صفحات العالم

هل يصلح السيناريو اليمني لسورية ؟

ريــــَّـــا أحمـد
ما عدد الشهداء الذي يجب ان يسقطوا في سورية لكي يمنح العالم حصانة لبشار الأسد؟ وما هي الثروة التي يجب أن يجمعها لكي يتدخل العالم ويقنعه بالتوقيع على مبادرة تقضي بتسليم السلطة لنائبه فاروق الشرع وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
لربما كان نظام الأسد من أبشع الأنظمة العربية في قمع الشعوب فالشهداء الذين يسقطون بالعشرات يوميا في عموم المحافظات السورية تشهد قطعا بأن رأس النظام لا يملك أي مقومات إنسانية حيال شعب اعزل خرج سلميا لرفض ممارسات اقل ما يمكن وصفها بأنها (وقحة).
السيناريو اليمني لا يجب أن يتكرر في سورية فأعداد الشهداء في اليمن اقل بكثير منهم في سورية فمن الظلم ان يشعر الأشقاء هناك بالظلم والغبن الذي نشعر به نحن هنا كون من ارتكب الجرائم البشعة في حق ابنائنا ما يزال حرا طليقا يمارس السياسة بكل جرأة و وقاحة يتدخل في أدق التفاصل لليمن الجديد محاولا إفساد البلاد تارة بالقاعدة الذي هو أميرها في اليمن وتارة بالحوثيين الذي صنعهم لإبادة الجيش اليمني ليتسنى له بناء جيش أسري بديلا عن الجيش الوطني وعمل كسمسار من تحت الطاولة بينهم-الحوثيين-وبين ايران.وتارات اخرى بالحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.
يجب أن لا يٌمنح الأسد أي حصانة بعد المجازر شبه اليومية والاعتدءات على حرائر سورية من قبل الشبيحة وغيرها من الممارسات اللا إنسانية التي يمارسها النظام وشبيحته ضد الشعب السوري العظيم.
هل يجب أن يتكرر حادث دار الرئاسة الذي كان في صنعاء في 3 يونيو/حزيران2011 والذي أحرق صالح حينذاك،هل يجب ان يتكرر في سورية لكي تأخذ الامور منحى اخر في خط الثورة السورية؟
يتحدث الأسد في كل خطاب له عن مؤامرة ضد سورية ويتحدث عن مجاميع إرهابية ومسلحة كلامه ليس بعيدا عن الواقع فالمؤامرة موجودة فعلا من النظام ضد الشعب الثائر،والمجاميع الارهابية المسلحة موجودة بتمويل من نظام الأسد نفسه وما عدا هذا فليس ثمة سوى شعب انتفض ضد حاكم جائر جاء إليه مدعيا العلم والديمقراطية بيد انه لا يختلف ابدا عن زملائه من الحكام العرب وان كانوا من جيل مختلف تماما عن جيل الأسد الذي تعلم واصبح طبيبا ليمارس عوضا عن طب العيون مجازر بشعه بحق ابناء سورية الحبيبة.
يدرك العالم كله أن الأسد يسند ظهره إلى ايران وقد صدق نفسه بأنه الزعيم القومي الذي لم يخضع لاسرائيل قط ويوهم نفسه بأنه الزعيم العربي الوحيد الذي يضع قضية القدس في اولويات مهامه كزعيم بليغ في الخطابة ومبدع في الإبادة الجماعية لشعب مهما اراق من دمه لن يرجع عن ثورته فهي ثورة شعب وما من ثورة شعبية تخرج للشارع لتعود خائبة لحظيرة الحاكم.
السناريو اليمني لا يمكن أن يتكرر في سورية فيظل الرئيس رئيساً وأن وضع غيره على الكرسي،ليظل يحكم عبر ابنائه واقاربه وحزبه،ليظل حزب البعث هو الحاكم الفعلي بعد رحيل الرئيس ويدعي بعدها بأنه معارض للحكم بينما الرئيس الجديد ما يزال ينتمي لنفس الحزب.
لا يمكن أن يتكرر السيناريو اليمني في سورية ليتنحى الرئيس عبر انتخابات(هزلية)ليأتي الرئيس الجديد كظل للرئيس القديم ،لا يمكن أن يتخذ خطوات تتناسب مع ما تستحقه المرحلة لا يجرؤ على إقالة اياً من أقارب الرئيس السابق أو منعه من دخول القصر الرئاسي من البوابه الخلفية ليلتقي بالبلاطجة أو بالشبيحة حسب الاشقاء في سورية.
اخيرا لا يمكن للسيناريو اليمني أن يتكرر في سورية فيمنح العالم حصانة للأسد وأقاربه وكل من عملوا معه ليهنأ وإياهم برغد العيش وقد نهبوا خزينة الدولة وقتلوا خيرات الشباب ودمروا اقتصاد البلاد ليكون بعد ذلك في نظر البعض الزعيم الذي لولاه لما تم التداول السلمي للسلطة.
باحثة وصحافية يمنية
القدس العربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى