أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 28 تشرين الثاني، 2012


الطيران السوري يكثف غاراته ضد تقدم المعارضة

الدوحة، لندن، بيروت، دمشق – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، اب

تميز يوم امس بلجوء النظام السوري الى شن الغارات الجوية بشكل مكثف على معظم المواقع التي تقدمت فيها المعارضة خلال الايام العشرة الماضية، بعد استيلائها على عدد من قواعد السلاح الجوي في محافظات حلب وادلب ودير الزور. بينما تمكن مقاتلو المعارضة من اسقاط مروحية عسكرية كانت تقصف ريف حلب مستخدمين للمرة الاولى منذ بدء النزاع في سورية صاروخ ارض – جو مضاداً للطيران. وشن الطيران الحربي غارات على مدينتي دير الزور ومعرة النعمان. وفي محافظة ادلب شن الطيران غارة على معصرة زيتون كان يتجمع حولها الاهالي ادت الى سقوط العشرات بين قتلى وجرحى، بعدما القت طائرة اثنين من البراميل المتفجرة أصابتا المعصرة وقام مقاتلو المعارضة بتقديم العلاج الطبي للضحايا وساعدوا على إجلائهم. وقال احد الناشطين لوكالة «اسوشييتد برس» ان ما وقع في معصرة ابو هلال يشكل «مجزرة» قتل فيها عشرون شخصاً على الاقل واصيب خمسون بجروح. ولا يوجد سبب لقصف هذه المعصرة التي يتجمع فيها الاهالي في هذا الموسم من الزيتون، باستثناء رغبة النظام في الانتقام منهم بسبب تأييدهم للمعارضة التي تسيطر على هذه المنطقة.

وتمكن مقاتلو المعارضة من اسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة في ريف حلب، واستخدموا للمرة الاولى صاروخا مباشرا ارض – جو مضادا للطيران. وقال المرصد السوري ان الطائرة اصيبت بصاروخ ارض – جو مباشر اثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، «وهي المرة الاولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح» منذ بدء النزاع في سورية قبل عشرين شهرا. وذكر المرصد ان «عشرات الصواريخ المماثلة وصلت اخيرا الى الثوار».

وبث الناشطون شريطاً على موقع «يوتيوب» يمكن فيه رؤية الطائرة بعد اصابتها وقد تصاعد منها دخان اسود ونيران، قبل ان تسقط وسط دخان ابيض كثيف. وقام بتحميل الشريط «المكتب الاعلامي لكتائب نور الدين الزنكي» المؤلفة من غالبية من الاسلاميين، وهي من ابرز الكتائب المشاركة في تطويق كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان التي يحاول مقاتلون المعارضة السيطرة عليها. واسقط المقاتلون المعارضون في السابق مروحيات عسكرية وطائرات حربية عدة بمضادات للطيران او اسلحة رشاشة اخرى.

واستولى مقاتلون معارضون على مقر كتيبة للدفاع الجوي في قرية المنطار على بعد 15 كلم جنوب شرق مدينة حلب. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مقاتلين من عدة كتائب اقتحموا الكتيبة وقتلوا واسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على اسلحة وذخائر». وقال المقاتلون لصحافي في وكالة «فرانس برس» ان معارك عنيفة سبقت الاستيلاء على الموقع الذي يقع قرب بلدة السفيرة، ولقي تسعة مقاتلين حتفهم. وتمكنت قوات المعارضة من قتل واسر سبعين جنديا، فيما تمكن قائد الكتيبة العقيد ايمن الشعار من الفرار. وشملت غنائم المعارضة من الاسلحة ستة مدافع من طراز 23 ملم، وقاذفات صواريخ وذخائر.

في هذا الوقت، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» السلطات السورية بوقف فوري لاستخدام القنابل العنقودية. وجاء ذلك بعد يومين على غارة جوية على بلدة دير العصافير جنوب دمشق ادت الى مقتل عدد من الاطفال. وقالت المنظمة ان 11 طفلا على الاقل قتلوا في الغارة الاحد الماضي، مشيرة الى ان «القنابل العنقودية تقتل من دون تفرقة بين المدنيين والعسكريين». واوردت المنظمة الحقوقية، نقلا عن شهود، ان هذه القنابل استهدفت مجموعة تضم 20 طفلا على الاقل كانوا متجمعين في ملعب. واكدت ماري ويرهام مديرة قسم الاسلحة في المنظمة ان على كافة الحكومات، بما فيها حلفاء سورية، ادانة استخدام دمشق قنابل عنقودية لان هذه الاسلحة محظورة على المستوى الدولي بسبب تأثيرها على المدنيين. واعتبرت ان المطلوب رد فعل اقوى لاقناع الحكومة السورية بوقف استخدام هذا النوع من القنابل.

وعلمت « الحياة» أن ثلاثة نساء دخلن الامانة العامة لـ»المجلس الوطني السوري» المعارض في دورته الجديدة التي كانت خلت من النساء ، كما أرجأ المجلس الوطني في اجتماع عقده في تركيا المصادقة على الانضمام الى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الى وقت آخر. وقال عضو مجموعة العمل الوطني محمد ياسين النجار لـ»الحياة» أنه تم انتخاب رفاه المهندس (مجموعة العمل الوطني) ومنى الجندي (الكتلة الوطنية) لعضوية الأمانة العامة للمجلس، كما انضمت تغريد الحجلي الى الأمانة العامة بعدما استبدلها «تجمع احرار سورية» بدلاً من زياد ابو حمدان .

وأضاف أن الاجتماع أرجأ المصادقة على الانضمام لـ»الائتلاف» حتى يتم وضع اللمسات الأخيرة لدور فاعل يناسب حجم الكفاءات والخبرات داخله».

أربعة قتلى على الاقل في انفجاري سيارتين مفخختين في ضاحية دمشق

بيروت – ا ف ب

قتل اربعة اشخاص على الاقل في انفجار سيارتين مفخختين في جرمانا جنوب شرق دمشق صباح اليوم الاربعاء، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ان “انفجارين شديدين هزا ضاحية جرمانا”، مشيرا الى انهما ناتجان عن سيارتين مفخختين”. وقال ان سيارات اسعاف شوهدت في المنطقة.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها ان “تفجيرين ارهابيين وقعا في الساحة الرئيسية لمدينة جرمانا”، واسفرا عن “وقوع ضحايا واضرار مادية”.

وافاد احد سكان المنطقة وكالة فرانس برس ان الانفجارات دوت بعيد الساعة السادسة والنصف، ما اثار ذعرا بين الناس.

من جهة ثانية، افاد المرصد عن تعرض مدينة الزبداني في ريف دمشق لقصف من “القوات النظامية التي تحاول اقتحامها منذ ايام”.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان القصف اليومي على الزبداني مستمر “منذ أكثر من أربعة شهور”، مشيرة الى سقوط “أكثر من خمسين قذيفة دبابة خلال نصف ساعة على المدينة ومحيطها ما تسبب بوقوع اصابات.

ووقعت بعد منتصف الليلة الماضية اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي القدم في جنوب مدينة دمشق، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض حيي الحجر الاسود والقدم للقصف من القوات النظامية.

وقتل 105 اشخاص في اعمال عنف في سورية الثلاثاء، بحسب المرصد.

ميدفيديف يحمّل المعارضة والنظام

مسؤولية إراقة الدماء في سوريا

أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ان روسيا لا تقيم “علاقات مميزة” مع الرئيس السوري بشار الاسد، مشيرا الى ان في الامكان التحدث عن علاقات “خاصة” في حقبة الاتحاد السوفياتي مع الرئيس حافظ الاسد. وحمل طرفي النزاع السوري، المعارضة والنظام ، المسؤولية عما يحدث من إراقة لدماء الأبرياء في البلاد. (راجع العرب والعالم)

 وصرح ميدفيديف في مؤتمر صحافي عقده في باريس بعد محادثاته مع نظيره الفرنسي جان – مارك ايرولت: “لا علاقات خاصة ومميزة مع الرئيس  الاسد. هذه العلاقات التي كانت قائمة في الاتحاد السوفياتي مع والده لا وجود لها في بلادنا مع الرئيس الحالي”. وقال: “أقمنا ونقيم (مع دمشق) علاقات عمل جيدة”. وأضاف: “لا يقضي دورنا بدعم اي نظام كان”.

وأوضح أنه “نرى ان من الملائم ألا نتدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة، حتى لو كنا نعترض على الطريقة التي تطبق فيها حقوق الانسان… ثمة ملاحظات في هذا الموضوع يمكن بالتأكيد ان نقولها للرئيس الاسد ولهذه المعارضة لان الدم يهرق من الجانبين اللذين يتحملان المسؤولية نفسها عما يحصل هناك”. وخلص الى أن “مهمتنا هي ان نحملهما على الجلوس الى طاولة المفاوضات”.

 وبحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع السفير السوري في موسكو رياض حداد في تطورات الوضع في سوريا، وأبرز ضرورة تحويل الوضع هناك إلى طريق التسوية السياسية من طريق التفاوض والحوار ووقف إراقة الدماء.

 وسيزور موسكو هذا الاسبوع وفد للمعارضة السورية في الداخل من هيئة التنسيق الوطنية للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

 لاريجاني

وانتقد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني خلال زيارة للنجف ارسال أسلحة الى سوريا معتبرا ان هذا الامر يمثل “مشكلة بالنسبة الى السوريين”.

وقال لاريجاني عقب لقائه رجل الدين الشيعي محمد بحر العلوم ان “قضية سوريا قضية صعبة بسبب تدخل العديد من الدول”. ولاحظ ان “ارسالها  أسلحة الى سوريا يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة الى السوريين، والجمهورية الاسلامية تعتقد ان تطبيق الاصلاحات في سوريا يجب ان يتم في جو من الهدوء”.

المعارضون يسقطون مروحية والنظام يحشد حول ريف العاصمة

اليابان توسّع العقوبات قبل مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري”

    (و ص ف ، رويترز ، ي ب أ)

 يحشد النظام السوري قوات في منطقة البساتين المتاخمة للعاصمة استعدادا لتكثيف هجماته على معاقل المقاتلين المعارضين في ريف دمشق، مؤكدا في الوقت عينه عبر اعلامه الرسمي وتصريحات المسؤولين فيه أن معركته باتت مع تنظيم “القاعدة” المتطرف وأنه يستعد لحسمها.

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له عن حشد القوات النظامية السورية تعزيزات في منطقة البساتين الواقعة بين كفرسوسة في غرب دمشق وداريا القريبة من العاصمة والتي تستمر الاشتباكات العنيفة في محيطها منذ ايام. وقال ان اشتباكات دارت ايضا في مدينة حرستا بريف دمشق، بينما تعرضت بلدات ببيلا والمعضمية وداريا والحجيرة والغوطة الشرقية والزبداني لقصف مصدره القوات النظامية، تسبب بسقوط قتلى وجرحى وبدمار في بعض المنازل.

 وأشار المرصد الى مقتل رجلين من الشرطة العسكرية السورية في انفجار سيارة مفخخة عند حاجز للشرطة في منطقة عرطوز بريف دمشق.

 وفي شمال غرب البلاد، أغارت طائرات حربية سورية على منطقة تبعد كيلومترين من مدينة ادلب على الطريق المؤدية الى قرية عين شيب، فقتل خمسة اشخاص على الاقل وأصيب 30 آخرون بجروح، جروح بعضهم بالغة.

 وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن “مجزرة جديدة قامت بها قوات النظام أدت الى سقوط 20 شهيدا وعشرات الجرحى من جراء غارة جوية للطائرات الحربية على معصرة زيتون” في المنطقة.

وتعرضت مدينة معرة النعمان في ريف ادلب لغارة شنتها طائرة حربية وقتل فيه خمسة مقاتلين.

صاروخ أرض – جو

واستخدم المقاتلون المعارضون للنظام السوري للمرة الاولى صاروخا مباشرا أرض – جو مضادا للطائرات لاسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة بريف حلب.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: “أصيبت الطائرة بصاروخ أرض – جو مباشر اثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الاولى تسقط طائرة بمثل هذا السلاح” منذ بدء النزاع في سوريا قبل 20 شهراً. وأضاف ان “عشرات الصواريخ المماثلة وصلت اخيرا الى الثوار”، لكنه الى لا يعرف من أي طراز هي.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون في موقع “يوتيوب” الالكتروني، يمكن رؤية مروحية تحلق قبل ان يسمع صوت انفجار، فيقول صوت مسجل على الشريط “صاروخ”. بعد لحظات، تشاهد كتلة من النار في المروحية، بينما يصرخ عدد من الاصوات “اصيبت، الله أكبر، الله أكبر”.

وفي شريط فيديو آخر، يمكن رؤية الطائرة بعد اصابتها وقد خرج منها دخان اسود، ثم تشاهد فيها النيران، قبل ان تسقط وسط دخان ابيض كثيف.

 واستولى مقاتلون معارضون على مقر كتيبة للدفاع الجوي جنوب شرق مدينة حلب في شمال سوريا، كما قال مقاتلون في ريف حلب.

 وفيما تستمر المعارك وعمليات القصف على وتيرتها التصعيدية في سوريا، كتبت صحيفة “البعث” السورية: “بإيقاعات سريعة وقوة نارية كثيفة ومركزة، بدأت قواتنا المسلحة المرحلة الأخيرة من معركة الحسم النهائي مع تنظيم القاعدة بمجموعاته المحلية التكفيرية والأجنبية المرتزقة على امتداد الجغرافيا السورية”.

 ونشرت صحيفة “الوطن” الخاصة المقربة من السلطة لائحة تضم اسماء 142 “ارهابيا” قتلوا في سوريا وهم ينتمون الى 18 بلدا عربيا واجنبيا بينهم لبنانيون. وقالت ان اللائحة التي حصلت عليها من “مصدر مطلع” قدمتها البعثة السورية لدى الامم المتحدة الى مجلس الامن الشهر الماضي.

  وطالبت منظمة “هيومان رايتس ووتش” السلطات السورية بوقف فوري لاستخدام القنابل العنقودية “البالغة الخطورة والتي تحظرها معظم الدول”.

 وجاء ذلك بعد يومين من غارة جوية على بلدة دير العصافير جنوب دمشق أدت الى مقتل عدد من الاولاد.

 عقوبات يابانية

على صعيد آخر، وسعت اليابان العقوبات التي تفرضها على دمشق. وادرجت 36 شخصا و19 كيانا على قائمة المشمولين بالعقوبات، بينهم رئيس الوزراء وائل نادر الحلقي وحاكم المصرف المركزي السوري اديب ميالة الى الشركة السورية للنفط ومصارف وشركات صناعية ووزارات.

 وباتت قائمة العقوبات اليابانية على النظام السوري تضم 59 شخصية و35 منظمة مجمدة ارصدتهم في اليابان وممنوعين من السفر الى هذا البلد، بينهم الرئيس السوري بشار الاسد.

 وتأتي هذه الخطوة قبل ثلاثة ايام من اجتماع “مجموعة العمل الدولي لاصدقاء الشعب السوري حول العقوبات” في طوكيو.

الأمم المتحدة تشيد بالنأي اللبناني: مسـتوى مـروّع للعـنـف السـوري

حمل رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف، أمس، الحكومة السورية والمسلحين مسؤولية مقتل الناس، مشددا على ضرورة إجبار الحكومة والمعارضة على التوصل إلى حل عبر المفاوضات، ومحذرا من اقتتال «طائفي واثني»، بينما حشدت القوات السورية تعزيزات استعدادا لشن هجوم واسع لإخراج المسلحين من مناطق في ريف دمشق، فيما اسقط المسلحون طوافة عسكرية بصاروخ ارض ـ جو في ريف حلب.

وحذر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، من أن «الصراع في سوريا قد وصل إلى مستويات جديدة مروعة من العنف والوحشية».

وأعلن سيري أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «يواصلان جهودهما من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا وإبعاد الأطراف عن اللجوء إلى الخيار العسكري السائد حاليا». يشار إلى أن الإبراهيمي سيتحدث لمجلس الأمن غدا والى الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة.

وأثنى سيري على جهود القيادة اللبنانية في النأي بالبلد عن الأزمة السورية، موضحا أن هذه الجهود تستحق الدعم والتأييد من قبل المجتمع الدولي. وقال ان «ضمان استقرار لبنان يتطلب من جميع الأطراف مواصلة ممارسة ضبط النفس وتجنب التحريض والتعاون، خاصة في ظل الاستعدادات الجارية لإجراء انتخابات العام المقبل».

وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل نحو 20 شهرا، اسقط المسلحون بصاروخ ارض – جو طوافة في ريف حلب، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان المسلحين حصلوا على عشرات الصواريخ المماثلة مؤخرا.

وأفاد المرصد عن سلسلة اعتداءات طالت أكرادا في ريف حلب. وذكر ان «رئيس المجلس الشعبي الكردي عطوف عبدو في منطقة عفرين نجا من محاولة اغتيال بعد انفجار عبوة كانت موضوعة في الصندوق الخلفي لسيارته»، مشيرا إلى «مقتل سيدة كردية برصاص مسلحين على طريق مطار حلب الدولي». وتابع «قتل 87 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، هم 36 جنديا و32 مدنيا و19 مسلحا».

وذكر المرصد ان القوات السورية حشدت تعزيزات في منطقة البساتين الواقعة بين كفرسوسة في غرب دمشق وداريا قرب العاصمة استعدادا لتكثيف هجماتها على معاقل المسلحين في ريف العاصمة.

وكتبت صحيفة «البعث» السورية «بإيقاعات سريعة وقوة نارية كثيفة ومركزة، بدأت قواتنا المسلحة المرحلة الأخيرة في معركة الحسم النهائي مع تنظيم القاعدة بمجموعاته المحلية التكفيرية والأجنبية المرتزقة على امتداد الجغرافيا السورية». (تفاصيل ص 15).

وقال ديبلوماسيون أوروبيون، في بروكسل، ان لندن تضغط، بدعم فرنسي، على الاتحاد الأوروبي من اجل تعليق حظر إرسال الأسلحة إلى سوريا، من اجل تمرير السلاح إلى المعارضين. وأوضحوا أن ديبلوماسيين أوروبيين بحثوا هذا الأمر أمس، على أن يستكملوا مشاوراتهم اليوم، لكن العديد من الدول الأوروبية عبرت عن تحفظها حيال هذا الأمر. وقال ديبلوماسي «ستكون فرصة لتسليح المعارضة، وفرض ضغط إضافي على النظام».

ميدفيديف

وقال رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف، في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت في باريس، ان «مسؤولية هلاك الناس في سوريا تقع على عاتق الحكومة السورية والمعارضة على نحو سواء». وأضاف «يمكن أن نوجه انتقادات إلى الرئيس الأسد والمعارضة على نحو سواء، لأن الدماء بادية على هؤلاء وأولئك، وهم يتقاسمون المسؤولية عما يحدث هناك».

وتابع «علينا أن نُجلسهم حول طاولة المحادثات ونرغمهم على التوصل إلى اتفاق من أجل مستقبل الشعب السوري وليس من أجل مستقبل الرئيس الأسد. ولا نريد أن يبدأ الاقتتال بين المجموعات الاثنية والدينية هناك».

وقال ميدفيديف «لا توجد لدينا علاقات خاصة مع الرئيس بشار الأسد، كما كانت للاتحاد السوفياتي مع والده. مثل هذه العلاقات غير موجودة حاليا». وأكد أن «العلاقات بين موسكو ودمشق هي علاقات عملية اعتيادية»، موضحا «لا تدخل ضمن مهماتنا مسألة مساندة مثل هذه الأنظمة مهما كلف الأمر».

وكرر أن تسوية النزاع في سوريا يجب أن تتحقق على أيدي السوريين أنفسهم. وقال «نحن لا نعتبر التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ذات السيادة خطوة صائبة، حتى لو كانت لدينا تساؤلات بشأن مراعاة حقوق الإنسان».

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير السوري في موسكو رياض «أكدا الفهم المتبادل لضرورة الوقف الفوري لإراقة الدماء في سوريا لتحويل الوضع إلى مجرى التسوية السياسية باستخدام السبل التفاوضية السلمية والحوار السوري الداخلي الشامل بصفة حصرية».

وفي طهران، وصف ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية لدى الحرس الثوري العميد يد الله جواني «خطة تركيا لنشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا بأنه تكرار لخطأ أنقرة الاستراتيجي»، موضحا أن «تركيا منذ بدء الأزمة في سوريا، انطلت عليها خدعة الغرب والصهاينة، وقامت بأداء دور في تفاقم الأزمة في سوريا من خلال تقوية الجماعات المخربة». وتابع «إذا كان هناك تصور بأن تركيا بصدد التدخل العسكري في سوريا من خلال هذه الخطة (نشر صواريخ باتريوت) فإن عليها أن تعلم أنها ستتكبد تكاليف اكبر من السابق، وستتضرر بشدة».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

أنقرة ورهاناتها السورية: إضعاف المالكي أمام أربيل

محمد نور الدين

«لم يكن ينقص تركيا سوى أن تنفجر في العراق». بهذه الكلمات عنون الكاتب التركي سامي كوهين مقالته في «ميللييت» حول الأزمة العراقية بين بغداد وأربيل.

فالنزاع بين الحكومة المركزية في بغداد و«حكومة» إقليم كردستان، والذي يكاد يصل إلى مرحلة الحرب، يعني أنقرة مباشرة، فالبوابة البرية الوحيدة المفتوحة أمام تركيا مع جار لها هي منطقة إقليم كردستان وتحديدا بوابة الخابور. وأنقرة طرف في الصراع الداخلي في العراق من خلال تقاربها مع إقليم كردستان بموازاة معاداتها لحكومة نوري المالكي.

وهذا العداء ليس جديدا أو مرتبطا فقط بالأزمة السورية، بل يعود إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية والنيابية العراقية قبل سنتين، حيث سعت حكومة رجب طيب أردوغان إلى منع وصول جلال الطالباني إلى الرئاسة ونوري المالكي إلى رئاسة الحكومة، ووقفت داعمة للجبهة التي يرأسها إياد علاوي وضمت «الحزب الإسلامي» بقيادة طارق الهاشمي.

ولا شك بأن محاولة أنقرة استمالة أكراد العراق على حساب الحكومة المركزية كان له وقع سيئ في بغداد، خصوصا مع توقيع اتفاقيات نفط بين أنقرة واربيل مباشرة من دون المرور ببغداد، وهو ما يتعارض مع القوانين العراقية. وتعاظم التوتر بين أنقرة وبغداد مع الدخول غير الرسمي لوزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو، من دون إذن بغداد، إلى كركوك. وأضاف الموقف العراقي المؤيد للنظام السوري، الذي تسعى أنقرة إلى إطاحته، سببا إضافيا لملف سميك من نقاط الاختلاف بين بغداد وأنقرة لم يخل من وقت لآخر من تراشق حاد بالكلمات تجاوز الخطوط الحمر بين المالكي وأردوغان.

لذلك فإن أنقرة معنية مباشرة بالصراع الداخلي في العراق، نظرا لتأثير نتائجه على دور تركيا هناك صعودا أو هبوطا. إذ ان أي انكسار لحكومة المالكي سيعتبر انتصارا لحكومة أردوغان والعكس صحيح.

ويرى سامي كوهين أن أخطر ما تواجهه تركيا أن تنفجر هذه الأزمة في توقيت لا تستطيع أنقرة المساعدة على إخماده. ويقول إن أنقرة في وضع منحاز لطرف دون آخر، وفي حال اندلاع القتال ستكون تركيا الأكثر تأثرا به. ويعتبر أن ما تملكه تركيا الآن، بعد انهيار دورها الوسيط في المشكلات الإقليمية، ليس أكثر من التمني بعدم انفجار الوضع في العراق.

وفي صحيفة «حرييت» كتب حسين يايمان إن مخاطر اندلاع حرب في العراق يهدد وحدة العراق ووحدة الشرق الأوسط. وتساءل «عما إذا كان النزاع هو حول النفط أم على استقلال كردستان، إذ ان الاتفاقات التي يعقدها إقليم كردستان مع تركيا وغيرها حول تصدير النفط واستخراجه والتعاون الاقتصادي من دون بغداد يثير لدى بغداد مخاوف من أن تكون هذه خطوات نحو الاستقلال الكردي الكامل».

ويرى الكاتب تناقضا بين دعوة الحكومة التركية إلى وحدة العراق واختيارها طرفا واحدا للتعامل معه، هو الأكراد، بما يرسّخ أن الموقف التركي يساعد على تقسيم العراق لا العكس.

ويقول إن «خلاف تركيا مع سوريا وإيران وروسيا يجعل من اتفاقها مع أكراد العراق استراتيجيا على المدى البعيد، وهو ما يجعل أنقرة تقف إلى جانب أربيل في هذا الصراع، وتتهم حكومة المالكي بأنها تعمل على مذهبته. وهكذا تبدو الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط مثل لعبة الدومينو، حجارتها متداخلة بعضها مع بعض. الجميع يلعب في كل الساحات حيث تؤثر التطورات في إحداها على الأخرى. وما تأمله تركيا أن يكون إضعاف المالكي خطوة على طريق إسقاط النظام في سوريا. فهل تنجح أنقرة في رهانها الجديد في العراق أم تسقط مجددا في خطأ الحسابات».

عشرات القتلى والجرحى في انفجارات بضاحية جرمانا وخمس غارات جوية في ربع ساعة على معرة النعمان

دمشق- بيروت- (د ب أ)- (ا ف ب): أفادت مصادر طبية بأن 20 شخصا على الأقل لقوا حتفهم صباح الأربعاء في انفجارات هزت ضاحية جرمانا بريف دمشق كما أسفرت عن إصابة العشرات بجروح.

وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن أربعة انفجارات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة هزت منطقة جرمانا بريف دمشق أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل.

ومن جهة أخرى، نفذت طائرات حربية سورية الاربعاء خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان في شمال غرب البلاد ترافقت مع معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “نفذت طائرات حربية خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب خلال 15 دقيقة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور في القسم الجنوبي من المدينة في محاولة مستمرة من القوات النظامية لاقتحامها”.

واستولى المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من تشرين الاول/ اكتوبر ما تسبب باعاقة وصول الامدادات من جهة دمشق الى القوات النظامية في مدينة حلب. وسيطروا في نهاية الاسبوع الماضي على سد تشرين الاستراتيجي، قاطعين بذلك طريق الامدادات من جهة الشرق على حلب.

وتدور منذ اكثر من ستة اسابيع معارك ضارية في محيط معرة النعمان التي تحاول القوات النظامية استعادتها.

ويشهد حيا الصاخور والميدان في مدينة حلب (شمال) اشتباكات صباح اليوم، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض احياء اخرى للقصف من مواقع القوات النظامية.

ومن جهة ثانية، افاد المرصد عن غارات جوية هذا الصباح على منطقة السلطانية ومحيطها في ريف حمص (وسط)، وعلى حي دير بعلبة في مدينة حمص اسفر عن سقوط جرحى وتهدم منازل.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان قصف الطيران طال ايضا احياء حمص القديمة.

واشار إلى اشتباكات في بلدة طفس في محافظة درعا (جنوب) “اثر محاولة للقوات النظامية اقتحام البلدة”.

وقتل 105 اشخاص في اعمال عنف في سوريا الثلاثاء، بحسب المرصد الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمراسلين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية.

الجعفري: لم يعد هناك لا جامعة ولا عربية بل مفرقة خليجية بترو- دولارية

نيويورك- (يو بي اي): أسف السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري لاستغلال بعض الوفود عمل اللجنة الثالثة للجمعية العامة من أجل فرض أهدافها السياسية التدخلية المخالفة لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ورأى انه لم يعد هناك لا جامعة ولا عربية بل مفرقة خليجية بترو- دولارية.

وقال الجعفري، خلال اجتماع اللجنة للتصويت بشأن حالة حقوق الإنسان في سوريا، إن ما يحدث يبعد اللجنة عن تحقيق أهدافها في السعي لتحقيق الأهداف الإنسانية والاجتماعية وبخاصة حقوق الإنسان.

وأضاف ان “ما يحدث إنما هو سابقة مؤسفة تنذر بالأسوأ لمستقبل العمل الجماعي الدولي في مضمار حماية وتعزيز حقوق الإنسان”، معتبراً ان “ما يدعونا للأسف المضاعف هذا العام هو رؤية موقف دول أعضاء في الجامعة العربية يزداد تهلهلاً لدرجة انهم قبلوا أن يتم استخدامهم كحصان طروادة من قبل المجموعة الغربية، أقول ذلك لأن ثلاثة وفود عربية قبلت أن تقدم مشروع القرار الذي يدعي حماية حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية باسمها”.

وقال السفير السوري إن “رب ضارة نافعة” في إشارة منه إلى كشف الستار عن تلك الدول العربية التي تحولت إلى أداة تخريبة للعمل العربي المشترك لخدمة أجندات غربية تدخلية مدانة وبما يناقض ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك.

واعتبر ان “الأسوأ من ذلك ان تلك الدول العربية ومن بينها طبعاً قطر التي قدم ممثلها بياناً حول مشروع القرار، الأسوأ من ذلك ان تلك الدول العربية إياها قد أدت للعدوان الإسرائيلي خدمة لا تقدر بثمن عندما تقدمت بمشروع القرار ضد سوريا في اليوم نفسه الذي كانت فيه الطائرات الإسرائيلية تمطر غزة بالقنابل”، ورأى ان “الصورة أصبحت واضحة اليوم إذ لم يعد هناك لا جامعة ولا عربية بل مفرقة خليجية بترو- دولارية”.

وتساءل السفير السوري لماذا لم يتحمس تجار حقوق الإنسان وسماسرتها، عرباً وغير عرب، للربيع العربي في فلسطين، قائلاً “هل لأن الربيع العربي أزهر في وجه إسرائيل؟ أم لأن تقيم الشجاعة عندما يأتي الأمر لإسرائيل وحماتها ينحدر لمستوى نعجة حسب تقييم رئيس وزراء قطر لنفسه وللعرب مؤخراً في القاهرة، في حين نراه ينقلب إلى ذئب عندما يتعلق الأمر بسوريا؟”.

وكان المندوب القطري لدى الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز ناصر اعتبر انه لا وجه للمساواة بين انتهاكات متفرقة ترتكبها كتائب غير نظامية معارضة في سوريا وبين انتهاكات منهجية ومذابح أليمة ترتكبها حكومة سورية تدعي الشرعية.

واعتمدت اللجنة الثالثة للجمعية العامة بالأمم المتحدة قراراً بشأن حالة حقوق الإنسان في سوريا ويدين الاانتهاكات الواسعة في هذا المجال حظي بـ130 صوتاً مؤيداً، فيما صوتت 12 دولة عضو ضده، وامتنعت 35 دولة عن التصويت.

وقالت قطر، الدولة المقدمة لمشروع القرار، إن حالة حقوق الإنسان في سوريا مدعاة لقلق بالغ لفداحتها التي تعكس فداحة الوضع في البلاد، مشيرة إلى ان السياسات القمعية في سوريا قد تسببت في انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعب السوري الشقيق، بما في ذلك الحق في الحياة والحق في التعبير وتقرير المصير.

وأضاف المندوب القطري ان “هذا الوضع يستدعي استجابة قوية من الجمعية العامة ترقى إلى مستوى تفاقم الحالة في سوريا وإلى فداحة الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري. وهذا ما دفع بالدول المتبنية لهذا القرار إلى تقديمه للجنة، آخذين بعين الاعتبار تدهور الحالة الإنسانية وتصعيد التهديد الذي تفرضه الحالة في سوريا على الدول المجاورة التي لم يسلم مواطنوها من العنف والتي تنوء بمئات الآلاف من اللاجئين الذين يتدفقون إليها”.

وأكد ناصر ان جميع أشكال الانتهاكات تستحق الإدانة، أياً كان مصدرها ومهما كانت ذرائعها.

ولكنه أضاف انه “لا وجه للمساواة بين انتهاكات متفرقة معدودة تقع من قبل عدد من الكتائب غير النظامية المعارضة وبين لانتهاكات المنهجية والجسيمة والمذابح الأليمة التي ترتكبها في كل يوم حكومة تدعي الشرعية”.

المقاتلون يستولون على مقر كتيبة للدفاع الجوي بريف حلب

اسقاط مروحية عسكرية بصاروخ ارض جو في سورية ومدفيديف لا يرى ‘علاقات مميزة’ بين روسيا والاسد

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: استخدم المقاتلون المعارضون للنظام السوري الثلاثاء للمرة الاولى صاروخا مباشرا ارض جو مضادا للطيران لاسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة في ريف حلب (شمال)، في حين اكد رئيس الحكومة الروسية ديمتري مدفيديف ان روسيا لا تقيم ‘علاقات مميزة’ مع الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال مدفيديف في مؤتمر صحافي عقده في باريس بعد محادثاته مع نظيره الفرنسي جان – مارك ايرولت ‘ليس هناك علاقات خاصة ومميزة مع الرئيس (بشار) الاسد. هذه العلاقات التي كانت موجودة في الاتحاد السوفييتي مع والده (حافظ الاسد) ليست موجودة في بلادنا مع الرئيس الحالي’.

واضاف مدفيديف الذي تعتبر بلاده مع الصين وايران ابرز داعمي النظام السوري على الصعيد الدولي، ‘اقمنا ونقيم (مع دمشق) علاقات عمل جيدة’. واوضح ‘لا يقضي دورنا بدعم اي نظام كان’.

لكن رئيس الوزراء الروسي قال ‘نعتبر ان من الملائم الا نتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان ذات سيادة، حتى لو كنا نعترض على الطريقة التي تطبق فيها حقوق الانسان’.

وميدانيا سجل تطور نوعي تمثل للمرة الاولى باستخدام المعارضة المسلحة لصاروخ ارض جو لم يعرف نوعه لاسقاط مروحية للنظام في شمال سورية.

وقتل 87 شخصا الثلاثاء في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الثلاثاء، هم 36 جنديا و32 مدنيا و19 مقاتلا، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء البلاد وعلى مصادر طبية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ‘اصيبت الطائرة بصاروخ ارض جو مباشر اثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الاولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح’ منذ بدء النزاع في سورية قبل عشرين شهرا.

واضاف عبد الرحمن ان ‘عشرات الصواريخ المماثلة وصلت اخيرا الى الثوار’، مشيرا الى انه لا يعرف من اي طراز هي.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع ‘يوتيوب’ الالكتروني، يمكن رؤية مروحية تحلق قبل ان يسمع صوت انفجار، فيقول صوت مسجل على الشريط ‘صاروخ’. بعد لحظات، تشاهد كتلة من النار في المروحية، بينما يصرخ عدد من الاشخاص ‘اصيبت، الله اكبر، الله اكبر’.

وقام بتحميل الشريط ‘المكتب الاعلامي لكتائب نور الدين الزنكي’ المؤلفة من غالبية من الاسلاميين، وهي من ابرز الكتائب المشاركة في تطويق كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان التي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامها منذ ايام.

وكان مقاتلون معارضون استولوا في وقت سابق على مقر كتيبة للدفاع الجوي في قرية المنطار على بعد 15 كلم جنوب شرق مدينة حلب، بحسب ما افاد مقاتلون في ريف حلب والمرصد السوري.

واكد المرصد انهم ‘قتلوا واسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على اسلحة وذخائر’، مشيرا الى مقتل ستة مقاتلين. فيما افاد مقاتلون في منطقة ريف حلب لصحافي في وكالة فرانس برس ان معارك عنيفة سبقت الاستيلاء على الموقع، وان تسعة مقاتلين لقوا حتفهم، وان ‘الثوار تمكنوا من قتل واسر سبعين جنديا’.

في هذا الوقت، طالبت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الثلاثاء السلطات السورية بوقف فوري لاستخدام القنابل العنقودية ‘البالغة الخطورة والتي تحظرها معظم الدول’.

وجاء ذلك بعد يومين على غارة جوية على بلدة دير العصافير جنوب دمشق ادت الى مقتل عدد من الاطفال.

وقالت ‘هيومن رايتس ووتش’ في بيان صادر عنها ان 11 طفلا على الاقل قتلوا في الغارة، مشيرة الى ان ‘القنابل العنقودية تقتل من دون تفرقة بين المدنيين والعسكريين’.

دوليا، وسعت اليابان الثلاثاء العقوبات التي تفرضها على دمشق. وادرجت 36 شخصا و19 كيانا على قائمة المشمولين بالعقوبات، بينهم رئيس الوزراء وائل نادر الحلقي وحاكم المصرف المركزي السوري اديب ميالة اضافة الى الشركة السورية للنفط ومصارف وشركات صناعية ووزارات.

وباتت قائمة العقوبات اليابانية على النظام السوري تضم 59 شخصية و35 منظمة مجمدة ارصدتهم في اليابان وممنوعين من السفر الى اليابان، وبينهم الرئيس السوري بشار الاسد.

وتأتي هذه التدابير قبل ثلاثة ايام على اجتماع ‘مجموعة العمل الدولي لاصدقاء الشعب السوري حول العقوبات’ في طوكيو.

لاريجاني ينتقد في النجف ارسال اسلحة الى المعارضة السورية

النجف (العراق) ـ ا ف ب: انتقد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني خلال زيارة الى النجف الثلاثاء ارسال اسلحة الى سورية معتبرا ان هذا الامر يمثل ‘مشكلة بالنسبة الى السوريين’.

وقال لاريجاني عقب لقائه رجل الدين الشيعي محمد بحر العلوم ان ‘قضية سورية قضية صعبة بسبب تدخل العديد من الدول’.

واضاف ان ‘ارسالها (الدول) الاسلحة الى سورية يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة الى السوريين، والجمهورية الاسلامية تعتقد ان تطبيق الاصلاحات في سورية يجب ان يتم في جو من الهدوء’.

وتتهم طهران حليفة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ودمشق، دولا اقليمية ابرزها تركيا وقطر والسعودية، بدعم المعارضة السورية وتقديم السلاح للمقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية على الارض.

وتأتي زيارة لاريجاني الى العراق في اطار جولة اقليمية قادته الى سورية ولبنان وتركيا حيث تركز مباحثاته على الازمة السورية.

ومن المتوقع ان يلتقي لاريجاني كبار المرجعيات الدينية في النجف، قبل ان يتوجه الى كربلاء في زيارة دينية، والى مدينة الكاظمية في بغداد للهدف ذاته، علما انه لم يتضح فيما اذا كان سيلتقي بمسؤولين عراقيين خلال زيارته العاصمة.

وكان لاريجاني قال في المطار لدى وصوله الى النجف ان ‘المشاورات الهامة بين البلدين كانت مكثفة خاصة في هذه الظروف الحساسة حيث شاهدنا تطورات سياسية كبيرة تستدعي اجراء مشاورات’.

معظم سورية في كارثة… 2.9 مليون بناية مدمرة والنظام يستخدم قانون المباني غير المرخصة لهدم المزيد

روسيا تطبع عملات ورقية للنظام.. والحرب تجبر فلسطينيي سورية على تحديد مواقف فقد وصلت لاعتاب بيوتهم

لندن ـ ‘القدس العربي’: يحقق المقاتلون الذين يعملون على الاطاحة بنظام الاسد تقدما يوميا بشكل يطرح اسئلة حول قدرة النظام الاستمرار في الحكم، ويضع اسئلة اخرى حول قدرة المعارضة على قيادة مرحلة ما بعد الاسد. فقد استطاع المقاتلون في الاسبوع الماضي السيطرة على عدد من القواعد العسكرية المهمة في الشمال واخرى قرب العاصمة دمشق مما يعطيهم الفرصة للتحرك بحرية واستخدام الاسلحة النوعية التي غنموها لضرب قوات النظام.

ومع ذلك فان ايا من المعارك للسيطرة على هذه القواعد لا يشكل نصرا حاسما في معركة يبدو انها طويلة. فهذه الانتصارات لم تشكل بعد الارضية لادارة مدينة بكاملها او محافظة، وحتى الآن لم يظهر المقاتلون الذين يقاتل معظمهم تحت مظلة الجيش الحرة القدرة على السيطرة على مدن كبرى وان كانوا باتوا يشعرون بالثقة بقدرتهم على الاطاحة بالنظام واخراجه من العاصمة المحصنة معتمدين على قوتهم.

ولكن وان نظرنا للانتصارات الاخيرة للمقاتلين مجموعة فهي تمثل تقدما مستمرا وتعبر عن كفاءة قتالية وتشير الى تراجع قوة النظام الذي كانت له حتى الان اليد العليا في الجو وعلى الارض. ويتوقع المحللون ان يستمر القتال الشرس لاشهر عديدة حيث سيتقاتل الطرفان على كل مدينة وقاعدة.

وعليه فلم يعد المراقبون وفي ضوء التطورات الاخيرة يتعاملون مع الحرب بين الطرفين باعتبارها تعاني من حالة انسداد، ويرون الان ان سقوط النظام سيكون عاجلا واقرب مما توقع الكثيرون. وبحسب جيفري وايت من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى فقد تحولت الحرب الآن ضد النظام وتتحول بشكل سريع اكثر مما كان يتوقعه الكثيرون، مضيفا ان هناك فرصة كبيرة كي يحقق المقاتلون تقدما حاسما يؤدي الى انهيار النظام، ويظل احتمالا لكنه ممكن التحقيق.

ويقول محللون اخرون ان الحديث عن موعد زمني لانهيار النظام مستحيل لان هناك الكثير من المتغيرات المؤثرة تتراوح من حالة الاقتصاد الى امكانية النظام اللجوء الى استخدام الاسلحة الفتاكة كي يؤكد بقاءه، وعليه فالثورة السورية لا تقترب من النهاية.

زخم الحرب

وايا كان الحال فزخم الحرب ينجرف في صالح المقاتلين، فكل قاعدة تسقط في يدهم تمنحهم اسلحة اضافية وثقيلة، وقاعدة انطلاق قوية للعمل منها. وبحسب الصور التي وضعت على ‘يوتيوب’ تظهر المقاتلين الذين سيطروا على القاعدة ـ 46 وهم يغنمون مصفحات ودبابات وعربات نقل ومدافع وصواريخ مضادة للطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة.

وفي المعارك حول دمشق زعم المقاتلون انهم اسقطوا ثلاث مروحيات وطائرتي ميغ مما يسهم في تناقص القوة القتالية الجوية للنظام. ومن المظاهر على عجز النظام انه لم يقم ومنذ آب (اغسطس) بحملة عسكرية لاستعادة القواعد او المناطق التي خرجت عن سيطرته ويعاني من اشكالية في تزويد ونقل المؤن والتعزيزات العسكرية للقواعد المنتشرة والبعيدة عن المركز. وتشير ‘واشنطن بوست’ ان المقاتلين في الوقت الحالي يتجنبون السيطرة على مدن بكاملها خشية قيام النظام بهجوم بالدبابات وقصف يؤدي الى خسائر بين المدنيين حسب ناطق باسم الجيش الحر، ويركز المقاتلون بدلا من ذلك على مهاجمة القواعد والسيطرة عليها وهي التي ينطلق منها جيش النظام، ومن خلال ذلك فهم يغنمون اسلحة متقدمة. لكن هذه الاستراتيجية وان ستؤدي في المستقبل لاسقاط النظام بأنفسهم لكنها تحتاج لوقت طويل ودماء كثيرة. وتظل المعركة حتى الان غير متوازنة فالجيش النظامي وان قل عدده من 400 الف الى 100 الف بسبب عدد القتلى والهاربين منه فانه لا يزال في موقع اقوى ومسلح بعتاد احسن مقارنة مع قوات المقاتلين الذين تتراوح اعدادهم ما بين 40 ـ 60 الفا.

اطلال

وبعيدا عن الثمن الانساني الذي وصل حتى الآن الى 40 الف قتيل معظمهم مدنيون، فالحرب تركت اثارا واضحة على كل مكان، بناية، مسجد، كنيسة، بيت، ومؤسسة فهي اما دمرت بالكامل او جزئيا او تحمل اثار الرصاص والقصف الجوي. ويشير تقرير لصحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ الامريكية الى ميلاد ـ يعمل الآن من لبنان على نقل الاغاثة شعوره عندما سوي بيته بالتراب، ثم كيف سمع ان صيدلة والده دمرت، وبعدها شقته قرب حلب، حيث قال ان السوريين تعودوا الان على لون الدم، وكذا الدمار وفي المرة القادمة التي سيتلقى فيها خبر دمار احد ممتلكات العائلة فسيضحك. ميلاد ليس وحده فمعظم سوريا اصبح محور كارثة.وبحسب احصائيات الشبكة السورية لحقوق الانسان فقد قدرت في ايلول (سبتمبر) ان حوالي 2.9 مليون مدرسة وبيت ومسجد وكنيسة قد دمرت، وهناك نصف مليون في حالة يرثى لها، كل هذا بسبب القصف المدفعي والجوي الذي يستهدف المناطق المدنية. ومع ان حجم الخسائر والدمار على المباني من الصعب تقديره الا ان ناشطين يقولون ان النظام بدأ يستخدم اسلحة فتاكة من مثل استخدام تي ان تي والقنابل السجادية التي تدمر بناية بالكامل في قنبلة واحدة. وفي الشوارع التي على ما اصطفت عليها المحلات والبيوت فانها اصبحت اثرا بعد عين، سقوف متداعية، وحديد، واسلاك كهربائية، وغبار ومياه تتدفق منها، وبسبب الدمار والركام لم تعد الشوارع صالحة للمرور.

ويظل الدمار على المباني اقل اهمية من القتلى والجرحى والمعتقلين والمختفين، ومن المتوقع ان تتسم مرحلة ما بعد الاسد بدمار اخر وتصفية حسابات ومواجهات طائفية. وتنقل الصحيفة عن ناشط قوله ان النظام قال اكثر من مرة ‘اما الاسد او الدمار’، مشيرا ان الدمار بهذا الحجم يعتبر عقابا. وتشير الى القانون الذي يسمح بهدم البيوت المبنية بدون تراخيص حيث يقول الناشطون ان تطبيقه يتم بطريقة تمييزية وفقط في مناطق السنة التي هرب اهلها من الحرب فيما لم يتم تدمير بيوت العلويين. وقد ادى الدمار الكبير الى حرمان الكثير من بيوتهم وشردهم حيث يقيمون مع اقاربهم او يتخذون من الاماكن العامة ومواقف السيارات ملجأ لهم، ويقدر عدد المشردين داخل سورية بحوالي 3.5 مليون.

وهناك خسائر اخرى غير المدنية والاملاك وهي الحضارية التي يمكن ان لا تستبدل خاصة سوق حلب التاريخي الذي يعتبر من المواقع التراثية الانسانية، والقلاع الصليبية القديمة. ولعل حلب هي الاكثر التي عانت من الخسائر والدمار للمباني التاريخية.

ذريعة للهدم

وقد بدأت الحكومة بتطبيق قانون المباني غير المرخصة الشهر الماضي مما يعني ان احياء كاملة يمكن ان تهدم لانها اقيمت بدون رخص خاصة ان قانون تنظيم المباني لم يعدل منذ اربعة عقود مما ادى الى نشوء احياء صفيح حول العاصمة. وترى المعارضة ان الدافع الحقيقي وراء القانون هو معاقبة الاحياء لوجود تأييد قوي للجيش الحر فيها. وتقول المعارضة ان بعض السكان لم يعطوا سوى ساعة او ساعتين للجلاء عن البيت. ويسخر ناشطون من الحكومة التي استفاقت بعد كل هذه السنوات على مشكلة التخطيط والمباني غير المرخصة، حيث يقولون انه يتخذ من القانون ذريعة لتدمير مبان باكملها.

الفلسطينيون في سورية

وبعيدا عن الاحياء غير المرخصة فالحرب بدأت تصل الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين حيث بدأت تفرض عليهم خيارات جديدة خاصة ان الفلسطينيين هنا ظلوا او هكذا نظر اليهم على انهم ‘موالون مخلصون’ للنظام. فعلى خلاف بقية الفلسطينيين في دول اخرى، فاللاجئون مندمجون في المجتمع ويتمتعون بحقوق اوسع من تلك التي حصل عليها اخوانهم في بقية الدول العربية، ولهذا ينظر النظام الى اي تغيير ضده كصفعة قوية لانه ظل يقدم نفسه على انه حام للقضية الفلسطينية. رغم ذلك تقول التقديرات التي قدمتها المعارضة فهناك 700 فلسطيني على الاقل قتلوا منذ بداية الانتفاضة في انحاء متفرقة من البلاد. ويواجه الفلسطينيون مع تزايد العنف ضغوطا لتحديد موقفهم اما مع النظام او ضده، خاصة ان الحرب جاءت اليهم بدون رغبة منهم، وتنقل صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن نديم خوري، مدير هيومان رايتس في الشرق الاوسط قوله ان بعض الفلسطينيين كانوا مع الثورة منذ بدايتها وحتى لو لم يكونوا جزءا منها فانها تأتي اليهم. ويقول ناشطون في الثورة السورية ان هناك وحدات داخل الجيش الحر مكونة من الفلسطينيين فقط.

يضاف للتواجد الفلسطيني في سورية فقد احتضن نظام الاسد المقاومة الفلسطينية- حماس والجهاد وفصائل اخرى ـ لكن حماس لم تكن قادرة على مواصلة دعم النظام وهو يقاتل شعبه، وقررت الخروج من سورية مما ادى لحملة من النظام وتشميع مكاتبها في دمشق. ونقلت في هذا السياق عن مسؤول العلاقات الدولية في حماس، اسامة حمدان قوله ان ‘النظام دعمنا هذا صحيح لكن الشعب السوري ايضا دعمنا’ واضاف ان الفلسطينيين الذين يطالبون بالحرية وحق تقرير المصير لن يقفوا في موقع قد يكون ضد ارادة شعب او امة. ولا تزال منظمات اخرى متواجدة في سورية وقد تعرض ضباط في جيش التحرير الفلسطيني التابع للجيش السوري الى اغتيالات، والتقارير متضاربة حول مقتلهم، اما لانهم عارضوا النظام او لعدم رضوخهم للاوامر للمشاركة في القمع ضد الشعب السوري.

وقد شهد مخيم اليرموك قرب حلب الذي يعيش فيه 150 الف فلسطيني مواجهات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وبين مقاتلين فلسطينيين واخرين تابعين للجيش الحر. وشهدت الاحياء القريبة من اليرموك مواجهات بين النظام ومقاتلي المعارضة حيث اضطر المدنيون للهرب الى المخيم. ومن جانبه اعتمد النظام على الجبهة الشعبية -القيادة العامة للمحافظة على الهدوء في المخيم.

وكان الجيش الحر قد اعلن الاحد انه سيطر على قاعدة تابعة للقيادة العامة قرب دمشق. وبسبب القصف السوري للمخيم لعدد من المرات فقد سقط قتلى من الفلسطينيين، خمسون منهم في بداية الشهر الحالي. وقد دفعت الحرب والهجمات على مخيمات الفلسطينيين عددا منهم للهروب الى دول الجوار 10 الاف للبنان، 1600 للاردن حسب ارقام الامم المتحدة.

طباعة العملات

في سياق مختلف كشف سجل للرحلات الجوية حصل عليه موقع ‘بروبابليكا’ المتخصص بالتحقيقات الصحافية ان ما بين 120 -240 طنا من الاوراق النقدية السورية تم نقلها من روسيا الى سورية في الفترة ما بين تموز (يوليو) وايلول (سبتمبر) الماضيين. وتم تسجيل ثماني رحلات ‘مغادرة وعودة’ ما بين مطار فونكوفو في موسكو ومطار دمشق الدولي حيث وضعت حملت كل شحنة علامة ‘ اوراق نقدية ـ 30 طنا’، ولم يتم تحديد طبيعة الاوراق او قيمتها على الشحنة. وقد تم التأكد من سبع رحلات من الثماني من خلال خدمات تتبع خط الطيران الدولي، وصور من هواة متابعة تحليق الطائرات ومسؤولين في الملاحة الجوية. وفي كل رحلة كان على الطائرة التحليق ضمن اجواء العراق وايران وهما البلدان المتعاطفان مع النظام السوري، بدلا من الطيران المباشر من موسكو فوق تركيا الى دمشق. ويعتقد ان وصول الاوراق النقدية ربما اسهمت في تخفيف الاضرار التي لحقت بالاقتصاد السوري بسبب العقوبات الاقتصادية والتي ادت الى الغاء اتفاق سوري مع البنك النمساوي الذي طبع اوراق العملة السورية. ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل عامين اصدر الاتحاد الاوروبي 19 قرار عقوبات. وظلت روسيا من الداعمين الاقوياء لنظام الاسد، حيث بدأت في الصيف بطباعة اوراق عملة تم نقل او شحنة منها حيث قال مصرفيون ان العملة المطبوعة في سورية تم استخدامها كتجربة في مدينة حلب، وهو ما نفاه البنك المركزي السوري.

ولكن وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ نقلت عن مسؤول سوري قوله اثناء زيارة له لموسكو انه الروس يقومون بطباعة اوراق العملة السورية. ونقل عن ابراهيم سيف من معهد كارنيجي ـ الشرق الاوسط قوله ان زنة كل شحنة 30 طنا تعتبر كبيرة بالنسبة لبلد صغير مثل سورية، مشيرا الى ان النظام يحتاج للعملة النقدية، خاصة ان عائدات الحكومة تأتي معظمها من الضريبة، ومع ذلك فلا تزال الحكومة تدفع رواتب الموظفين، ولم يظهر النظام اي ضعف في الوفاء بالالتزامات المحلية، والطريقة الوحيدة للاستمرار في هذا هو توفير سيولة نقدية في السوق كما قال.

هيومن رايتس ووتش’ تجدد اتهام دمشق باستخدام قنابل عنقودية ضد المدنيين

نيويورك ـ يو بي آي: جددت منظمة ‘هيومن رايتس واتش’ الثلاثاء اتهام النظام السوري باستخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً ضد المدنيين، مشيرة إلى مقتل 11 طفلاً في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري بغارة استخدمت فيها هذه القنابل في دير العصافير قرب دمشق.

وأوضحت المنظمة أن هناك أدلة مقنعة بوقوع غارة استخدمت فيها القنابل العنقودية في بلدة دير العصافير قرب دمشق وأدت إلى مقتل 11 طفلاً في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، مطالبة الحكومة السورية بالتوقف فوراً عن استخدام هذا النوع من السلاح الفائق الخطورة الذي تحرّمه معظم الدول.

وقالت ماري وارهام مديرة قسم شؤون الأسلحة في المنظمة، إن ‘هذا الهجوم يظهر كيف أن الذخائر العنقودية تقتل بدون تمييز بين المدنيين والعسكريين. وبسبب الأذى المدمّر الذي تسببه القنابل العنقودية للمدنيين، يجب عدم استخدامها من قبل أحد في أي مكان وأي زمان’.

وأشارت المنظمة إلى أنه بحسب مقاطع فيديو وشهادات من السكان المحليين فإن 11 طفلاً على الأقل قتلوا في غارة على حي السرايا في شرق بلدة دير العصافير حيث كان يتجمع 20 منهم على الأقل. وأوضحت أن تحليل خبرائها لمقاطع الفيديو التي نشرها نشطاء سوريون على الإنترنت عن موقع الهجوم يظهر أن ثلاثة قنابل عنقودية على الأقل من طراز RBK ـ 250/270 استخدمت في الغارة التي تحتوي كل منها على قنابل صغيرة من طراز 150 AO ـ 1SCH المضادة للأفراد والتي تتسبب بأذى ودمار على مساحة 4800 متر مربع أي مساحة ملعب كرة قدم.

وأشارت إلى أن العلامات الظاهرة على الأجزاء المتبقية من القنابل تظهر أنها مصنّعة في الاتحاد السوفييتي السابق في سبعينيات القرن الماضي.

وقال شهود للمنظمة أن إحدى القنابل سقطت على ساحة كان الأطفال يلهون فيها بينما الثانية سقطت على منزل والثالثة على مزرعة مجاورة.

وقالت إن الفيديوهات التي حللتها المنظمة أظهرت وجود حوالي 50 قنبلة صغيرة غير منفجرة في المنطقة التي وقعت فيها الغارة.

وشددت وارهام على أن على ‘جميع الدول بينها الحليفة لسورية، التنديد باستخدام سورية المستمر للقنابل العنقودية ضد المدنيين. ثمة حاجة لرد فعل شديد لإقناع الحكومة السورية بوقف استخدام هذه القنابل’.

مركز الأمن القومي الإسرائيلي: تفاقم الأزمة السورية وسع مجال المصالح المشتركة لتل أبيب وأنقرة بالتشديد على التطلع لاستقرار نظام مركزي ومسؤول في بلاد الشام

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ رأى الخبير في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، أودي ديكل، أنه على الرغم من انعدام اليقين بالنسبة لطبيعة تطورات الأحداث في سورية، فإنه يتحتم على الدولة العبرية أن تعمل ضمن الافتراض بأن نظام الأسد في صيغته الحالية لن يبقى.

ولفت في دراسة نشرها على موقع المركز الالكتروني إلى أنه لسقوط نظام بشار الأسد جوانب ايجابية مع التشديد على إضعاف المحور الراديكالي بقيادة إيران، ولكن أيضا آثار سلبية ونشوء تحديات جديدة لإسرائيل، وبالتالي على دوائر صنع القرار في تل أبيب، رغم رافعات التأثير المحدودة، أن تبدي نشاطًًا زائدًا لغرض بناء الظروف لمواصلة بلورة سياسة مبادرة تكون في الوسط بين البديل الأمني والبديل المصمم، ويكون أساسه نشاطا في ظل منخفض لإضعاف الدعم لنظام بشار وحزب الله، لمنع تسريب الوسائل القتالية الإستراتيجية ومواد الحرب الكيماوية إلى جهات متطرفة، وردع بشار الأسد من استخدام مواد الحرب الكيماوية، وإقامة قنوات حوار مع محافل المعارضة أو القيادة البديلة، والتوجه إلى الجمهور السوري عبر وسائط الاتصال القديمة والحديثة، وإقامة مراكز مساعدة إنسانية في حالة وصول لاجئين إلى هضبة الجولان.

وتابع ديكل قائلاً إنه في ظل التغيير في الوضع الاستراتيجي اتسع مجال المصالحة المشتركة لإسرائيل ولتركيا، بالتشديد على التطلع لاستقرار نظام مركزي ومسؤول في سورية، ومنع انتقال الأحداث إلى الدول المجاورة، وتقليص نفوذ محافل جهادية متطرفة ومنع الانتشار، إضافة إلى ذلك فإن لتركيا والسعودية توجد دوافع التأثير الرئيسة على المعارضة، وبالتالي من المجدي النظر مرة أخرى في إمكانية استئناف التعاون الاستراتيجي مع تركيا، على حد تعبيره.

وتابع قائلاً إن صورة الوضع الحالية تؤدي إلى جملة من السيناريوهات المحتملة، معظمها سلبية لإسرائيل، وبعضها متداخل أو متطور بالتدريج، والسيناريوهات الأساسية هي: سقوط نظام بشار الأسد وانحلال المنظومة السلطوية والجسم السياسي، ونشوب حرب أهلية وصراعات طائفية لا هوادة فيها، وفي ظل ذلك، تطهير عرقي وتحركات للسكان إلى تجمعات ومراكز نفوذ للطوائف. الثاني، قدرة حكم جزئية، النظام (بشار نفسه، زعيم آخر، أو مجموعة زعماء علويين) ينجح في البقاء ولكن يبقى ضعيفا ويفقد شرعيته، ويبقي يسيطر بالقوة على المحور الطويل المركز، دمشق ـ حمص ـ حلب وقاطع الشاطئ، ويفقد السيطرة الناجعة على مناطق في المحيط، ومع ذلك تبقى سورية تؤدي دورها جزئيا كدولة.

السيناريو الثالث، بحسب الخبير الإسرائيلي، هو نشوء منظومة سياسية مختلفة، تتشكل داخل سورية، وصعود نظام مختلف على أساس اتحاد قوى في المعارضة، وينجح في الأداء بنجاعة ويثبت الاستقرار، في ظل خلق توازنات بين الطوائف والقوى المختلفة، أما الرابع، فيمثل في الفوضى وانعدام السيطرة، أي أن نظام بشار الأسد يسقط بينما لا يوجد نظام مركزي ناجع، سورية تصبح ميدان قتال عام لقوى متطرفة، بدعم من لاعبين خارجيين، يتنافسون الواحد مع الآخر، إيران مقابل السعودية ودول الخليج، تركيا مقابل الأكراد، الولايات المتحدة مقابل روسيا وغيرها، وفي ظل ذلك استمرار اجتذاب محافل متطرفة من الخارج إلى سورية، ونشوء حرب المبعوثين.

أما السيناريو الأخير، فهو التدخل الخارجي بقيادة الأسرة الدولية، في أعقاب حدث شاذ جداً في بدايته، وعمل عسكري يؤدي إلى إسقاط حكم بشار الأسد، ولاحقًا إقامة نظام جديد في عملية طويلة، تتضمن مصالحة داخلية وإصلاحات ديمقراطية. وبرأي ديكل، فإنه من وجهة النظر الإسرائيلية معظم السيناريوهات التي فُصلت أعلاه، تنطوي بداخلها على إمكانية كامنة لنشوء تحديات جديدة وتهديدات لإسرائيل، ولاسيما التخوف من تحول هضبة الجولان إلى منطقة جبهة، الأمر الذي ستستغله منظمات متطرفة ومعادية لتتحدى إسرائيل، عبر تسريب وسائل قتال إستراتيجية ومواد كيماوية إلى حزب الله ومحافل متطرفة أخرى، أو من خلال مبادرة إيرانية لمهاجمة إسرائيل من خلال حزب الله أو مبعوثين آخرين.

إضافة إلى ذلك، قالت الدراسة الإسرائيلية، فإن الدولة العبرية قلقة من صرف الانتباه عن الموضوع الإيراني، الأمر الذي سيسمح لإيران بمواصلة برنامجها النووي، ومع ذلك يوجد في السيناريوهات المعروضة أيضًا فرص، كنتيجة لضعف المحور الراديكالي، أحداها تغير ميزان القوى في لبنان، وخيار لإعادة تحريك عملية نزع القدرات الإستراتيجية من حزب الله، وفي كل الأحوال، لغرض المضي قدمًا في الفرص المختلفة، مطلوب أعمال فاعلة ومبادرات من جانب إسرائيل والولايات المتحدة والأسرة الدولية، على حد تعبيره.وأشار المحلل إلى أنه عندما تتم دراسة مصالح تل أبيب في سياق الأزمة السورية، تظهر الأهداف التالية: الهدوء والاستقرار الأمني، ونشوء نظام جديد في سورية يكون مسؤولاً ومستقراً، ويؤدي دوره ولا يكون معادياً لإسرائيل، ويُخرج سورية من المعسكر الإيراني، ويسمح بنفوذ غربي مصاعد فيها، ومنع تسريب وسائل القتال الإستراتيجية إلى جهات متطرفة كفيلة لاستخدامها ضد إسرائيل. ويقترح الباحث على أركان دولة الاحتلال عددا من الخطوات، منها، على سبيل الذكر لا الحصر، بناء شروط لبلورة نظام آخر في سورية، وذلك من خلال مساعدة القوى المعارضة، والمس بمراكز الدعم والمساعدة لنظام بشار الأسد، كما أنه تتوفر فيه فرصة لمعالجة حزب الله، من خلال دوافع سياسية، واقتصادية وبالوعي وربما بالعسكرية بصفتها فرصة، وإلى جانب ذلك تفعيل مبادرات إنسانية وإقامة قنوات حوار مع مصممي الرأي العام في سورية وقوى المعارضة.

ويتطرق الباحث إلى الخيار الأمني من جانب إسرائيل ويقول إنه يركز على تقليص التهديدات الأمنية، الحالية والمستقبلية، في هذه الإطار، إدارة معركة سرية لمنع تهريب وتسريب الوسائل القتالية ووسائل الحرب الكيماوية إلى جهات متطرفة، مع ردع نظام الأسد من مغبة استخدام مواد الحرب الكيماوية ضد مواطنيه، أو تسليمها لحزب الله، وتعزيز عناصر الدفاع في هضبة الجولان وتحسين الجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية المتطورة. أما الاقتراح الأخير، الذي يستعرضه الباحث فهو ما يُسميه الوقوف جانبًا، أي الاستناد إلى الفهم بأنه لا يزال من السابق لأوانه تأبين نظام الأسد، الذي في كونه ضعيفًا هو خير لإسرائيل مقارنة مع باقي الخيارات التي هي مجهولة وغير معروفة، على حد تعبيره.

تسليط الضوء على استخدام النظام السوري القنابل العنقودية بعد مجزرة الأطفال

العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: يلجأ إليها كردة فعل انتقامية ومن المتوقع أن يعتمد بشكل أكبر على صواريخ «أرض – أرض»

بيروت: كارولين عاكوم

بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام أول من أمس، بحق 11 طفلا في منطقة دير العصافير في جنوب دمشق، مستخدمة القنابل العنقودية، طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، السلطات السورية بالوقف الفوري لاستخدام القنابل العنقودية في نزاعها مع مقاتلي المعارضة؛ لأن هذه الأسلحة تقتل من دون أي تفرقة. بينما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطراف النزاع في سوريا إلى عدم توجيه ضرباتها وعملياتها ضد المدنيين واحترام العاملين في المنظمات الدولية. وأكدت «هيومان رايتس» أن «على الحكومة السورية التوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة البالغة الخطورة والتي تحظرها معظم الدول»، وأوردت المنظمة الحقوقية نقلا عن شهود أن هذه القنابل استهدفت مجموعة تضم 20 طفلا على الأقل كانوا متجمعين في ملعب.

وفي هذا الإطار، لفت نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، إلى أن النظام السوري يمتلك أنواعا مختلفة من القنابل العنقودية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «عندما كنت قائد سرية فوج مدفعية (ديكا)، تسلمنا أول دفعة من القنابل العنقودية من الصين في عام 1999. منها خاصة براجمات الصواريخ وأخرى تطلق من الطائرات»، مشيرا إلى أن «النظام يعمد إلى استخدام القنابل العنقودية عندما يتعرض لهزائم، فتكون ردة فعله انتقامية تجاه المدنيين، وهذا ما فعله في دير العصافير كردة فعل على سيطرة الجيش الحر على مطار مرج السلطان، وقبل ذلك كان قد استخدم الأسلوب نفسه في إدلب وحلب». وتوقع الحمود أن يعمد النظام إلى استخدام صواريخ «أرض – أرض» بشكل أكبر بعدما استعملها في معرة النعمان في إدلب، وهي ذات تأثير تدميري كبير، معتبرا أن «الطلقة الأخيرة» التي سيعتمد عليها النظام هي الأسلحة الكيماوية للإيقاع بأكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية وتدمير البنى التحتية في سوريا.

من جهتها، شددت ماري ويرهام مديرة قسم الأسلحة في «هيومان رايتس ووتش» على أن «هذا الهجوم يظهر أن القنابل العنقودية تقتل من دون تفرقة المدنيين والعسكريين، وبسبب الضرر الفظيع الذي تلحقه بالمدنيين، يجب عدم استخدام القنابل العنقودية بتاتا من أي طرف كان».

وأضافت: «على الحكومات كافة، بما فيها حلفاء سوريا، إدانة استخدام دمشق قنابل عنقودية؛ لأن هذه الأسلحة محظورة على المستوى الدولي بسبب تأثيرها على المدنيين». واعتبرت أن «المطلوب رد فعل أقوى لإقناع الحكومة السورية بوقف استخدام هذا النوع من القنابل»، واتهمت منظمات حقوقية عدة سوريا باستخدام قنابل عنقودية، وهي أسلحة يمكن أن تتسبب بقتل أشخاص أو بتر أعضائهم حتى بعد انتهاء النزاع.

ولم توقع سوريا على المعاهدة الدولية حول الأسلحة العنقودية التي تحظر إنتاج وتخزين ونقل واستخدام هذا النوع من الأسلحة، وتنص على إتلاف المخزونات الموجودة منها.

في المقابل، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء الطريقة التي تدير بها أطراف النزاع في سوريا «عملياتها العدائية». وقال مدير العمليات في اللجنة الدولية بيير كراهينبول: «إن الأطراف المتقاتلة لا تولي محنة السكان إلا القليل من الاهتمام»، مضيفا أن «عشرين شهرا من القتال بلا هوادة تسبب بتدمير واسع، وبنزوح عائلات بأكملها، كما أسفر عن آلاف المصابين واللاجئين، وضاعف أعداد المدنيين الذين يكافحون للحصول على المستلزمات الأساسية كالمواد الغذائية، والماء والرعاية الطبية».

وحض كراهينبول «كل الجهات المشاركة في القتال على اتخاذ إجراءات فورية للامتثال بشكل كامل للقانون الدولي الإنساني، المعروف أيضا بقانون النزاعات المسلحة»، مذكرا أنه «وبموجب القانون الدولي الإنساني لا يجوز توجيه الهجمات ضد أهداف غير عسكرية، ولا يجوز على الإطلاق توجيهها ضد المدنيين أو المرافق المدنية، مثل المنازل أو المدارس أو المنشآت والسيارات الطبية، أو الملاجئ المحلية ودور العبادة». ودعا كراهينبول «مرة جديدة حاملي السلاح جميعا إلى احترام العاملين في المنظمات الإنسانية»، لافتا إلى أن «ستة متطوعين من الهلال الأحمر العربي السوري لقوا حتفهم خلال تأديتهم لمهماتهم الإنسانية منذ اندلاع أعمال العنف»، مشددا على أن «مهمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر بتقديم المساعدة الرامية إلى إنقاذ الأرواح للذين يحتاجونها، وذلك بطريقة محايدة تماما وغير متحيزة إطلاقا».

ناشطون: نخشى من انتقام الفرقة الرابعة التي تسيطر على المدينة لحظة سقوط النظام

جبل قاسيون تحول إلى ثكنة عسكرية والمدافع مصوبة على دمشق

بيروت: «الشرق الأوسط»

بالنسبة لعمر، الشاب الدمشقي الذي يقطن في حي جوبر الشعبي، «النظام سقط بالفعل، لم يعد يسيطر على الأحياء سوى من الخارج». يقول في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «الجميع هنا ينتظر لحظة الحسم ويتمنى مرورها على خير». يتابع عمر باهتمام معركة داريا التي يقول: «إنها حاسمة»، مؤكدا «وجود أكثر من 10 آلاف عنصر من (الجيش الحر) في المدينة، هذه المرة لن تكون داريا مكسر عصا يذبح أهلها، ويتم تدمير بيوتها، فعناصر (الجيش الحر) يتعلمون من أخطائهم». لكن الشاب الذي ينشط في مساعدة «الجيش الحر» في مناطق الريف يعبر عن قلقله من ردود الفعل، التي من المرجح أن تبديها الفرقة الرابعة في حال سقوط النظام، يقول: «لن يسلموا دمشق حتى لو علموا بسقوط نظامهم، سيعمدون إلى تدميرها، وقصفها بعشوائية». ورغم استخدام الفرقة الرابعة في مهمات هجومية منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 ضد المتظاهرين والثوار. فإن الفرقة التي توصف بأنها الثانية من حيث الأهمية بعد الحرس الجمهوري تقوم مهمتها الأساسية في محاصرة العاصمة دمشق وإحكام القبضة العسكرية عليها. ويقود هذه الفرقة التي يقع مقرها الرئيسي في محيط حي المهأجرين بدمشق – العقيد الركن ماهر الأسد وهو الشقيق الأصغر للرئيس بشار الأسد، وهو في الوقت نفسه قائد الحرس الجمهوري. ويشير أحد أعضاء تنسيقيات دمشق للثورة السورية أن «جبل قاسيون المطل على العاصمة قد تحول خلال الأسابيع الأخيرة إلى أضخم ثكنة عسكرية عرفتها دمشق وتتم تصويب المدافع إلى جميع الأرياف المحيطة بالعاصمة». ويتابع «لأن النظام السوري يعتقد أن ساعة الزحف إلى العاصمة قد اقتربت كما تم تجميع مستودعات الذخائر المحيطة بالعاصمة وإدخالها إلى داخل العاصمة وحظيت المستودعات الموجودة فوق قآسيون بالنسبة الأكبر منها فالنظام يدرك أن سقوط أطراف العاصمة بيد الجيش الحر سيكون من الساعات الأولى خصوصا بعد التجربة التي أطلقها الجيش الحر خلال شهر رمضان عندما وصلت طلائع الجيش الحر إلى مناطق مثل كفرسوسة والمزة».

ويرى الناشط المعارض أنه «من غير المحتمل أن تعلن الفرقة الرابعة انشقاقها عن النظام السوري لحظة انهياره»، مرجحا «استمرارها في القتال والقيام بقصف العاصمة حتى تدميرها». ويعزو الناشط ذلك «إلى الولاء المطلق الذي يحمله جنود الفرقة للنظام الحالي، إضافة إلى صفائها الطائفي». وتنتمي الغالبية الساحقة من ضباط وجنود الفرقة الرابعة إلى الطائفة العلوية التي يتحدر منها الرئيس بشار الأسد.

ويؤكد الناشط أن «الخوف من انتقامات الفرقة الرابعة لن يمنع الثوار من التحضير لمعركة دمشق التي أصبحت على الأبواب». ويتابع: «نحن في الداخل نستعد لها بكل إمكاناتنا، فالناس بدأت بتخزين المواد الطبية، وآخرون يرسمون خطط إخلاء المدنيين، وآخرون ينتظرون لحظة الانقضاض على العاصمة». ويلفت إلى أن «المعركة ستكون دموية بامتياز، إذ يحاول (الجيش الحر) الآن أن يفكر بطريقة واحدة تتمثل في خوض المعركة بطريقة يتمكن من خلالها من إبعاد المدنيين عن الأرض التي ستجري عليها المعركة».

ويعود تأسيس الفرقة الرابعة إلى عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، حيث أسسها شقيقه رفعت الأسد الذي كان يقود «سرايا الدفاع» المسؤولة عن مجازر مدينة حماه عام 1982. ويعتقد أن تلك السرايا أدمجت في الفرقة الرابعة، بعد إبعاد رفعت الأسد عام 1984 إلى المنفى بسبب خلافات على السلطة مع شقيقه. وتعد الفرقة الرابعة من أفضل تشكيلات الجيش السوري تدريبا وتجهيزا، حيث إنها مجهزة بأحدث الآليات الثقيلة مثل دبابات «تي 72» الروسية، وترجح التقديرات أنها تضم 20 ألف فرد. وبحسب ناشطين، فقد شاركت دبابات الفرقة الرابعة في هجمات عنيفة على مدن سورية، خاصة منها مدينة حمص التي تعرضت أحياء فيها – مثل حي بابا عمرو – لتدمير واسع. كما جرى نشر عدد من ضباط الفرقة العلويين في تشكيلات عسكرية أخرى يغلب فيها العنصر السني لمنع الانشقاقات.

وتداولت وسائل الإعلام أنباء عن تعرض مقر الفرقة الرابعة الرئيسي في الثامن عشر من يوليو (تموز) 2012 لتفجيرات، حصلت فورا بعد التفجير الذي وقع داخل مقر الأمن القومي بدمشق، والذي أدى إلى مقتل وزيري الدفاع والداخلية ومسؤولين عسكريين وأمنيين آخرين بارزين.

دمشق تدفع رواتب الجيش بعملات مطبوعة في روسيا

ارتفاع الأسعار في سوريا بنسبة 65% منذ بداية 2012

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد مسؤول اقتصادي سوري أن تغيير سعر الصرف والظروف الأمنية السائدة في سوريا أدت إلى ارتفاع في أسعار كل السلع الاستهلاكية يتراوح بين 35 و65 في المائة منذ بداية عام 2012، حسب ما أوردت صحيفة سورية.

ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة عن مدير الاقتصاد والتجارة الداخلية في دمشق زياد هزاع أن معدل ارتفاع أسعار السلع والمواد «يتأرجح حسب نوع المادة وتغير سعر الصرف وتكاليف النقل وأجور اليد العاملة وإمكانية وصول المادة لمختلف المناطق». وأضاف أن «هذه الزيادة تتراوح بين 35 و65 في المائة منذ بداية العام الحالي حتى اليوم»، مشيرا إلى أن هذه الزيادة «تنسحب على كل المواد والسلع الاستهلاكية».

وذكرت صحيفة «تشرين» الحكومية في تحقيق أجرته حول ارتفاع الأسعار أن «موجة الغلاء» لم تقتصر على السلع الأساسية، بل تعدت ذلك إلى الألبسة «التي ارتفعت أسعارها إلى حدود كبيرة وصلت نسبتها إلى مائة في المائة».

وعزت الصحيفة أسباب الغلاء، بحسب التجار، إلى «أسباب كثيرة؛ أهمها توقف كثير من المعامل عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية السائدة أو بسبب غلاء المواد الأولية التي تدخل في صناعة هذه الملابس من خيوط وأقمشة إضافة لصعوبة وصول المواد الأولية من الخارج بعد أن توقف الاستيراد وبسبب العقوبات الاقتصادية» المفروضة على البلاد.

كما أشارت إلى صعوبة وصول البضائع بسبب «انقطاع الطرقات في بعض الأحيان ووجود عصابات مسلحة على الطرقات الرئيسية، التي تقوم بعمليات سطو على حمولات الألبسة.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد بلغ التضخم في شهر أغسطس (آب) نسبة 39.5 في المائة، وتشهد سوريا منذ مارس (آذار) 2011 حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة تحولت على مر الأشهر إلى نزاع مسلح أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمراسلين في كل أنحاء البلاد وعلى مصادر طبية.

إلى ذلك، طبعت روسيا وضخت خلال الصيف الماضي أكثر من 240 طنا من الأوراق النقدية لصالح النظام السوري، في محاولة لإنقاذ اقتصاده المتهاوي، ومن أجل تمكين دمشق من دفع الرواتب المستحقة لجيشها الذي يحارب منذ ربيع عام 2011. ونشرت صحيفتا «ديلي تليغراف» والـ«إندبندنت» في الشأن السوري خبرا نقلا عن موقع «بروبوبليكا» المتخصص في الصحافة الاستقصائية مفاده أن السلطات الروسية سلمت إلى الحكومة السورية على مدى عشرة أسابيع خلال يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) ما بين 120 و240 طنا من الأوراق المالية. وقالت الـ«تليغراف» إن التحقيقات رصدت مسار سبع من أصل ثماني رحلات جوية لطائرات عسكرية سورية ربطت بين مطار فنوكوفو في موسكو ومطار دمشق الدولي بناء على سجلات هواة يراقبون مسار الطائرات وإفادات موظفي الملاحة الجوية.

وتابعت الصحيفة قائلة إن «الطائرات سلكت مسارات جوية عن طريق إيران والعراق وهما بلدان صديقان للنظام السوري ولم تسلكا الطريق المباشر الذي يمر عبر تركيا». ومضت الصحيفة للقول إن «عمليات تسليم الأوراق المالية إلى دمشق يبدو أنها خففت الأضرار التي لحقت بالنظام السوري بسبب العقوبات التي فرضها عليه الاتحاد الأوروبي ومن ضمنها إلغاء اتفاق سابق كان يقضي بطبع الأوراق المالية السورية في مصرف بالنمسا».

وجاءت الإمدادات الروسية بالأوراق النقدية للنظام السوري، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مالية على نظام الرئيس بشار الأسد، وهي العقوبات التي شملت أيضا أية تحويلات مالية لصالح النظام، أو طباعة أوراق نقدية لصالحه أو إمداده بالعملة الصعبة. وقالت الصحيفة إن التقارير الإخبارية أفادت في الصيف الماضي بأن روسيا بدأت في طباعة الأوراق المالية السورية وتسليمها إلى دمشق، مضيفة أن الأوراق الجديدة بدأت تتداول بشكل تجريبي في دمشق وحلب. ورغم أن المصرف المركزي السوري نفى هذه التقارير في البداية، فإن وكالة الأنباء السورية نقلت عن مسؤولين سوريين كانوا في زيارة إلى موسكو في أغسطس الماضي أن روسيا تطبع الأوراق المالية السورية لصالح دمشق. وقال الاتحاد الأوروبي في 18 يناير (كانون الثاني) 2012 إنه من المحظور «بيع أو تزويد أو تحويل أو تصدير أوراق النقد السورية الجديدة، بشكل مباشر أو غير مباشر».

أهالي بلدة في الحسكة يهجمون على كلية الهندسة فيها

بعد مقتل أحد أبنائهم على يد حزب كردي

القاهرة: أدهم سيف الدين

قالت مصادر سورية كردية أمس إن مجموعات من أهالي منطقة الغويران بالحسكة، شمال شرقي سوريا ذات الأغلبية الكردية، هاجمت طلبة أكرادا في كلية الهندسة المدنية وكلية الاقتصاد بالسكاكين والعصي، في محاولة منهم للانتقام لمقتل أحد أبنائهم ضمن الصراع السياسي الدائر في تلك المنطقة. وكان القتيل المنتمي لمنطقة الغويران يقاتل في صفوف «كتائب غرباء الشام» القريبة من الجيش الحر، حين لقي مصرعه على أيدي مقاتلين أكراد تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يعلن عادة أنه ضد نظام بشار الأسد أيضا.

وقالت المصادر إن هجوم مجموعات من أهالي منطقة الغويران على كلية الهندسة المدنية والاقتصادية وقع عصر أمس، ما أدى إلى إصابات بين صفوف الطلبة.

وقال سعدون السينو عضو بالمجلس الوطني الكردي وعضو بالمجلس المحلي لمدينة الدرباسية بمحافظة الحسكة، إن سبب الهجوم الذي وقع على الكلية يرجع إلى «الاحتقان الذي رافق دخول كتائب غرباء الشام في بداية هذا الشهر إلى مدينة رأس العين الحدودية في المحافظة والتي قتل فيها شاب من منطقة الغويران الذي كان يقاتل إلى جانب كتائب غرباء الشام في مواجهة مع مقاتلين أكراد من حزب الاتحاد الديمقراطي الذي نشأ في عام 2003 بسوريا».

وطالب وجهاء من غويران وكذلك المجلس الوطني الكردي كلا من الطرفين بضبط النفس وعدم الانجرار للفتنة كمان يدعو لها النظام.

وتعاني محافظة الحسكة منذ عشرة أيام من انقطاع حاد للتيار الكهربائي يصل إلى 12 ساعة يوميا. ويقول السينو إن انقطاع التيار الكهربائي بدأ بعد الأحداث التي شهدتها المحافظة عقب دخول كتائب غرباء الشام «دون أن نعرف السبب».

«الجيش الحر» يسقط مروحية عسكرية بصاروخ أرض جو لأول مرة في سوريا

بعد سيطرته على كتيبتين نظاميتين بريف دمشق وحلب

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

استخدم المقاتلون المعارضون للنظام السوري أمس للمرة الأولى صاروخا مباشرا أرض جو مضادا للطيران لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة في ريف حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «أصيبت الطائرة بصاروخ أرض جو مباشر أثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الأولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح منذ بدء النزاع في سوريا قبل عشرين شهرا».

وأضاف عبد الرحمن: أن «عشرات الصواريخ المماثلة وصلت أخيرا إلى الثوار»، مشيرا إلى أنه لا يعرف من أي طراز هي.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، يمكن رؤية مروحية تحلق قبل أن يسمع صوت انفجار، فيقول صوت مسجل على الشريط «صاروخ». بعد لحظات، تشاهد كتلة من النار في المروحية، بينما يصرخ عدد من الأشخاص «أصيبت، الله أكبر، الله أكبر».

وقام بتحميل الشريط «المكتب الإعلامي لكتائب نور الدين الزنكي» المؤلفة من غالبية من الإسلاميين، وهي من أبرز الكتائب المشاركة في تطويق كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان التي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامها منذ أيام.

وكان مقاتلون معارضون استولوا في وقت سابق على مقر كتيبة للدفاع الجوي في قرية المنطار على بعد 15 كلم جنوب شرقي مدينة حلب، بحسب ما أفاد مقاتلون في ريف حلب والمرصد السوري.

وأكد المرصد أنهم «قتلوا وأسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على أسلحة وذخائر»، مشيرا إلى مقتل ستة مقاتلين. بينما أفاد مقاتلون في منطقة ريف حلب لصحافي في وكالة الصحافة الفرنسية أن معارك عنيفة سبقت الاستيلاء على الموقع، وأن تسعة مقاتلين لقوا حتفهم، وأن «الثوار تمكنوا من قتل وأسر سبعين جنديا».

ومن المتوقع ان يحرز «الجيش السوري الحر» تقدما نوعيا في تصديه للقوات النظامية السورية ومحاولته استنزاف قدراتها، برغم استمرار العمليات العسكرية والقصف العنيف على المناطق الثائرة ونقاط الاشتباكات. وأعلنت المعارضة السورية أمس تدمير عناصر «الجيش الحر» 10 دبابات نظامية في داريا بريف دمشق وسيطرته على كتيبة دفاع جوي في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، في موازاة تأكيد ناشطين افتتاح «الجيش الحر» أول مخفر شرطة تابع له في حي الحجر الأسود، عدا عن سيطرته على كتيبة صواريخ وإسقاط طائرة مروحية في ريف حلب.

وكانت الاشتباكات قد ازدادت عنفا في أحياء دمشق أمس، وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «إعدام القوات النظامية فجر أمس عشرين شخصا في حي الدحاديل في دمشق، وذكرت أن «الأهالي استطاعوا سحب جثث ستة قتلى فقط بسبب تواجد القناصة»، مشيرة إلى أن «القتلى يتحدرون من نهر عيشة وكفرسوسة وتم دفنهم في معضمية الشام بريف دمشق».

وفيما وقعت اشتباكات عنيفة على أوتوستراد مطار دمشق، أعلن «الجيش الحر» افتتاحه أول مخفر للشرطة في ضاحية الحجر الأسود، في موازاة وقوع اشتباكات في بلدات وقرى ريف دمشق، التي تعرضت لقصف نظامي عنيف. وأعلن «الجيش الحر» تمكنه بعد معارك عنيفة من السيطرة على كتيبة للدفاع الجوي بالقرب من حي علي الوحش في منطقة السيدة زينب، فيما أكدت «شبكة شام الإخبارية» تدمير «الجيش الحر» عشر دبابات نظامية في مدينة داريا بريف دمشق. واستقدمت القوات النظامية تعزيزات من الدبابات إلى بساتين حي كفرسوسة وسط انتشار أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين، بعد اشتباكات عنيفة دارت مع الجيش الحر في المنطقة وعلى أطرف مدينة داريا. وفي المعضمية، أصيب عدد من المدنيين السوريين جراء قصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على الأحياء السكنية للمدينة. كما وقع انفجار ضخم في جديدة عرطوز، على وقع قصف عنيف.

أما في حلب، فقد تواصلت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر بعد سيطرة الأخير على مشروع سد تشرين في المحافظة، في خطوة قالت مصادر قيادية في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إنها «ستضيق الخناق على القوات النظامية في حلب». وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد أشارت إلى اشتباكات عنيفة في محيط شارع السبيل والخالدية وشارع النيل.

إلى ذلك، أعلن «المركز الإعلامي السوري» أن مقاتلي «كتائب أحرار الشام» و«الجيش الحر» سيطروا على «كتيبة الصواريخ – دفاع جوي» في قرية المنطار بريف السفيرة، بريف حلب، بعد معارك استمرت ساعات، أسفرت عن مقتل 9 عناصر من «الجيش الحر». وأفاد أن المقاتلين تمكنوا من «قتل وأسر جميع أفراد الكتيبة البالغ عددهم 70 عنصرا، فيما تمكن قائد الكتيبة من الفرار». كذلك، تمكن عناصر «الجيش الحر» من إسقاط مروحية بمضادات الطيران في منطقة الشيخ سليمان في الريف الغربي لحلب، وفق ما أظهره شريط فيديو بثه ناشطون على «يوتيوب».

وفي سياق متصل، قالت مصادر قيادية في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن «تكرار إسقاط الطائرات في حلب يأتي بعد سيطرة الجيش الحر على مقر الفوج 46. حيث تم الاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والصواريخ المضادة للطيران وأخرى للدبابات، وذخائر المدفعية وعدد من الدبابات». وأشارت إلى تطور في نوعية العمليات ضد القوات النظامية مع ازدياد قدرة «الجيش الحر» العسكرية وبدئه مرحلة جديدة من العمل العسكري والسيطرة على مشروع «سد تشرين» خير دليل على ذلك، مؤكدة أن «الجيش الحر» هو من سيتولى الإشراف من الآن فصاعدا على توزيع الطاقة الكهربائية. وفيما لفتت إلى أن «حلب باتت معزولة بالكامل عن محافظة الرقة»، أبدت المصادر خشيتها من أن «يعمد النظام إلى زيادة وتيرة عملياته العسكرية والقصف بالطيران الحربي في الأيام المقبلة».

وفي إدلب، ارتكبت القوات النظامية مجزرة، وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية، حيث استهدف الطيران الحربي معصرة زيتون في إدلب، راح ضحيتها 20 شخصا إضافة إلى إصابة العشرات بجروح من دون أن يصدر أي تعليق أو توضيح رسمي عن الحكومة السورية. وفي حماه، وجه المجلس العسكري الثوري نداء استغاثة، محذرا من مجزرة يتوقع أن يرتكبها الجيش النظامي في قرية الدمينة في حماه، وذلك غداة تعرضها أمس لحصار وقصف عنيف، وتوافد تعزيزات أمنية وعناصر من الشبيحة إلى مداخلها، تمهيدا لبدء عملية عسكرية فيها. وذكرت لجان التنسيق أن قصفا بالطيران الحربي استهدف بلدة قسطون في حماه.

أما في حمص، فقد تعرضت مدن القصير والرستن وتلبيسة المحاصرة لقصف نظامي، وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «قصفا عنيفا من آليات النظام» أصاب الرستن منذ الصباح الباكر وتسبب بتدمير عدد من المنازل، بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الطيران الحربي شارك في القصف وإلقاء قنابل عنقودية.

وأفادت لجان التنسيق أن ثمانية أشخاص قتلوا جراء القصف العنيف على قرية الفايزية للمرة الأولى، معظمهم من النساء والأطفال ومن عائلة واحدة. كما استهدف قصف بقذائف الهاون حي ديربعلبه على وقع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية. كما استهدف قصف بالهاون شارع الستين بالتزامن مع اشتباكات عنيفة فيه.

وفي درعا، أدى القصف المدفعي العنيف إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في طفس، فيما اقتحمت القوات النظامية قرية المليحة الشرقية بالدبابات وأحرقت منازل الناشطين بعدما شنت حملة اعتقالات عشوائية. واتسعت دائرة القصف لتشمل معظم بلدات درعا الشرقية، وأشدها استهدف بصرى الشام، وفق ما ذكره ناشطون.

الثوار يستولون على قاعدة جوية في حلب.. وطيران الأسد يرتكب مجزرة في ريف إدلب

                                            استولى الثوار السوريون على مقر كتيبة للدفاع الجوي على بعد 15 كلم جنوب شرق مدينة حلب في شمال سوريا واسقطوا مروحية بصاروخ أرض ـ جو، فيما ارتكب الطيران التابع لنظام بشار الأسد مجزرة عندما أغار على معصرة للزيتون غرب إدلب، وتسبب بسقوط عشرات القتلى من المدنيين.

ومع تقدم الثوار، يواصل نظام الإسد ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وقدجددت منظمة “هيومن رايتس واتش” أمس اتهام النظام باستخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً ضد المدنيين. وبسبب استهداف المدنيين، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس أمس، ضرورة تأمين مناطق إنسانية عازلة.

كتيبة الدفاع الجوي

واكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان “مقاتلين من عدة كتائب اقتحموا كتيبة الدفاع الجوي في قرية المنطار في ريف حلب وقتلوا واسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على اسلحة وذخائر”.

وقال المقاتلون لصحافي في وكالة “فرانس برس” ان معارك عنيفة سبقت الاستيلاء على الموقع في قرية المنطار على مقربة من بلدة السفيرة، وان تسعة مقاتلين لقوا حتفهم. واضافوا انهم تمكنوا من قتل واسر سبعين جنديا، وان قائد الكتيبة العقيد ايمن الشعار تمكن من الفرار.

واوضحوا ان المغانم من الاسلحة تشمل ستة مدافع من طراز 23 ملم، وقاذفات صواريخ وذخائر.

واستخدم الثوار للمرة الاولى صاروخا مباشرا ارض ـ جو مضادا للطيران لاسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف المنطقة المحيطة بالكتيبة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: “اصيبت الطائرة بصاروخ ارض جو مباشر اثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الاولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح” منذ بدء النزاع في سوريا قبل عشرين شهرا. واضاف ان “عشرات الصواريخ المماثلة وصلت اخيرا الى الثوار”، مشيرا الى انه لا يعرف من اي طراز هي.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع “يوتيوب” الالكتروني، يمكن رؤية مروحية تحلق قبل ان يسمع صوت انفجار، فيقول صوت مسجل على الشريط “صاروخ”. بعد لحظات، تشاهد كتلة من النار في المروحية، بينما يصرخ عدد من الاصوات “اصيبت، الله اكبر، الله اكبر”.

وفي شريط فيديو آخر، يمكن رؤية الطائرة بعد اصابتها وقد خرج منها دخان اسود، ثم تشاهد فيها النيران، قبل ان تسقط وسط دخان ابيض كثيف.

وقام بتحميل الشريط الاول على يوتيوب “المكتب الاعلامي لكتائب نور الدين الزنكي” المؤلفة من غالبية من الاسلاميين، وهي من ابرز الكتائب المشاركة في تطويق كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان التي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليها.

واكدت لجان التنسيق المحلية في بريد الكتروني سقوط الطائرة. وفي شريط فيديو مرفق بخبر لجان التنسيق، يمكن رؤية الطائرة وقد اصيبت في الجو، ثم خرج منها دخان اسود، ثم اندلعت فيها النيران، قبل ان تسقط وسط دخان ابيض كثيف.

ويحاصر المقاتلون المعارضون منذ ايام كتيبة الشيخ سليمان ويحاولون التقدم اليها.

واسقط المقاتلون المعارضون في السابق مروحيات عسكرية وطائرات حربية عدة بمضادات رشاشة للطيران او باسلحة رشاشة اخرى.

وفي مدينة حلب، افاد المرصد عن اشتباكات وقصف في عدد من الاحياء، لا سيما في منطقة الليرمون ومحيط المخابرات الجوية.

مجزرة إدلب

في غضون ذلك، قصفت طائرات حربية تابعة لنظام الأسد امس منطقة في شمال غرب البلاد ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد السوري، فيما افادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل عشرين شخصا.

وقال المرصد في بيان “وردت معلومات عن سقوط العشرات بين شهيد وجريح اثر استهداف الطائرات الحربية لمنطقة تقع فيها معصرة للزيتون غرب مدينة ادلب”.

وتحدثت لجان التنسيق من جهتها عن “مجزرة جديدة تقوم بها قوات النظام ادت الى سقوط عشرين شهيدا وعشرات الجرحى جراء غارة جوية من الطيران الحربي على معصرة زيتون”.

وبحسب المرصد، تعرضت مدينة معرة النعمان في ريف ادلب لقصف من طائرة حربية قتل فيه خمسة مقاتلين، في وقت تستمر منذ الاثنين الاشتباكات العنيفة عند المدخل الجنوبي للمدينة التي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليها منذ وقوعها بين ايدي المقاتلين المعارضين في التاسع من تشرين الاول.

كما يطال القصف، بحسب المرصد، بلدات كفرتخاريم ومعر شمشة وكفرومة وجدرايا وبكفلون.

كما قصف طيران الاسد قرية أطمة الواقعة على مسافة كيلومترين من الحدود وبلدة باب الهوى القريبة قبل يوم من بدء محادثات بين مسؤولين من تركيا وحلف شمال الأطلسي لتحديد مواقع نشر بطاريات صواريخ أرض جو قرب الحدود التي تمتد 900 كيلومتر.

وقال نشطاء ان طائرات سورية اسقطت ست قنابل على قاعدة للمعارضين بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي.

وأشارت وكالة انباء “الاناضول” التركية ان الهجوم سوى بالأرض خياما أقامتها جماعة خيرية تركية على مقربة للمشردين داخل سوريا ولكن لم يصب أحد بسوء في ذلك الوقت.

وقال جندي في “الجيش السوري الحر” يدعى أحمد: “جاءت مقاتلتان سوريتان وأطلقتا خمسة صواريخ على القاعدة في أطمة. أصابت ثلاثة منها مناطق زراعية وأصاب الآخران مباني قريبة من القاعدة”.

“هيومن رايتس”

وأمس، جددت منظمة “هيومن رايتس واتش” اتهام النظام السوري باستخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً ضد المدنيين، مشيرة إلى مقتل 11 طفلاً في 25 تشرين الثاني الجاري بغارة استخدمت فيها هذه القنابل في دير العصافير قرب دمشق.

وأوضحت المنظمة أن هناك أدلة مقنعة بوقوع غارة استخدمت فيها القنابل العنقودية في بلدة دير العصافير قرب دمشق وأدت إلى مقتل 11 طفلاً في 25 تشرين الثاني الجاري، مطالبة الحكومة السورية بالتوقف فوراً عن استخدام هذا النوع من السلاح الفائق الخطورة الذي تحرّمه معظم الدول.

وقالت ماري وارهام مديرة قسم شؤون الأسلحة في المنظمة، إن هذا الهجوم يظهر كيف أن الذخائر العنقودية تقتل بدون تمييز بين المدنيين والعسكريين. وبسبب الأذى المدمّر الذي تسببه القنابل العنقودية للمدنيين، يجب عدم استخدامها من قبل أحد في أي مكان وأي زمان.

وأشارت المنظمة إلى أنه بحسب مقاطع فيديو وشهادات من السكان المحليين فإن 11 طفلاً على الأقل قتلوا في غارة على حي السرايا في شرق بلدة دير العصافير حيث كان يتجمع 20 منهم على الأقل.

وأوضحت أن تحليل خبرائها لمقاطع الفيديو التي نشرها نشطاء سوريون على الإنترنت عن موقع الهجوم يظهر أن ثلاثة قنابل عنقودية على الأقل من طراز RBK 250/270 استخدمت في الغارة التي تحتوي كل منها على قنابل صغيرة من طراز 150 AO 1SCH المضادة للأفراد والتي تتسبب بأذى ودمار على مساحة 4800 متر مربع أي مساحة ملعب كرة قدم.

وأشارت إلى أن العلامات الظاهرة على الأجزاء المتبقية من القنابل تظهر أنها مصنّعة في الاتحاد السوفيتي السابق في سبعينيات القرن الماضي.

وقال شهود للمنظمة أن إحدى القنابل سقطت على ساحة كان الأطفال يلهون فيها بينما الثانية سقطت على منزل والثالثة على مزرعة مجاورة.

وقالت إن الفيديوات التي حللتها المنظمة أظهرت وجود نحو 50 قنبلة صغيرة غير منفجرة في المنطقة التي وقعت فيها الغارة.

وشددت وارهام على أن على جميع الدول بينها الحليفة لسوريا، التنديد باستخدام سوريا المستمر للقنابل العنقودية ضد المدنيين. ثمة حاجة لرد فعل شديد لإقناع الحكومة السورية بوقف استخدام هذه القنابل.

فاليري آموس

وفي الأردن دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس أمس، الأطراف المتنازعة في سوريا إلى ضرورة تأمين مناطق إنسانية عازلة.

وقالت آموس في مؤتمر صحافي عقدته خلال زيارتها لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في صحراء محافظة المفرق شمال شرق الأردن، إن هذه المنطقة يجب التوافق عليها من قبل جميع الأطراف المتنازعة كمنطقة محايدة لتأمين الأمن والسلامة للأفراد كأولوية.

وأشارت الى وجود أكثر من 240 ألف لاجئ سوري في مختلف مناطق ومدن الأردن ومنها العاصمة عمّان.

ولفتت آموس إلى أن جميع اللاجئين السوريين يبحثون عن فرص عمل في الأردن الذي يعاني أصلاً من البطالة.

“يو أس آيد”

إنسانيا ايضا، دعا مدير الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو.اس.ايد) امس تركيا والمجتمع الدولي الى زيادة الجهود للتصدي للتحديات الانسانية في سوريا.

وقال راجيف شاه خلال زيارة لمخيم اللاجئين السوريين في اونجوبينار، جنوب شرق تركيا، يؤوي نحو 13 الف شخص “اعتقد ان على العالم الاعتراف بهذه الازمة الانسانية”.

واوضح شاه ان “اولويتنا هي الاستجابة للاحتياجات الانسانية الاساسية للسوريين في الداخل وفي الدول المجاورة” منددا بـ”قسوة” القمع الذي يمارسه نظام الاسد.

وقال “من المؤكد ان العائلات ستواصل النزوح من مناطقها والبحث عن ملاذ في اماكن اخرى اذا ما استمر ذلك”.

ويثير تواصل المعارك في المناطق القريبة من الحدود التركية مخاوف انقرة من استمرار هجرة المدنيين الى تركيا.

وأكد مسؤول تركي لـ”فرانس برس” امس ان اكثر من الف سوري دخلوا تركيا ليل الاثنين ـ الثلاثاء بعد قيام طائرة مقاتلة سورية بقصف بلدة اطمة، شمال غرب سوريا.

وتطالب انقرة منذ اسابيع المجتمع الدولي بمساعدة اضافية لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين. وذكر مسؤول يو.اس.ايد الثلاثاء بان الولايات المتحدة قدمت بالفعل 200 مليون دولار من المساعدات للشعب السوري.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

100 قتيل بسوريا و”الحر” يسقط طائرتين

                                            أعلن الجيش السوري الحر اليوم أنه أسقط طائرتين تابعتين للجيش النظامي: إحداهما من نوع ميغ والثانية مروحية، وسيطر على مقرات لقوات النظام في مدينتي حلب ودمشق اليوم الثلاثاء، الذي شهد مقتل 100 شخص بنيران قوات النظام في مناطق متفرقة من البلاد.

وتبنى الجيش الحر اليوم إسقاط طائرة ميغ تابعة للنظام في غوطة دمشق الشرقية، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرة مروحية “أصيبت بصاروخ مضاد للطيران عندما كانت تشارك في قصف المناطق المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي، وشوهدت النيران تندلع منها”.

وأكدت لجان التنسيق المحلية سقوط الطائرة. وفي شريط فيديو مرفق بخبر اللجان، ظهرت الطائرة وقد أصيبت في الجو قبل أن تسقط وسط دخان أبيض كثيف.

تقدم الحر

وفي حلب استولى مقاتلون معارضون على مقر كتيبة للدفاع الجوي تقع على بعد 15 كلم جنوب شرق المدينة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “مقاتلين من عدة كتائب اقتحموا كتيبة الدفاع الجوي في قرية المنطار بريف حلب وقتلوا وأسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على أسلحة وذخائر”، مشيرا إلى مقتل عدد من المقاتلين.

وقال المقاتلون إن معارك عنيفة سبقت الاستيلاء على الموقع في قرية المنطار على مقربة من بلدة السفيرة، وأن تسعة مقاتلين لقوا حتفهم. وأضافوا أنهم تمكنوا من قتل وأسر 70 جنديا، وأن قائد الكتيبة العقيد أيمن الشعار تمكن من الفرار، موضحين أن الأسلحة التي غنموها تشمل ستة مدافع من طراز 23 ملم وقاذفات صواريخ وذخائر.

كما أعلن مقاتلو الجيش الحر أنهم سيطروا على منطقة أخرى تابعة لجيش النظام قرب منطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق.

وذكر المرصد أن اشتباكات وقعت أيضا في مدينة حرستا بريف دمشق، بينما تعرضت بلدات ببيلا والمعضمية وداريا والحجيرة والغوطة الشرقية والزبداني لقصف من القوات النظامية أسفر عن عدة قتلى وجرحى ودمار بعض المنازل.

وحول مسار المواجهات يرى خبراء أن مقاتلي المعارضة السورية يقضمون مزيدا من الأرض في شمال وشرق سوريا في مواجهة النظام الذي يعمل على تمتين مواقعه وتعزيز قواته والمليشيات المساندة له -لا سيما العلوية منها- استعدادا لمعركة دمشق المصيرية.

 تواصل القتل

في غضون ذلك قال ناشطون إن 100 شخص قتلوا في سوريا اليوم، معظمهم في إدلب ودمشق وريفها. وكشف ناشطون عن مجزرة لقوات النظام ارتكبتها ضد ثلاثين من سكان داريا النازحين في منطقة دروشا جنوب دمشق.

 ومن بين قتلى اليوم 20 شخصا قضوا في غارة جوية استهدفت تجمعا للمدنيين أمام معصرة للزيتون في إدلب.

وقال مجلس قيادة الثورة في معرة النعمان إن خمسة من عناصر الجيش الحر قتلوا في اشتباكات مع قوات النظام في وادي الضيف والحامدية في محيط معرة النعمان.

من جهة ثانية، أفاد المرصد عن مقتل عنصرين من الشرطة العسكرية السورية اليوم في انفجار سيارة مفخخة عند حاجز للشرطة في منطقة عرطوز بريف دمشق.

20 قتيلا بتفجيرين في ريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أسفر تفجيران في منطقة جرمانا بريف دمشق، صباح الأربعاء، عن سقوط 20 قتيلا وعشرات الجرحى، بينما تواصلت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا حيث قتل 4 أشخاص، حسب ما ذكر ناشطون.

أما وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” فأفادت بأن “تفجيرين إرهابيين وقعا في الساحة الرئيسية لمدينة جرمانا”، وأسفرا عن “وقوع ضحايا وأضرار مادية”.

كما بث تلفزيون الدنيا بدوره، لقطات لرجال إطفاء وهم يحاولون إخماد حريق في سيارتين تفحمتا بعد ما وصفت المشهد بأنه “انفجاران إرهابيان”.

من جهة أخرى، نفذت طائرات حربية سورية 5 غارات جوية على مدينة معرة النعمان في شمال غرب البلاد، ترافقت مع معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتحدثت لجان التنسيق المعارضة عن اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في القدم، وعن قصف عنيف على أحياء دمشق الجنوبية وريفها في داريا قطنا ويبرود.

وقال مصدر في المركز الإعلامي السوري إن أكثر من 30 حافلة عسكرية ودبابة تابعة للجيش السوري، تتجه صوب دمشق على طريق درعا الدولي.

وفي حمص، ونقلا عن لجان التنسيق المحلية، وقعت عدة حالات اختناق وتسمم بسبب إلقاء كبسولات من الغاز السام على أحياء المدينة.

كما أكد ناشطون أن الجيش الحر في حلب أسقط مروحية تابعة للجيش السوري بالقرب من مطار النيرب العسكري، بينما تواصل القصف العنيف على أحياء المدينة وكان أشدها على حي الصاخور وامتد إلى منبج شمالا.

أما في دير الزور، فاستمر القصف على موحسن، بينما شهدت أحياء المدينة اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحكومي والحر.

وتأتي هذه المعارك بعد أن حققت المعارضة المسلحة مكاسب في ساحات القتال في إطار جهودها لإطاحة الرئيس بشار الأسد، لكن لم يتضح إذا كان تحقيق انفراج استراتيجي أمرا مرجحا في أي وقت قريب.

وكان ناشطون أفادوا، الثلاثاء، بأن مقاتلي الجيش السوري الحر أصبحوا على بعد كيلومترات قليلة من مطار دمشق الدولي بعد السيطرة على عدة نقاط حراسة قريبة منه، كما سيطروا على كتيبة للدفاع الجوي في السيدة زينب بريف دمشق وكتيبة صواريخ في بلدة السفيرة بحلب.

في غضون ذلك، يعقد ائتلاف المعارضة السورية الجديد في القاهرة اجتماعا، الأربعاء، لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية،سعيا لكسب تأييد عربي وغربي لـ”ثورته على الأسد”.

ويجتمع الائتلاف المكون نحو 60 مندوبا في القاهرة قبل مؤتمر لأصدقاء سوريا في طوكيو يضم عشرات الدول التي تعهدت بتقديم دعم غير عسكري للثورة.

لكن هذه الدول تشعر بالقلق من ازدياد نفوذ الإسلاميين في صفوف المعارضة.

الائتلاف السوري ينشد “حكومة انتقالية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يعقد ائتلاف المعارضة السورية الجديد اجتماعه الأول بكامل أعضائه الأربعاء لبحث تشكيل حكومة انتقالية، في خطوة لكسب تأييد عربي وغربي لتغيير نظام حكم الرئيس بشار الأسد.

إذ يجتمع الائتلاف المكون من 60 مندوبا أو نحو ذلك في القاهرة قبل مؤتمر أصدقاء سوريا الذي يضم عشرات الدول التي تعهدت بتقديم دعم غير عسكري في معظمه للثورة، لكنها تشعر بالقلق من ازدياد نفوذ الإسلاميين في صفوف المعارضة.

وقد اختير أعضاء الائتلاف في محادثات أجريت في قطر هذا الشهر.

وقالت سهير الأتاسي وهي نائبة من اثنين لرئيس الائتلاف “الهدف هو تسمية رئيس الوزراء في حكومة انتقالية، أو على الأقل إعداد قائمة بأسماء المرشحين لهذا المنصب قبل اجتماع أصدقاء سوريا.”

وسهير الأتاسي واحدة من ثلاثة فقط من النساء الأعضاء في الائتلاف الذي يشكل فيه الإخوان المسلمون وحلفاؤهم نسبة 40 إلى 45%.

وينتخب المجتمعون في اللقاء الذي يستمر يومين أيضا لجانا لإدارة المساعدات والاتصالات، وهي عملية تنطوي على صراع على السلطة بين الاخوان المسلمين والأعضاء العلمانيين.

وقد اشتدت المنافسات أيضا بين المعارضة في المنفى والمعارضين على الأرض، حيث ارتفع عدد القتلى إلى نحو 40 ألفا بعد 20 شهرا من العنف.

غير ان الائتلاف الجديد بعث الآمال في أن يتمكن أعداء الأسد من تنحية خلافاتهم جانبا والتركيز على السعي للفوز بالتأييد الدولي لإطاحته.

وقال أبو نضال مصطفى من جماعة أنصار الإسلام، وهي جماعة للمعارضين الإسلاميين في دمشق “لدينا خلافات عقائدية مع الائتلاف، لكنه سيحقق رسالته إذا جلب لنا مساعدات عسكرية من الخارج.”

واشارت مصادر الائتلاف إلى أن مهام الاتصال بين الائتلاف والمعارضين أنيط بها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، وهو أرفع مسؤول ينشق على النظام وينضم إلى صفوف الثورة.

ويتردد اسمه بوصفه مرشحا ليصبح رئيسا للوزراء، لكن تاريخه في حزب البعث يضعف حظوظه في الترشيح.

وهناك مرشح آخر محتمل هو أسعد مصطفى وهو شخصية تحظى بالاحترام، وكان وزير زراعة سابقا في عهد حافظ الأسد.

 وكان مصطفى الذي يعيش الآن في الكويت غادر البلاد قبل زمن طويل احتجاجا على سياسات الأسد الأب.

131 قتيلا والحر يقترب من مطار دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون في المعارضة السورية، الثلاثاء، بأن مقاتلي الجيش السوري الحر أصبحوا على بعد كيلومترات قليلة من مطار دمشق الدولي بعد السيطرة على عدة نقاط حراسة قريبة منه، في وقت سقط 131 قتيلا بأعمال العنف المتفرقة في البلاد.

وكان مقاتلو المعارضة المسلحة في سوريا سيطروا الثلاثاء على كتيبة للدفاع الجوي في السيدة زينب بريف دمشق وكتيبة صواريخ في بلدة السفيرة بحلب.

وأضافت شبكة شام أن معارك عنيفة اندلعت بين الجيشين الحر والحكومي في بساتين حي كفرسوسة وعلى أطرف مدينة داريا حيث “تمكن مقاتلو المعارضة من تدمير 10 دبابات لجيش النظام”.

من جهة أخرى، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل 20 شخصا وإصابة العشرات بجروح في قصف لطيران الجيش استهدف، الثلاثاء، معصرة زيتون في إدلب، في حين لم يصدر أي تعليق عن الحكومة السورية.

وفي دمشق، زادت الاشتباكات عنفا في أحياء العاصمة، بالتزامن مع قصف على ريف العاصمة حيث أعلن الجيش الحر أنه تمكن بعد معارك عنيفة من السيطرة على كتيبة دفاع جوي بالقرب من حي علي الوحش في حي السيدة زينب.

واستقدمت القوات الحكومية تعزيزات من الدبابات إلى بساتين حي كفرسوسة وسط انتشار أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين، بعد اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة بين الجيش الحر والقوات الحكومية.

وفي ريف دمشق أيضا، وقع انفجار ضخم في جديدة عرطوز على وقع قصف عنيف واطلاق رصاص في البلدة.

أما في ضاحية الحجر الأسود، فقد أكد الجيش الحر افتتاح أول مخفر للشرطة تابع له، في حين حلق الطيران الحربي فوق مدينة زملكا.

وفي ريف حلب، ذكر المركز الإعلامي السوري أن مقاتلي “كتائب أحرار الشام” و”الجيش الحر” سيطروا على “كتيبة الصواريخ – دفاع جوي” في قرية المنطار بريف السفيرة بعد معارك استمرت ساعات، أسفرت عن مقتل 9 من مقاتلي المعارضة.

وأضاف أن المقاتلين تمكنوا من “قتل وأسر جميع أفراد الكتيبة البالغ عددهم 70 عنصرا.. فيما تمكن قائد الكتيبة العقيد من الفرار”، مشيرا إلى أنه تم الاستيلاء على مدافع وصواريخ.

وفي دير الزور، تحدثت لجان التنسيق عن قصف بالبراميل المتفجرة يستهدف بلدة موحسن، بينما اتسعت في الجنوب دائرة القصف لتشمل معظم بلدات درعا الشرقية، وأشدها استهدف بصرى الشام، حسب ما ذكر ناشطون.

الأكراد يسعون لإعادة توحيد صفوهم

في غضون ذلك، اتفقت الأحزاب الكردية السورية المتنافسة على إعادة توحيد صفوفها والعمل من أجل اتحاد فدرالي في سوريا، بعد اتفاق سابق لم يتم تنفيذه.

لكن الاتفاق الجديد لاقى بالفعل عقبة في طريقه برفض وحدة مسلحة تعرف باسم لجان الحماية الشعبية التي تنتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الانضمام إلى الاتحاد.

وذكرت اللجان الحماية الشعبية في بيان أنها لن تتحد مع أي قوة عسكرية أخرى، وذلك وفق ما ذكرته وسائل الإعلام القريبة من الجماعة.

ويرى أكراد سوريا الحرب الأهلية التي تحتدم في بلادهم فرصة لكسب الحقوق التي حرموا منها طويلا، في عهد الرئيس بشار الأسد ووالده قبله، الذي جرد الآلاف من الجنسية.

غير ان الأكراد منقسمون بشأن دورهم في الصراع السوري، وأين يقفون من المعارضة التي يهيمن عليها العرب والتي يرى البعض أنها معادية للأكراد.

وتحت ضغط كبير من الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني، اجتمع ممثلون عن معسكرين رئيسيين هما حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي وجددوا التزامهم بمجلس أعلى مشترك.

وقال عضو مجلس آخر يشرف على حزب الاتحاد الديمقراطي، الدار خليل، :”اتفقنا على تبني الفيدرالية كمشروع عمل”.

وقالوا أيضا أنهم سينشئون جهازا أمنيا مشتركا، ويديرون معا على حواجز تفتيش حدودية ويقومون بتوحيد أجنحتهم العسكرية.

وهناك أيضا اختلافات بشان ائتلاف المعارضة السورية الجديد الذي يرفضه حزب الاتحاد الديمقراطي بصفته يعمل لحساب قطر وتركيا.

ولم يقرر بعد المجلس الوطني الكردي وهو نفسه ائتلاف لأكثر من 12 حزبا كرديا صغيرا هل سينضم إلى المجلس الجديد أم لا.

وكان البرزاني جمع المعسكرين من قبل في يوليو الماضي، لكن المجلس الوطني الكردي اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي مرارا بمخالفة ذلك الاتفاق ملقيا اللوم على الجماعة في خطف أحد أعضائه والتضييق على النشطاء المنافسين.

لجنة حقوق الإنسان تدين انتهاكات النظام السوري

أصدرت قراراً بموافقة 132 دولة واعتراض 12 بينها روسيا والصين وإيران

الأمم المتحدة – وكالة الأناضول

أدانت اللجنة الخاصة بحقوق الإنسان، المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، النظام السوري والميليشيات، بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

وأصدرت اللجنة، مساء أمس، قراراً بهذا الخصوص، بموافقة 132 دولة واعتراض 12 دولة، بينها روسيا والصين وإيران.

إلى ذلك، أدان القرار، الانتهاكات التي ترتكبها السلطات السورية وميليشيات “الشبيحة”، وقصف المدنيين، والاعتداءات الجنسية، والتعذيب، إلى جانب استهداف الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

ودعا القرار، الحكومة السورية إلى إطلاق سراح المعتقلين، وتقديم المتهمين بارتكاب جرائم حرب للعدالة.

يذكر أنه من المتوقع أن تتم الموافقة على القرار، غير الملزم قانونياً، في التصويت الرسمي الذي سيجرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.

القنابل العنقودية تسبب مجزرة بحق الأطفال في سوريا

“هيومن رايتس ووتش” تتهم الأسد باستخدام قنابل شديدة الانفجار لقصف المناطق السكنية

واشنطن – محمد زيد مستو

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب مجزرة في حق عشرات الأطفال جراء استخدام القنابل العنقودية، معتبرة أن قوات الأسد كثفت من استخدام القنابل شديدة الانفجار في قصف مناطق سكنية خلال الأسابيع الأخيرة.

وقالت المنظمة الحقوقية أمس الثلاثاء، إن 11 طفلاً على الأقل وعشرات الجرحى سقطوا قبل يومين في غارة جوية على دير العصافير جنوب العاصمة دمشق، وذلك باستخدام قنابل عنقودية أسقطتها طائرات حربية على مناطق سكنية.

وأوردت المنظمة الحقوقية نقلا عن شهود، أن هذه القنابل استهدفت مجموعة تضم 20 طفلاً على الأقل كانوا متجمعين في ملعب عبر قذائف أطلقتها طائرات ميغ 23 المقاتلة.

وشددت مديرة قسم الأسلحة في المنظمة ماري ويرهام على أن هذا الهجوم يظهر أن القنابل العنقودية تقتل من دون تفرقة بين المدنيين والعسكريين، داعية إلى وقف استخدام القنابل العنقودية بسبب الضرر الفظيع الذي تلحقه بالمدنيين.

إلقاء قنابل انشطارية و”برميلية”

وقالت المنظمة الدولية في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إن الأدلة المتراكمة لديها، تبين استمرار القوات الجوية السورية في إلقاء القنابل العنقودية على بلدات في خمس محافظات، رغم إنكار الجيش السوري أنه يستخدمها.

وذكرت في بيان لها، أن المعلومات التي جمعتها “هيومن رايتس ووتش”، تُظهر زيادة ملحوظة في استخدام القنابل العنقودية خلال الأسبوعين الماضيين، معتبرة أنها تأتي كجزء من حملة جوية متصاعدة تشنها القوات الحكومية على معاقل المعارضة، وشملت إلقاء قنابل شديدة الانفجار، وقنابل انشطارية، بل وقنابل “برميلية” في مناطق مأهولة بالسكان.

وأدان ما لا يقل عن 16 حكومة استخدام سوريا للذخائر العنقودية، بما في ذلك النمسا، بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، إيرلندا، اليابان، المكسيك، هولندا، نيوزيلندا، النرويج، البرتغال، قطر، سويسرا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.

وتشكل القنابل العنقودية خطراً كبيراً بسبب تفرع القنبلة المقذوفة إلى عشرات القنابل التي يمكن أن تبقى في مكان سقوطها دون أن تنفجر، ما يجعلها بمثابة ألغام قد تسبب خطراً على المدنيين ولو بعد سنوات.

الجيش السوري الحر يحرز المزيد من المكاسب

مقتل 90 وإصابة العشرات بنيران قوات النظام السوري

دبي – قناة العربية

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 95 شخصاً قتلوا بنيران قوات النظام في حصيلة أولية اليوم الثلاثاء، بينهم عشرون قضوا في قصف من طيران النظام على معصرة زيتون خلّف عشرات الجرحى أيضا، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وأفاد اتحاد التنسيقيات أن الجيش الحر أسقط طائرة حربية لقوات النظام في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما أفادت شبكة شام أن الجيش الحر أسقط مروحية في ريف حلب الغربي.

كما قصفت دبابات نظام الأسد بلدة طفس في درعا، وأعلنت القيادة المشتركة سيطرة الجيش الحر على الكتيبة 666 في السيدة زينب بدمشق، فيما أفاد الجيش الحر أنه سيطر على كتيبة دفاع جوي بريف حلب.

أما سانا الثورة، فأفادت بتدمير الجيش الحر 8 دبابات لقوات النظام في داريا بريف دمشق، وانفجار سيارة مفخخة في حي القابون بالعاصمة.

وتُناقش الجمعية العمومية للأمم المتحدة اليوم مشروع قرار بشأن أوضاع حقوق الإنسان في سوريا، وقد حصلت قناة “العربية” على نسخة من مشروع القرار الذي يتضمن إدانة الجمعية بشدة استمرار العنف وانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية التي يرتكبها النظام السوري والشبيحة ضد المدنيين باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي والإعدامات الجماعية وملاحقة المحتجين.

كشفت فاليري أموس، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن تجاوز 250 ألف لاجئ منذ بداية الأزمة السورية.

الائتلاف الوطني المعارض … ما الذي تغير فيه عن سابقيه ؟

في أعقاب شهور من الاقتتال الداخلي والارتباك، كانت التوقعات عشية انعقاد اجتماع المعارضة السياسية السورية منخفضة الوتيرة. لكن السوريين والمتتبعين للشأن السوري تشجعوا بحذر بعد النتائج التي تمخضت عنها الاجتماعات الأخيرة التي انعقدت في العاصمة القطرية، الدوحة. وبعد أيام من المباحثات، وفي وقت متأخر من ليل الأحد، 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، وافقت مجموعات المعارضة، بشكل مؤقت، على تشكيل جسم جديد هو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة.

وبعد الاتفاق، أصبح الرجل المسؤول هو معاذ الخطيب، الإمام السني من دمشق. ويحظى نائباه، رياض سيف، وسهير الأتاسي، باحترام كبير في داخل سورية وخارجها على حد سواء. ورياض سيف، هو رجل الأعمال والبرلماني السابق والذي حدد الشكل الذي ستأخذه المجموعة الجديدة؛ كما أن سهير الأتاسي هي الناشطة النسوية التي تنحدر من عائلة سورية معروفة جداً، ما سيضفي المصداقية على المجموعة. وعلى العكس من العديد من ساسة سورية المنفيين في الخارج، كان هؤلاء الثلاثة قد غادروا سورية مؤخراً وحسب، وهم يتمتعون بعلاقات قوية مع أولئك الناس الذين تركوهم في الوطن. وكانت كلمة القبول التي ألقاها السيد الخطيب دعوة تأكيد على الحاجة إلى وضع حد للعنف في كل أنحاء سورية.

وكانت قد ساعدت في تسريع خلق المجموعة ضغوط ووعود بالمال من الأجانب، وخاصة كلا من أميركا وقطر. ووفق تقارير نشرتها صحيفة “النيويورك تايمز”، فقد زينت السلطات القطرية قاعة الاجتماعات بصور لسوريين وسط ركام منازلهم، من أجل التشديد على الحاجة للوحدة. وقد ساعد هذا في التغلب على العائق الأكبر: إقناع المجلس الوطني السوري، التجمع المظلة الذي ظل حتى الآن بمثابة الممثل الرئيسي للمعارضة، بالانضمام إلى الائتلاف. وأقدم المجلس على هذه الخطوة بعد أن وافقت المجموعة الجديدة على رفع عضويته إلى 40 %. ويمهد تشكيل الائتلاف الطريق أمام زيادة التمويل والاعتراف الدبلوماسي، ربما ابتداء من الشهر المقبل في مؤتمر أصدقاء سورية المقرر أن ينعقد في المغرب.

وبمشاركة ممثلين عن كل واحدة من المحافظات السورية، تأمل المجموعة بأن تكون على اتصال أكثر مع السوريين على الأرض. وإذا شكلت المجموعة مجلساً عسكرياً، فإنه سيكون بإمكانها تقديم بعض الإشراف المدني لأولئك المنخرطين في القتال. كما سيكون بإمكانها المساعدة في تحويل الأسلحة من قطر وليبيا والعربية السعودية، وربما أيضاً من بريطانيا في حال صحت التقارير التي تحدثت عن شعور رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، بالتشجع لفكرة تسليح الثوار السوريين.

لكنه يترتب على الائتلاف الجديد أن يثبت قدرته على تفادي الأخطاء التي ارتكبها المجلس الوطني السوري الذي تعرض للانتقادات بسبب وضعه صيغ وثائق سياسة بلا نهاية على حساب المهمات العملية التي تتعلق بالحصول على مساعدات للاجئين والمشردين داخلياً.

وما يزال من غير الواضح ذلك التأثير الذي ستحظى به المجموعة في سورية ما لم تستطع الاتحاد مع باقي مجموعات الثوار المختلفة. وعلى النقيض من المجلس الوطني الانتقالي الليبي، فإن الائتلاف ربما يظل عالقاً خارج سورية. وبينما دعا السيد الخطيب إلى وضع حد للعنف، فإن آخرين يبدون ميالين إلى استمرار القتال. وقد تضمنت الاتفاقية فقرة تجعل من المستحيل عقد أي نوع من المفاوضات مع النظام، كما أن جورج صبرا، المسيحي والشيوعي السابق الذي كان قد انتخب مؤخراً رئيساً للمجلس الوطني السوري، دعا إلى تسليح المعارضة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا المجلس الجديد يشكل خطوة إلى الأمام، في تشكيلته على الأقل. وعلى عكس المجلس الوطني السوري الذي ما يزال الإخوان المسلمون يهيمنون عليه، فإن أمثال السيد الخطيب وسيف والسيدة الأتاسي والسيد صبرا يشكلون تذكرة بالطبيعة التعددية التي تنطوي عليها المعارضة للنظام السوري.

تقرير خاص – (الإيكونوميست)

ترجمة: عبد الرحمن الحسيني

الغد الاردنية

هل هناك جمود في سوريا؟ الجيش يفتقر إلى الموالين, والمتمردون إلى السلاح

توم بيتر

قبل أقل من أسبوع من الآن, أحمد الظهار كان عنصرا في جهاز أمن الدولة السوري المحاصر في دمشق. و على الرغم من أنه كان يعمل حارسا بشكل رسمي, إلا أنه يقول أنه لم يكن يسمح له بحمل السلاح أو الذهاب في أي مهمة بسبب أنه مسلم سني بينما قادة البلاد هم من المسلمين العلويين.

يقول أحمد :” إنهم يخشون من أن السنة سوف يحاولون قتل الموالين للنظام, كما أنهم قلقون بأنه هؤلاء الأشخاص سوف ينشقون”.

في الأيام الأولى للصراع ذو ال 20 شهرا و الذي أدى إلى مقتل 40000 شخص تقريبا لحد الآن, يقول أحمد المنشق حديثا بأن الجنود غير العلويين مثله كانوا يؤخذون إلى المهام, و لكنهم كانوا ينشقون في كثير من الأحيان و يذهبون إلى المعارضة حالما يغيبون عن عيون قادتهم. و عندما يتم الإمساك بهم من قبل الضباط, فإنهم يضعون مثل هؤلاء الجنود تحت الرقابة المباشرة, ويتم سحب السلاح منهم.

بعد أشهر من القتال العنيف, بدا أن الصراع قد تجمد في العديد من المناطق, و ذلك دون أن يتمكن أي طرف من تحقيق أي تقدم حقيقي. إن هناك شكوكا متنامية بأن جيش الرئيس بشار الأسد يصارع من أجل تحقيق التقدم بسبب افتقاره إلى قوات برية موالية كافية للقيام بأي هجوم رئيسي دون المعاناة من عمليات انشقاق كبيرة. و بينما تستمر الاشتباكات اليومية, فإن الكثير من العنف  الذي يجري حاليا في حلب يعود بشكل رئيس إلى الأسلحة ذات المدى الطويل, مثل المدفعية و الطائرات الحربية و الدبابات و القناصين وهو الأمر الذي يسبب الدمار و يقلص من مخاطر الاشتباك و الانشقاق.

 المنشقون يقولون أن الجيش يعاني:

عدد من أولئك الذين تركوا جيش الأسد في الأسابيع و الشهور الماضية رسموا صورة لجيش يعاني من أجل الحفاظ على ولاء أي شخص لم يستفد لوقت طويل من رعاية نظام الأسد.

يقول أبو عبيدة و هو مقاتل في الجيش السوري الحر في حلب كان قد انشق قبل 5 أشهر مضت :”عندما بدأت الثورة لم يكن لديهم فكرة أن العديد من الجنود قد ينشقوا, و قد أرسلوا الكثير من الجنود إلى بيوتهم. و أخبروهم بأنهم سوف يقاتلوا الإرهابيين, و عندما وصلوا وجدوا أصدقاءهم و أسرهم”.

رجال الشرطة الذين يقاتلون الآن مع الجيش الحر هم من بين أولئك الذين كان لديهم أوقات سهلة للانشقاق بسبب أنهم لم يكونوا مجبرين في الأصل على الإقامة في قواعد عسكرية. قبل أن يندلع القتال في حلب هذا الصيف, أبو عمر الحمصي كان من بين 70 شرطيا يعملون في حي بستان الباشا في حلب.

عندما انشق قبل 4 أشهر تقريبا, بعد أشهر من المحاولات الفاشلة, أصبح واحدا من 3 ضباط آخرين من وحدته ينضمون للمعارضة. و اليوم يقول بأن 11 فردا من وحدته القديمة لا زالوا يؤدون الخدمة مع النظام بينما انشق الآخرون.

و يضيف :”الشرطة المتبقون انتقلوا إلى قاعدة عسكرية حيث تم إجبارهم على الإقامة هناك”. وهو يقول أنه لا زال يتواصل مع بعضهم عبر الهاتف و يضيف بأن الانشقاق ليست خيارا بالنسبة لزملائه الذي بقوا ما لم يقم الجيش الحر بتحرير قاعدتهم.

 الخطوط الأمامية الساخنة:

في العديد من المناطق في حلب, فإن الخطوط الأمامية قريبة جدا بحيث أن مقاتلي الجيش الحر و قوات النظام يمكن أن يتكلموا مع بعضهم البعض من خلال الجدران أو من خلال الصراخ. يقول مقاتلو الجيش الحر بأن عددا من قوات الحكومة أخبرتهم بأنهم يريدون الانشقاق و لكن الطرق مراقبة بالقناصين المعروف عنهم أنهم يقومون بإطلاق النار على أي جندي يحاول الهرب.

يقول بسام حميدي, الذي انشق إلى الجيش الحر قبل 6 أشهر و هو يتعافى الآن بعد أن أصيب في قدمه خلال إحدى المعارك :”جميع الجنود في جيش الأسد منهزمون فعليا و معنوياتهم محطمة. حتى عندما يحاولون القتال , فإنهم لا يقاتلون بكامل طاقتهم, حيث أن لدى بعضهم عائلات تطلب منهم الانشقاق”.

قبل أن ينشق, خدم السيد بسام مع القوات الخاصة في حمص. وهو يقول أن أولئك الذين يحتمل أن ينشقوا يتم إبقائهم داخل المدينة في نقاط التفتيش في مناطق تقع تحت سيطرة بشكل محكم حيث لا يوجد هناك أي قتال.

بالنسبة للجزء الأعظم منهم, فإن جنود النظام الذين لا زالوا يقاتلون في الخطوط الأولى في حلب يميلون إلى أن يكونوا موالين متعصبين و هم يقومون بالشتم و السباب أكثر من حديثهم حول الانشقاق, وفقا لمعظم مقاتلي الجيش الحر. إن أولئك الأكثر عرضة للانشقاق يتم إبقاءهم بعيدا عن الخطوط الأمامية.

على الرغم من أن نظام الأسد يقاتل من أجل التغلب على مخاوف الانشقاق لديه, فإن قوات المعارضة تقاتل للاستفادة من ذلك, و يعود ذلك بشق كبير منه إلى النقص في السلاح. إن الجيش الحر يفتقر إلى المعدات و الإمدادات اللازمة لشن هجوم بري شامل يمكن أن يكسر حالة الجمود.

يقول محمود ندوم, الذين يقود وحدة من الجيش الحر في حلب :”ليس هناك سلاح أو ذخيرة كافية. لو كان لدينا سلاحا كافيا فإنه كان بإمكاننا إنهاء الحرب خلال أسابيع قليلة فقط. ليس هناك رصاص لسلاح الـ أي كي- 47. إننا نعاقب الجندي إذا لم يقم بقتل جندي من النظام في كل مرة يطلق فيها النار”.

/كريستيان ساينس مونيتور

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى