أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 08 حزيران 2015

 

 

التحالف يتدخّل ضد «داعش» في معاركه مع «النصرة»

لندن – «الحياة»

للمرة الأولى منذ بدء التحالف الدولي ضرباته لمواقع المتشدّدين في سورية، شنّت طائراته فجر أمس غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في الشمال، حيث يشتبك التنظيم مع فصائل إسلامية بينها «جبهة النصرة»، ما يُعتبر تدخُّلاً دولياً لمصلحة المعارضة الإسلامية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «طائرات تابعة للتحالف العربي – الدولي نَفَّذَت بعد منتصف ليل السبت – الأحد، أربع ضربات استهدفت نقاط تمركز «داعش» في بلدة صوران اعزاز، حيث تدور اشتباكات بين عناصر التنظيم وحركة «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» (ذراع «القاعدة» في سورية) وفصائل إسلامية أخرى». وأوضح المرصد أن هذه هي المرة الأولى التي «يدعم التحالف معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي «داعش» .

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس» إن الضربات تشير إلى وجود «قرار أميركي بمنع تقدُّم التنظيم من صوران إلى مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا»، معتبراً أن الضربات الجوية تُشكِّل «دعماً غير مباشر لحركة أحرار الشام وجبهة النصرة» التي تضعها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية. وتسيطر الفصائل الإسلامية المعارضة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في منطقة اعزاز.

وينفّذ التحالف بقيادة الولايات المتحدة منذ أيلول (سبتمبر) غارات جوية على مواقع لـ «داعش» في العراق وسورية، كما قدَّم دعماً مباشراً للمقاتلين الأكراد في معاركهم ضد التنظيم في شمال سورية. وطاولت غارات التحالف أيضاً مقرات تابعة لـ «جبهة النصرة»، آخرها في حلب في 20 أيار (مايو)، كما استهدفت مقراً لحركة «أحرار الشام» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في شمال غربي سورية.

وسيطَرَ «داعش» الأسبوع الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق إمداد رئيسي للمعارضة من تركيا إلى حلب، بعد اشتباكات عنيفة ضد فصائل إسلامية أبرزها حركة «أحرار الشام»، إضافة إلى مقاتلي «جبهة النصرة».

إلى ذلك، أكد الجيش السوري أمس أنه صدّ هجوماً كبيراً شنَّه «داعش» في مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، مُجبراً مقاتليه على الانسحاب بعدما استولوا على منشآت رئيسية في المشارف الجنوبية للمدينة. ويحظى الجزء الشمالي الشرقي من سورية بأهمية استراتيجية لأنه يربط بين المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق.

كما يسعى أكراد سورية إلى توسيع سيطرتهم على منطقة تمتد من كوباني (عين العرب) إلى القامشلي التي يعتبرونها جزءاً من دولة كردية يطمحون إلى تأسيسها. وتقدّم «داعش» من معقله في مدينة الشدادي جنوب مدينة الحسكة في شكل خاطف هذا الأسبوع، بعد تنفيذه عدداً من العمليات الانتحارية طاولت نقاط تفتيش للجيش السوري على مشارف المدينة، بشاحنات مفخّخة.

 

المعارضة تقترب من الساحل السوري الائتلاف يدعم “النصرة” ضد “داعش

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أفاد مسلحون و”المرصد السوري لحقوق الانسان”، الذي يتخذ لندن مقراً له، أن جماعات إسلامية متشددة منضوية تحت لواء “جيش الفتح” اجتاحت مواقع للجيش السوري وقرى في محافظة إدلب لتقترب من المعاقل الساحلية لحكومة الرئيس بشار الأسد.

وأظهرت لقطات مصورة في مواقع التواصل الاجتماعي شاحنات للجيش وكميات كبيرة من الأسلحة المتروكة.

ونقل عن أبو مالك، وهو قائد ميداني من “جبهة النصرة” قاد التقدم في بلدة محمبل لقناة تلفزيونية تابعة للمعارضة: “جئنا من الجبال بعد الاستيلاء على قرى عدة ودخلنا البلدة وبدأنا تمشيطها”. وتقع هذه البلدة على طريق سريع يمتد بين حلب في الشمال ومدينة اللاذقية الساحلية.

وبدت في تسجيل مصور بثته جماعة من المعارضة المسلحة دبابة سورية تحترق. وقالت المعارضة المسلحة إن الدبابة تعرضت لاصابة مباشرة بقذيفة “تاو” قرب جسر قريب من بلدة محمبل.

وقال المرصد السوري إن المسلحين الإسلاميين كثفوا اطلاق قذائف الهاون على مواقع للجيش في جبل الأكراد الاستراتيجي المطل على قرى علوية ويقع بالقرب من القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد.

في تطور آخر، أعلن المرصد السوري ان “طائرات تابعة للائتلاف الدولي نفذت اربع ضربات جوية استهدفت بعد منتصف ليل السبت – الاحد نقاط تمركز تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة صوران” بريف حلب، تزامناً مع اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة و”حركة احرار الشام” الاسلامية النافذة وفصائل إسلامية و”جبهة النصرة” من جهة اخرى، في محيط المدينة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “إنها المرة الاولى يدعم الائتلاف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية”. واضاف: “تشكل هذه الضربات دعماً غير مباشر لحركة احرار الشام وجبهة النصرة” التي تعد ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا وتعتبرها واشنطن “منظمة ارهابية”.

كما تراجع “داعش” تحت وطأة الاشتباكات العنيفة مع قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له مسافة كيلومترين عن مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، بعدما تمكن في الايام الاخيرة من الوصول الى مشارفها.

 

الطيران يتدخل في ريف حلب الشمالي ضد «داعش»

غارات «التحالف» في خدمة «النصرة»

عبد الله سليمان علي

ما حدث أمس في ريف حلب الشمالي يرقى بكل جدارة إلى مستوى الفضيحة. طائرات «التحالف الدولي» تقرر للمرة الأولى أن تقاتل إلى جانب فصائل مرتبطة مع تنظيم «القاعدة»، سواء تنظيمياً أو فكرياً.

صحيح أن ضرراً ما لحق بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» الذي يضعه التحالف ـ إعلامياً ـ على سلم أولوياته، لكن الصحيح أيضاً أنه في جبهة ريف حلب الشمالي لن يكون هناك سوى مستفيد واحد من الغارات التي نفذتها طائرات التحالف، وهذا المستفيد هو «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» في الشام).

وتطرح هذه الغارات تساؤلات عما اذا كانت الساحة السورية أمام مرحلة جديدة يُسمح فيها لـ «القاعدة» أن يتقدم على الأرض تحت غطاء غارات التحالف الدولي؟ وهل ثمة فارق بين أن يكون هناك تنسيق فعلي بين الطرفين، أو أن تحصل الفائدة من دون تنسيق طالما أن «القاعدة» هي من تجني ثمار الغارات في النهاية.

وذكرت مصادر متقاطعة إن طائرات التحالف الدولي نفذت فجر السبت ـ الأحد عدداً من الغارات الجوية على مواقع «داعش» في ريف حلب الشمالي. وأكدت المصادر أن إحدى الغارات استهدفت تجمعاً لعناصر «داعش» في صوران، ما أدّى إلى مقتل حوالي عشرة من عناصر التنظيم، بينهم قائد عملياته في صوران عبد الكريم الهلال، المعروف بلقب «أبو ثائر الشامي»، بينما استهدفت غارتان أخريان المستشفى الميداني ومبنى البلدية في صوران، كذلك كان لقريتي البل والشيخ ريح نصيب من غارات التحالف الدولي التي أدّت إلى مقتل عائلة كاملة بحسب ما نقل بعض الناشطين الإعلاميين في المنطقة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إن «طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي نفذت أربع ضربات جوية استهدفت نقاط تمركز الدولة الإسلامية في بلدة صوران». وقال مديره رامي عبد الرحمن «إنها المرة الأولى التي يدعم فيها التحالف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية».

وتحاول «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وحلفاؤهما من دون جدوى التصدي للهجوم الذي يشنّه «الدولة الإسلامية» على ريف حلب الشمالي، من الأسبوع الماضي، حيث سيطر على بعض البلدات والقرى، أهمها بلدة صوران القريبة من مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا. وشنّت «النصرة» وحلفاؤها هجمات مضادة عدة لاستعادة قريتي البل والشيخ ريح، لكنها باءت بالفشل. ومن شأن تقدم «داعش» في ريف حلب الشمالي، وسيطرته على مدينة مارع، أن يشكل تهديداً لمناطق عدة أخرى، مثل نبل والزهراء المحاصرتين ومدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.

وكان لافتاً أن غارات التحالف الدولي على صوران ترافقت مع قصف مدفعي نفذته «حركة أحرار الشام» على مواقع «داعش» هناك. ونشرت الحركة شريط فيديو يظهر استهداف مدفعيتها لمواقع قالت إن عناصر «داعش» يتمركزون فيها داخل صوران.

ونفى أبو طارق القيادي في حركة «أحرار الشام»، لوكالة «الأناضول»، وجود تنسيق مع التحالف الدولي في قصف صوران، مشيراً إلى أن «القصف تم من دون تنسيق بين التحالف وغرفة العمليات الخاصة بقتال داعش»، لكنه شدد على أن «عدم التنسيق يجعل من الضربات أقل نجاعة، كما أنها ترفع نسبة الخطأ، وقد تؤدي إلى مقتل مدنيين أو عناصر من المعارضة، بسبب تداخل خطوط الاشتباك بينهم وبين داعش». وتعتبر إشارة القيادي إلى «نجاعة الضربات في حالة التنسيق»، بما تنطوي عليه من إيحاء بقبول التنسيق، تغييراً في موقف الحركة من التحالف الدولي الذي سبق لطائراته أن قصفت بعض مواقع الحركة في الشمال السوري.

وتعتبر «حركة أحرار الشام» من الفصائل السورية التي تتخذ من «السلفية الجهادية» مرجعية عقائدية لها. ورغم أنها لا ترتبط مع تنظيم «القاعدة» برابطة البيعة، إلا أن عدداً من كبار قادتها هم من قدامى الأفغان العرب، وعلى رأسهم «أميرها في حلب» الراحل أبو خالد السوري وأبو حفص المصري الذي قتل في معركة إدلب قبل أشهر.

ومع ذلك، فإن «أحرار الشام» غير مصنفة على قائمة الإرهاب، وبالتالي فإن التنسيق معها قد لا يشكل أي خرق للقوانين الدولية. لكن الأمر يختلف اختلافاً جذرياً بالنسبة إلى «جبهة النصرة»، التي تعتبر أحد أكبر المستفيدين من غارات التحالف الدولي على ريف حلب الشمالي، لا سيما في ضوء إدراكها أن «الدولة الإسلامية» من خلال هجومه الأخير كان يستهدفها بالدرجة الأولى، ويسعى إلى منع توسع «إمارتها» غير المعلنة إلى ريف حلب بعد إدلب وريفها.

لذلك، فإن غارات التحالف الدولي على صوران والقرى المحيطة شكلت خدمة كبيرة لـ «النصرة» التي بذلت، خلال الأسبوع الماضي، جهوداً كبيرة لمنع تقدم «داعش» أو استعادة المناطق التي سيطر عليها، لكن من دون جدوى.

وتأتي هذه الخدمة رغم أن «جبهة النصرة» مصنفة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي على أنها تنظيم إرهابي، كما سبق لطائرات التحالف أن شنت غارات عدة على معاقلها في الشمال السوري، كان آخرها قبل أسابيع معدودة، وسقط بسببها 14 قتيلاً من «جبهة النصرة»، غالبيتهم من الجنسية التركية.

وقد سارع بعض النشطاء الأكراد إلى تبرير غارات التحالف الدولي بأنها جاءت في سياق حماية مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، ومنع «الدولة الإسلامية» من التمدد إليها. وعلى فرض صحة هذا التبرير (وهو غير صحيح لأن صوران بعيدة عن عفرين وبينهما مدينة مارع) فهذا يعني أن الساحة السورية أمام معادلة جديدة، هي أن التحالف الدولي لا يمانع أن تجني «جبهة النصرة» مكاسب ميدانية جراء الغارات التي يقوم بتنفيذها، ما دامت الغارات ضرورية، بحسب اعتقاده، لحماية معاقل حلفائه على الأرض، وأبرزهم حالياً الأكراد.

ولا تقتصر خطورة هذه المعادلة على أنها تؤمن خدمات مجانية لتنظيم «القاعدة» المصنف على أنه إرهابي، رغم أن هذه الخدمات تعتبر مخالفة صريحة لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يمنع تقديم أي مساعدة للتنظيمات الإرهابية، فالخطورة الأكبر تتضح عند المقارنة بين موقف التحالف الدولي تجاه ما يحدث في ريف حلب الشمالي، واستعداده لتنفيذ غارات تستفيد منها «جبهة النصرة» لحماية مدينة عفرين، وبين موقفه مما حدث في مدينة تدمر، حيث امتنع التحالف الدولي عن قصف أرتال «داعش» التي اجتاحتها وأخذت المدينة الأثرية الأكثر قدماً والمصنفة على قائمة التراث الإنساني رهينة لديها، بذريعة أنه حريص على عدم استفادة الجيش السوري من غاراته، فهو يقبل بتدمير التراث الإنساني على يد «داعش» لئلا يستفيد الجيش السوري، لكنه لا يمانع أن يكون تنظيم «القاعدة» أكبر المستفيدين من غاراته في مناطق أخرى. وهذا يعني أمراً واحداً هو أن هناك نوعين من الإرهاب في الساحة السورية إرهاب مذموم وإرهاب محمود أو على الأقل يستحق أن يكون محموداً في مراحل معينة.

 

الجيش السوري يبعد «داعش» عن الحسكة

استطاعت القوات السورية، أمس، إبعاد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» عن مدينة الحسكة، محكمة السيطرة على محطة تحويل الكهرباء الرئيسية ومعهد الأحداث وقرية الوطواطية والمشتل الزراعي في ريف المدينة.

وكان «داعش» تقدم من معقله في مدينة الشدادي جنوبي مدينة الحسكة بشكل خاطف هذا الأسبوع، بعد تنفيذه عدداً من العمليات الانتحارية على نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري على مشارف المدينة بشاحنات محملة بالمتفجرات.

وقال مصدر عسكري سوري في محافظة الحسكة إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي، أحكمت سيطرتها على محطة تحويل الكهرباء الرئيسية ومعهد الأحداث وقريتي الوطواطية والعالية» على بعد نحو كيلومترين جنوبي الحسكة.

وأشار المصدر إلى أن «وحدات من الجيش اشتبكت مع إرهابيين من داعش في جسر أبيض والمدرسة الأهلية والدولية لقيادة السيارات ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد منهم».

وتابع إن «الطيران الحربي كثف غاراته الجوية على تحركات وأوكار إرهابيي داعش في قرى مخروم وتل بارود والمصون وأم مدفع ومشرافة وتل فواز وجبل قليعة في ريف الحسكة».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «تراجع التنظيم جنوب الحسكة تزامن مع مشاركة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية للمرة الأولى منذ بدء الهجوم على المدينة، في القتال ضد الجهاديين على الجبهة الجنوبية الغربية».

وكان «المرصد» ذكر، أمس الأول، «تمكنت فصائل جيش الفتح، المؤلف من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق، من السيطرة على حاجز المعصرة الذي يُعدّ أكبر حواجز قوات النظام المتبقية في محافظة إدلب وعلى بلدة محمبل».

وتقع هذه المناطق في ريف إدلب الغربي على الطريق الممتدة بين مدينتي جسر الشغور وأريحا اللتين سيطرت «جبهة النصرة» عليهما في نيسان وأيار، وهي في جزء منها محاذية لقرى ريف حماه الشمالي، وفي الجزء الآخر لجبال اللاذقية.

(«سانا»، ا ف ب، رويترز)

 

عشرات القتلى في مجزرة جديدة للنظام السوري بحق مدنيين وصواريخ «النصرة» تقتل 12 عنصرا من حزب الله في القلمون

عواصم ـ وكالات ـ ريف دمشق «القدس العربي» من سلامي محمد: ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، أن 94 مدنيا على الأقل بينهم 20 طفلا قتلوا في غارات للجيش السوري في جميع أنحاء البلاد على مدار اليومين الماضيين.

وقال المرصد إن بين القتلى 16 امرأة و58 رجلا.

وذكر المرصد أن الهجمات تمت باستخدام الصواريخ والبراميل المحملة بالمتفجرات على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون على مشارف العاصمة دمشق، ومحافظة حلب شمال البلاد ومحافظة الحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرقا) ومحافظة إدلب (شمال غرب) .

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن 285 برميلا متفجرا على الأقل أسقطتها مروحيات النظام خلال هذه الهجمات.

ولقي 9 أشخاص مصرعهم  في قصف نفذته مقاتلات سورية على منطقة جبل الزاوية، بريف محافظة إدلب الجنوبي، شمال سوريا.

وأكد موسى العمر، المسؤول عن الدفاع المدني، في بلدة كفرنبل مقتل 6 أشخاص بينهم أم وأطفالها الأربعة، وجرح 8 آخرون في بلدة الفطيرة، لافتا أن القصف شمل بلدات إحسم، والبارة، وابديتا في المنطقة، وأسفر عن مقتل 3 مدنيين.

وأضاف العمر أن «سيارات الإسعاف، وفرق الدفاع المدني، تنتقل من بلدة لأخرى منذ الصباح لإسعاف الجرحى وانتشال القتلى».

وتتعرض الأحياء والتجمعات السكنية الواقعة  تحت سيطرة المعارضة السورية منذ نحو 4 سنوات، لقصف متواصل من طائرات النظام السوري، أسفرت عن وقوع مئات آلاف القتلى والجرحى، فيما لم يتمكن المجتمع الدولي من إيقاف تلك الهجمات، بالرغم من إدانته المستمرة لها.

جاء ذلك فيما لقي 12 مقاتلا من حزب الله اللبناني مصرعهم على يد قوات من جيش الفتح (يتكون من فصائل سورية معارضة)، في منطقة القلمون السورية على الحدود مع لبنان.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان لها أن «جبهة النصرة» المنضوية تحت جيش الفتح شنت هجوما صاروخيا على مواقع لمقاتلي حزب الله في منطقة «جرود عرسال» بالقلمون، ما أسفر عن مقتل 12 مقاتلاً للحزب، وإصابة آخرين.

وأضاف البيان أن الهجوم أسفر أيضا عن تدمير دبابة للحزب وعدد من العربات المجنزرة، مبينًا أن من بين قتلى الحزب مقاتلا برتبة عقيد في الحرس الثوري الإيراني.

وذكر البيان أن جيش الفتح استهدف بالصواريخ مواقع عديدة لمقاتلي الحزب في منطقة المعرة في القلمون.

ويقاتل حزب الله الى جانب قوات النظام السوري في مناطق عدة من سوريا، فيما أفادت مصادر أمنية سورية والمرصد السوري عن وصول آلاف المقاتلين العراقيين والإيرانيين أخيرا الى سوريا لمساندة قوات النظام على الحفاظ على المناطق الخاضعة لسيطرتها، بعد التراجع الميداني القاسي الذي شهدته أخيرا.

من جانبه قال نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم إن الله «كلفنا» بالانتقام من التكفيريين الذين «يمثلون» مشروعا أمريكيا إسرائيليا ضد الإنسان، مشيرا إلى أن من يعتبرهم ثوارا أو مظلومين «فهو يساعدهم».

واعتبر قاسم في كلمة ألقاها، خلال احتفال أقامته السفارة الإيرانية في لبنان في قصر الأونيسكو في بيروت، بمناسبة مرور 21 عاما على وفاة مؤسس الجمهورية الإيرانية الإمام الخميني، أن التكفيريين «مشروع أمريكي إسرائيلي»، مشيرًا الى أنه يهدف لـ «تشويه صورة الإسلام وتمزيق المنطقة وضرب مشروع المقاومة».

وشدد أنه عندما يواجه حزب الله «الإرهاب التكفيري، فنحن نواجهه كجزء من مواجهة الإرهاب الإسرائيلي وكل من لف لفه»، قائلا: «نحن سننتقم والله سينتقم لاحقا، وهو كلفنا بأن ننتقم».

وأشار قاسم الى أن «الإرهاب التكفيري، هو ضد السنة قبل الشيعة، وضد الإنسان بشكل عام»، لافتا إلى أن «كل من يعتبر التكفيريين ثوارا أو مظلومين فهو يساعدهم سواء كان يدري أو لا يدري».

ورأى أن حزب الله «يئد الفتنة كل يوم، وهو لا يريدها أبدا»، متسائلا: «هل يحق للعالم أن ينشئ تحالفا دوليا يجتمع على الباطل ليتآمر على فلسطين، واليمن، والعراق، وسوريا، ولا يحق لنا نحن أصحاب الحق أن نتحالف فيما بيننا».

 

عشرات القتلى في مجزرة جديدة للنظام السوري بحق مدنيين وصواريخ «النصرة» تقتل 12 عنصرا من حزب الله في القلمون

 

صالح مسلم يترك خيار مشاركة «وحدات عفرين» في المعارك شمال حلب للإدارة… والمتحدث باسم المعارضة يشترط دخولها تحت قيادة غرفة عمليات الشمال المعارضة

مصطفى محمد

حلب ـ «القدس العربي»: استبعد رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» صالح مسلم السبت تكرار سيناريو كوباني، في مدينة عفرين في محافظة حلب، وعزا ذلك الاختلاف إلى الظروف والاستعدادات القتالية لمدينة عفرين.

وفي اتصال مع «القدس العربي» قال على خلفية الاشتباكات التي تدور في الريف الشمالي للمدينة، بين قوات المعارضة من جهة و»تنظيم الدولة» من جهة ثانية، وإن إدارة «الكانتون» لها اتفاقات مع بعض فصائل «الجيش السوري الحر»، وإذا حدث اعتداء على حلفائهم، فلا بد من التدخل حسب الاتفاقات المبرمة.

وترك مسلم أمر تقرير المشاركة من عدمها إلى قوات حماية الشعب الموجودة على الأرض، لأنها هي الجهة التي تمتلك التقدير الأفضل لما يجري، حديث مسلم جاء بعد تأكيدات سابقة صدرت عن هيئة الدفاع والحماية الذاتية في مدينة عفرين، تفيد بجهوزية وحدات الحماية لحماية المدنيين، في منطقة اعزاز، بالتعاون والتنسيق مع فصائل «الجيش الحر»، لصد هجمات التنظيم على الريف الشمالي لمدينة حلب، تأكيدات هيئة الدفاع جاءت على لسان رئيسها عبدو ابراهيم، الذي أشار إلى أن الأكراد يحاربون التنظيم منذ نحو سنتين، في عموم مناطق «روج أورفا» غرب كردستان، أي الاراضي السورية التي يديرها الأكراد على شكل الحكم الذاتي.

وكما يبدو فإن المعارضة لم تتلقف دعوات ابراهيم باهتمام بالغ، بسبب عدم وجود الثقة المتبادلة بين الطرفين، واتهامات المعارضة لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» بالتحالف مع النظام السوري، وقال المتحدث الرسمي باسم «هيئة قوى الثورة» ياسر الحجي، المنبثقة عن اجتماع أغلب الفصائل العسكرية، والهيئات السورية في مدينة حلب، قال: «المعركة التي تخوضها قوات المعارضة في الريف الشمالي هي معركة الثورة مجتمعة، وفي حال أي تقدم من «التنظيم»، فإن مصير مدينة عفرين سيكون مصير محافظة حلب، ومحافظة إدلب أيضا».

وأضاف موجها كلمته لوحدات «حماية الشعب الكردية» «الأجدر بهم أن يبادروا من تلقاء أنفسهم للمشاركة، لأن منطقة اعزاز هي الخط الأول للدفاع عن مدينتي عفرين وحلب في آن معا».

لكن الحجي بعد أن شدد على وحدة الشعب السوري، وأصالة المكون الكردي، اشترط على الوحدات أن تقاتل تحت قيادة «غرفة عمليات الشمال»، التي شكلتها قوات المعارضة، قبل موافقة المعارضة على دخول وحدات الحماية في القتال الحالي، واعتبارهم أحد أجزاء الغرفة.

وردا على سؤال حول رفض «جبهة النصرة» المسبق للتنسيق مع المقاتلين الأكراد قال: «النصرة جزء من الغرفة، وتواجدها محدود، وهي لا تتحكم بقرارات الغرفة»، وجدد التأكيد على ترحيب قوات المعارضة بالمقاتلين الأكراد، في حال تخليها عن الأجندات التي لا تخدم الثورة السورية.

وعند الحديث عن اسباب حالة قلة الثقة المتبادلة بين المعارضة، ووحدات «حماية الشعب الكردية» أوضح الحجي بالقول «لبعض الجهات الكردية حسابات فردية، متعلقة بشكل سوريا المستقبلي»، مذكرا الوحدات الكردية، بأن بعض فصائل «الجيش الحر» قاتلت ولا زالت تقاتل إلى جانبهم في المعارك التي دارت في مدينة عين العرب، والتي لازالت تدور في ريف الرقة في الوقت الحالي، ولفت إلى زيارة محافظ حلب الحرة إلى مدينة عفرين الاسبوع الماضي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة كانت برعاية «الجيش الحر».

وختم الحجي بالحديث عن سير المعارك على الأرض بالقول «المعارضة استطاعت امتصاص الصدمة الأولى لهجوم «التنظيم»، وانتقلت الآن من طور الدفاع إلى طور الهجوم».

في غضون ذلك تشهد أغلب نقاط التماس والمقدرة بحوالي 40 كلم، والممتدة من المدينة الصناعية شمال مدينة حلب، وصولاُ إلى الشريط الحدودي التركي، معارك كسر عظم بين «قوات المعارضة»، و»تنظيم الدولة» يتبادل فيها الطرفان السيطرة على القرى الصغيرة.

 

صالح مسلم يترك خيار مشاركة «وحدات عفرين» في المعارك شمال حلب للإدارة… والمتحدث باسم المعارضة يشترط دخولها تحت قيادة غرفة عمليات الشمال المعارضة

 

موجة التظاهرات الأخيرة ضد «جيش الإسلام» من الغوطة الشرقية لدمشق … هل تشكل أزمة حقيقية أم مجرد «فشة خلق»؟

يحيى نعسان

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: ربما تكون المظاهرات التي شهدتها مدينة سقبا مؤخرا ضد القيادة الموحدة، وقائد «جيش الإسلام» زهران علوش في الغوطة الشرقية المحاصرة، مؤشراَ ودليلا على مرحلة جديدة ومختلفة ستمر فيها الغوطة، بعد أكثر من ثلاث سنوات على تحررها من القوات النظامية، وسنتين ونصف السنة من الحصار.

هذا التململ والاضطراب بدأ منذ أكثر من عام مدفوعا بالجوع والفقر، وقد تمثل بخروج العشرات أفرادا وعائلات آنذاك في مظاهرات اقتصرت فيها المطالب على تأمين لقمة العيش، وكسر احتكار المواد الغذائية من قبل بعض التجار والهيئات الإغاثية، الذين يساهمون مع النظام في حصار الغوطة، على حد قول المتظاهرين.

ويعود السبب المباشر لهذه التظاهرات الأخيرة، كما يرى الباحث الاجتماعي في الغوطة الشرقية الدكتور عبدالرحمن تقي، إلى قضية معتقلي «جيش الأمة» و»تنظيم الدولة» والتعامل الخاطئ لـ»جيش الإسلام» مع أهالي المعتقلين، حيث عفا عن الكثير منهم بسبب ضغط الأهالي، رغم أن بعض المعتقلين متهم بجرائم قتل، ولديه معلومات أن بعضهم ارتكب جرائم واغتيالات بعد الخروج بالعفو، رافضا ذكر الأسماء لأسباب خاصة.

ويعتبر أن إعفاء «جيش الإسلام» عن أشخاص لا يجب العفو عنهم تحت الضغط الشعبي، هو ما جعل أهالي المعتقلين يتمردون ويطمعون بشكل أكبر، مشيرا إلى أن الشرارة التي أشعلت التظاهرات كانت عبارة عن إشاعة خاطئة تسربت إلى أهالي المعتقلين قبل صلاة الجمعة مباشرة تفيد بأن «جيش الإسلام» قد أعدم اثنين من المعتقلين المحكوم عليهم بالإعدام، وهذا ما أكده الناشط في «تنسيقية مدينة سقبا» محمد ماهر.

ويقول الأخير «قبل المظاهرة بحوالي أسبوع قام قضاء «جيش الإسلام» بالحكم على جميع المعتقلين من مدينة سقبا بالإعدام مع وقف التنفيذ لمدة سنة، على خلفية انتمائهم لتنظيم الدولة، ويبلغ عددهم قرابة الأربعين شخصا، وبعد هذه السنة سيفرج عمن يتوب منهم ويتراجع عن أفكاره الداعشية، ما أثار حفيظة الأهالي على هذا القرار، معتبرين أنه غير منطقي وغير مبني على أدلة كافية، لتأتي بعد ذلك إشاعة إعدام اثنين من هؤلاء المعتقلين وتفجر الموقف».

ويضيف أن قضية المعتقلين تعود إلى ما قبل أربعة أشهر تقريبا عندما شن «جيش الإسلام» حملة على مدينة سقبا لاعتقال من انتمى منهم أو بايع «تنظيم الدولة الإسلامية»، وبالفعل كان هناك بعض قيادات المجموعات العسكرية الصغيرة قد بايعت «تنظيم الدولة» لأسباب مادية دون أن يكون لعناصر تلك المجموعات علما بما فعل قادتهم، لكن «جيش الإسلام» اعتقل الجميع على حد سواء.

ويتابع الناشط في «تنسيقية سقبا»، أن محاكمة المعتقلين أمام قضاء «جيش الإسلام» وليس أمام القضاء الموحد في الغوطة ودون كشف الأدلة التي اعتمدت في إدانتهم أججت غضب أمهات وذوي المعتقلين، ولكن الناطق الرسمي في «جيش الإسلام» إسلام علوش قال إن القضاء في الغوطة هو من قام بإصدار الأحكام بحق المعتقلين الذين تمت المطالبة بالإفراج عنهم، وهم من عناصر تنظيم «الدولة» وقد تم إلقاء القبض عليهم متلبسين.

ويبدو أن مظاهرات مدينة سقبا في الأسبوع الأخير ومظاهرات مدينة كفر بطنا بالأمس دليل على بوادر أزمة في الغوطة الشرقية، قد تكون أكبر من المتوقع نتيجة تضافر عوامل وأسباب مختلفة في مقدمتها مشكلة المعتقلين، وليس آخرها الحصار والجوع، وأجواء الاستقطاب الاجتماعي، والسياسي الذي تعيشه مدن وبلدات الغوطة الشرقية منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ولعل كلام الباحث الاجتماعي الدكتور عبد الرحمن تقي يعزز هذا التوجه، حيث يرى أن الحالة الاقتصادية المتردية التي وصلت إليها الغوطة خاصة بعد إغلاق طريق مخيم الوافدين أمام سيارات «المنفوش» الغذائية، التي كانت تساهم في تخفيف حدة الحصار الخانق، وكذلك التمييز بين مدن وبلدات الغوطة في أخذ نصيبها من الحصص الغذائية، التي تدخل أحيانا عبر طرق وأطراف معينة إلى الغوطة، زادت من حدة الاحتقان في أوساط الناس وتململهم من الوضع السيئ بشكل عام.

ولكن الدكتور عبدالرحمن يعتقد أن هذه التظاهرات موجهة ضد القيادة الموحدة بشكل عام، وليس فقط ضد زهران علوش، فهتافات الغضب والتنديد طالت معظم القادة فيها كأبي محمد الفاتح، وأبي النصر، وذلك يعود لأن الأغلبية الساحقة في الغوطة ينظرون إلى القيادة الموحدة على أنها قيادة حقيقية بكل معنى الكلمة ومسؤولة عن كل ما يحدث.

وقد استشهد على كلامه هذا من بعض هتافات الناس ومنها «نحن ما ضدك يازهران بس اتقوا الله فينا»، بمعنى أنهم ينظرون إلى القيادة الموحدة على أنها مسؤولة عنهم كشعب، على حد وصفه.

ورغم التفاؤل الذي يبدو من كلام الباحث الاجتماعي وتقليله من خطورة هذه التظاهرات على الأوضاع الاجتماعية والعسكرية في الغوطة الشرقية، معتبرا إياها «فشة خلق»، خاصة وأن أحدا من القيادة الموحدة لم يتعرض لها بأذى، ولكن لا يتوقع لهذه الموجة أن تخف حدتها في المستقبل المنظور.

وقد تكون مظاهرات الأمس في مدينة كفربطنا المجاورة لمدينة سقبا، شاهدا على اتجاه الأوضاع إلى التصعيد وليس العكس، طالما بقي الوضع قائما في الغوطة الشرقية كما هو، دون حلول ناجعة للكثير من المشاكل والأزمات العالقة.

 

موجة التظاهرات الأخيرة ضد «جيش الإسلام» من الغوطة الشرقية لدمشق … هل تشكل أزمة حقيقية أم مجرد «فشة خلق»؟

 

طيران التحالف يدعم المعارضة ضد “داعش” في ريف حلب

رامي سويد

وجّهت طائرات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ضربات جوية لمقرات ونقاط تنظيم “داعش” العسكرية الواقعة على خط المواجهة بين قوات التنظيم وقوات المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي. وجاءت هذه الغارات لتُقدّم دعماً جوياً غير مسبوق لقوات المعارضة التي تواصل حشد إمكانياتها العسكرية في المنطقة بهدف ردع “داعش” واستعادة بلدة صوران والقرى المحيطة بها، والتي سيطر عليها التنظيم قبل نهاية الشهر الماضي.

وأدّت الضربات الجوية التي شنّها التحالف الدولي إلى خسائر كبيرة في صفوف قوات “داعش” التي تتمركز على طول خط الاشتباك مع قوات المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، إذ أكدت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد” مقتل قائد العمليات العسكرية لـ”داعش” في ريف حلب الشمالي عبد الكريم هلال المعروف بـ “أبو ثائر الأنصاري”، وهو أحد أبناء بلدة أحتيملات التي يسيطر عليها “داعش” في المنطقة. كما أكدت المصادر مقتل عشرين عنصراً على الأقل مع القائد العسكري للتنظيم إثر استهداف طيران التحالف الدولي لمبنى بلدية صوران والذي حوّله التنظيم إلى مركز قيادة له إبان سيطرته على البلدة.

وأوضحت المصادر أن طيران التحالف الدولي استهدف بأربع غارات جوية المستشفى الميداني في صوران الذي حوّله “داعش” إلى نقطة عسكرية بالإضافة إلى نقاط التنظيم العسكرية المتقدمة في قرية البل الواقعة شمال صوران وقرية أم حوش الواقعة إلى الشرق من مدينة مارع التي تسيطر عليها قوات المعارضة، ليؤدي ذلك إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف التنظيم.

وتُعدّ هذه الغارات التي قدّمت إسناداً جوياً لقوات المعارضة التي هاجمت مساء السبت نقاط “داعش” في المنطقة، الأولى من نوعها والتي يساند من خلالها طيران التحالف الدولي قوات المعارضة أثناء قتالها تنظيم “داعش”، بعد أشهر من تقديم التحالف إسناداً جوياً دائماً لقوات “حماية الشعب” الكردية والمليشيات الحليفة لها أثناء قتالها “داعش” في منطقة عين العرب في ريف حلب الشرقي وفي مناطق ريف الحسكة وريف الرقة الشمالي.

وعلم “العربي الجديد” من مصدر مقرّب من قيادة قوات المعارضة في ريف حلب، أن هذه الغارات جاءت بعد ثلاثة أيام من اللقاءات اليومية بين ممثلين لفصائل المعارضة السورية وممثلين لقوات “حماية الشعب” الكردية التي تسيطر على مدينة عفرين، والتي باتت قوات “داعش” على بُعد خمسة وثلاثين كيلومتراً عنها فقط منذ سيطرتها على بلدة صوران. وتناولت اللقاءات مدى إمكانية مشاركة قوات “حماية الشعب” الكردية في القتال إلى جانب قوات المعارضة ضد “داعش” في ريف حلب الشمالي.

وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن تحفّظات قوات المعارضة على طلبات ممثلي القوات الكردية في أن تحوز هذه القوات على مقرات ومعسكرات دائمة في مناطق سيطرة المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، أعاقت حتى الآن انتقال هذه القوات إلى مناطق سيطرة المعارضة للمشاركة في القتال ضد “داعش”.

وكانت العلاقة بين القوات الكردية والمعارضة السورية قد توترت في الأسبوعين الأخيرين في مدينة حلب بسبب خلافات حول الانتشار والسيطرة في حي الشيخ مقصود شمال حلب، والذي تسيطر القوات الكردية على معظم أجزائه، ليتوصل الطرفان أخيراً إلى اتفاق ينهي حالة الحشد المتبادل بينهما قبل أن يتطور ذلك إلى صدام مسلح.

ويبدو أن تعقيد الوضع الميداني في سورية وقتال “داعش” على جبهات كثيرة في وقت واحد ضد المعارضة وقوات النظام السوري والقوات الكردية وحلفائها، يزيد من تعقيد مهمة طيران التحالف الدولي. فقد امتنع طيران التحالف منذ بدء غاراته ضد قوات “داعش” في سورية في سبتمبر/أيلول الماضي عن استهداف قوات التنظيم التي تهاجم قوات النظام، كي لا يُقدّم إسناداً جوياً لقوات النظام السوري البرية. كما امتنع طيران التحالف منذ بدء غاراته أيضاً عن تقديم إسناد جوي لقوات المعارضة التي تقاتل ضد “داعش” في ريف حلب وريف درعا ومنطقة القلمون الشرقي، وذلك بسبب مشاركة قوات “جبهة النصرة” المصنفة كمنظمة إرهابية وفق اللوائح الأميركية، في القتال إلى جانب قوات المعارضة ضد “داعش”، في الوقت الذي قدّم فيه طيران التحالف إسناداً جوياً يومياً للقوات الكردية التي تقاتل ضد “داعش” شمال وشمال شرق سورية.

ويبدو أن قوات المعارضة السورية التي تقاتل “داعش” في ريف حلب الشمالي، بحاجة ماسّة اليوم إلى زيادة التنسيق مع القوات الكردية المتواجدة في منطقة عفرين القريبة، لتتمكن القوات الكردية من المشاركة في القتال ضد “داعش”، الأمر الذي سيضمن بلا شك تأمين التحالف لغطاء جوي للقوات التي تقاتل ضد “داعش.”

ويستلزم ذلك استبعاد قوات المعارضة لـ”جبهة النصرة” من الاشتراك في قتال “داعش” في ريف حلب الشمالي، وهو أمر لا يبدو صعباً خصوصاً مع عدم اشتراك “النصرة” في غرفة عمليات “فتح حلب” التي أسّستها قوات المعارضة الشهر الماضي بهدف إكمال السيطرة على مدينة حلب قبل أن يهاجم “داعش” قوات المعارضة بريف حلب الشمالي ويجبرها على سحب جزء كبير من قواتها من مدينة حلب لمواجهة التنظيم في ريفها الشمالي.

وسيكون ذلك كفيلاً بتأمين غطاء جوي من التحالف لقوات المعارضة وقوات حماية “الشعب الكردية” في ريف حلب الشمالي، الأمر الذي سيُرجّح حينها تكرار سيناريو هزيمة “داعش” الكبيرة في عين العرب على يد القوات الكردية المدعومة جواً من طيران التحالف الدولي.

 

خيارات المعارضة بعد انتصارها بمعركة ريف إدلب

أنس الكردي

تشهد الخارطة السورية هذه الأيام فصلاً جديداً قد يكون جذرياً على مستوى الثورة المستمرة للسنة الخامسة على التوالي، وما الانهيار السريع لقوات النظام في ريف إدلب الجنوبي الممتد غرباً ليلامس سهل الغاب ويصل إلى الساحل السوري، إلا تأكيد على أن المرحلة المقبلة تمهد إما لحل سياسي يقتنع به جميع الأطراف، أو الذهاب بعيداً في المعركة الكبرى في الساحل السوري.

وتبدو المعارضة أكثر انضباطاً وتكتيكاً وخبرة واستفادة على المستويين السياسي والميداني، فقواتها العسكرية حقّقت تقدماً مهماً ميدانياً في ريف إدلب، إذ تمكنت خلال ثلاثة أيام فقط من السيطرة على قرى محمبل وبسنقول وعين الحمرا وعيناتا والنحل وسنقرة وطبايق ومعسكر القياسات وحاجز المعصرة.

وانهارت خطوط الدفاع الرئيسية لقوات النظام مع سقوط مدينة جسر الشغور، وبلدة محمبل، والتي كانت آخر خط دفاع لهذه القوات عن القرى الموالية له في سهل الغاب والساحل السوري، ولها أهمية استراتيجية بسبب ارتفاعها بين عدة تلال، ما يُسهّل كشف سهل الروج وسهل الغاب، وضمنت بعد ذلك تلة الجب الأحمر الاستراتيجية في جبل الأكراد قرب قمة النبي يونس في ريف اللاذقية.

واستنجد النظام بإيران التي سرعان ما أرسلت آلاف المقاتلين، وعمد خلال الفترة الماضية إلى إنشاء تحصينات تفرّد بها عما كان يقوم به في المناطق الأخرى، إذ سيطر على عدّة قمم جبلية على قوس تبدأ من قمة الـ45 قرب بلدة كسب في منطقة التركمان مروراً بقريتي كفرية ودورين، وانتهاء بقمة النبي يونس في جبل الأكراد، تتخللها عشرات القمم التي تمّ تجهيزها كنقاط استناد ودشم. كما قام بإنشاء خنادق دفاعية تحيط بهذه التلال، تسوّرها حقول من الألغام. وجرى تسليح كل نقطة بمختلف أنواع الأسلحة لتكون خطاً دفاعياً قوياً، وقد أنشأ خطاً دفاعياً آخر بعمق 3 إلى 5 كيلومترات.

وعلى الرغم من أن الكثير من المراقبين والمطلعين لا يقللون من شأن انتصارات المعارضة، لكنهم يرون في حال فشل تطبيق اتفاق سياسي في هذه المرحلة، أن المعركة الكبرى في سهل الغاب والساحل السوري ستكون العنوان الرئيسي في الأيام المقبلة.

ومن المرتقب أن تكون جورين، القرية التي تتبع منطقة السقيلبية في أقصى الشمال الغربي لمحافظة حماة، أم المعارك في حال أراد “جيش الفتح” التقدّم إلى الأمام، إذ شهدت الأشهر الماضية انسحاباً متسارعاً لقوات النظام إلى بلدة جورين، الخزان البشري للنظام، وهي نقطة تلاقٍ بين المقاتلين القادمين من الساحل والمقاتلين القادمين من حماة بقيادة إيرانية.

عبور المعارضة جورين يمهّد لمعركة قمة النبي يونس، النقطة الاستراتيجية الأهم، التي ترتفع نحو 1565 متراً عن سطح البحر. وتتميز القمة بطبيعتها الصخرية التي يصعب اجتيازها بسبب تشظيها وانعدام إمكانية تخفّي القوات المهاجمة. وفي حال تمت السيطرة عليها، فسيؤمن ذلك السيطرة على محطة البث التلفزيوني المجاورة على قمة النبي متى، ويؤمن أيضاً سرعة الوصول إلى بلدة صلنفة والسيطرة على القصر الجمهوري والتمهيد لتحرير مدينة اللاذقية، فيما لن يكون أمام النظام مجال للتراجع والانسحاب، لأن المعركة ستكون وجودية بالنسبة له.

تأتي هذه التطورات مع تغييرات أخرى سياسية، إذ عمد رئيس الائتلاف الوطني المعارض خالد خوجة، إلى المجلس العسكري الأعلى، وتتواصل اللجنة التنفيذية المكلفة من رئيس الائتلاف، مع الفصائل والألوية والكتائب العسكرية الفاعلة على الأرض بهدف الوصول إلى قيادة عسكرية عليا.

كما يتواصل التحضير لمؤتمر الرياض، الذي سيضم ممثلين عن الفصائل العسكرية الفاعلة وناشطي المجتمع المدني، وذلك بهدف تمكين القوة السياسية تطبيق نتائج أي مفاوضات يتم التوصّل إليها.

وجاءت دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، خلال لقاء مع معارضين سوريين في جنيف الجمعة الفائت، الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرحيل عن السلطة، لتفتح الطريق أمام تسوية سياسية في سورية، بحسب ما نقلت صحيفة “ديلي بيست” الأميركية.

 

“داعش” يتراجع عن مدخل الحسكة..والمعارضة تتأهب لمعركة جنوبية

نفى أمين “مجمع تشخيص مصلحة النظام” الإيراني محسن رضائي، أن تكون بلاده قد أرسلت أي قوات إلى سوريا، مؤكداً أن سياسة إيران كانت منذ البداية إلى الآن تقوم على “تقديم المساعدات الإنسانية والاستشارية، وليس هناك أي قرار في الأجهزة المسؤولة لإرسال قوات”. وكانت وكالة “فرانس برس” قد نقلت عن مصدر أمني سوري قبل أيام، إرسال طهران لـ10 آلاف مقاتل إيراني وعراقي، لحماية العاصمة دمشق. وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، قد نقلت عن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سلماني، قوله: “سيفاجئ العالم بما نُعد له نحن والقادة العسكريون السوريون حالياً”. في ظل أنباء متواترة، عن نية إيران تفعيل “اتفاقية الدفاع المشترك” مع النظام السوري، ما يمهد جدياً لتدخلها العسكري المباشر والعلني على الأرض السورية.

 

من جهة أخرى، انسحب تنظيم “الدولة الإسلامية” مسافة كيلومترين، عن المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بعد اشتباكات مع قوات النظام و”وحدات حماية الشعب” الكردية. وتراجع التنظيم إلى محيط سجن الأحداث، بعدما كان قد وصل إلى مشارف المدينة. وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى أن “قوات النظام تمكنت من التقدم في جنوب المدينة وأجبرت التنظيم على التراجع” بعد “قصف كثيف على نقاط تمركز التنظيم في المنطقة”.

 

وفي إدلب، نفذ الطيران الحربي 18 غارة منذ صباح الأحد، على بلدات وقرى ريف إدلب، ومحيط مطار أبو الظهور العسكري الذي تحاصره “جبهة النصرة”، بينما دارت فجر الأحد اشتباكات في محيط قرية فريكة بريف جسر الشغور، وهي آخر النقاط الفاصلة بين ريف إدلب ومواقع قوات النظام في سهل الغاب بين حماة واللاذقية.

 

وكانت المعارضة السورية المسلحة قد أكملت السبت، سيطرتها على كامل طريق أريحا-اللاذقية، في محافظة إدلب، لتقطع أهم خط إمداد يربط معاقل النظام في الساحل السوري بمناطق سيطرته في حلب وإدلب، وباتت المعارضة على تخوم مناطق النظام في محافظة اللاذقية وسهل الغاب بمحافظة حماة. وقال المسؤول الإعلامي لحركة “أحرار الشام الإسلامية” في إدلب، لوكالة “الأناضول”، إن “الفصائل سيطرت على معسكر القياسات وقرى بسنقول والنحل وطبايق وكفرشلايا وعيناتة”.

 

كما تابعت قوات المعارضة طريقها نحو الغرب ودخلت قريتي جنقرة وعين الحمرا، وتل حكمي وحاجز المعصرة الواقع على طريق محمبل–الفريكة بريف إدلب الغربي بشكل كامل، وذلك بعد اشتباكات مع قوات النظام التي انسحبت باتجاه قريتي المسيفرة والفريكة وتجمع جورين في سهل الغاب بريف حماة. وقالت وكالة “مسار برس” إن ضابطاً إيرانياً قام بإعدام عناصر من قوات النظام بينهم 3 ضباط، بعد فرارهم من ريف إدلب إلى قرية جورين بريف حماة. كما سيطرت المعارضة المسلحة على تلة الشيخ خطاب في ريف جسر الشغور.

 

 

وفي السياق، نفذ الطيران الحربي غارات على جرود القلمون الغربي وجرود عرسال قرب الحدود السورية–اللبنانية، وسط اشتباكات عنيفة بين مليشيا “حزب الله” اللبناني والمعارضة السورية المسلحة في جرود فليطة. في حين نفى قائد “سرية المهام الخاصة” في “المجلس العسكري بدمشق وريفها”، السبت، سيطرة قوات النظام وميليشا “حزب الله” اللبناني على تلة الثلاجات، في جرود فليطة بالقلمون. وقال قائد السرية لوكالة “سمارت”، إن “قوات النظام وميليشا حزب الله تقدمت صباح السبت نحو كيلومتر في تلة الثلاجات، بتغطية مدفعية وصاروخية، وانسحبوا منها ظهراً”. وتأتي أهمية تلة الثلاجات نتيجة موقعها المرتفع، الذي يتيح لمن يسيطر عليها، الإشراف نارياً على جميع التلال والسهول المحيطة بها، ويقطع الطريق نحو جرود بلدة عرسال اللبنانية.

 

من جهة أخرى، قالت وكالة “السورية نت”، إن فصائل المعارضة المقاتلة في مدينة الحراك بريف درعا، تجمعت استعداداً لشن هجوم على اللواء 52 مدرعات التابع لقوات النظام، شرقي الطريق الدولي الرابط بين درعا ودمشق. وبيّنت مصادر الوكالة أن قوات المعارضة عملت على التجهيز للمعركة، وقامت بإخلاء السكان من المدينة.

 

وتتعرض الحراك منذ أسبوع لقصف عنيف من قبل قوات النظام، وألقت الحوامات 16 برميلاً متفجراً عليها، السبت. وقد حاولت قوات المعارضة اقتحام اللواء 52 أكثر من مرة، لكنها كانت تجد صعوبة في ذلك بسبب دفاعات النظام، وكون اللواء ممتداً على مساحة كبيرة ويقع في منطقة سهلة.

 

صحيفة أميركية: إيران وصية على سوريا رسميًا

مروان شلالا

من خلال تفعيل اتفاق للدفاع المشترك

مروان شلالا من بيروت: ليس جديدًا أو مفاجئًا الكلام عن إدخال بشار الأسد سوريا تحت الوصاية الإيرانية، كي يستمر هو حاكمًا، ولو بالصورة فقط، على ما تبقى له من نظام بوليسي.

 

لكن الجديد هو ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصادر غربية من تأكيد أن إيران تستعد لإعلان وصايتها الكاملة على سوريا، بفرض الحماية على العاصمة السورية دمشق وعلى بشار الأسد، كما كانت تفعل قوى الاستعمار في السابق، أي من خلال تفعيل اتفاقية دفاع مشترك موقعة بين دمشق وطهران في العام 2006.

 

دفاع مشترك

 

وقد أكدت الصحيفة الأميركية أن أنباء تفعيل الاتفاقية تأتي موازية لتقارير عن انهيار  كامل لجيش النظام، وعن تفشي الفساد والرشاوى بين ضباطه، وتحولهم إلى أمراء حرب فعليين، وإلى تجار بالناس والآثار.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن مصادر عسكرية واستخبارية غربية تحذر من أن النظام الإيراني سيعلن خلال أيام قليلة حماية كاملة لدمشق، من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك  المذكورة، التي تتيح لإيران التدخل عسكريًا في سوريا متى تعرضت لأي خطر عسكري خارجي.

 

وقد أعد الإيرانيون فعليًا وحدات عسكرية يقدر عديدها بنحو 100 ألف جندي، مدربين في معسكرات نخبة الحرس الثوري، ستنقل جوًا إلى دمشق مباشرة لمنع سقوطها الذي يبدو قريبًا.

 

المدن المهمة أولًا

 

أضافت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن جيش النظام السوري قد أقر استراتيجية عسكرية جديدة، محورها التخلي عن المدن النائية والتي يسكنها عدد قليل من السكان، والانسحاب منها لتركيز القوات في المدن الكبيرة مثل اللاذقية ودمشق، غير آبه بسقوط المدن والقرى والمعسكرات والمطارات العسكرية بأيدي المعارضة.

 

ونسبت “وول ستريت جورنال” لدبلوماسي غربي، يزور دمشق باستمرار ضمن جهود الوساطة الدولية لحل القضية السورية، تأكيده أن المسؤولين السوريين أكدوا له عجز جيش النظام عن تأمين جميع حدود البلاد والانتشار على طول سوريا وعرضها، نظراً لضعف قدراته وتراجع عدده بعد تكبده الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات، واكتفائه بالعمل في المناطق الاستراتيجية المهمة ذات الكثافة السكانية العالية، والتي توالي النظام، أي تقع في مناطق موالية بطبيعة ديموغرافيتها.

 

فساد الرشاوى

 

كما نقلت “وول ستريت جورنال” عن علي حيدر، أو وزير المصالحة الوطنية في سوريا كما يسميه النظام، تأكيده أن الجيش النظامي انسحب من تدمر لتأمين مناطق استراتيجية أكثر أهمية منها، وقال: “الوضع محكوم الآن بالتقدير لأهمية المدن الاقتصادية وكثافتها السكانية كي ينتشر فيها الجيش، أما المناطق التي لا تتوافر فيها هذه الشروط فيتركها الجيش  للمسلحين كي يسيطروا عليها”.

 

وبحسب الصحيفة، أكدت مصادر داخل النظام السوري أن الضباط يطلبون ألفي دولار على سبيل الرشوة من كل شاب يريد الخروج من سوريا، هربًا إلى لبنان، أو من التجنيد في الجيش. وتقول الصحيفة إن تهريب الجنود وبيع الأسلحة صار من أهم مصادر دخل ضباط الأسد، إذ يسعون إلى تضخيم أرصدتهم قبل هروبهم هم أنفسهم من سوريا، غذ تأكد لهم أن النظام ساقط، اليوم أو غدًا.

 

الأكراد يشاركون في اجتماع القاهرة للمعارضة السورية

بهية مارديني

يريدون حلا واضحا لمشكلتهم

يشارك الأكراد في اجتماع القاهرة للمعارضة السورية الذي ينعقد الاثنين والثلاثاء 8 و9 الشهر الجاري في العاصمة المصرية بحضور حوالي 220 معارضا سوريا.

 

بهية مارديني: قال شلال كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا لـ”إيلاف” إنه :”لاشك ان حضور وفد كبير من المجلس الوطني الكردي لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية له أثر وكذلك فائدة للشأن السوري عموما والشأن الكردي خصوصا الذي نعتبره جزءاً لا يتجزأ من الوضع السوري العام، كون هذا المؤتمر منبر هام ويُعقد في دولة مهمة لها ثقلها ودورها المشهود، فضلاً عن انه سيناقش آفاق الحل السياسي الذي يسعى الى تحقيقه معظم اطياف المعارضة السورية وينادي به المجلس الوطني الكردي قبل غيره.”

 

وقال كدو وهو عضو في الائتلاف السوري أيضا الا انه يشارك بصفته الحزبية الكردية أنه “من غير المستبعد ان يخرج المؤتمر بوثيقة اكثر وضوحاً وتقدما من سابقاتها بالنسبة لحقوق الكرد ولتصور المؤتمرين لحل القضية الكردية العادلة في سوريا”.

 

وفي هذا السياق يقول: “سنسعى بهدوء الى تحقيق ذلك، كون الشعب الكردي يعتبر ثاني اكبر مكون في البلاد وله الحق في ان يكون له كلمته الواضحة والصريحة في تقرير مصير بلده، وبالتالي ان يكون شريكا حقيقياً في بناء سوريا الجديدة، التي يجب ان يحصل فيها كل ذي حق على حقه”.

 

وبعد تردد أنباء عن اعتذارات بين صفوف الأكراد لطريقة توجيه الدعوة بالصفة الفردية لا الصفة المؤسساتية الحزبية شدد على ان “اي رفض من قبل المجلس الكردي لحضور هكذا منابر وخصوصاً للمعارضة السورية سيكون خطأً جسيماً لأن القضية الكردية جزء مهم من القضية الوطنية السورية، ولا يجوز عقد اية فعاليات ونشاطات بمعزل عن المجلس الكردي، لذلك لا بد من حضور كردي قوي وفاعل في هذه المؤتمرات التي تبحث عن ايجاد حلول للوضع في سوريا الذي بات يشكل خطراً جسيماً على الامن الاقليمي والدولي ايضاً.”

 

وتوقع شلال كدو أن “يشكل مؤتمر القاهرة قاعدة او أساساً لمؤتمر الرياض للمعارضة السورية الذي كثر الحديث عنه في الآونة الاخيرة، والمرجح عقده بعد شهر رمضان المبارك”.

 

وفي متابعة من “إيلاف” لرصد تصريحات أطراف المعارضة السورية بالتزامن مع اجتماع القاهرة، كان لافتا  مديح هيئة التنسيق الوطنية للجهد المصري فيما برز تشكيك من قبل بعض المعارضات مثل هيئة العمل الوطني، ورسالة من جبهة التغيير والتحرير الى المؤتمرين في القاهرة وهي الجبهة التي يقودها قدري جميل المقرب من موسكو والذي تم استبعاده من اجتماع القاهرة.

 

تصريحات المحامي حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حملت تأكيدات بأنّ “القاهرة تعمل على مساعدة المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية على أن تجتمع بمصر من أجل توحيد رؤيتها السياسية بغية الوصول إلي حل سياسي للازمة السورية وتوحيد جهودها لتكون المعارضة بالداخل وامتدادها بالخارج، هي معارضة واحدة على رؤية واحدة وجهود موحدة ومطالب موحدة لتسهيل عملية التفاوض خلال مؤتمر جنيف٣ بين وفد السلطة ووفد المعارضة المتوازن والمقبول وذلك وفقا لما نص عليه بيان جنيف ١”.

 

وأشار عبد العظيم لوكالة أنباء الشرق الأوسط الى إن مؤتمر جنيف ٣ مطلوب عقده بأقصى سرعة ممكنة لتنفيذ بيان جنيف ١، مشددا على أهمية دور مصر في هذا الصدد.

 

وأوضح أن مصر” لا تتدخل في شئون المعارضة، وإنما تعمل على  تسهيل الأمور لتوحيد رؤية المعارضة السورية وإنهاء حالة الإنقسام”.

 

ولفت الى أن مصر “ترغب في أن تكون المعارضة الموحدة برؤية موحدة، ومطالب موحدة تمثل المعارضة بالداخل والخارج إلى أن يحدث الإنتقال والتغيير الديمقراطي في سوريا بما يحفظ للشعب السوري حقه في اختيار السلطة التنفيذية والتشريعية التي يريدها”.

 

وعما هو متوقع أن يخرج عن مؤتمر القاهرة قال عبد العظيم إنه سيصدر عن هذا اللقاء وثائق عدة منها سياسية تتضمن الرؤية للحل السياسي التفاوضي بالإضافة إلى لجنة عمل معنية بمتابعة التنسيق مع كل القوى من أجل إطار أوسع للمعارضة بحيث تتشكل مستقبلا جبهة المعارضة السورية في الداخل والخارج أو أوسع تحالف مدني ديمقراطي.

 

وردا على سؤال فيما إذا كانت المعارضة السورية لا تزال تتمسك برحيل بشار الاسد أجاب “إن التمسك برحيل الأسد أمر طرحته بعض الأطراف، ولم يرد نصا عنه في بيان جنيف، وهذا الشرط أدى إلى استمرار الصراع المسلح” بحسب تعبيره.

 

وأكد عبد العظيم أن قوي المعارضة السورية “تريد أن تدخل مؤتمر جنيف ٣ بدون شروط مسبقة، ولأن أي أمر يجب أن يأتي عبر التفاوض الذي قد يؤدي إلي إنهاء النظام بكل مرتكزاته بما فيه الرئيس والحكومة، ولكن ذلك يأتي كنتيجة للتفاوض وليس شرطا للدخول في مفاوضات”.

 

من جانبه اعتبر المحامي محمود مرعي أمين عام هيئة العمل الوطني أن “ما سيعقد في اليومين القادمين ليس مؤتمراً، بل هو اجتماع أو لقاء ومشكلته أن الأوراق معدة سابقاً، ومن يحضره سيذهب ليبصم على ما هو معدّ سلفاً، فضلاً عن كونه لجزء من المعارضة ألا وهي هيئة التنسيق وهيثم مناع وكتلة أحمد الجربا المنشقة عن الائتلاف المعارض في الخارج”، منوهاً إلى أنه “رغم تصريحات الخارجية المصرية بأنه لن ينتج عن لقاء القاهرة جسم سياسي معارض جديدا، لكن خروج مناع من هيئة التنيسق دليل على رغبته بتشكيل جسم سياسي”.

 

واعتبر مرعي، الذي يعيش داخل دمشق أيضا، في حديث لاذاعة محلية إن “مصر حتى الآن لم تلعب الدور المأمول منها، رغم أنها ترى في سوريا عمقاً استراتيجياً وأمناً لمصر، فالمحافظة على الجيش والدولة والمؤسسات السورية واجب وهام”، واتهمها بالتأثر بالموقف الخليجي.

 

إلى ذلك، انتقدت جبهة التغيير والتحرير، التي يقودها قدري جميل، في رسالة مفتوحة لها للمجتمعين من المعارضة في القاهرة، الاجتماع وطريقة الدعوة اليه، وهاجمت الداعين اليه من أطراف المعارضة السورية، وتمنَّت الجبهة أن “لا يؤدي اجتماع القاهرة إلى تعميق تشرذم المعارضة السورية، والى إبعاد وتعقيد الحل السياسي”.

 

وقالت في الرسالة: “في كل الأحوال لن تحول أيّ ممارسات سلبية دون استمرار جبهة التغيير والتحرير بالعمل على تجاوز الصعوبات جميعها، انطلاقاً من مصلحة الشعب السوري ومن العمل الحقيقي والجاد على شق طريق الحل السياسي الذي يشكل الطريق الوحيد لإنقاذ هذا الشعب وإنقاذ هذا البلد”، حسب تعبيرها.

 

سوريا: التحالف يشن أول غارة ضد «داعش» لدعم فصائل بينها «النصرة»

التنظيم يتراجع في الحسكة بعد تدخل الأكراد

بيروت: كارولين عاكوم و سالم ناصيف

في أول غارات من نوعها، شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت مواقع تنظيم «داعش» في شمال سوريا، وذلك لدعم فصائل مسلحة بينها «جبهة النصرة».

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات تابعة للتحالف نفذت 4 ضربات جوية استهدفت بعد منتصف ليل السبت – الأحد، نقاط تمركز «داعش» في بلدة صوران بمدينة حلب، بالتزامن مع اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة، وحركة «أحرار الشام» الإسلامية وفصائل إسلامية و«جبهة النصرة» من جهة أخرى. وأضاف أنها المرة الأولى التي يدعم فيها التحالف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد «داعش».

 

وتزامن ذلك مع تراجع «داعش» إلى كيلومترين عن مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بعد تدخل الأكراد إثر انسحاب قوات النظام السوري من الحواجز على المدخل الجنوبي الغربي للمدينة.

 

وقال مسؤول محلي كردي في الحسكة لـ«الشرق الأوسط» إن «تدخل الأكراد كان التزاما بحماية المدينة، وبالتنسيق مع التحالف الدولي وليس النظام السوري».

 

التنظيم يستكمل حصار حلب بالنيابة عن النظام ويقطع طرق الإمداد إلى أحيائها

بيروت: سالم ناصيف

حذرت مصادر محلية في محافظة حلب من تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية السيئة التي يعيشها سكان المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وخصوصا سكان أحياء مدينة حلب المحررة والبالغ عددهم قرابة نصف مليون نسمة، في ظل استمرار المعارك من جهة واستهداف طيران النظام أحياءهم من جهة أخرى.

 

وقد سجّل ليل الأحد تنفيذ التحالف الدولي أربع ضربات جوية ضد مواقع «داعش» في شمال سوريا تزامنت للمرة الأولى مع خوض التنظيم اشتباكات ضد فصائل معارضة بينها جبهة النصرة، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، معتبرا أنّ الضربات الجوية تشكل «دعما غير مباشر لحركة أحرار الشام وجبهة النصرة» التي تصنفها واشنطن على قائمة «المنظمات الإرهابية».

 

وقال المرصد: «نفذت طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي بعد منتصف ليل السبت الأحد أربع ضربات استهدفت نقاط تمركز تنظيم داعش في بلدة صوران أعزاز، حيث تدور اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة، وحركة أحرار الشام وفصائل معارضة وجبهة النصرة من جهة أخرى».

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها المرة الأولى التي يدعم التحالف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي تنظيم داعش». وتابع قوله إن الضربات تشير إلى وجود «قرار أميركي بمنع تقدم التنظيم من صوران إلى مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا».

 

وكانت غارات التحالف استهدفت أيضا مقرات تابعة لجبهة النصرة كان آخرها في حلب في 20 مايو (أيار)، كما استهدفت مقرا لحركة أحرار الشام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في شمال غربي سوريا.

 

وسيطر تنظيم داعش الأسبوع الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق إمداد رئيسي للمعارضة من تركيا إلى حلب، بعد اشتباكات عنيفة ضد فصائل معارضة.

 

وتبعد صوران عن مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات.

 

وكان قد أدى التصعيد الأخير الذي نفذه تنظيم داعش في مناطق سيطرة المعارضة واحتلاله لبعض القرى في الريف الشمالي الشرقي إلى انقطاع طرق المواصلات الحيوية التي كانت تغذي مدينة حلب بالمحروقات والمواد التموينية، والتي تعتبر المتنفس الوحيد الذي يربط المدينة بريفها الشمالي والشمالي الشرقي بعد أن أطبق النظام طوقه على المدينة من جهات الشرق والجنوب والغرب.

 

وذكر براء أبو صالح مدير مكتب الإغاثة في «مجلس مدينة حلب» لـ«الشرق الأوسط» أن أحياء المدينة وقعت في حالة أشبه بالحصار بعد هجوم تنظيم داعش الأخير وسيطرته على مناطق الحصية والوردية وغرناطة في الريف الشمالي الشرقي، إضافة إلى أن الاشتباكات الحاصلة في منطقة سد الشهباء أدت إلى انقطاع الطريق الواصل إلى مدينة الباب والتي رغم وقوعها تحت سيطرة «داعش» لا تزال المورد الوحيد الذي يغذي حلب بالوقود.

 

من جهة ثانية كان لسيطرة «داعش» على منطقة أم القرى على طريق إعزاز أن أدى إلى قلة توفر المواد التموينية وارتفاع أسعارها داخل مدينة حلب. وبعدما كان هذا الطريق يؤمن عبور المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية المستوردة من تركيا، أصبح من اللازم المرور من طرق الريف الغربي للوصول إلى أعزاز وهو طريق صعب ومحفوف بكثير من المخاطر.

 

وأشار المصدر إلى أن التنظيم حقق للنظام خدمة كبيرة جراء احتلاله لتلك المناطق بعدما كان قد عجز الأخير قبل عام ونصف العام عن قطعها، وذلك بعدما قام طيرانه بشكل فاضح بمساندة «داعش» أثناء هجومه والتمهيد الطريق له من خلال قصف مواقع الجيش الحر فيها أثناء الاشتباكات التي دارت بين الطرفين، ما سهل على التنظيم استيلاءه عليها. وتعد الطرق التي استولى عليها التنظيم بمثابة منافذ الإمداد الرئيسية التي تصل حلب مع محيطها الخارجي المحرر من جهة، كما تصل المناطق المحررة بمناطق النظام، والتي تمر بأماكن سيطرة تنظيم داعش من جهة ثانية.

 

ويعتبر طريق حلب – الباب، بمثابة الطريق التجاري الوحيد الذي يغذي أسواق المدينة بالخضار والفواكه القادمة من الريف الشرقي، وبالتالي فإن انقطاعه سيحرم أسواق أحياء حلب المحررة من الحصول عليها، خصوصا في ظل إغلاق النظام لمنافذ المدينة الواصلة باتجاه الشرق والجنوب والغرب.

 

وسرعان ما أدى انقطاع طريق الباب إلى زياد سعر مادة المازوت من 17 ألف ليرة ثمنًا للبرميل الواحد إلى 35 ألف ليرة، وهو الأمر الذي أدى إلى توقف شبه تام لقطاع النقل البري الذي يربط المدينة بريفيها الشمالي والشمالي الشرقي، وشكل ذلك حرمانًا لانتقال العمالة والموظفين إلى مناطق عملهم في الريف الشمالي الشرقي وفي مناطق سيطرة النظام.

 

ويهدد ارتفاع سعر المحروقات بتوقف عمل المخابز داخل أحياء مدينة حلب المحررة كونها تعتمد على مادة المازوت في التشغيل لإنتاج الخبز، في ظل الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي. ويعيش داخل أحياء مدينة حلب المحررة قرابة نصف مليون نسمة من أصل مليون ونصف المليون، وتعتبر هذه الفئة من الأكثر فقرًا ويعتمد معظمها على ما يقدم من المساعدات بلغت أخيرا قرابة 65 ألف سلة غذائية، وفق ما ذكر مدير مكتب الإغاثة في حلب، واختارت تلك العائلات البقاء في المدينة كونها لا تمتلك القدرة على تحمل أعباء السفر والنزوح خارج حلب أو إلى تركيا. وتصل نسبة البطالة بين أوساط تلك الفئة إلى 90 في المائة، ساهم في ازديادها توقف القطاع الصناعي الذي كان يعتبر من أهم موارد الدخل والتشغيل في حلب، إضافة إلى توقف أعمال التجارة، واقتصار المشاريع المتبقية على رؤوس أموال بسيطة لا يمكنها تأمين فرص عمل لغير أصحابها.

 

النظام يقتل العشرات بالبراميل واحتدام المعارك بحلب والحسكة  

أسقطت قوات النظام أمس الأحد عدة براميل متفجرة على مناطق في حلب (شمالا) وحمص (وسط البلاد)، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، كما هاجمت قوات المعارضة السورية مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال حلب، بينما تتضارب الأنباء بشأن المعارك بين تنظيم الدولة وكل من قوات النظام ومقاتلين أكراد في الحسكة (شمال شرق).

وأفادت مصادر للجزيرة بأن مروحيات النظام السوري ألقت براميل متفجرة على بلدتي مارع وحربل في حلب، كما بث ناشطون على الإنترنت صورا أظهرت محاولة عناصر الدفاع المدني استخراج العالقين تحت الأنقاض بعد القصف، وبينهم أطفال.

 

وذكرت شبكة سوريا مباشر أن قائد الفرقة الحزبية بكتائب البعث علي حيدر لقي مصرعه في حي تشرين بمدينة حلب إثر عملية نفذتها سرية أبو عمارة للمهام الخاصة التابعة للمعارضة المسلحة.

 

وقالت مصادر في المعارضة السورية إن مقاتليها هاجموا مواقع تنظيم الدولة في عدة قرى بريف حلب الشمالي، وأضافت أن الهجوم أسفر عن سقوط جرحى في صفوف مسلحي التنظيم، كما بثت جبهة النصرة صورا لما قالت إنه استهداف لمواقع مقاتلي التنظيم في المنطقة.

 

وأكد الناطق الإعلامي باسم وحدات حماية الشعب الكردية أن طائرات التحالف الدولي شنت الأيام الماضية عدة غارات على مواقع تنظيم الدولة بريف حلب الشمالي بالتنسيق مع القوات الكردية، بهدف إيقاف تقدمه نحو مدينة عفرين (شمال حلب) التي تسيطر عليها.

 

قتلى بحمص

من جهة ثانية، قال مراسل الجزيرة إن 23 شخصا -بينهم أطفال ونساء- قتلوا وأصيب عشرات في غارات لطائرات النظام السوري على قرية الزعفرانة بريف حمص.

 

وأضاف المراسل أن الطائرات ألقت براميل متفجرة على القرية الواقعة في محيط مدينة تلبيسة بريف حمص الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، والتي تعيش أوضاعا إنسانية صعبة بسبب الحصار الذي تفرضه عليها قوات النظام.

 

وفي شمال البلاد، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية استعادةَ قوات النظام السيطرة على شركة الكهرباء وسجن الأحداث وقريتي الوطواطية والعالية (جنوب مدينة الحسكة)، لكن مصادر في  التنظيم نفت سيطرة النظام على سجن الأحداث، وقالت إن المعارك بين الطرفين ما تزال مستمرة، بينما تشن طائرات النظام غارات مكثفة بالمنطقة.

 

وفي مشهد آخر لتراجع مسلحي التنظيم، تواصل القوات الكردية بدعم من طائرات التحالف الدولي التقدم إلى ريف الرقة (وسط)، بعدما سيطرت على قرى حسنة والحصاني وكاتوم، حيث باتت هذه القوات على بعد نحو عشرة كيلومترات من بلدة سلوك، أحد أهم معاقل التنظيم في ريف الرقة الشمالي.

 

في المقابل، يقول التنظيم إنه شن هجوما على المواقع الكردية في جبل عبد العزيز وقتل عشرات من أفرادها.

 

وقد شهد مساء أمس أيضا معارك وقصفا بمناطق عدة، ومنها غارات للتحالف على حقل العمر النفطي في دير الزور، وغارات للنظام على مدينة معرة النعمان في إدلب، فضلا عن قصف مدفعي للنظام بجنوب حماة، وهجمات للمعارضة على قوات النظام في حي الأشرفية بحلب وبلدة الحراك في درعا، وفقا لوكالة مسار برس.

 

القاهرة.. مؤتمر موسع للمعارضة السورية بغياب الائتلاف

دبي – قناة العربية

ينطلق الاثنين المؤتمر الموسع للمعارضة السورية، الذي تستضيفه القاهرة على مدار يومين، بغية التشاور بخصوص إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وذلك بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي يشارك في الجلسة الافتتاحية.

ووسط غموض حول أسماء الشخصيات المشاركة عن المعارضة، تتحدث تسريبات عن حضور بعض الأسماء من الائتلاف الوطني السوري بصورة شخصية وليس ممثلة للائتلاف.

ومن المقرر أن يحضر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربية جانباً من المؤتمر ويلتقي ممثلي المعارضة.

 

المعارضة السورية تضع الساحل هدفا لعملياتها العسكرية

دبي – قناة العربية

لا تبعد المعارضة السورية الآن سوى أقل من 35 كيلو مترا فقط عن معقل النظام السوري ومسقط رأس بشار الأسد في مدينة القرداحة في ريف اللاذقية.

ويشكل هذا الأمر، على ما يبدو، هاجسا خطيرا للنظام، لا سيما بعد سقوط المدن التي كان يسيطر عليها في إدلب والتي كانت تشكل خط دفاع متقدم له عن الساحل.

وهذا الواقع العسكري الجديد أجبر الأسد على اطلاق معركة في الساحل عرفت باسم “دبيب النمل” تهدف إلى السيطرة على أجزاء، ولو كانت صغيرة جداً، من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف اللاذقية، خاصة في جبلي التركمان والأكراد، وذلك بهدف تأمين الساحل.

أقوى محاولات النظام كانت قبل أيام، بتقدمه باتجاه جبل زاهية، ذي الموقع الاستراتيجي المرتفع جداً والذي إذا أحكم السيطرة عليه فإن جبل التركمان يصبح معظمه تحت مرمى نيران قواته. وقد نجح النظام في البداية بالتقدم لمئات الأمتار، لكن كتائب جبل التركمان أجبرته على التراجع.

وفي جبل الأكراد أيضا، حاول النظام أكثر من مرة خلال الشهر الماضي التقدم من محور النبي يونس، لكن كل محاولاته هذه فشلت حتى الآن رغم استعانة النظام بميليشيات حزب الله.

في ظل هذا الواقع، يرى مراقبون أن الساحل السوري أمام صيف سيكون شديد الحرارة، خاصة وأن كل الأطراف تُجمِع على أن الساحل سيكون الوجهة التالية للمعارضة بعد معركة إدلب التي شارفت على نهايتها.

 

الجيش الحر يعلن ريف حمص الشمالي منطقة خالية من داعش

دبي – قناة العربية

اقتحم الجيش الحر في ريف حمص الشمالي مقرات تنظيم داعش بعد حصار دام 48 ساعة، في حين قتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم.

وكان التنظيم يحاول التمدد خلال الأشهر الماضية في ريف حمص الشمالي حيث سيطر على بلدات عدة، لكن العملية العسكرية التي شنها الثوار أدت لخروجه بشكل شبه كامل من المنطقة.

ووقع الكثير من القتلى والجرحى من تنظيم داعش في بلدة الزعفرانة ريف حمص حيث خسر التنظيم العشرات من عناصره وقياداته الميدانيين، ومنهم مسؤول التنظيم بالمنطقة ويدعى أبو جهاد بينما فر من تبقى منهم باتجاه تدمر .

وبدأت المعركة بمداهمة مقرات داعش في الدار الكبيرة من قبل فيلق حمص ثم اقتحام مقراتهم في قرية الزعفرانة وتلبيسة، ووفقاً لمصادر الثوار فإن قائدين بارزين في تنظيم داعش سلما نفسيهما وهما تونسي الجنسية والآخر عراقي.

ويرجع المراقبون هزيمة داعش بتلك المنطقة بسبب عدم وجود حاضنة شعبية للتنظيم في هذه البلدات، لاسيما تلبيسة والرستن أهم مدينتين في ريف حمص الشمالي وهو ما ساعد كثيرا بطرد التنظيم بهذه السرعة .

 

المعارضة السورية على طريق اللاذقية مسقط رأس الأسد.. وأنباء عن تقدم لحزب الله في القلمون

دمشق، سوريا (CNN) — أكدت المعارضة السورية اقترابها من الخط الساحلي ومسقط رأس الرئيس السوري، بشار الأسد، في محافظة اللاذقية، وذلك بعد سقوط المناطق الفاصلة ما بينها وبين إدلب بيد “جيش الفتح”، بينما تقدمت القوات التابعة لحزب الله في منطقة جرود القلمون المحاذية للبنان، على حساب التنظيمات المعارضة.

 

وعرضت صفحات المعارضة السورية صورا لمقاتلي المعارضة على الطريق الدولي الواصل بين محافظة إدلب ومحافظة اللاذقية تحت عنوان “طريق إدلب – اللاذقية: سالك!” وأضاف صفحة “الثورة السورية” أن هناك “سباقا مارثونيا جديدا وأرقاما قياسية جديدة لقوات العصابة (النظام السوري) بانسحابهم وفرارهم التكتيكي وهذه المرة كان مضماره ريف ادلب الغربي.”

 

ولفتت الصفحة في هذا الإطار إلى سيطرة المعارضة على “معسكر القياسات” بالترافق مع سيطرتها على بلدة محمبل في أقصى ريف إدلب، ما ينهي وجود قوات الأسد في المحافظة باستثناء مجموعات تابعة له محاصرة بالكامل في الفوعة وكفريا ومطار أبو الضهور.

 

وتابعت الصفحة بالقول: “جحافل جيش الفتح التي سيطرت على جزء واسع من أوتوستراد اللاذقية-أريحا وذلك من أهم نتائج المعركة صارت بعد اجتياح البارحة الكبير وهذا الصباح على أبواب بلدة فريكة بريف حماة، رغم الخنجر الذي تعرضت له في الخاصرة بريف حلب الشمالي.. وبلدة الشيخ ريح لم يعد اسمها مجازاً صار حقيقياً وقد عصفت بالدواعش وتركتهم كما أحبوا دوماً أن يفعلوا أجساداً بدون رؤوس بعد محاولة تقدم خاسرة.”

 

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات “مستمرة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الفصائل الاسلامية والفصائل المقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة اخرى في جرود القلمون الغربي على الحدود السورية اللبنانية، وسط تقدم لقوات النظام وحزب الله اللبناني في المنطقة، وسيطرتها على مناطق استراتيجية، ومعلومات مؤكدة عن المزيد من الخسائر البشرية.”

 

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا بشكل مستقل.

 

مصدر: مقاتلون عراقيون يصلون دمشق عبر مطارها

روما (5 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال أحد المقاتلين في الجيش السوري الحر إن وحدات مراقبة في محيط بلدة الغزلانية في ريف دمشق قرب مطار العاصمة الدولي رصدت هبوط طائرات إيرانية وعراقية في المطار منذ أكثر من شهر تحمل مقاتلين عراقيين يُعتقد أنهم من حزب الله العراقي، النجباء.

 

وقال الملازم سامح عكشة، من مقاتلي كتائب المعارضة المسلحة، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يصل مقاتلون عراقيون ـ وليس إيرانيون ـ بشكل منتظم مرتين أو ثلاثة بالأسبوع عن طريق مطار دمشق الدولي برحلات للطيران المدني العراقي والإيراني”. وأشار إلى أنهم “يُنقلون إلى العاصمة دمشق بشكل فوري”، وقال “نتابعهم بشكل وثيق بالريف لكن تلك المتابعة تنقطع عند حدود المدينة”. ومن الصعب التحقق من صحة هذه المعلومات لصعوبة تقصي الحقائق عن هذا الموضوع.

 

وأوضح “تختلف أعداد هؤلاء بين رحلة وأخرى”، مشيراً إلى أن “أقل دفعة كانت حوالي خمسين من المقاتلين، وهم لا يأتون بلباس عسكري عند وصولهم للمطار”. وجزم بأن هؤلاء “يُنقلون للقتال إلى جانب النظام”.

 

وأضاف “لا يمكن تقديم دلائل على مرجعيتهم، لكن من المرجّح أنهم من حزب الله العراقي ـ النجباء، وفق ما يصلنا من بعض مصادرنا في نفس المطار”.

 

وكانت ميليشيات عراقية مقرّبة من إيران قد أصدرت منذ أشهر دعوات للتجنيد من أجل القتال في سورية، فيما قالت مصادر إيرانية إن طهران بصدد إعلان وشيك لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع النظام السوري

 

تنظيم “داعش” يتراجع كيلومترين عن الحسكة السورية

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن تنظيم الدولة الإسلامية تراجع الى بعد كيلومترين عن مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، التي وصل الى مشارفها فجر الخميس الماضي، وذلك اثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، تزامنا مع مشاركة الأكراد في المعارك للمرة الاولى منذ بدء الهجوم.

 

واوضح المرصد ان المعارك مستمرة في محيط سجن الأحداث الذي لا يزال تحت سيطرة مقاتلي التنظيم بعدما تمكنوا الاربعاء من طرد قوات النظام منه ومن عدة مواقع مجاورة بينها شركة الكهرباء.

 

وسجن “الأحداث” هو مبنى قيد الانشاء اتخذته قوات النظام مقرا لها قبل ان يسيطر عليه التنظيم المتطرف اثر بدئه هجوما عنيفا في 30 ايار/مايو باتجاه مدينة الحسكة، مركز محافظة الحسكة، والتي تتقاسم السيطرة عليها وحدات حماية الشعب الكردية والقوات النظامية.

 

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تحكم سيطرتها على محطة تحويل الكهرباء الرئيسية ومعهد الاحداث وقرية الوطواطية والمشتل الزراعي بريف الحسكة”.

 

وتزامن تراجع التنظيم جنوب الحسكة مع مشاركة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية للمرة الاولى منذ بدء الهجوم على المدينة، في القتال ضد الجهاديين على الجبهة الجنوبية الغربية، وفق المرصد. ويسيطر الاكراد على احياء المدينة الغربية والشمالية.

 

وقال المرصد: “يتولى المقاتلون الاكراد الدفاع عن الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة حيث يتواجدون، لكنهم عمليا يقاتلون وقوات النظام ضد جهة واحدة هي تنظيم داعش”.

 

ولم يشارك الاكراد في القتال في الايام الماضية، مما جعلهم عرضة لانتقادات عدة.

وانتقدت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات، يوم الخميس، “تخاذل” الاكراد عن مساندة قوات النظام.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته إن “تصدي مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لتنظيم داعش يأتي بعد انتقادات من مختلف مكونات المدينة الذين عقدوا اجتماعات متتالية في الايام الاخيرة مطالبين الاكراد بالمشاركة في الدفاع عن المدينة”.

 

واضاف “وافق الاكراد على القتال بعد التعهد بالاعتراف بهم كقوة مقاتلة اساسية في المدينة”.

 

واسفرت العمليات العسكرية منذ اندلاعها عن مقتل 71 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم قائد كتائب البعث في الحسكة و48 عنصرا على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم 11 فجروا انفسهم بعربات مفخخة في مواقع لقوات النظام.

 

شكري: توصلنا لـ 10 نقاط تضمن حل الأزمة السورية

القاهرة – أشرف عبد الحميد

أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أنه تم التوصل لصيغة من 10 نقاط لحل الأزمة السورية.

وقال في كلمته اليوم أمام مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في القاهرة، إن عملية تقريب وجهات نظر التي بدأت في القاهرة في يناير الماضي أثمرت حتى الآن عن “نقاط عشر” تم التوافق عليها.

وتطورت تلك العملية بالارتكاز على جهود الشخصيات السورية المشاركة في مؤتمر موسع، يستهدف صياغة تصور يتأسس على تلك النقاط التوافقية، ويتضمن رؤية واضحة لمستقبل سوريا، وصيغة تنفيذية لوثيقة جنيف، بحيث يتم طرح هذا التصور على الشعب السوري والمجتمع الدولي من أجل الحل السياسي.

وأضاف أن التصور الذي سيخرج عن هذا المؤتمر سيكون مفتوحاً لجميع الأطراف والفصائل والتجمعات السورية لتبنيه، فقوة ونجاح جهودكم منذ البداية ارتكزت على تطلعات مجمل الشعب السوري، ولم تقتصر يوماً على أطراف من دون أخرى.

وأشار إلى أن سيطرة الطائفية وانتشار الفوضى والتنظيمات والميليشيات المتطرفة والإرهابية على معظم الأراضي السورية، أمر يهدد مستقبل المنطقة برمتها، ولا يمكن السكوت عليه، أو القبول به باعتباره أمراً واقعاً، كما أثبتت التجربة أن مواجهة خطر تلك التنظيمات وإعادة توحيد الأراضي السورية، لن تتحقق من دون التوصل لتسوية سياسية، وهي تسوية مبنية على وثيقة جنيف، حيث تبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية، وتكتسب شرعيتها من الشعب السوري ومن الاعتراف الدولي بها باعتبارها صيغة توافقية مدعومة من قبل المجتمع الدولي، وتتمكن تلك الهيئة بمؤسساتها المختلفة من إدارة عملية عودة المهجرين وإعادة الاستقرار وإنفاذ القانون. كما تتمكن من جذب الدعم الداخلي والخارجي لمواجهة القوى المسلحة الرافضة للتسوية، كي تتمكن هيئة الحكم من ممارسة السيادة على كافة الأراضي السورية.

وأكد أيضاً أن المجتمع الدولي لم ينجح حتى الآن في الخروج بتوافق حول صيغة تنفيذية للتسوية السياسية في سوريا بناء على الوثيقة الوحيدة المتفق عليها، وهي وثيقة جنيف، ولم يكن في معرض الحديث عن أسباب ذلك، إلا أنه يتعين على الجميع – كما قال- الوقوف على واقع الأمور على الأرض، فالعملية السياسية جمدت لفترة طويلة، والعمليات العسكرية المتصاعدة أصبحت أكثر جذباً للجهود والإمكانيات الدولية والإقليمية على حساب التسوية السياسية.

وأشار إلى أن وجود تصور سوري وطني خالص للحل السياسي أصبح أكثر أهمية وإلحاحاً من أي وقت مضى، فالسوريون هم الأحق والأكثر قدرة على صياغة مستقبل بلدهم، وعلى وضع رؤية شاملة تكون بمثابة المشروع الوطني الذي يحظى بقبول الشعب السوري بكافة أطيافه وانتماءاته، بحيث تصبح تلك الرؤية المحرك والدافع الرئيسي لشحذ الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف العنف والتدخلات وإنفاذ الحل السياسي.

وتابع.. لقد أثبتت التجارب في المنطقة منذ اندلاع الثورات في عام 2011، أن الكلمة الأخيرة ستظل للشعوب العربية، وأن بقاء تلك الشعوب ليس رهناً بحاكم أو بقوى خارجية أياً كانت، وأن الديمقراطية ليست حلماً بعيد المنال، بل هدف قابل للتحقيق بالتعاون الجدي بين الشعب والدولة، وبالتوازي مع الحفاظ على الاستقرار والمؤسسات.

واستطرد الوزير المصري قائلا: إن الحراك الشعبي السوري انطلق في مارس 2011، حراكاً سلمياً يتطلع للتغيير، إلا أن النهج الأمني العنيف، وعدم إدراك طبيعة المرحلة، أدى لازدياد حدة الاحتجاجات والمواجهات وسقوط الأبرياء، فتدهورت الأوضاع على مدار السنوات الأربعة الماضية، وزادت التدخلات الخارجية في الشأن السوري بصورة غير مسبوقة، وسمح للميليشيات والمقاتلين الأجانب والسلاح بالعبور للداخل السوري للقتال في صف طرف أو آخر، فقضى ذلك على الحراك السلمي، وتحولت الأوضاع إلى صراع مسلح بالوكالة، وتحولت الأراضي السورية ملاذا آمنا ومرتعا للإرهابيين من كل حدب، وباتت سوريا رهينة لطائفية بغيضة تعمق أزمتها وتباعد بينها وبين الحل السياسي.

وأكد شكري أن فاتورة مأساة سوريا لم يتحملها سوي أبناء الشعب السوري، بما وقع عليهم من قتل وتدمير وتهجير غير مسبوق في التاريخ الحديث، ورغم عبارات وحملات التعاطف من قبل المجتمع الدولي، لم تزل الأزمة قائمة، ولم يزل الشعب السوري يعاني، ولم تزل المصالح الضيقة والطائفية تتحكم في حاضر سوريا وتهدد بتدمير مستقبلها.

وأكمل.. أنه من هذا المنطلق، عملت بعض القوى والشخصيات الوطنية السورية على تشجيع دور مصر وطلب دعمها ورعايتها لجهد سوري وطني خالص، وجاءت استجابة مصر لهذه الجهود تأسيساً على حرصنا الطبيعي في الحفاظ على سوريا، واستجابة لمتطلبات الأمن القومي العربي، ومن خلال صدق سياسة مصر تجاه الأزمة منذ بدايتها، فمصر لم تتدخل ولن تتدخل يوماً في شأن شعب عربي شقيق، ومصر لم تسع لتطويع الثورة السورية أو توظيفها تحقيقاً لمصالحها وأهدافها، وستظل دوماً على استعداد لتقديم يد العون والرعاية لأشقائها العرب.

من جهة أخرى، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، أن نظام الأسد يتحمل المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأمور في سوريا، مشدداً على أن الجميع أدرك عدم إمكانية الحسم العسكري، داعياً المعارضة السورية المجتمعة في مؤتمر القاهرة إلى تضافر الجهود للوصول إلى حل سياسي يوقف شلال الدم.

سامح شكري ونبيل العربي

ولفت إلى أن مايحدث أتاح فرصة تزايد نفوذ المنظمات الإرهابية وتمدّد أنشطتها لتشمل أنحاء واسعة من الأراضي السورية، مُهدّدةً كيان الدولة السورية الشقيقة ومؤسساتها ووحدة أراضيها وشعبها.

وجدد العربي التأكيد على أن الحل في سوريا يجب أن يكون حلاً سورياً سلمياً وبإرادة وطنية حرة، مشيراً إلى أن الجامعة بذلت جهوداً مُكثّفة منذ بداية الأزمة عام 2011، ولا تزال، من أجل توحيد صفوف المعارضة السورية ورؤيتها السياسية إزاء متطلبات المرحلة الانتقالية.

وأعرب عن أمله أن يُكّلل اجتماع القاهرة بنتائج هامة تسهم في بلورة تلك الرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية إزاء متطلبات المرحلة الانتقالية، وتسهم أيضا في وضع آلية مناسبة تضمن تحقيق المشاركة والتمثيل الأوسع لمختلف أطياف المعارضة في إطار تنظيمي قادر على إدارة عملية المفاوضات مع الحكومة السورية، وفقاً لبيان جنيف (1).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى