أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 08 تشرين الأول

تسخين جبهة الجنوب يتزامن وتشييع ضحايا معركة بريتال

باريس – رندة تقي الدين { بيروت – «الحياة»

في تسخين لجبهة الجنوب بين لبنان واسرائيل فجّر «حزب الله» عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المحتلة بعد ظهر أمس، ما أدى إلى إصابة جنديين من الجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تشييع أحد عناصره الذين سقطوا في المواجهة التي دارت بعد ظهر الأحد الماضي مع مسلحي «جبهة النصرة» بعد اختراقهم مواقع عدة للحزب في جرود بلدات بريتال ويونين والقاع في البقاع الشرقي. وحمّلت إسرائيل الحكومة اللبنانية و «حزب الله» مسؤولية الانفجار ووصفته بأنه «خطير».

 

وتوقع زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ظهر أمس، أن تسلم فرنسا أسلحة إلى لبنان وفقاً للهبة السعودية خلال الأيام المقبلة، معتبراً أن «ما حصل في الأيام القليلة الماضية وما يحصل في لبنان، أمر خطير ويجب أن يفهم اللبنانيون أن لا شيء ينقذ لبنان إلا وحدتهم». وعلمت «الحياة» أن الحريري طلب من هولاند بذل جهد مع إيران لتساعد على إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان. (للمزيد)

 

وفي تطور أمني لافت، عاد الوضع الأمني في جنوب لبنان إلى السخونة بانفجار عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية داخل مزارع شبعا المحتلة أدى إلى جرح جنديين إسرائيليين، وأُتبع بانفجار عبوة ثانية في موقع العبوة الأولى عينه، لكن من دون وقوع إصابات، وفق وسائل إعلامية إسرائيلية.

 

وأصيب الجنديان الإسرائيليان فيما كانت دورية تتحرك بين موقع رويسات العلم المشرف على بلدة كفرشوبا وموقع السدانة المشرف على بلدة شبعا في مرتفعات جبل الشيخ في منطقة العرقوب، وعلى الأثر قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بنحو 20 قذيفة من عيار 155 مليمتراً التلالَ المحيطة بشبعا وكفرشوبا وخراج الهبارية.

 

وفي القدس، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن انفجاراً وقع على الحدود بين إسرائيل ولبنان أسفر عن إصابة جنديين، وإن الجيش الإسرائيلي رد بإطلاق قذائف عبر الحدود، وأضافت: «التقارير الأولية تشير إلى أن هدف العبوة كان مهاجمة الجنود». وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «الجنديين اللذين أصيبا بانفجار مزارع شبعا هما من الوحدة المتخصصة بتفكيك العبوات في الجيش».

 

وكان مصدر أمني إسرائيلي ذكر في وقت سابق وفق وكالة «رويترز»، أن 3 جنود إسرائيليين أصيبوا في الانفجار. وأفاد شهود بأن سحباً كثيفة من الدخان الأسود انبعثت إثر الانفجار. وسادت المنطقة حال استنفار في المواقع المتقابلة للجيش الإسرائيلي من جهة والجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» من جهة أخرى، كما أن طائرات استطلاع ومروحيات إسرائيلية حلّقت في أجواء شبعا وكفرشوبا.

 

وأعلن بيان لـ «المقاومة الإسلامية»، الجناح العسكري لـ «حزب الله»، أنه «عند الساعة الثانية و22 دقيقة بعد ظهر الثلثاء قامت مجموعة الشهيد حسن علي حيدر (سقط جراء انفجار جهاز التجسس الإسرائيلي الذي كان مزروعاً في منطقة عدلون الجنوبية قبل نحو شهرين) بتفجير عبوة ناسفة عند مرتفعات شبعا في دورية إسرائيلية مؤللة، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف جنود الاحتلال».

 

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن «الجيش الإسرائيلي أحبط عملية تخريبية في مزارع شبعا، وسنرد بشدة على كل محاولة للمس بنا».

 

أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي حمّل «الحكومة اللبنانية ومنظمة حزب الله الإرهابية مسؤولية أي محاولة للمسّ بمواطني إسرائيل أو بالجنود الإسرائيليين»، فأكد أن «الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحقه في الرد في أي توقيت وأي طريقة يراها مناسبة لحماية مواطني إسرائيل».

 

واعتبر أدرعي «حادث تفجير العبوة الناسفة على الحدود عملاً خطيراً وخرقاً فادحاً للسيادة الإسرائيلية».

 

وكان الجيش الإسرائيلي نفذ الإثنين خرقاً عبر الحدود حين أطلق أحد جنوده النار وأصاب جندياً لبنانياً بجروح طفيفة. ودانت قيادة «يونيفيل» هذا الخرق ودعت إلى ضبط النفس.

 

وفي بلدة أنصار في البقاع، شيّع «حزب الله» أحد عناصره الذين قضوا في الاشتباكات مع «جبهة النصرة» في جرود بريتال ومواقع أخرى داخل الحدود اللبنانية، بعدما شيّع أربعة أول من أمس في بعلبك واللبوة، فيما استمرت التداعيات السياسية للمواجهة التي حصلت، فردّ رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك على مواقف انتقدت تورط الحزب في القتال بسورية مطالبة بحصرية الدفاع عن الحدود بالحكومة وبنشر الجيش وقوات «يونيفيل» على الحدود مع سورية (الأمانة العامة لـ14 آذار).

 

وفي باريس قالت مصادر فرنسية مطلعة على محادثات هولاند الحريري لـ «الحياة»، إن الأخير ركّز في اللقاء على عرض موقفه من أولوية انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، وعلى أن تساعد فرنسا في د فع اللاعبين الإقليميين الذين لديهم تأثير في لبنان إلى التشجيع على إنهاء الشغور الرئاسي. وأوضحت المصادر أن الحريري طلب تحديداً من هولاند أن يبذل جهداً مع الجانب الإيراني في هذا السياق.

 

وعلمت «الحياة» أن هولاند أبلغ الحريري أنه كان التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك الشهر الماضي، وأنه تناول الموضوع اللبناني، لكن الأخير مر عليه بسرعة، نظراً إلى أن تركيز الاهتمام من الجانب الإيراني كان على الملف النووي مع دول 5+1.

 

وأشارت المصادر إلى أن هولاند سأل الحريري عن الهبات السعودية للجيش اللبناني، فأوضح له أن هبة البليون دولار التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى لبنان هي، إضافة إلى هبة الـ3 بلايين دولار السابقة التي كان تم الاتفاق عليها بين الجانبين السعودي والفرنسي، لتزويد الجيش اللبناني معدات فرنسية.

 

وعلمت «الحياة» أن هولاند أكد للحريري أن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب يجب أن يبذل المزيد من العمل من أجل منع تقدم تنظيم «داعش» والقضاء عليه.

 

وكان الحريري التقى الأحد الماضي في باريس رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل، الذي أعرب عن اطمئنانه إلى موقف زعيم «المستقبل» بإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية.

 

وعلى صعيد المفاوضات لإطلاق العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و «النصرة»، اجتمع رئيس الحكومة تمام سلام مساء أمس إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى التفاوض عبر إحدى القنوات الإضافية للوسيط القطري مع الخاطفين، وعرض سلام معهما آخر المعطيات حول المطالب التي يطرحها الخاطفون مقابل إطلاق عدد من العسكريين، وما يمكن الحكومة أن تقبل به في هذا الصدد، وسط تكتم شديد.

 

تركيا تريد عملية برية لمنع سقوط عين العرب

لندن، إسطنبول، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

تدور معارك ضارية في شوارع مدينة عين العرب (كوباني)، في وقت شنت مقاتلات التحالف الدولي- العربي غارات على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في المدينة. وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شن عملية برية لوقف تقدم التنظيم، في حين انتقدت طهران «الموقف السلبي للمجتمع الدولي» من قضية المدينة. (للمزيد)

 

وأعلنت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أن طائرات حربية تابعة للولايات المتحدة والسعودية والإمارات شنت الإثنين والثلثاء خمس ضربات جوية قرب مدينة عين العرب، إضافة إلى أربع غارات في شمال شرقي البلاد. وأضافت في بيان أن ضربة جنوب عين العرب دمرت ثلاث آليات مسلحة وألحقت أضراراً بأخرى، كما دمرت ضربة ثانية جنوب شرقي المدينة آلية مدرعة تنقل مضادات طيران. ودمرت ضربتان جنوب غربي المدينة دبابة، فيما أدت ضربة أخرى إلى القضاء على وحدة تابعة لـ «داعش».

 

وكان تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» وضع أنقرة في الخط الأول للصراع في سورية. وحتى لو أنها لم تتدخل بعد، فقد حصل جيشها الأسبوع الماضي على موافقة البرلمان للتدخل في سورية والعراق. وفي حال تمكن مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» من السيطرة التامة على عين العرب، ثالث مدينة كردية في سورية، سيؤمنون سيطرة على شريط طويل متصل من الأراضي على طول الحدود التركية- السورية.

 

وقال أردوغان أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب جنوب تركيا، إن «الرعب لن يتوقف بإلقاء القنابل من الجو ما لم نتعاون لشن عملية برية مع الذين يخوضون المعركة على الأرض». وقال: «لقد مرت شهور من دون تحقيق أي نتيجة. كوباني على وشك السقوط».

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للبرلمان الفرنسي: «المخاطر كثيرة في كوباني ويجب بذل كل جهد ممكن لوقف إرهابيي داعش وردهم على أعقابهم». وأضاف: «إن مأساة تتكشف ويجب علينا جميعاً أن نتحرك.. نتحرك من أجل كوباني». وأضاف فابيوس إنه تحدث بالفعل مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وإن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيتحدث مع أردوغان في وقت لاحق لـ «بحث كيفية التصرف في مواجهة هذا الوضع الملح».

 

ونقلت وسائل إعلام سورية عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني تحذيره من «السهو» عن التحركات التركية «الخطرة»، فيما انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم «الموقف السلبي للمجتمع الدولي» إزاء هجوم «داعش» على عين العرب.

 

وكان «المرصد» أشار إلى سقوط 400 قتيل من «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردي منذ انطلاق المواجهات في 16 الشهر الماضي. ودفع هجوم «الدولة الإسلامية»، الذي تمكن من الاستيلاء على حوالى 70 قرية حول عين العرب، بحوالى 300 ألف من سكان هذه المنطقة للهرب، ولجأ أكثر من 180 ألفاً منهم إلى تركيا.

 

ومن أجل لفت الأنظار إلى معركة كوباني، اقتحم عشرات المتظاهرين الأكراد لفترة وجيزة البرلمان الأوروبي في بروكسيل، حيث أكد لهم رئيسه مارتن شولتز دعم البرلمان «الجهود الدولية» لصد «الدولة الإسلامية». وقتل رجل في موش جنوب شرقي تركيا خلال تظاهرة للأكراد الذين كانوا ينددون برفض حكومة أنقرة التدخل عسكرياً لمنع سقوط مدينة عين العرب.

 

الى ذلك، خُطف كاهن فرنسيسكاني و20 من المسيحيين ليل أول من أمس في بلدة قنية في شمال غربي سورية على يد «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، كما ذكرت الرهبانية الفرنسيسكانية.

 

كوباني على وشك السقوط بأيدي “داعش

مورستبينار (تركيا) – رويترز

 

رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مدينة كوباني الكردية السورية على وشك السقوط بعد أن تقدم مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ودخلوها من الجنوب الغربي مواصلين هجوما استمر ثلاثة أسابيع.

 

وقال أردوغان خلال زيارة لمخيم للاجئين السوريين، إن القصف ليس كافيا لهزيمة “داعش” وإن تركيا أوضحت أنه من الضروري اتخاذ خطوات إضافية، مضيفا ” لقد حذرنا الغرب، وكنا نريد ثلاثة أشياء، منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة موازية لها وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين.” وأكّد أردوغان أن تركيا ستتدخل في حال حدوث أي تهديد للجنود الأتراك الذين يحرسون موقعا تاريخيا في سورية تعتبره أنقره أرضا تابعة لسيادتها.

 

وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أعلن اليوم أنه وثق مقتل 412 شخصا قتلوا خلال المعركة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع بين “داعش” والمقاتلين الأكراد في كوباني ومحيطها. وقال مدير “المرصد” رامي عبد الرحمن إن مقاتلي “داعش” عبروا إلى كوباني وسيطروا على بعض مباني المدينة، موضحا أنهم توغلوا نحو 50 مترا داخل جنوب غربي المدينة.

 

فات الاوان” لإنقاذ كوباني بعد فشل الضربات الجوية

باريس – ا ف ب

 

رأى محللون ان غياب الدعم البري لمساندة ضربات الائتلاف الجوية ضد جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية”، وتردد تركيا في التدخل عسكرياً، من العوامل التي ساهمت في تقرير مصير مدينة كوباني في سورية على الحدود مع تركيا.

 

والتقدم الاخير لمقاتلي “داعش” في سورية والعراق تم ببطء لكن بوضوح امام انظار الدول الـ60 المشاركة في الائتلاف الذي تشكل لمحاربة هذا التنظيم، بقيادة الولايات المتحدة. وفي حين رفعت أعلام التنظيم الاثنين في شرق كوباني بات واضحاً ضعف حملة الضربات الجوية.

 

وقال ماريو ابو زيد المحلل في مركز كارنيغي للشرق الاوسط ومقره بيروت “في هذه المرحلة فات الاوان لإنقاذ مدينة كوباني”. وأضاف “تمدد قوات الدولة الاسلامية في كوباني دليل جديد على ان حملة الغارات الجوية لا تحقق أهدافها لتدمير القدرات العسكرية للتنظيم”.

 

والضربات الجوية الاميركية لم تنجح في وقف تقدم الجهاديين نحو المدينة بعد محاصرتها لثلاثة اسابيع ما ادى الى لجوء 190 الفاً من سكانها الى تركيا.

 

واتفق المحللون على انه في “غياب تعاون مع قوات برية لتنسيق افضل للضربات الجوية، يصعب على الائتلاف وقف تقدم الجهاديين الذين يسعون الى السيطرة على شريط حدودي متصل من الاراضي على طول الحدود التركية-السورية”.

 

وصرح مايكل كلارك مدير معهد “رويال يونايتد سرفيسز” لوكالة “فرانس برس” “لا اعتقد ان احداً كان متوهماً في هذا الخصوص”.

 

وأضاف ان “الغارات الجوية نجحت في عرقلة حرية تحرك مقاتلي داعش وارغمتهم على تغيير مخططاتهم لكن بالتأكيد لا يمكنها القضاء عليهم”.

 

وتابع ان “الطريقة الوحيدة للقضاء على التنظيم هو نشر قوات مماثلة على الارض”.

 

وقال انه “اصبح من المستحيل تقريباً تأمين دعم جوي خشية وقوع ضحايا في صفوف المدنيين بعد ان دخلت قوات الدولة الاسلامية الى بعض أحياء كوباني حيث تدور حرب شوارع طاحنة مع المقاتلين الاكراد لانقاذ المدينة”.

 

وأوضح كلارك ان “الخيار الوحيد لإنقاذ كوباني هو إما بإرسال على وجه السرعة المزيد من الاسلحة الثقيلة الى الاكراد او بنشر تركيا الدبابات التي حشدتها على الحدود”.

 

واضاف: “من وجهة النظر العسكرية القوات التركية قادرة على طرد مقاتلي الدولة الاسلامية من كوباني إذا قررت إجتياز الحدود”.

 

وقال كلارك “هناك العديد من الاسباب التي تدفع بالاتراك الى لعب دور المتفرج. اولاً سيتدخلون في بلد آخر وثانياً سيساعدون اقلية كردية هم على خلاف معها”.

 

وقالت ارين ماري سالتمان الباحثة الكبيرة في مركز “كويليام” ومقره لندن ان على تركيا “المترددة” ودول اسلامية وشرق اوسطية إرسال قوات برية لوقف تقدم جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية”. وصرحت لوكالة “فرانس برس” “كلما زاد عدد دول الشرق الاوسط المشاركة في حملة محاربة الدولة الاسلامية كلما تراجعت مصداقية دعاية التنظيم في إقامة دولة اسلامية لكافة المسلمين”. واضافت ان عديد قوات الدولة الاسلامية ليس كبيراً لدرجة “لا يمكن لجيش نظامي الانتصار عليها”.

 

وتابعت “لهذا السبب انه وضع يثير الصدمة لانه سمح لهم بالاستيلاء على اراض واسعة في سورية والعراق في ظل حكومات غير مستقرة”.

 

وحذرت من انه “في حين يركز الائتلاف اهتمامه على كوباني قد يسعى مقاتلو الدولة الاسلامية الى التقدم في ضواحي بغداد مشددة على ان المطار خارج العاصمة العراقية يعد موقعاً استراتيجياً سيستهدفه التنظيم قريباً”.

 

وقالت كلارك بشأن الجهود الدولية للقضاء على التنظيم “ستسوء الامور قبل ان تتحسن لان الائتلاف الدولي غير موحد سياسياً (…) ليس متيناً كما تبدو الامور”.

 

ما هي التفرّعات الجديدة لشجرة عائلة “داعش”؟

بيروت ـ “الحياة”

 

تتنامى هيمنة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي يهدف إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، في المعركة من أجل زعامة الجماعات الإرهابية.

 

وتعيد غالبية الحركات المتشددة المنتشرة من الشرق إلى افريقيا النظر بشكل متزايد في ولائها لتنظيم “القاعدة”، فما هي هذه الجماعات:

 

– “داعش”: ظهر للمرة الأولى في نيسان (ابريل) 2013، وقُدم على انه نتيجة اندماج بين تنظيمي “دولة العراق الاسلامية” التابع لـ “القاعدة” و “جبهة النصرة” السورية، إلا ان هذه الاخيرة رفضت الاندماج على الفور، ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في كانون الثاني (يناير) 2014 لا تزال مستمرة بتقطع حتى اليوم.

 

وكان “داعش” يعمل في بداياته في العراق تحت إسم “جماعة التوحيد والجهاد”، ثم تحوّل إلى تنظيم “القاعدة في بلاد الرافدين” بعد تولّي أبو مصعب الزرقاوي قيادته في 2004 ومبايعته زعيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن.

 

وبعد ذلك، حدثت تطورات كثيرة جعلت التنظيم يتمدّد جغرافياً حتى أصبح يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسورية. إلا ان خطره يتزايد في ظل شبكة العلاقات الكبيرة التي يبنيها مع تنظيمات إرهابية منتشرة من الشرق إلى افريقيا، وهو بذلك ينافس تنظيم “القاعدة” في الهيمنة على الجماعات المتطرّفة.

 

– إمارة القوقاز: أعلن عن تأسيسها يوم 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2007 من جانب زعيم المقاتلين الشيشان دوكو عمروف. وتضم الإمارة كل جمهوريات شمال القوقاز وهي: داغستان والشيشان وأنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وولاية كابردا – بلكار – كرشاي المجتمعة. ترتبط الإمارة بتنظيم القاعدة، لكنّ كثراً من عناصرها السابقين يقاتلون مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

– أنصار بيت المقدس: عُرفت على نطاق واسع في مصر في أعقاب 30 حزيران (يونيو) من خلال مجموعة عمليات تفجير قامت بها ضد أهداف ومنشآت أمنية. وهي من الجماعات المسلّحة التي تركز نشاطها في سيناء مع تنامي صلتها بـ “داعش”.

 

– أنصار الشريعة: هي ميليشيا إسلام سياسي، تأسست في نيسان (أبريل) من عام 2012 بعد أشهر من نهاية الثورة الليبية، وتدعو إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا.

 

شارك أفراد منها في الثورة الليبية، وهي تضم ليبيين وعناصر من بلدان مجاورة خصوصاً من تونس. ويعتقد أن تنظيم “أنصار الشريعة في ليبيا” وتنظيم “أنصار الشريعة في تونس” يشكلان تنظيماً واحداً من حيث “الأفكار الجهادية والتنسيق العملياتي والدعم المالي واللوجيستي” وأعلنا ولاءهما لـ “داعش”. ينشط عناصر التنظيم في شرق ليبيا وعلى الحدود الليبية-المصرية وفي تونس والمغرب.

 

– القاعدة في المغرب الإسلامي والجماعات التابعة: هو تنظيم إرهابي نشأ عن “الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية”، التي ولدت بدورها من رحم “الجماعة الإسلامية المسلحة”.

 

في عام 2006، أعلنت الجماعة السلفية انضمامها إلى تنظيم “القاعدة”، قبل أن تسمّى في العام التالي رسمياً باسم “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. ويقول التنظيم إنه “يسعى الى تحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية”.

 

وانفصلت “جند الخليفة” الجزائرية عن التنظيم المتشدّد في شمال افريقيا لتتحد مع “داعش”.

 

– حركة الشباب: هي حركة صومالية، تتبع فكرياً لتنظيم “القاعدة” الذي يتزعمه أيمن الظواهري. وتتهم من أطراف عدة بالإرهاب، من بينها الولايات المتحدة والنروج والسويد. تأسست الحركة في أوائل 2004، وكانت الذراع العسكرية لـ “اتحاد المحاكم الإسلامية” التي هُزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية.

 

يعتقد بأن الحركة تموّل نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال. وتبنّت الحركة الهجوم على مركز “ويست غايت” التجاري في كينيا في أيلول (سبتمبر) 2013 والذي قتل فيه 67 شخصاً.

 

ويعتقد بأن الهجوم الأميركي الأخير الذي أدى إلى مقتل زعيم الجماعة قد يدفعها للانضمام إلى “داعش”.

 

– بوكو حرام: هي جماعة إسلامية نيجيرية تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في كل ولايات نيجيريا. قائدها الحالي هو أبو بكر شيكاو، وسُمّيت هذه الجماعة بـ “طالبان نيجيريا”. تتألّف الجماعة من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما في ولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر. ويعرف عن الجماعة رفضها التعليم والثقافة الغربية. وهي على صلة بتنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي”. تنشط الجماعة في نيجيريا والمناطق الحدودية للدول المجاورة.

 

– تنظيم القاعدة في جزيرة العرب: هو تنظيم إرهابي يمني ظهر في بدايات تسعينات القرن الماضي لمحاربة “الوجود الغربي في شبه الجزيرة العربية”، ثم تطورت عملياته بعد ذلك لتشمل السعودية واليمن، بعدما سعى البلدان إلى القضاء على التنظيم.

 

يُتّهم “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” بمحاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف في 28 آب (أغسطس) 2009 في مدينة جدة. وتبنى التنظيم محاولة تفجير طائرة أميركية كانت متوجّهة من أمستردام (هولندا) إلى مدينة ديترويت في 25 كانون الثاني (يناير) 2009. وأعلن التنظيم عن تضامنه مع مقاتلي “الدولة الإسلامية”.

 

– طالبان: هي حركة إسلامية حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان ابتداء من أيلول (سبتمبر) 1996. يتعهّد الفرع الباكستاني للحركة بدعم “داعش” ويحض باقي الجماعات على التوحّد من أجل رد الهجمات الغربية. يذكر أن هذه الفرع في صراع مع الحكومة المركزية الباكستانية، وهو يحاول فرض تطبيق الشريعة في باكستان ومحاربة قوات الناتو في أفغانستان.

 

– القاعدة في شبه القارة الهندية: أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في 3 أيلول 2014 تشكيل فرع في الهند للجماعة المتشددة قائلاً انه سينشر الحكم الاسلامي و “سيرفع علم الجهاد” في أنحاء شبه القارة.

 

– جماعة أنصار التوحيد: هي جماعة إسلامية إندونيسية تحضّ المسلمين على قتل الأجانب ومن تصفهم بـ “الكفار”. زعيم الجماعة هو أبو بكر باعشير الذي شارك أيضاً في تأسيس “الجماعة الاسلامية”، وهي جماعة متشددة مقرها جنوب شرقي آسيا وتربطها صلات بتنظيم القاعدة ومتّهمة بتفجيرات بالي في العام 2002.

 

– جماعة أبو سيّاف: هي جماعه “جهادية” انشقّت عن جبهة التحرير الوطنية “جبهة مورو” عام 1991 جنوبي الفيليبين، أنشأها عبدالرزاق أبو بكر جنجلاني، وهدفها “إنشاء دولة إسلامية” غربي جزيرة مندناو جنوبي الفيليبين، حيث تقطن هذه الجزيرة غالبية مسلمة. وهي جماعة تحالفت مع القاعدة سابقاً، وتوالي الآن “داعش”.

 

مقتل المطيردي «خريج الشريعة» والمدرب العسكري في «النصرة»

الدمام – منيرة الهديب

 

لقي ثلاثة مقاتلين سعوديين حتفهم خلال الأيام الثلاثة الماضية في سورية، وذلك في هجمات متفرقة استهدفت الجيش السوري والمقاتلين الأكراد، إذ حصدت المواجهات المستمرة للكتائب المقاتلة ضد جيش النظام السوري في ريف اللاذقية الشمالي، مقاتلينِ سعوديينِ جدد، مساء الأحد، ويُعد أحدهما قائداً في تنظيم «جبهة النصرة»، فيما قضى سعودي ينتمي إلى «داعش» في منطقة عين العرب.

 

ففي الشمال الغربي لسورية، قضى الشاب السعودي عبدالرحمن المطيردي المكنى بـ «أبي زياد الجزراوي»، المنضوي ضمن «الكتائب الإسلامية» في ريف اللاذقية. وانضم المطيردي، وهو ابن أكاديمي سعودي يدرس في إحدى الجامعات السعودية، إلى صفوف مقاتلي تنظيم «جبهة النصرة» قبل عامين، فور تخرجه من كلية الشريعة الإسلامية. وقاتل في مناطق سورية عدة قبل انتقاله أخيراً من ناحية تفتناز، التي تقع في الشمال الشرقي من مدينة إدلب، إلى منطقة الساحل في ريف اللاذقية، ليُقتل هناك. وظهر المطيردي، الذي يعد أحد المدربين العسكريين في الجبهات، في مقاطع صوتية إنشادية بُثت على «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

و في المنطقة ذاتها؛ قُتل القيادي السعودي في جبهة «النُصرة» المكنى بـ «أبي بكر الطائفي». وبحسب زملائه في التنظيم؛ فإن الطائفي، هو المقاتل السعودي فهاد الروقي، الذي كان «يعمل راعي أغنام قبل نفيره» على حد وصفهم. وسبق أن انفجر به معمل الهاون مرات عدة ولكنه لم يقتل.

 

وتداولت مواقع إخبارية سورية خلال الأيام الماضية خبر مقتل القائد الميداني في جبهة النصرة «أبو بكر الطائفي»، خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في بلدة دورين بريف اللاذقية الشمالي. وبحسب المواقع الإخبارية فإنه قتل ما لا يقل عن سبعة عناصر من قوات النظام، بينهم نقيب في اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين مقاتلي الكتائب الإسلامية، على أطراف تلة دورين في ريف اللاذقية الشمالي خلال الأيام الماضية. وكان مقاتلو الكتائب الإسلامية أطلقوا النيران على مناطق في محيط جبل دورين، وأطلقت قوات النظام النيران على مناطق في جبل الترتياح. فيما قصف الجيش السوري في اللاذقية والساحل السوري، مناطق في قرى جبل الأكراد. كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف تلة دورين ومحور الجلطة بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى من الطرفين ، بحسب ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

«وليمة المنام» تُلحق سلمان السويد بإخوته القتلى

 

< لحق المقاتل السعودي في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بأخويه اللذين سبق أن قٌتلا في ساحات متفرقة، وقتل سلمان السويد المكنى بـ «أبي حازم الجزراوي» بقصف جوي أمس، في منطقة عين العرب بعد مشاركته في مواجهات التنظيم ضد المقاتلين الأكراد، في معارك مدينة «عين العرب» (كوباني)، التي تقع في محافظة حلب على الحدود السورية – التركية. وكان السويد الذي ينحدر من مدينة بريدة في منطقة القصيم، تزوج في سورية قبل أسابيع عدة، وهو شقيق المقاتل عبدالله السويد، الذي لقي حتفه قبل عامين في اليمن بعد التحاقه بتنظيم «القاعدة» هناك. فيما قتل شقيقه الآخر عبدالعزيز أخيراً في سورية بعد انضمامه إلى صفوف المقاتلين هناك. فيما لا يزال أحد إخوته يقاتل هناك. وبحسب أحد زملائه في التنظيم؛ فإن السويد «انضم إلى المقاتلين في «عين العرب» بعد رؤيته أحد زملائه «الشهداء» في منامه يدعوه إلى وليمة»، بحسب وصفه.

 

وعلى رغم مقتل السويد في مواجهات التنظيم مع المقاتلين الأكراد، إلا أن زملاءه في التنظيم أكدوا مقتله بغارة جوية للتحالف الغربي. وكان مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» بدؤوا هجوماً ترافق مع قصف عنيف ومعارك ضارية خلال الأيام الماضية، على الجبهتين الشرقية والجنوبية الشرقية لكوباني.

 

وبلغت حصيلة قتلى القصف والمعارك والغارات الجوية السبت الماضي 23 شخصاً من وحدات حماية الشعب الكردية، و33 شخصاً على الأقل من عناصر «الدولة الإسلامية»، بحسب المرصد. فيما تمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من السيطرة على نحو 70 قرية في شمال سورية في الطريق إلى كوباني. بينما تسببت المعركة في نزوح أكثر من 300 ألف شخص، عبر أكثر من 180 ألفاً منهم الحدود نحو تركيا.

 

السيادة العراقية في الأنبار تقتصر على موقعين فقط

بغداد – «الحياة»

واصلت قوات «البيشمركة» الكردية أمس تقدمها في شمال العراق واستعادت قرى صغيرة من أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي رد بدوره بشن هجمات محاولاً اختراق دفاعات الأكراد والجيش العراقي في أكثر من منطقة، فيما سُجّل نزوح واسع للأهالي من بلدة هيت التي سيطر عليها التنظيم في الأنبار، التي اقتصر تواجد القوات العراقية فيها على موقعين فقط، وسط توقعات بتعرض المنطقة لضربات جوية. وانضمت هولندا أمس للمرة الأولى للحملة الجوية في العراق، وقصفت طائراتها مواقع لـ «داعش» خلال مواجهات كانت تجري مع الأكراد في ناحية ربيعة قرب الحدود مع سورية. (للمزيد)

 

وجدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، رفضه تدخل القوات التركية براً في الحرب على التنظيم في العراق، في وقت يُتوقع أن يقدّم بعد انتهاء عطلة العيد أسماء مرشحين لشغل حقيبتي الداخلية والدفاع لنيل ثقة البرلمان، وسط معلومات عن إصرار «التحالف الوطني» الشيعي على تولي زعيم منظمة «بدر» هادي العامري المنصب.

 

وأكد العبادي في اتصال هاتفي أمس مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رفضه وجود أي قوات أجنبية على أرض العراق، ونقل مكتب العبادي عنه مطالبته بـ «احترام جميع الدول سيادة العراق ووحدة أراضيه».

 

من جهته اكد داود أوغلو «احترام تركيا لسيادة العراق ووحدة أراضيه»، وأن «القوات التركية سيكون واجبها دفاعياً وليس هجومياً». وزاد أن «البرلمان يجدد التصويت على هذا القرار في كل سنة منذ عام 2007»، موضحاً أن «تركيا لم ولن تقوم بأي عمل عسكري إلا بموافقة الحكومة العراقية احتراماً للسيادة العراقية».

 

وكانت أوساط سياسية عراقية أبدت خلال الأيام الماضية مخاوفها من تدخل عسكري تركي في الموصل، بعد تخويل البرلمان التركي الحكومة استخدام القوة البرية في الحرب على «داعش».

 

ميدانياً، ما زال مقاتلو تنظيم «داعش» يتمركزون في بلدات هيت وكبيسة بالإضافة إلى مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، بالإضافة الى سيطرة التنظيم على بلدات الفلوجة والقائم، وجزء كبير من صحراء الأنبار. وأكد مصدر عسكري لـ «الحياة»، أن منطقتين فقط في الأنبار ما زالتا تحت سيطرة القوات الحكومية وبعض عناصر العشائر المتطوعين لقتال «داعش»، هما حديثة ومعسكر الفلوجة. وأشار إلى أن القوات العراقية تلقت خلال الساعات الماضية دعماً عسكرياً جوياً مكّنها من محاصرة تنظيم «داعش» في بلدة هيت التي يسيطر عليها منذ يومين. وأكد شهود أن أهالي مناطق هيت وكبيسة نزحوا منها باتجاه الفلوجة، التي تقع تحت سيطرة «داعش» منذ بداية العام خوفاً من تعرض المدينة للقصف الجوي.

 

سياسياً، تنتظر القوى السياسية العراقية تقديم رئيس الحكومة أسماء المرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية للتصويت البرلماني بعد نهاية عطلة عيد الأضحى.

 

وأكد النائب عن «كتلة المواطن» سليم شوفي في تصريح إلى «الحياة»، أن قوى «التحالف الوطني تؤيد ترشيح رئيس كتلة بدر عبدالهادي العامري، وإذا ما اعترضت الأطراف السياسية أو جهات خارجية قد توكل إلى مرشحين آخرين من كتلة العامري ذاتها، بينهم اللواء حامد الموسوي والنائب قاسم الأعرجي».

 

ولفت إلى أن «وزارة الداخلية باتفاق جميع الكتل، ستسند إلى كتلة بدر أو إلى شخص من المقربين إلى الأخيرة وفق الشروط المشار اليها».

 

وبخصوص رفض أميركا العامري، قال إن «الإدارة الأميركية ليس لديها فيتو على شخص العامري بقدر ما هو تحفظ». يذكر أن ترشيح العامري جوبه برفض بعض الكتل السياسية التي ترى أنه يقود ميليشيا.

 

من جانبه أكد النائب عن «القائمة الوطنية» حسن شويرد في اتصال مع «الحياة»، أن «من بين الأسماء التي قدمت لشغل وزارة الدفاع النائب حامد المطلك، وخالد العبيدي، وقيس الشذر، وسالم دلي، وعبدالله الجبوري وعبدالكريم السامرائي».

 

معركة كوباني تُثير اضطرابات داخل تركيا بان يحضّ على “تحرّك فوري” لحماية السكان

المصدر: العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

لم تحل موجة جديدة من غارات الائتلاف الدولي على مواقع “الدولة الاسلامية” مساء الاثنين وصباح الثلثاء دون احراز مقاتلي التنظيم المتشدد تقدماً اضافياً في مدينة كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب، التي دخلوها من الجنوب الغربي مواصلين هجوماً استمر ثلاثة أسابيع وسقط فيه 400 قتيل واضطر الآلاف الى الفرار من ديارهم.

وأقر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأن مدينة كوباني الكردية السورية “على وشك السقوط”، ورأى أن القصف ليس كافيا لالحاق الهزيمة بـ”الدولة الاسلامية”، مكرراً أنه من الضروري اتخاذ خطوات اضافية قبل ان يكون في امكان تركيا التدخل، مشيراً الى ” ثلاثة أشياء. منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة موازية لها وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين”.

وانتقد الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية بولات جان تصريحات اردوغان، واتهمه بأنه “يدعم بكل ما أوتي من قوة داعش ويدفعها الى الهجوم على كوباني حتى يظهر هو مثل المنقذ”. وقال ان “وحدات حماية الشعب” لا تملك كمية كبيرة من “الأسلحة المتطورة، وخصوصا المضادات للدبابات والمدرعات”، مضيفا: “الذخيرة قليلة، لكنها لن تنفد. غنمنا كمية جيدة من الاسلحة من داعش”. وأكد رفض الاكراد أي تدخل بري تركي.

وتستضيف تركيا أكثر من 180 ألف لاجئ كردي سوري من كوباني، لكنها لم تنضم الى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتشددين، بحجة إن الحملة العسكرية لا بد أن تهدف الى إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

وزاد احتمال سقوط المدينة الحدودية الضغوط التي تتعرض لها تركيا للانضمام إلى الائتلاف الدولي.

وجاء مزيد من الضغط من فرنسا التي قالت إن من الضروري وقف تقدم “الدولة الاسلامية” نحو كوباني، وانها تبحث مع تركيا في ما يمكن القيام به.

لكن بعض المحللين يشككون في توافر الارادة لدى الحلفاء الغربيين لاتخاذ مزيد من الخطوات.

 

بان ودو ميستورا

وحض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون “كل الأطراف القادرين” على القيام بـ”عمل فوري” لحماية السكان الذين تحاصرهم عناصر ” داعش” في مدينة عين العرب.

وجاء في بيان له أنه “يتابع بقلق بالغ” العمليات الهجومية لـ”داعش” ضد المدينة، مشيراً الى أن “تلك العمليات أدت الى نزوح واسع للمدنيين الذين توجه بعضهم الى تركيا، والى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى”. ولفت إلى أن “داعش ارتكب انتهاكات جسيمة وواسعة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق في إطار حملته الهمجية”. لذلك، دعا “كل الأطراف القادرين الى العمل الفوري لحماية السكان المدنيين في عين العرب”.

كذلك أصدر الموفد الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دوميستورا بياناً قال فيه إن “العالم شاهد بأم العين صور ما يحصل حين تسيطر جماعة ارهابية تسمى داعش على مدينة في سوريا أو في العراق: مجازر، مآس انسانية، اغتصاب، عنف مروع”. ولاحظ أن كوباني حيث يقيم 400 ألف نسمة لا تزال تحت الحصار منذ ثلاثة أسابيع، وأن “هؤلاء، وهم جميعاً من الأكراد، يدافعون عن أنفسهم بشجاعة عظيمة” بأسلحة عادية ضد “داعش الذي يملك دبابات ومدافع هاون”. واعتبر أن على المجتمع الدولي أن يدافع عنهم”، لأن المجتمع الدولي “لا يمكنه أن يترك مدينة أخرى تقع تحت سيطرة داعش”، موضحاً أن “تركيا كانت كريمة للغاية إذ استضافت 200 ألف من السكان لكن ثمة حاجة الآن الى عمل ملموس”. وخلص الى أن “العالم، جميعنا، سنندم ندماً عميقاً إذا تمكن داعش من السيطرة على مدينة دافعت عن نفسها ببسالة ولكن صارت الآن غير قادرة على القيام بذلك… علينا أن نتصرف الآن”.

 

واشنطن

وفي واشنطن، وصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي معركة كوباني بأنها “مرعبة”.

 

طهران

وانتقدت طهران “الموقف السلبي للمجتمع الدولي” من الهجوم على كوباني، وشددت الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم على “ضرورة دعم الحكومة السورية في مكافحة الارهابيين”.

 

تركيا

وزادت المواجهات بين القوات الكردية و”داعش” التوتر داخل تركيا تفاقماً، مع خروج الآلاف الى الشوارع للتعبير عن غضبهم واستيائهم من تلكؤ الحكومة في التحرك.

واشتبكت الشرطة مع متظاهرين طالبوا بمزيد من المساعدات للقوات الكردية التي تناضل من أجل الدفاع عن المدينة. وأدت مواجهات الى مقتل شاب في الـ25 في فارتو بتركيا، وتحدثت تقارير عن نقل شخص الى المستشفى في اسطنبول، فيما فرضت السلطات التركية منع التجول في ست بلدات بمحافظة ماردين. وأعلن لاحقاً ان عدد القتلى ارتفع الى ثلاثة.

وخرجت تظاهرات مؤيدة للأكراد في عواصم أوروبية احتجاجاً على تقدم “الدولة الاسلامية” في كوباني. ودخل محتجون مقر البرلمان الاوروبي في بروكسيل.

 

شعلة نار تشهدها الجبهة الشرقية فأين المعركة المقبلة؟ صدّ محاولة تقدّم بين الزبداني وعسّال الورد وراس يبرود

بعلبك – وسام اسماعيل

شعلة نار تشهدها جبال القلمون من الجهتين اللبنانية والسورية منها التي تمتد على مسافات واسعة من جوسية شمالاً حتى بلدة طفيل جنوباً نتيجة الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري النظامي وعناصر “حزب الله” من جهة، ومسلحي تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” من جهة أخرى، في محاولة من المسلحين لفتح منفذ آمن لهم في اتجاه القرى الحدودية استباقاً لفصل الشتاء.

فبعد هجوم الأحد الفائت على احدى النقاط التابعة لـ “حزب الله” في جرود بريتال، نفّذ المسلحون الخامسة فجر أمس هجوماً آخر أوسع من الجهة السورية على عدد من المراكز التابعة للجيش السوري من الجهة السورية و”حزب الله” من الجهة اللبنانية، وشمل الهجوم أكثر من محور بدءاً من بلدة الزبداني السورية مروراً بمنطقة عسال الورد حتى أطرف “وادي بخعة” و”راس يبرود” في هجوم موحد شارك فيه آلاف المسلحين، مما أدى الى اشتباكات شرسة كان تدخل فيها الطيران الحربي والمروحي السوريين، فشنّ غارات مكثفة طاولت كل حركة في الجرود التي شهدت معارك، مما منع تقدم المسلحين وتحقيق أهدافهم، إضافة الى تدمير عدد من الآليات و سقوط عشرات القتلى كما أكدت مصادر متابعة لـ”النهار”.

وهذه الاشتباكات العنيفة التي ترتفع وتيرتها بين يوم وآخر كفيلة رفع جهوز كل الأطراف المشاركين. وكان أكد متابع للمعارك أن رفع وتيرة الاشتباكات أحد أسبابه حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة عند المرتفعات حيث المسلحون، وفي محاولة منهم لشق معابر آمنة في اتجاه قرى يمكن قضاء فصل الشتاء فيها، ولاسيما عسال الورد السورية، وهي الهدف الأول للمسلحين حيث تشهد أعنف المواجهات بين الطرفين.

في المقابل، تشهد السلسلة الشرقية من الجهة اللبنانية تحركات للمسلحين يقابلها رفع جهوز للجيش عند اطراف بلدات عرسال ورأس بعلبك والقاع، فيما عززت عناصر “حزب الله” الرابضة في غالبية القرى البقاعية مواقعها خوفاً من هجوم محكم قد تشنه المجموعات المسلحة.

ويرى أحد القياديين أن الأيام المقبلة تشكل أكبر خطر وتهديد من المسلحين للقرى البقاعية، وتجربة عرسال بعد اقتحامها من المسلحين يمكن ان تتكرر بعد فشل المسلحين السيطرة على أي من القرى السورية في القلمون، وهذا ما يعزز فرضية اندفاعهم الى قرى بقاعية قد يرونها أكثر مرونة للسيطرة عليها، وقد تكون نتائج ذلك غير متوقعة من الأطراف المتقاتلين.

وأهالي القرى البقاعية الذين اعتادوا الاحداث المتسارعة طوال الاعوام الاخيرة، يدور الحديث الشائع بينهم اليوم عن مكان المعركة المقبلة ومدى خطورة الايام الآتية، وهذا ما يتسبب بحال قلق حقيقي يعيشونه وترقب شديد ينعكس مباشرة على الدورة الاقتصادية للمنطقة.

 

الأمن التركي يقتل 14 متضامناً مع عين العرب

قتل 14 شخصاً في صدامات عنيفة وقعت، أمس، بين قوات الأمن التركية ومتظاهرين أكراد كانوا ينددون بعدم تحرك أنقرة ضدّ مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” الذي يسعى لاحتلال مدينة عين العرب السورية (كوباني).

ووقعت الأحداث الأكثر دموية في ديار بكر، حيث قتل ثمانية متظاهرين، بحسب صحيفة “حرييت” الواسعة الانتشار. وأكد مصدر أمني محلي الحصيلة.

ودارت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المؤيدين للأكراد في عدد من مناطق اسطنبول التي تضم مجموعة كردية كبيرة. كما اعتقلت الشرطة 98 شخصاً على الأقل في هذه المدينة، بحسب وكالة “دوغان” للأنباء.

وأعلنت السلطات المحلية حظر التجوال في ديار بكر وماردين (جنوب شرق) وفان (شرق) حيث انتشر الجيش، في إجراء غير مسبوق منذ رفع حال الطوارئ قبل 12 عاماً.

من جهته، دعا وزير الداخلية التركي افكان علاء إلى الهدوء، مؤكدا للصحافة أن “العنف ليس حلاً (…) وغير مقبول. يجب أن تتوقف ردود الفعل غير العقلانية هذه فوراً (…) وإلا فان عواقبها ستكون وخيمة”.

وقمعت قوات الأمن التركية كل التظاهرات في مدن أخرى من جنوب شرق الأناضول، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى كما دارت صدامات بين ناشطين أكراد وخصوم سياسيين لهم ولاسيما من “حزب هدى – بار”.

ونزل الأكراد إلى الشوارع بدعوة من “الحزب الديموقراطي الشعبي” للتنديد برفض أنقرة تقديم مساعدة عسكرية لعين العرب التي باتت على وشك السقوط في أيدي “داعش”.

(أ ف ب)

 

400 قتيل… واشتباكات في مدن تركية ومبعوث أميركي في أنقرة غداً

أردوغان: عين العرب تسقط لأن مطالبنا لم تتحقق!

بلغت غزوة عصابات «داعش» بعض أحياء مدينة عين العرب السورية التي ما زالت تقاوم. وبينما حافظ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، على سياسة حافة الهاوية في الابتزاز السياسي، لم تقدم واشنطن على تحرك عسكري فاعل يسهم في منع سقوط المدينة التي يدافع عنها أهلها من أكراد سوريا. وفي حين كان اردوغان يواجه حراكاً كردياً غاضباً في مدن تركية عدة ادى الى سقوط تسعة قتلى وعشرات الجرحى، سعى الى تبرير موقف انقرة بالقول إن قرب سقوط عين العرب (كوباني) مرده رفض الدول الغربية تنفيذ مطالبه بإقامة منطقة عازلة والتدخل على الأرض وتدريب المقاتلين السوريين «المعتدلين».

وفيما أعلن نائب رئيس الحكومة التركية يالتشين اق دوغان أن بلاده طلبت من واشنطن تكثيف الغارات الجوية لمنع «داعش» من السيطرة على عين العرب، دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا العالم إلى التحرك قائلاً في بيان، إن «العالم، وجميعنا، سنشعر بأسف شديد إذا تمكن «الدولة الإسلامية» من السيطرة على مدينة تدافع عن نفسها بشجاعة، لكنها باتت أقرب إلى العجز عن مواصلة القيام بذلك. يجب التحرك الآن».

 

وانتقدت طهران «الموقف السلبي للمجتمع الدولي» إزاء هجوم «داعش» على عين العرب. وشدّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم على «ضرورة دعم الحكومة السورية في مكافحة الإرهابيين». وقال مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الأعلى في إيران علي اكبر ولايتي، خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان في طهران، إن «إيران تتابع وتقيّم بدقة الأوضاع في العراق وسوريا ولبنان، لأن أمن هذه الدول مهم جداً لأمن المنطقة والعالم، كما يمكن إيجاد أرضية مناسبة للتعاون من أجل القضاء على الإرهاب».

وشدّد ولايتي على أن «إيران ستساعد العراق وسوريا حتى يستطيعا مواجهة ما يُسمّى الدولة الإسلامية»، مؤكداً أن «أمن العراق وسوريا مهم بالنسبة لنا». وتابع «مواقفنا حول سوريا ولبنان لا تختلف عن المواقف التي أعلن عنها الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني (علي شمخاني) عند زيارته لبنان».

وقال أردوغان، أمام لاجئين سوريين في مخيم في غازي عنتاب، إن «إلقاء القنابل من الجو لن يوقف الرعب. الرعب لن يتوقف بغارات جوية، ولن يتوقف ما لم نتعاون لشن عملية برية مع الذين يقاتلون على الأرض»، مضيفاً «لقد مرّت أشهر من دون تحقيق أي نتيجة. كوباني على وشك السقوط».

وتابع «لقد حذرنا الغرب. وكنا نريد ثلاثة أشياء. منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة موازية لها، وتدريب المعارضين السوريين والعراقيين المعتدلين». وكرّر أن أنقرة ستتدخل إذا حدث تهديد للجنود الأتراك الذين يحرسون ضريح سليمان شاه.

ويزور الجنرال الأميركي المتقاعد جون آلن، الذي يتولى منذ منتصف أيلول الماضي تنسيق تحرك الائتلاف الدولي ضد «داعش»، أنقرة غداً، حيث يعقد اجتماعات مع المسؤولين الأتراك. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي ن وزير الخارجية جون كيري تحدث مرتين في الأيام الأخيرة إلى نظيره التركي مرتين. وأضافت «تركيا تحدد ما هو الدور الأكبر الذي ستلعبه في المضي قدما وتلك المحادثات مستمرة.. لقد أشاروا إلى أنهم منفتحون على فعل ذلك.. لذا فإن هناك حوارا نشطا يجري في هذا الصدد».

ونقلت قناة «الخبر» التركية عن نائب رئيس الحكومة يلتشين اق دوغان «حكومتنا والمؤسسات المعنية أكدت لمسؤولين أميركيين الحاجة الفورية لتكثيف القصف الجوي بشكل أكثر فاعلية».

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، «نحن مستعدون لبذل قصارى جهدنا إذا كانت هناك استراتيجية واضحة وإذا تأكدنا من أن حدودنا ستكون محمية بعد» رحيل «داعش». وأضاف «لا نريد النظام بعد الآن على حدودنا ليدفع الناس إلى تركيا. لا نريد منظمات إرهابية أخرى… إذا بقي الأسد في دمشق بسياساته الوحشية، فقد يظهر تنظيم متشدد آخر إذا رحل تنظيم الدولة الإسلامية».

وانتفض الاكراد بوجه تواطؤ السلطات التركية مع «داعش»، وخرجت تظاهرات في العديد من المدن، بينها انقرة واسطنبول وديار بكر وانطاليا، دعما لمقاومة عين العرب، ردت الشرطة عليها بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع. وذكرت وسائل اعلام تركية ان تسعة اشخاص على الاقل قتلوا، واصيب العشرات، خلال تظاهرات للاكراد في تركيا. وقتل خمسة متظاهرين في ديار بكر، وشخصان في إقليم سيرت الجنوبي الشرقي، وشخص في إقليم باتمان المجاور، وشخص في مدينة موس الشرقية.

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمام البرلمان، «المخاطر كثيرة في كوباني، ويجب بذل كل جهد ممكن لوقف إرهابيي داعش وردّهم على أعقابهم». وأضاف أن «مأساة تتكشف، ويجب علينا جميعاً أن نتحرك من أجل كوباني».

وأعلن فابيوس أنه تحدث مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو وأن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيتحدث مع أردوغان «لبحث كيفية التصرف في مواجهة هذا الوضع الملحّ». ولم يذكر تفاصيل بشأن ما ستقدّمه فرنسا في هذا الشأن، ورفض مسؤولون التعقيب على التفاصيل. وكرر فابيوس الذي سيقابل نظيره التركي في باريس الجمعة أن فرنسا ستزيد دعمها لـ«الجيش السوري الحر». وقال «نعزز أيضاً تعاوننا مع القوات التي تحارب الدولة الإسلامية».

وبعد ثلاثة أسابيع على بدء الهجوم على عين العرب تمكّن مقاتلو «داعش» من الدخول إلى بعض أحياء المدينة. وقالت المسؤولة الكردية آسيا عبد الله، من داخل عين العرب، «بالأمس وقع اشتباك عنيف. قاتلنا بقوة لإبعادهم عن البلدة». وأضافت «الاشتباكات ليست في كوباني بأكملها، وإنما في مناطق معينة على مشارف البلدة وفي اتجاه الوسط».

وشنت طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، غارات على مواقع يسيطر عليها «داعش» قرب البلدة. وقال الناشط مصطفى عبدي إن طائرات التحالف ضربت مواقع «داعش»، لكنه أكد أن الغارات لم تؤثر على تقدم مقاتلي التنظيم على الأرض. وأضاف أن «المقاتلين الأكراد لا يزالون يقاتلون بعزم. ومع أنهم ليسوا مجهّزين سوى بأسلحة خفيفة فهم يعرفون جغرافية المنطقة جيداً. وسيدافعون عن المدينة حتى آخر عنصر منهم». وذكر مراسل «الميادين» أن المقاتلين السوريين الأكراد تمكنوا من إخراج الغزاة من الاطراف الشرقية للمدينة.

وأعلن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن مقتل أكثر من 400 شخص، معظمهم من مقاتلي الطرفين، منذ بدء الهجوم في 16 أيلول الماضي. وأوضح أن 219 مقاتلاً من «داعش» قتلوا، فيما قتل من الجانب الآخر 20 مدنياً و163 مقاتلاً كردياً وعشرة مسلحين قاتلوا إلى جانبهم.

(«مهر»، «الأناضول»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

الرئيس الفرنسي يؤيد انشاء منطقة عازلة بين سوريا وتركيا

باريس- (أ ف ب): اعلنت الرئاسة الفرنسية الاربعاء أن الرئيس فرنسوا هولاند يؤيد اقامة “منطقة عازلة بين سوريا وتركيا لاستقبال النازحين” وذلك بعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

 

وقال الاليزيه في بيان إن “رئيس الجمهورية اصر على ضرورة تجنب مجزرة لسكان الشمال وعبر عن دعمه للفكرة التي قدمها الرئيس أردوغان” بشأن المنطقة العازلة.

 

تنظيم “الدولة الاسلامية” يشن هجوما في شرق عين العرب لاستعادة أحياء انسحب منها

بيروت- (أ ف ب): يشن تنظيم “الدولة الاسلامية” هجوما في شرق مدينة عين العرب السورية الكردية بهدف استعادة احياء انسحب منها ليلا بعد ضربات طائرات الائتلاف الدولي التي قتل فيها 45 مقاتلا جهاديا خلال اليومين الماضيين، بحسب ما افاد الاربعاء المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تدور اشتباكات عنيفة في شرق مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) بعدما شن تنظيم الدولة الاسلامية هجوما لاستعادة الاحياء التي فقد السيطرة عليها”.

 

واضاف “قتل ثلاثة من افراد وحدات حماية الشعب (الكردية) واصيب عدد اخر منهم بجروح، وهناك خسائر بشرية مؤكدة في صفوف عناصر تنظيم الدولة الاسلامية” الجهادي المتطرف.

 

وكان المرصد ذكر في وقت سابق ان مقاتلي التنظيم انسحبوا ليلا من مناطق عدة في شرق مدينة عين العرب ومن الاطراف الجنوبية الغربية.

 

واوضح المرصد ان الانسحاب جاء بعد استهداف “مواقعهم الخلفية بالغارات ما خلف خسائر بشرية في صفوفهم كما تأكدت اصابة اربع عربات على الاقل للتنظيم”.

 

وتمكن تنظيم “الدولة الاسلامية” مساء الاثنين من دخول كوباني التي يتقدم نحوها منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، بعد معارك ضارية مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وسيطر على ثلاثة احياء في شرق المدينة وتمركز على بعض الاطراف الجنوبية والجنوبية الغربية قبل ان يتمكن المقاتلون الاكراد من صده، ما اجبره على التراجع بعض الشيء.

 

وتنفذ طائرات الائتلاف الدولي العربي غارات على مواقع التنظيم في محيط المدينة الواقعة في شمال محافظة حلب السورية، اجبرت التنظيم المعروف بـ(داعش) على تنفيذ انسحابه.

 

وقال المرصد لفرانس برس ان غارات الائتلاف الدولي العربي خلال اليومين الماضيين شملت اطلاق 23 صاروخا، وقتل فيها ما لا يقل عن 45 مقاتلا من تنظيم “الدولة الاسلامية”، معتبرا ان هذه الضربات “كان لها تاثير (…) على قوة داعش”.

 

والأربعاء شن الائتلاف ثلاث غارات جوية على مقاتلي التنظيم، احداها فبي شرق المدينة الحدودية مع تركيا، واثنتان في محيطها، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وشاهدت صحافية في وكالة فرانس برس الدخان يتصاعد من شرق المدينة بعد الغارة الاولى.

 

وقال مدير اذاعة (آرتا. اف ام) الكردية مصطفى عبدي من كوباني في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الغارة “استهدفت تجمعا لمقاتلي (داعش) وكنت اتابع بالمنظار وشاهدت القاء صاروخين على التجمع″.

 

وتابع عبدي “هناك مجموعة هائلة من المتوحشين المسلحين بكل انواع السلاح والاحزمة الناسفة تطوق مدينة صغيرة (…) ومقاتلو +وحدات حماية الشعب+ يستبسلون في الدفاع عن الارض، لكنهم يحتاجون الى اسلحة وذخيرة”، معتبرا ان “الغارات تساعد على منع سقوط المدينة، لكن المطلوب مد الموجودين بالسلاح”.

 

واضاف “يعاني المقاتلون الاكراد من نقص في الذخيرة وفي المواد الغذائية”.

 

وذكر ان السلطات التركية “لا تسمح بدخول الاسلحة والمقاتلين”، موضحا “يوميا يسقط شهداء وجرحى. حتى عند نقل الجرحى، السلطات التركية تفتح البوابة (الحدود) مزاجيا. بالامس انتظر عشرة جرحى اكثر من ساعة ليسمحوا لهم بالعبور، وتوفي اثنان منهم نتيجة النزف”.

 

واشار عبدي إلى استمرار وجود “حوالى الف مدني يرفضون الخروج من كوباني. زرت عددا منهم بنفسي وسالتهم لماذا لا يخرجون على الرغم من كل التحذيرات، وعلى الرغم من ان كوباني اصبحت اخطر مدينة في العالم؟ قال احدهم وعمره 65 عاما: الى اين نذهب؟ لنمت هنا، افضل من ان نموت على الطريق”.

 

وبدأ تنظيم “الدولة الاسلامية” هجومه في اتجاه كوباني في 16 ايلول/ سبتمبر، وسيطر على منطقة واسعة في محيطها، حتى فرض عليها حصارا من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة. وقتل في المعارك اكثر من 400 شخص غالبيتهم من المقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد السوري. كما نزح اكثر من 300 الف شخص.

 

وكان عدد سكان كوباني قبل بدء النزاع السوري يناهز الخمسين الفا، لكنه تضخم بعشرات الالوف الاخرى مع موجة النزوح اليها من مناطق سورية اخرى.

 

نبوءات قديمة تثير حماس الجهاديين في تنظيم الدولة الاسلامية

القاهرة- (أ ف ب): حشد من الكفار يرفع 80 راية يواجه جيش المسلمين عند بلدة دابق السورية في ملحمة يقتل فيها العديد من المسلمين لكنهم في نهاية المطاف ينتصرون قبل أن تحل القيامة.

 

هذه النبوءة القديمة للمسلمين السنة الواردة في احاديث ثابتة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) اصبحت بمثابة نداء تعبوي للجهاديين في تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا خصوصا منذ ان استولوا على دابق في اب/ اغسطس الماضي.

 

بلدة دابق بحد ذاتها لا قيمة استراتيجية تذكر لها مقارنة بالمدن الاستراتيجية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية مثل الرقة في سوريا او الموصل في العراق.

 

ولكن مع تعرض جهاديي هذا التنظيم لقصف جوي يشنه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لوقف تقدمهم، اصبحت دابق ذات اهمية رمزية واضحة.

 

ويقول شادي حامد الخبير بمعهد بروكينغز ان وجودهم في دابق “يرفع المعنويات” مضيفا “يمكن القول باطمئنان ان غالبية المقاتلين (في تنظيم الدولة الاسلامية) يؤمنون بمثل هذا الكلام”.

 

ووسط مؤيدي تنظيم الدولة الاسلامية على شبكات التواصل الاجتماعي، باتت دابق رمزا للمعركة ضد الغرب خصوصا انهم يصفون واشنطن وشركائها في التحالف بانهم صليبيون جدد.

 

بل ان تنظيم الدولة الاسلامية اطلق على المجلة التي اصدرها اخيرا اسم “دابق”.

 

وكتب مؤيد لتنظيم الدولة الاسلامية على تويتر “اسود الاسلام رفعوا راية الخلافة في دابق وهم الان في انتظار جيش الصليبيين”.

 

وهناك اكثر من رواية للنبوءة المتعلقة بمعركة دابق ولكنها كلها تشترك في الحديث عن معركة كبرى بين جيش المسلمين وقوات الكفار.

 

وخلال الاسابيع الاخيرة، فسر مؤيدو تنظيم الدولة الاسلامية العديد من الاحداث باعتبارها ادلة اضافية على ان النبوءة قريبة التحقيق.

 

وبعض انصار التنظيم يحصون عدد الدول التي تنضم الى التحالف، الذي بلغ الان 60 دولة، في انتظار ان يصل العدد الى 80 دولة لتكون هناك 80 راية وفقا للنبوءة.

 

وفسر اخرون تصريحات رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن دمبسي حول الحاجة الى قوات برية باعتبارها اشارة على المعركة المنتظرة وغردوا على تويتر مستخدمين هاش تاغ “انها دابق ورب الكعبة”.

 

وكتب أحد أنصار تنظيم الدولة الاسلامية على تويتر “عندما تيأسوا من قواتكم الجوية ستجدوننا في انتظاركم في دابق”.

 

وبعض الصياغات المتعلقة بهذه النبوءة تشير إلى أن جيش المسلمين سيتقدم بعد المعركة الكبرى في دابق للسيطرة على القسطنطينية التي كانت عاصمة الدولة البيزنطية واصبحت اليوم اسطنبول.

 

وعندما قررت تركيا الاسبوع الماضي الانضمام الى المعركة، اعتبر بعض انصار التنظيم انها اشارة جديدة.

 

ولعبت النبوءة دورا في ايديولوجية التنظيم منذ نشأة القاعدة في العراق بقيادة ابو مصعب الزرقاوي.

 

وقبل ان يقتل الزرقاوي في غارو اميركية في العام 2006 وقبل سنوات من تحول تنظيمه ليصبح تنظيم الدولة الاسلامية، كان يتحدث عن المعركة الحاسمة في دابق.

 

وقال الزرقاوي ذات مرة “ها هي الشرارة قد انقدحت في العراق وسيتعاظم اوارها باذن الله حتى تحرق جيوش الصليب في دابق”.

 

وعندما استولى تنظيم الدولة الاسلامية هذا العام على أجزاء واسعة في العراق واعلن تنصيب زعيمه ابو بكر البغدادي “خليفة” استند التنظيم ايضا إلى النبوءة نفسها لحشد انصار لقضيته.

 

وقال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فيأحد احاديثه ان “خلافة على منهاج النبوة” ستظهر. وقبل اعلان البغدادي خليفة بوقت قصير قال المتحدث باسم الدولة الاسلامية أبو محمد العدناني ان “وعد الله آت”، مشيرا إلى الحديث النبوي السابق.

 

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وقف بعض انصار تنظيم الدولة الاسلامية خلف البغدادي باعتباره الخليفة الموعود، فيما لا يزال اخرون ليسوا على يقين كامل من تحقق نبوءة ملحمة دابق الان.

 

وقال مقاتل بريطاني في سوريا في رسالة خاصة على تويتر لوكالة فرانس برس “والله اعلم، الحديث يقول سيقاتلونكم تحت 80 راية. الان توجد 60 راية على ما اعتقد”.

 

وقال انجم شودري وهو ناشط اسلامي بريطاني يدعم تنظيم الدولة الاسلامية “يمكن ان يحدث هذا الان ويمكن ان يحدث في المستقبل، لا اعتقد ان اي مسلم يحاول استباق الموعد” الذي ستأتي فيه معركة دابق.

 

غير ان بعض انصار التنظيم مقتنعون بان هذه المعركة قريبة.وكتب احدهم على تويتر ان معركة “دابق واقعة لا محالة وان “امريكا وحلفائها سينزلون الى الشام بعد أن يتأكدوا أن القصف الجوي فشل، هذا وعد من الله ورسوله”.

 

مجموعات من الجيش السوري الحر تقاتل دفاعاً عن عين العرب

اسطنبول- الأناضول: مجموعات عدة، من الجيش السوري الحر، تقاتل في عين العرب (كوباني) إلى جانب قوات الحماية الشعبية، التابعة لحزب لاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، لعل أشهرها لواء “ثوار الرقة”، و”شمس الشمال”، و”سرايا جرابلس″، التي ينتسب مقاتلوها إلى مناطق الرقة، وريف منبج، وصرين، وجرابلس، في ريف حلب الشرقي، وقد اضطرت منذ أشهر إلى الانسحاب من مناطق تواجدها إلى أماكن أخرى، بعد استيلاء تنظيم داعش عليها.

 

وفي حديث مع مراسل الأناضول الأربعاء، أكد أبو عيسى؛ قائد لواء ثوار الرقة وجودَ عدة فصائل، تابعة للجيش الحر، تقاتل في عين العرب “كوباني”، كاشفاً أن هذه الكتائب شكّلت غرفة عمليات مشتركة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، لقتال تنظيم “داعش” الإرهابي وقوات النظام السوري.

 

ولفت أبو عيسى إلى أنّ فصيل “ثوار الرقة”، الذي يقاتل في عين العرب، هو “العمود الفقري لبقية الفصائل التي تقاتل هناك، ومنها لواء “شمس الشمال”، ولواء “جيش الغطاس″ من دير الزور، و”سرايا جرابلس″، وهي تشكيل صغير مؤلف من عناصر من الجيش الحر من أبناء مدينة جرابلس الواقعة غربَ مدينة عين العرب، وأوضح أن هذه الألوية خرجت من محافظاتها ومدنها بعد احتلال تنظيم “داعش” لها، واضطرت إلى التراجع بعد الحصار الذي فرضه داعش على تلك القرى والمدن.

 

وأكّد قائد لواء ثوار الرقة وجود تنسيق بين مقاتلي الجيش السوري الحر من جهة، وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) من جهة أخرى، وقال: “بعد أن شكّلنا غرفة عمليات “بركان الفرات”، حددنا أهدافنا بمقاتلة داعش والنظام، واتفقنا على هذه النقطة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي”.

 

ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد عناصر الجيش الحر، الذين يقاتلون داعش في عين العرب، في حين أن عدد قوات الحماية الشعبية الكردية، المتواجدة في عين العرب، يقدر بما لا يقل عن خمسة آلاف مقاتل في المنطقة، ومع ذلك لم تتمكن من صدّ هجمات كبيرة عدة لتنظيم “داعش”، بالنظر إلى اقتصار تسليحها على الأسلحة الخفيفة والرشاشات المتوسطة وعدد قليل من الرشاشات الثقيلة، في مقابل امتلاك “داعش” لأعداد أكبر من المقاتلين، مزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى امتلاكهم أسلحة ثقيلة من دبابات وراجمات صواريخ وغيرها.

 

وتقع مدينة عين العرب (كوباني)، التي يحاصرها “داعش” منذ ثلاثة أسابيع، في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، على بعد مائة وأربعين كيلو متراً شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها في الأساس غالبية كردية، إلا أن عشرات الآلاف من النازحين، وصلوا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة من مناطق ريف حلب الشرقي، خصوصاً مناطق الرقة والسفيرة ومنبج وجرابلس.

 

غارة جديدة للائتلاف الدولي على هدف لتنظيم الدولة الاسلامية في محيط كوباني السورية

مرشد بينار- (أ ف ب): شن الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة صباح الاربعاء غارة جوية جديدة على مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” الذين يحاصرون مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية المحاذية لتركيا، كما افادت صحافية في وكالة فرانس برس على الحدود التركية.

 

وعلى اثر الضربة الجوية ارتفع دخان اسود كثيف فوق تلة تقع الى شرق المدينة حيث لا تزال معارك طاحنة تدور منذ عدة أيام بين المقاتلين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية.

 

واغارت طائرات الائتلاف عدة مرات الثلاثاء على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في محيط عين العرب ثالث اكبر مدينة كردية في سوريا وفي داخلها.

 

وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان هذه الضربات ارغمت مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” على الانسحاب ليل الثلاثاء الاربعاء من بعض المناطق الواقعة في شرق المدينة وعند اطرافها الجنوبية الغربية.

 

وتمكن تنظيم “الدولة الاسلامية” مساء الاثنين من دخول كوباني التي يتقدم نحوها منذ اكثر من ثلاثة اسابيع بعد معارك ضارية مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وسيطر على ثلاثة احياء في شرق المدينة وتمركز على بعض الاطراف الجنوبية والجنوبية الغربية قبل ان يتمكن المقاتلون الاكراد من صده، ما اجبره على التراجع بعض الشيء.

 

وقتل في المعارك اكثر من 400 شخص غالبيتهم من المقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد السوري. كما نزح اكثر من 300 الف شخص.

 

تركيا ستتدخل عسكريا اذا تم تهديد حراس ضريح جدّ العثمانيين في سوريا

جبهة النصرة تخطف كاهنا و20 مسيحيا… وكوباني على وشك السقوط

عواصم ـ وكالات ـ إدلب «القدس العربي» من حازم داكل: قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن مدينة كوباني الكردية السورية «على وشك السقوط» بعد أن تقدم مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية ودخلوها من الجنوب الغربي، مواصلين هجوما استمر ثلاثة أسابيع وترددت أنباء عن سقوط 400 قتيل فيه.

وزاد احتمال سقوط المدينة الحدودية في أيدي المتشددين الضغط على تركيا صاحبة أقوى الجيش في المنطقة للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة الدولة الاسلامية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن القصف ليس كافيا لهزيمة الدولة الاسلامية، وإن تركيا أوضحت أن من الضروري اتخاذ خطوات اضافية.

وقال خلال زيارة لمخيم للاجئين السوريين إن مشكلة تنظيم الدولة الاسلامية «لا يمكن حلها عن طريق القصف الجوي. في اللحظة الحالية… كوباني على وشك السقوط.»

وأضاف أن تركيا ستتدخل إذا حدث تهديد للجنود الأتراك الذين يحرسون موقعا تاريخيا في سوريا تعتبره أنقرة أرضا تابعة لسيادتها. لكن تركيا لم تتخذ حتى الان أي خطوة للمشاركة في القتال عبر الحدود.

ومن الناحية الأخرى من الحدود التركية القريبة كان بالامكان رؤية علمين لتنظيم الدولة الإسلامية يرفرفان على الجانب الشرقي من كوباني. وتعرضت المنطقة لهجومين جويين بينما ترددت أصداء طلقات متفرقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء إنه وثق مقتل 412 شخصا من مصادر على الأرض قتلوا خلال المعركة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع بين تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد في كوباني وفي محيطها.

جاء ذلك فيما أكدت البطريركية اللاتينية في القدس امس الثلاثاء أن كاهن رعية وعددا من المسيحيين اختطفوا من قرية سورية قرب الحدود مع تركيا.

وقالت البطريركية التي تشرف على الكنائس اللاتينية الكاثوليكية في اسرائيل ودول الجوار «أكدت حراسة الأراضي المقدسة في بيان لها أن عناصر تابعة لجبهة النصرة قد اختطفت الأب حنا موسى جلوف الفرنسيسكاني كاهن رعية القديس يوسف في بلدة القنية بمحافظة إدلب السورية وذلك في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي».

وأضاف البيان أن «الأب جلوف الذي يتبع لحراسة الأراضي المقدسة قد اختطف ومعه عدد من الرجال المسيحيين في البلدة فيما لجأت الراهبات الفرنسيسكانيات اللاتي كن في الدير إلى عدد من بيوت البلدة.»

كما أكدت حراسة الأراضي المقدسة أنها «لا تعلم مكان الأب جلوف والأشخاص التابعين لرعيته كما أنه لا توجد أية اتصالات مع الكاهن أو مع مختطفيه.»

وقالت ابنة أحد المخطوفين رفضت الكشف عن اسمها في حديث خاص لـ»القدس العربي»، إنها حاولت لأكثر من يومين الاتصال بهاتف ابيها، الا انها تفاجأت برد احد العناصر الاسلامية المسلحة عليها قائلا: ان ابيها يخضع للتحقيق من قبل «جبهة النصرة»، وأن ثبت عدم تورطه بشيء سيطلق سراحه لاحقاً، مضيفة أنه اخبرها لو ثبت العكس ستشاهد رأسه معلقاً في ساحة القرية.

وأضاف المصدر أنها سألت عن الخوري وباقي المخطوفين فأجابها العنصر نفسه هاتفياً، أن الخوري قصته كبيرة جداً وانه يخضع للتحقيق، وتبين انه يتعامل مع جهات وأطراف اجنبية لقصف الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» وحليفتها «جبهة النصرة».

 

صالح مسلم لـ«القدس العربي»: امتناع التحالف عن صدّ «داعش» يثير الشكوك بمساومات على مصير كوباني

باريس ـ «القدس العربي» ـ من محمد واموسي: نفى صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ان تركيا وضعت شروطا في مقابل تدخلها عسكريا لحماية مدينة عين العرب التي تخوض فيها القوات الكردية والمعارضة السورية معارك طاحنة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وكشف انه طالب فرنسا بتزويد القوات الكردية السورية بأسلحة الا ان باريس رفضت، معللة ذلك بأنها تزود اكرد العراق فقط وليس سوريا.

وقال مسلم لـ»القدس العربي» حول ما كتب في وسائل الاعلام عن شروط تركية للتدخل ضد داعش «كل ما قيل وكتب حول الموضوع لا أساس له من الصحة أبدا، كل ما جرى خلال محادثاتنا مع المسؤولين الأتراك في اسطنبول أنهم وعدونا بالتحرك للرد ضد داعش عسكريا ومساندة قواتنا الذاتية وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة والسماح للاجئين بالعبور إلى الاراضي التركية، لكن كل ذلك بقي حبرا على ورق وبقيت وعودهم عالقة، لذلك أقول إنه اليوم باتت لدينا شكوك كثيرة بشأن الموقف التركي ولا نفهم استمرارهم في وضع المتفرج على ما يتهدد كوباني. عدم تنفيذ تركيا لوعودها وامتناع التحالف الدولي عن قصف مركز لوقف تقدم «داعش» يثير الشكوك بوجود مساومات على مصير كوباني، لقد قلنا للأتراك صراحة نحن نضمن الحدود إذا وقفتم إلى جانبنا، واكثر من ذلك ابلغناهم أن موقفنا واضح وهو ضمن الإدارة الذاتية باعتبارها نموذجا أمثل لسوريا المستقبل، سوريا علمانية ديمقراطية وهذا يصب في مصلحة تركيا بالتأكيد».

 

على الحدود نظريات مؤامرة حول «عين العرب»… تركيا وأمريكا تتفاهمان ضد الأكراد… وشعار أوباما «داعش أولا» لن ينجح بدون تدمير الأسد أولا

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: كتب النائبان الجمهوريان ليندزي غراهام وجون ماكين مقالا في صحيفة «وول ستريت جورنال» ناقشا فيه أهمية الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كطريقة للتخلص من خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقال النائبان إن الهجمات الجوية التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تستحق دعما من نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث بدأت هذه الغارات بإضعاف التنظيم ، ولكنها أي الغارات لن تؤدي إلى تدميره بالكامل.

والسبب كما يريان هو غياب السياسة الفاعلة لدى الإدارة لتنحية الأسد عن السلطة وإنهاء النزاع في سوريا.

وينظر المسؤولون الأمريكيون للمدخل الذي تبنته الحكومة بأنه «داعش أولا» أما بالنسبة للأسد، فكما قال رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي فسيتم تأجيل قضيته للمستقبل. ويرى النائبان أن هذا تناقض في سياسة أوباما وأن الأسد قد يستفيد بطريقة غير مقصودة من ضرب «داعش».

ويقارن الكاتبان بين مطالب الرئيس أوباما في العراق وموقفه في سوريا. فبعد دخول تنظيم «داعش» مدينة الموصل في حزيران/يونيو الماضي طالب الرئيس أوباما برحيل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي حمله مسؤولية الأحداث، فصعود الجهاديين كان نتاجا لسياسات المالكي الطائفية وتهميشه للسنة. فبدون تنحية المالكي عن السلطة لن يتم القضاء على التنظيم. ويتساءل النائبان لماذا لا يتم تطبيق السياسة في سوريا؟ فالأسد كما يقولان هو من قام بخلق ظاهرة «داعش» من خلال ذبحه لأكثر من 200.000 سوري، وسماحه للتنظيم للنمو والعمل بدون خوف داخل البلاد «وحتى نواجه الواقع فإننا سنواصل إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية فيما ستظل بربرية الأسد تعزز قوة التنظيم».

ويشيران إلى تناقض آخر في استراتيجية أوباما تتعلق بتدريب المعارضة، «فكيف سنقوم بتدريب وتسليح 5.000 سوري ونتوقع منهم النجاح ضد الدولة الإسلامية بدون توفير الحماية لهم من طائرات الأسد وبراميله المتفجرة؟ أو نتوقع من المعارضة السورية المعتدلة الإستفادة من الغارات الجوية على «داعش» بدون القيام بالتنسيق معهم؟» حيث تشكو المعارضة السورية من غياب التنسيق معها. وعوضا عن ذلك يقوم الأسد باستغلال الغارات ضد «داعش» لقتل الناس ويريد أن يكون شريكا للتحالف ، «وهذا ليس وصفة للفشل بل عمل غير أخلاقي» كما يقول النائبان.

 

الإدارة خاسرة

 

ويواصل النائبان القول إن جهود الولايات المتحدة لبناء الجيش السوري الحر لتحرير سوريا من شرور الدولة الإسلامية ستفشل طالما لم يتم التصدي للأسد. فسيكون من الخطأ افتراض وقوف النظام موقف المتفرج في الوقت الذي يحقق فيه الجيش الحر تقدما. ويعتقد الكاتبان أن الإدارة الأمريكية لن تحظى بشعبية طالما لم تتحرك لإنهاء حرب الأسد ضد شعبه. ويتساءل السوريون عن السبب الذي يدعو الولايات المتحدة ضرب «داعش» وترك النظام؟ وهذا يقودهم للإفتراض أن الولايات المتحدة لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة.

مما سيؤدي بالضرورة لتعزيز موقف «داعش» وإضعاف شركاء أمريكا من المعارضة المعتدلة.

ويشير النائبان إلى قصور آخر في استراتيجية أوباما لمواجهة «داعش» وتتعلق باقتصار الحملة على الضربات الجوية ومنع المستشارين العسكريين من العمل مع القوات العراقية والكردية مما يلغي تجربة 13 عاما من بناء القوات الأمنية في كل من العراق وأفغانستان. ويعتقد الكاتبان إن سياسة تضمين المستشارين للنصح ومساعدة القيادات العسكرية وتوجيه المقاتلات الأمريكية كانت عامل نجاح في العراق وأفغانستان. وأكثر من هذا فالغارات الجوية لن تكون ناجحة بدون قوات برية فالمهمة تظل غير مكتملة، خاصة أن تحديد الأهداف وتجنب قتل المدنيين يظل صعبا من الجو.

ويرى النائبان أن استراتيجية أوباما العسكرية في سوريا غير مترابطة مع هدفه السياسي القاضي بخلق ظروف لعملية «تحول» سياسي وانتقال للسلطة. فهدف كهذا يحتاج إلى إضعاف النظام وتقوية المعارضة السورية لتغيير زخم النزاع لصالح الأخيرة وخلق الظروف المناسبة للحل السياسي.

وحتى يتحقق هذا فيجب على أوباما منح دور كبير للمستشارين وبناء مناطق آمنة في سوريا وتحديد مناطق حظر جوي لا يمكن لنظام الأسد اختراقها. ويعتقد النائبان أن الدول الإقليمية المتحالفة مع أمريكا ترى أهمية في مواجهة خطري النظام السوري و»داعش». ورغم تعاطف النائبين مع الرئيس أوباما إلا أنهما يشيران للآثار التي تركها تردده على النزاع طول الأعوام الماضية، فغياب الدور الأمريكي أدى لصعود الدولة الإسلامية. وفي النهاية يرى ماكين وغراهام أن خطوة أوباما لمواجهة التنظيم جاءت متأخرة. فواقع الأمر يقتضي هزيمة كل من «داعش» ونظام الأسد.

وتأجيل حل الأزمة ـ أي النظام- سيكون ثمنه باهظا على حياة السوريين والأمن القومي الأمريكي. وعندما يتدهور وضع سوريا وهو ما سيحدث فستضطر الولايات المتحدة للتدخل بشكل قوي وفي هذه الحالة فستكون خياراتها محدودة حسب رأي النائبين. وتواجه إدارة أوباما مشكلة في التعامل مع الواقع السوري فبعد اسبوعين من القصف الجوي على مواقع «داعش» لم تنجح الغارات بوقف تقدم مقاتليه نحو البلدة الكردية المهمة، عين العرب (كوباني) حيث يتساءل الكثيرون عن الموقف التركي من الأحداث.

ويتساءل اللاجئون الأكراد عن السبب الذي يمنع الدبابات التركية المصطفة على الحدود منع تقدم «داعش»، وفوق كل هذا عن سبب تأخر الطائرات الأمريكية. ويتوقع لاجئون وصول الجهاديين للحدود في مدى أيام. وفي غياب الدعم انتشرت نظريات مؤامرة بين اللاجئين الأكراد الذين فروا باتجاه تركيا ونقل موقع «ديلي بيست» عن بعضهم اعتقادهم بوجود نوع من التفاهم بين الأتراك والأمريكيين لمنع نشوء دولة كردية في سوريا.

ونقل باتريك كوكبيرن من صحيفة «إندبندنت» ما نشرته صحف تركية عن زيارة زعيم حزب الإتحاد الكردستاني صالح مسلم لأنقرة ومطالبه من الأتراك التدخل لحماية أكراد سوريا، فاشترط الأتراك تخلي الأكراد عن منطقة الحكم الذاتي والقبول بمنطقة عازلة، وهو ما رفضه مسلم الذي عاد لكوباني. ويعتقد كوكبيرن أن سقوط البلدة يعتبر انتصارا مهما للتنظيم. ويقول آخرون إن القوات التركية ستتدخل بعد سقوط البلدة لحرمان الأكراد من الإنتصار. ويرى مراسل «ديلي بيست» جيمي ديتر أن سقوط كوباني سيكون نصرا رمزيا ل «داعش»، وسيظهر أن الجهاديين لا يزالون يحافظون على زخم المعركة رغم ما يتعرضون له من قصف جوي في العراق وسوريا.

ويرى الصحافي أن سقوط كوباني قد يؤدي إلى إشعال التمرد في داخل تركيا مما سيعقد من مهمة واشنطن إقناع أنقرة لعب دور مهم في التحالف الأمريكي ضد «داعش».

 

نظرية الحلقات الخمس

 

وليس الأكراد هم وحدهم من يتساءل عن استراتيجية «الصدمة والترويع» التي يقوم بها الجيش الأمريكي بل جنرالات سابقين حيث يقول العقيد المتقاعد من سلاح الجو الأمريكي جون وردين « يبدو «داعش» حتى هذا الوقت قادرا على العمل بدون مشكلة». وطور وردين نظرية الحلقات الخمس والتي تقوم على ضرب العصب الحساس للعدو- من القيادة والإتصالات والنقل والبنية التحتية والدعم الشعبي. ويقول العقيد المتقاعد إنه تم ضرب بعض القيادات الحلقة الأولى- وحقول النفط ـ الحلقة الثانية.

وتم تطبيق هذه النظرية أثناء حرب الخليج الأولى، عام 1991. وعلى خلاف قوات صدام حسين التي شلت إلا أن تنظيم الدولة لم يشل بعد. ويقول محللون إن الهجمات الجوية الأمريكية ليست واسعة بسبب غياب التنسيق على الأرض وعدم وجود من يحدد الأهداف ويوجه الطائرات على الأرض.

ويقول وردين إن الكثير من الأهداف يمكن العثور عليها من خلال طائرات التجسس وطائرات بدون طيار.

ولكنه اعترف أن المعلومات الامنية مهمة «ويجب توفر معلومات أمنية مهمة من خلال الأجهزة الأمنية السورية، ومساءلة اللاجئين الهاربين من مناطق سيطرة داعش». وتنفي الحكومة الأمريكية تنسقيها مع النظام السوري، وطلبت الولايات المتحدة من بعض تنظيمات المعارضة العمل على تحديد الأهداف إلا أن البعض الآخر مثل «جيش المجاهدين» ينفي وجود أي نوع من التنسيق مع المسؤولين الأمريكيين.

وعندما يتعلق الأمر بكوباني فعلى ما يبدو لا توجد أية جهود لجمع المعلومات من اللاجئين الأكراد، ولأن الولايات المتحدة تتعامل مع الأكراد كتنظيم إرهابي كون المقاتلين ينتمون لحزب العمال الكردستاني، فلا توجد أي خطوط اتصال.

ويرى الكاتب أنه بعيدا عن نظريات المؤامرة فالموقف الأمريكي من كوباني وغيرها يتساوق مع الموقف الأمريكي المتردد الذي وصفه مدير الإستخبارات ووزير الدفاع السابق ليو بانيتا في كتابه الجديد «حروب تستحق».

ويعتقد محللون أن تردد الولايات المتحدة بضرب مواقع «داعش» في كوباني، على الأقل بنفس الوتيرة التي توجه فيها ضربات للتنظيم في داخل العراق راجع لمحاولتها حماية التحالفات في منطقة الأنبار بين قبائل سنية والحكومة.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» للتحالف السري الذي جرى بين الحكومة وعشيرة عزة التي عانت من ممارسات «داعش». ففي الشهر الماضي توصلت القبيلة لاتفاق مع المسؤولين العسكريين وقوات الشرطة تقوم من خلاله السلطات بتوزيع أسلحة على 1.150 من أبناء القبيلة مقابل مساعدتهم الحكومة لمواجهة «داعش». وبعد أيام استطاعت القبيلة بالتعاون مع قوات الحكومة والميليشيات طرد الجهاديين من 13 قرية في محافظة ديالى.

وجاء تعاون عشيرة عزة مع قوات الحكومة بسبب تطاول «داعش» على مشايخ العشائر في ديالى حسب عثمان العزاوي، أحد مشايخ عزة وعضو مجلس المحافظة. وقال العزاوي إن «داعش» حاول تخريب نظام القبيلة وتحطيم الروابط القبلية بينها. وتشير الصحيفة لمظاهر قصور استراتيجية أوباما بالاعتماد على الغارات الجوية فقط والتي لم تمنع مقاتلي «داعش» من التقدم نحو بلدة كوباني.

مضيفة أن استراتيجية الحكومة العراقية تقوم على دمج مقاتلي العشائر في وحدات من الحرس الوطني في المناطق السنية التي يسيطر عليها «داعش».

وترى الصحيفة في تحالف الحكومة مع عشيرة عزة صورة عن تحالفات أخرى مدفوعة بالمصلحة المشتركة والتي تمت مع عشائر أخرى لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

وشاركت قبائل في معارك إلى جانب القوات الحكومية والميليشيات الشيعية. ففي ديالى التي تبعد 50 ميلا عن العاصمة بغداد، شارك أفراد من عشيرة الجبوري القوات الحكومية في معركة استمرت لعدة أيام.

وتشمل الإتفاقيات تقديم أسلحة للقبائل وأحيانا منح مالية. وفي بعض الحالات لا يتعدى الأمر سوى تفاهم بين الحكومة والعشيرة رغم العداء المستحكم الذي تبديه العشائر لحكومة بغداد. وقال وصفي العاصي العبيدي، الذي يترأس مجلسا للعشائر يعادي «داعش» أن معظم القبائل تتعاون مع الحكومة للضرورة ولكن على «الحكومة العراقية والتحالف تسليحنا ودعمنا لأننا نحن من يقاتل على الأرض».

مضيفا «يعرفون هذا جيدا وهم بحاجة لقواتنا على الأرض». وتعتبر التحالفات الجديدة تطورا خاصا أن الحكومة السابقة فشلت في تجنيد العشائر السنية، ولم تنجح حكومة نوري المالكي إلا بالتفاهم مع سبعة عشائر في الرمادي وقدمت لها السلاح وذلك بعد تقدم قوات «داعش» في محافظة الأنبار بداية العام الحالي. وبحسب أثال الفهداوي من مجلس مدينة الرمادي فقد تراجع الدعم منذ ذلك الوقت. ويرى الفهداوي أن معظم مناطق الأنبار سقطت بيد «داعش» بسبب ضعف الدعم «لم تلتزم الحكومة ولم تقدم لنا ما نريد».

وفي تطور آخر انضمت قبائل البيات لقوات الحكومة العراقية وقوات البيشمركة وطردت «داعش» من اربع قرى من منطقة طوز. وانضم أفراد من عشيرة البو نمر في هيت للقوات الحكومية للدفاع عن البلدة والتي سقطت بيد «داعش».

ويساعد أفراد من عشيرة الجغايفة القوات الحكومية للدفاع عن سد الحديثة، وفي الرمادي يعمل أفراد من عشيرة البو الفهد مع قوات الحكومة ضد «داعش».

وقالت الصحيفة أن هناك عدد من العشائر من البوعلوان والبو فياض والبو عيسى والبو شعبان والبو خليفة تقوم بالتنسيق مع الحكومة في الأنبار.

وترى الصحيفة أن حكومة بغداد تحتاج لتجاوز مسألة الثقة وتجاوز البعد الطائفي في محاولتها لكسب القبائل السنية. ففي منطقة تكريت تقاتل قبيلة الجبور إلى جانب القوات الحكومية لكنها لا تزال تشك في نوايا الأخيرة.

وقال أبو عبير الجبوري أحد مشايخ القبيلة «ببساطة لا نثق بالحكومة».

 

دور الأكراد في القرار التركي للتدخل ضد «داعش»… وضريح سليمان شاه ربما يفجر الأمور

محمد زاهد جول

اسطنبول ـ «القدس العربي» صوت البرلمان التركي يوم الخميس 2/10/2014 على مشاركة تركيا للتحالف الدولي ضد «داعش»، وهذا التصويت لا بد أنه بحث عن المصالح التركية أولاً في هذا التحالف ، وإلا لكان بإمكان البرلمان أن يصوت على ذلك قبل بدأ العمليات العسكرية يوم 23 /9/2014، والتصويت لا يتوقف على التدخل ضد «داعش» وإنما على خوض معارك على الأراضي العراقية والأراضي السورية، وهذه معارك لا بد أن يحسب لها البرلمان جيداً، وبالأخص أن فيها توترات قديمة بين تركيا والقومــــيات التي تســـكن هذه الجغرافية الحدودية، وفي مقدمتها القــــومية الكردية التي يحاول الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا من إقامة حكم ذاتي فيها، أسوة بالحكم الذاتي الكردستاني في شمال العراق.

المؤشرات العسكرية تقول بأن الدبابات التركية بدأت بالحشد على الحدود التركية، وهذا يعني أن الموقف التركي يتخوف من تداعيات الحرب الدولية ضد «داعش» التي تسيطر على أراضي عراقيـــة وسوريــــة، ولذلك فإن وضع أردوغان للشروط الثلاثة لمشاركة تركيا فــي التحالف بعد عودته من واشنطن قبل أيام سيؤخذ بعين الاعتبار في أي قرار مستقبلي، وكذلك مواقف الأكراد من هذه الحرب إن كانت في صالح مستقبل العلاقة بين الأتراك والأكراد أم لا.

إن تركيا اليوم تعاني من كثافة عالية للاجئين السوريين والعراقيين وهي آخذة لتصل إلى مليوني لاجئ، وكلها من جراء الحروب في سوريا والعراق في السنوات القليلة الماضية، وتركيا تسعى إلى حفظ حدودها من جراء الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تترتب على كثافة النازحين، ولذلك زادت تركيا من وتيرة المطالبة بمنطقة عازلة على الحدود السورية التركية وداخل الحدود السورية، ومن المعلوم أن هذا الطلب بالمنطقة العازلة ليس مطلباً جديداً، فقد طالبت به منذ سنوات، ولكنها تجددت الآن بسبب احتمالات كبيرة من نشوء مشاكل إنسانية كبيرة إذا لم يتم إقامة المنطقة العازلة أمنياً وإنسانياً.

لقد تناول أردوغان موضوع المنطقة العازلة مؤخراً وهو في نيويورك، وقد قدم أردوغان الرؤية التركية بعدم قدرتها الدخول في حروب مع الجوار دون حلول لمشاكل اللاجئين المتدفقين إلى تركيا، ومعنى وجود المنطقة العازلة ستكون منطقة آمنة، يمكن أن يتجمع النازحون فيها بدل الذهاب إلى تركيا، وعدم تحمس أمريكا بالموافقة على المنطقة العازلة كما جاء في تصريح رئيس الأركان الأمريكية الذي قال إن المنطقة العازلة غير واردة في عمليات التحالف الآن، وكذلك وزير الخارجية الأمريكي لم يرحب بفكرة المنطقة العازلة وإن وافق على دراسة الفكرة في المستقبل، وهذا يعني أن الموقف التركي من المرجح أن يبقى على حالة، فالبرلمان التركي غير معنيٍ بتوريط بلاده مع التحالف الدولي، والمجتمع الدولي نفسه وفي مقدمته أمريكا، التي لا تتوافق مع الموقف التركي حتى في مفهوم المنطقة الآمنة.

والحجج التي تطرحها أمريكا أو أطراف تحلل الموقف الأمريكي أنه من أجل حماية الأكراد في سوريا، والذي يدّعون بأن المطلب التركي سوف يكون على حساب الأكراد السوريين، بينما الموقف الكردي واضح وصريح بمطالبة تركيا المشاركة في هذا التحالف، فالموقف الكردي نفسه قد تغيّر قبل تغير الموقف التركي، فإذا كان الموقف الكردي يتخوف من الموقف التركي في حالة تدخله في التحالف الدولي من أن يوجه ضرباته باتجاه الأكراد، فلماذا تغير الموقف الكردي وأصبح آمناً من الموقف التركي؟

إن تركيا كانت من أوائل الدول التي تطالب بمكافحة تنظيم «داعش»، وأعلن مجلس الوزراء التركي قراراً بأنها منظمة إرهابية محظورة على الأراضي التركية منذ عام 2013، فقد كانت في نظر الرؤية التركية والمعارضة السورية تعمل ضد مصالح الثورة المعتدلة في سوريا، وكانت «داعش» تعمل وكأنها كتيبة تابعة لنظام الأسد قبل سنتين، وقامت «داعش» بتهجير عشرات القرى التركمانية كما هجرت الأكراد، وهي التي احتجزت 46 رهينة تركية تم الإفراج عنهم بتاريخ 22/9/2014، ف «داعش» تعلن عداءها صراحة لتركيا، وتركيا تعمل بكل جد لوقف تمدد «داعش»، وهذا الموقف التركي كان مرفوضاً من قبل الغرب قبل أكثر من سنة تقريباً، ولكن ها هي أمريكا وأوروبا تسعى للأخذ بالموقف التركي.

والحكومة التركية لا تعمل على مواجهة المشروع الكردي في سوريا، لأن ذلك من مسؤوليات الشعب السوري، فأي حل يتوافق عليه الشعب السوري، سواء كان حكم ذاتي كردي في سوريا أو غيره، لا تستطيع تركيا إلا أن توافق عليه، بشرط أن يكون بتوافق الشعب السوري بحسب ما جاء في تصريحات وزير الخارجية التركي السابق أحمد داود اوغلو، وبشرط أن لا يتدخل في الشؤون التركية، ولا يعمل من أجل دعم حركات إرهابية داخل تركيا سواء كانت حركات إرهابية كردية أو غيرها.

لذلك فإن التعويل على الموقف الكردي ودوره في تغيير الموقف التركي من التحالف الدولي ضد «داعش» غير دقيق، بل إن زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديمرطاش طالب بتاريخ 30/9/2014 الحكومة التركية بالتدخل لحماية الأكراد في عين العرب وغيرها، ولذلك يمكن القول ان أثر الموقف الكردي على القرار التركي إن وجد فهو لمساعدة الأكراد وليس لمكافحتهم، ويكفي طلب زعيم كردي كبير مثل صلاح الدين ديمرتاش من الحكومة التركية التدخل لمساعدة الأكراد، فلو كان يعلم أن الحكومة التركية تعمل ضد الأكراد، فهل يكشف نفسه أمام الشعب الكردي بأنه هو من يطلب المساعدة العسكرية التركية؟

التصويت البرلماني لتدخل الحكومة في التحالف ضد «داعش» ضروري، لأن الحكومة لا تستطيع الدخول في التحالف دون تفويض من البرلمان التركي، والتصويت ركز حول نقطتين، الأولى: تمديد تفويض دخول قوات عسكرية تركية إلى الأراضي العراقية عند الضرورة، والتصويت الثاني: حول تفويض الحكومة بدخول التحالف الدولي ضد «داعش»، أما دخول تركيا في التحالف الدولي والأعمال العسكرية ضد «داعشط، فسوف يكون مشروطاً ومتروكاً لمجلس الأمن القومي التركي والحكومة التركية والجيش التركي، فهي المسؤولة عن تقدير الموقف وليس الأمرتوكيلاً عاماً ودون قيود، وهو ما سوف يجعل الحكومة التركية امام مسؤولية اكبر امام الشعب التركي في تقدير المصالح التركية.

وقبل أسبوع كانت هناك زيارة لوفد من حزب الشعوب الديمقراطي لعبدالله أوجلان في سجنه، من أجل مواصلة عملية التصالح الداخلي، وهذا يعني أن هناك عملية دفع كبيرة لعملية السلام الداخلي في تركيا، فحزب العمال الكردستاني لا يوافق أن يكون هناك أي صراع بين تركيا والأكراد، وعبدالله أوجلان يعارض موقف مقاتلي جبال قنديل من مواصلة الأعمال العسكرية ضد تركيا، ولذلك نستطيع القول بخطأ من يظن أن تركيا في أزمة بشأن الأكراد أو بشأن خطر «داعش» على تركيا، أو بشأن اضطراب الموقف التركي من الحرب على «داعش»، فالحسابات التركية واثقة من خطواتها وواضحة المعالم، وتعمل على حل مشاكل المنطقة من جذورها وليس حل مشكلة «داعش» الآنية فقط، وإنما بمعالجة جذور المشكلة التي أنشأت «داعش».

إن البرلمان والحكومة التركية ليست في معزل عن التوترات في المنطقة، ومن المؤكد أن طبيعة التداعيات القادمة في الميدان سيكون لها دور في تعاطي الدور التركي في المستقبل، فتركيا لا ترى إمكانية حل مشكلة «داعش» من خلال الطلعات الجوية فقط، وتركيا لا تمانع من تدخل حزب العمال الكردستاني الحرب ضد «داعش»، بما فيها مقاتلي جبال قنديل كما جاء في تصريح نائب رئيس الوزراء التركي ذلك بتاريخ 29/9/2014، فالحكومة التركية تسعى في عملية سلام واسعة مع الأكراد، وليس لديها ما يمنع من إقامة حكم ذاتي داخل سوريا، إذا وافق الشعب السوري على ذلك، فالمواقف التركية من الأكراد في سوريا والعراق هي تصالحية وتوافقية وتعاونية.

والنقطة الخطيرة التي قد تؤجج الصراع بين تركيا و«داعش» هي قيام تنظيم «داعش» بخطأ كبير في حق تركيا والشعب التركي في حالة مهاجمة ضريح سليمان شاه، جد الأسرة العثمانية في ريف منبج شمال حلب، حيث يوجد ضريح سليمان شاه، وهذا الضريح وفق القوانين الدولية هي أراضي تركية ويحرسها جنود أتراك منذ الحرب العالمية الأولى، فإذا هاجمت قوات «داعش» الضريح فلن تكون الأمور سهلة ولا سلمية، بل ستذهب إلى عمل عسكري خطير غير مقدر العواقب.

 

أمير حركة أحرار الشام الإسلامية لـ«القدس العربي»: نتعلم شحذ الهمم من المرابطين في جبال الساحل

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» أفاد الأمير العام لحركة أحرار الشام الإسلامية أبو جابر الشيخ أثناء زيارته المفاجئة لجبال الساحل السوري لـ«القدس العربي»، أن «المعنويات مرتفعة جدا في جبهات الساحل، ونتعلم من المرابطين على الثغور شحذ الهمم والمعنويات المرتفعة».

وتأتي زيارة الشيخ المفاجئة للمنطقة بعد توليه منصبه الجديد، وهي زيارته الأولى للساحل حيث قام بزيارة كل من مناطق الاشتباك في جبلي الاكراد والتركمان.

وتشهد مناطق ريف اللاذقية اشتباكات عنيفة جدا بين مقاتلي الحركة وعناصر النظام خصوصا في منطقة دورين التي تعتبر بوابة جبل الاكراد، وتكبدت الميليشيات الطائفية خسائر كبيرة في الأرواح دون ان تحقق أي خرق يسجل لصالح النظام السوري.

وتم تدمير دبابتين ومدفع عيار» 57» للنظام السوري بصواريخ تاو أطلقتها المعارضة المسحلة دون أن تخطىء هدفها ما أدى إلى مقتل العشرات من جنود النظام السوري في آخر محاولة تسلل، ويحاول النظام السوري ان يعتمد على سلاح الطيران الذي بلغت عدد غاراته خلال الساعات الماضية اكثر من عشرين غارة جوية.

بدوره، قال أبو عمر القائد العسكري لأحرار الشام في المنطقة في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، إن «الوضع جيد»، مضيفا أنه «ما من استراتيجية واضحة نتبعها للدفاع عن الضربات المتتالية للنظام السوري في قرية دورين والنبي يونس لكل منطقة خصوصيتها».

وتواردت أنباء عن استقدام النظام السوري لتعزيزات عسكرية إلى مناطق جبل الاكراد على طول محاور القتال خصوصا بعد هزيمته في العملية التي اطلق عليها اسم «القصاص من جبل الاكراد» التي تعرض لها بعد ان أظهرت الصفحات المؤيدة للنظام السوري اسماء ضباط كبار برتبة عميد.

من جهته، بين شاهد عيان من قلب اللاذقية فضل عدم ذكر اسمه، أن عدد الجثث التي خرجت من المشفى العسكري في اللاذقية اكثر من خمسين جثة في تشييع ترافق بإطلاق رصاص كثيف وغضب شعبي كبير.

وفي السياق نفسه، قامت قوات المعارضة بتكثيف الضربات الصاروخية على مناطق تتمركز فيها قوات النظام في كل من مشقيتا والبهلولية والزوبار، وقد بلغت الصواريخ التي سقطت على مدينة اللاذقية خلال أيام عيد الأضحى ستة صواريخ مستهدفة القيادة البحرية على اطراف مدينة اللاذقية.

وتمتلك قوات المعارضة في الساحل السوري سلاحا نوعيا مثل صاروخ التاو الحراري «أمريكي المصدر»، فخلال اليومين الأخيرين خلال عمليات الاشتباك استطاعت قوات المعارضة عبر هذا السلاح من تحييد الدبابات وبشكل شبه نهائي عن المعركة، فيما اعتمد النظام بشكل واضح على سلاح الطيران، حيث لم يغادر سماء المناطق المحررة، مستهدفا وبشكل رئيسي مدينة سلمى التي يعتبرها مقرا كبيرا للارهابيين.

ويحاول النظام السوري وبشكل متكرر منذ بداية شهرتشرين الأول/ أكتوبر الحالي التقدم في جبل الاكراد خصوصا بعد التصويت في البرلمان التركي لقرار يمدد لاستخدام القوات التركية البرية خارج حدود الدولة، إذ ان خشية النظام باتت واضحة من أن تصبح المنطقة في الساحل ضمن المنطقة العازلة التي تعتزم تركيا اقامتها في الأيام القادمة.

ويقول ناشطون إن عشرين كيلو مــتر كافية لاستيعاب كافة المناطق الخاضــــعة لسيطرة قوات المعارضة ضمن المنطقة العازلة لذلك يحاول النظام السوري بإصرار شديد ان يكتسب اكبر عدد ممكن من الأراضي في جبل الاكراد لكنه لا يقوم بأي عملية في «جبل التركمان» الملاصق وبشكل مباشر لتركيا ، حيث يعتبر جبال التركمان منطقة حساسة جدا فغالبية سكانها من القومية الــتركمانية التي تتكلم اللغة التركية.

 

عملية أمنية لقوات المعارضة السورية في داريا تنتهي بإلقاء القبض على مطلوبين بقضايا جنائية وأمنية

حازم صلاح

دمشق ـ «القدس العربي» ـ مقام مركز الأمن العام في داريا، بمؤازرة من جميع القوى العاملة في داريا «لواء شهداء الإسلام، ولواء سعد بن أبي وقاص، ولواء المقداد بن عمرو، والمجلس المحلي لمدينة داريا»، بعملية أمنية واسعة لاعتقال عدد من المطلوبين بقضايا جنائية وأمنية ومتهمين بترويج المخدرات.

والمطلوبين هم مجموعة «مسلحة» من المتهمين بعدة قضايا جنائية وأمنية منها ترويج المخدرات، بقيادة افراد كانوا منتسبين لصفوف الثوار سابقا ولكنهم خرجوا عنهم لتنفيذ اجندات خاصة بهم نتيجة ضعف نفوسهم، فكان لهم الكثير من التجاوزات المزعجة بحق أهل المدينة من المدنيين والعسكريين ما اضطر مركز الأمن العام بدعم من جميع القوى العاملة في المدينة لتنفــيذ عملية واسعة للقبض عليهم.

وقال بيان أصدره المركز الأمني العام، حصلت «القدس العربي» على نسخة منه، إن العملية حققت الجزء الأكبر من الأهداف الموضوعة لها، وما تزال مستمرة حتى استكمال تلك الأهداف، بعد أن استمرت لساعات بسبب مقاومة المتورطين غير المتوقعة واستعصائهم في البناء الذي تحصنوا فيه وعدم رغبة المهاجمين بإيقاع ضحايا منهم.

وقدم مركز الأمن العام للمدينة ووجهائها الكثير من الجهود لحل المشكلة، إلا انها لم تنجح لذا طلبوا من المتورطين تسليم انفسهم عدة مرات للخضوع لمحاكمة عادلة، لكن دون جدوى.

وجاءت هذه العملية بعد استنفاد جميع المحاولات فيما سبق لإقناع المطلوبين بتسليم أنفسهم والخضوع للمحاكمة العادلة، وبسبب كثرة الشكاوى من أهالي المدينة وشبابها المرابطين فيها من تجاوزات أولئك المطلوبين.

ولاقت العملية ترحيب من أهالي البلدة ومن الثوار العاملين فيها بعد المعاناة التي عاشوها نتيجة ظلم النظام لهم وتجاوزات هذه المجموعة داخل البلدة المحاصرة.

وأكد البيان، أن جبهات المدينة لا تزال صامدة متماسكة جاهزة لأي محاولة اقتحام او تقدم لقوات النظام، والعملية الأمنية داخل المدينة ستزيد من مناعتها ضد أي عدوان عليها، ونؤكد أن جبهات المدينة العسكرية في أفضل أحوالها، وسيبقى المجاهدون مستعدين لمواجهة العدو المتربص بالمدينة من خارجها والمفسدين المسيئين فيها.

يشار إلى أن الفصائل العاملة في داريا كانت قد شكلت مسبقا «مركز الأمن العام في داريا» والذي يهتم بمتابعة القضايا الداخلية وحل المشاكل داخل المدينة بغطاء ودعم من الفصائل العاملة في المدينة وفعلا فقد تم إلقاء القبض على عدة مخبرين للنظام داخل المدينة وتم التحقيق معهم وكشف شبكات امنية للنظام تعمل مع الثوار مما ساعد في ضبطهم و تنفيذ الاحكام فيهم أمام الجميع.

 

الهجرة السرية” للسوريين.. رحلة محفوفة بالمخاطر إلى إيطاليا عبر الجزائر

الجزائر ـ من أحمد عزيز ـ اهتدى لاجئون سوريون هاربون من جحيم الحرب في بلادهم، إلى طريق جديد للهجرة السرية، ينتقلون فيه إلى ليبيا عبر صحراء الجزائر، قبل أن يستقلون قوارب إلى الشمال، حيث الشواطئ الإيطالية وأحلام كثيرين في حياة رغدة، إلا أن الرحلة عادة ما تنهي حياة وبالتبعية أحلام، كثير من المهاجرين بسبب وعورة الطريق الصحراوي أوتقلبات أمواح البحر المتوسط.

 

ويتنقل اللاجئون السوريون من العاصمة الجزائر إلى مدينة الوادي أو اليزي في أقصى الجنوب، ثم يتنقلون مسافة تزيد عن 1500 كلم عبر الصحراء للوصول إلى السواحل الليبية، ومنها يركبون البحر متسللين أيضا نحو ايطاليا، في رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر.

 

ومنذ أسابيع قليلة، قررت السلطات الجزائرية منع الرعايا السوريين من التنقل إلى الجنوب الجزائري، وشددت من إجراءات تحديد الإقامة بالنسبة للاجئين السوريين في المدن الساحلية الكبرى ومراكز الإيواء، بعد أن تكررت حوادث ضبط لاجئين سوريين يحاولون التسلل عبر الحدود البرية بين الجزائر وليبيا من أجل الوصول إلى إيطاليا.

 

ووقع آخر حوادث ضبط سوريين أثناء محاولتهم التسلل إلى ليبيا في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، حينما أوقفت فرقة من قوات الجيش الجزائري، تابعة للقطاع العملياتي إليزي (الحدودية مع ليبيا)، عشرة مهاجرين غير شرعيين من جنسية سورية، كانوا متوجهين إلى الحدود الليبية، حسب بيان لوزارة الدفاع الجزائرية.

 

ويقول السيد عثمان زحنو، عضو المجلس المحلي السابق لمحافظة إليزي ومنسق الأنشطة الخيرية بالمنطقة، في حديث لوكالة “الأناضول”: “تعمل الجمعيات الخيرية هنا على مساعدة اللاجئين العرب، لكننا فوجئنا في الأشهر الأخيرة بظاهرة جديدة وهي محاولة مواطنين من سوريا التسلل إلى ليبيا”.

 

ويتابع: “قال لي عدد من السوريين الذين أوقفهم الدرك الجزائري (جهاز تابع لوزارة الدفاع) إنهم قرروا الانتقال إلى ليبيا عبر الجزائر لأن الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي لا يفرض تأشيرة دخول على السوريين”.

 

يضيف السيد عثمان: “يدفع السوريون أكثر من 300 يورو لعناصر تنتمي لعصابات ليبية مسلحة تؤمن نقلهم من الحدود مع الجزائر إلى مناطق في الساحل الليبي على البحر المتوسط ومن هناك يتنقل هؤلاء بحرا إلى الشواطئ الإيطالية، في رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر”.

 

فيما يقول مصدر أمني جزائري، طالبا عدم الكشف عن هويته: “في البداية اعتقدنا أن الأمر له علاقة بالجماعات الإرهابية خاصة مع حالة الفوضى التي تعيشها سوريا وليبيا، لكن التحقيقات كشفت أن أكثر من 95 بالمائة من المتسللين السوريين عبر الحدود البرية بين الجزائر وليبيا هم في واقع الأمر حراقة (مصطلح يطلق على المهاجرين السريين في دول المغرب العربي)”.

 

ويضيف المصدر في تصريحات لوكالة “الأناضول”: “هذا لا يمنع وجود متسللين يحاولون الالتحاق بالجماعات المسلحة في ليبيا”.

 

وحول عدم اخيتار المهاجرين لمصر أو تونس كنقطة انطلاق لرحلتهم، قال: “في حالة مصر، يكمن السبب في التشدد الذي تتعامل به السلطات المصرية مع اللاجئين السوريين منذ إسقاط حكم جماعة الإخوان (ينتمي لها الرئيس الأسبق محمد مرسي) أما في حالة تونس، فإن السبب يكمن أن تونس تفرض تأشيرة دخول على السوريين على عكس الجزائر”.

 

سميح عبد المحسن؛ لاجئ سوري فر من بلده بحثا عن الأمن، وقرر الانتقال إلى الجزائر ومنها إلى ليبيا ثم إلى إيطاليا، لكنه لم يكمل الرحلة، حيث أوقف من قبل قوات الجيش الجزائري في المنطقة الحدودية بين الجزائر وطرابلس، وتقرر نقله إلى العاصمة لمحاكمته بتهمة خرق قانون التنقل.

 

إلا أنه كان أفضل حظا من ابن عمه، عمار، الذي فقد اثره قبل أكثر من 5 أشهر أثناء محاولته التسلل إلى إيطاليا عبر ليبيا، حسب ما رواه سميح لـ”الأناضول”.

 

ويقول سميح الذي سمح لـ”الأناضول” بالحديث إليه قبل أن تقله حافلة من منطقة أوهانت الحدودية إلى العاصمة: “أشعر بالإحباط، لقد تمنيت الوصول إلى أوروبا إلا أن الظروف كانت ضدي”.

 

ويضيف: “سأحاول مرة أخرى، لا يهم أن أموت في البحر أوعطشا في الصحراء، فذلك أفضل بكثير أن أموت على يد سوري مثلي”.

 

أما كومري رضا، الموظف في الهيئة الإغاثية التي شكلتها محافظة اليزي الحدودية للتكفل باللاجئين، فيقول: “في منطقة أوهانت القريبة من الحدود الجزائرية الليبية تنطلق في كل مرة يوقف فيها مهاجرون، حافلة لنقل الركاب تعج بمسافرين أغلبهم سوريين، وتقرر نقلهم إلى العاصمة الجزائرية من حيث جاءوا قبل عدة أسابيع″.

 

ويتابع “إن قوات الجيش الجزائري تنقذ السوريين من الموت في حال عبورهم الحدود الجزائرية نحو ليبيا”.

 

وحسب مصدر أمني جزائري تحدث لـ”الأناضول”، فإن الجيش الجزائري وقوات الدرك الوطني وحرس الحدود أوقفوا منذ شهر يناير/ كانون الثاني 2014 إلى نهاية أغسطس/ آب من العام نفسه، 466 مهاجرا سريا من مختلف الجنسيات، بينهم 328   مهاجرا سوريا.

 

وحسب مصادر أمنية أخرى بمحافظة إليزي، فإن أغلب المهاجرين السوريين منعوا من دخول التراب الليبي.

 

ويقول شهود عيان من المراكز الحدودية مع ليبيا إن حرس الحدود “منعوا عشرات المهاجرين السوريين بعد رصد محاولاتهم التسلل عبر الحدود”.

 

فيما يقول السيد مكنوت سليمان، الموظف في لجنة التكفل باللاجئين في محافظة اليزي الحدودية، إن “الحواجز الأمنية عبر الطرق المعبدة في إقليم المحافظة تلقت تعليمات بتشديد إجراءات الرقابة على المركبات المتجهة نحو الجنوب، للحد من تسلل المهاجرين السوريين”.

 

ويضيف: “في الحواجز الأمنية عند المدخل الشمالي لمدينة الدبداب وهي المعبر الحدودي الرئيس إلى ليبيا، تلقى عناصر الدرك تعليمات صارمة لمنع تنقل المهاجرين السوريين نحو المدينة”.

 

وتمتد الحدود بين ليبيا والجزائر على مسافة 1000 كلم كلها منطقة صحراوية، وقد قررت السلطات الجزائرية غلق الحدود مع ليبيا في شهر يونيو/حزيران الماضي بعد تدهور الأوضاع في هذا البلد.

 

ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، ولجوء ونزوح ملايين، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.(الاناضول)

 

بوادر اتفاق بين مسلم وأنقرة: منطقة عازلة وممرات آمنة

إسطنبول ــ باسم دباغ

يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) تقدمه في أراضي مدينة عين العرب السورية، في وقت بدت فيه لافتة مواقف زعيم حزب “الاتحاد الديمقراطي”، جناح “العمال الكردستاني” في سورية، صالح مسلم، الذي أقرّ بإمكانية الاتفاق مع تركيا.

 

وفي حين كان مسلم، قد حذّر في وقت سابق، من أنّ حزبه سيتعامل مع أي دخول للقوات التركية لإقامة المنطقة العازلة على أنه احتلال في حال لم تتم بالتشاور معه، عاد مسلم ليبدي في مقابلة تلفزيونية، مساء أمس الثلاثاء، ترحيبه وتعاونه مع المنطقة العازلة، في حال جاءت بعد قرار جماعي، على حدّ تعبيره.

 

وأشار مسلم، الذي التقى مسؤولين في الخارجية التركية، الى التوافق على وجوب توحيد الجهود في الحرب ضد “داعش”. وعبرت الحكومة التركية، بحسب مسلم، عن مساندتها قوات الحماية الشعبية الكردية في الحرب ضد “داعش”، مضيفاً أن “سقوط عين العرب يعني أن تصبح التهديدات على الحدود التركية، ولهذا السبب أكدت لنا أنقرة أنها ستدعمنا”. وشدد على أن “المسؤولين الأتراك لم يفرضوا أي شروط”، نافيّاً وجود أي شروط من أساسها.

 

وأكّد المسؤول الكردي الاتفاق مع تركيا “حول الكثير من القضايا”، وقال: “هم تفهمونا بشكل جيد، بل ويعرفون أنه لا علاقة لنا على الإطلاق مع النظام السوري، كما شرحنا الوضع الخاص لمدينة القامشلي للمسؤولين الأتراك، إذ أننا حاربنا النظام سنوات طويلة، وهذا ما تعرفه أنقرة بشكل جيد”.

 

ولخص مسلم، وضع مدينة القامشلي، أكبر الكانتونات التي كان قد أعلنها الحزب في إطار مشروعه للإدارة الذاتية، قائلاً إن “النظام لا يسيطر في المدينة إلا على المطار، فيما يوجد حوله عشائر عربية”. وأوضح أن “إخراج النظام من المدينة يعني الدخول في حرب عربيّة كرديّة، ونحن لا نريد هذه الحرب، ولعدم حدوث هذه الحرب لا بد من الاستمرار في الوضع الحالي”.

 

وفي ما يتعلق بالتعاون مع الجيش السوري الحر وباقي أطراف المعارضة، قال مسلم: “أبلغنا أنقرة أننا لا نريد نظام حكم مركزي، وأننا مصرون على البقاء كقطعة من الأراضي السورية في المستقبل، الأمر الذي توافقنا عليه خلال الاجتماعات”. وأضاف أنه “في أثناء الصراع مع “داعش”، تعاونا مع الجيش السوري الحر في كل مكان، وتركيا تقف معنا أيضاً، حتى أن أنقرة أكدت لنا أنكم بالحرب التي تخوضونها ضد (داعش) تقومون بحماية حدودنا”، مشدّداً على أنّه لم يكن تهديداً لأمن الحدود التركي في أي وقت، ويعرف المسؤولون الأتراك هذا جيداً، لافتاً إلى أنّ “تلك الحدود هامة لنا أيضاً، سواء من الناحية اللوجستية أو من أجل إخوتنا الأكراد الذي يعيشون على الجانب الآخر، حيث تفاهمنا أيضاً على هذا الأمر”.

 

كما أشار إلى أن المسؤولين في أنقرة أبلغوه خلال المحادثات أن “المساعدات الإنسانية التي تقدمها تركيا ستستمر في التدفق، وأن الجيش التركي سيردّ على مصادر أي نيران تصل الأراضي التركية، وتم الحديث عن فتح معابر آمنة. وفيما يخص المنطقة العازلة التي أعلنت عنها أنقرة مراراً أكد مسلم، أن حزبه “سيحترم هذه المنطقة في حال جاءت بعد قرار جماعي”.

 

وعلم “العربي الجديد”، أن الممر الآمن المطلوب، يمتد بين مدينة رأس العين في محافظة الحسكة، ومدينة عين العرب المحاصرة في محافظة حلب، بطول يقارب 180 كيلومتراً داخل الأراضي التركية. إذ تسيطر على المساحات الفاصلة بين المدينتين تنظيم (داعش)، وأثبتت الضربات التي وجهت ضده في هذه المنطقة عدم فعاليتها، وسيتم استخدام هذا الممر لعبور المقاتلين التابعين للحماية الشعبية بمساندة من قيادات عسكرية متمرسة من قوات “العمال الكردستاني” التي ستأتي إلى القامشلي، ومنها إلى رأس العين ومن ثم عين العرب، عبر الأراضي التركية قادمة من جبال قنديل عبر إقليم كردستان العراق.

 

وكان مراد كرايلان، أحد قياديي “العمال الكردستاني”، قد أكد لوكالة “فرات نيوز” المقرّبة من الحزب، أن مسلم، قد حصل على وعد بفتح ممر آمن، ضمن الأراضي التركية، لكن أنقرة لا تزال تماطل في تنفيذ وعدها.

 

وفي هذا السياق، علم “العربي الجديد”، أن “مسلم حاول الاتصال بمسؤولين في المخابرات التركية لتأكيد ضرورة تنفيذ وعودهم بفتح الممر الآمن لمدة يومين، بعد اللقاء االثنائي، من دون جدوى، قبل أن يؤكدوا له، أمس الثلاثاء، التمسّك بوعدهم، لكن عليهم قبل ذلك حلّ مجموعة من المشاكل”.

 

في غضون ذلك، أعلن مسلم خلال المقابلة التلفزيونية ذاتها، وصول أولى المساعدات الطبية إلى قوات الحماية الشعبية، وهي عبارة عن شاحنتين من المعدات الطبية مقدمة من هيئة الطوارئ والكوارث التركية “AFAD” التابعة لرئاسة الوزراء، في وقت لم يصل فيه بعد أي دعم عسكري من أية دولة، ولا حتى من إقليم كردستان العراق بقيادة مسعود البارزاني.

 

في المقابل كشف مصدر مطلع في رئاسة إقليم كردستان العراق، أن البارزاني، طلب بشكل رسمي، أمس الثلاثاء، من السلطات التركية الموافقة على ذهاب قوات البشمركة، التابعة للإقليم إلى مدينة عين العرب ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سورية، لمواجهة هجمات مسلحي تنظيم “داعش”، وذلك عبر الأراضي التركية.

 

وكان البارزاني، قد التقى، أمس الثلاثاء، وفداً سياسيّاً كرديّاً سوريّاً في مدينة أربيل، مؤكداً أنه “طلب من تركيا السماح بانتقال مقاتلي البشمركة الى عين العرب عبر الأراضي السورية، لحمايتها من هجمات الإرهابيين”.

 

أبطال يصنعون على مواقع التواصل

بسرعة خيالية انتشرت صورة المقاتلة الكردية سيلان أوزلب على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت معها قصّتها: مقاتلة كردية تطلق رصاصتها الأخيرة على نفسها، منتحرةً، بعدما حاصرها مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” في منطقة كوباني (عين العرب) الكردية في سورية. تمّ تناقل الصورة والخبر على كل مواقع التواصل، وتحديداً على “تويتر” و”فيسبوك”، حتى أن البعض استبدل صورته الشخصية بصورتها، ولاحقاً بصورة مقاتلة كردية أخرى قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إنها فجّرت نفسها في موقع لـ”داعش” في كوباني. كما استعيدت مقابلتها مع “بي بي سي” التي عرضت قبل أسابيع قليلة، وتظهر فيها أوزلب وهي تؤكد على القتال حتى آخر نفس.

وجدت وسائل الإعلام التقليدية، في هذا الخبر مادة جذب كبيرة، فصنعت تقارير ومقالات، عن الشابة الكردية (19 سنة)، ونسجت تفاصيل غير حقيقية ولا مصدر لها. لكن لا يهمّ، فالقصة مؤثرة، وكل الإضافات مسموحة.

لكن من سوء حظ وسائل الإعلام هذه أنّ مقاتلين أكراد في كوباني أكدوا أن أوزلب لم تمت، بل هي تواصل مواجهة مقاتلي “داعش” بشجاعة، وهي لا تزال موجودة في ساحة القتال. لكن طبعاً لم ينقل أحد هذه المعلومات، واستمرّت حفلة الاحتفاء بشهيدة كوباني الشجاعة. كيف لا، والقصة تحتمل كل عناصر الإثارة، وتفاصيلها تجذب عدداً كبيراً من القراء… خصوصاً أن “حزب العمال الكردستاني”، الموجود في تركيا، أكد الخبر. وحدها بعض المواقع والصحف الغربية اختارت التدقيق بالخبر، ونقلت النفي، مؤكدة أن الأخبار حول هذه القصة متضاربة، ولم يتسنّ التأكد من خبر مقتل أوزلب من عدمه من أي مصدر مستقل.

مرة جديدة إذاً تغرق الصحف والقنوات بالمعلومات غير المؤكدة. قد تكون سيلان أوزلب قد قتلت نفسها، ربما، وهذا ينمّ عن شجاعة ظهرت جلية عند مقاتلي البشمركة. لكن هذه قصة أخرى، بينما الحكاية، كل الحكاية هنا، هي صناعة أبطال على مواقع التواصل الاجتماعي، ونسج أخبار هي في غالب الأحيان غير حقيقية، أو مبالغ فيها. وقصة سيلان أوزلب هي مثال فاضح على ذلك.

 

واشنطن غير قلقة من سقوط كوباني

نفذت طائرات التحالف الدولي الأربعاء، غارة شرق مدينة كوباني “عين العرب”، استهدفت فيها تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية. وكانت طائرات التحالف الدولي قد حلقت منذ فجر الأربعاء، فوق المدينة، وتبعها تحليق لطائرات الاستطلاع. وتدور اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية و”وحدات حماية الشعب الكردي”، في حي “كانيَ عربان”، مما تسبب في مقتل ثلاثة مسلحين من وحدات الحماية. في حين يتعرض وسط كوباني لقصف بقذائف الهاون من قبل التنظيم. كما تشهد الجبهة الجنوبية الشرقية للمدينة، إطلاق نار متبادل بين قناصة وحدات الحماية وتنظيم الدولة. ووقعت اشتباكات ليل الثلاثاء، أثناء توغل قوات التنظيم داخل المدينة من جهتي الجنوب والغرب، وسيطرتهم على بعض المباني، ورفع رايات الدولة الإسلامية عليها. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إنه وثق مقتل 412 شخصاً من المدنيين والمقاتلين، أثناء المعركة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع.

 

وكان مقاتلو تنظيم الدولة قد انسحبوا ليل الثلاثاء-الأربعاء، من بعض المناطق شرق وجنوب المدينة، وذلك بعد الضربات الجوية التي استهدفت مواقعهم الخلفية من قبل طائرات التحالف الدولي، ما خلف خسائر بشرية في صفوفهم. كما تأكدت إصابة أربع عربات على الأقل للتنظيم. وكان تنظيم الدولة، قد تمكّن مساء الإثنين، من دخول كوباني، وسيطر على ثلاثة أحياء شرق المدينة، وتمركز على بعض الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية.

 

وكانت طائرات التحالف، قد وجهت تسع ضربات جوية، ضد عناصر تنظيم الدولة، يومي الإثنين والثلاثاء، خمس منها جنوب كوباني. وأسفرت الضربات قرب كوباني، عن تدمير أربع عربات مسلحة ودبابة ووحدة قتالية، تابعة للتنظيم، بحسب تصريحات الجيش الأميركي. وضربت الغارات الجوية في الحسكة وديرالزور وربيعة، مجموعة صغيرة لمقاتلي داعش، وموقعاً لتصنيع العوبات الناسفة، وساحات حشد لعناصر داعش، ومباني يستخدمها التنظيم ومنها مبنى لمرصد جوي. وقد شاركت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في هذه الغارات. وكانت طائرات التحالف الدولي، قد قصفت الأربعاء، مطار الطبقة العسكري الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة بريف الرقة الغربي، في حين شوهدت طائرة استطلاع تحلق على علو شاهق في سماء مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة.

 

من جهة أخرى، دعا نائب رئيس الوزراء التركي يلجين أكدوجان، إلى المزيد من الإجراءات الأميركية. وقال “أكدت حكومتنا ومؤسساتنا المعنية للمسؤولين الأميركيين، على ضرورة تكثيف القصف الجوي فوراً بطريقة أكثر فعالية وكفاءة”.

 

في المقابل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي، إن “تركيا تحدد ما هو الدور الأكبر الذي ستلعبه في المضي قدماً، والمحادثات مستمرة… لقد أشاروا إلى أنهم منفتحون على فعل ذلك.. لذا فإن هناك حواراً نشطاً يجري في هذا الصدد”. وقالت إن الجنرال المتقاعد جون ألين، المبعوث الذي كلفه الرئيس الأميركي باراك أوباما، ببناء التحالف ضد الدولة الإسلامية، ونائبه بريت مكجورك، سيكونان في تركيا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات.

 

وقال مسؤولون أميركيون، إن “كوباني ستسقط بيد داعش، ولكن هذا ليس مصدر قلق كبير لأميركا”، رغم أن ذلك سيسمح للتنظيم بالسيطرة على كامل الأراضي الممتدة بين “عاصمة خلافة” التنظيم والحدود التركية، والتي تبعد عنها أكثر من مائة كيلومتر. وذكر المسؤولون أن هدف الولايات المتحدة من مواجهة التنظيم في سوريا، ليس الحفاظ على المدن والبلدات من خطر الوقوع بقبضة المسلحين، بل القضاء على قادة التنظيم ومنشآته النفطية وبنيته التحتية بما يشل قدرته على العمل. ويأتي هذه الموقف بعد ساعات مما أدلى به المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، الذي دعا إلى تحرك دولي من أجل منع سقوط كوباني، قائلاً إن القوات الكردية التي تدافع عنها تواجه تحديات كبيرة. وأكد دي مستورا إن المدافعين عن كوباني “يدافعون عن أنفسهم بشجاعة كبيرة، ولكنهم يوشكون على فقدان قدرة الاستمرار”، مضيفاً “المدافعون عن كوباني يقاتلون بأسلحة عادية، في حين أن لدى داعش دبابات ومدافع هاون، وعلى المجتمع الدولي التدخل للدفاع عنهم لأنه لا يتحمل سقوط مدينة أخرى بيد داعش”.

 

بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، للبرلمان “هناك الكثير الذي يتعرض للخطر في كوباني، ويجب عمل كل شيء حتى يمكن منع إرهابيي داعش وصدهم”.

 

من جهة أخرى، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن أكثر من 100 مواطن كردي من منطقة كوباني، ممن احتجزوا في مدرسة بقرية “علي كور” في الجانب التركي، قاموا بجمع حاجياتهم الشخصية وفُرشِهم، بغية حرقها، احتجاجاً على قرار من السلطات التركية، بترحيلهم إلى السجن العسكري بمدينة “شانلي أورفا” التركية. وكانت السلطات التركية قد احتجزت هؤلاء الأشخاص بعد الإشتباه بانتمائهم إلى “حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا.

 

أردوغان يدعو لعملية برية.. وإيران تحذر

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، من أن مدينة كوباني “عين العرب” السورية، التي يقطنها الأكراد “على وشك السقوط”، بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية، مشدداً على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم مقاتلي التنظيم. وقال أردوغان في كلمة أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب، إن “الرعب لن يتوقف ما لم نتعاون لشن عملية برية”. مضيفاً أن الغارات الجوية ليست كافية وحدها. وقال “لقد مرت أشهر بدون تحقيق أي نتيجة”.

 

وأكد أردوغان أن بلاده سترد بحسم على أي تهديد يأتيها من سوريا، مشيراً إلى أنها تراقب ما يجري على حدودها مع سوريا، وقال إن تركيا “تقف ضد تنظيم الدولة الإرهابي وكذلك ضد حزب العمال الكردستاني الإرهابي أيضاً”. وأضاف “لقد منحنا القوات المسلحة صلاحيات كاملة، وسنتصدى بشكل حاسم لأي تهديد، خاصة إذا تعرضت نقطة سليمان شاه في سوريا التي هي أراض تركية لأي تهديد”. وأكد في الوقت نفسه أن تركيا ليس لديها أية أطماع في أي بلد آخر. وقال مخاطبا اللاجئين السوريين “سنفتح لكم أراضينا وسنستمر في استضافتكم إلى أن تعودوا إلى بلادكم برغبتكم، وسنعمل سوياً من أجل سوريا حرة تتعايش فيها جميع الأطراف”.

 

في المقابل، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، إنه لا ينبغي السهو عن التحركات التركية في العراق وسوريا، واصفاً إياها بأنها “خطيرة”. كما اعتبر أن من شأن الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية تصعيد الأزمة أكثر من حلها. ورداً على موافقة البرلمان التركي الأسبوع الماضي على التدخل في العراق وسوريا، حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أنقرة من زيادة تفاقم الوضع في الشرق الأوسط في حال التدخل عسكرياً في سوريا والعراق، وذلك في محادثة هاتفية مع نظيره التركي مولود جاوش أوغلو، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية.ظ

سقوط كوباني

بيروت- يستمر مقاتلو الدولة الاسلامية بالتقدّم لاقتحام بلدة كوباني المحاصرة على الحدود السورية – التركية، في اعتداء يهدّد بعواقب تتخطّى البلدة التي يسكنها أكراد.

بدا مقاتلو داعش، الجمعة الماضي، على استعداد لدخول البلدة، مع نشر المرصد السوري لحقوق الانسان تقارير تتحدث عن “حصول اشتباكات عنيفة بين مقاتلي داعش و [المقاتلين الأكراد] على الجبهتين الشرقية والجنوب شرقية لبلدة كوباني”.

ومع تشديد داعش لحملته العسكرية، أطلقت المجموعة الجهادية نحو 60 مدفع هاون على كوباني، في ما وصفه المرصد السوري لحقوق الانسان بـ “أعنف قصف” عاشته البلدة منذ بدء المعارك في أيلول الماضي.

ويأتي قتال الجمعة عقب دخول وحدات حماية الشعب الكردية في اشتباكات قبل يوم مع مقاتلي داعش على بعد نحو كيلومترين من التخوم الغربية لكوباني “ممّا عزّز المخاوف الجدية من احتمال أن يدخل داعش المدينة في أي لحظة”، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان.

“يُعتقد بأنّ المجموعة قد تقوم بمجزرة بحق المواطنين الذين لا يزالون داخل كوباني والذين اختاروا ان يموتوا دفاعاً عن منازلهم ومدينتهم بدل أن يغادروها”، كما قال المرصد في تحذير شديد.

“دعم” الولايات المتحدة

على الرغم من الحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة على داعش، فقد تلقى مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية في كوباني القليل من الدعم الجوي في معاركهم الضارية مع المقاتلين الذين يتقدمون نحوهم.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية الجمعة، أنّها نفذت “ضربة واحدة قرب كوباني”، أدّت الى تدمير احدى نقاط التفتيش التابعة للدولة الإسلامية، بعد يوم من إعلانها أنّ “ثلاث ضربات قرب كوباني دمّرت إحدى مركبات داعش العسكرية، وإحدى قطع المدفعية لداعش، بالإضافة الى دبابة تعود لهذه المجموعة”.

وفي غضون ذلك، أظهرت فيديوات وتقارير إعلامية حول كوباني بأنّ مقاتلي داعش قاموا بنشر أنظمة مدفعية لقصف البلدة في الأيام الماضية، ما أجبر المدنيين على الهروب بشكل جماعي.

“في حال سيبدأ الائتلاف بقصف داعش [خارج كوباني]- وحتى الآن لا يعلم أحد ما هي الخطة التي يحاول هذا الائتلاف تنفيذها- يمكن أن تقع كوباني في أيدي داعش”، حذّر قائلاً ماهر إسبر، وهو ناشط سياسي سوري معارض. “برأيي، سوف تسقط كوباني على الأرجح في أيدي داعش، والائتلاف لن يتدخّل”، كما قال لـ NOW.

وعن ذلك قال جيفري وايت، المتخصّص في شؤون الدفاع في معهد واشنطن، إنّ “الولايات المتحدة وحلفاءها يخطّطون للقيام بحملة جوية وهذا بالفعل ما يقومون به، وقتال كوباني هو جزء من هذه الخطة”.

المعركة في كوباني “لا يُنظر إليها كأحد أكثر مظاهر الحملة الجوية الأميركية أهمية”، أضاف قائلاً لـ NOW.

ووافق المحلل السوري الكردي رستم محمود على أنّ المساعدة في الدفاع عن كوباني ليست في أعلى قائمة أهم الامور التي ترمي الولايات المتحدة لمعالجتها في حملتها على داعش في سوريا.

تعتقد الولايات المتحدة بأنّ وقف تمدّد داعش نحو كوباني يُعتبر جزئياً من الطرق لإضعاف المجموعة الجهادية، ولكنّه لا يُعتبر أولوية مطلقة بالنسبة للولايات المتحدة في قتالها داعش”، قال الباحث في مجموعة HIVOS التي تأخذ من هولندا مقراً لها.

لطالما كرّر مسؤولون أميركيون بأنّ ضرباتهم الجوية لا تهدف فقط الى إضعاف قدرات داعش العسكرية، بل كذلك الى مساعدة قوى الاعتدال على الأرض. فالدفاع عن كوباني هو من مسؤولية مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، التابعة لحزب العمال الكردستاني الموضوع على لائحة المنظمات الارهابية، ليس فقط في تركيا، بل كذلك في الولايات المتحدة.

“الضربات الجوية على داعش لردعه عن هجومه على كوباني سوف توفّر بالضرورة دعماً للمقاتلين الأكراد- وهو أمر أفترض بأنه سوف يزعج الأتراك، الذين تحاول الولايات المتحدة ان تتودّد إليهم وأن تبقيهم في ائتلافها ضد داعش”، قال فيصل عيتاني، العضو في المجلس الأطلسي.

تعقيدات عسكرية

إنّ سقوط كوباني في أيدي داعش سوف يشكّل مكسباً مهما للمجموعة عقب حربها الخاطفة في المنطقة التي دامت أسبوعين وأدّت الى سيطرة المقاتلين على أكثر من 300 قرية، حتى بعد أن قامت الولايات المتحدة بتوسيع قتالها لداعش ليصل الى سوريا.

سوف يؤمّن داعش “منطقة حدودية مهمة [تحت سيطرته] في وقتٍ تخضع فيه خطوط التواصل الخاصة بهم ومواردهم لضغط كبير جرّاء الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضدهم”، قال عيتاني.

تقع كوباني في منطقة مهمة استراتيجياً شمال الحسكه بين المنطقتين الكرديتين، عرفين غربها وسيزير شرقها.

وأضاف عيتاني أنّ الاستيلاء على البلدة سوف يساعد أيضاً على “احتلال أراض تركية والقيام بمحاولات لخلق منطقة عازلة على الحدود، بشكل أساسي من خلال خلق منطقة عازلة خاصة بها تضم كوباني”.

وأي انتصار لداعش سوف يساعد في “إظهار قدراته على القيام بهجوم ناجح حتى في وجه قصف القوات المتحالفة لها”، كما قال وايت. “سوف يعتبر داعش هذا الانتصار انتصاراً على الائتلاف القائم في وجهه”.

ووفقاً للعضو في معهد واشنطن، فإن سقوط كوباني سوف يساعد أيضاً حملات المجموعة في أماكن أخرى من خلال السماح لها باستخدام مقاتليها الموجودين حالياً في كوباني.

على الرغم من أنّ احتمال تحقيق داعش انتصاراً في كوباني يبدو وارداً جداً، فهذا لا يعني بالضرورة أنّ قوات وحدات حماية الشعب سوف تسمح للإسلاميين بالسيطرة على الأراضي الكردية بدون مقاومة.

“على المستوى العسكري، أعتقد بأنه في حال سقطت كوباني في أيدي داعش، سوف تبدأ وحدات حماية الشعب حرب عصابات على المجموعة، وهو حقل تُعتبر خبيرة به بسبب حربها الطويلة على الحكومات التركية السابقة”، قال رستم محمود. “المعركة لن تنتهي ما إن يدخل داعش الى كوباني”.

علاقات كردية داخلية

تأتي حملة داعش على أكراد سوريا بعد أشهر من محاولته الفاشلة للتقدّم نحو المناطق الكردية في شمال العراق، التي ساعدت على إقناع واشنطن للبدء بحملات جوية على داعش.

كانت قوات البشمركا الكردية قد أطلقت في أواخر أيلول حملة ثلاثية ضد قوات داعش، واستولت على بلدة رابعة على الحدود العراقية – السورية في وقت سابق من هذا الاسبوع.

وقالت وكالة الأنباء الكردية العراقية Rudaw إنّ وحدات حماية الشعب قالت إنّ الحملة كانت بتنسيق مشترك، إلاّ أنّ الحكومة الاقليمية الكردية في العراق لم تؤكد هذا الادعاء.

وبالرغم من التهديد لأكراد سوريا، فإنّ الوقائع اللوجيستية والسياسية تنفي فرضية حصول تنسيق فعال بين مقاتلي وحدات حماية الشعب وقوات البشمركا التابعة للحكومة الكردية الاقليمية.

تقع كوباني بعيداً عن الحدود العراقية، وداعش يسيطر على مناطق واسعة بين سوريا وأكراد العراق، ما يحول دون وجود خطوط تواصل فعالة بين الاثنين.

على المستوى السياسي، لدى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا علاقات وثيقة بحزب العمال الكردستاني، ولكن علاقاته أضعف بكثير بالحكومة الكردية الاقليمية والأحزاب التي تؤلفها.

وعن ذلك، قال الناشط السياسي السوري المعارض ماهر اسبر لـ NOW: “المشكلة هي أنّ الأكراد العراقيين والأكراد السوريين لديهم الكثير من الخلافات، فكل فريق منهما يريد أن يكون قائد القرارات السياسية”.

 

 

“ولهذا السبب الأساسي لم يكونوا قادرين على الوصول الى اتفاق حتى الآن، على الرغم من انهم يواجهون خطراً عظيماً. لو أن بإمكانهم الاتفاق، لكان وضع المقاومة الكردية بشكل عام تحسّن بشكل كبير”.

وفي هذه الأثناء، يعتبر محمود من HIVOS أنّ “وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي لا يريدان شريكاً كردياً آخر لهما في قراراتهما العسكرية والسياسية”.

“هم يعتبرون أنّ هذه معركتهم ويريدون ان يخوضوها وحدهم. يريدون أن يحتكروا شرف المقاومة، الامر الذي يرون بأنه سوف يمنحهم امتيازات سياسية وديمغرافية في المستقبل”.

ردة فعل تركيا

مع تقدّم داعش واقترابها من الحدود التركية، بدأت أنقرة بالتحرّك للبدء بمعالجة الوضع، ولكن يبقى من غير الواضح ما هي الخطوات التي ستتخذها بهذا الشأن.

يوم الجمعة الماضي، تعهّد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بأنّ هذا البلد “سوف يقوم بكل ما يستطيع” لمنع وقوع كوباني في أيدي المقاتلين الاسلاميين”. وجاءت تعليقاته بعد يوم من سماح البرلمان التركي البدء بعمليات عسكرية في سوريا والسماح للجيوش الأجنبية باستخدام الأراضي التركية للمشاركة العسكرية في الحملة ضد داعش.

إلاّ أنه وعلى الرغم من إشارة مسؤولين أتراك الى أنهم يدعمون إقامة منطقة عازلة في مناطق سوريا الشمالية لحماية حدودهم، فإنّ أي خطوات سوف تتخذها حكومتهم بهذا الشأن لا تزال غير واضحة.

وبالرغم من أنّ تحركات تركيا المستقبلية لا تزال موضع تساؤل، فإن أنقرة سوف تلعب دوراً مهماً في سوريا مع استمرار التوازن العسكري في المنطقة بالمراوحة في انتظار أي حسم.

“تريد تركيا أن تصبح لاعباً أساسياً في القضية السورية وأن تفرض أجندتها، وهدفها الأساسي هو الضغط على النظام السوري”، قال محمود رستم.

 

التدخّل التركي مجرّد تهويل

(أ.ف.ب.)

بعد ثلاثة أيام على انتشار الدبابات التركية على طول الحدود الشمالية لسوريا عقب قصف القرى التركية من الأراضي السورية، وافق البرلمان في أنقرة، ليل الخميس، على قرار يسمح، وللمرة الأولى، باستخدام القوة العسكرية في كل من سوريا والعراق.

 

 

هذا التحرّك، الذي يسمح للجيوش الأجنبية باستخدام الأرض التركية في إطار العمل العسكري، يأتي وسط تكهنات في الصحافة التركية بأنّ أنقرة تحضّر ربما لردٍ أقسى على الصراعات المندلعة في الجارتين سوريا والعراق، قد يتضمن إمكانية إضافة قدرتها القتالية الى الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة على مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام في البلدين، وحتى خلق مناطق “عازلة” أو “آمنة” في مناطق شمال سوريا لمساعدة فصائل الثوار غير الجهادية في قتالها لنظام بشار الأسد، التي وصفها أحد مستشاري الرئيس رجب الطيب أردوغان مؤخراً بـ “السبب الرئيس” لمشكلة داعش.

 

في حين أنّ قرار البرلمان، الخميس، قد يسمح نظرياً بتنفيذ هاتين الخطوتين، فقد بيّنت العديد من الإشارات بأنّ ما من إجراءات فعلية وشيكة. حتى قبل بدء الجلسة النيابية، نُقل عن وزير الدفاع عصمت يلماز قوله إنّ لا خطوات مباشرة سوف تُتخّذ بعد إقرار القرار. ويوم الجمعة الماضي، قيل إنّ تركيا قد تدخل في محادثات مع واشنطن “في الأسابيع القادمة” لكي تقرّر بشأن وضع هذا التحرّك موضع التنفيذ. وفي كل الأحوال، قال محللون لـ NOW إنّ آمال أردوغان في توسيع الحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة لكي تشكّل ضغطاً أكبر على الأسد، قد لا تتحقّق.

 

“ما يرغب الأتراك في حصوله، وهو على الأرجح لن يحصل، هو وجود منطقة عازلة او منطقة لا تحلق فيها الطائرات على الجانب السوري من الحدود”، قال أندرو فينكل، صاحب كتاب ” تركيا: ما يحتاج الجميع الى معرفته”، وأحد مؤسسي P24، وهي منظمة غير ربحية تنادي بحرية الصحافة التركية. “سوف يكون ذلك أمراً غير مسبوق […] فمن الأمور التي لا يرغب بها الجيش التركي هو خوض الحروب. وإن فعل ذلك سوف يكون قد أوقع نفسه في ورطة”.

 

من العقبات الأساسية في وجه هدف تركيا بإنشاء “منطقة آمنة” هي المعارضة الأميركية لذلك. ولدى سؤاله مباشرة عن هذا الاقتراح يوم الأربعاء الماضي، قال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية جان بساكي إنّ هذا “لم يكن من بين الأمور التي كنّا نفكر فيها بجدية”. وقال عدد من المحللين لـ NOW إنّ هذه المعارضة ناجمة عن الاعتقاد في واشنطن بأنّ سقوط نظام بشار الأسد لن يؤدي الى ما يراه الرئيس باراك أوباما كالهدف الأكثر أهمية، وهو القضاء على داعش.

 

“الأولويات التركية و[الأميركية] مختلفة”، قال فينكل. “قد تكون الولايات المتحدة حتى متوترة في حال سقط نظام الأسد”.

 

داعش على الأبواب

 

إذا ما وضعنا استراتيجية تركيا الإقليمية على المدى الطويل جانباً، فإنّ تركيا تواجه حالياً مشكلة أكثر إلحاحاً لعلاجها، وهي حصار مقاتلي داعش لبلدة كوبان التركية، على بعد أمتار قليلة من الحدود التركية- السورية. فقد سبق للاشتباكات بين داعش والقوات الكردية المحلية أن أدّت الى وصول أكثر من 150000 لاجئ الى تركيا في غضون أسبوع واحد، ومع ظهور تقارير تتحدّث عن جهاديين يقومون بقطع رؤوس أسرى أكراد، بينهم نساء، هناك مخاوف من ارتكاب مجازر جماعية في حال نجحوا بإخضاع البلدة.

 

هذا وموقف تركيا من كوبان غير مستقر. فمن جهة، هدّد معارضون اكراد محليون بأنّ سقوط البلدة في أيدي داعش سوف يعلن نهاية محادثات السلام بين فصائلهم وبين أنقرة. ومن جهة أخرى، في حال تدخّلت تركيا مباشرة ضد داعش، فهي تخاطر بذبح جنودها الـ 80 الذين يتمركزون عند قبر الشاه سليمان- وهي جزيرة صغيرة لتركيا داخل سوريا وتحيط بها قوات داعش على بعد نحو 25 ميلاً جنوب كوبان- وكذلك باحتمال تنفيذ خلايا داعش في كبرى المدن التركية هجمات انتقامية. ولهذه الأسباب وغيرها، قال محللون لـ NOW إنّ تركيا واقعة بين مطرقة أن تتحرّك وسندان أن لا تتحرّك في ما خصّ الأزمة التي ألمّت بكوبان.

 

“إذا سقطت كوبان دون أن يحرّك الأتراك ساكناً، سوف ينقم الأهالي على تركيا”، قال جيفري وايت، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. “ولكن في حال تحركوا وقاموا بإنقاذ الأكراد، فلذلك أيضاً تداعياته”.

 

“لا أرى بأنهم سوف يتحركون” قال فينكل لـ NOW، مشيراً الى أنّ أنقرة لم تسمح حتى الآن للمقاتلين الأكراد داخل تركيا باجتياز الحدود والدفاع عن البلدة. بالطبع في حال سقطت كوبان، سوف يكون الوضع مرعباً […] ولكن شعوري هو بأنهم سوف يلجأون الى التدخّل العسكري كحل أخير”.

(ترجمة زينة أبو فاعور

 

واشنطن: معركة كوباني “مرعبة” ولن نسمح بسقوطها

واشنطن – فرانس برس، رويترز

وصفت الخارجية الأميركية، فجر الأربعاء، معركة عين العرب (كوباني) التي يتابعها العالم “مباشرة” على شاشات التلفزيون بـ”المرعبة”، واعتبرت أن هذه المدينة السورية الكردية الحدودية مع تركيا يجب ألا تسقط بأيدي تنظيم “داعش” المتطرف.

 

من جهته، يزور الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الأربعاء، البنتاغون، حيث سيجتمع مع قادة القوات المسلحة، ويطلع على سير الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” المتطرف في سوريا والعراق.

 

وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جنيفر ساكي، على المحادثات الهاتفية، الاثنين والثلاثاء، بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قائلة إن “الجميع يعتبر متابعة ما يحدث في كوباني بشكل مباشر أمراً مرعباً”.

 

وأضافت: “لا أحد بالطبع يريد رؤية كوباني تسقط”، في حين أعرب زميلها في البيت الأبيض جوش ارنست عن “القلق الشديد” حيال مصير المدنيين. وتابعت ساكي أن “هدفنا الأول هو منع داعش من تكوين ملاذات آمنة “.

 

وأضافت: “تركيا تحدد ما هو الدور الأكبر الذي ستلعبه في المضي قدماً وتلك المحادثات مستمرة. لقد أشاروا إلى أنهم منفتحون على فعل ذلك، لذا فإن هناك حواراً نشطاً يجري في هذا الصدد”.

 

وقالت إن الجنرال المتقاعد جون آلين، المبعوث الذي كلفه الرئيس أوباما ببناء التحالف ضد “داعش”، ونائبه بريت مكجورك، سيكونان في تركيا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات.

 

يذكر أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، لم تنضم إلى التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، قائلة إنه ينبغي أن تستهدف الحملة أيضاً الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

 

وحذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، من أن كوباني “على وشك السقوط”، مشدداً على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم الجهاديين.

 

وصعد “داعش” هجومه في الأيام الأخيرة على كوباني الحدودية على الرغم من الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وزاد هذا من الضغوط على تركيا كي تتحرك.

 

وأعلن الجيش الأميركي أن الولايات المتحدة مع السعودية والإمارات شنت، الاثنين والثلاثاء، خمس ضربات جوية قرب كوباني المهددة بالسقوط في أيدي “داعش”.

 

وأوضحت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان أن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا تسع ضربات جوية في سوريا الاثنين والثلاثاء، بينها خمس غارات قرب هذه المدينة ذات الأغلبية الكردية الواقعة قرب الحدود مع تركيا.

 

وأشارت ساكي إلى أن الضربات الجوية الأميركية العديدة في منطقة كوباني دمرت ثلاث مركبات مدرعة تابعة لـ”داعش”، وألحقت أضراراً بمركبة رابعة. وأدت ضربات جوية أخرى إلى تدمير مدفعية مضادة للطائرات وإعطاب دبابة.

 

قوات الأسد تعدم مقاتليها في ريف درعا

العربية.نت

أقدمت قوات الأسد الثلاثاء بتصفية 13 عسكرياً بتهمة الانسحاب من جبهات القتال في بلدتي زمرين وجدية بريف درعا، والتي سيطر عليها الثوار.

 

وقال “المركز الإعلامي في القنيطرة والجولان”: إن 13 عسكرياً أعدموا أمس داخل مقر الفرقة التاسعة على يد العقيد نزار الفندي، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴكرﻳﺔ ﺣﺴﺎﻥ ﺫيب، بعد اﻧﺴﺤﺎبهم من مواجهات مع ثوار حوران والجولان في ﺑلدتي ﺯمرين ﻭجدﻳﺔ بريف درعا أمس”.

 

وكانت الكتائب المقاتلة تمكنت من السيطرة على بلدتي زمرين وأم العوسج والحاجز الرباعي وتلتي زمرين الشمالية والغربية، والحاجز الرباعي الواقع بين بلدتي جدية وزمرين ومناطق أخرى بعد معارك ضارية مع قوات الأسد في ريف درعا.

 

سوريا.. خسائر كبيرة لقوات النظام وحزب الله بالقلمون

دبي – ياسر محمد علي

مازالت التطورات الميدانية على الساحة العسكرية السورية تتصاعد إثر اندلاع الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في الكثير من المواقع.

 

وتدور اشتباكات عنيفة رحاها بين كتائب الثوار من جهة وقوات النظام وميليشيات حزب الله من جهة أخرى في إحدى النقاط القريبة من بلدة طفيل الاستراتيجية بمنطقة القلمون بريف دمشق. وذكرت مصادر معارضة أن قوات النظام وميليشيات حزب الله تكبدتا خسائر كبيرة في مسعى الجيش الحر لاستعادة وجوده.

 

وفي نفس المنطقة، شن طيران نظام الأسد 17 غارة على أطراف بلدة عسال الورد، بحسب ما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية.

 

من جهتها، أعلنت شبكة “سوريا مباشر” أن جيش النظام قصف بلدة جاسم بريف درعا براجمات الصورايخ، في حين سُمعت أصوات انفجارات في الحي الغربي من مدينة بصرى الشام بريف درعا وسط استمرار الاشتباكات.

 

كما قام الطيران المروحي التابع للنظام بإلقاء براميل متفجرة على مدينة جاسم بريف درعا أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وشهدت مدينة تلبيسة بريف حمص اشتباكات بين كتائب الثوار وقوات النظام على جبهة جبوري.

 

في حين استهدف جيش النظام بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون حي الوعر في مدينة حمص، كما دارت مواجهات بين كتائب الثوار وجيش النظام في قرية حندرات بريف حلب الشمالي.

 

فيما شنت عناصر الجيش الحر هجوماً على النقطة السابعة للقوات النظامية في منطقة مورك بحماة، أسقطت خلاله قتلى وجرحى من صفوف النظام.

 

سوريا..التحالف يشن أعنف غاراته في كوباني

رفيدة ياسين، وكالات- الحدود التركية السورية -سكاي نيوز عربية

شنت طائرات التحالف أعنف غاراتها على أهداف لتنظيم الدولة شرق مدينة كوباني السورية، بينما تستمر الاشتباكات بين مسلحي التنظيم ومقاتلين أكراد في جنوب وغرب المدينة، وفقا لما ذكرت مصادر مطلعة.

 

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الضربات الجوية دمرت مركبات عسكرية وقطع مدفعية تابعة لتنظيم الدولة.

 

وأفادت مصادر ميدانية بأن الغارات استهدفت منع مقاتلي التنظيم من التقدم باتجاه المدينة من ناحية الغرب، وتمكنت من وقف تقدمهم.

 

وقالت مراسلتنا إن تنظيم الدولة قصف نقطة لتمركز المسلحين الأكراد شرق كوباني باستخدام الأسلحة الثقيلة، مما أسفر عن مقتل 12 مقاتلا في صفوف الأكراد.

 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحي تنظيم الدولة تقدموا إلى جنوب غربي كوباني أثناء الليل وسيطروا على عدد من المباني لكسب مواقع هجومية من جانبين للمدينة.

 

وأشار المرصد إلى أن معارك كوباني أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص من المدنيين ومسلحي التنظيم والمسلحين الأكراد.

 

ووصفت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء المعركة الدائرة في كوباني التي يتابعها العالم “مباشرة” على شاشات التلفزيون بأنها “مرعبة”.

 

واعتبرت الوزارة أن هذه المدينة السورية الكردية الحدودية مع تركيا يجب ألا تسقط بأيدي مسلحي تنظيم الدولة.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر ساكي، حول المحادثات الهاتفية الاثنين والثلاثاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن “الجميع يعتبر متابعة ما يحدث في كوباني بشكل مباشر أمراً مرعباً”.

 

وأضافت “لا أحد بالطبع يريد رؤية كوباني تسقط”، وتابعت أن “هدفنا الأول هو منع تنظيم الدولة من تكوين ملاذات آمنة”.

 

مسؤولون أمريكيون لـCNN: كوباني ستسقط بيد داعش.. وواشنطن ليست معنية بإنقاذ مدن سوريا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال مسؤولون أمريكيون لـCNN إن مدينة كوباني – عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، التي تخوض قوات كردية فيها مواجهات قاسية منذ ثلاثة أسابيع، ستسقط بيد المهاجمين من عناصر داعش، ولكنه رأى أن ذلك لا يقلق أمريكا كثيرا لأن مهمتها في سوريا ليست حماية المدن والبلدات.

 

وقال المسؤولون الذين طلبوا من CNN عدم ذكر أسمائهم: “كوباني ستسقط بيد داعش، ولكن هذا ليس مصدر قلق كبير لأمريكا” رغم أن ذلك سيسمح للتنظيم بالسيطرة على كامل الأراضي الممتدة بين “عاصمة خلافة” التنظيم والحدود التركية، والتي تبعد عنها أكثر من مائة كيلومتر.

 

وذكر المسؤولون أن هدف الولايات المتحدة من مواجهة التنظيم في سوريا ليس الحفاظ على المدن والبلدات من خطر الوقوع بقبضة المسلحين، بل القضاء على قادة التنظيم ومنشآته النفطية وبنيته التحتية بما يشل قدرته على العمل، وخاصة في العراق.

 

وأكد المسؤولون الذين تحدثوا لـCNN أن مهمة “إنقاذ العراق” أكثر أهمية على المستوى الاستراتيجي بالنسبة لأمريكا لعدة أسباب، أبرزها أن الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات مباشرة مع الحكومة العراقية.

 

وتأتي هذه المواقف بعد ساعات على ما أدلى به المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، الذي دعا إلى تحرك دولي من أجل منع سقوط كوباني، قائلا إن القوات الكردية التي تدافع عنها تواجه تحديات كبيرة.

 

ونقلت وسائل الإعلام عن دي مستورا قوله إن المدافعين عن كوباني “يدافعون عن أنفسهم بشجاعة كبيرة، ولكنهم يوشكون على فقدان قدرة الاستمرار” مضيفا: “المدافعون عن كوباني يقاتلون بأسلحة عادية، في حين أن لدى داعش دبابات ومدافع هاون، وعلى المجتمع الدولي التدخل للدفاع عنهم لأنه لا يتحمل سقوط مدينة أخرى بيد داعش.”

 

يشار إلى أن تركيا كانت قد ربطت تدخلها للدفاع عن كوباني بوضع استراتيجية متكاملة حيال الأوضاع في سوريا تقوم على محاربة داعش ونظام الأسد في الوقت نفسه.

 

أسطورة البشمركة “تنكسر” على أبواب كوباني وتركيا تشترط التدخل براً

هادي بوبطان

الصحف الفرنسية الصادرة اليوم عالجت تقدم الجهاديين نحو كوباني (عين العرب) وتوقفت عند “انكسار أسطورة” البشمركة، وفي الشأن الأوروبي توقفت هذه الصحف عند التباطؤ المُحيّر للاقتصاد الألماني.

 

انشغلت الصحف الفرنسية اليوم بتقدّم الجهاديين نحو كوباني ثالث مدينة كردية سورية تبعد كيلومترات قليلة عن تركيا حيث عنونت “لوفيغارو” في الأولى : تنظيم “الدولة الإسلامية” على أبواب تركيا، قائلة إنّ سرطان تنظيم “داعش” يواصل انتشاره في الشام فالجهاديون، مستفيدين من تفوقهم على القوات الكردية التي تفتقد إلى التجهيزات، باتوا على وشك السيطرة على كوباني في شمال سوريا.

 

في الأثناء -تُضيف الصحيفة- يقف الجيش التركي من الجانب الآخر للحدود متفرجا حيث تنتظر أنقرة التي تمتلك أقوى جيش في المنطقة والعضو في الحلف الأطلسي، من التحالف الدولي الاستجابة لشروطها، حيث طالب الرئيس التركي الثلاثاء مجددا بتدخل عسكري بري معتبرا أنّ الغارات الجوية غير كافية “لوقف الرعب”.

 

وتذكّر “لوفيغارو” بشروط أنقرة للتدخل في محاربة تنظيم “داعش”، فرغم قرار البرلمان التركي السماح بتدخل عسكري ضد الجهاديين، تكرر الحكومة التركية الإسلامية المحافظة مطالبتها بإقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي، بالإضافة إلى ضرورة تدريب المعارضة السورية المعتدلة.

 

أما صحيفة “لومانيته” فقد أشادت بمقاومة الأكراد في كوباني معتبرة أنّ التحالف الدولي تخلى عنهم. بدورها توقفت صحيفة “لوباريزيان” عند تقدم الجهاديين الذين باتوا على وشك السيطرة على المدينة قائلة : لم يمنع القصف الجوي الأمريكي ولا مقاومة الأكراد الشرسة هذا التقدم الذي يحرزه الجهاديون. هذا فيما ركزت صحيفة “ليبراسيون” على الأهمية الإستراتيجية لعين العرب التي تمتد 900 كم على الحدود التركية فلو سقطت هذه المدينة فان كردستان سوريا لن يشكل وحدة مستقلة كما هم حال كردستان العراق.

 

“انكسار أسطورة” البشمركة

 

في ريبورتاج من توقيع موفدها الخاص إلى كردستان العراق تييري اوبيرلي تقول صحيفة “لوفيغارو” انه منذ عقود فان الصيت الشائع للمقاتلين الأكراد ” البشمركة” هو التضحية والبطولة، ولكنهم اليوم في مواجهة جهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية” المدربين والمدجّجين بالأسلحة يعكسون نواقص مثيرة للقلق، خاصة بعد أن وصل الجهاديون في آب أوت الماضي إلى أبواب اربيل ورفعوا أعلامهم السوداء على بعد خمسة عشر كيلومتر من عاصمة كردستان العراق.

 

وتضيف الصحيفة : صحيح انه منذ ذلك الوقت استعاد البشمركة السيطرة على أراض ولكن العديد من التساؤلات تبقى معلقة حول قدرتهم على التصدي، رغم دعم جوي غربي، لعدو عنيد ومجهّز.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى