أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 16 شباط 2014

الإبراهيمي يعتذر للسوريين بعد فشل جنيف

جنيف، دمشق، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

اعتذر الوسيط الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي للشعب السوري أمس لعدم إحراز أي تقدم في محادثات السلام في جنيف بعدما انتهت جولتها الثانية من دون نتيجة سوى الاتفاق على اللقاء مجدداً. وفي وقت قال وفد «الائتلاف الوطني» المعارض إن عقد جولة ثالثة من المفاوضات سيكون مضيعة للوقت إذا لم يكن هدفها مناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وصف كبير مفاوضي وفد النظام بشار الجعفري أعضاء وفد المعارضة بأنهم «هواة»، متمسكاً بموقف الحكومة في شأن الاتفاق أولاً على مكافحة «العنف والإرهاب» قبل مناقشة موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

وفي ضوء هذا الفشل في تحقيق اختراق في مفاوضات جنيف، بدا واضحاً أن الولايات المتحدة، الداعمة المعارضة، بدأت تعد خيارات بديلة للضغط على النظام، بما في ذلك إرسال مزيد من الأسلحة إلى «المعارضة المعتدلة». وقال الرئيس باراك أوباما عقب محادثات مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني في ولاية كاليفورنيا، ليل الجمعة، إنه يدرس سبلاً جديدة للضغط على حكومة الأسد، مضيفاً: «سيتعين علينا اتخاذ بعض الخطوات الفورية لتقديم مساعدات إنسانية هناك».

وقال مسؤول أميركي كبير في إيجاز للصحافيين عقب المحادثات التي استمرت ساعتين «نحشد الدعم لمعارضة معتدلة ويمكن أن يضطلع الأردن بدور مهم في ما يتصل بالمعارضة المعتدلة».

وأردف: «أن الزعيمين ناقشا تصاعد خطر التطرف المقبل من سورية وما يمكن عمله للتصدي له». واستطرد: «أن جميع البدائل مطروحة في ما عدا تدخل قوات أميركية»، مؤكداً أن «من الخيارات المطروحة إمكان تسليح المعارضة السورية».

وكان لافتاً أن النظام السوري حاول تحميل الجانب الأميركي جزءاً من فشل محادثات جنيف، إذ قال مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري: «إن تلويح أميركا بالتصعيد العسكري شجع وفد الائتلاف على التعنت وإفشال هذه الجولة».

وأوضح: «قلنا للوسيط الدولي (الأخضر الإبراهيمي) والطرف الآخر إن الأجواء التي تحيط بجنيف لا تنبئ بالإيجابية، ولقاء (الرئيس باراك) أوباما بالملك الأردني والأوامر حول تصعيد جبهة درعا لا تشجعان البتة على إنجاح جنيف ومكافحة الإرهاب»، في إشارة إلى تقارير عن قرار تسليم المعارضة أسلحة متطورة عبر الحدود الأردنية والتركية.

وكان الأخضر الإبراهيمي قال للصحافيين عقب فشل محادثات جنيف أمس: «أنا آسف جداً جداً وأعتذر للشعب السوري عن آماله التي كانت كبيرة للغاية هنا… (آماله) في أن شيئاً سيحدث هنا. أعتقد أن النزر اليسير الذي تحقق في حمص (اتفاق وقف النار وإجلاء المدنيين المحاصرين) أعطاه أملاً أكبر في أنه ربما تكون هذه هي البداية للخروج من هذه الأزمة الرهيبة» التي يعانيها.

في غضون ذلك قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن أكثر من 140 ألف شخص بينهم أكثر من سبعة آلاف طفل قتلوا في الصراع المستمر منذ ثلاثة أعوام في سورية.

وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت أن فرنسا «تدين موقف النظام السوري الذي عرقل أي تقدم نحو تشكيل حكومة انتقالية وكثّف أعمال العنف بحق السكان المدنيين». كذلك عبّر عن الموقف نفسه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي حمّل النظام مسؤولية فشل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف.

سورية: انخفاض انتاج النفط بنسبة 96 في المئة منذ بداية الازمة

دمشق – أ ف ب

إنخفض إنتاج سورية من النفط نحو  96 بالمئة عما كانت عليه قبل الأزمة أي قبل منتصف آذار (مارس) 2011 .

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن وزير النفط والثروة المعدنية سليمان العباس أن “تغيرات طرأت على واقع إنتاج النفط نتيجة الأحداث الراهنة ما أدى الى تراجع إنتاج النفط الى نحو 4 بالمئة”.

وأوضح أن “الإنتاج إنخفض من 385 ألف برميل يومياً إلى 14 ألف برميل الذي كان يشكل مورداً اساسياً للحكومة السورية قبل الأزمة في البلاد أي قبل نحو ثلاثة أعوام”.

وكان الوزير أشار في كانون الثاني (يناير) 2014 إلى أن “الأزمة الراهنة التى تمر بها سورية أدت الى أضرار كبيرة على قطاع النفط وخلقت واقع صعب”. وتحدث حينها عن “تراجع الإنتاج يعود إلى إزدياد التعديات الإرهابية على البنى التحتية لإنتاج ونقل النفط والغاز”، لافتاً الى ان “العقوبات الغربية على قطاع النفط والغاز وتعليق الشركات الأجنبية عملها فى مجال الاستكشاف والتنقيب أدت الى مصاعب فنية ومالية في تأمين مستلزمات العمل والانتاج”.

هيغ: الأسد ليس مستعداً للرحيل

واشنطن – “الحياة”

أكد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إن لدى السلطات في بلاده تقارير موثقة عن مشاركة بريطانيين وغربيين في القتال في سورية، مضيفاً أن “الحل لتلك الأزمة يتمثل في إنهاء الصراع، وإلا فالخيار سيكون بين المتطرفين ونظام الرئيس بشار الأسد”، الذي قال إنه “لم يُظهر أي إشارة إلى نيته مغادرة السلطة”، داعياً إياه إلى “عدم ارتكاب خطأ في الحسابات بسبب قوته الحالية”.

ورفض هيغ، في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” تأكيد الأنباء حول تعرّف السلطات البريطانية على مواطن بريطاني قد يكون مسؤولاً عن تنفيذ عملية انتحارية استهدفت سجن حلب المركزي، مضيفاً “ما يمكنني قوله هو أن لدينا تقارير تتمتع بمصداقية حول ضلوع أفراد من بريطانيا في ممارسات مماثلة، وبالطبع فإن مشاركة المئات من الأشخاص من بريطانيا ودول غربية أخرى في القتال في سورية أمر يقلقنا”.

وعن رأيه في إمكان عودة المئات من سورية إلى الغرب مشبعين بـ”الأفكار الجهادية” رد الوزير البريطاني بالقول: “لدينا أمور يمكننا القيام بها لحماية أنفسنا وبلدنا.. يمكننا حرمان البعض من جوازات سفرهم إذا عرفنا بنيتهم التوجه إلى مكان ما، ويمكننا إجراء تعديلات على نظام الإقامة للمقيمين في بريطانيا، ويمكن لأجهزة الأمن التحرك حيال أشخاص بعينهم”.

وتابع بالقول: “بالطبع يصعب التعميم في هذه القضايا لأن هناك الكثير من الاختلافات حول ما يمكن للناس القيام به في سورية، وبالتالي فالأمر معلق على كل حالة بمفردها، وبالطبع سنواصل العمل مع السلطات في دول أخرى من أجل ملاحقة هؤلاء الأشخاص لمنعهم من العودة إلى سوريا أو إحداث أضرار في بلدانهم عند عودتهم”.

وأكد الوزير البريطاني أن “الحل الأفضل في نهاية المطاف هو وضع حد للصراع الدائر في سورية، مقراً في الوقت نفسه بـ”الصعوبات”، التي تعترض المسار التفاوضي في “جنيف 2″، وأضاف: “من المهم جداً أن يتعامل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد مع ما تقدمه المعارضة. ما تعلمناه خلال الأسابيع الأخيرة هو أن ائتلاف المعارضة السورية تمكن من تقديم أداء فاق ما توقعه الكثيرون لجهة الحضور إلى المؤتمر والمشاركة بوفد بناء وعرض اقتراحات جدية لحكومة انتقالية”.

وأضاف هيغ: “ما نراه بالمقابل هو أن وفد النظام لم يتعامل بشكل جيد مع هذا الأمر، فهو لم يطرح قضية الحكومة الانتقالية ولم يوافق على تمرير المساعدات الإنسانية للكثير من المناطق السورية التي يخضع فيها مئات الآلاف للحصار، ولذلك نتمنى من كل من يمكنه التأثير على النظام – ويشمل ذلك روسيا وإيران – ممارسة الضغوط عليه للعب دور بناء”.

وعمّا إذا كان هذا الموقف من المعارضة السورية سيساعد على اتخاذ قرار بمنحها الدعم العسكري، قال هيغ إن “هناك عدداً من الدول التي تقوم بذلك بالفعل”، مؤكداً أن “بريطانيا ليست من بين تلك الدول”، لكنه لم يستبعد حصول “تبدل في الموقف مستقبلاً”، مضيفاً “هم يستحقون الحصول على دعم عملي من دول متعددة،علينا المحافظة على وجود المعارضة المعتدلة، وإلا فإن الخيار هو بين الأسد والمتطرفين”.

وأشار هيغ إلى أن الأسد “لا يعتزم مغادرة السلطة”، ولكنه دعاه إلى “عدم ارتكاب خطأ التفكير في قدرته على فعل ذلك بسبب شعوره بالقوة حالياً”، وأضاف أن “دمشق لم تنفذ بالسرعة الكافية” تعهداتها حيال القضاء على ترسانتها من السلاح الكيماوي”، مشدداً على “ضرورة إبقاء الضغط الدولي من أجل تحقيق ذلك”.

وندد هيغ بمواصلة حصار القرى والمدن السورية وقصفها، مضيفاً أنه يترقب أن تتمكن الدول الكبرى من الاجتماع مجدداً في مجلس الأمن واستصدار قرار يلزم النظام بفتح الممرات الإنسانية، ورد على سؤال حول جدوى إعادة التلويح بالخيار العسكري بالقول: “أعتقد أن ما علينا فعله هو دفع الدول في مجلس الأمن، وبينها روسيا، ودول مثل إيران، من أجل الضغط على النظام لتوفير مساعدات إنسانية، وإلا فإن الأزمة في سورية ستصبح أسوأ على المستوى الإنساني، وسيزداد خطر المتطرفين على أمن الكثير من الدول، وليس الغرب فقط”.

مفاوضات جنيف الى طريق مسدود من دون تحديد موعد والابرهيمي يعزو الاخفاق الى رفض دمشق جدول الاعمال

“أ ف ب”

غداة تاكيد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه يريد تعزيز الضغط على دمشق، اعلن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي انتهاء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين التي وصلت الى طريق مسدود، من دون ان يعلن موعدا جديدا لها، عازيا هذا الاخفاق الى رفض وفد النظام السوري جدول الاعمال. واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان فشل المفاوضات في جنيف يشكل “اخفاقا كبيرا”، محملا النظام مسؤولية الوصول الى هذا المأزق.

وقال الابرهيمي للصحافيين: “اعتقد انه من الافضل ان يعود كل طرف الى دياره ويفكر بمسؤولياته ويقول ما اذا كان يريد ان تستمر هذه العملية”.

وكان من المتوقع ان تنتهي السبت الجولة الثانية من المفاوضات التي بدأت الاثنين، وان يحدد الابرهيمي بالتوافق مع الوفدين موعدا لاجتماع جديد.

ولكن بعد رفض وفد الحكومة السورية جدول الاعمال قرر الابرهيمي ان يعود كل طرف الى دياره من دون تحديد موعد جديد، لاعطاء الوقت للجميع للتفكير.

واوضح الممثل الخاص “ان الحكومة تعتبر ان اهم مسألة هي الارهاب في حين ترى المعارضة ان الاهم هو سلطة الحكومة الانتقالية … اقترحنا ان نتحدث في اليوم الاول عن العنف ومحاربة الارهاب وفي الثاني عن السلطة الحكومية، مع العلم ان يوما واحدا غير كاف للتطرق الى كل موضوع”.

واضاف “يا للاسف رفضت الحكومة، ما اثار الشك لدى المعارضة بانهم لا يريدون التطرق اطلاقا الى السلطة الحكومية الانتقالية”. واعتذر “من الشعب السوري الذي علق امالا كبيرة” على هذه المفاوضات. وامل “في ان يفكر الجانبان بشكل افضل وان يعودا لتطبيق اعلان جنيف” الذي تم تبنيه في حزيران 2012 من الدول العظمى كتسوية سياسية للنزاع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات. وامل ايضا “في ان تدفع فترة التامل الحكومة خصوصا الى طمأنة الجانب الاخر انه عندما يتم التحدث عن تطبيق اعلان جنيف ان يفهموا ان على السلطة الحكومية الانتقالية ان تمارس كل السلطات التنفيذية. بالتأكيد محاربة الارهاب امر لا غنى عنه”، وممارسة “كامل السلطات التنفيذية” تعني حرمان الرئيس بشار الاسد من صلاحياته حتى وان لم يكن ذلك مكتوبا صراحة في بيان جنيف-1، الامر الذي يرفضه النظام السوري.

ويشكل بيان جنيف-1 اساس المفاوضات التي عقدت جلستها الاولى من الايام الاخيرة من كانون الثاني. وينص البيان الذي جرى التوصل اليه في غياب الطرفين السوريين، على بنود عدة ابرزها “وقف العنف بكل اشكاله” وتشكيل هيئة انتقالية ب”صلاحيات كاملة”.

من جانبه، صرح الناطق باسم وفد المعارضة السورية لؤي صافي ان جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة السورية من دون حديث عن انتقال سياسي ستكون “مضيعة للوقت”. واعتبر ان “النظام ليس جديا … لم نأت لمناقشة بيان جنيف بل لتطبيقه”. وقال: “يجب ان نتأكد من ان النظام يرغب في حل سياسي ولا يناور لكسب الوقت”. واضاف:”اسف للقول ان لا شيء ايجابيا يذكر” بخصوص هذه المفاوضات التي تمت بوساطة الامم المتحدة وبدأت في 22 كانون الثاني بضغط من الاسرة الدولية وخصوصا روسيا والولايات المتحدة.

في المقابل، صرح رئيس الوفد الحكومي المفاوض السفير بشار الجعفري ان “الاعتراض كان على القراءة الاستنسابية الانتقائية من الطرف الاخر لمشروع جدول الاعمال”. واضاف: “نحن وافقنا على جدول الاعمال الذي تقدم به الوسيط الدولي، الخلاف بدأ عندما قدم الطرف الاخر تفسيره الخاص لجدول الاعمال بحيث يخصص يوم واحد لمكافحة الارهاب ومن ثم يوم اخر لهيئة الحكم الانتقالية بدون ان ننهي موضوع الارهاب”. واوضح انهم “ارادوا ان يبقى النقاش حول موضوع مكافحة الارهاب مفتوحا الى اللانهاية وكل همهم الانتقال الى البند الثاني من دون قراءة مشتركة لموضوع مكافحة الارهاب”. واشار الى انه “اننا قلنا للوسيط الدولي ان الاجواء التي تحيط باجتماعات جنيف لا تنبئ ابدا بحسن نيات لدى الطرف الاخر”.

وتوقفت المفاوضات لاسبوع قبل ان تعاود جولتها الثانية الاثنين الفائت، وتوقفت السبت من دون تحديد موعد لجولة ثالثة.

وكان الطرفان المفاوضان اجمعا الجمعة على ان المفاوضات وصلت الى “طريق مسدود” من دون تحقيق اي تقدم فيما اعتصم الابرهيمي بالصمت ولم يعقد مؤتمره الصحافي اليومي المعتاد.

ولم تتمكن راعيتا المفاوضات موسكو وواشنطن من احداث اختراق في المفاوضات، غداة اعلان الابرهيمي انهما وعدتا بالمساعدة في حلحلة العقد بين الوفدين اللذين جلسا مرتين فقط في غرفة واحدة منذ بدء الجولة الاثنين.

وقال لؤي صافي الجمعة “وصلنا الى هذا الطريق المسدود. ارجو الا يكون السد جدارا سميكا، لكن عثرة او عقبة يمكن ان نتجاوزها”.

من جهته، صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد “اعرب عن اسفنا العميق ان هذه الجولة لم تحقق اي تقدم”.

واعرب مسؤول اميركي كبير الجمعة رافضا كشف اسمه عن اعتقاده “ان على روسيا مسؤولية الضغط على النظام السوري لمقاربة هذه المحادثات بجدية”.

وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف:”بوضوح، يجب ان يضغط الروس على النظام السوري بشكل اقوى مما قاموا به حتى الان”.

كما صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة خلال لقائه العاهل الاردني عبدالله الثاني بن الحسين ان الولايات المتحدة تدرس مزيدا من الخطوات للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وصرح مسؤول اميركي رفيع ان واشنطن حاولت “العمل مع روسيا وافهامها ان الوضع القائم لا يخدم ايضا مصالحها”.

وبعدما انتقد موسكو لعرقلتها مرتين قرارات لمجلس الامن باستخدامها حق النقض “فيتو” اكد المسؤول “انه من غير المستبعد التوصل الى اتفاق على قرار انساني” مع روسيا. وهذا القرار قد يكون “قويا في ما يتعلق بالالتزامات التي ستفرض على نظام (دمشق) لتسهيل وصول المساعدات الانسانية” لكنه لم يشر بالضرورة الى تهديد باستخدام القوة او بتشديد العقوبات.

وشدد على ان الروس “لا يمكن ان يربحوا على كل الجبهات”، مضيفا “لا يمكنهم القول بانهم يؤيدون مفاوضات جنيف وحكومة انتقالية تتمتع بسلطة كاملة ووصول المساعدة الانسانية وان يكون لديهم العاب اولمبية ناجحة من جهة ومن جهة اخرى تقديم دعم فاعل لهذا النظام الذي يقتل الناس بالطريقة الاكثر وحشية”.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان النزاع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة اعوام، اودى بحياة اكثر من 140 الف شخص.

الابراهيمي يعتذر..ولا يقطع الأمل

دينا أبي صعب

 جلسة صباحية ختامية مشتركة بين الطرفين السوريين والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنهت مفاوضات “جنيف 2” على فشل أعلنه الجانبان السوريان، بينما تشبث الابراهيمي بالأمل في تجاوزه في جولات لاحقة.

البند الوحيد على طاولة التفاوض، السبت، كان جدولُ أعمال الجولة المقبلة من المفاوضات، التي يبقى موعدُها غير محدد بانتظار زيارة الإبراهيمي إلى نيويورك لتقديم تقريره حول الجولة الثانية، ويبقى الاقتراح الأبرز فيها هو ما قدمه الإبراهيمي خلال الأيام القليلة الماضية حول التوازن بين البندين الخلافيين بين السلطة والمعارضة.

وعلمت “المدن” من مصدر مقرب من المعارضة، أن جلسة السبت استمرت نحو نصف ساعة، واقتصرت على تكرار بعض ما ورد في الأيام الماضية، وافق وفد المعارضة فيها مجدداً على مقترح الإبراهيمي لجدول أعمال وإدارة العملية التفاوضية، وأكد على “ضرورة الإسراع في تحقيق عملية الانتقال السياسي كمدخل للتغيير في سوريا”.

وذكر المصدر أن وفد النظام “استمر في تعطيل أعمال المؤتمر والالتفاف على أولويات بنوده، ورفض مجدداً بحث هيئة الحكم الانتقالي في سورية، وأصرّ على حرف مؤتمر جنيف 2 عن مساره، ولذا قرر السيد الأخضر الإبراهيمي رفع الجلسة دون تحديد موعد جولة ثالثة”، مؤكداً أن وفد المعارضة “ملتزم ببحث تشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية التي تدير المؤسسات بما فيها الجيش والأمن والمخابرات”.

وفي مؤتمره الصحافي الأخير في الجولة الثانية، أكد الابراهيمي أن الوفدين السوريين “وافقا على عقد جولة محادثات ثالثة”، لكنه أشار إلى أن وفد الحكومة “لم يوافق على البند المتعلق بمناقشة موضوع الحكومة الانتقالية”، وأضاف “اقترحنا أن يخصص اليوم الأول لمكافحة العنف ومناقشة الإرهاب، واليوم الثاني للهيئة الانتقالية..، لكن وفد الحكومة رفض العرض وهذا يثير شكوك المعارضة بأن وفد الحكومة لا يريد مناقشة هذا البند بتاتاً”.

ورأى الابراهيمي أن العودة إلى جولة ثالثة من المراوحة لن يكون مفيداً، لذا “من الافضل أن يعود كل جانب إلى بلده ويتحمل مسؤولياته، وأنا سأعود للأمم المتحدة، وآمل أن أتمكن من تقديم إحاطة أمام مجلس الأمن”. واعتذر الابراهيمي من الشعب السوري الذي كانت لديه طموحات أن شيئاً ما سيتحقق في مباحثات جنيف، وخصوصاً أن “القليل من الحماس الذي طرأ على حمص شجعهم على التفاؤل للخروج من هذه الازمة المرعبة”، وتمسك بأمل أن “يفكر الطرفان وأن يتأملا بشكل متعمق وأن يعودا على استعداد جاد لوضع نهاية لهذه الأزمة ونحن معهم”.

وبحسب أوساط الائتلاف، فإن الوفد المعارض مستعد لاستكمال المباحثات فور تحديد موعدها، على أساس اقتراح الإبراهيمي مناقشة البند المتعلق بالإرهاب والبند المتعلق بتشكيل الهيئة الانتقالية بالتزامن، وليس كما يقترح وفد الحكومة، الذي يقول إن بندَ تشكيل الهيئة الانتقالية يناقش فقط بعد الاتفاق بشأن مكافحة الإرهاب، ويطالب المجتمعين باتباع التراتبية المعتمدة في بيان “جنيف 1”.

هذا الخلاف في الأولويات وضع الجولة الثانية من المفاوضات في حال مراوحة وركود منذ اليوم الأول، ولا سيما أن الدولتين الراعيتين للمفاوضات، روسيا وأميركا، اصطفتا كل إلى جانب حليفها، إذ برز ذلك خلال الاجتماع الذي جمع الروس والأميركيين والإبراهيمي، الخميس الماضي. وأشارت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن الابراهيمي بدا “فظاً” في تخاطبه مع الجانب الروسي بالقول إن “الحكومة السورية رفضت الحل الوسط الذي وضعه الإبراهيمي في أجندته”، ولفت المصدر إلى أن الإبراهيمي “قد يفضل تعليق المفاوضات نهائياً على المس بمصداقيته والاستمرار بمفاوضات فاشلة، ولا سيما أن الجانب الروسي لم يقدم أي وعود بدفع الحكومة السورية لتقديم أي تنازل في مواقفها”.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر إعلامية غربية لـ”المدن” أن وفد الحكومة السورية “رفض لمس ورقة المعارضة الخاصة بآليات تطبيق جنيف 1 التي قدمتها للإبراهيمي خلال هذه الجولة، وتركها على الطاولة بعد خروج الوفدين من القاعة”.

ممثل الأكراد في وفد المعارضة المفاوض: إذا لم نتفق قريبا ستسيطر الإرهابيون على كل سوريا

عبد الحميد درويش لـ «الشرق الأوسط» : النظام يرفض الحوار لأنه لا يقبل شركاء

جنيف: مينا العريبي

بعد انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات مع النظام السوري، على الائتلاف الوطني السوري بحث خياراته السياسية في الفترة المقبلة.. في هذا السياق، أكد سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، عبد الحميد درويش، وهو عضو في الوفد المفاوض للائتلاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن الائتلاف عازم على مواصلة العملية السياسية ما دامت مجدية. وردا على سؤال حول ما إذا كانت المحادثات ستستمر في المستقبل المنظور، قال «أعتقد أنها ستستمر حتى لا يكون أي من الجانبين مسؤولا عن توقفها»، مضيفا أن «الجانب الحكومي لا يريد التفاوض بشكل جدي، ومن الصعب أن يتغير.. لأنهم لا يقبلون شركاء».

وشرح درويش، وهو يمثل الأكراد في عملية التفاوض في جنيف، صعوبة العملية الحالية، قائلا «صعب الآن بعد كل هذا القتل والتخريب والدمار أن يقبلوا (النظام) بشراكة حقيقية، ليس فقط التنازل حتى الشراكة لا يقبلونها». هذه وجهة نظر يعبر عنها كل أعضاء الائتلاف الذين التقتهم «الشرق الأوسط» في جنيف خلال الجولتين الماضيين من المفاوضات. ولفت درويش إلى إمكانية بحث قضية الإرهاب، وهذا ما تصر عليه الحكومة السورية، علما بأن هذه القضية بنفس تعقيد قضية الانتقال السياسي. وقال «حتى إذا اتفقنا على بحث الإرهاب، فإن هذه القضايا ليست سهلة وتستهلك العشرات من السنين. هناك قواعد قوية للمسلحين في سوريا الآن وليس من السهل، مثلما يعتقد مثلا (رئيس الوفد المفاوض من جانب النظام) بشار الجعفري أو غيره، أنه بكلمتين وبعض العمليات العسكرية سينهون الأمر». وحذر قائلا «إذا لم نتوصل إلى اتفاق قريبا، سيسيطر الإرهابيون على جميع أنحاء سوريا، عندها ستقع الطامة الكبرى».

وفي ما يخص سير المفاوضات والمخاوف من عدم انعقاد جولة ثالثة، قال درويش «منذ البداية كان هناك قلق وتوتر أثناء المفاوضات، والنظام كان متوترا جدا في المفاوضات وكان استفزازيا، وبدأ بالشتائم السياسية، مثل اتهامنا بأننا عملاء وخائنون وغير ذلك». وأضاف «ما أعنيه هو أنه، بشكل عام، بداية المفاوضات لم تكن موفقة»، مشيرا إلى الاستفزازات خلال جلسات التفاوض. وقال درويش إن رئيس مفاوضي النظام كان يحاول استفزاز وإثارة وفد المعارضة، موضحا «قلت له (الجعفري) إن هذا الترهيب والظلم الذي تتبعونه غير مقبول، نحن نحتاج إلى روح مختلفة». واستدرك قائلا «علينا ألا ننسى أن هناك أطرافا من الائتلاف أيضا يستفزون ويلعبون على الحبال. علي قول ذلك كي أكون صادقا مع نفسي ومع الآخرين»، موضحا «يجب ترك هذه الأساليب والتركيز على التفاوض الحقيقي، هذا ما جئنا هنا من أجله».

وأوضح درويش كيف أنه «حتى الجلسات غير الموفقة لم تحدث»، مشيرا إلى أن لقاء الإبراهيمي مع وفدي المعارضة والنظام لم يستغرق أكثر من 45 دقيقة ولم تعقد جلسة الخميس الماضي. ولفت درويش إلى أنه يخشى أن يمنع طرفا الصراع حلا «لأنه كلما تطورت الحرب استفادوا منها».

وفي ما يخص موقف الأكراد في المفاوضات، قال درويش «في المفاوضات أنا أمثل سوريا وأمثل الأكراد.. وأكثر من كل العرب أمثل العرب أيضا». ونفى أن تكون هناك خطط لتقسيم سوريا، يدفع إليها بعض الأكراد. وقال «أبدا، الأكراد لن يقسموا سوريا، والدروز لن يقسموا سوريا، والعلويون إذا لم تقع ضدهم مجازر لن يقسموا سوريا». وبسؤاله عن الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو على خلاف مع درويش وحزبه، اكتفى درويش بالقول «إنها ليست إدارة قومية، ليست لها صفة قومية». لكنه أضاف «أنا ضد هذا التوجه، أنا مع إدارات محلية لتخدم كل سوريا وليس في منطقة واحدة».

وبسؤاله عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يترأسه صالح مسلم، ومن يدعمه، قال درويش «الحكومة، لا شك في ذلك، ولا يمكن أن ينفوا ذلك.. إنهم يعترفون بذلك». وأضاف «إنني على تواصل مع الحزب، ولا يوجد عداء بيننا، لكنه لا يستطيع تغيير توجهه، إذ فيه خصائص محددة ويرفض أن يشرك أحدا في الحكم».

الصليب الأحمر ينتقد طرفي النزاع.. و«المرصد» يشير إلى مقتل 140 ألفا منذ بدايته

قوات النظام تكثف قصفها على يبرود بالبراميل المتفجرة

بيروت: «الشرق الأوسط»

اتهمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، طرفي النزاع في سوريا (النظام والمعارضة) بعدم احترم المبادئ الأساسية لقانون المساعدات الإنسانية الدولي على الرغم من إجلاء سوريين محاصرين من مدينة حمص القديمة. وفي حين أعلن محافظ المدينة طلال البرازي: «تسوية أوضاع 32 مدنيا تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاما»، قال إنهم «سيخرجون من أماكن تواجدهم»، كثفت القوات النظامية قصفها على مدينة يبرود التي تسيطر عليها المعارضة بالقرب من الحدود اللبنانية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ناشطين معارضين قولهم إن «القوات النظامية السورية تستخدم القصف الجوي والبري على يبرود»، في حين برر التلفزيون الرسمي السوري العملية بـ«القضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة». ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى وجود محاولات على الأرض للتسلل إلى يبرود من قبل القوات النظامية فشلت بسبب المواجهة الشرسة من جانب المعارضة المسلحة.

وقال محمد الحجيري، القاطن في بلدة عرسال اللبنانية شمال شرقي البلاد، القريبة من تلال يبرود، إن «القصف على البلدة متواصل، والمروحيات النظامية تلقي البراميل المتفجرة». وأوضح حجيري، وفق ما نقلته عنه الوكالة ذاتها، أن «نحو 20 عائلة وصلت إلى عرسال بعد هروبها عبر المناطق الجبلية (بعد منتصف الليل) في الأمطار الغزيرة، وهم على الأغلب نساء وأطفال».

وسارع آلاف السوريين إلى الهرب من يبرود منذ شن الجيش النظامي هجومه الأربعاء الماضي حول آخر معقل للمعارضة في جبال القلمون. وواصل نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي هجوما بطيئا، ولكنه ناجح، في المنطقة الاستراتيجية التي تمتد على طول الطريق السريع بين دمشق وحمص وتسيطر على خطوط الإمدادات عبر الحدود اللبنانية.

في موازاة التطورات الميدانية في يبرود، عبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، عن قلقه من الظروف التي واكبت إجلاء المحاصرين من حمص القديمة، متهما كلا من «الحكومة والنظام بعدم احترام المبادئ الأساسية لقانون المساعدات الإنسانية الدولي على الرغم من إجلاء سوريين محاصرين من مدينة حمص القديمة».

وفي سياق متصل، أعلن محافظ حمص طلال البرازي عن موافقة «الجهات المختصة تسوية جديدة اليوم لأوضاع 32 من شباب حمص القديمة» الذين احتجزوا لدراسة وضعهم بعد خروجهم من حمص القديمة، بموجب اتفاق إطار العملية الإنسانية التي تشرف عليها الأمم المتحدة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البرازي قوله إن «الأشخاص الذين جرت تسوية وضعهم سيخرجون بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلى الأماكن التي يرغبون فيها، سواء لدى عائلاتهم أو مراكز إيواء أو إلى المشافي لتلقي العلاج المناسب لمحتاجيه».

من جهة أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن أكثر من 140 ألفا قضوا منذ بدء النزاع السوري، لافتا إلى أن «قائمة القتلى شملت 71141 مدنيا، و21910 من مقاتلي الكتائب المقاتلة، إضافة إلى 2837 من الضحايا مجهولي الهوية، بينما وصل عدد القتلى من المنشقين عن الجيش النظامي إلى 2257». وأشار المرصد إلى أن «خسائر عناصر اللجان الشعبية، وقوات الدفاع الوطني و(الشبيحة)، بلغت 20608 قتلى، وخسائر المقاتلين من حزب الله اللبناني وصلت إلى 275 قتيلا، بينما بلغت خسائر النظام من مقاتلي الطائفة الشيعية من جنسيات غير سورية 360 قتيلا».

أوباما يلتمس خيارات جديدة من كبار مساعديه بشأن سوريا بعد تعثر محادثات السلام

متحدث باسم البنتاغون طلب منها المشاركة بأفكار جديدة

واشنطن: إرنستو لوندونو وآن غيرن*

طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من كبار مساعديه طرح خيارات دبلوماسية جديدة، بعد تعثر محادثات السلام حول سوريا التي رعتها واشنطن، في وقت تحاول فيه الإدارة ضمان وصول المعونات الإنسانية الضرورية.

وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا والمأزق الدبلوماسي في جنيف أعطيا إحساسا جديدا بالحاجة الملحة لإجراء مشاورات سياسة روتينية بشأن الخطوات التي يمكن للمسؤولين الأميركيين اتخاذها لنزع فتيل الحرب الأهلية في البلاد.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي في بكين إن: «الرئيس طلب منا أن التفكير في خيارات مختلفة قد تكون موجودة أو غير موجودة».

أشار كيري إلى أن مستشاري أوباما «لم يطرحوا بعد خيارات جديدة محددة للنظر فيها، ولكن هذا التقييم بحكم الضرورة، نظرا للظروف، يجري الآن، وعندما تكون هذه الخيارات صحيحة وعندما يطلبها الرئيس ستجري مناقشتها دون ريب».

وفي البنتاغون قال السكرتير الصحافي جون كيربي للمراسلين الجمعة إن وزارة الدفاع، التي وضعت سلسلة من الخيارات العسكرية، طلب منها المشاركة بأفكار جديدة.

وقال كيربي: «بشكل عام هناك رغبة في طرح خيارات بشأن سوريا إلى جانب الخيارات الأخرى»، لكنه رفض الإدلاء بأية تفاصيل بشأن الأفكار الجديدة التي تجري مناقشتها، لكنه أشار إلى أن الخيارات العسكرية ستظل متاحة أمام الرئيس.

فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إن كيري لم يشر إلى مراجعة جديدة واسعة النطاق للسياسة الأميركية، مشيرة إلى أن الدبلوماسية لا تزال الخيار الأول بالنسبة للولايات المتحدة.

وأوضحت هارف: «من الواضح، أن الدبلوماسية لم تصل بنا إلى الحل المنشود حتى الآن، لكنها لا تزال الخيار الأصوب».

وصرح مندوبو الحكومة والمعارضة السورية بأن الجولة الثانية من محادثات السلام في جنيف توقفت. وذكر متحدث باسم المعارضة أن المفاوضات التي استمرت على مدار خمسة أيام انتهت إلى «طريق مسدود»، حسبما ذكرت وكالة أسوشييتدبرس، فيما قال نائب وزير الخارجية السوري إن المعارضة حضرت الاجتماع حاملة «أجندة غير واقعية».

هذا، وتحاول الولايات المتحدة تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو الحكومة السورية للسماح بتدفق الغذاء والدواء دون عائق إلى المحتاجين. لكن القرار لن يفرض أي عقوبات على الحكومة السورية في حال عدم امتثالها للقرار.

ويتهم مسؤولون أميركيون روسيا بعرقلة المناقشات الجادة بشأن فرض عقوبات على حكومة الرئيس بشار الأسد ومحاولة تأجيل النظر في الموضوع. ويعتقد بعض المسؤولين أن روسيا تريد تجنب احتمالية مواجهة أي انتقادات دولية خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي.

وقال كيري يوم الجمعة: «الشعب السوري بحاجة إلى وقوف المجتمع الدولي إلى جانبه والصراع من أجله، نظرا لأن غالبيتهم لا يتمكنون من الدفاع عن أنفسهم. ومن ثم ينبغي على مجلس الأمن التعامل مع هذا الأمر، وقد أكدت اليوم أنه لا ينبغي أن تقف أي دولة في سبيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وسنواصل الضغط من أجل ذلك».

وكانت سامنثا باور، مبعوثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة وصفت سوريا، التي تشهد حربا أهلية منذ ثلاث سنوات، بأنها «أسوأ كارثة إنسانية نشهدها منذ أجيال»، مشيرة إلى أن حكومة الأسد لجأت بشكل كبير إلى عمليات القتل واستخدام أسلوب التجويع كأداة للحرب.

وقالت: «إزاء هذه التطورات ينبغي على مجلس الأمن التفكير في وسائل إضافية لتحسين الموقف الإنساني»، لكنها اعترفت أن قوة المجلس محدودة.

وأضافت باور: «القرار الجيد أفضل من قرار سيء. نحن لا نرغب في استصدار قرار كي نكون قد توصلنا إلى قرار فقط. ففي الوقت الذي نكثف فيه محادثاتنا ينبغي علينا البحث عن نص نعتقد أن سيزيد من احتمالية تحقيق نتائج ملموسة على الأرض».

وزاد إحباط المسؤولين الأميركيين بشأن مساعي السياسة السورية الأحادية التي يبدو من المرجح أنها قد تحقق بعض الفوائد مثل اتفاق بدء تدمير مخزون الأسلحة النووية السورية على متن سفينة أميركية. ووصلت سفينة «إم في كيب راي» إلى إسبانيا يوم الخميس لبدء العملية لكن المسؤولين قالوا إن دمشق تتحرك ببطء في تسليم المخزون القاتل. وقد ألقت سوريا باللائمة في التأخير على تدهور الوضع الأمني.

وقال كيربي: «هناك كثير من الأفراد هنا الذين ينتظرون من سوريا فعل الأمر الصائب».

* خدمة «واشنطن بوست»

اتهامات لدمشق بإفشال جنيف2

                                            اتهمت أطراف دولية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا النظام السوري بإفشال محادثات جنيف2، بينما اعتذر المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي للشعب السوري عن فشل المفاوضات، كما سارع النظام السوري إلى ضم أعضاء وفد المعارضة الذي شارك في المفاوضات إلى قائمة من يوصفون بالإرهابيين وصادر ممتلكاتهم.

وأدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موقف النظام السوري واتهمه بعرقلة كل تقدم نحو تشكيل حكومة انتقالية وتكثيف أعمال العنف بحق السكان المدنيين، وأشاد في المقابل بـ”شجاعة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وحس المسؤولية لديه عبر تبني موقف بناء طيلة المفاوضات”.

ومن جانبه، حمل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ نظام الرئيس بشار الأسد مسؤولية فشل المفاوضات، وأضاف أن ما حدث يجب ألا يكون نهاية الطريق.

وكان الرئيس باراك أوباما ألمح إلى أن واشنطن تدرس مزيدا من الخطوات للضغط على النظام السوري، وقال خلال لقاء مع ملك الأردن عبد الله الثاني في كاليفورنيا أمس “لا نتوقع حلا للأزمة السورية في الأمد القريب، لذلك ستكون هناك خطوات فورية علينا اتخاذها لمساعدة الوضع الإنساني في سوريا”.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن عدم إحراز أي تقدم في جنيف يدفع بلاده إلى إعادة النظر في خياراتها السياسية، مؤكدا أن الرئيس أوباما طلب من إدارته التفكير في خيارات متعددة للتعامل مع الملف السوري.

وذكر كيري أن تلك الخيارات لم توضع بعد على طاولة أوباما، وقال “حين تنضج هذه الخيارات وحين يطلبها الرئيس، فستجرى بالقطع مناقشات حولها”.

أما رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، فقال إن بلاده لا تزال تصر على الحل السياسي للأزمة السورية. واتهم بعض الأطراف التي لم يسمّها بأنها لا تريد حلا سياسيا للأزمة السورية.

في غضون ذلك، أدرجت الحكومة السورية أعضاء وفد المعارضة المفاوض بمحادثات جنيف2 على “قائمة الإرهاب” وصادرت ممتلكاتهم، وقال دبلوماسي إن مفاوضي المعارضة اكتشفوا قبل بضعة أيام أن معظمهم مدرج على قائمة من يوصفون بالإرهابيين التي تضم 1500 من الناشطين والمعارضين.

وجاء في مذكرة الوزارة السورية أن الأصول جمدت بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2012.

مجلس الأمن

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس إلى أن الخطوة التالية بعد فشل جنيف2 هي التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي.

وتحدث العربي عن خلاف كبير بين النظام السوري والمعارضة حيث يصمم “أحد الطرفين” على مناقشة مكافحة الإرهاب فقط، في إشارة إلى النظام السوري، بينما يطالب الطرف الثاني (المعارضة) بالعمل على إنشاء هيئة انتقالية تتولى حكم البلاد.

وكان الإبراهيمي قد عبر من جهته عن أسفه لفشل المفاوضات واعتذر للشعب السوري الذي “علق آمالا كبيرة” عليها، وأوضح أنه “من الأفضل أن يعود كل طرف إلى دياره ويفكر بمسؤولياته ويقرر ما إذا كان يريد أن تستمر هذه العملية”.

وأضاف “آمل أن تدفع فترة التأمل الحكومة على وجه الخصوص لطمأنة الجانب الآخر” مؤكدا أنه عندما يتم الحديث عن تطبيق إعلان جنيف فذلك يعني أن السلطة الحكومية الانتقالية يجب أن تمارس كل السلطات التنفيذية بما فيها محاربة الإرهاب.

وشكل بيان جنيف1 أساس المفاوضات التي عقدت جلستها الأولى أواخر يناير/كانون الثاني الأخير، وتضمن بنودا عدة بينها ضرورة “وقف العنف بكل أشكاله” وتشكيل هيئة انتقالية بـ”صلاحيات كاملة”.

وكانت مفاوضات جنيف2 قد استؤنفت الاثنين الماضي وأخفقت في التوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة في سوريا منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011. ولم يتم التوافق على موعد لجولة مفاوضات ثالثة، وسط تحرك عربي للتوجه لمجلس الأمن الدولي.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أنه منذ بدء المفاوضات في جنيف برعاية الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي، قتل نحو ستة آلاف شخص على الأقل، ما يرفع عدد القتلى إلى حوالي 140 ألف شخص خلال ثلاثة أعوام.

مقاتلو المعارضة ينسحبون من مخيم اليرموك

أكد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي أن أغلب مسلحي المعارضة السورية انسحبوا من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وذلك تنفيذا لاتفاق تم التوصل إليه الأحد الماضي، ووافقت عليه كل الفصائل الفلسطينية.

وأضاف عبد الهادي أن وفدا شعبيا يضم أكثر من خمسين شخصية على رأسهم ممثلو الفصائل الفلسطينية زاروا المخيم أمس للتأكد من خلوه من المسلحين، مرجحا أن يكون هؤلاء قد اتجهوا نحو منطقة الحجر الأسود، ومنطقة التضامن المحاذية للمخيم.

ويقيم نحو عشرين ألف شخص داخل المخيم وسط ظروف مأساوية منذ يونيو/حزيران 2013 بسبب الحصار الذي فرضته قوات النظام السوري إثر استيلاء قوات المعارضة على غالبية أحيائه.

وقالت حصيلة أصدرها المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نقص الغذاء والأدوية تسبب في وفاة 88 شخصا خلال الشهور التي تلت بدء الحصار.

وكانت لجنة المصالحة الشعبية قد توصلت إلى اتفاق أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي وحظي بموافقة الفصائل الفلسطينية الـ14، نص على إجلاء عدد من الحالات الإنسانية وإدخال المساعدات الغذائية إلى المخيم.

المساعدات ستعود للمخيم فور عودة المؤسسات الرسمية (الفرنسية)

رفع الحصار

ووفق عبد الهادي فإن فريقا هندسيا سيدخل المخيم خلال 24 ساعة للكشف عن وجود متفجرات أو ألغام، وذلك قبل بدء إزالة الأنقاض وإجراء الإصلاحات اللازمة تمهيدا لعودة الأهالي النازحين.

ووصل عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين باليرموك إلى نحو 150 ألفا قبل اندلاع الثورة السورية، لكن مع انتقال المعارك إلى الداخل ساءت أوضاع السكان بشكل كبير، خاصة مع فرض الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء.

وقال مدير الدائرة السياسية بمنظمة التحرير إن المساعدات الإنسانية ستستأنف فور عودة مؤسسات النظام السوري إلى المخيم.

وكانت مصادر قد أكدت للجزيرة نت من داخل مخيم اليرموك -الأسبوع الفائت- بدء انسحاب مسلحي جبهة النصرة من المخيم، وحلول مسلحين فلسطينيين مكانهم تنفيذا لاتفاق تم التوصل إليه بتحييد المخيم.

وتوصل قادة الكتائب الفلسطينية بالمخيم وممثلون عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة لاتفاق الأحد الماضي على تحييد المخيم بحضور وفد المصالحة الفلسطينية، وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الاتفاق نتيجة سلسلة من الجهود استمرت شهرين لحل الأزمة الإنسانية بمخيم اليرموك.

وذكر حمدان -في مقابلة مع الجزيرة- أن الاتفاق يقضي بتحييد المخيم وإخراج المسلحين أو تسوية أوضاعهم داخله، وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية.

براميل متفجرة بريف حماة وقتلى للنظام بيبرود

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على مدينة اللطامنة بريف حماة  الشمالي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينما أعلن ناشطون أن قتلى من قوات النظام سقطوا خلال مواجهات في مدينة يبرود بريف دمشق.

في جانب آخر، ذكرت شبكة مسار برس أن تسعين عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أعلنوا انشقاقهم وانضمامهم لجبهة النصرة في مدينة معدان بريف الرقة.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية أن البراميل المتفجرة التي ألقت بها قوات النظام في اللطامنة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وسقوط العديد من الجرحى أغلبهم من الأطفال.

وقصفت قوات النظام  بالمدفعية الثقيلة مدينة قلعة المضيق وعدة مناطق بريف حماة الشمالي، وفق ما أفادت به شبكة شام.

مكاسب الجيش الحر

بالمقابل، قال مركز حماة الإعلامي إن الجيش السوري الحر دمر مستودعاً للذخيرة تابعاً للنظام قرب مدينة صوران في ريف حماة الشمالي.

كما استهدف مستودعا آخر للذخيرة في مطار حماة العسكري، وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي على الطريق الدولية الواصلة بين مورك وصوران في ريف حماة.

وذكرت شبكة سوريا مباشر أن الجيش الحر يسيطر على بلدة البويضة شمال مدينة صوران بريف حماة الشمالي، وأضافت أن سبعة عناصر من حزب الله قتلوا أثناء تمشيط الجيش الحر للمنازل بعد سيطرته على البلدة.

وأكد مصدر عسكري في المعارضة تمكن المقاتلين من الاستيلاء على سيارة عسكرية وكمية من الذخيرة، وتدمير دبابة تابعة لقوات النظام أثناء الاشتباكات في البويضة.

وتأتي سيطرة الثوار على بلدة البويضة بعد أيام من سيطرتها على مدينة مورك وعلى أجزاء من الطريق التي تصل حماة بريف إدلب، لتقطع بذلك طريق الإمداد عن معسكري وادي الضيف والحمادية بريف إدلب.

وفي حلب، قالت شبكة شام إن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على المنطقة الصناعية بالمدينة وسط اشتباكات عنيفة قرب مطار النيرب العسكري وعلى عدة جبهات شرقي المدينة.

وأوضح اتحاد التنسيقيات أن اشتباكات عنيفة جرت بين الثوار وقوات النظام قرب مطار النيرب، تمكنت خلالها كتائب من الجبهة الإسلامية من تدمير مدفع 23 لقوات النظام.

ونقلت شبكة سوريا مباشر عن أحد مقاتلي الكتائب الإسلامية قوله إن المقاتلين أسقطوا طائرة من طراز باتريوس 17 في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب.

وفي إدلب، قال اتحاد التنسيقيات إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام على جبهة بسيدا وتجمع الحامدية بريف معرة النعمان، وذكرت شبكة مسار برس أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عدد من عناصر قوات النظام.

وأعلنت شبكة سوريا مباشر أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة بين بلدتي كفرومة وحاس في ريف إدلب، ولم يكشف بعد إن كان ذلك قد أسفر عن سقوط ضحايا.

وقصفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة مدرسة العطاء بدرعا البلد، وبالمدفعية الثقيلة بلدات اليادودة والغارية الغربية بريف درعا، وفق ما أفادت به شبكة شام.

كما قالت الشبكة إن قوات النظام قصف براجمات الصواريخ الأحياء المحررة بمدينة دير الزور.

وفي العاصمة دمشق، قصفت القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة حي جوبر، كما استهدف قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات مدن وبلدات زملكا ودوما وداريا، وفق شبكة شام.

معركة يبرود

في الأثناء، تتواصل لليوم الخامس معركة يبرود والقلمون عموما التي يشبهها المراقبون بمعركة القصير التي اندلعت قبل نحو تسعة أشهر وحسمها النظام لصالحه مستعينا بعناصر حزب الله.

وقال ناشطون سوريون إن القيادة العسكرية الموحدة في القلمون غربي دمشق تصدت لعدة هجمات شنتها قوات النظام على بلدة يبرود بريف دمشق تحت غطاء من القصف الصاروخي والمدفعي، وأضافوا أن قتلى من قوات النظام سقطوا خلال المواجهات.

وأوضح الخبير بالشؤون العسكرية والإستراتيجية مأمون أبو نوار -في لقاء مع الجزيرة- أن يبرود والقلمون تمثلان عمقا إستراتيجيا هاما لحزب الله، كما أنهما تعتبران الشريان الرئيسي للمعارضة المسلحة لقيمتهما في الإمداد والتسليح، وفق قوله.

واعتبر أبو نوار المواجهات الراهنة في يبرود امتدادا لمعركة القصير، لافتا إلى أن نتائجها ستؤثر بشكل مباشر على الغوطتين.

وحذرت الأمم المتحدة -في وقت سابق- من احتمال تعرض يبرود لهجوم كبير من قوات النظام، ما دفع مئات العائلات إلى النزوح منها باتجاه عرسال اللبنانية.

وقال مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم إن 1300 عائلة سورية وصلت عرسال قادمة من يبرود والقلمون، ولفت إلى أن نحو 1200 شخص يقفون بمنطقة فاصلة بين سوريا ولبنان عاجزين عن الوصول لعرسال في ظل الظروف المناخية القاسية مع تساقط الثلوج بالإضافة لصعوبة الطرق الجبلية الوعرة.

عقب إخفاق “جنيف2”.. ملف سوريا يعود إلى الأمم المتحدة

دبي – قناة العربية

أعلن الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أنه سيتم التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لاتخاذ الخطوة المقبلة بشأن الأزمة السورية بعد فشل جهود حلها بين الطرفين المتنازعين، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، اليوم الأحد.

وأكد العربي، قبل مغادرته إلى الكويت في إطار الإعداد للقمة العربية المقررة في مارس المقبل، أنه تلقى اتصالا من المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أعرب فيه عن عدم تفاؤله بحدوث أي تقدم لحل الأزمة السورية.

وبدوره، قال هادي البحرة كبير المفاوضين في الائتلاف الوطني السوري إن الخطوة القادمة تتمثل بعودة الإبراهيمي إلى مجلس الأمن لتقديم تقريره عن سير المفاوضات والالتقاء بالدول الراعية لمؤتمر جنيف من أجل إيجاد الحلول الممكنة للأزمة السورية.

من جانبه قال عبد الباسط سيدا عضو الائتلاف الوطني السوري إن الائتلاف سيُجري عملية تقييم شاملة لمفاوضات جنيف 2، وأشار في اتصال سابق مع “العربية” إلى أن المعارضة تتوقع أن يتضمن تقييم المبعوث الأممي والعربي إلى الامم المتحدة بعض الحقائق التي تشير إلى من عرقل مفاوضات جنيف.

هذا وأدانت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس النظام السوري وحمّلته مسؤولية فشل محادثات جنيف، ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عدم التوصل إلى اتفاق بين المعارضة السورية والنظام حول برنامج جلسات التفاوض بالإخفاق الكبير.

واعتذر الإبراهيمي، للشعب السوري، أمس السبت، عن عدم تحقيق شيء في المفاوضات بجنيف، مرجعاً ذلك لرفض النظام السوري مناقشة بند هيئة الحكم الانتقالي، وذلك في مؤتمر صحافي عقده بعد أقصر جلسة تشهدها مفاوضات “جنيف 2”.

وقال إن وفد النظام السوري أصر على مناقشة الإرهاب، بينما أصرت المعارضة على بحث هيئة الحكم الانتقالي، مشيراً إلى أن وفد النظام رفض مناقشة ثلث ما جاء في أجندة التفاوض.

دول خليجية تدرس تقديم سلاح نوعي للمعارضة السورية

دبي – قناة العربية

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نقلاً عن مصادر غربية إن دولا خليجية تدرس تقديم سلاح نوعي إلى المعارضة السورية قد يساعد على قلب موازين القوى على الأرض بعد فشل جولات المفاوضات في جنيف 2.

وتشير مصادر الصحيفة إلى أن الحديث يدور عن صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات صينية الصنع، بالإضافة إلى صواريخ روسية موجهة مضادة للدبابات والآليات الثقيلة.

وذكرت الصحيفة أن تزويد المعارضة بسلاح نوعي اتفق بشأنه الشهر الماضي بعد نهاية الجولة الأولى من مفاوضات جنيف اثنين، خلال لقاء جمع رجال استخبارات من دول أصدقاء سوريا مع قادة عسكريين في المعارضة السورية.

ونقلت مصادر الصحيفة أن المعارضة السورية تتوقع وصول المساعدات العسكرية عبر تركيا والأردن، لكن خطوة التسليح هذه تتحفظ عليها واشنطن كثيرا، وذلك خوفاً من وقوعها بيد عناصر متشددة كداعش والقاعدة.

فيما ترجح مصادر المعارضة أن تتركز هذه الشحنات في مناطق جنوب سوريا، كون الجيش الحر هناك أكثر توحدا، ولعدم وجود أي فصائل متشددة، بالإضافة إلى أن إحراز أي نجاح أو تقدم في الجنوب ستكون له آثاره المباشرة على كسر الحصار عن دمشق.

فشل مفاوضات جنيف 2

وكان المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، قد اعتذر للشعب السوري عن عدم تحقيق شيء في المفاوضات بجنيف، مرجعاً ذلك لرفض النظام السوري مناقشة بند هيئة الحكم الانتقالي، وذلك في مؤتمر صحافي عقده بعد جلسة في مفاوضات “جنيف 2”.

وقال الإبراهيمي إن وفد النظام السوري أصر على مناقشة الإرهاب، بينما أصرت المعارضة على مناقشة هيئة الحكم الانتقالي، مشيراً إلى أن وفد النظام رفض مناقشة ثلث ما جاء في أجندة التفاوض.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت أن فشل المفاوضات في جنيف بين النظام السوري والمعارضة يشكل “إخفاقاً كبيراً”، محملاً النظام مسؤولية الوصول إلى هذا المأزق.

فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، السبت أن فرنسا “تدين موقف النظام السوري الذي عرقل أي تقدم”، بعد فشل المفاوضات في جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين.

الجيش الحر يصد محاولات دمشق وحزب الله اقتحام يبرود

دبي – قناة الحدث

أكدت القيادة العسكرية الموحدة في القلمون، أمس السبت، أن قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اللبناني قامت بعدة محاولات تسلل واقتحام لمدينة يبرود والقرى المحيطة بها من أكثر من محور، بعد قصفها بالصواريخ والمدافع الثقيلة.

إلا أن الجيش الحر تمكن من صد محاولات الاقتحام وإجبار قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومليشيات حزب الله على التراجع.

ونتج عن ذلك تدمير دبابات بصواريخ الكونكورس وقتل كامل طواقمها.

كما تمكن الجيش الحر أيضا من القضاء على عدة سيارات تابعة لميليشيا حزب الله، بينها سيارة ذخيرة، فضلا عن غنيمة مدفعي هاون عيار 120 مع عدد من القذائف.

النظام يضع وفد المعارضة في جنيف على “قائمة الإرهاب

جنيف – رويترز

أكد مفاوضو المعارضة السورية في مؤتمر “جنيف2″، بالإضافة إلى دبلوماسي غربي، أمس السبت، أن سوريا أضافت أعضاء وفد المعارضة في محادثات السلام هذه إلى “قائمة الإرهابيين” وصادرت ممتلكاتهم في سوريا، بما في ذلك منزل أحدهم.

وأضافت المصادر أن وفد المعارضة لم يعلم بالقرار إلا عندما تم تسريب نسخة من قرار وزارة العدل الأسبوع الماضي إلى موقع “كلنا شركاء” الإلكتروني التابع للمعارضة السورية.

وجاء في المذكرة التي أصدرتها وزارة العدل أن أصول أعضاء الوفد المعارض جمدت بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2012.

وقال دبلوماسي إن مفاوضي المعارضة اكتشفوا قبل بضعة أيام أن معظمهم مدرج على قائمة الإرهابيين التي تضم 1500 من الناشطين والمعارضين لبشار الأسد.

وأضاف الدبلوماسي، الذي اجتمع مع مفاوضي المعارضة في جنيف: “عندما رأت سهير الأتاسي (عضو وفد المعارضة) اسمها أدركت أنها فقدت منزلها.. سقطت دمعة من عينها للحظة ثم تماسكت”.

ومن جهته أكد أحمد جقل، عضو وفد المعارضة، أن النظام السوري يريد أن يبرهن على أنه يستطيع النيل منهم شخصياً، معتبراً أن خياله “المريض” يجعله ينظر إلى أي شخص يعارضه على أنه خائن وإرهابي.

وعند سؤال عضو وفد الحكومة السورية، بشار الجعفري عن السبب الذي دفع دمشق لوضع أعضاء وفد الائتلاف الوطني المعارض على قائمة الإرهاب وتجميد حساباتهم المصرفية فقال: “تريدون أن ترهبوني ولن تنجحوا”.

وأضاف الجعفري: “هذا القرار صدر قبل اجتماع جنيف بشهرين ولا علاقة له باجتماع جنيف، ونحن نعرف أنه ليس المفروض فقط أن نحارب الإرهاب بل أيضا أن نجد شريكاً وطنياً في الائتلاف يحارب الإرهاب”. ومضى يقول إن “من يرفض مكافحة الإرهاب فهو جزء من الإرهاب”.

معارك بحماة.. وإسقاط طائرة بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن مقاتلي المعارضة سيطروا على قرية بريف حماة وسط سوريا ودمروا دبابات, كما قصفوا مطارا عسكريا بالمدينة، ما أدى إلى انفجار الذخيرة داخله، بينما دارت اشتباكات عنيفة في حلب وريفها.

وقال ناشطون إن اشتباكات دارت بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، على الطريق الواصل بين مدينتي مورك وصوران بريف حماة.

وتعرضت مدينة اللطامنة إلى قصف بالبراميل المتفجرة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، حسب ناشطين في المعارضة.

وفي حلب قال ناشطون إن اشتباكات دارت في محيط فندق الكارلتون، بعد تمكن المعارضة المسلحة من تفجيره بالكامل أمس، ودارت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في محيط ثكنة هنانو وسط المدينة.

كما أعلنت المعارضة إسقاط طائرة من طراز باتريوس 17 في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب، فيما درات اشتباكات حول محيط اللواء 80 تمكن خلالها الجيش الحر من تدمير دبابة للقوات الحكومية.

من جانبها، واصلت القوات الحكومية قصفها مناطق بينها يبرود بريف دمشق التي فر منها المئات خشية اجتياحها.

وقال ناشطون معارضون إن الجيش السوري قصف بالمدفعية الثقيلة، مناطق عدة في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وبث ناشطون صورا قالوا إنها تـظهر مقاتلي ما يعرف بالجبهة الإسلامية، وهم يستهدفون القوات الحكومية المتمركزة على حاجز الدير خـيبة بريف دمشق، بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة.

وتحدث ناشطون عن سقوط جرحى في قصف مدفعي استهدف أحياء درعا البلد.

وفي دير الزور نفذت القوات الحكومية حملة اعتقالات في حي الجورة، حسب ناشطين في المعارضة.

وكان أكثر من 2700 شخص من سكان منطقة القلمون الجبلية شمال دمشق قد فروا إلى بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، بسبب الغارات الجوية والمعارك على بلدة يبرود ومحيطها.

ومنذ 3 أيام، يهاجم الجيش السوري مواقع لمقاتلي المعارضة داخل مدينة يبرود بالقلمون وفي محيطها، مما أثار قلق مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة.

جنيف 2.. فشل يخيم على المحادثات

أشرف سعد- جنيف – سكاي نيوز عربية

لم تكن الآمال في نجاح الجولة الثانية من “جنيف 2” أو حتى في توصلها إلى نجاح جزئي كبيرة لدى معظم المراقبين بل وحتى لدى معظم السوريين الذين ذاقوا مرارة الصراع على مدى ثلاثة سنوات.

فما جرى في الجولة الأولى لم يكن يبشر بالخير، ولم يكن جلوس الطرفين على مائدة حوار واحدة كافيا لأن يظن البعض أن النجاح سيكون حليف الجولة الثانية.

ما إن بدأ الإبراهيمي في مناقشة جدول الأعمال مستعينا بوثيقته الرامية إلى مناقشة الموضوعين الرئيسيين بالتزامن، حتى طفت الخلافات على السطح، فالحكومة تصر على مناقشة وقف العنف ومكافحة الإرهاب وحسم هذه القضية تماما قبل الخوض في موضوع الهيئة الانتقالية التي تراها المعارضة أساسا للتسوية ويتعين مناقشتها أولا.

وفي الإطار نفسه قدمت المعارضة وثيقة من أكثر من عشرين نقطة توضح رؤيتها للحل وكيف ستتولى الهيئة الانتقالية مكافحة الإرهاب ووقف العنف وإخراج جميع المقاتلين الأجانب من سوريا.

لكن وثيقة الإبراهيمي الرامية إلى مناقشة الموضوعين بالتزامن لم تحظى بقبول الجانب الحكومي، ما دفع المبعوث العربي والدولي المشترك إلى الخروج للمرة الأولى عن هدوئه والكشف عن رفض الحكومة لهذا الطرح.

حتى الدعم الخارجي الذي طلبه الإبراهيمي من روسيا والولايات المتحدة لم يفد كثيرا في دفع عجلة المفاوضات، وإزاء ذلك لم يعد في جعبة ممثل الأمم المتحدة سوى كلمات الاعتذار للشعب السوري عن تخييب آماله.

لكن المؤتمر الصحفي للإبراهيمي تضمن دعوة لكلا الطرفين لضرورة حسم موقفهما حيال هذه المحادثات، وهل هما راغبان فعلا في التوصل لنتيجة أم أنها لن تعدو محادثات لتضييع الوقت.

وعلى أي حال فقد تحولت الأنظار من جنيف إلى نيويورك حيث أعلن الإبراهيمي أنه سيقدم تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة حول سير المحادثات ووتيرتها ثم إلى معركة مجلس الأمن بين موسكو وواشنطن حول قرار بشأن دخول المساعدات الإنسانية وآخر بشأن مكافحة الإرهاب.

وامتلأت وسائل الإعلام بتصريحات مليئة بالهجمات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة، انتقادات يوجهها كل طرف للآخر بشأن موقفه حيال المساعدات.

لكن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى قال للصحفيين في جنيف إن الخيارات البديلة التي تبحثها واشنطن لا تعني بالضرورة التحضير لعملية عسكرية ولكنه لم ينف بشكل تام أن هذه المسألة صارت خيارا مستبعدا.

ثم يبقى عامل المعارك الدائرة على الأرض ومدى نجاح أي من الطرفين في تحقيق انتصارات مؤثرة خلال الفترة المقبلة حتى انطلاق الجولة الثالثة التي توقعت بعض التقارير الصحفية أن تكون خلال الشهر المقبل.

أما مستقبل “جنيف 2” فمرهون كما قال الإبراهيمي برغبة حقيقية من كلا الطرفين في التوصل لنتائج إضافة إلى الدور الأميركي الروسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

الجربا يعد من سوريا بـ”تدفق أسلحة نوعية” ودعوة سلام لسحب حزب الله

دمشق، سوريا (CNN) — وعد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، الثوار في محافظة إدلب شمال البلاد، بتلقي “تسليح نوعي” في القريب العاجل لاستكمال المواجهة مع نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك في جولة ميدانية له في المحافظة أكد فيها رفض المعارضة لأي حل سياسي يكون الرئيس بشار الأسد الأسد فيه جزءا من السلطة.

وقال الجربا، في كلمة خلال اجتماعه مع قيادات من المعارضة المسلحة في المحافظة: “السلاح النوعي سيتدفق عليكم في القريب العاجل إلى أن نحرر كامل أراضي سوريا من نير هذا النظام الفاسد المجرم.”

وشدد الجربا على “استحالة تغييب إدلب عن المكان الذي تستحقه في الثورة” متهما نظام الأسد بـ”تغييب إدلب سياسيا” في ظل حكمه، وتوجه إلى الحضور بالقول: “لا يمكن أن نرضى بأي حل سياسي يكون الأسد جزءاً منه فلا مكان للمجرمين في سوريا الحرية التي نسعى إلى بنائها.”

ونقل الائتلاف السوري عن رئيسه قوله: “النظام الذي قتل حتى الآن ما لا يقل عن 200 ألف مواطن سوري وهجّر الملايين في داخل وخارج سوريا واعتقل عشرات الألاف من الشباب لا يسعى للوصول إلى حل سياسي، وهدفه الأساسي استنزاف الوقت المتلطخ بدماء السوريين.”

وفي سياق متصل، أصدر الائتلاف بيانا حول تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، توجه خلاله بالتهنئة لرئيسها، تمام سلام، داعيا إياه إلى أن يكون قراره الأول “سحب ميليشيات حزب الله من جميع الأراضي السورية.. باعتبار أن وجود هذه الميليشيات على التراب السوري يمثل مخالفة وخرقاً صريحاً للقوانين الدولية واللبنانية نفسها، وخيانة للعلاقة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين.”

وختم الائتلاف بيانه بالقول إن الرئاسات اللبنانية الثلاث “تتحمل مسؤولية تلك الخروقات سياسياً وقانونياً وأخلاقياً، إضافة إلى أن جميع الملفات الداخلية الأخرى ستظل عالقة وتستمر بالتفاقم ما لم تتم معالجة هذا الاعتداء وكل ما يترتب عليه من جرائم بحق الشعب السوري” وفق تعبيره.

مسؤول أمريكي: هكذا يزدوج موقف روسيا بالملف السوري

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— بعد انتهاء الجولة الثانية من محادثات جنيف2، السبت، ودون احراز تقدم مذكور، بين مسؤول أمريكي أنه اذا استمرت روسيا في الطريقة الحالية التي تتعامل بها مع الأزمة السورية فإنه لن يتم التوصل إلى حل.

وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه: “إن روسيا تقول من جهة إنها تقف مع المحادثات بين طرفي النزاع بسوريا بجنيف2 وتؤيد تشكيل هيئة انتقالية لها كامل الصلاحيات تتلوها ارسال المساعدات الانسانية ثم تستمتع بدورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها حاليا، ومن جهة أخرى هي طرف في دعم النظام السوري في قتل شعبه بأكثر الطرق وحشية.”

وتابع المسؤول قائلا: “لا أعتقد أن أيا منا يؤمن بأن روسيا ستغير من موقفها أبدا.”

وتأتي هذه التصريحات بعد لقاء زيارة العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني لأمريكا ولقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أعلن بدوره عن مساعدات تصل قيمتها إلى مليار دولار للأردن في سبيل دعم الجهود التي تبذلها المملكة باستضافة اللاجئين السوريين.

وزير بريطاني: الجهاديون العائدون من سوريا عبء على أمن بريطانيا الوطني

قالت الحكومة البريطانية إن الجهاديين العائدين من سوريا يشكلون ضغطا متزايدا على أجهزة الأمن والأمن الوطني للبلاد.

وأشار جايمس بروكينشاير وزير الدولة لشؤون الهجرة بوزارة الداخلية لبي بي سي إلى أن زيادة حصة الميزانية المخصصة لخدمات الأمن ترتبط بشكل أو بأخر بما يحدث في سوريا، متوقعا أن يؤثر ذلك بشكل ملحوظ على موارد البلاد لأعوام مقبلة.

وصرح لبرنامج (وورلد ذس ويك اند) على راديو 4 بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية تعد لعملية طويلة الأمد.

وقال بروكينشاير إنه “من المتوقع أن تلازمنا المخاوف الأمنية المتعلقة بسوريا لفترة في المستقبل المنظور فقد زادت الحصة المخصصة للعمليات الامنية”.

وأضاف أن ذلك من شأنه أن يزيد الأعباء على الأجهزة الأمنية والشرطة التي يتعين أن “تظل يقظة طوال الوقت سواء في الداخل أو على الحدود وفي مراقبة حركة السفر من وإلى سوريا بما يكفل الحفاظ على الامن القومي”.

وقالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن نحو 250 جهاديا من الذين تلقوا تدريبات في سوريا عادوا إلى بريطانيا بالفعل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني بارز أن هذا العدد الذي يزيد بنحو خمس مرات عما أعلن من قبل يلقي الضوء على الخطر المتزايد جراء “السائحين المتطرفين” الذين انضموا إلى الجماعات المتشددة في سوريا.

وأفادت الصحيفة بأن الاستخبارات البريطانية الداخلية (MI5) احبطت ما سمتها “المؤامرة الخطيرة” الخريف الماضي لجهاديين كانوا يعتزمون تنفيذ عملية اطلاق نار واسعة في منطقة مزدحمة في العاصمة لندن.

وقالت إن اجهزة الأمن تضع عددا من المتشددين الذين قاتلوا في أفغانستان تحت المراقبة المشددة خوفا من تنفيذ عمليات ارهابية أو التخطيط لها أو الحض عليها.

يذكر أن نحو 20 جهاديا بريطانيا قتلوا في الصراع الدائر في سوريا فيما يعتقد أن نحو مئة آخرين مازالوا هناك، بحسب الصحيفة.

كانت تقارير بريطانية انتقدت في وقت سابق ما سمته غض طرف السلطات البريطانية عن نشاطات بعض المتشددين البريطانيين في مخالفات بسيطة، وهو ما أتاح لهم الفرصة للتشدد والانضمام إلى الجماعات المسلحة، ومنها تلك التي تقاتل في سوريا.

ونقلت صحيفة التلغراف عن الخبير في النزاع السوري، شيراز ماهر، من لندن كوليج قوله إن الشبكات الإرهابية في بريطانيا عجزت عن تنفيذ مخططاتها لفقر التجربة، ولكن عودة أفرادها من القتال في سوريا أكسب هذه الجماعات وخلاياها النائمة تجربة ومهارات جديدة، تجعلها قادرة على تنفيذ مخططاتها بفاعلية أكثر.

BBC © 2014

لندن وباريس تحملان دمشق مسؤولية إفشال مؤتمر جنيف

حملت بريطانيا وفرنسا الحكومة السورية مسؤولية انهيار مفاوضات السلام مع المعارضة في جنيف، إذ قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ “إن مسؤولية انهيار المؤتمر يتحملها النظام السوري وحده”، فيما قال نظيره الفرنسي لوران فابيوس إن الحكومة السورية “عرقلت اي تقدم كان سيحرز.”

وقال الوزير البريطاني إنه من الواضح ان دمشق تعارض فكرة تشكيل حكومة انتقالية “وهو امر يقع في قلب العملية التفاوضية واسلوب حيوي لانهاء الصراع.”

واضاف “نحن مدينون للشعب السوري ببذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى حل سياسي، ولذا فسنستمر بدعم الاخضر الابراهيمي وعملية جنيف التفاوضية.”

اما فابيوس، فقال إن الحكومة السورية عرقلت “أي تقدم كان سيحرز لتشكيل حكومة انتقالية بل صعدت اعمال العنف والارهاب التي تستهدف المدنيين.”

وكان المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي قد اعتذر للشعب السوري لاخفاق المؤتمر.

وكانت الجلسة الاخيرة للمؤتمر – في اليوم السادس من الجولة الثانية لجنيف 2 – صباح السبت قد استغرقت 27 دقيقة فقط.

وقال الابراهيمي إن الطرفين اتفقا على جدول الاعمال الخاص بالجولة الثالثة، ولكنهما لم يتفقا على موعد للجولة المقبلة.

وقال إن جدول الاعمال يتضمن اربع نقاط: العنف والارهاب، وتشكيل هيئة انتقالية، والمؤسسات الوطنية، والمصالحة الوطنية.

وكانت قضيتا تشكيل هيئة انتقالية تدير البلاد في الفترة الانتقالية والارهاب – العبارة التي تستخدمها الحكومة لوصف نشاطات المعارضة – هما القضيتان اللتان تعذر التوصل الى حلول بشأنهما.

اعتذر المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي للشعب السوري لاخفاق المؤتمر

وأكد كبير المفاوضين الحكوميين بشار الجعفري للصحفيين عقب المفاوضات انه ينبغي حل قضية الارهاب بشكل كامل قبل الشروع في مناقشة أي من القضايا الاخرى.

وقال “عندما يكون هناك جدول اعمال متفقا عليه، عليك احترام هذا الجدول بشكل كامل والتقيد به دون اجتهاد او تفسير. قلنا إننا لا نقبل القفز من المادة الاولى الى الثانية او الثالثة او الرابعة دون التوصل الى حل لكل مادة حسب التسلسل، وهو امر رفضه الطرف المقابل.”

ولكن الناطق باسم المعارضة لؤي صافي اصر على مناقشة موضوع تشكيل حكومة انتقالية لا تشمل الرئيس بشار الأسد، وهو طرح ترفضه الحكومة السورية.

وقال صافي “إن اجراء جولة ثالثة (من المفاوضات) دون بحث مسألة الفترة الانتقالية يعتبر مضيعة للوقت.”

واعترف الاخضر الابراهيمي في معرض اعتذاره للشعب السوري بأن المفاوضات “لم تسفر عن الكثير.”

وقال الابراهيمي إن على الطرفين “الرجوع الى قواعدهما” والتداول معها حول ما اذا كانا يرغبان في مواصلة العملية ام لا.

ولم تعلق أي من الولايات المتحدة او روسيا على انهيار المفاوضات.

وفيما انهارت المفاوضات، وردت تقارير تفيد بمواصلة القوات السورية قصفها لمدينة يبرود القريبة من الحدود اللبنانية.

BBC © 2014

مفاوضات جنيف تنتهي بفشل تام وباريس ولندن تحملان النظام المسؤولية

جنيف (أ ف ب)

بعد 15 يوما على فشل اول، لم تسمح جولة ثانية من المفاوضات في جنيف بين المعارضة والحكومة السورية بتحقيق اي تقدم بينما لم يعد مستقبل هذه المحادثات واضحا.

وقال موفد الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي انه “يشعر بالاسف” وعبر عن اعتذاره “للشعب السوري الذي علق امالا كبيرة” على هذه المفاوضات.

وانهى الابراهيمي السبت المفاوضات التي تشهد مأزقا منذ ثلاثة اسابيع، ولم يحدد اي موعد لاستئنافها.

وقال الابراهيمي “اعتقد انه من الافضل ان يعود كل طرف الى دياره ويفكر بمسؤولياته ويقول ما اذا كان يريد ان تستمر هذه العملية”.

وكان من المقرر ان تنتهي السبت هذه الجولة الثانية من المحادثات التي بدأت الاثنين، لكن كان يفترض ان يحدد الوسيط الدولي موعدا لاجتماع جديد بالاتفاق مع الجانبين.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان السبت انه منذ بدء المفاوضات السورية في جنيف برعاية الامم المتحدة في كانون الثاني/يناير، قتل ستة آلاف شخص على الاقل.

السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري يتحدث في جنيف في 15 شباط/فبراير 2014

واسفر النزاع في سوريا عن مقتل حوالى 140 الف شخص خلال حوالى ثلاثة اعوام، حسب المرصد الذي يؤكد ان حصيلة الضحايا اكبر من ذلك بكثير في الواقع لكن يصعب تحديدها بدقة بسبب التعتيم المفروض من الجانبين.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان “استحالة التفاهم على برنامج الدورات المقبلة للمفاوضات (…) تشكل اخفاقا خطيرا”، مؤكدا ان “المسؤولية تقع على عاتق النظام مباشرة”.

وعبر هيغ عن “دعمه الكامل للاخضر الابراهيمي”.

والموقف نفسه عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي “دان موقف النظام الذي عرقل كل تقدم”.

من جهته، صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال استقباله العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الجمعة انه يريد تعزيز الضغط على النظام السوري.

وقال اوباما “لا نتوقع حل ذلك في الامد القريب لذلك ستكون هناك خطوات فورية علينا اتخاذها لمساعدة الوضع الانساني هناك”. واضاف “ستكون خطوات مرحلية يمكننا اتخاذها لممارسة مزيد من الضغط على نظام الاسد”، بدون ان يضيف اي تفاصيل.

المتحدث باسم ائتلاف المعارضة السورية لؤي صافي في جنيف في 15 شباط/فبراير 2014

وكان الاجتماع السابق بين النظام السوري والمعارضة اخفق ايضا لكن سجل تقدما يتمثل بتبادل الحديث بين الطرفين للمرة الاولى.

وهذه الجولة لم تحقق اي تقدم بعد مفاوضات صعبة.

وقال الابراهيمي “ان الحكومة تعتبر ان اهم مسألة هي الارهاب في حين ترى المعارضة ان الاهم هو سلطة الحكومة الانتقالية (…) اقترحنا ان نتحدث في اليوم الاول عن العنف ومحاربة الارهاب وفي الثاني عن السلطة الحكومية، مع العلم ان يوما واحدا غير كاف للتطرق الى كل موضوع”.

واضاف “للاسف رفضت الحكومة، ما اثار الشك لدى المعارضة بانهم لا يريدون التطرق اطلاقا الى السلطة الحكومية الانتقالية”.

وتابع الابراهيمي “امل في ان يفكر الجانبان بشكل افضل وان يعودا لتطبيق اعلان جنيف” الذي تم تبنيه في حزيران/يونيو 2012 من قبل الدول العظمى كتسوية سياسية للنزاع المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات.

واضاف “امل في ان تدفع فترة التامل الحكومة خصوصا الى طمأنة الجانب الاخر انه عندما يتم التحدث عن تطبيق اعلان جنيف ان يفهموا ان على السلطة الحكومية الانتقالية ان تمارس كل السلطات التنفيذية. بالتأكيد محاربة الارهاب امر لا غنى عنه”.

ويشكل بيان جنيف-1 اساس المفاوضات التي عقدت جلستها الاولى من الايام الاخيرة من كانون الثاني/يناير. وينص البيان الذي تم التوصل اليه في غياب الطرفين السوريين، على بنود عدة ابرزها “وقف العنف بكل اشكاله” وتشكيل هيئة انتقالية ب”صلاحيات كاملة”.

ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قطاعات في منطقة القلمون الاستراتيجية، شمال دمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية تعرضت السبت للقصف من قبل القوات النظامية السورية.

واضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويؤكد ان لديه مصادر محلية وطبية وعسكرية في البلاد، ان اشتباكات عنيفة جرت بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة في مدينة عدرا الواقعة شمال العاصمة.

من جهة اخرى، طالبت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) السبت بالسماح لها مجددا بدخول مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق، وذلك بعد اسبوع من تعليق عمليات توزيع المساعدات فيه.

وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غانس ان “الاونروا توجه نداء ملحا الى السلطات والى جميع الاطراف المعنيين لتسمح للوكالة بالوصول فورا ومن دون عراقيل للسكان المدنيين داخل اليرموك لدواع انسانية”.

ودمر قسم كبير من مخيم اليرموك في دمشق جراء المعارك ولم يبق فيه الا نحو 18 الف فلسطيني من اصل 150 الفا قبل العام 2011.

من جهتها، وبعد عمليات الاجلاء الصعبة للسكان في مدينة حمص السورية دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى احترام القانون الانساني الدولي وذكرت بانها لن تشارك في عمليات اجلاء غير طوعية.

وفي تصريح نادر لرئيس اللجنة بيتر مورير وزع السبت قال ان شروط اللجنة ما زالت كما هي “على الاطراف ضمان ممر آمن لفرق اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري في كل الاوقات ولن نقدم خدماتنا الا اذا كان هذا الاجلاء طوعيا”.

وفي لبنان، اتى حريق مساء السبت على سبع خيام للاجئين سوريين في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان، من دون ان يؤدي ذلك الى اصابات، وفق ما افادت الوكالة الوطنية للاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى