أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 16 نيسان 2018

 

مساعٍ لتوظيف الضربة في تحريك الحل السياسي السوري

بيروت، موسكو، واشنطن، باريس، لندن – «الحياة»

 

غداة الضربة الثلاثية التي استهدفت منشآت عسكرية وكيماوية في سورية، تجددت الدعوة إلى حل سياسي للأزمة السورية، من خلال مشروع قرار غربي جديد في مجلس الأمن يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية، ويدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية، وبدء محادثات سلام سورية برعاية أممية. ترافق ذلك مع تلويح واشنطن بـ «ضربات جديدة حال استخدم النظام السلاح الكيماوي مجدداً»، وتأكيد بقاء قواتها في سورية حتى إنجاز أهدافها، وفي الوقت نفسه إعلان حزمة عقوبات تستهدف موسكو.

 

واستبقت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي مناقشة مشروع القرار الغربي، بإعلانها أن واشنطن «تُعد عقوبات جديدة على روسيا بسبب دعمها المتواصل للنظام السوري، يتوقع إعلانها الاثنين، وستؤثر في الشركات التي تتعامل مع المعدات المتصلة باستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية». وأكدت في حديث مع محطة «فوكس نيوز» الأميركية، أن بلادها «لن تدخل في أي مفاوضات مباشرة مع النظام السوري»، و»لن تسحب قواتها من سورية إلا بعد أن تحقق أهدافها، وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية بأي شكل يمكن أن يعرّض مصالح الولايات المتحدة للخطر، وهزيمة تنظيم داعش، وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران». وقالت: «هدفنا أن تعود القوات الأميركية إلى الوطن، لكننا لن نسحبها إلا بعد أن نتيقن من أننا أنجزنا هذه الأمور».

 

وكانت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وزعت على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار جديد يجمع، للمرة الأولى منذ أكثر من سبع سنوات، الجوانب الكيماوية والإنسانية والسياسية للنزاع السوري المستمر. ولم يتحدد موعد للتصويت على النص المقترح، إلا أن مصدراً ديبلوماسياً قال إن المشاورات يفترض أن تبدأ اليوم (الاثنين). وأضاف أن الهدف «ليس تغيير معادلات» ولا «تجميع» نصوص موجودة أصلاً، بل البرهنة على أن التدخل العسكري الغربي في سورية لـ «خدمة استراتيجية سياسية».

 

ويدعو مشروع القرار إلى إنشاء «آلية مستقلة» للتحقيق في المعلومات عن استخدام غازات سامة، بهدف كشف مرتكبيها وتحديد المسؤوليات «على أساس مبادئ الحياد والمهنية»، ويدين «بأشد العبارات أيّ لجوء إلى الأسلحة الكيماوية في سورية». كما يدعو سورية إلى التعاون الكامل مع المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، التي بدأ فريقها أمس عمله في دوما، وإلى تطبيق قرار وقف النار الذي تم تبنيه في شباط (فبراير). ويطلب، في المجال السياسي، من «السلطات السورية الدخول في مفاوضات سورية- سورية بحسن نية وبطريقة بنّاءة وبلا شروط مسبقة»، كما يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقديم تقرير عن تطبيق القرار في غضون 15 يوماً من تبنيه.

 

من جانبه، حض وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان روسيا على «الضغط على حليفها (الرئيس بشار) الأسد للبحث عن مخرج للأزمة السياسية… علينا أن نضم جهودنا للدفع باتجاه عملية سياسية في سورية تسمح بإيجاد مخرج للأزمة»، مؤكداً أن «فرنسا تعرض مساهمتها للتوصل إلى ذلك». وزاد: «من يعرقل هذه العملية اليوم هو الأسد نفسه. على روسيا أن تضغط عليه». أما وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، فأكد أن بلاده «لا تسعى إلى تصعيد في شأن سورية»، لكنها ستبحث «الخيارات» مع حلفائها إن استخدم الأسد أسلحة كيماوية مجدداً ضد شعبه. كما دعا المستشار النمساوي زيباستيان كورتس إلى استئناف محادثات السلام السورية التي عقدت في فيينا عام 2015، لوقف إراقة الدماء في هذا البلد. وذكر في بيان أن الصراع ليس له حل عسكري ممكن في ما يبدو، و «بات من الضروري الاحتكام للعقل والمضي قدماً في عملية السلام الديبلوماسية بالقوة اللازمة».

 

في المقابل، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من «فوضى في العلاقات الدولية». وأوضح الكرملين أن بوتين بحث هاتفياً مع نظيره الإيراني حسن روحاني في الوضع في سورية، و «تبادل الرئيسان الآراء حول الوضع بعد الهجوم الصاروخي للولايات المتحدة وحلفائها. وذكر أن هذا العمل غير القانوني يلحق ضرراً بآفاق التسوية السياسية». وشدد على أن تكرار هذه الإجراءات المخالفة لميثاق الأمم المتحدة «سيؤدي إلى فوضى في العلاقات الدولية». كما ناقش بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان «الوضع المتفاقم في سورية»، واتفقا على تكثيف التعاون الثنائي من أجل «تعزيز التسوية السلمية».

 

إلى ذلك، أكد الأسد استعداده التام لاقتباس التجربة الروسية في تنظيم انتخابات على أساس تعددي، وفق ما نقله عنه عضو مجلس «الدوما»، منسق مجموعة المجلس للعلاقات مع البرلمان السوري دميتري سابلين، الذي أشار إلى أن الأسد أبدى اهتمامه بتجربة روسيا في تنظيم العمل الحزبي والبرلماني، مشيراً إلى «أهمية ذلك بالنسبة إلى سورية المتعددة الأديان والطوائف، شأنها شأن روسيا».

 

موسكو تتعهد عدم التدخل في عمل بعثة الأسلحة الكيماوية في سورية

لاهاي – أ ف ب

 

تعهدت موسكو اليوم (الاثنين) عدم التدخل في عمل البعثة التي أوفدتها منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» إلى سورية، للتحقيق في هجوم مفترض بالغاز السام استهدف مدينة دوما قرب دمشق.

 

وأفادت السفارة الروسية في لاهاي على «تويتر» بأن «روسيا تؤكد التزامها ضمان سلامة وأمن البعثة ولن تتدخل في عملها».

 

ونددت ايضا بالولايات المتحدة قائلة ان «الضربات التي نفذتها واشنطن وباريس ولندن على ثلاث منشآت في سورية، هدفها تقويض مصداقية عمل البعثة».

 

وياتي ذلك، بعد بدء اجتماع طارئ للمنظمة في لاهاي اليوم، في جلسة مغلقة لبحث الهجوم المفترض على دوما في السابع من نيسان (ابريل) الماضي، الذي اوقع 40 قتيلا.

 

وتضم المنظمة 192 عضواً، لكن اجتماع اليوم يشمل اعضاء المجلس التنفيذي الـ 41، ودعا اليها رئيسه الحالي سفير بنغلادش شيخ محمد بلال «لبحث الاستخدام المفترض لاسلحة كيماوية» في سورية.

 

البيت الأبيض: مهمتنا في سورية لم تتغير وترامب يريد عودة قواته

واشنطن – رويترز، أ ف ب

 

أكد البيت الابيض أمس (الاحد) أن المهمة الاميركية في سورية «لم تتغير»، مشيراً إلى أن الرئيس دونالد ترامب يريد عودة القوات الاميركية الى الولايات المتحدة في اقرب وقت ممكن.

 

وبعد ساعات من تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ان باريس اقنعت ترامب ببقاء القوات الاميركية في سورية «لمدة طويلة»، قالت الناطقة باسم البيت الابيض ساره ساندرز، إن «المهمة الاميركية لم تتغير»، مضيفة «الرئيس كان واضحا، إنه يريد ان تعود القوات الاميركية باقرب وقت ممكن الى الوطن».

 

وتابعت «نحن عازمون على سحق تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بالكامل، وخلق الظروف التي تمنع عودته، ونتوقع ان يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الاقليميون مسؤولية اكبر عسكرياً ومالياً من اجل تأمين المنطقة».

 

وفي وقت سابق، كان الرئيس الفرنسي أكد في مقابلة مع قناة «بي إف إم» التلفزيونية وإذاعة «آر إم سي» وموقع «ميديابارت» الإلكتروني أن ترامب أصبح الآن مقتنعا بضرورة الإبقاء على الوجود الأميركي في سورية.

 

وقال ماكرون «قبل عشرة أيام قال الرئيس ترامب إنّ الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سورية. أقنعناه بضرورة البقاء هناك. أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء لمدة طويلة».

 

بدورها، أكدت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أمس أن بلادها لن تسحب قواتها من سورية، إلا بعد أن تحقق أهدافها الثلاث.

 

وحددت هايلي، في حديث مع قناة تلفزيون «فوكس نيوز»، ثلاثة أهداف للولايات المتحدة، وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر، وهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران.

 

وقالت: «هدفنا أن تعود القوات الأميركية إلى أرض الوطن، لكننا لن نسحبها إلا بعدما نتيقن من أننا أنجزنا هذه الأمور».

 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي انضم إلى فرنسا وبريطانيا لتوجيه ضربات صاروخية ضد أهداف سورية، أرسل إشارات متضاربة في شأن الوجود الأميركي في سورية.

 

وقال ترامب إنه «يريد سحب القوات الأميركية التي تبلغ حوالى ألفي جندي من سورية»، التي تشارك في الحملة على التنظيم، لكنه بدا أنه يناقض هذه الرسالة عندما قال أمس، إن «الحلفاء الغربيين مستعدون إلى مواصلة الرد العسكري، إذا لم يكف الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة».

 

وردا على سؤال عن العلاقات الأميركية – الروسية أجابت هايلي، أن «العلاقات متوترة للغاية، لكن الولايات المتحدة ما زالت تأمل في علاقات أفضل».

 

وفي غضون ذلك، أعلنت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» أمس بدء العمل في مدينة دوما، للتحقيق في تقارير عن هجوم كيماوي مفترض اتهمت دمشق بتنفيذه.

 

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني إنه «اذا تكررت افعال مماثلة في انتهاك لميثاق الامم المتحدة، فان هذا سيحدث من دون شك فوضى في العلاقات الدولية».

 

واعتبر الرئيسان ان «هذا العمل غير القانوني يلحق ضرراً بالغاً بامكانات التوصل الى تسوية سياسية في سورية».

 

وقال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان: «وصلت لجنة تقصي الحقائق أمس إلى دمشق، ومن المقرر أن تذهب اليوم الى مدينة دوما لمباشرة عملها».

 

وأضاف «سندعها تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط»، متابعاً أن «ما سيصدر عنها سيكذب الادعاءات» بحق بلاده، التي نفت مع حليفتيها موسكو وطهران استخدام السلاح الكيميائي.

 

وكان من المقرر وصول البعثة على دفعتين الخميس والجمعة الماضيين، وتأخر وصولها حتى أمس.

 

وتعهدت المنظمة في بيان أمس أن يواصل فريقها «مهمته في الجمهورية العربية السورية لإثبات الحقائق حول ادعاءات باستخدام اسلحة كيماوية في دوما»، على رغم الضربات الغربية.

 

ويقول عضو ومستشار بعثة سابقة للمنظمة الى سورية، رالف تراب، إن «إزالة الأدلة من الموقع هي احتمال يجب أخذه دائماً بعين الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما اذا كان قد تم العبث بموقع الحادث».

 

تلويح غربي بضربة جديدة على النظام السوري… وبوتين يحذر من فوضى

بيروت، موسكو، واشنطن، باريس، لندن – «الحياة»

 

لوحت أمس واشنطن وباريس ولندن بإمكانية توجيه ضربة عسكرية جديدة إلى النظام السوري، على غرار التي جرت فجر السبت، في حال استخدم السلاح الكيماوي مجدداً، في وقت حذر الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني من «أضرار قد تلحق بآفاق التسوية السياسية في سورية».

 

وغداة الضربة العسكرية الثلاثية التي استهدفت منشآت عسكرية وكيماوية، بدا أن كل الأطراف تسعى إلى ترتيب الأوراق والأولويات، إذ أجمع ديبلوماسيون أميركيون وفرنسيون وإنكليز على التلويح بجزرة «التسوية»، في مقابل التهديد بعصا «ضريبة جديدة حال استخدم السلاح الكيماوي مجدداً»، كما أقروا بأن ضربات السبت «لم تغير الوضع على الأرض». وقالت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن بلادها لن تسحب قواتها من سورية إلا بعد أن تحقق أهدافها. وذكرت في حديث مع «فوكس نيوز» ثلاثة أهداف للولايات المتحدة وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية بأي شكل وهزيمة تنظيم «داعش» وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران. وقالت: «هدفنا أن تعود القوات الأميركية للوطن لكننا لن نسحبها إلا بعد أن نتيقن من أننا أنجزنا هذه الأمور».

 

وكانت هايلي أكدت السبت أن الولايات المتحدة مُستعدة لتنفيذ ضربة أخرى إذا استخدمت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية مُجدداً. وأضافت: «تحدثت إلى الرئيس (دونالد ترامب)، وقال (إذا استخدم النظام السوري هذا الغاز السام مُجدداً ستكون الولايات المتحدة جاهزة للرد). وعندما يضع رئيسنا خطاً أحمر فإنه يفرض هذا الخط الأحمر».

 

أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فرأى أنه بعد الضربات الغربية، يعود لروسيا أن تضغط على حليفها الأسد للبحث عن مخرج للأزمة السياسية… علينا أن نضم جهودنا للدفع في اتجاه عملية سياسية في سورية تسمح بإيجاد مخرج للأزمة».

 

وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن بلاده ستبحث «الخيارات» مع حلفائها إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية مرة أخرى ضد شعبه، مضيفاً أنه «ليس هناك شيء مخطط حتى الآن». وزاد: «بريطانيا لا تسعى إلى تصعيد في شأن سورية… السبب الرئيسي في أن الضربات كانت تصرفاً صائباً هو منع استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية وفي العالم… الضربات على سورية لن تغير دفة الصراع».

 

في المقابل بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني، الوضع في سورية بعد الضربة الصاروخية. ونبه بوتين، وفق بيان للكرملين، أن مواصلة الإجراءات المخالفة لميثاق الأمم المتحدة «يؤدي إلى فوضى في العلاقات الدولية». وأوضح البيان: «تبادل الرئيسان الآراء حول الوضع بعد الهجوم الصاروخي للولايات المتحدة وحلفاؤها على الأرض السورية. وذكر أن هذا العمل غير القانوني يلحق ضرراً بآفاق التسوية السياسية في سورية. وشدد بوتين على أن تكرار هذه الإجراءات المخالفة لميثاق الأمم المتحدة سيؤدي إلى فوضى في العلاقات الدولية». وتأتي تلك المحادثات غداة، اتصال هاتفي آخر بين بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان ناقش «الوضع المتفاقم في سورية». وأوضح الكرملين في بيان، أن الرئيسان اتفقا على تكثيف التعاون الثنائي من أجل «تعزيز التسوية السلمية في سورية»، وذلك «على ضوء ما يجري حالياً في سورية». وأكد أن الجانبين الروسي والتركي «ينطلقان من فرضية أنه على ضوء الحادثة، من الضروري تكثيف التعاون الثنائي بهدف تحقيق تقدم حقيقي في عملية التسوية السياسية في سورية».

 

في المقابل، ذكرت وكالات أنباء روسية أن الرئيس السوري بشار الأسد وصف خلال لقائه أمس مجموعة من المشرعين الروس، الضربات الصاروخية الغربية على بلاده بـ «العمل العدواني». ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المشرعين قولهم إن الأسد كان في «حالة مزاجية جيدة» وأشاد بالدفاعات الجوية سوفياتية الصنع التي ساعدت في صد الضربات الغربية.

 

روسيا تتهم واشنطن بعرقلة عمل خبراء “حظر الأسلحة” في سوريا

 

موسكو: اتّهمت البعثة الروسية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الولايات المتحدة بمحاولة تقويض دور بعثة منظمة حظر الأسلحة في سوريا، حتى قبل وصولها مدينة دوما، بالغوطة الشرقية لدمشق.

 

جاء ذلك عقب تصريحات ممثل واشنطن لدى المنظمة “كينيث وارد”، أعرب فيها عن مخاوف بلاده من إمكانية تلاعب روسيا بالأدلة المتعلقة بهجوم دوما السورية.

 

وقالت ممثلية روسيا الدائمة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عبر موقع تويتر، إن “الولايات المتحدة تحاول تقويض مصداقية بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حتى قبل وصولها إلى دوما”.

 

وشددت على أن “روسيا تؤكد من جديد التزامها بضمان أمن البعثة، وأنها لن تتدخل في عملها”.

 

والسبت، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن بعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها إلى سوريا للتحقيق في الهجوم الكيميائي الأخير، ستباشر عملها، حتى بعد الضربات العسكرية بقيادة واشنطن. (الأناضول)

 

أنقرة تؤكد عدم انحيازها لأي من أطراف الخلاف حول سوريا ردا على تصريحات ماكرون

اسطنبول: أعلنت تركيا الاثنين أنها لا تنحاز إلى أي من أطراف المواجهة الجارية بشأن سوريا، ردا على تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الضربات الجوية الأمريكية والفرنسية والبريطانية على سوريا أثارت اختلافا في الموقف بين أنقرة وموسكو حول هذا الملف.

 

وأكد نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ أن السياسة التركية تجاه سوريا مستقلة عن سياسات الدول الأخرى، وسط تزايد المؤشرات حول عدم ارتياح غربي تجاه التقارب بين أنقرة وإيران وروسيا بشأن سوريا.

 

وقال بوزداغ للصحافيين في قطر ردا على سؤال بشأن تصريحات ماكرون “إن سياسة تركيا تجاه سوريا لا تقضي بأن نقف مع دولة ما أو ضدها”.

 

واضاف في تصريحات تلفزيونية “أيا كانت الجهة التي تدافع عن الحق، نكون إلى جانبها”.

 

ونفذت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ليل الجمعة السبت ضربات ضد أهداف للنظام السوري،المتهم بتنفيذ هجوم كيميائي ضد مدنيين في دوما بالغوطة الشرقية في 7 نيسان/ ابريل الجاري.

 

وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع شبكة “بي إف إم تي في” التلفزيونية “بهذه الضربات وهذا التدخل، فصلنا بين (موقف) الروس والاتراك (…) الأتراك دانوا الضربات الكيميائية ودعموا العملية التي أجريناها”.

 

والسبت رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالضربات معتبرا أنها رد “مناسب” على “الهجمات غير الانسانية” التي يشنها النظام السوري.

 

وتأتي تصريحات بوزداغ عقب توتر بين أنقرة وباريس بعد أن عرض ماكرون الوساطة بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، التحالف الذي تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة منظمة ارهابية، وهو ما رفضه أردوغان بغضب.

 

لكن بوزداغ شدد على أن موقف تركيا المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير.

 

وقال بوزداغ “حتى الآن، هل تغيرت السياسة التي رسمتها تركيا؟” مضيفا أن لتركيا “سياسات مختلفة عن إيران وروسيا”.

 

وفيما طالبت تركيا مرارا برحيل الأسد، تعمل بشكل وثيق مع حليفيه طهران وموسكو في عملية آستانا رغم نجاح محدود.

 

وكان أردوغان استضاف في وقت سابق هذا الشهر في أنقرة قمة حول سوريا مع إيران وروسيا، كانت الثانية من نوعها بعد محادثات ثلاثية في تشرين الثاني/ نوفمبر في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.

 

وقال بوزداغ “إن تركيا لا تسعى وراء نفس أهداف إيران وروسيا، وليست دولة تسعى وراء نفس أهداف الولايات المتحدة”. (أ ف ب)

 

إيران تهدد إسرائيل مجدداً بالرد على قصف مطار التيفور العسكري السوري

 

طهران: جددت إيران، الاثنين، تهديد إسرائيل بالرد على قصفها مطار التيفور العسكري السوري في وقت سابق من الشهر الجاري.

 

ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي القول: “الكيان الصهيوني سيتلقى الرد المناسب عاجلاً أم آجلاً… والاعتداء على سوريا غير قانوني”.

 

وأضاف: “الكيان الصهيوني سيتلقى الرد، فهو لا يمكنه القيام بعمل ما والافلات من العقاب… والمقاومة قادرة في المنطقة على الرد في الوقت المناسب”.

 

وأشارت تقارير إيرانية إلى مقتل سبعة إيرانيين جراء قصف مطار التيفور. وكانت روسيا وسوريا أكدتا أن إسرائيل هي من قصف المطار. كما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الحدود الشمالية لإسرائيل تشهد حالة من التأهب وسط مخاوف من رد محتمل من جانب إيران أو حزب الله.

 

وكان مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، تعهد بالرد على الاعتداء على المطار.

 

وعلى صعيد متصل، قال قاسمي إن القصف الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا مطلع الأسبوع “لن يؤثر على سياسات الجمهورية الإسلامية… فنحن نتابع مبادئنا”.

 

وقال: “هذا النوع من الإجراءات التي تتعارض مع المعايير الدولية والانتهازية ليست خطوة جديدة من قبل أمريكا… وكل ما يلاحَظ من فوضى في المنطقة هو ناجم عن الأخطاء الاستراتيجية الأمريكية”.(د ب أ)

 

ماكرون: فرنسا لم تعلن الحرب على الأسد… وأقنعت ترامب بتحجيم الضربات والبقاء في سوريا

واشنطن تجمد انسحابها… وبريطانيا تدعو موسكو للعودة إلى «الحظيرة الدولية»

عواصم ـ وكالات: قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء أمس الأحد في باريس، بعد الضربات الغربية في سوريا، إن بلاده «لم تعلن الحرب» على الرئيس بشار الأسد.

وأضاف في مقابلة مع التلفزيون «فرنسا لم تعلن الحرب على نظام» الأسد، مشيرا إلى رغبة باريس في التوصل إلى حل سياسي «شامل» للحرب في سوريا يجمع كل الجهات الفاعلة في الأزمة.

وقال ماكرون إنه أقنع ترامب بضرورة قصر الضربات على المواقع الكيميائية،

وأنه أقنع نظيره الأمريكي بـ«البقاء لمدة طويلة» في سوريا بعد قليل من الضربات الغربية، وذلك بعد أن أعلن الاخير انه ينوي سحب قوات بلاده من هذا البلد.

وقال في مقابلة تلفزيونية «قبل عشرة أيام، قال الرئيس ترامب إن الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سوريا، لقد أقنعناه بضرورة البقاء هناك (…) اؤكد لكم اننا اقنعناه بضرورة البقاء لمدة طويلة»، كما قال إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا شريك في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وأعربت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، عن تطلع بلادها لعودة روسيا إلى «الحظيرة الدولية» فيما يتعلق بالأزمة السورية.

وقالت بيرس، في لقاء مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، «نتطلع في هذه المرحلة إلى عودة الروس إلى حظيرة المجتمع الدولي والمساعدة في حل هذا النزاع».

وأضافت: «روسيا واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وتتحمل مسؤولية خاصة، لكنها تعيق الأمم المتحدة والغرب عن حل تلك المشكلة (الأزمة السورية)».

جاءت تصريحات المندوبة البريطانية تعليقا على استخدام موسكو 6 مرات حق النقض (الفيتو) على مشاريع قرارات في مجلس الأمن متعلقة باستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.

في خطوة جديدة تعيد خلط الأوراق لدى اللاعبين الأساسيين أعلنت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، الأحد، أن بلادها جمدت خطة انسحاب قواتها من سوريا، حتى تحقيق جميع الأهداف المرجوة. وأضافت: «وسنفرض عقوبات جديدة على روسيا».

وحددت هايلي، في حديث مع قناة تلفزيون «فوكس نيوز»، ثلاثة أهداف للولايات المتحدة في سوريا وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيمائية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر وهزيمة تنظيم «الدولة» وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران. من جهة أخرى أعلنت هايلي الأحد أن واشنطن ستفرض اليوم عقوبات جديدة بحق روسيا على صلة باستخدام النظام السوري الذي تدعمه موسكو أسلحة كيميائية.

سياسيا وللإجابة على سؤال: وماذا بعد الضربات جاء الرد عبر اقتراح فرنسا مشروع قرار شامل في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى بداية جديدة لحل النزاع في سوريا عبر الوسائل الدبلوماسية.

وذكرت مصادر دبلوماسية في نيويورك أمس أن مشروع القرار يتصدى لمعظم المسائل الملحة للنزاع، ويدعو إلى إغلاق برنامج الأسلحة الكيميائية السوري بشكل نهائي ويطالب بإيضاحات حول تحديد المسؤولية عن هجمات الغاز السام في سوريا. كما يسعى إلى تحقيق وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد وضمان حرية حركة موظفي منظمات الإغاثة الإنسانية من أجل تمهيد الطريق أمام حل سياسي طويل الأجل. كما يدعو إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم «الدولة الإسلامية» في البلاد. ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات حول مشروع القرار اليوم الاثنين، غير أنه لم يتحدد موعد لإجراء عملية التصويت عليه.

وبينما أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بالضربات التي قادتها الولايات المتحدة على أهداف سورية (14 أبريل/نيسان) وحذر من أن وجود إيران هناك يشكل خطرا على سوريا، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره الإيراني حسن روحاني، الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد النظام السوري. وحسب بيان للرئاسة الروسية (الكرملين)، فإن بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع روحاني، وتبادلا معا الآراء حول الهجوم الثلاثي السبت، على مواقع نظام بشار الأسد في سوريا. واعتبر الرئيسان أن الهجوم المذكور «عملٌ غير قانوني، ويُلحق ضررا كبيرا بآفاق الحل السياسي للأزمة السورية». وأشار بوتين إلى أن مثل هذه العمليات «تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، وأن استمرارها سيُفضي حتما إلى فوضى في العلاقات الدولية».

وبعد ساعات من الضربات الغربية أعلنت دمشق سيطرتها بالكامل على الغوطة الشرقية بعد إجلاء آخر مقاتلي «جيش الإسلام» من دوما عقب هجوم عنيف بدأته في 18 شباط/فبراير الماضي وتسبب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل 1700 مدني. وأشادت افتتاحيات الصحف السورية الأحد بتصدي الدفاعات الجوية السورية لما وصفته بـ«العدوان الثلاثي» بعدما أعلنت قيادة الجيش أنها تصدت لنحو «مئة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها… وأسقطت معظمها». وكتبت صحيفة «الوطن»: «خرجت دمشق من العدوان الثلاثي عليها أكثر قوة، وبات الرئيس الأسد اليوم أكثر من أي وقت مضى، زعيما عربيا وأمميا».

وقال الرئيس السوري بشار الأسد الأحد خلال استقباله وفدا روسيا، وفق ما نقل حساب الرئاسة على تطبيق تلغرام، «العدوان الثلاثي بالصواريخ على سوريا ترافق مع حملة من التضليل والأكاذيب في مجلس الأمن من قبل دول العدوان ضد سوريا وروسيا». واعتبر أن ذلك يثبت أن «البلدين يخوضان معركة واحدة، ليس فقط ضد الإرهاب، بل أيضا من أجل حماية القانون الدولي».

من جهة أخرى أوضح تقرير للاستخبارات، رفعت فرنسا عنه صفة السرية، أن باريس استخلصت من تحليل تقني لمصادر متاحة للجميع و«معلومات استخباراتية موثوقة» أن قوات تابعة للحكومة السورية نفذت هجوما كيميائيا على مدينة دوما في 7 نيسان/ابريل.

وحسب التقرير، الذي ترجمته رويترز، فقد وقعت هجمات كيميائية عدة فتاكة في مدينة دوما عصر يوم السبت السابع من أبريل/ نيسان 2018 «ونحن نعتقد وبدرجة عالية من الثقة أن النظام السوري نفذها».

 

الضربات ضد النظام السوري تشعل معركة على «تويتر» بين عمرو موسى ومصطفى بكري

الإعلامي أنكر استخدام الأسد للسلاح الكيميائي ودافع عن القذافي

القاهرة ـ «القدس العربي»: أشعلت الضربات الأمريكية الفرنسية البريطانية، التي وجهت للنظام السوري فجر السبت، سجالا على موقع «تويتر»، بين الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، والنائب الإعلامي مصطفى بكري.

موسى، أوضح، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» أن «الغارات الثلاثية ضد مواقع في سوريا ترسل رسائل متناقضة. أولها أنها ترد على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، ولكنها في الواقع تمثل ردا غير مؤثر… وثانيها أنه إذا كان هذا هو العقاب ضد استخدام الكيميائي فإن هناك إذن ضوءا أصفر وليس أحمر إزاء هذا الاستخدام (إذا كان حدث بالفعل) وذلك بالموازنة بين مكاسب الضربات السورية ونتائج العقاب الأمريكي».

وثالث الرسائل، حسب موسى، «إبلاغ روسيا مسبقا بالغارات ونطاقها، ما يعني أن الأمر لن يستدعي تصعيدا أو صداما أمريكيا أو غربيا مع روسيا إلا من حيث التصريحات والبيانات ومجلس الأمن… إلخ… ورابعها أن هناك عنصر حفظ ماء الوجه خصوصا بعد أن توعد الرئيس ترامب على تويتر بإجراء عسكري قريب… وخامسها هناك تأكيد لتفاهم أمريكي روسي، تأخذه بالحسبان تركيا وإيران، على أطر التصرف في سوريا وحدوده بدون الاهتمام بدور عربي… يلاحظ عدم مساس الغارات بأي مواقع إيرانية أو تابعة لها».

أما الرسالة السادسة فهي أن «القمة العربية بالطبع مطالبة بصياغة رد الفعل العربي على هذه التطورات، كما أنها مطالبة باتخاذ موقف واضح من الاستخدام المحتمل للأسلحة المحرمة… والمهم هو أن تطالب القمة بمقعد عربي على مائدة نقاش مستقبل سوريا».

وسارع بكري، للرد على موسى، إذ قال على موقع «تويتر» إن الأخير و«تعليقا على العدوان الثلاثي على سوريا حدد موقفه في 6 نقاط هي: أن الغارات الثلاثية ضد مواقع في سوريا تحمل رسائل متناقضة أولها أنها ترد على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين ولكنها في الواقع تمثل ردا غير مؤثر، وهنا يمكن القول إن عمرو موسى لم يصف العدوان باسمه إنما وصفه بالغارات الثلاثية، وفرق كبير بين العدوان الذي يمثل اعتداء على دولة ذات سيادة وخروجا على القانون الدولي ومجلس الأمن وبين مصطلح (الغارات الثلاثية) الذي يهرب من توصيف ما جرى على أنه عدوان خارج القانون».

وتابع «موسى يقول أيضا إن هذه الغارات ترد على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وهو بذلك يتبنى الرؤية الأمريكية ويسلم بأن سوريا استخدمت الكيميائي ضد المدنيين، والحقيقة أن البعض أبدى دهشته من تبني موسى للرؤية الأمريكية مستبقا نتائج التحقيق الدولي».

وزاد: «لكنني حقيقة لا أستغرب لأنه أيضا تبنى تبريرات كاذبة عن ليبيا عندما كان أمينا عاما لجامعة الدول العربية وأعطى لحلف الناتو الاستعماري شرعية التدخل لقتل أبناء الشعب الليبي وإسقاط نظامه دون سند من شرعية أو قانون ما تسبب في تمزيق ليبيا وخرابها وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء وعندما يقول في بيانه إن هذه الضربات تمثل ردا غير مؤثر فهو بذلك يحرض على مزيد من الضربات ضد سوريا ويبدو أنه كان يتمنى دمار سوريا على رؤوس كل من تبقى فيها حتى يهدأ باله».

 

كيف تعمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على الأرض؟

لاهاي: يحقق علماء ومسعفون وخبراء أوفدتهم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا في الاتهامات المرتبطة بهجوم مفترض بالغاز السام وقع في الثامن من نيسان/ابريل في مدينة دوما قرب دمشق.

 

وهذه المرة الثانية خلال أسابيع يتم فيها إرسال محققين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع يشتبه بأنه شهد هجوما بسلاح كيميائي بعد تحقيق الشهر الماضي جرى في مدينة سالزبري البريطانية.

 

في ما يأتي بعض الاسئلة والأجوبة بشأن عمل الخبراء خلف الكواليس:

 

– كيف يتم نشر فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؟ –

 

تستغرق التحضيرات لتشكيل فريق تحقيق من أسبوعين إلى أربعة.

 

لكن الأمين العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو قال لوكالة فرانس برس في 2016 إنه شكل فريقا مختصا مكونا من 15 شخصا ليتم إرساله في غضون 24 ساعة على خلفية الاتهامات المتزايدة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

 

وفور الاتفاق على البعثة، يجمع العاملون في مخازن المعدات في منشآت المنظمة في رايسفايك ويتفقدون المعدات والملابس الواقية الضرورية لحماية الخبراء ومساعدتهم في تحليلاتهم.

 

ويفضل المحققون حمل أمتعة خفيفة قدر الامكان، إلا أنهم يحتاجون كذلك إلى التأكد من أنهم يحملون معهم المعدات اللازمة لأداء مهامهم.

 

وهذه المعدات تشمل اسطوانات هواء وعبوات لجمع العينات على غرار التربة والدماء أو النباتات من الموقع الذي يعتقد أن الهجوم وقع فيه.

 

ويتم كذلك توضيب أجهزة للكشف على البخار الكيميائي وأدوات جمع العينات واختبار المياه في أغلفة بلاستيكية صلبة لنقلها بشكل آمن.

 

وتتضمن المعدات الأكثر تطورا أجهزة كشف للقياس الضوئي للهيب يتم إحراق عينة من الهواء داخلها باستخدام لهيب مليء بغاز الهيدروجين في أسلوب يستخدم عادة للكشف عن الغاز.

 

ويتم تجهيز كل عضو في الفريق بأقنعة غاز أو أجهزة تنفس اصطناعي إضافة إلى بزات واقية من المواد الخطرة أو بزات محكمة الإغلاق لمنع التلوث.

 

وبين المواد التي تعد من الضرورات هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية ومستلزمات طبية لحالات الطوارئ تتضمن مضادات للسموم.

 

– من هم أعضاء الفريق؟ –

 

يتكون الفريق عادة من طبيبين ومحققين اثنين مختصين بالأسلحة الكيميائية ومحقق أو اثنين مختصين في تحليل المواد الكيميائية إلى جانب مترجمين وعناصر أمن.

 

وقد يكونون جميعا من جنسيات مختلفة وهم عادة خبراء في مجالهم تلقوا تدريبات مكثفة.

 

وفور وصوله إلى الموقع، يجري الفريق مقابلات مع الشهود والأطباء والمسعفين الأوليين ويقوم بمراجعة أي سجلات متوافرة في المستشفيات.

 

وعدا عن العينات البيئية، يجمع أعضاء الفريق عينات طبية بيولوجية، أحيانا من الأشخاص الذين قتلوا في الحادثة أو كما يفضل — من الناجين.

 

– صعوبات في مناطق القتال؟ –

 

لم يتم ايفاد خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية البتة إلى مناطق تشهد حروبا قبل استدعائهم عام 2013 لمساعدة الأمم المتحدة في التحقيق في الاتهامات بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

 

والبعثة الحالية هي الأولى التي يتم إرسالها إلى خارج دمشق منذ 2014 عندما تعرض فريق للمنظمة إلى كمين بقنبلة زرعت على جانب الطريق.

 

وأكدت النظام السوري وحليفته روسيا أنهما ستضمنان سلامة وأمن بعثة التحقيق في دوما قرب دمشق.

 

لكن طبيعة النزاع تعني أن على الفريق ان يسابق الزمن في اداء مهامه في ظل أوضاع متغيرة سريعا. وعمل الفريق عن قرب مع موظفي الأمم المتحدة الأمنيين لتقييم الوضع على الأرض.

 

وخلال مهمة العام 2013 التي أكدت البعثة فيها أن غاز السارين استخدم في هجوم وقع في آب/اغسطس وأسفر عن مقتل المئات خارج دمشق، لم يكن لديه إلا نحو 45 دقيقة لجمع العينات قبل أن يضطر إلى الانسحاب إثر مخاوف أمنية.

 

– ماذا يحدث بعد ذلك؟ –

 

فور جمع العينات من الموقع، تتم إعادتها إلى هولندا ليتم تحليلها.

 

وقال المدير السابق لمختبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هيو غريغ في مقابلة عام 2016 مع موقع إخباري “يأخذ محققونا العينة ويفحصونها ويسجلونها ثم يحفظونها ويتابعونها إلى حين الانتهاء من التحليل”.

 

وأضاف “لذلك، يعد تسلسل العهدة الكامل بنسبة 100% أمرا مهما للغاية”.

 

ويتم لاحقا فصل الأدلة في رايسفايك الواقعة على أطراف لاهاي قبل إرسالها إلى المختبرات المتعاونة لإجراء تحليلات إضافية.

 

وتتعاون المنظمة مع أكثر من عشرة مختبرات حول العالم تشكل “حجر الزاوية في نظام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقق” وتربطها بها كذلك “اتفاقات لحفظ السرية”.

 

وقال أحد المتحدثين إن المنظمة تمنح “ضمانات ضرورية” للدول الأعضاء بأن التحليلات الكيميائية “تجري بكفاءة وبدون انحياز وبنتائج لا لبس فيها”.

 

*مصدر المعلومات: موقع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ووثائقه وقناته على “يوتيوب”.(أ ف ب).

 

«النصرة» تسيطر على 10 نقاط جديدة بعد مواجهات مع فصائل معارضة في إدلب

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : تعود محافظة إدلب شمال غرب البلاد إلى الواجهة بعد إنهاء النظام السوري ملف غوطة دمشق الشرقية، آخر معاقل المعارضة المسلحة في محيط دمشق، حيث حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان من وقوع كارثة إنسانية في محافظة إدلب التي وصفت بأنها أكبر معسكرات اللاجئين السوريين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة، والتي قد تكون الهدف التالي للنظام السوري، وذلك عقب تحذيرات مماثلة للأمم المتحدة على لسان مستشارها يان إيغلاند، قال فيها إن سوريا قد تشهد «معارك طاحنة» في آخر منطقتين خاضعتين للمعارضة حتى بعد انتهاء الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وأضاف «ما نخشاه هو أنه بعد الغوطة الشرقية قد نرى معارك طاحنة داخل وحول إدلب، وفي الجنوب في درعا» معبراً عن قلقه إزاء المدنيين في إدلب التي ستكون مبعث قلق كونها معسكراً هائلاً للاجئين».

لو دريان، بيّن أن عدد سكان إدلب يبلغ حالياً نحو مليوني نسمة من بينهم مئات الآلاف من السوريين الذين تم إجلاؤهم من مدن كانت قوات المعارضة تسيطر عليها واستعادها النظام السوري، مشيراً في مقابلة مع صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية الأسبوعية «هناك خطر حدوث كارثة إنسانية جديدة، ويجب تقرير مصير إدلب من خلال عملية سياسية تتضمن نزع سلاح الميليشيات».

وعبرت إيران عن مدى اهمية ادلب لها، وأوضح كبير مستشاري «المرشد» الإيراني علي خامنئي، علي أكبر ولايتي تطلع بلاده إلى «السيطرة على إدلب من قبضة مقاتلي المعارضة، وان إدلب مدينة سورية مهمة نأمل بأن تتحرر في القريب العاجل».

وبالرغم من التحذيرات بشأن مناطق سيطرة المعارضة على الحدود السورية التركية، شنّت المقاتلات الحربية السورية امس الأحد، غارات على أماكن متفرقة من ريفي إدلب وحماة المتجاورتين، استهدف عدد منها مخيماً للنازحين قرب قرية أرنبة في جبل الزاوية، كما استهدفت منطقة ترملا في جبل شحشبو بريف إدلب. المرصد السوري لحقوق الإنسان قال ان الطائرات الحربية جددت تنفيذها لغارات على مناطق في ريف إدلب الجنوبي، حيث رصد قصف متواصل لطائرات حربية على مناطق في محيط بلدة الهبيط وحرش عابدين في ريف إدلب الجنوبي.

كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في جبلي تقسيس وجبل البحوث العلمية براجمات الصواريخ قرى النزازة والقنطرة والجيسة وبريغيت بريف حماة الجنوبي، واصيب عدد من المدنيين بجروح، في قصف للمقاتلات الحربية بأكثر من 30 غارة جوية على قرى عز الدين وديرفول وسيلم والقنيطرات بريف حمص الشمالي، وقرية القنطرة بريف حماة الجنوبي، في محاولة من قوات النظام السوري والميليشيات المحلية والاجنبية المساندة التقدم على ثلاثة محاور «الحمرات وقبة الكردي والدلاك» في ريفي حمص وحماة، بهدف تأمين طريق سلمية – حمص، والمنطقة المحيطة.

وقصف النظام، تزامن مع مواصلة النصرة «هيئة تحرير الشام» قتالها ضد فصائل المعارضة في محافظة ادلب، حيث أعلنت «هيئة تحرير الشام» الأحد، سيطرتها على مدينة خان شيخون و16 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي عقب مواجهات عنيفة مع «جبهة تحرير سوريا».

كما سيطرت امس الاحد على مدينة ومعبر مورك بريف حماة، بعد اشتباكات مع «جبهة تحرير سوريا»، وحسب مصادر ميدانية مطلعة للقدس العربي ان مواجهات عسكرية اندلعت خلال ساعات الفجر، على طول الأوتوستراد الدولي من مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، وصولاً إلى بلدة مورك شمال حماه، وانتهت في محيط المدينة حيث انتزعت هيئة تحرير الشام السيطرة عليها وعلى ومعبرها بعد انسحاب «تحرير سوريا» من المنطقة.

وكالة «إباء» المتحدثة باسم هيئة تحرير الشام التي تشكل جبهة النصرة أصلها، ذكرت ان الأخيرة سيطرت على مدينة خان شيخون وقرية تل عاس وتلتها، ودخلت إلى قرى الشيخ مصطفى وموقة وكفرعين ومعرتماتر وجبالا ومعرزيتا وكفرسجنة وركايا وسجنة، إضافة إلى قرى حيش وصهيان والشيخ دامس وكفرمسدة ومدايا والعامرية جنوب إدلب. وأصدرت «جبهة تحرير سوريا» بياناً حملت فيه النصرة «هيئة تحرير الشام» مسؤولية التبعات التي ستترتب على الاقتتال معها في الشمال السوري، كما أصدر «فيلق الشام» بياناً ادان فيه هجمات النصرة محملها مسؤولية «سفك الدماء» بسبب إصرارها على القتال.

وقالت «تحرير سوريا» في بيانها إن «هيئة تحرير الشام» جددت عدوانها للمرة الرابعة مصرة على القتال رغم تدخل العديد من الوسطاء وحصول كثير من الهدن التي باءت بالفشل.

وأشار البيان إلى أن تجدد هجمات «الهيئة» على مدينة معرة النعمان، ينهي جهود لجنة الوساطة المتمثلة بـ «اتحاد المبادرات الشعبية»، مضيفاً أن «الهيئة» تتحمل مسؤولية تبعات الاقتتال والاستنزاف الحاصل في الشمال السوري، والذي لن يكون مفيداً سوى لـ»ميليشيات النظام والروس والإيرانيين وأعداء الثورة».

وذكر «فيلق الشام» إن «تحرير الشام» شنت هجوماً على مدينة على معرة النعمان صباح الأحد، «ضاربة عرض الحائط بجميع الاتفاقات التي تمَّت مناقشتها في الجلسة الأخيرة» قائلاً إن «الهيئة تتحمل مسؤولية الدماء وما ستؤول اليه الساحة من خلال إصرارهم على قتال إخوانهم وتعنُّتهم في ذلك».

 

إفراغ مدينة دوما… و«حميميم» تعلن إنهاء نقل المعارضة منها

دمشق – «القدس العربي»: وصلت آخر دفعة من مهجري مدينة دوما إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية بريف حلب شمالي سوريا، بعد خروجهم من ريف دمشق بموجب الاتفاق المبرم بين جيش الإسلام والجانب الروسي، والذي اعقبه انتشار الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة. ووفقاً لمصادر أهلية لـ»القدس العربي» فقد ضمت الدفعة الثالثة 3613 شخصاً، على متن 97 حافلة دخلوا مناطق سيطرة «درع الفرات» التي تدعمها أنقرة.

مركز «منسقو الاستجابة شمال سوريا» ذكر ان عدد مهجري ريف دمشق الشرقي بلغ خلال شهر آذار وحتى منتصف نيسان 67728 شخصاً وزع قسم كبير منهم على مراكز الإيواء والمخيمات في ريفي حلب وادلب. القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية قالت «تم نقل 3976 مسلحا وعوائلهم الاخرين من مدينة دوما، بواسطة 107 حافلات، حيث اكتمل بذلك خروج المسلحين من المدينة تماما، وفي المجموع، خرج 21145 مسلحاً وعوائلهم».

وذكرت حميميم، منذ بداية العملية الإنسانية في الغوطة الشرقية خرج 67680 مسلحاً وعوائلهم، مشيرة إلى بدء آليات البناء التي نقلها مركز المصالحة الروسي إلى إدارة دوما عملها في إعمار البنية التحتية للمدينة، وتنفذ خدمات فنية لإعمار أنابيب المياه والكهرباء، حيث «يستمر العمل في تطبيع الأوضاع الإنسانية في أرياف أخرى للجمهورية العربية السورية» حسب المصدر.

 

«الائتلاف» المعارض: الضربة خطوة مهمة لتقويض نظام الأسد

دمشق – «القدس العربي»: قال الائتلاف السوري المعارض في بيان له، إن الضربة العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت، خطوة مهمة باتجاه تقويض الإمكانيات العسكرية لنظام الأسد.

وفي بيان له، أكد الائتلاف على أهمية استمرار الضربة العسكرية حتى استكمال أهدافها في منع النظام وحلفائه من استخدام أي سلاح ضد المدنيين في سوريا.

وشدد البيان على ضرورة تحييد المدنيين عن العملية العسكرية وحمايتهم، وأن يكون هدف التحالف من العملية إرغام النظام على القبول بالعملية السياسية، وفق جنيف1 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وحمّل الائتلاف نظام الأسد وحلفاءه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، بسبب استمرارهم في ارتكاب جرائم القتل بحق الشعب السوري، حـسب ما جـاء البـيان.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» قالت أمس في بيان إن الضربات أصابت كل أهدافها بنجاح، وشلت إلى حد بعيد قدرة الأسد على إنتاج أسلحة كيميائية، ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين بسببها.

وقال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أمس السبت، إن هناك «ثمناً» سيتعين على نظام الأسد أن يدفعه إن نفّذ المزيد من الهجمات بأسلحة كيميائية.

 

واشنطن تعلن تجميد خطة انسحاب قواتها من سوريا وتفرض عقوبات جديدة على موسكو

بعد الضربات الغربية على سوريا… الرئيسان الروسي والإيراني: استمرارها سيفضي حتمًا إلى فوضى

عواصم – «القدس العربي» ووكالات: في خطوة جديدة من واشنطن ستربك المشهد في سوريا وتعيد الحسابات لدى كل اللاعبين الأساسيين فيها أعلنت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، الأحد، أن بلادها جمدت خطة انسحاب قواتها من سوريا، حتى تحقيق جميع الأهداف المرجوة. وقالت هايلي، في لقاء تلفزيوني مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية: «نتمنى عودة قواتنا من سوريا، لكن القوات لن تنسحب حتى تحقيق الأهداف». وأضافت: «وسنفرض عقوبات جديدة على روسيا».

يأتي ذلك عقب ضربة ثلاثية نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فجر السبت، استهدفت مواقع للنظام بينها منشآت كيميائية. وجاءت الضربة رداً على مقتل العشرات وإصابة المئات، في 7 أبريل/نيسان الجاري، جراء هجوم كيميائي نفذه النظام السوري على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وأضافت المندوبة الأمريكية بالقول: «لنكن واضحين، إذا انسحبنا، ومتى سننسحب، فهذا سيكون بعد علمنا أن جميع الأمور تتجه إلى الأمام». وتابعت: «استثمرنا كثيراً في العملية السياسية بجنيف، وفي (إيجاد) حل سياسي، وهذه المباحثات مستمرة». وكان بداية أبريل/نيسان الجاري، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عن تخطيطه لإعادة نحو ألفين من القوات الأمريكية في سوريا إلى البلاد. وقال حينئذ: «أريد إعادة قواتنا إلى الديار، أريد إعادة بناء الدولة».

تزامناً بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره الإيراني حسن روحاني، الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد النظام السوري. وحسب بيان للرئاسة الروسية (الكرملين)، فإن بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع روحاني، وتبادلا معًا الآراء حول الهجوم الثلاثي السبت، على مواقع نظام بشار الأسد بسوريا. واعتبر الرئيسان أن الهجوم المذكور «عملٌ غير قانوني، ويُلحق ضررا كبيرًا بآفاق الحل السياسي للأزمة السورية». وأشار بوتين إلى أن مثل هذه العمليات «تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، وأن استمرارها سيُفضي حتمًا إلى فوضى في العلاقات الدولية». كما تطرق الرئيسان خلال المكالمة الهاتفية إلى مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط واليمن. وأبدى الطرفان رغبتهما في تطوير العلاقات والتعاون الثنائي وتوسيع التبادل التجاري بينهما.

 

عقوبات على روسيا

 

من جهة أخرى اعلنت هايلي الاحد ان واشنطن ستفرض اليوم عقوبات جديدة بحق روسيا على صلة باستخدام النظام السوري الذي تدعمه موسكو اسلحة كيميائية. وذكرت هايلي عبر شبكة فوكس نيوز بان الولايات المتحدة سبق ان اتخذت إجراءات عقابية ضد «السلوك السيء» لروسيا في جملة من الملفات، لافتة إلى طرد ستين «جاسوسا روسيا» ردا على تسميم جاسوس روسي سابق في المملكة المتحدة والى عقوبات اخيرة بحق قريبين من الكرملين او بيع اوكرانيا صواريخ مضادة للدبابات. وقالت «هناك مزيد من العقوبات وسترون ذلك الاثنين».

وردا على سؤال لشبكة سي بي اس عما اذا كانت واشنطن ستتخذ تدابير بحق داعمي الرئيس السوري بشار الاسد وفي مقدمهم روسيا وايران، قالت «بالطبع». واضافت «سترون ان العقوبات على روسيا وشيكة»، مشيرة إلى ان وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين «سيعلنها الاثنين (…) وستستهدف مباشرة كل انواع الشركات التي تهتم بمعدات مرتبطة بالاسد واستخدام اسلحة كيميائية»، ملمحة إلى امكان فرض عقوبات محددة على شركات روسية. ووجهت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت ضربات في سوريا ردا على هجوم كيميائي مفترض اتهم الغربيون النظام السوري بشنه في الغوطة الشرقية. وتعهدت واشنطن التدخل في حال وقعت هجمات كيميائية مماثلة موجهة تحذيرا إلى موسكو وطهران.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الأحد إنه لا خطط حاليا لشن هجمات صاروخية جديدة على سوريا وإن بريطانيا ستبحث اتخاذ مزيد من الإجراءات في حالة لجوء الرئيس السوري بشار الأسد مرة ثانية لاستخدام الأسلحة الكيميائة ضد شعبه.

ودعم جونسون، الذي كان يوماً غريماً سياسياً لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، قرارها بالانضمام للولايات المتحدة وفرنسا في ضرب منشآت للأسلحة الكيميائية في سوريا السبت قائلاً إنه كان تصرفاً صائباً.

لكن رئيسة الوزراء ربما لن تجد مثل هذا الدعم عندما تواجه اليوم الاثنين البرلمان الذي لا يزال بعض أعضائه غاضبين من اتخاذ ماي لهذا الإجراء العسكري دون الرجوع إليهم في عملية باتت تقليدا في بريطانيا. وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن توجيه ضربات ناجحة إلى ثلاثة مواقع في سوريا كان رسالة من العالم بأنه فاض الكيل لكنه اعترف في الوقت ذاته بأنه لا يمكنه التأكد مما إذا كان الأسد لا يزال محتفظاً بأسلحة كيميائية. وقال لبرنامج (أندرو مار شو) «ليس هناك اقتراح على الطاولة حاليا بشن المزيد من الهجمات لأن نظام الأسد ليس من الغباء لشن هجوم كيميائي آخر». وأضاف أن بريطانيا ستبحث «الخيارات» مع حلفائها إذا استخدم الأسد أسلحة كيميائية مرة أخرى ضد شعبه.

 

مسألة التوقيت

 

وقال جونسون إنه كان على ماي وحكومتها التحرك سريعاً بشأن سوريا لذا كان من الصعب استدعاء البرلمان من عطلته مضيفا أنه كان هناك الكثير من السوابق التي أنجز فيها الأمر على هذا النحو. ومن المقرر أن تدلي ماي اليوم الاثنين ببيان عن مشاركة بريطانيا في الضربات على سوريا أمام مجلس العموم لكن أعضاء من المعارضة اتفقوا على الدعوة لجلسة ذات أهداف أكثر تحديدا وربما يتم خلالها إجراء تصويت على هذا الإجراء العسكري بأثر رجعي.

ولدى سؤاله عما إذا كان سيدعم إجراء تصويت في نهاية جلسة اليوم رد جيرمي كوربين زعيم حزب العمال على (بي.بي.سي) قائلا «نعم سأفعل لأنني أعتقد أن البرلمان كان ينبغي أن تكون له كلمة فيما جرى وأن رئيسة الوزراء كان يمكنها فعل ذلك بسهولة شديدة».

وأضاف كوربين، الذي تساءل عن الأساس القانوني لقرار الانضمام للضربات واتهم ماي بأنها كانت مجرد تابعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن التصويت من شأنه تحديد الاستراتيجية المستقبلية بشأن سوريا التي أودت الحرب المستمرة فيها منذ سبع سنوات بحياة أكثر من نصف مليون شخص.

وقالت نيكولا ستيرجن رئيسة وزراء اسكتلندا إن تهميش البرلمان كان «خطأ ًفادحاً» بينما اتهمت كارولين لوكاس زعيمة حزب الخضر ماي بتحديد موعد الضربات «لتجنب نقاش في البرلمان» واصفة ذلك بأنه أمر «شائن». بينما وصفت واشنطن وباريس ولندن الضربات الجوية بأنها كانت ناجحة لكن جونسون اعترف بأنه لا يعلم ما إذا كان الأسد لا يزال يملك أسلحة كيميائية. وأضاف أن الوضع في سوريا سيجري مراقبته بصفة يومية.

وتشير استطلاعات رأي إلى أن غالبية البريطانيين لا يزالون يشعرون بالخوف من حرب العراق وأنهم لا يدعمون الإجراء العسكري. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (سيرفيشن) بعد الضربات على سوريا أن 40 في المئة من 2060 شخصا شملهم الاستطلاع عارضوا العملية في حين عبر نحو 36 في المئة منهم عن تأييدهم لها.

 

ترمب: المهمة أنجزت

 

وهاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، وسائل إعلام في بلاده قال إنها استغلت عبارته «المهمة أنجزت» لـ»الحط» من قدر الضربة العسكرية التي نفذتها واشنطن بالاشتراك مع لندن وباريس على النظام السوري فجر السبت.

وقال ترامب في تغريدة عبر «تويتر»: «تم تنفيذ الضربة في سوريا على أكمل وجه وبدقة عالية، لدرجة أن الطريقة الوحيدة التي استطاعت وسائل الإعلام الكاذبة استخدامها للحط من قدر الغارة كانت استخدامي لتعبير (المهمة أُنجزت)». ولدى تعليقه أمس على الضربة الثلاثية التي قادتها واشنطن ضد مواقع للنظام السوري قال ترامب مغرداً على تويتر «المهمة أنجزت بنجاح».

إلا أن وسائل إعلام محلية انتقدت تعبير ترامب، وقالت إن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش سبق واستخدمه في عام 2003 لوصف الغزو الأمريكي للعراق، رغم استمرار العنف هناك لسنوات بعد ذلك.

 

النظام: الضربات أخفقت

 

وبعد ساعات من الضربات الغربية، أعلنت دمشق سيطرتها بالكامل على الغوطة الشرقية بعد إجلاء آخر مقاتلي جيش الإسلام من دوما بموجب هجوم عنيف بدأته في 18 شباط/فبراير وتسبب وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 1700 مدني. وأشادت افتتاحيات الصحف السورية الأحد بتصدي الدفاعات الجوية السورية لما وصفته بـ«العدوان الثلاثي» بعدما اعلنت قيادة الجيش أنها تصدت لنحو «مئة وعشرة صواريخ في اتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها… وأسقطت معظمها». وكتبت صحيفة الوطن «خرجت دمشق من العدوان الثلاثي عليها أكثر قوة، وبات الرئيس الأسد اليوم أكثر من أي وقت مضى، زعيماً عربياً وأممياً».

وقال الرئيس السوري بشار الأسد الأحد خلال استقباله وفداً روسياً، وفق ما نقل حساب الرئاسة على تطبيق تلغرام «العدوان الثلاثي بالصواريخ على سوريا ترافق مع حملة من التضليل والأكاذيب في مجلس الأمن من قبل نفس دول العدوان ضد سوريا وروسيا». واعتبر أن ذلك يثبت أن «البلدين يخوضان معركة واحدة، ليس فقط ضد الإرهاب، بل أيضاً من أجل حماية القانون الدولي».

 

الأسد: أطفالي باتوا يفهمون روسيا بشكل أحسن بعد استجمامهم في معسكر يرعاه بوتين

دمشق – «القدس العربي»: كشف رئيس النظام السوري بشار الأسد عقب لقاء جمعه مع فريق من البرلمانيين الروس مؤخراً، بأن أطفاله قاموا برحلة استجمام في معسكر «أرتيك» للأطفال في شبه جزيرة القرم الروسية.

ونقل الوفد البرلماني الروسي، عن الأسد قوله: «أطفالي باتوا يفهمون روسيا بشكل أحسن، بفضل العطلة التي قضوها في القرم». علماً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشرف شخصياً على أعمال تطوير وصيانة المعسكر، الذي يستقبل عشرات الآلاف من الأطفال سنوياً، وفق ما نقلته قناة «روسيا اليوم».

شبه جزيرة القرم، تقع شمالي البحر الأسود، يحدها من الشرق بحر أزوف، ومساحتها 26 ألف كم2، وسكانها مليونا نسمة وفقًا لتعداد 2001. أهم مدنها هي العاصمة سيمفروبل، وكان اسمها فيما مضى «اق مسجد» أي «المسجد الأبيض» بلغة تتار القرم قبل أن يستولي عليها الروس، ومعسكر أرتيك، هو معسكر دولي للأطفال تأسس عام 1925 ويقع في قرية غروزوف على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم الروسية، ونال المعسكر المذكور شهرة واسعة في العهد السوفييتي، وكان يعتبر درة التاج في منظومة طلائع الأطفال السوفييتية، التي كانت ترعى نشاط الأطفال وتنظم لهم المعسكرات التعليمية والصيفية والتربوية.

ويعتبر المعسكر أحد الأروقة التدريبية للمواهب والأطفال الأذكياء، إلا أن «حافظ»، نجل بشار الأسد، كان قد حصل في منتصف عام 2017، على الترتيب الـ528 من أصل 615 في الأولمبياد العالمي للرياضيات الذي أقيم في مدينة ريو دي جانيرو، في البرازيل.

وكان 6 طلاب سوريين من بينهم حافظ الأسد الابن قد شاركوا ضمن فريق سوري في الأولمبياد، لكن نتيجة نجل الأسـد كانت الأسـوأ بـين زملائه، حيث بلغـت نسـبة الإجـابات الصـحيحة التي حققها 14%، مـحرزاً الـمركز 528 من أصـل 615 متـسابقاً.

 

تقرير للاستخبارات الفرنسية: هكذا نَفَّذت قوات تابعة للنظام السوري الهجوم الكيميائي على دوما

بعد تحليلها شهادات وصورا ومقاطع فيديو

دمشق – «القدس العربي»: أوضح تقرير للاستخبارات رفعت فرنسا عنه صفة السرية، أن باريس استخلصت من تحليل تقني لمصادر متاحة للجميع و»معلومات استخباراتية موثوقة» أن قوات تابعة للحكومة السورية نفذت هجوماً كيميائياً على مدينة دوما في 7 نيسان.

وحسب التقرير الذي ترجمته رويتز فقد وقعت هجمات كيميائية عدة فتاكة في مدينة دوما عصر يوم السبت السابع من أبريل/ نيسان 2018 ونحن نعتقد وبدرجة عالية من الثقة أن النظام السوري نفذها. واضاف التقرير «في أعقاب استئناف النظام السوري لحملته العسكرية وكذلك عقب مستويات عالية من نشاط القوات الجوية فوق مدينة دوما في الغوطة الشرقية، تحدثت تقارير متزامنة من المجتمع المدني ووسائل إعلام محلية ودولية منذ عصر السابع من أبريل/ نيسان عن واقعتين جديدتين لاستخدام مواد سامة.

وقالت منظمتان طبيتان أهليتان تنشطان في الغوطة، (هما الجمعية الطبية السورية الأمريكية واتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية) واللتان تتصف معلوماتهما عموماً بالمصداقية، في تقارير علنية إن الضربات استهدفت بصفة خاصة البنية التحتية الطبية المحلية يومي السادس والسابع من أبريل/ نيسان».

ونوه إلى انه خلال الساعات الأولى من المساء لوحظ تدفق هائل لمرضى على المراكز الصحية في الغوطة الشرقية (لا يقل بأي حال عن 100 فرد) تظهر عليهم أعراض تتفق مع أعراض التعرض لعنصر كيميائي. وتم توثيق ذلك. ويعتقد أن عشرات من الناس، أكثر من 40 فردًا وفق مصادر عدة ، توفوا جراء التعرض لمادة كيميائية، حيث تمثل المعلومات التي جمعتها فرنسا مجموعة من الأدلة التي تكفي لتحميل النظام السوري مسؤولية الهجمات الكيميائية في السابع من أبريل/نيسان.

 

هجمات كيميائية عدة في دوما

 

فقد حللت الأجهزة الفرنسية شهادات وصورًا ومقاطع فيديو ظهرت تلقائياً على مواقع متخصصة وفي الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات والأيام التي أعقبت الهجوم، كما تم أيضاً تحليل شهادات حصلت عليها الأجهزة الفرنسية. وبعد فحص مقاطع الفيديو وصور الضحايا التي نشرت على الإنترنت تمكنت الأجهزة من أن تستنتج، وبدرجة عالية من الثقة، أن الأغلبية العظمى حديثة وليست مفبركة. ويؤكد النشر التلقائي لهذه الصور عبر جميع شبكات التواصل الاجتماعي أنها ليست لقطات فيديو مركبة أو صوراً يعاد استخدامها. وأخيراً، فإن بعض الكيانات التي نشرت هذه المعلومات تعتبر ذات مصداقية عموما.

وحلل خبراء فرنسيون الأعراض التي أمكن رصدها في الصور ومقاطع الفيديو المتاحة لعموم الناس. وقد تم تصوير هذه اللقطات ومقاطع الفيديو إما في أماكن مغلقة داخل مبنى توفي فيه نحو 15 شخصاً أو في مستشفيات محلية استقبلت مرضى عليهم آثار تعرض لمواد كيميائية. ويمكن وصف هذه الأعراض على النحو التالي:

– شعور بالاختناق أو صعوبات في التنفس،

– أقوال عن رائحة كلور قوية ووجود دخان أخضر في المناطق المعنية،

– إفراز زائد للعاب والرغاوى (خاصة من الفم والأنف).

– زرقة في الجسد.

– حروق جلدية وحروق في القرنية.

وحسب التقرير لم تظهر أي حالات وفاة نتيجة إصابات ناجمة عن عنف بدني. كل هذه الأعراض من سمات الهجمات بأسلحة كيميائية وخاصة بعناصر خانقة وعناصر فوسفورية عضوية أو حمض سيانيد الهيدروجين.

وبالإضافة إلى هذا فإن ما يبدو من لجوء الخدمات الطبية لموسعات الشعب الهوائية كما ظهر في التسجيلات المصورة يعزز فرضية التسمم بمواد خانقة.

 

درجة عالية من اليقين

 

2- نظرا لاستمرار العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية في السابع من نيسان/أبريل أو نحو ذلك، فإننا نعتقد وبدرجة عالية من اليقين أن النظام السوري يتحمل المسؤولية.

وتشير معلومات مخابراتية موثوق بها إلى أن المسؤولين العسكريين السوريين نسقوا ما بدا أنه استخدام أسلحة كيميائية تحتوي على الكلور في دوما في السابع من نيسان/أبريل .

واشار التقرير إلى انه «وقع هجوم السابع من نيسان/أبريل 2018 في إطار حملة عسكرية أوسع نفذها النظام على منطقة الغوطة الشرقية. ومكنت هذه الحملة التي انطلقت في فبراير شباط 2018 دمشق الآن من استعادة السيطرة على الجيب بأكمله.

وذكر ان القوات العسكرية الروسية العاملة في سوريا تتيح للنظام التمتع بتفوق جوي واضح مما يعطيه حرية العمل العسكري الكاملة التي يحتاجها لهجماته العشوائية على المناطق الحضرية، وتضمن التكتيك الذي تبنته الفصائل الموالية للنظام الفصل بين الجماعات المختلفة (أحرار الشام وفيلق الرحمن وجيش الإسلام) من أجل تركيز جهودها واقتناص اتفاقات استسلام يجري التفاوض عليها. ومن ثم بدأت الجماعات المسلحة الرئيسية الثلاث مفاوضات منفصلة مع النظام وروسيا. وأبرمت أول جماعتين (أحرار الشام وفيلق الرحمن) اتفاقات أسفرت عن إجلاء ما يقرب من 15 ألف مقاتل وأسرهم.

وخلال هذه المرحلة الأولى، تضمنت استراتيجية النظام السوري السياسية والعسكرية شن حملات عسكرية عشوائية متتالية على السكان المحليين اشتملت أحياناً على استخدام الكلور، ووقف العمليات لإجراء مفاوضات، وبدأت المفاوضات مع جيش الإسلام في آذار مارس لكنها لم تكن حاسمة تماما. وفي الرابع من أبريل/ نيسان وافق جزء من جماعة جيش الإسلام (حوالي ربع الجماعة وفقا للتقديرات) على اتفاق الاستسلام وتم نقل المقاتلين وأسرهم إلى إدلب (نحو 4000 شخص، مع الأُسر).

غير أن ما بين 4500 و5500 مقاتل من جيش الإسلام، معظمهم في دوما، رفضوا شروط التفاوض، ونتيجة لذلك، وبدءاً من السادس من نيسان/أبريل ، استأنف النظام السوري بدعم من القوات الروسية قصفه الكثيف للمنطقة منهياً وقفا للعمليات البرية والجوية كان سارياً منذ بدء المفاوضات في منتصف آذار مارس.

 

«تأكيد استخدام الكيميائي»

 

كان هذا سياق الضربات الكيميائية التي جرى تحليلها في هذه الوثيقة، وفي إطار هذا السياق، يكون استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية منطقياً من وجهتي النظر العسكرية والاستراتيجية معًا:

من الناحية التكتيكية، يستخدم هذا النوع من الذخائر لإخراج مقاتلي العدو الذين يحتمون بالمنازل وللاشتباك في قتال بالمناطق الحضرية في أجواء أنسب للنظام. وهذا يعجل بالنصر وله أثر مضاعف يساعد في التعجيل باستسلام الحصن الأخير للجماعات المسلحة.

أما من الناحية الاستراتيجية، فإن الأسلحة الكيميائية وبخاصة الكلور، والتي جرى توثيقها في الغوطة الشرقية منذ أوائل 2018، تستخدم بصفة خاصة لمعاقبة السكان المدنيين الموجودين في مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون للنظام السوري ولبث أجواء الخوف والرعب التي تدفعهم للاستسلام.

ولأن الحرب لم تنته بالنسبة للنظام، فإنه يلجأ لهذه الضربات العشوائية لإظهار أن المقاومة لا تجدي وليمهد الطريق أمام بسط السيطرة على آخر بؤر المقاومة المسلحة.

ومنذ عام 2012 استخدمت القوات السورية مراراً نفس النمط من التكتيك العسكري: فاستخدمت المواد الكيميائية السامة أساساً خلال الحملات الأوسع في المناطق الحضرية، كما حدث في أواخر 2016 خلال استعادة حلب، حيث استخدمت أسلحة الكلور على نحو منتظم بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية. والمناطق المستهدفة، مثل الغوطة الشرقية، كلها أهداف عسكرية رئيسية بالنسبة لدمشق.

3- الأجهزة الفرنسية ليس لديها معلومات تدعم فرضية أن الجماعات المسلحة في الغوطة كانت ستسعى لحيازة أسلحة كيميائية أو أنها كانت بحوزتها فعلاً، كما أن الأجهزة الفرنسية ترى أن فبركة الصور التي جرى تداولها على نطاق واسع منذ يوم السبت الموافق السابع من نيسان/أبريل أمر يصعب تصديقه، لأسباب منها أن الجماعات الموجودة في الغوطة لا تملك الموارد اللازمة لتنفيذ عملية اتصالات بهذا النطاق.

واشارت فرنسا في تقريرها إلى أنه منذ أبريل/ نيسان 2017 والنظام السوري يستخدم أسلحة كيميائية ومواد سامة في عملياته العسكرية بشكل متزايد، كما يحتفظ النظام السوري ببرنامج أسلحة كيميائية سري منذ 2013.

وتعتقد الأجهزة الفرنسية أن سوريا لم تعلن عن كل مخزوناتها وقدراتها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لدى انضمامها مؤخرا على استحياء لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في أكتوبر/ تشرين الأول 2013.

ومن الجدير بالذكر أن سوريا تحاشت الإعلان عن كثير من أنشطة مركزها للدراسات والبحوث العلمية. ولم توافق إلا مؤخرا على إعلان أنشطة معينة لمركز الدراسات والبحوث العلمية وليس كلها. وفي البداية لم تعلن عن موقعي برزة وجمرايا، وأخيرا فعلت في 2018.

ترى الأجهزة الفرنسية أنه يجب الانتباه بشدة لأربعة أسئلة طرحتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على النظام السوري ولا تزال بلا إجابة، وبخاصة في سياق هذه الحالات الأخيرة التي استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية في سوريا:

– المخزونات المتبقية المحتملة من غاز الخردل ومادة دي.إف (التي تستخدم في إنتاج السارين).

– الأسلحة الكيميائية المحدودة القدرة التي لم يعلن عنها والتي ربما استخدمت مرات عديدة إحداها خلال الهجوم على خان شيخون في أبريل نيسان 2017،

– علامات وجود غاز الأعصاب في.إكس والسارين بمواقع إنتاج وتحميله.

– علامات وجود مواد كيميائية لم يعلن عنها قط ومنها الخردل النيتروجيني وغاز الخردل (لويسايت) وغاز الأعصاب (سومان) وغاز في.إكس.

منذ 2014، نشرت مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتقصي الحقائق عدة تقارير تؤكد استخدام أسلحة كيميائية مع مدنيين في سوريا. وأجرت آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهي الآلية المعنية بهجمات الأسلحة الكيميائية، تسعة تحقيقات في وقائع قـيل إنـها استـخدمت خـلالها.

 

تبادل الاتهامات حول تأخر دخول مفتشي الأسلحة الكيميائية لدوما

 

يتصاعد الجدل الروسي الغربي بشأن الملف السوري، آخر فصوله الخلاف بشأن تأخر دخول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية للتحقق من الهجوم الذي نفذه النظام السوري، السبت قبل الماضي، ضد المدنيين في المدينة، وتسبب في مقتل العشرات.

 

وفيما قالت الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، إن دخول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية مرهون بحصولها على “موافقة الهيئة الأمنية للأمم المتحدة”، شدد مندوب بريطانيا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بيتر ويلسون، على أن النظام السوري وروسيا “عاجزان عن ضمان سلامتهم”.

 

وأوضح المندوب البريطاني في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، اليوم، أن التأكيدات الروسية بشأن سبب عدم تمكن مفتشي المنظمة من دخول دوما السورية “غير صحيحة”، وذلك ردا على مسؤولين روس قالوا إن المفتشين لم يدخلوا دوما بسبب عدم حصولهم على تصريح من الأمم المتحدة، و”لأن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على أهداف في سورية يوم السبت حالت دون دخولهم”.

 

وذكر ويلسون، في مؤتمر صحافي في لاهاي، أن الأمم المتحدة صرحت للمفتشين بالدخول، ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى دوما، “لأن سورية وروسيا عاجزتان عن ضمان سلامتهم”.

 

ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى، إلى تحديد استخدام مواد كيميائية من عدمه، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

 

في المقابل، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، تعليقًا على اتّهام البعثة البريطانية: “أستبعد ذلك تمامًا، وهذه اختلاقات أخرى من نظرائنا البريطانيين”.

 

وأضاف: “تأكدت من مدى صحة هذه المزاعم شخصيا، واتضح أن سبب تعثر انطلاق البعثة إلى دوما يعود إلى غياب موافقة الهيئة الأمنية للأمم المتحدة على توجه الخبراء إلى هناك”، بحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم”.

 

واعتبر ريابكوف أن “الأعمال المسلحة غير القانونية وغير المشروعة التي قامت بها بريطانيا مع مجموعة من الدول الأخرى (في إشارة للضربة الثلاثية) فجر السبت الماضي، حالت دون حل هذه المسألة بشكل عاجل”.

 

ورد الكرملين، أيضا اليوم، بالقول إن “المزاعم البريطانية” بعدم السماح لمفتشي الأسلحة الكيماوية بالدخول إلى مدينة دوما السورية “لا أساس لها”، مضيفا أن “روسيا ساندت باستمرار إجراء تحقيق في الهجوم المشتبه في كونه جرى بالغاز”.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “دعونا لإجراء تحقيق موضوعي. كان هذا منذ بداية ظهور معلومات (عن الهجوم). ومن ثم فتلك المزاعم حيال روسيا لا أساس لها”.

 

وتواجه بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مهمة صعبة في سورية، مع احتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم المفترض في دوما التي دخلتها قوات روسية وأخرى تابعة للنظام، بعد ساعات من الضربات الغربية.

 

وفي السياق، نفى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، أن تكون بلاده قد حاولت التلاعب بمكان الهجوم الكيميائي في دوما.

 

ونقلت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” عن لافروف قوله: “أنا أضمن أن روسيا لم تتدخل في مكان الحادثة”، وذلك في أعقاب إبداء واشنطن قلقها من “احتمال تلاعب” روسيا بالأدلة المتعلقة في هجوم دوما.

 

وأعرب مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، السفير كينيث وارد، اليوم، عن مخاوفه من أن تكون روسيا قد أفسدت موقع الهجوم في مدينة دوما السورية، ودعا المنظمة إلى التحرك لمواجهة استعمال أسلحة سامة محظورة.

 

وقال في تصريحات أوردتها وكالة “رويترز”: “تأخر كثيراً هذا المجلس في إدانة النظام السوري على ممارسته حكم الإرهاب الكيميائي، والمطالبة بالمحاسبة الدولية للمسؤولين عن تلك الأفعال البشعة”.

 

وستُجرى مناقشات في مجلس الأمن، اعتباراً من اليوم الإثنين، حول مسودة قرار جديدة بشأن سورية، قدمها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون بعد ساعات من الضربات الثلاثية، تنص بصورة خاصة على إنشاء آلية تحقيق جديدة تتعلق باستخدام أسلحة كيميائية في سورية.

 

النظام السوري يقصف مناطق سكنية في ريف حمص الشمالي

عبدالله البشير

جددت قوات النظام السوري اليوم الإثنين، قصفها المدفعي لمناطق سكنية، تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حمص الشمالي، بعد يومٍ شهد مقتل ثمانية مدنيين هناك بقصف مماثل، تزامناً مع نشوب معارك، أدت إلى مقتل عناصر من قوات النظام السوري، ومليشيا “الدفاع الوطني”، أثناء هجومهم على مواقع للمعارضة، قرب مدينة الرستن.

 

وجددت قوات النظام منذ صباح اليوم، قصفها مزارع الكن في محيط مدينة الرستن، بالتزامن مع هجوم قوات النظام على المنطقة، استكمالاً لمحاولات التقدم البرية التي بدأت أمس.

 

وتركز هجوم قوات النظام السوري ومليشيا “الدفاع الوطني” أمس، على بلدات “الحمرات سليم والعامرية والجومقلية وعز الدين وديرفول” على طريق مدينة السليمة، إضافة لهجوم مواز على “مزارع الكن” القريبة من مدينة الرستن، شاركت فيه مقاتلات حربية تابعة للنظام، دون تسجيل تدخل للمقاتلات الحربية الروسية.

 

وقالت فصائل الجيش السوري الحر، إنها دمرت خلال الهجوم، أربع دبابات باسخدام صواريخ مضادة للدروع إضافة لسيارات تحمل أسلحة وذخائر.

 

وكان القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام أمس، والذي استهدف مدينة الرستن، وقرة وبلدات ريف حمص الشمالي أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين بينهم نساء وأطفال.

 

وتعيش مناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي، وريف حماة الجنوبي المتاخم له، حالة ترقب وقلق، تزامناً مع تقارير تروجها وسائل إعلام موالية للنظام، وتتحدث عن أن هذه المناطق، قد تكون ميدان عمليات عسكرية كبيرة في الفترة القادمة، بعد إتمام سيطرة النظام على الغوطة الشرقية لدمشق.

 

إلى ذلك، سيطر فصيلا “الشهيد أحمد العبدو” و”جيش تحرير الشام”، التابعان لـ”الجيش السوري الحر”، على مواقع عسكرية لقوات النظام في جبال القلمون الشرقي، في الوقت الذي تمّ التوصل أمس، إلى اتفاقٍ بين فصائل المعارضة في بلدة الضمير وضباط روس، تقضي بخروج المقاتلين والراغبين من المدنيين إلى خارج البلدة الواقعة بالقلمون الشرقي، وإلى وجهةٍ لم يتم تحديدها، يُرجحُ أن تكون إلى مناطق شمالي سورية.

 

وقالت “قوات الشهيد أحمد العبدو” إنها سيطرت مع “جيش تحرير الشام”، على “عدد من المواقع الاستراتيجية في منطقة المحسا بالقلمون الشرقي”، بعد معارك مع قوات النظام السوري المتواجدة هناك.

 

ويأتي ذلك في وقت تخوض فيه فصائل “الجيش الحر” في القلمون، مفاوضات مع ضباط من قاعدة “حميميم” الروسية في سورية، للتوصل إلى اتفاقٍ حول مصير مناطق القلمون الشرقي، التي تُسيطر عليها المعارضة السورية.

 

وتم التوصل أمس الأحد، إلى اتفاقٍ بين المعارضة والضباط الروس، يتعلق بإحدى مناطق سيطرة المعارضة السورية في القلمون، وهي بلدة الضمير، حيث من المقرر أن يتم إفراغ البلدة من مقاتلي الفصائل، ونقلهم مع من يرغب من المدنيين، إلى وجهةٍ لم يتم تحديدها، يرجح أن تكون مناطق إدلب وريف حلب، شمال سورية.

 

وقالت اللجنة التي تفاوض عن البلدة، إن الاتفاق تمّ التوصل إليه “في سبيل تجنيب الآمنين ويلات الحرب والحفاظ على أرواح  أكثر من مئة ألف مدني داخل المدينة من أبناء ضمير، ومن الوافدين إليها من بلدات الغوطة الشرقية والقلمون”.

 

وشكلت معظم الفصائل العسكرية بالقلمون الشرقي، ما سمته “القيادة الموحدة في القلمون”، مع بدء عملية التفاوض مع ضباطٍ روس، بينما لم ينخرط “جيش تحرير الشام” في هذه “القيادة”.

 

وقال “جيش تحرير الشام” في بيانٍ له أمس الأحد، إنه “ليس لنا علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، كما أننا لا ننسق معها”، ليبقى حتى الآن خارج عمليات التفاوض الجارية حول مصير القلمون الشرقي بريف دمشق، والتي لا تزال المعارضة تحتفظ فيها، بالسيطرة على الرحيبة والناصرية وجيرود، وقرى أخرى هناك.

 

(شارك في التغطية: مروان القاضي من ريف دمشق)

 

سفن حربية روسية تتوجه إلى سورية: هل يرد بوتين؟

بينما يترقب العالم ردَّ روسيا على الضربة العسكرية الثلاثية، التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مواقع للنظام السوري، تم رصد سفن حربية روسية محملة بالدبابات تغادر المياه التركية، متجهة إلى سورية، بحسب ما أفادت صحيفة “ديلي ميرور”، اليوم الإثنين.

 

وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير، إنّه “بينما من المتوقع أن يأتي رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شكل حرب إلكترونية في الغرب، انتشرت صور على الإنترنت تشير إلى أنّ روسيا ستعزز جهودها العسكرية في سورية”.

 

وبحسب الصحيفة، فقد شوهدت سفينة النقل البرمائية الروسية “أورسك”، وهي تغادر مضيق البوسفور التركي، يوم الأحد.

 

وقال المراقب البحري يوروك إيسك، إنّها كانت متجهة إلى مدينة طرطوس في سورية، والتي تتواجد فيها القاعدة الروسية، وذلك للمرة الرابعة، بينما تم تحميلها على ما يبدو بالدبابات والشاحنات والمعدات العسكرية.

 

وأشار إيسك، إلى أنّ جهاز تشويش للاتصالات من طراز “بيلينا-6″، تم تركيبه على ما يبدو على هيكل إحدى الدبابات.

 

أما السفينة الثانية، الناقلة الصفراء “رورو ألكساندر تكاشينكو”، فظهرت أيضاً في الصور، وهي تحمل شاحنات ومواد لبناء الجسور، وفق الصحيفة.

 

 

ووجهت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، فجر السبت، ضربة عسكرية ثلاثية، على مواقع للنظام في سورية، بعد الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية.

 

وذُكر، بحسب الصحيفة، أنّ هاكرز روسيين يمكن أن ينشروا معلومات محرجة عن عدد من السياسيين، كجزء من “حرب قذرة” من شقين، للرد على الضربة الثلاثية في سورية.

 

كما يخشى مسؤولو المخابرات البريطانية، من أنّ الرئيس الروسي يخطط لسلسلة من الهجمات الإلكترونية التي من الممكن أن تشل البنية التحتية، بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وشبكات النقل والطاقة.

 

وذكرت الصحيفة، أنّه تم وضع ضباط المخابرات في مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، ووزارة الدفاع، على أهبة الاستعداد للرد على أي حرب إلكترونية “بالتناسب”.

 

 

“حرب قذرة”

 

نبّه وزير الأمن السابق آلان ويست، من أنّ بريطانيا قد تكون هدفاً لـ”حرب قذرة”، بينما يحاول بوتين الرد.

 

وقال ويست لـ”ديلي ميررو”، إنّه من غير المرجّح أن تشنّ روسيا أي عمل عسكري انتقامي، ولكنّها “ستعثر على طرق أخرى”.

 

وتابع: “أعتقد أنّ بوتين سيريد فعل شيء ما. قد يكون قليلاً من السايبر”، مضيفاً “سوف يقوم (بوتين) برد، لكنّه لن يذهب لصواريخ في أكروتيري (قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص) أو شيء من هذا القبيل”.

 

ونقلت “ديلي ميرور”، عن مايكل كلارك، الأكاديمي المتخصص في الدراسات الدفاعية، قوله لشقيقتها صحيفة “صنداي ميرور”، إنّ هجوماً قد يكون وشيكاً في الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة. وأضاف أنّ “الحرب الإلكترونية أمر محتمل للغاية. سيكون هجوماً على البنية التحتية الوطنية، وليس مجرد إزعاج مؤسسات المدينة، بل الدخول إلى نظام النقل، أو النظام الصحي، أو مراقبة الحركة الجوية”.

 

ووفقاً لتقارير، فقد تم تحذير رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، من أنّه قد يتم استهداف السياسيين في أي هجوم إلكتروني روسي، كما حصل مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016.

 

وفي السياق، نقلت الصحيفة قول أحد المصادر لصحيفة “صنداي تايمز”، “نحن نعرف ما في قواعد اللعبة الروسية. هناك مواد تستخدم كأدلة للمساومة، نحن جميعاً مستعدون لذلك”، مضيفاً “نحن نعلم أنّ لديهم القدرة على اختراق مثل هذا النطاق”.

 

وأوضح “نحن لا نقول أنّ هناك صورة لـx سيتم نشرها، ولكن سيكون من المدهش لنا، أن لا يكون لديهم مثل هذه المواد”.

 

وعن أي رد بريطاني على هجوم إلكتروني روسي محتمل، قال المصدر: “إذا قاموا بمهاجمتنا بعنف، سيكون لدينا بالتأكيد القدرة على القيام ببعض الأشياء لهم. ولكن خلافاً لروسيا، نحن نلتزم بالقانون، لذا فإنّ أي عمل سنقوم به سيتم تنفيذه بشكل متناسب”.

 

وقال الكولونيل ريتشارد كيمب، الذي قاد عملية في أفغانستان عام 2002: “سوف ينظر الروس إلينا على أننّا عدو مباشر، وأعتقد أنّ الاحتمال الأكبر لردهم، هو زيادة نشاطهم التجسسي”.

 

(إعداد: هناء نخال)

 

مخاوف من طمس النظام والروس معالم مجزرة الكيميائي بدوما/ عادل حمود

من المتوقع أن تدخل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما، اليوم الاثنين، لمعاينة المكان الذي قُتل فيه عشرات المدنيين، إثر هجومٍ بغازات سامة، مساء السابع من إبريل/نيسان الحالي، وسط مخاوف من أن تكون معالم الواقعة قد طُمست، بعدما أعلن النظام السوري سيطرته بالكامل على الغوطة الشرقية، ودخلت الشرطة العسكرية الروسية إلى دوما، التي باتت خالية تماماً من أي تواجدٍ للمعارضة السورية.

وكانت البعثة الدولية قد وصلت أمس الأول السبت إلى دمشق، حيث كان من المقرر أن تباشر عملها في مدينة دوما، لكن حكومة النظام السوري قالت إن ترتيبات أمنية أجلت دخول البعثة.

وقد التقى نائب وزير الخارجية في حكومة النظام فيصل المقداد، بأعضاء اللجنة أمس، الأحد، في فندق “الشيراتون” بدمشق، قبل أن يصرح معاونه أيمن سوسان لوكالة “فرانس برس”، بأن “لجنة تقصي الحقائق التي وصلت السبت إلى دمشق ستباشر عملها في مدينة دوما وستدعمها الدولة السورية، لتقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط”، مستبقاً نتائج تحقيق البعثة بالقول إن “ما سيصدر عنها سيكذب الادعاءات” حول هجوم دوما الكيميائي.

وفيما يُنتظر أن تدخل البعثة اليوم إلى دوما، ويتوقع أن تُنهي مهامها بعد غدٍ الأربعاء، بعد تقديمها تقريراً أولياً للأمم المتحدة، سادت مخاوفُ من أن تكون معالم واقعة الهجوم قد طُمست من قبل سلطات النظام السوري مع العسكريين الروس.

وقال وفد بريطانيا في المنظمة، نقلاً عن المدير العام للمنظمة، إن مفتشيها لم يسمح لهم بعد بدخول مواقع في دوما.

وقال الوفد البريطاني لدى المنظمة في بيان نشره على موقع “تويتر”، إن روسيا وسورية لم تسمحا للمفتشين بدخول دوما، مشدداً على أن “إمكانية الدخول دون قيود ضرورية… على روسيا وسورية التعاون”.

وعبّر ممثل الولايات المتحدة بالبعثة الدولية كينيث وارد، اليوم الاثنين، عن خشيته من أن تكون القوات الروسية في سورية قد طمست موقع الهجوم بدوما، وهو ما سيعرقل عمل البعثة الدولية التي كان أحد أعضائها قد حذّر سابقاً من أن يتم المساس بموقع الهجوم.

بدوره، نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الاثنين ادعاءات مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن روسيا ربما أفسدت موقع هجوم كيماوي مشتبه به في مدينة دوما السورية. وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.ٍسي) “أؤكد أن روسيا لم تفسد الموقع”.

كذلك اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن “لا أساس” لاتهام روسيا بعرقلة وصول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما، مؤكدا ان روسيا كانت منذ البداية “مع تحقيق محايد”.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن دخول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما بالغوطة الشرقية مرهون بحصولها على “موافقة الهيئة الأمنية للأمم المتحدة”.

وكان رالف تراب، وهو عضوٌ ومستشار بعثة سابقة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سورية، قد حذّر، أمس، من أن المساس بموقع الحادثة، أو محو الأدلة منه، يُعدُ “احتمالاً يجب أخذه بعين الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما إذا كان قد تمّ العبث بموقع الحادث”.

ويشير هذا التصريح إلى وجود تخوف لدى بعض أعضاء اللجنة من أن يتم بالفعل محو أي أدلة قد تقود إلى نتائجَ ملموسة في عملها. ومن المتوقع أن تقوم البعثة باستقصاءٍ في موقع الهجوم، لمعرفة ما إذا كان قد تمّ العبث بالموقع، لمحو آثار الهجوم الذي قتل العشرات، ونفذت على أثره الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا، هجماتٍ صاروخية صباح الرابع عشر من هذا الشهر، ضد مواقع عسكرية للنظام، قالت إنها قوضت قدرة النظام على استخدام السلاح الكيميائي مجدداً.

ويصعب الوصول إلى مصادر مستقلة في مدينة دوما، لمعرفة ما إذا كان قد حصل أي تغييرٍ بموقع الهجوم الكيميائي، إذ غادرها جميع النشطاء الأسبوع الماضي، وباتت تحت سيطرة قوات النظام والشرطة العسكرية الروسية.

العربي الجديد

 

حظر الكيماوي”: هل أفسدت روسيا موقع الهجوم؟

توالت تصريحات مبعوثي الدول الأعضاء في منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، على هامش اجتماع مغلق للمنظمة، في لاهاي، الإثنين، يُعقد بشكل خاص لمناقشة الهجوم الذي وقع في 7 نيسان/أبريل على مدينة دوما السورية.

 

وكان مفترضاً أن يتزامن الاجتماع المغلق للمنظمة مع بدء دخول مفتشيها إلى موقع الهجوم الكيماوي في بلدة دوما من الغوطة الشرقية. إلا أن الخارجية البريطانية قالت الإثنين: “مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لم يسمح لهم بعد بدخول مدينة دوما”، قبل أن ترد الخارجية الروسية، بالقول: “تأخر وصول فريق التحقيق التابع لمنظمة حظر الكيماوي إلى دوما بسبب الغارات الأميركية الاخيرة”. وقال مسؤول روسي رفيع، الإثنين، إنه “لا يمكن لمفتشي الأسلحة الكيماوية دخول دوما بلا ترخيص من الأمم المتحدة”.

 

وقال مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” السفير كينيث وارد، إن هناك مخاوف من أن تكون روسيا قد أفسدت موقع الهجوم بأسلحة كيماوية في مدينة دوما السورية، ودعا المنظمة إلى التحرك لمواجهة استعمال أسلحة سامة محظورة. وأضاف: “تأخر كثيراً هذا المجلس في إدانة الحكومة السورية على ممارستها حكم الإرهاب الكيماوي والمطالبة بالمحاسبة الدولية للمسؤولين عن تلك الأفعال البشعة”.

 

من جهته، قال مبعوث بريطانيا لدى المنظمة بيتر ويلسون، إن المنظمة سجلت 390 ادعاء باستخدام غير قانوني لذخيرة سامة محظورة في سوريا منذ 2014 ودعا الدول الأعضاء إلى التحرك بشكل جماعي. وأضاف: “حان الوقت لكل الدول الأعضاء في هذا المجلس التنفيذي لاتخاذ موقف… فشل المنظمة في التصرف ومحاسبة الجناة يخاطر بمزيد من الاستخدام الوحشي للأسلحة الكيماوية في سوريا وخارجها”.

 

من جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بكر بوزداج، الإثنين، إن تركيا لا تدعم أي دولة في سوريا وإن سياستها في المنطقة مختلفة عن سياسات إيران وروسيا والولايات المتحدة. وتأتي تصريحاته، بحسب وكالة “رويترز”، رداً على سؤال للصحافيين عن تصريح سابق من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن دعم تركيا للضربات الصاروخية على سوريا أوضح أنها “منفصلة” عن روسيا.

 

وقال بوزداج للصحافيين في قطر: “سياسة تركيا حيال سوريا ليست الوقوف مع أو ضد أي دولة. لا تغيير في السياسة التي تطبقها تركيا”. وتابع قائلاً: “ليست لنا سياسة موحدة مع الولايات المتحدة في ما يخص وحدات حماية الشعب (الكردية) ولم يتغير موقف تركيا. نعارض أيضا الدعم غير المشروط للنظام (السوري) ونختلف عن إيران وروسيا في ذلك”. وأضاف بوزداج أن تركيا لا تتردد أيضا في العمل مع أي دولة دافعت عن “المبادئ الصحيحة” في سوريا.

 

من جانب آخر، نقلت وكالة “انترفاكس” الروسية عن وزارة الخارجية الروسية، قولها الاثنين، إن موسكو ستدرس مسودة مشروع قرار من الأمم المتحدة بشأن سوريا طرحتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. ونقلت الوكالة عن مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية قوله: “ما زال علينا أن ندرسها. لم تطرح إلا منذ فترة وجيزة ويجب أن يستمر العمل.. لا نرفضها على الفور نحتاج إلى النظر فيها”.

 

الضربات الغربية لا تحظى باجماع أوروبي

لا يبدو أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سوريا، قد حظيت باجماع داخل الاتحاد الاوروبي، إذ يشكل إحياء الحوار مع روسيا أولوية لوزراء الخارجية الاوروبيين الذين اجتمعوا، الإثنين، في لوكسمبورغ.

 

ودعا الاتحاد الأوروبي، الإثنين، روسيا وإيران الى استخدام نفوذهما على الحكومة السورية لمنعها من أي استخدام آخر للأسلحة الكيماوية. وقال الاتحاد الأوروبي في تصريحات لاجتماع لمنظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، ونقلتها “رويترز”: “الاتحاد الأوروبي يدعو جميع الدول، خاصة روسيا وإيران، لاستخدام نفوذها لمنع أي استخدام آخر للأسلحة الكيماوية، خاصة من جانب النظام السوري”.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الإثنين، إن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا لن تغير مسار الحرب، ولكنها كانت طريقة لإظهار أن العالم قد فرغ صبره على الهجمات الكيماوية. وتابع قائلاً للصحافيين لدى وصوله لحضور اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي: “من المهم جدا التشديد على أنها ليست محاولة لتغيير دفة الحرب في سوريا أو لتغيير النظام”. وأضاف: “للأسف ستستمر الحرب السورية بشكلها المروع والبائس. لكن العالم كان يقول إنه نفد صبره على استخدام الأسلحة الكيماوية”.

 

وصرح وزير الخارجية الالماني هيكو ماس، لدى وصوله الى لوكسمبورغ: “يستحيل حل النزاع من دون روسيا”، بحسب ما نقلته “فرانس برس”، مؤكداً أن الاولوية هي تجنب “تصعيد” عسكري في المنطقة. ونقلت قناة “الجزيرة” عن ماس استبعاده أن يكون رئيس النظام السوري بشار الأسد جزءاً من الحل في سوريا. وأضاف: “الصراع السوري بحاجة إلى حل يتم التوصل إليه عبر التفاوض وتشارك فيه كل القوى في المنطقة”، مضيفا أنه “لا يمكن أن يتخيل أحد أن يكون شخص يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه جزءا من هذا الحل”. وأبلغ ماس الصحافيين عند وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل “سيكون هناك حل يشارك به جميع من لهم نفوذ في المنطقة”.

 

وقال وزير الخارجية البلجيكية ديدييه ريندرز: “علينا ان نسلك مجدداً طريق حوار سياسي حول سوريا مع روسيا وايران” الداعمتين للنظام السوري.

 

وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يكتفي الوزراء الاوروبيون في لوكسمبورغ بالتعبير عن تفهمهم للضربات. وعلق وزير خارجية لوكسمبورغ يان اسلبورن: “انها عملية (عسكرية) واحدة ويجب ان تبقى كذلك”. من جهته، قال نظيره الليتواني ليناس انتاناس لينكيفيشيوس، إن “حلا سلمياً يتطلب احياناً عملاً شديداً”.

 

وبينما اتفق اعضاء الاتحاد الأوروبي الـ28 على أن الهجوم على دوما كان غير مقبول ويجب ألا يمر من دون عقاب، لم يتطرق بيان صادر عن وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني، إلى تأييد الضربات مكتفياً بالتأكيد أنه ستتم “محاسبة المسؤولين عن هذا الانتهاك للقانون الدولي”. وقال مصدر أوروبي إن البيان “لم يكن مفاجئا”.

 

لكن دول الاتحاد الأوروبي منقسمة بحيث تقف فرنسا وبريطانيا في جهة ودول محايدة في جهة أخرى بينما في الوسط تبنى أعضاء في حلف شمال الأطلسي مواقف متباينة من الضربات. واكدت ايطاليا ان “هذا العمل المحدود (…) لن يكون بداية تصعيد”.

 

وأكد مصدر أوروبي ان “بيان الدول الـ28 هو أقصى ما يمكنهم قوله”، فيما كان تأييد حلف شمال الاطلسي أكثر وضوحاً.

 

وينبع التباين بين الحكومات الاوروبية من خشية رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدعم نظيره السوري بشار الاسد.

 

وقال مسؤول أوروبي: “على الاتحاد الاوروبي ان يبقى موحداً. علينا تجنب ان تتبنى كل دولة سياسة منفردة حيال موسكو. هذا مهم لوجود الاتحاد”. وسارعت موسكو إلى استغلال الانقسامات في الاتحاد الأوروبي التي بدت واضحة في ردود الفعل على عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا.

 

وقال ديبلوماسي أوروبي إن “الجميع خلصوا الى الامر نفسه. الجميع قرأوا الوقائع بالطريقة نفسها لكنهم لم يصدروا ردود الفعل نفسها”. وفي المحصلة، عمدت 19 دولة عضوا في الاتحاد الاوروبي الى طرد ديبلوماسيين روس في حين اكتفت خمس دول باستدعاء سفرائها للتشاور ولم تتخذ ثلاث اخرى هي النمسا وقبرص اليونان اي خطوة.

 

وبعد ضغط مكثف من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وقع قادة دول التكتل الـ28 بياناً صدر في قمة ببروكسل الأسبوع الماضي واتهم روسيا بتنفيذ العملية. لكن الأمر تطلب كثيرا من الجهود لإقناع المترددين.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، الأحد: “ينبغي ان نأمل الان بان روسيا ادركت انه بعد الرد العسكري (…) علينا ان نوحد جهودنا من اجل عملية سياسية في سوريا تتيح الخروج من الازمة. ان فرنسا مستعدة للتوصل الى ذلك”.

 

وفاة مريبة لصحافي روسي بعد تحقيقاته في سوريا

لقي الصحافي الاستقصائي الروسي، مكسيم بورودين، الذي كان يُغطي مقتل مرتزقة روس في سوريا، حتفه، بعد “سقوطه” من شرفة مسكنه في الطابق الخامس في مدينة يكاترينبورغ الروسية. وأفاد موقع “نوفي دين” الإخباري، أن مراسله تُوفي في المستشفى يوم الأحد، فيما وُصفت هذه الوفاة بـ”المريبة”.

 

 

وفي حين لم يتضح سبب السقوط بعد، نقلت تقارير إخبارية روسية عن الشرطة قولها إنّ المسكن كان مغلقاً من الداخل. وجاء في الرواية الرسمية الروسية أن باب شقته كان مغلقاً لحظة وصول الشرطة إليها، بعدما تبلغوا من جيرانه عن “انتحاره”. إلا أن رئيسة تحرير موقع “نوفي دين”، بولينا روميانتسيفا، أعلنت أنها لا تصدّق الرواية الرسمية، وإنها تشكك في كل ما ورد فيها.

 

وكان بورودين قد كتب في آذار/مارس الماضي عن جثث يعتقد أنها لمرتزقة روس وصلت إلى قرية روسية، حيث عمل على سلسلة تحقيقات عن مقتل عدد كبير من مرتزقة روس كانوا يقاتلون إلى جانب النظام السوري، وكان هو أول من كشف عن قتل القوات الأميركية للعشرات منهم، مستنداً في ذلك إلى “مصادر موثوقة”، قائلاً إن “مجموعة من المرتزقة الروس المزودين بدبابات ومدافع، هاجموا منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، فهاجمتهم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في محافظة دير الزور وقتلت منهم أكثر من 200 مرتزق”.

 

وأوضح بوردوين أن القتلى الروس هم جزء من ميليشيا روسيا تُعرف باسم “واغنر غروب”، ولديها 2500 مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الأسد. وفي حين تجاهلت الحكومة الروسية ما ورد في تحقيقات بوردوين، إلا أن الولايات المتحدة أكّدت على ما ذكره الصحافي الروسي، ولاحقاً أعلن مدير “وكالة الاستخبارات المركزية”، مايك بومبيو، إن قتلهم كان “رداً على هجوم قوات النظام السوري على مواقع قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة”.

 

تجدر الإشارة إلى أن ميليشيا “واغنر غروب” يعتقد أنها ممولة من يفيغيني بريغوجين، الذي دانته الولايات المتحدة في تهم تمويل مجموعات تأثير وتوجيه الراي العام عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف التأثير في انتخابات الرئاسة الأميركية العام 2016.

 

فيلق الشام” يفصل مقاتلين اعتقلوا صحافياً وعذّبوه

أعلن “فيلق الشام” في ريف حلب الشمالي أنه فصل عدداً من العناصر التابعين له على خلفية اعتقالهم أحد الصحافيين وتعذيبه، قائلاً في بيان إنه اتخذ هذا القرار بسبب “تصرفات العناصر الفردية باسم الفيلق، دون الرجوع إلى قيادته، وعدم الالتزام بتعليماته وأوامره”.

 

وأتى قرار “فيلق الشام” استجابة لعدد من البيانات الشاجبة لما قام به عناصره، أبرزها بيان “اتحاد الإعلاميين السوريين”، الذي جاء فيه أن “مجموعة مؤلفة من 15 عنصراً، تابعة لأبو أسعد قائد لواء أحرار الشمال التابع لفيلق الشام،  قامت باعتقال الصحافي عمر جيجو يوم الجمعة الماضي”.

 

وأوضح رئيس الاتحاد، سعد السعد، في تصريحات لمواقع سورية، أن عناصر “فيلق الشام” قاموا باعتقال الصحافي، عمر جيجو، على خلفية نشره مقطع فيديو لأحد الأعراس، وضمن هذا الفيديو يوجد شاب يقوم بإطلاق النار، والذي تبين فيما بعد أنه استشهد في معركة غصن الزيتون، وأن هذا الفيديو يعود لسنة ونصف مضت، عقب اتصال من شقيق الشهيد، ليقوم عقبها جيجو بحذف الفيديو والاعتذار ضمن منشور، ولكن في اليوم التالي تعرض للاختطاف. وأشار السعد إلى أنهم في الاتحاد قاموا بصياغة بيان يطالبون فيه بتسليم المجموعة ومحاسبتها وإنزال أشد العقوبات بها.

 

من جانبه، رفع الصحافي عمر جيجو دعوة رسمية، وتم تحويل الأمر للمكتب القانوني باتحاد الإعلاميين السوريين، الذي قام بدوره بإجراء تقرير طبي ورفع دعوة بصفته مدني، وأخرى بصفة إعلامي، بحسب ما ذكر رئيس الاتحاد.

 

وكان جيجو قد اعتقل من داخل منزله في قرية كفرة، وتعرض ابنه وابن عمه للضرب من قبل عناصر اللواء، قبل أن يتم اقتياده إلى  “مقر فيلق الشام في قرية كفركلبين” وتعذيبه، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام سورية.

 

منظمة حظر الكيماوي” تبدأ تحقيقها في مجزرة دوما

تعقد منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” اجتماعاً، الإثنين، في لاهاي غداة بدء خبرائها التحقيق في سوريا بشأن هجوم كيماوي في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

 

وبعد ساعات على الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، فجر السبت، ودمرت فيها ثلاثة مواقع يشتبه بأنها مرتبطة ببرنامج السلاح الكيماوي السوري، أعلنت منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” وصول “فريق تقصي حقائق” إلى دمشق تمهيداً للتحقيق في الهجوم الكيماوي في دوما، والذي أدى إلى مقتل أربعين شخصاً.

 

وتواجه البعثة مهمة صعبة في سوريا بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية، بحسب وكالة “فرانس برس”. وتتعلق المخاطر أيضاً باحتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم في دوما التي دخلتها قوات روسية وسورية بعد ساعات من الضربات الغربية. وبعد ساعات من الضربات الغربية، أعلنت دمشق سيطرتها بالكامل على الغوطة الشرقية بعد اجلاء آخر مقاتلي “جيش الاسلام” من دوما.

 

العضو والمستشار في بعثة سابقة للمنظمة الى سوريا رالف تراب، قال إن إزالة الأدلة من الموقع هي “احتمال يجب أخذه دائماً في الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما اذا كان قد تم العبث بموقع الحادث”.

 

ولم يتم التثبت مما إذا كان الفريق توجه الى دوما ليبدأ عمله الميداني، كما أعلن معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان، مؤكداً: “سندعها (البعثة) تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط”.

 

وعادة ما يبدأ المحققون عملهم بلقاء المسؤولين، لكن الاجتماعات تعقد خلف أبواب مغلقة، كما يفرض الطرفان تعتيماً اعلامياً على مسار عمل وفد المحققين.

 

وشاهدت مراسلة “فرانس برس”، الأحد، نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، يدخل الفندق الذي يقيم فيه وفد المنظمة، وخرج منه بعد ثلاث ساعات، من دون الإدلاء بتصريح. وقالت وكالة “رويترز” إن الاجتماع تم بحضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري بارز.

 

من جهته، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، من أن توجيه الغرب ضربات جديدة ضد سوريا سيحدث “فوضى” في العلاقات الدولية. وحذر بوتين، الأحد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني، من أنه “اذا تكررت افعال مماثلة في انتهاك لميثاق الامم المتحدة فإن هذا سيُحدث بدون شك فوضى في العلاقات الدولية”. واعتبر الرئيسان ان “هذا العمل غير القانوني يلحق ضرراً بالغاً بإمكانات التوصل الى تسوية سياسية في سوريا”.

 

وبعد ساعات من الضربة الغربية تقدّمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بمشروع قرار الى مجلس الأمن، يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية. وتجري مناقشات في مجلس الأمن اعتباراً من الإثنين، حول مسودة قرار جديدة بشأن سوريا قدمها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون، وتنص بصورة خاصة على إنشاء آلية تحقيق جديدة تتعلق باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا.

 

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي تواجه انتقادات داخلية لتحركها خارج إطار الأمم المتحدة، ستتوجه الإثنين إلى البرلمان البريطاني لشرح موقفها. وكان وزير خارجيتها بوريس جونسون أعلن الأحد أنه ليس هناك خطط لشن المزيد من الضربات مضيفاً: “أخشى ان تكون النتيجة غير السعيدة لهذا انه اذا قلنا ان تحركنا يقتصر على الاسلحة الكيماوية (…) سيعني بالطبع انه يجب ان تستمر الحرب السورية”.

 

تحرير الشام” تشن أعنف هجماتها في إدلب

شنّت “هيئة تحرير الشام” هجوماً واسعاً ضد “جبهة تحرير سوريا” و”صقور الشام”، في ريف إدلب الجنوبي، بعد هدنة مؤقتة استمرت أسبوعاً، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

وتمكنت “تحرير الشام”، الأحد، من السيطرة على مدن وبلدات خان شيخون والشيخ مصطفى وموقة وكفرعين وحيش وصهيان والشيخ دامس وكفرمزدة ومدايا والعامرية وتل عاس. المعارك بين الطرفين طالت بشكل عنيف مدينة معرة النعمان.

 

وفشلت “الهيئة” في السيطرة على مدينة معرة النعمان بسبب المقاومة العنيفة التي أبداها أبناء المدينة، لكنها تمكنت من السيطرة على مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، ومعبرها الذي يربط مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بمناطق النظام. وكانت “الهيئة” قد انسحبت من مورك ومعبرها قبل شهرين تقريباً، بعد معارك شهدتها المنطقة.

 

واستأنفت “الهيئة” المعارك ضد “تحرير سوريا” و”صقور الشام”، بعدما انتهت الهدنة المؤقتة بين الطرفين، منتصف ليل الجمعة/السبت. الهدنة كانت قد دامت لأسبوع كامل، وكان من المفترض أن تُمدد، بحسب تأكيدات الوسطاء في “فيلق الشام”، بعدما حققت المفاوضات بين الطرفين نجاحاً كبيراً في التوصل لتفاهمات حول القضايا العالقة.

 

استئناف الهجوم من قبل “الهيئة”، اعتبرته “تحرير سوريا” و”صقور الشام” والوسطاء في “اتحاد المبادرات الشعبية” و”فيلق الشام”، نسفاً للتفاهمات الأولية التي حصلت خلال جلسات المفاوضات على مدى أسبوع كامل، وأصدرت الأطراف بيانات أوضحت فيها تهرب “الهيئة” من الاتفاق، والغدر في كل مرة من أجل تحقيق مكاسب إضافية على الأرض، أو في إنهاء خصومها.

 

وردت “الهيئة” على بيانات خصومها، والوسطاء، في بيان أكدت فيه أنها ما تزال مستعدة للحل والسعي لحل شامل على مستوى الساحة ضمن خيارات واقعية وليست تعجيزية. واتهمت “الهيئة” “أحرار الشام” بعرقلة الجولة الأولى من المفاوضات وبأنها تطمح للسلطة وتقسيم الشمال لمناطق نفوذ وسيطرة، بعد التوصل لصيغة توافقية في الجولة الثانية. واتهمت “الهيئة” “حركة الزنكي” بالعمل على إفشال المفاوضات، وبأنها جددت مطالبها وأضافت مناطق حساسة لم تكن في الاتفاق السابق لتبسط سيطرتها عليها.

 

القتال بين الطرفين يتجه إلى التصعيد، إذ أرسلت “الهيئة” رتلاً عسكرياً مكوناً من 100 سيارة عسكرية ومئات العناصر، مساء الأحد، إلى جبهات ريف حلب الغربي. وشملت التعزيزات دبابات، ومدافع 57. في المقابل حشدت “تحرير سوريا” المزيد من عناصرها في جبهات القتال جنوبي عين جارة وفي مدينة دارة عزة وجبل الشيخ بركات. ووصل المئات من عناصر “الفرقة التاسعة” التابعة لـ”الجيش الوطني” إلى دارة عزة قادمين من منطقة “درع الفرات” للمشاركة في المعارك إلى جانب خصوم “الهيئة”.

 

ماكرون أقنع ترامب بالبقاء في سوريا..والبيت الابيض ينفي!

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الضربات الغربية ضد النظام السوري شكلت نجاحاً عسكرياً، لكنه شدد على أنها ليست إعلان حرب على سوريا، وأضاف في مقابلة، الأحد: “لقد نجحنا في العملية على الصعيد العسكري”.

 

وذكّر ماكرون بالرغبة الفرنسية في إيجاد حل سلمي “شامل” للخروج من النزاع السوري المستمر منذ أكثر من سبع سنوات، ملمحاً إلى أنه لا يرغب في رحيل فوري للرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وأوضح أن “الهدف هو بناء ما يسمى بالحل السياسي الشامل”، مسلطاً الضوء على الحركة الديبلوماسية الفرنسية الهادفة إلى “التحدث مع الجميع” بمن فيهم داعمو الأسد والدول الإقليمية الفاعلة مثل تركيا.

 

وتابع أنه من أجل التوصل إلى “هذا الحل الدائم، يجب أن نتحدث مع إيران وروسيا وتركيا”، متحدثاً من جهة أخرى عن ضرورة تحريك العمل الديبلوماسي والمفاوضات بين الغربيين في إطار مجلس الأمن الدولي.

 

وأعرب ماكرون عن رضاه لكون الضرابات الغربية قد أدت إلى اختلاف في الموقف بين موسكو وأنقرة، موضحاً “بهذه الضربات وهذا التدخل، فصلنا بين (موقف) الروس والأتراك (…) الأتراك أدانوا الضربات الكيماوية ودعموا العملية التي أجريناها”.

 

أما في ما يتعلق بروسيا وإيران الداعمتين الرئيسيتين لدمشق، فأبدى ماكرون رغبته في أن يتم شملهما في المحادثات. وقال “هدفي هو أن أتمكن على الأقل من إقناع الروس والأتراك بالجلوس إلى طاولة المفاوضات”.

 

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن ترامب بات الآن مقتنعا بضرورة الإبقاء على الوجود الأميركي في سوريا، موضحا “قبل عشرة أيام قال الرئيس ترامب إنّ الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سوريا. لقد أقنعناه بضرورة البقاء هناك (…) أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء مدة طويلة”.

 

وقال ماكرون إن خطة ترامب المبدئية للضربات لم تكن تقتصر بالضرورة على هذه الأهداف المحددة. وأضاف: “أقنعناه أيضا بضرورة قصر الضربات على (مواقع) الأسلحة الكيماوية”. وأكد مجددا أنه كان هناك برهان على حدوث هجمات كيماوية مضيفا: “كنا قد وصلنا إلى نقطة لزم عندها تنفيذ هذه الضربات كي يستعيد المجتمع (الدولي) بعض المصداقية”. وقال ماكرون إن الإخفاق في فرض احترام الخطوط الحمراء جعل السلطات الروسية تقول في نفسها عن القوى الغربية “أناس المجتمع الدولي هؤلاء.. إنهم لطفاء، إنهم ضعفاء”. وتابع قائلاً: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “فهم أن هذا لم يعد هو الحال”. وقال إن روسيا التي تدعم الأسد سياسيا وعسكريا جعلت من نفسها شريكا للحكومة السورية في أفعالها. ومضى قائلاً: “بالقطع هم شركاء. لم يستخدموا الكلور بأنفسهم لكنهم أعجزوا دوما المجتمع الدولي عن العمل من خلال القنوات الديبلوماسية من أجل وقف استخدام الأسلحة الكيماوية”.

 

وبعد ساعات من تأكيد الرئيس الفرنسي أن باريس اقنعت ترامب ببقاء القوات الأميركية في سوريا “لمدة طويلة”، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز، إن “المهمة الأميركية لم تتغير”، مضيفة “الرئيس كان واضحاً، إنه يريد أن تعود القوات الأميركية باقرب وقت ممكن الى الوطن”.

 

وتابعت ساندرز: “نحن عازمون على سحق تنظيم الدولة الاسلامية بالكامل وخلق الظروف التي تمنع عودته. وبالاضافة الى ذلك، نتوقع ان يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الاقليميون مسؤولية اكبر عسكرياً ومالياً من اجل تأمين المنطقة”.

 

وكانت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي، قد قالت الأحد، إن واشنطن ستفرض الإثنين عقوبات جديدة بحق روسيا على صلة باستخدام النظام السوري الذي تدعمه موسكو اسلحة كيماوية.

 

وذكرت هايلي عبر شبكة فوكس نيوز بان الولايات المتحدة سبق ان اتخذت اجراءات عقابية ضد “السلوك السيء” لروسيا في جملة من الملفات، لافتة إلى طرد ستين “جاسوساً روسياً” رداً على تسميم جاسوس روسي سابق في المملكة المتحدة والى عقوبات اخيرة بحق قريبين من الكرملين او بيع اوكرانيا صواريخ مضادة للدبابات. وقالت “هناك مزيد من العقوبات وسترون ذلك الاثنين”.

 

ورداً على سؤال عما اذا كانت واشنطن ستتخذ تدابير بحق داعمي الرئيس السوري بشار الاسد وفي مقدمهم روسيا وايران، قالت هايلي: “بالطبع”. وأضافت “سترون ان العقوبات على روسيا وشيكة”، مشيرة الى ان وزير الخزانة الاميركي ستيف منوتشين “سيعلنها الاثنين (…) وستستهدف مباشرة كل انواع الشركات التي تهتم بمعدات مرتبطة بالاسد واستخدام اسلحة كيماوية”، ملمحة الى امكان فرض عقوبات محددة على شركات روسية.

 

الإئتلاف السوري يريد إستكمال الضربة لتقويض إمكانات النظام

قال الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن الضربة العسكرية الثلاثية التي استهدفت نظام الرئيس السوري بشار الأسد “خطوة مهمة باتجاه تقويض الإمكانيات العسكرية للنظام”. وحمل النظام السوري وحلفاؤه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، بسبب استمرارهم في ارتكاب جرائم القتل بحق الشعب السوري.

 

وأكد الإئتلاف في بيان، الأحد، على أهمية استمرار الضربة العسكرية حتى إستكمال أهدافها في منع النظام وحلفائه من إستخدام أي سلاح ضد المدنيين في سوريا، مشدداً على ضرورة تحييد المدنيين عن العملية العسكرية وحمايتهم، وأن يكون هدف التحالف من العملية إرغام النظام على القبول بالعملية السياسية، وفق مقررات “جنيف-1” وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

 

من جهته، وصف الأسد الضربة الأميركية البريطانية الفرنسية بأنها “عدوان صارخ على سوريا”، ونقل نائب سكرتير المجلس العام لحزب “روسيا الموحدة” سيرغي جيليزنياك عن الأسد قوله، خلال لقائه برلمانيين روس، أن النظام تمكن من صد “العدوان الثلاثي” بواسطة المعدات العسكرية والأسلحة السوفياتية.

 

ونقل عضو مجلس الدوما ديمتري سابلين عن الأسد قوله: “يظهرون في الأفلام الأميركية أن الأسلحة الروسية متخلفة، ولكن نحن نرى اليوم من المتخلف فعلا”. وأضاف أن “سوريا شهدت عدوانا أميركيا يوم السبت استطعنا التصدي له بالصواريخ السوفياتية التي تعود إلى السبعينيات”. وأضاف سابلين أن الأسد قبل دعوة لزيارة منطقة خانتي مانسييسك في سيبريا في روسيا.

 

من جهة ثانية، هدد وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، بأن “بريطانيا ستبحث الخيارات المتاحة في حال استخدم الأسد أسلحة كيماوية من جديد ضد شعبه”. وقال لشبكة “بي بي سي”، إنه “لا توجد الآن مقترحات مطروحة على الطاولة لشن المزيد من الهجمات، لأن نظام الأسد ليس أحمق لشن هجوم كيماوي آخر”.

 

وعبّر جونسون عن دعمه لقرار رئيسة الوزراء تيريزا ماي انضمام بريطانيا للولايات المتحدة وفرنسا في الضربة ضد سوريا، السبت، وقال “الضربة كانت تصرفا صائبا لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا”.

 

وفي السياق، رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن الرئيس دونالد ترامب “كان على حق عندما قرر توجيه ضربة لنظام الأسد في سوريا، لكن ذلك لا يعني أن المهمة قد أنجزت، كما جاء في تغريدة له”. واعتبرت أن طبيعة الضربة المحدودة “جاءت متماشية مع منهج ترامب في استخدام الحد الأدنى من العمل العسكري في سوريا”.

 

وقالت الصحيفة، إن “ترامب يريد لدول حليفة، كالسعودية والإمارات ومصر وقطر، أن تعمل على سد فراغ انسحاب قوات واشنطن، وأن تعمل على وقف نفوذ إيران، وهو أمر غير صحيح بالمرة”، معتبرةً أن “لا قدرة لهذه الدول على العمل مع القوات المحلية في سوريا لتحقيق الاستقرار والسيطرة على امتداد الأراضي الواسعة التي تسيطر عليها أميركا وحلفاؤها المحليون”.

 

وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن الضمان الوحيد لعدم تكرار الفظائع التي ارتكبها الأسد يتمثل في رحيل هذا النظام، و”لهذا كان من الخطأ أن يقول ترامب إن المهمة أنجزت؛ فالتحدي الذي يواجه المصالح الأميركية في سوريا لم ينتهِ بعد”.

 

بدورها، رأت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن الضربات العسكرية لن تغير موازين القوى على الأرض، خاصة أن تلك الضربات جاءت بمنزلة “تأديب للنظام”، وتجنبت التعرض لداعمتيه روسيا وإيران، معتبرةً أن التهويل بحرب عالمية ثالثة قبل الضربة “يبدو أنه كان مبالغاً به جداً”.

 

وأضافت أن الضربة أتت بالحد الأدنى الذي لا يؤدي إلى استفزاز روسيا أو إيران، فكان الهجوم بمنزلة استنكار لاستخدام الأسد الكيماوي ضد شعبه أكثر من أن يكون محاولة لإضعاف نظامه. وقالت “ربما تؤدي تلك الهجمات إلى منع الأسد من استخدام الغازات السامة مستقبلاً، ولكنها لن تؤدي إلى تغيير في موازين القوى”.

 

صور الأقمار الاصطناعية توثّق تدمير منشآت للنظام السوري

 

تدحض الصور الجوية التي نشرتها وسائل اعلامية غربية، ادعاءات النظام السوري بأن الضربات الصاروخية لم تحقق تأثيراً بالغاً في مواقع مستهدفة، قالت دول غربية انها عائدة لمراكز ابحاث وتخزين الاسلحة الكيماوية.

 

وأظهرت صور جوية نشرتها وسائل اعلام أجنبية، الاضرار التي ألحقت بالمنشآت إثر استهدافها بضربات صاروخية شنتها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا فجر السبت.

 

وقالت وسائل اعلام، بينها اسرائيلية، ومغردون ان الضربات استهدفت مركزاً للابحاث في برزة قرب دمشق، كما استهدفت منشآت في بلدة شنشار في القصير قرب حمص. ونشرت صوراً جوية تظهر الدمار الذي لحق بالمنشآت عبر نشر صور مقارنة بين 13 نيسان و14 نيسان بعد تنفيذ الضربات.

 

وبحسب الصور الفضائية الصادرة عن شركة ” ISI Images Sat” الدولية، تظهر ثلاثة مبان أساسية في مركز البحوث العلمية في برزة الضرر الذي لحق به نتيجة الهجوم.

 

بحسب وزارة الدفاع الأمريكية فإن الضربات شملت مركز البحوث العملية في حي برزة في دمشق. وقال الجيش السوري إن الصواريخ أدت إلى تدمير مبنى يحتوي على مركز تعليم ومخابر علمية وأن الأضرار اقتصرت على “الخسائر المادية”.

 

وشملت الأهداف منشأة لتخزين أسلحة كيميائية في شنشار بالقرب من مدينة حمص. وجرى استهداف موقع قريب من حمص أيضا يضم منشأة لتخزين أسلحة كيميائية، بحسب وزارة الدفاع الأميركية.

 

إحباط إسرائيلي بعد “العقاب الغربي الرمزي” للأسد

 

تناولت الصحف الإسرائيلية التطورات الأخيرة في سوريا، والضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في أعقاب استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد المدنيين في مدينة دوما.

 

وأسهبت صحيفة “هآرتس” في الحديث عن الضربة الغربية الثلاثية، واعتبرت أن الرئيس الأميركي يتخوف من محققيه في واشنطن أكثر من الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، مشيرة إلى أن الأسد ليس على رأس لائحة اهتمام ترامب.

 

وأضافت الصحيفة، أن القصف الغربي لأهداف تابعة للنظام في سوريا لن يمنع الأسد من استخدام أسلحة كيماوية في المستقبل. وأوضحت أن إسرائيل تتخوف من تضييق روسيا على حركة طيرانها العسكري في الأجواء السورية، في أعقاب القصف الغربي.

 

كما تطرقت “هآرتس” إلى تظاهرة للحزب الشيوعي الإسرائيلي في مدينة حيفا، تعبيراً عن رفضه للقصف الثلاثي في سوريا.

 

صحيفة “إسرائيل اليوم” عنونت على صدر صفحتها الأولى: “الرئيس الأميركي بعد قصف سوريا: انتهى عصر الاسترضاء في الولايات المتحدة”. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تدرس فكرة تزويد سوريا بصواريخ من نوع “اس-300”.

 

أما صحيفة “يديعوت أحرنوت”، فركزت على ما بدا أنه استعراض أميركي للأسلحة. فعنونت “من التوماهوك وحتى ميراز.. الصواريخ والطائرات التي قصفت سوريا ليلة السبت الماضي”، مشددة على دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو للموقف الأميركي في سوريا.

 

لكن المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت احرونوت” اليكس فيشمان، بدا أكثر واقعية عندما اعتبر في مقال تحليلي أن العقاب الغربي كان رمزياً جداً ولم يؤثر على نظام الأسد، بل سيدفع روسيا لدعمه بشكل أكبر. وأضاف أن الضرر قليل، والتخوف هو من تزويد موسكو للنظام السوري بصواريخ دفاعية من طراز “اس-300”.

 

موقع “واللا” علّق على الضربة قائلاً: “دمار كبير في مركز أبحاث سوري بعد القصف الثلاثي على دمشق”. وتطرق إلى تصريح نتنياهو الذي قال فيه، إن “بشار الأسد يعرّض سوريا للخطر لسماحه لإيران بتعزيز قوتها في هذا البلد”.

 

في المقابل، اعتبرت القناة “العاشرة” الإسرائيلية أن ترامب حقق نصراً في سوريا، لكنها نقلت عن رئيس وزراء إسرائيلي الأسبق ايهود براك قوله، إنه “في حال خرجت الولايات المتحدة من سوريا، فالأفضل لإسرائيل بقاء روسيا”.

 

وعرضت القناة “الثانية” الإسرائيلية صور أقمار صناعية تظهر حجم الدمار بسبب القصف الثلاثي على مواقع الكيماوي في سوريا. وبينت القناة أن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً، قال بعد القصف الثلاثي، إن “حرية حركة الطيران الإسرائيلي في سوريا ستتضرر”.

 

المحلل الإسرائيلي يردين ليخترمان، قال في مقالة نشرها موقع “المصدر” الإسرائيلي، إنه في الواقع، خلال السنوات السبع الماضية، كان الغرب قادرا على تنفيذ عملية جوية واسعة للإضرار كليا بقواعد سلاح الجو والمدفعيات السورية. كان يفترض أن تؤدي عملية كهذه إلى تحليق الطائرات في مناطق محظورة خاضعة للثوار، تتضمن منازل، مدارس، ومستشفيات كانت تتعرض للهجمات يوميا. كان يمكن إطلاق تهديدات ضد الأسد والمطالبة بمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ولكن هذا لم يحدث.

 

في هذه المرة أيضا، أطلق ترامب تصريحات لاذعة وتهديدات خطيرة ضد السوريين والروس، ولكن الضرر الذي تسبب به الهجوم كان ضئيلا. وإذا لم يكن كل ذلك كافيا، فقد أطلقت وزارة الدفاع الأميريكية بياناً مخجلاً، بحسب ليخترمان.

 

حلب: غارات إسرائيلية على قاعدة عزان الإيرانية؟

خالد الخطيب

 

شهدت منطقة جبل عزان والتلال المحيطة في ريف حلب الجنوبي، ليل السبت، سلسلة من الانفجارات العنيفة، تزامنت مع تحليق طائرات حربية على علو مرتفع في سماء المنطقة التي اندلعت فيها النيران. وقالت مصادر المعارضة إن الانفجارات ناجمة عن غارات جوية استهدفت القاعدة العسكرية الإيرانية في جبل عزان بريف حلب الجنوبي.

 

قائد “جيش حلب الشهباء”، النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن”، أنهم رصدوا تحليقاً مكثفاً لعدد من الطائرات الحربية على علو مرتفع في سماء منطقة ريف حلب الجنوبي، تبعه قصف مباشر للقاعدة العسكرية الإيرانية في منطقة جبل عزان، ومستودعات الأسلحة التابعة للقاعدة في تل شغيب، والتلال المحيطة ببلدة عزان. وأوضح ملحيس أن الانفجارات التي تسبب بها القصف الجوي كانت مسموعة بشكل واضح في مناطق المعارضة المسلحة، وشوهدت النيران تندلع في المنطقة المستهدفة.

 

ورجّح ملحيس أن تكون الطائرات الإسرائيلية هي من نفذت الهجوم على قاعدة جبل عزان، واستهدفت المنطقة بأكثر من عشر غارات جوية، جزء منها استهدف مقر القيادة الواقع في منطقة بحوث الواحة في عزان، ويطلق عليه الإيرانيون “معسكر السيدة رقية”، ويديره ضباط من الحرس الثوري الإيراني. ويوفر مقر القيادة المستهدف، المعلومات الأرضية لمليشيات النظام، والمليشيات التي يديرها الحرس الثوري في الشمال السوري، وله دور كبير في معركة حصار حلب، ومعركة شرق سكة الحجاز.

 

وأضاف ملحيس، أن القصف استهدف منصات الدفاع الجوي التي تم نشرها مؤخراً في منطقة جبل عزان، والتي يشرف عليها “لواء  صابرين” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وهي في الغالب صواريخ “أرض-جو” من طراز “اس-300”. كذلك، طالت الغارات عدداً من المواقع والتحصينات العسكرية التي تنشئها المليشيات على التلال المحيطة بقاعدة عزان، حيث بدأ منذ أوائل عام 2018 بإنشاء مخابئ تحت الأرض داخل التلال، والتي يتم حفر باطنها بمساحات مختلفة، ومن ثم يتم حقنها بالبيتون المسلح بهدف تأمين الحماية للأسلحة والذخائر، وهي طريقة تحصين سوفيتية يعتمدها النظام في مناطق عديدة، مثل اللواء “155-سكود” في القطيفة في ريف دمشق.

 

وتعد القاعدة العسكرية الإيرانية في منطقة جبل عزان، منذ إنشائها عام 2015، مركزاً لتجمع الآلاف من عناصر المليشيات العراقية والأفغانية واللبنانية والمحلية التي يديرها “الحرس الثوري” الإيراني، حيث كان لهم الدور البارز في سيطرة النظام على مناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي أواخر العام 2015.

 

وخلال حصار حلب الشرقية، كانت القاعدة غرفة العمليات المركزية التي أديرت من خلالها المعارك في المدينة، وكانت منطلقاً لآلاف القذائف المدفعية والصاروخية التي انهالت على الأحياء الشرقية. كما كان لها دور مهم في معارك السيطرة على مناطق شرق سكة الحجاز.

 

وتحاول ايران المحافظة على بقاء طويل لها في منطقة جبل عزان ومناطق ريف حلب الجنوبي المحيطة بها، لذلك تعمل على بناء تحصينات أكثر مقاومة في حال تم قصفها، وتعرضت قاعدة جبل عزان لقصف إسرائيلي نهاية العام 2017، استهدف مقر القيادة والعمليات في القاعدة، ومستودعات الأسلحة، ولكن الاستهداف الأخير كان بشكل أعنف من سابقه، وذلك بحسب ما أكدته المعارضة المسلحة التي رصدت كلا الاستهدافين.

 

وسائل إعلام إيرانية وسورية نفت استهداف قاعدة جبل عزان، وتحدثت بعض المصادر عن أن سبب الانفجارات ناتج عن مشاكل فنية حدثت في مستودعات الأسلحة، وأكدت أن الانفجارات لم تتسبب بخسائر بشرية. كما نفى “الإعلام الحربي المركزي”، و”حزب الله”، صحة الانباء عن الغارات.

 

واشنطن مستعدة للعودة الى مفاوضات جنيف السورية

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، إن الجانب الأميركي سيعود إلى المفاوضات مع  دمشق، إذا ما كشفت الحكومة السورية عن الأسلحة الكيماوية التي في حوزتها.

 

وأوضحت نويرت في حديث لقناة “فوكس نيوز” الأميركية ليل السبت/الأحد، إنه إذا تم تحقيق هذا الشرط، فإنه سيشجع الجانب الأميركي على العودة إلى المفاوضات في جنيف.

 

في هذا الوقت قدّمت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا مشروع قرار متعدد الأوجه بشأن سوريا إلى مجلس الأمن الدولي، يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.

 

ومن المفترض أن تبدأ الإثنين المفاوضات حول نص مشروع القرار، الذي صاغته فرنسا. وقال الدبلوماسيون إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد للتصويت على المشروع، لأن باريس تريد أخذ الوقت لإجراء “مفاوضات حقيقية”. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح مشروع قرار داخل مجلس الأمن يجمع الجوانب الكيماوية والإنسانية والسياسية للنزاع السوري المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.

 

ويدين مشروع القرار الجديد “بأشد العبارات أيّ لجوء إلى الأسلحة الكيماوية في سوريا، خصوصا الهجوم على مدينة دوما في الغوطة الشرقية”. وينص على إنشاء “آلية مستقلة” للتحقيق وتحديد المسؤوليات “على أساس مبادئ الحياد والمهنية”. كما يدعو سوريا إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

 

وكانت الدول الغربية أحبطت ليل السبت في جلسة طارئة لمجلس الأمن، مشروع قرار روسي لإدانة الضربة الأميركية البريطانية الفرنسية في سوريا. وجاء رفض المشروع الروسي بعد تأييد 3 أعضاء في مجلس الأمن، ومعارضة 8، وامتناع 4 عن التصويت.

 

وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال الجلسة، التي دعت إليها روسيا، إن “الضربات ضد مواقع النظام السوري كانت مبررة ومشروعة ومتناسبة.. وتمكنّا من شل برنامج الأسلحة الكيماوية السوري”. وأضافت أنه “في حال استخدام النظام الغاز السام مرة أخرى، فإن الولايات المتحدة ستكون جاهزة للرد”. من جهته، قال مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا، إن الضربات الغربية على مواقع للنظام “انتهاك للقانون الدولي”.

 

وأعلنت روسيا أنها تعتزم الرد على الهجوم الثلاثي على سوريا بتوريد منظومة “إس 300” للدفاع الجوي إلى النظام السوري. وقال رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي، إن “العدوان الثلاثي ضد سوريا، قد يدفع روسيا للرد بهذه الطريقة”.

 

وأشار الجنرال الروسي إلى أن روسيا “رفضت قبل بضع سنوات، نظراً للطلب الملح من بعض شركائنا الغربيين، تزويد سوريا بنظم صواريخ إس-300”. لكنه قال إنه “مع الأخذ بالاعتبار ما حدث، نعتبر أنه من الممكن العودة إلى النظر في هذه المسألة ليس فقط في ما يتعلق في سوريا بل وبالنسبة للدول الأخرى أيضاً”، لافتاً إلى أن بلاده “طورت منظومة الدفاع الجوي السورية، وستعود إلى تطويرها بشكل أفضل”.

 

من جهتها، أبدت إسرائيل تخوفها من إمكانية وصول صواريخ “أس 300” إلى قوات النظام السوري. وعبر الجيش الإسرائيلي، عن قلقه من أن يؤدي الهجوم الثلاثي على سوريا، إلى دفع روسيا لتزويد دمشق بمنظومة الدفاع الجوي.

 

وقالت “القناة الثانية” الإسرائيلية إن مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية يخشون من أن تؤدي الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية، إلى إسراع روسيا بتزويد الحكومة السورية “بمنظومة دفاعية متطورة الأمر الذي سيجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي العمل في المنطقة”.

وأشارت القناة إلى أن المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين يرون أن موسكو ستتجاهل مطالب تل أبيب، معتبرين أن ذلك سيترك “إسرائيل وحدها في مواجهة إيران”.

 

روسيا تُفضّل الضربات الاسرائيلية/ مهند الحاج علي

لم تكن الأصوات الإيرانية هي الأعلى نبرة قبل الضربة الأميركية-البريطانية-الفرنسية على مواقع النظام الأسبوع الماضي (رداً على استهدافه المدنيين بأسلحة كيماوية)، بل تلك الروسية. والحقيقة أن اللهجة الروسية في الحديث عن الضربة بلغت مستوى عالياً جداً، إن كان لناحية اتهام واشنطن بمحاولة تحوير التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية لإبعاد الشبهة عن المعارضة، أم لجهة اعتبارها استهدافاً لشرعية النظام وقدراته العسكرية.

الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أوضّحت هذه الرؤية في تعليقها على الضربة. الضربات استهدفت النظام نفسه، وقد تُمهّد للعودة الى مفهوم “ضرورة رحيل الأسد” وفكرة “الربيع العربي” (وبالتالي الى المؤامرة الغربية ضد الحكومات العربية). كما أنها، ومن وجهة النظر الدبلوماسية، “لم تستهدف موقعاً جغرافياً على الأرض فحسب، بل استهدفت القوانين الدولية ومنظومة العلاقات الدولية بشكل كامل”، وفقاً لزاخاروفا. بكلام آخر، تُهدد مثل هذه الضربات النظام السوري وشرعيته، ومعه هيبة موسكو ودورها في المحافل الدولية.

في مقابل هذه الضجة الاعلامية الروسية الأخيرة حيال الضربات الأخيرة، التزمت موسكو الصمت حيال القصف الاسرائيلي المتواصل. لماذا؟ وما الفارق بين الضربات الاسرائيلية والغربية؟

أولاً، لم يستهدف الإسرائيليون البنية التحتية للنظام من منشآت وقدرات عسكرية، كما فعل القصف الغربي، بل تتركز ضرباتهم على منع الوجود العسكري الدائم لإيران وميليشياتها، ووقف شحنات سلاح خارج اطار الحرب السورية.

تبدو مثل هذه العمليات أقرب إلى المنطق الروسي لجهة أن النشاط الإيراني ومحاولات التوسع على الأراضي السورية، تُساهم في تآكل النظام. بيد أن ما يُشاع عن رغبة روسية في اعادة تأهيل مؤسسات الدولة السورية، لا يتطابق مع خطط ايران لديمومة الميليشيات الطائفية وانشاء قواعد دائمة على الأراضي السورية. موسكو تُريد العودة إلى مرحلة ما قبل عام 2011، لا تحويل سوريا إلى لبنان آخر تفقد فيه الدولة قرار الحرب والسلم لمصلحة طهران.

ثانياً، العلاقة بين اسرائيل وروسيا تطورت ايجاباً خلال السنوات الماضية، إذ زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تل أبيب مرتين، في حين حلّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضيفاً في موسكو أكثر من مرة. الصحافة تتحدث عن كيمياء بين الرجلين، إحدى علاماتها ليونة بوتين في التعاطي مع المصالح الاسرائيلية في سوريا. يغض النظر عنها طالما لا تستهدف قواته ولا مؤسسات النظام ومنشآته الخاصة، على الأقل بما يؤثر في مسار المعركة.

وهذه مصلحة اسرائيلية أيضاً، إذ تريد تل أبيب أيضاً العودة إلى ما قبل عام 2011، لجهة الهدوء شمالاً وسيطرة النظام السوري وضمانه أمن الجولان، والأهم احتكاره السلاح وتحمّله حصراً مسؤولية السلم على الحدود. ذاك أن وجود الميليشيات الشيعية والقوات الايرانية يعني حكماً استخدام الساحة السورية في أي مواجهة اقليمية.

ثالثاً، لدى روسيا علاقات أوسع وأهم من أن تُربط بالمحور الإيراني بالمنطقة. لعبت موسكو دوراً في التنسيق بين أطراف مختلفة، حتى بين طهران والرياض (من أجل خفض انتاج النفط)، وتُوازن بين اسرائيل وإيران في الساحة السورية. لذا فإن من مصلحة روسيا تحييد سوريا حيث قواعدها الدائمة، كساحة للنزاع بين طهران وخصومها، وبخاصة أن بين الفئة الأخيرة من تطمع موسكو بتحويلهم الى زبائن لسلاحها.

حالياً، تبقى المشاركة الإيرانية في الحرب السورية ضرورية، لا بل أساسية لتقدم قوات النظام بدعم جوي روسي، لذا فإن غض النظر عن اتساع الوجود الايراني في سوريا قرار استراتيجي. لكن من المرجح أن يتبدل هذا الواقع اثر انتفاء هذه الحاجة، سيما لو أخذنا في الاعتبار الطبيعة الأمنية للنظام في سوريا، والحسابات الروسية المختلفة استراتيجياً.

ذاك أن تل أبيب أقرب إلى موسكو في رؤيتها لمستقبل سوريا، من ايران: عودة نظام السطوة الأمنية تضمن الحدود الشمالية والمصالح الروسية في آن، بخلاف “الساحة” حيث الميليشيات والاحتمالات المفتوحة. ولهذا السبب تحديداً، يُفضّل الروس الضربات الاسرائيلية.

المدن

 

دمشق بعد الضربة:القاهرة 1956 أم بغداد 2003؟

مجد الخطيب

هدوء يمكن وصفه بـ”الطبيعي” تعيشه دمشق، بعيد ضربة الفجر الغربية العسكرية. المتجول في طرقات المدينة، يرى شوارع شبه مكتظة، مع زيادة الحواجز الأمنية والعسكرية تدقيقها للعابرين، على مداخل المدينة.

 

الحالة الطبيعية في دمشق، تُستَثنى منها ساحة الأمويين، التي تشهد تجمعاً من موالي النظام، ممن خرجوا منذ الصباح، تنديداً بالضربة الغربية على سوريا. تعود الذاكرة بالمتجول، إلى مشاهد العراقيين في ساحات بغداد، بعيد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003. حينها خرجوا لاظهار ما وصفه الاعلام العراقي انذاك بـ”التفاف الشعب حول صدام”. أحد وجوه الاختلاف في ذلك عن تجمع الأمويين، في 14 نيسان/أبريل 2018، أن هناك إدراكاً ضمناً من المتظاهرين، بأن هذه الضربة العسكرية لم تستهدف الأسد، ولم تسعَ لاسقاطه.

 

الحشود الشعبية جاءت من مناطق “مزة 86” وعش الورور ومساكن “الحرس الجمهوري”، أبرز التجمعات المناصرة للأسد في محيط دمشق، في محاولة لابراز الدعم الجماهيري للنظام، وفق ما أعلنه المحتشدون، الذين أكدوا “فشل المؤامرة” التي قادتها دول الخليج التي دفعت الأموال للدول الغربية لتقصف سوريا، لكن سوريا “استوعبت الصدمة” ولا زالت “صامدة منتصرة”.

 

المحتشدون انطلقوا في مسيرات بين أوتستراد المزة وساحة الأمويين، ترافقهم كاميرات الاعلام الرسمي، يُعلنون النصر على ما أسموه “العدوان الثلاثي على سوريا”. في محاولة للربط مع صورة مصر إبان العدوان الثلاثي العام 1956. مصر حينها واجهت العدوان وحيدة، وصمدت. ربما، غمز البعض من قناة أن سوريا، وحيدة أيضاً، إذ أن روسيا، بعظمتها في سوريا، اختارت عدم اعتراض الصواريخ الغربية، “منعاً لاندلاع الحرب العالمية الثالثة”. الماكينة الاعلامية للنظام حاولت استنساخ صورة مصر في خمسينات القرن الماضي، باطلاق تسمية “العدوان الثلاثي” على الضربة الأميركية الفرنسية البريطانية.

 

وعلمت “المدن” إن عدداً من “أمناء الفرق الحزبية” توجهوا إلى أعضاء “حزب البعث” بالدعوة لتنفيذ اعتصامات تنديداً بالضربة الأميركية، بناءً على توجيهات أمنية.

 

وشهدت حارة الجورة وشارع الأمين في دمشق القديمة، وهي مناطق تقطنها أغلبية شيعية، استنفاراً من قبل المليشيات، بعد أوامر بـ”رفع الجاهزية”، تحسباً لأي احتمال لـ”صد العدوان الغربي”، وفق رواية “اللجان الشعبية” في المنطقة. في حين وضع العديد من المحلات مقاطع صوتية لأمين عام “حزب الله” اللبناني. وتجمع عدد من الأشخاص في مسجد الزهراء بحي الأمين، وخطب أحد سكان الحي بالناس، عن الضربة الأميركية لدمشق، واصفاً إياها بـ”العدوان”، وتابع بأنه “آن الآون لتلعب دمشق دور الضاحية الجنوبية إزاء العدوان الاسرائيلي، إذا ما تتالت الضربات الأميركية” على العاصمة السورية.

 

أحد التجار، اعتبر في حديثه لـ”المدن”، أن أثر الضربة العسكرية اليوم “قد يكون محدوداً، عسكرياً وسياسياً، في حين أن الخطر الأكبر قد يكون اقتصادياً، خاصة أن النظام أصبح تحت مرمى النيران الدولية بشكل مباشر، هذا إن لم يتم استتباع الغارة اليوم، بضربات أخرى فهذا يعني أننا مقبلون على انكسار اقتصادي كبير، قد لا يستطيع المصرف المركزي القيام بأي رد أمام تدهور قيمة الليرة”. وبدأ تراجع الليرة السورية بشكل حاد أمام الدولار، قبل ثلاثة أيام، ويتوقع التاجر “أن يستمر التدهور، خصوصاً اذا ما استمرت الضربات”.

 

قلق التجار من أثار الضربة انعكس على حركة الأسواق، وخفض العديد من التجار نشاطاتهم  بعد ساعات من الضربة، محتفظين بالمواد في المستودعات، في حين امتنع العديد من تجار الجملة للتبغ عن طرح بضائعهم لتجار المفرق، ريثما يستقر سعر الصرف على حد تعبيرهم. ولم يُسجل فقدان أي سلعة رئيسية، من الأسواق، حتى اللحظة.

 

في مطار المزة الذي كان له نصيب من الضربات العسكرية فجراً، قامت قيادة المطار العسكرية بالاتصال بجميع الضباط وصف الضباط، والزامهم بالالتحاق بدوامهم، وقطع المهمات الإدارية للموكلين بها، والالتحاق فوراً بالمطار.

 

بينما علقت المنظمات الدولية عملها في دمشق، السبت، حتى إشعار آخر، ومنعت موظفيها من الالتحاق بدوامهم لـ”دواعٍ أمنية” وفق تعميم وزعته على الموظفين، بعيد الضربة العسكرية.

 

في حين وصل إلى “تلفزيون سما” و”قناة الاخبارية السورية”، تعميم بعدم استقبال ضيوف، أو تناول الضربة العسكرية من دون التنسيق وأخذ موافقة دائرة الاعلام في القصر الجمهوري، بشكل مسبق.

 

مباني “البحوث العلمية” في كل من برزة وجمرايا، لم تستقبل موظفيها، بعد تعرض أجزاء منها للقصف، في حين ألزم عدد من الموظفين بالتوجه إلى وزارة الدفاع لاتمام أعمالهم هناك.

 

وشوهد خروج قافلة من المقاتلين التابعة للمليشيات الشيعية، من مطار دمشق الدولي، باتجاه دمشق. وتألفت القافلة من حوالي 150 مقاتلاً موزعين على 5 حافلات. مصادر “المدن” أشارت إلى أن هذه القافلة، وصلت مباشرة، من طهران. ويشار إلى أن إيران، ومنذ بداية تدخلها العلني في سوريا، لا تستخدم المطارات العسكرية لاستقدام مقاتليها، بل تلجأ إلى المطارات المدنية، وأهمها مطار دمشق الدولي.

 

أحد العاملين في “مكتب دمشق الإعلامي” التابع للمعارضة، تخوف من حدوث تفجيرات داخل دمشق، خلال الأيام المقبلة، واتهام تنظيمات إرهابية تحاربها واشنطن والدول الغربية، في محاولة من النظام لانقاذ نفسه، عبر حجة “محاربة الارهاب”. وكذلك، تخوّف المكتب من خنق النظام لدمشق أمنياً، كرد فعل على الضربة، من خلال زيادة عدد المداهمات في أحياء العاصمة بحثاً عن مطلوبين للخدمة الالزامية.

 

صدمة في إيران بسبب الحياد الروسي أمام الضربات الغربية على سوريا

طهران تشعر بالقلق من ربط مصالحها بمصالح موسكو، والسعودية تنجح في حشد التأييد الإقليمي والدولي بوجه الخطر الإيراني.

 

لندن – بات الإيرانيون في وضع صعب بعد الضربات الغربية على سوريا فجر السبت الماضي، فقد اضطروا إلى القبول بالأمر الواقع واكتفوا ببعض التصريحات المقتضبة التي تهاجم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

 

ويقول محللون إن ما يزعج المسؤولين الإيرانيين ليس استهداف مواقع تابعة لهم أو لحليفهم الرئيس السوري بشار الأسد، بل تشكّل موقف إقليمي ودولي كاره لإيران ومحذّر من دورها التخريبي في محيطها الإقليمي، وأكثر من ذلك تخلي روسيا عن حماية تلك المواقع ووجود “تعاون صامت” بينها وبين الغرب بشأن مستقبل سوريا قد يكون من بين معالمه مطالبة طهران وحلفائها بسحب مقاتليهم.

 

وما زاد من حدّة الارتباك في طهران أن السعودية نجحت في اكتساب تفهم دولي لمقاربتها للخطر الإيراني من خلال زيارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى عواصم غربية كبرى. كما أن القمة العربية، التي انعقدت بالسعودية، قد أبانت عن عالم عربي كاره لإيران في أجواء شبيهة بزمن الحرب العراقية الإيرانية التي انحاز فيها العرب إلى صف العراق.

 

ويشير المحللون إلى أن تزامن موقف القمة العربية مع “تراجع روسي” في مواجهة الضربات الغربية مشهد يوحي بأن الأيام المقبلة ستكون صعبة على إيران خاصة مع أوضاع غير مريحة لأذرعها في لبنان والعراق واليمن.

 

وأعربت مصادر دبلوماسية غربية عن اعتقادها بأن الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة بمشاركة فرنسية وبريطانية لأهداف في سوريا، كشفت اختلافا في وجهات النظر الروسية والإيرانية تجاه التعاطي مع الأزمة. الأمر الذي يفسر الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الإيراني حسن روحاني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

ولوحظ أنّ روسيا التزمت موقف المتفرّج حيال الضربة. كما أن المسؤولين الأميركيين لم يخفوا حرصهم على تجنب إلحاق أي أذى بالعسكريين الروس الموجودين في الأراضي السورية.

 

وأوضحت المصادر الدبلوماسية الغربية أن أكثر ما ضايق الإيرانيين هو الموقف الذي اتخذه الجانب الروسي من الغارة التي شنتها إسرائيل قبل أيام من الضربة الأميركية – الفرنسية – البريطانية.

 

ووقفت إيران بشكل واضح عند حقيقة أن روسيا، التي تحدثت كثيرا عن موقف صارم ورادع في مواجهة من يضرب سوريا، تركت الأمر يمرّ دون أي ردّ فعل تقريبا.

 

وكانت إسرائيل شنت غارة جوية على قاعدة تيفور قرب حمص في الرابع من الشهر الجاري. وأدى ذلك إلى تدمير قسم من القاعدة التي يعمل منها خبراء إيرانيون. واعترفت طهران بمقتل سبعة من خبرائها في تلك الغارة بينهم ضابط كبير في الحرس الثوري متخصص في تطوير طائرات من دون طيّار.

 

وكان مفاجئا إصرار إيران على كشف هويات قتلى الغارة الإسرائيلية من مواطنيها. وفسّر ذلك بأنه رسالة إلى موسكو فحواها أنّ إيران موجودة عسكريا في سوريا مثلها مثل الجانب الروسي وأنّها تقدّم ضحايا من مواطنيها أيضا ولا تكتفي بزج لبنانيين وعراقيين وأفغان في أتون الحرب السورية.

 

وقالت المصادر ذاتها إن الإيرانيين لم يخفوا بعد الغارة الإسرائيلية قلقهم من أنّ الجانب الروسي ليس في وارد توفير أي غطاء جوّي لقواتهم الموجودة في سوريا.

 

وأضافت أن الإيرانيين يخشون من أن يكون الهمّ الأول والأخير للرئيس فلاديمير بوتين، عقد صفقة مع الغرب في شأن سوريا وأنّ الهدف من الغارات التي يشنها سلاح الجو الروسي في الأراضي السورية ليس سوى دعم النظام كي يكون في موقع أفضل في حال بلوغ مرحلة يمكن فيها عقد مثل هذه الصفقة.

 

ويشير مراقبون للشأن السوري أن إيران بدأت تشعر بالحرج لربط مصالحها بمصالح روسيا، وأنها باتت تفهم خطورة التعويل على حليف يضع مصالحه وترتيباته مع الغرب قبل أي اعتبار.

 

ولفت المراقبون إلى أن “الحياد الروسي” أمام الضربات الغربية قد يستمر أيضا تجاه الهجمات الإسرائيلية التي صارت أمرا مألوفا في سوريا، وأن إسرائيل بدورها تفتح قنوات تواصل مع روسيا لإثنائها عن أي ردود فعل.

 

وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الاثنين، أن بلاده لن تقبل أن تفرض روسيا قيودا على أنشطتها في سوريا أو المنطقة بعد أسبوع على غارة دامية على سوريا نسبت إلى إسرائيل.

 

وقال ليبرمان في مقابلة عبر الفيديو مع موقع “واللا” الإخباري ردا على سؤال حول انتقادات روسيا للضربة الأخيرة “سنحافظ على حرية العمل كاملة. لن نقبل أي قيود في ما يتعلق بمصالحنا الأمنية”.

 

لكنه استدرك قائلا “لكننا لا نريد استفزاز الروس. لدينا خط اتصال مفتوح على مستوى كبار الضباط. الروس يفهموننا والحقيقة هي أننا نجحنا لسنوات في تجنب الاحتكاك معهم في سوريا”.

 

المعابر في سوريا.. مصادر لتمويل الحرب وثراء فاحش للنظام

درعا – الخليج أونلاين (خاص)

دخر نظام الأسد جهداً إلا وبذله، في سبيل التضييق على أبناء شعبه، ضمن حربه المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.

ويبدو أن عمليات القتل، والتدمير، والتهجير، والاعتقال، التي ارتكبها طيلة السنوات الماضية بحق هذا الشعب، لم تشفِ غليله، ولم تُشبع رغبة الانتقام لديه.

فنظام الأسد عمد فوق كل ذلك إلى السعي، بكل ما أُوتي من قوة، لحصار السوريين اقتصادياً وأمنياً، من خلال نشر الحواجز والنقاط الجمركية، بين مناطق سيطرته ومناطق سيطرة فصائل المعارضة.

– إقرار بعجز النظام

الناشط الحقوقي عبد الفتاح الناصر، يرى أن “إنشاء النظام النقاط الجمركية، بين مناطق سيطرته وتلك التي تسيطر عليها المعارضة، هو إقرار من النظام بأن الأخيرة لم تعُد تابعة له”.

وقال الناصر في تصريح لـ”الخليج أونلاين”: “إن هذا الإجراء أحاديُّ الجانب، ويقع في إطار الاعتراف الضمني بعمليات التقسيم الجغرافي، التي يسعى إليها النظام، بالتعاون مع بعض الأطراف الدولية الحليفة”.

ولفت إلى أن بعض النقاط الجمركية، خاصة في مناطق الجنوب السوري، “ترقى إلى أن تكون نقاطاً حدودية بين الدول المستقلة، وليس ضمن الدولة الواحدة”.

وأكد الناصر أن “انتشارها يشير إلى فقدان سيطرة النظام على معظم مقومات الدولة السورية”، وسط التقسيم الذي باتت تعانيه سوريا بفعل الحرب والتدخلات الخارجية”.

– تمويل للحرب وثراء فاحش

الناشط السوري أبو قيس الحوراني أكد أن إقامة النقاط الجمركية في درعا وغيرها من المحافظات “دليل على إفلاس النظام، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبَّدها في حربه على الشعب السوري”.

ولفت الحوراني في حديث لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن الهدف منها هو “البحث عن مصادر دخل لتمويل عمليات النظام العسكرية، كما أنها تدخل في إطار وسائل الابتزاز التي يعمل النظام عليها”.

ويسعى النظام من خلالها أيضاً، والحديث للحوراني، “للضغط على سكان المناطق المحررة؛ لإجبارهم على القبول بما يسمى المصالحات الوطنية، التي يسعى من خلالها لتركيع المناطق الثائرة”.

وأضاف أنها “أصبحت وسائل للثراء الفاحش للضباط ورؤساء الأفرع الأمنية والشبيحة (لفظ يطلق على عساكر مؤيدين للنظام)، وخاصة قيادة الفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري”.

وقال الحوراني: “إن مئات السيارات المحمَّلة بمختلف أنواع البضائع، تعبر يومياً إلى المناطق المحررة ومناطق سيطرة النظام”، موضحاً أن الرسوم والضرائب والرِّشا التي يحصلون عليها، تبلغ مئات الملايين من الليرة السورية”.

– أهم المعابر

مصدر خاص قال لـ”الخليج أونلاين”، إن معبر جمارك “خربة غزالة” على الأوتستراد الدولي (دمشق-درعا-عمان)، يعد من أبرز هذه المعابر، التي بدأ العمل عبرها منذ أواخر أبريل 2017.

والمعبر المذكور، الذي تم تجهيزه على مساحة تقدَّر بنحو 20 دونماً، بغرف مسبقة الصنع وسواتر ترابية عالية، يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة درعا، ويبعد عنها نحو 19 كيلومتراً، بحسب المصدر.

وأوضح أنه يتحكم في طريقين نظاميَّين يربطان بين مناطق النظام والمعارضة؛ الأول باتجاه مدينة “داعل” الواقعة على طريق درعا–دمشق القديم غرباً، ومنها إلى غربي المحافظة والقنيطرة.

أما الطريق الثاني، فيتحرك باتجاه بلدة “الغارية الغربية” شرقاً، ومنها إلى شرقي المحافظة وجنوبيها، على حد معلومات المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه؛ لأسباب أمنية.

وأضاف: “تمر عبر المعبر إلى مناطق المعارضة، الشاحنات المحمَّلة بالمواد الغذائية، والأدوات المنزلية والكهربائية، ومواد البناء، والمواد الزراعية، وقطع الغيار والألبسة، عدا المحروقات”.

أما باتجاه مناطق سيطرة النظام، وبحسب المصدر، فتمر من خلاله السيارات المحمَّلة بالمنتجات الزراعية والمواشي.

ولفت إلى أن “كل واحدة من هذه السيارات تدفع ما يترتب عليها من ضرائب ورسوم، حسب نوعية الحمولة، بجداول أصدرها النظام وعمَّمها على السائقين، وبمواقع التواصل الاجتماعي”.

وأوضح أن “قيمة الضريبة، لا تقل عن مئة دولار أمريكي، وتتجاوز في أحيان كثيرة 2000 دولار، وذلك حسب نوع البضاعة وقيمتها المالية”، مشيراً إلى أن المعبر يسلِّم دافع الرسوم أو الضريبة وصلاً مختوماً نظامياً.

وقال إن المعبر الثاني هو “كفر شمس” في شمال غربي المحافظة، والذي يربط مدينة “الصنمين”، الواقعة تحت سيطرة النظام في ريف درعا الشمالي، مع المدن والبلدات الواقعة تحت سلطة المعارضة في شمال غرب.

وهذا المعبر مخصَّص لعبور المواطنين والمواد الإغاثية ومواد البناء إلى مناطق المعارضة.

– معابر تهريب المحروقات

ويقول قاسم العبد الله (50 عاماً)، أحد تجار المحروقات في درعا، إن هناك عدة معابر أخرى للتهريب وإدخال المواد بين محافظتي درعا والسويداء، لكنَّ أشهرها معبر “المليحة-خربا” الذي يربط شرقي درعا بغربي السويداء.

وأوضح في حديث لـ”الخليج أونلاين”، أن “هذا المعبر يعد أحد أهم طرق التهريب الرئيسة، والذي تسيطر عليه من جهةِ محافظة السويداء مليشيات خليطة من الأمن والشبيحة”.

وأضاف: “يعتبر الشريان الرئيس لتغذية درعا بالمشتقات النفطية والغاز المنزلي والمواد الطبية”، مشيراً إلى أنه يمارس أنشطته تحت حماية قوات النظام في السويداء، التي تحصل هي الأخرى على حصة من ريعه.

– استنكار وردود غاضبة

مصدر عسكري في محافظة “درعا الحرة”، أشار إلى أن الجهات الثورية والمحلية استنكرت إقامة مثل هذه المعابر، واعتبرتها خطوة على طريق تقسيم البلاد.

ولفت إلى أن “البدء بتجهيزها والترويج لها، تزامن مع مفاوضات (أستانة 4) وإعلان مناطق خفض التوتر، التي اعتُبرت المنطقة الجنوبية، التي تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، واحدة منها”.

وأضاف المصدر في حديث لـ”الخليج أونلاين”، أن إقامتها أثّرت سلباً على الواقع الاقتصادي والمعيشي للسكان في مناطق درعا المحررة، وتسببت في رفع أسعار المواد أضعافاً مضاعفة مقارنة بأسعارها الأصلية.

ولفت إلى أن المبالغ والرسوم التي تُدفع لقوات النظام على المعابر تُستوفى من جيوب السكان، من خلال رفع أسعار السلع بشكل وصفه بـ”الجنوني”.

يشار إلى أن المعابر التي أقامها النظام، لم تكن حكراً على محافظة درعا في الجنوب السوري؛ بل شملت الكثير من المناطق الفاصلة بين طرفي الصراع.

ففي شمالي حمص، هناك معبري “الغاصبية” و”السمعليل”، ومعبر”أبو دالي” و”مورك” في ريفي حماة الشمالي والشرقي، كما أن هناك العشرات من طرق التهريب المتفق عليها وفقاً لمصالح الجانبين.

 

نيويورك تايمز: المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في سوريا تقترب

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان إن المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية في سوريا تقترب، خاصة في أعقاب الضربة العسكرية التي نفذتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، واستهدفت مواقع تابعة للنظام السوري، وتعِد روسيا بالرد على تلك الغارة، التي تعتبر ثاني كبرى المواجهات خطورة في هذا البلد.

 

فريدمان، ومن على هضبة الجولان السورية المحتلة، كتب في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قائلاً إن المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية في سوريا باتت شبه مؤكدة، خاصة في ظل مساعي إيران لتحويل سوريا لقاعدة جوية أمامية ضد إسرائيل، وهو أمر تتعهد إسرائيل بعدم حصوله.

 

ومن ثم، فإن المواجهة بينهما لم تعد مجرد تكهنات؛ ففي الأسابيع القليلة الماضية، وللمرة الأولى، بدأت إسرائيل وإيران بضربات متبادلة مباشرة وليس من قِبل وكلائهما في سوريا.

 

ويضيف فريدمان: “أحدثُ هجوم وقع بسوريا تمثل في الضربات التي شنتها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وهي عملية سيتم احتواء تأثيراتها سريعاً؛ فروسيا لا يبدو أنها مهتمة بالمبالغة في الحديث عن تأثير تلك الغارات، فهي تدرك جيداً أن القوى الغربية غير معنيَّة بالانخراط أكثر في الصراع السوري”.

 

واستطرد: “بالنسبة لإسرائيل وإيران، فإن الأمر مختلف؛ فقد وقع أول تبادل مباشر لإطلاق النار في العاشر من نوفمبر الماضي، عندما أُسقطت طائرة إيرانية من دون طيار أطلقتها وحدة تابعة لـ(فيلق القدس) من الأراضي السورية، حيث تتبعت طائرة إسرائيلية من نوع أباتشي الطائرة بعد أن دخلت المجال الجوي الإسرائيلي، ليتم إسقاطها”.

 

وأوضح أن “التقارير الأولية أشارت إلى أن الطائرة الإيرانية كانت في مهمة استطلاعية بحتة، لكن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال رونين مانليس، قال إن الطائرة وبعد تحليل مكوناتها التي سقطت، تبين أنها كانت تحمل متفجرات، وأن مهمتها كانت عملاً تخريبياً داخل الأراضي الإسرائيلية”.

 

يقول فريدمان: “ليس لدي القدرة على التحقق من تلك الادعاءات، ولكن الحقيقة أن الإسرائيليين بإخراجهم تلك القصة يحاولون أن يدقوا جرس الإنذار، وإذا كانت تلك الادعاءات صحيحة؛ فمعنى ذلك أن (فيلق القدس)، الذي يقوده الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ربما يسعى فعلاً لإطلاق عملية عسكرية ضد إسرائيل من قاعدة جوية سوريا”.

 

ويرى أن “هذا الأمر قد يساعد في تفسير السبب الذي يقف وراء الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل فجر الاثنين الماضي على مطار التيفور، وهي قاعدة تضم مرابض طائرات إيرانية من دون طيار، حيث أدت الغارة الإسرائيلية إلى مقتل 7 إيرانيين من عناصر (فيلق القدس)، بينهم العقيد مهدي دهقان، الذي يعتبر قائد سرب الطائرات من دون طيار”.

 

وأشار إلى أنه “كان يمكن لهذه الغارة أن تأخذ مداها في التغطية والاهتمام لولا أنها جاءت متزامنة مع عملية القصف الكيماوي ضد دوما”.

 

وأضاف: “يقول مصدر عسكري إسرائيلي: كانت هذه هي المرة الأولى التي نهاجم فيها أهدافاً إيرانية حية، مرافق أو أشخاصاً. إيران لم تُعلن صراحةً خسائرها المحرجة، ثم عادت بعد ذلك للاعتراف بخسائرها من خلال وكالتها الرسمية، ولكن بعد تأكيدها أنها سوف تنتقم”.

 

علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني الأعلى، قال خلال زيارة له إلى سوريا، إن الجرائم لن تبقى دون ردّ، وذلك في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية على موقع إيراني بدمشق.

 

يقول فريدمان: “منذ ذلك الحين وإسرائيل تستعد لضربة الرد الإيرانية، وهي ترى أن تلك الضربة إن وقعت، فإنها ستكون فرصة ومناسبة لرد إسرائيلي ضخم عليها، يستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية بشكل كامل في سوريا؛ حيث تحاول طهران إقامة قاعدة جوية أمامية، بالإضافة إلى مصنع للصواريخ الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي والتي يمكن أن تضرب أهدافاً داخل إسرائيل بدقةٍ أكبر داخل دائرةٍ قطرها 50 متراً”.

 

في ظل هذه المعطيات، يمكن القول إن الوضع خطير، بحسب فريدمان، مبيناً: “ففي ظل عدم وجود رغبة دولية في معاقبة الأسد على استخدامه الأسلحة الكيماوية، فإن لدى إسرائيل الكثير من الأسباب التي تدفعها لمهاجمة إيران داخل سوريا”.

 

ويجد أن “إيران، وبعد أن ساعدت الأسد على سحق معارضيه، معنيَّة اليوم ببناء شبكة من القواعد ومصانع الصواريخ؛ في إطار سعيها للتوسع والتمدد داخل الجسد العربي”.

 

ولفت النظر إلى أن “فيلق القدس الإيراني يسيطر بشكل أو بآخر، على أربع عواصم عربية؛ دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء، وقد أصبحت إيران بالفعل أكبر قوة احتلال في العالم العربي اليوم”.

 

واستدرك يقول: “ولكن ذلك يمكن أن يتغير إذا وجد سليماني نفسه في مواجهة مباشرة مع إسرائيل بسوريا، خاصة أن تلك المواجهة ستكون بعيدة عن إيران ومن دون غطاء جوي إيراني”.

 

ونبه إلى أن “على سليماني أن يتجنب التفكير في شن حرب ضد إسرائيل، لأسباب أخرى لا يبدو أن الكثير يلاحظونها؛ فالعملة الإيرانية تنهار سريعاً وتراجعت إلى مستويات قياسية وسط عدم اليقين بالمستويَين الاقتصادي والسياسي للبلاد”.

 

وأضاف: “علاوة على ذلك، يعتقد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن الرئيس فلاديمير بوتين وسليماني لم يعودا حليفين طبيعيَّين؛ فبوتين يريد سوريا مستقرة حتى يتمكن دميتُه، الأسد، من استعادة السيطرة على سوريا، وأن تحافظ روسيا على وجودها البحري والجوي في سوريا وتبدو قوةً عظمى؛ ومن ثم فإنه غير معنيٍّ بمطامح إيران”.

 

وختم فريدمان بالقول: “لكن، يبدو أن سليماني يتطلع إلى مزيد من الهيمنة على العالم العربي، ومزيد من الضغط على إسرائيل، وإذا لم يتراجع سليماني، فعلينا أن نربط الأحزمة، ونكون على استعداد لمواجهة إيرانية-إسرائيلية في سوريا”.

 

ضربة ترمب تخيب آمال المعارضة السورية

احتفت واشنطن السبت بما سمته إنجازا، كما احتفى النظام السوري بما سماه نصرا، وبعد أسبوع من تهديدات تسببت في مخاوف من اندلاع حرب عالمية، قالت المعارضة السورية إن القصف الأميركي الفرنسي البريطاني لن يردع النظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية، فضلا عن بقية الأسلحة.

 

وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة عقب انتهاء الضربات العسكرية على سوريا أن “المهمة أنجزت”، كما أعلن البنتاغون إصابة كل الأهداف بنجاح، لكنه اعترف بأن النظام السوري قد يتمكن من استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى.

 

ويبدو أن هذه الضربة جاءت مخيبة لآمال المعارضة، فقال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري في تغريدة على تويتر “يجب وقف كل الهجمات ضد المدنيين من قبل النظام وحلفائه، سواء كانت بالسلاح الكيميائي أو السلاح التقليدي، فعدد من ارتقى (قُتل) من السوريين باستخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والصواريخ المجنحة وبقية أنواع الأسلحة هو أضعاف عدد من ارتقى بسبب الكيميائي”.

 

وأضاف أن النظام ربما لن يستخدم السلاح الكيميائي مرة أخرى، لكنه لن يتردد في استخدام الأسلحة التي “سمح له المجتمع الدولي باستخدامها”.

 

وبدوره، قال رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى إن النظام لم يقتل السوريين بالسلاح الكيميائي فقط، بل استخدم الأسلحة التقليدية بشكل أوسع، متسببا في مقتل مئات الآلاف من المدنيين.

 

كما اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان أن الضربة “خطوة مهمة باتجاه تقويض الإمكانيات العسكرية للنظام”، إلا أنه طالب باستمرار العملية حتى “استكمال أهدافها” في منع النظام وحلفائه من استخدام أي سلاح بحوزتهم ضد المدنيين.

 

وطالب الائتلاف بأن يكون هدف التحالف إرغام النظام وحلفائه على القبول بالعملية السياسية وفق بيان جنيف-1 وقراري مجلس الأمن 2118 و2254 برعاية الأمم المتحدة، محملا النظام وحلفاءه ما آلت إليه الأوضاع.

رمضان: الضربات لم تكن سوى رسالة إلى إيران وروسيا (الجزيرة)

 

ضربة لروسيا

أما رئيس قسم الإعلام في الائتلاف أحمد رمضان فرأى أن الضربات لم تكن سوى رسالة إلى إيران وروسيا، مفادها “أن القوى الغربية يمكنها العمل خارج مجلس الأمن الدولي”، وأنها تمثل أيضا “ضربة لاستخدام روسيا الفيتو في الأمم المتحدة”.

 

وفي السياق نفسه، اعتبر المسؤول السياسي في فصيل “جيش الإسلام” محمد علوش، الذي كان كبير المفاوضين في وفد المعارضة إلى جنيف، أن الضربات لم تكن كافية، مضيفا أنه ما دام النظام ورؤوس أجهزته الأمنية موجودين فسيكرر استخدام السلاح الكيميائي، وأن النظام يعتبر ما جرى له “نصرا”.

 

في المقابل، لم يوفر أنصار النظام الفرصة للاحتفال، فبعد تصريح مسؤولين عسكريين بإسقاط عدد من الصواريخ -وهو ما نفاه الأميركيون- خرجت مسيرات بدمشق ومدن أخرى للاحتفال بما اعتبروه نصرا ومقاومة لمؤامرة شنتها أقوى دول العالم.

 

كما نشرت الرئاسة تسجيل فيديو لرئيس النظام بشار الأسد وهو يدخل مكتبه بعد ساعات قليلة من الهجوم وهو يرتدي ملابس رسمية ويحمل حقيبة أوراق، لتوجيه رسالة مفادها أن كل شيء على ما يرام.

المصدر : الجزيرة

 

غارات الثلاثي بسوريا.. هل نجحت المهمة؟

سيد أحمد الخضر

 

بتسرّعه المعهود، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب السبت أن المهمة في سوريا أنجزت بالكامل، مما يعني أنه لا ينوي شن المزيد من الغارات ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

 

كلام ترمب جاء بعد ساعات من تنفيذ القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية غارات ضد ثلاثة مواقع يعتقد بأنها ذات صلة بأسلحة كيميائية يُتهم نظام الأسد باستخدامها لقمع شعبه منذ أكثر من سبع سنوات.

 

هذه الغارات المنسقة جاءت ردا على اتهام النظام السوري بضرب مدينة دوما بالغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية قبل أسبوع؛ مما أدى حينها إلى مقتل عشرات المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال.

 

ولكن “ساحة تويتر” التي يتواجد بها الرئيس الأميركي على الدوام تختلف كليا عن الميدان السوري؛ حيث تشير المعطيات إلى أن الضربات لم تشل قدرات النظام السوي، ولم تؤثر حتى على معنوياته.

 

وحتى الحين، طحنت الحرب معظم المدن السورية، وأدوت بحياة نحو نصف مليون شخص، وأجبرت ستة ملايين على الهروب من ديارهم والسير في دروب العوز والضياع نحو الجوار وأوروبا وأدغال أفريقيا.

 

وما دامت نكبة السوريين بهذا الحجم، فإن الانتصار لهم يتطلب أكثر من ضرب ثلاثة أهداف لم تتضح حقيقتها ولا طبيعة الأضرار التي لحقت بها.

 

وبما أن مراكز قوات النظام السوري لا تغيب عن عيْن أميركا، فإن تفادي ضربها يشير إلى أن ترمب لا يرغب في إلحاق الأذى بالأسد، بقدر ما يهمه توظيف الحدث في أزماته الشخصية الكثيرة، وكسْب نقاط قوة في خلافه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن من دون استفزازه في الميدان.

 

بنود تفاوض

ووفق تحليلات أميركية كثيرة، فإن الغارات الغربية لم تحقق سوى هدف واحد؛ وهو أنها نجحت في عدم استفزاز القوات الروسية في سوريا، مما يبعد خطر التصعيد بين موسكو وواشنطن.

 

وخلافا للتهديد والوعيد اللذين واظب عليهما ترمب في الأيام القليلة الماضية، فإن المهمة كانت صفرية بامتياز، وأكسبت نظام الأسد زخما معنويا جديدا.

 

هذا الفشل الذي حوله ترمب إلى إنجاز كامل، عكسته تصريحات رئيسة الوزراء بريطانيا بالقول إن الغارات لا تهدف إلى التورط في الحرب الأهلية بسوريا ولا إسقاط نظام الأسد.

 

وكذلك، أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الضربات التي شنتها قوات بلاده لم تستهدف حلفاء سوريا. في إشارة إلى روسيا وربما إيران وحزب الله.

 

كل ذلك يشير إلى أن الغرب أراد فقط دعم موقفه في التفاوض مع موسكو في قضايا كثيرة، بينها أوكرانيا وتسميم الجواسيس في شوارع بريطانيا.

 

وعلى هذا النحو، صرح البنتاغون قائلا “إن ضرباتنا لا تستهدف تغيير نظام الأسد بل ردعه عن استخدام السلاح الكيميائي”.

 

وحتى قضية الردع أيضا تبدو ضربا من الاستهزاء بالرأي العام العالمي، وبالسوريين على نحو خاص، لأن أميركا لم توجه ضربة موجعة للنظام.

 

ويبدو أن الضربات حفزت أنصار الأسد على تجديد دعمهم لهم، في حين يتمدد التخاذل بين من سموا أنفسهم يوما أصدقاء الشعب السوري فتنكروا لتضحياته حتى استسلم الثوار في الجبهات تحت ضراوة الجوع والحصار.

 

وشدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن طهران ستستمر في الوقوف إلى جانب سوريا، كما اعتبر بوتين أن ضربات الغرب “لها تأثير مدمر على نظام العلاقات الدولية بالكامل”.

 

الضغط الداخلي

ووفق مراقبين، فإن ترمب أراد من خلال ضرب سوريا تخفيف الضغط الداخلي الناجم عن سلوكه وتهور سياساته، ولكنه حرص أيضا على تفادي الصدام مع الدب الروسي لأسباب شخصية وسياسية قبل أن تكون عسكرية.

 

ومع أن الجانبين يعملان على تفادي الاشتباك المباشر، فمن المتوقع أن تشجع موسكو وكلاءها على مهاجمة القوات الأميركية بشرق نهر الفرات، وعلى طول الحدود بين سوريا والعراق، وفق الباحثة جنيفر كافاريللا.

 

وفي تصريحات نقلتها “سي أن أن” تقول كافاريللا إن الشيء الوحيد المؤكد هو أن الضربات الغربية لن تغير الوضعية العسكرية في سوريا ولو بمثقال ذرة، ولن تمنع الأسد من الاستمرار في ذبح شعبه الثائر”.

 

وفي تعليق نقلته واشنطن بوست يقول الباحث في معهد “أميريكان إنتربرايز” كينيث م. بولاك إنه ما دامت إستراتيجية أميركا هي ترك الأسد في حاله والسماح له بذبح شعبه، فإنه سيظل يفعل ذلك، وربما يستخدم مستقبلا السلاح الكيميائي عبر وكلاء حربيين.

 

وحسب م. بولاك، فإن الجانب “المغري” في مثل هذه الغارات هو أنها تدفع الأميركيين للشعور بأنهم فعلوا شيئا لمساعدة السوريين، “ولكننا لم نفعل؛ قُتل منهم خمسمئة ألف شخص ولم نحرك ساكنا”.

 

ويقول المراسل العسكري والدبلوماسي في “بي بي سي” جوناثان ماركوسديفنس إن ترمب يبدو أحيانا أحرص على ضرب النظام القضائي الأميركي من شنّ غارات على بشار الأسد.

 

ويتجلّى من خلال هذه التحليلات أن ترمب الغارق قانونيا وسياسيا في أزمات داخلية وتبعات التدخل الروسي، أراد من الغارات على سوريا أن يتخفف من أعباء الفضائح التي تحاصره في واشنطن.

المصدر : الجزيرة + وكالات,مواقع إلكترونية

 

ما الخطوات المقبلة للغرب بعد ضربات سوريا؟

يؤكد المسؤولون الغربيون أن الضربات التي شنتها واشنطن وباريس ولندن فجر السبت الماضي على أهداف للنظام السوري، يجب أن يعقبها دفع جديد للجهود الدبلوماسية من أجل تسوية النزاع الذي دخل عامه الثامن، لكن يظل السؤال عن طبيعة تلك الجهود وما إذا كانت دمشق وموسكو ستوافقان على الانخراط فيها.

 

وبعد الضربات الثلاثية، شدد قادة الدول المشاركة فيها على أن الهدف منها لم يكن فقط الحد من قدرة دمشق على استخدام الأسلحة الكيميائية، بل الدفع باتجاه جهود جديدة للحل السياسي.

 

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي “إن العملية العسكرية لا تكفي وحدها، وإن الأمل الأفضل للشعب السوري يبقى الحل السياسي”.

 

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال إنه “بعد الضربات على مجلس الأمن الدولي أن يتخذ المبادرة على الصعد السياسية والكيميائية والإنسانية”.

 

الفيتو الروسي حاضر دائما في مجلس الأمن للحيلولة دون إدانة الحليف السوري (رويترز)

 

الإجراءات

وبدأت الدول الثلاث التي وجهت الضربات العمل على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، وتبدو هذه الخطوة بمثابة محاولة منها للعودة كلاعب قوي في النزاع السوري بعد تراجع تأثيرها، ولإجبار دمشق على العودة إلى طاولة المفاوضات.

 

ويتضمن مشروع القرار إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية، ويدعو أيضا إلى إيصال المساعدات الإنسانية وبدء محادثات سلام سورية برعاية الأمم المتحدة.

 

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان السبت أن بلاده “تريد استعادة المبادرة في مجلس الأمن بدءا من اليوم، لضمان الاتجاه نحو تسوية سلمية للأزمة السورية”.

 

وقال دبلوماسي أميركي رفيع إن واشنطن ستضغط من أجل إجراء محادثات برعاية الأمم المتحدة و”للمضي قدما في تسوية سياسية مع التركيز على أمرين هما: الإصلاح الدستوري والانتخابات الحرة والعادلة”.

 

ويقول الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية كريم بيطار “خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدا الغرب وكأنه خارج اللعبة. وبدا أن مستقبل سوريا يتم نقاشه من قبل الروس والإيرانيين والأتراك”.

الأسد وقيادات بجيشه في جولة لهم شرق الغوطة (رويترز-أرشيف)

 

هل من نتيجة؟

وقد استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 12 مرة في مجلس الأمن الدولي لصالح حليفتها دمشق، وواجهت التهديدات بعمل عسكري والضربات الغربية بغضب شديد، لكنها اكتفت بتصريحات فضفاضة قبل الضربة وبعدها.

 

وأعلنت فرنسا أنه جرى إبلاغ روسيا مسبقا بالضربات، ولم تستخدم موسكو بدورها أنظمتها للدفاع الجوي للرد على الصواريخ التي أطلقتها الدول الغربية على حليفها.

 

ومنذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، غيرت روسيا موازين القوى على الأرض لصالح النظام، كما أنها أمسكت زمام المبادرة السياسية بالتعاون مع إيران وتركيا، وواظبت على دعم دمشق سياسيا ومنع أي مشاريع قرارات تدينها في مجلس الأمن، حتى بعد الهجوم الكيميائي في خان شيخون قبل أكثر من عام والذي اضطرها لتكثيف جهودها لتحسين صورة الأسد.

 

ويقول كريم بيطار “ليس هناك سبب يجعل الأسد مجبرا على تقديم تنازلات كبيرة ما دام يشعر أنه متمكن بالدعم الروسي والإيراني”.

 

من جهته قال الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش “إن دمشق ترى أن روسيا تستفيد من الحرب لبناء قوتها على الساحة الدولية، وليس لديها أي هاجس تجاه وضعها في موقف حرج”.

 

ويبدو أن التوتر على خلفية التطورات في سوريا لم يؤثر كثيرا على التعاون بين موسكو والدول الغربية.

 

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون -الذي مد يد التعاون لموسكو قبل الضربات- لا يزال يعتزم القيام بزيارة مرتقبة إلى روسيا.

 

وقال مسؤول أميركي في واشنطن “نواصل العمل بقوة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا، كما نعمل مع موسكو من أجل السير قدما في العملية السياسية”.

المصدر : الفرنسية

 

هل ما يزال الأسد قادرا على ضرب شعبه بالغاز؟

قال قائد عسكري سوري سابق إن الضربات الجوية التي شنها التحالف الغربي الثلاثي على سوريا لم تلحق ضررا كبيرا بترسانة الرئيس بشار الأسد من الأسلحة الكيميائية.

 

وأضاف العميد زاهر الساكت -الذي عمل رئيسا للحرب الكيميائية بالفرقة العسكرية الخامسة قبل أن ينشق عام 2013، في مقابلة مع صحيفة تلغراف البريطانية- أن نظام الأسد ما يزال يحتفظ بقدرات فتاكة.

 

وأكد الساكت أن أهم المواقع الإستراتيجية في سوريا لم تطالها الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أول أمس السبت.

 

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ذكرت أن الغارات “أصابت برنامج الأسلحة الكيميائية السورية في الصميم” وأعاقت قدرة الحكومة على استخدام تلك الأسلحة مرة أخرى.

 

غير أن العميد -ومنشقين آخرين عملوا ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري السري وخبراء في المجال- شككوا أمس الأحد في حجم الأضرار التي لحقت بتلك المواقع.

 

وقال الساكت -عبر الهاتف من موقعه في أوروبا وطلب فيها من الصحيفة عدم الكشف عنه- إن “مستودع تقسيس (وسط محافظة حماة) هو ما كنا نريد ضربه”.

 

وتابع “طالما أن المستودع ما يزال يعمل، فإنهم (أي النظام) ما يزال لديهم أسلحة كيميائية والقدرة على إنتاج المزيد منها”.

 

وذكرت الصحيفة أن القائد العسكري البالغ 54 عاما -الذي انشق عن النظام والتحق بالجيش السوري الحر المعارض بعد أن صدرت أوامر له بشن هجمات بالسلاح الكيميائي على المدنيين- ظل على اتصال بمسؤولين بالداخل ينقلون له معلومات استخبارية من هناك.

 

والمواقع التي استهدفتها ضربات السبت شملت مركز برزة للأبحاث العلمية الذي يُعنى بدراسة وتطوير وإنتاج واختبار أسلحة بيولوجية وكيميائية، بالإضافة إلى مستودع للأسلحة الكيميائية بالقرب من مدينة حماة وسط البلاد.

 

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي بُثت الأحد إصابة مركز برزة بأضرار بالغة.

 

كما أُصيب في الهجمات مركزا دُمَّر في دمشق ومصياف بريف حماة. وأشارت الصحيفة إلى أن مركز مصياف يتخصص على ما يُعتقد في تزويد الصواريخ بشحنات كيميائية متفجرة.

 

وأصيب كذلك هدفان آخران بالقرب من مدينة حمص، وهما مستودع للمعدات الكيميائية ومركز للقيادة.

 

وقال الساكت “ليس هناك إنتاج فعلي في برزة فقد نقلوا كل شيء قبل وقوع الضربات على أية حال”.

 

وجاءت الضربات الجوية والصاروخية السبت الماضي ولم تستغرق مدتها ساعة واحدة، ردا على هجوم كيميائي اتُّهم نظام الأسد بتنفيذه في دوما بالغوطة الشرقية يوم السابع من أبريل/نيسان الجاري.

المصدر : ديلي تلغراف

 

لهذه الأسباب لم ترد روسيا على الضربة الثلاثية

رغم وعيد روسيا بالرد على أي عمل عسكري يهدد قواتها في سوريا، فقد تركت الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في سوريا فجر السبت تمر دون أن تحرك ساكنا.

 

واستعرض الكاتب ليونيد إيساييف في مقال لموقع الجزيرة باللغة الإنجليزية الأسباب التي جعلت روسيا تكتفي بالوقوف موقف المتفرج، بل وجعلتها المستفيد الرئيسي مع النظام السوري من تلك الضربة الثلاثية.

 

يقول إيساييف إن الضربة لم تحدث أي تغيير في ميزان القوة على الأرض السورية، وإن القوات الموالية للنظام السوري لم تتكبد أي خسارة بسببها، وبدا أن الأمر لا يتعدى مجرد “استعراض”.

 

ويشير المقال إلى أنه في العام الماضي رأت القيادة الروسية أن الضربة الأميركية لمطار الشعيرات في سوريا كانت الحل الأقل ضررا للمتاعب الداخلية التي يواجهها الرئيس دونالد ترمب في الولايات المتحدة.

 

موسكو تتفهم

وفي هذا العام أيضا أدركت موسكو أن تنفيذ ضربات غربية في سوريا ليس في الحقيقة ردا على مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في دوما بالغوطة الشرقية (يوم 7 أبريل/نيسان الجاري)، كما أنه ليس محاولة للتأثير في نتيجة الصراع السوري بالتأكيد.. إنه ببساطة “استعراض للقوة” وراءه “دوافع شعبوية”.

 

وفضلا عن ذلك، فإن موسكو رأت في بطء واشنطن في تنفيذ الضربات علامة على الضعف والتردد، وهو ما زاد من ثقة القيادة الروسية. ولذلك فقد تسامحت موسكو مع قدر معين من الخطاب العدائي، بالتوازي مع تنسيقها مع واشنطن لضمان تجنب أي ضرر للقدرات الروسية على الأرض.

 

ويقول الكاتب إن مشاوارات جرت بين روسيا والولايات المتحدة على ما يبدو في الأسبوع الذي سبق تلك الضربات. ويضيف أن ثقة موسكو في هذا التنسيق تجلت في وجود وفد من حزب “روسيا الموحدة” الحاكم وعلى رأسه الأمين العام للحزب أندري تورشاك في العاصمة السورية دمشق في اليوم الذي نفذت فيه الضربات.

 

وفي نهاية المطاف، كانت هذه الضربات “الشكلية” في سوريا هي الحل الأمثل لكلا البلدين لتخفيف التوتر بشأن مسألة الأسلحة الكيميائية في دوما. فقد أبقت موسكو على الوضع القائم في سوريا، ونفذت واشنطن وعدها شكليا واتخذت موقفا “على أساس المبادئ”.

 

ويشير إيساييف إلى أن المواجهة المباشرة في سوريا بين روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة المتفوق عسكريا ستؤدي إلى هزيمة كاملة للجانب الروسي، فضلا عن أنها قد تشعل فتيل صراع مسلح عالمي.

 

ولذلك لا يجد الكاتب غرابة في أن روسيا لم ترد على الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة في سوريا، ويشير إلى أن نتائج الضربة الغربية الثلاثية لا تذكر بالمقارنة مع الضربة الإسرائيلية الأخيرة لمطار تيفور في سوريا.

المصدر : الجزيرة

 

لماذا يتكرر قصف مراكز الأبحاث بسوريا؟  

تثير مراكز الأبحاث العلمية في سوريا الشبهات لدى القوى الغربية، التي تتهم النظام السوري بتحويل هذه المراكز إلى مخابر لإنتاج وتصنيع الأسلحة الكيميائية المستخدمة ضد المدنيين في بعض المناطق السورية. وعلى خلفية هذه الاتهامات تعرضت بعض هذه المراكز لضربات متتالية شنتها إسرائيل مرارا، ثم التحالف الأميركي الفرنسي البريطاني في أبريل/نيسان 2018.

 

في ما يلي أبرز المراكز البحثية التي تعرضت للقصف الإسرائيلي والغربي:

 

مركز الدراسات والبحوث العلمية في برزة: يقع بحي برزة شمال العاصمة دمشق، ويمتد على مساحة واسعة، ويتألف من مكاتب وأبنية سكنية.

 

أسس المركز في السبعينيات بالشراكة بين السلطات السورية ووكالة الأبحاث الحكومية الفرنسية، وتشير صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الصدار يوم 15 أبريل/نيسان 2018 إلى أن باريس فضت عام 1981 شراكتها مع سوريا بحجة أن هذه الشراكة تتضمن مخاطر.

 

وبينما يقول النظام السوري إن المركز مخصص للأبحاث المدنية، تؤكد عواصم غربية أبرزها واشنطن أنه يقوم بتطوير وإنتاج واختبار التكنولوجيا الكيميائية والبيولوجية.

 

في أغسطس/آب 2013، قتل ستة أشخاص وجرح 19 آخرون إثر سقوط قذيفة أطلقها مقاتلون معارضون على حافلة تقل موظفين في المركز، بحسب ما نقلت حينها وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

 

كما تعرض مركز الدراسات والبحوث العلمية في برزة يوم 14 أبريل/نيسان 2018 لضربات جوية شنتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، في إطار رد هذه الدول على الهجوم الكيميائي الذي اتهمت نظام الرئيس بشار الأسد بارتكابه يوم 7 أبريل/نيسان من العام نفسه.

 

وعرض التلفزيون السوري مشاهد من داخل المركز أظهرت تعرضه للدمار بعد الهجوم، واعترفت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأن الهجوم الثلاثي استهدف مركز البحوث في برزة.

 

وكشف موظفون لوكالة الصحافة الفرنسية عن بعض المعلومات المتعلقة بمركزهم، ومن بين ما أكدوه أنهم كانوا يعملون في مجال الصناعات الصيدلانية والكيميائية السلمية.

 

المهندس سعيد سعيد، أحد موظفي المركز المستهدف، قال للوكالة الفرنسية لدى سؤاله عما إذا كان يتم في المكان إنتاج غازات سامة إنه “لو كان ثمة سلاح كيميائي في هذا المكان لما كان بإمكاننا أن نقف هنا الآن”، وأشار إلى أنهم يعملون في مجال البحوث الصيدلانية والصناعات الكيميائية المدنية، وأن دور المركز يتمحور حول “تطوير بعض الأدوية لا سيما السرطانية.. وأخرى مضادة لسم العقارب والأفاعي”.

 

مركز جمرايا للبحوث العلمية: يقع خلف جبل قاسيون على مسافة نحو عشرة كيلومترات شمال غرب دمشق، وقد تأسس في ثمانينيات القرن الماضي بدعم من الاتحاد السوفياتي الذي قدم الكثير من المساعدات العسكرية للنظام السوري في تلك المدة، ويتميز بموقع مجاور لمقرات عسكرية بارزة كتلك التابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.

ورغم السرية التي تحيط بعمل هذا المركز التابع لوزارة الدفاع السورية، تتحدث تقارير غربية عدة عن استخدامه مركزا رئيسيا لتطوير البرنامج الصاروخي والأسلحة الكيميائية التي تستخدمها قوات النظام في حربها على السوريين، إضافة لاستخدامه في إيصال صواريخ إيرانية إلى مقاتلي حزب الله في لبنان بالاستفادة من موقعه القريب من الحدود اللبنانية، وهو ما أدى لفرض عقوبات غربية على عدد من العاملين فيه.

 

استهدف الطيران الإسرائيلي مركز جمرايا مرات عدة منذ عام 2013، وكان الاستهداف الأول في أبريل/نيسان 2013 وآخر في فبراير/شباط 2018.

 

في أبريل/نيسان 2017 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 271 موظفًا في المركز، وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان حينها إن “بعض الأشخاص المدرجين على القائمة السوداء كانوا قد عملوا في برامج الأسلحة الكيميائية السورية لأكثر من خمس سنوات”.

 

وجاءت العقوبات ردا على الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون في إدلب من قبل النظام السوري في 4 أبريل/نيسان 2017.

 

كما فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في يوليو/تموز 2016 عقوبات على ستة مسؤولين في مركز جمرايا، قالت إن لهم صلة بفروعه المعنية بالأمور اللوجيستية أو البحثية الخاصة بالأسلحة الكيميائية.

 

مركز الدراسات والبحوث العلمية في مصياف: يقع في بلدة مصياف بريف حماة الغربي، أنشئ في السبعينيات وأشرف عليه خبراء من كوريا الشمالية، ليتبع منذ عام 2010 لـ”البحوث العلمية” التابعة بدورها لوزارة الدفاع.

 

وتشير مصادر إعلامية محسوبة على المعارضة السورية إلى أن المركز مختص في تصنيع الصواريخ والقذائف المتنوعة، وأنه شهد نشاطا إيرانيا ملحوظا منذ عام 2012، ويحاط بحراسة مشددة.

 

ويخضع هذا المركز للعقوبات الأميركية بوصفه الهيئة السورية للأسلحة غير التقليدية، وتعرض في سبتمبر/أيلول 2017 للاستهداف بغارة إسرائيلية، مما أدى إلى وقوع خسائر مادية ومقتل عنصرين.

 

في مايو/أيار 2017 أورد تقرير للمخابرات الغربية تسرّب لموقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن مراكز البحوث في بزرة وجمرايا وبلدة مصياف تنتج أسلحة كيميائية.

 

وتتهم الدول الغربية النظام السوري بالاحتفاظ ببرنامج سري للأسلحة الكيميائية بعد عام 2013، وهو العام الذي تعهد فيه بتمدير الترسانة النووية التي بحوزته، وذلك بعد الهجوم الكيميائي الذي استهدف الغوطة الشرقية يوم 21 أغسطس/آب 2013. وهي التهم التي ينفيها النظام السوري.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2018

 

هل نقل النظام السوري وإيران عدوى “خطيرة” إلى روسيا؟

أبوظبي – سكاي نيوز عربية “سنسقط أي صواريخ تطلق على سوريا” و”لن تمر دون رد”، و”سيكون الرد قاسيا”، عبارات استخدمتها روسيا قبل الضربة الغربية الثلاثية على سوريا، لتصبح كفيلة بأن يحبس العالم أنفاسه متحضرا لمواجهة روسية أميركية وشيكة، لكن الأمر انتهى عند “حق الرد في الوقت المناسب”وهي عبارة دأب النظام السوري وحليفه الإيراني على استخدامها لتجنب الحرج عقب أي صفعة عسكرية توجه لهما.

 

وضجت وسائل الإعلام العالمية قبل 72 ساعة من الضربة التي قادتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا على منشآت كيماوية سورية قبل أيام، بالتصريحات الروسية والتهديدات بإسقاط الصواريخ الغربية، والتحذير من إشعال حرب مباشرة.

 

إلا أن ذلك لم يحصل بعد شن الدول الثلاث الضربات بالفعل على أهداف للنظام السوري في دمشق وحمص، ردا على الهجوم الكيماوي، الذي اتهم النظام بتنفيذه في دوما، قرب العاصمة السورية.

 

وعقب الهجوم، حذر السفير الروسي في الولايات المتحدة من أن واشنطن ولندن وباريس تتحمل عواقب الضربات، وشدد على أن موسكو ترفض أي إهانة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتن.

 

وبدلا من الرد الفوري الذي هددت به، سارعت وزارة الدفاع الروسية إلى التأكيد على أن الهجوم لم يقترب من المواقع الروسية في سوريا، وأهمها القاعدتان الروسيتان الجوية والبحرية في حميميم وطرطوس.

 

ولم تدخل الصواريخ الغربية منطقة الدفاعات الجوية الروسية التي تحمي المنشآت في القاعدتين، لتنهي بذلك أي احتمال لعمل عسكري مضاد كانت قد هددت به سابقا.

 

وفي فبراير الماضي، استهدفت غارات أميركية قوات سورية وميليشيات تابعة لها في دير الزور، مما أسفر عن مقتل 100 جندي من بينهم 19 جنديا روسيا، بحسب الرواية الأميركية.

 

وبعد نحو أسبوع من الصمت، أعلنت موسكو مقتل خمسة مواطنين، قائله إنهم لا ينتمون للجيش الروسي، وذلك في مسعى للخروج من الالتزام بالرد على الغارة.

 

وكشفت تقارير صحفية عن هوية القتلى الروس، مشيرة إلى تواجد مجموعات شبه عسكرية روسية “خفية” تدعم الجيش النظامي السوري، خاصة في استعادة ومراقبة المنشآت النفطية.

 

وبدا من التصريحات الروسية، أن موسكو ارتكنت إلى سياسة طالما انتهجها النظام السوري ونظيره الإيراني في الرد على أي عمل عسكري يطال قواتهما.

 

فقد اشتهر عن النظام السوري ديباجة ثابتة وهي:” الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين”، وذلك ردا على عشرات الغارات الإسرائيلية التي طالت أهداف داخل سوريا خلال العقود الثلاثة الماضية.

 

وكان آخر هذه الضربات، غارة إسرائيلية في التاسع من أبريل الجاري استهدفت قاعدة التيفور العسكرية التابعة للجيش السوري تضم أيضا مقاتلين إيرانيين في محافظة حمص وسط البلاد، موقعة 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ثلاثة ضباط سوريين و7 مقاتلين إيرانيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وفي 10 فبراير الماضي، أعلنت إسرائيل شن ضربات “واسعة النطاق” استهدفت مواقع “إيرانية وأخرى تابعة للنظام” داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز أف-16 في أراضيها.

 

وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سوريا، لكن طهران التزمت بالتهديد بالرد في “الزمان والمكان المناسبين”.

 

وفي الحالتين، التزمت إيران بالتهديد “بالرد في الزمان والمكان المناسبين”، ليخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي ويقول صراحة إنه إذا قامت إيران أو ميليشياتها بأي عمل تجاه إسرائيل انطلاقا من سوريا، فإنه سيمحو النظام السوري وجيشه والقوات الإيرانية الداعمة له.

 

وبين الاحتفاظ بحق الرد والرد الفعلي تقع حسابات كثيرة خارج حدود التصريحات الرنانة، خاصة في إقليم مشتعل لا يحتاج سوى عمل متهور صغير لتندلع حرب واسعة لن تفيد الكلمات في إخمادها.

 

ماكرون يعدّل تعليقاته حول “إقناع” ترامب “بالبقاء” في سوريا

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– وضّح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين،  موقفره من الدور الأمريكي والفرنسي في سوريا، وذلك بعد يوم من تعليقه بأنه “أقنع” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبقاء في سوريا، في مقابلة الأحد.. (شاهد الفيديو أعلاه)

 

وقال ماكرون: “إن تدخلنا العسكري في سوريا، من قبل الولايات المتحدة وكافة حلفاء التحالف الدولي، يفسّر فقط ضمن إطار محاربة “داعش”، وما قاله البيت الأبيض، الليلة الماضية، يمثل موقفنا منذ البداية، لذا لم يتغير شيء وأنا لم أوحي بأي تغييرات أمس.”

 

وأضاف بقوله: “لم أقُل إن الولايات المتحدة أو فرنسا تنويان الالتزام عسكرياً في سوريا، لدينا هدف عسكري في سوريا وواحدٌ فقط، الحرب ضد داعش،” وفقاً لما ذكره خلال ظهوره مع رئيس الوزراء النيوزلندي، جاكيندا أردين.

 

وقال: “ببساطة كنتُ أقول إن الولايات المتحدة اتخذت قراراً، برفقة بريطانيا العظمى وفرنسا، لشن عمليتنا المحددة، والتي لم تدخل في إطار العمل، والتي تتمثل بالحفاظ على القانون الإنساني وبما فعلناه فإنهم أيقنوا بأن مسؤوليتنا السياسية في سوريا لم تقتصر على الحرب ضد داعش، وهذه حقيقة.”

 

وأضاف ماكرون: “أجل، البيت الأبيض محقٌّ عند قوله إن الانخراط العسكري هو ضد داعش وأنه سيتوقف في اليوم الذي تنتهي به الحرب ضد داعش.”

 

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن بلاده تملك الموقف ذاته، قائلاً: “أنا محقٌّ عندما أقول إن الولايات المتحدة الأمريكية، ولأنها قررت المشاركة بالتدخل معنا، تفهمت بأن مسؤوليتنا تجاوزت الحرب ضد داعش، وتلك كانت مسؤولية إنسانية على أرض الواقع ومسؤولية على المدى البعيد لإحلال السلام.”

 

روسيا: الضربات الجوية هي السبب بتأخر مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى دوما

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– نفت السلطات الروسية الاتهامات البريطانية بمنع روسيا وسوريا دخول مفتشي منظمة الأسلحة الكيماوية أو “OPCW” إلى دوما، مضيفة بأن التأخير أتى بسبب الضربات الجوية، السبت.

 

وقال وكيل وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، الإثنين: “هذا كله كان مرتبطاً بغياب أوامر الدائرة الأمنية بالأمم المتحدة للتوجه إلى موقع الحادثة في دوما،” وفقاً لما نقلته على لسانه وكالة “ريا-نوفوستي” الروسية الرسمية.

 

وأضاف ريابكوف قوله: “لهذا فإن عواقب الإجراءات المسلحة غير القانونية التي اتخذتها المملكة المتحدة مع مجموعة من الدول الأخرى والتي أجريت مساء السبت، يحول دون التوصل إلى حل سريع للموضوع.”

 

هذا وقد وصل فريق لتقصي الحقائق من “OPCW” إلى سوريا، السبت، في اليوم ذاته التي وجهت فيه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات جوية ضد أهدافٍ تابعة للكومة السورية، رداً على هجوم كيماوي في 7 إبريل/نيسان بدوما.

 

قد يهمك.. بعد ضربة سوريا.. سيناتور أمريكي لـCNN: القول إن “المهمة أنجزت” مستحيل

 

وسيأتي المتهمون للتحقق من احتمالية استخدام مواد كيماوية محظورة في دوما، وهي تهمة نفتخا الحكومتان السورية والروسية مراراً، قائلين إن وكالات الاستخبارات البريطانية ساعدت في تحضير الهجوم.

 

وحتى الإثنين، لم يتمكن المفتشون من الحصول على معبر آمن للمنطقة، وفقاً لممثل بريطانيا في منظمة “OPCW”، بيتر ويلسون.

 

وأضاف ويسلون بأن المنظمة سجلت 390 ادعاءاً باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا منذ بدء التحقيقات عام 2014.

 

ماي: الضربات في سوريا كانت في مصلحة بريطانيا وليس تنفيذا لأوامر ترامب

 

لندن (رويترز) – قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمام البرلمان يوم الاثنين إن قرار بريطانيا توجيه ضربات جوية ضد سوريا كان من أجل المصلحة الوطنية للبلاد وليس نتيجة ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا تتحدث في لندن يوم الاثنين. تصوير: هانا مكاي – رويترز.

 

وقالت ماي ”لم نفعل هذا لأن ترامب طلب منا ذلك ..فعلناه لاعتقادنا أنه الشيء الصائب ولسنا وحدنا. ثمة تأييد دولي على نطاق واسع للإجراء الذي اتخذناه“.

 

إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

البيت الأبيض: ترامب لا يزال يرغب في سحب القوات من سوريا لكن لا يوجد إطار زمني

 

على متن طائرة الرئاسة الأمريكية (رويترز) – قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز يوم الاثنين إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يرغب في سحب القوات الأمريكية من سوريا لكنه لم يحدد إطارا زمنيا. يأتي ذلك بعد يومين من قصف الحلفاء الغربيين أهدافا سورية بسبب ما يعتقد أنه هجوم كيماوي.

 

وقالت ساندرز في تصريحات للصحفيين المرافقين لترامب إلى ميامي إن الرئيس لا يزال مستعدا أيضا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكنها أشارت إلى أنه لا يوجد أي اجتماع وشيك.

 

إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

روسيا: سوريا دمرت 71 من 103 صواريخ موجهة خلال الضربة الغربية

موسكو (رويترز) – نسبت وكالة الإعلام الروسية لوزارة الدفاع قولها يوم الاثنين إن الجيش السوري دمر 71 من 103 صواريخ موجهة تم رصدها في المجال الجوي لسوريا خلال الضربة الغربية في مطلع الأسبوع.

 

واستهدفت ضربات أمريكية وفرنسية وبريطانية يوم السبت منشآت تابعة لبرنامج الأسلحة الكيماوية السوري ردا على هجوم يشتبه بأنه بالغاز السام قبلها بأسبوع.

 

إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي

 

روسيا تمنع مفتشي الأسلحة الكيماوية من دخول دوما

منعت روسيا مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من دخول مدينة دوما في ريف دمشق، لزيارة الموقع الذي تعرّض لهجوم بأسلحة كيماوية.

 

وقال مندوب بريطانيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “بيتر ويلسون” اليوم الإثنين نقلاً عن المدير العام للمنظمة إن مفتشيها لم يسمح لهم بعد بدخول مدينة دوما للتحقق مما إذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت في دوما في السابع من نيسان الجاري، وتحديد النوع الذي استخدم.

 

وطالب الوفد البريطاني لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان نشره على “تويتر”، بضرورة الدخول إلى دوما “دون قيود”، وطالب البيان النظام وروسيا بالتعاون.

 

وصرح مسؤولون روس أن المفتشين لم يدخلوا دوما لعدم حصولهم على تصريح من الأمم المتحدة، ولأن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على أهداف في سوريا يوم السبت الماضي حالت دون دخولهم.

 

بينما أكّد المندوب البريطاني في مؤتمر صحفي في لاهاي أن الأمم المتحدة صرحت للمفتشين بالدخول، ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مدينة دوما لأن النظام وروسيا “عاجزتان عن ضمان سلامتهم”.

 

وأضاف المندوب البريطاني أن المنظمة سجلت 390 ادّعاء باستخدام مواد كيماوية محظورة في سوريا منذ عام 2014.

 

وفي وقت سابق من اليوم اتهم  مندوب الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “كينيث وورد” روسيا، بأنها ربما قد أفسدت موقع الهجوم في مدينة دوما، في حين نفى ذلك وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف”.

 

وعبّر “وورد” عن خشيته من زيارة الروس لموقع الهجوم، ما يضع احتمالاً بأن يكونوا قد “عبثوا به بنية إحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال”.

 

وأشار “وورد” في تصريحات حصلت عليها رويترز إلى تأخر المنظمة في إدانة نظام الأسد “على ممارستها حكم الإرهاب الكيماوي والمطالبة بالمحاسبة الدولية للمسؤولين عن تلك الأفعال البشعة”.

 

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هجوماً بأكثر من مئة صاروخ على مواقع ومنشآت عسكرية لقوات النظام يوم السبت الماضي، وذلك رداً على استهداف مدينة دوما بالسلام الكيماوي من قبل قوات النظام في السابع من الشهر الجاري، ما أوقع عشرات القتلى ومئات الإصابات.

 

ووافق النظام في سوريا في عام 2013 على التخلي عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية، ضمن اتفاق روسي – أمريكي نصّ على القضاء الكامل على برنامج الأسلحة الكيماوية لدى النظام، وذلك على إثر مقتل المئات في هجوم كيماوي شنّته قوات النظام على الغوطة الشرقية في 21 من أغسطس آب من عام 2013.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى