أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 15 أذار 2015

 

أربع سنوات من الحرب كشفت الأوهام … وابتعاد الحل

لندن – إبراهيم حميدي

 

تنقضي اليوم السنة الرابعة من عمر الثورة السورية من دون أمل بقرب التوصل إلى حل، وسط أنباء عن إسقاط دول غربية شرط تنحي الرئيس بشار الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية في مقابل التركيز على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) واستمرار مساعي توحيد المعارضة، إضافة إلى زيادة معاناة حوالى نصف الشعب السوري من النزوح واللجوء. وأفيد أمس بمقتل محمد توفيق الأسد المعروف بـ «شيخ الجبل»، ووالده هو أحد أبناء عمومة الأسد، برصاص في الرأس في منطقة الساحل غرب البلاد.

 

وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» أمس، إن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تبلغ من مسؤولين غربيين كبار قبل أيام، أن باريس لم تعد تشترط «تنحي» الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية. وأضافت هذه المصادر أن المسؤولين الغربيين أشاروا أيضاً إلى «اتصالات غير عدائية» بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والسورية بعد بدء التحالف الدولي- العربي بشن غارات ضد «داعش» في شمال شرقي البلاد. وأشارت المصادر إلى «تفهم» دول غربية التفسير الذي قدمه دي ميستورا لتصريحه في فيينا قبل أسابيع، وقال فيه إن الأسد «جزء من الحل لوقف العنف في البلاد».

 

وبين نهاية ٢٠١٢ وانتهاء السنة الرابعة، ظهرت أمور عدة، أهمها: تدخل «حزب الله» في نهاية تلك السنة لـ «منع سقوط دمشق»، وصفقة السلاح الكيماوي في نهاية ٢٠١٣ وتراجع الرئيس باراك أوباما عن تهديداته العسكرية، وظهور «داعش» ثم إعلان التنظيم «الخلافة» في نهاية حزيران (يونيو) 2014 وتدخل مقاتلات التحالف ضد «داعش» من دون تعرضها للنظام.

 

وتُظهر خريطة التوازن العسكري الراهنة أن «الخلافة» المعلنة من «داعش» تفرض نفسها على ثلث أراضي سورية وعلى عشرة ملايين شخص بعدما أزال التنظيم الحدود السورية- العراقية، إضافة إلى سيطرته على حقول النفط والغاز والزراعة، ما أدى الى قيام «اتفاقات أمر واقع» مع قوات النظام في القوس الممتد من درعا والسويداء ودمشق جنوباً الى حمص وحماة في الوسط وانتهاء في طرطوس واللاذقية غرباً.

 

وباتت «جبهة النصرة» تسيطر على ريف إدلب في شمال غربي البلاد بعدما قضت على «جبهة ثوار سورية» المعتدلة. ومدت «النصرة» نفوذها الى ريف حلب شمالاً بعدما قضت على «حركة حزم» المعتدلة وإلى هضاب مشرفة على حدود لبنان، في وقت انطلقت معارك في «مثلث الجنوب» بين أرياف درعا ودمشق والقنيطرة بمشاركة إيران و «حزب الله». وبعدما كان «الجيش الحر» يشكل الكتلة الأساسية بين مقاتلي المعارضة، اضمحل في الفترة الأخيرة، لكن فصائل إسلامية معتدلة بقيت محافظة على وجودها في ريف حلب والمدينة، مقابل بقاء «جبهة الجنوب» قرب حدود الأردن والجولان المحتل، تحت ضبط قوي من قبل حلفاء المعارضة مع استمرار سيطرة «جيش الإسلام» وحلفائه على غوطة دمشق.

 

وأعلن أكراد سورية تشكيل إدارات ذاتية قبل سنة، كما أنهم حظوا بدعم قوات التحالف الدولي- العربي في معاركهم ضد «داعش».

 

وكان من نتائج اتساع رقعة المعارك وعنفها حجم الدمار الهائل، وتقدر أكلاف الخسائر بأكثر من ٢٤٠ بليون دولار. وكشف تحالف منظمات إنسانية قبل يومين أن ٨٣ في المئة من أنوار سورية أُطفئت، بل أنها وصلت الى ٩٣ في المئة في بعض الحالات. وتتفاوت ظروف أربعة ملايين لاجئ بين لبنان والأردن وتركيا والعراق، لكن الجامع الرئيسي بينهم هو حجم المعاناة وغياب الأمل بحل سريع.

 

واشنطن تخشى انهيار نظام دمشق.. وداعش “كرة ثلج

قال مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه)، جون برينان، إن واشنطن وروسيا لا تريدان انهيار النظام في سوريا خشية صعود المتطرفين وتزايد قوتهم. وجاء كلام برينان خلال كلمة له ألقاها أمام مجلس شؤون العلاقات الدولية في نيويورك، الجمعة الماضي، اعتبر فيها، أن وصول المتطرفين إلى العاصمة هو آخر ما تريده واشنطن.

 

وقال برينان الذي يُوصف ببيت أسرار الرئيس باراك أوباما “لا أحد منا، وأعني بذلك روسيا والولايات المتحدة ودول التحالف ودولا إقليمية، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق” وأكد أن واشنطن تريد حكومة ذات تمثيل واسع في دمشق من شأنها أن تحاول تخفيف حدة العداء في البلاد”، بالإضافة إلى “تعزيز قوى غير متشددة في المعارضة السورية” لمواجهة المتطرفين لأن “سيطرتهم على دمشق هو آخر ما تريده الولايات المتحدة” على حد تعبيره.

 

وشدد برينان على ضرورة “تأييد العناصر الذين يساعدون على إزاحة الأسد ومن يشبهه”، لكنه في الوقت ذاته يرى أن “الخروج من الأزمة يجب أن يكون سياسياً”، كاشفاً عن تنسيق استخباراتي بين واشنطن وموسكو في مسائل تتعلق بمكافحة الإرهاب، لاسيما في نطاق “متابعة الخطر المتمثل بتنامي قوة تنظيم الدولة الإسلامية بالنسبة لكل من الولايات المتحدة وروسيا”.

 

وكان برينان قد تحدّث إلى شبكة “بي بي إس” الأميركية، في وقت سابق الجمعة، وقال إن تنظيم “الدولة الإسلامية” مختلف عن تنظيم القاعدة الذي تسمح بنيته “السرية في احتوائه”، لكن “داعش” هو تنظيم علني، يستخدم وسائل إعلام وتواصل إجتماعي لنشر أفكاره وحشد الأنصار له، الأمر الذي يجعل من مواجهته باستراتيجية مواجهة تنظيم القاعدة غير فعالة. ولفت برينان إلى أن “تنظيم داعش يمثل تطوراً مقلقاً للغاية” بالنسبة إلى المجتمع الدولي، كما أنه “ظاهرة مفعولها ككرة ثلج لجهة القدرة على إسماع الصوت والجذب”.

 

وعن التنسيق بين إيران وواشنطن في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” أقر برينان بإمكانية حصول تعاون بين البلدين، وبشكل رئيسي في العراق، مشيراً إلى أن بلاده تحصل على تعاون من طهران بصورة غير مباشرة، وعزا ذلك إلى وجود “اصطفاف لبعض المصالح بيننا وبين إيران”، خصوصاً في الخصم المشترك “داعش”، وأضاف “نحن نعمل بشكل وثيق الصلة مع الحكومة العراقية، والايرانيون يعملون ايضا بشكل وثيق الصلة مع الحكومة العراقية”.

 

تضارب حول سبب مقتل ابن عم الأسد وترجيحات بارتباط العملية بخلافات داخلية

مصدر في المعارضة السورية: تولى مهمة تجنيد شباب من الطائفة.. وكان قد سجن على يد شقيق الرئيس

بيروت: كارولين عاكوم

تضاربت المعلومات بشأن مقتل ابن عم الرئيس السوري محمد توفيق الأسد، الذي رجّحت بعض المصادر أن تكون تصفيته جاءت نتيجة الخلافات المستمرة بين العائلات العلوية وتذمر أهالي محافظة اللاذقية من سياسة النظام السوري.

 

إذ في حين أشارت معظم المعلومات إلى أنّ الأسد قضى نتيجة تعرضه لطلقات نارية في الرأس أثناء إشكال مع إحدى الشخصيات العلوية في بلدته القرداحة، قالت مواقع تابعة للنظام إنه قضى أثناء قيامه بواجبه الوطني بعد إصابته في المعارك الأخيرة ببلدة دورين في ريف اللاذقية.

 

«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جانبه، نقل عن مصادر عدة قولها إنّ الأسد الملقب بـ«شيخ الجبل»، ووالده هو أحد أبناء أعمام الرئيس بشار الأسد، تلقى عدة طلقات نارية في الرأس أثناء إشكال مع إحدى الشخصيات النافذة في منطقة القرداحة، معقل آل الأسد. ونفت المصادر للمرصد أن يكون قد قتل خلال اشتباكات مع الفصائل المقاتلة والإسلامية في ريف اللاذقية أو أي منطقة أخرى.

 

أيضا، استبعد مصدر قيادي في «الجيش السوري الحر» أن يكون الأسد قتل على الجبهة، مرجحا فرضية أن قرار تصفيته كان نتيجة خلافات داخلية بين العائلات العلوية. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «شخصية محمد الأسد الذي اختار لنفسه لقب (شيخ الجبل)، تيمنا بأحد الشيوخ العلويين القدامى، كانت مهمته في الفترة الأخيرة تنحصر في تجنيد الشباب العلويين للقتال إلى جانب النظام السوري». وأوضح «أن علاقته بعائلة الأسد الحاكمة لم تكن حتى فترة قريبة على ما يرام، إذ إنه سبق لباسل الأسد، الشقيق الأكبر الراحل للرئيس السوري، أن سجنه مع مجموعة تابعة له على خلفية تجارة المخدرات وخطف فتيات وعمليات سرقة السيارات التي كانت ضمنها سرقة سيارة أحد السفراء العرب خلال تأديته واجب العزاء بجده الرئيس السوري، قبل أن يعود بشار ويطلق يده من جديد مستفيدا من (خبرته) في عمليات التشبيح».

 

ولفت المصدر إلى أن محمد الأسد كان «رأس الحربة» في إطلاق كلمة «الشبيحة»، موضحا أنه كان ومجموعة من الشباب الذين يملكون سيارات من نوع «مرسيدس شبح» يعمدون إلى ركنها على أوتوستراد بانياس – اللاذقية قاطعين الطريق أمام السيارات الأخرى، ومنذ ذلك الحين وتحديدا نحو عام 2002، أطلق السوريون عليهم لقب «الشبيحة» الذي بات اليوم يستخدم للدلالة على بعض الموالين والمقاتلين إلى جانب النظام السوري.

 

وفي حين عمد ناشطون من آل الأسد إلى تغيير صور حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الإعلان عن مقتل محمد الأسد مستبدلين بها صورته، تركزت تعليقات الناشطين المعارضين على ما وصفوه بـ«رجل التهريب الأول في اللاذقية» أو «رجل المافيا»، نظرا إلى أنه معروف بتهريبه للآثار والأسلحة والمخدرات. ولفت المرصد إلى أن «شيخ الجبل» كان قد جنى مئات ملايين الليرات السورية من عمليات التهريب عندما كان في العقد الثالث من عمره.

 

وقد ربط ناشطون سوريون تصفية الأسد بالإشكال الذي حصل قبل أكثر من سنتين بينه وبين عائلة الخيّر العلوية التي تعتبر ذات نفوذ واحترام في القرداحة، وأدى حينها إلى إصابته إصابة بالغة. ونقل حينها ناشطون من المنطقة أن الرئيس السوري طلب من آل الخيّر وآل عثمان، وهم أيضا من أبرز عائلات المدينة، مغادرة القرداحة مقابل تعهد بشار الأسد بمحاسبة المتورطين من عائلته في الهجوم على آل الخيّر.

 

ويذكر أن مظاهرات كانت قد خرجت في القرداحة منتصف عام 2012، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل ضباط وجنود من الطائفة العلوية، وتطوّر الأمر إلى مشاكل كبيرة ومواجهات بين عائلات علوية وأتباع آل الأسد، وكان ذلك بعد رفض التحاق أبنائها بمجموعات «الشبيحة»، ونتيجة تنامي مخاوف العلويين من احتمال تعذّر حماية القرداحة في حال سقط النظام، والخشية من مجازر قد يصبحون ضحاياها بسبب أعمال العنف التي يقوم بها «الشبيحة» التابعين لعائلة الأسد بحق معارضين. ثم وصلت الأمور إلى ذروتها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2012، حين كان «شيخ الجبل» يسهر في مقهى لعارف الخيّر وحصل تلاسن بينهما بشأن مصير النظام، فأكد الخيّر ضرورة اقتناع الأسد بتسليم السلطة والاكتفاء بمن قتل من أبناء الطائفة العلوية، بدل أن تباد الطائفة بأكملها. وكان رد محمد الأسد مطالبة خصمه «بعدم التطاول على أسياده»، وتهديد كل من يعارض الرئيس. وبدأ العراك بالأيدي، ثم تطور إلى إشهار السلاح فأصيب «شيخ الجبل» إصابة بليغة أدخلته العناية الفائقة، وأصيب أيضا في الحادث فراس الخيّر وصخر عثمان. وإثر العراك الحاصل في المقهى، تجمع أبناء آل الأسد وهجموا على منازل آل الخيّر وآل عثمان، وأسفر الهجوم عن إصابة عدد من أبناء الخيّر وقتل خمسة من آل عثمان، قبل أن تتدخل قوات من الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية فتنهي الاشتباك وتعتقل المشاركين فيه.

 

سوريا: «صراع على النفوذ» في قرداحة وراء اغتيال «مؤسس الشبيحة»

اشتباكات عنيفة في الحسكة.. وطائرات التحالف تدخل على الخط

بيروت: كارولين عاكوم

لقي محمد توفيق الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، حتفه، في بلدة قرداحة بمحافظة اللاذقية الساحلية، وسط تضارب في التقارير بشأن أسباب وظروف اغتياله.

 

ورجحت أغلب التقارير مقتل محمد الأسد الذي يلقب نفسه بـ«شيخ الجبل» جراء تعرضه لطلقات نارية في الرأس أثناء إشكال مع إحدى الشخصيات العلوية في إطار «الصراع على النفوذ» والخلافات المستمرة بين العائلات العلوية في البلدة، التي تتحدر منها عائلة الأسد, في وقت أفادت فيه مواقع تابعة للنظام السوري بأن محمد الأسد, وهو من أبرز مؤسسي ميليشيا «الشبيحة», قضى أثناء «قيامه بواجبه الوطني» بعد إصابته في معارك بريف اللاذقية.

 

من جهة أخرى، تستعر المعارك بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم «داعش» قرب بلدة تل تمر في محافظة الحسكة. ودخلت طائرات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب على خط المعارك لأول مرة بسلسلة غارات على مواقع التنظيم قرب البلدة.

 

حرب إبادة على دوما: شهداء ومصابون بانهيار مبنى بغارتين لطيران الأسد

استشهد، وجرح عدد من المدنيين ظهر أمس بمجزرة ارتكبها طيران الأسد في دوما بغوطة دمشق المحاصرة، حيث استهدف بغارتين بناء تقطنه عوائل كاملة، مؤلف من عدة طوابق انهار كلياً فوق رؤوس قاطنيه، ما أدى لاستشهاد عدد كبير من المدنيين وجرح العشرات بينهم إصابات حرجة، جلهم أطفال ونساء.

 

وكان طيران الأسد ارتكب مجزرة في دوما أول من أمس راح ضحيتها 6 شهداء بينهم أطفال ومسنون، وعشرات الجرحى في إطار حرب الإبادة التي تنتهجها قوات الأسد ضد مدنيي الغوطة الشرقية المحاصرة.

 

ودارت اشتباكات أمس بين الثوار، وقوات النظام، وميليشياتها على الطريق العام دمشق ـ تدمر في منطقة البصيري في ريف حمص الشرقي.

 

وترافقت الاشتباكات بقصف مكثف من الطيران الحربي، والقصف المدفعي مع استمرار قطع الطريق الدولي دمشق بغداد، الذي يمر بالقلمون الشرقي، بعد الفشل في التوصل لاتفاق مع قوات النظام لفتح الطريق.

 

وانفجرت سيارة مفخخة امس بأحد مقرات الجيش الحر في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، أسفرت عن أضرار مادية كبيرة وشب حريق كبير، فيما لم يسجل أي إصابات من المدنيين، أو غيرهم.

 

إلى ذلك، شن الطيران الحربي التابع لقوات النظام غارة جوية استهدفت مزارع بروما شمالي مدينة إدلب المنطقة الفاصلة بين الثوار، وقوات الأسد، وميليشياتها في قرية كفريا الموالية.

 

واستشهد وأصيب عدد من المدنيين أمس، جراء قصف الطيران المروحي ببراميل متفجرة على مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.

 

وأفاد ناشطون بأن الطيران المروحي ألقى 4 براميل متفجرة، استهدفت الأحياء السكنية في المدينة، ما أدى لاستشهاد الشاب عبد العزيز محمد الشيخ خليل، وإصابة أكثر من 10 مدنيين معظمهم من النساء، والأطفال، انتُشلوا من تحت الأنقاض، ونقلوا إلى المشافي الميدانية، وإصابات بعضهم خطرة.

 

كما استهدفت مدفعية النظام في القرى الموالية المدينة، عقب الغارات الجوية بعدة قذائف، أسفرت عن استشهاد علي السراقبي، بالإضافة للدمار، الذي خلفته القذائف، وحالة الذعر، والرعب بين المدنيين. والجدير بالذكر، أن المدينة تتعرض بشكل يومي للقصف الجوي من الطيران الحربي، أو المروحي.

(سراج برس)

 

الخلافات تعصف بمعارضة “الداخل” السورية  

سلافة جبور-دمشق

أعلن أربعون عضوا من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي (المعارضة السورية في الداخل) استقالتهم أمس، وذلك “إثر تجاوزات تنظيمية داخلها”. وتجاهل الهيئة بيانات احتجاج من الأعضاء وهو ما عدوه استخفافا بهم.

 

وقال المستقيلون في بيان لهم إن “اضطراب الوضع التنظيمي ورغبة أحد المحاور لجر الهيئة إلى مواضع لا تليق بها ولا بنضالاتها ولا بخطها السياسي، ومقابلة احتجاج بعض الأعضاء بالهجوم والاستخفاف والأكاذيب ومحاولات تكميم الأفواه، وتحويل الخلاف السياسي لعداءات شخصية، جعلت الأعضاء المستقيلين يعتبرون أن الهيئة لم تعد تمثلهم بعد اليوم”.

 

وتعتبر هيئة التنسيق -التي أسست في أكتوبر/تشرين الأول 2011 في دمشق- من أكبر تجمعات المعارضة السورية في الداخل، وتضم أحزابا سياسية وشخصيات معارضة مستقلة، تؤمن بالحل السلمي السياسي “بعيدا عن كل أشكال التدخل الخارجي”.

 

وقال ماجد حبو -أحد الأعضاء المستقيلين- وهو عضو مكتب تنفيذي وشغل منصب رئيس فرع المهجر في الهيئة “إن جملة من الخلافات السياسية والتنظيمية بدأت من سطوة حزب أو اثنين على مقدرات المكتب وتهميش البقية، وتفجرت مع الاجتماع الأخير للهيئة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في باريس أواخر فبراير/شباط الماضي، وكانت سبب استقالة أربعين عضواً من المكتب التنفيذي والفروع والمكاتب واللجان”.

 

ويرى حبو أن “الانحراف بدأ يظهر في سياسة الهيئة التي تجاوزت خارطة الطريق للحل السياسي، وظهور قنوات تحالفية غير متناسبة والخط السياسي للهيئة، إضافة لسطوة وجهة نظر واحدة على الطيف الوطني العريض الذي ميز هيئة التنسيق منذ بدايتها”.

 

ويؤكد حبو حدوث محاولات عديدة ومتكررة لحل الخلافات عن طريق مذكرات تنظيمية أرسلت للمكتب التنفيذي ولقاءات مباشرة ومحادثات هاتفية “إلا أن البيروقراطية وصيغ التسوية غير المنصفة كانت العنصر الغالب في مواجهة الخلافات، إضافة للتهميش وتكميم الأفواه والتخوين”.

 

حوار داخلي

ويتفق مرام داود -وهو أحد الأعضاء المستقيلين- مع حبو، قائلا “إن عزوف الهيئة عن مناقشة بيانات الاحتجاج الصادرة عن بعض الأعضاء، واستخفاف عدد من شخصياتها بحجم المشكلة أدى إلى تفاقمها، الأمر الذي دفع أربعين عضوا من الحزبيين والمستقلين للاستقالة، ووجه آخرون معترضون على لقاء باريس رسائل انتقاد وإنذار بالاستقالة إن لم تتم معالجة الموضوع”.

 

من جهته يقول محمد زكي الهويدي -عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وعضو قيادة فرع المهجر لهيئة التنسيق الوطنية- “إن الاختلاف في وجهات النظر سواء كانت سياسية أو تنظيمية أمر طبيعي، ومن الوارد شعور مجموعة ما بالتهميش في كافة تجارب الأحزاب السياسية والتحالفات، إلا أن حل هذه الخلافات يجب أن يكون ضمن المؤسسة ذاتها وليس على صفحات الإعلام والوسيلة المجدية لحل الخلاف هي الحوار”.

 

واستبعد الهويدي حدوث تأثير كبير للاستقالات على مصير هيئة التنسيق وقال “المستقيلون مجموعة أفراد والهيئة تضم أحزاباً كبيرة وتاريخية إضافة لمئات المستقلين، ولم تتأثر في السابق بخروج العديد من الأسماء البارزة على الساحة السورية بل سارت بشكل أفضل”.

 

أما مرام داود -أحد الأعضاء المستقيلين الذي كان يشغل منصب أمين سر مكتب الشباب- فيرى أن “الائتلاف الوطني السوري وكل معارضة الخارج لا يدركون حجم الخراب والعنف الذي يعاني منه الشعب السوري، وهو ما يجعلهم أكثر طواعية للمحاور الإقليمية في حين يتطلب إنجاح الحل السياسي مسافة متساوية من كافة الدول”.

 

استمرار معاناة السوريين داخل بلادهم وخارجها  

تناولت صحف أميركية وبريطانية الأزمة السورية المتفاقمة، وأشار بعضها إلى المعاناة التي يعيشها السوريون مع دخول ثورتهم عامها الخامس داخل بلادهم وخارجها، وإلى استمرار قوات النظام بقصف المنازل بالبراميل المتفجرة.

 

فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن طائرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد تواصل قصف منازل المدنيين السوريين بالبراميل المتفجرة، مما يسفر عن مقتل العشرات في كل عملية قصف تحت أنقاض المنازل المهدمة.

 

وأضافت أن الحرب المستعرة في سوريا تدخل العام الخامس دون أي مؤشرات على قرب انتهائها، وأن الجهود الدولية من أجل السلام تراجعت، وأن جهود الأمم المتحدة لم تؤت أكلها ولم تتمكن من التوصل حتى إلى وقف لإطلاق النار في أي مدينة من المدن.

 

وبينت الصحيفة الأميركية أن هناك العديد من تقارير المنظمات الإنسانية التي تتحدث عن معاناة السوريين سواء داخل بلادهم أو في مخيمات اللجوء خارج سوريا، وأشارت إلى ما يلحق بهم من معاناة وسط أجواء الجوع والخراب والدمار الذي يلحق بهم.

 

وفاة أطفال

من جانب آخر، تحدثت ذي إندبندنت البريطانية عن معاناة اللاجئين السوريين، وأبرزت حياة اللاجئة السورية المسيحية هانيغال طارق وطفلتها الرضيعة.

 

وأوضحت الصحيفة أن هانيغال تعيش طفلتها الرضيعة (15 شهرا) وخمسة أشخاص آخرين في غرفة واحدة بمنطقة الدورة من ضواحي بيروت، وذلك بعد استمرار اختفاء زوجها في سوريا، وبعد أن أجبرتها الحرب على ترك منزلها في حلب.

 

وقالت إنه يتعين على اللاجئين السوريين الذين يصلون لبنان انتظار أسابيع قبل أن يتمكنوا من تسجيل أسمائهم لدى مكاتب الأمم المتحدة، وذلك كي يتمكنوا من الحصول على معونات، وإن بعضهم يقضي حتفه جراء البرد القارس في حياة اللجوء وخاصة من فئة الأطفال.

 

وفي السياق ذاته، تحدثت ذي صنداي تايمز البريطانية عن معاناة الأطفال السوريين الذين بُترت أطرافهم نتيجة تعرضهم للقصف بالبراميل المتفجرة.

 

وأبرزت الصحيفة معاناة ريم البليخ (ستة أعوام) التي بترت ساقها اليسرى، وتمكن جراحون بريطانيون من تركيب رجل صناعية لها في مكان لجوئها ببلدة تركية قرب الحدود مع سوريا.

 

وأشارت إلى تعرض كثير من السوريين إلى بتر أطرافهم، في ظل الحرب التي تعصف ببلادهم منذ سنوات.

 

الخوجة: السوريون يواجهون احتلال إيران بعد الأسد

غازي عنتاب (تركيا) – زيدان زنكلو

أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة خالد الخوجة أن السوريين يواجهون الآن الاحتلال الإيراني لبلدهم، بعدما بدأت ثورتهم ضد الظلم والاستبداد الذي مارسه الأسد.

 

وقال الخوجة “إن الأميركيين والإيرانيين ربطوا بين الملف السوري والملف النووي الإيراني، ولا توجد إرادة لإنهاء الأزمة في سوريا قبل تسوية شاملة في المنطقة”.

 

ولفت الخوجة في لقاء مع الإعلاميين والناشطين السوريين بمدينة غازي عنتاب التركية إلى أن رئاسة الائتلاف ناقشت خلال زياراتها الأخيرة لعواصم عدة موضوع دعم ومأسسة الجيش الحر على أن يكون نواة لجيش وطني يقود المرحلة الانتقالية ويمكن أن يشمل من لم يتورط في الدماء من جيش النظام.

 

وأشار إلى اتفاق الائتلاف مع هيئة التنسيق أخيراً ضمن ما سماها بعملية الحوار (السوري – السوري) مع باقي أطياف المعارضة، وأضاف “كانت لنا بداية ناجحة مع هيئة التنسيق كخطوة ضمن حوار سوري- سوري، وهناك حوار مع تيار بناء الدولة لكنه تأخر بسبب سجن المعارض لؤي حسين”.

 

ولفت إلى أن حوار المعارضة يجب أن تدعى إليه مؤسسات وليس الأفراد، مشيراً إلى محاولات يجريها الائتلاف لعقد اجتماعات متتالية مع بقية أطراف المعارضة في دول وصفها بالمحايدة، وتابع “سنحاول أن يكون هناك اجتماع مع أطياف من المعارضة في برلين”.

 

وفيما يخص لقاء موسكو الأخير شدد خوجة على رفض الائتلاف أي حوار مع النظام، وأضاف “لا يمكن أن يكون هناك حوار مع النظام، والروس يدعون لحوار مع النظام، وهذا شيء لا يمكن التفاوض عليه”.

 

وفي موضوع الاتفاق التركي الأميركي لتدريب مقاتلي المعارضة السورية على الأراضي التركية أكد الخوجة أن عمليات التدريب لم تبدأ بعد، وشدد في هذا الصدد أن أي عمليات تدريب مقاتلين يجب أن تكون بالتنسيق مع وزارة الدفاع والأركان، وأشار إلى أن غالبية الدول من أصدقاء سوريا غير راضية عن الطرح الأميركي بأن يكون المقاتلون المدربون هم فقط لمحاربة تنظيم داعش.

 

من جهة أخرى يواصل النظام قصف المدنيين في معظم المناطق السورية، غير آبه بمصير المواطنين، مع استخدامه كل ما تبقى لديه من ترسانة عسكرية لتحويل حياة الأبرياء إلى جحيم.

 

ونفذت طائرات الأسد عشرات الغارات تسببت في مقتل وجرح العشرات في مختلف مناطق سوريا، في حين شهد ريف دمشق مجازر نفذتها قوات النظام بعد تعرض مدينتي دوما وعربين لقصف جوي مركز.

 

كما سقط عشرات القتلى جراء استهداف بلدتي زاكية وداريا في ريف دمشق الغربي بالقصف المدفعي.

 

ونالت دمشق نصيبها من غارات الأسد والتي تجاوزت الـ20، طالت مناطق في حي جوبر الذي لم تهدأ وتيرة الاشتباكات فيه منذ أشهر عدة.

 

وكانت بلدات وقرى مارع وعندان وتل رفعت ودير حافر ورتيان ومناطق الملاح والكاستيلو وتل الضمان في حلب مسرحاً لعمليات قصف استخدمت فيه جميع الأسلحة، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى.

 

وشهدت حلب اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم “داعش” على أطراف نهر الفرات عند جسر قره قوزاق الذي فجر التنظيم أجزاء منه قبل انسحابه إلى الأطراف الغربية من الجسر، فيما قصفت طائرات التحالف مواقع للتنظيم في محيط المنطقة.

 

وألقت مروحيات النظام أكثر من 70 برميلاً متفجراً على بلدات وقرى إنخل وكفر شمس والشيخ مسكين وكفرناسج في محافظة درعا، ومناطق أخرى في بلدات وقرى كفرزيتا واللطامنة وحصرايا في محافظة حماة، وخان شيخون وبلدتي الهبيط وعابدين بريف محافظة إدلب.

 

وقد تمخضت عن أعوام الحرب السورية الأربعة أزمات كبرى تنذر بكارثة صحية في المناطق كافة التي تشهد قمعاً بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة حتى أصبحت ظروفهم الصحية والمعيشية تلازم حياتهم اليومية.

 

وقد تكون حالة من البؤس واليأس مرشحة للتفاقم في ظل قلة المراكز الصحية وشح المساعدات الإنسانية التي لا تتناسب مع حجم مأساة لا زال يرزح تحتها آلاف السوريين الذين يقعون فريسة الأمراض الناجمة عن حرب النظام وبراميله المتفجرة.

 

ويعيش النازحون السوريون، والذين يقدر عددهم اليوم بنحو 7 ملايين نازح، حالة مزرية على كل الصعد في ظل ندرة المساعدات الإغاثية والإنسانية في الداخل السوري، وهو ما بات هاجساً للمنظمات الإنسانية الدولية التي لا تستطيع العمل على الأرض بسبب عنف النظام المتواصل من جهة، وعدم سماح هذا النظام لهم بالعمل على الأرض.

 

أما في مخيمات اللجوء في تركيا والأردن ولبنان ليس الأمر بأحسن حال في ظل قلة أو تدهور الخدمات التي يتلقاها هؤلاء اللاجئين، فعصيبة هي الأيام التي يمر بها هؤلاء الذين فروا بحثاً عن أمل بحماية أطفالهم وعائلاتهم، فإذا بهم يعيشون ثنائيا رهيبا من الجوع والظروف الإنسانية الصعبة.

 

4 أعوام من النزاع في سوريا.. أرقام صادمة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أصابت تداعيات النزاع في سوريا، الذي دخل الأحد عامه الخامس، معظم الشعب السوري، حيث تشير إحصائيات المنظمات الإنسانية إلى “أرقام صادمة” جراء هذه الأزمة، التي بدأت بمظاهرات سلمية قبل أن تتحول إلى حرب أهلية.

 

فالحرب الطاحنة المستمرة في سوريا منذ أربعة أعوام، حصدت أرواح عشرات آلاف الأشخاص وشردت الملايين وخلفت دمارا هائلا، كما ضربت الاقتصاد الوطني للبلاد التي باتت مقسمة إلى مناطق نفوذ بين مختلف أطراف النزاع.

 

ورجح تقرير أصدره الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قبل أيام، مقتل 220 ألف شخص في هذه الحرب التي دفعت 4 ملايين شخص إلى اللجوء إلى الدول المجاورة لسوريا، وأجبرت 7 ملايين و600 ألف على النزوح داخل بلادهم.

 

ويشير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عدد القتلى يشمل 10664 طفلا و6783 امرأة، و35827 من مقاتلي المعارضة و45385 من قوات الحكومة السورية، في بلد كان يبلغ عدد سكانه قبل الحرب نحو 23 مليون شخص.

 

ووفقا للمرصد أيضا، فإن نحو 13 الف سوري قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام، في حين لا يزال عشرات الآلاف معتقلين في سجون الحكومة أو لدى المتشددين، وكثيرون آخرون مفقودين.

 

وما يزيد من معاناة السوريين غياب أي أفق للحل، في وقت باتت بلادهم مقسمة بين أراض خاضعة لسيطرة القوات الحكومية وأخرى تحت سيطرة فصائل من المعارضة المسلحة المختلفة فيما بينها، ومناطق بقبضة داعش وجبهة النصرة.

 

وبالعودة إلى لغة الأرقام، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إن أكثر من 5.6 مليون طفل داخل سوريا يعانون من ظروف “بائسة”، إذ أن حوالي 2 مليون طفل يعيشون في مناطق شبه معزولة عن المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تغيب نحو 2.6 مليون عن المدرسة.

 

ويعيش 2 مليون طفل سوري لاجئين في لبنان وتركيا والأردن وبلدان أخرى في ظل ظروف شبه مأساوية، مما دفع اليونيسف إلى المطالبة بـ”وجود استثمارات طويلة الأمد لتلبية احتياجات الأطفال واليافعين وتسليحهم بالمهارات اللازمة”.

 

ومع استمرار المعارك وأعمال العنف والقصف والغارات التي تشنها القوات السورية، تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن “أكثر من 12 مليون شخص داخل سوريا بحاجة للمساعدة للبقاء على قيد الحياة”.

 

وعلى الصعيد الاقتصادي، تراجعت الليرة من 47 مقابل الدولار الواحد عشية الحرب في عام 2011 إلى 220 ليرة، وسط تزايد التضخم ومعاناة الاقتصاد الذي يعاني من عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على دمشق.

 

الجيش السوري يقتل ثلاثة أعضاء بارزين في «جبهة النصرة»

بيروت – رويترز

ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الجيش السوري استهدف مجموعة من مقاتلي “جبهة النصرة”، جناح تنظيم “القاعدة” في سورية، في وقت متأخر أول من أمس (الجمعة) في جنوب البلاد، موضحة أن العشرات قتلوا، من بينهم ثلاثة أعضاء بارزين في “النصرة”.

 

وكان الجيش ومقاتلون متحالفون معه من جماعة “حزب الله” اللبنانية شنوا هجوماً واسعاً في المنطقة الشهر الماضي على جماعات لمقاتلي المعارضة إلى جانب “جبهة النصرة”.

 

ومنطقة جنوب سورية إحدى آخر المناطق التي لا يزال لمقاتلي المعارضة موطئ قدم فيها. ويحقق المتطرفون انتصارات على المقاتلين المعتدلين في الصراع الذي دخل عامه الخامس.

 

وقالت “الوكالة العربية السورية للأنباء” (سانا) إن “وحدة من الجيش والقوات المسلحة استهدفت تجمعاً لما يسمى لواء العز التابع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في السويسة في ريف القنيطرة، ما أدى إلى مقتل العشرات من أفراده بينهم ثلاثة من المتزعمين”.

 

وذكر بيان صادر عن الجيش أن عمليات نفذت في محافظة القنيطرة، لكنه لم يتطرق إلى الخسائر البشرية. وتصف الحكومة السورية كل مقاتلي المعارضة بأنهم متشددون يعادون الدولة ويتلقون تمويلاً من الخارج.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن “طائرات مروحية عسكرية سورية أسقطت براميل متفجرة في وسط القنيطرة الليلة الماضية”.

 

وأضاف أن الطائرات استهدفت منطقة تخوض فيها فصائل معارضة المعارك ضد “جبهة النصرة” منذ أسابيع عدة.

 

وقال مدير “المرصد” رامي عبدالرحمن إنه لم يتضح بعد إن كان لحق بـ “جبهة النصرة” خسائر، لكن سلاح الجو السوري نفذ أكثر من 150 غارة في أنحاء متفرقة من البلاد يوم الجمعة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين.

 

وقال محللون سياسيون وديبلوماسيون إقليميون إن القوات السورية فقدت السيطرة على مناطق ريفية كثيرة بالقرب من الأردن، وكذلك أجزاء على الحدود مع إسرائيل قرب مرتفعات الجولان قبل أن تشن الهجوم على الجنوب.

 

المعاناة توحّد السوريين في الداخل والخارج للسنة الرابعة

تطوي الثورة السورية اليوم سنتها الرابعة من دون ضوء أمل يلوح في الأفق لحل قريب ينهي مأساة السوريين، سواء كانوا نازحين داخل البلاد أو لاجئين في دول الجوار أو على «قوارب الموت» باحثين عن ملجأ آمن يوفر لهم حاجاتهم الأساسية ويبعد عنهم «البراميل المتفجرة» أو المعارك الدائرة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في مناطق مختلفة من الأراضي السورية.

 

وباتت الأراضي السورية مقسمة بين مناطق «سورية المفيدة» الخاضعة لسيطرة النظام والميلشيا وتمتد من مدينة درعا والسويداء جنوباً مروراً بدمشق الى حمص ومدينة حماة في الوسط وانتهاء بطرطوس ومدينة اللاذقية في الساحل غرب البلاد، فيما تسيطر المعارضة على ريفي إدلب وحلب شمالاً وريف حماة وجزء من ريف حمص في الوسط مروراً بغوطة دمشق وصولاً إلى ريفي درعا والقنيطرة في الجنوب قرب الجولان المحتل والأردن. ويتحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بشمال شرقي البلاد، متخذاً من الرقة عاصمة لـ «خلافته» التي أعلنها في منتصف العام الماضي بعدما «محا» الحدود مع العراق.

 

ومدينة حلب، ثانية أكبر مدن البلاد، يتقاسم السيطرة عليها النظام والمعارضة. ولم تنجح الى الآن خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال فيها، بل إنها خفضت سقف هدفه الى «وقف القصف بالأسلحة الثقيلة» عن مدينة حلب لمدة ستة أسابيع، من دون ثقة فعلية بتحقيق هذا الهدف المتواضع.

 

ووضع استمرار الصراع أكثر من نصف الشعب السوري البالغ ٢٣ مليوناً في حاجة ماسة إلى المساعدات وبات عدد مماثل نازحاً في داخل البلاد أو لاجئاً في خارجها، لكن هؤلاء محظوظون لأنهم لم يكونوا ضمن ٢٢٠ ألف شخص قتلوا أو مليون شخص جرحوا وعشرات آلاف ماتوا تعذيباً خلال السنوات الأربع الأخيرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى