اصدقائنا وحلفائنا في اوروبا والعالم العربي، من اجل الدفع لايجاد حل سياسي لهذه الازمة، والتأكد من مساهمة هذه الدول وليس فقط الولايات المتحدة في دعم الشعب السوري”.
ورحب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان بالوعد الذي قطعه اوباما بزيادة دعم بلاده لمقاتلي المعارضة المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
شبكات تطرف جديدة
وفي نيويورك، حذر رئيس لجنة مجلس الأمن للعقوبات على تنظيم “القاعدة” المندوب الأوسترالي الدائم لدى الأمم المتحدة غاري كوينلان من عودة آلاف المقاتلين الأجانب من سوريا ليشكلوا خطراً جديداً على بلدانهم في الدول العربية والأوروبية.
وكان كوينلان يتحدث في جلسة لمجلس الأمن عن لجانه الفرعية وبعضها مختص بالإرهاب، إذ قال إن “الآلاف من المقاتلين الأجانب انخرطوا في النزاع الى جانب المتشددين المحليين في سوريا وأقاموا علاقات مما قد ينذر بإنشاء شبكات جديدة من المتطرفين في الدول العربية والأوروبية”. وأضاف أن عودة هؤلاء “مع أفكار ومهارات جديدة يدعو الى القلق”. وأوضح أن “تنظيم القاعدة لم يكتسب تمدداً جغرافيا فحسب، بل أيضاً براعة من الناحية الهيكلية اذ اتجه الى ضم عدد متزايد من المقاتلين الأجانب مما أعطاه فروعاً أكثر عالمية”.
143,8 مليار دولار
الى ذلك، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الأونروا” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير جديد أن ثلاثة أرباع السوريين كانوا يعيشون في الفقر في نهاية عام 2013، وأكثر من نصف السكان (54,3 في المئة) يعيشون في فقر شديد، غير قادرين إلا على تأمين أبسط الحاجات الغذائية وغير الغذائية اللازمة لبقاء أسرهم على قيد الحياة. ويعيش نحو 20 في المئة في فقر مدقع.
وقال إن التنمية البشرية في سوريا خلال النزاع تراجعت بما يعادل أكثر من أربعة عقود. وانخفض مؤشر التنمية البشرية الى 0,472 مما يعني هبوط سوريا من فئة دول “التنمية البشرية المتوسطة” الى فئة “التنمية البشرية المنخفضة” بسبب ضعف الأداء في التعليم والصحة والدخل، موضحاً أن “التعليم يترنح في وضع يشهد حرمان أكثر من نصف الأطفال في سن الدراسة (51,8 في المئة) الالتحاق بالمدارس. بل بلغت هذه النسبة 90 في المئة في الرقة وحلب ووصلت إلى 68 في المئة في ريف دمشق. ومع نهاية 2013، صارت أربعة آلاف مدرسة خارج الخدمة، نتيجة تدميرها أو إصابتها بأضرار أو استضافة نازحين فيها.

فوضى رافقت الانتخابات السورية واعتداء على الجيش اليوم الأول أظهر فضائح متعلّقة بملف اللجوء السوري
المصدر: “النهار” – خاص
لم يكن يوم أمس عاديا في اليرزة وجوارها، كان فضيحة كبرى وفق كل المقاييس والمعايير اثارها حشد جيوش جرارة، بالآلاف، وربما بعشرات الآلاف، من اللاجئين السوريين الى لبنان في كنف الهيئات العربية والدولية والاممية، المانحة، لكل سوري مدرج على لوائح اللجوء من دون عناء البحث والتدقيق في اوضاعه.
لكن وقائع اليوم الانتخابي في السفارة السورية في اليرزة، أضاءت على وقائع فاضحة لن يكون ممكنا تجاوزها بسهولة او القفز فوقها على طريقة النعامة التي تطمر رأسها بالرمال.
ما حصل، على فجاجته وإثارته لمشكلة اللجوء، لا بد ان يكون نقطة بداية لتعامل آخر مع المشكلة.
ليس العيب في الهوى السياسي للمواطن السوري، لكن العيب كل العيب، يكمن في عملية الغش التي يمارسها انصار الرئيس السوري في لبنان.
ثمة أسئلة كثيرة في هذا السياق، لكن السؤال البديهي الذي وجهه كل لبناني بعفوية مطلقة يوم امس هو: اذا كان كل هؤلاء الناخبين، ويعدّون بمئات الالوف، من انصار الرئيس السوري بشار الاسد، فما الذي منعهم من التوجه الى الداخل السوري للادلاء بأصواتهم هناك؟ ولماذا يقترعون في لبنان بهذه الاعداد الجرارة التي لم تظهر في اي بلد آخر. ولماذا كل هذا التحدي الذي مارسه المقترعون السوريون على ابناء البلد المضيف؟ أسئلة لا تنتهي عند حدود اليوم الاول من الاقتراع والذي تم تمديده يوما آخر ليكتمل المشهد.
منذ الصباح الباكر بدأ السوريون بالتجمع في مناطق الضاحية الجنوبية والجنوب وجبل لبنان وغيرها، وانطلقوا في تظاهرات سيارة الى مبنى السفارة عبر حافلات وفانات، وبعضهم سيراً، مما تسبب في زحمة خانقة واصطفاف آلاف السيارات على طول الطريق الدولية والطرق المؤدية الى منطقة اليرزة.
خلال توجه السوريين الى سفارة بلادهم، وبسبب الحشود الكثيفة في منطقة اليرزة التي هي منطقة امنية بامتياز، اعتدى بعض الشبان السوريين على عناصر الجيش والقوى الأمنية المولجة حفظ النظام في المنطقة، والتي لم تكن تتوقع هذه الأعداد الكبيرة من الناخبين، ولم تتمكن تاليا من تنظيم صفوفهم لدخول حرم السفارة، ووقع حادث امني استعمل الجيش خلاله العصي واعقاب البنادق لوقف تدافع آلاف الناخبين بعدما اكتظ حرم السفارة بأعداد كبيرة. واصيب عدد من الناخبين بكدمات ورضوض، وسجلت حالات اغماء بسبب التدافع الكبير في الطقس الحار.
وفي الداخل، حاولت القوى الأمنية تنظيم دخول الناخبين الى اقلام الاقتراع وسط فوضى عارمة وازدحام كثيف، وبعد جهود مضنية، نجحت القوى الأمنية في ضبط الأوضاع قرابة الثالثة بعد الظهر. وعصراً، خفت اعداد الناخبين وعاد الهدوء الى حرم السفارة التي مددت فترة الاقتراع الى السابعة مساء، ثم عادت ومددتها الى اليوم ايضا.
طوال فترة الاقتراع والتجمع داخل حرم السفارة وخارجها لم تتوقف الهتافات المؤيدة للأسد والجيش السوري، وكذلك لـ “حزب الله”، وحمل بعض الناخبين صور الأسد ونصرالله وهتفوا “الله محيي الجيش”، “الله وبشار” و”شبيحة للأبد لأجل عيونك يا اسد”.
ولوحظ وصول اعداد كبيرة من السوريين المؤيدين للنظام في حافلات كبيرة جاءت من عرسال البقاعية، ومن مناطق في الشمال.
وأكد سفير سوريا علي عبد الكريم علي أنه “نظرا الى الاقبال الكثيف على الاقتراع، ستضطر السفارة إلى تمديد ساعات إضافية أو تخصيص يوم آخر ليتمكن الجميع من ممارسة حقه في الاقتراع، وهذا ما يفرضه حجم الاقبال”.
واضاف أنه كان يتوقع هذه الكثافة “لأن الاقبال على تسجيل الأسماء كان كبيرا”، معتبرا أن “السوريين في الداخل والخارج، إحساسهم بالسيادة كبير، وهذه الحماسة على الانتخاب تعبير عن رفض كل صيغ المؤامرة التي حيكت ضدهم، وعن الشعور بالأمان والقوة والسيادة لبلدهم، فسوريا هي الناخبة والمنتخبة”.
وعن كيفية اقتراع السوريين في الأردن، أكد أنهم “سينتخبون في السفارة السورية حيث يزاول موظفو السفارة عملهم كالمعتاد ويستقبلون الناخبين”.
ولفت إلى أن “السفارة هي التي ستفرز الأصوات وترسل تقريرا بالفرز إلى لجنة الانتخابات العليا المخولة إعلان النتائج”.
أما المشهد في الخارج، فكان كارثياً وفوضوياً: زحمة سير غير اعتيادية، طرق مقفلة، طلاب لم يصلوا إلى امتحاناتهم، عمال غابوا عن أعمالهم لساعات، اشعة شمس حارقة، سيارات تعطلت في الزحمة، وغيرها من المظاهر التي كان على الحكومة ربما ان تستقيل على اثرها في اي بلد آخر.

سوريو الخارج يصوّتون في الانتخابات الرئاسية 44 قتيلاً في قصف بالبراميل المتفجّرة لحلب
المصدر: “النهار”، (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
وضعت الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه على السكة، مع تصويت السوريين خارج البلاد امس، فيما قتل 44 شخصا في الساعات الـ24 الاخيرة في قصف جوي لاحياء تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب بشمال البلاد.
عملية اقتراع السوريين المقيمين في الخارج برز منها الاقبال الكثيف بالآلاف على السفارة السورية في لبنان الذي يستضيف اكثر من مليون لاجئ. ص6
ولكن في مشهد لا يشبه ما حصل في لبنان، توجه مئات من السوريين المقيمين في الاردن الى سفارة بلادهم في عمان للادلاء بأصواتهم وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد يومين من طرد السلطات الاردنية السفير السوري بهجت سليمان على خلفية ما قالت إنه “إساءات متكررة” الى الاردن.
واصطف سوريون منذ الصباح امام المدخل الرئيسي للسفارة السورية في منطقة عبدون بجنوب غرب العاصمة، ورفع بعضهم اعلام النظام السوري وصور الرئيس السوري بشار الأسد وأطلقوا هتافات مؤيدة للأسد. وحملت فتيات لافتة كبيرة تحمل علم سوريا وكتب فيها: “نعم لأسد العرب… من ابناء العرب السوريين في الاردن”.
وفي مكان لا يبعد 200 متر من السفارة، وقف سوريون يحملون علم الثورة، ورسوما كاريكاتورية للأسد كتب فيها: “انتخابات الدم” وهتفوا ضد النظام السوري والرئيس بشار الاسد كما حملوا لافتات كتب فيها: “لا لانتخابات الدم” و”لا للتجديد للسفاح”، وهتفوا: “يا بشار يا خسيس دم السوري مش رخيص”.
وقال ابو هيثم الميداني (45 سنة) لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”: “جئنا لنقول لا لانتخابات الدم لا لانتخابات البراميل المتفجرة، لا لانتخابات الكيماوي والاسلحة المحظورة دوليا”.
اما ريما (19 سنة) التي حملت علم الثورة السورية، فقالت: “نحن هنا لاننا ضد انتخابات صورية تعيد انتاج القتل والظلم والاستبداد”.
ويستضيف الاردن أكثر من 600 الف لاجئ سوري مسجلين رسميا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة اللاجئين. وتقول السلطات الاردنية انه يضاف الى هؤلاء، نحو 700 الف سوري يقيمون على اراضيها منذ ما قبل الازمة التي بدأت في آذار 2011.
وكانت السفارة قد منعت الصحافيين من دخول مبناها لتغطية الانتخابات في ما عدا حامل التصاريح المسبقة.
وكان مندوب الاردن صوت أخيرا في مجلس الأمن على احالة ملف جرائم الحرب في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية، وهو امر كانت عمان تجنبته منذ فوزها بمقعد عضو غير دائم في مجلس الامن، مع العلم أنها كانت تعترض اساسا على نقل الازمة السورية الى مجلس الأمن.
الى ذلك، نسبت صحيفة “الغد” الى مصدر حكومي أنه لم يصدر أي قرار باقفال المعابر الحدودية مع سوريا، وذلك بعد ساعات من إعلان مصدر آخر أنه تقرر اقفال معبر جابر جزئيا. وكان 23 نائبا أردنيا طالبوا باقفال الحدود مع سوريا باعتباره “بات ملحا وثابتا وغير قابل للتأجيل”.
وفي حين كان مقررا ان تقفل صناديق الاقتراع في السفارات السابعة مساء امس (16:00 بتوقيت غرينيتش)، افادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان اللجنة القضائية العليا للانتخابات قررت “تمديد فترة الانتخابات خمس ساعات في جميع السفارات السورية التي تجري فيها الانتخابات وذلك بسبب الاقبال الشديد”.
ومنعت دول غربية وعربية عدة ابرزها فرنسا والمانيا وبلجيكا ودولة الامارات العربية المتحدة تنظيم الانتخابات السورية على أرضها.
وافادت مصادر في وزارة الخارجية السورية ان الانتخابات لن تجرى في 12 دولة عربية وتسع دول غربية لأسباب مختلفة منها اقفال بعض السفارات السورية في تلك الدول ورفض دول أخرى إجراء الانتخابات على أرضها.
وتستعد المناطق التي يسيطر عليها النظام داخل سوريا، لاعادة انتخاب الاسد لولاية ثالثة الثلثاء المقبل. وفي رأي مقربين من النظام ومحللين، ان الاسد يبدو واثقا من انه أنقذ نظامه في مواجهة حركة الاحتجاج التي تفجرت ضده قبل اكثر من ثلاث سنوات، ولقيت دعما عربيا وغربيا للمطالبة برحيله.
واعلنت وزارة الداخلية السورية ان عدد الناخبين السوريين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغ اكثر من 15 مليونا داخل البلاد وخارجها.

الوضع الميداني
ميدانيا، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 44 شخصا في قصف جوي معظمه بالبراميل المتفجرة للاحياء الشرقية لمدينة حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال سوريا خلال 24 ساعة.
واوضح ان 22 شخصا قتلوا الثلثاء في قصف لقوات النظام، غالبيته بالبراميل المتفجرة التي القيت من الطائرات.
واستهدف القصف احياء القطانة وبستان القصر وطريق الباب وبني زيد والمغير والليرمون، فيما استهدف القصف صباح الاربعاء حي المغاير حيث قتل 21 شخصا، وحي الميسر حيث قتل شخص. وبين القتلى تسعة اطفال.

“عراضة” النظام السوري تُحاصر بيروت!
تجاوز المشهد الحاشد لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين تقاطروا امس من مناطق لبنانية مختلفة الى مقر السفارة السورية في اليرزة للاقتراع للرئيس السوري بشار الاسد الاطار المبسط للعراضة الانتخابية التي أراد النظام السوري ان يعممها في الدول العربية التي تحتضن اللاجئين من بلاده الى ابعاد اخرى استفزازية لفئات لبنانية واسعة وسط مجموعة مفارقات داخلية وسورية تركت آثارها الفورية على الواقع اللبناني.
ذلك ان هذه العراضة كشفت في الدرجة الاولى انخراط النظام السوري بوسائله المباشرة وعبر سفارته في بيروت في ترتيبات معدة سلفا لتوظيف الثقل الديموغرافي للاجئين السوريين في لبنان وتسخيره للظهور مظهر المتفوق في القوة الشعبية على رغم كل ما ادت اليه الحرب السورية من مآس وبالاخص تسببها بتهجير ملايين السوريين الى خارج سوريا نال منهم لبنان حصة الاسد.
ثم ان هذه العراضة كشفت انخراط حلفاء لبنانيين للنظام في تدبيرها حملت الصور واللافتات التي رفعتها تجمعات السوريين امس تواقيعهم المعلنة ومنها وأبرزها تواقيع “حزب الله” بما يعني ان الاجراءات اللوجستية لنقل اللاجئين وتجميعهم كانت تجري منذ أيام.
أما الاهم من ذلك، فهي المعلومات المثبتة لدى جهات لبنانية رسمية وأممية ودولية معنية بأزمة اللاجئين السوريين والتي تؤكد ان النظام السوري مارس ضغوطا متنوعة على اللاجئين السوريين انفسهم ولا سيما منهم المعارضين للنظام للاقبال الكثيف على الاقتراع لمصلحته تحت طائلة تخويفهم من اجراءات تراوح بين تعريضهم للملاحقة او امتناع السلطات السورية عن اعطائهم اذونات دخول وخروج او جوازات سفر، علما ان غالبية اللاجئين المسجلين في لبنان تحت هذه الخانة يتوجهون دوريا الى سوريا ويعودون منها الى لبنان للافادة من واقع تسجيلهم لاجئين. ولم تقتصر اثارة هذا الامر على جهات لبنانية بينها وزراء بل ان المفوضة السامية للامم المتحدة للاجئين نينيت كيللي كشفت في سياق حديث ادلت به امس الى “النهار” وفي اطار تعليقها على زحف اللاجئين الى السفارة، ان المفوضية تلقت تقارير “تفيد أن هناك لاجئين شعروا بأنهم في وضع غير آمن مع اقتراب موعد الانتخابات في سوريا كما انه جرى تشجيعهم على التصويت فشعروا بأنهم غير مرتاحين الى سلامتهم”. وقالت ان “شعور لاجئين بأن أمنهم معرض للخطر هو موضع قلق بالنسبة الينا”.
وعقب الاختناق الهائل في الحركة المرورية التي حاصرت بيروت امس صدرت ردود فعل حادة على هذه الظاهرة خصوصا لجهة فتح ملف بعض جوانب التوظيف التي يتوسلها النظام السوري لأزمة اللاجئين بما كشف تاليا ان ثمة أعدادا كبيرة من هؤلاء ليست مهددة ويمكن الحكومة اللبنانية ان تتحرك فورا للمطالبة بإعادتها الى سوريا. واذ طالبت الامانة العامة لقوى 14 آذار بالعمل “على ترحيل السوريين الموالين للنظام فورا الى بلدهم”، صرّح وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار” بأن ما شهده لبنان امام السفارة السورية من تجمعات “يكشف ان هؤلاء اللاجئين ليسوا لاجئين وانما هم قوات بشرية جديدة على غرار قوات الردع السابقة”. وأضاف: “ما دام ان الآلاف المؤلفة الموالية للنظام السوري سعوا الى انتخابه فهذا يعني انهم يستطيعون العودة فورا الى مناطق النظام الذي وسع نطاق سيطرته في سوريا. لذا، فإنني سأطلب في مجلس الوزراء اتخاذ موقف حازم لاعادة هؤلاء الى سوريا في أسرع وقت ممكن. كما انني سأطلب من الهيئات الدولية التي تتولى تقديم مساعدات الى اللاجئين ان تعيد النظر في تقديماتها لكي يتم تخصيصها للاجئين الحقيقيين”. وخلص الى القول: “من المؤسف القول ان الدولة نجحت في تنظيم انتخابات لدولة اخرى على اراضيها، فيما عجزت عن تنظيم انتخابات نيابية ورئاسية لشعبها”.

أوباما يتعهد بتوفير الدعم لمسلحي المعارضة السورية
الأمم المتحدة تنتقد الخطوة.. ولافروف يذكّر الأميركيين بـ11 أيلول
دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، عن عدم مهاجمة سوريا، واعدا بزيادة الدعم للمعارضة المسلحة «المعتدلة» من دون توضيح ما إذا كان هذا الأمر يعني فتح الباب أمام تسليح المقاتلين، معتبراً انه «بقدر ما يبدو الأمر محبطاً، ليس هناك جواب سهل، ولا حل عسكرياً يمكن أن يوقف المعاناة في مستقبل قريب».
واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلقاء أوباما لخطابه، بتحذير واشنطن من تدريب المقاتلين في سوريا وتسليحهم، وذكرها «بأنها كانت تسلح وتدعم وتموّل المجاهدين الذين تشكلت منهم القاعدة، التي أوفدت أفضل ممثليها لتنفيذ هجمات 11 أيلول» العام 2001.
ودافع أوباما، في خطاب في أكاديمية «وست بوينت» العسكرية في نيويورك، عن سياسته تجاه الأزمة السورية، مشدداً على انه سيواصل إلى جانب حلفائه في أوروبا والعالم العربي الضغط من اجل حل سياسي لهذه الأزمة و«التأكد من أن تلك الدول، وليس الولايات المتحدة فقط، تساهم بشكل عادل في دعم الشعب السوري».
وقال «بقدر ما يبدو الأمر محبطاً، ليس هناك جواب سهل، ولا حل عسكرياً يمكن أن يوقف المعاناة في مستقبل قريب». وأضاف «كرئيس اتخذت قراراً بعدم إرسال قوات أميركية إلى وسط هذه الحرب الأهلية، واعتقد انه كان القرار الصائب، لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نساعد الشعب السوري في النضال ضد ديكتاتور يقصف شعبه ويجوعه».
ووعد بزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية، وقال «سأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم لهؤلاء في المعارضة السورية الذين يقدّمون أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي». واعتبر أن مساعدة المعارضة المسلحة تجيز للولايات المتحدة «كذلك تقليص عدد المتطرفين الذين يجدون ملاذاً وسط الفوضى».
وقال «سنكثف جهودنا لدعم جيران سوريا بما في ذلك الأردن ولبنان وتركيا والعراق لأنهم يستضيفون لاجئين ويواجهون إرهابيين يعملون عبر الحدود السورية».
وتقتصر المساعدة الرسمية الأميركية إلى المسلحين على معدات عسكرية «غير قاتلة»، لكن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ذكرت، أمس الأول، أن أوباما يستعد للإجازة للبنتاغون بتدريب مسلحين «معتدلين».
ورحب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، في بيان، بوعد اوباما زيادة دعم بلاده للمسلحين، معتبراً أن «هذه المساعدة المضاعفة تعكس الشراكة بين الولايات المتحدة والشعب السوري لوضع سوريا على طريق الانتقال الديموقراطي».
وكانت صحيفة «وورلد تريبيون» نقلت عن مصادر ديبلوماسية قولها إن واشنطن أطلقت حملة ضد إسرائيل بعد رفضها مهاجمة القوات السورية التي كانت تحاول استعادة مواقع سيطر المسلحون عليها قرب الجولان المحتل منتصف أيار الحالي، مشيرة إلى أن مسؤولين أميركيين رفضوا التبرير الإسرائيلي بأن مهاجمة القوات السورية كان سيشعل الحرب بين الدولتين.
لافروف
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأرجنتيني إيكتور تيميرمان، إن «موسكو قلقة من إجراءات دعم المعارضة السورية التي من المتوقع أن تعلن عنها قريباً الإدارة الأميركية، ومن احتمال أن تضم هذه الإجراءات تقديم مساعدات عسكرية وتدريب المقاتلين السوريين، واستعداد واشنطن للتخلي عن اعتراضاتها السابقة ضد تزويد المعارضين بالأنظمة الصاروخية المضادة للطائرات»، محذراً من أن «هذا السلاح الخطير للغاية قد يشكل خطراً جدياً على الطيران المدني، ليس في المنطقة فحسب، بل وخارجها».
وأضاف «لا يجوز نسيان التجارب السابقة، عندما كانت واشنطن تسلح وتدعم وتمول المجاهدين الذين تشكلت منهم القاعدة، التي أوفدت أفضل ممثليها لتنفيذ هجمات 11 أيلول في نيويورك وواشنطن. وأنا حريص على عدم تكرار أخطاء الماضي من جديد».
ووصف لافروف الربط بين استئناف المفاوضات السورية في جنيف وتنحي الرئيس بشار الأسد، بأنه موقف غير واقعي تماماً. وقال «إننا قلقون من بقاء جدول أعمال الجولة المقبلة للمفاوضات حول سوريا الذي تم الاتفاق عليه منذ وقت طويل مهمشاً، وذلك لأن زملاءنا الغربيين وما يسمى الائتلاف الوطني يرفضون الذهاب إلى جنيف حتى يتنحى الأسد عن السلطة». وأضاف «يدرك الجميع أن هذا الموقف غير واقعي تماماً ويحمل طابعاً أيديولوجياً».
ودعا إلى «تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقاً بشأن بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة، وذلك بدلاً من توجيه إنذارات لدمشق ومطالبتها بتقديم تنازلات أحادية الجانب».
وانتقد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إعلان أوباما زيادة الدعم الأميركي للمسلحين. وقال إن الأمين العام «بان كي مون سبق وأكد مراراً على عدم وجود حل عسكري للأزمة السورية، وهو يحث جميع الدول التي لديها تأثير على أطراف الأزمة استخدام نفوذها من أجل الحل السلمي للصراع»، مشيراً إلى أن «موقف الأمين العام من تسليح طرفي الصراع ثابت ومعلن منذ وقت طويل».
وفي نيويورك، رأى رئيس لجنة العقوبات على تنظيم «القاعدة» السفير الاسترالي لدى الأمم المتحدة غاري كوينلان أن الاتصالات في سوريا بين مقاتلين أجانب قد تساهم في تشكيل شبكات متطرفة جديدة في الدول العربية وأوروبا.
ومذكراً بوصول آلاف «الجهاديين» الأجانب إلى سوريا للقتال إلى جانب جماعات مثل «جبهة النصرة»، حذر كوينلان، في عرض أمام مجلس الأمن الدولي، من أن «اتصالات قد تكون أقيمت وستفضي الى إنشاء شبكات متطرفة جديدة عربية وأوروبية». وقال إن «عودة هؤلاء المقاتلين الاجانب الى بلدانهم الام، او بلدان أخرى، مع أفكار جديدة وخبرة كبيرة مصدر قلق».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

«مشمش» لقيادة القتال ضد «داعش» في المنطقة الشرقية
عبد الله سليمان علي
هل يشير الاتفاق بين 12 فصيلاً في دير الزور على تشكيل «مجلس شورى» موحد إلى تصعيد جديد تنتظره المنطقة الشرقية، أم أنه مجرد خطوة إعلامية هدفها رفع المعنويات؟ وهل ثمة علاقة بين تشكيل «مجلس الشورى» و«ميثاق الشرف الثوري»؟ وما تداعيات تشكيله على مصير «جبهة النصرة في الشرقية» وعلى العلاقة بين تياراتها المتعددة، والتي بدأ التباين بينها يطل برأسه بشكل أكثر وضوحاً؟
تشير المعطيات المتوافرة إلى أن تشكيل «مجلس الشورى»، جاء بناء على مساع حثيثة بذلها «المفتي العام لجبهة النصرة» أبو ماريا القحطاني الذي اتصل خلال الفترة الماضية بكثافة بقيادات الفصائل لإقناعها بالفكرة، بعدما اضطرته التطورات الميدانية والتقدم الذي حققه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وطرقه باب مدينة الشحيل، من خلال سيطرته على تل العتال المشرف على المدينة، إلى الإسراع لإيجاد حلّ قبل أن تقع الواقعة الكبرى باقتحام «داعش» معقله الرئيسي.
لكن مصادر مطلعة تؤكد أن خطوة تشكيل «مجلس الشورى» أكبر من أن تكون لمواجهة الخطر الذي يحدق بمعقل «النصرة». وتشير هذه المصادر إلى أن ثمة إجماعاً في الدول الداعمة للفصائل، وأبرزها تركيا، يقضي بمنع سيطرة «داعش» على دير الزور مهما كلّف الأمر من أثمان، لما يترتب على ذلك من مخاطر وخسائر بالنسبة لها، علاوة على إصرار أنقرة ودول أخرى على المحافظة على دور الفصائل الإسلامية المقربة منها، ومنع الالتفاف عليها وسحب البساط من تحتها بذريعة محاربة الإرهاب.
وفي هذا السياق، ثمة تسريبات تؤكد أن اجتماعات عدّة عُقدت في الكويت، ضمّت مشايخ من تيارات مختلفة (تيار السرورية وحزب الأمة و«الإخوان المسلمون») ورجال أعمال وضباط استخبارات لمناقشة كيفية وقف تقدم «داعش» في المنطقة الشرقية. وتمخضت هذه الاجتماعات عن فكرة توحيد الفصائل تحت راية واحدة، بهدف توحيد الدعم وعدم تشتيت الجهود.
ويرى مراقبون أنه لولا الضغوط الإقليمية لما كان ممكناً توحيد هذه الفصائل، التي ليس بينها أي قاسم مشترك، بل تعتبر متناقضة فكرياً ومنهجياً. ويلاحظ أن القوى والدول ذاتها التي وقفت وراء تشكيل «الجبهة الإسلامية» أواخر العام الماضي، هي من تقف اليوم وراء تشكيل «مجلس الشورى الجهادي» الموحد في المنطقة الشرقية، والهدف نفسه هو قتال «داعش» من جهة، وتلميع صورة الفصائل وإظهارها على أنها تحارب الإرهاب من جهة أخرى.
واختلفت التقديرات في تحديد الهدف من وراء تشكيل «مجلس الشورى»، بين من يقول إنه مجرد خطوة إعلامية لرفع المعنويات، منطلقاً من أن جميع الفصائل الموقعة هي في الأصل مقاتلة لتنظيم «داعش» وبالتالي فإن تشكيل المجلس لن يشكل فرقاً على الأرض، ومن يقول إنه مؤشر على تصعيد كبير ستشهده مدينة دير الزور في وقت قريب، وأن هذا التصعيد سيتجلى بهجوم كبير يقوده المجلس الوليد لفك الحصار عن دير الزور ومن ثم مهاجمة «داعش» في عقر داره في الرقة.
إلا أن النقطة الأهم التي أغفلتها التقديرات، بحسب المصادر، هي العلاقة بين تشكيل «مجلس الشورى» و«ميثاق الشرف الثوري» الذي وقّعت عليه منذ حوالي أسبوعين خمسة فصائل، من بينها «الجبهة الإسلامية»، حيث أشارت المصادر إلى أن «ميثاق الشرف الثوري» ليس خطوة عرضية في مسار الأزمة السورية، بل هو حجر أساس لبناء جبهة موحدة من الفصائل الإسلامية على اختلاف تياراتها، تهدف إلى منافسة «جبهة ثوار سوريا» وحلفائها التي بدأت تكسب ثقة الغرب والدول الداعمة، ومن جهة أخرى قتال «داعش» الذي أصبح أولوية الأولويات في هذه المرحلة.
ويعزز من ذلك أن الإعلان عن تشكيل «مجلس الشورى» ترافق مع رسالة مهمة وجهها أبو ماريا القحطاني إلى كل من «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» بعد السجالات والمشاحنات التي جرت بين الطرفين على خلفية إعلان «ميثاق الشرف الثوري». وظهر التباين بين القحطاني وقيادات «النصرة» في الجنوب بخصوص «ميثاق الشرف»، حيث لم يتعرض القحطاني، في رسالته، بأي انتقاد للميثاق، وطالب الطرفين بالجلوس مع بعضهما البعض، مشيراً إلى أن «ما حصل لا يفسد للود قضية» بينما كان «مفتي النصرة في درعا» سامي العريدي قد وصف الميثاق بأنه «انبطاح وتخاذل».
ولا شك بأن توجيه الرسالة بخصوص الميثاق قبل ساعات من الإعلان عن تشكيل «مجلس الشورى» يشير إلى وجود ترابط بين الأمرين، كما أنه يدل من جهة أخرى على وجود تباين ضمن «جبهة النصرة» في الموقف من الميثاق والموقعين عليه.
ويطرح تشكيل «مجلس الشورى» تساؤلات حول مصير الفصائل المشاركة فيه، وخصوصاً «جبهة النصرة في الشرقية». فهل تشكيل المجلس يعني اندماج الفصائل مع بعضها البعض، وبالتالي إلغاء أسمائها ووجودها المستقل، أم أنه من قبيل التحالف فقط؟
ورغم أن البيان لم يوضح هذه الناحية، إلا أن التجارب التاريخية تشير إلى أن تشكيل «مجلس شورى» لمجموعة من الفصائل يعني إلغاء وجودها القديم واندماجها في الكيان الجديد باسم وشعار مختلفين. وهو الأمر الذي قام به زعيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي عندما أسس «مجلس شورى المجاهدين» متخلياً عن اسم تنظيمه السابق «قاعدة التوحيد والجهاد». فهل تخلت «جبهة النصرة» عن فرعها في الشرقية لمصلحة تشكيل «مجلس الشورى»؟ وهل يعتبر ذلك ذوباناً لفرع «النصرة» في المنطقة الشرقية ضمن الكيان المستحدث، أم أنه بداية محاولة من تنظيم «القاعدة» للهيمنة على الفصائل المشاركة في تشكيل المجلس، مع تفادي الأخطاء التي وقع بها في العراق وأدّت إلى إخراجه نهائياً من معادلة القوى الفاعلة على أرضه؟
وكان 12 فصيلاً، من أكبر الفصائل المسلحة في المنطقة الشرقية، قد اتفقوا على تشكيل ما أسموه «مجلس شورى مجاهدي الشرقية»، والذي اختصره المناهضون لهذه الفصائل بـ«مشمش»، أخذاً من أول حرف من كل كلمة، وذلك لمواجهة المرحلة الراهنة وما يصاحبها «من تحديات كبيرة باتت تهدد المنطقة الشرقية عامة، ومدينة دير الزور خاصة، حيث أطبق الحصار عليها من كل جانب» كما جاء في البيان المصور الذي أعلن فيه عن تأسيس المجلس.
والفصائل الموقعة على البيان هي: «الهيئة الشرعية المركزية»، و«جبهة النصرة في المنطقة الشرقية»، و«جيش الإسلام»، و«أحرار الشام»، و«جيش أهل السنة والجماعة»، و«جبهة الأصالة والتنمية»، و«القعقاع»، و«جبهة الجهاد والبناء»، و«بيارق الشعيطات»، و«لواء القادسية»، و«جيش مؤتة الإسلامي»، و«جيش الإخلاص»، و«كتيبة المهاجرين والأنصار».

مقتل أحد قادة الحرس الثوري الإيراني… وأوباما يعد بدعم «الجيش الحر»
المعارضة السورية تتسلم صواريخ مضادة للطائرات
عواصم ـ وكالات: كشفت تقارير إخبارية امس الأربعاء أن كتائب المعارضة السورية تسلمت صواريخ فرنسية مضادة للطائرات معتبرة ذلك «خطوة كبيرة نحو تغيير ميزان القوى على الأرض».
ونقلت صحيفة «الجريدة» الكويتية عن مصادر مطلعة قولها إن الجولة المهمة لرئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد الجربا والتي التقى فيها الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا أولاند قبل أسبوعين أثمرت اتفاقاً لتسليح الجيش السوري الحر بسلاح نوعي، في إطار سياسة تصعيدية ضد النظام السوري.
وأفادت المصادر بأن «كتائب المعارضة في إدلب ودرعا تسلمت بالفعل صواريخ مضادة للطائرات فرنسية الصنع»، موضحة أن هذه الصفقة «مولها بلد عربي بهدف تغيير ميزان القوى ودفع النظام وحلفائه لقبول المفاوضات وصولاً إلى حل سياسي».
الى ذلك وعد الرئيس الامريكي باراك اوباما الاربعاء بزيادة الدعم الامريكي للمسلحين الذين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومساعدتهم في مواجهة خصومهم المتطرفين.
وقال في كلمة في اكاديمية وست بونت العسكرية «سأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم لهؤلاء في المعارضة السورية الذين يقدمون افضل بديل من الارهابيين والديكتاتور الوحشي».
وقال أوباما إن الولايات المتحدة ستنشر جيشها من جانب واحد إذا تعرض الأمريكيون للتهديد أو إذا كان حلفاؤها في خطر، مؤكدا إن «الولايات المتحدة ستستخدم القوة العسكرية ، من جانب واحد، إذا اقتضت الضرورة ذلك، عندما تستدعي مصالحنا الأساسية هذا».
وتعهد أوباما بأن أي عدوان إقليمي دون رادع «يمكن أن يدفع جيشنا (الى المشاركة)» إذا أثر على حلفاء الولايات المتحدة في جنوب أوكرانيا، وبحر الصين الجنوبي أو «في أي مكان آخر في العالم».
جاء ذلك فيما قتل 44 شخصا في قصف جوي معظمه بالبراميل المتفجرة على الاحياء الشرقية من مدينة حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال سوريا خلال 24 ساعة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني في سوريا دفاعاً عن «السيدة زينب»، على حد تعبيرها.
وقال الإعلام الإيراني إن العميد عبد الله اسكندراني المدير العام السابق لشؤون المحاربين في سوريا قتل دفاعا عن المراقد المقدسة.
وكان اسكندراني وصل الى سوريا قبل عدة أشهر. وذكر ناشطون عن الصحفي الإيراني محمد حسن نجمي قوله إن القتيل اسكندراني هو قائد قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا.
ولدى العودة إلى معارك مدينة مورك الأخيرة، أظهر ناشطون صورة لجثة مقطوعة الرأس تبين لهم من خلال المقارنة، أنها تعود لاسكندراني الذي كان يقود معارك حماة.

فصائل مسلحة بريف إدلب تعلن تشكيل جبهة إنقاذ سوريا
إسطنبول- الأناضول: أعلنت عدة فصائل مسلحة معارضة لنظام بشار الأسد في ريف إدلب “معرة النعمان وجسر الشغور” (شمالا)، توحدها ضمن ما سمته (جبهة إنقاذ سوريا)، وذلك في بيان مصور بث عبر (يوتيوب) الأربعاء، بهدف إسقاط النظام، ونصرة الشعب السوري.
وجاء في البيان أن “هدف جبهة إنقاذ سوريا الأول والأخير، متمثل في القضاء على النظام وأعوانه”، كما رحب البيان “بانضمام الفصائل والتجمعات العسكرية والهيئات السياسية والاجتماعية التي ترغب في مشاركة الجبهة في العمل لنصرة الثورة والشعب”، مؤكدا أن “الجبهة ذات أفق وطني شامل، وصدر المنضوين تحته مفتوح لأي فصيل أوتجمع عسكري، أو هيئة ترغب بالمشاركة في العمل المشترك”.
وأكد البيان أن “العمل المسلح ليس غاية، بل وسيلة لنيل الحرية، مع تجاوز النظام بمعاونة الجهات الداعمة له في قتل السوريين الذين باتوا وحيدين، الأمر الذي دفعهم إلى تطوير عملهم وتوحيد الصفوف، مشكلين جبهات تضم فصائل ثورية وعسكرية يجمعها هدف وتوجه واحد”.
وأضاف البيان أنه “من هذا المنطلق جاءت الجبهة التي تتكون من عدة فصائل، لتتابع عملها مع باقي الجبهات، في تحقيق أهداف الثورة، من خلال العمل على توحيد الرؤى، ورفع الهمم، بنبذ العمل السياسي، والاجتماعي، والطموح نحو أهداف الشعب، والتضحية وفق ما يحقق رضا الله، ومطالب الشعب السوري”.
ضمت الجبهة “تجمع أحرار الزاوية” الذي يضم ألوية “سيوف الرامي، والغفران، والحرمين، وشعاع الإسلام، ومغاوير الزاوية، وجند الرحمن، وأهل الصفة، والقعقاع، وأبو الزهراء، وكتائب (الخضراء، وشهداء الحامدية، عين القنطرة)”.
كما ضم “ألوية “ثوار معرة النعمان وريفها”، وتضم ألوية “إنقاذ المعرة، ونسور كفرنبل، وشهداء جسر الشغور، والرايات السود، والرائد، وسيد الشهداء”، كما تضم سرايا “النخبة المقاتلة، وأبو بكر”.
وشهدت الأشهر الأخيرة تشكيل جبهات عدة لتوحيد القوى المسلحة، التي تعاني من التشرذم لتظهر عدد من الجبهات القوية الفاعلة من بينها الجبهة الإسلامية، والغرفة المشتركة لأهل الشام، وفيلق الشام، وغيرها.
ومنذ مارس/ آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (40) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف مارس/ آذار في سياق ثورات الربيع العربي، ما دفع سوريا إلى معارك دموية، حصدت أرواح أكثر من (150) ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له.

انتخابات الرئاسة السورية في لبنان تتواصل: غياب “عرض القوة” الجماهيري وتواصل التصويت العلني
بيروت- الاناضول: تميز اليوم الثاني من انتخابات الرئاسة في السفارة السورية في لبنان بالهدوء بعدما كانت الطرقات اغلقت امس على بعد كيلومترات عديدة بسبب “عرض القوة” السياسي الذي حشدت له القوى السياسية المؤيدة للنظام السوري في لبنان من خلال نقل آلاف من سوريي لبنان بحافلات زينت بصور رئيس النظام بشار الاسد وبعضها باعلام “حزب الله”.
وكان واضحاً الحرص الخميس على تغيير الصورة التي طبعت اليوم الانتخابي الاول الأربعاء والذي اتسم بالفوضى بحيث لم يتمكن الكثيرون من بلوغ صناديق الاقتراع التي كانت اوراق الانتخاب ترمى فيها بشكل جماعي ومن دون تسجيل الاسماء احيانا وفي ظل غياب العوازل الضرورية للحفاظ على سرية التصويت.
ويبدو أن الشكاوى التي ارتفعت الأربعاء من مواطنين سوريين انتقدوا فيها عجز السفارة عن تنظيم الانتخابات ومعاملة الاجهزة الامنية، جعل التصوير والمقابلات ممنوعة اليوم. فلم يسمح الامن اللبناني باي مقابلات مع الناخبين، سمح بذلك فقط في الداخل بالقرب من صناديق الاقتراع حيث عناصر امن السفارة يجولون بين الناخبين.
ولفت العديد من الناخبين إلى انهم اتوا لانتخاب الاسد رئيساً، أملا في عودة الامان الى بلادهم.
وعلق سفير النظام السوري عبد الكريم علي لـ(الاناضول) على ما حصل في اليوم الاول حيث اجبرت الحشود اللجنة العليا للانتخابات بتخصيص يوم ثان للاقتراع، معتبرا أن “ما حصل امس تعبير واضح يجب ان يقرأه الجميع″.
ورأى علي ان “هذه سوريا بجغرافيتها المتعددة تعبر عن نفسها في هذا الاقبال الكثيف الذي يصوت لصالح دحر الارهاب والسيادة في سوريا”.
وشدد الجيش اللبناني والشرطة الاجراءات التنظيمية فوقف الناخبون في صفوف داخل حرم السفارة بينما قسّم الجيش من بقي خارج الصف الى مجموعات تضم الواحدة منها بين 40 الى 50 رجلا، اجلسوا القرفصاء ريثما يأتي دورهم في الصف. في المقابل، سمح للنساء بالتوجه فورا الى صناديق الاقتراع من دون الانتظار.
وتحت خيمة داخل حرم السفارة سجل الموظفون اسماء والرقم الوطني للناخبين قبل توجههم لاختيار مرشحهم في غرف مكشوفة احتشد فيها الناخبون في غالب الاحيان ما جعل التصويت علنيا في الغالب بل ان اكثر من ناخب صوت باكثر من ورقة واحدة في الصندوق ذاته على مرأى من الموظفين المسؤولين عن الانتخابات.
وكان عناصر من الشرطة اللبنانية يساعدون بعض الكبار في السن على الوصول الى مكان الاقتراع.
وتدفق آلاف السوريين المتواجدين في لبنان صباح امس الى السفارة السورية شمال بيروت تقل معظمهم عشرات الحافلات رافعة اعلام “حزب الله” والاسد للمشاركة في انتخابات الرئاسة السورية التي اعلنت غالبية الدول الغربية “عدم شرعيتها” ومن المتوقع أن تعيد التجديد للأسد لولاية ثالثة منذ ورث الحكم عن ابيه حافظ الاسد الذي توفي في العام 2000.
وهذه اول انتخابات رئاسية في سوريا منذ تولي الرئيس الراحل حافظ الاسد السلطة اثر انقلاب في العام 1971، ينافس فيها مرشحون آخرون آل الاسد سواء الاب أو الابن، وان كان المراقبون والمنظمات الدولية يعتبرون ذلك مجرد “ديكور” لتجميل عملية انتخابية نتائجها معروفة سلفا.
وغلبت “الاجواء الاحتفالية” داخل السفارة السورية الواقعة في منطقة اليرزة شمال بيروت خلال عملية الانتخاب التي تمت “بشكل جماعي من دون عازل”، حيث دخل السوريون “مجموعات الى مركز الاقتراع مستخدمين القلم نفسه بشكل علني للتصويت لصالح الاسد”، بحسب ما افادت شاهدة عيان “الاناضول” من داخل السفارة.

النظام السوري يجبر اصحاب المحلات التجارية في الأحياء السنية لمدينة اللاذقية على صبغ أبواب محلاتهم بعلم النظام
سليم العمر
اللاذقية ـ «القدس العربي» شهدت مدينة اللاذقية في اليومين الاخيرين حملة لصباغة ابواب المحلات التجارية بعلم النظام ، فلا تكاد ترى الا اللون الاحمر يغطي شوارع المدينة خصوصا في بعض الاحياء السنية المعارضة.
حيث رسم مؤيدو النظام السوري علم النظام الذي يطغى عليه اللون الاحمر في شوارع كل من احياء الرمل الشمالي والزراعة والمشروع السابع وحي الدعتور وكذلك بعض الاحياء السنة في المدينة كحي الصليبة وسوق التجار والمارتقلا.
وتعتبر هذه الاحياء السوق التجاري لمدينة اللاذقية، وقد افاد احد اصحاب المحال التجارية في سوق التجار ان فرع الامن العسكري جاء الى السوق واعطى مهلة لا تتعدى يومان من اجل رسم العلم النظامي على ابواب المحال تحت طائلة الحجز والاعتقال ودفع غرامة مادية.
وكذلك تحول لون الحواجز الامنية المنشرة في المدينة الى لون علم النظام السوري.
وافاد ابو محمد لـ»القدس العربي» ان الامن جاء الى كل منزل ومحل وقال لهم بانه يجب المشاركة بالعرس الوطني (الديمقراطي) وان من لا يشارك لا يستحق ان يكون سوريا ويجب سحقه. وقد قام مؤيدوا النظام السوري برسم العلم على السيارات والخروج بمسيرات، مما ادى الى توقف السير وتوقف جميع الانشطة الى حين مرور المسيرة.
وتقوم دوريات الامن بالتجول ليلا حيث تكون جميع المحال في السوق مغلقة ويتم وضع علامة خاصة على كل محل لم يقم بالتزين للعرس الوطني (الديمقراطي) حسب اقوال ابو محمد.
وعن رأي اهل المدينة قال احد سكان الاحياء المعارضة وطلب عدم ذكر اسمه «اللاذقية صبغت بلون الدم وليس لون العلم الذي لا يمثلنا».
اما ام خالد قالت لـ»القدس العربي»: الله يسترنا شو رح يصير اذا ما انتخبنا، واضافت ان النظام سيجبر الجميع على الانتخاب.
وفي ذات السياق انتشرت خيم كبيرة في الساحات العامة وفي الحدائق مكتوب عليها كلمة (سوا) الشعار الانتخابي لحملة الرئيس السوري، تقام فيها الاحتفالات والدبكات والرقصات بين الشبان والفتيات خصوصا في حي الزراعة الموالي للنظام.
احد الناشطين ويدعى مهند اللاذقاني قال لـ»القدس العربي» ان هذه احدى اساليب النظام التي يستخدمها لاغراء الشباب الى الفخ الانتخابي حسب وصفه.
وفي حي الصليبة اقدم ناشطون معارضون في الحي على حرق احدى هذه الخيم كرد فعل رافض لحملة النظام الانتخابية.

الخلافات السعودية ـ الأمريكية لا تزال قائمة… والرياض تدعو لدعم أكبر للمعارضة السورية
إبراهيم درويش
لندن– «القدس العربي»: قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن اسوأ خرق في العلاقات الأمريكية- السعودية الذي يعتبر الأسوأ في تاريخ العلاقات بين البلدين منذ حوالي 40 عاما خفتت حدته لكن لم يتم التغلب عليه بعد والسبب كما ترى هو سوريا.
وقد حاولت الدولتان رأب الصدع بين البلدين والذي جاء نتيجة لتراجع الرئيس باراك أوباما عن خطه الأحمر الذي وضعه وهدد فيه النظام السوري حالة تجاوزه الخط واستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه. وشهدت الفترة الماضية عددا من الإجراءات لبناء الثقة بين البلدين، وزيارة الرئيس أوباما للمملكة في نهاية شهر آذار/ مارس الماضي واجتماعه مع العاهل السعودي الملك عبدالله.
ولم تنه هذه الجهود الخلافات بين البلدين حول الملفات الإقليمية المهمة والتي تقع على رأسها سوريا إضافة لإيران ومصر. وترى الصحيفة أن سوريا أصبحت بمثابة المهمة الشخصية للملك عبدالله بشكل يؤثر على التحالف الذي حدد توازنات القوة في الشرق الأوسط في أزمة.
وتقول الصحيفة إن تراجع أوباما في سوريا ترك أثرا مرا لدى السعوديين لأن الإدارة الأمريكية ضيعت فرصة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، كما وأنها أرسلت رسالة حول جدية ومصداقية الولايات المتحدة التي تعتمد السعودية عليها لحماية أمنها وأمن النفط. ونقلت عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، عبدالله العسكر، «لم يملك أوباما الإرادة السياسية، ليس في سوريا فقط ولكن في كل مكان»، وتعكس تصريحاته المفهوم العام والشائع لدى السعوديين من أن الولايات المتحدة فقدت الإهتمام بمنطقة الشرق الأوسط حيث أضاف أن «الخيبة من أوباما ظهرت في كل أنحاء العالم العربي».
وتشير هنا لزيارة أوباما للمملكة في آذار/ مارس الماضي والتي هدفت للتأكيد للسعوديين التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية والخليج وتعزيز العلاقات الثنائية، وتبعت الزيارة سلسلة من النشاطات المحمومة والوفود المتبادلة بين البلدين، وكان من بين الزوار الذين حلوا في الرياض وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل والذي أكد في هذا الشهر تصميم الولايات المتحدة على البقاء في المنطقة وحمايتها خاصة انها تنتح معظم النفط العالمي.

إعادة النظر بالسياسة

ومع أن الرئيس أوباما حدد بعض المعالم الجديدة في خطابه في الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت، يوم أمس وعبر عن تحول في السياسة الخارجية المتعلقة بسوريا حيث أعلن عن خطوات لدعم المعارضة السورية بما في ذلك تدريب مقاتليها ودور مهم لوزارة الدفاع الأمريكية في عمليات التدريب، لكن السعودية سبقت الأمريكيين وأعادت جدولة رؤيتها لسوريا وطريقة تعاملها مع الأزمة حيث قامت بالتصدي لعدد من مظاهر القلق التي تجعل الولايات المتحدة مترددة بلعب دور كبير في الحرب الدائرة منذ اكثر ثلاثة أعوام، واتخذت السعودية خطوات للحد من انتشار الجماعات الجهادية وتأثيرها على فصائل المقاتلين.
ومن بين الإجراءات الجديدة كان الإعلان عن قانون لمكافحة الإرهاب والذي اعتبر الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة جماعات إرهابية، وفرضت عقوبات على السعوديين الذين يسافرون لغرض القتال في سوريا، حيث سافر أكثر من 1500 متطوع سعودي إلى هناك. وأصدر الملك قرارا أعفى فيه الأمير بندر بن سلطان الذي كان مسؤولا عن الصدع في العلاقات الأمريكية- السعودية، وكشف نقده الحاد للولايات المتحدة على فشلها ضرب سوريا عسكريا عن عمق الغضب السعودي من حليفتها الأقرب.
ومع أن قرار الإعفاء أرفق بالقول إنه جاء بناء على طلب من الأمير، وهو ما يتمسك المسؤولون السعوديون بقوله إلا أن دبلوماسيين غربيين قالوا إن بندر الذي عمل سفيرا لبلاده في واشنطن عددا من السنوات والذي عرف عنه قدرته على التأثير على صناع القرار الأمريكي، ربما أطيح به بسبب فشله في إقناع الأمريكيين بتنفيذ عملية عسكرية ضد النظام السوري.
وتؤكد الصحيفة إن التأكيد السعودي الجديد على مكافحة الإرهاب يعكس القلق الحقيقي في المملكة من تصاعد تأثير الجماعات المتطرفة على المعارضة السورية والذي أثر على مواقف الدول الغربية ومنعها من مساعدة المعارضة وعدم فعل شيء لتسريع عملية الإطاحة بالأسد. كما وتعززت مخاوف السعودية من آثار الحرب في سوريا على أمنها الداخلي وتكرار تجربة أفغانستان والمتطوعين السعوديين فيها في الثمانينات من القرن الماضي بعد الكشف عن مؤامرة من 106 للقيام بهجمات في السعودية، وتم اعتقال 64 شخصا منهم فيما لا تزال السلطات تلاحق 44 أخرين.
وكان اللواء منصور التركي، المتحدث باسم الداخلية السعودية قد أعلن أن بعضا من المعتقلين ناقشوا خططا لاغتيال مسؤولين سعوديين مع قادة في الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
ونقلت عنه الصحيفة قوله إن المصالح السعودية لن تخدم من القاعدة «ولا نريد القاعدة أن يكون لها دور في سوريا أو نشاهد مشاركة من أبنائنا هناك».
كل هذه الإجراءات لمنع السعوديين من السفر لسوريا لا تعني ان الحكومة السعودية قد تخلت عن طموحاتها للإطاحة بالنظام السوري أو لا تزال تأمل بدور كبير للولايات المتحدة في تسريع رحيل الأسد كما يقول الأمير تركي الفيصل، مدير الإستخبارات السعودية السابق.
وكانت إدارة أوباما قد سمحت بإمداد المقاتلين السوريين بصواريخ متقدمة مضادة للدبابات من نوع (تي أو دبليو) والتي ظهرت في أيدي المقاتلين الشهر الماضي ولأول مرة بعد أن صادقت الولايات المتحدة على شحنها.
ولن ترضي الجهود الأمريكية السعوديين الذين يرغبون بأسلحة ودور أمريكي يغير قواعد الحرب في سوريا وتدفع الأسد للخروج من السلطة، من مثل تزويد المقاتلين بصواريخ مضادة للطائرات والتي يدفع السعوديون باتجاه توفيرها للمقاتلين.
ويقول الأمير تركي أن «خيبة الأمل ستزداد إن لم يتم تقديم دعم أكثر للمعارضة»، مشيرا أن» السياسات التي اتبعتها دول العالم لمنع القتل في سوريا لم تنجح». مضيفا «لا يمكنك عقد مفاوضات بدون تحقيق توازن في ساحة المعركة، ولماذا يضطر الأسد للتفاوض إن كان يحقق إنجازات».

احاديث سلام في بروكسل

وفي هذا السياق أشار ديفيد أغناطيوس المعلق الأمريكي في صحيفة «واشنطن بوست» الذي أدار حوارا بين مدير الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين والأمير تركي الفيصل في بروكسل قائلا إن الجمع بين مسؤول استخبارات إسرائيلي سابق وسعودي سابق للحديث عن السلام لا يعتبر خرقا لكنه يساعد على الاقل كما يقول على الإبقاء على فكرة تحقيق تسوية سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقد دعمت الحوار مؤسسة مارشال الألمانية التي يعمل إغناطيوس في مجلس أمنائها، وتم وضع الحوار على الإنترنت وشوهد في عدد من دول العالم بمن فيها الدول الإسلامية.
ولا توجد أرقام عن نسبة المشاهدين له لكنه يعتبر من أعلى اللقاءات التي تتم بين مسؤولين بارزين في المؤسستين الإسرائيلية والسعودية.
وجاء بعد أن وجه للأمير تركي طلب في مؤتمر ميونيخ للأمن قبل عدة أشهر ردا إسرائيليا على مبادرة الملك عبدالله للتسوية السلمية.
وقال يدلين إنه يريد أن يقدم ردا علنيا «وعندما طلبت من تركي الإنضمام للحوار وافق».
ويقول إغناطيوس «أتمنى لو كانت المفاوضات الحقيقية سهلة بسهولة القنوات السرية، وحتى في هذا الحوار الذي استمر 90 دقيقة كانت هناك خلافات جوهرية.
ولكن الطرفين اتفقا على أهمية أن تكون مبادرة الملك عبدالله إطارا للحل السلمي، ويجب أن تترك مسألة الحدود والقدس واللاجئين للتفاوض بين الطرفين. مشيرا إلى إطار مماثل حاول تقديمه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وفشل في اللحظة الأخيرة بعد إعلان الإسرائيليين عن بناء وحدات سكنية ورفض الفلسطينيين للصفقة.
وعليه فقد يناقش البعض كما يقول إن العودة للعملية السلمية ما هي إلا مضيعة للوقت إن أخذنا بعين الإعتبار تعنت كل طرف.
ومع ذلك يقول الكاتب فالحوار مستمر كما حدث يوم الإثنين الماضي لأسباب وجيهة، لان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي ومحمود عباس، رئيس السلطة الوطنية يعترفان أن خياراتهما مرعبة حالة تلاشت فيها آمال السلام.
مع أن المجتمع الدولي يواصل دفعه الطرفين لتحقيق تسوية للنزاع، وكانت آخر محاولة هي زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس الأول للأراضي المقدسة والذي قال إن الجمود في العملية السلمية غير مقبول، وموافقة كل من عباس والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس على دعوته لزيارة الفاتيكان الشهر المقبل.
ويقترح الكاتب هنا على البابا أن يقوم بطرح المبادرة السعودية كإطار للمحادثات والتي كما عبر عنها الأمير تركي تضم وعدا باعتراف الدول العربية بإسرائيل وإنهاء النزاع إن تم تقديم التنازلات حول القضايا المعقدة، الحدود واللاجئين والقدس.

سياسات أحادية

ومن هنا اقترح يلدين خطة طارئة- ب- في حال فشلت محاولة جديدة للمفاوضات. ويريد يدلين انسحابا إسرائيليا لحدود يمكن الدفاع عنها من أجل تعبيد الطريق أمام دولة فلسطينية. وعرض نقلا للمستوطنين للحدود الجديدة ما بين 60-100 ألف مستوطن في الضفة الغربية، ويفترض يدلين أن تقوم إسرائيل بهذه الخطوات من جانب واحد.
و مع أن تاريخ الإنسحابات من جانب واحد مثلما حدث في غزة عادة ما يرتد عكسيا، لكن الكثير من الإسرائيليين يتفقون مع يدلين أنه خطة بديلة- ب- هي أحسن من استمرار الإحتلال. ويكشف لقاء بروكسل للكاتب أن إسرائيل والسعودية تتفقان على معظم القضايا الأمنية في المنطقة إن استطاعتا التوصل لتسوية المسألة الفلسطينية.
ففي المسألة السورية، مثلا، عرض الأمير تركي خطة لمساعدة المعارضة المعتدلة والتي وافق عليها يدلين «حرفيا»، وذهب خطوة أبعد باقتراح تفكيك القوة الجوية السورية.
وفي الموضوع الإيراني يشترك البلدان بنفس الرؤية حول المفاوضات لوقف امتلاك إيران القنبلة النووية. وذهب تركي خطوة أبعد عندما طالب إسرائيل بالتوقف عن مشروعها النووي وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، حيث يتم ضمان هذا من خلال مجلس الأمن.
ورد يدلين إن مجلس الأمن الذي لا يستطيع الإتفاق على فرض عقوبات على سوريا بعد استخدام السلاح الكيميائي، فلماذا تثق إسرائيل بهذه الخطة. ويعتقد إغناطيوس أن نقاش ما لا يمكن نقاشه كان جيدا حيث جرى بين طرفين من النادر ان يتفقا. وفي النهاية قد يرى البعض أن ما جرى في بروكسل مجرد كلام في كلام، فمن الصعوبة بعد كل هذا إقناع عباس ونتنياهو. ولكن النقاش يعطي فكرة أن الوضع القائم لا يمكن استمراره.

المفخخات ترتد على «داعش» في الرقة و«النصرة» تنفي مسؤوليتها
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي» انفجرت سيارتان مفخختان بالقرب من فندق اللازورد معقل تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام «داعش» وسط مدينة الرقة شمال سوريا والخاضعة لسيطرة التنظيم بعد طرد الاخيرة للفصائل التابعة لكتائب المعارضة المسلحة منها.
وانفجرت السيارة الأولى بالقرب من فندق «اللازورد»، وانفجرت الأخرى بجانب مقر «الحسبة»، وأسفرتا عن مقتل ما يقارب السبعين عنصرا من داعش وإصابة العشرات .
وأفاد محمد الرقاوي ناشط اعلامي من مدينة الرقة أن فندق «اللازورد» الذي وقع بجانبه انفجار السيارة المفخخة كان يستضيف اجتماعا لقياديين من تنظيم دولة الاسلام «داعش» داخل الفندق ومن المستحيل وصول عناصر من كتائب المعارضة المسلحة إليه سواء من جبهة النصرة أو غيرها من الكتائب العاملة على ارض الرقة، بسبب الطوق الأمني الذي كان يفرضه تنظيم «الدولة» على المبنى بالإضافة الى ان منطقة التفجير محكمة الخناق بالتفتيش والحواجز «الداعشية»، وأعقب التفجير حالة من الاستنفار الكبير بين عناصر تنظيم داعش فضلا عن حملة دهم واسعة في احياء المدينة.يذكر ان هذا التفجير هو الثاني للفندق نفسه .
وأضاف الرقاوي لـ»القدس العربي» ان فندق اللازورد هو المقر الوحيد للكتيبة النسائية وسط المدينة والتي تدعى «كتيبة الخنساء» ويبلغ عدد الملتحقات فيها من جنسيات متعددة حوالي ثلاثين امرأة اغلبهنّ يحملنّ الجنسية السورية من اهالي الرقة وايضا تتضمن نساء يحملنّ الجنسية التونسية او السعودية.
والجدير بالذكر ان تفجير الفندق يبعد عن بناء المحافظة اكبر معاقل تنظيم داعش في سوريا قرابة الـ مائتان وخمسون مترا فقط، وأغلب من قتل بالتفجير «مهاجرين» مسجلين واطفال المهاجرين لان الفندق يعد مكان الاقامة للعائلات «الدواعشة» ويقع الفندق في حي الثكنة «ارقى أحياء مدينة الرقة» ويتألف البناء ذو الاربعة نجوم من ثلاثة طوابق ويحوي ما لا يقل عن 150 غرفة، خمسون منها غرف مزدوجة مخصصة للعائلات المتوسطة.
حيث يصطحب الداعشي المهاجر الى سوريا عائلته معه أو يتزوج من نساء الرقة أو من جنسيات اخرى بعد استقراره.
وقد نفى ناشطون وصفحات إعلامية موالية لجبهة النصرة زعم تنظيم «دولة العراق والشام» عن مسؤولية الجبهة عن التفجيرات التي وقعت في مدينة الرقة. لأن مقرات داعش تكون محكمة التحصينات بالحواجز والتفتيش.

«القدس العربي» تتابع معاناة الضحايا: عشرات القتلى والمصابين في حلب تحت الأنقاض بعد قصف بستان القصر ببراميل النظام المتفجرة
وائل عادل
بستان القصر ـ حلب ـ «القدس العربي» هي الليلة الثالثة على التوالي التي يقصف فيها حي بستان القصر بحلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة و المكتظ بالسكان- بسلاح الابادة الذي يستخدمه مع بدء انتخابات الرئاسة النظام .. البراميل المتفجرة .
وقد دمر مبنى كاملاً راح ضحيته أكثر من خمسة عشر شخصاً من عائلة واحدة، و لا زال العديد منهم تحت الأنقاض، توجهنا مع سكان الحي إلى مكان الانفجار، غبار يلف المكان يتخلله أصوات بكاء بعيدة و صياح من يجد شخصاً عالقاً هنا أو هناك.
الشارع مزدحم بسكان الحي الذين نزلوا من بيوتهم بملابس النوم لينقذوا من يستطيعون إنقاذه، عائلة تلو الأخرى يخرجون من المباني المتضررة.
رجلُ أربعيني قميصه الأبيض امتلأ بالدم الذي ينزف من جبينه و يختلط بقناع الغبار الأبيض الذي غطاه، ينظر من حوله برعب و هو يحمل طفله النائم و يجر زوجته التي تبكي و طفلين آخرين معهما، ثم تتلاحق العائلات واحدة تلو الأخرى، الجميع مذهول يمشون فوق الركام بصعوبة كل رجل يمشي مع زوجته و اطفاله إلى نهاية الشارع و كأنه يبحث عن الخلاص هناك، في نهاية الشارع المطل على القصر البلدي الذي يتربع فوقه قناص تابعٌ للقوات الحكومية يصيح بعض الشباب «أطفيء الضوء القناص رصد الشارع و يضرب المارين من هنا» ليجلس من أُرهق على الرصيف قبل أن يكمل طريقه محاذياً الجدار خوفاً من القناص، يصيح الجمع الله أكبر.. الله أكبر.. نتوجه مرة أخرى إلى الحارة الضيقة، يجدون شاباً على قيد الحياة عالق تحت سقف بيته يتكلم معهم و يصعد العديد منهم إليه ليتابعوا إنقاذه و ينقلوه إلى المشفى الميداني.
أم عبد الرزاق ذهبت مع ابنتها إلى المشفى و اطمأنت عليها ثم عادت إلى مكان الحادثة، كانت قد هدأت الفوضى قليلاً، لتسأل عن ابنها عبد الرزاق ذي الأربعة أعوام و يخبرونها بأنهم أسعفوا طفلين إلى المشفى في الحي المجاور لتذهب مرة أخرى في رحلة بحث بين المشافي الثلاثة المتواجدة في المناطق المحيطة بالحي، لكنها تعود بعد ساعتين دون أن تجده.
بعد ساعتين بقي القليل من سكان المباني المدمّرة يجلسون أمام مبانيهم فوق الركام بملابس النوم يتكلمون عن الضحايا و عن لحظة الإنفجار كيف عاشها كل واحدٍ منهم، لتأتي أم عبد الرزاق مرة أخرى إليهم متلهفة و تسألهم: الله يوفقكم يا ابني شفتولي عبدو ابني عمره اربع سنوات و شعره أشقر، و تنظر إلى عيونهم بتلهف و هي تشير لهم بيدها عن طوله، ليجيبها الجميع بالنفي، يصعد عم عبد الرزاق إلى البيت مرة أخرى ليبحث عنه بين الركام بينما يخبر أهل الحي الأم التي تبكي و تدعو لابنها بالسلامة أن هناك بيت قريب وضعوا فيه كل الأطفال الذين لم يجدوا أهلهم، تحاول أم عبد الركض لكنها تتعثر مراراً في طريقها إلى ذلك البيت، و يطلب منها الجميع أن تطفيء الضوء خوفاً من القناص.
هناك خمسة أطفالٍ في البيت أخذهم أهلهم لم يكن ابنها بينهم، تحاول أن تكون متفائلة لآخر لحظة و تخرج جوالها من جيبها و تقول لهم:
– هذه صورته، ربما أخذه واحد من جيراننا أو من أقربائنا.
لكنهم يعتذرون منها لأنهم لم يروا صاحب الصورة، لترجع و هي تبكي مرة أخرى و تجد العمّ قد نزل من المبنى لم يجده أيضاً فوق.
و تعود أم عبد بكل تعبها و إرهاقها و الغبار الذي ملأ عباءتها السوداء لتصعد للبيت و تبحث بنفسها عن عبد، تردد و هي تمشي، أين سيذهب يا رب احفظه كان نائماً على الكنبة، يحذرها الجميع من المخاطرة فالمبنى آيل للسقوط و لكنها تستمر في الصعود.
دقائق بين صعود أم عبد و سماع صوتها تصرخ: وجدته هاهو عبد الرزاق عايش تعالوا ساعدوني عالق بين الجدار و الكنبة، ليتوجه الجميع و هم يقولون سبحان الله، و يساعدونها في إخراجه، نزلت معهم للمرة الأولى أراها تضحك و دموعها تتفجر من عيونها و هي تقول: الحمد لله يا عبودة الحمد لله على السلامة يا قلبي، الحمد لله على كل حال.
في نفس اللحظة صاح عناصر الإنقاذ الله أكبر، فقد استطاعوا إخراج سيدة كانت عالقة بين سقفين و لا يظهر منها سوى راسها بعد ساعتين من العمل المتواصل، نقلوها إلى سيارة الإسعاف بينما كانت المآذن تصدح بأذان الفجر و تطل الشمس على الحي مرة أخرى.

اقتراع السوريين المؤيدين للنظام في لبنان: فوضى منظّمة واستفزاز ومواجهات مع قوى الامن
سعد الياس
بيروت ـ «القدس العربي»: لم يمر اقتراع السوريين في لبنان المؤيدين لنظام الرئيس بشار الاسد مرور الكرام بل شهد مشادات مع عدد من المواطنين اللبنانيين الذين إنزعجوا من زحمة السير التي سبّبها توافد هؤلاء السوريين بأعداد كبيرة الى مبنى السفارة السورية في اليرزة منذ الخامسة من صباح أمس الأربعاء للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع التي فتحت عند السابعة صباحاً لانتخاب رئيس بناء على دعوة وجهها النظام.
كذلك شهد هذا اليوم مواجهات بين السوريين وقوى الامن الداخلي التي حاولت تسهيل السير على الطريق الدولية من عاليه وصولاً إلى ساحل بعبدا، مع تنفيذ الجيش انتشار واسع وكثيف واقامته حواجز تفتيش وتدقيق بالقادمين الى محيط السفارة. وتسبّبت زحمة السير بتأخر الطلاب عن مدارسهم ومعظمهم تأخر عن الامتحانات.
ولم يقتصر المشهد على اليرزة بل شهدت مناطق لبنانية عدة تجمعات للسوريين المؤيدين للاسد أو المرغمين على ذلك، أبرزها في رويسات الجديدة وحي الزعيترية في الفنار حيث عمد جهاز «إنضباط» حزب الله بشكل علني الى تنظيم الناخبين الذين رفعوا اعلام سوريا الاسد واعلام حزب الله» وصور بشار وامين عام الحزب حسن نصرالله.
وعمد حزب الله إلى تنظيم إنتقال المقترعين من مناطق عدّة في لبنان إلى صناديق الإقتراع حيث إعتبر بعض هؤلاء أنهم يجددون البيعة للرئيس السوري بشار الأسد ولا ينتخبون رئيساً جديداً.
ونظراً الى كثافة الاعداد أعلن السفير السوري علي عبد الكريم علي عن تمديد ساعات الاقتراع الى ما بعد منتصف الليل مع الاشارة الى ان السوريين الذين لم يتمكنوا من تسجيل اسمائهم او منعتهم الظروف يمكن لهم التوجه الى احد المراكز الانتخابية على المنافذ الحدودية في 3 حزيران/ يونيو تزامناً مع الانتخابات داخل سوريا.
وذكرت أوساط في قوى 14 آذار أنّ حزب الله توكّل بالترغيب والترهيب إلزام السوريين المقيمين في مناطق سيطرته على الإقتراع في الإنتخابات الرئاسية السورية، وإلا يتم طردهم من أماكن سكنهم كذلك هدّد شبيحة الرئيس السوري مواطنيهم السوريين بعدم منحهم أي أوراق أو تجديد جوازات سفرهم إن لم ينتخبوا.
ولقي مشهد اقبال السوريين على السفارة الذي تحوّل الى ما يشبه تظاهرة أكثر منه عملية اقتراع إشمئزاز عدد من القيادات السياسية اللبنانية، وهنأ وزير الزراعة أكرم شهيب المحسوب على الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في تصريح «شعبنا في سوريا بديموقراطية تمارس في لبنان وتقصف بالبراميل في كل سوريا».
وقال «هنيئاً لشعبنا في سوريا رغم كل المعاناة التي عاناها أهلنا في محيط منطقة بعبدا هذا اليوم من اجراءات جلب للناخبين السوريين المنظمة، ليتها قوبلت بإجراءات تسهّل انتقال العائلات اللبنانية الى اعمالها ومدراسها وبيوتها، وهنيئاً للسفارة التي نجحت في جلب الناخبين بلا مذكرات، لأن المذكرة الوحيدة التي تتقنها مع الجلب المنظم اعلان الفوز بنسبة 99,99٪، على جثث 200 ألف سوري وملايين المشردين والمفقودين واللاجئين والمعذبين».

وعلّق المرشح لرئاسة الجمهورية النائب هنري حلو على المسيرات التي رافقت توجه السوريين للتصويت للرئيس بشار الاسد في السفارة السورية، فاعتبر أن «هذا المشهد يشكل استفزازاً لجميع اللبنانيين»، معتبراً أن «ما تشهده سوريا اليوم مدعاة للحزن لا للإحتفال».
بدوره، علّق عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم على الاستفزازات التي قام بها مناصرو الأسد خلال انتقالهم الى السفارة السورية في اليرزة فقال «فليغادر شبيحة بشار الاسد الاراضي اللبنانية فوراً»، واضاف «ليذهبوا لدعمه على اراضيهم بدل ازعاج اللبنانيين واستفزازهم».
اما النائب السابق إميل إميل لحود فاعتبر «أن المشهد اليوم إلى السفارة السورية يشبه المشهد يوم 14 آذار»، ما دفع بعضو قوى 14 آذار ايلي محفوض للرد عليه بالقول « أحد نواب زمن الاحتلال السوري يشبّه مشهد الفوضى السورية اليوم في اليرزة بيوم 14 آذار، ولهذا المغمور لم اجد اقل من عبارة واحدة رداً عليه: فَشَرتْ».

الاقتصاد السوري يخسر 144 مليار دولار في 3 أعوام
نيويورك ــ العربي الجديد
قال تقرير للأمم المتحدة إن خسائر الاقتصاد السوري، جراء الحرب التي يشنها نظام بشار الأسد على الثورة الشعبية المعارضة له منذ عام 2011، بلغت ما يقارب 144 مليار دولار بنهاية عام 2013. وأضاف التقرير الصادر اليوم، الخميس، أن هذه الخسائر تعادل 276 % من الناتج المحلي الإجمالي السوري لعام 2010.

وأعدت التقرير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أنروا)، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز البحوث السياسية السوري. وأشار إلى أن ما يصل إلى 54 % من اليد العاملة السورية باتت عاطلة عن العمل، أي أن هناك ما يقرب من 3.39 مليون شخص عاطلون، منهم 2.67 مليون فقدوا عملهم خلال الأزمة، الأمر الذي أدى إلى فقدان المصدر الرئيسي لدخل 11.03 مليون شخص.

وذكر أن: “سورية غدت بلداً من الفقراء، حيث أن 75% من الشعب حاليا تحت خط الفقر، وأن 20% من المواطنين يعيشون في حالة من الفقر المدقع، أي لا يستطيعون تأمين حاجاتهم الغذائية الأساسية”.

وحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن استمرار ارتفاع معدل الإنفاق العام، والتراجع الكبير في الإيرادات والإنتاج المحلي، أدى إلى تفاقم الدين العام في النصف الثاني من 2013 ليصل مع نهاية العام الماضي إلى نحو 126% من الناتج.

وقال إن الحكومة السورية استوردت النفط والسلع الأساسية لمواجهة نقص العرض في السوق المحلية، واستمرت في دعم بعض أسعار السلع والخدمات الأساسية.

وأشار إلى أن بنية القطاع الصناعي شهدت تفككاً كبيراً وإغلاقا وإفلاسا للكثير من المشاريع، وهروبا لرؤوس الأموال إلى الخارج، إضافة إلى عمليات النهب والسلب للأصول المادية.

وأدت الأزمة، وفق التقرير، إلى “تغير تركيب الناتج المحلي الإجمالي على نحو كبير، حيث مثل القطاعان الزراعي والخدمات الحكومية حوالى 50% من الناتج خلال 2013، بعد أن كانا يمثلان في 2010 ما يعادل 30.4% من الناتج المحلي، إذ تعرضا لخسائر أقل نسبياً من بقية القطاعات”.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، قد قالت في تقرير لها مطلع العام الجاري، إن اقتصاد سورية سيستغرق نحو 30 عاماً للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في 2010.

رئاسيات الأسد: من سينتخب؟
تحليل إخباري ــ عبسي سميسم
تماشياً مع “الموضة” الحديثة لتجديد الولاية الرئاسية في الأنظمة الديكتاتورية، والتي انتقلت من مبدأ الاستفتاء الشعبي إلى مبدأ الانتخابات الرئاسية المحسومة النتيجة، يقدم الرئيس السوري، بشار الأسد، على خوض هذه التجربة، وسيفوز بها بحسب معظم التوقعات، بفارق كبير عن منافسيه، اللذين لا تتعدى فرص نجاحهما النسب التي تحددها الأجهزة الأمنية، فيما لو اكتملت فصول المسرحية الانتخابية وفق الآلية التي تسير بها حتى اللحظة.

ويبدو أن الهدف الرئيسي من إجراء هذه المسرحية الانتخابية هو إجهاض أي أمل بحل سياسي للقضية السورية، والإبقاء على حالة الاستعصاء العسكري التي لا تزال السبيل الوحيد لبقاء الأسد.

وكان الموفد الدولي إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، حذر، قبيل استقالته، من أن إعادة انتخاب الأسد ستعقد مساعي الحل السلمي للنزاع، متهماً النظام باللجوء إلى مناورات تسويفية لتأخير مفاوضات السلام مع المعارضة.

ووصف مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الانتخابات بالمهزلة، ومنعت بعض الدول السفارات السورية من إجراء انتخابات على أراضيها.

وفي الداخل السوري دعت بعض أحزاب وتيارات “المعارضة الداخلية” إلى مقاطعة الانتخابات، مثل “تيار بناء الدولة” و”هيئة التنسيق الوطنية”، فيما رحبت بها أحزاب أخرى مثل “الحزب الشيوعي السوري” و”الحزب القومي الاجتماعي”، في حين هددت فصائل المعارضة المسلحة بعمليات نوعية خلال فترة الانتخابات.

من جهته، حاول النظام التمهيد للانتخابات الرئاسية بعقد عدد من الهدن، بهدف تحييد المناطق القريبة من مناطق سيطرته، والتي قد تشكل تهديداً للسيناريو الذي رسمه للانتخابات، فعقد هدنة حمص ليتحقق له ربط العاصمة دمشق، عبر الطريق الدولي، مع وسط البلاد عبر حمص وصولاً إلى معقله في الساحل.

كما عقد النظام عدداً من الهدن في دمشق وريفها، كالقابون وببيلا والمعضمية، والزبداني ومضايا، لكنه لم ينجح، حتى الآن، بصنع هدن مماثلة مع بعض المناطق، مثل داريا المحاصرة ومخيم اليرموك والحجر الأسود.

وبتتبع خريطة سيطرة النظام جغرافياً، نجد أن محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين، واللتين تعتبران أهم معاقل النظام سياسياً وطائفياً، تحتضنان مئات آلاف الأسر الهاربة من بقية المدن، وخاصة مدينة حلب، بما يصل وفق بعض التقديرات إلى مليون نازح، من المتوقع أن تشهد هاتين المحافظتين نشاطاً انتخابياً بارزاً، ما لم تحصل مفاجآت من المعارضة، ومن المتوقع أيضاً أن يصوّت النازحون، بحكم وجودهم تحت السيطرة المباشرة لقوات النظام، لصالح الأسد.

وفي محافظة حمص، الأكبر مساحة والأكثر سكاناً بتعداد يصل إلى مليوني نسمة قبل انطلاق الثورة السورية، أي قبل أن يُهجر النظام نحو 800 ألف منهم، كانت قوات النظام قد سيطرت، بدعم كبير من عناصر “حزب الله”، على مجمل الريف الجنوبي لحمص، بعد معركة القصير العام الماضي، وعليه يُتوقع أن يصوت غالبية من تبقى من أبناء المنطقة لصالح الأسد.

وفي محافظتي دمشق وريفها، يرجح أن تشهد المناطق التي يسيطر عليها النظام، عدا مناطق الهدن، نشاطاً انتخابياً، وأن يصوت معظم المشاركين للأسد خوفاً من إجراءات انتقامية، ولكن يتوقع، في المقابل، أن تكون المراكز الانتخابية، في هاتين المحافظتين، الأكثر استهدافاً من قوى المعارضة، في حال تنفيذها ما توعدت به.

وفي محافظة السويداء، التي تقطنها غالبية من الطائفة الدرزية، يبدو طبيعياً أن تشهد المحافظة مشاركة في الانتخابات، شبيهة بما يجري في المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام.

أما في دير الزور، شرقي البلاد، وهي المحافظة ذات الطابع العشائري، والتي كان عدد سكانها نحو 800 ألف نسمة، نزح أكثر من نصفهم جراء العمليات العسكرية، فتدور اشتباكات بين تنظيمي “الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش” من جهة، و “جبهة النصرة” و”الجيش الحر” وبعض مسلحي العشائر من جهة أخرى، وهذا ما يرجح فشل النظام في إجبار الأحياء التي بقيت تحت سيطرته على المشاركة بالانتخابات، بسبب قربها من مرمى نيران المعارضة.

وفي محافظة إدلب، حيث يسيطر النظام فقط على مدن إدلب وأريحا وجسر الشغور، يُتوقع ألا تشهد المحافظة مشاركة بالعملية الانتخابية، بسبب تطويقها بقوات المعارضة المسلحة، التي هددت كل من يشارك بالانتخابات.

وفي محافظة حلب، التي يسيطر النظام على الجزء الغربي من المدينة، يتوقع أن تشهد نشاطاً انتخابياً محدوداً بسبب كثرة الجبهات المفتوحة مع المعارضة.

ويبدو أن محافظة الرقة هي المحافظة الوحيدة التي لن تشهد انتخابات بسبب سيطرة “داعش” على كامل أراضيها.

أما في محافظة حماه، فيرجح أن يكون النشاط الانتخابي على أشده في ريفها الغربي، وبدرجة أقل في ريفها الشرقي (مدينة سلمية وضواحيها)، بسبب معارضة أهالي تلك المناطق تاريخياً لنظام الأسد.

وفي أقصى الشمال الشرقي، حيث محافظة الحسكة ذات الأغلبية الكردية، يتوقع أن تشهد نشاطاً انتخابياً، كما يتوقع أن يحظى منافسا بشار الأسد ببعض الأصوات بسبب انتماء معظم سكان المنطقة لأحزاب سياسية، وبالتالي يتوجه الناخبون حسب توجهات أحزابهم.

وفي المحصلة، يبدو أن الانتخابات ستجري حيث يسيطر النظام، ولكنها ستكون مرتبطة بالظرف الموضوعي لكل منطقة، والموازنة بين الخطر الذي يتهددها من المعارضة، وحجم التهديد الذي يتلقاه الناخبون من قبل النظام، كما ترتبط بدرجة الولاء للنظام سياسياً وطائفياً.

الانتخابات السورية في لبنان: التشبيح بصناديق الاقتراع
بيروت ــ حسين بيضون
غصّت شوارع بيروت بالسوريين المقيمين في لبنان، منذ الساعة الخامسة من صباح اليوم، باتجاه منطقة اليرزة، حيث يوجد مقر السفارة السورية، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية السورية.
واستيقظ سكان منطقة بعبدا واليرزة على زحمة سير خانقة، وأصوات أغاني مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، وأعلام النظام السوري تجتاح المكان. وبالطبع، لم تنافسها سوى أعلام حزب الله. شباب وشابات يرقصون على أنغام اغنية ” الله وسوريا وبشار”. كان المشهد مستفزاً لبعض اللبنانيين، فصرخت سيدة لبنانية عالقة في سيارتها بزحمة السير والصدمة بدت على وجهها: “إذا هم كلهم معه (الأسد) فليذهبوا الى وطنهم ويقاتلوا، هنا لبنان وليست قرداحة السورية”.
انتظر بعض الناخبين أكثر من 4 ساعات في سياراتهم. منهم من قرر ان يسير مسافة طويلة على قدميه للوصول الى السفارة بدل الانتظار. آخرون تعبوا من السير، فجلسوا على الرصيف، أو عادوا إلى منازلهم. من قرر الانتظار، اعتبر الأمر تحدّياً. أحد هؤلاء عصام عدرا. يقول الرجل الأربعيني لأصدقائه: “يجب ان نكمل مسيرتنا، ويجب ان نصل الى السفارة، لأجل محاربة الإرهاب، ولأجل بشار الذي حارب سورية”… ينتبه لما قاله، فيُعيد صياغة الجملة: “أعني الذي حارب لأجل سورية 4 سنوات”.
أمام مبنى السفارة السورية في اليرزة (شرق بيروت)، في إحدى أثرى المناطق اللبنانية، ينقلب المشهد تماماً. استبدلت الأناشيد بالصراخ، وعصي الأعلام استعملت للضرب. وبدل الفرحة، حالات اغماء استدعت تدخل سيارات الإسعاف لنقل المصابين. الجيش اللبناني بحالة هستيرية. يضرب ويصرخ. عمّت الفوضى المكان. المفاجأة الكبرى كانت في حرس السفارة السورية، أو ربما، هي ليست مفاجأة. استعاد هؤلاء أسلوب القمع الذي يعتمده الأمن السوري كلما رأى أكثر من عشرة أشخاص مجتمعين. أقفل الحراس أبواب السفارة أمام الناخبين. ثم بدأوا بضرب المواطنين السوريين بعصي الخشب. قد يكون الأمر ترجمة مباشرة لهتاف: “بالروح بالدم نفديك يا بشار”. سيطر الهرج والمرج على المشهد. يصرخ أحد الناخبين: “أنا هنا منذ ساعات ولم انتخب بعد، لن أذهب قبل أن أصوّت لبشار الأسد”. يرد عليه آخر من مكان قريب: “لم نُهَنْ في الحرب كما يحصل معنا هنا. أتينا حتى نقترع، وليس لنتعرض للضرب والإهانات”.
دفع المشهد أمام السفارة السورية بعض اللبنانيين للمطالبة برحيل من انتخب “لأن لا خطر أمنيّاً عليه في حال العودة إلى بلاده”. لكن تدقيقاً في ما جرى، يُظهر أن الأمر نتج عن ماكينة إعلاميّة ذكيّة. فمنذ الصباح، بدأت عشرات السيارات المستأجرة، وأخرى تحمل لوحات لبنانية بالتجول، مما أدى إلى زحمة السير، علماً بأن اللاجئ لا يحق له قيادة سيارة لبنانيّة أو استئجار سيارة، بل هذا يحق لمن يحمل إقامة لبنانيّة. ثم، أتى دور الباصات التي ركنت في الطريق الدولي، مما أدى إلى إغلاق السير، وساهمت إجراءات الجيش اللبناني في تضخيم المشهد، وخصوصاً أن الأخير أغلق الطرقات الفرعية المحيطة، كونها ضمن منطقة عسكرية، وتحوي وزارة الدفاع والمدرسة الحربية وكلية الأركان وسكن الضباط وغيرها من المراكز العسكريّة المحاذية للقصر الجمهوري.
كما انتشرت بين اللاجئين السوريين أنباءٌ مفادها أن أسماء من لم ينتخب ستوضع على الحدود وفي السفارة، وسيُمنع هو أو أقرباؤه من الحصول على أية ورقة من السفارة. ولا يزال اللاجئون السوريون في لبنان يستعينون بالسفارة للحصول على أوراق ثبوتية. كما تحدثت معلومات أخرى عن قيام جهات حزبية لبنانيّة، بالضغط على اللاجئين السوريين لإجبارهم على الذهاب إلى السفارة. وقد صودرت هويات البعض، وقيل لهم، “تحصلون عليها في السفارة”. يُضاف إلى ذلك، حصر مراكز الاقتراع في مقر السفارة، بعكس ما يجري عادة، حيث يتم تخصيص مراكز في كل محافظة.
رغم كلّ هذا الحشد والضغط وإغلاق أبواب السفارة أمام الناخبين، فإن أعداد المشاركين تُحصى بالآلاف، وفي أحسن الحالات بضع العشرات من الآلاف، بينما يوجد في لبنان، ما بين مليون ونصف المليون ومليوني مواطن وعامل سوري، بحسب الأرقام غير الرسمية التي يتداولها الوزراء اللبنانيون المعنيون بهذا الملف.
وفي استكمال للمشهد، أعلن السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي، تمديد الانتخابات يوماً إضافياً حتى منتصف ليل الخميس. ودعا علي السوريين الذين لم يتمكنوا من “تسجيل أسمائهم او منعتهم الظروف، إلى التوجه إلى أحد المراكز الانتخابية على المنافذ الحدودية في 3 يونيو/حزيران، تزامناً مع الانتخابات داخل سورية”.
أحد الخبثاء يتذكّر جيداً أن كل ما حدث اليوم، من “عراضة تشبيحية” للموالين للأسد، حصل بعد أن أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية، الأسبوع الماضي، منع أي نشاط أو تجمّع سياسي للاجئين السوريين.

أوباما يخيّب أمل المعارضة السورية..مجدداً
عمر العبد الله
انتظرت المعارضة السورية بفارغ الصبر خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، رافعة حجم توقعاتها إلى درجة أعلى من السابق. فهي ظنت بأن السياسة الأميركية، سوف تتغير تجاه الأزمة السورية. وخاصة بعد لقاء رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، في زيارته الأخيرة إلى واشنطن مع الرئيس أوباما.

الرئيس أوباما في خطابه يوم الأربعاء، أمام خريجي الأكاديمية العسكرية “ويست بوينت”، قال: “ستدخل الإدارة في حوار مع الكونغرس، حول دور مستقبلي محتمل للقوات الأميركية في زيادة دعم المعارضة عسكرياً”. أوباما لم يقدم أي دعم يذكر للمعارضة السورية، باستثناء قوله إن المعارضة هي أفضل بديل لنظام الأسد. فالسياسة الأميركية لم تتغير، ولم تنجح المعارضة السورية في دفع الإدارة الأميركية إلى تقديم دعم جدي لها. وأضاف الرئيس الأميركي: “إنني سأخونكم، إذا أرسلتكم إلى مناطق الخطر، لمجرد أنني رأيت مشكلة تحتاج إلى إصلاح في مكان ما من العالم”.

المواقف التي أعلنها أوباما، لم تخرج عن سياق مواقفه السابقة. وخاصة أن الإدارة الاميركية، لم تقرر بعد تسليح المعارضة السورية، والتي تصر بدورها على مدها بصواريخ مضادة للطائرات. وفي حديث مع “المدن” قال عضو الإئتلاف الوطني فايز سارة، إن خطاب أوباما جاء أقل من توقعات السوريين. معتبراً أن الائتلاف لم يبنِ توقعات كبيرة، على خطابه، لكنه لم يكن يتوقع “أن الدعم الأميركي سيبقى في مستوى متدنٍ”، لجهة دعم الجيش الحر في مواجهة “الإرهاب المزدوج” الذي تعاني منه سوريا.

وفي سؤال حول تنصل أوباما من الضربة العسكرية، قال سارة إن الموقف الأميركي كان واضحاً منذ البداية وهو أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا في سوريا. وأكد سارة “هذا الأمر لم يطلبه الائتلاف، إنما طالب بدعم واضح وجدي للجيش الحر”، ليتمكن هذا الأخير من مواجهة النظام السوري والتنظيمات المتطرفة.

لكن سارة في الوقت ذاته، اعتبر أن تصريحات أوباما حول اعتبار المعارضة، أفضل بديل للأسد والمتطرفين، هي بداية “تحول محدود في الموقف الأمريكي”. إذا أضيف إلى ذلك تصويت لجنة الخدمات المسلحة، بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، لصالح مشروع قانون يأذن لوزارة الدفاع الأميركية، بتقديم التدريب والمعدات العسكرية للجيش السوري الحر المعتدل.

من جانب آخر قالت صحيفة “الجريدة” الكويتية، إن المعارضة السورية في كل من إدلب ودرعا قد تسلمت الدفعة الأولى من صواريخ فرنسية الصنع مضادة للطائرات. لكن هذه المصادر لم تسم الفصائل التي تسلمت هذه الدفعة أو متى تم تسليمها. ولم يؤكد عضو الائتلاف فايز سارة الخبر لكنه لم ينفه. وخاصة إن الائتلاف الوطني، توقع دعماً عسكرياً واضحاً، بعد الجولة الغربية التي قادت رئيس الائتلاف إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وكانت “الجريدة” قد اشارت إلى أن بلداً عربياً، قد مول عملية شراء الصواريخ بهدف قلب موازين المعركة مع الأسد والمتطرفين.

على صعيد متصل، أعلنت مجموعة فصائل معارضة، في منطقة معرة النعمان وجسر الشغور، في محافظة إدلب شمال سوريا، عن توحدها تحت اسم “جبهة إنقاذ سوريا”، في مقطع مصور بثته عبر شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الإجتماعي. وجاء في البيان أن الجبهة ستعمل على نصرة الشعب السوري وإسقاط نظام الأسد، “من خلال العمل على توحيد الرؤى، ورفع الهمم، بنبذ العمل السياسي، والإجتماعي، والطموح نحو أهداف الشعب، والتضحية وفق ما يحقق رضا الله، ومطالب الشعب السوري”.

الجبهة الجديدة ضمت “تجمع أحرار الزاوية”، والذي يضم بدوره ألوية سيوف الرامي، والغفران، والحرمين، وشعاع الإسلام، ومغاوير الزاوية، وجند الرحمن، وأهل الصفة، والقعقاع، وأبو الزهراء، وكتائب الخضراء، وشهداء الحامدية، وعين القنطرة، إضافة الى ألوية ثوار معرة النعمان وريفها والتي تضم ألوية إنقاذ المعرة، ونسور كفرنبل، وشهداء جسر الشغور، والرايات السود، والرائد، وسيد الشهداء، وسرايا النخبة المقاتلة، وأبو بكر.

وشهدت الأشهر الأخيرة، تشكيل جبهات عدة لتوحيد القوى المسلحة، التي تعاني من التشرذم. مما دفع لظهور عدد من الجبهات القوية الفاعلة من بينها الجبهة الإسلامية، والغرفة المشتركة لأهل الشام، وفيلق الشام، وغيرها.

اليرزة: سوريون مع الأسد إلى الأبد
المدن
لم يمنع بيان وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية، لحض السوريين على عدم المشاركة بأي لقاء أو حدث سياسي علني، من توافد الآلاف إلى سفارة بلادهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية. الاحتشاد الشديد قرب السفارة، في اليرزة على طريق الشام الدولي، تسبب باحتجاز المواطنين في سياراتهم وتأخر الطلاب عن مدارسهم.

تصويت الخارج انطلق الأربعاء في دول الاغتراب. حيث حدد قانون الإنتخابات العامة الجديد الصادر في آذار/مارس 2014، مقرات السفارات السورية في الخارج كمراكز حصرية للاقتراع، للسوريين المقيمين في الخارج. ووصفت دول عدة داعمة للمعارضة السورية الانتخابات بـ”المهزلة”، ورفضت 12 دولة عربية تنظيم الانتخابات على أرضها. وكانت دولة الإمارات العربية، آخر المعلنين عن رفضهم السماح للسفارة السورية بتنظيم الانتخابات. مما دفع وكالة الأنباء الرسمية “سانا” الثلاثاء، لاعتبار الإمارات من “جوقة الدول المتامرة” على سوريا، ليبقى لبنان ضمن الدول التي شهدت عملية اقتراع للأسد دون غيره من المرشحين وسط حشد من الناس الذين رفعوا شعارات مؤيدة للباقء الأبدي لرأس النظام في بلادهم.

وبحسب ناشطين، فقد اقتصرت المعركة الانتخابية على مرشحين هزيلين، لن يتذكر السوريين اسميهما بعد الانتخابات، وبشار الأسد. وكانت قد سرت اشاعات قوية في أوساط النازحين السوريين، تفيد بأن من لم يتقدم للتصويت، ستسحب منه جنسيته السورية، وسيمنع من العودة للبلاد، وسيحرم من تجديد جواز سفره. الناشطون أكدوا بأن المخابرات السورية هي وراء بث تلك الإشاعات، لكن السوريين المكتوين بنار نظامهم، يعرفونه جيداً، ويعرفون أنه لا يتورع عن أي فعل.

وبحسب التعليمات التنفيذية لقانون الإنتخابات، يجوز للسوري الانتخاب حصرياً بواسطة جواز سفره ساري الصلاحية، والممهور بختم الخروج الرسمي من أي منفذ حدودي سوري، ولديه إقامة نظامية في الدولة التي تجري الإنتخاب فيها. مما يعني الإقصاء العمدي لمئات آلاف اللاجئين السوريين، الفارين من الحرب، من دون حيازتهم لجوازات سفر، أو بسبب عدم خروجهم من المعابر الحدودية التي يسيطر عليها النظام.

من جهته، أكد سفير النظام السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أنه “نظرا للاقبال الكثيف على الاقتراع، ستضطر السفارة إلى تمديد ساعات إضافية أو تخصيص يوم آخر ليتمكن الجميع من ممارسة حقه في الاقتراع، وهذا ما يفرضه حجم الاقبال”. ولفت إلى أن “السفارة هي التي ستفرز الأصوات، وترسل تقريراً بالفرز إلى لجنة الانتخابات العليا المخولة إعلان النتائج”.

وكان اللبنانيون قد عانوا من زحمة سير خانقة، وبثت الإذاعات اللبنانية نداءات من أشخاص يناشدون القوى الأمنية فتح الطرق. ويذكر بأن العديد من التلامذة اللبنانيين، الذين يفترض أن يتقدموا اليوم لامتحانات البكالوريا الفرنسية، لم يتمكنوا من الوصول إلى مراكز الامتحانات. كما لم يتمكن التلامذة من الوصول الى مدارسهم في المنطقة.

وكانت وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية قد أصدرت منذ أيام بياناً، أعادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بثه عبر رسائل نصية للمسجلين لديها مساء الثلاثاء؛ ويحض النازحين السوريين على عدم المشاركة بأي لقاء أو حدث سياسي علني، قد يؤثر على الأمن والاستقرار في لبنان، أو على علاقة النازحين بالمواطنين اللبنانيين.

سوريا المدمرة تستعد لإعادة انتخاب بشار الأسد
أ. ف. ب.
الاقتراع في رقعة تمتد على 40 في المئة من مساحة البلاد
تغيب المنافسة الجدية عن الانتخابات الرئاسية السورية، ويخوض السباق الرئاسي في البلد المدمر، الرئيس الحالي بشار الأسد أمام منافسين اثنين وافقت المحكمة الدستورية العليا على طلب الترشيح الذي تقدما به، لكن المعارضة غائبة كليًا عن هذه المنافسة شبه المحسومة للأسد.

دمشق: تستعد المناطق السورية التي يسيطر عليها النظام لإعادة انتخاب بشار الاسد لولاية رئاسية ثالثة، في وقت يبدو أن كفة النزاع المسلح القائم في البلاد تميل لصالحه في ظل تشتت صفوف المعارضة وانقسام المجتمع الدولي.
ويخوض الاسد الانتخابات امام منافسين اثنين وافقت المحكمة الدستورية العليا على طلب الترشيح الذي تقدما به، وهما عضو مجلس الشعب المستقل ماهر الحجار ورجل الاعمال حسن النوري الذي ينتمي الى تيار معارض مقبول من السلطة. لكنهما لا يشكلان أي منافسة جدية للاسد الواثق بعودته على رأس السلطة في ولاية ثالثة تمتد مبدئيًا على سبع سنوات.

ولم يترشح أي من المعارضين الى الانتخابات التي تعد نظرياً “اول انتخابات تعددية” منذ نصف قرن في سوريا. وتم انتخاب بشار الاسد ووالده من قبله حافظ الاسد الذي حكم البلاد بقبضة حديدية منذ العام 1970 ولغاية وفاته في عام 2000، بموجب استفتاءات متتالية.
وحتى لو ارادوا الترشح، فإن المعارضين الموجودين بمعظمهم في الخارج، ممنوعون من ذلك عمليًا، كون القانون الانتخابي اشترط أن يكون المرشح اقام في سوريا بشكل متواصل خلال الاعوام العشرة الماضية، كما اشترط حصول طلب الترشح على دعم 35 عضواً في مجلس الشعب.
وتعتبر المعارضة السورية والدول الغربية الداعمة لها هذه الانتخابات “مهزلة” و”غير شرعية”.

ويقول مدير المعهد الالماني للسياسة الخارجية وقضايا الامن فولكر بيرتيز إن “هذا الاقتراع لا يهدف الى قياس شعبية الاسد، ولكن الى اثبات أن النظام قادر على ارغام البلاد، أو المناطق التي يسيطر عليها تحديداً، على التعبير عن الولاء له”.

الاقتراع في رقعة تمتد على 40 في المئة من مساحة البلاد

ودُعي الى الاقتراع، نظريًا، كل سوري يبلغ من العمر 18 عاماً وما فوق، بمن فيهم سبعة ملايين شخص نزحوا من اماكن سكنهم بسبب النزاع الى مناطق اخرى داخل البلاد، والثلاثة ملايين الذين لجأوا الى خارجها. الا أن القضية اكثر تعقيداً عمليًا.

ويقول الناطق باسم المحكمة الدستورية العليا ماجد خضرة لوكالة فرانس برس: “ستجري الانتخابات في جميع المدن السورية باستثناء الرقة (شمال)” التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المتشدد.
ويستشف من اشارة خضرة الى “المدن” أنه لن تكون هناك مراكز انتخابية في الارياف، كريف العاصمة أو شمال وشرق البلاد أو المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب (شمال) ودير الزور (شرق).

وسيجري الاقتراع في نحو اربعين بالمئة من الاراضي السورية، حيث يقطن حوالى ستين بالمئة من السكان، بحسب الباحث الفرنسي الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش.
في الخارج، تجري الانتخابات في السفارات السورية اليوم الاربعاء، وقد منعت دول عديدة عربية وغربية تنظيم عملية الاقتراع على ارضها.

وقد سجل نحو مئتي الف سوري اسماءَهم على لوائح الاقتراع في 38 سفارة، حسب ما نقلت صحيفة “الوطن” القريبة من السلطات عن مصدر في وزارة الخارجية.
واعتبر المصدر العدد “مقبولاً نسبيًا، إذا أخذنا في الاعتبار منع كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا، حيث تتواجد الجالية السورية بكثافة، المواطنين السوريين عن التعبير عن رأيهم”.

وتجري الانتخابات في موازاة استمرار الحرب التي قتل فيها اكثر من 160 الف شخص وتسببت بانهيار الاقتصاد وتدمير البلاد وانهاك الشعب. وتحول النزاع الى عسكري بعد أشهر على انطلاق حركة احتجاجية مناهضة لنظام بشار الاسد في آذار/مارس 2011 تم قمعها بالقوة.

لا تغييرات في المشهد السياسي

ويرى الكاتب الفرنسي سهيل بلحاج، واضع كتاب “سوريا بشار الاسد، تشريح لنظام استبدادي”، أن الاسد “يريد أن يثبت أنه البديل السياسي القادر على اعادة الامور الى نصابها، واحلال الشرعية، وان جاءت هذه الشرعية عبر اجراء سياسي غير ديموقراطي ومفبرك”.
وتجري الانتخابات التي انتقدها الغرب ودول عربية ودعمتها موسكو وطهران، حليفتا النظام الاساسيتان، في حين تبدو كفة الوضع العسكري بشكل عام مرجحة منذ فترة لصالح النظام الذي يؤازره مقاتلون من حزب الله اللبناني، ولو أن الانتصارات من هذا الطرف أو ذاك تبقى محدودة وعاجزة عن تحقيق الحسم.

وينظر النظام من دون شك بعين الرضى الى الصراع الدائر في بعض المناطق بين تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” وفصائل أخرى في المعارضة المسلحة ابرزها “جبهة النصرة”، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، بعد أن كان الطرفان يحاربان النظام جنبًا الى جنب.
ولا يتوقع أن تحدث الانتخابات تغييرات كبيرة على المشهد السياسي. ويرى ارون لوند، صاحب مقالات وابحاث عديدة حول النزاع السوري لصالح المعهد السويدي للشؤون الدولية، أن “تعديلاً وزارياً قد يحصل، ولكن لن يكون هناك أي تغيير سياسي”.
ويضيف ان النظام قد يقوم ببعض المبادرات الصغيرة “من اجل الاستهلاك الدولي، ولكي يثبت لمناصريه أن لديه مخططاً واقعيًا للمستقبل”.
ويعتبر بيريتز “أن من شأن ذلك أن يجعل الحل السياسي اكثر تعقيداً، لكن ليس مستحيلاً”، مشيرًا الى أنه “سيتوجب على ايران والسعودية (المساندة للمعارضة) أن تتحاورا من اجل اقتسام السلطة في دمشق”.

البراميل المتفجرة تحصد 67 قتيلا في حلب خلال يومين.. والمعارضة تستهدف أحياء النظام
حركة «حزم» تعلن عن استعدادها لحماية البعثة الدولية للتحقيق في الكيماوي
تصدرت مدينة حلب، شمال سوريا، أمس، واجهة التطورات الميدانية بسقوط 67 قتيلا فيها خلال يومين، إثر قصف بالبراميل المتفجرة استهدف أحياءها الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أيضا أن قوات المعارضة واصلت تقدمها في ريفي حماه وإدلب، في حين أعلنت حركة «حزم» المعارضة استعدادها لحماية فرق بعثة تقصي الحقائق بالأسلحة الكيماوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأعلن المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى الذين قضوا بقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في حي المغاير، أمس، إلى 21 بينهم ثلاثة أطفال ومواطنتان وشخص مجهول الهوية، مشيرا إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، لافتا إلى وجود جثث تحت الأنقاض.

وانضم هذا العدد إلى 47 شخصا، على الأقل، قتلوا أول من أمس في قصف لقوات النظام، غالبيته بالبراميل المتفجرة استهدفت أحياء القطانة وبستان القصر وطريق الباب وبني زيد والمغير والليرمون. وأوضح المرصد السوري، أن 17 مقاتلا من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية بينهم قيادي في كتيبة إسلامية، قتلوا خلال قصف واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في مدينة حلب ومحيطها، بينما بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا بالقصف 30 مواطنا قضوا في حي بستان القصر وطريق الباب، وحي بني زيد وبلدة مارع، وحي المغير، ومنطقة الأشرفية. وفي المقابل، استهدفت قوات المعارضة أحياء خاضعة لسيطرة النظام في حي الإسماعيلية ومحيط الدوار الأول بحي الأشرفية وحي جمعية الزهراء. وترافق هذا القصف العنيف مع اشتباكات، قال ناشطون إنها اندلعت في منطقة معبر كراج الحجز في حي بستان القصر، أيضا كما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بكتائب البعث من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى، في محيط قلعة حلب في حلب القديمة.

في غضون ذلك، كثفت القوات الحكومية من وتيرة القصف لريفي إدلب وحماه، بالتزامن مع تقدم المعارضة في نقاط عسكرية تشغلها القوات الحكومية. وأعلن ناشطون، أن الطيران المروحي النظامي استهدف قرية اللطامنة بريف حماه الشمالي ببرميلين متفجرين، مما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المدنيين.

من جانب آخر، أفاد الطبيب حسن الأعرج، مدير المستشفى الميداني في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي، بأن الطيران الحربي التابع للجيش النظامي استهدف المستشفى بصاروخ فراغي، مما تسبب بتهدم جزئي في بنائه من الجهة الغربية، إضافة إلى تدمير سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى.

وفي قرية مورك بريف حماه الشمالي، تواصلت الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات الجيش النظامي، وذلك في محاولة من قوات النظام لاقتحام القرية، التي تجدد استهدافها بالبراميل المتفجرة، ما خلف دمارا في الأبنية.

من جهته، أفاد المرصد بتنفيذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة طيبة الإمام، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماه الشمالي.

وفي مواكبة لعرقلة عمل بعثة «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» والأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول استخدام غاز «الكلور» السام في سوريا، أعلنت حركة «حزم» دعمها الكامل لمهمة البعثة، مؤكدة التزامها بحمايتها في المناطق التي تحميها الحركة لتسهيل مهمتها بما يحقق أهدافها. وجاء هذا الإعلان غداة تعرض ستة من مراقبي البعثة للخطف، قبل إطلاق سراحهم ووصولهم إلى كفرزيتا بريف حماه.

وفي ريف حمص الشمالي، نفذت مقاتلات من طراز ميغ عدة غارات جوية على قرية الحولة بريف حمص الشمالي خلفت الكثير من الجرحى، بالإضافة إلى إحداثها دمارا في الأبنية السكنية.

وأفاد ناشطون في الحولة بأن قوات النظام المتمركزة في مؤسسة المياه جنوب الحولة قصفت منازل المدنيين أيضا، مستخدمة المدفعية الثقيلة والمدافع من طراز 2S1 فوزديكا.

وتأتي هذه التطورات شمالا، بموازاة تصعيد للقوات النظامية في الزبداني بريف دمشق، حيث أفاد ناشطون بتكثيف القصف المدفعي والجوي على المدينة في محاولة لاقتحامها، كما أفاد ناشطون بتصعيد القوات الحكومية من وتيرة قصفها لبلدة المليحة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وفي درعا، جنوب البلاد، أفاد ناشطون بتعرض أحياء في درعا البلد لقصف بالبراميل المتفجرة، حيث استهدفت أبنية سكنية يقطنها نازحون من مناطق مجاورة. وأشار هؤلاء إلى أن وحدات من الجيش النظامي تقدمت باتجاه السهول الشرقية في محيط مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين من جهة فرع المخابرات الجوية، واعتقلت عائلة كاملة بينهم أطفال. وتشهد المنطقة التي يرابط فيها مقاتلون من المعارضة اشتباكات مستمرة بين الجيش النظامي وكتائب المعارضة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 12 شخصا وإصابة 20 آخرين في انفجار وقع بسوق المازوت بمعرة النعسان، في محافظة إدلب. وقال المرصد إن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود ما لا يقل عن 20 جريحا، بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود عدد من المفقودين». وكانت تقارير تحدثت عن تصاعد أعمدة دخان ناجمة عن انفجار سيارة.

آلاف السوريين يصوتون للأسد وسط مقاطعة المعارضين في عرسال وشمال لبنان
مناطق نفوذ حزب الله ضخت أعدادا كبيرة من المقترعين.. وأنباء عن ضغوطات على الناخبين
بيروت: نذير رضا
غصّت شوارع العاصمة اللبنانية المؤدية إلى مقر السفارة السورية في لبنان، شرق بيروت، بآلاف السوريين الذين شاركوا في جولة الانتخابات الرئاسية السورية في دول الاغتراب، وسط مقاطعة آلاف آخرين من اللاجئين السوريين الذين يقيمون في بلدات شمال وشرق لبنان، يغلب عليها طابع التأييد للمعارضة السورية.

وبدأ السوريون بالتوافد إلى مقر السفارة في اليرزة، شرق بيروت، منذ ساعات الصباح الأولى ما تسبب بزحمة سير خانقة، منعت اللبنانيين من الوصول إلى مراكز عملهم، والطلاب من الالتحاق بصفوفهم الدراسية ومواعيد الامتحانات. وحمل هؤلاء السوريون أعلام النظام السوري وصور رئيسه بشار الأسد، كما رفعوا لافتات مؤيدة للنظام، من غير أن تظهر أي صورة لمنافسي الأسد في الانتخابات حسان النوري وماهر الحجار.

ونشر الجيش اللبناني حواجز عدة في المنطقة، حيث نفذ إجراءات تفتيش دقيقة، بالتزامن مع وصول المشاركين. وأدى التدافع في محيط السفارة، إلى اشتباك محدود مع القوى الأمنية اللبنانية المكلفة تنظيم وصولهم، ما دفع الجيش اللبناني إلى تنظيم دخولهم إلى مبنى السفارة، والطلب منهم الالتزام بالقواعد الأمنية وأوامر العناصر المشاركة بتأمين عملية الاقتراع وعدم التدافع.

وتوجّه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي إلى الناخبين السوريين أمام السفارة السورية بالقول: «إننا على أرض لبنانية ويجب أن نلتزم بالقوانين اللبنانية توفيرا لأمانكم الشخصي». وأعلن أنه «نظرا للإقبال الكثيف على الانتخابات، مددنا فترة الاقتراع خمس ساعات إضافية، تنتهي في منتصف ليل الخميس»، في قرار يشمل مختلف السفارات السورية في العالم، قبل أن تعلن السفارة في لبنان عن تمديد فترة الاقتراع يوما إضافيا، ما حدا بالسلطات اللبنانية إلى الإعلان عن تدابير سير جديدة بسبب تمديد الاقتراع في السفارة يوما إضافيا.

وكانت وزارة الخارجية السورية، قالت في وقت سابق بأن أربعين ألف ناخب سوري سجلوا أسماءهم للإدلاء بأصواتهم في السفارة في لبنان. غير أن هذا الرقم، بدا مضاعفا مع وصول الناخبين دفعة واحدة إلى موقع السفارة، مصطحبين معهم عددا كبيرا من الأطفال والفتية الذين لم يبلغوا سن الاقتراع.

وتجري الانتخابات السورية محصورة في مركز اقتراع واحد بلبنان، لأول مرة منذ انتخاب بشار الأسد رئيسا للبلاد، بعد وفاة والده. وعادة ما كانت تجرى الاستفتاءات، في العامين 2000 و2007 في مراكز اقتراع إقليمية، تعمّ سائر المناطق اللبنانية، لتسهيل عمليات الانتخابات، وذلك في مراكز حزب البعث الإقليمية في لبنان.

وبدت الحشود التي وصلت إلى مقر السفارة السورية بلبنان منظمة. فقد انطلقت صباحا من نقاط تجمع أساسية في منطقة الرحاب على المدخل الغربي لضاحية بيروت الجنوبية، وفي منطقة غاليري سمعان، وهي بداية الأوتوستراد المؤدي إلى اليرزة. وفيما استقل السوريون حافلات نقل ركاب صغيرة، سار آخرون على الأقدام، رافعين شعارات مؤيدة للنظام.

وقال خلف، وهو سوري يتحدّر من منطقة دير الزور، ويقيم في ضاحية بيروت الجنوبية، إن مشاركته في الانتخابات «تأكيد على اختيار الدولة السورية»، في إشارة إلى النظام السوري الذي يقاتل المعارضة في أنحاء واسعة من البلاد، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه يشارك في عملية الاقتراع «عن قناعة»، وأن الأسد «هو خياري الدائم نظرا لما نشاهده من قتل في البلاد».

وبدا أن جميع المشاركين مؤيدون للأسد، رغم أن بعضهم حضر بناء على دعوة أصدقائه وأفراد عائلته. وقال العامل السوري أحمد، 23 عاما، الذي يتحدر من إحدى قرى حمص، إنه ترك عمله في جنوب لبنان «بناء على دعوة والدي الذي أصر على المشاركة في الانتخابات»، مشيرا إلى «أنني سأقترع لصالح الأسد رغم أن فوزه محسوم».

وكان أغلب الناخبين السوريين الذين توجهوا إلى السفارة السورية للاقتراع، من سكان جنوب لبنان وضاحيته الجنوبية والبقاع (شرق لبنان)، وهي مناطق مؤيدة في معظمها لحزب الله، حليف النظام السوري في لبنان. وفي مقابل هذه المناطق، كادت المشاركة أن تكون معدومة في مناطق لبنانية معروفة بتأييدها للمعارضة السورية. وقالت مصادر ميدانية بارزة من حلبا في عكار (شمال لبنان)، لـ«الشرق الأوسط»، إن السكان «لم يلحظوا أي حافلة أو موكب انتخابي كان يتوجه إلى بيروت بهدف المشاركة»، مشيرة إلى أن معظم النازحين والعمال السوريين في المنطقة «من مؤيدي المعارضة التي قاطعت الانتخابات».

وينسحب هذا الواقع على مدينة طرابلس (شمال لبنان) التي «خلت من مظاهر انتخابية سورية، ومن أعلام النظام السوري وصور رئيسه بشار الأسد»، بحسب مصادر بارزة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «عددا قليلا من مؤيدي النظام السوري، ومعظمهم يسكن منطقة جبل محسن (ذات الأغلبية العلوية)، توجهوا إلى بيروت للمشاركة في الانتخابات في سيارات صغيرة، لم تضع أي شعارات». وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء الناخبين، بأعداد قليلة: «رفعوا صور الأسد وأعلام النظام بعد خروجهم من طرابلس، ووصولهم إلى منطقة المدفون» التي تبعد عن طرابلس، جنوبا، عدة كيلومترات. وتستضيف مناطق شمال لبنان والبقاع، أكبر نسبة من اللاجئين السوريين منذ بدء الأزمة في مارس (آذار) 2011.

وتكرر مشهد المقاطعة في عرسال (شرق لبنان) الحدودية مع سوريا، التي تستضيف أيضا أكبر نسبة من اللاجئين إلى البقاع. فقد أكدت مصادر البلدة لـ«الشرق الأوسط» أن حافلتي نقل ركاب صغيرة فقط، توجهتا صباحا إلى بيروت بهدف المشاركة في عملية الاقتراع، حاملتين ما يقارب ثلاثين شخصا، من أصل 80 ألف لاجئ تستضيفهم البلدة. ويتحدر معظم اللاجئين إلى عرسال من قرى ريف حمص الجنوبي والقصير والقلمون، وهي بلدات بمعظمها معارضة للنظام السوري.

وتحدثت مصادر في البقاع، رفضت الكشف عن اسمها، عن مساعٍ بذلتها السفارة السورية لحشد الناس في يوم الاقتراع، عبر «إرسال مندوب منها إلى بلديات بلدات في البقاع الشمالي، ذكرت الفعاليات على تأمين مشاركة السوريين عبر توفير التسهيلات بينها تأمين حافلات نقل، وإحراجهم بالمشاركة»، مشيرا إلى أن تلك البلدات «مؤيدة للنظام السوري».

وقال: إن هذا «التحشيد هدف إلى إبراز حجم المشاركة في الانتخابات»، لافتا إلى أن بلدات في البقاع الأوسط «لم تسجل فيها أي مشاركة».

وفي خضم هذه المشاركة، ذكرت تقارير إعلامية أن بعض المشاركين تعرضوا لضغوط من قبل لبنانيين مؤيدين للنظام السوري بهدف المشاركة. وقال سوري، رفض الكشف عن اسمه في مداخلة هاتفية مع إذاعة «الشرق» صباحا، إن أشخاصا يتبعون حزبا لبنانيا لم يسمّه: «طلبوا مني ومن زوجتي قبل يومين المشاركة في الانتخابات، ما يعني أنهم أجبروني على الاقتراع لصالح الأسد». كما تحدثت تقارير أخرى عن توفير حزب الله وحزب البعث السوري بلبنان حافلات نقل وتكفلهما بمصاريف الانتقال إلى مبنى السفارة بهدف الاقتراع.

وفي منطقة الحمراء في بيروت، قال ناشطون سوريون إن عناصر حزبيين مؤيدين للنظام «أبلغوا نواطير المباني بأن موعد وصول الحافلات إلى المنطقة التي ستقل المقترعين في السفارة، سيكون في السادسة والنصف صباحا»، في إشارة إلى ممارسة عملية «ضغط مبطن على السوريين بهدف المشاركة».

روسيا تقدم 200 مليون يورو لسوريا والمعارضة تعدها محاولة لتجميل صورتها
عضو في الائتلاف: لو كانت لمساعدة الشعب السوري لقدمت عبر الأمم المتحدة
بيروت: «الشرق الأوسط»
قدمت الحكومة الروسية أمس مبلغ 240 مليون يورو منحة مالية لحل القضايا الاجتماعية في سوريا خلال العام الحالي، حسبما ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس. ورأت المعارضة السورية في هذه الخطوة تجميلا لصورة روسيا التي لا تزال تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وبينما نقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الحكومة الروسية قوله إن «المنحة جاءت استجابة لطلب تقدمت به الحكومة السورية»، شكك عضو الائتلاف الوطني المعارض هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» بأن تصل هذه الأموال للشعب السوري، موضحا أنه «لو كانت الحكومة الروسية تريد مساعدة الشعب السوري المنكوب بسبب الحرب التي يشنها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد عليه لكانت قدمتها عبر الأمم المتحدة التي تجمع عادة مبالغ مالية وتبرعات ضمن اجتماعات خاصة لمساعدة المتضررين السوريين».

ووضع مروة الخطوة الروسية في سياق «محاولة روسيا تجميل صورتها أمام الشعب السوري وتقديم نفسها في موقع الذي يساعده ويقدم له الأموال»، مضيفا: «مهما فعل الروس فإنهم سيظلون في نظر الشعب السوري حلفاء نظام مجرم لا سيما أنهم رفضوا إحالة ملف الجرائم التي ارتكبتها قوات الأسد على محكمة الجنايات الدولية عبر الفيتو الروسي المتكرر في الأمم المتحدة». كما لفت إلى «تعذر تعاون روسيا مع المجتمع الدولي للضغط على النظام للانصياع إلى تنفيذ مقررات (جنيف 1) وتسيلم السلطة إلى حكومة انتقالية»، مؤكدا أن «روسيا تقدم أيضا السلاح للنظام في سوريا». ورجح مروة أن «تستخدم الأموال الروسية المقدمة إلى النظام في الحرب ضد الشعب السوري عبر صرفها على المسائل اللوجيستية العسكرية».

وتأتي المنحة الروسية بعد تقارير إعلامية أشارت إلى أن «موسكو تعتزم تسليم النظام في سوريا 36 طائرة عسكرية من طراز (ياك – 130) وفق جدول زمني يبدأ من العام الجاري».

ونقلت التقارير عن مصدر من شركة تصدير الأسلحة الروسية «روس أوبورون أكسبورت»، أنه من المتوقع أن يتسلم النظام السوري قبل نهاية العام الجاري أولى دفعات طائرات روسية من طراز «ياك – 130»، من أصل 36 طائرة تعاقد نظام الأسد على شرائها النظام في عام 2011، وأضاف المصدر أن «روسيا ستسلم النظام تسع طائرات قبل نهاية العام الجاري، على أن تسلمه 12 طائرة في عام 2015، و15 طائرة في عام 2016». كما لفت المصدر الروسي أن «طائرة (ياك – 130) صممت لتدريب الطيارين وتعليمهم قيادة الطائرات المقاتلة الحديثة، كما يمكن استخدامها كطائرة مقاتلة أيضا».

وكان النظام السوري قد تعاقد على شراء 36 طائرة، من طراز «ياك – 130» في نهاية عام 2011، أي بعد اندلاع الحراك الشعبي ضده بثمانية أشهر، وفي يونيو (حزيران) 2013 سدد النظام مستحقات هذه الطائرات بمبلغ يصل إلى 100 مليون دولار.

الحشود المؤيدة للأسد في لبنان تثير استياء معارضيه.. ودعوات لترحيل المنتخبين
النائب شهيب: ديمقراطية تمارس في بلادنا وتقصف بالبراميل في بلادهم
آلاف من السوريين المقيمين في لبنان يتجمهرون أمام السفارة السورية في اليرزة أمس لإظهار تأييدهم لبشار الأسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة (أ.ف.ب)
بيروت: بولا أسطيح
اجتاحت موجة من الغضب العارم معارضي النظام السوري في لبنان بعد توافد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين للاقتراع في سفارة بلدهم في منطقة اليرزة شرق العاصمة بيروت، مما أدى إلى أزمة سير كبيرة عطلت أعمال اللبنانيين وجعلت المئات أسرى سياراتهم لساعات طويلة.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «تويتر» و«فيسبوك»، بآلاف التعليقات التي دعت في معظمها لترحيل اللاجئين الذين انتخبوا الرئيس السوري بشار الأسد؛ فكتبت خديجة العمري على صفحتها على «تويتر»: «إذا كنت تحب بشار فعليك الذهاب إلى سوريا وتتحمل براميله المتفجرة وأسلحته الكيماوية»، وهي دعت في تعليق آخر لطرد اللاجئين الذين انتخبوا قائلة: «نعم لطرد السوريين الداعمين للأسد والقادرين على الانتخاب بسبب انتفاء صفة اللجوء عنهم».

وقال يورغو بيطار في تغريدة على صفحته، إن «مشهد اللاجئين السوريين وهم يتوافدون للانتخاب ليس إلا عرضا للعضلات وللتخويف». فيما حمل عدد كبير من الناشطين وزارة الداخلية اللبنانية مسؤولية أزمة السير التي خنقت عددا من المناطق اللبنانية لساعات طويلة.

وعلقت منى عمر على المشهد الانتخابي السوري قائلة: «أين وزارة الداخلية مما يحدث في لبنان؟! نحن بلد مستقل ولسنا محافظة سورية».

وانضم عدد من النواب والإعلاميين للحملة الكبيرة التي شنت «إلكترونيا» على اللاجئين السوريين الذين اقترعوا للأسد، فعلق وزير الزراعة، النائب أكرم شهيب، في تصريح له على الانتخابات في سوريا، بالقول: «هنيئا لشعبنا في سوريا. ديمقراطية تمارس في لبنان وتقصف بالبراميل في كل سوريا. هنيئا لشعبنا في سوريا رغم كل المعاناة التي عاناها أهلنا في محيط منطقة بعبدا هذا اليوم من إجراءات جلب للناخبين السوريين المنظمة، ليتها قوبلت بإجراءات تسهل انتقال العائلات اللبنانية إلى أعمالها ومدارسها وبيوتها، وهنيئا للسفارة التي نجحت في جلب الناخبين بلا مذكرات، لأن المذكرة الوحيدة التي تتقنها مع الجلب المنظم إعلان الفوز بنسبة 99.99 في المائة، على جثث 200 ألف سوري وملايين المشردين والمفقودين واللاجئين والمعذبين».

ومن جهته، قال النائب مروان حمادة إنه «من المؤسف أن تنتقل البلطجة الأسدية إلى قلب لبنان، في مشهد مخجل لما يسمى انتخابات سوريا الجريحة». وأضاف: «على بعد أمتار من قصر بعبدا المهجور، وعلى مسافة قريبة من وزارة الدفاع الموقرة، نظمت المخابرات السورية وحلفاؤها المحليون مسيرات معيبة لشبيحة النظام الفاشي وحاملي صور القاتل». وكتب فادي كرم، النائب عن حزب «القوات» الذي يتزعمه سمير جعجع، في صفحته على «تويتر»: «فليغادر شبيحة بشار الأسد الأراضي اللبنانية فورا، وليذهبوا لدعمه على أراضيهم بدل إزعاج اللبنانيين واستفزازهم».

ولاقى نديم الجميل، النائب عن حزب الكتائب الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، النائب كرم، إذ طالب النائب الشاب بطرد السفير السوري لدى لبنان على غرار ما حصل في الأردن، مشيرا إلى أن «من بايع بشار الأسد اليوم في السفارة السورية ليسوا اللاجئين السوريين، ولا سبب يدفعهم للجوء إلى لبنان».

ودعت الإعلامية مي شدياق لاستصدار قرار دولي جديد «لتحرير لبنان من هؤلاء الذين لا يمكن أن تنطبق عليهم تسمية لا نازحين ولا لاجئين». وكتبت شدياق على صفحتها على «تويتر»: «ما داموا يريدون أن يفدوا بشار الأسد بالروح والدم فليعودوا إلى سوريا ويقوموا بالواجب ويريحوا لبنان من هذا الاكتظاظ الديموغرافي».

ولم يغب مؤيدو الأسد بالأمس عن مواقع التواصل الاجتماعي للرد على معارضيه، فكتب محمد علوش على «تويتر»: «جماعة (14 آذار) مصدومون بعدد السوريين المؤيدين للرئيس الأسد في لبنان، فقد كانوا يظنونهم معارضين!». وفي تغريدة أخرى، قال علوش إن «حشود السوريين الذين يتوجهون لانتخاب الأسد في لبنان أكبر من مظاهرات (14 آذار) الشهيرة».

واستغرب محمد ياسين الحملات التي شنت على ناخبي الأسد، فقال: «الأبواق التي ما انفكت تردد طوال ثلاث سنوات أنها تريد حرية الشعب السوري وحقه في الانتخاب، ها هي اليوم تسخر منه، فقط لأنه اختار الأسد، فأين ديمقراطيتكم؟». وكتب محمد دقدوق مستهجنا بعض الإشكالات التي حصلت بين القوى الأمنية واللاجئين الذين كانوا يتوجهون للاقتراع: «في لبنان الديمقراطي، القوى الأمنية تعتدي على رعايا دولة شقيقة وتمنعهم من ممارسة حقهم الديمقراطي بانتخاب رئيس لبلدهم. في سوريا الديكتاتورية، يدفع الشعب من لحمه الحي، من عمره ودمه لحماية الدولة ومؤسساتها ودورة الحياة فيها، ورغم الحصار والإرهاب يتحضر لممارسة الديمقراطية بأبهى مظاهرها عبر انتخابات رئاسية تعددية مباشرة».

وألقى معظم اللبنانيين والناشطين مسؤولية الاكتظاظ والأزمة التي شهدتها الطرقات أمس على أجهزة الدولة اللبنانية، التي وجب برأيهم أن تنظم عملية اللجوء منذ ثلاث سنوات، وهم استهجنوا بقوة عدم إبلاغ المواطنين رسميا إجراء الانتخابات الرئاسية السورية في منطقة اليرزة كي يتفادوا السير في طرقات محددة.

وتساءل ياسين على صفته على «تويتر»: «ماذا لو قرر السوريون الاعتصام أو التظاهر في الشوارع، ما الخطة الأمنية أو خطة السير التي ستنفذها الدولة؟». أما جوسلين الجعلوك، فاستغربت حجم الاحتجاجات قائلة: «إذا كنتم تنتظرون مشهد الانتخابات كي تدركوا حجم مشكلة اللجوء السوري التي نرزح تحتها، فهذه كارثة!».

وغزت موقع «فيسبوك» آلاف الصور لمظاهرات حاشدة للاجئين السوريين خلال توجههم مشيا على الأقدام أو في باصات إلى السفارة السورية للاقتراع. ونشر الناشطون صورا تظهر لافتات وأعلاما عملاقة رفعت تأييدا للأسد.

وعلى صفحتها على «فيسبوك»، نشرت آية الزعيم إحدى الصور تظهر علما سوريا عملاقا وإلى جانبه علم لحزب الله، وكتبت: «أهلا بكم في لبنان… أقصد في سوريا».

يذكر أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة في بيروت فاق المليون والـ78 ألفا، بينما تؤكد السلطات اللبنانية أن عددهم الإجمالي فاق المليونين.

عشرات القتلى بالبراميل بحلب وسيارة مفخخة بإدلب
لقي سبعون شخصا مصرعهم في سوريا أمس، بينهم 13 طفلا وست سيدات وسبعة من الجيش الحر، إثر قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة عدة مناطق بالبلاد وفي انفجار سيارة مفخخة بقرية معارة النعسان بريف إدلب.

وقال مراسل الجزيرة إن أكثر من أربعين شخصا قتلوا نتيجة إلقاء طائرات مروحية براميل متفجرة على أحياء وقرى في حلب وريفها.

وأفاد المراسل بأن من بين القتلى نساء وأطفالا، واستهدف القصف أحياء باب النيرَب والمغاير وبستان القصر والميسّر في مدينة حلب، وبلدة مارع في الريف.

وأورد مركز صدى الإعلامي أن الطيران الحربي قصف بلدتي معارة الأرتيق وأم القرى وبلدة تل جبين وقرية الباكات بريف حلب.

وقالت مصادر المعارضة إن كتائبها تواصل خوض معارك عنيفة على الجبهتين الشمالية والشرقية بالمدينة.

ووفقا للمعارضة، فإن المعارك في محيط السجن المركزي بحلب -الذي تحول إلى ثكنة عسكرية بعد إخلائه من السجناء- أسفرت عن تدمير دبابتين وسيارات نقل للجنود، كما جرت اشتباكات بين كتائب الثوار وقوات الأسد في حي جمعية الزهراء بالمدينة.

مفخخة بريف إدلب
من جهة أخرى، أكد ناشطون سوريون سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح بانفجار سيارة مفخخة في قرية معارة النعسان بريف إدلب (شمال سوريا).

وقالت شبكة سوريا مباشر إن 15 على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون إثر انفجار سيارة مفخخة في سوق المحروقات ببلدة معارة النعسان (شمال إدلب).

وأضافت أن عدد الضحايا قابل للزيادة بسبب اشتعال حرائق في الموقع وصعوبة إتمام عمليات الإنقاذ، بينما أحصت شبكة شام سقوط 13 قتيلا، إضافة إلى عشرات الجرحى.

وتشهد محافظة إدلب خلال الأيام الأخيرة قصفا مكثفا من قبل قوات النظام، ولا سيما بعد سيطرة الثوار الاثنين الماضي على حاجزي الخزانات والسلام التابعين للنظام.

وفي ريف إدلب أيضا، وبعد أن تمكنت المعارضة السورية من السيطرة تماماً على خان شيخون، أقامت الفصائل المقاتلة فيها عرضا عسكريا.

وكانت المعارضة قد سيطرت على المدينة بعد معارك عنيفة مع قوات النظام استمرت قرابة شهر.

غارات مكثفة
وركزت طائرات النظام غاراتها أمس الأربعاء على المليحة بـريف دمشق، وشنت غارات عنيفة ومكثفة بصواريخ فراغية على منطقة البساتين وقلب بلدة المليحة في الغوطة الشرقية منذ الفجر، وتزامنت هذه الغارات مع قصف بالهاون أدى إلى نشوب حرائق في مبانٍ سكنية.

كما اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة بين مقاتلي حزب الله اللبناني والجيش السوري الحر عند أطراف البلدة وعلى محاور عدة من جبهة المليحة، وفق المعارضة.

وفي مدينة دمشق، جرت اشتباكات بين كتائب الثوار وقوات النظام على أطراف حي جوبر، حيث تمكنت كتائب المعارضة من قتل عدد من قوات النظام وتدمير آلية عسكرية.

وأفادت شبكة شام بمقتل وإصابة عدد من الأشخاص نتيجة سقوط قذائف هاون قرب “جسر الرئيس” وشارع حلب في حي القصاع ومنطقة المادنية في حي القدم.

وذكرت مسار برس أن كتائب المعارضة قتلت سبعة عناصر من قوات النظام ودمرت آلية عسكرية خلال اشتباكات في محيط مدينة الكسوة بريف دمشق.

حمص وحماة
وفي حمص، أخرجت عناصر الهلال الأحمر 13 جثة، ست منها لعناصر الجيش الحر وثمانية لعناصر جيش النظام كانوا قد قضوا بمعارك سابقة في الجزيرة السابعة بحي الوعر شمال غربي مدينة حمص. كما تجدد القصف المدفعي من قبل قوات النظام على الرستن بريف حمص.

وذكر ناشطون أن الجيش الحر استهدف بصواريخ غراد مطار حماة العسكري، كما استهدفت عناصر حركة أحرار الشام الإسلامية بالصواريخ مقار قوات النظام على الجبهة الجنوبية لمدينة مورك بريف حماة الشمالي.

ودمرت كتائب الثوار آلية عسكرية إثر استهدافها بالمدفعية في محيط جبل تشالما بريف اللاذقية، كما قنص مقاتلو الجبهة الإسلامية عنصرا من جيش النظام على المرصد 45 في جبل التركمان بريف اللاذقية.

كما قتلت كتائب المعارضة أربعة عناصر من قوات النظام جراء كمين نصبته لهم في حي هرابش بـدير الزور.

على صعيد آخر، تواصلت الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومجلس شورى المجاهدين الذي يضم معظم كتائب الثوار في محافظة دير الزور، وذلك في قرية التوامية في الريف الشرقي، حيث قام التنظيم باقتحام القرية فجر أمس لكنه قام بالانسحاب منها بعد ساعة.

وكانت كبرى الفصائل الثورية -بما فيها الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة- أعلنت قبل أيام عن تشكيل تجمع جديد يضم الفصائل المقاتلة في محافظة دير الزور بهدف توحيد جهود القتال في ما بينها ضد قوات بشار الأسد من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

أوباما: سنحشد لدعم معارضة سوريا كبديل أفضل عن النظام
ويست بوينت (الولايات المتحدة) -منى الشقاقي، وكالات
في خطاب واسع المحتوى عن السياسة الخارجية اليوم الأربعاء، حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يعيد صياغة أولوياته، ويرد على نقاده الذين يتهمونه بالتراجع عن القيادة، مؤكدا دعم المعارضة في سوريا.

وأكد الرئيس أوباما في خطابه ‬أمام خريجي الأكاديمية العسكرية “وست بوينت” في نيويورك ‫أن سياستـه ستكون نهجاً وسطياً، لا انعزالياً أو استباقيا، في تعاملها مع مشاكل العالم.‬‬‬‬

ورسم في كلمته خارطة طريق تؤكد ابتعاد إدارته عن تجاوزات الإدارات السابقة من دون أن تتراجع أميركا عن دورها القيادي في العالم.‬

ووعد الرئيس الأميركي بزيادة الدعم الأميركي للمسلحين الذين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومساعدتهم في مواجهة خصومهم المتطرفين، مستبعداً أي حل عسكري في وقت قريب في سوريا.

وقال في كلمته: “سأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم لهؤلاء في المعارضة السورية الذين يقدمون أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي” في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف أوباما في تصريحات معدة سلفاً: “سنكثف جهودنا لدعم جيران سوريا بما في ذلك الأردن ولبنان وتركيا والعراق لأنهم يستضيفون لاجئين ويواجهون إرهابيين يعملون عبر الحدود السورية”.

واعتبر أوباما أن على الولايات المتحدة لا تعتمد على القوة العسكرية في الشؤون الدولية، وقال إن مثل هذه الاستراتيجية “ساذجة وغير مستدامة”.

وقال أوباما أمام كوادر “وست بونت” العسكرية إنه سيخونهم “إذا أرسلتكم إلى مناطق الخطر لمجرد أنني رأيت مشكلة تحتاج إلى إصلاح في مكان ما من العالم، أو لأنني قلق بشأن النقاد الذين يعتقدون أن التدخل العسكري هو السبيل الوحيد لتجنب الظهور بمظهر الضعف”.

ودعا الرئيس أوباما إلى تخصيص 5 مليارات دولار لدعم شركاء الولايات المتحدة في القتال ضد الإرهاب. كما دعا الكونغرس إلى دعم مثل هذه المبادرة “التي ستسمح لنا بتدريب وبناء القدرات في الدول الشريكة على خط المواجهة” في القتال ضد الإرهاب، على حد قوله. وأضاف: “علينا أن نستمر في حماية مصادرنا الاستخباراتية ضد الإرهاب”.

وفي الشأن المصري، قال الرئيس الأميركي: “سنستمر في الضغط لتطبيق الإصلاحات التي طالب بها الشعب المصري”.

وقال مسؤول في البيت الأبيض بعد الخطاب إن الولايات المتحدة ستزيد من دعمها العسكري للمعارضة المعتدلة في سوريا.

وأضاف: “ستدخل الإدارة في حوار مع الكونغرس حول دور مستقبلي محتمل للقوات الأميركية في زيادة دعم المعارضة عسكريا”.

لكن برايان كاتوليس وهو من كبار باحثي معهد التقدم الاميركي نفى حدوث تغيير استراتيجي في سياسة أميركا تجاه سوريا، موضحا أن “المساعدات الأميركية لسوريا متواضعة، وما أعلن عنه أوباما من مساعدات عسكرية هو ما يحدث الآن بالفعل، ولن تكون هناك زيادة نوعية، اإه تغير تكتيكي فقط”.‬

وفي كلمته، أكد الرئيس الأميركي أن العمل الدولي المشترك يبقى أفضل من التصرفات الأحادية، مستشهداً بفعالية المفاوضات مع إيران، لكنـه اعترف أيضاً أن نتائج هذه المفاوضات ليست مضمونة.‬

وقال: “جميع الخيارات لا تزال على الطاولة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. ولكن لأول مرة خلال عقد لدينا فرصة حقيقية للتوصل لاتفاق جذري، وهو اتفاق أكثر فعالية مما نستطيع الحصول عليه كنتيجة لاستخدام القوة”.

لكن مدير لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الجمهوري مايك رودجرز انتقد أوباما وقال تعليقا على الخطاب: “يجب على الولايات المتحدة أن تواجه، ليس فقط التهديد الإرهابي المتزايد، بل أيضا ما نراه من دول مثل روسيا و الصين تريد أن تغير من النظام الدولي، ومن الخطر أن لا ندرك التهديد طويل الأمد الذي تشكله هذه الدول”.

الأمم المتحدة: الأسد لن يلتزم بمهلة تدمير الكيمياوي
الأمم المتحدة – رويترز
أكدت الأمم المتحدة أن تدمير الترسانة الكيمياوية لسوريا لن يكتمل بحلول30 يونيو. وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية على الوفاء بالتزاماتها بأسرع ما يمكن. وعبر عن قلقه من اتهامات بأن غاز الكلور اُستخدم مؤخراً في سوريا. وأضاف بان قائلاً: “من الواضح أن بعض الأنشطة المرتبطة بإزالة برنامج الأسلحة الكيمياوية سيستمر إلى ما بعد 30 يونيو 2014 .”

إلى ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية للإشراف على إزالة مخزونات الغازات السامة السورية ستواصل عملها لفترة زمنية محددة بعد 30 يونيو 2014 .

يذكر أن الحكومة السورية لم تفِ بالفعل ببضعة مواعيد نهائية كان أحدثها وعدها هي نفسها لتسليم باقي المواد الكيمياوية بحلول 27 أبريل. وأخفقت أيضا في تدمير عشر منشآت كانت جزءاً من برنامج الأسلحة الكيمياوية. وألقت الحكومة باللوم في تلك الإخفاقات على مشاكل أمنية وأنشطة المعارضة المسلحة لكن مسؤولين غربيين أبدوا شكوكاً بشأن تلك التفسيرات.

هيثم المالح: انتخابات بشار الأسد مسرحية
العربية.نت
قال هيثم المالح، رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في مؤتمر صحافي عقده الائتلاف رداً على الانتخابات التي يجريها الأسد، إن 5 ملايين ونصف المليون سوري بحاجة لمساعدة.

وأكد المالح عدم شرعية انتخابات السلطة الحاكمة في سوريا وبطلانها، وأن الانتخابات التي يجريها بشار الأسد مسرحية.

وذكر أرقاما حول سوريا بأن 1939 مجزرة حدثت منذ بدء الثورة، ووصل عدد ضحايا الأسد إلى 200 ألف ضحية، وثق منهم 150 ألفا منذ بداية الثورة.

وأشار إلى أن النظام يسيطر على نحو 30% من سوريا فقط.

وحول جنيف، قال المالح إن الأسد نسف أي مفاوضات مستقبلية بإجرائه الانتخابات، وطلب من السوريين تنظيم احتجاجات أمام سفارات إيران وروسيا في العالم.

لجنة مصالحة لداريا.. الانسحاب والمعتقلون أهم محاورها
العربية نت

أرسل نظام الأسد لجنة مصالحة تابعة له إلى مدينة داريا بالغوطة الغربية للعاصمة دمشق للتفاوض مع كتائب المعارضة المسلحة والمجلس المحلي حول قبول هدنة مع نظام الأسد.

وتضمنت اللجنة أشخاصاً من أهالي المدينة والمحسوبين على نظام الأسد، والتي قابلت جهات من القصر الجمهوري قبل دخولها إلى المدينة حاملة معها بعض البنود للتفاوض بخصوص الهدنة، حيث أوضحت تلك اللجنة أنه ليس لديها عرض محدد، وأنها ليست مسؤولة عما سبق من مفاوضات أو تواصل بخصوص الهدنة، وأنها تريد نقل الصورة من الداخل لإيصالها إلى جهة في القصر الجمهوري مفوّضة بخصوص ملف داريا ومن البنود التي طلبها نظام الأسد، تم التأكيد من طرف لجنة التفاوض على الحرص على الوصول إلى اتفاقية مناسبة، والتأكيد على أمرين رئيسيين:

١- انسحاب الجيش من داريا، بحيث يتمكن الأهالي من العودة إلى بيوتهم.

٢- الإفراج عن المعتقلين الموجودين داخل سجون الأسد.

وإبقاء باب التفاوض مفتوحاً حول تفاصيل هذين الأمرين وغيرهما من الأمور.

فيما كان ردّ لجنة المفاوضات الداخلية من المدينة أن:

– انسحاب كتائب المعارضة المسلحة من مدينة داريا غير وارد على الإطلاق، ويمكن التفاوض على إعادة انتشار جزئي حسب ما يراه النظام مناسباً.

– بقاء الجيش الحر في داريا غير وارد، فمن أراد تسوية وضعه فله ذلك (بشرط ألا يكون محكوماً قبل الثورة)، ومن أراد الخروج إلى منطقة أخرى (القدم مثلا..) فيتم تأمين خروجه، ويمكن أن يبقى عدد محدود من الجيش الحر ضمن ترتيب معين مع النظام.

– فيما يخص المعتقلين والمواضيع الأخرى تناقش في حال خروج لجنة من داريا لمقابلة النظام، ورفض دخول لجنة من النظام إلى داريا أو إلى نقطة في محيطها.

هذا وطلبت لجنة التفاوض بوادر من طرف النظام تدل على جديته مثل وقف القصف على المدنيين والإفراج عن عدد من المعتقلين.

ناشطون: قتلى من القوات الحكومية بحلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر معارضة أن عددا من جنود القوات الحكومية قتلوا في اشتباكات في حلب، الخميس، في الوقت الذي استمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق.

وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن 15 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا بمعارك مع المعارضة المسلحة في منطقة البريج في حلب.

وأضافت أن قصفا بالبراميل المتفجرة أسفر عن عدد من القتلى والجرحى في أحياء الهلك وبستان الباشا والشعار في مدينة حلب، وتل رفعت ومارع ودارة عزة والأتارب في ريفها.

وفي ريف اللاذقية، اندلعت اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة والقوات الحكومية في محيط مدينة كسب وقمتي 45 وتشالما حسب “اتحاد تنسيقيات الثورة.”

واستهدف قصف عنيف من مدفعية النظام أحياء في مدينة دير الزور تسيطر عليها كتائب المعارضة.

وفي ريف دمشق، سقط صاروخ “أرض-أرض” على بساتين بلدة المليحة تزامنا مع اشتباكات متقطعة على عدة جبهات في الغوطة.

ماكين لـCNN ردا على خطاب أوباما: أصبحنا بلا مصداقية.. نتفرج على ذبح السوريين وعلم القاعدة بالفلوجة

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — رد السيناتور الجمهوري المعروف، جون ماكين، بعنف على خطاب الرئيس باراك أوباما حول السياسة الخارجية، قائلا إن أمريكا فقدت مصداقيتها وثقة الأخرين بها في العالم بسبب طريقة تعاملها مع الملفات الدولية، مضيفة أن قلبه ينفطر بسبب مقتل السوريين بينما تقف أمريكا موقف المتفرج، كما يتحول العراق مجددا إلى ساحة صراع ومعقل لتنظيم القاعدة.

وقال ماكين، في مقابلة مع CNN تعليقا على خطاب أوباما بكلية “ويست بوينت” الذي حدد فيه معالم سياسته الخارجية: “أولا أنا أرفض الانتقاد الذي وجهه الرئيس لنا – نحن الذين نهتم منذ سنوات بالأمن القومي – إذ أنه تجاهلنا وقال إن أمريكا ليس فيها إلا خيار من اثنين، إما من يؤيد التدخل العسكري الكامل في النزاعات التي تواجه أمريكا وإما من يريد قطع أي ارتباط لأمريكا بملفات الخارج.”

وأضاف: “أنا في الواقع لا أعرف أحدا يريد إرسال قوات أمريكية إلى أي بلد حاليا، ولكنني أعتقد أنه كان على الرئيس تعلم دروس حرب العراق وما حصل بعدما انسحبنا دون ترك قوات خلفنا والنتيجة أنه قد اندلعت حروب في أماكن أخرى وعادت الرايات السوداء لتنظيم القاعدة ترتفع فوق مدينة الفلوجة.”

وتابع ماكين بالقول: “مدير الأمن القومي الأمريكي يقول إن منطقة الحدود بين العراق وسوريا تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة يخطط منها لهجمات على أمريكا، هذا يعني أننا نواجه فشلا كاملا، المنطقة برمتها في حالة فوضى والرئيس يرتكب الخطأ نفسه في أفغانستان عبر تحديد موعد للانسحاب ما يبعث لحركة طالبان برسالة مفادها أن عليها الصمود والصبر بانتظار خروجنا.”

وحول دفاع وزير الخارجية، جون كيري، عن السياسة الأمريكية رد ماكين بالقول: “الوزير كيري يتجاهل الفوضى التي تنتشر الآن في العراق نتيجة تحديدنا لمواعيد الانسحاب النهائي، والأمر الثاني أظن أنه من المهين للأفغان الاعتقاد بأنهم لا يرغبون بالدفاع عن أنفسهم، هذا لا يعني أنني أؤيد مواصلة القتال، أنا لا أؤيد ذلك، بل أقول إنه كان بوسعنا النجاح وإبقاء بعض قواتنا هناك كما فعلنا في اليابان وألمانيا وكوريا، ولكن عوضا عن ذلك انسحبنا من العراق وبات العراق اليوم قادة للتخطيط لهجمات على أمريكا.”

ولفت ماكين إلى أن العالم يدرك بأن أمريكا ليست ضعيفة، ولكنه يراها دولة “لا يمكن الاعتماد عليها ولم يعد لها مصداقية” وأضاف: “عندما يقول الرئيس (أوباما) في اجتماع بالبيت الأبيض للنائب ليندسي غراهام أنه يعتزم ضرب سوريا ومن ثم يقول للعالم أجمع بأن (الرئيس السوري بشار) الأسد تجاوز الخطوط الحمراء ويمتنع بعد ذلك عن تنفيذ الضربة يكون لذلك ارتدادات على مستوى العام بأسره، كل أعدائنا يعلمون بأنه لم يعد بوسع أصدقائنا الاعتماد علينا.”

وعن دفاع الإدارة الأمريكية عن نفسها من خلال القول إنها احترمت الخط الأحمر الذي رسمته ودمرت ترسانة الأسد الكيماوية عبر اتفاق سياسي قال ماكين: “لكن نظام الأسد يواصل إلقاء البراميل المتفجرة وذبح المدنيين كما تنشط على الأرض قوات الحرس الثوري الإيراني ويواصل الروس تزويد الأسد بالسلاح والمعدات لذبح شعبه، لقد مات أكثر من 160 ألف شخص وتشريد الملايين بينما نحن نقف على الحياد ونراقب الأحداث.”

وأَضاف: “في ظل الحديث عن تدمير السلاح الكيماوي تظهر المزاعم حول استخدام غاز الكلورين في عمليات القصف، وهو غاز لا تشمله بنود اتفاقية تسليم الترسانة الكيماوية، إن قلبي ينفطر وأنا أشاهد كيف تقف أمريكا موقف المتفرج في حين يذبح الشعب السوري ليس من قبل بشار الأسد فحسب بل ومن قبل حزب الله وإيران بعد تدخلهما لدعمه ومنع سقوطه، كما تدخلت روسيا لمساعدة وتحولت القضية إلى نزاع إقليمي ومأساة هائلة سندفع ثمنها باهضا لعقود قادمة.”

أقوى امرأة في البنتاغون لـCNN: رسائل متضاربة بخطاب أوباما.. وسوريا محور تركيز
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قالت مسؤولة أمريكية سابقة إن خطاب الرئيس باراك أوباما حول السياسية الخارجية الذي ألقاه الأربعاء حمل عدة رسائل متضاربة بحيث يصعب شرحها، مضيفة أن على الناس مراقبة كيفية ترجمة الأقوال إلى أفعال، مؤكدة أن الموقف على الأرض في سوريا والذي يجذب الكثير من الجهاديين الأجانب سيكون محور اهتمام في الفترة المقبلة.

ففي مقابلة مع CNN قالت ميشال فلورنوي، وكيلة وزارة الدفاع السابقة للشؤون السياسية والمرأة التي تولت أرفع وظيفة شغلتها النساء في تاريخ البنتاغون: “الإدارة الأمريكية تحاول بالتأكيد إعادة ترتيب طروحاتها والخروج من الموقف الدفاعي إلى موقف جديد يطرح نظرة فاعلة للدور الأمريكي في العالم، ولكنني أظن أن المشكلة ستكون ترجمة الخطاب إلى أفعال وسياسيات.”

ولكن فلورنوي أشارت إلى وجود رسائل متضاربة في خطاب أوباما تتعلق بالحرب واستعداد واشنطن للذهاب لها مضيفة: “الفروق المحددة في الخطاب ضيقة لدرجة يصعب شرحها للآخرين، لأن الرئيس يقول إن الوقت قد حان لإنهاء عقد من الحروب والانكباب على إصلاح الاقتصاد ولكنه يقول أيضا إن أمريكا مستعدة لحماية مصالحها وعليها أن تواصل انخراطها بالملفات الدولية.”

وأضافت: “نحن أمام خطاب حذق، الرئيس يشد ويرخي من خلال الخطاب، وأظن أن كل شخص سيسمعه بطريقة مختلفة”

وحول ما إذا كان خطاب أوباما قد حمل جديدا بما يتعلق بالموضوع السوري الذي تضغط عدة دول في المنطقة على الإدارة الأمريكية لتلعب دورا أكبر فيه فلورنوي: “الأمر الوحيد المختلف هو ما سمعته عن رغبة الرئيس بزيادة العمل مع الدول المجاورة لسوريا من أجل مساعدتها على تحمل عبء اللاجئين ومنع تمدد الصراع، ولكنه لم يشر إلى كيفية القيام بذلك، سيكون علينا الانتظار لرؤية ما إذا كان هناك مبادرات جديدة.”

وحذرت فلورنوي من أعداد المقاتلين الأجانب في سوريا، وخاصة الذين يقاتلون في صفوف الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة قائلة: “لدينا الكثير من القلق حول عدد المقاتلين الأجانب الذين يتدربون في سوريا ويحصلون فيها على خبرات قتالية، وكذلك يقلقنا عدد الجهاديين الذين يتطلعون إلى نقل خبراتهم الإرهابية إلى بلدانهم في الغرب، وبالتالي أرى أن الرئيس أوباما يركز على استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب تركز على بناء قدرات الدول الشريكة لنا لمواجهة التهديد على أرضنا وأظن أن المشكلة السورية ستكون التحدي الأكبر في الفترة المقبلة.”

وحول ما يؤكده محللون من ضرورة أن تتولى أمريكا دورا قياديا عالميا نظرا لعدم قدرة أي دولة ديمقراطية أخرى على القيام بذلك قالت فلورنوي: “أؤمن بأننا نلعب دورا متميزا في العالم، وأظن أن الرئيس أوباما أشار إلى ذلك باستخدامه مصطلح ’الفرادة الأمريكية‘، ولكن الخلاف هو على معنى هذه ’الفرادة‘ وما يترتب عليها، هل علينا السير دائما بخيارات عسكرية كاملة، وهو أمر لا أظن أن أحدا يطالب به في سوريا، أو رفع اليد عن الملفات الدولية كليا.”

الناطق باسم أخوان سورية: خطاب أوباما انهزامي وسيزيد النيران بالمنطقة
روما (29 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
انتقد الناطق الإعلامي باسم جماعة الأخوان المسلمين في سورية فحوى الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأربعاء ووصفه بأنه “انهزامي”، خاصة تصنيفه للحرب السورية بأنها “حرب أهلية”، ورأى أن الخطاب يؤكد على أن إدارة واشنطن لن تُطفئ نيران المنطقة بل ستزيد في أوارها.

وحول خطاب أوباما الذي ألقاه أمس الاربعاء في كلية (ويست بوينت) العسكرية، قال رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان، عمر عبد العزيز مشوح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد كان خطاب انهزامياً ومتخاذلاً تجاه الثورة السورية، ويؤكد على أن الولايات المتحدة لا تملك ثوابت أخلاقية تجاه هذه الدماء التي تنزف”، على حد تعبيره.

وأضاف مشوح “لم نكن نتوقع الكثير من خطاب الرئيس أوباما، لكن الجديد فيه أن الولايات المتحدة تخطط لحرب طويلة الأمد ضد الإرهاب على أرض سورية وعن طريق حلفائها، وهذا مؤشر خطير إلى أن إدارة واشنطن لن تساعد في إطفاء نيران المنطقة بل سوف تزيد في أوارها”، حسب قناعته.

وكان الرئيس أوباما قد تحدث في خطابه عن عزمه زيادة الدعم الأمريكي للمعارضة السورية، “بهدف مساعدة هذه المعارضة المسلحة في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد وخصومهم المتطرفين”، وقال إن هؤلاء يقدمون “أفضل بديل عن الإرهابيين والنظام الوحشي”.

وانتقد الناطق باسم إخوان سورية وصف الرئيس الأمريكي الحرب السورية بأنها حرب أهلية، وقال “لأول مرة يتحدث أوباما عن حرب أهلية في سورية، وهذا خلط للحقائق وتبرئة للنظام من جرائمه، إن ما يحدث هو حرب إبادة لشعب يقاوم بأدوات بسيطة مقابل آلة عسكرية مدعومة دولياً” وفق قوله.

وأضاف مشوح “الأمر الأخير الذي يؤكد أن الولايات المتحدة شريكة في قتل الشعب السوري، هو أن الرئيس أوباما تحدث بوضوح عن توافق أمريكي ـ إيراني ومستقبل مشرق مع إيران، في نفس الوقت الذي تقود فيه إيران المعارك على الأرض ورأس الحربة في قتل الشعب” السوري

الائتلاف السوري: الأسلحة الغربية ستكون بأيد أمينة إن مرت عبر هيئة الأركان
روما (29 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد عضو في الهيئة السياسية لائتلاف المعارضة السورية على قرب وصول “أسلحة فعالة ستشل سلاح الطيران السوري”، وقلل من قدرة النظام الصاروخية كبديل عن سلاح الطيران، وشدد على أن هذه الأسلحة “ستكون بأيد أمينة فقط إن مرت عبر هيئة الأركان” التابعة للإئتلاف.

وقال يحيى مكتبي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “نعم هنالك توجه من قبل الغرب لتزويد المعارضة بأسلحة فعالة خاصةً مضادات الدروع والطائرات لإيقاف الحملة المسعورة لنظام الأسد ضد الشعب السوري والذي يستخدم سلاح الطيران لإلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين”.

ورأى مكتبي أن تزويد مقاتلي المعارضة بأسلحة متطورة مضادة للطيران سيحقق “توازن قوى” مع قوات النظام، وقال “بكل تأكيد ستحقق هذه الأسلحة توازن في القوى، فطيران نظام الأسد هو القوة الضاربة في سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها ضد المدن والقرى السورية”.

وكان وسائل إعلام تحدثت عن توجّه أمريكي لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة المعتدلين ضد النظام السوري، وقال بعضها إن أسلحة فعالة مضادة للطيران قد وصلت للمقاتلين بالفعل

وحول إمكانية تحوّل النظام لاستخدام الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى التي يملك منها الآلاف والتي يمكن أن تصل كل أنحاء سورية، قال مكتبي “إن النظام يستخدم الآن كل الأسلحة الفتاكة ضد الشعب السوري والجيش الحر، بما فيها الأسلحة المحرومة دولياً كالغازات السامة؛ وهو يستخدم أيضاً صواريخ أرض ـ أرض شديدة الانفجار وصواريخ سكود بعيدة المدى والتي يصل مداها إلى أغلب المناطق السورية وتزويده بها روسيا وإيران”.

ورفض مبدأ تزويد أسلحة فعالة لكتائب بعينها دون مرور هذه الأسلحة بهيئة الأركان، وقال “نحن لسنا مع هذا الأسلوب في العمل، ونعتقد أن الأسلحة يجب أن تصل عن طريق هيئة الأركان وإلى الجهات الآمنة؛ لأن تزويد الكتائب بصورة مباشرة يُضعف الجهود المبذولة لتوحيد العمل العسكري بقيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان”.

وشدد على أن الأسلحة الفعالة التي يمكن أن يقوم الغرب بتزويد مقاتلي سورية بها “ستكون بيد أمينة” وسط تعدد الكتائب والقوى المسلحة في سورية، لكنه ربط شرط إرسالها عن طريق هيئة الأركان، وقال “ستصل هذه الأسلحة إلى الأيدي الأمينة فقط إذا مرت عن طريق هيئة الأركان”.

كما رأى أن “النظام سيرضخ لحل سياسي فيما لو تحقق توازن القوى”، واستبعد أن يقبل المجتمع الدولي أن يسيطر الأسد على جزء من (سورية المفيدة)، وقال “سيرضخ نظام الأسد إلى متطلبات الحل السياسي فيما لو تحقق توازن قوى على الأرض؛ أما اكتفائه بسورية المسيطر عليها من قبله، فمرهونٌ بقرار المجتمع الدولي والذي أعتقد أنه لن يسمح بتقسيم سورية؛ لأن كل البيانات والتصريحات الصادرة عن المجتمع الدولي تؤكد على وحدة سورية أرضاً وشعباً

التايمز: لماذا لا يجرؤ اللاجئون السوريون على التصويت لشخص آخر؟
الانتخابات الرئاسية في مصر وسوريا و”عقوبة الرجم في بعض الدول الإسلامية” من أبرز الموضوعات التي شملتها الصحف البريطانية في تغطيتها لشؤون الشرق الأوسط.

ونبدأ بمقال تحليلي في صحيفة “التايمز” توقع أن يقضي الفوز المتوقع للرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية – التي تجرى الأسبوع المقبل – على أي فرصة في المدى المتوسط لاستئناف مفاوضات تنهي الصراع المستمر منذ ثلاثة أعوام.
ويرى كاتب المقال، الصحفي نيكولاس بلانفورد، أن هتافات الثناء التي حظي بها الأسد في بيروت تخفي وراءها مشاعر خوف وإذعان.

ويضيف أن على الرغم من نزوح آلاف اللاجئين من سوريا إلى لبنان فإنهم لا يعتبرون أنفسهم في مأمن من الأسد.

واستشهد المقال بتقارير حول ضغوط قيل إن حزب الله، الذي يدعم الأسد، قد مارسها على اللاجئين السوريين كي يصوتوا لصالح الأسد الذي يستخدم الانتخابات كوسيلة لاستعادة شرعيته.

وتحدث بلانفورد أيضا عن “مشاعر يأس بين السوريين الذين أفسدت حياتهم حرب مستمرة منذ ثلاثة أعوام”.

وقال إن الكثير من السوريين الموجودين في لبنان يرغبون في أن يروا نهاية لهذه الحرب، حتى لو كان ذلك يعني بقاء الأسد في سدة الحكم.

ونقل عن لاجئ سوري، يُدعي محمود، وهو من مدينة الرقة شمالي سوريا: “كنا ضد الأسد، لكننا الآن خسرنا كل شيء، وسيطر إسلاميون على مدينتنا، ولذا صوت لصالح الأسد.”

مسؤول:التعهد الامريكي لدعم المعارضة المعتدلة في سوريا مازال في مراحله الاولية
واشنطن (رويترز) – تعهد الرئيس باراك اوباما يوم الاربعاء بتعزيز الدعم للمعارضة المعتدلة في الحرب الاهلية في سوريا لكن مسؤولين امريكيين قالوا ان هذا المسعى لا يزال في مراحله الاولية وسيحتاج الي موافقة من الكونجرس على أي دور عسكري امريكي.

وقال اوباما في كلمة القاها في الاكاديمية العسكرية الامريكية في وست بوينت ان عدم وضع جنود امريكيين “في خضم حرب طائفية بشكل متزايد” هو القرار المناسب.

لكنه اضاف قائلا “ذلك لا يعني اننا لا ينبغي ان نساعد الشعب السوري في التصدي لدكتاتور يقصف شعبه ويجوعه.”

ويتعرض اوباما لانتقادات من معارضيه لعدم تقديم المزيد من الدعم للمعارضة المسلحة التي تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال مسؤولون امريكيون بعد ان القى اوباما كلمته ان البيت الابيض يريد العمل مع الكونجرس للحصول على التفويض اللازم للجيش الامريكي لدعم المعارضة السورية المعتدلة بمعدات أو تدريبات.

وتقدم الولايات المتحدة بالفعل بعض المساعدة العسكرية للمعارضة السورية لكنها لم تكشف عن حجمها. ودور الجيش الامريكي هو تقديم مساعدات غير فتاكة.

وقال مسؤول كبير بادارة اوباما مشترطا عدم نشر اسمه “ما نقوله اليوم… ليس فقط اننا نريد ان نواصل زيادة المساعدات التي نقدمها للمعارضة السورية بل اننا نريد ايضا ان نجري هذا النقاش مع الكونجرس حول امكانية ان يكون هناك دور للجيش الامريكي في ذلك المسعى.”

واشار المسؤول الي ان السناتور الديمقراطي كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ اقترح تشريعا لتخويل الجيس الامريكي تقديم تدريبات ومعدات لاعضاء المعارضة السورية الذين توافق عليهم الولايات المتحدة.

وقال مساعدون لليفن ان المشروع يسمح لوزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل بتقديم معدات وتدريبات لاعضاء مختارين بالمعارضة السورية. ولا يحدد الاقتراح نوع المعدات التي قد تحصل عليها المعارضة السورية ويترك القرار للادارة.

وقبل ان يمكن لاوباما ان يوقع المشروع ليصبح قانونا فانه يتعين ان يوافق عليه مجلس الشيوخ وان يتم التوفيق بينه وبين مشروع قانون مماثل وافق عليه مجلس النواب لا يتضمن بندا مماثلا.
(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)

تقرير: النزاع السوري اغرق البلاد في وضع اقتصادي واجتماعي مأساوي
اغرق النزاع الدامي في سوريا البلاد في وضع اقتصادي مأساوي، اذ بات نصف السكان يعانون من الفقر، بينما النظامان التربوي والصحي مرهقان، بحسب تقرير صدر عن الامم المتحدة.

ويشير التقرير الذي يغطي النصف الاخير من العام المنصرم، الى ان ثلاثة أرباع السوريين اصبحوا من الفقراء، وأكثر من نصف السكان (54،3 في المئة) يعيشون في فقر شديد.

ويوضح ان الاسوأ هو معيشة حوالى 20 في المئة من السكان في فقر مدقع، اذ “بالكاد يملكون الوسائل لتلبية أبسط احتياجاتهم الغذائية”، فيما يعاني السكان في مناطق النزاع المحاصرة من نقص الغذاء وسوء التغذية.

وارتفع معدل البطالة بشكل ملحوظ من 10،3 في المئة العام 2011 الى 54،3 في المئة في نهاية العام 2013، بعد ان فقد 2،67 مليون شخص عملهم خلال السنوات الثلاثة الماضية بعد نشوب الازمة، الامر الذي ادى الى فقدان المصدر الرئيسي لدخل 11 مليون شخص.

وسجلت المحافظات الشمالية الشرقية اعلى معدل للبطالة، وهي الحسكة التي تقطنها غالبية كردية والرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المتشددة، اذ بلغ 65 في المئة.

وسجل ادنى معدل للبطالة، من جهة اخرى، في المحافظات التي بقيت الى حد ما بمناى عن النزاع، وخصوصا المنطقة الغربية كطرطوس واللاذقية.

ويقول مدير برنامج التمويل الصغير في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ألكس بولوك، الذي عمل مع البرنامج الانمائي للامم المتحدة والمركز السوري لبحوث السياسات من اجل اعداد التقرير الصادر بعنوان “سوريا مصابة ببلاء البطالة”.

وانكمش الاستهلاك الخاص بسبب الازمة، اذ انخفض الى 25،5 في المئة في 2013 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2012، لكون انفاق الاسر انحصر بالاحتياجات الرئيسية من غذاء وايجار، لا سيما بالنسبة للنازحين.

وازداد وضع الاستهلاك سوءا بسبب ارتفاع معدل التضخم الذي ناهز 178 بالمئة منذ 2011.

وانخفض الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 41 في المئة بالمقارنة مع 2010، اي ما يعادل خسارة في الناتج المحلي الاجمالي يساوي 70,9 مليار دولار منذ بداية الازمة، بحسب التقرير.

كما ان هيكل الناتج المحلي تغير، اذ باتت الخدمات الحكومية والتجارة الداخلية تمثل أكبر حصة منه، في حين انهارت الزراعة والصناعة.

الاتحاد الاوروبي يمدد العقوبات الاقتصادية على سوريا حتى حزيران/يونيو 2015
اعلن الاتحاد الاوروبي الخميس انه سيمدد حتى 1 حزيران/يونيو 2015 العقوبات التي يفرضها على سوريا والتي تشمل خصوصا حظرا نفطيا وتجميد اصول مقربين من نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ونشر القرار الخميس في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي.

وهذه الاجراءات اصبحت تشمل حاليا 179 شخصا و53 شركة او كيان جمدت اصولها ومنعت من الحصول على تأشيرات دخول، وبينها البنك المركزي السوري كما اعلن المجلس الاوروبي في بيان.

وسحب الاتحاد الاوروبي شخصين وشركة (بنك سوريا الدولي الاسلامي) عن لائحته السابقة.

وحظر الاتحاد الاوروبي ايضا على رعاياه شراء اسلحة من سوريا ونقلها نحو دولة اخرى او تولي عمليات النقل هذه. والهدف هو حرمان النظام من مصادر تمويل محتملة.

وياتي تمديد العقوبات قبل ايام من الانتخابات الرئاسية السورية التي ندد بها الغرب واعتبرها “مهزلة”.

ويخوض الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء المقبل الانتخابات امام مرشحين اثنين، لكنهما لا يشكلان اي منافسة جدية له ومن شبه المؤكد عودته الى راس السلطة في ولاية ثالثة تستمر مبدئيا سبع سنوات.

الفاتيكان يدعو واشنطن وموسكو للتحلي ب”الشجاعة لتحرك مشترك” بشأن سوريا
دعا الفاتيكان الذي ينظم الجمعة اجتماعا لتنسيق كل المساعدات التي تقدمها الكنيسة، الخميس الولايات المتحدة وروسيا ودول الشرق الاوسط الى التحلي “بالشجاعة للقيام بتحرك مشترك” من اجل انقاذ سوريا.

وقال الكاردينال الغيني روبرت ساره الذي يدير لجنة تنسيق اعمال الكنيسة في الفاتيكان بتأثر “يجب النهوض من حالة الخمود” مستغربا “ان يلقى سقوط صاروخ على موقع ميليشيات صدى اعلاميا” اكبر مما يلقاه شعب يموت “جوعا وبؤسا”.

وتابع “ان جنيف-2 لا يمكن ان يعني فشل استراتيجية السلام، يجب التحلي بشجاعة مشتركة خصوصا من قبل قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا وجميع دول الشرق الاوسط المعنية”.

وفي صدى دعوة البابا فرنسيس السبت اثناء زيارته الى الاردن الى “جميع الاطراف للتخلي عن محاولة حل المشكلات عن طريق استخدام السلاح والعودة الى المفاوضات”، قال الكاردينال انه لا يمكن تسليح مقاتلين وتدريبهم مع الزعم بالسعي الى السلام.

واضاف “بحسب المعطيات التي بحوزتنا هناك اليوم اكثر من تسعة ملايين شخص بحاجة لمساعدة انسانية، و60% من المستشفيات مدمرة او لم تعد صالحة للاستخدام، واكثر من مليوني لاجىء… واكثر من ستة ملايين نازح في الداخل”.

وسيجتمع المجلس البابوي الذي يديره الكاردينال ساره الجمعة في حضور وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين و25 هيئة، والقاصدين الرسوليين (سفراء) واساقفة المنطقة.

وعندما سئل عن مصير الاب اليسوعي الايطالي باولو دالوليو الذي خطف في سوريا في تموز/يوليو 2013 وتنتشر اخبار متناقضة بشأنه اشارت بعضها الى مقتله غير المؤكد، اجاب الكاردينال ساره بانه لا يملك اي معلومات رسمية في هذا الصدد.

لاجئون سوريون في لبنان يتحسرون على حلم الحرية وامل العودة مع التمديد للاسد
جوزيف عيد
فقد ابو نور (40 عاما)، اللاجئ السوري المقيم في لبنان، الامل بالعودة الى بلاده في المدى المنظور مع التمديد المتوقع للرئيس بشار الاسد، ويسعى الى الهجرة مع عائلته الى كندا في انتظار “معجزة” تنهي الحرب.

في منزله المتواضع في تجمع عشوائي للاجئين السوريين في طرابلس في شمال لبنان، يقول ابو نور الذي غطى وجهه بوشاح وقدم نفسه باسم مستعار خوفا على افراد من عائلته لا يزالون في الوطن، “التظاهرات التي قامت في سوريا (في بداية الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري) كانت معجزة، والحرب لن تنتهي الا بمعجزة. نعول على رب العالمين، هو يحلّها”.

ويضيف الرجل المتحدر من مدينة حماة في وسط سوريا بمرارة “بعد التظاهرة المليونية في حماة، عشنا اربعين يوما كانت من احلى ايام عمرنا. بعدها دخل النظام، وخرب البلد (…) وتعرضنا للاضطهاد والتشرد”.

يشرح انه لم يكن يتوقع يوما ان تقود “الثورة” الى مثل هذا النزاع الدامي الذي حصد حتى الان اكثر من 160 الف قتيل وشرد الملايين، ويقول “كنا نحلم بانتخابات نزيهة تقودنا الى انتخاب الرئيس الذي نريد والذي يمثل بحق الناس الموجودين على الارض”.

ويعيش ابو نور مع زوجته واولاده الخمسة في منزل صغير في الطابق الثالث من مبنى غير مكتمل في منطقة ابو سمرا-حي الشوك في طرابلس، شهد خلال السنتين الاخيرتين ارتفاع عشرات الابنية التي تفتقر الى ادنى المعايير الصحية والسلامة العامة بغرض تاجيرها الى سوريين.
ويروي سكان التجمع انقطاع المياه لايام احيانا من دون سبب، او التيار الكهربائي بسبب تردي الامدادات… على باب المبنى، اولاد يلعبون وسط اكياس نفايات واحذية مرمية وتراب من بقايا الورشة…

وتعتمد العائلات ال2500 التي تقطن التجمع اجمالا في معيشتها على قسائم غذائية من الامم المتحدة. واضطر ابو نور الى بيع سيارته وبعض اغراض بيته بهدف تأمين بعض المال. وهو وغيره كثيرون من سكان التجمع السوريين، لا يعملون، لانهم لا يملكون اوراقا قانونية للاقامة في لبنان، اما لانهم دخلوا خلسة، واما لانهم عاجزون عن دفع مبلغ المئتي دولار المطلوب للاقامة السنوية.

ويقول الشاب الذي كان ناشطا في مدينة حماة “في المجال الاغاثي” قبل ان يتركها منذ حوالى سنتين، “اللعبة الدولية تطيل عمر بشار الاسد”، مضيفا “لا عودة الى سوريا حاليا… هنا الوضع من سيء الى اسوأ. الحل الوحيد في الهجرة الى كندا. ان شاء الله يقبل طلبنا”.

في تجمع آخر للاجئين السوريين قبالة شاطئ طرابلس، ترى غازية الكور (42 عاما) كذلك العودة بمثابة حلم بعيد.

وتقول غازية المطلقة التي تعيش وحدها في لبنان ردا على سؤال عما اذا كانت الانتخابات الرئاسية المرتقبة الثلاثاء ستغير شيئا “لا اتوقع شيئا، لا اتوقع اي تغيير.. احساسي ستصير سوريا التي كانت جنة على الارض (…) عراقا ثانيا”.

وتستدرك الام التي قتل ولداها الفتيان في مدينة حلفايا في محافظة حماة بقذيفة وهما ينتظران امام الفرن لشراء الخبز بينما بقيت ابنتها مع زوجها في سوريا، “كيف نصوّت؟ هل نبيع اولادنا الذين قتلوا؟”.

التجمع المعروف ب”حي التنك” عبارة عن حجارة من الباطون مرصوفة مع اسطح خشبية او معدنية مغطاة بالنايلون، مقطعة من الداخل بستائر والواح خشبية او بلاستيكية. تقيم في المكان حوالى 500 عائلة سورية، الى جانب عائلات لبنانية فقيرة.

داخل خيمة يقتصر اثاثها على فرش وبعض الكراسي البالية ومغسلة “قدمتها لنا الامم المتحدة”، وكرسي حمام مكسور، تقول فاطمة الاربعينية الارملة من رجل “اعدم ميدانيا في حي كرم الزيتون في حمص”، “نعيش بين الجرذان”.

وتضيف بعد ان تروي معاناتها مع تأمين الطعام والحاجات الضرورية لبناتها الثلاث وابنيها الذين تتراوح اعمارهم بين 16 سنة وست سنوات، “الانذال فقط هم الذين سيشاركون في الانتخاب… اي انتخابات مع ذبح الاطفال وكل القتل الحاصل وهذا التشريد؟”.

ولا ترى فاطمة نهاية النفق. “ماذا تريدون ان اقول؟ من الله التدبير”.

واذا كان معظم اللاجئين المقيمين في طرابلس ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية يعتبرون الانتخابات “مسرحية” وامرا واقعا مفروضا على من هم في الداخل، هناك من يجاهر بولائه للاسد.

وتقول صباح (75 عاما) التي وصلت قبل اسبوع من حي الحمدانية في حلب الى المخيم مع زوجة ابنها واحفادها الاربعة، “الله يجعله دائما علينا. سياتينا بشار الاسد بالامن والامان”.

البعض تعب من البؤس، من انتظار المساعدات، من نقص الادوية والعلاجات، من صعوبة تامين التعليم لاولادهم، من معاملة عنصرية وتمييزية من اهل البلد، مثل خالد (48 عاما) الذي يقول بشيء من اليأس “لم لا؟ لنصوت وليأت بشار الاسد. نريد ان ننتهي من هذه الحالة. ايجار هذا المنزل الذي ليس بمنزل هو 200 دولار ولا توجد فرص عمل. نريد ان نعود الى ديارنا”.

ويبدي ابو طارق الذي بدا منذ وطات قدماه ارض لبنان في آب/اغسطس 2011 يهتم بايواء النازحين وحل مشاكلهم، تفهمه للاحباط السائد.

ويقول “الانتخابات مهزلة سياسية في حق الشعب السوري واللاجئين الذين يعانون من اوضاع انسانية صعبة خصوصا في لبنان، (…) المجتمع الدولي خذل الشعب السوري في الداخل والخارج. اصبح لدينا جيل كامل مصاب بالاحباط والياس”.

لكنه يضيف “انا لن اعود طالما النظام قائم. ليس لدي خيار. خرجت من سوريا سعيا وراء الحرية والديموقراطية وهذا نظام لا يعرف الحرية والديموقراطية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى