أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 25 أذار 2018

 

 

 

 

مصير دوما معلّق بعد رفض «جيش الإسلام» مغادرتها

بيروت، عربين (رويترز) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

دخلت حافلات أمس مناطق سيطرة «فيلق الرحمن» جنوب الغوطة الشرقية تمهيداً لبدء إجلاء حوالى سبعة آلاف من المقاتلين والمدنيين بعد تأخير ساعات، في وقت يبقى مصير دوما معلقاً بانتظار نتائج المفاوضات بين روسيا و «جيش الإسلام» الذي رفض مغادرة المنطقة.

 

وبعد إجلاء مقاتلي مدينة حرستا في اليومين الماضيين، وبدء العملية في جنوب الغوطة بعد مفاوضات مع وفد روسي، لا يزال مصير مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة ومعقل «جيش الإسلام»، غير معروف مع استمرار المفاوضات في شأنها. ورجح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة «مصالحة»، على أن تعود إليها مؤسسات الدولة، مع بقاء مقاتلي «جيش الإسلام»، ومن دون دخول قوات النظام.

 

في المقابل، أعلن قائد فصيل «جيش الإسلام» عصام بويضاني (أبو همام) بقاء مسلحيه في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها. وقال: «في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها»، داعياً «فصائل الجنوب السوري إلى التحرك لنصرة الغوطة الشرقية. وحذّر من أنّ القوة العسكرية لقوات النظام ستتجه إلى درعا وإدلب بعد الانتهاء من ملف الغوطة.

 

وبدأ عصر أمس دخول حافلات من جهة حرستا إلى جيب يُسيطر عليه «فيلق الرحمن» في جنوب الغوطة الشرقية تنفيذاً لاتفاق يقضي بنقل آلاف من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما، فضلاً عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها إلى مناطق الشمال السوري. وكان مقرراً أن تبدأ العملية عند التاسعة صباحاً، إلا أن «أسباباً لوجستية» فرضت التأخير لساعات بسبب العمل على «فتح الطريق ونزع الألغام تمهيداً لدخول الباصات، إضافة إلى تأخر المسلحين في التجمع وتجهيز قوائم بأسمائهم»، وفق ما أوضح مصدر عسكري سوري لوكالة» فرانس برس».

 

وشهدت شوارع مدينة عربين حركة كثيفة لمدنيين ومقاتلين استعداداً للخروج، فيما بادر كثير من السكان إلى توضيب حاجياته وأغراضه تمهيداً لإجلائه تزامناً مع نقل سيارات إسعاف عدداً من الجرحى إلى نقطة تجمع محددة في مدينة زملكا. وبدأ تنفيذ الاتفاق أمس بتسليم الفصائل «ثمانية من المختطفين» لديها إلى قوات النظام كانوا محتجزين في عربين، كما نقل الإعلام الرسمي.

 

وقبل التوصل إلى اتفاقات الإجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين إلى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدمها ميدانياً داخل الغوطة، وأعلنت دمشق وموسكو أن حوالى 105 آلاف مدني خرجوا من المنطقة. ونقل «المرصد» عن مصادر «موثوق فيها» قولها إن الاتفاق يضم في أحد بنوده غير المعلنة، نقل المقاتلين في صفوف «هيئة تحرير الشام» وعائلاتهم من الجزء الذي يسيطرون عليه في مخيم اليرموك جنوب دمشق، إلى الشمال السوري مع الخارجين ضمن اتفاق الغوطة.

 

وبعد هجوم مفاجئ لتنظيم «داعش» على حي القدم جنوب دمشق أدى إلى مقتل عشرات من قوات النظام، أفاد «المرصد» بأن المنطقة شهدت أمس «إخلاء عشرات الجثث لعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها بعد اتفاق يلفه الغموض مع داعش». وأشار إلى أن من غير الواضح إن كان المقابل هو إطلاق أسرى من التنظيم لدى قوات النظام، أم إدخال مواد غذائية إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في القسم الجنوبي من دمشق.

 

الجيش السوري يوقف قصف دوما ومسلحو المعارضة يواصلون الخروج من الغوطة

دمشق، بيروت – رويترز

 

أوقف الجيش السوري القصف على مدينة دوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، بعد منتصف الليل في حين استعد مسلحون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (السبت).

 

وغادر آلاف المسلحين وأسرهم حرستا المجاورة بالحافلات أمس، بعد اتفاق مع الحكومة لتسليم المدينة. ووافق مسلحو المعارضة في بلدات أخرى صغيرة قريبة على المغادرة بشروط مشابهة.

 

وأفرجت المعارضة اليوم عن بعض جنود الجيش، وأشخاص آخرين كانت تحتجزهم في إطار نفس الاتفاق. وأظهرت لقطات نقلها التلفزيون خروجهم من حرستا في حافلة صغيرة.

 

واصطفت الحافلات عند نقطة عبور قبل أن تدخل إلى الغوطة، وسارت على طريق كان في السابق يمتد عبر خطوط قتال بعد تطهيره من الحواجز والحطام والذخائر التي لم تنفجر.

 

ومن المقرر أن تنقل الحافلات آلافا آخرين من المسلحين والمدنيين خارج المنطقة.

 

وقالت وسائل إعلام رسمية إن «الجيش يتقدم في البلدات التي انسحب منها مسلحو المعارضة استعدادا لخروجهم»، ما يعني أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية.

 

وأفاد مسلحون في المعارضة ووسائل إعلام رسمية بأن حوالى سبعة آلاف مسلح وأسرهم ومدنيين آخرين لا يريدون البقاء تحت حكم الأسد، سيغادرون بلدات زملكا، وعربين، وجوبر، اعتبارا من اليوم.

 

وسيتوجه المغادرون إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، وهي مقصد الكثير من عمليات الإجلاء. وتشهد إدلب اضطرابات، بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة.

 

وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 اليوم، في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم «القاعدة».

 

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مسلحي المعارضة المغادرين من بلدات الغوطة الشرقية سيطلقون أيضا سراح الأسرى من المقاتلين الموالين للقوات الحكومية.

 

وقال المرصد إن هناك مفاوضات مع جماعة «جيش الإسلام» التي تسيطر على دوما لإطلاق سراح أسرى.

 

وقال مسلحون في المعارضة أمس إن روسيا ستضمن عدم تعرض المدنيين الباقين في المناطق التي استعادها الجيش السوري للملاحقة القانونية. لكن جماعات معنية بحقوق الإنسان قالت إن بعض الرجال ربما أجبروا على التجنيد بعد فرارهم من القتال.

 

وأظهرت لقطات صورتها كاميرا للجيش الروسي في معبر الوافدين قرب دوما مجموعات صغيرة من المدنيين تواصل الفرار اليوم، نحو مناطق تسيطر عليها الحكومة خوفا من تنفيذ الجيش مزيدا من عمليات القصف. وحمل الفارون أطفالهم وأكياسا تضم متعلقاتهم.

 

وأعلن الجيش الروسي اليوم، أن أكثر من 105 آلاف شخص غادروا الغوطة الشرقية، بينهم أكثر من 700 اليوم.

 

انسحاب كتائب محلية من عفرين احتجاجاً: الاتفاق الروسي ـ التركي يمنع مقاتلي ونازحي تل رفعت من العودة/ منهل باريش

نهبت عناصر من فصائل الجيش الحر ولصوص مدنيون مدينة عفرين في مشهد يذكر بعمليات الغزو الكبرى في التاريخ ويعيد أذهان السوريين إلى ما شاهدوه على شاشات التلفزيون العالمية والعربية في بث حي ومباشر لعمليات السرقة والنهب التي حصلت لحظة دخول الجيش الأمريكي العاصمة العراقية بغداد، عندما نهب العراقيون كل ما يحمل من مؤسسات الدولة.

قائد عسكري في أحد أبرز فصائل درع الفرات قال في اتصال مع «القدس العربي» ان «مئات من اللصوص المدنيين الذين ارتدوا بدلات عسكرية شبيهة بتلك التي يرتديها مقاتلونا مستغلين حالة الفوضى لحظة السيطرة على عفرين، لكننا لا ننفي تورط فصائل محددة، ويقوم مكتب الأمن في الشرطة الحرة بفتح تحقيقات والبحث في مستودعات بلدة اعزاز ومناطق عفرين عن أي مسروقات». وأكد القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه ان «عملية النهب أساءت للجيش الحر وأظهرته بمظهر اللصوص والغزاة ووجهت صفعة كبيرة لرمزيته واحترامه وسنحتاج إلى وقت حتى نصلح الشرخ الحاصل مع أهلنا الكرد السوريين في عفرين».

وضبطت «قوات الشرطة والأمن العام الوطني» التي دربتها تركيا وتشرف عليها بشكل مباشر، مستودعات كبيرة في بلدة اعزاز تحتوي على أغذية وصفائح زيت الزيتون وصناديق صابون الغار. وتعتبر سرقة الجرارات الزراعية ومولدات الديزل أكثر المسروقات التي صورتها كاميرات مصوري الوكالات الدولية والتركية على السواء في اليوم الأول من السيطرة على مركز مدينة عفرين بعد انسحاب مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية منها.

تركيا، من جهتها، حاولت تعزيز دورها الإنساني بعد تفاخرها بالعدد القليل من الضحايا المدنيين في عملية «غصن الزيتون» حيث وصفت العملية من قبل الحكومة والجيش التركي والإعلام الرسمي بعد طرد «الوحدات» بـ «النظيفة» بعد محاولات لتجنب القصف الجوي على المراكز الحيوية والإنسانية والطبية في البلدة. إلا أن «قوات سوريا الديمقراطية» تحدثت عن مصرع نحو 200 مدني سقطوا نتيجة القصف التركي الجوي المركز حسب إعلام «قوات سوريا الديمقراطية».

وقامت هيئة الإغاثة التركية «أي ها ها» بإنشاء عدة مطابخ في مركز المدينة لتقديم وجبات يومية ساخنة تكفي 10 آلاف شخص في مدينة عفرين، وهو العدد التقريبي للمدنيين الذي بقوا في المدينة. وكذلك قدمت الهيئة مياه الشرب لقرابة ألف أسرة ما زالت في بيوتها. وتوسع عمل «أي ها ها» إلى عدة قرى وبلدات أهمها شنغال وميدان اكبيس الحدودية مع تركيا وكوسانلي. ويقوم الجيش التركي بتوزيع مساعدات إنسانية عاجلة متعلقة بأمور النظافة وخصوصا الأطفال ومياه الشرب في مناطق انتشاره حسب الصور التي نقلتها وكالة «الأناضول».

الفلتان الأمني الذي حصل في عفرين يومي الأحد والاثنين الماضيين يطرح علامات استفهام كبيرة حول انضباط الفصائل ومقاتليها، والتي ظهرت على غير صورتها الأولى عندما كانت عناصر الجيش الحر تساعد العجائز والكهول ويحملونهم على ظهورهم ويقدمون لهم الماء والطعام في أول أيام عملية «غصن الزيتون» التي بدأها الجيش التركي في 20 كانون الثاني/يناير. إلا أنه في الوقت نفسه تساءل الكثير من المحللين والمراقبين عن دور القوات التركية ولماذا لم تمنع ما حصل في عفرين من خلال أوامر صارمة وحواجز تطوق المدينة وتنتشر خارجها. وشككوا في ان ما حصل محاولة تسويق وجود تركيا في المنطقة الكردية على حساب الفصائل العربية السورية.

وبعد إتمام السيطرة على منطقة عفرين ستتضح الخطوة التالية لتركيا، حيث ينتظر آلاف المقاتلين من تل رفعت وجوارها بدء عملية عسكرية لتحرير بلداتهم التي ما زالت تحت سيطرة جيش الثوار ووحدات حماية الشعب، إضافة إلى عشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا من تلك المناطق عندما تقدمت قوات سوريا الديمقراطية عليها متزامنة مع تقدم النظام وقطع طريق اعزاز-حلب والوصول إلى بلدتي نبل والزهراء منتصف شباط/فبراير 2016.

ورغم عدم انتهاء عملية «غصن الزيتون» العسكرية إلا أنه أصبح واضحا أن القرى والبلدات العربية (تل رفعت، دير جمال، الزيارة، كشتعار، مرعناز، منغ، عين دقنة، شيخ عيسى، كفرنايا وكفر ناصح، حربل، احرص، ام حوش، سروج، وصولا إلى تل جيجان وشعالة) هي خارج المناطق المتفق عليها بين موسكو وأنقرة في الوقت الراهن ضمن إطار عملية عفرين. فروسيا تريد المحافظة مؤقتاً على وجود «قسد» في تلك الأراضي كورقة ابتزاز دائمة بوجه أنقرة أولا، وتركها كورقة ضغط على «قسد» لإجبارهم على تقديم تنازلات الحل السياسي ثانياً.

وتفضل روسيا نشر عناصر من شرطتها العسكرية أو الشرطة العسكرية الشيشانية في تلك البلدات التي تطوق مدينة حلب ومنطقتها الصناعية على أن تسمح لتركيا الاقتراب أكثر من حلب وتكريس تواجدها هناك.

وتبرز أهمية منبج بالنسبة للرئيس التركي والقيادة السياسية والعسكرية، حيث توعد عشرات المرات بطرد من وصفهم بـ«الإرهابيين» منها، الأمر الذي دفع وزير الخارجية المقال تيلرسون إلى ابرام اتفاق حول حل مسألة منبج، في محاولة لاستعادة الحليف القوي في الناتو وعدم تركه يقف مع من تصفهم أمريكا بمحور الشر «روسيا، وإيران». وأعاقت إقالة تيلرسون الوصول إلى اتفاق نهائي من قبل اللجان الأمريكية التركية المشتركة التي شكلت عقب زيارته إلى أنقرة ولقائه أردوغان وفريقه. حيث اقترحت أنقرة تشكيل نقاط تركية – أمريكية مشتركة وطرد «قسد» من منبج إلى شرق نهر الفرات.

في سياق متصل، انسحبت عدة مجموعات وفصائل صغيرة من عفرين وتوجهت إلى اعزاز احتجاجا على توقف المعركة عند الحدود الإدارية لعفرين ونبل والزهراء، مع مشارفة «غصن الزيتون» على الانتهاء وعدم استمرار المعارك إلى تل رفعت وجوارها، ما سيؤثر سلبا ولو بشكل محدود على عملية منبج المرتقبة.

 

القدس العربي»

 

وصول الدفعة الأولى من مهجّري الغوطة إلى حماة

عمار الحلبي

 

وصلت، صباح اليوم الأحد، الدفعة الأولى من مهجّري القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، إلى منطقة قلعة المضيق، التي تفصل بين سيطرة قوات النظام والمعارضة في شمالي سورية.

 

وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الدفعة المكوّنة من 6000 شخص، معظمهم من الجرحى والمصابين، وصلوا قبل قليل إلى منطقة قلعة المضيق التي تسيطر عليها المعارضة بريف محافظة حماة الشمالي”.

 

ولفتت المصادر إلى أن “القافلة تأخّرت عدّة ساعات في طريقها، حيث كان من المفترض أن تصل في الساعة السادسة من صباح اليوم”.

 

وكانت هذه القافلة قد انطلقت، مساء أمس، وهي الدفعة الأولى من مهجّري الغوطة الشرقية، حيث ستلحقها دفعات أخرى.

 

في غضون ذلك، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، التابعة للنظام، أنّ “حافلات عدّة بدأت بالدخول إلى أطراف مدينة عربين في الغوطة الشرقية، بهدف نقل الدفعة الثانية من المقاتلين والمدنيين الراغبين في الخروج من القطاع الأوسط في الغوطة”.

 

ولم توضّح الوكالة عدد الحافلات المُنطلقة وعدد المدنيين ضمن هذه الدفعة، غير أن مصادر مطلعة على الاتفاق أشارت، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إلى أن هذه الدفعة ستكون أكبر بكثير من الدفعة الأولى، وستكون وجهتها إلى محافظة إدلب، شمالي سورية.

 

ويأتي ذلك بموجب اتفاق بين “فيلق الرحمن” الذي يُسيطر على القطاع الأوسط في الغوطة وبين روسيا، برعاية أممية، حيث يقضي الاتفاق بوقف إطلاق النار في القطاع الأوسط الذي يتكوّن من “جوبر، حزة، زملكا، عين ترما وعربين”، وتهجير المدنيين والمقاتلين الرافضين المصالحة مع النظام إلى الشمال السوري، مع ضمانة أمان من يريدون البقاء بعد تسوية أوضاعهم.

 

على الصعيد الميداني، تشهد عموم مناطق الغوطة الشرقية هدوءاً تاماً تزامناً مع تنفيذ الاتفاق.

 

وبعد تنفيذ هذا الاتفاق، يبقى للمعارضة فقط مدينة دوما في الغوطة الشرقية، التي يسيطر عليها فصيل “جيش الإسلام”، والذي يقدّر عدد مقاتليه بثمانية آلاف.

 

وكان قائد “جيش الإسلام”، عصام بويضاني، قد أعلن في تسجيل صوتي، عن رفض “جيش الإسلام الخروج من الغوطة”، داعياً المعارضة في درعا إلى فتح معركة لتخفيف الضغط على مدينة دوما.

جميع حقوق النشر محفوظة 2018

 

دوما آخر مدن الغوطة بيد المعارضة: مفاوضات أم قتال؟/ عدنان علي

بعد اتضاح مصير مدن وبلدات القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية إضافة إلى حرستا، إثر توقيع الفصائل فيها اتفاقات أسفرت عن تهجير المقاتلين وعائلاتهم، وخروج آلاف المقاتلين من تلك المناطق، يبقى مصير منطقة شمال الغوطة غامضاً، أي مناطق سيطرة “جيش الإسلام” الذي يتمركز خصوصاً في دوما، كبرى مدن الغوطة، ويُعتبر الفصيل الأكبر بين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

وتختلف التوقعات لمصير دوما و”جيش الإسلام” فيها، فبينما أكد الأخير رفضه الخروج من المنطقة، تبرز معلومات حول مفاوضات تجري مع روسيا لتحديد مصير المنطقة، من دون الوصول إلى أي اتفاق حتى الآن، علماً أن بيد هذا الفصيل أوراق قوى، قد تسمح له بفرض شروط خلال أي مفاوضات.

وبعد خسارته البلدات الزراعية في الشرق مع بداية حملة النظام وروسيا في 18 فبراير/شباط الماضي، مثل حرزما والنشابية وحوش الظواهرة والشيفيونية واتاويا وحوش الزريقية، باتت سيطرة “جيش الإسلام” تنحصر في المناطق العمرانية، خصوصاً مدينة دوما، التي تضم اليوم أكثر من 120 ألف نسمة، هم سكانها الأصليون إضافة إلى نازحين إليها من المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام، علماً أن بضعة آلاف، خصوصاً من المرضى والجرحى، خرجوا إلى مناطق سيطرة النظام خلال الأسابيع الماضية عبر معبر مخيم الوافدين.

وتدور تكهنات حول الخيارات المتاحة أمام “جيش الإسلام”، بين توقيع اتفاق تهجير كما فعلت الفصائل الأخرى في الغوطة، أو مواصلة القتال. وبرز كلام لقائد “جيش الإسلام”، عصام بويضاني، في تسجيل صوتي أمس، أكد فيه بقاء فصيله في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها، قائلاً: “نحن في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها”. بويضاني، وفي التسجيل الصوتي الذي نشرته حسابات مقربة من “جيش الإسلام”، حضّ أهالي وقادة الفصائل في درعا جنوب البلاد، على فتح الجبهات وعدم السماح للنظام بالاستفراد بفصائل المعارضة الواحدة تلو الأخرى. واعتبر أن “وجود مجاهدين بالقرب من العاصمة دمشق هو نصر للثورة السورية، ويجب الحفاظ على هذه القوة المتمثلة بجيش الإسلام”. وطالب الفصائل في درعا بالقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري، لافتاً إلى أن بعض المناطق تتجهز لشن هجوم كبير ضد قوات النظام، وأن أي تحرك عسكري في درعا سيُضعف النظام بشكل كبير، معتبراً أن الوقت الحالي يُعد فرصة للقيام بحملة ضده، خصوصاً أنه فَقَد قوته من النخبة ويعتمد على عناصر المناطق المهادِنة، قائلاً إن التحرك لن يكون لنصرة الغوطة فقط، وإنما هو للأمة جمعاء، ومحذراً في الوقت نفسه من “أن انتهاء الثورة يعني أنه لا تقوم قائمة لأهل السُّنة لسنوات طويلة”.

وأشار بويضاني إلى أن النظام عمد إلى تجزئة البلاد وتقسيمها وتحييد المقاتلين في بعض المناطق، ويحاول الآن تحييد درعا وإدلب ليتمكن من الانفراد بالغوطة وينهي ملفها، وذلك سيتيح له الانتقال إلى باقي المناطق والهجوم عليها، خصوصاً أن أعداداً كبيرة من قواته الموجودة في الغوطة ستكون جاهزة لخوض معارك في جبهات أخرى. واعتبر أن أي اتفاقات عقدتها الفصائل مع جهات خارجية من “غرفة تنسيق الدعم وغيرها” لن تنفعها، موضحاً أن “جيش الإسلام” ليس ضد تلك الارتباطات إلا أنه يرفض أن تتحول إلى “عبودية والتي ستكون نهايتها أوامر بالخروج من المناطق المسيطَر عليها كما حدث مع فيلق الرحمن، والذي كان يتغنى أنه فصيل غير مؤدلج وله ارتباطاته إلا أن نهايته كانت الخروج من الغوطة”.

ورأى بويضاني، أن “الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية مؤقتة، سيكون بعدها نصر عظيم للأمة” حسب تعبيره. وأضاف أن عدد عناصر قوات النظام في الغوطة يضاهي كل المناطق، على خلفية نقاط تمركز مقاتلي المعارضة الكثيرة في محيط الغوطة، والتي تحتاج لأعداد كبيرة من المقاتلين، مشيراً إلى أن “قتلى قوات الأسد منذ اليوم الأول للمعركة بلغ أكثر من 1500 عنصر، إلى جانب ضعفين من الجرحى”.

من جهته، وجّه رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام” محمد علوش، في تغريدة له على “تويتر”، انتقاداً غير مباشر لـ”فيلق الرحمن” والفصائل الأخرى التي وقّعت على اتفاقات للخروج من الغوطة، قائلاً “لن يضرنا من خذلنا بإذن الله”.

وجاء كلام بويضاني بعد أخبار ترددت في الأيام الأخيرة عن مفاوضات تجري بين ممثلين عن دوما وقوات النظام وروسيا، تتولاها رسمياً “اللجنة المدنية”، والتي قالت في بيان لها أمس على “تليغرام” إنها “تعمل بكل ما أوتيت من قوة وجهد، وتتصدى لدراسة وصياغة المبادرات ومتابعة الأطراف الأخرى، بالتشاور مع الجميع من داخل الغوطة وخارجها، وبالتواصل مع مختلف الأطراف المحلية والدولية، بهدف الوصول إلى ما يحقق تطلعات الأهالي ويضمن سلامتهم”. وأضافت اللجنة أن “عملية التفاوض شاقة جداً وتحتاج منا جميعاً إلى الصبر والتحمل، ونحن في الغوطة قد تحملناً كثيراً من الشدائد السابقة وعلينا اليوم أن نتحلى بالحكمة والهدوء أكثر من السابق، فالأهالي هم رأسمالنا وهم الداعمون لنا في هذه المفاوضات، ونحن لن نخذلهم”. وأكدت أنه “ما زال في جعبتنا الكثير من أوراق القوة ومن أهمها صمود المدنيين وثباتهم في أرضهم التي رويت بدماء الشهداء، والخروقات التي يرتكبها النظام يومياً ما هي إلا لتخفيض سقف المطالب المحقة لنا بالعيش الآمن في بلادنا، فلنكن جميعاً على قدر المسؤولية وحجم التضحيات”. وأوضح بيان اللجنة أنه كان من المقرر عقد جولة تفاوضية مساء أمس السبت، إلا أنه تم تأجيل الاجتماع بناء على طلب الجانب الروسي “معللاً ذلك بانشغاله بإنهاء اتفاقية القطاع الأوسط، مع التأكيد على استمرار وقف إطلاق النار”.

ورجح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويل دوما إلى منطقة “مصالحة”، على أن تعود إليها مؤسسات الدولة مع بقاء مقاتلي “جيش الإسلام” من دون دخول قوات النظام، كما نقلت عنه وكالة “فرانس برس”.

كما ترددت معلومات عن مفاوضات تجري بشكل مباشر بين “جيش الإسلام” وممثلين عن النظام وروسيا، الأمر الذي نفاه “جيش الإسلام” أكثر من مرة. وبحسب تلك المعلومات، فإن المفاوضات تنص على وقف إطلاق النار في دوما، وعدم تهجير أهالي المدينة، إضافة إلى محاولة إيجاد حل سياسي في المنطقة يضمن عدم التهجير.

من جهته، قال الناشط الموجود في دوما، بلال أبو صلاح، لـ”العربي الجديد”، إن المفاوضات القائمة تتم فقط بين اللجنة المدنية والجانب الروسي، لكن نتائجها غير واضحة حتى الآن، مشيراً إلى أن اللجنة قدّمت مقترحات للجانب الروسي تركز على رفض التهجير، لكنها لم تتلق ردوداً عليها حتى الآن.

كما أوضح الناشط الإعلامي الموجود في دوما أيضاً، قيس الحسن، لـ”العربي الجديد”، أن نتائج الاتصالات والمفاوضات مع النظام السوري وروسيا غير واضحة حتى الآن، لكن هناك إجماعاً بين الأهالي ومقاتلي المعارضة على رفض التهجير والسعي إلى حل سياسي.

من جهة النظام، تتصاعد دعوات لحسم مصير الغوطة نهائياً، مع تهديد بالتوجه إلى درعا قريباً. غير أن بعض المواقع الموالية للنظام عبّرت عن خشيتها على مصير العدد الكبير من الأسرى والمحتجزين لدى “جيش الإسلام” والذي قدّرته بـ3500 شخص. ونشرت بعض تلك المواقع أسماء المئات من أنصار النظام من عسكريين ومدنيين، قالت إنهم محتجزون في سجن التوبة في دوما.

ورأى متابعون أن لدى “جيش الإسلام”، إضافة إلى ورقة الأسرى، أوراق قوة أخرى يمكن أن تقوي موقعه في المفاوضات مع النظام، أهمها قوته العسكرية الكبيرة قياساً ببقية الفصائل، إذ يضم آلاف المقاتلين المدربين والمزودين بأسلحة ثقيلة. كما لفت آخرون إلى الدعم الذي يتلقاه الجيش من السعودية، والذي قد يُترجم بتفاهم روسي-سعودي بشأن دور سياسي ما يؤديه “جيش الإسلام” في المرحلة المقبلة، بغية تحقيق قدر من التوازن، كي لا يبدو النظام وكأنه انتصر على “السنّة” في سورية، وأنه بصدد إقامة حكم من لون واحد دون معارضة.

العربي الجديد

 

القطاع الأوسط للغوطة يلحق بحرستا: ابتزاز للمهجرين ولا ضمانات

أحمد حمزة

مع دخول حافلات التهجير قبل ظهر أمس السبت إلى الغوطة الشرقية، لبدء تنفيذ اتفاق أفضى إلى نقل مقاتلي فصيل “فيلق الرحمن” مع مئات العائلات في القطاع الأوسط للغوطة، إلى شمال غرب سورية، وبعد دخول قوات النظام السوري وسيطرتها بشكل كامل على حرستا، تكون مدينة دوما شمال الغوطة، هي آخر المناطق التي تبقّت للمعارضة السورية في عموم الغوطة الشرقية لدمشق، ويكون النظام السوري بدعم روسي، قد أخضع فعلياً أكثر من ثلاثة أرباع مساحة الغوطة، التي كانت خارج سيطرته قبل بدء الحملة العسكرية الأضخم من نوعها في ريف دمشق في 18 فبراير/شباط الماضي. وبذلك يستكمل النظام وروسيا مخططهما لتهجير أهالي الغوطة، مع وصول عدد المهجرين من المنطقة أمس إلى 105 آلاف بحسب إعلان الطرفين، فيما يتركز القسم الأكبر من الأهالي المتبقين في الغوطة، في مدينة دوما. وتتزايد المخاوف بشأن مصير المدنيين لا سيما بعد تأكيد “فيلق الرحمن” عدم ثقته بضمانات روسيا بشأن أمن من يرغب في البقاء بالغوطة وتأكيده بأن الأمم المتحدة لم تقدّم ضمانات بشأن أمن هؤلاء، فيما لم يكن حال المهجرين إلى مناطق النظام أفضل، بعدما أظهرت مقاطع مصورة أنهم يتعرضون لأبشع محاولات الاستغلال من النظام ورجاله، وكان آخر فصولها مقطع فيديو أظهر عضو مجلس الشعب السوري محمد قبنض، وهو يبتز المدنيين المهجرين، إذ كان يطلب من الأطفال والنساء أن يهتفوا “بالروح بالدم نفديك يا بشار”، و”يعيش بشار الأسد”، قبل توزيع المياه عليهم.

 

في غضون ذلك، خرقت بريطانيا، أمس، الصمت الدولي حيال ما تتعرض له الغوطة، إذ دعت الحكومة البريطانية موسكو إلى وقف دعمها لحصار النظام السوري على الغوطة. وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين سامويل، في بيان، إن قصف الغوطة من قبل قوات النظام وروسيا بلا هوادة “يأتي بنتيجة عكسية لجهودنا في مكافحة جماعات إرهابية نكافحها نحن وروسيا”. وشدد على أن العقاب الجماعي باستهداف المدنيين “لا يحقق نتائج أبداً، بل يولّد جيلاً من العداء والألم. نريد مكافحة الإرهابيين، لا توفير بيئة لأجيال جديدة من الإرهابيين”.

 

الاتفاق في القطاع الأوسط الذي تم التوصل إليه مساء الجمعة، بعد مفاوضاتٍ جرت في حي جوبر بين ممثلين عن “فيلق الرحمن” وعسكريين روس برعاية ممثلين عن الأمم المتحدة، بدأ تنفيذه أمس بإخراج جرحى وحالات صحية حرجة عن طريق الهلال الأحمر من قطاع الغوطة الأوسط، إلى مستشفيات في مدينة دمشق، بضمانة روسية أن لا يتعرضوا للأذى أو الاعتقال هناك. ويتبع ذلك بحسب الاتفاق، بدء خروج المقاتلين بسلاحهم الفردي وأجهزتهم الشخصية، ومن يرغب من المدنيين إلى شمال غرب سورية، وفق ترجيحات أن تبلغ أعداد الذين سيتم نقلهم، نحو سبعة آلاف شخص.

 

وشهدت معظم مناطق الغوطة الشرقية، خصوصاً مدن القطاع الأوسط التي لم تكن قد دخلتها قوات النظام بعد، وهي زملكا، حزة، عربين، وعين ترما، منذ مساء الجمعة، هدوءاً عقب التوصل للاتفاق، الذي نصّ بداية على وقف إطلاق النار، وكان ذلك تزامن مع بدء دخول قوات النظام إلى مدينة عين ترما بعد انسحاب “فيلق الرحمن” منها.

 

وقالت مصادر محلية في مدينة عربين لـ”العربي الجديد”، إنه منذ ليل الجمعة-السبت، بدأت لجنة محلية مؤلفة من عسكريين ومدنيين، بتسجيل أسماء الراغبين بالخروج من المنطقة إلى الشمال السوري، بينما تم تجهيز الجرحى والمصابين والمرضى لنقلهم إلى خارج الغوطة.

ويشير الاتفاق، إلى الخروج الآمن بإشراف ومرافقة من قبل الشرطة العسكرية الروسية، لمن يرغب من الفصائل مع عوائلهم بأسلحتهم الخفيفة إضافة إلى من يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري، وضمان عدم ملاحقة أي من المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل النظام أو حلفائه، على أن يتم لاحقاً نشر نقاط شرطة عسكرية روسية في البلدات التي تقع تحت سيطرة “فيلق الرحمن” حالياً، والتي يشملها الاتفاق.

 

وعلمت “العربي الجديد”، أن نقطة انطلاق الحافلات المقررة وفق الاتفاق، تقع قرب جامع غبير في مدينة عربين، على أن تسير الحافلات إلى أوتوستراد دمشق-حمص الدولي، لتصل لاحقاً إلى نقطة قلعة المضيق في ريف حماة، وهي المنطقة الفاصلة بين مناطق سيطرة النظام وفصائل المعارضة على تخوم محافظة إدلب.

 

إلى ذلك، يتم التحضير في مدينة دوما لعملية تبادل أسرى بين النظام وفصيل “جيش الإسلام” وإخلاء جرحى ومرضى بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي ضمن المفاوضات بين الطرفين برعاية أممية، وفق ما أفادت به مصادر محلية. وقالت مصادر محلية إن “جيش الإسلام” سيفرج مبدئياً عن أكثر من خمسين شخصاً من المعتقلين لديه من بينهم عناصر من قوات النظام عبر معبر مخيم الوافدين، فيما من المتوقع أن يتزامن ذلك مع إخراج جرحى ومصابين من دوما لتلقي العلاج بعد ضمان عدم اعتقالهم من النظام، مشيرة إلى أن العملية ستتم بتواجد فرق من الهلال الأحمر.

 

وفي سياق مسلسل تهجير أهالي الغوطة، وصلت صباح أمس السبت، الدفعة الثانية من مهجري مدينة حرستا إلى معبر قلعة المضيق شمال غرب حماة، تمهيداً للانتقال إلى مناطق أخرى في ريف إدلب وحلب، فيما بدأت قوات النظام بالدخول إلى مدينة حرستا. وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن الدفعة الثانية من المهجرين وصلت إلى الحاجز الفاصل بين المعارضة السورية والنظام على أطراف بلدة قلعة المضيق شمال غرب حماة. وقد ضمت الدفعة الثانية من المهجرين وفق المصادر ذاتها، قرابة ثلاثة آلاف من مقاتلي “أحرار الشام” والمدنيين الرافضين لـ”المصالحة أو التسوية” مع النظام السوري. من جهتها قالت وكالة أنباء “سانا” التابعة للنظام، إن عدد من خرجوا من مدينة حرستا 4614 شخصاً عبر 89 حافلة، معلنة خلو المدينة من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة.

 

ووفق التطورات الحاصلة منذ أيام، والتوصل لاتفاقيات نقل مقاتلين ومدنيين من الغوطة إلى شمال سورية، ومع تواصل خروج بعض المدنيين نحو مناطق سيطرة النظام، فإن عشرات آلاف المدنيين الذين كانوا يقطنون الغوطة الشرقية مع بدء الحملة العسكرية الأشرس من نوعها ضد مناطقهم في 18 فبراير/شباط الماضي، يتوزعون إما في دوما وهم الذين يتمسكون بعدم الخروج منها حتى اليوم، أو في “مراكز الإيواء المؤقتة”، التي وصفت الأمم المتحدة قبل أيام الوضع فيها بـ”المأساوي”، والتي احتجز النظام فيها من خرج عبر المعابر التي تم الإعلان عنها، خصوصاً جنوب وسط الغوطة، ومعبر الوافدين شمالها؛ فيما سيتوجه مدنيون بقوا في القطاع الأوسط إلى شمال غرب سورية.

 

ولا تزال مدينة دوما شمال الغوطة تحوي حتى اليوم عشرات آلاف المدنيين. ويتعذر تحديد أعدادهم بدقة، نظراً لاستمرار حركة النزوح يومياً وبأعداد متفاوتة، لكن ناشطين في مدينة دوما أوضحوا لـ”العربي الجديد”، أن ما بين 120 ألفاً و180 ألف مدني هو عدد المدنيين داخل المدينة والذي تم إحصاؤه خلال الأسبوع الماضي.

 

أما في جنوب وسط الغوطة، والذي شهد عمليات الهجوم البري الأشرس خلال الأيام القليلة الماضية، فإن عشرات آلاف المدنيين، فروا من مناطق سقبا وبيت سوى وحمورية وكفربطنا وجسرين وغيرها، نحو المعابر التي توصل إلى حواجز قوات النظام، قبل أن تدخل هذه الأخيرة إلى المناطق المذكورة، التي كانت شهدت مقتل المئات في الأسابيع الأربعة الماضية، بالقصف المدفعي وغارات الطيران الحربي.

ويصعب مع حركة النزوح المستمرة حالياً، حصر أعداد المدنيين المتبقين في الغوطة بصورة دقيقة، لكن وزارة الدفاع الروسية تحدثت عن أن من خرجوا من الغوطة عبر “المعابر الآمنة” بلغ عددهم نحو مائة وخمسة ألاف شخص، فيما كانت إحصائيات الأمم المتحدة تتحدث، عن أن ما يقارب أربعمائة ألف مدني، هو عدد السكان المحاصرين في الغوطة مع بدء الحملة العسكرية عليها قبل خمسة أسابيع.

 

حكاية من الغوطة على طريق التهجير

عمار الحلبي

نجحت سهام الفوال أخيراً، مع زوجها وأطفالها الأربعة، في الخروج من الملجأ الذي كان يؤويهم في قبو أحد المباني المحفور حديثاً في مدينة عربين بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

 

خروج سهام لم يكن لأن النظام رأف بمدنيي الغوطة الشرقية، وأوقف القصف للسماح لهم بالخروج، بل إن الخروج من الملجأ يعني الانتقال بالحافلة إلى أرضٍ جديدة لا يعرفون عنها سوى ما يرد في الأخبار.

 

قالت سهام لـ”العربي الجديد”: “سمحوا لنا بأخذ حاجاتنا الشخصية ووثائقنا وأجهزتنا الإلكترونية، وهو ما دفعني لمحاولة تفقّد منزلي بعد أن أمضيت أكثر من أسبوعين في الملجأ”.

 

قصدت سهام منزلها لتجده مدمّراً بالكامل بصاروخٍ اخترقه، لم تتمكّن من دخوله، إذ حذّرها أحدهم من احتمال وجود قنابل لم تنفجر. وأوضحت أنّها عندما خرجت للمرّة الأولى بعد أسبوعين من الاحتماء بالملجأ رأت التغيّر الكبير في معالم المنطقة، التي ترعرعت فيها. شعرت بالصدمة، وقالت “الدمار كبير جداً”.

 

سُمح للمدنيين في القطاع الأوسط للغوطة بالخروج بعد توقّف عمليات القصف، بموجب الاتفاق بين “فيلق الرحمن” الذي يسيطر على هذا القطاع والجانب الروسي. ويقضي الاتفاق بتهجير المدنيين ومقاتلي “فيلق الرحمن” الرافضين للمصالحة مع النظام من القطاع الأوسط للغوطة، الذي يتكوّن من حي جوبر، وبلدات زملكا، وحزة، وعربين وعين ترما.

 

وتشهد المنطقة منذ ليل أمس هدوءاً تاماً، ولم يسجّل أيّ استخدامٍ للأسلحة، سواء من جانب النظام أو من جانب المعارضة. الهدوء التام مع مشهد المباني التي سُويت بالأرض يدفع إلى القشعريرة بالنسبة إلى أحمد الناصر.

 

كان أحمد قد أنهى لتوّه جدالاً طويلاً مع زوجته تعالت خلاله أصواتهما في الشارع أمام بقيّة المدنيين، فكان لكّلٍ منهما رأي منفصل حول اتخاذ القرار بالبقاء في المنطقة بموجب المصالحة أو الخروج نحو الشمال السوري.

 

قال أحمد لـ “العربي الجديد”: “آخر أمرٍ توقّعته هو أن نتهجّر من أرضنا بعد أن صمدنا مدّة خمس سنوات تحت القصف والحصار”. وأضاف أنّه كان يتوقّع أن يكافأ المدنيون من قبل الفصائل (المعارضة) بعد فك الحصار عن الغوطة، ليكمل الناس حياتهم بأمان، وليس إجبارهم على الخضوع لنظام بشار الأسد أو التهجير إلى شمال سورية الذي بات يغصّ بالمهجّرين وسط انعدام فرص الحياة هناك.

 

انتهى الخلاف بين الزوجين بالاتفاق على الخروج مع قوافل المهجّرين بالحافلات، وقاما بتسجيل اسميهما ضمن الراغبين في الخروج. ويحمّل أحمد مسؤولية ما جرى لفصائل المعارضة المقاتلة داخل الغوطة قائلاً: “إنّها لم تفعل شيئاً منذ عام 2013 عندما كانت في ذروة قوتها، وإنما اكتفت بانتظار النظام وروسيا حتى يهاجما المدنيين ويقتلا ويهجّرا”.

 

منذ صباح اليوم السبت، بدأت لجنة الاتفاق في “فيلق الرحمن” بتسجيل أسماء الراغبين في الخروج من الغوطة إلى الشمال السوري، وتجهيز المصابين والمرضى لنقلهم إلى خارج الغوطة.

 

وينصّ الاتفاق الذي توصل إليه النظام وروسيا مع “فيلق الرحمن” على البدء بإخراج الجرحى والمرضى إلى خارج الغوطة عن طريق الهلال الأحمر السوري، وضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم بعد تماثلهم للشفاء، وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة أو الخروج إلى الشمال السوري.

 

كذلك ينصّ على الخروج الآمن بإشراف ومرافقة من قبل الشرطة العسكرية الروسية حصراً لمن يرغب من الفصائل مع عوائلهم بأسلحتهم الخفيفة، إضافة إلى من يرغب من المدنيين، إلى الشمال السوري، وضمان عدم ملاحقة أي من المدنيين الراغبين في البقاء بالغوطة من قبل النظام أو حلفائه، إضافة إلى نشر نقاط شرطة عسكرية روسية في البلدات التي تقع تحت سيطرة “فيلق الرحمن” حالياً، والتي يشملها الاتفاق.

 

المعارضة السورية تغادر ثلاث بلدات بالغوطة… والغموض يخيم على دوما

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

غادرت حافلات تقل مسلحي المعارضة السورية بلدات كانت تسيطر عليها في الغوطة الشرقية اليوم (الأحد)، وفقا لاتفاق بين النظام السوري و«فيلق الرحمن»، جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية في المنطقة.

 

وفي ساعة مبكرة قبل فجر اليوم، غادرت قافلة مكونة من 17 حافلة، تقل 981 شخصا، الغوطة الشرقية.

 

وكان من المفترض بدء مغادرة مسلحي المعارضة وأسرهم وغيرهم من السكان من بلدات زملكا وعربين وعين ترما، صباح السبت، لكن الحافلات وصلت في ساعة متأخرة من النهار.

 

وستستمر عمليات الانسحاب، ومن المتوقع أن يغادر المنطقة نحو 7 آلاف شخص، وفقا للاتفاق.

 

وعرض تلفزيون النظام السوري مواقع مصورة لقوات النظام وهي تدخل البلدات التي غادرها المسلحون. كما عرض صورة أسرى أطلقت المعارضة المسلحة سراحهم وهم يستقلون حافلات.

 

وبذلك تكون جماعة «فيلق الرحمن»، أحدث جماعات المعارضة التي تغادر الغوطة الشرقية بعد أن سبقها إلى ذلك مقاتلو «أحرار الشام» الذين انسحبوا من حرستا.

 

وبموجب الاتفاق سينقل مسلحو المعارضة إلى مناطق في إدلب.

 

في المقابل وردت تقارير عن استمرار المفاوضات بين روسيا وجماعة «جيش الإسلام» بشأن استسلام مدينة دوما التي لا يزال مصيرها غير معروف.

 

وتقع الغوطة الشرقية في ريف دمشق، على مشارف العاصمة، مما مكن المعارضة المسلحة من شن هجمات بمدافع الهاون على مناطق وسط العاصمة.

 

وشنت قوات النظام السوري، مدعومة بالجيش الروسي، عملية عسكرية، في 18 فبراير (شباط) الماضي، على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، مما أسفر عن مقتل المئات وسيطرت القوات النظامية على معظم مناطق الغوطة الشرقية.

 

يذكر أن الغوطة الشرقية هي المعقل الأخير للمعارضة المسلحة على مشارف دمشق. ولم يبق تحت سيطرة مسلحي المعارضة إلا نحو 10 في المائة فقط من أراضيها.

 

الجيش التركي على تخوم مناطق النظام بعد سيطرته على عفرين

إردوغان: سنلبي نداء السوريين في منبج وتل رفعت وتل أبيض ورأس العين

أنقرة: سعيد عبد الرازق

أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي، أمس، الانتهاء من السيطرة بشكل كامل على منطقة عفرين ضمن إطار عملية «غصن الزيتون» الجارية بدعم من فصائل من الجيش السوري الحر منذ 20 يناير (كانون الثاني) الماضي ووصلت إلى تخوم بلدتين مواليتين لإيران في ريف حلب، في حين لمح الرئيس رجب طيب إردوغان إلى أن القوات التركية ستواصل عملياتها في الشمال السوري لتنتقل بعد عفرين إلى منبج وتل رفعت وتل أبيض ورأس العين وكل المناطق هناك.

 

وذكر بيان لرئاسة الأركان العامة للجيش التركي، أنه مع «تطهير جميع القرى التابعة لعفرين من التنظيمات الإرهابية تكون قوات الجيشين التركي و(السوري الحر) قد أحكمت السيطرة على كامل عفرين».

 

وكان رئيس الأركان التركي، خلوصي أكار، قال إن عملية السيطرة على عفرين اكتملت مع بدء السيطرة على آخر القرى الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وسيطرت قوات «غصن الزيتون» على 3 قرى جنوب مركز مدينة عفرين هي: فافراتين، وبارجكا، وكاباشين، وذكر بيان الجيش التركي أن القوات المسلحة و«الجيش السوري الحر»، سيطرا على جميع النقاط الواقعة شمال شرقي وشمال غربي مركز عفرين.

 

وسيطر الجيشان التركي و«السوري الحر» على مركز بلدة عفرين الأحد الماضي، دون أي مقاومة من وحدات حماية الشعب الكردية التي انسحبت منها.

 

ويواصل الجيش التركي تطهير مركز عفرين من الألغام التي قام بزرعها عناصر وحدات حماية الشعب الكردية لتأمين عودة المدنيين إلى بيوتهم. وقالت رئاسة أركان الجيش التركي، أمس، إن عملية «غصن الزيتون» تمكنت من تحييد 3733 مسلحاً منذ انطلاقها وحتى أمس.

 

وقال أكار، أمس، إن قوات بلاده المشاركة في عملية «غصن الزيتون» وصلت حتى أطراف حلب عند بلدتي «نبّل» و«الزهراء»، لتحكم السيطرة على منطقة عفرين كاملة. وشدد على أن تركيا لا تستهدف على الإطلاق وحدة التراب والسياسة، سواء في سوريا أو العراق، وهي تبدي احتراماً كبيراً في هذا الإطار. وقال إن بلاده ستواصل مكافحة الإرهاب في الداخل والخارج حتى القضاء على آخر إرهابي، مشدداً على عدم وجود أي فرق بين التنظيمات الإرهابية.

 

واعتبر أنه لا يمكن أن يكون «الإرهابيون» بنوا الملاجئ في عفرين بقدراتهم وحدهم من دون دعم هندسي وتخطيط وتوجيه من قبل دولة ما، ولفت إلى أن عملية «غصن الزيتون» غطت مساحة ألفي كيلومتر مربع، وصولاً إلى بلدتي «نبل» و«الزهراء» الخاضعتين لسيطرة النظام السوري. وأشار إلى بدء عودة السكان إلى المناطق التي تمت السيطرة عليها في عفرين، وأن قوات بلاده تواصل جهودها لضمان أمن المنطقة على أعلى المستويات وعلى وجه السرعة.

 

وذكر أن قوات «غصن الزيتون» رصدت تجول الإرهابيين بأزياء مدنية في عفرين، وبذلك قام أنصارهم بنشر صور القتلى على أنهم مدنيون، بهدف تشويه الجيش التركي الذي اتخذ جميع التدابير لمنع تضرر أي مدني. وأضاف إن القوات التركية نشرت في عفرين نحو 150 ألف رسالة لإرشاد المدنيين على الابتعاد عن الإرهابيين، باللغتين العربية والكردية، كما دعت القوات التركية المسلحين إلى الاستسلام.

 

وكشف أكار عن أن القوات المشاركة في العملية حصلت على معلومات قطعية بشأن وجود مركز قيادة للإرهابيين في أحد مباني عفرين، لكنها لم تقصفه بسبب وجود عائلة لديها 12 طفلاً في الطابق العلوي، وتعامل مع الوضع بوسائل أخرى.

 

وأشار أكار إلى مقتل 49 جندياً تركياً خلال عملية «غصن الزيتون» التي كشفت دعماً عسكرياً ضخماً للإرهابيين، يستحيل نفيه من أي دولة. وأكد أكار عودة أكثر من 130 ألف مدني سوري إلى أراضيهم المحررة من الإرهاب، والتي عادت فيها الحياة إلى طبيعتها في إطار عملية «درع الفرات» التي سبقت عملية «غصن الزيتون».

 

وفيما يتعلق بالتحركات في إدلب، قال أكار، إن الجيش التركي أنشأ عدداً من نقاط المراقبة بموجب الاتفاق بين تركيا وروسيا وإيران، في إطار جهوده لمنع تضرر المدنيين في المنطقة.

 

في السياق ذاته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنه لا يمكن لأحد القول إن تركيا وقواتها تقوم باحتلال سوريا، مشيراً إلى أن الغرب قدّم أفضل الأمثلة على عمليات الاحتلال.

 

وأضاف إردوغان، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر الاعتيادي السادس لحزب العدالة والتنمية في ولاية سامسون شمال البلاد أمس، إن القوات التركية تتواجد داخل الأراضي السورية، بهدف إنقاذ المدنيين ودحر التنظيمات الإرهابية التي تمارس شتى أنواع الظلم بحق الأبرياء، وتهدد أمن وسلامة الأراضي التركية.

 

وتابع إردوغان: «جميع القوى الدولية المتواجدة داخل الأراضي السورية لها أهداف وخطط وتكتيكات لا تتوافق مع مصالح الشعب السوري، إلا تركيا، فإنها تتواجد هناك لحماية السوريين وضمان أمنهم وسلامتهم». وذكر أنه «بعد أن رأى السوريون الأمان والاطمئنان السائد في المناطق التي تم تحريرها من الإرهابيين خلال عمليتي (غصن الزيتون) و(درع الفرات)، بدأوا يطلبون منا القدوم إلى منبج وتل رفعت وتل أبيض ورأس العين وكل المناطق هناك؛ كي نخلصهم من التنظيمات الإرهابية ويبعثون برسائل يطالبون فيها تركيا بإحلال الأمن والاطمئنان والاستقرار… سنكون في أقرب وقت إلى جانب أشقائنا الذين ترنو أعينهم وقلوبهم إلينا على طول الحدود السورية… لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه نداءاتهم وسنلبي طلبهم». وأكد إردوغان، أن تركيا تسعى لزيادة عدد حلفائها وأصدقائها، لكنها لن تتوانى في صد أي مؤامرة تحاك ضدها قرب حدودها.

 

من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن بلاده لا يمكن أن تتنازل عن وحدة الأراضي السورية والعراقية. وأضاف، في كلمة خلال مؤتمر لشباب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، في ولاية غازي عنتاب (جنوب) أمس، أن أمن تركيا مرتبط بأمن واستقرار سوريا والعراق، وأن أولويتها هي تحقيق الاستقرار في عموم المنطقة. وشدد على أن الأطراف التي تحاول عرقلة حرب بلاده ضد الإرهاب ستبوء جهودها بالفشل، قائلاً إن الحياة بدأت تعود إلى عفرين من جديد، حيث يتم تشكيل إدارات محلية تماماً، مثل ما جرى في جرابلس عقب عملية درع الفرات. وأكّد أن المدنيين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب الإرهاب، سيعودون إليها مجدداً بعد تطهير المنطقة كاملة من المتفجرات.

 

بدوره، قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية، بكير بوزداغ، إن عملية «غصن الزيتون» التي نفذها الجيش التركي ضد «التنظيمات الإرهابية» في مدينة عفرين السورية سحقت أعداء تركيا الذين يدعمون هذه التنظيمات. وأضاف: «في عفرين لم نحارب حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية و(داعش) فحسب، بل حاربنا قوى الظلام التي تقف خلفها»، مشدداً على أن عفرين «لأهلها وستبقى لهم».

 

في السياق ذاته، عبّر إردوغان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي مساء أول من أمس، عن انزعاج بلاده إزاء ما وصفه بـ«تصريحات لا أساس لها من الصحة» حول عملية عفرين. وقالت مصادر بالرئاسة التركية، إن إردوغان بحث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عملية «غصن الزيتون» بعد سيطرة الجيشين التركي و«السوري الحر» عليها، والمواقف الدولية في هذا الخصوص.

 

وأطلع إردوغان ماكرون على معلومات حول عملية «غصن الزيتون» بعفرين، مؤكداً أن بلاده طهّرت المنطقة من الإرهابيين، في إطار التدابير الرامية لإزالة التهديدات على أمنها القومي، ووفرت أجواء الاستقرار للمدنيين هناك.

 

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن العالم يقرّ بأن الولايات المتحدة تدعم «تنظيماً إرهابياً» في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. وقال في كلمة، مساء أول من أمس في أنطاليا جنوب البلاد، إن «الولايات المتحدة التي احتلت العراق وأفغانستان بذريعة مكافحة الإرهاب، تدعم تنظيماً إرهابياً». وأضاف: إن «تركيا هي الدولة الوحيدة التي تجاهر أمام الولايات المتحدة بهذه الحقيقة».

 

صحيفة عبرية: إيران تبني منشآت عسكرية قرب قواعد روسية في سوريا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن قيام إيران ببناء منشآت عسكرية بالقرب من القواعد الروسية في سوريا، مشيرة إلى أن ذلك يعد مناورة إيرانية لتجنب استهداف تلك المنشآت خشية الإضرار بالعلاقات بين “إسرائيل” وروسيا، كما أن بناءها يشير إلى نية إيران تعزيز وجودها العسكري في سوريا.

 

وتقول الصحيفة العبرية إن المباني التي تبنيها إيران كانت تحت ستار إنشاء مبانٍ سكنية للمدنيين، ولكن في وقت لاحق تبين أنها مرافق لإيواء مقاتلين شيعة، بحسب مصدر طلب عدم الكشف عن هويته.

 

المصدر الذي تحدث مع الصحيفة العبرية نفى أن تكون إيران قد نسقت هذا الأمر مع روسيا، ما يجعل من القوات الروسية بمثابة دروع بشرية فعلية في أي صراع مستقبلي مع “إسرائيل”.

 

الخطوة الإيرانية، كما وصفتها الصحيفة العبرية، واحدة من التطورات العديدة التي تجري في سوريا، والتي تشير إلى أن موسكو وطهران لم تعد علاقتهم بخصوص سوريا على ما يرام، فموسكو التي كانت ترى في وجود المليشيات الشيعية ضرورة لاستمرار سيطرة الأسد، باتت تقلقها بعض الإجراءات والجهود الإيرانية الرامية لتوسيع وجودها بسوريا.

 

وبحسب المصدر، فإن روسيا رفضت طلباً إيرانياً لإقامة ميناء على البحر في طرطوس، حيث سعت إيران لأخذ منفذ لها بمساحة بقدر المساحة التي رصدتها روسيا لإقامة ميناء لها هناك.

 

وتسعى إيران لإقامة بعيدة المدى في سوريا وإحداث تغيير ديمغرافي في عموم البلاد على حساب الأغلبية السنية، فقد فهم الإيرانيون أن النظام العلوي في سوريا يستند إلى الأقليات الإثنية والدينية الصغيرة، وأن وجودهم يمثل ضمان استقرار للبلاد أيضاً.

 

وتشير بعض التقديرات إلى أن إيران أرسلت قرابة 10 آلاف مقاتل شيعي من المرتزقة من العراق وباكستان وأفغانستان، وهي ليست مجرد قوة مقاتلة فحسب، وإنما أيضاً زيادة عدد السكان الشيعة من خلال جلب أسرهم وأقاربهم، حيث إنهم يحصلون بسهولة على الإقامة بسوريا، ومع استمرار نزوح الملايين من السوريين، فإن وجود هؤلاء المرتزقة وعوائلهم، يمكن أن يعزز موقف بشار الأسد.

 

وتكشف الصحيفة الإسرائيلية عن وجود مساعٍ إيرانية من أجل توسيع قاعدة العمل الاستخباراتي في سوريا، كما تواصل طهران سعيها من أجل اقتطاع أرض لبناء محطة للطاقة الشمسية ومعمل لصناعة الفوسفات، الأمر الذي أشعر الروس بأنها ستدخل معهم في تنافس اقتصادي.

 

وتقدر بعض الدراسات حجم الإنفاق الإيراني في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان بنحو 3 مليارات دولار، ورغم حجم الإنفاق الهائل لا تظهر رغبة حتى الآن في تحجيم وجودها في تلك الدول.

 

وصول دفعة جديدة من مهجري الغوطة إلى شمالي سوريا

قال مراسل الجزيرة إن الدفعة الأولى من مهجري جنوب الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي وصلت إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا اليوم الأحد، في حين يواجه الأهالي الذين بقوا في الغوطة مصيرا مجهولا تحت سيطرة قوات النظام.

 

وأوضح مراسل الجزيرة محمد الجزائري الذي كان في الغوطة ووصل مع المهجرين إلى بلدة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي، أن 17 حافلة نقلت الدفعة الأولى وعددهم نحو ثمانمئة شخص بينهم مقاتلون من المعارضة من أبناء الغوطة.

 

وأضاف أن المهجرين سينقلون بعد ذلك إلى مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وأشار المراسل إلى أن رحلة الخروج من الغوطة كانت محفوفة بالمخاطر، وأن الأهالي تركوا كل ما يملكون هناك هربا من القصف والمعارك.

 

وخرجت الدفعة الأولى من المهجرين من جنوب الغوطة بموجب اتفاق توصل إليه فصيل فيلق الرحمن مع روسيا لإجلاء نحو سبعة آلاف شخص إجمالا من المدنيين والمقاتلين من بلدات عربين وزملكا وعين ترما، وكذلك من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.

 

دفعة ثانية تستعد

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الدفعة الثانية تقوم باستعداداتها بمدينة عربين في انتظار وصول الحافلات التي ستنقلها إلى الشمال السوري.

 

وذكر مراسل الجزيرة أن فيلق الرحمن تجنب إشكالات وقعت في اتفاقات إجلاء سابقة مع روسيا والنظام السوري، إذ أصر على منع قوات النظام من تفتيش الحافلات، وتولى الجانب الروسي عملية التفتيش.

 

ويأتي التهجير من مناطق سيطرة فيلق الرحمن بعد تهجير أكثر من أربعة آلاف شخص من مدينة حرستا في الغوطة بينهم أكثر من 1400 مقاتل من حركة أحرار الشام يومي الخميس والجمعة بناء على اتفاق بين الحركة والجانب الروسي.

 

لكن فصيل جيش الإسلام، أكبر فصائل المعارضة في الغوطة، أكد أن مقاتليه لن يخرجوا من مدينة دوما التي يسيطر عليها. وقال قائد جيش الإسلام عصام بويضاني عبر تسجيل صوتي بثه على الإنترنت إن فصيله “ثابت” ولن يخرج، معتبرا أن وجود مقاتليه قرب دمشق هو نصر للثورة السورية وإنه يجب الحفاظ على هذه القوة.

 

وقال مراسل الجزيرة محمد الجزائري إن قوات النظام تحتجز بعض أهالي الغوطة في أقبية في المناطق التي سيطرت عليها، كما نفذت اعتقالات وتصفيات ميدانية في تلك المناطق.

 

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن روسيا تجري مفاوضات بشأن مدينة دوما مع لجنة مدنية معنية بالمحادثات في المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يرجح أن تؤدي تلك المفاوضات إلى اتفاق لتحويل دوما إلى منطقة “مصالحة” لتعود إليها مؤسسات النظام مع بقاء مقاتلي جيش الإسلام من دون دخول قوات النظام.

 

وتأتي اتفاقات التهجير في إطار حملة دامية شنتها روسيا وقوات النظام على الغوطة بدءا من 18 فبراير/شباط الماضي، وقتل خلالها حوالي ألفي مدني. ووفقا لإعلام النظام السوري فقد خرج أكثر من 105 آلاف مدني من الغوطة خلال نحو أسبوعين حتى أمس السبت.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

دوما معركة النهايات.. ماذا بقي للمعارضة؟

زهير حمداني-الجزيرة نت

 

بقيت دوما آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية مؤجلة حسم النظام لمعركته الأهم، فيما يشير “تسليم” عدد من الفصائل إلى أن المعركة حسمت بشكل كبير، لترسم نهايات مرحلة محورية في الأزمة السورية ورهانات الحل، وفي مستقبل المعارضة المسلحة.

 

فبمقتضى اتفاق مع روسيا يشمل إجلاء نحو سبعة آلاف شخص إجمالا، يتواصل خروج الآلاف من مقاتلي “فيلق الرحمن” وعائلاتهم من بلدات عربين وزملكا وعين ترما جنوب الغوطة ومن حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.

 

ويأتي قبول فيلق الرحمن بإخلاء مناطق سيطرته بعد اكتمال خروج نحو خمسة آلاف شخص -بينهم 1600 من مقاتلي حركة أحرار الشام- من حرستا إلى إدلب بمقتضى اتفاق مماثل، لتخرج الحركة بذلك من كامل الغوطة الشرقية.

 

وأدى الاتفاق إلى سيطرة جيش النظام على نحو 90% من المساحة التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد العملية العسكرية التي أطلقها يوم 18 فبراير/شباط 2018، ولتبقى نسبة 10% تحت سيطرة جيش الإسلام.

 

وتشير تقارير إلى أن جيش الإسلام -الذي وافق على اتفاق خفض التصعيد، وأبدى استعداده لوقف النار في بداية المعارك بالغوطة- تفاجأ بموافقة الفصائل الأخرى على الاتفاق مع الروس للخروج من الغوطة، وهي التي كانت ترفض بشدة أي مفاوضات أو وقف نار.

 

موافقة الفصائل على الخروج من الغوطة جاءت بعد ضغط عسكري كبير من  قوات النظام عليها، وفي ظل تيقنها من غياب أي أفق لتحرك غربي يسندها في المعارك، سواء بقرار سياسي أو عسكري، ونظرا لما تصفه بـ”خذلان المجتمع الدولي” لها.

 

وباتت مدينة دوما -التي تضم العدد الأكبر من المدنيين والمقاتلين- مهددة بمصير مشابه، فقد أكدت اللجنة المدنية المكلفة بالمحادثات، أن مفاوضات تجرى مع الجانب الروسي من أجل التوصل لاتفاق يوقف القصف والمعارك في المدينة.

قصف الغوطة الشرقية أدى إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين (رويترز)

 

معركة أخيرة

ورجحت مصادر أن تؤدي المفاوضات -وهي ليست الأولى بين جيش الإسلام والجانب الروسي، إذ سبقتها محادثات في جنيف- إلى اتفاق لتحويل دوما إلى منطقة “مصالحة”، حيث تعود إليها مؤسسات النظام مع بقاء مقاتلي جيش الإسلام من دون دخول قوات النظام.

 

ورغم المفاوضات الجارية، أكد عصام بويضاني قائد جيش الإسلام أن “فصيله ثابت” وأن مقاتليه لن يخرجوا من دوما، معتبرا أن وجود مقاتليه بالقرب من دمشق نصر للثورة السورية. وعلى عكس مجريات المعارك، يرى بويضاني أن الحملة العسكرية الحالية على الغوطة مؤقتة وسيعقبها “نصر عظيم”.

 

وعلى عكس الفصائل المسلحة الأخرى -مثل أحرار الشام وفيلق الرحمن- التي وجدت في إدلب ملاذا  لمقاتليها وعائلاتهم بعد خروجها من الغوطة، لا يملك جيش الإسلام -الذي يقدر بأكثر من عشرة آلاف مقاتل- ظهيرا في تلك المنطقة، وتكاد مناطق نفوذه وحاضنته تقتصرعلى الغوطة الشرقية.

 

ومن منظور عسكري، يرى محللون عسكريون أن جيش الإسلام يمكن أن يؤخر سقوط كامل الغوطة الشرقية لفترة، لكنه لن يحول دون سيطرة جيش النظام عليها، خصوصا بعد خروج الفصائل المسلحة الأخرى، كما أنه فقد موقع المفاوض القوي إذ لم يعد يفاوض على كامل الغوطة -كما كان سابقا- ليقتصر على مناطق نفوذه في دوما.

عصام البويضاني أكد أن جيش الإسلام لن ينسحب من الغوطة (الجزيرة)

 

ماذا بقي؟

وخروج المعارضة من الغوطة الشرقية تعد خسارة كبيرة لها على المستوى العسكري والسياسي، ومكسبا للنظام الذي سيؤمن الخاصرة الشرقية العاصمة ويبعد أي تهديد جدي عنها. وستقتصر الجيوب الخارجة عن سيطرته على أحياء القدم والحجر الأسود ومخيم اليرموك الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقريبا من دمشق، تبقى المعارضة المسلحة مسيطرة على مناطق في القلمون الشرقي، بما فيها مدينة الضمير -حيث يوجد أيضا جيش الإسلام- والتي قد تكون محور العمليات القادمة للنظام الذي يسيطر على مطار المدينة العسكري.

 

كما تسيطر المعارضة على مناطق عديدة في درعا تشمل نحو 60% من المحافظة خصوصا في ريفها الشرقي، فيما يسيطر النظام على نحو 35%، وتنظيم الدولة (جيش خالد بن الوليد) على عدد من البلدات في حوض اليرموك جنوب غرب المحافظة.

 

وتشكل درعا -المدرجة ضمن مناطق خفض التصعيد- منطقة حيوية بالنسبة للمعارضة المسلحة، وعنصر ضغط على النظام  نظرا لقربها من دمشق، لكن فتح معارك واسعة فيها تخضع لحسابات دولية وإقليمية، وهو ما ينطبق كذلك على محافظة القنيطرة التي  تسيطر فصائل معارضة على مواقع مهمة فيها.

 

ولا تزال المعارضة تسيطر أيضا على مواقع في محافظة حمص الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد، أبرزها الرستن وتلبيسة (الريف الشمالي)، وكذلك في أرياف اللاذقية وحماة وفي غربي حلب وشماليها، لكن تموقعها الأبرز يبقى في إدلب رغم التقدم الذي حققته قوات النظام في الشهرين الماضيين وسيطرتها على مطار أبو الظهور القريب من مدينة سراقب الإستراتيجية.

 

ومنذ خسارتها معركة حلب أواخر عام 2016، تراجعت المعارضة المسلحة بشكل كبير، واستطاعت قوات النظام -مسنودة بحلفائها الإيرانيين وحزب الله- استعادة السيطرة على مساحة واسعة، وجعلت مناطق المعارضة أشبه بالجزر المعزولة عن بعضها.

 

وتحد هذه الوضعية الميدانية -بما فيها مآلات معركة الغوطة- مستقبل أي حل سياسي، ولعل الاستنتاج الأهم  بالنسبة للمحللين، هو فشل الضغوط الغربية لإيقاف الحملة على الغوطة وإثبات روسيا أنها اللاعب الرئيسي  في الملف السوري.

المصدر : الجزيرة

 

سوريا.. اشتباكات في دوما آخر جيوب المعارضة بالغوطة

المرصد: مقتل 485 من قوات النظام وحلفائها منذ بداية المعارك قبل شهر

دبي – قناة الحدث

 

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقوع اشتباكات عنيفة في القسم الشمالي من #الغوطة_الشرقية بين قوات #النظام_السوري والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي #جيش_الإسلام من جهة أخرى.

 

وتركزت الاشتباكات في مزارع الريحان قرب مدينة #دوما، مترافقة مع استهدافات متبادلة على محاور القتال، أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

 

كما سقط 485 قتيلاً، بينهم 58 على الأقل من جنسيات غير سورية، في صفوف قوات النظام وحلفائها منذ بداية المعارك قبل شهر، بينهم أكثر من 92 ضابطاً برتب مختلفة، وفق المرصد.

 

كذلك ارتفع عدد قتلى مقاتلي #فيلق_الرحمن وجيش الإسلام وحركة #أحرار_الشام و #هيئة_تحرير_الشام إلى 310 قتلى على الأقل، فضلاً عن عشرات المفقودين والجرحى من عناصر النظام والمعارضة.

 

من جانب آخر، أعلن قائد فصيل جيش الإسلام، عصام بويضاني، بقاء مسلحيه في الغوطة ورفضه الخروج منها، داعياً فصائل الجنوب السوري إلى التحرك لنصرة الغوطة الشرقية.

 

كما حذر جيش الإسلام من أن القوة العسكرية لقوات النظام ستتجه إلى درعا وإدلب بعد الانتهاء من ملف الغوطة.

 

وكان المرصد السوري قد رجح أن تؤدي المفاوضات في دوما إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة “مصالحة”، على أن تعود إليها مؤسسات النظام، مع بقاء مقاتلي جيش الإسلام ومن دون دخول قوات الأسد.

 

في المقابل، حمّل عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، فؤاد عليكو، كلاً من فصيلي جيش الاسلام وفيلق الرحمن مسؤولية ما جرى في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن المعركة انتهت.

 

مصدر عسكري: تركيا سيطرت على عفرين السورية بالكامل

 

عفرين (سوريا) (رويترز) – قال مصدر في الجيش التركي يوم السبت إن الجيش وحلفاءه من المسلحين السوريين فرضوا سيطرتهم على منطقة عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا بالكامل في الوقت الذي عمد فيه عمال الإغاثة إلى توزيع الطعام على سكان المنطقة.

 

واجتاحت القوات التركية ومسلحون سوريون مدينة عفرين الرئيسية يوم الأحد الماضي بعد حملة استمرت ثمانية أسابيع لطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

 

وأبلغ مصدر عسكري رويترز بأنه تم الاستيلاء على القرى الأخيرة المتبقية وفرض السيطرة عليها خلال الليل.

 

وقال المصدر ”تم تحقيق السيطرة الكاملة في منطقة عفرين وعمليات البحث مستمرة بحيث يتمكن السكان المحليون من العودة بأمان إلى منازلهم“.

 

ونشرت وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة تقريرا مماثلا.

مواطنون ينتظرون للحصول على الطعام الذي يوزعه الهلال الأحمر التركي في عفرين يوم السبت – رويترز.

 

وفي عفرين اصطف الناس للحصول على الطعام الساخن الذي يوزعه الهلال الأحمر التركي في الوقت الذي جاب فيه الجنود الأتراك الشوارع بالعربات المدرعة ودوريات الأمن.

 

وقال رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك في تصريحات لرويترز ”نحاول إعادة الحياة إلى طبيعتها في الأجلين القصير والمتوسط هنا… مطابخنا المتنقلة هنا وأطقمنا في القرى.

 

”نريد أن تصبح كل الأمور على ما يرام. نريد من نسائنا وأطفالنا العودة. إنهم لم يكونوا يستطيعون العودة إلى وطنهم“.

 

ورفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الانتقادات الموجهة لحملة بلاده في عفرين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة بحسب مصدر في الرئاسة التركية.

 

ومن بين حلفاء تركيا الغربيين، كانت فرنسا واحدة من أبرز منتقدي العملية العسكرية التركية إذ قال وزير خارجيتها إن المخاوف المتعلقة بشأن أمن حدود تركيا لا تبرر الغزو.

 

إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى