أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين، 26 اذار 2012

القوات السورية تواصل عملياتها بعد اتهامها باستخدام المدنيين كدروع بشرية
بيروت- (د ب أ): واصلت القوات السورية الاثنين العمليات التي دأبت على القيام بها طيلة أشهر الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، وذلك بعد اتهام منظمة (هيومن رايتس ووتش) لها باستخدام المدنيين كدروع بشرية وفقا لما ذكره ناشطون سوريون.
وقال الناشطون إنه مع ساعات الصباح الأولى، كثفت قوات النظام من هجماتها في محافظة حماة وشنت هجوما بالمدفعية الثقيلة بعد إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى منطقة الحميدية.
ووصف ناشطون الأوضاع في مناطق قريبة من العاصمة دمشق بأنها “متوترة جدا” بعد اشتباكات الليلة الماضية بين قوات مسلحة ووحدات من الجيش النظامي.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن 70 شخصا قتلوا أمس في أعمال عنف متفرقة من سورية.
ومن جانبها، أدانت (هيومن رايتس ووتش) القوات الحكومية السورية لأنها تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وقالت “القوات الحكومية عرضت السكان للخطر إذ أجبرتهم على السير أمام جنود الجيش أثناء عمليات اعتقال حدثت مؤخرا، وأثناء تحركات للقوات وهجمات على بلدات وقرى في شمال سورية”.
ونقلت عن شهود عيان من بلدات الجانودية وكفر نبل وكفر روما وعين لاروز في إدلب شمالي سورية إنهم رأوا عناصر من الجيش والشبيحة يجبرون الناس على السير أمام قوات الجيش أثناء هجوم في وقت سابق من الشهر الجاري لاستعادة السيطرة على مناطق سقطت في يد المعارضة.
وقال أولى سولفانج، باحث طوارئ في المنظمة: “استخدام الجيش السوري للمدنيين كدروع بشرية يعني إهماله البين لسلامتهم.. وعلى الجيش السوري أن يكف فوراً عن هذه الممارسة البغيضة”.
وفي غضون ذلك، من المتوقع أن يتوجه كوفي عنان الاثنين إلى الصين بعدما أجرى محادثات في روسيا مع عدد من المسؤولين لحشد الدعم لمهمته المتمثلة في إنهاء إراقة الدم في سورية. ونقلت تقارير عن أحمد فوزي المتحدث باسم عنان القول إن المبعوث الأممي أجرى “مشاورات صريحة وشاملة جدا” في موسكو.
هيئة التنسيق تنتقد ‘تخويل جهات غير سورية حق اختيار من يمثل المعارضة’
ميدفيديف: مهمة عنان ‘آخر فرصة لسورية’
وثيقة للاخوان’تؤكد التزامهم بدولة مدنية
موسكو ـ دمشق ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: أبدت روسيا الأحد ‘دعمها الكامل’ للجهود الدولية لإنهاء الاقتتال المستمر منذ عام في سورية لكنها لم تذكر تفاصيل بشأن كيفية تحقيق ذلك على الأرض في الوقت الذي هاجمت فيه القوات الموالية للرئيس بشار الأسد حمص وغيرها من معاقل المتمردين.
جاء ذلك في الوقت الذي اعلنت فيه جماعة الاخوان المسلمين في سورية الاحد من اسطنبول وثيقة ‘عهد وميثاق’ التي حددت فيها الاطر العريضة لمفهومها لسورية ما بعد الاسد داعية الى بناء ‘دولة مدنية حديثة ديمقراطية تعددية تداولية’.
وتلا المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية محمد رياض الشقفة الوثيقة التي حملت عنوان ‘عهد وميثاق من جماعة الاخوان المسلمين في سورية’ تتضمن ‘رؤية وطنية وقواسم مشتركة تتبناها جماعة الاخوان المسلمين في سورية وتتقدم بها اساسا لعقد اجتماعي جديد يؤسس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة بين مكونات المجتمع السوري’.
وقال الشقفة ردا على سؤال في مؤتمر صحافي بعد اعلان الوثيقة ان الاخوان لا يتطلعون للحكم، بل لاسقاط النظام الحالي.
ودعت الوثيقة الى ان تكون ‘سورية المستقبل دولة مدنية حديثة ديمقراطية تعددية تداولية (…) ذات نظام حكم جمهوري نيابي يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة نزيهة شفافة’.
كما طالبت الوثيقة بقيام ‘دولة مواطنة ومساواة يتساوى فيها المواطنون جميعا على اختلاف اعراقهم واديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم تقوم على مبدأ المواطنة ويحق لاي مواطن فيها الوصول الى اعلى المناصب’.
كما دعت الوثيقة الى قيام ‘دولة تلتزم بحقوق الانسان كما اقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية من الكرامة والمساواة وحرية التفكير والتعبير (…) لا يضام فيها مواطن في عقيدته ولا في عبادته’.
واضافت الوثيقة انها تدعو الى ‘دولة تقوم على الحوار والمشاركة لا الاستئثار والاقصاء والمغالبة يلتزم جميع ابنائها باحترام حقوق سائر مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية وخصوصية هذه المكونات بكل ابعادها الحضارية والثقافية والاجتماعية وبحق التعبير عن هذه الخصوصية’.
وكان لبنان الدولة الوحيدة غير سورية التي اشارت اليها الوثيقة بالاسم وذلك في الفقرة المتعلقة بقيام ‘دولة تنبذ الارهاب’.
فقد جاء في هذه الفقرة ان الاخوان المسلمين يريدون ‘دولة تنبذ الارهاب وتحاربه وتحترم الاتفاقيات الدولية وتكون عامل امن واستقرار في محيطها الاقليمي والدولي وتقيم افضل العلاقات الندية مع اشقائها وفي مقدمتهم الجارة لبنان التي عانى شعبها كما عانى الشعب السوري من ويلات نظام الفساد والاستبداد’.
ويأتي اعلان الاخوان المسلمين في سورية عن هذه الوثيقة غداة اعلان ضباط كبار منشقين عن الجيش السوري انشاء مجلس عسكري تنضوي في اطاره المعارضة السورية المسلحة، كما دعا المجلس الوطني السوري الى اجتماع مطلع الاسبوع المقبل في اسطنبول لتوحيد كلمة المعارضة السياسية.
جاء ذلك فيما أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية رفضها المشاركة بمؤتمر المعارضة المزمع عقده في اسطنبول اليوم الأثنين تحت عنوان توحيد المعارضة السورية.
ورأت الهيئة في بيان لها وصلت لـ’القدس العربي’ نسخة منه ‘أن تخويل جهات غير سورية نفسها حق اختيار من يمثل المعارضة السورية في هذا المؤتمر أو في غيره، وأن تدعوهم بعد هذا للمشاركة في مؤتمر تحدد هدفه السياسي مسبقا في (الوصول إلى رؤية موحدة تتوافق مع ما يذهب إليه المجلس الوطني السوري) لهو أمر لا يتنافى مع أبسط الأصول الواجبة المراعاة ومع أبسط مبادئ الديمقراطية فحسب، وإنما يعبر في الوقت نفسه عن مسعى للوصاية السياسية على المعارضة السورية، وحشرها تحت سقف خيارات معينة لن يكون مستغربا أن تنسجم مع رؤى ومصالح الجهات الداعية، أكثر مما تنسجم مع رؤى والمصالح السورية الراهنة والمستقبلية التي تعبر عنها قوى الشعب الثائر والمعارضة الديمقراطية في الداخل السوري’.
ومن جهتها كررت موسكو موقفها القائل بأن الدعم الخارجي للمعارضة السورية هو العقبة الرئيسية أمام السلام حتى في الوقت الذي ناقش فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي طيب أردوغان كيفية توصيل ‘المساعدات الانسانية’ للمعارضة.
وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لكوفي عنان ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية لدى سورية إنه يقدر جهوده لإنهاء العنف. وينضم ميدفيديف إلى أوباما في قمة للأمن النووي بكوريا الجنوبية اليوم الإثنين.
وقال ‘قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة أمام سورية لتفادي حرب أهلية أطول وأشد دموية، ومن ثم نزودك بكامل دعمنا على كافة المستويات وبمختلف السبل في المجالات التي يمكن للروس بالطبع تقديم المساندة فيها’.
وفي العاصمة الكورية الجنوبية سول بحث أوباما واردوغان تقديم مساعدات طبية ووسائل اتصالات إلى المعارضة السورية إلا أنهما لم يناقشا تقديم أسلحة إلى قوات المعارضة.
وقال أوباما بعد لقائه بأردوغان ‘بحثنا جدول أعمال موحدا فيما يتعلق بكيفية تقديم مساعدات إنسانية… وجهود كوفي عنان لتحقيق المزيد من التغيير اللازم (في سورية)’.
وميدانيا قتل 30 شخصا بينهم 12 جنديا نظاميا ومنشقا في اعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سورية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان خمسة اشخاص قتلوا ‘في محافظة حمص (وسط)، ثلاثة منهم بينهم طفل في اطلاق رصاص في احياء البياضة والخالدية والقصور في مدينة حمص، وطفلة استشهدت اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الرستن’. كما سقط عنصر من قوات الامن النظامية خلال اطلاق نار في حمص.
السلطات السورية ترخص لحزب سياسي جديد باسم ‘سورية الوطن’
دمشق ـ يو بي آي: وافقت السلطات السورية على ترخيص حزب سياسي جديد باسم (سورية الوطن) بعد استيفائه للشروط المطلوبة وفقاً لقانون الأحزاب السورية.
وقال وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار، إثر ترؤسه اجتماع لجنة شؤون الأحزاب الأحد، إن اللجنة وافقت على ترخيص حزب سياسي جديد باسم (سورية الوطن) بعد أن تأكدت من استيفائه للشروط المطلوبة في قانون الأحزاب.
وأضاف أن اللجنة رخصت للحزب المذكور بعد دراسة أوراقه واستكماله لكل الإجراءات القانونية والمهل المحددة للتراخيص ونشر وثائقه في الصحف الرسمية.
ولفت إلى أن عدد الأحزاب المرخصة وصلت حتى تاريخه إلى 9 أحزاب جديدة إضافة إلى أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والتي اعتبرت مرخصة بعد استكمالها لكامل أوراقها خلال الأسابيع الماضية.
وأشار الشعار إلى أن اللجنة درست الطلب المقدم من مؤسسي حزبي (الكتلة الوطنية) و(الإتحاد الديمقراطي السوري) وأبدت بعض الملاحظات على بعض وثائقهما ونظامهما الداخلي حيث قررت إعادة الوثائق إلى المؤسسين لتلافي الملاحظات.
يذكر أن قانون الأحزاب في سورية الذي صدر نهاية شهر تموز (يوليو) عام 2011، يمنع تأسيس أحزاب على أساس ديني أو قبلي أو مناطقي أو فئوي.
الديكتاتور الحقيقي في عائلة الاسد.. الثرثرة على الانترنت وعقابها
صحف عبرية
القصة الاكثر سخونة والتي تجري في أروقة الحكم في دمشق وفي الرسائل التي يبعثها الدبلوماسيون الاجانب في سوريا تتركز على شخصية المرأة الشابة والجميلة جدا، هديل العلي. مستشارة بشار الاسد، هذه التي وجد الرئيس السوري الوقت والاهتمام لقضاء الوقت معها على الشبكة، بعيدا عن حمام الدماء في الشوارع ودون أن يعرف مستشاروه ما الذي يشغل بالضبط الدكتاتور.
انكشفت شخصية العلي لاول مرة قبل اسبوعين في سلسلة الرسائل الالكترونية التي بعثها ‘سام’، الاسم السري الانترنتي الذي اختاره لنفسه الرئيس السوري. يقول ‘ر’ أحد نشطاء المعارضة السورية الذين شاركوا في الكشف عن الرسائل الالكترونية. وهو يشرح في حديث مع ملحق السبت في ‘يديعوت احرونوت’ فيقول: ‘انتبهوا، خلافا للمستشارين الكبار، القدامى، فهي لا تكلف نفسها عناء التوجه اليه بالقاب الاحترام. بالنسبة لها الرئيس ليس في أي مرة من المرات ‘سيدي الرئيس’.
وبالفعل، تتخذ العلي في رسائلها الالكترونية الى ‘سام’ لهجة حميمية، وتبلغ الرئيس السوري: ‘أنا مشتاقة اليك جدا’، وكذا ‘يا لك من وسيم’. وهي تثني على اختيار البدلة الزرقاء التي ارتداها في ظهوره أمام البرلمان. في رسالة اخرى تهنئه على خطابه ‘الساحق’ وتثني على ‘حكمتك، ظهورك المفعم بالصحة والكاريزما’.
في بعض من الرسائل الالكترونية التي انكشفت في ‘الغارديان’ اللندنية، تشرك العلي صديقتها الطيبة شهرزاد الجعفري، ابنة السفير السوري في الامم المتحدة. هي أيضا كما يتبين، أخذت على عاتقها مهمة المستشارة المتطوعة للرئيس السوري. كلتاهما، العلي والجعفري، تنزهتا معا في ايران وأعدتا لـ ‘سام’ قائمة توصيات للسلوك حيال الايرانيين. كما قضتا اجازة مشتركة في مدينة اللاذقية في سوريا ونشرتا صورهما على الفيس بوك الخاص بالعلي. ولكن في اليوم الذي انفجرت فيه قضية الرسائل الالكترونية التي ارسلت من قصر المهاجرين في دمشق الى مجموعة النساء الشابات والرسائل الالكترونية التي بعثت بها اسماء الاسد الى مبعوثي التبضع المهووس الذي قامت به عبر الانترنت في دور الازياء الغالية وفي محلات الاثاث في اوروبا شطبت هديل العلي صفحتها على الفيس بوك. الملصقات اختفت، ولم يعد ذكر لصورها.
في إحدى الرسائل بعثت لبشار الاسد بصورة له من الايام التي كان فيها طالب طب في لندن، وهي تكتب فتقول: ‘حلو جدا كم أنا مشتاقة’. في رسالة اخرى، منضبطة اكثر، توصي ‘سام’ بان يشهر باسرائيل في خطاباته ‘إذ دوما جيد مهاجمة العدو الاسرائيلي وذكر الموضوع الفلسطيني لتحقيق الشعبية’. كما أنها توشي بمراسل الـ ‘بي.بي.سي’ بول وود، الذي ‘تسلل الى حمص ويشهر بسوريا من هناك’، وتذكر أسماء مسؤولين في الحزب وفي اجهزة الامن جديرين بزعمها بان يحلوا محل محافظين اطيح بهم بسبب الاشتباه بمدى ولائهم للنظام أو لم ينجحوا في قمع المظاهرات ضد الرئيس.
خلافا لاسماء الاسد المسلمة السنية، التي ولدت في لندن، فان هديل العلي، في الثلاثينيات من عمرها، هي ابنة الطائفة العلوية التي ينتمي اليها بشار الاسد. وقد ولدت في قرداحة، المعقل العائلي للاسديين، وامتازت في دراستها. قبل سبع سنوات سافرت لدراسة العلوم السياسية في جامعة مونتانا في الولايات المتحدة وفي احتفال التخرج صافحت الرئيس اوباما. اصدقاؤها في الولايات المتحدة يصفونها بانها جميلة، ممتازة في صياغاتها، اجتماعية ومثيرة جدا.
عندما عادت الى سوريا قُبلت لتعليم الانكليزية في احدى الجامعات، وقبل سنة، عندما اندلعت المظاهرات في سوريا رفضت عرضا من جامعة في وارسو واختارت التجند لحملة بشار الاسد من أجل البقاء. العلي نشرت مقالات مؤيدة لبشار ‘المصمم على تنفيذ الاصلاحات من اجل شعبه’، هاجمت ‘العصابات المسلحة التي تحاول ضعضعة الاستقرار في سوريا وتقتل المواطنين’، ورددت في مقالاتها الرسائل الرسمية التي صيغت في القصر الرئاسي. ولكن مدى قربها من بشار الاسد ما كان ليكشف لولا نجاح المعارضة السورية من اقتحام حواسيب القصر من دمشق.
‘ن’ من المعارضة يروي كيف اعدت الخطة. ‘بسبب سيطرة أجهزة الحكم في سوريا على الانترنت، تطورت عندنا ثقافة ‘الهاكر’ (القرصنة الالكترونية). في كل مرة كانوا يمنعون فيها اتصال الانترنت، كنا نصعد الى الشبكة اللبنانية او الاردنية ونرتبط بالانترنت بوسائل غير مباشرة. وهكذا تعلم شبابنا كيف يقتحمون برامج الحواسيب في الوزارات الحكومية والمراسلات الخاصة للمسؤولين. وقد نجحنا ايضا في الوصول الى رسائل بشار الاسد وعقيلته. مجموعة صغيرة من نشطاء المعارضة جمعت مواد من شهر حزيران وحتى شباط الماضي. وعندما تصفحنا الاف الرسائل وجدنا أنه توجد مادة متفجرة وفي الذكرى السنوية للثورة في سوريا نقلنا هذا الذخر الى ‘الغارديان’البريطانية والى موقع القناة ‘العربية’ السعودية. اخترنا هاتين القناتين عن عمد، لاننا عرفنا بان ما ننشره سيلقى صدى عالميا’. هذه مجرد البداية ‘لم ننته بعد من مفاجأة بشار وعصابة المجرمين حوله، ونحن نعمل الان على اعداد كمين من نوع آخر سيهزهم قريبا جدا’.
في ‘العربية’ سارعوا الى كشف نزعة التبضع لدى اسماء الاسد ومراسلاتها مع والدها د. فواز الاخرس، وشخصيات اخرى حظت بقدرة الوصول الى عناوين المراسلة الخاصة في القصر. ولكنهم في ‘العربية’ اعلنوا بانهم لن يكشفوا الرسائل ذات الطابع الحميمي.
مغسلة الاسد
د. فواز الاخرس، ابن 66، المتزوج من الدبلوماسية السابقة سحر عطاري، كلاهما من أبناء مدينة حمص الدموية في سوريا، كان حتى هذا الاسبوع طبيب قلب محترم ومشغول جدا في لندن. الزوجان يسكنان في شقة فارهة في غربي المدينة. د. الاخرس يعمل في مستشفى كرمويل في ساوث كينسنغتون ولديه عيادة خاصة في هارلي ستريت. وبالتوازي يعمل كرئيس مشارك في مكتب الصداقة البريطانية السورية الى جانب شخصيات عامة بريطانية محترمة ورجال أعمال سوريين مهاجرين.
بحكم منصبه العام وتميزه، كأب سيدة سوريا الاولى، نال د. الاخرس فرصة الغداء على طاولة الملكة البريطانية وتعرف عن كثب على رئيس الوزراء ووزراء كبار. هذا الاسبوع، في أعقاب كشف البريد الالكتروني الذي بعث به الى بشار الاسد في دمشق دعا الاعضاء البريطانيون والسوريون بالاجماع الى تنحيته عن مكتب الصداقة. ‘في السنة الاخيرة اجتزنا هزة شديدة في المكتب بسبب ما يحصل في سوريا. والان، البريد الالكتروني الذي يكشف دور رئيس المكتب كشريك في جرائم الرئيس الاسد هو القشة الاخيرة. اذا لم نسقطه، فاننا سنستقيل’، أعلن السفير البريطاني السابق في دمشق آندرو غرين. ‘اذا أصر على البقاء، فان مكتبنا سيفقد مصداقيته’.
قبيل العقوبات الاقتصادية على قيادة الحكم في دمشق. واليوم ستنشر في بروكسل ‘القائمة السوداء’ المحدثة لكل الشخصيات في الدائرة القريبة من القصر الرئاسي والذين سيفرض عليهم وزراء دفاع الاتحاد الاوروبي عقوبات اقتصادية وسياسية: من الرئيس عبر دائرة مستشاريه ومقربيه، قادة الجيش، المخابرات، قادة الشبيحة وشقيق بشار، العقيد ماهر الاسد، قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري.
حسب كل التوقعات ستضم القائمة أيضا اسماء الاسد ليس فقط بسبب جنون التبذير المالي بل بسبب النكات التي تبادلتها مع زوجها في البريد الالكتروني، تباهيها ‘أنا الدكتاتور الحقيقي في العائلة، وليس للرئيس بديل’، والرسالة التي ارسلت لرفع معنويات بشار الاسد: ‘اذا بقينا معا، سنجتاز ونتغلب على كل هذا معا’. في اللحظة التي ستلعب فيه دور النجم في قائمة الاتحاد الاوروبي كشريكة في جرائم زوجها، لن تتمكن اسماء الاسد بعد اليوم من استغلال جواز سفرها البريطاني كي تنهض وتهرب من سوريا الى بيت ذويها في لندن.
د. الاخرس، ضم نفسه قبل أربعة اشهر الى فريق المستشارين الخلفيين للرئيس. في الرسالة الاولى التي انكشفت يفصل ‘قائمة الـ 13 نقطة لتحسين صورة الحكم في نظر العالم وفي نظر المواطنين في سوريا’. الرسالة الثانية تضم فيلما بث في القناة 4 البريطانية عن المذبحة في حمص، مدينة مولده، وظهر فيه ثمانية رضع موتى في أكياس نايلون سوداء. ‘انا أعتذر عن الصور القاسية والتقرير الفظ’، كتب د. الاخرس. كما أنه يوصي الزوجين الرئاسيين ‘بعدم اثارة الحسد’ ويوبخ ‘هذه ليست اللحظة المناسبة لعقد حفلة رأس السنة العلنية. ليس للناس مزاج للاحتفال’.
في رسالة اخرى يقترح على بشار فتح قناة أخبارية باللغة الانكليزية كي يتمكن من أن يتوجه من خلالها الى الاسرة الدولية ‘والاثبات بانك لست حاكما متوحشا يقتل مواطني سوريا بل بالعكس، ستقنعهم بان لك ضميرا وانك تحرص على المواطنين. انت ملزم بان تبين للامريكيين بان ليس فقط في سوريا يعذب السجناء. فالامريكيون انفسهم ينكلون بالسجناء وباسرى الحرب في سجن غوانتنامو’.
صحافيون في بريطانيا حاولوا هذا الاسبوع انتزاع رد فعل من د. الاخرس، ولكن عندما وصلوا الى بيته وجدوا النوافذ مغلقة. عندما هاتفوا العيادة أعلن د. الاخرس ‘انا مشغول مع مريض’. وعندما طلبوا منه رد فعل على رحلات التبذير لابنته اسماء الاسد أجاب: ‘انا مستعد للتعقيب فقط في المواضيع المتعلقة بمجال اختصاصي’.
البطة
أسماء الاسد هي الاخرى اغدقت على زوجها تعابير التحبب. في احدى الرسائل كتبت له تقول: ‘أحبك جدا، يا بطتي، وأنا بطتك’. هذا الاسبوع بعد أن انكشفت الرسائل، نشر في الصحافة العربية كاريكاتير بدا فيه الجماهير في سوريا في مظاهرة تأييد للاسد، يقبلون صورة بطة على رأسها تاج ملطخ بالدماء.
وفي هذه الاثناء يحافظ القصر الرئاسي على الصمت ولا يعقب على الـ 3 الاف رسالة التي سقطت في يد معارضي الحكم. وسائل الاعلام تلقت تعليمات جارفة بالتجاهل والمستشارون والناطقون يبتلعون اهانتهم بعد أن اكتشفوا بان الرئيس يدير من خلف ظهرهم قناة سرية من المشاورات ويفضل القفز عن الجيل القديم في صالح ثلاث نساء الاعلام اللواتي حصلن على بريده الخاص: هديل العلي، صديقتها شهرزاد الجعفري ومذيعة التلفزيون لونا الشبلي، المذيعة السابقة في قناة ‘الجزيرة’. ‘الاسد وعصبته يتصرفون مثل المافيا’، يشرح ‘ن’. ‘انا مقتنع انهم يبحثون من أجله عن التوقيت الذي يخرج فيه لينفي الرسائل ولكن لن تجديه الاكاذيب التي سيحاول بيعها. وحتى لو كانت وسائل الاعلام الحكومية صامتة، فان كل من يرغب في أن يعرف وجد السبل لقراءة الرسائل واستخلاص النتائج عن القاتل من دمشق.
وبينما كانت إمارة قطر هي الاولى لاغلاق سفارتها في دمشق، ورئيس حكومتها طلب من بشار الاسد الرحيل عن سوريا ودعا الى تسليح الثوار، فتحت قناة اتصال مشوقة بين اسماء الاسد والمياسة ال ثاني، واحدة من 24 من ابناء الامير الشيخ حمد ال ثاني، حاكم قطر. وكتبت الشيخة المياسة ابنة الـ 28 تقول: ‘عزيزتي اسماء، في رحلتي الاخيرة الى تركيا توجهت الي أمنية، عقيلة رئيس الوزراء التركي اردوغان وطلبت عنوانك البريدي الخاص. تريد أن تكتب لكِ ولكني قبل ذلك أطلب إذنك’. وترد أسماء على هذا بكلمات باردة: ‘افضل الا تحصل على بريدي الخاص الذي يستخدم للعائلة والاصدقاء فقط. وبعد كل الاهانات التي وجهها زوجها للرئيس فانها لا تستجيب لمعايير العائلة أو الاصدقاء. وعليه فاذا كانت حقا تريد شيئا عاجلا فلتتوجه الى فريق مكتبي’.
ولكن الشيخة المياسة تصر: صديقتي أسماء، كيف يمكن أن أساعدك؟ أسمح لنفسي بان أكتب لكِ بصراحة: قمتِ بعمل جميل جدا في سوريا، وكل هذا سيتبدد هباء الان بسبب سياسة سيئة. يصعب عليّ التصديق بانه مقبول من جانبك ما يحصل في سوريا’.
وتجيب أسماء: ‘ليس عندي مشكلة مع الصراحة والاستقامة. هذا الميزان هو بمثابة الاكسجين لي. ولكن الحياة ليست دوما عادلة مع الجميع. يوجد واقع على الارض، وعلينا أن نتصدى له. عليكِ ان تتذكري بان وسائل الاعلام تشوه التقارير، وفي الغالب فان معظم التقارير التي تصل اليكِ غير دقيقة’.
في 30 كانون الثاني بعثت الشيخة المياسة رسالة أطول لصديقتها أسماء: ‘أعتقد بصدق ان من الافضل لكم أن تغادروا الان سوريا، وأقترح لجوءا سياسيا في قطر. هذه ستكون فرصة طيبة لبداية حياة طبيعية من جديد. بالتأكيد صعب على اطفالك وعليكِ ايضا. آمل أن تنجحي في اقناع الرئيس في أن يرى اقتراحنا فرصة للخروج من سوريا دون تحمل النتائج، وأنا واثقة بان لديكم الكثير من الاماكن للذهاب اليها، ولكن تذكروا أننا نحن في الدوحة مستعدون لاستضافتكم’. هذه الرسالة لم تلق ردا من دمشق حتى الان وانقطعت المراسلات بين أسماء الاسد وابنة حاكم قطر دفعة واحدة.
يديعوت 25/3/2012
بعدما تأكدت أنقرة من دعم نظام الأسد لحزب العمال الكردستاني
تركيا تقرع طبول الحرب في سوريا استعدادًا لعملية عسكرية
ملهم الحمصي
مع قرب موعد انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في نسخته الثانية في إسطنبول في مطلع نيسان/ إبريل المقبل، ودعوة المعارضة السورية إلى عقد مؤتمر توحيدي لها بين 26-27 آذار/مارس الحالي في تركيا، تشير دلائل، منها نشر تركيا لأكثر من 700 جندي على الحدود مع سوريا، وتصاعد وتيرة المعارك والاشتباكات على الحدود السورية التركية (إعزاز تحديداً) إلى ملامح نذر عملية عسكرية كبيرة تلوح في الأفق.
ملهم الحمصي: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اعتبرت أن الحرب التركية على سوريا باتت “وشيكة”، خاصة بعدما تيقنت أنقرة من مساعدة الرئيس بشار الأسد ونظامه لحزب العمال الكردستاني للقيام بهجمات ضد تركيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب العمال الكردستاني من شأنه أن يجرّ أنقرة للقيام بعملية عسكرية في سوريا. وأضافت أن تركيا تتهم سوريا أخيرًا باستخدام حزب العمال الكردستاني، الذي نفَّذ العديد من الهجمات ضد تركيا، كذراع تنفيذية أخرى، حيث تسمح لنشطاء الحزب بالتجوّل في مناطقها بحرية بالأسلحة، كما تسمح لهم بتنفيذ نشاطات إرهابية على أرض تركيا.
وأخيراً هدد حزب العمال الكردستاني بالردّ على أي تدخل عسكري تركي في منطقة كردستان الغربية الواقعة في شمال شرق سوريا الحالية، بحسب تعريف القوميين الأكراد لهذه المنطقة، بينما يقصدون بكردستان كل المناطق الكردية في تركيا والعراق وسوريا وإيران. ويصل تعداد المنطقة الكردية في سوريا إلى ما يزيد على مليوني شخص.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن تحقيقات الاستخبارات التركية تأكدت أخيرًا من أن سوريا تسمح لحزب العمال الكرستاني أيضًا بإنشاء تنظيمات سياسية في سوريا من أجل إجراء حملات دعائية ضد تركيا، كما تستخدم نشطاء الحزب كذلك كذراع لقمع الثوار في سوريا. ورجحت الصحيفة بناء على مصادر تركية مطلعة أن تقوم أنقرة بعملية عسكرية بعد انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري.
تواصل حملات دهم واعتقالات في مناطق مختلفة من البلاد
30 قتيلاً في سوريا الأحد واشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين
أ. ف. ب.
قتل 30 شخصًا، بينهم 8 منشقين و4 عناصر من القوات النظامية، في أعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا الأحد، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي تحدث عن حملات دهم واعتقال في مناطق مختلفة، وعن اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة.
بيروت: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمسة أشخاص قتلوا “في محافظة حمص (وسط)، بينهم طفل، في إطلاق رصاص في أحياء البياضة والخالدية والقصور في مدينة حمص، وطفلة استشهدت إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الرستن”. وفي ريف دمشق، قتل شاب في مدينة دوما في إطلاق نار من قوات سورية.
في محافظة حماه (وسط)، قتل خمسة مواطنين في إطلاق نار من قوات نظامية في بلدتي مورك واللطامنة، بحسب المرصد. وفي محافظة إدلب “استشهد سبعة مواطنين، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، في بلدة سراقب وقرية كفرعميم المجاورة لها، والتي نزح إليها أهال من مدينة سراقب خوفًا من العمليات العسكرية، فلاحقتهم القذائف إلى كفرعميم، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال”، حسب المرصد.
وقال المرصد في بيان له إن قوات النظام التي اقتحمت السبت سراقب “أحرقت منازل عشرات النشطاء المتوارين عن الأنظار في المدينة”. وأشار إلى “اشتباكات بين مجموعة مسلحة منشقة وقوات نظامية حاولت اقتحام مدينة أريحا في إدلب”. وأفاد المرصد وناشطون الأحد عن حملات دهم واعتقال في مناطق مختلفة، وعن اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة، سقط فيها عدد من القتلى.
وأعلن المرصد في هذا الإطار عن مقتل ثمانية عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة، بينهم ستة في مدينة نوى ومنطقة اللجاة في محافظة درعا، واثنان في مدينة أعزاز في محافظة حلب. كما أوضح أن أربعة عناصر من القوات النظامية السورية قتلوا، ثلاثة في مدينة نوى في محافظة درعا، وجندي في مدينة حمص.
وتستمر الاشتباكات في منطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب) إثر “اقتحام قوات عسكرية كبيرة تضم آلاف الجنود وعشرات الآليات العسكرية المنطقة”. وقد قتل فيها عنصر منشق، بحسب المرصد.
وقال عضو اتحاد تنسيقيات حوران (التي تشمل درعا) لؤي رشدان لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي إن “دبابات القوات النظامية دخلت منذ ساعات الفجر الأولى مدينة نوى في محافظة درعا، التي تعرّضت لإطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة. كما نفذت هذه القوات حملة مداهمات واسعة واقتحامات لمنازل تم إحراقها وتخريبها”.
وأوضح رشدان أن “انشقاقًا حصل في كتيبة من الجيش السوري في المنطقة، تلته اشتباكات ودخول الجيش”، مشيرًا إلى أن هذا الأخير نفذ “عمليات قتل همجية”. وكانت لجان التنسيق الوطنية أوردت في بيان لها أن الانشقاق حصل في “الكتيبة الطبية جنوب نوى”.
إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أوضح أن الانشقاق لم يحصل الأحد، وأن القوات النظامية نفذت في نوى “عملية استخباراتية على مقر مجموعة منشقة، تطلق على نفسها اسم كتيبة الإمام النووي”. وتتواجد قوات الجيش والأمن في نوى منذ شهر حزيران/يونيو، وهي تقوم كل فترة بحملة مداهمات واعتقالات في المدينة المحاصرة من الخارج أيضًا. كما تدور اشتباكات عنيفة بين منشقين وقوات نظامية في بلدة بصر الحرير في درعا.
في الوقت نفسه، شهدت مناطق أخرى من محافظة درعا تظاهرات صغيرة، نشر ناشطون مقاطع مصورة لها على شبكة الانترنت، “نصرة للمدن المنكوبة”، ومطالبة بإسقاط النظام. وشملت التظاهرات المليحة الغربية وأنخل، اللتين تتواجد فيهما قوات النظام، والمتاعية ودرعا المحطة في كلية الاقتصاد، حيث حصل التجمع في مكان مغلق.
وسارت تظاهرة أخرى في بلدة حيش في محافظة إدلب (شمال غرب)، ورفعت خلالها لافتة كتب عليها “صامدون”. وبدا من أشرطة الفيديو أن معظم التجمعات حصلت في ساحات صغيرة، أو طرق فرعية. وسارت تظاهرة طلابية في كلية الزراعة في جامعة حلب (شمال) هتف خلالها المتظاهرون “حرية للأبد، غصبًا عنك يا أسد”.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان لها أن قوات الأمن حاولت “تفريق تظاهرة طلابية حاشدة، امتدت من كلية الهندسة الميكانيكية وحتى كلية التربية بالغاز المسيل للدموع”.
وأشارت إلى “اعتقالات عشوائية في حرم كليتي الآداب والمعلوماتية ومحيط كلية الهندسة الميكانيكية واعتداء على الطلبة من قوات الأمن والشبيحة”.
الجماعة إن حكمت: الدولة المدنية التعددية العادلة هدفنا
ميثاق الإخوان المسلمين رسالة طمأنة إلى أقليات سوريا
ملهم الحمصي
في الوقت الذي تتصاعد فيه دائرة العنف في سوريا، ويراد لها أن تتخدذ أشكالاً وصوراً ومسارات بعيدة عن السبب الرئيس للحراك الشعبي، لا سيما بعدما اختار النظام السوري ركوب موجة التغيير المضادة، واتهام الربيع العربي بكونه مجرد ربيع للإسلاميين الزاحفين نحو السلطة، وبالتواطؤ مع الغرب والولايات المتحدة، في أكثر من بلد عربي، يأتي بيان العهد والميثاق أحد أهم أحزاب المعارضة السورية ذات المرجعية الإسلامية، ليطمئن الأقليات العرقية والدينية والمذهبية في سوريا وخارجها إلى مستقبل البلاد.
إخوان سوريا يطمئنون الأقليات الدينية إلى حكم مدني في المستقبل بعد سقوط النظام الحالي
ملهم الحمصي: ميثاق جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، الذي تلقت “إيلاف” نسخة منه، أكد أنه “من أجل وطن حر، وحياة حرة كريمة لكل مواطن.. وفي هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ سوريا، حيث يولد الفجر من رحم المعاناة والألم، على يد أبناء سوريا الأبطال، رجالاً ونساءً، شباباً وأطفالاً وشيوخاً، في ثورة وطنية عامة، يشارك فيها شعبنا بكلّ مكوّناته، من أجل السوريين جميعًا.. فإننا في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، منطلقين من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، القائم على الحرية والعدل والتسامح والانفتاح.. نتقدّم بهذا العهد والميثاق، إلى أبناء شعبنا جميعاً، ملتزمين به نصاً وروحاً، وعهداً يصون الحقوق، وميثاقاً يبدد المخاوف، ويبعث على الطمأنينة والثقة والرضا”.
واعتبر البيان أن “هذا العهد والميثاق يمثل رؤية وطنية، وقواسم مشتركة، تتبناها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وتتقدم بها أساساً لعقد اجتماعيّ جديد، يؤسّس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة، بين مكوّنات المجتمع السوريّ، بكلّ أطيافه الدينية والمذهبية والعرقية، وتياراته الفكرية والسياسية”. ثم يعدد العهد والميثاق الثوابت التي سوف “تلتزم بها جماعة الإخوان المسلمين العمل بها على أن تكون سوريا المستقبل:
1 – دولة مدنية حديثة، تقوم على دستور مدنيّ، منبثق من إرادة أبناء الشعب السوريّ، قائم على توافقية وطنية، تضعه جمعية تأسيسية منتخَبة انتخاباً حراً نزيهًا، يحمي الحقوقَ الأساسية للأفراد والجماعات، من أيّ تعسّفٍ أو تجاوز، ويضمن التمثيل العادل لكلّ مكوّنات المجتمع.
2 – دولة ديمقراطية تعددية تداولية، وفق أرقى ما وصل إليه الفكر الإنسانيّ الحديث، ذات نظام حكم جمهوريّ نيابيّ، يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه، عبر صناديق الاقتراع، في انتخاباتٍ حرة نزيهة شفافة.
3 – دولة مواطنة ومساواة، يتساوى فيها المواطنون جميعاً، على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، تقوم على مبدأ المواطنة التي هي مناط الحقوق والواجبات، يحقّ لأيّ مواطنٍ فيها الوصول إلى أعلى المناصب، استناداً إلى قاعدتي الانتخاب أو الكفاءة. كما يتساوى فيها الرجالُ والنساء، في الكرامة الإنسانية، والأهلية، وتتمتع فيها المرأة بحقوقها الكاملة.
4 – دولة تلتزم بحقوق الإنسان – كما أقرّتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية – من الكرامة والمساواة، وحرية التفكير والتعبير، وحرية الاعتقاد والعبادة، وحرية الإعلام، والمشاركة السياسية، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، وتوفير الاحتياجات الأساسية للعيش الكريم. لا يضامُ فيها مواطن في عقيدته ولا في عبادته، ولا يضيّقُ عليه في خاصّ أو عامّ من أمره.. دولة ترفضُ التمييز، وتمنعُ التعذيبَ وتجرّمه.
5 – دولة تقوم على الحوار والمشاركة، لا الاستئثار والإقصاء والمغالبة، يتشاركُ جميع أبنائها على قدم المساواة، في بنائها وحمايتها، والتمتّع بثروتها وخيراتها، ويلتزمون باحترام حقوق سائر مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية، وخصوصية هذه المكوّنات، بكل أبعادها الحضارية والثقافية والاجتماعية، وبحقّ التعبير عن هذه الخصوصية، معتبرين هذا التنوعَ عاملَ إثراء، وامتداداً لتاريخ طويل من العيش المشترك، في إطار من التسامح الإنسانيّ الكريم.
6 – دولة يكون فيها الشعبُ سيدَ نفسه، وصاحبَ قراره، يختارُ طريقه، ويقرّرُ مستقبله، من دون وصاية من حاكم مستبدّ، أو حزب واحد، أو مجموعة متسلطة.
7 – دولة تحترمُ المؤسسات، وتقومُ على فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، يكونُ المسؤولون فيها في خدمة الشعب. وتكونُ صلاحياتُهم وآلياتُ محاسبتهم محدّدةً في الدستور. وتكونُ القواتُ المسلحة وأجهزةُ الأمن فيها لحماية الوطن والشعب، وليست لحماية سلطة أو نظام، ولا تتدخّلُ في التنافس السياسيّ بين الأحزاب والقوى الوطنية.
8 – دولة تنبذُ الإرهابَ وتحاربُه، وتحترمُ العهودَ والمواثيقَ والمعاهداتِ والاتفاقياتِ الدولية، وتكونُ عاملَ أمن واستقرار، في محيطها الإقليميّ والدوليّ. وتقيمُ أفضلَ العلاقات الندّية مع أشقائها، وفي مقدمتهم الدولة الجارة لبنان، التي عانى شعبُها – كما عانى الشعب السوريّ – ويلات نظام الفساد والاستبداد، وتعملُ على تحقيق مصالح شعبها الإستراتيجية، وعلى استرجاع أرضها المحتلة، بكل الوسائل المشروعة، وتدعمُ الحقوقَ المشروعة للشعب الفلسطينيّ الشقيق.
9 – دولة العدالة وسيادة القانون، لا مكانَ فيها للأحقاد، ولا مجالَ فيها لثأر أو انتقام.. حتى أولئك الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب، من أيّ فئة كانوا، فإنّ من حقهم الحصولَ على محاكمات عادلة، أمامَ القضاء النزيه الحرّ المستقل.
10 – دولة تعاون وألفة ومحبة، بين أبناء الأسرة السورية الكبيرة، في ظلّ مصالحة وطنية شاملة. تسقطُ فيها كلّ الذرائع الزائفة، التي اعتمدها نظامُ الفساد والاستبداد، لتخويف أبناء الوطن الواحد بعضهم من بعض، لإطالة أمَدِ حكمه، وإدامة تحكّمه برقاب الجميع”.
اللافت في بيان العهد والميثاق الذي قدمته اليوم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ربطه لهذه المبادئ والأفكار بنتاج سجال ونقاش سياسي طويل قامت به الجماعة إبان سنوات نفيها بين دول العالم خارج سوريا، فجاء في ختام البيان: “هذه هي رؤيتنا وتطلعاتنا إلى غدنا المنشود، وهذا عهدُنا وميثاقُنا أمامَ الله، وأمامَ شعبنا، وأمامَ الناس أجمعين. رؤية نؤكّدُها اليوم، بعد تاريخٍ حافلٍ في العمل الوطنيّ لعقود عدّة، منذُ تأسيس الجماعة، على يد الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله العام 1945. كنا قد عرضنا ملامحَها بوضوح وجلاء، في ميثاق الشرف الوطنيّ العام 2001، وفي مشروعنا السياسيّ العام 2004، وفي الأوراق الرسمية المعتمدة من قِبَل الجماعة، بشأن مختلف القضايا المجتمعية والوطنية”، ما يشير إلى أن هذه المبادئ، التي أكدها الإخوان المسلمون اليوم، تذكير بما عرضوه وقدموه أعوام 2001 و2004 على التوالي، وقبل قيام الحراك الشعبي في سوريا.
ومن المتوقع أن يسحب هذا البيان والميثاق ورقة اللعب على العامل الديني والمذهبي من النظام ويحرجه أمام أنصاره ومن والاه، لاسيما بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول مخاوفه من وصول الإسلاميين إلى السلطة في سوريا، وينزع من يد النظام السوري تلويحه بفزاعة الإسلاميين أمام الغرب والداخل ودول الجوار، على حد سواء.
مشاهد غير مألوفة في دولة بوليسية تحصي على مواطنيها أنفاسهم
تغير الحياة في دمشق رغم الهدوء في الظاهر
عبدالاله مجيد
بعد عام من الانتفاضة في انحاء البلاد ما زالت دمشق واحة من الهدوء النسبي، ولكن الوضع فيها ليس كما كان في السابق. فان شروخا ظهرت في جدار الخوف رغم احتفاظ الأسد بالسلطة واستمرار الأجهزة الأمنية في ملاحقة المحتجين والمعارضين المسلحين.
لندن: يتجمع الدخان كثيفا في مقهى الحي ويحتسي رواد المقهى من الشباب كؤوس البيرة على موائد خشبية لزجة. ويحتدم نقاش ساخن حول الانتفاضة السورية.
صاحب البار يسمي الثوار بلطجية يعيثون فسادًا في المدن والبلدات، فيرد شاب من الجالسين أن المتظاهرين لا يريدون إلا التغيير والحرية. وتبادل آخرون الآراء حول الرئيس بشار الأسد والمستقبل الغامض.
انه مشهد غير مألوف في دولة بوليسية تحصي على مواطنيها انفاسهم. فان سوريا نظام كان المواطن طيلة العقود السابقة يتعرض فيه الى خطر الاعتقال لانتقاده الحكومة بصوت عال.
وقالت الناشطة فرح التي اكتفت باعطاء اسمها الأول لصحيفة لوس انجيليس تايمز إن السوريين يتحدثون بالسياسة الآن دون أن يبالوا بعد الآن. واضافت “ان بامكان المرء ان يجلس في مقهى ويسمع الناس تتحدث عن المعارضة، وقبل عامين كان عليك ان تبدأ بالهمس في المقهى حين تتحدث عن مواضيع كهذه، اما الآن يمكن الحديث بصوت عال”.
وفي مقهى أحد الفنادق أبدت الصحفية الشابة سارة إستهانة بعملية الإصلاح التي أعلنها الأسد دون أن تكترث بأن الآخرين يسمعون ما تقوله. وقالت سارة إن المواطنين “يحتجون في الشوارع متحدين الرصاص والقناصة فلماذا يخاف المرء من قول كلمتين”.
ولكن الخوف ما زال مبثوثًا في المدينة، وقلة يوافقون على استخدام اسمائهم الحقيقية في النشر. فان خطر الوشاية يبقى مقيمًا وآلافًا تعرضوا الى الاعتقال.
في هذه الأثناء اقترب مد الانتفاضة إلى وسط دمشق نفسها. وفي شباط/فبراير تظاهر آلاف المحتجين في حي المزة الذي لا يبعد كثيرا عن مقر السلطة. ومؤخرا اندلعت معركة بالأسلحة النارية في الحي نفسه، وهو حدث نادر في العاصمة.
ورغم ان دمشق ما زالت تعج بالحركة وضجيج المدينة المعهود فان الجو يشوبه احساس بالترقب والقلق. واصبحت صور الأسد وملصقاته أقل انتشارا وكذلك الاعلانات الكبيرة التي تحمل العلم السوري داعية الى الوحدة ومحذرة من الانقسام والفتنة. وازداد الاحساس بانعدام الأمن بعد سلسة من التفجيرات في دمشق آخرها في 17 آذار/مارس.
وتثير الانتفاضة ردود افعال متباينة. فالبعض ممن شاركوا في تظاهرات سابقة منذ عام مطالبين بالاصلاح يقولون انهم توقفوا عن المشاركة بعد خيبة أملهم بتحول الحركة من احتجاجات سلمية الى نزاع مسلح. ويؤكد آخرون ان الانتقال حتمي.
وقال المحامي انور بني الناشط في مجال حقوق الانسان الذي انهى قبل ايام حكما بالسجن خمس سنوات لاطلاقه تصريحات عن سوريا ان النظام السوري سيواصل القتل إذا لم يوقفه احد. ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن بني قوله “ان النظام سيقتل الجميع إذا نزل الجميع الى الشوارع”.
وأضاف “ان أشد ما أخشاه هو بقاء النظام وحينذاك سيموت الناس بهدوء” في حين انهم “الآن على الأقل يموتون أمام العالم”. ولكن النظام ما زال يمتمع بقاعدة صلبة من المؤيدين وخاصة بين الذين يخافون من الفوضى أو مجئ اسلاميين متطرفين الى السطة بعد إسقاط الأسد. ويشعر بالقلق على الأخص المسيحيون وغيرهم الأقليات الأخرى.
وقال علي وهو سوري في الأربعينات يملك مشروعًا صغيرًا انه “ليست هناك ثورة بل عصابات اجرامية مسلحة فقط، وهم يحاولون اثارة الانقسامات بين المسيحيين والمسلمين وعلى الجيش ان يحاربهم”.
وفي محل محمد لبيع الهدايا السياحية في السوق القديمة تتوالى نظريات المؤامرة. وقال محمد “انها معركة على سوريا ومَنْ…. سيحصل على القطعة الأكبر من الكعكة”. ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن محمد اتهامه الغرب بدفع قطر والعربية السعودية الى موقفهما من النظام السوري.
ورغم الانتفاضة المستمرة يحاول النظام ان يحافظ على مظاهر توحي بأن الوضع طبيعي. فان اعلانات الخدمة العامة تشجع على استخدام أكياس النايلون التي يمكن تدويرها بدلا من اكياس البلاستيك. وما زالت المقاهي الراقية والمطاعم والأندية الليلية تزدحم بالرواد في عطلة نهاية الاسبوع.
ويبدو ان بعض السكان يعيشون في حالة انكار في وقت دخلت الانتفاضة عامها الثاني. إذ قالت امرأة ذات مكياج كثيف، ترتدي سترة شبابية بأربع ياقات وهي تركب سيارتها انه “ليس هناك ما يدعو الى القلق في المدينة”. وحين سُئلت عن الانتفاضة سارعت الى تغيير الموضوع وبدأت تتحدث ذهابها لشراء جرو من مربي كلاب.
ولكن الشروخ في الواجهة تصبح ظاهرة كل يوم. فالأزمات مزمنة وتصطف في بعض الشوارع والطرق غالونات مختلفة الألوان لشراء الوقود. ويكون الانتظار طويلا. ويستمر انقطاع الكهرباء عدة ساعات يوميا في قلب العاصمة، و12 ساعة في الضواحي. ويقول سكان أكثر فأكثر انهم يلازمون بيوتهم ليلا بسبب الوضع الأمني.
ومع اشتداد العقوبات الدولية يتردى الوضع الاقتصادي، كما يقول اصحاب مصالح. والسوق القديمة التي كانت تزدحم بالسياح تبدو مقفرة اليوم. وعرض صاحب متجر دفتر حسابات مليئا بالصفحات الفارغة وقال ان الاقتصاد ليس سيئا بل “صفر”.
وعمدت السلطات الى وضع كتل الكونكريت وأكياس الرمل امام المباني العسكرية. ويتجول حولها رجال أمن بملابس مدنية في الخارج مسلحين بالكلاشنكوفات. ويبقى الخوف دفينا بين كثير من السوريين.
يقول عادل وهو سوري في الخمسينات يملك بقالية انه يؤيد الحكومة منذ زمن طويل لأنها حققت الاستقرار لسوريا ولكنه يضيف والقلق ظاهر في عينيه انه لم يسمع شيئا عن ابنه ذي العشرين عاما منذ اعتقاله قبل شهرين. ويتردد عادل في السؤال عن مصير ابنه خشية ان يأتي رجال الأمن ويعتقلوا مزيدا من افراد العائلة.
وقال عادل “انهم ينظرون الى اشخاص مثل ابني وكأنهم صراصر” وان “امه تبكي كل يوم”.
النظام السوري يفرض حصاراً جماعياً على شباب سوريا
ملهم الحمصي من دمشق
دمشق: فيما يشبه قرارات الحصار الجماعي الذي لا تتخذه إلا أعتى أنظمة الاستبدادية في العالم، وفي محاولة منها لمحاصرة حالات النزوح والهرب واللجوء إلى دول الجوار، وإجبار الشباب على الالتحاق بالجيش النظامي في ظل تناقص أعداد الملتحقين به، وتزايد الانشقاقات بين صفوفه، تناقلت مواقع نشطاء المعارضة على شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي نبأ مسرباً من داخل وزارة الدفاع السورية، صدر في تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً من يوم أمس، وشرع بتطبيقه منذ صباح اليوم، وينص على التالي:
“يمنع السوريين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-42 منعاً باتاً من الخروج من البلد، إلا بموجب موافقة من شعبة التجنيد العامة، أو من يثبت أنه معفى من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، أو أن يكون وحيداً لوالدته بشكل نهائي”؟!
سابقاً كانت موافقة شعبة التجنيد مطلوبة لاستصدار جواز سفر ومغادرة البلاد، وكانت موافقة روتينية لا تتطلب أي عناء بالنسبة لمن أدى خدمة العلم أو أعفي منها أو من هو مؤجل لأسباب دراسية أو عائلية، بينما ينص القرار الجديد على موافقة شعبة التجنيد للسفر، والموافقة من الشعبة تحتاج لموافقة من الأمن العسكري، وهو ما يعني إمكانية اعتقال طالب الموافقة بناء على سجلات ومعلومات وتقارير فرع الأمن العسكري.
“إيلاف” حاولت التأكد من القرار من خلال الاتصال ببعض الشبان السوريين الذين حاولوا السفر صباح اليوم الاثنين 26-3-2012، وقد تأكدنا من منع عدد من الشباب من الخروج من مطار دمشق اليوم صباحاً، ومن الحدود مع الأردن، حيث تمت إعادة باص كامل لشباب كانوا يريدون الخروج إلى الأردن، والسماح فقط لشخص والدته أردنية من العبور، ومن لبنان وصلنا منع عدد من الأشخاص من المغادرة، حتى إن شاباً يعمل في إحدى مؤسسات الدولة الأهلية تمت إعادته من المطار وهو برفقة والدته رغم كونه وحيداً نهائياً لها!؟
القرار بدأت السلطات المختصة بتطبيقه قبل قليل في مطار حلب الدولي، حيث تم إعادة ما يقارب نصف ركاب طائرة حلب- الجزائر، ممن شملهم هذا القرار أيضاً.
الطائفية والانتفاضة الحاصلة في سوريا… الدروز نموذجاً
أشرف أبو جلالة من القاهرة
القاهرة: بدأ يدور نقاش محتدم بين خبراء سوريين بشأن الدور الذي تلعبه الطائفية في الانتفاضة التي تشهدها سوريا حالياً. فهناك كثيرين يؤكدون تماماً على أنها ليست السبب الرئيسي وراء الأحداث، التي نشبت كرد فعل من جانب الحشود الفقيرة، بغض النظر عن الطائفة، على الحرمان الاقتصادي والفساد المتفشي والظروف الاستبدادية القاسية.
واعترف بعض من هؤلاء الخبراء أن هناك بعداً طائفياً، لكنهم ألقوا باللوم على النظام، الذي يحاول لأسباب خاصة به أن يثير أحقادا طائفية ليس لها وجود، من أجل صرف الانتباه عن المظالم المبررة للمعارضة. وذلك في الوقت الذي يقوم فيه أيضاً أنصار تيار المعارضة، من جهتهم، بجهود هدفها التخفيف من حدة العنصر الطائفي، وهو ما يرجع جزئياً إلى أنهم يريدون طمأنة المواطنين غير السنة؛ ولأنهم يفهمون إلى حد ما أن الرأي العام الغربي ينفر من دور الدين والطائفية في المجتمع.
وهنا، أشارت صحيفة “هفنغتون بوست” الإلكترونية الأميركية إلى أن حقيقة الموقف على أرض الواقع هي أن الحكومة والمعارضة مخطئتان، وإن كان ذلك لأسباب متناقضة تماماً. وتابعت الصحيفة بقولها إن الطائفية موجودة الآن، لكن ليس باعتبارها قوة الدفع الوحيدة للانتفاضة، وإنما باعتبارها القوة الرئيسية بالتأكيد. وأضافت أن القرى والمدن السنية في جميع أنحاء البلاد هي محور الاحتجاجات.
ما جعل الصحيفة تقول إنه من الصواب الإشارة إلى الانتفاضة باعتبارها نابعة من أغلبية سنية ضد نظام مبني على دعم أقليات غير سنية، سواء كان ذلك بالسلب أو بالإيجاب.
ومن بين تلك الأقليات فئة الدروز، التي يقدر عددها بحوالي مليون شخص ( 4 إلى 5 % من إجمالي عدد السكان )، والذين يتمركزون بشكل أساسي في منطقة جبل الدروز بجنوب سوريا، وإن كانوا يتواجدون أيضاً في دمشق وحلب. ثم أشارت الصحيفة إلى أن الدروز سبق لهم أن لعبوا دوراً هاماً في تاريخ سوريا، سواء الماضي أو الحاضر. فأثناء الانتداب الفرنسي على سوريا، حظي الدروز بدولة مستقلة على مدار أربعة أعوام، لكن تدخل الفرنسيين في شؤونهم أدى إلى حدوث تمرد، قادته عائلة الأطرش الحاكمة، التي انتشرت فيما بعد بباقي أجزاء سوريا، وبات يعرف ذلك التمرد بـ “الثورة السورية الكبرى”، كما وصفها القوميون السوريون.
وبعد مرور 11 عاماً، وتحديداً في العام 1936، بدأ الفرنسيون مفاوضات من أجل منح الاستقلال إلى سوريا، ثم طلبت عائلة الأطرش ومعظم الدروز في الجبل الحصول على حكم ذاتي، نتيجة لتخوفهم وقلقهم من مستقبل الحكومة السنية المستقبلية في دمشق.
وقالت الصحيفة في هذا السياق كذلك إن الإسهام الأكبر من جانب عشيرة الأطرش في القومية والثقافة العربية كانت للمطرب الشهير، فريد الأطرش، الذي يعد واحداً من أبرز رموز الموسيقى العربية. ثم عاودت تقول إن الدروز تصرفوا في عامي 1925 و 1936 من أجل دعم ومناصرة مصلحتهم الطائفية. وبعد إعلان استقلال سوريا عام 1945، استمر الدروز في لعب دور هام حتى منتصف ستينات القرن الماضي، حين تم سحق ثورة قادها ضابط درزي يدعى سالم حتوم من قبل الحكومة البعثية الجديدة في دمشق.
ولم يسفر عن ذلك عن تكون نظام قمعي في جبال الدروز، بل تضافرت الجهود بين البعثيين والعلويين لدمج الدروز في النظام الذي أصبح ائتلافاً من الأقليات غير السنية. وتهيمن حالة من الهدوء منذ ذلك الحين على الأماكن التي يعيش بها الدروز حالياً.
ثم نوهت الصحيفة إلى الموقف المعارض الذي يتخذه الزعيم الدرزي اللبناني الشهير، وليد جنبلاط، تجاه نظام الأسد. وأضافت أنه ولكي يحتفظ بأوراق اعتماده على صعيد القومية العربية، فقد قارن جنبلاط بين النظام الحالي في دمشق وبين إسرائيل. لكن الصحيفة أوضحت أن موقف جنبلاط ليس الصوت الدرزي السائد أو بالضرورة المهيمن في لبنان بخصوص الأحداث التي تشهدها سوريا في الوقت الراهن.
وختمت الصحيفة بالخبر الذي نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية بخصوص الزيارة التي قام بها مؤخراً وفد من قيادات دينية درزية لبنانية لنظرائهم في سوريا، وإشادتهم برفضهم الانضمام إلى الانتفاضة ودعوتهم إلى إجراء حوار وطني في سوريا.
الصين تؤيد جهود أنان للوساطة في سوريا
أ. ف. ب.
بكين: اعلنت الصين الاثنين انها تدعم جهود المبعوث الدولي كوفي انان للمساعدة على حل الأزمة السورية، وذلك عشية زيارته الى بكين، والتي تهدف إلى اللحصول على دعمها لخطته لإنهاء العنف في سوريا.
ومن المقرر ان يصل انان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية، الى بكين الثلاثاء لإطلاع قادتها على خطته لإنهاء العنف في سوريا، بعدما زار روسيا، حيث قدم إليه الرئيس ديميتري مدفيديف دعم موسكو.
وتدعو خطة انان الى وقف اعمال العنف في سوريا بإشراف الامم المتحدة، بحيث يسحب الرئيس السوري بشار الاسد قواته من المدن المضطربة، والى البدء في الانتقال الى نظام ديموقراطي.
وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية ان “الصين تقدر وتؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها انان، وتامل في ان تسمح زيارته باجراء مناقشات معمقة حول التوصل الى حل سياسي للمسالة السورية”. وصرح هوغ في مؤتمر صحافي ان الصين تامل في “حل عادل وسلمي وملائم” للازمة، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وتعرضت روسيا والصين لانتقادات المجتمع الدولي بعد عرقلتهما صدور قرارين من مجلس الامن الدولي يدينان حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد مناهضيه. ويعدّ دعم الدولتين لخطة انان امرًا ضروريًا لتحقيقها.
ويقول محللون انه بعد تأييد روسيا لخطة انان، ووصف مدفيديف لها بأنها “الفرصة الاخيرة” لتجنب حرب اهلية في سوريا، فانه من المرجح ان تواجه الصين مزيدًا من الضغط للمساهمة بحل. وراقبت الصين بانزعاج التطورات في العالم العربي، وردت على اية محاولات للتظاهر في بلادها بحملة من القمع.
وفي العام الماضي أثارت دعوات على الانترنت إلى التظاهر في الصين على غرار ما يحدث في “الربيع العربي” انزعاج السلطات، وتم اعتقال عشرات المحامين والناشطين نتيجة لذلك.
غير ان محللين يرون ان للصين مصلحة قوية في الحفاظ على الاستقرار في الشرق الاوسط نظرًا إلى ان الاضطرابات تؤدي الى ارتفاع اسعار النفط، مما يشكل تهديدا على آلتها الاقتصادية المتسارعة الاتساع.
وبعدما حصل المبعوث الدولي لسوريا كوفي انان على تاييد روسيا لجهوده للوساطة لحل الازمة السورية، لا يزال يواجه مهمة صعبة هذا الاسبوع تتمثل بالحصول على موافقة الصين على تلك الخطة مع معارضة بكين للتدخل في الدولة الشرق اوسطية المضطربة.
ومن المقرر ان يصل انان، مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية، الى بكين الثلاثاء لاطلاع قادتها على خطته لانهاء العنف في سوريا، بعد ان زار روسيا حيث قدم له الرئيس ديمتري مدفيديف دعم موسكو.
وتعرضت روسيا والصين لانتقادات المجتمع الدولي بعد اعاقتهما صدور قرارين من مجلس الامن الدولي يدينان حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد مناهضيه. ويعد دعم الدولتين لخطة انان امرا ضروريا لتحقيقها.
وتدعو خطة انان الى وقف اعمال العنف في سوريا باشراف الامم المتحدة، بحيث يسحب الرئيس السوري بشار الاسد قواته من المدن المضطربة، والبدء في الانتقال الى نظام ديموقراطي.
وصرح جوشوا ايسنمان من مجلس السياسة الخارجية الاميركي والمتخص بشؤون الصين “من المرجح ان يحصل انان على فهم افضل لمدى دعم الصين لخطته. وسيعرف ما يمكن ان يقبله او يرفضه الصينيون”.
ويقول محللون انه بعد تاييد روسيا لخطة انان، ووصف مدفيديف لها بانها “الفرصة الاخيرة” لتجنب حرب اهلية في سوريا، فانه من المرجح ان تواجه الصين مزيدا من الضغط للمساهمة بحل.
وقال ايسنمان انه “بعد ان قال الروس نعم أولا، فان مهمة انان في الصين اصبحت اسهل”. غير انه اكد انه لا يزال يتعين اقناع الصين بانه لن يحدث اي تدخل عسكري خارجي او اية محاولة لتغيير النظام، كما حدث في ليبيا عندما ساعد الغرب في الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.
وصرح جيا كينغوا استاذ العلاقات الخارجية في جامعة بكين “تامل الصين بالتاكيد في ان تتمكن الحكومة السورية واطراف المعارضة من التوصل الى اتفاق مع خلال التفاوض”. وفي تلخيص لموقف الصين قال “ليس لاي بلد او طرف بما فيه الامم المتحدة الحق في تغيير حكومة بلد اخر. ويمكن ان يكون لذلك عواقب وخيمة”.
وعليه فان المحللين يرون ان بكين ستدرس خطة انان بشان الانتقال الديموقراطي في سوريا بدقة شديدة. واوضح ايسنمان “المسالة هنا مسالة سيادة. الصين لا تريد دعم التدخل في الشؤون الداخلية للاخرين”.
واضاف “الصين كذلك هي دولة تسلطية. وتخشى من الضغوط الغربية على نظامها السياسي ومن الانتقادات حول ردها على الانشقاقات”. وراقبت الصين بانزعاج التطورات في العالم العربي، وردت على اية محاولات للتظاهر في بلادها بحملة من القمع.
كما كشفت عن خطة من ست نقاط تدعو الى الوقف الفوري للنزاع والحوار بين النظام والمعارضة. وادى العنف الذي تشهده سوريا منذ اكثر من عام الى مقتل اكثر من تسعة الاف شخص بحسب ما افاد مراقبون.
النروج تغلق سفارتها في دمشق لأسباب أمنية
أ. ف. ب.
اوسلو: اعلنت النروج بدورها الاثنين عن اغلاق سفارتها في دمشق لاسباب امنية. وتكون النروج حذت بذلك حذو عدد من دول الاتحاد الاوروبي (ايطاليا وفرنسا واسبانيا وبريطانيا وهولندا) والولايات المتحدة وتركيا وست دول خليجية اغلقت سفاراتها في سوريا احتجاجا على قمع النظام لحركة الاحتجاج او لاعتبارات امنية.
وقالت الخارجية النروجية ان دبلوماسيًا نروجيًا سيظل في دمشق في السفارة الدنماركية للبقاء على اتصال بالوزارة. وفي شباط/فبراير الماضي، حيال اتساع رقعة اعمال العنف اعلنت النروج عن خفض عدد العاملين في سفارتها في دمشق.
واوقعت اعمال العنف التي تحمل السلطات مجموعات “إرهابية” مسؤوليتها اكثر من 9100 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
لجان التنسيق: ارتفاع عدد القتلى في سوريا إلى 27
وكالة الأنباء الكويتية – كونا
الكويت: ذكرت لجان التنسيق السورية المحلية في حصيلة اولية ان عدد القتلى ارتفع اليوم الى 27 شخصا بينهم أربع نساء وطفل سقطوا برصاص قوات النظام في حمص وادلب ودرعا وبريف دمشق وحلب.
وأوضحت اللجان ان قوات النظام نفذت في ادلب ودير الزور وحماة حملة مداهمات واعتقالات طالت العشرات وسط اطلاق نار عشوائي كثيف فيما يتعرض حي الخالدية في حمص حاليا لاطلاق نار عشوائي وقصف على المنازل في محاولة لاقتحام الحي من قبل قوات النظام.
وفي جسر الشغور بادلب اقتحمت قوات النظام قرية الشاتورية ونفذت حملة اعتقالات واسعة في حين وقعت في بلدة دركوش اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام تلاها قصف عنيف على بساتين البلدة وحرق العديد من المنازل.
من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ان الجهات المختصة احبطت اليوم محاولة تسلل “مجموعة ارهابية مسلحة” من الاراضي التركية الى الاراضي السورية ما بين بلدة دركوش ومدينة سلقين بريف ادلب واسفر الاشتباك عن قتل عدد من “الارهابيين” واصابة آخرين بينما لاذ باقي أفراد المجموعة بالفرار الى داخل الاراضي التركية.
إخوان سوريا: لا نعارض مسيحيا أو امرأة للرئاسة.. وروسيا: أنان «فرصة أخيرة»
المعارضة تستعد لاجتماع حاسم اليوم * «هيومن رايتس ووتش» تتهم قوات الأسد باستخدام مدنيين دروعاً بشرية * وأوباما وأردوغان يحثان على الانتقال إلى «حكومة شرعية».. ويتفقان على إرسال مساعدات للمعارضة السورية
إسطنبول: ثائر عباس بيروت: يوسف دياب موسكو: سامي عمارة
قال المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة، في مؤتمر صحافي في العاصمة التركية أمس، إن الإخوان مع إقامة دولة ديمقراطية تعددية في سوريا, مشيرا إلى أن جماعته لا فرق لديها بأن يأتي مسيحي أو مسلم أو امرأة للرئاسة، ما دام الفائز يستحق منصبه نتيجة تصويت شعبي.
ودلل الشقفة على رأيه قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «المجتمع السوري لم يكن يوما طائفيا، ففارس الخوري انتخب مرات عدة رئيسا للحكومة لأنه كان كفؤا ولم يرفضه أحد لأنه مسيحي». يأتي ذلك فيما تستعد المعارضة لاجتماع حاسم اليوم وغدا في تركيا، لتوحيد مواقفها قبل مؤتمر أصدقاء سوريا الذي يعقد بتركيا مطلع الشهر المقبل.
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، خلال لقائه مع كوفي أنان، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية، أمس، عن أمله في نجاح هذه المهمة والتوصل إلى نتائج إيجابية، مشيرا إلى احتمالات أن تكون هذه المهمة بالنسبة لسوريا «الفرصة الأخيرة لتفادي الحرب الأهلية».
يأتي ذلك بينما اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على تقديم مساعدات «غير عسكرية» للمعارضة السورية تتضمن معونات طبية وأجهزة اتصالات لمساعدتها في مواجهة القمع. كما اتفقا على «ضرورة حدوث عملية» انتقال إلى «حكومة شرعية» في سوريا.. وذلك على هامش قمة الأمن النووي المقررة في سيول اليوم.
ميدانيا، سقط أمس أكثر من 50 قتيلا بنيران القوات السورية، معظمهم في حمص وإدلب، في الوقت الذي اتهمت فيه منظمة (هيومان رايتس ووتش) القوات الحكومية السورية بـ«استخدام مدنيين دروعا بشرية خلال عمليات عسكرية مؤخرا».
مدفعية النظام السوري تدك حمص والقصير مجددا.. والمروحيات تقصف أعزاز قرب حلب
الجيش الحر يأسر 17 من قوات النظام.. بينهم ضابطان
بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»
عاشت المحافظات السورية بمختلف مدنها وبلداتها يوما دمويا جديدا، بعد القصف العنيف الذي تعرضت له طوال يوم أمس، ما أدى إلى سقوط أكثر من 50 قتيلا معظمهم في حمص وإدلب، بحسب ما أعلنه ناشطون سوريون وهيئة تنسيقيات الثورة السورية، بينما أظهر شريط مصور على مواقع المعارضة السورية ما يبدو كوصول لبعثة الخبراء الدوليين الخمسة، الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا قبل أسبوع، أمس إلى منطقة دوما بريف دمشق.
وأظهرت اللقطات المصورة سيارتين متوقفتين – قيل إنهما للخبراء – وسط حشد من المعارضين السوريين أثناء مظاهرة في دوما بريف دمشق، بينما تحلق المتظاهرون حول «الخبراء»، الذين ظهروا يفحصون أحد المصابين من المتظاهرين بما بدا أنه شظية أو جرح ناري بالصدر.. ولكن لم يتسنَّ لـ«الشرق الأوسط» التأكد من مدى مصداقية الشريط.
وترافق ذلك مع حملات اعتقال وعمليات دهم واسعة، وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن «مدنية حمص، لا سيما أحياء الخالدية والحميدية وحمص القديمة وباب هود، استفاقت صباحا على أصوات الانفجارات الناجمة عن قصف الجيش النظامي لها، وتدميره ما تبقى من مبانيها».
وأكدت اللجان أن «مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية كانت طوال اليوم (أمس) هدفا للقصف المدفعي العنيف من ثلاثة محاور، لا سيما من مطار الضبعة العسكري، ما أسفر عن سقوط ضحايا في المدينة ونزوح عدد من سكانها إلى القرى المجاورة وباتجاه الأراضي اللبنانية، كما كانت مدينة تلكلخ وقلعة الحصن القريبة منها عرضة لقصف عنيف كانت أصداؤه تسمع بقوة في البلدات اللبنانية الحدودية».
وأكدت اللجان في بيان أصدرته مساء أمس أن «انشقاقا حصل في الكتيبة الطبية جنوب نوى، قام على أثره جيش النظام باقتحام الحي المجاور للكتيبة وتطويقه بشكل كامل ومداهمة المنازل المحيطة وعاثوا فيها خرابا».
بدوره أعلن عضو اتحاد تنسيقيات حوران في الثورة السورية لؤي رشدان، في تصريح له أمس، أن «دبابات القوات النظامية دخلت منذ ساعات الفجر الأولى مدينة نوى في درعا، التي تعرضت لإطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة. كما نفذت هذه القوات حملة مداهمات واسعة واقتحامات لمنازل تم إحراقها وتخريبها».
وأشار رشدان إلى أن «انشقاقا حصل في كتيبة من الجيش السوري في المنطقة، تلته اشتباكات ودخول الجيش الذي نفذ عمليات قتل همجية»، وقال: «إن منطقة اللجاة في درعا (المنطقة الشرقية من المحافظة) التي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر شهدت عمليات كر وفر بين المنشقين والقوات النظامية».
من جهة ثانية أفاد ناشطون سوريون أن «الجيش النظامي أطلق قذائف مدفعيته على مدينة إعزاز بريف حلب، ما أدى إلى مقتل شاب وتدمير منازل، وذلك بعدما قصفتها المروحيات التابعة لسلاح الجو السوري خلال الليل (أول من أمس)، وأدى ذلك إلى ترك آلاف السوريين في ريف حلب وريف إدلب مدنهم وقراهم ولجأوا إلى تركيا خوفا من الحملات العسكرية المستمرة للجيش السوري النظامي على مناطقهم».
وأكد الناشطون أن «قوات النظام فجرت جسر محجة على طريق دمشق – درعا، في وقت قام فيه الإعلام السوري الرسمي بتصوير هذا التفجير على أنه من فعل العصابات المسلحة، وشنت قوات الأمن والجيش حملة شرسة على معظم مدن وقرى محافظة درعا، وخصوصا منطقة اللجاة التي هاجمتها بالدبابات تحت غطاء من المروحيات».
وأشاروا إلى أن «الدبابات اقتحمت مدينة نوى في درعا وسط إطلاق نار كثيف، في حين وقعت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في مدينة دوما بريف دمشق».
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأعلن أمس أن «مجموعة مسلحة منشقة عن القوات النظامية استهدفت مفرزتي الأمن العسكري وأمن الدولة في مدينة النبك في ريف دمشق بقذائف (آر بي جي) فجرا، تبعها اشتباكات عنيفة وشوهدت سيارات الإسعاف تتجه إلى المنطقة بعد الهجوم».
من جهة أخرى، بث ناشطون شريط فيديو يظهر فيه الجيش السوري الحر وهو يقوم بأسر 17 جنديا من الجيش النظامي التابع للرئيس السوري بشار الأسد في منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب، بينهم ضابطان.
ولم تحُل أعمال العنف والحملات العسكرية والأمنية دون خروج المظاهرات الليلية في مناطق مختلفة، أبرزها في دوما، وذلك رغم إطلاق النار المستمر في المدينة، وردد المتظاهرون هتافات «والله جايينك يا شام، مسيحية وإسلام، بدنا نسقط النظام»، وفق ما أفاد به المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي، الذي أشار إلى انطلاق مظاهرات ليلية في أحياء برزة والقدم والميدان في دمشق، وقال: «إن قوات النظام شنت حملة اعتقالات ومداهمات في المنطقة المحيطة بجامع القدم الكبير وحارة جورة الشريباتي».
أما في بلدة معرة مصرين التي كانت دخلتها قوات النظام قبل أيام، فأوضح المكتب الإعلامي لـ«مجلس قيادة الثورة في إدلب» عن مظاهرة مسائية نصرة لمدينة سراقب، التي اقتحمتها قوات النظام السبت وقامت بحملة اعتقالات فيها، وأقام المتظاهرون حلقات رقص وقرعوا الطبل وهم يغنون «وين الملايين؟ الشعب العربي وين؟ الغضب العربي وين؟».
«هيومان رايتس ووتش» تتهم قوات الأسد باستخدام مدنيين كدروع بشرية
ضابط منشق لـ «الشرق الأوسط»: عناصر الأمن ينزعون عن النساء ملابسهن بإدلب وحمص
بيروت: يوسف دياب
اتهمت منظمة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) القوات الحكومية السورية بـ«استخدام مدنيين كدروع بشرية خلال عمليات عسكرية مؤخرا»، مشيرة إلى أن «الجيش ومسلحين موالين للنظام السوري أجبروا سكانا بالسير أمامهم في أثناء تقدمهم نحو مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب شمال البلاد».
ونقلت المنظمة الدولية، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، عن شهود عيان قولهم إن «الهدف من ذلك التصرف هو حماية قوات الجيش أثناء تقدمها». وقال أولي سولفانغ، باحث الطوارئ في «هيومان رايتس»: «إن الجيش السوري أظهر استخفافا صارخا بسلامة البشر، عبر استخدام المدنيين كدروع بشرية»، مضيفا أنه «ينبغي للجيش السوري أن يتوقف فورا عن هذه الممارسة غير المسؤولة».
إلى ذلك، أكد المقدم المظلي المنشق، خالد يوسف الحمود، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش السوري النظامي يجبر النساء والأطفال على الصعود على متن الدبابات، أثناء قيامه بدوريات وعمليات مداهمة، خوفا من مهاجمة عناصر الجيش الحر والثوار له».
وقال الحمود، وهو أحد مساعدي قائد الجيش الحر، العقيد رياض الأسعد: «قبل يومين اعتقلت قوات الأسد الأطفال والنساء داخل المساجد في قرى جبل الزاوية، وراحوا يطلقون نداءات عبر مكبرات المساجد لجنود الجيش الحر بأن يسلموا أنفسهم، وإلا سيعمدون إلى تصفية رهائنهم من نساء وأطفال».
ولفت الحمود إلى أن «عناصر من قوات الأسد عمدوا، في مدينة إدلب، إلى تجريد 17 امرأة من ملابسهن تماما، وطلبوا منهن أن يسرن عاريات تماما في شوارع المدينة، وكذلك فعلوا مع 25 امرأة في بابا عمرو في حمص»، وأضاف: «يوم أمس (أول من أمس) اعتقل عناصر الأمن العسكري عددا من النساء في إدلب وأوقفوهن على الجدار وراحوا يضربوهن على أماكن حساسة في أجسادهن؛ ردا على اعتقال الثوار نجل وزوجة العميد في جهاز الأمن العسكري نوفل الحسيني؛ حيث عدنا وأطلقنا سراحهما بعد ساعتين، التزاما منا بالقوانين الدولية».
ووجه الحمود نداء إلى منظمة «هيومان رايتس ووتش»، داعيا إياها إلى «الإقلاع عن اتهام الجيش الحر بارتكاب أعمال عنف، وألا تساوي بين الضحية والجلاد». وقال: «إنه ينبغي على المنظمات الدولية أن تعلم أن ما نقوم به هو مشروع دفاع عن النفس، وهو حماية لنسائنا وأطفالنا وللمدنيين الأبرياء الذين يتعرضون للقتل وانتهاك الكرامات والأعراض على يد نظام الأسد وعصاباته».
يُذكر أن المساعي لإدانة دولية ودبلوماسية رفيعة المستوى فشلت في وقف تداعيات الأزمة السورية، التي جاوزت عامها الأول منذ انطلاقها في مارس (آذار) الماضي، وحصدت خلال ذلك أرواح أكثر من 8 آلاف ضحية، بحسب تقارير الأمم المتحدة، أغلبهم من المتظاهرين المدنيين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
النيران تلف حماه ومناطقها.. وقوات الأمن تعتقل العشرات وتطوق مستشفى
ناشطون: إتلاف المحاصيل في الريف.. وإضراب عام
بيروت: يوسف دياب
لفّت النيران مدينة حماه وريفها، حيث نالت هذه المناطق النصيب الوافي من القصف وأعمال القتل والعنف. وكشف ناشط في «مجلس قيادة ثوار حماه» لـ«الشرق الأوسط» عن أن «قوات النظام اقتحمت حي الحميدية داخل المدينة بعدد من حافلات الأمن والسيارات المثبتة على ظهرها الرشاشات، وقامت بحملة ترهيب واعتقالات عشوائية».
وأشار الناشط، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن «هذه الحملة أسفرت عن اعتقال عشرات الرجال، كما أقدمت هذه القوات على قتل الشاب آزاد ناجح برازي تحت التعذيب بعد اعتقاله، وتبين أنه قتل خنقا بواسطة حبل وجد قرب جثته التي عثر عليها مرمية على طريق سريحين»، مؤكدا «دخول عصابات الأمن والشبيحة إلى داخل مشفى الحوراني واعتقال مدير المشفى الدكتور محمد السمان، وإقدام هذه العصابات مدعومة بالعتاد والمدرعات والدبابات بتطويق مشفى الريس في المدينة».
وقال المصدر «يبدو أن الضربات القوية التي تلقاها النظام من أبطال (الجيش الحر) في مدينة حماه جعلته يفقد عقله وصوابه، ما دفع عناصره الأمنية وشبيحته إلى تفتيش عربات الأطفال الرضع في حي الجسر، وسط انتشار أمني عسكري كثيف في منطقة المحطة. كما طوقت حشود عسكرية وأمنية أخرى أحياء باب قبلي والجراجمة والشيخ عنبر ووادي الحوارنة»، لافتا إلى أن «إضرابا عاما شمل كل مناطق حماه احتجاجا على العمليات العسكرية وأعمال القتل والاعتقال، كما رفع الثوار علم الاستقلال على قناطر النواعير».
أما في ريف حماه، فكان المشهد أكثر عنفا ودموية، بحيث أفاد عضو «مجلس قيادة الثورة في حماه» أبو غازي الحموي، بأن قلعة المضيق الأثرية «ما زالت عرضة لقصف دبابات جيش (الرئيس) بشار الأسد العنيف لليوم الثالث عشر على التوالي، والتي تحاصرها من ثلاثة محاور».
وقال أبو غازي لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف العشوائي لحيي باقلو والمشنقة داخل (مدينة) القلعة، لم يؤد إلى وقوع قتلى أو جرحى بسبب نزوح الأهالي شبه التام عن عنها»، مرجحا «أن جيش الأسد ينوي اقتحام القلعة والريف المجاور، خاصة بعد استقدام عدد آخر من الدبابات مساء أمس (السبت) وتمركزها على تلال مشرفة على كامل منطقة الغاب».
وأكد أبو غازي أن عناصر الجيش النظامي ودباباته وآلياته «يصولون ويجولون في الأراضي الزراعية، ويتفننون في تخريب وإتلاف المحاصيل الزراعية، التي هي قوت الفقراء الفلاحين والمزارعين ومصدر عيشهم الوحيد بلا شفقة ولا رحمة»، وذلك في حملة مستمرة منذ 14 يوما دون توقف، حيث يتمركز الجيش «بين مدينتي طيبة الإمام ومعردس في ريف حماه، أقام متاريس بارتفاع مترين داخل الأراضي الزراعية وحصن دباباته خلفها ووجه أفواه مدافعها إلى مدينة طيبة الإمام»، موضحا أن قصف إحدى المزارع أدى إلى نفوق عدد كبير من الأغنام.
إلى ذلك، هدد قائد «كتيبة شهداء الغاب»، النقيب في «الجيش السوري الحر» رائد محمد فريجي، في بيان له، قوات النظام والشبيحة برد قاسٍ على الممارسات التي ينفذونها في قرى منطقة الغاب، مؤكدا أن «الضربات التي ستوجه إليهم ستكون موجعة للغاية».
مراقب الإخوان: سنشارك في المرحلة الانتقالية لسوريا من الاستبداد إلى الديمقراطية
الشقفة لـ«الشرق الأوسط»: لا نعارض انتخاب مسيحي أو امرأة لرئاسة سوريا
إسطنبول: ثائر عباس
قدمت جماعة الإخوان المسلمين أمس وثيقتها «التاريخية» التي قدمت من خلالها أنها كحركة تسعى لإقامة «دولة مدنية حديثة تعددية» في سوريا، ساعية إلى تطمين «الخائفين والمخوفين» منها، رافعة «حجتها» أمامهم، تاركة لهم الخطوة التالية على طريقة «اللهم إني بلغت».
ويصر قادة الحركة على أنهم لم يأتوا بجديد في خطابهم، بل أعادوا التركيز على الثوابت التي رفعها مؤسس الحركة الدكتور محمد السباعي في الخمسينات، لكنهم يقرون بأن النظام «امتلك مفتاح الحقيقة لفترة طويلة» بعد أحداث الثمانينات (التي يصر قادتها على اعتبارها مرحلة استثنائية)، حيث قدم روايته التي أظهر فيها الإخوان تنظيما شريرا إرهابيا.
قادة الحركة يصرون على أنها أكثر الأحزاب ديمقراطية على الإطلاق، مستدلين على ذلك بأن الحركة هي الوحيدة التي يوجد في داخل هيكلها التنظيمي 4 مراقبين سابقين يمارسون مهامهم كأي فرد آخر فيها، في أبهى دليل على التداول الطبيعي للمواقع فيها، بالإضافة إلى احتواء الحركة على عدد كبير من الأكاديميين وأساتذة الجامعات المرموقين.
ويذهب المراقب العام للإخوان رياض الشقفة، إلى حد التأكيد على أنهم لا يعارضون وصول أي امرأة أو رجل مهما كان دينه إلى موقع الرئاسة، «طالما أن الشعب اختاره». وقال الشقفة لـ«الشرق الأوسط» إن «المجتمع السوري لم يكن يوما طائفيا، ففارس الخوري انتخب عدة مرات رئيسا للحكومة في سوريا لأنه كان كفئا لمنصبه ولم يقف أحد بوجهه لأنه كان مسيحيا»، مشددا على أن الإخوان لا فرق لديهم بين أن يأتي رجل مسيحي أو مسلم أو امرأة لرئاسة سوريا، طالما أن الفائز يستحق منصبه نتيجة تصويت يعكس الإرادة الحقيقية للشعب السوري.
وشدد الشقفة كذلك على أن النص على اعتماد الكفاءة والاستحقاق لم يأت من فراغ، مؤكدا أن الإخوان المسلمين مستعدون للاحتكام إلى العملية الديمقراطية والقبول بنتائجها – مهما كانت – لأن الشعب السوري يستحق تمثيلا صحيحا وأمينا لإرادته، بعد كبت هذه الإرادة طوال الأعوام السابقة. وانتقد الشقفة بعض الأصوات النشاز داخل المعارضة التي تنضم للنظام في التخويف من الإخوان، معتبرا أن الإخوان قدموا رؤية شفافة وواضحة وصادقة.. وهم الآن في انتظار الخطوة التالية من الأطراف الأخرى التي تدعي أو تتوهم الخوف منا.
أما نائب المراقب العام للشؤون السياسية صدر الدين البيانوني، الذي قاد الحركة لنحو 13 عاما، فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «النص الذي قدمته الجماعة في ما خص الكفاءة هو ذاته الذي قدمه مؤسسها الدكتور مصطفى السباعي في عام 1950، للجنة التي كانت مكلفة بوضع الدستور. والنص يقول بالحرف الواحد إنه (لا يجوز أن يحال بين أي مواطن سوري وبين الوصول إلى أعلى المناصب في الدولة بسبب جنسه أو عرقه أو دينه)».
وأشار البيانوني إلى أنه «عندما نحتكم إلى صندوق الاقتراع، لا بد أن نقبل بنتيجته مهما كانت، حتى لو فاز محارب للحركة الإسلامية»، وأضاف: «لا بد من القبول بنتائج العملية الديمقراطية، وهذا مبدأ مسلم به.. ومن جهة أخرى فإن موضوع التوافق مهم جدا لدينا، لا سيما في ما يتعلق بالدستور». وتابع: «نحن أكدنا في هذه الوثيقة على أن الدستور يجب أن يكون من ضمن توافقية وطنية، بمعنى أنه لا يجوز أن تقوم الأكثرية بإلغاء حق المسيحيين لأنهم أقلية، أو تلغي حق الأكراد.. ولذلك لا بد من أن نراعي كل هذه الأمور من خلال التوافق».
وأشار البيانوني إلى أن الموقف السياسي الحالي لإخوان مصر والعالم العربي موحد، فكلهم يستنكرون على إيران وقوفها إلى جانب النظام، وبيانات الإخوان في مصر وغيرها تستنكر هذا الموقف، موضحا أن الالتباس حصل ربما خلال حرب عام 2006 وتصريح المرشد العام بأنه مستعد لإرسال 20 ألف مقاتل يقاتلون إلى جانب الحزب.. وقال: «أما وقد أصبح الموقف في سوريا على ما هو عليه اليوم، فإن الإخوان جميعا يأخذون على إيران ما تقوم به».
بدوره، كشف نائب المراقب العام للإخوان محمد فاروق طيفور، لـ«الشرق الأوسط»، أن التنظيم العالمي للإخوان اتخذ قرارا بمقاطعة كل النشاطات التي تقام في إيران تعبيرا عن الاحتجاج على الموقف الإيراني من القضية السورية ودعمها للنظام الجائر.
وكانت قيادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عقدت مؤتمرا صحافيا في العاصمة التركية، تقدمت خلاله بـ«عهد وميثاق يصون الحقوق ويزيل المخاوف ويمثل رؤية وطنية» تتبناها الجماعة «وتؤسس لعلاقات وطنية معاصرة آمنة بين كل مكونات الشعب السوري وتياراته».
وجاء في بيان الجماعة أن الإخوان يلتزمون بـ«دولة مدنية حديثة تقوم على دستور مدني منبثق عن إرادة الشعب السوري تضعه جمعية تأسيسية يحمي الحقوق الإنسانية للجماعات والأفراد»، وذلك «من أجل وطن حر وحياة حرة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ سوريا التي يولد فيها الأمل على يد أبنائها في ثورة وطنية عامة يشارك فيها الشعب بكل مكوناته».
وكان المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة، استهل المؤتمر الصحافي بالقول: «إن روسيا تخوف العالم من حكم السنة بعد سقوط النظام السوري، في حين أن هذا النظام ومنذ أن أتى يزرع الفتنة بين مكونات الشعب السوري». وقال إن هذا المؤتمر قد عقد لـ«يبين للعالم أجمع حقيقة مواقفنا ونظرتنا إلى نظام الحكم بسوريا وكيف ستتعامل مكونات المجتمع السوري مع بعضها لإعادة النظام إلى هذا البلد»، مطالبا الشعب السوري بـ«التكاتف من أجل عودة سوريا إلى تقدمها».
وردا على أسئلة الصحافيين، قال: «هناك أشخاص يخوفون الناس من الإخوان المسلمين، وهذا البيان يتضمن مواقف الجماعة منذ تأسيسها وإعادة تأكيدها اليوم تأتي لأن النظام يخوف الناس من بعضهم البعض ويوهم الناس بأن الإخوان قادمون في سوريا، ويقول إن الإخوان سيستأثرون بالحكم.. نحن سوف نشارك بالمرحلة الانتقالية كي تنتقل سوريا من مرحلة الاستبداد إلى مرحلة الديمقراطية».
وعن مؤتمر المعارضة السورية الذي سيعقد في إسطنبول اليوم (الاثنين) وغدا، قال: «المؤتمر سيشمل المجلس الوطني وكل أطياف المعارضة السورية، والهدف منه سيكون رسالة قوية لمؤتمر (أصدقاء سوريا) بأن المعارضة موحدة وهناك اتفاق على رؤية مشتركة.. وهناك أوراق عمل مقدمة وسوف تبحث من خلال ورشات عمل، وسيصل المؤتمرون إلى صيغة موحدة لرؤية سورية يتفق عليها كل أطياف المعارضة».
وأوضح أن هناك «فكرة لأن يكون تحت خيمة المجلس الوطني أكبر قدر ممكن من أطياف المعارضة»، معربا عن «أمل كبير في أن ينجح لقاء المعارضة وأن تتوحد تحت سقف المجلس الوطني، وأن يكون هناك دور أكبر لكل مؤسسات المجلس الوطني».
وشدد الشقفة على أن «اختيار برهان غليون كرئيس للمجلس الوطني كان اختيارا ديمقراطيا، وحصل على أكثر من ثلثي الأصوات.. ونحن نعتقد أننا سنصل إلى اتفاق مشترك مع مختلف أطياف المعارضة تحت سقف المجلس، وسوف نفتح ورشات عمل لإعادة هيكلة المجلس الوطني وتوسعة المجلس وتفعيل عمله في المرحلة القادمة، وربما نستطيع أن نحقق من مؤتمر (أصدقاء سوريا) اعترافا أكبر بأن المجلس الوطني هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري».
وأعلن الشقفة أن «قيادة المعارضة التقت ممثلين عن أكثر من 10 دول، ستشارك بمؤتمر (أصدقاء سوريا)، وأبلغوها نيتهم الاعتراف بالمجلس الوطني بأنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري»، متوقعا أن «تكون نتائج مؤتمر إسطنبول أفضل من نتائج مؤتمر تونس».
وختم الشقفة المؤتمر بالإشارة إلى أن «التجربة التركية هي تجربة مهمة وستكون موضع استفادة من قبل الشعب السوري، وهي تجربة رائدة في الحرية»، مشددا على «انفتاح الجماعة على أي تعاون والترحيب بأي إسناد للشعب السوري»، معربا في ختام المؤتمر عن التفاؤل بـ«عقد المؤتمر الصحافي المقبل في دمشق».
الأردن يحقق مع عشرة عسكريين ادعوا الانشقاق عن الجيش السوري
السلطات استجوبت أكثر من 300 من مختلف الرتب عقب دخول البلاد
عمان: محمد الدعمه
أوضح مصدر أمني أردني أن الأجهزة المختصة تجري تحقيقات مع عشرة من عناصر الجيش السوري، الذين سبق وأن ادعوا أنهم انشقوا عن القوات النظامية، وذلك عقب هروبهم من مكان الإقامة المخصص لهم في مدينة المفرق القريبة من الحدود الأردنية السورية.
وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية استجوبت أكثر من 300 عسكري من مختلف الرتب، ممن سلموا أنفسهم لقوات حرس الحدود الأردنية منذ اندلاع الثورة السورية في 13 مارس (آذار) من العام الماضي.. موضحا أنه تم إخلاء سبيل كل من كفله مواطن أردني، فيما تم التحفظ على نحو 197 منهم بسبب عدم وجود كفيل أردني يقوم بكفالته.
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية خصصت معسكرات الحسين للشباب في مدينة السلط مكانا لإقامة العسكريين تحت الحراسة، وتحت أنظار الأجهزة الأمنية تحسبا لوجود عناصر مندسة وخلايا نائمة للنظام السوري بينهم، ممن قد يحاولون القيام بأعمال تخريبية داخل الأردن.
وقال المصدر إنه تم ترحيل الجزء الأكبر من هؤلاء إلى مدينة المفرق القريبة من الحدود الأردنية السورية للإقامة في مخيم خاص بهم، إلا أن هؤلاء العشرة كانت الشكوك تحوطهم منذ دخولهم الأراضي الأردنية، حيث تم الاستعلام عنهم عن طريق عناصر من الجيش الحر تقيم في عمان.
من جهته، قال ضابط كبير منشق عن قوات الأمن السورية إنه «بعد التنسيق مع جماعاتنا في الداخل، تبين أن هؤلاء العشرة ليسوا منشقين عن النظام ولكنهم مندسون دخلوا الأراضي الأردنية للتجسس على اللاجئين السوريين»، مشيرا إلى «وجود تنسيق للتأكد من صحة ادعاء أي عسكري سوري يدعي انشقاقه عن النظام».. وأضاف: «لن نسمح بحصول اختراقات أو إساءات للأردن، الذي استضاف أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين».
إلى ذلك أكد ضابط قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الحالة ليست الوحيدة، إذ تم ضبط حالات أخرى مماثلة في تركيا والأردن ولبنان، وبعضهم تمكن من استدراج عناصر منشقين إلى داخل الأراضي السورية وجرى تسليمهم إلى الأمن السوري وذلك في الأشهر الأولى من عمر الثورة». وقال الضابط «قبل أكثر من شهر اعتقلنا مجنّداً في المخيم الذي يقيم فيه (قائد الجيش الحر) العقيد رياض الأسعد، ادعى انشقاقه وتبيّن لنا من التحقيق معه أن المخابرات السورية أرسلته للتقرّب من العقيد الأسعد، وقمنا بتسليمه إلى السلطات التركية». مذكراً بأن «الأتراك أوقفوا أيضاً عدداً من ضباطهم ومواطنيهم الذين جنّدهم النظام السوري لهذه الغاية»، مشدداً على أن «الجيش الحر يتخذ كافة الاحتياطات لحماية قيادته وضباطه وعناصره، وهو اتخذ من قضية المقدم حسين هرموش درساً مهماً للغاية».
من جانب آخر، قال مصدر قانوني أردني إن «هؤلاء العشرة سيتم تحويلهم إلى النيابية العامة لمحكمة أمن الدولة الأردنية للنظر في قضيتهم، حيث من المحتمل أن توجه لهم تهمة المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، أو التسلل غير الشرعي للحدود»، موضحا أن القانون الأردني يعاقب على التهمة الأولى بالسجن من 5 إلى 15 عاما، فيما يعاقب على تهمة التسلل بالحبس من ثلاثة شهور إلى سنة واحدة.
ورجح المصدر أن يبقى هؤلاء العشرة رهن الاعتقال الإداري إلى حين اتضاح صورة الوضع في الداخل السوري.
وحسب الإحصاءات الرسمية المعلنة فإن 73 ألف سوري دخلوا الأردن منذ اندلاع الأحداث في سوريا منتصف مارس من العام الماضي، ومعظم هؤلاء يقيمون مع أقاربهم في مدينتي المفرق والرمثا والمدن الأخرى.
من جهتها، تقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد السوريين المسجلين في الأردن بين خمسة آلاف وثمانية آلاف لاجئ، ولا يزال أول مخيم لاستقبال اللاجئين السوريين في الأردن قيد الإنشاء على أرض تبلغ مساحتها 30 دونما في مدينة المفرق.
حزب الصقور يسعى لتكوين جبهة معارضة كردية موحدة في سوريا
فواز الناصر لـ«الشرق الأوسط»: «البعث» عدو تاريخي.. وجاهزون لمواجهته
الرياض: تركي السهلي
يستعد حزب «الصقور الكردية الوطنية» بسوريا للمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني السوري في إسطنبول التركية، قبيل انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا مطلع أبريل (نيسان) المقبل. وينشط الحزب المتشكل في العام الماضي، ويتخذ من مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة مقرا له، في تكوين جبهة معارضة سياسية كردية موحدة، عبر توحيد مواقف 11 حزبا كرديا تعمل في الداخل السوري.
وأوضح فواز محمود الناصر، أمين عام الحزب، لـ«الشرق الأوسط» أن الأحزاب الكردية تعاني تباينا في المواقف من ثورة الشعب السوري، «ما يحتم علينا ككتلة – تشكل ما مجموعه 30 في المائة من النسيج الاجتماعي والسياسي الكردي – قيادة الأحزاب المتململة في تعاملها مع حزب البعث السوري نحو التركيز على وطنية الأكراد وعدائهم التاريخي مع نظام الأسد».
وقال القيادي الكردي المنتمي لقبيلة «الكيكي» الكردية، إن سكان القامشلي وشمال حمص عموما يرفضون حالة القتل والتشريد التي ينتهجها النظام مع المواطنين السوريين العرب في مناطق الاضطراب، وإن حالة المواجهة التي اعتمدها الأكراد في عام 2004 تمثل مرتكزا في قيام موقف كردي شديد الوضوح لمناصرة المواطنين بمختلف التراب السوري.. وشدد الناصر على أن الأكراد ينظرون إلى المواطنة بعيون بالغة الدقة؛ «كونهم سجلوا عبر التاريخ السوري مواقف تاريخية لا تقبل التشكيك أو الإقصاء أو حتى التحييد».
وعلق الناصر على الاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، أمس، حول تقديم مساعدات «غير فتاكة» للمعارضة السورية، بقوله: «ننتظر تنفيذ الوعود.. والأكراد على استعداد لإثبات وطنيتهم العالية عبر المشاركة السياسية ضمن جسم المجلس الوطني السوري، وكل التيارات المعارضة في الداخل والخارج»، مؤكدا أن حزبه «لا يتلقى تمويلا من أي دولة خارجية، على اعتبار أن عمل الحزب الأساسي ينصب على تشكيل موقف كردي موحد لدعم الثورة، وتمهيدا لتأسيس جبهة تشارك في ظهور سوريا ما بعد نظام بشار الأسد وحزب البعث».
وأرجع أمين عام حزب الصقور الكردية الوطنية بسوريا، عدم وضوح مواقف الأحزاب الكردية من الثورة إلى سيطرة حزب البعث على بعض الأحزاب هناك، مبينا أن الحراك السياسي الكردي بدأ يأخذ أشكالا تعتمد على العودة إلى قادة العشائر الكردية، في محاولة لفصل هيمنة «البعث» على الأكراد، واعتماد المواقف التاريخية لرموز النضال الكردي.
وذكر فواز الناصر أن حزبه فتح قنوات اتصال مع مكونات المعارضة السورية، وتلقى دعوات لحضور اجتماعات متفرقة في تركيا. كما حظي حزب الصقور الكردية الوطنية بدعم قادة المعارضة ورموزها، وبات ركنا رئيسيا في الاعتماد عليه نحو دخول الأكراد ساحة الحراك السياسي والعسكري المعارض.
ميدفيديف يؤكد دعم مهمة أنان في سوريا ويحذر من أن تكون «الفرصة الأخيرة»
الخارجية الروسية: ينبغي أن يتحدث المبعوث إلى المعارضة السورية
موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
أكد الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، خلال لقائه مع كوفي أنان، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية، أمس، دعم بلاده لمهمة المبعوث الأممي في سوريا وخطة «المبادئ الستة» التي طرحها على الرئيس السوري بشار الأسد للخروج من المأزق الراهن هناك، بينما حثت الخارجية الروسية، أمس، أنان على العمل بجد مع الحكومة والمعارضة في سوريا لإحلال السلام.
وأعرب ميدفيديف عن أمله في نجاح هذه المهمة والتوصل إلى نتائج إيجابية، مشيرا إلى احتمالات أن تكون هذه المهمة بالنسبة لسوريا «الفرصة الأخيرة لتفادي الحرب الأهلية طويلة الأمد»، على حد تعبيره.
وقالت المصادر الرسمية إن الجانبين تناولا في مباحثاتهما وراء الأبواب المغلقة المسائل المتعلقة باختيار السبل الملائمة لتحقيق التسوية السلمية، مؤكدين أولوية وقف إطلاق النار، والعمل من أجل وصول الإمدادات الإنسانية، وإطلاق آلية للحوار بين الحكومة وكل أطراف المعارضة.
من جهة أخرى، حث بيان للخارجية الروسية، أمس، أنان على العمل بجد مع الحكومة والمعارضة في سوريا من أجل إحلال السلام، وأضاف البيان أن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، شدد في اجتماع مع أنان على «ضرورة وضع نهاية للعنف من جميع الأطراف، وإقامة حوار سياسي سوري واسع».. ودعا المبعوث الخاص إلى العمل بجد على تحقيق ذلك الهدف مع السلطات والمعارضة.
وقال لافروف أيضا إنه ينبغي للدول، حتى تدعم مهمة أنان، أن تمتنع عن التدخل في شؤون سوريا أو الانحياز إلى أي طرف في المواجهة بين الحكومة ومعارضيها.
في حين أشار الكرملين في بيان، قبيل زيارة أنان، إلى أن حكومة الأسد مستعدة للحوار، وأن عناصر المعارضة هي التي تمتنع متشجعة بالأسلحة المهربة والتأييد الخارجي.. وقال البيان إن روسيا ستوضح «نهجنا الأساسي لضمان وقف إطلاق النار وإنهاء العنف في سوريا، وهو ما سيكون من الصعب تنفيذه دون وضع نهاية للدعم المسلح والسياسي من الخارج للمعارضة».
وأضاف البيان: «أخذا في الحسبان أن السلطات السورية مستعدة لإقامة حوار من هذا القبيل، فإن المهمة الرئيسية هي إقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى مائدة التفاوض مع السلطات والوصول إلى حل سلمي للأزمة».
كما كشفت مصادر بالكرملين عن أن الجانب الروسي أكد في لقاءات الأمس بين أنان وكل من الرئيس ميدفيديف ووزير خارجيته سيرغي لافروف، صعوبة الاعتماد على «مجموعة أصدقاء سوريا» التي تشكلت في تونس، انطلاقا من عدم منطقية الانحياز لطرف دون آخر، وخطورة محاولات تسليح المعارضة، التي لا تزال غير موحدة الصفوف.
وأشارت المصادر إلى تقارب المواقف بين روسيا وما يطرحه أنان والبلدان الغربية تجاه ضرورة الاعتماد على الحلول السلمية، بعيدا عن الخيار العسكري. وهو ما سيكون موضع نقاش في اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي ميدفيديف والأميركي باراك أوباما، على هامش قمة سيول، وبين أنان وبكين غدا.
وكان سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، استبق لقاءات الأمس بتصريحات أكد فيها استعداد الحكومة السورية لخوض الحوار مع ممثلي المعارضة، وناشد كل الأطراف المعنية البدء في هذا الحوار الذي قال إنه السبيل الوحيدة المناسبة للتوصل لوقف العنف والتحول إلى بحث جوانب التسوية السلمية، مناديا بضرورة وضع حد للدعم السياسي والعسكري الخارجي لفصائل المعارضة في سوريا.
وقال بريخودكو: «من الصعب الوصول إلى تسوية للأزمة السورية في إطار منتديات مثل (مجموعة أصدقاء سوريا)، الذي تقوم القرارات التي تتخذ من خلاله (كقاعدة عامة) على الدعم أحادي الجانب لأحد أطراف النزاع، كما هو الحال في اجتماع المجموعة الذي عقد في 24 فبراير (شباط) الماضي».
وأشارت مصادر روسية إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام مهمة أنان، دون استبعاد احتمالات العودة إلى مجلس الأمن لبحث اتخاذ موقف موحد قد يكون تطويرا للبيان الرئاسي الذي صدر عن المجلس بموافقة موسكو وبكين.
وكان لافروف سبق وأعرب عن استعداد موسكو لتبني الموقف الموحد، الذي اتخذه المجتمع الدولي في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي، في قرار يحمل قوة الإلزام.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن عددا من ممثلي البلدان الأوروبية زاروا موسكو خلال الأيام القليلة الماضية، في محاولة لإقناع روسيا بتحويل ملف الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما رفضته موسكو التي دعا ممثلوها إلى أولوية التركيز على إطلاق آلية للحوار، بينما تستعد لاستقبال وفد يمثل «هيئة التنسيق الوطنية» خلال الأيام القليلة المقبلة.
إلى ذلك، أشارت تقارير على مواقع إخبارية موالية لنظام الأسد إلى أن «الرئيس بشار الأسد سيلقي خطابا في الفترة القريبة يعلن فيه عن انتهاء العمليات العسكرية في مختلف المناطق الساخنة من سوريا، ويعلن أيضا عن عفو شامل عن جميع من تورط بالانتساب أو العمل وحمل السلاح دون أن يتورط بدماء السوريين من قتل وخطف وما شابه، فضلا عن عفو شامل عن المعتقلين، كما أنه سيتحدث عن مبادرة كوفي أنان والعلاقة مع روسيا»، لكن موقع وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) لم ينقل الخبر.
الثورة السورية تعسكرت بنسبة 70%.. والمعارضون يريدون المزيد
انتفاضتان مسلحتان سبقتا أطفال درعا في القامشلي وتلكلخ
بيروت: سوسن الأبطح
«عندما بدأت الثورة في دمشق ودرعا، ثم وصلت أصداؤها إلى إدلب، خرجت مظاهرات تصدى لها الأمن بالعصي أحيانا والسلاح في أحيان أخرى. ساد جو من الغضب والفوضى، ولجأ المواطنون، هذا إلى بندقية صيد، وآخر إلى مسدس، للدفاع عن أنفسهم».. هكذا وصف أنس من إدلب بداية الثورة هناك، مضيفا: «إن السلاح الفردي كان موجودا بين أيدي الناس، خصوصا في الريف، وغالبيته غير مرخص بسبب ارتفاع أسعار الرخص».
ويشرح أنس أن «أهل إدلب نصفهم ربما عندهم أسلحة فردية، وأهل درعا – تقليديا – عندهم أسلحة أيضا، كما أن السلاح الفردي بالنسبة للعشائر في سوريا يعتبر جزءا من حياتهم». وعن المناطق التي كان يوجد فيها السلاح قبل الثورة يشرح لنا أنس «أن مدينة تلكلخ بشكل خاص هي مركز شهير للتهريب على الحدود اللبنانية – السورية، وكذلك بعض مناطق ريف دمشق القريبة من لبنان مثل الزبداني ويبرود المعروفتين بالتهريب أيضا، وهناك مناطق أخرى في دير الزور على الحدود العراقية والتركية».
ويتحدث أهالي تلكلخ والقامشلي عن واقعتين مسلحتين يعتبرانهما ثورة سبقت الثورة. فقد شهدت القامشلي عام 2004 انتفاضة كردية مسلحة، تم إخمادها. وشهدت تلكلخ قبل نحو ستة أشهر من اندلاع الثورة اشتباكات مسلحة بين القوى النظامية والأهالي، بسبب منعهم من التهريب، وأخمدت كذلك بعد قتل واعتقالات طالت المئات من الشبان. ويروي لنا حسان، وهو ناشط شاب من تلكلخ، أنه «عندما بدأت الثورة في درعا كانت تلكلخ قد أسكتت بالكامل، لكن الاحتقان بقي موجودا، فانتفض أهلها بسلاحهم، تضامنا مع أهالي درعا. وهو ما لم يكن حال سكان حمص الذين خرجوا حينها بمظاهرات أكثر سلمية». ويضيف حسان: «كثيرون كانوا يملكون أسلحة فردية آثروا التظاهر سلميا في تلك الفترة، وغيرهم استفزوا واستخدموا أسلحتهم».
تامر، مُعارض من باب السباع في حمص، يقول إنه «في أواخر شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي بدأ الناس يشعرون أن السعي للحصول على السلاح بات ضرورة، بسبب هجمات الشبيحة والأمن». ويضيف: «كل مواطن أخذ يحاول الحصول على قطعة سلاح، ولو باع أثاث منزله، أو مصاغ زوجته». لكن حنان من بابا عمرو التي قتل خمسة شبان من عائلتها تشرح لنا أن «الحصول على السلاح كان قد أصبح ضروريا، ليس فقط بسبب وحشية النظام، ولكن لأن حالة كبيرة من الفلتان والفوضى استشرت في حمص، بعد أشهر قليلة من اندلاع الثورة. فقد انتشر الخطف والقتل وشهد أهالي المدينة اعتداءات، واختلطت الأمور على الأهالي، وما عاد يعرف من مع النظام ومن ضده. بقي الحال على هذا النحو لأشهر حتى حوصر حي بابا عمرو بالكامل، وفرز الطرفان في تلك المنطقة».
«حمص كانت الأوفر حظا في الحصول على الأسلحة»، بحسب ما يقول الناشط أنس، «لأن الأسلحة التي رأيتها في حمص لم أشاهد لا من نوعها ولا كمها في إدلب. ورغم وجود عمليات تهريب من تركيا»، فإنها في رأيه تبقى في إدلب قليلة، نسبة لما يتم تهريبه من لبنان. ويقول أيضا: «رغم تلغيم المناطق الحدودية، وتشديد الرقابة على الحدود اللبنانية، ومحاولة الجيش السوري منع المرور، فإن عمليات تهريب واسعة لا تزال تتم على نحو كبير».
ويقول لنا سكان من وادي خالد في عكار، وهي المنطقة اللبنانية الحدودية التي يعتقد أن جزءا لا يستهان به من السلاح الواصل إلى سوريا يمر منها: «هناك لبنانيون وسوريون يخاطرون بحياتهم لمساعدة الثوار، لكن الغالبية ممن يهربون السلاح إنما يجازفون لأهداف تجارية بحتة. والهدف في النهاية هو إيصال السلاح للداخل، وليس مهما بعد ذلك من الذي يشتري، فالوضع الحالي فرصة ذهبية لتجار الأسلحة الذين يعرفون أن كل ما سيصلون به إلى سوريا سيسوق بأسعار لم يحلموا بها في السابق، وهو ما يحفز على المخاطرة».
عمران ناشط في الخامسة والعشرين، من ريف حلب، يتنقل بين لبنان وسوريا لتهريب معدات اتصالات إلكترونية، في رأيه أن «70% من الثوار السوريين باتوا مسلحين، لكن أسلحتهم لا تزال خفيفة وعاجزة عن مواجهة الدبابات والمدفعية». ويؤكد عمران أن «تبرعات مالية كثيرة ترسل إلى الثوار من أفراد وجهات مختلفة، لمساعدتهم على شراء السلاح، لكن بعضها لا يصل بالضرورة، ويضيع على الطريق. وهناك جهات تتعامل مباشرة مع تجار الأسلحة تدفع لهم وتطلب توصيل ما اتفق عليه للثوار. ولذلك فإن التسليح يحتاج إلى مزيد من التنظيم والانضباط، فهناك نقص في الذخيرة، حتى ولو توفرت أسلحتها. والثوار يعمل كل فريق منهم بالتنسيق مع مجموعات صغيرة حوله، لكن لا يبدو أن ثمة خطة تشمل الجميع».
عمران يتحدث أيضا عما سماه «فوضى المسلحين، والفلتان الذي يصيب الأهالي بالخوف»، ويتأسف «لأن بعض المسلحين المعارضين يشتبك بعضهم مع بعض، إما لأسباب ثأرية قديمة، وإما لخلافات طارئة، وهو ما يوقع ضحايا». أما عن دور الجيش الحر فيقول عمران: «هم لا يزالون قلة بالنسبة لعدد المسلحين الآخرين. وبالنسبة لي فإن الجيش الحر هو الواجهة الإعلامية للمعارضة المسلحة، التي تضم كل من يريد أن يسقط النظام واستطاع الحصول على قطعة سلاح».
يشرح الناشطون الذين تحدثنا معهم أن «الثورة تعسكرت لكن بسلاح أغلبه خفيف»، وهم يبدون حماسة كبيرة للتمويل الذي قال برهان غليون إنه «سيتدفق لشراء السلاح». بابا عمرو، بحسب ما يشرح الناشطون، كان حالة عصيان استثنائية، حيث تحول إلى قاعدة مسلحة ومحمية للجيش الحر والمعارضة المسلحة عموما. في الحي تمترس هؤلاء وتمكنوا من إقامة مركز اتصال وسجون وأقاموا محاكمات.. ومن هنا جاء استشراس النظام للقضاء عليها. وبحسب جرحى من بابا عمرو يعالجون في لبنان فإن «المنشقين في المنطقة الوسطى والغربية كانوا يجدون في هذا الحي الحمصي ملاذا آمنا يلجأون إليه، ويستقبلون بكثير من الترحاب من قبل الأهالي. وكان الحلم أن يتحول بابا عمرو إلى بنغازي سوريا، ومنه تكون الانطلاقة لتحرير كل البلاد».
أنس الناشط من إدلب يوافق على أن لا شبيه لحالة بابا عمرو، «ففي جبل الزاوية ثمة حالة عصيان وتجمع للجيش الحر في الجبال، لكن الأمر في حمص مختلف». ويشرح أنس أن «الجيش الحر ومن معهم متفرقون في إدلب بشكل عام، وليس لهم تجمع كبير على غرار بابا عمرو».
أمام هذا الوضع التسلحي المشرذم فتميل غالبية المعارضة للحصول على سلاح نوعي تستطيع بواسطته مقاتلة الجيش، إلا أن بعض الأصوات لا تزال تعتبر أن مزيدا من التسليح قد يزج بسوريا في انقسامات مسلحة يصعب إنهاؤها بعد إسقاط النظام، نتيجة لتشتت المعارضين واختلاف مشاربهم، وللنعرات الطائفية التي بدأت تطفو على السطح.
وكردّ على هذا الرأي أعلن برهان غليون رئيس «المجلس الوطني السوري» في مارس (آذار) عن إنشاء «مكتب للتنسيق العسكري»، الذي من شأنه أن «يحدد استراتيجية الجيش السوري الحر ويشرف على مده بالسلاح». وهو ما لم ترحب به قيادة الجيش الحر وعلى رأسها رياض الأسعد، في حينه، بسبب عدم التشاور المسبق مع هذه القيادة.. لكن يبدو أن الاتصالات جارية لتذليل العقبات أمام إنشاء المكتب.
وتزامنا مع وصول كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى دمشق، وتصاعد الكلام عن حوار بين المعارضة والنظام السوري وتراجع الحماسة الدولية لتسليح المعارضة أو التدخل الأجنبي، رد برهان غليون بالقول إن «أي حل سياسي لن ينجح، إلا إذا رافقه ضغط عسكري على النظام لوقف القتل». ورأى غليون أنه «لا بد من تأمين السلاح النوعي للجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أن «هذا يحتاج إلى محادثات مع الدول، خصوصا أن الجميع يدرك أن النظام لن يستسلم إلا بالقوة».
وبانتظار التوافق الدولي على تسليح المعارضة، فإن المهربين يعملون بنشاط كبير على الحدود السورية – اللبنانية، وبزخم أقل على الحدود التركية، لتوفير السلاح لكل من يملك ثمنه. فالشعب السوري استخدم سلاحه دون إذن من أحد، ويبدو أنه ماض في تسلحه وإن أقلق هذا واشنطن أو أزعج روسيا.
أوباما يحث على الانتقال إلى «حكومة شرعية» في سوريا.. ويتفق مع أردوغان على إرسال مساعدات للمعارضة
أكد عشية القمة النووية أن «الفرصة تضيق» مع إيران.. ووجه تحذيرا لكوريا الشمالية
سيول – لندن: «الشرق الأوسط»
عشية انطلاق قمة الأمن النووي المقررة في سيول اليوم بحضور العديد من قادة العالم؛ بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، اتفق الأخير مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على تقديم مساعدات «غير عسكرية» للمعارضة السورية تتضمن معونات طبية وأجهزة اتصالات لمساعدتها في مواجهة القمع الذي تمارسه السلطات السورية ضد المناوئين للرئيس السوري بشار الأسد. وحول الملف النووي الإيراني، شدد الرئيس الأميركي على خيار الدبلوماسية، إلا أنه أكد أن الفرص أخذت في التضاؤل، كما وجه تحذيرا لكوريا الشمالية من أنها «لن تحقق أي شيء من خلال التهديدات والاستفزازات»، وذلك قبيل قيامها بإطلاق صاروخ أعلنت عنه مؤخرا، وحث الصين على الاستعانة بنفوذها لمنع أي «تصرفات سيئة» من قبل بيونغ يانغ.
وعقد أوباما وأردوغان محادثات في سيول اتفقا خلالها على ضرورة إرسال مساعدات «غير عسكرية» إلى المعارضة السورية بما في ذلك معدات اتصالات، كما اتفقا على أن اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في إسطنبول في 1 أبريل (نيسان) يجب أن يسعى إلى تزويد المعارضة بالمساعدات غير القاتلة والإمدادات الطبية.
وأكدت واشنطن عدة مرات أنها تدرس تزويد المعارضة السورية بمساعدات «غير قاتلة» في مواجهة نظام الأسد الذي دعت واشنطن إلى تنحيه. ورغم أن القوات السورية النظامية تتفوق عسكريا على معارضيها، فإن واشنطن قالت إنها لا تفضل تسليحهم بحجة أن زيادة «عسكرة» النزاع ستفاقم من عمليات قتل المدنيين.
وفي محادثاته مع أردوغان، قال أوباما إن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على «ضرورة حدوث عملية» انتقال إلى «حكومة شرعية» في سوريا، بينما أشار أردوغان إلى أن 17 ألف سوري لجأوا إلى تركيا. وقال: «لا يمكننا أن نقف متفرجين» في مواجهة الأزمة الإنسانية التي تسبب فيها النزاع بين النظام السوري والمناهضين له الذي أدى إلى مقتل أكثر من 9 آلاف شخص، بحسب المراقبين.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية للأنباء عن أردوغان أنه وأوباما كانا متفقين في الرأي في ما يتعلق بسوريا، وأعرب رئيس الوزراء التركي عن امتنانه لدعم الولايات المتحدة لتركيا في مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي.
وقال أردوغان: «ينبغي لنا ونحاول إيجاد حل (للوضع في سوريا) من خلال القانون الدولي. إننا سعداء لاتفاقنا (مع الولايات المتحدة) بهذا الشأن». ويبلغ طول الحدود المشتركة بين تركيا وسورية 1910 كيلومترات.
كما نقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان أنه ناقش مع أوباما دور كل من إيران وروسيا والصين بشأن الوضع في سوريا، وقال أردوغان: «زيارتي لإيران (المقررة قبل نهاية الشهر الحالي) تتعلق بالوضع في سوريا»، مشيرا إلى اعتزامه التوقف في طهران خلال رحلة العودة من كوريا الجنوبية إلى بلاده في 28 مارس (آذار) الحالي.
وحول الملف النووي الإيراني، أكد أوباما أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لحل الأزمة النووية الإيرانية من خلال الدبلوماسية، إلا أن فرصة الحل تضيق. وكرر موقفه بشأن الأزمة الإيرانية بعد مباحثاته مع أردوغان، وقال للصحافيين: «أعتقد أن هناك متسعا من الوقت لحلها دبلوماسيا، إلا أن الفرصة تضيق». وتقول طهران إن برنامجها النووي سلمي تماما، لكن إسرائيل ودولا غربية تعتقد أنها تتحرك في اتجاه صنع قنبلة نووية من الممكن أن تغير ميزان القوى بالمنطقة.
وحث أوباما إسرائيل على الإحجام عن شن أي هجوم على المواقع النووية الإيرانية لإمهال العقوبات والدبلوماسية فرصة. لكنه يقول إن العمل العسكري ما زال خيارا مطروحا في حال فشل الخيارات الأخرى.
كما حث الرئيس الأميركي الصين على الاستعانة بنفوذها لمنع أي «تصرفات سيئة» من كوريا الشمالية في أزمة نووية مع الغرب، ولمح إلى النية لفرض عقوبات أشد في حالة مضي بيونغ يانغ في إطلاق صاروخ الشهر المقبل.
وقال أوباما عقب لقائه الرئيس الكوري الجنوبي لي موانغ باك إن إطلاق الصاروخ سيؤدي إلى مزيد من العزلة لكوريا الشمالية التي يتعين عليها إثبات مدى جديتها إذا كان للمحادثات السداسية أن تستأنف. وقال أوباما إنه من الواضح أن ممارسات بكين و«مكافأة تصرفات سيئة وغض الطرف عن استفزازات متعمدة» لا تحقق نجاحا، مضيفا أنه سيثير هذه المسألة خلال اجتماع مع الرئيس الصيني هو جين تاو اليوم. وقال: «أعتقد أن الصين جادة للغاية، وهي لا تريد أن ترى كوريا الشمالية وهي تملك سلاحا نوويا.. لكن سيتعين عليها أن تتخذ إجراء ما في هذا الصدد بشكل متسق»، بحسب «رويترز».
وكانت تصريحات أوباما أقوى دفعة حتى الآن لإجبار الصين على استخدام نفوذها في كبح جماح حليفتها كوريا الشمالية، وأن تدعو بكين إلى النهوض بمسؤولياتها باعتبارها قوة عالمية صاعدة.
وفي السنة التي تجرى فيها الانتخابات الأميركية والتي اتهم خلالها الجمهوريون أوباما بعدم اتخاذ موقف قوي بشكل كاف من بكين، فإن إصدار تصريحات صارمة بشأن الصين ينظر له على أنه يهدف إلى استمالة أصوات بعد ثلاث سنوات من دبلوماسية متوترة في التعامل مع أفغانستان والعراق وإيران.
وسينضم أوباما اليوم إلى أكثر من 50 زعيما آخرين من دول العالم لمتابعة قمة الأمن النووي السابقة التي نظمها في واشنطن عام 2010 للمساعدة على مواجهة خطر الإرهاب النووي.
توافق مع أوباما على دعم المعارضة.. وروسيا تعتبر خطة أنان فرصة لتجنب “حرب أهلية”
أردوغان: الأسد يقف على قدميه بدعم من إيران
اعتبر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ان الأسد يقف على قدمية بسبب الدعم الذي تقدمه ايران، واتفق مع الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال لقائهما في سيول أمس على عملية انتقالية نحو حكومة شرعية في سوريا، فيما اعتبرت روسيا التي استقبلت امس مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان، أن خطة الأخير “فرصة أخيرة لتجنب حرب أهلية”.
وفي تصريحات للصحافيين على متن الطائرة التي أقلّته للعاصمة الكورية الجنوبية سيول، قال اردوغان: “مع استمرار وقوف روسيا والصين وإيران لجانب سوريا لا يمكن الإطاحة بالأسد”، مستدركاً “لكن نرى أن روسيا بدأت تتفهم حقيقة الأوضاع في سوريا وأتمنى أن تغير موقفها”.
وأشار أردوغان إلى أن “الصين تتحرك مثل روسيا في حال تغير الموقف الروسي فإن الموقف الصيني سيتغير أيضا آنذاك لا يمكن أن يستمر الأسد بحكمه الذي يقامر للحصول على مزيد من الوقت”، مشيرا إلى أن “الأسد يقف على قدميه بدعم من إيران وإذا تم سحب هذا الدعم ستتغير أشياء كثيرة”.
وعما إذا كان مدرجا على جدول أعمال الحكومة تشكيل منطقة عازلة أو أمنية في سوريا، قال أردوغان “الأعمال مستمرة ومرتبطة بالتطورات ومن الممكن تطبيق حق الحماية المرسومة بالقوانين الدولية”.
وفي سياق متصل، قال أردوغان إنه “في الماضي كان الأسد يسلمنا عناصر المنظمة الإرهابية والآن نرى أنه يحمي أعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية (بي كيه كيه) ومن الممكن قطع علاقاتنا بأية لحظة مع سوريا”.
وتابع أردوغان في تصريحاته التي نقلتها صحيفة “خبر تورك” التركية امس: “لم يصلني تقرير عن دعم الرئيس السوري للمنظمة الانفصالية، ولكن نرى تعزيز وإحياء علاقته بالمنظمة الإرهابية”، في إشارة إلى “بي كيه كيه”. وقال إنه “ليس فقط أعضاء المنظمة الإرهابية التي تقوم بدور فعال في سوريا وإنما أعضاء منظمة بيجاك؟ القادمين من إيران هم الآخرون يقومون بدور فعال هناك”.
اوباما اكد خلال لقاء جمعة بأردوغان عشية قمة الأمن النووي في كوريا المنعقد في سيول، الإتفاق على تقديم “مساعدة غير عسكرية” للمعارضة السورية، بما في ذلك معدات اتصال.
كما اتفق اوباما واردوغان على ان اجتماع “اصدقاء سوريا” الذي سيعقد في الاول من نيسان (ابريل) في اسطنبول يجب ان يسعى الى تزويد المعارضة بالمساعدات غير العسكرية والامدادات الطبية.
وكرر اوباما واردوغان دعوتهما ايضا الى “عملية” انتقالية نحو “حكومة شرعية” في سوريا.
وقال نائب مستشار الأمن القومي بن رودس، إن الطرفين ركزا على الوضع في سوريا وأكدا “الاتفاق الكامل” على الخطوات المقبلة. وأشار إلى أن أوباما و أردوغان يتطلعان إلى اجتماع “أصدقاء سوريا” في الأول من نيسان (أبريل) في اسطنبول لبحث وسائل تقديم مساعدات غير قتالية للمعارضين في سوريا، بما فيها المواد الطبية ووسائل الاتصال.
وقال اردوغان “لا يمكن أن نكتفي بالمشاهدة وأن ننتظر دون تدخل. هذا واجب انساني علينا. نحاول أن نقوم بما يلزم في إطار القانون الدولي وسنقوم به”.
في موسكو، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس لأنان خلال لقائهما في مطار “فنوكوفو-2” في موسكو قبل مغادرته للمشاركة في قمة سيول كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية “قد تكون هذه الفرصة الاخيرة لسوريا لتجنب حرب اهلية دامية وطويلة الامد”.
واضاف: “سنقدم لكم دعمنا الكامل على اي مستوى”. وتابع الرئيس الروسي “نامل بقوة ان يكون لجهودكم نتيجة ايجابية”.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن انان قوله انه يتوقع ان تلعب روسيا “دورا ناشطا” في التاكد من ان الطرفين يلتزمان بنقاط خطة السلام التي نالت دعما من مجلس الامن الدولي.
ولم يشر انان ولا مدفيديف الى الرئيس السوري بشار الاسد او مطالب المعارضة باطاحته.
وقبل لقائه مدفيديف، اجتمع انان مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اتفق معه، بحسب مسؤولين روس، على الحاجة لبذل “جهود اضافية” من قبل قوى دولية واقليمية من اجل حل الازمة.
ونقلت وكالة انترفاكس عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله ان “الطرفين شددا على اهمية العمل مع الحكومة والمعارضة على حد سواء”.
وسيزور انان ايضا بكين الثلاثاء والاربعاء المقبلين لاجراء محادثات مع القادة الصينيين.
(أ ش أ، رويترز، أ ف ب، يو بي أي)
“الجيش السوري الحر” يأسر 17 جندياً من النظاميين في إدلب
تجدد القصف على حمص واشتباكات بين جنود ومنشقين
شهدت مدينة اعزاز في حلب في شمال سوريا ومنطقة اللجاة في درعا (جنوب) اشتباكات بين قوات نظامية سورية ومجموعات منشقة تسببت بسقوط عدد من القتلى، بحسب ما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، وذلك بعد قصف صباحي امس على احياء في مدينة حمص.
فقد قتل “عنصران من المجموعات المسلحة المنشقة في مدينة اعزاز التي تشهد اشتباكات تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، وتحوم الطائرات المروحية في سماء المدينة”، بحسب بيان للمرصد. واضاف البيان ان “كثيرين من اهل المدينة نزحوا في اتجاه قرى وبلدات مجاورة”.
كما دارت اشتباكات في منطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب) اثر “اقتحام قوات عسكرية كبيرة تضم الاف الجنود وعشرات الاليات العسكرية المنطقة”.
ونفذت القوات الامنية حملة مداهمات في مدينة نوى في المحافظة قتل فيها خمسة عناصر على الاقل من مجموعة مسلحة منشقة. كما قتل ثلاثة عناصر من قوات الامن.
وافاد المرصد ايضا بأن “مجموعة مسلحة منشقة استهدفت مفرزتي الامن العسكري وامن الدولة في مدينة النبك في ريف دمشق بقذائف ار بي جي فجرا”.
واستمرت الاشتباكات عنيفة حتى ساعة متقدمة من ليل السبت ـ الاحد بين قوات النظام ومجموعات منشقة في ريف دمشق، لا سيما في دوما، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.
في محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن في بلدة مورك “التي تعرضت لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية السورية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات فيها”.
كما تعرضت بلدة قلعة المضيق في المحافظة “لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف هاون مصدرها القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة”.
في محافظة دير الزور (شرق) “نفذت قوات عسكرية وامنية مشتركة حملة مداهمات واعتقالات في حي جعفر في مدينة القورية بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية اسفرت عن اعتقال خمسة مواطنين”، بحسب المرصد.
وتسبب القصف بقذائف الهاون على حي الصفصافة في مدينة حمص (وسط) باصابة ثلاثة مواطنين بجروح، بحسب المرصد.
وكانت لجان التنسيق المحلية ذكرت في بيان ان قوات النظام استأنفت قصفها على احياء باب هود والخالدية والحميدية وحمص القديمة في مدينة حمص صباحا، وان اصوات “الانفجارات هزت المدينة”.
وكالعادة، سجلت تظاهرات ليلية عدة أول من أمس ابرزها في دوما، وذلك “رغم اطلاق النار المستمر في المدينة”، بحسب الشامي.
ومن الهتافات التي رددها المتظاهرون “والله جايينك يا شام، مسيحيي واسلام، بدنا نسقط النظام”.
وسارت تظاهرات ليلية اول من امس في احياء برزة والقدم والميدان في دمشق. وقال الشامي ان قوات النظام “شنت مساء حملة اعتقالات ومداهمات في المنطقة المحيطة بجامع القدم الكبير وحارة جورة الشريباتي.
كما سجلت تظاهرات في احياء الصاخور والحيدية وطريق الباب في مدينة حلب.
في بلدة معرة مصرين التي كانت دخلتها قوات النظام قبل ايام، افاد المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب عن تظاهرة مسائية “نصرة لمدينة سراقب” التي اقتحمتها قوات النظام السبت وقامت بحملة اعتقالات فيها.
وشوهد في شريط فيديو وزعه المكتب المتظاهرون يقيمون حلقات رقص ويقرعون على الطبل ويغنون “وين الملايين؟ الشعب العربي وين؟ الغضب العربي وين؟”.
في غضون ذلك قال ناشطون سوريون إن “الجيش السوري الحر” أسر 17 جنديا من الجيش النظامي التابع للرئيس السوري بشار الأسد.
وبثت قناة “العربية” الاخبارية امس مقطعا من شريط فيديو يظهر مشاهد مصورة توضح أسر 17 جنديا سوريا بينهم ضابطان على يد “الجيش السوري الحر” في منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب.
كما بثت “العربية” مشاهد مصورة تظهر دبابات جيش النظام تجوب شوارع مدينة حماة بهدف إرهاب المواطنين، في الوقت الذي تشهد فيه أسواق المدينة انتشارا أمنيا كثيفا.
(أ ف ب، أ ش أ)
واشنطن تقرر طرح مساعدة المعارضة فى مؤتمر اجتماع “أصدقاء سوريا”
اعلن نائب مستشار الأمن القومي الاميركي بن رودس أن الولايات المتحدة ستثير قضية المساعدات الدولية إلى الشعب السوري خلال اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” المقرر عقده الاسبوع المقبل في تركيا، والذي ستشارك فيه واشنطن بوفد ترأسه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وقال رودس في تصريح نقلته شبكة “ايه بي سي نيوز” الاخبارية الاميركية إن الولايات المتحدة وتركيا وغيرها من الدول الحليفة تبحث في الوقت الراهن كيفية تزويد المعارضة السورية بوسائل اتصال فضلا عن معدات أخرى “غير فتاكة”.
وكان الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحثا فى وقت سابق أمس الخيارات المتاحة لمساعدة للمعارضة السورية، وذلك في اجتماع مطول أمس على هامش القمة الثانية للامن النووي المنعقدة في العاصمة الكورية الجنوبية، سيول.
وأعربت الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا رفيف جويجاتي عن أملها في أن يسفر مؤتمر “أصدقاء سوريا” عن نتائج ملموسة بشأن الأزمة السورية .
وقالت في تصريح لإذاعة “سوا” الأميركية أمس “على المعارضين السوريين توحيد صفوفهم ووضع خلافاتهم جانبا والعمل معا من أجل سوريا ومساعدة شعبها، ووضع إطار عمل للمرحلة الانتقالية ومن ثم نهاية لنظام (الرئيس) بشار الأسد”.
وحذرت جويجاتي المعارضة من التقاعس عن العمل وبذل الجهد لحل الأزمة السورية .وقالت “إن من أهم العوامل التي ستفضي إلى إنهيار نظام الأسد هي توحيد جهود المعارضة واستمرار العقوبات الاقتصادية، وما يرافقها من تدهور للوضع الاقتصادي في سوريا”، مؤكدة “أن استمرار الانشقاقات داخل صفوف الجيش النظامي سيساعد على سقوط النظام”.
إلى ذلك، أفاد موقع “دامس بوست” السوري الالكتروني أمس أن أنقرة استضافت قبل أيام لقاء حضره ممثلون عن الدول التي ستشكل ما وصفه بـ”النواة الصلبة” لأعمال المؤتمر الثاني لـ”أصدقاء سوريا” الذى يعقد في إسطنبول أول نيسان (أبريل) المقبل لبحث تطورات الأوضاع في سوريا.
وقال الموقع إن هذه الدول أوفدت موظفين في وزارات خارجيتها مؤخرا إلى تركيا، ليخوضوا نوعا من “العصف الفكري” في الإجراءات التي يمكن لمؤتمر إسطنبول أن يتبناها.
ونقل الموقع عن مصادر عربية قولها “إن أهمية هذه اللقاءات تنبع من أنها تمهد لنجاح مؤتمر إسطنبول عبر تنسيق مسبق لمواقف دول “النواة الصلبة” المشاركة فيه، وهو الأمر الذي أدى غيابه إلى فشل مؤتمر تونس”.
وأشار إلى ان اللقاء التحضيري رسم “خريطة طريق عمل دولي جماعي”، وهو المصطلح الذي استخدمه أردوغان في تصريحاته الأخيرة، لتحديد معالم الخطوات التي يجب على المجتمع الدولي تنفيذها، لإسقاط النظام السوري.
وأشارت المصادر الى أن الأوراق التي قُدمت تتضمن الإجابة عن ثلاث مهمات متكاملة تشمل العقوبات الواجب اتخاذها لإضعاف النظام اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا، وهو الأمر الذي تخصصت به الورقة الفرنسية المقدمة إلى اللقاء، كما تشمل الخطوات الفاعلة لدعم المعارضة السورية والإجراءات المطلوبة من المجتمع الدولي في المرحلة الانتقالية في سوريا، وهو ما تخصصت به الورقة المشتركة بين الإمارات وألمانيا.
أما موضع تسليح المعارضة، فقد تم الاتفاق، بحسب الموقع، على صياغة قرارات مؤتمر إسطنبول بأسلوب يوفر مظلة سياسية لكل دولة لتقوم بتسليح المعارضة وفق آليات خاصة بها، وليس بالضرورة عبر إعلان ذلك.
وقال موقع “دامس بوست” إنه فيما يتعلق بموضوع إقامة المنطقة العازلة، فقد جرى التوافق على تركه ليكون محل عناية المستوي السياسي الأعلى المشارِك في مؤتمر إسطنبول نفسه، مشيرا الى أن توصيات اللقاء التحضيري رفعت إلى المستوى السياسي الأعلى في دول “النواة الصلبة لمؤتمر إسطنبول”، بهدف دراستها تمهيدا لإقرارها في مؤتمر ثانٍ يعقد على مستوى وزاري قبل انعقاد أصدقاء سوريا، لتضمين هذه العناوين في مقررات البيان الختامي. (أش أ
قتلى في مواجهات عسكرية وأنقرة وواشنطن لدعم تقني للمعارضة السورية
ميدفيديف: نجاح عنان أو الحرب الأهلية
سقط قتلى وجرحى بالعشرات، في مناطق سورية عدة، أمس، في ظل تواصل العنف الدائر هناك، والعمليات العسكرية والقصف، والاشتباكات المسلحة، في وقت أكدت روسيا على لسان رئيسها ميدفيديف، دعمها لمهمة وخطة المبعوث الدولي – العربي الخاص إلى سوريا كوفي عنان، مؤكدة ضرورة جمع النظام السوري والمعارضة على طاولة الحوار، لحل الأزمة سياسياً، ومعتبرة أن خطته قد تكون الفرصة الأخيرة للحل، وإلا فإن الأمور ستتحول إلى حرب أهلية . وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنهما متفقان على ضرورة دعم المعارضة المسلحة بمعدات “غير عسكرية” .
وقتل 66 شخصاً بينهم 12 جندياً وعناصر في “الجيش السوري الحر”، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 5 أشخاص قتلوا في محافظة حمص (وسط)، كما سقط عنصر من قوات الأمن خلال إطلاق نار . وتسبب القصف بقذائف الهاون على حي الصفصافة بإصابة 3 أشخاص بجروح .
وكانت لجان التنسيق المحلية ذكرت في بيان أن قوات النظام استأنفت قصفها على أحياء باب هود والخالدية والحميدية وحمص القديمة صباحاً، وأن أصوات “الانفجارات هزت المدينة” . وفي ريف دمشق، قتل شاب في مدينة دوما في إطلاق نار من قوات سورية . وفي حماة (وسط)، قتل ثلاثة في إطلاق نار من قوات نظامية في بلدتي مورك واللطامنة . وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل سوريان في مدينة سراقب في إطلاق نار من القوات السورية . وقال المرصد إن القوات التي اقتحمت سراقب السبت، “أحرقت منازل عشرات النشطاء المتوارين” . وأفاد المرصد وناشطون عن حملات دهم واعتقال في مناطق مختلفة وعن اشتباكات عنيفة سقط فيها عدد من القتلى . فقد قتل عنصران من “الجيش الحر” في مدينة إعزاز في حلب (شمال) . ودارت اشتباكات في منطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب) إثر “اقتحام قوات عسكرية كبيرة تضم آلاف الجنود وعشرات الآليات العسكرية المنطقة” . ونفذت القوات الأمنية حملة دهم في مدينة نوى، قتل فيها 3 عناصر من “الجيش الحر” . كما قتل 3 من قوات الأمن .
دولياً، حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من أن خطة عنان تشكل الفرصة الأخيرة لتجنب “حرب أهلية”، مقدماً “دعماً كاملاً” لمهمته . وقال لعنان خلال لقائهما في مطار فنوكوفو-2 بموسكو قبل مغادرته للمشاركة في قمة سيؤول كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، “قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لسوريا لتجنب حرب أهلية دامية وطويلة الأمد” . وأضاف “سنقدم لكم دعمنا الكامل على أي مستوى” . وتابع “نأمل بقوة أن تكون لجهودكم نتيجة إيجابية” .
وقال عنان إنه بحاجة إلى دعم قوي من روسيا للنجاح في مهمته من أجل وقف العنف في سوريا . وتوقع أن تلعب روسيا “دوراً ناشطاً” في التأكد من أن الطرفين يلتزمان نقاط خطة السلام . وأضاف “أمام سوريا فرصة اليوم للعمل معي والتجاوب مع عملية الوساطة هذه لإنهاء الصراع والقتال والسماح بالوصول إلى من يحتاجون مساعدات إنسانية، وكذلك البدء في عملية سياسية” . واتفق أوباما وأردوغان على ضرورة إرسال مساعدات “غير عسكرية” إلى المعارضة السورية، بما في ذلك معدات اتصالات، كما اتفقا على أن اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي سيعقد في الأول من نيسان/إبريل، في اسطنبول، يجب أن يسعى إلى تزويد المعارضة بالمساعدات غير القاتلة والإمدادات الطبية . وكررا دعوتهما إلى “عملية” انتقالية نحو “حكومة شرعية” . (وكالات)
أنان: لا يمكن للأطراف في سوريا أن تقاوم رياح التغيير
نقلت محطة “العربية” عن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ولـ”جامعة الدول العربيّة” كوفي أنان قوله: “لا يمكن السماح باستمرار الأزمة السوريّة لأجل غير مسمّى”، معتبراً أنّه “لا يمكن للأطراف في سوريا أن تقاوم رياح التغيير”
مؤتمر المعارضة السورية يبدأ الاثنين في اسطنبول و”هيئة التنسيق” تغيب
أوضح عضو المكتب الإعلامي في “المجلس الوطني السوري” محمد السرميني أن فعاليات مؤتمر المعارضة السوريّة في اسطنبول “تبدأ بحفل استقبال مساء اليوم، على أن تعقد الاجتماعات يوم غد من العاشرة صباحًا وحتى السابعة مساء وتختتم بمؤتمر صحافي”، مشيرًا إلى أنّ الهدف من هذا المؤتمر هو “توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطنيّ الذي يتكلم عن دولة مدنيّة يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي”. وفي اتصال مع وكالة “فرانس برس”، شدد السرميني على أنّ “الدعوة وجهت إلى كل أطيّاف المعارضة، واعتذر عن الحضور هيئة التنسيق (الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي) والمنبر الديموقراطي”.
ومن جهة أخرى، برّر بيان “هيئة التنسيق الوطنية” الغياب عن المؤتمر بوجود “كثير من التجاوزات التنظيميّة والسياسيّة”، وعدد بين التجاوزات “مشاركة تركيا وقطر في توجيه الدعوات”، معتبرًا إياها “محاولة للقفز فوق دور “جامعة الدول العربية” ومصادرته لصالح شراكة متفردة وملفتة للانتباه بين قطر وتركيا”. كما أشار البيان إلى أنّ “الدعوة لم توّجه إلى معارضة الداخل وقواها المنظمة الرئيسيّة والشخصيّات الوطنيّة، واقتصرت الدعوات على عدد من الأفراد الذين اختارتهم الجهة الداعية بنفسها متجاهلة حق أحزابهم وتياراتهم ومجموعاتهم وتحالفاتهم التي ينتمون إليها في اختيار من يمثلها إذا قررت المشاركة”. واعترض بيان هيئة التنسيق ما اعتبره “مسعى لوصاية سياسية على المعارضة السورية وحشرها مع رؤى ومصالح الجهات الداعية”، داعيًا إلى “تحضير متقن ومتأن للمؤتمر، بعد إنضاج عوامل التوحيد والانسجام الفعلي بين القوى الأساسية على الأقل”.
(أ.ف.ب.)
“الرابطة السريانية” ترحّب بوثيقة “الأخوان المسلمين” في سوريا
رحبت “الرابطة السريانية” بـ “ما جاء في وثيقة جماعة “الأخوان المسلمين” في سوريا تحت عنوان: عهد وميثاق”، وإعتبرته “أول بيان يلفت إلى قبول التنوع والتعددية ويقر بانتخابات، وبتداول سلطة وبالمساواة بين الأديان”، مشددة في الوقت عينه على أن “أهم ما يجول في خاطر كل مسيحي مشرقي هو إلتزام الأحزاب الإسلامية بأقوالها وتنفيذها”.
الرابطة، وفي بيان، رأت في ميثاق الجماعة “بداية وعي لحقوق كل مواطن وكل مجموعة، في تمثيل صحيح وفي مواطنة تامة بعيداً عن مبدأ الذمية والدونية أو المنة ومنطق الأقليات”، لافتة إلى أن “ما هو مطلوب ايضاً تطمين مسيحيي الشرق إلى رفض إستعمال العنف والسلاح في الصراعات السياسية الداخلية، ورفض الفتاوى التي تكفّر الآخر ديناً ومذهباً، وتقول بهدم كنائس أو عدم الوقوف احتراماً لروح رأس كنيسة أو غيرها من مواقف لا تراعي الانسان في جوهر كرامته”.
وختمت الرابطة بيانها بالتأكيد على أن “التيارات الإسلامية بأسرها مطالبة بحوارات هادئة عقلانية مع مسيحيي الشرق لإزالة الهواجس والقلق والمساهمة مع كل القوى في بناء أوطان لها نكهة احترام الانسان وحقوقه”.
(بيان إعلامي)
الروس والصينيون يعون “مفصلية” مهمة كوفي أنان: “فرصة أخيرة… فهل يغتنمها السوريون؟”
في وقت لا تزال الميدانيات السورية على وتيرتها الدموية المتصاعدة يومًا بعد آخر قتلاً ودمارًا، وسط استمرار مسلسل إقفال المقار الدبلوماسية في دمشق وآخرها السفارة التركية التي علّقت أنشطتها “بسبب تدهور الوضع الأمني”.. يواصل موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان تعبيد طريق تطبيقات خطته التي أقرها مجلس الأمن الدولي بالإجماع لوقف العنف في سوريا، وقد انتقل أنان لهذه الغاية من موسكو إلى الصين لتأمين مظلة روسية – صينية ترعى تقيّد القيادة السورية بموجبات الخطة الدولية، سيما في ضوء تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما إثر لقائه نظيره الروسي على هامش قمة “الأمن النووي” في سيول أنّ الجانبين أصبحا “متفقين على ضرورة دعم جهود كوفي أنان بهدف وقف حمام الدم في سوريا”.
وكان الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف قد أبدى “دعمًا كاملاً” لخطة المبعوث الأممي العربي إلى سوريا، باعتبارها تشكل “الفرصة الأخيرة لتجنّب حرب أهلية دامية وطويلة الأمد” في سوريا، وفق تعبير مدفيديف أثناء لقائه في موسكو كوفي أنان، الذي توقع بدوره أن تلعب موسكو “دورًا ناشطًا” في التأكد من إلتزام الأطراف السورية بنقاط الخطة الدولية لوقف العنف على الأراضي السورية.
وفي السياق عينه، وصف مصدر دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة لـ”NOW Lebanon” أجواء محادثات كوفي أنان مع الجهات الدولية المعنية بدعم تطبيقات خطته لإنهاء الأزمة السورية بـ”المطمئنة”، لافتًا إلى أنّ “تبني مجلس الأمن هذه الخطة أعطى مهمة أنان في سوريا زخمًا ودفعًا قويّين”.
وإذ أشار إلى أنّ جولة المحادثات التي يعقدها المبعوث الدولي العربي بين عواصم القرار الدولي تندرج في إطار “تأمين أرضية توافقية قبل قيامه بزيارة دمشق في سبيل تعزيز فرص إنجاح هذه الزيارة”، أكد المصدر الأممي أنّ أنان “سيتوجه إلى سوريا بروح إيجابية وليس بروح تحدي النظام السوري، لكنه مصرٌّ على وقف العنف وسحب المظاهر المسلحة في المناطقة السورية تمهيدًا لعقد حوار سياسي بين أطراف النزاع يتيح إخراج سوريا من أزمتها”، مشددًا في هذا الإطار على كون “المسؤولين الروس والصينيين يعون مفصلية مهمة أنان في سوريا، ويتعاملون معها على أنها تؤمن فرصة أخيرة أمام النظام السوري وأمام المعارضة السورية على حد سواء”، وحذر المصدر بالمقابل من أنّ “فشل مهمة أنان سيعني خروج الأوضاع السورية عن السيطرة”، منبهًا في هذا السياق الأطراف السورية إلى أنّ “إفشال مساعي أنان، سيستدعي تصعيدًا دوليًا بموافقة روسيا والصين لفرض وقف الإقتتال في سوريا”.
وردًا على سؤال، أجاب الدبلوماسي الأممي: “كوفي أنان شخصية هادئة وطويلة النفس ولا تؤمن بالدعاية الإعلامية للخطوات التي يتخذها، بل هو يفضّل عدم الإعلان عن تفاصيل خطواته قبل تحقيق النتائج المرجوة منها، ويستطيع في هذا المجال أن يميّز بين ما يمكن وما لا يمكن تطبيقه في مقاربة حل الأزمة السورية”، لافتًا إلى أنّ “كوفي أنان على اتصال دائم بالأطراف العربية والغربية الفاعلة، ويلمس إجماعها على دعم مهمته”، وخلص الدبلوماسي الأممي إلى القول: “الكرة الآن باتت في ملعب السوريين أنفسهم لتلقف هذه الفرصة الأخيرة وتجنيب بلدهم الخراب، فهل سيغتنمون الفرصة؟ لا ندري”.
19 قتيلا برصاص قوات النظام
تجدد القصف على حمص وبلدات بحماة
أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 19 شخصاً قتلوا اليوم برصاص القوات الموالية للنظام أغلبهم في حمص وإدلب، بينما تجدد القصف العنيف اليوم من قبل جيش النظام على عدة أحياء بمدينة حمص لليوم السابع على التوالي وسط تصاعد أعمدة الدخان من المنازل، كما تعرضت بلدات كفر زيتا وكرناز وقلعة المضيق بريف حماة وبلدة إعزاز بريف حلب للقصف المدفعي أيضا. في حين شهدت بلدات في إدلب ودرعا ودير الزور وحي القابون بدمشق اقتحامات شنت خلالها قوى الأمن عمليات دهم واعتقالات.
وقد بث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر تعرض حي الخالدية بمدينة حمص منذ صباح اليوم للقصف لليوم السابع على التوالي، حيث أشار نشطاء إلى إطلاق نار وقصف عشوائي على المنازل عند مدخل الحي على طريق حماة، وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام تحاول اقتحام الحي المكتظ بالسكان.
كما أشار ناشطون إلى أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد تقصف كذلك أحياء حمص القديمة (باب هود وباب الدريب والصفصافة) والحميدية بقذائف الهاون والصواريخ، كما تم استهداف كنيسة السيدة أم الزنار بحي بستان الديوان بقذيفة هاون للمرة الثانية من قبل جيش النظام، وفق المصدر نفسه، وتجدد القصف على مدينة القصير بمحافظة حمص دون معرفة حجم الخسائر البشرية والأضرار التي خلفها.
وإلى الشمال من حمص تعرضت بلدات كفر زيتا وكرناز وقلعة المضيق بريف حماة لقصف شديد وفق الهيئة العامة للثورة ونشطاء. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام مستمرة بحملة مداهمات وتقطيع أوصال بلدة كفر زيتا بالحواجز وعزلها عن محيطها وإحراق من يوصفون بالشبيحة عدة منازل ودراجات نارية مع اعتلاء القناصة أبنية الأماكن المرتفعة.
وشهدت بلدة كرناز بريف حماة -وفق نفس المصدر – اقتحام عدد كبير من دبابات وآليات جيش النظام وسط إطلاق نار كثيف وبدء عملية حرق ونهب وتخريب للمنازل إضافة لحملة مداهمات واعتقالات في حيي جنوب الملعب والصابونية بمدينة حماة.
وقرب الحدود التركية السورية واصلت قوات النظام قصف بلدة إعزاز بريف حلب، واقتحمت بلدة الشاتورية في جسر الشغور بمحافظة إدلب المجاورة وشنت حملة دهم واعتقالات، وذكرت لجان التنسيق أن قوات الأمن تشن حملة دهم واعتقالات بالحي الغربي من مدينة كفرنبل بنفس المحافظة وسط إطلاق نار كثيف.
اقتحامات واعتقالات
وفي شرق سوريا أفادت لجان التنسيق المحلية بشن قوات النظام حملة دهم واعتقالات في بلدة القورية بدير الزور، إضافة إلى عمليات مشابهة لاقتحام بالدبابات في البوكمال والجرذي وأبو حردوب بنفس المحافظة.
وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى شن قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في حي القابون بالعاصمة دمشق وبلدة كفر ناسج وخربة غزال في درعا جنوبا.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم دام جديد قالت لجان التنسيق المحلية إنه خلف سبعين قتيلا على الأقل برصاص الأمن والجيش أمس الأحد معظمهم بحمص.
قتلى شبيحة
من جانبهم، أفاد ناشطون على موقع الثورة السورية على الإنترنت بأن رئيس فرع المخابرات الجوية العقيد إياد مندو قتل على أيدي عناصر الجيش الحر قرب بلدة الغزلانية بريف دمشق. وقال الناشطون إن مندو مسؤول عن مجزرة العبادة التي حدثت في “الجمعة العظيمة” من العام الماضي.
وكان الجيش الحر قد أعلن أمس أنه دمر ثلاث مدرعات لقوات النظام الحالي، وقتل 15 من “الشبيحة” في اللجات بدرعا.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “يحاول آلاف الجنود وما يزيد على مائة مركبة عسكرية دخول إحدى المناطق في درعا اليوم لكنهم يشتبكون مع المنشقين”.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن “مجموعة مسلحة منشقة استهدفت مفرزتيْ الأمن العسكري وأمن الدولة بمدينة النبك في ريف دمشق بقذائف آر بي جي فجر الأحد “وشوهدت سيارات الإسعاف تتجه إلى المنطقة بعد الهجوم”.
دروع بشرية
من جانبها، اتهمت هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان قوات النظام باستخدام المدنيين دروعا بشرية لحماية عناصرها من هجمات الجيش الحر.
وقالت المنظمة إنه يتم إجبار الناس على السير أمام القوات المتقدمة، وإن سكانا قالوا إن القوات الحكومية تضع الأطفال على الدبابات وداخل حافلات الأمن.
وأوضحت باحثة الطوارئ بالمنظمة أولي سولفانغ أن “استخدام الجيش السوري للدروع البشرية سبب آخر يوجب على مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
اجتماع بإسطنبول لتوحيد المعارضة
تركيا تغلق سفارتها بدمشق وأنان بالصين
أغلقت تركيا اليوم الاثنين سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الأمني، بينما يواصل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان جهوده بالصين اليوم بعدما حظي بدعم روسي لمهمته التي وصفها الرئيس دميتري مدفيدف بـ”الفرصة الأخيرة” لتجنب حرب أهلية. يأتي ذلك بينما تعقد المعارضة السورية اجتماعا بإسطنبول على مدى يومين لتوحيد صفوفها، في حين أصدر الإخوان المسلمون السوريون وثيقة يلتزمون فيها بدولة مدنية بعد رحيل الرئيس بشار الأسد.
وقالت الخارجية التركية إنها علقت أنشطة سفارتها بالعاصمة السورية اعتبارا من صباح اليوم الاثنين مع زيادة تدهور الوضع الأمني بالبلاد. في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي تركي تأكيده أن مجمل الطاقم الدبلوماسي التركي قد غادر دمشق.
وكانت السفارة طلبت من كل المواطنين الأتراك في سوريا العودة إلى الوطن بأسرع وقت ممكن، قائلة إنها تعتزم إغلاق القسم القنصلي لسفارتها بدمشق.
ويأتي هذا التطور، بينما يتوجه أنان إلى الصين اليوم بعد أن طلب من روسيا تأييد مهمته بسوريا على الرغم من خلافات موسكو مع الدول الغربية والعربية.
وقد عبّر الرئيس الروسي عن دعمه “القوي” لمهمة أنان، وقال أثناء اجتماعهما بموسكو أمس “قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة أمام سوريا لتفادي حرب أهلية أطول وأدمى، ومن ثم فإننا نزودك بكامل دعمنا على كافة المستويات”.
وشدد أنان من ناحيته -في كلمة- على أن مهمته تستهدف “إنهاء الصراع والقتال، والسماح بالوصول إلى من يحتاجون مساعدات إنسانية، وكذلك البدء في عملية سياسية”.
واستبق الكرملين مباحثات أنان ببيان قال فيه إن وقف إطلاق النار وإنهاء العنف في سوريا أمر صعب “ما لم يتوقف الدعم الخارجي المسلح والسياسي للمعارضة”.
وفي السياق، قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان إن الأخير أجرى ما وصفها مباحثات صريحة وشاملة بموسكو، ورغم دعم روسيا للمهمة فإنه لم يتضح ما إذا كانت موسكو ستزيد الضغط على الأسد للامتثال لخطة أنان للسلام التي تتضمن مطالب بوقف النار والسحب الفوري للأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
المعارضة السورية تعقد اجتماعا لتوحيد الصف بإسطنبول (الجزيرة-أرشيف)اجتماع إسطنبول
وتتزامن هذه التحركات مع اجتماع في إسطنبول التركية تعقده أطياف المعارضة السورية، وفي مقدمتها المجلس الوطني السوري يومي الاثنين والثلاثاء لتوحيد صفوفها قبل اجتماع وزراء خارجية ما يعرف بمجموعة “أصدقاء سوريا” المقرر مطلع أبريل/ نيسان المقبل بنفس المدينة لدعم الشعب السوري في ثورته للإطاحة بنظام الأسد.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر بالمعارضة قولها إن جامعة الدول العربية وتركيا تضغطان على المعارضة لتوحيد صفوفها قبل مؤتمر أصدقاء سوريا.
ويهدف اجتماع المعارضة إلى مناقشة الرؤى من أجل سوريا حرة وديمقراطية، والاتفاق على مجموعة من المبادئ المشتركة لانتقال سياسي سلمي وتوحيد الصفوف حول الوطني السوري.
عهد وميثاق
وقبل اجتماع المعارضة، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أمس وثيقة أسمتها “عهد وميثاق” وضعت فيها تعهداتها لمستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد.
وتعهدت الجماعة -في الوثيقة التي أُعلن عنها بمؤتمر صحفي عُقد بإسطنبول- بالالتزام بدولة مدنية تعددية وديمقراطية، مع المساواة بين جميع المواطنين حتى في فرص الوصول لأعلى المناصب، ومع احترام حقوق الإنسان والحريات.
وفي هذا السياق، قال مصدر بالوطني السوري إن غليون اقترح بمناقشات جرت مطلع الأسبوع تبني “قسم وطني” الثلاثاء يتضمن تعهد المعارضة بأكملها ببناء دولة ديمقراطية “بدون أي نية للانتقام” والبدء بعملية مصالحة وطنية فور سقوط الأسد.
من جانبه توقع القيادي بجماعة الإخوان بسوريا فاروق طيفور بمؤتمر صحفي بإسطنبول الاعتراف بالوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي الوحيد لسوريا.
كما أعلن أيضا تأييده لتمديد رئاسة برهان غليون للوطني السوري، حيث يواجه غليون انتقادات حادة منذ تعيينه أدى لانسحاب بعض الليبراليين والإسلاميين المستقلين مما أثار شكوكا بشأن مدى قدرة المعارضة على تشكيل جبهة مشتركة ضد الأسد.
وتخشى القوى الغربية أن تنزلق سوريا لحرب أهلية ما لم تعمل فصائل المعارضة معا، وقد طالبت الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة بتعهد المعارضة بحماية الأقليات والحفاظ على السلم الأهلي بأي مرحلة بعد الأسد.
“صفحات” تسخر من النظام السوري بروح أنثوية
“دندنة اندساسية” و”بنّوتات”.. أغاني شعبية “بكلام مندس”
دمشق – جفرا بهاء
للثورة السورية نكهة مختلفة، امتزجت رائحة الموت فيها مع عطر دم ضحايا النظام وقتلاه.. الثورة السورية تعمدت بدم أطفالها، وزينتها نساؤها، وقُتل وبكى وتشرّد الجميع.
وإن شكلت النساء عادة اللبنة الأساسية للشعراء، والمادة الأولى للغزل، فإنهن كسرن القاعدة في سوريا لتصبحن مبتكرات ومبدعات ومناضلات وقتيلات.
“دندنة اندساسية”
الفيس بوك توّج نفسه ملكاً لاحتواء آراء فتيات وشباب حاولوا ويحاولون التعبير عن أنفسهم وعن آرائهم في فضاء العالم الافتراضي.
صفحة “دندنة اندساسية” استطاعت أن تضم 7539 عضواً، معظمه من الفتيات السوريات، إذ اعتمدت الصفحة على نشر أغاني سورية معروفة بنكهة “ثورية اندساسية” بحسب تعبيرهم، استطعن قلب الأغاني الشعبية رأساً على عقب، فحافظن على اللحن وابتكرن كلمات تناسب ثورتهن.
وعلى الرغم من نقص الإمكانات إلا أن مجموعة الفتيات اللواتي يغنين ويألفن الكلمات يعطون شعوراً بالحميمية، وفي بعض الأحيان تتسلسل ابتسامة لطرافة الكلمات أحياناً وقسوتها أحياناً أخرى.
“حكاية حرية”، “خمس شبيحة حد العين”، “لسا الأمل موجود”، “مالك يا بطة مالك”، “يا بو الدبابة الخضرا” وغيرها من العناوين شكلن أغاني الصفحة، ويبدو الإقبال على سماع تلك الأغاني متزايداً كما هي الحال مع كل إبداع سوري يخص الثورة.
“خمس شبيحة حد العين”
في التراث السوري أغنية شعبية منتشرة بكثافة في كل مدنها تحمل عنوان “خمس صبايا حد العين”، ولكن صبايا صفحة “دندنة سورية” حولن تلك الأغنية لتصبح: “خمس شبيحة حد العين.. واحد منهن هبيلة.. أبوه اللي باع الجولان.. وأخوه بيشبه أبليس.. وهو بيقتل هالشجعان.. بس تيبقى ع الكرسي”.
“بنّوتات”
لم تفقد بنات سوريا أنوثتهن لمشاركتهن في الثورة كما يروج الموالون في صفحاتهم، والدليل أن عالم الفيس بوك مليء بالصفحات الأنثوية مثل “بنوتات”، وكلمة “بنّوتات” كلمة عامية سوريّة وتستخدم كدلع لكلمة البنات.
تعرّف صفحة “بنّوتات” عن نفسها بأنهن “:بنّوتات سوريات تعاهدن أن يقدمن كل ما يمكن لتحرير سوريا من محتلها”.
وتنشر “بنوتات” أغاني لمجموعة من البنات السوريات أيضاً بطابع ساخر مثل أغنية “واشرحلها” وتتحدث الأغنية عن هديل “التي تم الكشف عن وجودها كشخص مؤثر بالقرارات الرئاسية اتجاه الثورة السورية بعد أن نشرت قناة “العربية” و”العربية نت” الإيميلات المسربة الخاصة بالرئيس السوري وزوجته”.
بالإضافة لأغنية مهداة إلى الأم السورية بعنوان “أم روحي فداها”، وأغنية “بالشام بدي أندس” تحمل في كلماتها دعوة لدمشق لمساعدة حمص فتقول في واحد من مقاطعها: “بالشام بدي أندس.. ومباشر أنا لح بث.. سنوية الثورة يا ناس.. لح تولع هيك عم حس.. حرائر حمص العدية.. عم ينادوا قومي يا شامية”.
شاهد على الثورة
الثورة السورية خلقت مبدعيها، فجرت روح الشباب ووحدت بينه، وألغت الخوف من القلوب.
الثورة السورية بدأت بقلوب الشباب الشجاع، واستحقت غزله، وشربت دماءه، لتكون النتيجة حتمية بالنسبة له “الموت ولا المذلة”، ولتبقى كل إبداعاته ونكاته وأغانيه شاهداً على ثورة سماها أصحابها “الأسطورية”.
المعارضة: مقتل رئيس فرع المخابرات الجوية بدمشق
ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا الأحد بنيران قوات النظام في سوريا إلى 70 قتيلاً
العربية.نت
أفادت مصادر في المعارضة السورية بمقتل رئيس فرع المخابرات الجوية في دمشق العقيد إياد مندو، ولم يتسنَ لـ”العربية” التأكد من صحة هذه المعلومة.
من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا الأحد بنيران قوات النظام في سوريا إلى 70 قتيلاً.
وأفادت شبكة شام بسماع دوي عدة انفجارات في اللاذقية، فيما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن قوات الأمن والشبيحة تحاصر حي الحميدية في حماة من كافة الجهات، وأن جيش النظام قصف المشفى الميداني ومستودعات الإغاثة في مدينة سراقب بإدلب.
أما في إعزاز بحلب فأفادت لجان التنسيق المحلية أن جيش النظام قصف قلعة المدينة. وفي الحسكة خرجت مظاهرة حاشدة في وسط حي غويران للمطالبة بإسقاط النظام ودعم الجيش الحر.
وتضيف لجان التنسيق أنه لوحظ انتشار كثيف لقوات الأمن عند جامع ضرار بن الأزور في باب شرقي بدمشق. وفي الصنمين بدرعا تم إطلاق نار كثيف من كافة الحواجز الأمنية وسط انتشار أمني كثيف في المدينة.
الإفراج عن ناشطين سوريين متهمين بإنشاء جمعية سرية
يارا شماس وثلاثة آخرون لا يزالون قيد الاعتقال
العربية.نت
أفرجت السلطات القضائية السورية اليوم عن ناشطين سوريين بعد اعتقالهما لمدة 53 يوماً، بحسب ما أعلن الناشط الحقوقي المحامي ميشيل شماس.
وصرح شماس لوكالة فرانس برس أنه “تم إطلاق سراح كل من بهراء حجازي وزميلها أنس عبد السلام بعد توقيف استمر 53 يوما لدى الأجهزة الأمنية”.
وكان الناشطان اعتقلا في الثاني من شباط/فبراير. وتمت إحالتهما السبت إلى القضاء بتهمة “إنشاء جمعية سرية” و”الاشتراك في تظاهرات مناهضة للنظام”.
وقال شماس إن ثلاثا من رفيقات ابنته يارا اعتقلن معها في السابع من هذا الشهر أحلن الأحد إلى القضاء.
وأعرب عن أمله في أن يتم إطلاق سراح ابنته ورفاقها الباقين أو “أحالتهم إلى القضاء في أقرب وقت ممكن”.
وكانت يارا ورفيقاتها الثلاث وثمانية ناشطين شبان وشابات آخرين اعتقلوا أثناء وجودهم في مقهى نينيار في دمشق.
وحمل شماس في حينه “الحكومة السورية كامل المسؤولية عن وضع يارا ورفاقها”، مطالبا “بالإفراج عنها فورا والكف عن سياسة الاعتقال التي لم تؤد الا الى المزيد من الضغائن وتأجيج الوضع المتوتر في سوريا”.
وقال: “ابنتي ليست سلفية وليست جهادية ولا تنتمي إلى مجموعات متشددة.
هيومن رايتس: نظام الأسد يستخدم الأطفال كدروع بشرية
الجيش النظامي يضع الأطفال على مقدمة الدبابات أثناء تقدمه في المدن
العربية.نت
وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش للنظام السوري اتهاماً عنيفاً، إذ أعلنت في تقرير مفصل نشرته على موقعها أن القوات النظامية السورية تستخدم الأطفال دروعا بشرية على الدبابات وداخل حافلات الأمن.
وقالت المنظمة إن قوات النظام أجبرت هذا الشهر مدنيين على السير أمامها لاستعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في أيدي المعارضة.
ووفق شهادات سكان محليين التقتهم المنظمة فإن قوات الأسد تقوم بإجبار المدنيين والأطفال على السير أمامها وحولها، خصوصا أثناء اقتحامها للأحياء السكنية التي يعتقد أن الثوار يختبئون فيها، حيث يقومون بعمليات اعتقال قبل العودة إلى قواعدهم وإطلاق سراح المدنيين هناك.
كما يتم استخدام الدروع البشرية حين يلجأ الجيش النظامي إلى التزود بالغذاء من داخل المدن. وقالت هيومن رايتس وواتش إن استخدام الجيش النظامي السوري للدروع البشرية هو سبب يوجب على مجلس الأمن الدولي إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، داعية النظام إلى الكف فورا عن هذه الممارسات.
ونشرت المنظمة الحقوقية تسجيلات مصورة حصلت عليها من ناشطي المعارضة تظهر أشخاصا بملابس مدنية يسيرون أمام عدة جنود مسلحين ومركبات المشاة القتالية، وهي صور يعود تاريخها إلى الـ23 من شهر مارس/آذار الجاري.
فصيل سوري معارض: نناشد القادة العرب تبني ائتلاف عسكري دولي لحسم الأمر
روما (26 آذار/ مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
ناشدت إحدى الفصائل السورية المعارضة “القادة العرب تبني الدعوة إلى تشكيل ائتلاف عسكري دولي لحسم الأمر وتمكين الشعب السوري من تحقيق طموحاته في الحرية والعدالة والمساواة” وفق بيان صادر عن الهيئة الوطنية لدعم الثورة في سورية
وحثت الهيئة في بيانها الزعماء العرب الذين سيجتمعون في قمة بغداد خلال أيام قليلة “أن يساندوا الشعب السوري للخلاص من نظام شكل قاعدة للإضرار بمستقبل ومصالح العرب عبر تحالفه مع إيران التي تقدم له كل وسائل الدعم والمساندة من عناصر بشرية وأسلحة ومساعدات مالية” وأضافت “نناشدكم أيها الأشقاء أن تدعموا الشعب السوري ليتحرر من هذا النظام وليعود الى الحضن العربي ويساهم مع جميع الدول الشقيقة في تحقيق التقدم والازدهار والاستقرار في المنطقة” حسب تعبيرها
وتابع البيان “خلال عام من عمر الثورة تعرضتم لأقسى عمليات القتل والإبادة والتدمير والاضطهاد من قبل جيش كان من واجبه أن يحميكم ويدافع عنكم وليس استخدام كل ما يملك من وسائل قتل وتعذيب لقمع ثورتكم تنفيذاً لتعليمات وأوامر السفاح بشار الأسد” وأضاف “لقد أصبح الجيش بذلك فاقد للشرعية وأصبح وقائده القوة الأكثر أعداءً للشعب فارتكب من الجرائم ما لم يقم به أي نظام سياسي في العالم منذ قرون عديدة” على حد قوله
واعتبر البيان أن “من المؤلم والمؤسف أن دول الجامعة العربية بقية صامتةً أشهر عديدة ثم خرجت بسلسلة من المبادرات داعيةً النظام لوقف عمليات القتل وإطلاق سراح المعتقلين والدخول بحوار مع المعارضة السورية دون أن تعلن إسقاط شرعية النظام ورحيله” حسب تعبيره
ورأت الهيئة السورية المعارضة أن “الخطيئة السياسية الكبرى كانت لجوء تلك الدول إلى مجلس الأمن و يعرف الجميع أن روسيا والصين ستستخدمان حق النقض مما دفع بعض الدول الكبرى التي أظهرت تعاطفها مع الشعب السوري إلى الدخول في مساومة مع روسيا والصين عبر مشروع قدمته وأدت هذه المساومة إلى تقديم تنازلات لا تتفق مع سياساتها الأولى في الدعوة إلى إدانة النظام وإسقاط شرعيته” على حد قولها
دعم روسي “كامل” لجهود عنان والجيش النظامي يواصل قصف معاقل المعارضة في سوريا
ابدت روسيا “دعمها الكامل” لجهود الوساطة التي يقوم بها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لانهاء الاقتتال المستمر منذ عام في سوريا الا انها لم تبد مؤشرات على تغيير موقفها من الازمة السورية.
فقد كررت موسكو موقفها القائل بأن الدعم الخارجي للمعارضة السورية هو العقبة الرئيسية أمام السلام ، كما ذكرت ان مهمة عنان تحتاج الى مزيد من الوقت.
جاء ذلك خلال زيارة عنان لموسكو من اجل الحصول على دعمها لخطط السلام التي يقوم بها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تصعد فيه القوات الموالية للرئيس بشار الاسد هجماتها على معاقل المعارضة خاصة في حمص حيث شهد الاحد مقتل 52 شخصا غالبيتهم في حمص وفقا لما تقوله المعارضة.
كما واصل الجيش السوري عملياته في ادلب وردعا وحماة.
وحذر الرئيس الروسي من ان مهمة عنان قد تمثل” الفرصة الاخيرة أمام سوريا لتفادي حرب أهلية أطول وأشد دموية. ومن ثم نزودك بكامل دعمنا على كافة المستويات وبمختلف السبل في المجالات التي يمكن للروس بالطبع تقديم المساندة فيها.”
جاءت تصريحات مدفيديف خلال لقائه بعنان في مطار فنوكوفو-2 بموسكو قبل مغادرته (مدفيديف) للمشاركة في قمة سيول كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية.
وأكد مدفيديف خلال اللقاء عن دعمه الكامل لمهمة عنان في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عام.
ومن المقرر أن يتوجه عنان بعد ذلك إلى الصين التي سيزورها يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين.
وتكتسب هاتان الزيارتان أهمية خاصة لأن موسكو وبكين تعارضان مشاريع غربية وعربية لفرض عقوبات على سوريا من قبل مجلس الأمن الدولي.
دروع بشرية
واتهمت منظمة معنية بحقوق الانسان في الولايات المتحدة قوات الاسد باستخدام دروع بشرية في جهودها لسحق التمرد الذي بدأ قبل أكثر من عام.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الاسنان نقلا عن سكان في محافظة ادلب شمال غربي سوريا إن “قوات الحكومة السورية تخاطر بحياة السكان المحليين باجبارهم على السير أمام الجيش خلال عمليات الاعتقال الاخيرة وتحركات القوات والهجمات على البلدات والقرى في شمال سوريا.”
وواصت القوات النظامية الاحد مدعومة بالدبابات وفي بعض المناطق بالمروحيات عملياتها ضد المنشقين والمعارضين في محاولة لاخماد التمرد.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره في لندن، بوقوع صدامات بين قوات نظامية ومجموعات منشقة في حماة ودير الزور ومدينة اعزاز في حلب شمالي سوريا ومنطقة اللجاة جنوبي درعا.
واعلن المرصد عن مقتل ثمانية عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة بينهم ستة في مدينة نوى ومنطقة اللجاة بمحافظة درعا, واثنين في مدينة اعزاز
بمحافظة حلب.
كما اوضح ان اربعة عناصر من القوات النظامية السورية قتلوا، ثلاثة في مدينة نوى بمحافظة درعا وجندي في مدينة حمص.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
سوريا: المعارضة المنقسمة تسعى الى تكوين “جبهة موحدة”
تجتمع المعارضة السورية، التي تشتتها الانقسامات، في اسطنبول سعيا الى تكوين “جبهة موحدة” تعينها على الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد.
ويقول المجلس الوطني السوري، ابرز اجنحة المعارضة، انه يسعى الى وضع “اتفاق وطني” يضم الاهداف المشتركة بين اطراف المعارضة.
وتريد الجامعة العربية وتركيا من المعارضة السورية تشكيل جبهة موحدة قبل انعقاد قمة “اصدقاء سوريا” في المدينة التركية الاسبوع المقبل.
في هذه الاثناء قال ناشطون سوريون ان القوات الحكومية بدأت في قصف مدينة حمص، حيث اظهرت لقطات فيديو ألسنة اللهب والدخان الكثيف يتصاعد من موقعين في المدينة، التي تحولت الى احدى معاقل الاحتجاجات المعارضة للحكومة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، ان ما لا يقل عن خمسة مدنيين اصيبوا بجروح خطيرة بسبب القصف التي تركز على ضاحية ورشة وسط حمص.
ونقلت وكالة رويترز عن الناشط السوري في حمص وليد فارس قوله ان “القصف مستمر يوميا، والنظام يدمر المدينة”.
كما ذكرت لجنة التنسيق المحلية ان القصف مستمر على مدينة حماة، وقيل ان الدبابات شوهدت تجوب شوارع مدينة نوا في جنوبي البلاد.
اغلاق السفارة التركية
وكانت تركيا قد علقت جميع نشاطات سفارتها في دمشق، بعد اسبوع من طلب وزارة الخارجية التركية من مواطنيها مغادرة سوريا.
ويقول المجلس الوطني ان الهدف من اجتماع اسطنبول التوصل الى “اتفاق وطني لسوريا الجديدة” يجمع “الاهداف المشتركة للمعارضة السورية لوضع نهاية للنظام السوري الدكتاتوري، وتحقيق الهدف النهائي المتمثل باقامة مجتمع تعددي مدني ودولة ديمقراطية”.
وكانت الانباء قد تحدثت عن ان الولايات المتحدة وتركيا ستقدم دعما مباشرا للمعارضة السورية، باستثناء الاسلحة.
وقال عضو المجلس الوطني السوري محمد السرميني، في تصريحات لوكالة فرانس برس، ان جميع اطراف المعارضة مدعوة للمشاركة في هذا الاجتماع.
وقالت كاترين الطلي، محامية حقوق الانسان وواحدة من خمسة اعضاء استقالوا في وقت سابق من الشهر الحالي، وشكلوا “الجبهة الوطنية السورية”، انها ستحضر هذا الاجتماع.
الا ان تنظيم لجان التنسيق الوطنية، الجناح المنافس للمجلس الوطني، قال انه لن يحضر هذا الاجتماع.
كما قال رئيس المؤتمر الوطني السوري للتغيير عمار القربي انه يرحب بفكرة “الرؤية الموحدة”، لكن يجب ان لا تكون “تحت مظلة المجلس الوطني السوري”.
يشار الى ان المجلس الوطني السوري حظي ببعض الاعتراف الدولي، لكنه يعاني من خلافات داخلية وانتقادات من ناشطي الداخل لقيادته المنفية، التي تعيش في الخارج.
وكانت قطر وتركيا قد دعتا المعارضة السورية الى الاجتماع في اسطنبول لمناقشة الرؤى المتعلقة بسوريا حرة وديمقراطية، والاتفاق على مجموعة مبادئ مشتركة لانتقال سلمي للمرحلة المقبلة.
المجلس الوطني يعاني من قلة دعم المعارضة المسلحة بالداخل
ومن المنتظر ان يحضر قادة عرب وغربيين القمة الثانية “لاصدقاء سوريا” المقرر في الاول من الشهر المقبل، لمناقشة ما يمكن عمله لوقف قمع الانتفاضة في سوريا.
ويقول جونثان هيد مراسل بي بي س في اسطنبول ان البلدان التي تدعم تغيير نظام الحكم في سوريا مستاءة جدا ومنذ فترة من غياب معارضة سورية قوية يمكن الاعتماد عليها وقادرة على وضع خطط للمستقبل بعد نظام الاسد.
ومن الناحية الرسمية تعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والعديد من الدول في الشرق الاوسط المجلس الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري.
ويضيف مراسلنا انه من الناحية العملية يعتبر اخفاق المجلس الوطني في الحصول على دعم العديد من السوريين الذين يقاتلون النظام في الداخل، امرا محبطا، وسببا في تردد عدد من الدول في تسليح المعارضة.
وكان مسؤول في البيت الابيض، لم يذكر اسمه، قال الاحد ان الولايات المتحدة وتركيا اتفقتاعلى تزويد جماعات المعارضة السورية مباشرة بدعم يستثني السلاح، مثل المعونات الطبية ومعدات الاتصالات، وما اليها.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
عنان: لا يمكن أن تستمر الازمة السورية لاجل غير مسمى
موسكو (رويترز) – قال كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية للسلام يوم الاثنين إن الازمة في سوريا “لا يمكن أن تستمر لاجل غير مسمى” لكنه لم يحدد مهلة نهائية لحلها.
وأضاف في تصريحات للصحفيين في موسكو حيث اجتمع يوم الاحد مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف “من غير العملي طرح جداول وحدود زمنية في الوقت الذي لم يتم فيه الحصول على موافقة الاطراف.”
وقال “لا يمكن السماح باستمرار هذا لاجل غير مسمى ومثلما قلت للاطراف على الارض.. لا يمكنهم مقاومة رياح التغيير.”
(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
سوريا تشدد القيود على سفر الرجال في سن التجنيد
بيروت (رويترز) – قال مسؤولون سوريون ولبنانيون يوم الاثنين إن السلطات السورية التي تسعى لاخماد انتفاضة مستمرة منذ عام ضد حكم الرئيس بشار الاسد شددت قيود المغادرة على الرجال في سن الخدمة العسكرية.
وأضاف المسؤولون أن التعليمات التي صدرت يوم السبت تستلزم من الرجال الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و42 عاما الحصول على اذن من ادارتي التجنيد والهجرة قبل السفر.
وتأتي هذه الخطوة بعد مرور عام على بدء الاحتجاجات المناهضة للاسد وتزايد أنباء هروب المجندين من الجيش.
وقال مسؤولون في نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا ان عدد المغادرين لسوريا انخفض بنسبة 60 في المئة منذ تطبيق الاجراءات.
واستعان الاسد بالجيش لسحق الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 12 عاما. وتقول الامم المتحدة ان اكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا في الحملة العسكرية وتلقي السلطات السورية بالمسؤولية عن أعمال العنف على “ارهابيين” يتلقون دعما خارجيا وتقول ان ثلاثة الاف من أفراد الجيش والشرطة لاقوا حتفهم.
(اعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
تركيا تغلق سفارتها في سوريا وسط تجدد القصف في حمص
بيروت (رويترز) – أغلقت تركيا سفارتها في سوريا يوم الاثنين مما زاد من عزلة الرئيس السوري بشار الاسد الذي قصفت قواته مجددا مدينة حمص بالمورتر في محاولة لاخماد المعارضة.
وأظهرت لقطات فيديو حريقا ودخانا أسود يتصاعد من موقعين على الأقل في حمص ثالث اكبر المدن السورية التي أصبحت محورا للانتفاضة المستمرة منذ عام. واتهم السكان الجيش بالقصف العشوائي.
وقال وليد الفارس وهو نشط يقيم في حمص “كل يوم يستمر القصف. النظام يمحو المدينة.”
وحذت تركيا حذو الكثير من الدول العربية والغربية وقالت انها علقت كل الانشطة في سفارتها بدمشق مع تدهور الوضع الامني.
ونددت تركيا التي كانت حليفة يوما للاسد بمساعيه للقضاء على المعارضة وألقت بثقلها وراء معارضيه وأعلنت يوم الاحد أنها ستتعاون مع واشنطن لتقديم “مساعدات غير فتاكة” للمعارضة السورية.
ومن المقرر ان يتوجه كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى الصين في وقت لاحق يوم الاثنين في اطار مساع لاقناع كل القوى الرئيسية بالضغط على الاسد لقبول خطة السلام التي طرحها والمكونة من ست نقاط.
والتقى عنان بالزعماء الروس يوم الأحد وحصل على تأكيدات منهم على أن موسكو تساند مبادرته بالكامل. وتدعو مبادرة عنان الاسد الى قبول وقف اطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية لكنها لا تطالب بتنحيه وهو ما تدعو اليه قوى غربية.
وتقول الامم المتحدة ان ثمانية الاف شخص على الاقل منهم الكثير من النساء والاطفال قتلوا خلال الانتفاضة واتهمت جماعات لحقوق الانسان الحكومة بالوحشية المتكررة.
في حين تقول سوريا ان “مجموعات ارهابية مسلحة” قتلت ثلاثة الاف من قوات الامن.
وأعلنت الوكالة العربية السورية للانباء “مقتل ستة من أخطر الارهابيين خلال مداهمة الجهات المختصة لوكرهم بنوى” في محافظة درعا بجنوب البلاد. وقالت الوكالة ان القوات السورية أحبطت أيضا “محاولة لتفجير جسر محجة (النجيح) على الطريق السريع بين دمشق ودرعا.
ونادرا ما تسمح السلطات لصحفيين غربيين بدخول سوريا مما يجعل من الصعب التحقق من مثل تلك التقارير.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان الجيش قام بمداهمات واعتقالات يوم الاثنين في مدينة دير الزور بشمال شرق البلاد على الطريق الى العراق وضواحي درعا الواقعة قرب الحدود مع الاردن.
ومن المقرر أن يجتمع زعماء غربيون وعرب في اسطنبول يوم الاحد لبحث عملية الانتقال السياسي. وتحث الجامعة العربية وتركيا قطاعات مختلفة من المعارضة السورية على التجمع في المدينة يومي الاثنين والثلاثاء في محاولة لتوحيد الصف.
وأعاقت انقسامات عميقة داخل صفوف المعارضة مساعي تكوين جبهة قوية معارضة للاسد وأغضبت زعماء غربيين يرغبون في التوصل الى شريك يمكن الاعتماد عليه.
وأبدى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي من المقرر ان ينضم الى الرئيس الامريكي باراك أوباما لحضور قمة عالمية للامن النووي في كوريا الجنوبية يوم الاثنين مساندة قوية لعنان امس.
وقال “قد تكون هذه هي الفرصة الاخيرة أمام سوريا لتفادي حرب أهلية أطول وأشد دموية. ومن ثم نزودك بكامل دعمنا على كافة المستويات وبمختلف السبل في المجالات التي يمكن للروس بالطبع تقديم المساندة فيها.”
لكن موسكو لمحت ايضا الى ان الدعم الاجنبي لاعداء الاسد يمثل العقبة الرئيسية أمام السلام.
وبحث أوباما كيفية تقديم مساعدات غير فتاكة للمعارضة السورية يوم الاحد مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وقال مسؤولون ان هذه المساعدات ستشمل مساعدات طبية ومعدات اتصالات وليست أسلحة.
ومن المقرر ان يصل عنان الى الصين يوم الثلاثاء.
(تغطية اريكا سولومون – اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى