أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 05 تموز 2014

سورية بين فكّي مبادرتين في انتظار المختبر العراقي
ابراهيم حميدي
لم يعد مهماً من يقف وراء تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). ولم يعد مهماً مَنْ يزوده بالمال والعقيدة ولا مَنْ يوفر له الذخيرة المتطرفة والسلاح. أيضاً، لم يعد مطروحاً من كان يستفيد من هذا التنظيم ومن يحركه ويوظفه، ولا أجندة من يخدم عن قصد أو دون قصد.

دفع «داعش» الأمور إلى الذروة عندما نقل بثقله من ساحة ساحة الوغى والمعارك إلى تأسيس «الخلافة الإسلامية» في «دولته» العتيدة بدءاً من أرض الرافدين في العراق والشام. من «شرعية الثورة» إلى «شرعية الدولة» في أرض حكمها لعقود حزب واحد في بلدين. حزب «البعث» الذي صار له «يقود الدولة والمجتمع» بسلطة مطلقة. وكان يحتكر السلطة بلغة الدستور وأدوات السلطة ويوفر العباءة الشمولية. بمجرد اهتزاز الأرض وجد تحت أركان مبادئه، عقيدة مضادة لكل ما قال آباؤه ومنظروه وقادته إنهم يسعون إلى تأسيسه، وجمدوا كل شيء للحكم باسمه ولأجله. وجد الحزب كل شيء غير «القومية» و «الاشتراكية» و «الحرية». وجد هويات ضائعة. انتماءات ما تحت الوطنية والمواطنة. ولاءات لها علاقة بالطائفة والعرق والدين والعشيرة، بل بالمذهب والحارة والعائلة والحي.

طالما أن ارض سورية معنية، أو على الأقل بعض «إماراتها» الشامية، خصوصاً تلك المؤسسة في الأراضي «المحررة» والمنسلة من سيطرة النظام «أرض الرباط والجهاد»، لا بد أن يكون هناك تفكير جدي في حال الرعية و الجماهير. وليس مفاجئاً أن يجهد كل من النظام والمعارضة للإمساك بعنق الرياح السياسية في أشرعة قواربه ومآربه. طوى النظام «زواج المصلحة» المسكوت عنه منذ أكثر من سنتين. راحت طائراته تضرب لأول مرة مقار «داعش» في شمال شرقي البلاد، بل إن «سلاح الجو» قصف معبراً حدوديا مع العراق. راح يستدرج عروض أسعار لفتح أقنية سياسية واستخباراتية للتعاون مع دول غربية وأميركا. حاول ركوب أمواج «محاربة الإرهاب» والتحالف ضد «العدو المشترك».

أيضاً، اجتمعت المعارضة في البحث عن مكاسب من أهوال «داعش» وخراباته. حاول «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لدى حلفائه من أنه «لا بد من السلاح النوعي» كي يواجه «الجيش الحر» المتشددين. لا بد من دعم «المعارضة المعتدلة» في معركتها على جبهتين: النظام و «داعش». بالفعل، حصلت مبدئياً على وعود لتحقيق جزء مما تريد عندما طلب البيت الأبيض من الكونغرس تخصيص نصف بليون دولار للمعارضة المعتدلة لمحاربة الإرهاب والدفع نحو الحل السياسي. مبلغ سيخصم من موازنة مكافحة الإرهاب. كما أنها حصلت على تحذير واشنطن للنظام السوري من تصعيد التوتر الطائفي في العراق بعد قصف الطيران السوري مواقع «داعش». عدم الترحيب العلني بالغارات على مواقع التنظيم في العراق، وترك هذا الأمر إلى التفاهم مع ايران بعد تشكيل حكومة وحدة في العراق بمشاركة فعلية من المكون السني.

لا خلاف في أنه لا بد من الرد سياسياً على غزوات «داعش» وخطواته. سحب السياسة من أيدي المتطرفين وفق مبدأ «سد الذرائع». الواضح أن هناك سباقاً بين مبادرتين أو مشروعين. المشروع الأول إيراني– روسي يقوم على وقف تمويل المعارضة ودعمها والعمل على وقف اطلاق النار وعقد مؤتمر إقليمي لمحاربة الإرهاب مع إمكان تشكيل لجنة اتصال من دول الخليج وإيران وتركيا، إضافة إلى الضغط على المعارضة للدخول في اتفاقات لوقف النار في المناطق الساخنة، أو ما يعرف بالمصالحات المحلية. ويتضمن هذا التصور الإفادة من «فرصة» وفرتها الانتخابات الرئاسية والعمل بعد أداء الرئيس بشار الأسد القسم في 17 تموز (يوليو) لتشكيل «حكومة وحدة وطنية» من ممثلي النظام والمعارضة والمستقلين (مثالثة)، بحيث تعمل على الإعداد لانتخابات الإدارة المحلية بموجب قانون الإدارة المحلية 107 بوجود مراقبين دوليين، ثم إجراء انتخابات برلمانية وصولاً إلى «مراجعة» الدستور وتخفيف صلاحيات رئيس الجمهورية عدا العسكريين لصالح رئيس الوزراء. ويجري في أروقة مغلقة تداول طرح اسم الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب نائباً للرئيس أو رئيساً للوزراء وطرح اسم شخصية دمشقية أخرى خارج سورية على تواصل منتظم مع طهران لمنصب رفيع.

في المقابل، هناك مشروع آخر تطرحه الدول الحليفة للمعارضة. يقوم على تقديم دعم عسكري بموجب «استراتيجية منسقة» لتدريب وتسليح المعارضة وتشكيل نواة جيش مهني لـ «تغيير حسابات النظام وحلفائه لقبول تسوية سياسية تفاوضية»، إضافة إلى «معركة جانبية» لا تقل أهمية تتعلق بـ «الصحوة» ضد «داعش» وإخوته. وتقوم هذه التسوية على تعجيل تعيين مبعوث دولي جديد خليفة للمبعوث الدولي– العربي الأخضر الإبراهيمي. لكن الأهم أنها تنطلق من بيان جنيف الأول لتشكيل حكومة انتقالية من ممثلي النظام والمعارضة، حيث جرى لأول مرة إعداد مسودة لـ «خريطة طريق» لتنفيذ بيان جنيف الأول، بما يتضمن بنوداً تفصيلية تتعلق بهيكلية النظام الجديد و «موقع العلويين والسنة» فيه وحصة الطوائف ودور وهيكلة أجهزة الأمن والجيش، على أن تصدر خريطة الطريق هذه بقرار دولي من مجلس الأمن لضمان تنفيذها و «رعاية» سورية خلال الانتقال.

ما يجمع بين المشروعين، تقاطع النظر إلى «داعش» على أنه العدو وضرورة تشكيل حكومة من دون انهيار المؤسسات بما يضمن محاربة الإرهاب. أيضاً يجتمع المشروعان من دون تنسيق بينهما في الاعتراف الضمني بوداع الدولة المركزية السورية والترحيب بالإدارات المحلية والمحاصصة في السلطة . لكنهما يختلفان بين اكتفاء اقتراح طهران بالجرعة المحلية مع عزلها عن السياسة وترك سورية في «خندق الممانعة» الإيراني، فيما ينحدر المشروع الثاني من السياسة ويفتح الباب على تغيير تحالفات السياسة الخارجية وإعادة تموضع النظام الجديد واقترابه من «الاعتدال» الإقليمي والدولي.

لن يسعى أصحاب كل مشروع لتطبيق تصورهم بالديبلوماسية وحسب، بل بالحديد والنار. الدعم الإيراني– الروسي مستمر ومتصاعد لفرض التسوية بـ «البراميل» والغارات. والدعم الأميركي والقادم من «النواة الصلبة» لمجموعة «أصدقاء سورية» وضع رهاناته في سلة المعتدلين في المعارضة. بين هذا وذاك، يستعجل «داعش» قضم أرض الرافدين لاستدراج المقاتلين إلى ضفة التطرف بالترغيب والترهيب، عارضاً عليهم الدخول بأمان إلى بيوت «الدولة». ولا شك في أن أكثر ما يأمله «الخليفة» أبو بكر البغدادي تعثر البحث عن الحل السياسي. رهانه الأكبر في تأخير وصول قطار التسوية السياسية أو انفجاره وفشل محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق وسورية ولبنان، كي ينهل من كأس «المظلومية السنية» ويشن غزواته ويفخخ انتحارييه وسياراته ويمحو حدود الشرع ويزيل حدود الجغرافيا والسياسة. مثلما يسعى الرعاة الإقليميون والدوليون، لكي يكون العراق بحكومته الوفاقية وإداراته الذاتية وعلاقة المركز بالأطراف وفيديراليته، مختبراً للحل السياسي في سورية، يسعى «داعش» لاستباق الحل بفرض أمر واقع في «دولة العراق والشام».
* صحافي سوري من أسرة «الحياة»

جهادي بريطاني: لن أعود إلا حين ترف راية الإسلام فوق قصر باكنغهام
لندن – “الحياة”
قال أحد المتطرفين إنه لن يعود إلى بريطانيا إلا حين تتحقق فيها دولة الخلافة الإسلامية وترفرف فيها راية الإسلام ذات “اللون الأسود”، واصفاً المملكة المتحدة بـ”الشر المحض”.

وبثت قناة “بي بي سي” البريطانية مقابلة مع رجل يطلق على نفسه إسم “أبو أسامة”، يزعم أنه يقاتل من أجل إقامة دولة الخلافة عبر العالم الإسلامي. ولم يتم التحقق من ادعائه “بالمشاركة في التدريب العسكري، وصنع القنابل والقتال مع المتطرفين خلال العام الماضي”.

وقال “أبو أسامة” “ليس لدي أي نية بالعودة الى بريطانيا لأنني جئت إلى سوريا لإحياء الخلافة الإسلامية وأنا لا أريد أن أعود إلى ما تركت ورائي، ليس هناك شيء في بريطانيا، إنها شر محض فقط”.

وتحدث عن شروط عودته رافعاً علم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش): “إذا عدت إلى بريطانيا سيكون عندما يأتي هذا(ملوحاً بالعلم) ودولة إسلامية لغزو بريطانيا وانا معها لرفع راية الإسلام السوداء فوق داوننغ ستريت، وقصر باكنغهام وساعة بيغ بن”.

وأوضح “أبو أسامة” في لهجةٍ تشير إلى أنّه من شمال إنكلترا أنه واجه في البداية معارضة من أسرته بشأن قراره بالذهاب إلى سورية. “في البداية كان من الصعب بالنسبة لهم تقبل الأمر، فما من أم تريد أن تخسر إبنها، ولكني الآن أُرسل لهم الصور وأتكلم معهم عن الأوضاع، ويمكنهم أن يفهموا أني أقاتل من أجل قضية جيدة”.

واضاف “انهم خائفون بعض الشيء ولكني أطمأنهم بأننا سنلتقي في الآخرة، وأن هذه الحياة مجرد مرحلة موقتة، فتجيبني أمي: “سلمت أمرك إلى الله. أنا لا أريد أن أراك مرة أخرى في هذا العالم”.

المالكي يتحدى خصومه السنة والشيعة
بغداد – «الحياة»
تحدى رئيس الوزراء العراقي كل معارضيه الشيعة والسنة، ولم يُعر اهتماماً لدعوة المرجع الديني في النجف علي السيستاني إلى ضرورة تشكيل حكومة جامعة تضم كل الأفرقاء، كما تجاوز دعوة أميركية مماثلة، معلناً أمس تمسكه بالترشح لولاية ثالثة، وسط ضغوط إيرانية للمحافظة على وحدة «التحالف الوطني» (الشيعي) المعرض للإنشقاق بسببه. (للمزيد)

وعقد قادة «التحالف» الذين أصبحوا أمام خيارات صعبة اجتماعاً جديداً أمس للبحث في اختيار رئيس للحكومة، آملين في أن يغير المالكي موقفه، لكنهم عادوا، بعد تصريحاته، ليغرقوا في خلافاتهم الداخلية.

وقال المالكي في بيان أمس ان ائتلافه «دولة القانون» خاض «معركة انتخابية شرسة تعرض خلالها لشتى أنواع الإتهامات والدعايات المغرضة التي لم تحصل مع أي قائمة انتخابية، وشاركت في تلك الحملة الظالمة جهات داخلية وخارجية معروفة، وكانت بمثابة رسالة سياسية عرفنا أهدافها وغاياتها منذ البداية».

واضاف «على رغم ضخامة الدعاية السوداء التي تعرضت لها شخصيا، وباقي الاخوة المرشحين في ائتلاف دولة القانون، تمكنا بعون الله وإرادة المخلصين من أبناء الشعب من تحقيق فوز كاسح».

وزاد «ان الإخلاص لأصوات الناخبين يوجب علي أن أكون وفياً لهم وأن أقف الى جانبهم في هذه المحنة التي يمر بها العراق، ولن أسمح لنفسي أبداً بان أخذلهم وأتخلى عن الأمانة التي حملوني إياها وهم يتصدون بأصابعهم البنفسجية لقوى الشر والظلام».

وفي تأكيد رفضه الانسحاب من الترشح لولاية ثالثة قال «ان الإنسحاب من أرض المعركة مقابل التنظيمات الإرهابية المعادية للاسلام والانسانية يعد تخاذلا عن تحمل المسؤولية الشرعية والوطنية والاخلاقية (…) واقول بكل عزم وقوة أنني سأبقى وفياً لهم وللعراق وشعبه، ولن أتنازل أبدا عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء ، فائتلاف دولة القانون هو الكتلة الاكبر، وهو صاحب الحق في منصب رئاسة الوزرء وليس من حق أي جهة ان تضع الشروط».

إلى ذلك، قال مصدر سياسي شيعي لـ»الحياة» ان «النقطة الخلافية في اجتماعات التحالف تتعلق بطريقة التصويت لاختيار رئيس للوزراء، فدولة القانون يصر على ان يكون هناك اجماع على مرشح واحد يعرض على الكتل الأخرى على أن يكون مقبولاً منها».

واضاف إن «المالكي يدرك ان تجديد ولايته في حكم المستحيل، وهو يضغط للحصول على تنازلات من الاطراف الشيعية الأخرى، سواء تعلق الأمر بمرشح مقبول على مستوى التحالف وعلى الصعيد الوطني، او تعلق بالترتيبات والمناصب السياسية والامنية التي لا يرغب ان يطاولها التغيير والاصلاح (…) في مقابل وجود قناعة شيعية ووطنية وربما اقليمية ودولية ايضاً بان السياسات التي انتهجتها حكومة المالكي قادت الى ما نحن فيه اليوم ويجب احداث تغيير شامل فيها».

وكان ممثل السيستاني في كربلاء احمد الصافي دعا امس الى ان «يكون الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والبرلمان والحكومة) منسجمين في ما بينهم لوضع السياسات العامة وإرادة البلد، وقادرين على العمل معاً لحل المشاكل التي تعصف به وتدارك الاخطاء الماضية التي اصبحت لها تداعيات خطيرة».

إلى ذلك، قدم اعلان رئيس قائمة «متحدون» اسامة النجيفي مساء أول إنسحابه من الترشح لرئاسة البرلمان، زخماً جديداً للجبهة التي تطالب المالكي بالتنحي.

وقال النجيفي، في كلمة تلفزيونية الليلة قبل الماضية:»من حقِنا كمكون أن نتسنمَ رئاسةَ مجلسِ النوابِ في دورتِه الجديدة (…) لكن الوفاءَ للشعبِ والوفاءَ لمطالبِ وحقوقِ المحافظاتِ المنتفضةِ جعلنا نصرُ على عدمِ المشاركةِ في حكومةٍ يرأسُها السيدُ المالكي، وطالبنا بالتغييرِ وعَمِلنا مع أطرافٍ في التحالفِ الوطني والتحالفِ الكردستاني من اجلِ تغييرِ رئيسِ الوزراءِ».

وقال النائب السني طلال الزوبعي أمس إن منصب رئيس البرلمان حسم لمرشح قائمة «ديالى هويتنا» سليم الجبوري، فيما تؤكد المصادر الكردية ان منصب رئيس الجمهورية حسم بنسبة كبيرة لصالح القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» برهم صالح.

في مقابل ذلك، تصر كتلتا «الأحرار» (تيار الصدر) و»المواطن» (تيار الحكيم) على ترشيح احمد الجلبي وعادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء، وتعتقدان بأن احدهما سينال ثقة برلمانية.

وأوضح المصدر السياسي الشيعي ان «هذه النقطة جوهرية في الخلاف، فطرح اسم المالكي او احد مرشحيه، وهما ابراهيم الجعفري، وطارق نجم الى جانب الجلبي وعبد المهدي يعني بالضرورة فوز احد المرشحين الاخيرين، وهذا ما يرفضه المالكي بشكل قاطع».

وزاد: «هناك ضغوط إيرانية مستمرة لضمان ان يكون المرشح من داخل كتلة المالكي (دولة القانون) فطهران ترى ان وحدة التحالف الشيعي لا يمكن ان تكون مضمونة من دون ذلك، ولكننا ندرك ان هدف إيران الأساسي هو الحفاظ على منظومة الحكم الحالية، وآليات اتخاذ القرار ودورها فيه، سواء بوجود المالكي او عبر احد المقربين منه».

غارات النظام تتجدّد على جرود عرسال واستعدادات غربية لدعم ضبط الحدود
اذا كان ملف اللاجئين السوريين عاد الى الواجهة الحكومية في اليومين الاخيرين من غير ان تتضح الامكانات الواقعية لاجتراح حلول ظرفية تتوخاها الحكومة للحدّ ما امكن من عبء هذه المعضلة واثقالها الضخمة على لبنان، فان ذلك لم يحجب التراجع في معالجة شتى الملفات الداخلية المطروحة والضاغطة سواء على المستوى السياسي أم على صعيد الازمات الاجتماعية والخدماتية المتفاقمة.
ولم تخف اوساط وزارية مطلعة لـ”النهار” تخوفها من مواجهة البلاد موجات اضافية من تداعيات امنية وسياسية واقتصادية واجتماعية في ظل الآثار التي يتركها الانسداد التام في الازمة الرئاسية التي تقول هذه الاوساط انها باتت عرضة اكثر من اي وقت مضى للشلل الطويل بعدما نجح معطلو الانتخابات الرئاسية في ربطها بالتطورات الاقليمية، الامر الذي ينذر بعدم توقع اي اختراق في هذه الازمة قبل شهور اضافية على الاقل. واذ تخوفت من مشهد مضطرب ستنفتح فصوله في شهر آب المقبل حين يبدأ التداخل القوي بين الازمة الرئاسية واستحقاق بت الانتخابات النيابية مع حلول مهلة الأشهر الثلاثة قبل نهاية الولاية الممددة لمجلس النواب، اشارت الى انه سيتعين على الحكومة ان تنصرف بسرعة الى أن تحين الفترة الفاصلة عن هذا الموعد لانجاز ما امكن من ملفات حيوية ضاغطة.
ووسط هذه الاجواء الملبدة ظل الوضع الامني في مقدم الاولويات المطروحة. واثارت الغارات التي شنها طيران حربي تابع للنظام السوري امس على اودية الرعيان والزمراني وعطا وعجرم في جرود عرسال وجرود القاع الحدودية بعدما توقف فترة طويلة نسبيا عن شن غارات مماثلة، تساؤلات عن مغزى هذا التطور وقت تتفاعل في لبنان بقوة مسألة اللاجئين السوريين وسط اتجاهات حكومية تشوبها تباينات علنية حيال وسائل معالجة هذه المسألة. ولم تستبعد مصادر سياسية مطلعة ان يكون هدف هذه الغارات الدخول على خط الجدل الداخلي لحمل الحكومة اللبنانية على فتح خط تفاوضي علني ورسمي مع النظام السوري وهو ما ينادي به حلفاء النظام في لبنان، فيما يرفض افرقاء آخرون هذا التفاوض التزاماً لسياسة النأي بالنفس.
وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” ان المعلومات التي وصلت الى مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة تفيد ان هناك عزما على تعزيز الاجراءات على الحدود اللبنانية-السورية في البقاع الشمالي كي لا تكون هناك ثغرة تتكرر من خلالها ظاهرة الانهيار على الحدود السورية – العراقية. وقد تلقت المراجع المعنية دعما من استخبارات غربية كي يتم ضبط الحدود على غرار الدعم الذي تمكن لبنان من خلاله من احباط العمليات الارهابية الاخيرة.
وفيما أدت الغارات امس الى سقوط قتيل سوري ونحو عشرة جرحى، أعلن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان التوصل الى حل عملي وواقعي وتدريجي لمسألة النازحين السوريين “يفرض لاحقا التواصل بين الحكومة اللبنانية والسلطات السورية”، منتقداً سياسة النأي بالنفس “الميقاتية التي ادت الى حالة فلتان لا تعيشها أي من دول الجوار الاخرى”. واذ حذر من أن الامور “وصلت الى حد الانفجار وستصل الى فتنة حقيقية بين اللبنانيين والسوريين اذا استمرت على هذا النحو ” شدد على رفضه ” شرعنة انشاء مخيمات او تجمعات سكنية لايواء النازحين “لكنه اكد العمل على انشاء تجمعات في المناطق العازلة “وهو قرار لبناني بحت ويجب العمل على توفير شروط نجاحه من الجهات الدولية والدولة السورية”.

درباس
وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”النهار” ان ما طرحه زميله وزير الخارجية امس عن اللاجئين السوريين سبق له ان قاله في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة.وأضاف ان ما هو متفق عليه بين الوزراء هو انشاء مراكز ايواء على الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا وخصوصاً بين المصنع وجديدة يابوس. لكن ما هو مختلف عليه هو ما يجب اتخاذه من خطوات بديلة في حال تعذر إنشاء هذه المراكز. واوضح ان اجتماع خلية الازمة الذي تقرر عقده قريبا لمتابعة ملف اللاجئين ينتظر عودة الوزير باسيل الذي سافر امس الى البرازيل.
ورد الرئيس نجيب ميقاتي على باسيل، فرأى ان سياسة النأي بالنفس “كانت الحل الافضل لابعاد لبنان عن النيران السورية”، مذكرا بان باسيل “كان ضمن فريق سياسي اساسي في الحكومة (السابقة) ويدرك جيدا ظروف عملها والحكومة الحالية تنادي باتباع النهج نفسه في الابتعاد عن النيران السورية”.

مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت “النهار” ان جدول اعمال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء وزّع امس وهو يتضمن 17 بندا أولها بند الجامعة اللبنانية، الى بنود عادية منها شراء تجهيزات بكلفة عالية قد تطرح للمناقشة. أما في ما يتعلّق ببند الجامعة المرحّل من الجلسة الاخيرة، فقد يشهد حلحلة ستبدأ من اليوم عبر اتصالات يجريها وزير التربية الياس بوصعب مع الكتل السياسية ولا سيما منها الكتائب. وفهم ان هناك مراجعة لاسماء العمداء المقترح تعيينهم وخصوصا عمداء بعض الكليات التي يلحظ الوزير بوصعب أستبدالهم فيما يرى وزراء انهم من ذوي الكفاية ومن سيعينون بدلا منهم ليسوا على المستوى نفسه. اما في ما يتعلّق بتفريغ 1100 أستاذ، فستراجع الاسماء والمعايير في ضوء تقرير سيطرحه بو صعب على الوزراء.

حلب: الجيش يسيطر على المدينة الصناعية
بدء العمل على إعادة «عاصمة سوريا الاقتصادية» إلى الحياة
علاء حلبي
متابعة للعمليات العسكرية في حلب، التي بدأت في تشرين الثاني العام 2013، انطلاقاً من السفيرة شرقاً، بسط الجيش السوري سيطرته على المدينة الصناعية في الشيخ نجار التي تعتبر اكبر تجمع صناعي في المدينة التي كان يطلق عليها لقب «عاصمة سوريا الاقتصادية»، وذلك بعد نحو شهرين من المعارك المستمرة والعنيفة، بين وحدات الجيش السوري و«جهاديي جبهة النصرة» الذين كانوا يتمترسون في المدينة.
وشرح مصدر عسكري لـ«السفير» تفاصيل السيطرة على المدينة الصناعية، موضحاً أن العملية تطلبت «جهداً كبيراً»، و«تكتيكات عديدة» بهدف الحفاظ قدر المستطاع على المباني الصناعية، والتقليل من أضرار العملية العسكرية. وقال: «كانت نوعية المعارك مختلفة، فأنت تقاتل مجموعات انتحارية تمترست داخل المباني الصناعية، والمطلوب منك أن تخلص هذه المباني من المسلحين بأقل ضرر ممكن، لذلك تطلبت العملية وقتاً طويلاً».
وخلال عملية الجيش في المدينة الصناعية في الشيخ نجار التي تبعد اقل من 15 كيلومترا عن مركز المدينة، حاولت فعاليات صناعية وأهلية عدة التوسط لدى مسلحي «جبهة النصرة»، الذين قاموا بطرد معظم الفصائل المقاتلة الأخرى من المدينة الصناعية وسيطروا عليها بشكل كامل، بهدف إخراجهم من المدينة وتجنيبها دمار الحرب، إلا أن مسلحي «النصرة» رفضوا جميع هذه الوساطات، فيما كثف الطيران السوري غاراته على خطوط الإمداد الخلفية، وقام بتطويق المدينة من ثلاث جهات في عمليات خاطفة، تمكن عن طريق إحداها من الاقتراب من سجن حلب المركزي، ومن ثم فك الحصار عنه، ليعود تركيز الجيش على المدينة.
وبالإضافة إلى وحدات الجيش السوري، شاركت فصائل مؤازرة له في العمليات العسكرية، بينها «قوات الدفاع الوطني» و«لواء القدس»، وهو فصيل تم تشكيله عن طريق جمع اللجان الشعبية التي كانت تعمل في مخيمي حندرات والنيرب للاجئين الفلسطينيين في حلب، حيث تمكنت هذه القوات من بسط سيطرتها على المدينة عن طريق «القضم»، وفق تعبير مصدر عسكري تحدثت إليه «السفير».
وأوضح المصدر أن «هذه الفصائل سيطرت على المدينة بالتدريج، حيث تم أولاً تطويقها بشكل محكم، وترك مخرج واحد للمسلحين، ومن بعدها تم تشديد القصف على خطوط المسلحين الخلفية، وخطوط إمداداتهم، والتقدم ببطء عن طريـق القـوات الراجلة داخل المدينة للتخفيف من أضرار العمل العسكري».
وتعتبر المدينة الصناعية في حلب قلب المدينة الاقتصادي، حيث تمتد على مساحة نحو 4500 هكتار، مقسمة إلى ثلاث كتل، تضم بمجملها نحو الف معمل، وتعتبر أكبر تجمع للمعامل في حلب، إلى جانب منطقة الليرمون. وبحسب رئيس اتحاد غرف الصناعة في سوريا فارس الشهابي، فإن أكثر من 200 معمل منها تعرضت للسرقة، ونقلت آلاتها إلى تركيا التي تتهمها الحكومة السورية بسرقة نحو الف معمل من سوريا منذ بداية الأحداث في العام 2011.
ومرت عملية السيطرة على المدينة الصناعية بمجموعة كبيرة من المنعطفات، بدأت بسيطرة الجيش السوري والقوات المؤازرة له على مدينة السفيرة شرق حلب، ومن ثم السيطرة على مجموعة قرى في الشمال، وصولاً إلى المدينة، وتطويقها، وقطع طرق الإمداد نحوها التي تمكن الجيش عبر عملية موازية من إطباق حصاره عليها من جميع الجهات، ليبقى المسلحون داخل مدينة حلب محاصرين ومفصولين عن مسلحي الريف الممتد إلى تركيا، أحد أهم معابر المسلحين والأسلحة إلى سوريا.
وعن أهمية السيطرة على المدينة، قال المصدر: «من شأن هذه الخطوة أولاً إعادة حلب كمدينة صناعية كبيرة في سوريا إلى الحياة، وثانياً فتح الباب أمام من انخرط في العمل المسلح بسبب العوز لأن يرمي السلاح من يديه ويعود إلى عمله، كما انها تشكل منطقة فاصلة بين ريف حلب الشمالي ومدينة حلب، ما يعني أنها نقطة مهمة أيضاً في عملية حصار مسلحي حلب داخل المدينة».
وبعد سيطرة الجيش على المدينة الصناعية، ستبدأ عمليات إعادة تأهيلها وإعادتها إلى الحياة عن طريق توفير البنى التحتية اللازمة لتشغيلها بالسرعة القصوى، وفق تعبير مصدر حكومي مسؤول، أشار أيضاً إلى أن تشغيل المدينة يتطلب توفير الطرق الآمنة إليها وحمايتها من المسلحين. وكان مصدر عسكري قال، في وقت سابق، إن الجيش سيعمل على توفير طريق آمن يمر من أحياء حلب الشرقية، موضحاً أن تأمين المدينة من هجمات المسلحين تم بالفعل عن طريق سيطرة الجيش على تلال مرتفعة محيطة بالمدينة، يمكن منها مراقبة ورصد أي تحرك للمسلحين واستهدافه.
وعلى الرغم من أن سيطرة الجيش تشكل «بشرة خير» لعدد كبير من الصناعيين والعمال الذين ينتظرون العودة إلى معاملهم التي توقف معظمها بعد سيطرة المسلحين على المدينة، في حين استمرت بعض المعامل الصغيرة والورشات في العمل، إلا أن معضلة جديدة يبدو أنها طفت إلى السطح، تتمثل بحجم الأضرار التي لحقت بالمعامل، وحجم السيولة اللازمة لإعادتها إلى العمل، الأمر الذي يتطلب تدخلاً حكومياً رفيع المستوى، سواء عن طريق الدعم المباشر، أم عن طريق تقديم قروض كبيرة للصناعيين، لأجل طويل، وهو ما تطالب به غرفة صناعة حلب.

«النصرة»: هكذا خسرنا الشحيل
عبد الله سليمان علي
خسارة مدينة الشحيل في ريف دير الزور بالنسبة إلى «جبهة النصرة» لا تشبه خسارة مدينة أخرى، ولا يعوض «النصرة» هذه الخسارة التقدمُ في أي مكان آخر مهما بلغت أهميته الاستراتيجية.
خسرت «النصرة» الشحيل فلم يعد لها وجود في شرق سوريا، وهذا يؤكد صحة القول إن «الشحيل هي النصرة، والنصرة هي الشحيل» في المنطقة الشرقية على الأقل. وبينما يحاول قادة الجبهة الفارون، والمتحدّرون بغالبيتهم من الشحيل، لملمة ذيول الهزيمة وتدارك تداعيات سقوط مدينتهم قبل أن تؤدي إلى تفكك تنظيمهم في المدن الأخرى، تستمر الفصائل والعشائر في خطب ود تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» سواء بالبيعة مباشرة أو بعقد اتفاق تسوية معه.
وكان الحدث الأبرز أمس الأول هو إعلان «الأمير الشرعي للنصرة» في المنطقة الشرقية أبو تميم الأنصاري انشقاقه عن الجبهة وانضمامه إلى «الدولة الإسلامية»، من دون أن يذكر الأسباب التي قال إنه سيعلن عنها في وقت لاحق، كما جاء في تغريدات له على «تويتر»، ليكون بذلك أكبر قيادي من «النصرة» يبايع «داعش».
بموازاة ذلك تكشفت شروط الاتفاق بين «داعش» وبين «لواء بشائر النصر»، أحد أكبر الألوية في «جبهة الأصالة والتنمية»، والتي تم بموجبها تسليم مدينة العشارة من دون مبايعة. ونص الاتفاق، الذي وقعه عن «بشائر النصر» كل من بدر الدين السلامة و«الشرعي» الشيخ أحمد الكماري أبو عبدالله، على أن يعطى الأمان لكل من يعلن التوبة، ولا يشهر سلاحه بوجه «الدولة الإسلامية»، ووضع جميع آبار النفط في دير الزور تحت تصرف «داعش»، والإسراع بإنشاء «محاكم شرعية»، وتوفير الخدمات ومتطلبات الحياة المعيشية كافة لأبناء دير الزور بأسرع وقت ممكن. وأخيراً أن تكون الأولوية لتحرير دير الزور من «عصابات» الرئيس السوري بشار الأسد على أن يبقى «لواء بشائر النصر» وفصائل «الجيش الحر» مع عتادهم في المدينة، وتحت إمرة «الدولة الإسلامية» لحفظ الأمن في المدينة.

رواية «النصرة» عن سقوط الشحيل

ربما لم يخطر ببال الشحيليين أن يكلفهم الوقوف إلى جانب «جبهة النصرة» كل هذا الثمن من الإذلال والتشريد، إذ طالما داعبت مخيلتهم أحلام السيطرة على دمشق والجلوس على عروشها حاكمين بأمر الله. لكنهم اليوم نكّسوا راياتهم ورؤوسهم مضطرين إلى مبايعة زعيم أوحد لا ينتمي إليهم، هو «أميرهم» بالأمس البعيد وعدوهم بالأمس القريب أبو بكر البغدادي، الذي كانوا من كبار مؤيديه ومناصريه في العراق، لكنهم نافسوه وقاتلوه في سوريا.
وليس هذا وحسب، فها هم الشحيليون، البالغ عددهم حوالي ثلاثين ألف نسمة، يخرجون من منازلهم نساء وأطفالاً ورجالاً وشيوخاً إلى البادية بأمر عقاب جماعي صدر عن «داعش» بذريعة تفتيش المدينة بيتاً بيتاً قبل دخولها، مخافة أن يكون ثمة كمائن بانتظار «الفاتحين الجدد»، وعليهم البقاء في عراء الصحراء لمدة عشرة أيام على الأقل ريثما تنتهي إجراءات التفتيش.
ويذكر مصدر إعلامي مقرب من «النصرة»، لـ«السفير»، أن الاتفاق الأولي كان يقضي فقط بإعلان التوبة، على أن يعين «أمير» على المدينة من أبنائها، ويبقى السلاح بيد الفصائل التي تبايع ويلتزم الأهالي منازلهم، لكن «داعش» نكث بالاتفاق بذريعة أن الأهالي تأخروا في تنفيذه، وقدم شروطاً تعجيزية منها تسليم القادة المطلوبين وتسليم السلاح وتهجير العوائل لمدة ثلاثة أشهر إلى مكان واحد هم يحددونه وسجن من يرون سجنه احترازياً. وبحسب المصدر نفسه فإن المفاوضات الأخيرة توصلت إلى شروط أخف وطأة، هي تسليم السلاح وتهجير العوائل لمدة عشرة أيام من دون تحديد مكان تهجيرهم.
ونفى المصدر أن يكون «أمراء النصرة» هربوا من المدينة، مؤكداً أنه عند وصول المفاوضات إلى نهايتها قال «الأمراء» للأهالي «إذا أردتم الصلح فسوف نترك المدينة، أما إذا قررتم القتال فنحن معكم حتى الموت».
لكن ما يثير الشكوك في رواية المصدر حول هذه النقطة أن رئيس الوفد المفاوض هو عمار الحداوي، شقيق اسامة الحداوي الذي يعتقد أنه هو نفسه أبو محمد الجولاني زعيم «النصرة»، أو بأسوأ الأحوال شقيق أحد أعضاء «مجلس شورى النصرة»، وبالتالي كيف يمكن لشقيق الجولاني أن يقدم على أمر من دون تنسيق معه؟
أما بخصوص رواية سقوط الشحيل، فقد أشار المصدر إلى أنها تحملت الكثير في سبيل «جبهة النصرة»، لكن الخذلان والخيانة هو ما أدى إلى سقوطها بهذا الشكل المهين. وبدأت أحوال المدينة بالتراجع منذ تمكن «داعش» من السيطرة على البادية، وبالتالي محاصرة المدينة وقطع خطوط الإمداد عنها، في وسط معقد تبحث فيه كل عشيرة عن مصالحها الخاصة، فعشيرة البكّير مثلاً وقفت مع «داعش» وأدت دوراً كبيراً في شق الصف وحماية اللصوص وأصحاب السوابق ـ بحسب المصدر- وجندتهم ضد «النصرة»، وكذلك الأمر في بلدة خشام حيث التفّ الأهالي بالسر والعلن حول «داعش» كيلا يكون لبلدة الشحيل نصيب من معمل «كونيكو» للغاز وحقول النفط التابعة لهم.
وكانت الطامة الكبرى عندما طلبت قيادة «النصرة» من فرعها في شمال سوريا إرسال مؤازرة، إبان معركة مركدة، فاشترط القادمون عدم قتال «داعش» ووضعهم حراسات على المباني والحقول، بل طلبوا رواتب إضافية للقيام بهذا العمل.
وبحسب المصدر فإن الخطوة التي جعلت أهالي الشحيل يشعرون بدنو الأجل هي مبايعة «قادة الأركان» في موحسن لـ «داعش»، وهو ما دفعهم إلى اقتحام المدينة وارتكاب المجزرة بالقادة المبايعين، وكان على رأسهم أبو همام وأبو راشد الصاعقة. ومع ذلك استمرت الشحيل بقتال «داعش» حتى وصل عناصره إلى أطرافها ونصبوا مدافعهم وبدأوا بقصف المدينة كل يوم، وفي هذه الأثناء حدثت خيانة البوكمال حيث بايع «أمراء النصرة» البغدادي وسلموه المدينة على طبق من فضة.
هنا بدأ الأهالي يفكرون بالتفاوض مع قيادة «الدولة الإسلامية» لعقد صلح معها، بعد أن اقتنع الجميع أن سقوط الشحيل أصبح مسألة وقت لا أكثر، طالما أنه لا مال ولا مدد يمكن وصوله إلى الأهالي المحاصرين. وفي البداية اشترط فريق «الدولة» على الأهالي أن يكون الصلح وفق شروط البغدادي للتصالح مع المرتدين، لأن أهالي المدينة مرتدون، لكن الأهالي رفضوا هذه الصيغة رفضاً مطلقاً، لتعود المفاوضات من جديد وتنتهي بالاتفاق على تسليم المدينة والسلاح مع تهجير العوائل لمدة عشرة أيام.

الجيش الحر يقر بسقوط دير الزور بيد ‘داعش’ ويطالب بدعم دولي
علاء وليد- الأناضول: اعترف العميد عبد الإله البشير، رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر السبت، بسقوط محافظة دير الزور، شرقي سوريا، بيد تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف إعلاميا باسم (داعش)، ووقوع محافظة حلب (شمال) بين فكي كماشة (داعش) والنظام.
وفي بيان مصور تم بثه على موقع (يوتيوب) لمشاركة مقاطع الفيديو على الانترنت، قال البشير إن “تنظيم داعش الإرهابي يتقدم، ويقضم أراضينا وقرانا ومدننا واحدة تلو الأخرى، ويضع مقدرات بلادنا تحت سيطرته وكل هذا بسبب شح الدعم ونفاذ الإمداد بالسلاح والذخيرة من أيدي الثوار والجيش الحر المرابط على الجبهات”.
وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية”، الخميس الماضي، على معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور والممتد على مسافة 130 كم حتى الحدود العراقية، بعد مبايعة سكانه وبعض فصائل المعارضة التابعة للجيش الحر والنصرة والجبهة الإسلامية فيه للتنظيم وإعلان توبتهم عن قتاله.
كما تقدم التنظيم في مناطق جديدة كانت تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف حلب الشمالي، في الوقت الذي تمكن فيه النظام من استعادة مناطق أخرى من يد تلك القوات أبرزها مدينة الشيخ نجار الصناعية.
وطالب رئيس الأركان أصدقاء الشعب السوري وأشقائه بالإسراع بإمداد قيادة أركان الجيش الحر بالعتاد والسلاح والذخيرة، لتفادي “كارثة إنسانية محدقة بالشعب السوري”، حسب تعبيره.
وخص بالذكر من أسماها بالدول الصديقة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، والدول الشقيقة وفي مقدمتها السعودية وتركيا وقطر والامارات، مخاطبة إياهم بالقول “إن الوقت ليس في صالحنا، فالوقت سيف داهم، وإذا لم يصل الدعم إلينا في القريب العاجل فإن الكارثة لن تتوقف عند حدود”.
ومضى البشير بالقول: “نضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته التاريخية ونتعهد أمام الله وأمام الشعب أن مقاتلي المعارضة على أتم الجاهزية لصد العدوان والدفاع عن الأرض والشعب فور وصول الدعم اللازم”.

تنظيم “الدولة الاسلامية” ينشر صورا لتفجير وهدم مراقد واضرحة ومساجد في الموصل
بغداد- (أ ف ب): نشر تنظيم “الدولة الاسلامية” الجهادي المتطرف صورا اظهرت عمليات هدم وتفجير لمجموعة من المراقد والاضرحة السنية ودور العبادة الشيعية في محافظة نينوى العراقية قام بها عناصره.
وبث التنظيم في حسابه على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي تقريرا مصورا تحت اسم “تقرير عن هدم الأضرحة والأوثان في ولاية نينوى” التي يسيطر مسلحو هذا التنظيم منذ اكثر من ثلاثة اسابيع على معظم مناطقها.
ومن ابرز الاضرحة التي تم نسفها بحسب ما ظهر في الصور ضريح الشيخ فتحي وقبر البنت ومزار وقبر شيخ الطريقة الصوفية احمد الرفاعي، وقد هدمت هذه المراقد بواسطة الجرافات.
في موازاة ذلك، اظهرت الصور تفخيخ وتفجير مساجد شيعية في الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتلعفر (380 كلم شمال بغداد)، وبينها حسينيتا جواد وقدو في تلعفر وحسينية القبة وسط الموصل.
ويقول عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي اعلن “قيام الخلافة” ان الاسلام يؤكد على هدم الاضرحة “حتى تسوى بالارض”، ويعتقدون كذلك ان القباب التي على القبور يجب هدمها كلها لانها “اسست على معصية الرسول” النبي محمد.
ويعارض هؤلاء ايضا بناء الحسينيات الشيعية التي يعتبرونها بمثابة معابد.
وقوبلت هذه العمليات باستياء عارم بين ابناء سكان الموصل، حيث اعتبروها طمسا لحضارة مدينتهم.
وقال احمد محمود (51 عاما) عبر الهاتف لوكالة فرانس برس “نشعر بالحزن الشديد لهدم هذه الاضرحة، لقد توارثنا هذا الشيء ابا عن جد وتعتبر من معالم المدينة ومشاهدها ونعتز فيها”.
وفي موازاة هدم الاضرحة والمراقد والحسينيات،، اتخذ عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” من مطرانية الكلدان والسريان الارثوذكس في حي الشرطة شرق الموصل مقرا لهم ورفعوا علمهم عليها بعد ازالة الصلبان، بحسب ما افاد موظفون فيها.
وقال احد موظفي المطرانية ان “عناصر التنظيم احتلوا المطرانية بعد ان وجدوها فارغة تماما، فقد فر الموظفون قبل وصلوهم اليها”.

تنظيم ‘داعش’ يعدم 10 أشخاص غربي كردستان العراق نحرا ورميا بالرصاص
أربيل- (د ب أ): قال نشطاء مدنيون إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، والشام (داعش) نفذ عمليات إعدام ميدانية في قرية زورمغار بريف مدينة كوباني غربي إقليم كردستان العراق خلال الأربع والعشرين الساعة الماضية، بعد سيطرته على ثلاث قرى كردية في ريف كوباني الغربي أمس الجمعة.
ونقلت وكالة (باس نيوز) الكردية العراقية السبت عن النشطاء قولهم إن عناصر داعش أعدموا نحراً، ورمياً بالرصاص أكثر من 10 شيوخ، وكبار في السن بقرية زورمغار والزيارة والبياضية.
واشاروا إلى أن تنظيم داعش قام بالتمثيل بالجثث حيث علق رؤوس ثلاثة مسنين كرد على مفرق زورمغار، وبلدة الشيوخ بغية ترهيب المدنيين الكرد بالإضافة إلي نهب العشرات من السيارات، والبيوت، والآلات الزراعية، والدواب من الغنم والبقر ونقلها إلى مدينة جرابلس، وتخزينها في المدرسة الثانوية وحرق عدد من المنازل.

الأردن ينفي مشاركته في أي عملية عسكرية ضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام»
أنباء عن مظليين يتحدثون الإنكليزية هاجموا موقع اعتقال لـ«داعش» في الرقة
الرقة ـ «القدس العربي» من عمر الهويدي: نفى مصدر حكومي أردني تحدث لـ«القدس العربي» أي مشاركة للجيش الأردني في أي عمليات عسكرية ضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، فيما أكد شهود عيان لــ «القدس العربي»، أن طيرانا حربيا مجهول المصدر، قام في ساعة متأخرة من مساء امس الأول، بإنزال مظليين على معسكر تدريبي تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، في منطقة «العكيرشي» شرقي محافظة الرقة السورية.
وقال الشهود إن المدينة شهدت إنزال مظليين من مروحيات ليلة امس الأول، سبقه تحليق كثيف لطيران «الميغ» الحربية، حيث تمّ إنزال مظلي من حوّامة لا صوت لها في منطقة العكيرشي بالقرب من المعسكر التدريبي المعروف بمعسكر الشيخ «أسامة بن لادن» التابع لتنظيم الدولة.
وقال الشهود: «قسم من الجنود قاموا بقطع طريق الرقة المؤدي إلى المعسكر، بتغطية من طائرات حربية استعدادا لمهاجمة أي رتل يتوجه لمكان المعسكر في حال طلب المساعدة، وكذلك قاموا بتفتيش المنازل في القرية القريبة من المعسكر».
وأكد الشهود، أن عناصر القوات التي اقتحمت المعسكر كانوا يتحدثون الإنكليزية، وبدأوا الهجوم على المعسكر بعد الساعة الثانية ليلاً، حيث استهدفوا في بداية العملية جميع المضادات الأرضية في المعسكر، ومن ثم المعركة التي استمرت لأكثر من نصف ساعة، التي أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش»، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
وعرف من بين القتلى «أبو البراء التونسي»، و»أبو محمد التونسي» الذي يعمل مدربا في التنظيم، وهم من أصل تونسي، كذلك تم العثور على بقايا ثياب للجنود المُهاجمين، وزعم الشهود أنهم رأوا عليها شعارات أمريكية وأردنية مؤكدين حصول إصابات في صفوف المهاجمين. والمعروف أن المعسكر هو منشأة نفطية عمل تنظيم «داعش» على جعلها أحد أهم مراكز الاعتقال والتحقيق للأسرى لديه، حيث يقع جنوبي قرية العكيرشي بــ20 كم.
يذكر أن التنظيم يمتلك العديد من السجون في مواقع مختلفة من المحافظة، أهمها مبنى المحافظة وهو المقر الرئيسي للتنظيم، ومبنى المحكمة العسكرية في مدينة الرقة، بالإضافة إلى سد البعث الذي يعتبر من المعتقلات السرية، وسجن في منطقة المنصورة، وسجن في منطقة تل أبيض الحدودية، ومبنى الملعب البلدي، ومعسكر الطلائع عند مدخل المدينة، وفي مناطق أخرى من محافظة الرقة.
ويقبع الكثير من المعتقلين في سجون تنظيم «داعش» من قادة الحراك الثوري، والناشطين الإعلاميين، وقادة عسكريين في الجيش الحر، بالإضافة لقادة من الفصائل الإسلامية. ورجح مراقبون أن تكون عملية إنزال المظليين جاءت رداً على العرض العسكري الذي أقامه التنظيم في شوارع مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم، الذي جاء كاحتفال بإعلان التنظيم قيام «الخلافة الإسلامية»، وتنصيب عبد الله إبراهيم عواد الملقب بـ»أبو بكر البغدادي» خليفة للمسلمين في 29حزيران/يونيو2014. وشمل العرض العسكري عربات مصفحة أمريكية من نوع «همر» غنمها التنظيم من الجيش العراقي مؤخراً وتم إدخال بعضها عبر الحدود لدعم التنظيم في سوريا، بالإضافة إلى دبابات ومدرعات ومدافع ثقيلة وصاروخ «سكود» محمول على شاحنة مثبت عليها منصة إطلاق.

كتائب عبدالله عزام: «لواء أحرار السنّة» إسم وهمي يديره حزب الله
الشيخ رحيم يستبعد وجود بيئة حاضنة لداعش في لبنان
بيروت – «القدس العربي» – من سعد الياس: يبدو أن الضجة التي اثارها «لواء أحرار السنة ـ بعلبك» بتهديده اخيراً الكنائس المسيحية في البقاع تسببت بسجال بينه وبين «كتائب عبد الله عزام» التي أكد المتحدث باسمها الشيخ سراج الدين زريقات ان «لواء أحرار السنة – بعلبك هو اسم وهمي لحساب تديره أيد تابعة لحزب الله ويجب الحذر منه وعدم التواصل معه».
وقد سارع «لواء أحرار السنة بعلبك» الى الرد بتغريدة عبر تويتر على زريقات، وقال: «تقومون بنعت مقاتلي الدولة الإسلامية الشرفاء بالخوارج فقط لأنهم قاموا بواجبهم الديني وأعلنوا قيام دولة الإسلام وتنصيب خليفة للمسلمين. واليوم تنعتوننا وتصفوننا بالجهاز الإستخباراتي فقط لأننا أعلنا حربنا المزدوجة على صليبيي ورافضة لبنان وفي الواقع أنتم الخوارج الذين تعملون لمصالح خارجية».
وبموجب التحقيقات التي أجراها مكتب مكافحة الجرائم الالكترونية في قوى الامن الداخلي فقد ظهر أن حساب لواء أحرار السنّة بدأ عمله من بريطانيا وعبر جهاز هاتف خليوي من طراز «بلاك بيري» على «تويتر» وذلك في 28 أيلول/سبتمبر 2013 ليتم رصده فيما بعد من دول عربية.
تزامناً، استبعد الشيخ نبيل رحيم من طرابلس «أن يكون لدى السنّة في لبنان بيئة حاضنة لتنظيم داعش»، واعتبر «ان ما تم تداوله في الاعلام ليس دقيقاً والتسريبات التي حصلت هي تسريبات أمنية»، مشدداً على «ان تركيبة لبنان الطائفية والمذهبية والسياسية والتنوع الكبير الموجود فيه لا يسمح باحتضان هكذا حركات». ولفت رحيم الى «أن الوضع في العراق يختلف عن لبنان باعتبار ان هيمنة حكومة المالكي وفريقه السياسي على السلطة يجعل جميع الاطراف في البلاد تلتف حول اي حركة وان كانت متشددة او متطرفة لكي تواجه ظلم المالكي، كذلك في سوريا جعل ظلم بشار الاسد وديكتاتوريته الشعب يذهب الى أقصى حد بالحركات ان كانت متطرفة أو معتدلة».

البيت الأبيض يعارض رغبة القادة الأكراد في الانفصال عن العراق
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»: كبح البيت الابيض من عزيمة القادة الاكراد الانفصال عن العراق قائلا ان البلاد بحاجة للبقاء موحدة من اجل هزيمة الجماعات المتطرفة السنية.
وصرح جوش ارنست المتحدث الصحافي للبيت الابيض ان الولايات المتحدة تعتقد ان العراق اقوى اذا بقى موحدا، وهذا هو السبب في استمرار واشنطن في دعم عراق ديمقراطي تعددي وموحد مضيفا ان الولايات المتحدة في طريقها لحث جميع الاطراف على مواصلة العمل معا لتحقيق هذا الهدف.
واكد ارنست ان العراق سيكون اكثر قدرة على مواجهة التهديد الوجودي الذي تشكله الجماعات الارهابية السنية عبر التوحد معا لمكافحة الحركات المتمردة مضيفا انه يتعين على الزعماء السياسيين في العراق العمل معا ووضع الانقسامات الطائفية والتركيز على مصلحة البلاد.
وقال «نحن نأمل من القيادات الكردية ان تلعب دورا بناءً في جعل ذلك يحدث بنفس الطريقة التي ندعو فيها زعماء السنة والشيعة لفعل نفس الشيء».
وطلب مسعود بارازاني رئيس المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في العراق قبل ايام برلمان بلاده للبدء في صياغة استفتاء على الاستقلال وقال في مقابلة مع «بي.بي.سي» ان شروع حكومته في الجهد قد يأخذ عدة اشهر مضيفا: «لقد قلت مرات عديدة ان الاستقلال هو حق طبيعي لشعب كردستان كما ان التطورات في العراق تؤكد من جديد على ذلك، وقال بارازاني انه من الان فصاعدا لا يخفى ان هدف كردستان هو الاستقلال.
وعاش الاكراد تحت حكم ذاتي منذ التسعينات وخلال الاسابيع الاخيرة انتزعوا السيطرة على المدينة التاريخية والهامة استراتيجيا «كركوك» ومن غير الواضح كيف سترد تركيا، وهي حليف للولايات المتحدة، على الاستفتاء ولكن القادة الاتراك عبروا منذ فترة طويلة عن القلق من قيام دولة كردية مستقلة على الرغم من انها قد ترى كبديل افضل خارج الحدود.
واكد ارنست ان هنالك الكثير من الحوار بين الادارة الامريكية والقادة في العراق بما في ذلك الاكراد حول الازمة النامية وقال ان الرسالة الامريكية في هذه الاجتماعات الخاصة هي نفس الرسالة المعلنة القائمة على ضرورة العمل معا والابتعاد عن الانقسامات وتجنب الطموحات السياسية والتركيز على مصلحة العراق.

ظهور «مقلق جدا» لقطع السلاح الفردي في شوارع الأردن و«مقايضات» مع أطراف النزاع في سوريا ينتج عنها ملايين من قطع السلاح «غير الشرعي»
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: أكثر من 120 قطعة سلاح فردي و رشاش ظهرت الأسبوع الماضي على هامش مشكلة ذات طابع إجتماعي تبادل خلالها طرفان في مدينة الزرقاء الرصاص الحي في الهواء في إستعراضات مسلحة تدخلت العناية الإلهية دون تحولها إلى إصابات بشرية.
عملية إطلاق النار في الهواء حصلت على خلفية عشائرية بين حارتين تواجه كل منهما الأخرى وبرز الرصاص المستعمل بكمية هائلة جدا خصوصا أمام قادة المجتمع المحلي الذين وقف بعضهم مشدوهين وهم يراقبون حجم وعدد قطع السلاح التي خرجت للتعاطي مع إشكالية إجتماعية من النوع المتكرر.
قبل ذلك وأثناء عمل مراقبة روتيني في إطار المتاجرة بالممنوعات مع لاجيء سوري تم وخلال المداهمة بمحض الصدفة إكتشاف وجود 42 قطعة سلاح مخبأة بمنزل متواضع.
في الأثناء لم تتمكن السلطات قبل أسابيع من إخفاء كامل المعلومات عن الصحافة عندما تعلق الأمر بضبط كمية كبيرة من السلاح قبل أن تجد ضالتها في نقاط على الحدود الأردنية- السورية.
وفي العاصمة عمان ظهر سلاح رشاش في صلية بقلب عمان الغربية من سيارة مسرعة إستهدف شخصان فيها معرضا للسيارات.
قبل ذلك قتل مهندس شاب في ساعات الصباح برصاصة من مسدس بيد موظف يعمل بنفس الشركة وبدم بارد في قضية أثارت مشاعر الرأي العام.
والسلاح غير الشرعي وغير المرخص أصبح الشغل الشاغل لمجالسات ونقاشات الأردنيين خصوصا مع «تجميد» عقوبة الإعدام وبروز عمليات قتل بـ»دم بارد» وعلى إعتبارات إجتماعية تراثية لها علاقة بتقاليد متخلفة حسب العديد من الخبراء.
السلاح التركي والصيني يأتي بكثافة من الجانب السوري للأردني وأحيانا العكس في إطار متاجرة شاملة تنمو على أساس إعتبارات ميادين القتال في سوريا وضمن «مقايضات» بالجملة تستبدل أحيانا سيارات شاحنة مسروقة من الأردن بكميات من سلاح «بمب أكشن» الذي لا يعتبر فاعلا في الميدان السوري أو على اساس إستبدال ذخيرة بقطع فردية.
هذه المقايضات حسب خبراء متخصصون تحدثت لهم «القدس العربي» تديرها شبكة سرية من المحترفين من المرجح أن بعض الحكومات في الجوار تستأجر أحيانا خدماتها، الأمر الذي يجعلها شبكة عصية على الإختراق في نطاق الرقابة الأمنية الأردنية الجنائية.
لا تتحدث السلطات بصفة رسمية عن مسألة السلاح الذي يقال انه يعبر بكثافة الأردن ويستقر قليلا في نطاق حركته الطبيعية مع المهربين المحترفين ما بين السعودية وسوريا قبل ان تدخل العراق على الخطوط خصوصا مع وجود نقاط «وعرة ورخوة» على الحدود الأردنية مع سوريا. رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات تحدث مؤخرا في محاضرة عامة عن وجود أكثر من 16 مليون قطعة سلاح فردية في الأردن تكومت بين الأردنيين لأسباب غامضة منذ ثلاث سنوات.
عبيدات سأل علنا: علينا أن نعرف سبب هذا العدد الكبير من السلاح في أرضنا؟.
لم يتقدم أي مسؤول في الحكومة للإجابة ولم يصدر أي بيان عن الحكومة يعلق على مضامين الأرقام المرعبة التي طرحها عبيدات أو حتى ينفيها و»القدس العربي» إستمتعت لمسؤول رفيع إعترف بأن تجارة السلاح المهرب نشطت عبر الأردن مؤخرا مشيرا لإن كميات من السلاح المهرب تبقى في الساحة لأغراض «التخزين» مشيرا لإن السلطات تراقب هذه العملية بكثافة وكفاءة.
طرح بعض النواب تساؤلات في البرلمان حول المطالبة بخطط حكومية لمواجهة حملات السلاح الشخصي لكن دون تفاعل من قبل وزارة الداخلية ودون إحساس بان هذا الموضوع ينطوي على أولوية وبالنسبة للباحث الإجتماعي الدكتور عمر قيسي ظهور السلاح واضح تماما في الحياة الإجتماعية وبطريقة لا يمكن نكرانها.
يظهر السلاح الأن في مواقع لم يكن يظهر فيها بالماضي في المدن الرئيسية وليس فقط في القرى والأطراف ويظهر بأيدي المجرمين والمنحرفين والمراهقين وليس بيد العقلاء فقط كما كان يحصل في الماضي.

مكاسب أكبر وعداوات أوسع للدولة الإسلامية في سوريا
عواصم ـ رويترز: سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على معظم أنحاء شرق سوريا بينما يواصلون تقدمهم في المحافظات السنية في العراق المجاور.
استولت الجماعة على أسلحة من مخازن السلاح في سوريا والعراق وعلى أموال من البنوك في المدن التي سيطرت عليها كما تضع يدها على حقول نفط وأراض زراعية.
في سوريا..تحولت الانتفاضة التي تفجرت قبل أكثر من ثلاث سنوات ضد الرئيس بشار الأسد إلى معارك بين فصائل المعارضة السنية وفيها يعلو نجم تنظيم الدولة الإسلامية.
وهذا الأسبوع أخرج مقاتلو الدولة الإسلامية جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة من بلدة البوكمال في وادي الفرات على الحدود السورية مع العراق مشددين قبضتهم على جانبي الحدود التي تم ترسيمها خلال سنوات الاستعمار ويقولون إنها باتت الآن تاريخا ولى وذهب.
ومكن هذا النصر الدولة الإسلامية من بسط سيطرتها الكاملة على نقطة عبور للمرة الأولى ووفر لها منصة انطلاق في الهجوم على مواقع جبهة النصرة بمحافظة دير الزور السورية المنتجة للنفط.
وتمتد حدود الدولة الإسلامية في سوريا 400 كيلومتر من الحدود التركية قرب مدينة الباب إلى الحدود العراقية في البوكمال وهي أراض استولت على معظمها في معارك مع فصائل منافسة وليس مع قوات الأسد.
ورغم أن مكاسب الدولة الإسلامية الأخيرة في سوريا تحققت شيئا فشيئا لا على النحو الخاطف الذي حدث في شمال وغرب العراق في حزيران/ يونيو فإنها تبرز استمرار توسع الجماعة التي لم يكن لها وجود في البلاد قبل عامين فقط. وحتى وقت قريب كانت الجماعة تسمي نفسها «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
قال باتريك سكينر الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والخبير بمجموعة صوفان الاستشارية في نيويورك «التطورات التي حدثت خلال الأيام الماضية ستغير على الأرجح آليات العمل في سوريا بعد ثلاث سنوات من الهجمات والهجمات المضادة وجمود الوضع.»
ويعمل تحت أمرة الدولة الإسلامية في سوريا بضعة آلاف من المقاتلين يقودهم مقاتل من جورجيا هو أبو عمر الشيشاني.
وعلى النقيض من أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية ككل والذي لا يعرف له مكان..كثيرا ما يظهر الشيشاني على أرض المعركة. وقد ظهر في الآونة الأخيرة وهو يتسلم عربات عسكرية تم الاستيلاء عليها بالعراق وجلبها إلى سوريا.
ولم يبد رجاله رباطة جأش في المعارك وحسب بل وأثبتوا براعة في استخدام القوة الناعمة التي مكنتهم من استغلال تحالفات محلية أو الاستفادة من مظالم الأهالي أو شراء ولاء المعارضة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تم الاستيلاء على مدينة الموحسن التي تقع على بعد 16 كيلومترا إلى الجنوب من المطار العسكري في دير الزور دون قتال ولكن من خلال تحالف مع زعماء محليين يتوقع نشطاء إنه انطوى على تقديم مبالغ مالية بشكل أو آخر.
وقال النشط أبو حمزة الديري إن هذا هو المنطق الوحيد الذي يمكن أن يدفع زعماء الموحسن للتحالف مع الدولة الإسلامية إذ أنهم يعارضون فكرها بقوة. وأضاف «تعرف مدينة الموحسن بأنها (موسكو الصغيرة).»
وكان لتسجيلات الفيديو التي تصور قسوة مقاتلي الدولة الإسلامية بما في ذلك إعدام جماعي للأسرى وعروض للقوة دور في إبراز سلطة الجماعة.
واستعرضت يوم الإثنين الماضي معدات عسكرية ثقيلة عبر شوارع الرقة وهي العاصمة الإقليمية السورية الوحيدة التي خرجت بالكامل عن سيطرة الأسد. ومن تلك المعدات مدفعية تقطرها مركبات ومنها دبابات وسيارات همفي وصاروخ قيل إنه صاروخ سكود وحملت هذه المعدات شعار الجماعة.
وحاصرت الدولة الإسلامية قوات الأسد في مدينة دير الزور لما يقرب من ثلاثة أشهر في خطوة قال الديري إنها تشبه حملة الحكومة «الجوع أو الركوع».
وانسحبت جبهة النصرة أمس الأول من معقلها في الشحيل بمحافظة دير الزور ومن مدينة الميادين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقع مقره ببريطانيا ويتابع الأحداث على الأرض إن مقاتلين من العشائر المحلية بايعوا الدولة الإسلامية مما مكنها من السيطرة على معظم المحافظة الحدودية.
وفي محافظة حلب الشمالية على حدود الأراضي التي هيمنت عليها الدولة الإسلامية شن مقاتلوها هجوما على خصوم من المعارضين ممن أضعفهم القتال الطويل كما أنها تقاتل أيضا إلى الشرق من دمشق.

ضربات الأسد الجوية

كانت الدولة الإسلامية حتى وقت قريب بمنأى كبير عن ضربات قوات الأسد التي ركزت اهتمامها على استعادة أراض في وسط سوريا واستفادت من الاقتتال بين فصائل المعارضة والذي فجر شرارته توسع الدولة الإسلامية.
وبشكل غير رسمي أقر دبلوماسيون مقربون من حكومة الأسد بأن دمشق تعتبر الدولة الإسلامية قوة مدمرة لمقاتلي المعارضة وأن هناك إدراكا ضمنيا بحدوث مواجهة في نهاية الأمر بين الدولة الإسلامية ودمشق بعد القضاء على خصومهما المشتركين.
ووضع الجماعة الجديد ربما يكون قد قرب أجل تلك المواجهة.
وفي الأسبوع الماضي ضربت طائرات حربية مدينة القائم العراقية الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية عبر الحدود من بلدة البوكمال. وقالت مصادر في سوريا والعراق إن الطائرات سورية رغم النفي الرسمي من بغداد ودمشق.
وقال سكينر «لابد وأن الأسد قلق جدا الآن من الأموال التي لدى الدولة الإسلامية لأن من الواضح أن بمقدورها أن تشتري سلاحا بل وأن تشتري ولاءات أيضا…بوسع الدولة الإسلامية أن تقطع أنحاء سوريا وتشتري تأييدا حتى ولو كان مؤقتا وهذا يمكن أن يغير قوة الدفع.»
ولأول مرة منذ سيطرت الدولة الإسلامية على الرقة بالكامل قصفت قوات الأسد المدينة عدة مرات في الأسبوعين الأخيرين.
واختلفت التقديرات حول مدى خطورة القصف. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه كانت هناك 15 غارة جوية في الرقة ودير الزور يوم الثلاثاء الماضي لكن بعض النشطاء يقولون إن هذه التحركات ظاهرية في معظمها.
وقال ناشط في الرقة عرف نفسه باسم أبو بكر «نسمع كثيرا في وسائل الإعلام أن الحكومة تضرب معاقل الدولة الإسلامية لكننا لا نرى ذلك على الأرض. إنهم يضربون قرب الدولة الإسلامية ولا نرى سوى سقوط ضحايا مدنيين وتضرر عقارات يملكها مدنيون.»
ويحشد خصوم آخرون مقاتليهم ضد الدولة الإسلامية. وإلى الشرق من دمشق يعمل مقاتلون من جيش الإسلام الذي تدعمه السعودية على إخراج مقاتلي الدولة الإسلامية من بلدة ميدعا في منطقة الغوطة.
وقال زهران علوش قائد جيش الإسلام لمقاتليه قبل أن يرسلهم للقتال هذا الأسبوع إنهم قاتلوا النظام العلوي والشيعي من قبل و»حرروا» الغوطة وأجزاء كثيرة أما اليوم فإنهم ذاهبون لميدعا لسحق الدولة الإسلامية.

الاكراد يدعون إلى « النفير» في مدينة كوباني شمال سوريا بعد اشتباكات مع «داعش»
جوان سوز
ريف حلب ـ «القدس العربي» تستمر الاشتباكات في مدينة كوباني بريف حلب، شمال سوريا، منذ ثلاثة أيام بين عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش ووحدات حماية الشعب الكردية ـ التي تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (بي يه دي) الذي يسيطر فعلياً على المناطق الكردية السورية وفقاً للإدارة الذاتية التي أعلنها في أواخر عام 2013.
هذا، وتدور الاشتباكات بالقرب من بلدة الشيوخ الواقعة في الريف الغربي من مدينة كوباني، سقط خلالها أربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب بينهم مقاتلتين من وحدات حماية المرأة، إضافة لمقتل مدني واحد.
ومن جهته، أصدرت وحدات حماية الشعب بياناً أمس الخميس، حصلت «القدس العربي» على نسخة منه، جاء فيه «هاجمت مجوعات إرهابية من تنظيم داعش قرية زور مغار في الريف الغربي من مدينة كوباني، حوالي الساعة الواحدة والنصف ليلاً، مما أدى لحصول اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل أكثر من 30 إرهابياً وإصابة العديد منهم.
وأضاف البيان «أن وحدات حماية الشعب تمكنت من تدمير دبابة وسيارة عسكرية، بالإضافة إلى حرق واحدة أخرى، في حين التحق مقاتل آخر من وحداتنا بقافلة الشهداء».
ومن جانبه، أعلنت الهيئة التنفيذية في الإدارة الذاتية الكردية عن النفير العام بمدينة كوباني وذلك خلال بيان، نشرته على موقعها الخاص على شبكة الانترنت، حثت فيه أبناء الشعب الكردي إلى الوقوف في صف واحد لصد الهجمات التي تتعرض لها المدن الكردية من قبل تنظيم داعش حيث دعت كل من يستطيع حمل السلاح إلى الالتحاق بوحدات حماية الشعب للدفاع عن المدن الكردية.
وأشار البيان إلى القوى الكردستانية في تقديم الدعم والمساندة لمقاتليهم، منوهاً أن التنظيم يستعمل أسلحة جديدة ومتطورة أيضاً، وصلت إليه بعد سيطرته على أجزاء من شمال العراق، وهذا ما يزيد من رغبته في الاستيلاء على أجزاء جغرافية كبيرة من المــــدن الكردية، بهدف النيل من إرادة الشعب الكردي دون الالــــتزام بالإسلام الحقيقي والأخلاق، مما يدعه لتوسيع رقعة الدمار إزاء استهدافه لبيوت المدنيين العزل بمختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة على حد تعبيره.

حلب تستنفر وتسابق الزمن تفادياً لإطباق الحصار عليها من قبل النظام
ياسين رائد الحلبي
ريف حلب ـ «القدس العربي» اعلن ناشطون سوريون النفير العام في مدينة حلب وريفها وذلك لصد تقدم قوات النظام السوري نحو مدينة حلب وريفها الشمالي ولضمان عدم محاصرة المدينة وريفها، حيث اصبحت قاب قوسين او ادنى من الحصار بعد سيطرة قوات النظام على قرى المقبلة والرحمانية وكفر صغير والمدينة الصناعية شرق مدينة حلب.
وطالبت عدة فصائل عسكرية المؤازرة العسكرية من بقية المحافظات وذلك بسبب ضغط قوات النظام من كافة المحاور في المناطق الشرقية وهجوم تنظيم داعش على مواقع الجيش الحر وبسبب الاستنزاف البشري التي عاشته فصائل المدينة في الأشهر الماضية.
وقالت مصادر عسكرية لـ «القدس العربي» إن خسائر المعارضة المسلحة تتجاوز لكل فصيل عسكري 100 عنصر قضوا في المعارك ضد قوات النظام، بالإضافة إلى الخسائر المادية والاستنزاف لفصائل المعارضة.
ويقول الناشط الاعلامي «احمد عبيد»، «الجيش الحر له هناك اكثر من 12 نقطة اشتباك مع داعش وفي معارك قوات النظام القصف لا يهدأ نهائياً على مدار الـ 24 ساعة ويتبع النظام سياسة الارض المحروقة وطالبنا بصواريخ مضادة للطيران وقلنا سنخسر حلب ان لم نستطع التخفيف من حدة عمل الطيران على مناطق الاشتباك مع الثوار.
وفي مواقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» و»تويتر» عبر ناشطون عن استيائهم مما حصل في المدينة الصناعية، معتبرين أن ما حصل هو «خيانة وانسحاب تحت ضغط الجهات الدولية وهناك لعبة دولية كبيرة تحاك لمدينة حلب وتقوم فصائل المعارضة بتنفيذها»، وسط دعوات الى التماسك بين صفوف المعارضة وتفادي حصار المدينة الذي قد يهدد حياة الآلاف من المدنيين والمقاتلين التابعين للمعارضة وذلك في حال تم الحصار على المدينة.
وقالت مصادر عسكرية في الجبهة الاسلامية إن السبب الرئيسي لسقوط المناطق الشرقية بهذه السرعة هو تنظيم داعش حيث سمح التنظيم لتقدم 200 عسكري من مطار حلب الدولي الى القرى الشرقية للمدينة الصناعية والتي تطل عليها بشكل كامل حيث استطاعت قوات النظام رصد المدينة الصناعية من خلال السيطرة على هذه القرى دون اي ردة فعل للتنظيم او اطلاق اي رصاصة من الجبهة الشرقية «مدينة الباب» التي يسيطر عليها التنظيم.
وقالت مصادر رفضت الكشف عن اسمها لـ «القدس العربي» ان عدد قوات النظام الذي قام بتمشيط المدينة الصناعية «الفئة الثالثة» لا يتجاوز الـ 50 عنصرا وذلك بعد الانسحاب المفاجيء الذي حصل حيث آخر المنسحبين من المدينة الصناعية هو تنظيم «جبهة النصرة» التابع لتنظيم القاعدة في سوريا. وأضاف المصدر ان خسائر كبيرة تكبدها تنظيم النصرة نتيجة وقوفه حتى اللحظات الأخيرة بوجه القوات التي توغلت من عدة محاور على المدينة الصناعية.
يذكر ان قوات النظام تستطيع ان تتوغل ضمن احياء حلب بعد السيطرة على المدينة الصناعية وأولها «مساكن هنانو» حيث ستقع حلب تحت وطأة الحصار في حال تمت السيطرة من قبل قوات النظام على مساكن هنانو وذلك بقطع الطريق الوحيد المؤدي الى داخل المدينة وان استطاعت ان تسيطر على مخيم «حندرات» للاجئين الفلسطينيين، ستستطيع رصد الطريق بشكل كبير وتقوم بقطعه نهائياً وهذا ما سيهدد حلب بانهيار كامل بيد قوات النظام.

نقص التمويل يهدد بكارثة للاجئين السوريين
عبد الحميد صيام
الأمم المتحدة- «القدس العربي» يواجه اللاجئون السوريون عواقب وخيمة بسبب تصاعد العنف واستمرار تدفق أعداد هائلة منهم إلى دول الجوار إذا لم يتم سد فجوات التمويل الواسعة واستيفاء احتياجات اللاجئين السوريين المتزايدة والذين سيصل عددهم إلى نحو أربعة ملايين لاجيء مع نهاية هذا العام في دول الجوار الأربع ومصر، هذا ما جاء في تحذير أطلقته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف.
وفي خطة منقحة تم طرحها رسميا أمس الجمعة دعت المفوضية وشركاؤها الجهات المانحة لتمويل برامج بقيمة 3.74 مليار دولار في كل من لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، بهدف إنقاذ الأرواح ومنع الضرر وحماية الضعفاء وتعزيز قدرة ومرونة اللاجئــــين والمجتمــــعات المضيفة مع تفاقم الأزمة السورية وهي تدخل عامها الرابع.
وقال أنطونيو غوتيرس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، إن الفشل في توفير ما يكفي من الدعم الإنساني للاجئين السوريين بحلول نهاية عام 2014، سيؤدي إلى عواقب وخيمة على اللاجئين وعلى الاستقرار في المنطقة بأسرها.» وأضاف «إننا أمام وضع شديد التقلب في المنطقة، كانعكاس الصراع في العراق واستمرار تدفق اللاجئين إلى دول الجوارمجازفة ضمن أوضاع أمنية وإنسانية معقدة».
يشار إلى أن الجهات المانحة قد ساهمت حتى الآن بنحو مليار دولار لخطة الاستجابة الإقليمية السورية، والتي سمحت للمفوضية وشركائها بتلبية العديد من احتياجات اللاجئين من غذاء وصحة وتعليم وحماية، ومع ذلك يمثل هذا المبلغ 30٪ من الاحتياجات المنقحة لنحو 3.6 مليون لاجيء سوري في المنطقة مع نهاية عام 2014، وفقا للتقديرات الجديدة.
وبعد أن شكر الدول المانحة لسخائها في تقديم التبرعات عاد غوتيرس وحذر من المزيد من المخاطر والصعوبات التي تواجه اللاجئين السوريين إذا لم ترتفع نسبة التمويل وبشكل سريع لمواجهة الاحتياجات المستجدة.
وتقول المفوضـــية إن نســـبة النساء والأطفال المعرضين للمخاطر والعنف والاستغلال الجنسي ستزداد بشكل كبير إذا لم يتم التعرف على هذه الفئات الأكثر هشاشة وتقديم المساعدات لها.
بالنسسبة للأطفال في سن التمدرس فلا يوجد إلا 350.000 طالب مسجلين في مدارس. كما أن الخدمات الصحية محدودة في الدول المضيفة للاجئين وخاصة عيادات التوليد الآمن. أضف إلى ذلك هناك 2.4 مليون لاجيء بحاجة إلى مزيد من الدعم قبل حلول موسم الشتاء لمواجهة أخطار البرد، وهناك 860.000 لاجيء يعيشون في ملاجيء خارج المخيمات في ظروف لا ترتقي لمعايير المخيم الآمن.
وقال غوتيرس «إن المجتمع الدولي بكل بساطة لا يستطيع أن يسقط هذه الأعداد المتزايدة من اللاجئين من حساباتهم كما لا يستطيع أن يفشل في تقديم الدعم للدول المضيفة».
ويبلغ عدد اللاجئـــين السوريين المسجلين رسميا الآن لدى المفوضية 2.9 مليون لاجيء والرقم يرتفع الآن بمعــدل 100.000 لاجيء شهريا.

سوريا: تأجيل اجتماع للائتلاف لانتخاب رئيس جديد له ونوابه إلى الاثنين و«داعش» تسيطر على كل حقول النفط في محافظة دير الزور السورية
عواصم ـ وكالات: قالت بهية مارديني المستشارة الإعلامية في الائتلاف السوري المعارض، امس الجمعة، إنه تقرر تأجيل اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي كان مقرراً أن يبدأ أمس الجمعة لانتخاب رئيس جديد له ونوابه الثلاثة إلى الإثنين المقبل.
وبيّنت مارديني أنه تم تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً أن يبدأ امس الجمعة، إلى الاثنين المقبل حيث سيستمر ثلاثة أيام لبحث المواضيع المطروحة على جدول الأعمال التي من ضمنها انتخاب رئيس جديد للائتلاف خلفاً لرئيسه المنتهية ولايته أحمد الجربا ونوابه الثلاثة.
ولم توضح المستشارة أسباب تأجيل الاجتماع، غير أن مصادر خاصة في الائتلاف قالت إن تأجيل الاجتماع جاء بسبب عدم الاتفاق حتى امس على اسم مرشح «توافقي» لمنصب رئيس الائتلاف.
وكان بدر جاموس الأمين العام للائتلاف قال في تصريحات سابقة للأناضول، إن «الاجتماع المرتقب للهيئة العامة سيبحث إضافة إلى انتخاب رئيس للائتلاف ونوابه، مستجدات الأوضاع في سوريا ودور الائتلاف في المرحلة المقبلة، وكذلك تعديلات في نظامه الأساسي وتوسيع مشاركة المرأة فيه».
وقال قيادي في الائتلاف السوري المعارض، إن هناك 4 أسماء يتم تداولها لشغل منصب رئيس الائتلاف خلفاً لأحمد الجربا، إلا أنه في الوقت نفسه لم يستبعد حصول «مفاجآت» في اللحظات الأخيرة.
وفي تصريحات سابقة أوضح القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن كلاً من رياض حجاب رئيس الوزراء المنشق عن النظام وعضو الائتلاف، وهادي البحرة وسالم المسلط عضوا الهيئة السياسية للائتلاف، وموفق نيربية عضو الهيئة العامة فيه، وممثل الائتلاف في الاتحاد الأوروبي، هم أبرز من يتم تداول أسمائهم لخوض انتخابات رئاسة الائتلاف.
ولفت إلى أن هناك حالة من الشد والجذب الحاد داخل الائتلاف حول الأسماء المطروحة، مشيراً إلى أنه لم يعلن أي من الشخصيات الأربع أو غيرها رسمياً عزمه خوض الانتخابات، وذلك مستمر حتى الساعة (10) تغ.
وفي الوقت نفسه، لفت القيادي إلى أن تمديد فترة رئاسة الائتلاف لتصبح سنة واحدة بدلاً من ستة أشهر ستطرح للمناقشة خلال اجتماع الهيئة العامة المقبل، مشيراً إلى أن هذا المقترح سيطبق على الفترة التي تلي ولاية الجربا.
وأعادت الهيئة العامة للائتلاف، مطلع العام الجاري، انتخاب الجربا لولاية ثانية مدتها 6 أشهر، انتهت مطلع الشهر الجاري، على حساب حجاب الذي ترشح مقابله لرئاسة الائتلاف، حيث حصل الجربا على 65 صوتاً مقابل 52 صوتا لمنافسه.
وتأسس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في العاصمة القطرية الدوحة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012م، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسبات الدولية، وحظي باعتراف الكثير من العواصم العربية «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، وقررت عدد من الدول مؤخراً مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا اعتبار ممثليه «بعثات دبلوماسية» لديها.
من جهة اخرى استكملت «الدولة الاسلامية» السيطرة على حقول النفط الرئيسية في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس الجمعة، مشيرا الى انها تمركزت في حقل التنك بعد انسحاب مقاتلي المعارضة وبينهم جبهة النصرة منه.
وقال المرصد في بريد الكتروني «سيطرت الدولة الإسلامية على حقل التنك النفطي الواقع في بادية الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور، الذي كانت تسيطر عليه الهيئة الشرعية المؤلفة من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب اخرى».
وحقل التنك كان احد آخر الحقول النفطية الكبيرة في هذه المحافظة الغنية بالموارد والحدودية مع العراق والتي سيطرت «الدولة الاسلامية» على الجزء الاكبر من ريفها بعد معارك مع فصائل في المعارضة السورية المسلحة خلال الاسابيع الاخيرة. وتزامنت المعارك مع سيطرة «الدولة الاسلامية» على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق. وقد اعلنت «الدولة» الاحد الماضي اقامة «الخلافة الاسلامية» ونصبت زعيمها ابو بكر البغدادي «خليفة» عليها.
واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان حقل الورد الذي ينتج حاليا حوال مئتي برميل يوميا من النفط الخام، لا يزال وحده بين حقول دير الزور، خارج سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية»، وتسيطر عليه عشيرة محلية.
وكانت «الدولة الاسلامية» سيطرت امس على حقل العمر، احد الحقول الكبيرة الذي كان انتاجه قبل الازمة السورية يصل الى ثلاثين الف برميل يوميا. وتحت سيطرة النصرة، وصل الانتاج الى عشرة الاف برميل.
كما سيطرت «الدولة الإسلامية» خلال الساعات الماضية على بلدة بقرص التي تقع إلى الغرب من مدينة الميادين، اكبر مدن ريف دير الزور التي سقطت في ايدي «الدولة الاسلامية» الاربعاء الماضي. وانسحبت من بقرص جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وكتائب أخرى من دون اشتباكات.
وقال المرصد انه «تم توجيه نداءات عبر مساجد البلدة للمواطنين، لتسليم الأسلحة»، وابلاغهم بان «الدولة الإسلامية ستقوم بتفتيش المنازل».
ومنذ الاحد الماضي، صدرت بيانات عن فصائل وعشائر ومجموعات عدة في ريف دير الزور تعلن «توبتها من مقاتلة الدولة الإسلامية»، وتبرؤها من الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومبايعة ابو بكر البغدادي و»دولة الخلافة».
وندد قياديون ومقاتلون وناشطون في الجيش الحر بعدم امداد الدول الداعمة للمعارضة السورية مقاتلي المعارضة بالسلاح والمعدات لمواجهة «داعش».
جاء ذلك فيما قال متحدث باسم الجبهة الإسلامية، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، إن زهران علوش القائد العسكري للجبهة وقائد جيش الإسلام المنضوي تحت لوائها، بصحة جيدة، نافياً صحة الأنباء التي تتحدث خلاف ذلك.
وفي بيان أصدره، قال النقيب إسلام علوش المتحدث العسكري باسم الجبهة الإسلامية، «إلى أهل السنة في العالم، نبشركم بأن قائد الهيئة العسكرية في الجبهة الإسلامية وقائد جيش الإسلام الشيخ زهران علوش بصحة جيدة، وننفي الأخبار المخالفة لذلك».
وأشار إلى أن المواقع المؤيدة للنظام التي تحدثت عن مقتل علوش أو إصابته إصابة بليغة، لم يحدد أياً منها، تحاول بمثل هذه الأخبار «الكاذبة» رفع معنويات جنود النظام المنهارة والذين يقاتلون على الجبهات التي يغطيها جيش الاسلام على مستوى سوريا، خصوصاً في مناطق القلمون بريف دمشق وحي جوبر الدمشقي وتخوم العاصمة.
ولم يوضح المتحدث فيما إذا كان علوش مصاباً بالفعل وفي حال كان مصاباً ما هي درجة الإصابة.
ونشرت وسائل إعلامية موالية للنظام السوري ومنها صحيفة «الأخبار» اللبنانية، امس الأول، خبراً عن استهداف تجمع لقياديي «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية بريف دمشق بعدة قذائف، ما أدى إلى إصابة علوش، مشيرة نقلاً عن مصادر لم تحدد هويتها أن احتمالات نجاة علوش «صعبة».
ويعد زهران علوش من أبرز القيادات العسكرية في الجبهة الإسلامية، وهو من مواليد دوما بريف دمشق ووالده من علماء الدين المعروفين في سوريا، حائز على شهادة الماجستير من كلية الشريعة بجامعة دمشق، وكان قبل الثورة يعمل في مجال المقاولات، وكان ملاحقاً من قبل النظام السوري بسبب أنشطته الدعوية، واعتقل عام 2009، قبل أن يطلق سراحه في حزيران/ يونيو2011 أي بعد اندلاع الثورة السورية بثلاثة أشهر.
وأسس فور خروجه من السجن تشكيلاً عسكرياً بريف دمشق لقتال النظام السوري باسم «سرية الإسلام»، ثم تطوّر مع ازدياد أعداد مقاتليه ليصبح «لواء الإسلام»، وفي أيلول/ سبتمبر 2012 أعلن عن توحّد 43 لواء وفصيل وكتيبة في كيان «جيش الإسلام» الذي كان يعد وقتها أكبر تشكيل عسكري معارض، وكان يقوده علوش، قبل أن ينضم هذا الجيش إلى الجبهة الإسلامية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

مسؤولون: أزمة العراق لم تؤثر على أجندة أوباما في سوريا… تجهيز المعارضة والتخلص من الأسد
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»:وسط الفوضى التي يعيشها العالم العربي تساءلت مجلة «إيكونوميست» في عددها الأخير عن سبب تراجع العرب وكيف تحولت حضارة عربية كانت تقود العالم إلى دمار وخراب. وقالت في مقال تحت عنوان «مأساة العرب» إن العرب وحدهم هم القادرون على بناء حضارتهم من جديد، وإعادة العصر الذهبي للمدن الكبرى في العالم العربي التي كانت قبل ألف عام متقدمة على الغرب، فبغداد ودمشق والقاهرة كانت مسرحا للإنجازات «كان الإسلام والإختراع توأمين».
وكانت الدول الإسلامية والخلافة قوى عظمى حيوية ومحضنا للتعليم والعلم والتسامح والتجارة، لكن العرب اليوم هم في حالة بائسة، حتى في الوقت الذي تتقدم فيه دول آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا يمنع تقدم الشرق الأوسط الحروب المتكررة والإستبداد.

آمال محطمة

وتقول المجلة إن الآمال ارتفعت قبل سنوات عندما اجتاحت المنطقة موجة من الإضطرابات وقادت للإطاحة بأربعة حكام ديكتاتوريين في تونس ومصر وليبيا واليمن، وأدت للدفع بمطالب التغيير في أماكن أخرى مثل سوريا، لكن ثمار الربيع العربي تعفنت واًصبحت استبدادا جديدا وحربا، وكلاهما ولد التطرف والبؤس بشكل يهدد بقية العالم. ويرى كاتب المقال إن فشل الدول العربية الذريع ببناء ديمقراطيات وإسعاد 350 مليون نسمة يعتبر من الأسئلة الكبرى في زمننا، فما الذي يجعل المجتمعات العربية تتقبل الأنظمة الحقيرة والتطرف الذي يريد تدميرها؟ ويسارع الكاتب للقول أن أحدا لا يقترح غياب المواهب والطاقات بين العرب أو أنهم يعانون من حالة مرضية تدفعهم لكراهية الديمقراطية.ولكن من أجل أن يستيفيق العرب من كابوسهم الذي يعيشون فيه وكي يصبح العالم أكثر أمنا هناك حاجة كبيرة لحدوث تغيير.

لم تعد دولا

ويقول إن واحدة من المشاكل إن معضلات العرب كثيرة واسعة، فمن الصعب مثلا وصف دول كسوريا والعراق بالدول، خاصة بعد أن قامت عصابة من الجهاديين بمحو الحدود بينهما، وأعلنوا عن خلافة تضم العراق وسوريا الكبرى- الأردن، فلسطين، لبنان وسوريا وأجزاء من تركيا.ويرغب قادتها بقتل غير المسلمين ليس في الشرق الأوسط ولكن في شوارع نيويورك، لندن وباريس.
وعادت مصر لحكم العسكر اما ليبيا فبعد الإطاحة بالقذافي أصبحت تحت رحمة الميليشيات، فيما يعاني اليمن من التمرد والإقتتال والقاعدة، ولم تصبح فلسطين بعد دولة حقيقية وتعيش السلام، مشيرة لدوامة العنف الجديدة بعد مقتل المراهقين الإسرائيليين الثلاثة والرد الإنتقامي، وحتى دول مثل السعودية والجزائر التي تعيش على ثروة النفط ومدعومة من قوى أمنية قوية تعاني من الهشاشة أكثر مما تبدو، فقط تونس التي فتحت الباب أمام مطالب العرب بالحرية تقوم بتحقيق ديمقراطية حقيقية.
ويرى الكاتب أن الإسلام في تفسيره المعاصر على الأقل يقع في قلب مشاكل العرب العميقة، مشيرا إلى أن المفكرين المسلمين يفهمون الإسلام باعتباره دينا يجمع بين السلطة الروحية والدنيوية بدون فصل بين الدين والدولة قد أوقف تقدم بناء مؤسسات سياسية مستقلة، فيما تقوم اقلية بالبحث عن الشرعية من خلال التفسير المتطرف للقرآن. فيما وجد مسلمون تعرضوا للتهديد وعنف الميليشيات والحروب الأهلية ملجأ في الطائفة.
في إشارة للعراق وسوريا البلدان اللذان كان فيهما السنة والشيعة يتزواجان فيما بينهما واليوم يلجأون لقتل وتشويه بعضهم بعضا. ويقول الكاتب إن هذا العنف الذي يعتبر انحرافا عن الإسلام الحقيقي انتشر لمناطق أخرى بعيدة مثل شمال نيجيريا وشمال إنكلترا.

مشكلة مؤسسات

ويظل التطرف الديني هو طريق للبؤس ولكنه ليس السبب الرئيسي وراءه، ففي الوقت الذي نجحت فيه ديمقراطيات مسلمة في امكنة أخرى مثل أندونيسيا إلا ان نسيج العالم العربي ضعيف، فقلة من الدول العربية قائمة منذ زمن طويل، ومعظمها نشأ بعد انهيار الدولة العثمانية والتقسيم الإستعماري لهذا الإرث، حيث استمر التأثير الإستعماري في بعض الدول العربية لما بعد سنوات الستينات، ولم تنجح الدول العربية في بناء المؤسسات المطلوبة لانتعاش الديمقراطية- بما يتضمن بناء خطاب سياسي مناسب، وحماية الأقليات وتحرير المرأة، وإعلام حر وقضاء مستقل وجامعات ونقابات عمال.
ويعتقد الكاتب إن غياب الدولة الليبرالية الذي ترافق مع غياب الإقتصاد الليبرالي بعد استقلال الدول العربية، واستمرار المحافظة والتخطيط المركزي الذي استلهم أداوته من الإتحاد السوفييتي السابق، والسياسات المضادة للسوق الحر والتجارة الحرة، والمؤيدة للدعم الحكومي والتشريعات قد أدى لخنق اقتصاديات الدول العربية.
وفي بعض الحالات التي تراجعت فيها القيود الإشتراكية انتعشت رأسمالية الشلل كما حدث في السنوات الأخيرة من حكم حسني مبارك، وتحولت عمليات الخصخصة لخدمة رجال الحكومة وليس الصالح العام، في وقت غابت فيه تجارة السوق الحرة ولم يتم تطوير وبناء أي شركة عربية بمعايير عالمية، واضطر الشبان العرب الذين يريدون التميز في التجارة والدراسة للهجرة إلى امريكا وأوروبا.
وأدى الركود الإقتصادي في البلدان العربية لنشوء حالة من عدم الرضى، ودافع الملوك والرؤوساء الذين نصبوا أنفسهم كحكام لمدى الحياة عن أنظمتهم من خلال الشرطة السرية والحمقى الموالين لهم.
وهنا يقول الكاتب إن المسجد تحول في ظل غياب الدولة لمصدر الخدمات العامة، والمكان الذي يمكن للناس التجمع فيه والإستماع للخطب والأحاديث العامة. وتعرض الإسلام لحالة من التشدد، وأخذ الرجال الغاضبين الذين يمقتون حكامهم يكرهون الغرب الداعم لهم.
وفي الوقت نفسه بدأ الشباب الذين لم يجدوا فرص عمل يشعرون بالضيق. وهنا جاء دور إعلام التواصل الإجتماعي. صحيح أن فرص الشباب والحصول على دعم خارج الشرق الأوسط كانت كبيرة. ومع ذلك فالأخطاء التي نتجت عن كوارث الحكم الاتوقراطي لا يمكن للناس في الخارج حلها، خاصة أن هؤلاء عادة ما قدموا للمنطقة كغزاة ومحتلين، ولا يمكنهم والحالة هذه وقف تقدم الجهاديين وتحقيق الإزدهار والديمقراطية. ويجب أن يكون هذا واضحا بعد الإحتلال الكارثي للعراق في عام 2003.
ويقول إن تقديم الدعم العسكري وطائرات بدون طيار وعدد من القوات الخاصة قد يساعد إبعاد الجهاديين عن العراق. وهذا الدعم سيتحول لدائم خاصة أن الخلافة الجديدة التي لن تحصل على دعم واعتراف قد تكون قادرة ولعدة سنوات على تصدير الإرهاب.

الحل بأيديهم

ولهذا يرى الكاتب ان العرب هم وحدهم القادرون على وقف التدهور الحضاري، وفي الوقت الحالي هناك أمل قليل في حدوث هذا. فليس لدى المتطرفين ما يقدموه للجماهير، وفكرة أن الملوك والعسكريين هم «الإستقرار» ليست الحل، فقد يكون هذ صحيحا في وقت الفوضى لكن القمع والركود ليس حلا. ولم ينجح هؤلاء وكانوا بالتأكيد أصل المشكلة. وحتى لو انتهى الربيع العربي يقول الكاتب إلا ان القوى التي أشعلته لا تزال حية، مثل إعلام التواصل الإجتماعي.
وبناء عليه فيجب أن يفهم الرجال الجالسين في قصورهم وداعميهم الغربيين أن الإستقرار يحتاج الإصلاح.
هل هذا أمل لا جدوي فيه؟ يتساءل الكاتب، ويجيب الرؤية الحالية هي دموية، وفي النهاية يأكل المتطرفون أنفسهم مما يعني أن تعلن القوى المعتدلة التي تمثل الغالبية عن نفسها وتسمع صوتها وعلى أفرادها العودة للقيم التي جعلت العالم العربي عظيما.
ويظل التعليم هو المفتاح خاصة أنه كان في قلب تفوق العالم العربي، في مجال الطب والرياضيات والمعمار والفلك، وأدت التجارة لبناء المدن الكبيرة الباهرة. وكان العالم العربي في أحسن حالات كوزموبوليتا تعايش فيه المسلمون واليهود والمسيحيين حيث ادى التسامح للإبداع والإختراع.
وفي النهاية فالحل يكمن في التعليم والمشاركة السياسية والسوق المفتوح وهي قيم عربية ويمكن أن تعود مرة أخرى. اليوم حيث يمزق السنة والشيعة بعضهم بعضا ويجلس الجنرال السابق مرتاحا على عرشه في مصرـ تبدو هذه القيم وبشكل مأساوي منظورا بعيدا، ولكنها تمثل بالنسبة للشعوب التي عانت من اخطاء الماضي، تمثل الرؤية لمستقبل أفضل.

مشكلة أوباما

ومن هنا نفهم مشكلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في العراق حيث تواجه خطة أوباما في الأكاديمية العسكرية «ويست بوينت» التي عرض فيها الخطوط العامة لمكافحة الإرهاب بدون الإعتماد على الجنود الأمريكيين إلا في أضيق الحدود واقعا في العراق يحتاج لحل عاجل، فهذا المدخل الذي يعتمد على التدريب والتأهيل والدعم المالي لا يتناسب مع واقع يتطور في كل يوم.
فقد كشفت انتصارات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي صعقت البيت الأبيض وانهيار الجيش العراقي الذي دربه الأمريكيون عن محدودية السياسة التي تعتمد على التعاون مع حلفاء لا يملكون المصداقية. وفي الوقت الذي أعلن فيه داعش عن الدولة الإسلامية والخلافة يقوم البيت الأبيض بمواجهتهم بأساليب تحتاج لأشهر حتى تحقق نتائج.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن شبكة الشراكة لمكافحة الإرهاب التي اقترحها أوباما التي تمتد من جنوب آسيا لمنطقة الساحل في إفريقيا ستكون فاشلة في وضع فوضوي مثل العراق. وفي ظل وضع يشعر فيه الرأي العام الأمريكي بالتعب من الحروب ستضطر إدارة أوباما للاعتماد على جماعات وكيلة لتحقيق النتائج، وهي عملية تحتاج لصبر.
وكان الرئيس الأمريكي قد طلب في الإسبوع الماضي من الكونغرس تمرير ميزانية 500 مليون دولا لتدريب وتأهيل جماعات المعارضة السورية. ولكن وزارة الدفاع بدأت بالبحث في تفاصيل البرنامج.

تحتاج لوقت

ويقول مسؤولو البنتاغون إنها تحتاج لأشهر بل أكثر من عام لتدريب المقاتلين السوريين حتى يكونوا مستعدين للمعركة. ونقلت عن روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق قوله «مصادر الدولة الإسلامية تتزايد أسرع من عملية تمرير الدعم في واشنطن».
وفي العراق تواجه البنتاغون أشهرا لإعادة بناء القوات العراقية التي أنفقت على بنائها 25 مليار دولار أمريكي، فيما تجد واشنطن أن جهودها التي تدفع تجاه حكومة موسعة رهن العداء والتناحر الطائفي. ويعترف المسؤولون الأمريكيون بصعوبة تنفيذ خطة أوباما لكنهم يشيرون لمناطق عدة في المنطقة التي نشرت فيها قوات تدخل سريع وقوات خاصة وأرصدة استخباراتية.
ونقل عن نائب مستشار الأمن القومي بنجامين رودس «بناء شركاء قادرين هو الحل طويل الأمد»، و «لكن كما ظهر في مناطق مثل اليمن والصومال، ففي حالة طلب منا شغل الفراغ بتدخل أمريكي مباشر ضد أهداف إرهابية محددة فنحن مستعدون لعمل هذا».
ولم يستبعد الرئيس الأمريكي القيام بهجمات جوية على مواقع لداعش في العراق وسوريا لكن هذه قد تؤدي لبروز مواقف سياسية شاكة من الكونغرس والرأي العام الحذر من الحرب، كما أن الهجمات لن تكون ذات أثر نظرا لأن مقاتلي داعش اختلطوا بالسكان. وقال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة «ستكون مهمة كبيرة للتمييز بينهم إن اتخذنا قرار توجيه غارات جوية».
وما يزيد من تعقيد المهمة هو الغنائم التي حصل عليها داعش من القواعد العسكرية في الموصل، دبابات وذخيرة وطائرات مما أعطته القدرة على توسيع حملته العسكرية حيث سيطر على محافظة دير الزور الغنية بالنفط. ويقول مسؤولون إن أوباما توقع تهديدات داعش في خطابه في ويست بوينت حيث تحدث عن القاعدة التي فقدت مركزيتها، وظهور جماعات منها تركزعلى أجندات في الدول التي تعمل فيها.
ويقول ستيف سايمون الذي عمل سابقا في مجلس الأمن القومي أثناء ولاية أوباما الأولى إن رد الأخير يبدو أنه مصمم لمواجهة طبيعة التهديد الذي يمثله داعش. ويقول المسؤولون في الإدارة إن الازمة في العراق لم تغير موقفها من سوريا لأن الهدف كان دائما هو تجهيز المعارضة حتى تكون قادرة على مواجهة المتطرفين وكذا جيش الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تتخل الإدارة عن هدفها وهو الإطاحة بالنظام السوري، لكنهم اعترفوا أن التهديد الذي يمثله داعش هو أكثر إلحاحا. ونقل عن مسؤول في الأمن القومي «بشكل واضح انت بحاجة للتعامل مع التهديد الطاريء وإلا فالتهديدات الأخرى لن تكون مهمة».
وفي الوقت الذي ستحتاج الإدارة فيه وقتا لتجهيز القوات العراقية فستواجه نفس المشكلة مع المعارضة السورية مع أن التخطيط الذي قامت به القيادة المركزية والقيادة المشتركة مكثف وأكثر مما تم الكشف عنه.
ففي مسودة للبنتاغون تدعو لتدريب 3.000 مقاتل سوري وتحضيرهم للقتال في مدى عام.
ويتم تدريب هؤلاء في عدد من الدول، تركيا ودول الخليج بالإضافة للاردن الذي يقوم فريق صغير من سي أي أيه بتدريب أعداد من المقاتلين. وستكون مهام المقاتلين المدربين أمريكيا هي تحقيق الإستقرار حالة انهارت قوات الأسد أو داعش.

معارك تحرير الغوطة من “داعش”
صبر درويش
في أكثر من مناسبة، أعلن قائد جيش الإسلام، زهران علوش، الذي يضم العديد من التشكيلات العسكرية المعارضة والمتواجدة في محيط دمشق، حربه على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مركزاً في هجومه على التنظيم المعروف “بداعش” باتهامه بانه من “خوارج”.

ومن المعروف أنه حتى نهاية عام 2013 لم يكن هناك من تواجد حقيقي للتنظيم في محيط العاصمة دمشق. فإذا كان اغلب المقاتلين المنضمين له من جنسيات غير سورية، وهو ما أتاح لهم التواجد بكثافة في المناطق الحدودية كأدلب وريف حلب، فإن بعد العاصمة دمشق عن أي منفذ حدودي جعل تواجد هذا التنظيم وهؤلاء المقاتلين شبه مستحيل في المنطقة.
إلا أنه ومنذ بضعة أشهر، تواترت الأنباء عن تواجد لهذا التنظيم في بعض المناطق في ريف دمشق، وتحديداً في بعض بلدات الغوطة الشرقية شرقي العاصمة دمشق.

وبحسب ما يقول محمد، الناشط الإعلامي في مدينة دوما، لـ”المدن” فإن مدينة دوما خالية تماماً من أي تواجد لمقاتلي تنظيم “داعش” كما العديد من بلدات الغوطة الأخرى، كعربين وزملكا وغيرها، بينما هم ينتشرون في بلدات ميدعا، مسرابا، حمورية، أوتايا.. في أطراف الغوطة الشرقية.

في هذا السياق أكدت مصادر عديدة في الغوطة الشرقية لـ”المدن” أن اغلب مقاتلي تنظيم “داعش” في محيط دمشق هم من السكان المحليين؛ والذين تم إغراء بعضهم بالمال والبعض الآخر انشق عن كتائب وألوية كان يعمل بها وفضل الانضمام إلى التنظيم.

ويوضح الناشط من دوما قائلاً “هناك مجموعة من المقاتلين كانت قد انشقت عن لواء أبو موسى الأشعري التابع لفيلق الرحمن، وانضمت إلى تنظيم داعش، وهم بقيادة المدعو أبو علي ميسرة، كما يوجد بعض المجموعات التي كانت تعمل مع جيش الإسلام وانشقت عنه والتحقت بالتنظيم”.

وكانت مجموعة من المقاتلين الذين كانوا يقاتلون في صفوف جيش الإسلام في بلدة ميدعا، أعلنوا انشقاقهم في الغوطة الشرقية وانضموا إلى تنظيم داعش، حيث جرت اشتباكات عنيفة بين جيش الإسلام ومقاتلي التنظيم في البلدة، وهو ما أفضى وبحسب الناطق العسكري باسم الجبهة الإسلامية، النقيب إسلام علوش إلى “تطهير بلدة ميدعا من أهل النار (داعش)، على أيدي أهل السنة (جيش الإسلام)، واتجاه المقاتلين لتحرير باقي الغوطة”.

ولا يقتصر الأمر على “جيش الإسلام” في حربه ضد تنظيم “داعش”، بل إن أغلب التشكيلات العسكرية الكبرى في محيط العاصمة انضمت إلى “جيش الإسلام” في حربها ضد “الخوارج”، مثل “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” وتشكيلات عسكرية أخرى، أعلنت صراحةً حربها ضد التنظيم.

في هذا السياق، كانت مجموعة من المقاتلين التابعين لـ”جيش الإسلام” ومنهم الإعلامي بسام الريس، قد تعرضوا إلى كمين قبل أيام، نصبه مقاتلو تنظيم “داعش”، نتج عنه مقتل الإعلامي ومجموعة من زملائه، وهو ما يعكس تصاعد الصراع وتوتره بين التنظيم وجيش الإسلام.

من جهة ثانية، أكد الناشط محمد على الموقف العام من قبل سكان الغوطة تجاه “داعش”، والذين يرى اغلبهم انه تنظيم غريب عن روح المجتمع في الغوطة الشرقية، وخطره لا يقل عن خطر النظام ذاته؛ إلا أن العديد من سكان الغوطة، وبحسب محمد، ينظرون بامتعاض إلى زهران علوش، حيث يحملونه مسؤولية ما آلت إليه الأمور، ويتساءلون لماذا ترك تنظيم داعش يتمدد بهذا الشكل ولم يتم مواجهته من البداية، مشيراً إلى أن مناخاً من الخوف يسود لدى سكان الغوطة الشرقية من إمكانية أن يستمر التنظيم في تمدده، ويتمكن من فرض نفسه كقوة أساسية في الغوطة، وهو ما بات يشكل قلقاً لدى الجميع.

داعش تجمع السلاح في دير الزور
المعارك تتصاعد في ريف دمشق
وكالات
تصاعدت حدة المعارك في ريف العاصمة السورية دمشق التي تعرضت بعض مناطقها لقصف مدفعي، بينما استمرت قوات المعارضة المسلحة في التقدم بريف حماة، حسب ما أعلن ناشطون السبت.
قالت “شبكة سوريا مباشر” المعارضة إن الجيش قصف حي جوبر بشرق دمشق، في وقت استهدف القصف مدينة جرمانا وبلدة بيت سحم والمليحة التي تحاول القوات الحكومية منذ أشهر اقتحامها.

كمل أحرزت القوات النظامية السورية، أمس، تقدما في اتجاه مدينة حلب من شمال شرقي المدينة، بسيطرتها على المنطقة الصناعية، حسبما ذكر الإعلام الرسمي السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبموازاة ذلك، أكدت مصادر المعارضة السورية لـصحيفة«الشرق الأوسط» أن عناصر «الدولة الإسلامية» في دير الزور، بدأوا حملة جمع السلاح من المواطنين والمقاتلين في مدينتي الميادين والشحيل، بهدف «إعادة توزيعه وتنظيم وجود السلاح في المناطق التي تسيطر عليها (داعش)». وبينما يواصل تنظيم الدولة الإسلامية انتشاره في محافظة دير الزور خرجت مظاهرات في مدن مختلفة تحت شعار “داعش الخنجر المسموم في العراق والشام”.

وبدوره طالب مجلس محافظة حلب الحرة في بيان له، القوى الثورية والعسكرية في حلب خاصة، وفي سوريا عمومًا، بمزيد من رص الصفوف، واستنهاض الجهود، ونبذ النزعة الفردية والنفعية.

وقال البيان: “لم يعد الحديث عن إجرام النظام أمرًا مجديًا على الأرض، في ظل التواطئ الدولي والسكوت عن هذه الجرائم، وعلى الجميع الاقتناع أن سوريا لن يحررها إلا دماء أبنائها، وأن كرامة السوريين ودماءهم وأعراضهم لن يدافع عنها إلا السوريون أنفسهم”.

وناشد المجلس في بيانه “القوى العاملة على الأرض لإدراك فداحة الموقف والاعتماد على الله في صد الهجمة الشرسة التي تهدف لحصار حلب، وطالب المؤسسات الثورية (الائتلاف – هيئة الأركان – الحكومة السورية المؤقتة – الجيش الحر) بتقدير خطورة الموقف، وما يجري الآن من سعي النظام لحصار حلب تمهيدًا لاجتياحها، وأكد أن حلب أمانة بأعناق الجميع، وسقوطها بيد النظام سيكون له تداعيات كارثية، ليس على حلب وحدها، بل على الثورة السورية عمومًا”.

يذكر أن قوات الأسد استطاعت التقدم واحتلال المنطقة الصناعية بكاملها صباح أمس، وأصبحت على مشارف عزل الريف عن المدينة.

بموازاة ذلك، ألقى الطيران المروحي ثلاثة براميل متفجرة على مناطق في حي طريق الباب، بينما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدتي مارع وتل رفعت ومناطق في الفوج 46، الذي تسيطر عليه جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الإسلامية قرب بلدة الأتارب.

وفي ريف حلب، أفاد المرصد السوري بسيطرة الدولة الإسلامية على قرية البياضية وقرية زور مغار بالريف الغربي لمدينة عين العرب «كوباني»، عقب اشتباكات عنيفة استمرت لنحو ثلاثة أيام مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، رافقها قصف عنيف على القرية من قبل الدولة الإسلامية.

أما في حماة، فقد قال ناشطون إن الجيش الحر استمر لليوم الثاني على التوالي في تحقيق تقدم على عدة جبهات، إذ سيطر السبت على حاجز “برج التغطية” قرب قرية أثريا بريف حماة الشمالي.

النظام يستعيد المدينة الصناعية بحلب ويقصف سرمين
قالت وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة سيطرت على كامل المدينة الصناعية في ريف حلب الشمالي، في حين أصيب الجمعة أكثر من 50 شخصا في قصف جوي على مدينة سرمين بريف إدلب، وبينما يواصل تنظيم الدولة الإسلامية انتشاره في محافظة دير الزور خرجت مظاهرات في مدن مختلفة تحت شعار “داعش الخنجر المسموم في العراق والشام”.

وأفادت وكالة سانا بأن القوات المسلحة قضت على ما سمتها المجموعات الإرهابية، لكن ناشطين قالوا إن الجيش النظامي سيطر على جزء من المدينة الصناعية، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة في الجهة الشمالية منها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام والمسلحين الموالين لها سيطروا على قريتي كفر صغير والرحمانية شمال شرق المدينة الصناعية عقب قصف واشتباكات عنيفة، حيث سيطرت قوات النظام على الفئة الثالثة بالمدينة الصناعية وعلى ما يقارب نصف الفئة الأولى.

وأضاف أن مقاتلي المعارضة سيطروا على مبنى بأطراف سجن حلب المركزي كان جنود النظام يتمركزون فيه، مما اضطرهم للانسحاب إلى داخل السجن، وبذلك تسيطر المعارضة على طريق إمداد قوات النظام الواصل بين السجن وتلة حيلان.

وتكمن أهمية المدينة الصناعية في كونها تربط بين الريف الشرقي والشمالي لحلب، كما أنها قريبة من كلية المشاة العسكرية وسجن حلب المركزي.
تجدد الغارات
وتجددت الغارات أيضا على مخيم حندرات في حلب ومدينتي مارع وتل رفعت ومحيط الفوج 46 بريف حلب، وعلى قريتي حمادة ولحايا في ريف حماة.

وفي إدلب قال ناشطون إن سلاح الجو أغار مرتين على مدينة سرمين لحظة خروج المصلين من صلاة الجمعة، فأصيب أكثر من خمسين شخصا بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء، كما ألحق القصف دمارا واسعا بالمدينة التي تخضع للمعارضة منذ منتصف العام 2012.
وقال اتحاد التنسيقيات إن غارة أخرى استهدفت بلدة معصران بريف إدلب تزامنا مع صلاة الجمعة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، أغلبهم تحت الأنقاض.

وأضاف أن غارات بالبراميل المتفجرة استهدفت مدينة الزبداني ومزارع خان الشيح في ريف دمشق، بينما تحدث ناشطون عن غارات مماثلة على مدينة داريا غرب دمشق.

وتحدث ناشطون من درعا عن مقتل امرأة وابنتها إثر قصف قوات النظام أطراف مدينة جاسم، وعن مقتل شخص برصاص قناص في بلدة إنخل التي تتعرض لغارات جوية، بينما تجدد القصف المدفعي على مناطق عدة بالمحافظة الجنوبية.

كما شهدت درعا مقتل عدد من قوات النظام في محيط بلدة عتمان، كما استهدفت كتائب المعارضة بالهاون أحد حواجز جيش النظام في بلدة الكتيبة، وفقا لناشطين.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الجمعة مقتل 22 شخصا في سوريا، بينهم خمس سيدات وطفلان وأربعة معتقلين قضوا تحت التعذيب، إضافة إلى أربعة عناصر من الجيش الحر.

معارك ومظاهرات
من ناحية أخرى، قالت مسار برس إن الجيش الحر قتل أربعة عناصر من حزب الله اللبناني في القلمون بريف دمشق، وأضافت أن اشتباكات وقعت في مدينة عدرا العمالية بريف دمشق وأسفرت عن مقتل عنصرين تابعين للنظام.

أما حمص فشهدت مقتل عنصرين من قوات النظام في محيط تل السلاسل.

كما يخوض مقاتلو المعارضة السورية معارك في ريف حمص الشمالي بهدف فك الحصار عن عدد من المدن.

وسيطر مقاتلو المعارضة على قرية أم شرشوح ذات الغالبية المسيحية التي كانت تتخذها قوات النظام السوري معقلا لقصف مدن الريف.

وعلى صعيد الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية، أفاد ناشطون بأن التنظيم فرض سيطرته على معظم محافظة دير الزور، بما فيها حقل العمر النفطي -أكبر حقول النفط في سوريا- إضافة لحقول أخرى، وبهذا أصبح تنظيم “الدولة” يسيطر على مناطق تمتد من الأراضي العراقية مرورا بدير الزور والرقة وجنوب الحسكة وصولا إلى ريف حلب الشرقي.

واشتبك مقاتلو المعارضة مع التنظيم في مدينة أخترين شمال حلب، بينما سيطر التنظيم على قرية الباضية بعد اشتباكات مع قوات كردية.

ومع تزايد انتشار تنظيم الدولة خرجت مظاهرات في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم “داعش الخنجر المسموم في العراق والشام”، حيث ندد المتظاهرون بهذا الانتشار في كل من مدينتي سقبا في الغوطة الشرقية بدمشق وكفرنبل بإدلب ومدن وبلدات أخرى في البلاد.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

تنظيم داعش الإرهابي يهدد بإغراق مدن عراقية
دبي – قناة العربية
يهدد المتمردون سدود العراق وسط مخاطر من تدفق موجات هائلة من المياه منها إذا ما تعرضت للتفجير على أيدي الإرهابيين، بحسب تقرير لمجلة “فورن بوليسي”.

وجدد متمردو تنظيم الدولة الإسلامية – التي كانت تعرف بداعش – الاثنين الماضي مؤخرا هجومهم في محافظة الأنبار، متجهين صوب أبرز السدود الكهرومائية في قضاء حديثة. وكانت سلامة السدود تقلق المسؤولين الأميركيين منذ سنوات وكانت حماية ثاني أكبر السدود في البلاد لها الأولوية خلال اجتياح 2003.

وفي نفس الوقت، فإن أكبر سدود البلاد – سد الموصل – يقع قريبا من مرتع نشاطات الدولة الإسلامية ويشكل خطرا كبيرا حتى لو لم يفتح الإرهابيون بوابات السد أو يفجرونه.

ويقول العلماء إن ذلك السد إذا ما انهار فإن مدينة الموصل ستغرق خلال ساعات وسيتدفق جدار من المياه بارتفاع 15 قدماً باتجاه بغداد.

وحسب معهد دراسات الحرب، فإن المتمردين استأنفوا التحرك صوب سد حديثة مرة أخرى الأربعاء الماضي.

وتمثل المنشآت الكهرومائية العراقية نقطة ضعف في الحرب على داعش. ويمثل سد حديثة المعرّض للخطر تهديدا لغرب وجنوب العراق، إذ إنه يوفر الطاقة للعاصمة ويسيطر على إمدادات مياه الري إلى المصب. وباستخدام سد حديثة، يمكن لداعش إغراق المزارع وتعطيل إسالة مياه الشرب كما فعلت مع سدة صغيرة قرب الفلوجة. ويأمل المتمردون الضغط على حكومة بغداد عن طريق تهديد مدن كربلاء والنجف.

ويعتبر سد حديثة جزءا حاسما من البنية التحتية العراقية، كما أن خزانه الهائل – بحيرة القادسية – تعتبر سلاحا محتملا للدمار الشامل. وخلال اجتياح 2003 سيطرت وحدة من الجيش الأميركي على السد لمنع قوات صدام من تدميره والتسبب بفيضان هائل، وفي 2005 هاجم المتمردون سد حديثة مرتين بأجهزة متفجرة تسبب بالكثير من الأضرار.

وبعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، بدأ الوضع الأمني في حديثة يسبب المتاعب. ففي 2009 وجد المفتش العام لإعمار العراق أن مبلغ مليون دولار لا يكفي لحماية الوضع الأمني في الموقع؛ فمثلا كان هناك محيط من جدار بني بناء سيئا كانت تتساقط منه بعض الأجزاء عندما قام الأميركيون بتفقد الموقع. وحينها ذكر التقرير المرفوع “أن تدمير السد سيؤثر كثيرا على وظيفة الشبكة الكهربائية في البلاد ويسبب فيضانا كبيرا”.

وإن كان سد حديثة لا يسبب صداعا كافيا، فإن سد الموصل يمكن أن يسبب داء الشقيقة، فإنه يقع قريبا شمال معقل داعش الجديد. والأسوأ من ذلك أن بإمكانه أن يطلق العنان لسيل من الدمار حتى من دون عملية تخريب. فعند بنائه في سنوات الثمانينات من القرن الماضي، أطلق عليه لقب “أخطر سد في العالم” حسب تقرير فرقة الهندسة في الجيش الأميركي عام 2006.

وبُني السد على أساس غير مستقر من الصخور القابلة للذوبان في الماء في منطقة معرضة للانجراف. ونتيجة لذلك، كان يتم حقنه بمادة الجص على مدار الساعة للحفاظ على سلامته الهيكلية. وحث الجنرال ديفيد بترايوس القائد الأميركي السابق في العراق، رئيس الوزراء نوري المالكي في 2007 على إعطاء أسبقية لتقوية ودعم السد ومعالجة مشاكله بتمويل يبلغ 27 مليون دولار.

وإذا ما عطّل المتمردون صيانة السد، فيمكن أن يتدهور أكثر أو حتى يتصدع.

ويقول الباحثون إنه بإمكان السد دفع كمية من المياه تبلغ 50 مليون غالون في الثانية باتجاه الموصل، ويمكن أن تغرق اكثر من نصف المدينة بمياه يبلغ ارتفاعها 25 مترا خلال ساعات. كما يمكن أن تغرق بغداد بمياه ترتفع لأربعة أمتار خلال ثلاثة أيام، ويمكن أن تمحو أكثر من 250 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية الرئيسية في البلاد.

وفي بداية العام الحالي توصل الباحثون إلى أن الإجراء الوحيد الذي يمكن اتخاذه لتقليص حجم المخاطر على السكان، هو بناء سد آخر على مجرى النهر. وبدأ البناء على سد بادوش في سنوات التسعينات إلا أنه لم يكتمل أبدا.

مقتل عائلة في درعا نتيجة البراميل المتفجرة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت مصادر متطابقة للمعارضة السورية، بمقتل عائلة مكونة من 9 أفراد، نتيجة إلقاء براميل متفجرة، على مدينة داعل، في ريف درعا، جنوبي سوريا.

وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية”، و”شبكة سوريا مباشر” إن البراميل المتفجرة تسببت بمقتل العائلة كاملة، ومن بينهم أطفال. وتزامن إلقاء البراميل مع قصف على المكان ذاته.

وأفاد ناشطون سوريون بقصف الجيش السوري مدينة إنخل بريف درعا، بعد إلقاء برميلين متفجرين من الطيران المروحي على المدينة.

كما تكرر إلقاء البراميل المتفجرة على حي المعادي في حلب، شمال غربي سوريا، وعلى قرية عين السودة بريف جسر الشغور، بريف إدلب في الشمال، وحي باب الحديد في حلب القديمة.

واندلعت اشتباكات، السبت، بين الجيش السوري مقاتلي المعارضة في حي الحويقة وبلدة ابو حمام بمحافظة دير الزور، شرقي سويا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفادت الأنباء بإصابة طفل وامرأتين جراء إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين على حي باب الحديد في حلب القديمة.

كما أفادت شبكة “سوريا مباشر” بوقوع اشتباكات بين مقتلي المعارضة السورية والقوات الحكومية على أطراف بلدة عثمان بريف درعا، جنوبي البلاد.

وفي درعا أيضا، تمكن الجيش السوري من “إيقاع إرهابيين قتلى ومصابين وتدمر أدوات إجرامهم”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر عسكري.

وأظهرت لقطات فيديو نشرها ناشطون على الإنترنت، قصف القوات الحكومية مسجدا بمحافظة إدلب في الوقت الذي غادر فيه المصلون المسجد بعد صلاة الجمعة.

«داعش» يُرغم سكان معقل «النصرة» على «التوبة»
لندن – «الحياة»

عزز تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قبضته على محافظة دير الزور شرق سورية بإكمال سيطرته على كل حقول النفط فيها. وفي وقت أفيد أن «داعش» حصل على مبايعات من جماعات مسلحة وعشائر كانت محسوبة على خصمه «جبهة النصرة»، لوحظ أن سكان بلدة الشحيل التي كانت المعقل الأساسي لفرع تنظيم «القاعدة» في سورية أخلوها بناء على اتفاق مع «الدولة الإسلامية». وبالتزامن مع ذلك، سُجّلت «مبايعات جماعية» في منبج والباب بريف حلب لزعيم «داعش» أبو عمر البغدادي الذي نصبته جماعته «خليفة» على المسلمين. (للمزيد)

ومع انشغال فصائل المعارضة بتقدم «داعش»، أعلن النظام سيطرته على المنطقة الصناعية الاستراتيجية شرق حلب، ما يعني أنه بات على قاب قوسين من التقدم داخل أحياء حلب المقسومة بين النظام والمعارضة.

وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، «أن حوالى 30 مقاتلاً من الدولة الإسلامية فرّوا من أحد سجون جبهة النصرة في قرية الحوايج في الريف الشرقي لدير الزور، والمحاذية لمدينة الشحيل المعقل السابق لجبهة النصرة». وأضاف أن هؤلاء المقاتلين «تمكنوا من هدم أحد جدران السجن، بعد انسحاب جبهة النصرة من الريف الشرقي لدير الزور، وتركها المعتقلين من دون الإفراج عنهم أو اقتيادهم معها».

كما أفيد أن أهالي الشحيل المعقل الأساسي السابق لـ «النصرة» بدأوا بمغادرتها في اتجاه المناطق المجاورة بعدما سلموا أسلحتهم لـ «الدولة الإسلامية» تنفيذاً لشروط الاتفاق الذي تم بينها وبين وجهاء وفصائل الشحيل. وبدأ عناصر «داعش» حملة تفتيش وتمشيط في البلدة، بحسب ما ذكر «المرصد»، الذي كان أورد أن الاتفاق الذي فرضه «داعش» على الشحيل يتضمن الإعلان عن «توبة الأهالي، تسليم السلاح … من البارودة إلى السلاح الثقيل، يخرج أهالي مدينة الشحيل منها لنحو عشرة أيام، ويبقون خارجها إلى أن تحس الدولة الإسلامية بالأمان في المدينة».

وأشار «المرصد» في تقرير آخر إلى «سيطرة الدولة الإسلامية على حقل التنك النفطي الواقع في بادية الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور، الذي كانت تسيطر عليه الهيئة الشرعية المؤلفة من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب أخرى».

وحقل التنك كان احد آخر الحقول النفطية الكبيرة في هذه المحافظة الحدودية مع العراق. وأشار مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، بحسب ما نقلت «فرانس برس»، إلى أن حقل الورد الذي ينتج حالياً حوال مئتي برميل يومياً من النفط الخام، لا يزال وحده بين حقول دير الزور، خارج سيطرة «الدولة الإسلامية»، وتسيطر عليه عشيرة محلية.

وحفلت مواقع الإنترنت في الساعات الماضية بتسجيلات تضمنت بيانات مبايعة لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي من فصائل كانت محسوبة سابقاً على «النصرة» أو فصائل إسلامية أخرى. كما أفاد «المرصد» أن المصلين في مسجد العلائي بمدينة منبج وفي المسجد الكبير بمدينة الباب في ريف حلب «بايعوا الدولة الإسلامية وأمير المؤمنين البغدادي علناً وبشكل جماعي في المسجدين».

وفيما كانت فصائل المعارضة منشغلة بالتقدم السريع لـ «داعش» من دير الزور شرقاً في اتجاه ريف حلب غرباً، أعلن النظام السوري أن قواته أحكمت سيطرتها في شكل كامل على المنطقة الصناعية شرق مدينة حلب. وعرض التلفزيون السوري مشاهد لجنود وهم يسيرون وسط الركام في هذه المنطقة.

وأكد «المرصد» تقدم قوات النظام قرب حلب، وقال في تقرير: «سيطرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها على قريتي كفر صغير والرحمانية والتي تقع شمال شرقي المدينة الصناعية في الشيخ نجار، عقب قصف واشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة وجيش المجاهدين وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة».

وأضاف: «تدور اشتباكات في قرية المعبدية القريبة من قرية المقبلة» بين قوات النظام، من جهة، ومقاتلي المعارضة، من جهة أخرى. وتابع: «سيطرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها على الفئة الثالثة بالمدينة الصناعية وعلى ما يقارب نصف الفئة الأولى، وبذلك تكون قد سيطرت نارياً على الفئة الثانية بالمدينة الصناعية في الشيخ نجار».

وفي مقابل هذا التقدم للنظام في المنطقة الصناعية، قال «المرصد»: «تمكن مقاتلو جيش المهاجرين والأنصار وجيش المجاهدين من السيطرة على المبنى الأبيض الواقع على أطراف سجن حلب المركزي، لتتراجع قوات النظام التي كانت متمركزة فيه، إلى داخل السجن، وليسيطر المقاتلون بذلك نارياً على طريق إمداد قوات النظام الواصل بين السجن المركزي وتلة حيلان».

وفي لندن، وقع أكثر من مئة إمام من السنة والشيعة خطاباً يحض البريطانيين المسلمين على عدم الذهاب للقتال في العراق أو سورية، في وقت انشغلت وسائل الإعلام بتصريحات عنصر بريطاني من «جبهة النصرة» يدعى أبو أسامة قال إنه لن يعود من سورية سوى عندما تبدأ «دولة الخلافة فتح بريطانيا… سأعود لأرفع العلم الأسود للإسلام على قصر باكنغهام، ودوانينغ ستريت، وتاور بريدج، وبيغ بن».

وزير الخارجية يقترح تقليص النازحين السوريين
يروت – «الحياة»
تداخلت الاهتمامات اللبنانية بين ملاحقة المخاطر الإرهابية، وجديدها التهديدات المجهولة المصدر من منظمات اعتبرتها الأوساط السياسية والرسمية وهمية، للكنائس والمسيحيين في البقاع خصوصاً، وبين تفاقم ملف النازحين السوريين الى لبنان، مع توقع بلوغ عددهم المليون ونصف المليون نازح آخر العام الحالي. (للمزيد)

وجال وفد من فعاليات رأس بعلبك يتقدمه مطران المنطقة للروم الكاثوليك الياس رحال على وزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي اللذين طمأناه الى أمن المنطقة والأهالي والى ان التهديدات الصادرة عما يسمى «لواء أحرار السنّة في بعلبك» واهية ولا أهمية لها.

وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية ان مكتب المعلوماتية والجرائم الالكترونية عمل على تعقب حساب «تويتر» الذي أطلقت منه التغريدة التي تضمنت التهديدات وتأكد انها ليست صادرة في الأراضي اللبنانية وأن التعقب مستمر لمعرفة المصدر.

وليلاً غرّد الشيخ سراج الدين زريقات (المصنف من «كتائب عبدالله عزام») عبر حسابه الخاص على «تويتر» ان «لواء أحرار السنة – بعلبك» هو «اسم وهمي لحساب تديره أيد تابعة لحزب الله، ويجب الحذر منه وعدم التواصل معه».

وانتقد زريقات «الجيش اللبناني العميل لإيران» مشيراً الى أنه «يقوم بحملة في ضواحي بيروت لإنزال رايات «لا اله الا الله» عن الأعمدة ومن الطرقات، لأنها رايات تمثل أهل السنّة!». وقال زريقات ان «رايات «حزب الله» وشعارات الحقد تعلّق على الطرقات الدولية ولا يعترض عليهم أحد».

أما على صعيد ملف النازحين السوريين فقد أعلن وزير الخارجية جبران باسيل أمس عن بعض الوقائع المتعلقة بتزايد أعداد هؤلاء وضرورة تطبيق خطة الحكومة التي أقرت في أيار (مايو) الماضي، بعدما عرض نماذج عن العبء الذي يرتبه على الاقتصاد اللبناني، وهو الأمر الذي كان تحدث عنه بتوسع أيضاً وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.

وأشار باسيل في مؤتمر صحافي لهذه الغاية الى ضرورة تقليص عدد النازحين عبر وقف دخول السوريين بصفة نازح، لمن لا تتوافر فيهم الشروط ولا سيما الذي يأتون من محافظات تبعد مئات الكيلومترات وعدم السماح بدخول من يحمل بطاقة نازح إذا عبر الحدود مراراً وتشجيع الموجودين على المغادرة عبر إنشاء مخيمات داخل سورية (وهو قرار سوري)، أو في المناطق العازلة بين خطي الحدود بالتنسيق مع الجهات المعنية (وهو قرار لبناني)، وأكد باسيل أن خيار اقامة مخيمات شرعية دخل الأراضي اللبنانية مستحيل «لأننا لن نغير موقفنا كفريق سياسي مهما احتدمت الظروف».
وفيما كان السفير السوري علي عبدالكريم علي رفض إقامة مخيمات للنازحين على الأراضي السورية حين طرح الوزير باسيل الأمر عليه الجمعة الماضي، كان الملف مدار نقاش في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أول من أمس، حيث أثار وزير العمل سجعان قزي إعلان السفير السوري رفضه إقامة المخيمات في سورية واجتماع باسيل معه. وسأل قزي: «نحن وضعنا خطة أقرها مجلس الوزراء في 24-5-2014 والسفير السوري يرفض اقامة مخيمات والهيئات الدولية تطلب اقامة المخيمات على بعد 30 كيلومتراً من الحدود حتى لا تتعرض للقصف من النظام السوري أو المعارضة». واستوضح من باسيل ما حصل مع السفير السوري، وحصل نقاش جرى خلاله التأكيد على رفض اقامة مخيمات في الداخل اللبناني والتشديد على اقامتها في المناطق العازلة. وأثار الوزير المشنوق مسألة التعاطي مع السفير السوري «الذي يمثل النظام في وقت يستمر في خوض الحرب ضد شعبه، وهذا قد يطرح لاحقاً أن تطلب منا المعارضة التواصل معها من أجل البحث في مسألة المخيمات باعتبارها جهة معترفاً بها عربياً ودولياً». وإذ اعتبر باسيل ان التواصل قائم مع السفير السوري من جميع المرجعيات والمؤسسات في البلد (وهو ما كرره أمس في مؤتمره الصحافي) ملاحظاً ان النظام لا يريد عودة النازحين ولا بد من التواصل معه لهذا الغرض، فإن رئيس الحكومة تمام سلام حرص على التأكيد أن سياسة الحكومة هي النأي بالنفس حيال سورية، داعياً الى التزام هذا المبدأ. لكن باسيل تحدث عن وجود صلات أمنية مع النظام السوري فيما اعتبر وزراء آخرون ان التواصل مع النظام السوري أثبت عدم جدواه تاريخياً لأنه لم يلتزم بشيء مما هو مطلوب منه تجاه لبنان. وقالت مصادر وزارية إن النقاش لم ينته الى قرار واضح، وإن الوزير باسيل كرر أمس الحديث عن بنود الخطة الحكومية. وفي وقت يشدد سلام ووزراء آخرون على وجوب الحصول على موافقة الأمم المتحدة على اقامة مخيمات في المنطقة الحدودية العازلة، لضمان حمايتها، قال باسيل أمس إنه لم يسمع من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين رفضاً لذلك «بل أكدت احترامها القرار اللبناني في هذا الشأن رغم عدم تشجيعها له».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى