أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 18 نيسان 2013

لافروف يحذر من التدخل العسكري… والأسد ينتقد الأردن

لندن، بروكسيل، إسطنبول – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «أي تدخل عسكري» في سورية باعتبار أن ذلك يعزز دور مجموعات قريبة من تنظيم «القاعدة» في أوساط المعارضة، في وقت انتقد الرئيس السوري بشار الأسد دور الأردن في «إدخال آلاف (المقاتلين) مع عتادهم إلى سورية».

في غضون ذلك، واصلت قوات النظام قصفها الجوي والصاروخي على مواقع مختلفة في الأراضي السورية، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً بصاروخ أصاب ملجأ في البويضة في ريف حمص وسط البلاد، مع «محاولات مستميتة» للسيطرة على بلدة آبل و «عزل» المعارضة في القصير، تحت غطاء من القصف الجوي. وحصلت اشتباكات عنيفة في أطراف دمشق وفي بلدة خربة غزالة في ريف درعا جنوب البلاد، وسط تكثيف النظام عملياته العسكرية لوقف تقدم مقاتلي المعارضة.

وكان وزير الخارجية الروسي أجرى محادثات مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في إسطنبول أمس قبل يومين من استضافتها «مؤتمر أصدقاء سورية» بمشاركة وزراء وممثلي 11 دولة. وقال لافروف إن «مجموعة أصدقاء سورية» تلعب دوراً «سلبياً» في النزاع السوري. وحذر مجدداً من أي تدخل عسكري في سورية، معتبراً أن ذلك سيعزز موقع المجموعات الإسلامية القريبة من تنظيم «القاعدة» داخل المعارضة السورية. وأضاف: «في نقاشاتنا المقبلة سنحاول تفادي أي إجراء يتعلق بتدخل عسكري وينجم عنه عزل أحد أطراف النزاع»، موضحاً: «أننا سنركز على أرضية حوار تشمل كافة الأطراف».

وفيما قال الوزير الروسي إن «ذهاب الرئيس الأسد يجب ألا يكون الأولوية، وإذا كان كذلك فهذا سيؤدي إلى وفاة العديد من الأبرياء»، أوضح داود أوغلو أن «الأزمة السورية تؤثر في شكل كبير على تركيا، وهي مستمرة بسبب عنف النظام»، وأن «على المجتمع الدولي وقف حمام الدم في سورية، ودعم إرادة الشعب السوري»، مشدداً على أن «سورية هي للشعب السوري وليست للرئيس الأسد».

من جهته، تحدث الأسد في مقابلة مع محطة «الإخبارية» الحكومية السورية مساء أمس عن «الأردن ودول الجوار» وعن «شبح الطائفية والتقسيم» بحسب بيان إعلامي رسمي بث قبل المقابلة. وانتقد في المقابلة، بحسب مقتطفات منها نشرت على صفحة الرئاسة على موقع «فايسبوك»، دور الأردن، قائلاً: «من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سورية، في وقت كان الأردن قادراً على وقف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحاً بسيطاً للمقاومة في فلسطين».

وقال الأسد: «كما مول الغرب القاعدة في افغانستان في بدايتها، ودفع الثمن غاليا لاحقا… الآن يدعمها في سورية وفي ليبيا وفي اماكن اخرى، وسيدفع الثمن لاحقا في قلب اوروبا وفي قلب الولايات المتحدة».

ويأتي انتقاد الأردن بعد تحقيق المعارضة المسلحة تقدماً ميدانياً في جنوب سورية بالقرب مع الحدود مع المملكة. وقال الأسد في فيديو بث مسبقاً: «لو لم يكن هناك تفاؤل، لما قاتلنا بالأساس ولما صمدنا»، مشيراً إلى أنه «يستمد» التفاؤل من «عائلات الشهداء» في إشارة إلى قتلى الجيش النظامي. ونقل موقع إلكتروني سوري عنه قوله إن مرحلة «القلق الاستراتيجي» انتهت وأنه «ليست هناك قوة على وجه الأرض قادرة على كسر صمود الجيش العربي السوري».

إلى ذلك، توقع ديبلوماسيون أن يتفق وزراء الخارجية الأوروبيين خلال اجتماعهم في بروكسيل الاثنين المقبل، على السماح بشراء النفط من المعارضة المسلحة السورية في محاولة لترجيح كفتها في الصراع. وأوضحت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» أن الحكومات الأوروبية ترمي إلى دعم الحكومة الموقتة التي ينوي «الائتلاف الوطني السوري» المعارض تشكيلها برئاسة غسان هيتو لإدارة «المناطق المحررة» في شمال سورية وشمال غربها، علماً أن هيتو سيقدم تشكيلة حكومته في نهاية الشهر الجاري. وأشارت المصادر إلى أن باريس ولندن تدفعان في اتجاه رفع جميع إجراءات الحظر الأوروبية المفروضة على سورية منذ بداية الثورة في حال لم يجر الاتفاق على رفع حظر تصدير السلاح. وأضافت أن موضوع رفع الحظر عن النفط كان أحد المطالب التي قدمها وفد «الائتلاف» خلال لقائه وزراء أوروبيين في لندن على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني الأسبوع الماضي.

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة» وقعت أمس بين مقاتلي المعارضة وبين القوات النظامية ومسلحين من «اللجان الشعبية المسلحة» الموالية للنظام بعضهم من «حزب الله»، في محيط بلدات ابل والبويضة الشرقية وجوسية وجوبر والضبعة والسلطانية والبرهانية.

وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» أن «النظام اعتمد على مقاتلين موالين لحزب الله الشيعي اللبناني لاقتلاع مقاتلي المعارضة في ريف حمص». وأضاف أن «الجيش يحاول عزل مقاتلي المعارضة في القصير من أجل الإجهاز على الثوار في الريف»، مبيناً أن «هذه المنطقة هي نقطة مفتاح لأنها تقع على الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري». كما قصفت القوات النظامية «من طائرات حربية وبراجمات الصواريخ ريف حمص الجنوبي بمحيط بلدة القصير».

وفي نيويورك (الحياة)، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي «سيبقى ممثلاً مشتركاً» لكل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، مشيراً الى أنه لم يتلق كتابة استقالة من الإبراهيمي.

وقال بان إنه كان مقرراً أن يلتقي الإبراهيمي في نيويورك أمس عشية عقد مجلس الأمن اجتماعين مكثفين حول سورية اليوم وغداً. ورغم أن الامين العام رفض التأكيد بشكل قاطع بأن الإبراهيمي غير متجه نحو الاستقالة، فقد أكد على أهمية الشراكة مع الجامعة العربية في العمل على التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية.

قال أن «الحل السياسي في سورية لا يزال ممكناً وهو الحل الوحيد لوقف سفك الدماء والتوصل الى سورية حرة وديموقراطية»، مشيراً الى أنه سيلتقي الأمين العام للجامعة نبيل العربي في نيويورك.

وفي شأن التحقيق في احتمال استخدام أسلحة كيماوية في سورية، دعا بان حكومة دمشق الى التعاون مع لجنة التحقيق والموافقة على إطار عملها «للتحقيق في كل الادعاءات التي قدمتها الدول حول استخدام أسلحة كمياوية»، في إشارة الى رفض دمشق أن تشمل ولاية لجنة التحقيق ادعاءات باستخدام السلاح الكيماوي في حمص ودمشق، الى جانب حلب.

وزير الدفاع الإيراني: الغرب لن يتدخل عسكرياً في سورية

ايران – يو بي أي

استبعد وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي، أن تقوم الولايات المتحدة بتدخّل عسكري في سورية، لكنه حذر من أن “مثل هذا التدخّل سيضع المنطقة على حافة الانفجار، ولن يكون في مصلحة الغربيين”.

ونقلت وكالة “مهر” للأنباء عن العميد وحيدي قوله على هامش مشاركته باحتفال “يوم الجيش الإيراني”، وردّاً على سؤال حول احتمال قيام أميركا بعمل عسكري ضد سورية، إن “الدول الغربية وبمقدمتها أميركا أعقل بكثير من أن تقدم على مثل هذا الفعل، وأن تبادر الى إرسال قواتها العسكرية الى سورية” .

وأضاف “إذا ما أقدم الغرب على التدخّل العسكري في سورية، سيجعل منطقة الشرق الأوسط على أعتاب الانفجار”، مؤكداً أن “النصر لن يكون حليف الغربيين قطعاً”.

وحول التهديدات التي تطلقها إسرائيل بين الفينة والأخرى ضد إيران، قال العميد وحيدي إن “الكيان الصهيوني أصغر بكثير من أن يواجه الجمهورية الإسلامية”.

واعتبر أن التهديدات الإسرائيلية “تصدر من بعض الجهلة، وتظهر مدى درجة اليأس والعجز الذي يعيشه الكيان الصهيوني”.

اسرائيل: معارك “الجيش الحر” مع الاكراد تهدد علاقتنا بتركيا

القدس المحتلة – آمال شحادة

اعتبر خبراء وسياسيون اسرائيليون الاحداث الاخيرة، التي شهدتها سورية وتعرض فيها الاكراد لهجوم من قبل المتمردين، احداثاً مقلقة ويجب ان تثير انتباه واهتمام اسرائيل، لما تعكس من ابعاد على العلاقة التركية – الاسرائيلية الى حد ان تجد اسرائيل نفسها في مواجهة مع تركيا عند حدودها، في الجولان السوري المحتل.

وتناول معهد “القدس لشؤون الدولة والمجتمع” هذا الموضوع مشككاً في امكانية ان تكون تركيا هي التي وجهت هذه العمليات ضد الاكراد، لتكون خطوة مكملة للاتفاق مع “حزب العمال الكردستاني”، حسب ما قال بنحاس عنبري من المعهد الاسرائيلي، واضاف موضحاً موقفه” الأكراد هم جزء من التمرد وهم يشاركون في جميع المؤتمرات التي تمثل التمرد ولا يساعدون ويدعمون نظام الأسد في حربه ضد المتمردين، ومن هنا يجب ان تثير احداث الهجوم على الاكراد اهتماما وتخوفات لدى اسرائيل نظرا لانه بعد أن قبل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الاعتذار الإسرائيلي حول حادثة مرمرة صعد من مغامراته باتجاهات كبيرة بما في ذلك ضد إسرائيل، فقام بتعليق عمل شركة الطاقة الإيطالية العملاقة INI في تركيا، نظرا لأنها وقعت على صفقات للطاقة مع حكومة قبرص، وبذلك ألحق بالشركة الإيطالية أضرارا مالية كبيرة.ثم بعد ذلك ضغط على الحكومة الكردية في العراق من أجل تنفيذ صفقات في مجال الطاقة مع تركيا ستؤدي بالضرورة إلى صدام بين الإقليم الكردي في أربيل وبين الحكومة العربية في بغداد”، والان، اضاف عنبري يقول ان ادروغان قرر تجاهل ضغوط الولايات المتحدة وسيزور قطاع غزة بدعوة من حكومة حماس رغم كل شيء وفي كل الأحوال”.

ويلفت الباحث في المعهد الاسرائيلي محذراً “إذا كان هجوم المتمردين السوريين على الأكراد هو نتيجة لقرار تركي فإنه يعتبر بذلك انطلاق خطوة ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة تركيا على حدود هضبة الجولان”.

ويامل الاسرائيليون ازاء هذا التخوف ان ينجح الرئيس الامريكي، باراك اوباما، خلال لقائه اردوغان في واشنطن بعد اسبوعين، في استخدام كامل النفوذ على الرئيس التركي ليكيف سياسته مع المعايير السائدة، وفق تعبير الاسرائيليين.

الأردن: نرفض اي تدخل عسكري في سورية

عمان – ا ف ب

اكد الاردن موقفه “الثابت” الرافض لأي تدخل عسكري في سورية، والمؤيد لحل سياسي للازمة، رغم اعلان واشنطن تعزيز وجودها العسكري في المملكة وتحذير الرئيس السوري من امتداد الحرب الى الاردن.

وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان “موقف المملكة مما يجري في سورية لم يتغير وهو ثابت ضد اي تدخل عسكري، ويدعو لحل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والدم هناك”، موضحاً ان “تعزيز القوات الاميركية في الاردن هو ضمن التعاون والتنسيق بين البلدين”.

الجثث في دمشق لا تستريح

دمشق – رويترز

في دمشق حتى الموت لا يعطي فترة راحة من الصراع المحتدم، الذي يزحف على العاصمة السورية.

والضواحي التي كانت آمنة في السابق في وسط العاصمة، تنزلق نحو الاضطرابات التي تعصف في سورية، حيث يقاتل المعارضون قوات الرئيس بشار الاسد على أطراف المدينة ويكثفون اطلاق الصواريخ على وسطها.

ولا يستطيع أقارب القتلى، الذين يسقطون داخل وحول المدينة استعادة جثثهم قبل توقيع أكوام من الأوراق، التي تعفي القوات الحكومية من المسؤولية وهي فقط أول عقبة يتعين التغلب عليها، قبل أن يصبح بامكانهم بدء عملية حداد تخضع نفسها لقيود صارمة.

ولا يمكن وصف ضحايا العنف بأنهم “شهداء” في إعلانات الوفاة، التي تلصق على جدران المدينة وفي الأزقة الضيقة، ما لم يموتوا وهم يقاتلون في صفوف قوات الاسد. ولا تقبل سوى عبارات غامضة مثل “بسبب حادث مأسوي”.

ولا يمكن نقل الجثامين الى المساجد لاقامة صلاة الجنازة عليها حتى لا تصبح منبرا لاحتجاج ضد الاسد.

وعندما يدفن المعزون أحبائهم في نهاية الأمر تؤدي الصلاة بسرعة تحت بصر قوات الأمن التي تجوب المقابر تحسباً لأقل استعراض لمشاعر مناهضة للحكومة.

ويسلط مقتل تاجر في دمشق عند نقطة تفتيش قبل بضعة أسابيع، فيما وصفها أفراد عائلته المقربون على الفور بأنها وفاة عشوائية وليس لها ما يبررها، الضوء على المخاطر اليومية الجديدة للحياة في دمشق والمحن التي تأتي بعد الوفاة.

وقال أقاربه لمراسل رويترز إن “عبودي وهو تاجر في الستينات من العمر وكان يقيم في الحي القديم بوسط دمشق قتل برصاص قناص من قوات الحكومة بينما كان شقيقه ينقله مع ابنه بسيارته عبر نقطة تفتيش في صباح أحد الأيام لشراء الخبز”. وذكر الصحفي اسم العائلة فقط لاخفاء هويته.

وكان الرجال يمرون عبر هذه المنطقة بانتظام وكانوا معروفين للجنود الذين يحرسون نقطة التفتيش والذين كانوا يلوحون في الغالب لهم. وفي صباح ذلك اليوم شاهد شقيق عبودي المصاب بصمم جزئي حارسا يشير إليه بالمرور عبر نقطة التفتيش وهو لا يدرك أن حارساً آخر كان يصيح طالبا منه التوقف.

وظن مجند متوتر يوفر غطاء للحراس أن “الرجال يحاولون الفرار وفتح النار وقتل عبودي وأصاب شقيقه والشاب الصغير الذي كان يجلس في المقعد الخلفي بالسيارة”.

وزاد الألم الذي نال من العائلة على فقد الرجل بسبب البيروقراطية التي أعقبت ذلك.

وقالت زوجة ابن عبودي “تعين عليهم توقيع أوراق تقول ان ارهابيين هم من فعلوا ذلك وإن الحكومة لا علاقة لها على الإطلاق بموته”.

وأضافت “لم يفرجوا عن الجثة إلا بعد توقيع كل الاستمارات وختمها ببصمة الابهام”.

وقالت وهي تصف زوجها بأن “قلبه انفطر” لوفاة والده إنه وآخرين في الحي تعهدوا بالانتقام من الجندي الذي لم يشاهد منذ ذلك الحين.

ودفن الرجل الذي اشتهر في الحي القديم باعطاء اموال للمحتاجين والفقراء في مراسم جرت في صمت تحت مراقبة قوات الامن.

وقال افراد بالعائلة إنهم منعوا من ترتيب مراسم كاملة للصلاة عليه في مسجد محلي “لأسباب أمنية”.

ومقتل عبودي مجرد حدث واحد في قائمة متزايدة أصبحت الآن جزءا من الحياة اليومية في العاصمة. وكل شخص من سكان دمشق اليوم يبعد خطوة أو اثنتين فقط عن الانضمام لقائمة الخسائر البشرية.

ونسمع بشكل يومي خرق طائرات لحاجز الصوت وغارات جوية تشنها طائرات مقاتلة وقصف من بطاريات الصواريخ الحكومية المتمركزة في التلال التي تطل على شمال دمشق ونيران الصواريخ وقذائف المورتر التي يطلقها مقاتلو المعارضة من على مشارف المدينة.

وفي بعض الأحيان نحصي عدد القذائف وفي أحيان أخرى سمعنا أكثر من عشرين قذيفة لا يفصل بين كل منها سوى ثوان معدودة.

وفي أحد ايام الجمعة سمعت دوياً وانفجارات قبل صلاة الجمعة من على مشارف المدينة، إذ اسقطت المقاتلات “الميغ” الحكومية قنابلها على منطقة سبينة الزراعية حيث كنا في الأيام الأكثر هدوءاً نخرج للاستمتاع بالهواء الطلق وجمع التفاح.

وسقطت قنابل أيضا على ضاحية داريا التي يقطنها سكان من الطبقة العاملة وسيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل عدة اشهر وتحولت إلى مدينة أشباح بسبب القصف المتواصل من جانب القوات الحكومية.

ومن نافذة مطبخي شاهدت دخاناً أسود يتصاعد من داريا. وامتدت سحابة الدخان فوق المدينة مقتفية أثر المسار الذي مضت فيه أسر فرت من داريا وتفرقت في انحاء دمشق في شقق صغيرة مع اقارب.

وتقيم اسرة من داريا تتألف من خمسة افراد منذ شهور في الطابق السفلي بالمبني الذي اقيم فيه داخل غرفة مكتظة تخص حارس العقار.

وفي هذه الأوقات المليئة بالتوتر يشكو الدمشقيون من الاحباط. وينطبق ذلك بوجه خاص على أيام الجمعة التي كانت اليوم الاصلي للاحتجاجات في الاشهر الاولى من الانتفاضة التي تحولت الآن إلى حرب أهلية تقول الامم المتحدة ان 70 الف شخص قتلوا فيها.

وبهدف منع الاحتجاجات تعزز السلطات الأمن عند نقاط التفتيش وتمنع الدخول إلى المدينة من الضواحي وتستجوب السائقين في المدينة لفترات طويلة.

وفي الأيام الحالية نادراً ما يخاطر أحد بالخروج يوم الجمعة لكني كنت وعدت أقارب لي بالزيارة لذا غامرت بالذهاب سيراً على الأقدام تجنباً للاستجواب عند نقاط التفتيش. وأظهرت الجولة القصيرة كيف تغيرت المدينة.

فدمشق اليوم تبدو أصغر وأقل سكاناً، حيث تقلصت لتقتصر على عشر أحياء تخضع لسيطرة الحكومة وتعرف معا باسم “المربع الأمني”.

ومع تقلص هذا المربع بدأ الدمشقيون بما يتمتعون به من إحساس بالفكاهة يطلقون عليه اسم المثلث الأمني.

ويشمل هذا المربع الحي التاريخي القديم والأحياء التجارية الرئيسية بما فيها السوق القديم والمتاجر الكبيرة المعاصرة.

ويضم أحياء الطبقة المتوسطة والبرلمان ووزارات مختلفة وأفرع المخابرات كما يعيش الأسد وأغلب المسؤولين الحكوميين.

وبدأت قوات الأسد بشكل متزايد تنقل المدفعية إلى مركز هذه المنطقة وتطلق نيرانها من المنطقة الكثيفة السكان باتجاه المعارضين في الخارج.

وقال أحد اقاربي “نسمعها تطلق النار وتخترق الهواء”، وكان لي أقارب وأصدقاء كثيرون هنا لكن أغلبهم فروا من البلاد عندما اقترب العنف من منطقتهم وأصبحت الحياة لا تحتمل. وكان هذا هو الحال مع ابنة عمي عندما أتيت لوداعها. فقد بدت منهكة هي وزوجها وحزما أمتعتمها واستعدا للرحيل.

وعدت إلى منزلي قبل حلول الظلام. وعندما عدت إلى مطبخي وبدأت في إعداد العشاء نظرت من النافذة وشاهدت المزيد من الدخان. وكانت الطائرات تواصل عملها.

في حلب أول صحيفة معارضة: الشارع يحكي

بيروت – “الحياة”، رويترز

بدأت مجموعة ناشطة في الثورة السورية في مدينة حلب باصدار صحيفة محلية معارضة اطلقوا عليها اسم “شامنا”، مؤكدين انها “تقدم أخباراً لا تخضع لرقابة النظام السوري”.

وتصدر الصحيفة أسبوعياً وتحرر مادتها في مكتب صغير في قرية “حريتان” في شمال حلب. وتشترك في تحرير الصحيفة مجموعة من الناشطين في محاولة لـ”تقديم بديل للصحف التي تخضع لسيطرة صارمة من الحكومة”.

وقال شاب يشارك في تحرير الصحيفة انه في الحقيقة كانوا قبل الثورة لا يتابعوا الجرائد الرسمية، موضحاً “لم نكن نعترف بصحف النظام لأنها لا تحتوي على شيء. إنها تتحدث فقط عن نشاطات الرئيس. والنظام يكتب فقط الأفكار التي يريد أن يروجها”.

وأسس محمد بلكش مع رفاقه الصحيفة، وكان اسمها “حريتان نيوز” سابقاً. مؤكداً أن “الصحيفة ولدت في بداية الثورة السورية، وهي تعدّ من أول الصحف في زمن الثورة. أنا وصديقي أسعد زيدان أنشأنا الفكرة. نحن وجدنا أن جرائد النظام تستخدم فقط لمسح الزجاج. لذلك قررنا أنه يجب أن تكون صوت للثورة. المجلة بدأت عملها لكن واجهت بعض الصعوبات وتوقفت عن العمل مرات عدّة بسبب اقتحامات الجيش النظامي ولكن أكملت عملها. نحن وصلنا لما وصلنا إليه”.

وقال أحد العاملين في الصحيفة “بالنسبة للطباعة نحن نواجه صعوبات مختلفة. أولا نحن لا نملك الإمكانات المادية. إمكاناتنا المالية تقوم بحاجاتنا البسيطة. ثانياً نحن لا نملك مستلزمات الطباعة. نحن نريد محابر ليزرية ولا نستطيع الحصول عليها. الطابعات الليزرية موجودة في مناطق النظام ونحن لا نستطيع جلبها”.

وتحظى الصحيفة بانتشار واسع النطاق بين القراء في حلب الذين باتوا معزولين عما حولهم.

وقال رجل من حلب “السبب الذي جعل الجرائد أكثر شهرة في هذه الفترة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وتوزيع هذه الجرائد بأعداد كبيرة وبشكل مجاني لتصل إلى أكبر عدد من الناس”.

وأصبحت أجزاء كبيرة من حلب التي كانت ذات يوم مركزاً تجارياً عالمياً تخضع لسيطرة قوات المعارضة. لكن القوات الحكومية لا تزال تسيطر على أحياء رئيسية وتتحصن داخل مقار المخابرات التي تشبه القلاع.

عضو مجلس وطني لـ آكي: الأسد يحاول استدرار عطف الغرب بالإسلاموفوبيا

روما (18 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد عضو في المجلس الوطني السوري المعارض أن الرئيس السوري بشار الأسد أضعف من خلال المقابلة التي بثتها الإخبارية السورية ليلة الأربعاء موقف حليفيه روسيا وإيران تجاه الحل السياسي للأزمة السورية بتبنّيه العلني لسيناريو “الأسد أو لتفنى البلد” وفق قوله

وشدد عضو المجلس الوطني السوري المعارض غسان المفلح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الخميس على أن “الأسد حاول خلال لقائه هذا أن يستدر عطف الغرب بالإسلاموفوبيا، ورأى أنه هدد المعارضة والشعب الذي ثار عليه، وأنه لا يمكن الرهان على أي حل سياسي مع هذا النظام واصفاً إياه بـ”العصابة”، وحول الرسائل (الجديدة) في طيات مقابلة الرئيس السوري، قال “لقد حاول الأسد في مقابلته أن يعطي انطباعاً بأنه لا يزال يحكم البلد كي يشجّع قاعدته على الموالاة، وأن نظامه وميليشياته لا تزال قادرة على ذلك، ومن جهة أخرى أراد أن يقول للغرب ولأمريكا بالذات أنه يواجه معها عدواً مشتركاً هو القاعدة”، كما أنه “أعاد نفس النغمة القديمة بأنه هو حامي النظام الإقليمي الذي تُعد احتياجات إسرائيل المعطى الأساسي فيه كما يعتقد هو بأن هذه المعطيات ثابتة، وبنفس الوقت حاول تهديد العالم كله بأن سقوط نظامه يعني نهاية سوريا” حسب قوله

وأضاف المفلح أن “الرسالة الجديدة برأيي أنه أضعف ادعاءات حليفيه المعلنين روسيا وإيران ودعواتهما للحل السياسي، واستند على الموقف الإسرائيلي من الوضعية السورية عموماً، والتي تندرج في خيار إما الأسد أو لتفنى البلد”، فـ”الجديد إذاً أنه أعلن عن تبنّيه العلني لهذا السيناريو المستند على الرفض الغربي التدخل لصالح الثورة وفقاً للأجندة الإسرائيلية، وبالمحصلة ضرب كل من يحاول إيجاد مخرج له عبر الحل السياسي” حسب تقديره

وكان الأسد قد وضع معايير معقدة ومتشابكة في تحديد من يمكن أن يتحاور معهم، كما وضع معايير للمعارضة الوطنية لا تشمل غالبية قوى وتيارات وشخصيات المعارضة السورية، كما أكّد على رفضه المطلق لمفهوم التفاوض، وأكّد على أن الحوار جار وفق البرنامج الذي وضعه مطلع العام الجاري دون الاهتمام بمن سيقاطعه من المعارضة السورية

وعن معنى تجنّب الأسد كثيراً الحديث في خطابه عن الحرب الدائرة في سورية ومآسي ملايين المواطنين، قال المعارض السوري المقيم في المنفى “كما قلت، إنه يحاول شد إزر المواليين والحلفاء، لكنه فقد السيطرة على نفسه كالعادة، ليرفض لاحقاً كل ما سيأتيه من حلفائه من اقتراحات سياسية، بما فيهم دعاة الحل السياسي وفقاً لوثيقة جنيف، سواء حلفائه الدوليين أم من المعارضة السورية حيث قال لهم “انقعوا أي حل سياسي بالماء العكر واشربوه مع دماء السوريين”، وأيضاً “لا تعنيني دماء السوريين هذه ولا مآسيهم لأنه يتحدث بوصفه محتل في حالة حرب” على حد تعبيره

وكان الأسد قد قال إن قواته العسكرية والأمنية لا تقوم بعملية تحرير أرض بل بعملية قضاء على الإرهابيين، وأشار إلى أن الأولوية بالنسبة له هي الناحية الإنسانية وحماية أرواح المواطنين، فيما تقول المراصد الحقوقية والإنسانية أن الحل الحربي الذي يقوم به النظام ضد المعارضين له قد كلّف السوريين نحو مائة ألف قتيل حتى الآن

وعن حديث الأسد الموسع عن القاعدة والهدف منها، قال المفلح “لقد حاول الأسد منذ بداية الثورة تصويرها على أنها إرهاب وقاعدة، وأنه علماني، ولذلك حاول اللعب على القضية الطائفية أيضاً، علماً بأن كل العالم الغربي وإسرائيل حليفته الأساس تعرف أنه نظام طائفي، وعندما يحاولون توصيفه يقولون عنه (النظام العلوي)، ولو تابعنا الصحافة الإسرائيلية خلال الثورة نرى ترداد لنفس تلك المقولات (إرهاب وإسلاميين متشددين وقاعدة وأصولية)، ورغم ذلك يقولون عنه إنه ديكتاتور طائفي، إنه يستدر عطف العالم الغربي جراء ما فيه من إسلاموفوبيا، لهذا هنا لم يأتي بجديد” حسب قوله

وكان الأسد قد قال إن نظامه يتعرض لحرب من قبل مجموعات مسلحة وصفها بـ “الإرهابية” تقوم بعمليات تخريب داخل سورية، وأن نظامه يواجه القوى التكفيرية والظلامية من القاعدة وجبهة النصرة والمرتزقة من دول مختلفة، كما اتهم الغرب بدعم تنظيم القاعدة في سورية، وحذر من أن هذا الغرب سيدفع ثمن هذا الدعم

وفيما إن كان خطاب الأسد يحمل تهديدات للمعارضة أو للشعب الذي ثار عليه، قال عضو المجلس الوطني المعارض “نعم، النظام الأقلوي أصلاً مبني على هذا التهديد الدائم بالمستقبل، إما الأسد أو نحرق البلد، لأنه نظام أقلاوي على كافة الصعد والمستويات، ولهذا هو يدرك وفقاً لطبيعته البنيوية هذه أن أي تنازل ديمقراطي سيعني انهيار نظامه المستند على الأقلاوية في التفكير والممارسة، الأقلاوية التي لا تحميها سوى آلات القتل والقمع الخوف الدائم من السلطة، وهذه تكرست منذ عام 1970 تاريخ ميلاد هذا النظام، لهذا أيضاً لا يمكن الرهان على أي حل سياسي مع هذا النظام، لأنه عبارة عن عصابة” على حد وصفه

وكان الأسد قد رأى أنه لا خيار أمامه في الأزمة التي تواجهها سورية منذ عامين، وقال “ليس أمامنا سوى الانتصار، إن لم ننتصر فسورية ستنتهي، ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة إلى أي مواطن في سوريا” على حد تعبيره

                      الأسد: الحريق لن يتوقف عند حدود سوريا

واشنطن أرسلت 200 جندي الى الاردن

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات

حذر الرئيس السوري بشار الاسد، في مقابلة مع قناة “الاخبارية” السورية، من ان الدول الغربية ستعاني عواقب ما قال انه دعمها لمتشددي “القاعدة” في  سوريا، وقت اعلنت الولايات المتحدة نشر نحو 200 جندي في الاردن بسبب الحرب في هذا البلد.

 وقال الأسد: “كما مول الغرب القاعدة في افغانستان في بدايتها ودفع الثمن غاليا لاحقا، الان يدعمها في سوريا وفي ليبيا وفي اماكن اخرى وسيدفع الثمن لاحقاً في قلب اوروبا وفي قلب الولايات المتحدة”. وأضاف: “ما يحصل اننا نواجه القوى التكفيرية والظلامية”.

وجدد موقفه من حيث المضي في القتال ورفض التفاوض في شأن التنحي، قائلا: “لا خيار لدينا سوى الانتصار. ان لم ننتصر، فسوريا ستنتهي، ولا اعتقد ان هذا الخيار مقبول بالنسبة الى اي مواطن في سوريا”… الحقيقة ان ما يحصل هو حرب. واقول دائما لا للخضوع، لا للتبعية لا للاستسلام”.

 وسئل عن دور الاردن، فأجاب: “من غير الممكن ان نصدق ان الالاف يدخلون مع عتادهم الى سوريا في وقت كان الاردن قادرا على ايقاف او القاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين”. وشدد على ان “الحريق لا يتوقف عند حدود سوريا. الكل يعلم ان الاردن معرض للحريق كما هي سوريا معرضة له”… “نتمنى ان يتعلموا كما تعلمنا من… مرحلة الاخوان المسلمين، تلك المرحلة الخطيرة وان يتعلموا ما تعلمه المسؤولون العراقيون الذين يعون تماما اهمية الاستقرار في سوريا وتعلموا ان الحريق في سوريا لا بد ان ينتقل الى دول الجوار”.

 ورداً على دعوات عربية وغربية الى تنحيه عن السلطة، قال الاسد: “ما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الاساس بالنسبة الى بقاء الرئيس او ذهابه”، معتبراً ان “المنصب ليس له قيمة اذا لم يكن له دعم شعبي”.

واشنطن

* في واشنطن، أبلغ وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل  جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي مخصصة لسوريا  ان الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الاردن لتدريب الجيش الاردني واحتمال التدخل لتامين مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا.

وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع الاميركي إنه مع التعزيزات التي قررها هيغل سيتجاوز عديد القوة العسكرية في الاردن مئتي رجل.

 وأكدت  عمان لاحقاً ان “واشنطن سترسل الى الاردن 200 جندي لدعم دفاعا”.

وقال هيغل خلال الجلسة ان “لدى وزارة الدفاع خططاً جاهزة للرد على كل السيناريوات الممكنة في شأن الاسلحة الكيميائية”.  اذا لجأ الاسد ومن ياتمرون بامره الى الاسلحة الكيميائية او اخلوا بواجبهم في تامينها ستكون لذلك عواقب وسيكونون هم المسؤولون”. لكنه تحفظ عن تحديد هذه “العواقب” او الاشارة الى المزاعم عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا.

 وحذّر من خطر تورط الولايات المتحدة عسكرياً في الحرب السورية: ملاحظاً أن “التدخل العسكري قد يؤدي الى نتائج غير مقصودة مثل زج الولايات المتحدة في نزاع اقليمي أوسع أو حرب بالنيابة… التدخل العسكري هو خيار دائم، لكنه الخيار الاخير”.

وأكد رئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن دمبسي الذي شارك في جلسة الاستماع ذلك، وقال: “هناك مجازفات للتدخل العسكري، وعلينا ان نكون مستعدين لما سيأتي بعد استخدام القوة، وخصوصاً في ظروف تهيمن عليها العوامل الدينية والاثنية”.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ان اجتماع اسطنبول في نهاية الاسبوع للمعارضة السورية وللدول المعنية بالنزاع والذي سيشارك فيه “سيكون اجتماعاً مهماً من حيث تحديد الخيارات المتاحة لنا ولتقويم ما وصل اليه الوضع على الارض، وما هي العوامل التي تؤدي الى التعجيل في رحيل الاسد”.

وكرر موقف حكومته المؤيد للحل السلمي المبني على تفاهم جنيف الذي وافقت عليه موسكو والمجتمع الدولي، كما كرر ان موقف واشنطن الراهن لا يزال عدم تزويد المعارضة السورية أسلحة. وأضاف: “الواقع ان هناك اطرافاً يوفرون الاسلحة (للمعارضة) وهذا خيارهم، ويبدو ان آخرين على أهبة توفير الاسلحة وبعضهم اصدقاؤنا، كما ان هناك آخرون اختاروا طريقاً آخر لتقديم مساعدات من نوع آخر”.

وأبدى قلقه من دور العناصر المتطرفة في مرحلة ما بعد الاسد، قائلاً “ان واشنطن تحاول “عزل” المتطرفين “اذا كان ذلك ممكناً”. واوضح ان حكومته تريد التأكد من ان “الاطراف الذين نتعامل معهم ملتزمون التعددية والتنوّع وعملية ديموقراطية، وان يمثّل جميع السوريين بمن فيهم العلويون والاسماعيليون والدروز والمسيحيون، وان تكون هناك ضمانات، ولهذا فإننا نحاول التحرك بدقة وحذر لضمان عدم مساهمتنا في ايجاد مزيد من الفوضى”.

الأونروا هجرت المخيمات

متولي أبو ناصر

 الاتفاقية الرئيسية التي تحكم الحالة القانونية للاجئين بحسب القانون الدولي هي اتفاقية العام 1951 والبروتوكول المنبثق عنها عام 1967. هذه الاتفاقية تعطي الحماية الدولية للاجئين أينما وجدوا والهيئة الدولية المتابعة لتنفيذ هذه الاتفاقية هي المفوضية السامية، وتستثني من هذه الحماية كل من يستفيد من هيئات، أو مؤسسات دولية أخرى كما جاء في المادة   D1من اتفاقية العام 1951، وبالتالي الفلسطيني لا يستفيد من هذه الاتفاقية لأن وكالة الغوث هي المعنية بمتابعة وضعه.

 والفرق بين الحالتين يكمن في مفهوم الحماية: “هم العمل المباشر من أجل منع أو تأخير الإنتهاكات، ومراقبة الإنتهاكات، ورفع التقارير للهيئات القادرة، وخاصة تلك التوصيات الملزمة قانونياً”. وهذا لا ينطبق على مهمات الأونروا التي يقتصر عملها  على تقديم الرعاية الصحية والتعليم والإغاثة، فهي لا تمتلك قوة شرطية أو أمنية لحماية اللاجئين الفلسطينيين، والمسؤول عن هذا النوع من الحماية هي الدولة المضيفة.

 في الحالة السورية الموضوع أكثر تعقيداً، فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر لا الدولة السورية المضيفة  تستطيع تقديم هذه الحماية بحكم خروج غالبية المخيمات عن سيطرتها، ولا الأونروا استمرت في تقديم خدماتها بحدها الأدنى الإغاثي لهذه المخيمات.

 الدولة السورية تمارس حصاراً خانقاً جداً على المخيمات الفلسطينية وخاصة المخيمات الجنوبية التي تضم أكثر من 80 في المئة من عدد اللاجئين الفلسطينيين، بحجة أن أي مساعدة تدخل إلى هذه المخيمات قد تذهب إلى المعارضين لها.

 والأونروا تحت حجة الوضع الأمني وعدم قدرتها على حماية موظفيها، أقفلت جميع مراكزها الخدماتية، واكتفت بتقديم المساعدة لمن لجأ إليها خارج المخيمات والذين لا يتجاوز عددهم أكثر من ألفي عائلة، غالبيتهم موجودين في مقر رئاسة الأونروا في منطقة المزة، أو تجبر سكان المخيمات على الخروج من المخيم للاستفادة من خدماتها وهنا يعاني الفلسطيني أشد أنواع الذل، والإهانة على بوابة المخيم، وفي حالات كثيرة يتعرض اللاجئ للقتل أو الاعتقال.

 ضمن هذه المعطيات إلى أين يلجأ الفلسطيني، وما هي الحلول؟

 أولاً: مسؤولية الأونروا بالدرجة الأولى أن تجد حلولاً أكثر نجاعاً في إيصال المساعدات إلى المخيمات المحاصرة، حتى ولو كانت هذه الحلول تخالف بعض القوانين الخاصة بها، لأنه من غير المنطقي أن تجبر الناس على الخروج من المخيمات تحت القنص والقصف إلى مناطقها الآمنة خارج المخيم بحجة أن الأونروا تريد الحفاظ على أمن موظفيها.

 فهناك موظفون كثر لم يخرجوا من المخيمات وهم على استعداد تام لتحمل كامل المسؤوليات القانونية والأمنية فقط من أجل استمرار عمل مؤسسات الأونروا، وذلك بالتعاون مع المجتمع المحلي وقياداته.

 يقول أحد مسؤولي المشاريع في الأونروا السيد “ع” الذي خاف ذكر اسمه: “هناك فساد كبير داخل الأونروا في سوريا ونحن العاملون فيها نخاف على وظائفنا لأننا قد نطرد لأيّ موقف قد نتخذه، ولقد اقترحنا أكثر من حل، من بينها الاعتماد على الموظفين الذين ما زالوا داخل المخيمات، بمساعدة المجتمع المحلي. كان الرد أن الأونروا بحاجة إلى هيئات رسمية، طبعاً هنا تستطيع أن تفهم من ذلك أنهم لا يريدون تقديم المساعدة لأنه لا يوجد غير هيئة واحدة هي هيئة اللاجئين الفلسطينيين العرب التي تتبع بشكل مطلق للنظام السوري وتأخذ أوامرها منه، فكيف لهذه الهيئة أن تمارس دورها بعيداً عن سياسات النظام الذي يمارس بالأصل حصاراً خانقاً على مخيماتنا؟”.

 ويتابع حديثه بألم “يا رجل الأونروا تساهم في قتل الناس عندما تجبرهم على الخروج من المخيمات. كم من شاب قتل على بوابة مخيم اليرموك أو مخيم سبين فقط لأنه يريد الخروج لأخذ المساعدة من الأونروا؟ طبعاً وهنا لا ننسى أن هناك أكثر من ألفي عائلة قد تكون عليها مساءلات أمنية فتخاف الخروج من المخيم، وبالتالي تحرم من مساعدة الأونروا”.

 ثانياً: إذا ما استمرت وكالة الغوث في إقفال مراكزها داخل المخيمات،عند ذلك يجب أن تنتقل المسؤولية من الأونروا إلى المفوضية السامية، والتي يجب عليها أن تقدم الحماية الدولية للمخيمات، ومن ضمنها الحماية الأمنية والسياسية والإغاثة، وهذا الأمر يحال إلى النشطاء القانونيين العاملين في هذا المجال لمتابعته و العمل عليه.

 إلى جانب ذلك، على الموظفين الفلسطينيين في وكالة الغوث التحرك سريعاً للضغط على الأونروا للعودة إلى المخيمات بأي طريقة، فبقاؤهم صامتين على الدور السلبي الذي تلعبه إدارة الأونروا يجعلهم مشاركين في الحصار المفروض على المخيمات، دون أن ينفي ذلك المسؤولية عن جهات أخرى عليها الاضطلاع بواجبها الإنساني والوطني تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وفي مقدمتهم فصائل الثورة الفلسطينية.

أرضية “الاصدقاء” مهتزّة

رند صباغ

 لم يحمل اللقاء الذي جمع وزيري خارجية روسيا وتركيا أية تحولات حقيقية في خطاب الطرفين، لكن انتقادات موسكو لعمل “أصدقاء سوريا” الذين يجتمعون الأسبوع المقبل، وسعي الأخضر الابراهيمي إلى فصل وساطته عن مسار الجامعة العربية، إضافة إلى الشلل السياسي المستمر للمعارضة السورية، بدت كلها عوامل تصبّ في خانة تقويض المساعي المرتبطة بهذا الملف واهتزاز أرضية التجمع الدولي حوله.

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تغيير النظام السوري كشرطٍ مسبقٍ لبدء الحوار أمراً غير واقعي على الإطلاق، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بنظيره التركي أحمد داود أوغلو الأربعاء في اسطنبول.

 وأشار لافروف إلى أن  بلاده “لا تهتم بتغيير النظام أو شرعنة مثل هذه المحاولات”، مؤكداً أن روسيا لا تقوم بتغيير السلطات أو الأنظمة في الدول الأخرى، ومعتبراً أن المراهنة على الحل العسكري للأزمة السورية وعزل نظام الأسد سيؤدي بدوره إلى زيادة الأخطاء المحدقة بسوريا وتوسيع نفوذ الإرهابيين في المنطقة، مشيرا إلى وجود أنصار للحل العسكري ضمن صفوف المعارضة وفي دمشق على حد سواء، كما لفت النظر إلى أن روسيا تحث القيادة السورية على تنفيذ وعودها بمراعاة بيان جنيف.

وفي الوقت الذي تأتي فيه زيارة لافروف لاسطنبول قبيل اجتماع أصدقاء سوريا المقرر عقده في العشرين من الشهر الجاري، اعتبر وزير الخارجية الروسي أن هذه المجموعة لها تأثير سلبي على الوضع السوري، حيث يقول : “إننا ننظر إلى نشاط هذه المجموعة من مواقف براغماتية بحتة، ونتساءل حول ما إذا كان هذا النشاط يساهم في تنفيذ ما تم التوصل إليه بالإجماع في جنيف حزيران الفائت ام لا، وحسب تقييمنا، فإن تأثيره على تنفيذ اتفاقيات جنيف سلبي أكثر من كونه إيجابياً”، مشيراً إلى أنه في حال وجود آلية تستهدف عزل أحد أطراف النزاع “فإننا نفقد فرص الحوار وإيجاد سبل التسوية” معرباً عن أمله بتغليب  العقل والبراغماتية و”مصالح الشعب السوري” خلال الاجتماع المرتقب.

 بدوره اعتبر داود أوغلو أن اجتماع “أصدقاء سوريا” يهدف إلى “إيجاد سبل ممكنة لتسوية الوضع في سوريا”، كما أعلن تقديم بلاده مساعدات تعادل 700 مليون دولار للاجئين السوريين، منوهاً إلى ان عدد اللاجئين في تركيا وصل إلى 200 ألف شخص، ومعتبراً أن الأزمة بدأت تؤثر سلباً على تركيا وهي “نتيجة العنف الذي يمارسه نظام الأسد بحق شعبه”. كما أكد اتخاذ تركيا ما تستطيعه من خطوات وبذل الجهود في المسار السوري، مذكراً بمحاولات بداياته مع انطلاق الأزمة السورية إقناع الأسد بعدم استخدام القوة ضد شعبه، وداعياً المجتمع الدولي إلى تبني موقف موحد ومتضامن بشأن سوريا.

 على صعيد آخر، يسعى المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي إلى فك ارتباطه بالجامعة العربية وبالتالي تعديل دوره ليقتصر على الوساطة الدولية للسلام في سوريا، حيث تشير الأنباء الواردة من دبلوماسيين في الأمم المتحدة إلى استياء الابراهيمي من تحركات الجامعة العربية الأخيرة المتمثلة باعترافها بالمعارضة السورية ومنحها الكرسي السوري في الجامعة، الأمر الذي اعتبر أنه يقوض دوره كوسيط محايد.

 وسيقوم الإبراهيمي بتقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل يتناول خلاله آخر تطورات الأوضاع في سوريا.

 ميدانياً، استمر القصف على مختلف المناطق على طول البلاد، في حين تركز العنف على أطراف العاصمة الشرقية في كل من حيي القابون وجوبر، حيث اتهم الناشطون النظام بضربهم بأسلحة سامة وكيميائية في جوبر، في الوقت الذي أعلنت فيه المعارضة المسلحة إطلاقها لقذائف هاون باتجاه مطار دمشق الدولي، فيما شهد ريف حمص الغربي قصفاً عنيفاً، تركز في معظمه في البويضة الشرقية باستخدام صواريخ أرض أرض، الأمر الذي أدى إلى خسائر بشرية كبيرة.

 وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى أربعٍ وستين شخصاً، قضى معظمهم في البويضة الشرقية.

لوّح للغرب بخطر «القاعدة» ولم يتطرّق إلى لبنان وهاجم أردوغان .. وواشنطن ترسل قوة إلى الأردن

الأسد يحذر من «محاولة الغزو»: الانتصار أو تنتهي سوريا

وجه الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلته التلفزيونية لمناسبة عيد الجلاء، امس، رسائل داخلية وخارجية عدة، لعل ابرزها داخلياً التحذير من «محاولة الاستعمار والغزو» الذي تتعرض له سوريا، والذي يفرض حتمية انتصار سوريا حتى لا تتعرّض للفناء، فيما اطلق على الصعيد الخارجي الرسالة الأكثر صدى لدى الغرب والمتمثلة بالخطر الذي بات يمثله تنظيم «القاعدة»، مشيراً الى ان ارهابه سيرتد لاحقاً على اوروبا والولايات المتحدة.

ولم يتطرق الرئيس السوري الى ملف العلاقات مع لبنان ولا الى مشكلة الحدود المتفاقمة، لكنه هاجم الدور الاردني الملتبس، وسياسة تركيا التي يقودها رجب طيب اردوغان قائلاً إنها تتلخّص بـ«صفر أخلاق». كما كان من اللافت انه لم يتطرق بشكل مباشر الى الادوار القطرية والسعودية تحديداً في ما يجري في سوريا.

كما لم يتطرق الاسد في المقابلة مع قناة «الإخبارية» السورية والتي استمرت ساعة، بشكل مفصل الى احتمالات التسوية السياسية للأزمة. لكنه اشار الى ان «الحوار الوطني» بين السوريين يمكن ان يتناول القضايا كافة وليس له خطوط حمراء باستثناء ما يمس الاستقلال ودعم الإرهابيين. وبينما وجّه ما يمكن وصفها برسائل غزل الى الأكراد الذين يحاول اردوغان التلاعب بهم كورقة، أكد ان «التقسيم» لا يمكن ان يطبق في سوريا، مشدداً على قدرة الجيش السوري على السيطرة على أي منطقة من المناطق التي توصف بأنها «محررة» بأيدي مسلحي المعارضة.

وفي حين حذر الأسد الأردن من ارتداد ما يحصل في سوريا عليه نتيجة لسماحه بتمرير السلاح والمقاتلين، بقوله إن «الحريق لا يتوقف عند حدودنا، والكل يعلم أن الأردن معرض له كما هي سوريا معرضة له»، أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الأردن لتدريب الجيش الأردني واحتمال التدخل لتأمين مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ومع التعزيزات التي قررها هايغل سيتجاوز عديد القوة العسكرية في الأردن مئتي عنصر بحسب مسؤول في الدفاع الأميركي. وأكد هايغل أن «وزارة الدفاع لديها خطط جاهزة للردّ على كل السيناريوهات الممكنة بشأن الاسلحة الكيميائية»، مضيفاً «اذا لجأ الاسد ومن يأتمرون بأمره الى الاسلحة الكيميائية او اخلوا بواجبهم في تأمينها سيكون لذلك عواقب وسيكونون هم المسؤولون»، لكنه تحفظ عن تحديد هذه «العواقب» او الإشارة الى المزاعم عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية محمد المومني «هناك تعاون وتنسيق مستمر بين الجانبين الأردني والأميركي خاصة في المجالات العسكرية بهدف تعزيز القدرات التدريبية والدفاعية للقوات المسلحة الاردنية في ضوء استمرار تدهور الاوضاع في سوريا»، مشيراً الى ان «هناك اتصالات بين المسؤولين في البلدين بخصوص إرسال 200 جندي اميركي ضمن هذا التعاون».

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، ان استراتيجية الادارة الاميركية حيال سوريا لم تتغير، مشيراً الى انها تقدم «مساعدات غير قاتلة» الى المعارضة، لكنه اشار الى تزايد عدد الدول التي تقدم اسلحة الى المعارضين لكن «الولايات المتحدة اختارت طريقاً مختلفاً لتقديم المساعدة».

الأسد

وتقصّد الفريق الرئاسي اختيار مذيعين أحدهما عراقي الأصل، نوّه الأسد بذلك ولو بشكل عَرَضي. كما تقصدت القيادة السورية أن يخرج الأسد في عيد الجلاء متحدثاً للإعلام، وفي ظهره صورة تضمّ وجوهاً عديدة من التاريخ السوري بين أبرزها الرؤساء جمال عبد الناصر وحافظ الأسد وشكري القوتلي وأيضاً قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش وقائد معركة ميسلون يوسف العظمة. وتحدّث الأسد بثقة، على خلفية من الإنجازات الميدانية على المستوى العسكري مؤخراً.

وقال الأسد في المقابلة «أعتقد أن سوريا تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل وبمختلف الطرق. هناك محاولة لغزو سوريا بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة، ولو أنها تتبع تكتيكاً جديداً يختلف عن التكتيك التقليدي للاستعمار الذي كنا نسميه الاستعمار الحديث الذي كان يأتي بقواته إلى المنطقة وآخره كان الاحتلال الأميركي للعراق ولأفغانستان».

وحول كيف يصف الوضع في سوريا، قال الأسد «الحقيقة ما يحصل هو حرب. هي ليست أحداثاً أمنية. هناك قوة كبرى وتحديداً القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة تاريخياً لا تقبل بأن يكون هناك دول لها استقلاليتها حتى في أوروبا، تريد أوروبا خانعة فكيف بدول العالم الثالث. بنفس الوقت سوريا هي في موقع جيوسياسي مهم جدا فالرغبة في السيطرة على سوريا أيضاً شيء تاريخي وتقليدي في سياسة الدول الاستعمارية. هذه الدول تلعب دوراً في هذه المعركة من خلال تقديم الدعم السياسي والإعلامي في البداية، وانتقلوا علناً مؤخراً لتقديم الدعم المادي واللوجستي ونعتقد بأنهم يدعمونهم أيضاً في مجال التسليح»، مضيفاً «عملياً نحن الآن نحارب القوى التكفيرية».

وأكد الأسد أن القوات السورية تقوم بعملية للقضاء على «إرهابيين، ولهذا لا يمكننا القول إن هناك مناطق محررة»، مضيفاً «طالما أننا لا نخشى من الطائفية، فلا أعتقد أن هناك أسساً حقيقية للتقسيم».

وعن الأحاديث عن أن اردوغان ربما سيعطي دولة للأكراد مقابل الوصول إلى سدة الرئاسة، قال الأسد «بالنسبة لأردوغان، طبعاً هو مستعد أن يقدم كل بلده مقابل نفسه. هذا صحيح»، مضيفاً «الأكراد هم جزء طبيعي وأساسي من النسيج السوري. معظم الأكراد في سوريا هم وطنيون سوريون».

وحول إمكانية استخدام اردوغان لورقة الأكراد حتى يحقق نتيجة في سوريا، قال الأسد «لأردوغان هدف داخلي وهدف خارجي. الهدف الخارجي هو سوريا، أي لإحراجها في هذا الموضوع مع الأخذ بالاعتبار أن الظروف بالنسبة للموضوع الكردي في سوريا تختلف تماما عن تركيا من ناحية تاريخ العلاقة». وأضاف «أما الهدف الآخر لأردوغان فهو داخلي. فبعد الخسائر التي مني بها سياسيا داخل تركيا على خلفية فشله بما سمي سياسة صفر مشاكل، والتي تحولت إلى صفر سياسة وصفر رؤية وصفر أصدقاء وصفر مصداقية وصفر أخلاق، أصفار بكل الاتجاهات الأخرى ما عدا صفر مشاكل، فخسر الكثير حتى من الموالين له، كان لا بد من الاستعانة بالموضوع الكردي من أجل الاستفادة من الكتلة الكردية الكبيرة في تركيا بهدف الحصول على أصوات ربما في الدستور المقبل الذي يفكر من خلاله أن يكون رئيسا للجمهورية بصلاحيات واسعة».

وأعلن الأسد، ردا على سؤال حول محددات ومحظورات «الحوار الوطني»، «المحددات طبعا مفتوحة، أي شيء يمكن أن يناقش. لا توجد خطوط حمر سوى شيئين، استقلال سوريا، وهذا يعني عدم وجود تدخل خارجي بأي شأن داخلي. هذا موضوع محسوم بالنسبة لنا… (الثاني) الوقوف مع الإرهابيين. إذاً لا تساهل مع الوقوف مع الإرهابيين عدا عن ذلك لا توجد مشكلة في مسألة كيف ستكون سوريا. نظام برلماني رئاسي، هذا يحدده الشعب؛ بالنسبة لنا ما يحدده الشعب نوافق عليه». وكرر أن «ما يقرره الشعب هو الأساس بالنسبة إلى بقاء الرئيس أو ذهابه».

وتجنب الرئيس السوري الحديث عن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وتكليف تمام سلام بتأليف حكومة جديدة، كما انه لم يتطرق إلى اتهامات للبنان بالسماح لمسلحين بالتسلل إلى سوريا.

وحول مقومات صمود الدولة السورية، قال الأسد «أنا لا أقول الدولة صمدت، أقول الشعب صمد. هذا الشعب العظيم صمد في هذه الحرب عامين. حتى الشعب نفسه لا يعرف ما هو حجم الهجمة. كثير من الناس لا يعرفون ما هو حجم الهجمة، ولكن هو يلامس تداعياتها، ومع ذلك صمد. هذا حقيقةً شعب عظيم، وهذا يؤكد على جوهر سوريا، ولولا هذا الشعب لانهار كل شيء ليس بأسابيع كما سوّقوا، بل بأيام، فأنا لا أقول صمدت الدولة. الدولة قوتها من قوة الشعب وضعفها من ضعف الشعب، والمقاومة في لبنان انتصرت في العام 2006 بشعبها قبل مقاتليها، ولولا الشعب الداعم لها والصامد معها لا يمكن أن تصمد. وهذا هو الوضع في كل دولة، وسوريا ليست استثناء».

وحول أن الأردن بات لاعباً أساسياً في الحرب الدائرة على سوريا، أشار الأسد إلى انه أرسل مبعوثين إلى عمان لطرح هذا الموضوع، وسمعا نفياً قاطعاً بأن الأردن يمرر المسلحين والسلاح. وقال «من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سوريا، في الوقت الذي كان الأردن قادراً على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحاً بسيطاً للمقاومة في فلسطين عبر السنوات الماضية». وأضاف «نتمنى من بعض المسؤولين الأردنيين الذين لا يعون خطورة الوضع في سوريا وما يعنيه بالنسبة للأردن، كما يعني بالنسبة للدول الأخرى، أن يكونوا أكثر وعياً في تقدير هذا الشيء، لأن الحريق لا يتوقف عند حدودنا، والكل يعلم أن الأردن معرض له كما هي سوريا معرضة له».

وتابع الأسد إن «الغرب دائماً يستخدم أي عنصر يظهر في الساحة، حتى ولو كان هو ضد هذا العنصر، والدليل أنهم يحاربون القاعدة في مالي ويدعمونها في سوريا وليبيا. هم يستخدمون أي ورقة تضر أي بلد لا يرضون عنه، وبالتالي في حالة سوريا هم سعداء بأن تأتي القاعدة، فهم أولاً يتخلصون من هؤلاء العناصر في مناطق مختلفة سواء كانوا يحاربونهم في ليبيا أو مالي أو أفغانستان أو أي مكان. نحن نرى الآن نتائج التخريب بالنسبة للبنى التحتية وبالنسبة لتخريب الفكر في سوريا، فهذا يعني حتى لو ربحت الدولة فستكون دولة ضعيفة. هذا ما يهدف إليه الغرب من هذا الدعم، ولكن في الوقت ذاته هذا الغرب لا يعرف، أو ربما يعرف ولا يعي الآن، بأن هذا الإرهاب سيعود إليه. كما موّلوا القاعدة في أفغانستان في بدايتها ودفعوا الثمن غالياً لاحقاً، الآن يدعمونها في سوريا وليبيا وأماكن أخرى ويدفعون الثمن لاحقاً في قلب أوروبا والولايات المتحدة».

وأعلن الأسد انه يستمد تفاؤله من عائلات الشهداء بشكل خاص، مضيفاً «لا يوجد خيار أمامنا سوى الانتصار. إن لم ننتصر فسوريا تنتهي، ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة لأي مواطن في سوريا».

لقراءة مقابلة الأسد كاملة على الموقع التالي:

http://sana.sy/ara/2/2013/04/17/477954.htm

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

حوار الأسد الأخير في الاخبارية السورية

دمشق-سانا

أكد السيد الرئيس بشار الأسد في لقاء مع قناة الاخبارية السورية حول ما تتعرض له سورية من حرب كونية والتطورات في المنطقة أننا بحاجة أكثر بكثير للتمسك بمعنى الجلاء وبمعاني الاستقلال ليكون عيد الجلاء بالنسبة لنا ماضي العزة وحاضر الكرامة مشيرا إلى أن سورية تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل ومختلف الطرق.

وقال الرئيس الأسد.. هناك قوى كبرى وتحديدا القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة تاريخيا لا تقبل بأن تكون هناك دول لها استقلاليتها حتى في أوروبا فكيف بدول العالم الثالث.

وأكد الرئيس الأسد أن الشعب السوري هو شعب عظيم لا قلق عليه، ونستمد التفاؤل من المواطنين وبشكل خاص من عائلات الشهداء الجبارة ولا يوجد خيار أمامنا سوى الانتصار، مشيرا إلى أن الوضع في سورية الآن أفضل من بداية الأزمة.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن أردوغان مستعد أن يقدم كل بلده مقابل نفسه لافتا إلى الخسائر التي مني بها سياسيا داخل تركيا على خلفية فشله بما سمي سياسة صفر مشاكل والتي تحولت إلى صفر سياسة وصفر أصدقاء وصفر أخلاق.

وحول زيارة كيري إلى المنطقة أكد الرئيس الأسد أن هذا يدل على أن العامل الخارجي هو عامل أساسي في ما يحصل في سورية منذ اليوم الأول وأنه كلما حققنا نجاحات فسوف نشهد المزيد من التصعيد.

وقال الرئيس الأسد إنه من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سورية من الأردن في الوقت الذي كان الأردن قادرا على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين عبر السنوات الماضية.

وفيما يلي النص الكامل للقاء:

سؤال.. نحن نعيش أجواء عيد الجلاء.. ما الذي تودون أن توجهوه للشعب السوري في هكذا يوم وخصوصا في ظل ما تمر به سورية من أحداث…

السيد الرئيس: من البديهي أن يربط عيد الجلاء بانسحاب القوات الأجنبية من أي وطن ولكن أول سؤال نسأله في مثل هذه الظروف وفي الظروف العربية بشكل عام التي سبقت هذه الأزمة.. ماذا لو خرج المستعمر وأخذ معه السيادة والقرار… فلا قيمة للجلاء.. فالاستقلال الحقيقي والجلاء الحقيقي هو عندما يجلى المستعمر عن الأرض ونستعيد السيادة بكل ما تعني هذه الكلمة من معان.. فإذا كانت هناك أرض محتلة ولكن شعبها حر أفضل بكثير من أن يكون لدينا أرض محررة وشعب فاقد للسيادة ودولة فاقدة للقرار الوطني.. هكذا يجب أن نفهم الجلاء والاستقلال.. الجلاء والاستقلال بمعناه الشامل.. وأعتقد أن سورية في مثل هذه الظروف تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل وبمختلف الطرق.. هناك محاولة لغزو سورية بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة ولو أنها تتبع تكتيكا جديدا يختلف عن التكتيك التقليدي للاستعمار الذي كنا نسميه الاستعمار الحديث الذي كان يأتي بقواته إلى المنطقة وآخره كان الاحتلال الأميركي للعراق ولأفغانستان.. وهناك أيضا محاولة لاحتلال سورية من الناحية الثقافية عبر الغزو الفكري باتجاهين.. إما من أجل أن تذهب سورية باتجاه الخضوع والخنوع للقوى الكبرى والغرب تحديدا أو بالاتجاه الآخر وهو الخضوع للقوى الظلامية التكفيرية.

نحن بحاجة أكثر بكثير للتمسك بمعنى الجلاء وبمعاني الاستقلال

أنا أعتقد أنه بهذه المناسبة نحن بحاجة أكثر بكثير للتمسك بمعنى الجلاء وبمعاني الاستقلال.. منذ أن كنا أطفالا كان يعني لنا هذا العيد الكثير من العزة.. اليوم يجب أن يبقى هذا الموقع ويرتقي لكي يكون عيد الجلاء بالنسبة لنا ماضي العزة وحاضر الكرامة.

سؤال.. سيادة الرئيس.. على ذكر ما تمر به سورية من أوضاع.. الأحداث تطورت في هذا البلد من أزمة مرت بأحداث أمنية ثم بعد ذلك ما سميتموه يوما وقلتم عنه بأنه حرب.. اليوم بالضبط ما هو الحاصل في سورية كيف توصفه…

السيد الرئيس: الحقيقة ما يحصل هو حرب.. هي ليست أحداثا أمنية.. ربما ظهرت في البداية على شكل أحداث أمنية والبعض مازال يتعامل معها حتى هذه اللحظة ويطرح التساؤلات والتقييمات من خلال كون ما يحصل هو أحداث أمنية.

الحقيقة هي حرب بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. هناك قوة كبرى وتحديدا القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة تاريخيا لا تقبل بأن يكون هناك دول لها استقلاليتها حتى في أوروبا.. تريد أوروبا خانعة فكيف بدول العالم الثالث.. كيف بدول صغيرة… لا بد أن تكون خانعة لكي تعمل من أجل مصالح تلك الدول. بنفس الوقت سورية هي في موقع جيوسياسي مهم جدا فالرغبة في السيطرة على سورية أيضا شيء تاريخي وتقليدي في سياسة الدول الاستعمارية.. هذه الدول تلعب دورا في هذه المعركة من خلال تقديم الدعم السياسي والإعلامي في البداية.

هناك مجموعة من المرتزقة التي تأخذ الأموال من الخارج مقابل أعمال تخريبية معينة

وانتقلوا علنا مؤخرا لتقديم الدعم المادي واللوجستي ونعتقد بأنهم يدعمونهم أيضا في مجال التسليح.

هناك دول إقليمية عربية وغير عربية كتركيا على سبيل المثال.. هذه الدول باعت واشترت الكثير وأوجدت لنفسها موقعا على الساحة العربية والإسلامية من خلال الدعم الظاهري للقضية الفلسطينية وعلى ما يبدو أن هذا الدور ذهب بعيدا بشكل يتجاوز ما هو مسموح لهم من قبل الأسياد.. أي الدول الكبرى فكان لا بد من التراجع عن هذا الدور.. هنا الدور السوري الشفاف تجاه القضايا المختلفة ومنها القضية الفلسطينية ومنها قضية الحقوق والكرامة يفضح هذه الدول.. فبقاء الدور السوري كما هو محرج لهم.. لذلك أصبحت القضية السورية أو الموضوع السوري أو الأزمة السورية مثار إحراج لهم وقضية حياة أو موت من الناحية السياسية بالنسبة لهذه الدول فزجوا بكل قوتهم من أجل ضرب سورية وطنا وشعبا. هناك العوامل الداخلية.. هناك مجموعة من اللصوص.. هناك مجموعة من المرتزقة التي تأخذ الأموال من الخارج مقابل أعمال تخريبية معينة.. وهناك التكفيريون أو القاعدة أو جبهة النصرة.. كلهم يقعون تحت مظلة فكرية واحدة.

ما يحصل الآن أننا نواجه بشكل أساسي القوى التكفيرية

الحقيقة ما يحصل الآن أننا نواجه بشكل أساسي تلك القوى التكفيرية.. العنصران الأول والثاني عمليا أصيبا بضربات قاسية جدا فإما أنهم انتهوا في بعض الأماكن أو أنهم انتقلوا قسرا للعمل تحت مظلة القاعدة رغما عنهم لكي يكونوا جزءا منها.. فعمليا نحن الآن نحارب القوى التكفيرية.

سؤال.. لطالما قلتم سيادة الرئيس بأن سورية باتت تشكل إحراجا.. فهم دائما يجدون وترا جديدا ليعزفوا عليه كلما فشلوا في مرحلة.. الآن بات الحديث كثيرا عن أن سورية تشهد اقتتالا طائفيا وربما مذهبيا والبعض تحدث عن ظواهر هنا وهناك.. بصراحة.. سيادة الرئيس.. ألا تخشون من طائفية باتت تطل برأسها أحيانا في سورية..

السيد الرئيس: في كل مجتمع هناك مجموعات من الأشخاص تحمل فكرا محدودا وأفقا ضيقا وتحمل شعورا وطنيا ضعيفا.. وهذه المجموعات تظهر في كل الأزمات.. تظهر على الساحة بفكرها وبأدائها الضار.. قد لا يكون ضارا على المستوى الواسع ولكنها تظهر على شكل بؤر.. وهذا ما حصل في سورية في الثمانينيات خلال أزمة الإخوان المسلمين الذين استخدموا أيضا الفكر الطائفي بالرغم من عدم توفر الإنترنت والفضائيات في ذلك الوقت.. مع ذلك تمكنوا من تسويق الفكر الطائفي وظهرت تلك البؤر.. ولكن عند هزيمة الإخوان المسلمين عاد الوضع في سورية إلى طبيعة المجتمع السوري.

الشعب السوري هو شعب عظيم لا قلق عليه

الشيء الوحيد الذي نراهن عليه في هذه الحالة هو وعي الشعب.. والشعب السوري أثبت فعلا خلال عامين غير مسبوقين أنه شعب واع.. ولولا ذلك لكنا رأينا الوضع مختلفا جدا في سورية لذلك لو دخلت مباشرة إلى الجواب على السؤال أستطيع أن أقول دون مبالغة أن الوضع الآن في سورية أفضل منه في بداية الأزمة.. في بداية الأزمة استخدم الخطاب الطائفي وظهرت هذه البوءر بقوة وكان هناك قلق وفقدان توازن لدى الكثيرين حول هذه النقطة.. مع الوقت كان هناك زيادة في الوعي لمخاطر ما يحصل وفهم للتزوير الحاصل في الإعلام ووعي لمعنى سورية التي كنا نعيشها ولكن ربما لا نلمس أهمية ما كنا نعيش فيه من الأمن والأمان والتجانس.. ولا أقول التعايش فهذه كلمة غير دقيقة. لذلك أستطيع أن أقول انه بعد سنتين من صمود الشعب السوري بهذه الطريقة في وجه تلك الهجمة الإعلامية مع فضائيات تسعى لنشر التكفير والتفرقة والطائفية.. أقول ان هذا الشعب السوري هو شعب عظيم لا قلق عليه.

سؤال.. وبهذا المعنى سيادة الرئيس لا يبدو قلقا أبدا من هكذا أحاديث باتت تروج وربما ترسخ…

السيد الرئيس: على الاطلاق.. أنا أقول العكس تماما.. على مبدأ اللقاح.. اللقاح هو جرثوم ضعيف.. إن لم يقتل فسيعطيك مناعة.

استشهاد البوطي أحزن الجميع من دون استثناء بمختلف الطوائف

لدينا أمثلة كثيرة مررنا بها وأظهرت الوحدة الوطنية.. ولكن آخر مثال هو استشهاد الدكتور البوطي.. استشهاد البوطي أحزن الجميع من دون استثناء بمختلف الطوائف ورأينا ذلك في مجالس العزاء العفوية.. الدولة ليس لها دور في هذا الموضوع..والدكتور البوطي لم يكن يتواصل مع الكثير من هؤلاء.. مع ذلك رأينا مجالس عزاء ورأينا الحزن لدى الأخوة من المسيحيين.. ليس فقط المسلمين.. فهذا يعني أن هناك وحدة وطنية حقيقية.. وهذه البؤر الطائفية لدى الاشخاص محدودي الفكر لا تخيفنا.. أنا لست قلقا منها على الاطلاق.

سؤال.. سيادة الرئيس.. بصراحة.. نسمع كثيرا مؤخرا في وسائل الإعلام وعبر متحدثين عرب وأجانب أن هناك مناطق محررة.. أي خارجة عن سيطرة الدولة.. ونرى الوضع في حلب وفي الرقة وفي حمص أحيانا.. هل هناك بالفعل مناطق خارجة عن سيطرة الدولة اليوم في سورية…

السيد الرئيس: أحيانا نتعامل مع هذه الحالة من الناحية العسكرية بشكل مشابه للتعامل مع عدو تقليدي.. عندما يأتي عدو بالطريقة التقليدية ليحتل جزءا من الأرض فتقوم القوات الوطنية بمهاجمة هذا العدو والدفاع عن الوطن وطرد العدو خارجا.. لا يهم إذا كانت قضت على العدو أم لم تقض عليه.. ربما يخرج فقط من دون القضاء عليه.. ولكن المهم في تلك الحالة هو تحرير الأرض.. أما في هذه الحالة فنحن نتعامل مع وضع مختلف تماما.. حرب جديدة.. أسلوب جديد.. نحن نتعامل مع مجموعات تدخل في المدن.. البعض منها غير سوري.. أجنبي وعربي.. والبعض منها سوري تدخل في المدن وفي الأحياء وتقوم بأعمال تخريب.

نقوم الآن بعملية قضاء على الإرهابيين

في بداية الأعمال العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة كانت تطرد الإرهابيين من المدن.. أحيانا يستغرق العمل بضع ساعات.. فنرى أن هؤلاء الإرهابيين خرجوا من مكان وذهبوا إلى مكان آخر هروبا أو مناورة.. فهذا يعني أن تقضي الزمن كله بعملية تحرير أراض من دون نهاية.

لكي نكون دقيقين حول هذه النقطة.. نحن الآن لا نقوم بعملية تحرير أرض لكي نتحدث عن مناطق محررة.. نحن نقوم الآن بعملية قضاء على الإرهابيين.. والفرق كبير بين الأولى والثانية.. إن لم نقض على الإرهابيين لا معنى لتحرير أي منطقة في سورية.

إذا فهمنا هذه النقطة نفهم ما الذي يحصل على الأرض.. هناك جانب آخر عندما تقوم القوات المسلحة أو الدولة بوضع خطط عسكرية فهي تضع أو تبني خططها على عدد من الأسس منها مثلا أهمية الموقع من الناحية السياسية والإعلامية.. ومنها الجانب الإنساني أي معاناة المواطنين والجانب العسكري.. التفاصيل العسكرية اللوجستية.

الأولوية دائما بالنسبة لنا هي الناحية الإنسانية.. حماية أرواح المواطنين ورفع المعاناة عن المناطق التي يدخل إليها الإرهابيون.. الناحية الإعلامية والسياسية لا نعطيها الأولوية.. أحيانا يستفيد منها الطرف الآخر.. لا يهم.. المهم الواقع.. أحيانا نهمل الجانب الإعلامي فيقومون بعملية “تطبيل وتزمير” لإظهار انتصارات.. هذا لا يعنينا ولكن في كثير من الأحيان تفرض طبيعة المعركة ألا يكون هناك توافق بين الأولوية العسكرية والأولوية الإنسانية.. طبعا بشكل مؤقت وبشكل جزئي في بعض المناطق.. هناك أشياء تفرضها المعركة ولكن بالنسبة لنا الأولوية هي للناحية الإنسانية.

سؤال.. المشكلة أن هناك أحاديث كثيرة يروج لها.. هناك أناس يتحدثون عن تقسيم جغرافي وتقسيم طائفي وحتى مذهبي.. سيادة الرئيس.. هل هذا حقيقة فعلا.. أم هو يدرج في إطار الترهيب والحرب النفسية التي لا تزال ركنا أساسيا من أركان هذه الحرب الدائرة على سورية.

لا أعتقد أن هناك أسسا حقيقية للتقسيم.. التقسيم لا بد له من حدود دينية أو طائفية أو عرقية.. عمليا هذه الخطوط غير موجودة

السيد الرئيس: طالما أننا لا نخشى من الطائفية.. فلا أعتقد أن هناك أسسا حقيقية للتقسيم. التقسيم لا بد له من حدود دينية أو طائفية أو عرقية.. عمليا هذه الخطوط غير موجودة لأن المجتمع السوري مندمج تقريبا في كل منطقة من سورية.. وأحيانا في كل قرية من القرى الصغيرة.. أحيانا على مستوى ما نسميه “مزارع” وهي أصغر من قرية وغير موجودة على الخريطة الإدارية.. نرى هذا الاندماج على مستوى التزاوج والعائلات فمن الصعب أن يكون هناك تقسيم من دون خطوط من هذا النوع.. لكن أعتقد بأن ما ينشر من خرائط أو يسوق بطرق مختلفة ويسرب للسوريين بمختلف المستويات هو جزء من الحرب النفسية وجزء من الهزيمة التي دائما أتحدث عنها والتي أسميها الهزيمة الافتراضية أو الهزيمة المجانية.. أي أن يرسلوا رسالة للسوريين ويقنعوهم.. بـ “أنكم لن تكونوا قادرين بعد الآن على أن تعيشوا كما كنتم في السابق.. بلدا موحدا..، أنتم غير قادرين أن تعيشوا مع بعضكم البعض.. أنتم شعب مقسم بطبيعته” عملية إيحاء الهدف منها تكريس هذه القناعة لدى السوريين.. أيضا هذا الطرح لا يقلقني طالما أن الطرح الأول وهو الطرح الطائفي..وهو الأكثر خطورة قد فشل.. ولم يعد هناك عمليا من أسس لكي تبنى عليها هذه الخرائط.. أو أي تسريبات وأفكار يمكن أن تنقل إلينا بشكل مشابه.

سؤال.. لكن سيادة الرئيس يتم الحديث عن أن هناك فصلا ربما بين بعض المدن الرئيسية والأرياف.. مثلا في حلب فصل حلب عن ريفها.. وفي المناطق الشمالية والشمالية الشرقية أيضا يتم الحديث عن موضوع الرقة وكذلك القامشلي.. يحكى أيضا أن هناك خطوطا باتت فعلا تقسمها وقد تكون خارجة عن سيطرة الدولة وربما بركن مستقل ومعزول عن سورية.. حتى هذا الأمر ينطبق عليه التوصيف الذي قدمته قبل قليل..

السيد الرئيس: لا.. هذا ليس في إطار التقسيم.. هو أساسا لا يبنى على خطوط عرقية أو طائفية.. يبنى على أماكن فيها إرهابيون.. وعمليا إذا أردنا أن نتحدث حتى عن سيطرة الدولة بمعنى تواجدها فلا يوجد مكان حاولت أن تدخل إليه القوات المسلحة إلا وتمكنت من دخوله.. إذا لا يوجد خطوط ثابتة.

لذلك أنا أقول.. إنه بالنسبة لنا الأولويات الإنسانية والعسكرية هي التي تفرض أماكن التواجد والتكتيك العسكري.

لا بد أن ننظر إلى سورية ككتلة واحدة على طريقة الأواني المستطرقة.. إذا وضعنا سوائل في عدد من الأوعية ووصلنا بينها بأنابيب فتغير منسوب الماء في مكان يؤثر في كل الأوعية الأخرى.. الشيء نفسه بالنسبة للإرهابيين.. عندما يضربون في مكان يؤثر إيجابا على الأماكن الأخرى.. فالتكتيك العسكري أحيانا يفرض على الدولة أن تتدخل في مكان قبل اخر وأن تتواجد في مكان قبل أن تتواجد في مكان آخر.. هو تأجيل زمني لأهداف عسكرية بحتة.. لكن لا يرتبط على الاطلاق بموضوع التقسيم.. ولا بموضوع المناطق العازلة.

سؤال.. تركيا على ما يبدو سوف تصل إلى أزمة مع مشكلة الأكراد وهناك كلام عن أن أردوغان ربما سيعطي دولة للأكراد.. وكذلك ربما التنازل عن بعض المطالب وربما الوصول إلى تقسيم تركيا. إذا هناك دولة سوف تقام مقابل الوصول إلى سدة الرئاسة.. ماذا عن الوضع في سورية وبالتحديد وضع الأكراد…

السيد الرئيس: بالنسبة لأردوغان.. طبعا هو مستعد أن يقدم كل بلده مقابل نفسه.. هذا صحيح.. هذا بالنسبة للجزء الأول من السؤال وأنت أعطيت الجواب.

ولكن بالنسبة للأكراد في سورية.. أنا أريد أن أكرر ما أقوله دائما عندما يطرح هذا الموضوع.

الأكراد في سورية هم جزء طبيعي وأساسي من النسيج السوري وهم موجودون في هذه المنطقة منذ قرون

الأكراد في سورية هم جزء طبيعي وأساسي من النسيج السوري وهم موجودون في هذه المنطقة منذ قرون عديدة مثلهم مثل العرب والأتراك والفرس وآخرين موجودين في هذه المنطقة. ليسوا ضيوفا او طارئين.. معظم الأكراد في سورية هم وطنيون سوريون.. ولكن دائما في أي مجتمع.. هناك أشخاص انتهازيون يسعون لاستخدام عناوين معينة من أجل مصالحهم الشخصية.. لذلك رأينا عددا من التجمعات التي أطلقت على نفسها اسم أحزاب كردية في سورية وكانت دائما تزايد على ما يسمى القضية الكردية أو اضطهاد الأكراد في سورية.. وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق.. كانوا يتحدثون عن موضوع تجنيس الأكراد.. نحو 110 آلاف وهو ما تم منذ نحو عامين.. كانوا يعتبرون ذلك قضية.. تم التجنيس.. انتقلوا لكلام آخر..عن موضوع اللغة.. الآن أقرت الدولة منذ أشهر موضوع اللغة الكردية والأدب الكردي كمادة تدرس في كليات الآداب في سورية.. وغيرها من الإجراءات.. ولكن دائما سيبحثون من وقت لآخر عن شيء يستخدم من أجل إيجاد موقع لهم على الساحة الوطنية.. هذه الحالة نراها من وقت لآخر.. هذا شيء لا يقلق لأن الغالبية هم مع الوطن السوري.. ولكي لا نقول كلاما إنشائيا.. لن أعود لدور الأكراد في الثورة السورية وفي مراحل مختلفة من النضال ضد الاستعمار.. بل سأتحدث عن الأحداث الحالية.. كثير من عائلات الشهداء التي التقيت بها هم من الأكراد.. أنا لا أعرف أنهم أكراد أو عرب لأنني لا أهتم بهذا الموضوع.. ولكن من خلال حديثهم يقولون لنا نحن أهل الشهيد.. ونحن من الأكراد.. هل يمكن لشخص لا يؤمن بالوطن ويسعى للانفصال.. كما يطرح من وقت إلى آخر.. أن يقدم حياته أو حياة أبنائه من أجل هذا الوطن.. هذا الكلام غير منطقي.

سؤال.. لكن سيادة الرئيس عندما نتحدث عن هذه النقطة الحساسة جدا.. نحن تابعنا من خلال سياسة الحكومة التركية مؤخرا أنها استخدمت الكثير من الأوراق.. لكن يقال أن هذه الورقة الكردية هي ربما آخر الأوراق بيد أردوغان على وجه التحديد ولن يتم الاستغناء عنها ببساطة.. وسيكون أكثر شراسة حتى تحقق له نتيجة في سورية على الأقل.. وفي هذا التوقيت بالذات يتم السعي لإحداث تسوية.. إلى أي حد تراقب القيادة السورية بشكل دقيق هذه النقطة.. وماذا تعد في حال تم أي شيء في مواجهة هذه الدولة..

السيد الرئيس: هذا موضوع هام.. ولا يمكن تبسيطه.. ولكن أردوغان له هدف داخلي وهدف خارجي.

الظروف بالنسبة للموضوع الكردي في سورية تختلف تماما عن تركيا من ناحية تاريخ العلاقة

الهدف الخارجي هو سورية.. أي لإحراج سورية في هذا الموضوع مع الأخذ بالاعتبار أن الظروف بالنسبة للموضوع الكردي في سورية تختلف تماما عن تركيا من ناحية تاريخ العلاقة.. نحن لم نقم بمجازر تجاه الأكراد ولم نضطهدهم كما حصل معهم منذ مرحلة تفكك الدولة العثمانية.. الوضع مختلف تماما..هناك تجانس في سورية وهناك تآخ حقيقي.. وما طرح في الموضوع الكردي طرح في سورية منذ عقود قليلة فقط من خلال بعض القوى الانتهازية.. وعلاقتنا بالاكراد هي دائما علاقة جيدة.. حتى مع الأحزاب الكردية التي كانت تناضل من أجل حقوقها في تركيا.. أما الهدف الآخر لأردوغان فهو هدف داخلي.. فبعد الخسائر التي مني بها سياسيا داخل تركيا على خلفية فشله بما سمي سياسة صفر مشاكل والتي تحولت إلى صفر سياسة وصفر رؤية وصفر أصدقاء وصفر مصداقية وصفر أخلاق.. أصفار بكل الاتجاهات الأخرى ما عدا صفر مشاكل.. فخسر الكثير حتى من الموالين له.. فكان لابد من الاستعانة بالموضوع الكردي من أجل الاستفادة من الكتلة الكردية الكبيرة في تركيا بهدف الحصول على أصوات ربما في الدستور المقبل الذي يفكر من خلاله أن يكون رئيسا للجمهورية بصلاحيات واسعة.. لذلك نحن نهتم بهذا الموضوع لأن ما يحصل في أي بلد مجاور سيؤثر فينا سلبا أو إيجابا ولكن من دون أن نكون قلقين.. عدا أنه لا توجد مصداقية لأردوغان في مثل هذا الموضوع تجاه الأكراد وهذا ما وردنا مؤخرا من القوى الكردية الصديقة التي تعمل على الساحة التركية والسورية.. بأنهم لا يثقون بأردوغان.

سؤال.. هناك أيضا نقطتان متناقضتان باتت تتهم بهما الدولة السورية مؤخرا.. رأي يقول ان الدولة السورية هي علمانية تحارب الدين.. والبعض الآخر يقول إن سورية تراجعت عن علمانيتها مسايرة للأحداث الأخيرة بل على العكس باتت أكثر تدينا.. ما حقيقة الموضوع سيادة الرئيس..

العلمانية تدعم الأديان ولا تقف في وجهها

السيد الرئيس: نحن دائما نغرق بالمصطلحات ولا نناقش المضمون.. نغرق بالمعنى اللغوي.. ولكن المهم هو الممارسة.. فمثلا كان هناك اشتراكيات.. ولكن كلها كانت تسمى اشتراكية.. فهناك من يمارس العلمانية على أنها اللادينية وتتحول كما كانت في تركيا في مراحل مختلفة ضد الدين وتحارب الدين.. وهناك العلمانية التي نفهمها نحن.. البعض يقول علمانية بفتح العين وهي بالنسبة لنا حرية الأديان.. نحن مجتمع متنوع.. فكل أتباع شريعة أو طائفة لهم الحرية في أن يتبعوا الشعائر ويمارسوها بالطريقة التي يرونها مناسبة.. أيضا هذا يعني بألا نتعامل نحن كدولة على أساس الدين.. عندما يأتي عدد من الأشخاص ليتقدموا إلى وظيفة على سبيل المثال.. لا نسأل إلى أي دين أو عرق ينتمي هذا الشخص.. لا يجوز أن نميز لا على اساس الدين ولا على أساس العرق.. هذا هو المفهوم.. وأعتقد أن هذا المفهوم هو مفهوم إيجابي و جيد للمواطنين.. وطالما أنها ليست العلمانية اللادينية فهذا يعني بأنها لا يمكن أن تكون ضد الدين.. طالما نتحدث عن حرية الأديان فهذا يعني أن هذه العلمانية تدعم الأديان ولا تقف في وجهها.. بالعكس تماما الدين هو أخلاق ونحن بحاجة للأخلاق وبالتالي نحن بحاجة للدين.. عملية التطوير على سبيل المثال.. كان الكثير من الأشخاص يسألون لماذا تتعثر هذه العملية في أماكن مختلفة.. أقول لهم.. لأنكم تنظرون إلى عملية التطوير في سورية على أنها مجموعة قوانين.. بينما هي قوانين تبنى على الأخلاق.. عندما لا تتواجد الأخلاق في مجال ما لا يمكن أن يتطور المجتمع.. فأن أكون علمانيا يعني ألا أفرق بين الأشخاص.. لكن هذا لا يعني ألا أكون مسلما ومؤمنا أو مسيحيا ومؤمنا.. بالعكس تماما فهذه الصورة هي صورة خاطئة.. كالصورة التي وضعت في السابق حول التعارض بين العروبة والإسلام.. إما أنك قومي أو إسلامي.. لا.. أنا عربي ومسلم.. عربي ومسيحي.. فإذا التناقض بين الاثنتين هو كلام غير صحيح.. أما أن يقال اننا انتقلنا من العلمانية باتجاه الدينية.. ففي سورية بني منذ عام 1970 حتى اليوم ثمانية عشر ألف مسجد.. فلو كانت العلمانية ضد الدين أو نمارسها ضد الدين.. كيف نسمح ببناء 18 ألف مسجد.. بني 220 مدرسة شرعية وثانوية شرعية وغيرها.. بني العشرات من المعاهد لتأهيل الدعاة.. إذا الجانب الديني في سورية كان دائما جانبا مهما.. الأهم من ذلك إذا أردنا أن نقول إن العلمانية هي اللادينية كما يحصل في عدد من الدول أو كما تفسرها دول أخرى فهذا مستحيل.. لأن الدولة هي مرآة المجتمع.. وإذا كان المجتمع ملتزم بدينه فلا بد أن تكون الدولة مبنية على الأسس الدينية حتى وإن كانت علمانية.. لا يمكن أن تكون الدولة لا دينية والمجتمع متدين.. والعكس صحيح.. لا يمكن أن تكون دولة ذات شكل ديني والمجتمع غير ملتزم بدينه.. فإذا نحن مرآة للمجتمع.. وبالتالي الطرح الأول والطرح الثاني كلاهما غير صحيح وغير دقيق ويعبر عن عدم فهم لحقيقة ومعنى الدولة السورية ومعنى علمانية الدولة السورية.

سؤال.. لكن سيادة الرئيس نحن نتحدث هنا عن إجراءات وقرارات اتخذت خلال الأزمة.. منها الموافقة على إنشاء قناة دينية.. السماح للداعيات بالعمل الدعوي العلني…

الملتزمون بدينهم في سورية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين هم الأكثر وطنية خلال هذه الأزمة.. ومن تحدث بالطائفية ليس من هذه الشرائح

السيد الرئيس: طرح هذا الموضوع سواء بشكل شخصي ومباشر معي في حوارات مع أشخاص أو من خلال بعض الكتابات.. وهذا يدل على جهل من يكتب عن هذا الموضوع.. لأن هذه الأشياء ليس لها علاقة بالأزمة على الإطلاق.. الحقيقة أن البوادر الأولى أو علامات الإنذار للخطر بدأت بعد غزو العراق.. وتحديدا في عام 2004 عندما بدأت تظهر بوادر التطرف على الساحة السورية ولكنها كانت في ذلك الوقت في معظمها حركة أشخاص وفكرا متطرفا عابرا لسورية.. العراق بداية ولاحقا لبنان.. وبدأ يحاول أن ينتشر في سورية.. في ذلك الوقت تمت مكافحته بشكل أساسي بالطريقة الأمنية.. أول حادثة مقلقة كانت هي حادثة الهجوم على مبنى الإذاعة والتلفزيون في عام 2006 من قبل بعض المغرر بهم الذين قال لهم الشيخ الوهابي المتطرف إن هذا المكان هو بؤرة فساد وكفر.. فقاموا بالهجوم عليه.. ولكن الإنذار الأكبر عندما حصل التفجير الانتحاري الأول في سورية في عام 2008 وفي شهر رمضان من قبل أشخاص سوريين.. كان هذا علامة إنذار كبرى.. على خلفية هذا التفجير قمت بالاجتماع مع عدد من كبار علماء الدين في سورية وناقشنا الموضوع وقلنا ان المعالجة الأمنية لم تعد تكفي.. فهذا الإرهاب هو إرهاب فكري بالدرجة الأولى ومنشوءه فكري ولا بد من محاربته.. ولا يمكن أن يحارب الإرهاب أو التطرف الديني إلا بالدين الصحيح.. هذا أول العلاج.. وتأتي الوسائل الأخرى كوسائل مكملة.. فطرحت عدة أفكار كانت واحدة منها قناة نور الشام.. في ذلك الوقت لم تكن تسمى قناة نور الشام.. لكن كنا بحاجة لطريقة لمواجهة الأقنية التكفيرية التي بدأت تغزو الفضاء في العالمين العربي والإسلامي.. لماذا تأخرنا من عام 2008 لعام 2011 أي مدة ثلاث سنوات.. لأن الفكرة كانت في البداية أن تطلق هذه القناة من قبل القطاع الخاص.. ولأسباب مختلفة تأخرت.. فأخذنا القرار أن نطلقها نحن كدولة كي تكون قناة إسلامية جامعة لا تعبر عن فكر ديني معين أو تيار ديني معين.. بالنسبة للداعيات أيضا في عام 2008 كانت واحدة من الإجراءات نفسها.. خاصة أن العمل الدعوي للنساء في ذلك الوقت كان عملا سريا يحصل في البيوت.. أو كي لا أقول سريا على الأقل ليس تحت أعين الدولة لأنه غير رسمي.. فكانت الفكرة بأن هذا ليس عملا سياسيا.. نحن مع الدعوة.. الدعوة للدين هي شيء إيجابي.. لكن عندما تكون هذه الدعوة تحت أعين الدولة والدولة هي المسوءولة عن كل قطاعات المجتمع بما فيها القطاع الديني فهذا يحمل الدولة المسؤولية وفي نفس الوقت إذا كان هناك محاولة لاستغلال الدعوة لأهداف خارج إطار جوهر الدعوة الدينية فيمكن للدولة أن تصحح هذا الانحراف.. وأثبتت هذه التجربة أنها تجربة جيدة ومفيدة.. فهذه الإجراءات وغيرها لم يكن لها علاقة بالأزمة مطلقا.. بل على العكس.. الأزمة أتت لتثبت منذ اليوم الأول بأن المؤسسات الدينية كانت الأكثر انضباطا.. ولتثبت بأن الملتزمين بدينهم في سورية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين هم الأكثر وطنية خلال هذه الأزمة.. ومن تحدث بالطائفية ليس من هذه الشرائح.. إنما من فصيلتين.. إما من فصيلة المنحرفين عن الدين باتجاه التطرف الديني.. أو من فصيلة المزايدين بالعلمانية.. أما المعتدل والملتزم حقيقة فكان وطنيا.. لذلك هذه الإجراءات ليست مرتبطة بالأزمة.

سؤال.. سيادة الرئيس.. إذا أردنا أن نبقى بالشأن الداخلي.. لو سمحتم سيادتكم أن نتحدث عن الحل السياسي.. ومنذ أن كلفت الحكومة تنفيذ المراحل الثلاث لهذا الحل بدأت بتنفيذ المرحلة الأولى المتعلقة بإنهاء العنف والتمهيد للحوار.. حاليا ما يتم هو مشاورات.. لكن سيادة الرئيس حتى الآن الشارع ربما لا يدرك ما هي محظورات الحوار ومحددات هذا الحوار بما يتعلق بالموضوعات وكذلك الأشخاص.. وهذا الحوار مع من في نهاية المطاف…

نحاور من يغار على سورية.. ومن لم يتعامل مع إسرائيل سرا أو علنا

السيد الرئيس: هناك خلط كبير حول ما يحصل الآن بالنسبة للحوار بالنسبة للمواطنين.. هناك أولا مؤتمر الحوار الوطني الذي هو جزء من الحل السياسي الذي تحدثت عنه في “خطابي الأخير” في شهر كانون الثاني.. هذا الحوار ليس حوارا بين الدولة وطرف آخر.. هو حوار بين كل مكونات المجتمع السوري.. وخاصة المكونات السياسية.. حول مستقبل سورية.. ما هو النظام السياسي المطلوب.. نظام برلماني.. أم رئاسي.. نصف رئاسي.. أي شيء آخر.. ماذا عن الدستور.. ماذا عن القوانين السياسية والإعلامية وغيرها.. أو أي موضوع آخر.. والدولة هنا تنفذ ما يتفق عليه المؤتمرون.. هناك ما يحصل الآن من خلال لقاء اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الوزراء مع الجهات المختلفة في سورية.. البعض يعتقد أن هذا هو الحوار.. هذا ليس حوارا.. هذه جلسات مشاورات لكي تحدد كيف نبدأ الحوار.. إذا أردنا أن نذهب إلى مؤتمر الحوار الوطني.. من يدعى إلى المؤتمر وعلى أي أساس يدعى… وكيف يمثل… هل نمثله بشخص أم بعشرة أشخاص.. هل يرتبط التمثيل بعدد الأعضاء في حزب معين.. كيف ندعو.. عشائر أم فعاليات.. من ندعو.. لا يوجد أي تصور ولا نريد أن نبني هذا المؤتمر فقط على تصورات الدولة.. نريد أن يشارك الجميع فنحن نقوم بهذه المشاورات بعملية إنضاج للحوار.. كيف يطرح الموضوع.. كيف يصوت عليه… وأشياء وتفاصيل كثيرة.. إذا ذهبنا إلى مؤتمر الحوار الوطني ولم ننضج هذه الأسس فهو مؤتمر فاشل قبل أن يبدأ.. هناك جانب آخر له علاقة بحوار الدولة.. الآن نحن بغض النظر عن هذه المبادرة يمكن أن نتحاور مع أي جهة.. نحاور من يغار على سورية.. ومن لم يتعامل مع إسرائيل سرا أو علنا.. وكل من لم يغازل إسرائيل.. كل من لم يقبض الأموال من أجل أن يبيع الوطن.. وكل من يؤكد على استقلال سورية.. هذه هي الاسس.. هذه أعتبرها أسسا وطنية.

سؤال.. يعني معارضة وطنية..

السيد الرئيس: المعارضة الوطنية بالمعنى المستخدم أصبحت شيئا مختلفا.. مع كل أسف منذ بداية الأزمة.. البعض لديه عقدة نقص.. والبعض يشعر بالانهزامية من الداخل فأصبح يوزع الوطنية مجانا على الجميع.. الكل يسميه معارضة وطنية.. لنأخذ أمثلة.. هناك من يظهر على شاشات التلفزيون ويتحدث في كل شاشة بلغة مختلفة.. ويتحدث في كل مرحلة بلغة مختلفة.. فهل هذه معارضة وطنية… أم معارضة متذبذبة… لا يمكن أن تكون وطنية إلا إذا كانت مستقرة.. نحن في الدولة منذ اليوم الأول للأزمة تحدثنا بلغة واحدة.. قلنا نكافح الإرهاب.. نكافح من يحاول التدخل بالشؤون الداخلية من الخارج.. نرفض الهيمنة.. وبنفس الوقت الأبواب مفتوحة للحوار.. هناك قوى رفضت الحوار في البداية.. ولاحقا وافقت عليه.. إذا كانت هي أخطأت فليتفضلوا ويقولوا نحن أخطأنا.. كان تقييمنا خاطئا.. عندما خرجنا من لبنان ألقيت خطابا في عام 2005 وقلت نحن أخطأنا.. كانت لدينا أخطاء في لبنان.. في بداية الأزمة ألقيت خطابا وقلت إنه كانت هناك أخطاء.. أما هؤلاء فيقومون فقط بتغيير كلامهم.. هل يغير الكلام ..أنا لا أحدد من.. لأنه قبض أموالا وهي التي تحدد اتجاه الكلام… أتحدث بكل صراحة ووضوح.. هل لأن هذا الشخص أو تلك الجهة كان يراهن على رهانات محددة بأن الدولة ستسقط خلال أسابيع أو أشهر وبالتالي هو لن يحاور من سيسقط.. سيجد لنفسه مكانا مع القادمين كما كان يفكر البعض.. بعض هؤلاء كان صامتا عندما بدأت العمليات الإرهابية.. لم يستنكر الإرهاب الذي بدأ.. بل أوجد تبريرات للإرهابيين.. بعض أولئك لم يدعم الجيش.. وكل الدول كل الشعوب في العالم تفتخر بقواتها المسلحة لأنها تعبر عن وحدتها وعن الوطن بكل مكوناته.. بعض هؤلاء كان يهاجم الجيش بدلا من أن يقف معه في أزمة استهدفت الجيش قبل أي شيء آخر لأنه عنوان وحدة الوطن وعنوان الصمود.. كل هذه التذبذبات والتلون كالحرباء لا يمكن أن أضعه تحت عنوان الوطنية.. علينا أن نسأل أسئلة بديهية.. شخص لم يكن أو بالكاد يحصل على قوت يومه.. نراه اليوم يتنقل بالطائرات من مكان إلى آخر ويجلس في الفنادق الفاخرة.. من يمول هذه الشخصية وتلك الجهة.. نتحدث بعيدا عن الدبلوماسية.. لا مكان للدبلوماسية الآن.. من يموله.. إذا كان هناك تمويل وهذا مؤكد.. فهذا يعني أن قراره مرهون بقرار من يدفع.. فكيف يكون وطنيا إذا كان قراره في الخارج.. إضافة إلى ذلك.. كل معارضة تجلس في الخارج طوعا هم سيقولون لك قسرا.. لكنهم في الحقيقة يجلسون في الخارج طوعا.. لا يمكن أن يكون هذا الإنسان وطنيا.. خاصة في الأزمات.. فإذا كنت مغتربا في الأحوال العادية فيجب أن تأتي لتقف مع بلدك.. خاصة عندما تعطي دروسا في الوطنية على شاشات التلفزيون.. كيف يمكن أن تدعي الوطنية وأنت هارب في الخارج.. أين هي الوطنية… تطلب من الناس أن يتحركوا و تعطيهم دروسا في الوطنية وهم يعانون كل يوم داخل سورية وأنت مرتاح في الخارج.. ومن أين هذه الراحة الله أعلم.. هناك أسئلة كثيرة يجب أن نسألها لذلك أنا أتوسع في هذا الموضوع.. أسئلة كثيرة يجب أن نسألها قبل أن نكون معارضة وطنية.. لذلك في هذا الموضوع لا مكان للمجاملة ولا مكان للنفاق.. لن ننافق اي أحد.. يجب أن نقول للخائن خائنا وللعميل عميلا وللانهزامي انهزاميا.. وللاوطني نقول له لا وطني.. غير صحيح أن كل المعارضة هي معارضة وطنية.. أما بالنسبة للمعارضة فمن هي المعارضة بالتعريف.. إذا كان لدينا مليون شخص سوري يعارضون سياسات الدولة.. فهل يعني أن هؤلاء يسمون معارضة.. لا يمكن أن نحاور مليون شخص.. لا يمكن أن نشارك مليون شخص في الحكومة.. مثلا المعارضة عمليا بالمعنى السياسي في كل دول العالم هي معارضة منتخبة لها قاعدة شعبية.. إذا.. من يعرفون أنفسهم بأنهم معارضة أين هي الانتخابات التي حددت حجم هذه المعارضة.. هناك أسئلة كثيرة يجب أن نسألها قبل أن نحدد من هؤلاء.. لذلك إذا كان السؤال مع من نتحاور… فلدينا أحزاب في سورية الآن.. هي مازالت أحزابا ناشئة لكنها أحزاب وطنية لا تتلون.. لم ترهن نفسها للخارج.. هناك قوى وطنية في الداخل.. هناك كثير من السوريين الوطنيين.. لا تتوقف القضية على قضية من أطلق على نفسه أو نصب نفسه بموقع المعارضة الوطنية التي تمثل الشعب.. ونحن نعرف أنهم لا يمثلون سوى أنفسهم.

سؤال.. إذا المحددات اتضحت وكذلك أساسيات الحوار هل سيبقى النظام في سورية برلمانيا أم سيكون هناك برلمان رئاسي…

لا يوجد مشكلة في مسألة كيف ستكون سورية.. نظاما برلمانيا رئاسيا… هذا يحدده الشعب

السيد الرئيس: المحددات طبعا مفتوحة.. أي شيء يمكن أن يناقش.. لا توجد خطوط حمر سوى شيئين.. استقلال سورية.. وهذا يعني عدم وجود تدخل خارجي بأي شأن داخلي.. هذا موضوع محسوم بالنسبة لنا.. والوقوف مع الإرهابيين.. إذا لا تساهل مع الوقوف مع الإرهابيين عدا عن ذلك لا يوجد مشكلة في مسألة كيف ستكون سورية.. نظاما برلمانيا رئاسيا… هذا يحدده الشعب.. بالنسبة لنا ما يحدده الشعب نوافق عليه.

سؤال.. بما في ذلك منصب رئيس الجمهورية… يعني أقصد حتى أنتم سيادة الرئيس…

السيد الرئيس: المنصب شيء وأنا شيء آخر.. أقصد المنصب مرتبط بالنظام السياسي.. والنظام السياسي يحدد صلاحيات كل منصب.. وعندما يتغير النظام السياسي لا بد من أن تتغير صلاحيات المنصب بأي اتجاه كان.. وهذا شيء بديهي وطبعا هذا يشمل كل شيء حتى صلاحيات الرئيس.. أما الرئيس وما يطرح عنه فهذا الموضوع مرتبط بالشخص وهذا يختلف عن الصلاحيات.. وكل شخص يسعى إلى المنصب يحتقر.. هكذا أرى الأمور.. إذا المنصب هو مجرد أداة وليس هدفا.. الهدف هو المشروع الذي يقدمه الشخص للمجتمع ودعم الشعب لهذا المشروع.. وصولا إلى حالة أفضل بالنسبة لسورية.. ما قامت به وسائل الاعلام المعادية بشكل عام.. العربية وغيرها.. هو أنها حاولت أن تظهر أن المشكلة ليست في مشروع خارجي ولا قوى تأتي من الخارج ولا في التطرف.. المشكلة هي رئيس مرفوض من قبل الشعب وهذا الرئيس متمسك بالكرسي وهو يقتل شعبه من أجل الكرسي.. هذا ما يطرح بشكل مستمر.. لذلك طرحوا قضية التنحي.. الحقيقة أن المنصب ليس له قيمة.. إن لم يكن هناك دعم شعبي فالمنصب لا يقدم شيئا للشخص.. فما يجب أن يقاتل المسؤول من أجله هو الدعم الشعبي والرضى الشعبي.. لذلك أقول أن ما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الأساس بالنسبة لبقاء الرئيس أو ذهابه.

سؤال.. البعض أطلق مصطلح التفاوض مع النظام.. وليس الحوار مع النظام.. وفهمنا من بعض المسؤولين السوريين بأنهم قد رفضوا هذا المصطلح.. ما الذي فهمتموه من مصطلح التفاوض مع النظام والمفاوضات…

من يفترض نفسه بأنه يتبع لقوى خارجية كما هو الحال بالنسبة للبعض فيمكن أن يطرح كلمة التفاوض

السيد الرئيس: أنا دائما أشبه البلد أو الدولة أو المجتمع أو الوطن بالعائلة.. عندما يجلس رب العائلة أو ربة العائلة مع الأولاد أو يجلس الأولاد مع بعضهم أو تجلس العائلة مع بعضها.. فهي لا تتفاوض بل تتحاور.. فعندما نجلس مع بعضنا كسوريين نتحاور.. فنقول الحوار بين السوريين ولا نقول التفاوض بين السوريين.. أما إذا افترض الشخص نفسه بأنه غريب “فيستطيع أن يسميه تفاوضا”.. وإذا افترض نفسه بأنه يتبع لقوى خارجية كما هو الحال بالنسبة للبعض فيمكن أن يطرح كلمة التفاوض.. ولكن أن نقبل بها أيضا فلذلك أسس ومحددات.. أنت تفاوض نظراءك.. فإذا كنت دولة فأنت تفاوض دولة.. فالدولة لا تفاوض أشخاصا.. إذا كنت حزبا تفاوض أحزابا.. ولكن لا تفاوض أشخاصا.. إذا كنت حزبا لك قاعدة فلا تفاوض أشخاصا يطلقون على أنفسهم اسم حزب أو تيار أو أي شيء لكن لا يوجد لديهم قاعدة.. هناك نوع من التناظر عندما تطرح التفاوض.. فعلى من يطرح التفاوض أن يحدد نفسه.. هل هو سوري يتحاور مع سوريين.. أم أجنبي.. ومن يمثل.

سؤال.. جولة سريعة على المنطقة.. نجد زيارة لكيري.. كذلك اعتذار إسرائيل من تركيا.. استقالة حكومة لبنان وتكليف تمام سلام بحكومة جديدة.. اللافت للنظر هو الوضع في درعا وما قيل عن دور للأردن بهذه الأحداث.. هل ما يجري من أحداث دبلوماسية وسياسية ترافق أحداثا على الأرض هي محض مصادفة في سورية اليوم..

السيد الرئيس: أعتقد بأن هناك إجماعا أن ما حصل مؤخرا ليس مصادفة.. أعتقد بأنه لو سألت أي إنسان بهذه المنطقة وفي سورية تحديدا.. غير مطلع وغير متابع للسياسة.. فسيقول لك ان هذه الأمور مترابطة زمنيا.. وعمليا السيد الذي يديرها هو سيد واحد.. واضح هذا الموضوع إعلاميا.. هو ليس عملا سريا.. أتى أوباما ويأتي كيري إلى نفس الدول المعنية بهذا التصعيد.. وخاصة ما يحصل في درعا.. لو ربطنا الأمور مع بعضها فهذا يدل على شيئين.. أولا يدل على أن العامل الخارجي هو عامل أساسي فيما يحصل في سورية منذ اليوم الأول.. وهذا كان من الصعب إقناع الناس به.. ثانيا أنه كلما حققنا نجاحات فسوف نشهد المزيد من التصعيد.. لأن تلك القوى الخارجية لن تستسلم.. فأنا معك بأن العملية ليست مصادفة ولكن من الخطأ ألا نتوقعها مسبقا أو ألا نراها واضحة.

سؤال.. سيادة الرئيس.. يتزايد الكلام كثيرا في الآونة الأخيرة بأن الأردن بات لاعبا اساسيا في الحرب الدائرة على سورية.. يعني معسكرات تدريب.. مقرات اجتماعات.. وقياد ات حتى عسكرية للجماعات الإرهابية على الأرض.. وربما دخول أعداد كبيرة من المسلحين والسلاح عبر الحدود هذا ربما يفسر أيضا عودة الأمور في درعا إلى المربع الأول بعد فترة من الهدوء.. ما الدور الذي يلعبه الأردن..

من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سورية في الوقت الذي كان الأردن قادرا على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين

السيد الرئيس: وصلنا الكثير من هذه المعلومات بشكل رسمي.. البعض منها طبعا عبر الإعلام وقرأناها وسمعناها جميعا.. البعض منها عبر الأقنية الدبلوماسية.. والبعض الآخرعبر الأقنية الأمنية.. وكلها تصب في نفس الاتجاه.. قمنا مباشرة بإرسال مبعوث سياسي من وزارة الخارجية بشكل غير معلن إلى الأردن منذ أقل من شهرين لكي يطرح هذه المعطيات مع المسوءولين في الأردن ويحذر من أن مخاطر ما يحصل لن تمس سورية فقط.. طبعا سمع كل ما من شأنه أن ينفي هذه المعطيات.. ثم حصل التصعيد في درعا.. ورأينا أن الآلاف من المسلحين والإرهابيين مع سلاحهم وذخائرهم يأتون من الأردن.. فقمنا بإرسال مسوءول أمني منذ نحو الشهر أو أقل بقليل أيضا والتقى مع نظرائه الأمنيين في الأردن وشرح لهم المعطيات الموجودة لدينا وأيضا سمع نفيا كاملا من قبلهم حول تورط الأردن بكل ما يحصل.. هذا غير منطقي.. لنفترض أولا بأنه لا توجد معسكرات.. لأن ما طرح حول معسكرات للتدريب معلومات غير مدققة بالنسبة لنا.. لكن ما هو مدقق ومؤكد ومن اعترافات الإرهابيين ومن مشاهدتنا هو قدومهم من خلال الحدود الأردنية.. من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سورية.. في الوقت الذي كان الأردن قادرا على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين عبر السنوات الماضية.. هذا الكلام غير مقنع.. نتمنى من بعض المسؤولين الأردنيين الذين لا يعون خطورة الوضع في سورية وما يعنيه بالنسبة للأردن.. كما يعني بالنسبة للدول الأخرى.. أن يكونوا أكثر وعيا في تقدير هذا الشيء لأن الحريق لا يتوقف عند حدودنا والكل يعلم أن الأردن معرض له كما هي سورية معرضة له.. نتمنى أن يتعلموا من الدروس التي تعلمناها من مرحلة الإخوان المسلمين.. تلك المرحلة الخطيرة.. نتمنى منهم أن يتعلموا مما تعلمه المسؤولون العراقيون الذين يعون تماما أهمية الاستقرار في سورية.. بغض النظر عن بعض الخلافات التي كانت موجودة بيننا وبينهم في سنوات سابقة.. ولكن نتيجة هذا الوعي ونتيجة الدروس المستفادة تعلموا أن الحريق في سورية لا بد أن ينتقل إلى دول الجوار.. هذا ما نتمناه.

سؤال.. سيادة الرئيس.. الأردن وقطر والسعودية.. معظم دول الخليج.. طبعا نتحدث هنا عن فصيل من لبنان.. هنالك أيضا حكومات في تونس ومصر وليبيا واليمن.. نتحدث عن حكومات هنا ولا نتحدث عن شعوب هل من المعقول أن يكونوا جميعا على خطأ وأنتم على صواب..

هل من المعقول أن يكون 300 مليون عربي على خطأ وبضعة عشرات من المسؤولين على صواب

السيد الرئيس: دعنا نطرح السؤال بطريقة أخرى.. هذه الدول كانت تجتمع ونحن كنا جزءا منها في القمم العربية.. على الأقل منذ أول قمة عربية في عام 2000 على خلفية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.. وبعدها في حرب العراق وبعدها مع طرح مشروع الشرق الأوسط وخارطة الطريق على خلفية انتصار أمريكا بغزو العراق كما كان يسوق في ذلك الوقت.. والقمم على خلفية الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006 وبعدها في 2008 في الحرب على غزة.. في كل هذه المفاصل.. أنت كمواطن عربي وأنت كمواطنة سورية هل كان لديكم الثقة بأي قمة من هذه القمم.. ألم تسمعوا من كل المواطنين العرب كل أنواع الذم لهذه القمم ولنا كمسؤولين عرب نجلس في تلك القاعة.. هذا يجعلنا نسأل سؤالا انطلاقا من سؤالك.. هل من المعقول أن يكون 300 مليون عربي على خطأ وبضعة عشرات من المسؤولين في القاعة على صواب.. هذا يعطينا الجواب بشكل واضح.. النقطة الثانية..هذه الدول التي نتحدث عنها يجب ألا نلومها كثيرا لأنها غير مستقلة.. القرار ليس بيدها.. البعض منها موجود بقوة السيد الأمريكي.. والبعض منها أتى مؤخرا عبر الناتو.. والآخر على كف عفريت وهو يعيش في بلد مضطرب وشعبه غير راض عنه.. فهم بحاجة لشرعية قبل أن يعطونا الشرعية.. كما قلت قبل أيام.. الجامعة العربية كلها بحاجة لشرعية.. ولكن دعنا نضع كل هذا الكلام جانبا ونلقي به في سلة المهملات لسبب بسيط لأن كل هؤلاء لا يعنوننا.. من يحدد إذا كنا على خطأ أو على صواب هو الشعب السوري أنا شخصيا وكل مسؤول سوري مسؤولون أمام الشعب السوري.. فالشعب السوري فقط هو الذي يقول نحن أصبنا أم أخطأنا.. نحن على حق أم على خطأ.. وأي جهة أخرى لا تعنينا.

سؤال.. أيضا إذا ذهبنا من هذه الدول إلى الجوار العراقي.. القاعدة في العراق أعلنت مؤخرا أن جبهة النصرة تابعة لها ..وجبهة النصرة بالمقابل بايعت زعيم القاعدة أيمن الظواهري.. سيادة الرئيس.. من نقاتل في سورية الآن.. نقاتل القاعدة ام جماعات إرهابية مسلحة أم نقاتل مقاتلين معتدلين..

كل من يحمل السلاح ويعتدي على المواطنين هو إرهابي..مصطلح “المقاتلون المعتدلون” هو أسلوب أمريكي للتبرير أمام شعوبهم

السيد الرئيس: كل من يحمل السلاح ويعتدي على المواطنين هو إرهابي.. سواء كان ينتمي للقاعدة أم غيرها.. إذا أردنا أن نقسم الإرهابيين لقاعدة أو غير قاعدة فهذا ممكن وهذه حقيقة.. ولو أن القاعدة هي الطاغية الآن في سورية تحت عنوان جبهة النصرة.. أما مصطلح “المقاتلون المعتدلون” فهو أسلوب أمريكي للتبرير أمام شعوبهم.. حاربت أمريكا طالبان بعد أحداث 2001 وبعد سنوات عديدة اكتشفت أنها لم تحقق أي انجاز في أفغانستان.. فالخسائر الأمريكية كثيرة والكره لأمريكا يزداد والإرهاب ينتشر أكثر في العالم.. لذلك أرادت أن تبرر الحوار مع هذه المجموعات واستخدامها ضد بعضها.. أو ربما لأهداف أخرى سياسية.. فقالت انه هناك طالبان جيد وطالبان سيئ.. الآن يتحدثون عن الإرهابي المعتدل.. لا يوجد إرهابي معتدل.. هو إرهابي.

يسمونه مسلحا.. يسمونه معارضة مسلحة.. هذا المصطلح يقدم لشعوبهم إعلاميا لأنهم ذهبوا بعيدا في تصوير الوضع بأنه صراع بين حاكم ومحكوم مظلوم.. هكذا كانت الصورة.. ظهر الإرهاب ولاحقا ظهرت هوية هذا الإرهاب وهو إرهاب متطرف ولم يتمكن الإعلام الغربي من إخفاء هذه الحقيقة..فبماذا يبررون دعم المعارضة.. بماذا يبررون إرسال أموال وسلاح ودعم لوجستي تحت عناوين مختلفة.. دعم غير قاتل.. مساعدات غير قاتلة.. مساعدات مدنية.. في النهاية لا يمكن تبريرها إلا تحت عنوان “مسلحون معتدلون”.

سؤال.. ولكن قلتم قبل قليل ان القاعدة هي العنصر الغالب في سورية حاليا من حيث العدة والعتاد.. إذا بهذا المعنى الغرب يسلح القاعدة ويمولها.. كيف نفهم ذلك..

السيد الرئيس: الحقيقة أن الغرب دائما يستخدم أي عنصر يظهر في الساحة حتى ولو كان هو ضد هذا العنصر.. والدليل أنهم يحاربون القاعدة في مالي ويدعمونها في سورية ويدعمونها في ليبيا.. نفس المجموعات المتطرفة التي قاتلت في سورية كانت مدعومة في ليبيا وهي نفسها التي تدعم مالي وقاتلوها في مالي.. هذا ما يسمى ازدواجية المعايير وأنا اسميه ثلاثية المعايير ورباعية المعايير.. وإذا كان هناك ألف معيار فلا مانع لديهم.. هم يستخدمون أي ورقة تضر أي بلد لا يرضون عنه.. وبالتالي في حالة سورية هم سعداء بأن تأتي القاعدة.. فهم أولا يتخلصون من هؤلاء العناصر في مناطق مختلفة سواء كانوا يحاربونهم في ليبيا أو في مالي أو في أفغانستان أو في أي مكان.. هذه العناصر تأتي إلى سورية وهذا يخفف الضغط في مناطق أخرى.. من جانب آخر هذا يؤدي إلى التخريب في سورية بغض النظر عمن ينتصر.. انتصرت الدولة أو انتصرت القاعدة أو غيرها.. بالمحصلة سورية ستدفع الثمن وسيكون الثمن غاليا.

الغرب لا يعرف أو ربما يعرف ولا يعي الآن بأن هذا الإرهاب سيعود إليه وقد بدأت الصحافة الغربية تتحدث عن مخاطر عودة هؤلاء

ونحن نرى الآن نتائج التخريب بالنسبة للبنى التحتية وبالنسبة لتخريب الفكر في سورية.. فهذا يعني حتى لو ربحت الدولة فستكون دولة ضعيفة.. هذا ما يهدف إليه الغرب من هذا الدعم.. ولكن بنفس الوقت هذا الغرب لا يعرف أو ربما يعرف ولا يعي الآن بأن هذا الإرهاب سيعود إليه وقد بدأت الصحافة الغربية تتحدث عن مخاطر عودة هؤلاء.

في الحقيقة.. كما مولوا القاعدة في أفغانستان في بدايتها ودفعوا الثمن غاليا لاحقا.. الآن يدعمونها في سورية وفي ليبيا وفي أماكن أخرى ويدفعون الثمن لاحقا في قلب أوروبا وفي قلب الولايات المتحدة.

سؤال.. مصطلح آخر نسمع عنه منذ فترة وهو التدخل الإنساني.

السيد الرئيس: مؤخرا طرح مصطلح التدخل الإنساني ورأينا نماذج عملية لهذا التدخل الإنساني.. رأيناه في وقوف الغرب مع الشعب الفلسطيني منذ ستين عاما ضد الإسرائيليين لصالح الشعب الفلسطيني.. رأينا التدخل الإنساني في فيتنام.. رأيناه في الحرب الكورية.. في الحرب الكورية قرأت عدة أرقام.. في الحد الأدنى قتل ثلاثة ملايين.. وهناك من يقول ان عدد القتلى بالنيران الأميركية تسعة ملايين في كوريا الشمالية وحدها.. ورأيناه في العراق وأنت تعرف أكثر من أي شخص نتائجه.. ورأيناه مؤخرا في ليبيا.. ورأيناه في سورية.. وطرح بالتوازي مع التدخل الإنساني مصطلح آخر الآن وهو المسؤولية الأخلاقية.. أنا أعتقد أن التدخل الإنساني هدفه الوحيد تدمير الإنسان السوري بكل بساطة والمسؤولية الاخلاقية التي يتحدثون عنها مؤخرا هي مسؤولية في سحب الأسس الأخلاقية وفي تدمير الأسس الأخلاقية التي يقوم عليها المجتمع السوري وفي مقدمتها الكرامة والتمسك بالحقوق.. يعني أن نكون شعبا خانعا ونعترف بأنه لا يمكن هزيمة القوى الكبرى.. تكريس هذه الفكرة وتكريس مبدأ الخنوع.. يجب أن نعرف أن هذه المصطلحات تكرس بالنسبة لنا شيئا معاكسا.. أن نقول دائما لا للخنوع ولا للتبعية ولا للاستسلام ولا للانهزام.

سؤال.. سيادة الرئيس.. منذ سنتين ونيف والأزمة مستمرة.. برأيكم ما الذي أطال أمد الأزمة السورية..

السيد الرئيس: عوامل مختلفة.. هناك عوامل خارجية وعوامل داخلية.. العوامل الخارجية تحدثنا عنها.. أما العوامل الداخلية فعندما تقوم بعمل على الساحة المشكلة لابد لك من إجماع وطني.. فلا شك بأنه كان لدينا مشكلة في البداية بإقناع الكثير من السوريين بحقيقة ما يجري.. وأنت تذكر خطابي الاول في مجلس الشعب والانتقادات التي وجهت له.. عم يتحدث.. أي مؤامرة.. كلما حصل شيء تقولون انها مؤامرة.. مع أنني تحدثت عنها بشكل بسيط وقلت في نهاية الخطاب نحن مستعدون للمواجهة.. وقالوا إن القضية قضية عاطفية.. أي انني لو ذهبت إلى درعا لكانت حلت المشكلة.. وقلت للكثيرين في ذلك الوقت ان القضية لم تبدأ بعاطفة لكي تنتهي بعاطفة.. هذا مخطط.. صحيح أن هناك مشاكل وعوامل وثغرات داخلية يبنى عليها..لكن القضية في جوهرها مخطط خارجي.. فكنا أمام مشكلة في إقناعهم بأن ما يحصل في الإعلام الخارجي تزوير وبأن من يقتل المتظاهرين ليست الدولة.. وبأن هناك جهات أخرى تقوم بإطلاق النار على الطرفين من أجل تأجيج المشاعر.. كان من الصعب لاحقا إقناعهم بأن هؤلاء المسلحين ليسوا جيشا حرا.. فهو جيش مرتبط وليس حرا.. يعمل بالأموال ويقتل من خلال الأموال.. كان من الصعب إقناعهم بأن الجزء الأكبر من المظاهرات مدفوع.. انظر إلى المراحل.. عندما ظهرت القاعدة.. كان من الصعب أن نقنع الكثيرين بأن القاعدة دخلت على الخط حتى رأوا كل هذه الأشياء بأعينهم.. مع كل أسف لدينا شرائح ترى الأمور متأخرة عندما يكون الأوان قد فات.. فالإجماع الوطني في كثير من الحالات ضروري.. وهي نقطة مهمة.. كم من الوقت نحتاج حتى نقنعهم بأن الدولة لا تهدم المساجد.. وآخر حادثة في الجامع العمري.. رأينا على اليوتيوب وعلى شاشة التلفزيون كيف قاموا بتفجير المئذنة.. بالنسبة للمجازر.. كل مجزرة كانت توضع برسم الجيش العربي السوري.. مع كل أسف لدينا شريحة كانت تسير بالعكس.. ما خلق قاعدة للفوضى في سورية.. إن لم يكن بالسلاح فبالفكر.. هناك من وقف مع الإرهابيين دون أن يشعر.. أنا لاأتهمه بسوء النية ولكن عن جهل ودون أن يشعر.. بالقلم والفكر والحديث وبالمنطق الخاطئ.. هؤلاء عرقلوا.. البعض منهم أو لأقل الغالبية اكتشفت أنها على خطأ ولكن البعض حتى الآن لم يكتشف الحقيقة.. هذا هو العائق الأكبر.

سؤال.. هذه مقومات استمرار الأزمة سيادة الرئيس.. ولكن ماذا عن مقومات صمود الدولة حتى الآن.. على الرغم من كل هذا التجييش..

لولا هذا الشعب لانهار كل شيء ليس بأسابيع كما سوقوا بل بأيام.. الدولة قوتها من قوة الشعب وضعفها من ضعف الشعب

السيد الرئيس: أنا لا أقول الدولة صمدت.. أقول الشعب صمد.. هذا الشعب العظيم صمد في هذه الحرب عامين.. حتى الشعب نفسه لا يعرف ما هو حجم الهجمة.. كثير من الناس لا يعرفون ما هو حجم الهجمة.. ولكن هو يلامس تداعياتها.. ومع ذلك صمد.. هذا حقيقة.. شعب عظيم.. وهذا يؤكد على جوهر سورية.. ولولا هذا الشعب لانهار كل شيء ليس بأسابيع كما سوقوا.. بل بأيام.. فأنا لا أقول صمدت الدولة.. الدولة قوتها من قوة الشعب وضعفها من ضعف الشعب.. والمقاومة في لبنان انتصرت في 2006 بشعبها قبل مقاتليها.. ولولا الشعب الداعم لها والصامد معها لا يمكن أن تصمد.. وهذا هو الوضع في كل دولة.. وسورية ليست استثناء.

سؤال.. سيادة الرئيس.. تحدثنا عن كل ما هو سياسي وميداني.. لكن دعني أنتقل قليلا إلى الشق الإنساني.. أنتم أب ..ماذا تشرحون لأولادكم عن الحاصل في سورية.. ماذا تقولون لهم…

السيد الرئيس: بالمناسبة.. أنا عندي ثلاثة أبناء وليس خمسة كما يسوق البعض.. بالعودة إلى السؤال.. هذا الموضوع موضوع عام.. وأنا أتشارك فيه كأب مع كل الآباء.. لا شك بأن الأحداث التي مرت بها سورية وتداعياتها وآثارها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وما رأيناه على شاشات التلفزة وما يسمعه الأطفال في المدارس من حوارات ونقاشات تختلف عما اعتادوا عليه قبل الأزمة سيترك تأثيرات خطيرة وسلبية على مستقبل سورية لأنهم سيكونون الجيل المقبل.. وهذا أحد أهداف الهجمة.. وهو كما قلت قبل قليل تدمير الإنسان.. الشيء الأول الذي علينا أن نركز عليه هو أن يخرج هذا الطفل السوري من الأزمة وهو أكثر إيمانا بالله.. لأن أكثر عبارة استخدمت في عمليات التخريب هي “الله أكبر”.. كيف يمكن أن نشرح لهذا الطفل بأنه لا يوجد أي ربط بين عبارة “الله أكبر” وبين مطلق الشر وهو قتل إنسان بريء.. هذا الموضوع لن يكون سهلا.. علينا أن نشرح لهم كم تعني هذه الكلمة من خير ومحبة ووحدة وطنية.. وكل الخير المطلق فيها.. يجب أن يفهم الطفل هذه النقطة.. لأنه انطلاقا من هذا الإيمان عندها يمكن أن ننطلق للإيمان الآخر وهو الإيمان بالوطن وبقوة الوطن ووحدة الوطن.. وإذا آمن بالله والوطن يكون إيمانه بنفسه صلبا ومتمكنا.. عندها نطمئن لسورية.. أنا أعتقد أن المسؤولية تأتي في هذا الإطار إذا أردنا أن نحافظ على وطننا وأن نعمل على الأطفال فلأننا نحن أمام جيل تشرب الكثير من المفاهيم الخاطئة والسيئة والشريرة.

لا يوجد خيار أمامنا سوى الانتصار

سؤال.. كم تبدو متفائلا في نهاية المطاف سيادة الرئيس..

السيد الرئيس: لو لم يكن هناك تفاؤل في سورية بشكل عام وخاصة من يضعون أرواحهم.. كما نقول بالعامية.. على أكفهم ويقاتلون من أجل أن نحيا جميعا.. لو لم يكن هناك تفاؤل لما قاتلنا بالأساس ولما صمدنا كسوريين.. ولكن هذا التفاؤل نستمده كمسؤولين وكدولة من الشعب.. وأستمده أنا شخصيا باللقاء مع المواطنين.. ولكن بشكل خاص من عائلات الشهداء.. هذه العائلات جبارة.. جبارة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. عندما تجلسين مع أم أو أب واخوة وأبناء ويقولون قدمنا الشهيد الأول ومستعدون لأن نقدم الثاني والثالث والرابع.. هذه وطنية لا حدود لها.. هذا ما يدفعنا للتفاؤل.. ولا يوجد خيار أمامنا سوى الانتصار.. إن لم ننتصر فسورية تنتهي.. ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة لأي مواطن في سورية.

المذيع.. شكرا جزيلا.

السيد الرئيس: أنا أيضا أريد أن أشكركم مرة أخرى وأحيي كل العاملين في قناة الإخبارية السورية وأنقل عبركم التحية لكل مواطن سوري في هذه المناسبة الغالية والجامعة.. مناسبة عيد الجلاء.. التي أتمنى إن شاء الله أن تأتي في العام القادم وتكون سورية قد تجاوزت أزمتها وضمدت جراحها.

هل يخلع الإبراهيمي العباءة العربية عن مهمته السورية؟

خلافات خليجية تحبط مخططاً قطرياً لخطف أمانة «الجامعة»

محمد بلوط

الثأر في نيويورك لما جرى في الدوحة والقاهرة، أو الصدام بين وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم وسياسة الاستحواذ على الجامعة العربية ومبعوثيها وبين الديبلوماسي الجزائري العتيق الأخضر الإبراهيمي والنزعة الاستقلالية. الإبراهيمي حاول التخفف من عبء تمثيل جامعة العرب وتنفس الصعداء، والاكتفاء برسالة بان كي مون إلى الرئيس السوري بشار الاسد والعواصم الأخرى للعودة بها مرة أخرى إلى العملية السياسية بعنوان وحيد ومقبول: الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا فحسب، من الآن فصاعداً. أما المبعوث «العربي» الإبراهيمي فإلى ركن منسي، مع صفعة ديبلوماسية لم يسبق أن وجهها مبعوث دولي من عيار الأخضر الإبراهيمي إلى الجامعة العربية.

هذه الأخيرة كادت أن تتعرّض في الساعات الأخيرة، مع إدارة الديبلوماسي الجزائري المخضرم ظهره لها، إلى خسارة معنوية فادحة لم يسبق لمنظمة إقليمية بحجمها ومكانتها، دخلت بشراكة مع الأمم المتحدة، أن شهدتها. وبهذه الصفعة الاستقالة، يواجه كذلك محور الدوحة اسطنبول – الرياض والأمانة العامة للجامعة العربية الردّ العربي (القاسي) الوحيد، من دون إرادة من الإبراهيمي ربما، على تكريسه «الائتلاف» ممثلا لسوريا في قمة الدوحة، من دون حسبان مخاطر موقف تكليفه (الإبراهيمي) بوساطة دولية فيما يعلن أطرافه الحرب وينحازون للخيار العسكري، ويدعون من شاء لتسليح المعارضة بينما هو يدعوها في جنيف وبرلين ولندن إلى الحوار.

وبتصريح صحافي ينهي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أسبوعين من توقعات متضاربة حول المدى الذي سيذهب إليه الأخضر الإبراهيمي في الاحتجاج على الطعنة التي وجهها القطريون والأتراك والسعوديون والمحور الخليجي في قمة الدوحة لمبعوثيته العربية والدولية، وما إذا كان سيلقي بعيداً عن كاهليه بشقي المهمة الدولي والعربي معاً أو يرجح الدولي منهما إذا ما قرر البقاء. فمنذ اعتراف الجامعة العربية بـ«حكومة الائتلاف» أضحى صعباً على الإبراهيمي الجمع بين المبعوثية العربية والأممية، لأنه من غير الممكن مبدئياً، الجمع بين العمل على قيام حكومة انتقالية كما تنص مرجعية جنيف، وبين تمثيل مجموعة كالجامعة العربية تقيم وتؤيد «حكومة مؤقتة» تسيطر على قسم من سوريا، وتعارض في السياسة والتسليح حلّ الحكومة الإنتقالية الذي كلفته الأمم المتحدة وضعه حيّز التنفيذ. وحتى مساء أمس حاول بان كي مون إعادة ساعة الإبراهيمي إلى الوراء، مؤكداً التسريبات عن نية الإبراهيمي التخلي عن مبعوثيته العربية ورافضاً في الوقت ذاته فصم الشراكة بين الجامعة العربية والأمم المتحدة في سوريا، متمثلة حتى الساعة بمهمة الإبراهيمي. ووصف بان كي مون فكرة تخلي الإبراهيمي عن المبعوثية العربية والبقاء مبعوثاً أممياً حصرياً بالقول إن الإبراهيمي كان وسيبقى ممثلاً خاصاً ومشتركاً للجامعة والأمم المتحدة.

وكانت الأمم المتحدة قد بدأت في العقد الأخير سياسة شراكة ديبلوماسية مع المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومجلس التعاون الخليجي لحل الأزمات في دارفور والصومال واليمن ومالي وغيرها، وتشكل مبادرة الإبراهيمي في سياقها نكسة كبيرة. ولكنه من غير المستبعد أن يلجأ الابراهيمي إلى الإستقالة كلياً، بسبب المرارة الكبيرة التي يعانيها جراء المواقف القطرية بشكل خاص، كما أنه ليس من المستبعد أن تفضل الأمم المتحدة الإبقاء على شراكتها مع الجامعة العربية والطلاق مع الإبراهيمي مع قناعة أممية أن الجامعة العربية تعطل العمل الأممي، وهي قناعة تدعمها روسيا بشكل خاص. ويُذكر أن اسم مدير مكتبه الدمشقي مختار لماني، وهو ديبلوماسي مغربي محترف، بات يطرح في الساعات الأخيرة لخلافته إذا ما قرر الإبراهيمي الذهاب حتى النهاية، ولم يستطع الاحتفاظ بالمبعوثية الأممية كما يرغب.

ورفض الإبراهيمي محاولات قام بها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لثنيه عن قراره الاستقالة من مبعوثيته العربية في الساعات الأخيرة، تخللها نفي أن يكون العربي قد تلقى أي استقالة من الإبراهيمي. وقال مصدر ديبلوماسي عربي لـ«السفير» إن الإبراهيمي جاء إلى القاهرة وأبلغ الجامعة العربية بعد مؤتمر الدوحة مباشرة رغبته بالتخلي عن تكليفه بمبعوثية الجامعة العربية للتفرغ للعمل للأمم المتحدة. وأبلغ الإبراهيمي العربي أنه يقوم بذلك بعد تشاوره مع الأمين العام للأمم المتحدة، ما يعني أن الأمانة العامة للأمم المتحدة كانت تشاطره الرأي في تعطيل الموقف العربي، من الآن فصاعداً، للمهمة الدولية. وقال المصدر العربي إن «الإبراهيمي بات يدرك أن الأمين العام للجامعة العربية رجل ضعيف، لا يمكن التعويل عليه، وقد أصبح دمية بيد القطريين الذين يستخدمونه لتنفيذ سياستهم السورية في الجامعة العربية وهو عاجز عن مقاومة طلباتهم».

وفي السادس من نيسان الماضي، عاد مبعوث الإبراهيمي إلى دمشق مختار لماني، عبر بيروت، في زيارة هي الأخيرة للقاء المسؤولين السوريين بعدما كان مكتبه قد أغلق لأسباب أمنية أسابيع مضت. ويبدو أن السوريين كانوا على اطلاع باتجاه الإبراهيمي إلى إحياء مهمته بالتخلي عن حقيبته العربية، وقد شكلت الزيارة محاولة لترميم العلاقات مع السوريين الذين شنوا حملة واسعة على الإبراهيمي رداً على مجموعة من المواقف اعتبروا فيها أنه خرج بها عن إطار مهمته وحيادها.

كما أبلغ الإبراهيمي الجامعة العربية أن لماني قد يصبح قناة الاتصال الأخيرة مع دمشق إذا ما رغبت، وهو على اطلاع واسع بكافة التطورات الداخلية، ولكن تكليفا عربياً لم يصدر حتى الآن بشأنه.

وكان القرار العربي في الدوحة قد أجهز على كل محاولات الحل السياسي بنظر الإبراهيمي، وأدى إلى إضعافه إزاء الأمم المتحدة، وشركائه الروس بشكل خاص. إذ أغلقت بوجهه طريق موسكو، المستاءة من الموقف العربي وانحيازه إلى خيار المعارضة المسلحة بأي ثمن. وعليه، أصبح إخراج الجامعة العربية والقطريين من حيّز الوساطة ونزع شراكتها مع الأمم المتحدة شرطاً روسياً لكي يستعيد الإبراهيمي المدد الديبلوماسي الروسي. وأصبح عسيرا عليه المضي في مهمته من دون الدعم الروسي الحيوي لبيان جنيف، ولبقائه في منصبه وهو ما خبره في تغييبه في الأشهر الأخيرة عن الملف السوري، بل وتجاهله في البيانات الدولية عنها، لاسيما بيان دول «البريكس» في جنوب أفريقيا، قبل أن يبعثه من الغيبة بيان وزراء خارجية الدول الثماني في لندن الأسبوع الماضي. كما أنه لم يُقيّض للإبراهيمي أن يلتقي أيا من وزير الخارجية سيرغي لافروف أو مساعده ميخائيل بوغدانوف، منذ كانون الثاني الماضي، وهو ما اضطره إلى مصارحة الكثيرين من الديبلوماسيين عن ضيقه بالمهمة وشعوره بالضجر، من دون أن يفكر بالتخلي عن منصبه جديا. وعانت العملية السياسية من تجميد روسي مع الأميركيين بعد أربعة اجتماعات متتالية أحيت الأمل بتفاهم عليها. وكان الروس قد أرسلوا إشارات عديدة تفصح عن تفضيلهم، العودة إلى صيغة تنزع الغطاء الدولي عن الجامعة العربية، إزاء حقيقة أن أكثر الاجتماعات المتعلقة بسوريا، لم تعد تعقد في القاهرة وإنما في الخارجية القطرية مباشرة، تحت إشرافها، وأن الإبراهيمي لم يعد لاعبا مهما.

وكان الإبراهيمي قد اصطدم منذ بداية تكليفه الصيف الماضي بالمبعوثية المزدوجة بالقطريين وسيطرتهم على اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا، عندما رفض استدعاء حمد بن جاسم له إلى فندق «الفصول الأربعة» في القاهرة في شبه إملاء للديبلوماسي المخضرم، الذي رد بتوجيه دعوة للاجتماع في مقر الجامعة العربية. ومنذ البداية، كان الإبراهيمي يشتبه بوجود رهان عسكري عربي وشكك لدى مقربين بوجود نوايا قطرية وعربية لاستخدامه لتمرير الوقت وفرض الوقائع على الأرض. كما اشتكى من انعقاد معظم اجتماعات الجامعة بشأن سوريا في الدوحة وليس في مقر الجامعة العربية في القاهرة، بإشراف الخارجية القطرية. وهكذا كان الإبراهيمي يفضل أن يقتصر تكليفه على رسالة بان كي مون في الأمم المتحدة، فضلا عن أن دمشق نفسها، لم تأخذ على محمل الجد مبعوثيته العربية، ولم تقبل أن تستقبل مساعده ناصر القدوة المعين مبعوثا عربياً.

ويُعدّ مجرد رمي الإبراهيمي بالمبعوثية العربية جانباً صفعة للقطريين بشكل خاص، لأنه يقتصر على التخلي عن الشق العربي وحده من دون الدولي، ما يشير بوضوح إلى أن الإبراهيمي يتهم العرب بعرقلة مهمته. كما أن التوقيت الذي قام بتقديمه أربعا وعشرين ساعة على الموعد الأساسي للتقرير الذي كان عليه أن يقدمه مساء اليوم، وليس أمس، يعمق هذا الاتهام، وينزع عن الجامعة العربية شرعية تمثيل موقف عربي جامع. وقبل أيام من تقدمها أمام الجمعية العامة بطلب التصديق على قرارت الدوحة، وتسليم مقعد سوريا في الأمم المتحدة لـ«الائتلاف»، يقوم مبعوثها العربي الجزائري بردّ علمها وعناوينها ورفض تمثيلها، مثيراً سجالاً مشروعاً حول حقيقة موقفها من الحل السياسي في سوريا، رافعاً الغطاء عن خلافات داخل المجموعة العربية، وهيمنة محور إقليمي فيها على سياسات الجامعة وتوجهاتها على حساب المجموعات العربية الأخرى. وتعيد الاستقالة من المبعوثية العربية وحدها الإبراهيمي إلى المربع الأميركي – الروسي الأول، حيث من المنتظر أن يدفع ذلك الروس إلى مساعدته على تليين موقف دمشق منه، ودفعها إلى استقباله قريباً، وإحياء مهمته وعودته إلى العمل على خط دمشق ــ موسكو ــ واشنطن.

ويفصح قرار الإبراهيمي أيضا عن إدراك لتحول موقف الجامعة عبئا كبيرا على العملية السياسية، وان الجامعة العربية بقيادة تركية ــ قطرية ــ سعودية أصبحت جزءا من المشكلة وطرفا في الخنادق السورية، وليست جزءا من الحل أو طرفا يمكن للإبراهيمي أو غيره أن يتحمل ثقل تمثيله.

وقد تزامن خروج الإبراهيمي من عباءة الجامعة العربية، مع احتمال اندلاع أزمة تشهدها المؤسسة العربية الأكبر حول تجديد أمانتها العامة. ويقول مصدر ديبلوماسي عربي لـ«السفير» إن الأمين العام الحالي للجامعة العربية لن يكمل ولايته، وسيقوم بتقديم استقالته في الثاني والعشرين من أيار المقبل، مع قضائه عامين في الأمانة العامة. وبحسب المصدر العربي، يشعر الأمين العام أنه لم يعد قادراً على الاستمرار في تولي منصبه الحالي لأسباب صحية، وبسبب الضغوط السياسية الكبيرة التي يتعرض لها في الملف السوري وشعوره بأنه تعرض للاستغلال من قبل القطريين وغيرهم. ويبقى العربي حتى أيار لإنجاز مجموعة من الملفات من بينها ملف يتعلق بلقاء مع أوباما نهاية الشهر الحالي.

وكانت استعدادات قطرية تقضي بالقفز على موقع الأمانة العامة للجامعة العربية بمجرد استقالة العربي من منصبه. ووفق السيناريو المتفق عليه منذ العام الماضي، كانت دول الخليج قد توافقت على ترشيح عبد الرحمن العطية، وهو وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري لخلافة العربي، ولكن الملف السوري أعاد خلط الأوراق القطرية، وخرّب حسابات الإمارة الصغيرة لتزعم أكبر منظمة إقليمية عربية في أحرج الأوقات، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الجامعة العربية، باستثناء ترؤس التونسي الشاذلي القليبي لها خلال الحرم العربي لمصر السادات، بعد توقيعها اتفاقية «كامب دايفيد» العام 1978.

ويقول الديبلوماسي العربي إن الخليجيين تراجعوا عن وعودهم بوضع قطر على رأس الجامعة العربية، بسبب الدعم القطري المعلن لـ«الإخوان المسلمين» واتهامها بتشكيل محور إخواني – قطري يهدّد العائلات الخليجية الحاكمة، وخروج الخلافات بشأنهم إلى العلن بين قطر والإمارات والسعودية. وبحسب السيناريو الجديد، من المنتظر أن يطرح السعوديون والإماراتيون مرشحاً مصرياً مقرباً من «الإخوان»، هو وزير الخارجية المصري الحالي محمد كامل عمرو.

اوفد سراً مبعوثين لعمان.. وامريكا ترسل 200 جندي لتأمين الاسلحة الكيماوية

الاسد يحذر: الحريق سيصل الاردن والغرب سيدفع الثمن ويشكك بوطنية المعارضة: تلونت كالحرباء وتقبض من الخارج

دمشق ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’: اكد الرئيس السوري بشار الاسد الا خيار له الا ‘الانتصار’ في الحرب الدائرة في بلاده منذ سنتين، والا فان ‘ســــورية ستنتهي’، واعلن ان الغرب سيدفع ثمن ‘تمويله’ لتنــــظيم ‘القاعدة’ في سورية، في ‘قلب اوروبا وقلب الولايات المتحــدة’، كما انتقد دور الاردن وحذر من وصول الحريق الى حدوده.

وقال في مقابلة بثت مساء الاربعاء عبر قناة ‘الاخبارية’ السورية ‘لا يوجد خيار لدينا سوى الانتصار. ان لم ننتصر، فسورية ستنتهي، ولا اعتقد ان هذا الخيار مقبول بالنسبة الى اي مواطن في سورية’. واضاف ‘الحقيقة ان ما يحصل هو حرب في الداخل ضد لصوص ومرتزقة وتكفيريين’.

وقال الاسد ان سورية تتعرض حالياً لمحاولة استعمار جديدة، وان ما يحصل على الارض هو حرب حقيقية.

واضاف ان ‘هناك قوى كبرى بقيادة الولايات المتحدة لا تريد أن ترى دولاً تحافظ على استقلالها’، وانتقد الغرب لدعمه مؤخراً و’علناً المسلحين لوجستياً وتسليحاً’.

كما انتقد الاسد دور الغرب في ‘تمويل’ تنظيم القاعدة في سورية، واضاف في هذا الاطار ‘كما مول الغرب القاعدة في افغانستان في بدايتها، ودفع الثمن غاليا لاحقا… الآن يدعمها في سورية وفي ليبيا وفي اماكن اخرى، وسيدفع الثمن لاحقا في قلب اوروبا وفي قلب الولايات المتحدة’.

وقال ‘نواجه حالياً قوى تكفيرية تلقت ضربات كبيرة في سورية’، واكد ان الوضع في سورية الآن افضل منه في بداية الأزمة، وتابع ‘نتعامل مع الوضع العسكري كأننا نتعامل مع عدو تقليدي’.

وانتقد الاسد دور الاردن في النزاع السوري، قائلا ‘من غير الممكن ان نصدق ان الالاف يدخلون مع عتادهم الى سورية، في وقت كان الاردن قادرا على ايقاف او القاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين’.

وقال ‘اننا أرسلنا مبعوثين الى الأردن للاطلاع على حقيقة ما وردنا من تقارير حول دور عمان في النزاع السوري، والمعلومات تؤكد وجود معسكرات تدريب ودخول آلاف المسلحين من الأردن الى سورية، والاردن نفى تورطه بكل ما يحصل، لكن ما هو مؤكد ان ارهابيين ومسلحين يدخلون من الحدود الاردنية’. وحذر من ان ‘الحريق لن يتوقف عند حدودنا والأردن معرض لما تعرضنا له’.

وهاجم المعارضة واتهمها بالتذبذب و’التلون كالحرباء’ والقيام ‘بتوزيع الوطنية على الجميع′ معتبرا ‘من قراره مرهون بمن يدفع له ليس وطنياً’.

وقال ان المعارضة هي معارضة منتخبة ولها قاعدتها، وتابع ان هناك قوى رفضت الحوار في البداية ثم وافقت عليه لاحقاً، في اشارة الى الائتلاف، وتابع ‘يمكن أن نتحاور مع أي جهة لكن بشرط عدم تعاملها مع إسرائيل’ واستبعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني.

وعما يتردد في خارج سورية عن تقسيم وطائفية اعتبرها الاسد سياسة تندرج في إطار حرب نفسية على الشعب السوري.

ولم ينف وقوع مناطق تحت سيطرة قوات المعارضة الا انه اكد ان الجيش قادر على دخول اي منطقة يقرر دخولها مشبها الوضع بنظريات الاواني المستطرقة، واكد ان الهدف لم يعد مقاربة ‘الارهابيين’ ولكن القضاء عليهم. وان الاولوية بالنسبة لعمل الجيش هي الناحية الانسانية والعسكرية وليس السياسية والاعلامية.

واكد ان سورية ‘لا تتعامل كدولة على أساس الدين والعرق’، وانها تمثل الجميع.

وهاجم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان واتهمه بمحاولة إحراج سورية من خلال القضية الكردية، مشددا ‘ان معظم الأكراد في سورية وطنيون وهناك أشخاص انتهازيون، وهناك أحزاب كردية زايدت على القضية الكردية’.

واشار الاسد الى ان ‘علامات الإنذار بالخطأ والتطرف بدأت بعد حرب العراق’ وتابع ان ‘الدولة مرآة للمجتمع وما يتم طرحه لا ينسجم ولا يعرف الدولة السورية’.

الى ذلك أعلن الأردن، مساء امس الأربعاء، أنه سيستقبل 200 جندي امريكي على أراضيه لتعزيز قواته المسلّحة ولتأمين الاسلحة الكيماوية على ضوء استمرار تدهور الأوضاع في سورية.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية محمد المومني في بيان تلقت ‘يونايتد برس إنترناشونال’ نسخة منه، إن إرسال 200 جندي من الجيش الامريكي إلى الأردن يأتي ‘ضمن التعاون المشترك بين القوات المسلّحة الأردنية ونظيرتها الامريكية ‘.

وأشار إلى أن هناك ‘تعاوناً وتنسيقاً مستمرين بين الجانبين الأردني والامريكي خاصة في المجالات العسكرية بهدف تعزيز القدرات التدريبية والدفاعية للقوات المسلّحة الأردنية على ضوء استمرار تدهور الأوضاع في سورية’.

ولفت المومني إلى أن ‘هناك ‘اتصالات جرت بخصوص إرسال 200 جندي امريكي ضمن التعاون والتنسيق بين الجانبين الأردني والامريكي’.

غير أن الوزير الأردني لم يحدد متى ستستقبل بلاده الجنود الامريكيين.

وكانت شبكة ‘سي إن إن’ الإخبارية الامريكية نقلت في وقت سابق عن مصادر لم تحددها، قولها إن وزير الدفاع الامريكي، تشاك هاغل، سيصدر أوامره لنشر نحو 200 جندي امريكي في الأردن، في ‘مؤشر قد يدل على تزايد احتمالات التدخل العسكري الامريكي في الحرب الأهلية التي تطحن سورية’.

قطر تدافع عن سياستها تجاه سورية وتؤيد السلام مع إسرائيل

برلين- (د ب أ): رفض رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الانتقادات الموجهة للدور الذي تلعبه بلاده في النزاع السوري.

وقال الشيخ حمد بن جاسم في مقابلة مع محطة تليفزيون (دويتشه فيله) الألمانية، والتي تبث بالكامل الأحد المقبل: “المهم هو كيف نستطيع أن نوقف حمام الدم في سورية. أعتقد إذا كان هناك حل سياسي، فلن يتحقق إلا إذا كان هناك توازن نوعا ما بين القوتين في سورية. نريد فعل شيء عملي بخصوص هذا الموضوع″.

وجدد الشيخ حمد بن جاسم انتقاداته لنظام بشار الأسد، متهما إياه بمحاولة كسب المزيد من الوقت، متسائلا: “هل يريد النظام السوري أن يحل الموضوع سياسيا أم يريد أن يلعب ويأخذ وقته طيلة فترة وجود الأخضر الإبراهيمي الذي نثق به ثقة تامة وندعم مهمته ولم تعطه الحكومة السورية شيئا، هذا كلام فقط لتضييع الوقت وقتل عدد أكبر من الأبرياء في سورية”.

وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت قطر تورد أسلحة للمعارضة السورية ، قال رئيس الوزراء القطري: “هذا قرار سيادي طبعا. لكن جامعة الدول العربية والقمة العربية أقرت هذا المبدأ”.

من ناحية أخرى، أكد الشيخ حمد بن جاسم أن هدف بلاده هو بالأحرى “إحلال السلام والاستقرار في العالم العربي”، وقال: “حتى مع إسرائيل يجب أن يكون هناك سلام، ويجب استرجاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني… مررنا بظروف في وقت من الأوقات، حيث رأينا أن هناك تخاذلا من قبل بعض الدول العربية. والآن هناك تغيير في هذه الأنظمة نتيجة للربيع العربي، وأعتقد أن قواعد اللعبة قد تغيرت في العالم العربي بشكل كبير جدا”.

وحول انتقادات المعارضة المصرية لسياسة قطر الاستثمارية في مصر، رأى بن جاسم أن هذه الانتقادات لا تقوم على أساس، مشددا على أن “أغلب الأمور التي أثيرت هي شائعات غير صحيحة”، وقال: “لا أعتقد أنه ذنب إذا أردنا أن نساعد بلدا عربيا ونستثمر في بلد عربي”.

ألغاز رسائل بشار الأسد للأردن: ممرات وعرة خارج الرقابة وسلاح مهرب بتمويل سعودي وقنوات مفتوحة للتواصل

عمان- القدس العربي- بسام البدارين: يمكن ببساطة ملاحظة الغلاف السياسي الذي إستخدمه الرئيس السوري بشار الأسد وهو يوجه بعض الإتهامات الكبيرة للأردن مساء الأربعاء بعبارات لا تنطوي على الكثير من الغلاظة وتقترب من تحذير عمان وإتهامها بالتقصير بدلا من الجنوح لتهمة التآمر.

 لذلك أسباب بطبيعة الحال مرتبطة على الأرجح بسعي دمشق لبقاء جارتها الأردنية في أبعد مسافة ممكنة عن الإستفزاز الذي يمكنه أن ينتهي بالإنحياز لخصوم النظام السوري أو بالرغبة في الحفاظ على مستوى التنسيق والتواصل السياسي والأمني بين الأردنيين والحليف الروسي الكبير.

بوضوح شديد تجنب بشار الأسد توجيه إتهامات مباشرة للحكومة الأردنية بإدخال المقاتلين والسلاح عبر الحدود مع درعا وتحدث عن (دخول وليس إدخال) ألاف المسلحين وعن التقصير في المراقبة عبر مقارنته الموقف من المسلحين الذين يدخلون سوريا بالموقف الأردني من أي مقاوم فلسطيني يحاول إجتياز الحدود بإتجاه إسرائيل.

عمان إلتقطت الرسالة الأسدية من هذا التصعيد اللفطي الإعلامي الذي حذر من حرائق ستطال الجيران موحيا ضمنيا بأن الجهاديين في حال دعمهم يمكنهم العودة للأردن وهي مسألة يتحدث عنها في الواقع العشرات من السياسيين والمحللين الأردنيين.

..ما الذي دفع بشار الأسد لمثل هذا التنبيه في الوقت الذي تفرض فيه السلطات الأردنية كماشة أمنية على الحدود وتمنع السلفيين فعلا من العبور من عدة أشهر ؟.

..لا يوجد عمليا إجابة واضحة ومباشرة على سؤال من هذا النوع لكن قراءات محايدة مع معلومات مستقلة حصلت عليها القدس العربي تشير لإن القيادة السورية تشك بأن منطقة محددة من الحدود الأردنية مع سوريا والعراق (لا تحظى بالرقابة اللازمة) وتحفل بعمليات التهريب الإستخباراتية للرجال والأسلحة والذخائر.

وهي منطقة تتميز بالوعورة ولدى الأمريكين بالتعاون مع الجيش الحر أفضلية خاصة فيها.

وتشك تقارير دبلوماسية سورية بأن جهة ما غربية تدعم عمليات شراء أسلحة وذخائر بمال سعودي أو عبر وكلاء من عدة بلدان وتستخدم بعض الممرات الوعرة جدا في منطقة ضيقة على الحدود مع الأردن لتمرير بضاعتها للجانب السوري .

 هي نفسها الممرات التي كان بعض المهربين من الجانبين السوري والأردني بالعادة قبل الثورة والحرب يستخدمونها في تهريب الأغنام بخبرات واسعة وبسبب وجود عدة أنفاق تحت الأرض في عمليات كان بالعادة من الصعب السيطرة عليها من الجانب الأردني.

هذا السيناريو وهو سوري بالمناسبة يفترض بأن عمان تتغاظى عن بعض النشاطات على حدودها فيما تقول مصادر أردنية بان خبرات التهريب بكل أنواع تتطور بشكل ملموس على الجوانب الحدودية بين البلدين.

ويبدو ان الرئيس بشار وبسبب تبنيه هذه القراءة اللوجستية على الأرض تقصد إستفزاز عمان وتحذيرها حتى يدفعها لإغلاق مثل هذه الممرات.

لذلك إستعمل الرئيس الأسد العبارة التالية في إنتقاده: الاردن نفى تورطه بكل ما يحصل، لكن ما هو مؤكد ان إرهابيين ومسلحين يدخلون من الحدود الاردنية.

ذلك يعني بوضوح بان الرئاسة السورية تلقت النفي الأردني وبينها وبين عمان إتصالات وقنوات تسمح بتلقي النفي لكنها لا تجد الجهد الأردني في منع عبور المجاهدين والمقاتلين كافيا الأمر الذي يبرر الإشارة لوجود معلومات مؤكدة حول دخول (إرهابيين) ومسلحين عبر الحدود الأردنية.

حسب مصادر (القدس العربي) تقصد دمشق تلك الممرات سالفة الذكر.

لكن تفكيك ألغاز وشيفرات رسائل الأسد المفاجئة لجاره الأردني لا تقف عند هذه الحدود فالأخير تقصد الكشف عن وجود (حلقات إتصال) بين الجانبين لا تنفيها عمان في الواقع.

ودمشق تعرف كما يؤكد المحلل الإستراتيجي المتخصص بالملف السوري الدكتور عامر السبايله لمحطة المنار بان الأردن يتعرض لضغط هائل جدا من أطراف غربية وعربية وإقليمية مؤكدا بأن الأحوال والموازين على الأرض كانت ستتغير فعليا لو إتبعت عمان إستراتيجية فتح حدودها للعمل العدائي تجاه النظام السوري.

لذلك يعتقد وعلى نطاق واسع بأن إتباع الرئيس الأسد لإستراتيجية (إنتقاد) الأردن وتوجيه اللوم أكثر من إستراتيجة الإتهام المباشر خطوة تكتيكية تهدف لبقاء عمان في موقفها السياسي المعلن حاليا والقاضي بالعمل على حسم الصراع في سوريا بتسوية سياسية متكاملة.

 لذلك كانت لهجة الأسد في التحدث عن عمان أخف حدة من لهجته عندما تحدث عن تركيا حيث هاجم بالإسم رجب طيب آردوغان.

كما أوضح بأن (الأردن معرض لما تعرضنا له) وهي عبارة على شكل رسالة سياسية تحاول مساندة اللوبي النقابي والحزبي النشط في موالاة بشار الأسد في عمان.

وهو لوبي يعتمد حصريا على ذريعة عودة تصدير الجهاديين لداخل الأردن في حال الإستجابة لضغوط وسيناريوهات خليجية أو غربية ضد النظام السوري.

منطقيا يعرف الأسد أيضا بأن عمان لديها مصالح سياسية أساسية وتراوغ قليلا في المسألة السورية حتى تساهم في تحسين موقعها عند مفاوضات التسوية النهائية الحاسمة التي تتحدث عنها موسكو.

هذا الأمر دفع الرئيس السوري لمهاجمة الأردن بنعومة ملموسة كجرعة أولى وعلى أمل إستفزاز المخاوف الأردنية التي تبدأ من عند عبء اللاجئين المتزايد وتنتهي عند تمترس تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتعبر من عند ما يصفه المسئولون بخلايا الأسد المحتملة النائمة في الساحة الأردنية.

الثوار في سوريا.. قسم الولاء للقاعدة

صحف’عبرية

في بداية هذا الشهر نشر في مواقع الجهاد العالمي ‘قسم ولاء’ علني لمنظمة ‘جبهة النصرة’ ـ المنظمة الاصولية السورية الكبرى، التي تشكل جزءا من جيش الثوار السوريين ـ لزعيم القاعدة العالمي، الظواهري. ومنذئذ تعصف الصحافة العربية بينما في دمشق الاسد يحتفلون. ها هو البرهان، كما يقولون هناك، بانه في قلب الثورة السورية لم يكن عصيان مدني بل عصابات من الجهاد العالمي، تحاول السيطرة على سوريا.

قسم الولاء الذي يعرف في الاسلام ‘بالبيعة’ هو تعبير عميق. منذ وفاة النبي محمد والمؤمنون يمنحون ‘بيعتهم’ للخليفة. والمعنى هو الطاعة وقبول الإمرة دون جدال للزعيم الروحي او الروحي السياسي. في قسم لا بأس به من الحالات كانت ‘البيعة’ سرية.

في هذه الحالة حبذ زعيم المنظمة السورية المتطرفة، الجولاني، ان ينشر ‘البيعة’ تحت اسمه، علنا ليقول: نحن مرتبطون ونعمل تحت علم القاعدة العالمي.

وبالمناسبة فان ‘الجولاني’ هو اسم سري يرمز الى المكان الذي جاء منه الرجل. أي انه من هضبة الجولان، الامر الذي يضمن أن تكون لجبهة النصرة مصلحة استثنائية ليس فقط في دمشق بل وفي هضبة الجولان.

هكذا بحيث أن الفرضية الاساس التي تقول ان الحدود الاسرائيلية السورية ستشهد انذارات دائمة من الارهاب هي في مستوى من المعقولية عال للغاية.

ولا يمكن لحكومة اسرائيل أن تدفن رأسها في الرمال وتنتظر الى أن تنقضي العاصفة خلف الحدود. فوق هضبة الجولان يلوح منذ الان علم اسود، يهدد اسرائيل والاردن على حد سواء.

وتوجد مشكلة اخرى: ذات المنظمات الاسلامية المتطرفة السورية تدعمها دول عربية ‘لطيفة’ نسبي، مثل قطر والسعودية. اما الولايات المتحدة، لسبب ما، فلا تمارس كامل نفوذها على هذه الدول كي تسحب دعمها الاقتصادي عن منظمات تعرض السلام في الشرق الاوسط للخطر.

وفي هذه الاثناء فان ‘البيعة’ التي نشرت تنال الزخم في وسائل الاعلام العربية. وتورط هذه القصة الجيش السوري الحر، الذي يعرض نفسه كجسم ديمقراطي جاء ليحل محل نظام فاسد من الاقلية العلوية. وحقيقة أن قسما كبيرا من هذا الجيش يرتبط بالقاعدة تضعه في ضوء اشكالي جدا.

للامريكيين توجد مشكلة: فهم يريدون تسليح الثوار، ولكن لا يعرفون الى أن سيصل هذا السلاح بالضبط. وتعرض الولايات المتحدة والدول الاوروبية كأدوات فارغة حيال روسيا والصين اللتين تدعيان فتقولان: من تدعمون؟ الارهاب الاسلامي؟ ألم تفهموا بعد أي ضرر الحقتموه حين دعمتم اسقاط القذافي ورفعتم العصابات الاصولية في ليبيا وحين تدعمون الثوار في افغانستان ورفعتم الطالبان؟ الان انتم تتجهون نحو ارتكاب ذات الخطأ في سوريا.

واذا لم يكن هذا بكاف، فقد نشر في مواقع الجهاد العالمي، وحصل على الفور بالعطف في وسائل الاعلام العربية، بيان من زعيم الفرع العراقي للقاعدة، والذي يسمى ‘البغدادي’. فقد أعلن هذا الاخير بان جبهتي القاعدة تلك التي تقاتل في سوريا والتي تقاتل في العراق تتحدان في جبهة واحدة، وانها تبعث بالمقاتلين من العراق لتعزيز مقاتلي ‘جبهة النصرة السورية’.

في اسرائيل يعرفون هضبة الجولان كجبهة عادت لتكون عنيفة وغير مستقرة. وفي نفس الوقت يتابعون هنا بقلق العلاقات الناشئة بين تلك المنظمة السورية المتطرفة التي أعلنت عن ولائها للقاعدة وبين مجموعة مجنونة اخرى في سيناء تنتمي للجهاد العالمي وتسمي نفسها ‘مجلس الشورى جناح القدس′. ونفذت هذه المنظمة حتى الان 12 عملية ضد اسرائيل.

والان، عندما يقومون عندما بالجمع بين الواحد والاخر، فقد يفهمون على نحو أفضل من أين تنبع الرصاصات على دوريات الجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان.

اليكس فيشمان

يديعوت 17/4/2013

فيسك: الانتفاضة السورية حررت حتى الجنود من الخوف.. وهم يعترفون ان ‘الارهابيين’ وحدهم ليسوا سبب المأساة الحالية

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: ‘هل تتخيل نفسية جنودي وهم يقفون طوال اليوم ويعرفون ان واحدة من هذه السيارات قد يكون فيها انتحاري’ هذا ما قاله عقيد في الجيش السوري وهو يراقب صفوفا من السيارات تتوقف عند حاجز قرب مكتبة الاسد في العاصمة السورية دمشق.

يقول روبرت فيسك الذي كان يراقب هو الاخر طوابير السيارات التي تنتظر التفتيش ان معظم الموجودين على الحاجز هم من الملتحين، والعقيد نفسه سني ـ خاصة ان كل صحافي اجنبي يرغب بمعرفة دين او طائفة كل من يلتقونه في البلاد اليوم. ولم يمانع العقيد بالتقاط الصور للحاجز الا انه طلب عدم اظهار الوجوه، وهو ما يتفهمه فيسك ويعرف سبببه لان جنودا تم اغتيالهم على حاجز بعد ان تم تحديد هوياتهم من لقطات تقرير بثته قناة اخبارية تلفزيونية روسية.

وعن نفسية جنود العقيد، يقول فيسك في تقريره بصحيفة ‘اندبندنت’، ‘حسنا فانهم يعانون ما عانى منه الجنود العراقيون وقوات الناتو في افغانستان، خاصة الجنود الامريكيين في العراق، حيث اعترفوا ان السيارة التالية الواقفة على الحاجز للتفتيش قد تنفجر في وجهك’، ومنذ ان وصل الانتحاري الى دمشق هذا الشهر توصل النظام لحقيقة انه لا يمكن وقفه. ومن هنا فالجنود عندما يقتربون من السيارة يتعاملون مع السائقين بأدب ولكن بحذر شديد، حيث يطلبون البطاقة، ويسألون عن المكان المقصود، ويطلبون منه فتح صندوقها الخلفي. ويقول ان معظم حركة السير الان في دمشق يتم تسييرها عبر ثلاثة شوارع مما ادى الى اختناق مروري لا يمكن وصفه، وادت الى زيادة عدد الجنود على الحواجز.

بوسطن

ويضيف فيسك ان العقيد وان كان يدعم بشار الاسد الا انه يتروى قبل الاجابة على السؤال ومستعد للحديث عن الدين والانتحاريين ايضا، فهو يقول ‘تعرف، الدين لا يعني ان تقوم بالسيطرة على الناس′، مضيفا ان ‘الدين يجب ان يكون امرا يجعل الناس فرحين وسعداء، وكل المتطرفين يستخدمون الدين للتنظيم ولكنه للاشياء الجميلة، ولا احب ان تستخدم كلمة ‘اسلاميين’ لتصف المتطرفين لان هؤلاء ليسوا مسلمين’، وعندما يحاول فيسك شرح طريقة استخدام المصطلح في الانكليزية والفرق بينه وبين المسلم، لا يهتم كثيرا، وعندما يذكر اسم اسامة بن لادن، يهز كتفه ويعلق ‘تعرف، وظيفة اسامة بن لادن لم تكن التفكير، كان عمله هو الطاعة لتنفيذ الاوامر والعمليات، ربما لم يكن عميلا للامريكيين، ربما للغرب؟’.

ويقول فيسك انه الان في بلد يحفل بنظريات المؤامرة، معلقا ان بن لادن قاتل عدوا مشتركا للغرب وهم السوفييت، ثم تحضر كلمة ‘بوسطن’ في النقاش والهجوم على الماراثون فيها، فيعبر العقيد عن خوفه من ارسال الامريكيين الجيوش، ويحملون سورية المسؤولية، كما فعلوا في العراق وافغانستان بعد 9/11. ولكن الامريكيين ليسوا في مزاج الدخول في حرب جديدة في الشرق الاوسط. ويعبر العقيد عن معارضته بالقول ان الامريكيين لن يرسلوا ‘جنودهم’ لان الجنود سيكونون محليين وسترسلهم كل من ‘السعودية وقطر’ الى سورية.

كلنا سوريون

ويضيف فيسك ان الحرب اعطت حرية التعبير للجنود السوريين لان حوارا كهذا وعلى نقطة تفتيش للجيش لم يكن ممكنا قبل الانتفاضة، حيث يتحاورون فيما بينهم حول الحرب. كل هذا في الوقت الذي تقوم فيه الامم المتحدة باعداد ملفات كبيرة عن الجرائم التي ارتكبت من كل الاطراف في سورية، لكن هذا لا يلغي الحقيقة وهي ان الحرب غيرت الجميع وجعلتهم يتحدثون بحرية. ويرثي العقيد حالة سورية اليوم من ناحية انه مضطر للافصاح عن هويته الطائفية ‘لم نتحدث عن هذا من قبل، ولم نتحدث بناء على الانتماء الديني، فكلنا سوريون’. هذا الحديث جعل فيسك يفكر لدقائق ويتساءل ‘لو كان الكل سوريا قبل الثورة، اذن فلماذا بدأت في المقام الاول؟ حتى المتحمسون الاشداء للنظام يعترفون انه يجب الاعتراف بالاسباب التي ادت الى هذه المأساة الرهيبة التي حلت بالبلاد، فليس من الجيد ان تلوم ‘الارهابيين’ فقط كما تفعل الحكومة عندما تريد شيطنة اعدائها ولكن.. وفي سياق مختلف علق على ما ذكره قبل يومين عن خبر ذبح جنود وجنرالات من القوات الجوية تحطمت طائرتهم فوق معرة النعمان بعد ان استهدفها المقاتلون، وظهرت صور على الانترنت حيث كان احدهم يحمل رأس واحد من الذين ذبحوا، وقالت الحكومة انها نقلت الجثث الى مستشفى اللاذقية العسكري، وبحسب مسؤولي الحكومة كل الجنود قطعت رؤوسهم، وبعضهم قلعت اعينهم قبل وبعد الذبح، ولم تقدم الحكومة اية تفاصيل اخرى ويعلق فيسك قائلا ‘في سورية هذه الايام، تسمع الكثير عن هذه الاشياء من الطرفين، وتخاف ان تكون حقيقية، ولك الخيار في ان تأخذها او تتركها’.

معركة تتخمر

ويظهر الحديث العفوي الذي اجراه فيسك مع هذا العقيد التغيير الذي حدث على نفسية الجنود وعلى وضع العاصمة دمشق، ففي تقرير بمجلة ‘ايكونوميست’ قبل ايام قالت فيه ان الهجمات الانتحارية والتفجيرات اصبحت جزءا من الحياة اليومية للدمشقيين، مما دفع بالاسد ونظامه في الاسابيع الماضية بشن هجمات صاروخية على الاحياء التي تقع تحت سيطرة المقاتلين، فيما رد هؤلاء بتدمير وقتل الجنود على الحواجز التي اقامها الجيش حول مناطقهم، كما وكثفوا من اطلاق قنابل الهاون على مركز العاصمة. وقالت المجلة ان معركة دمشق ‘تتخمر’ مع ان احدا لا يعرف متى ستبدأ، ونقل عن موظف شاب قوله ‘نشعر اننا نعيش في الايام الاخيرة قبل هبوب العاصفة’.

فالعاصمة تمثل بالنسبة للنظام والمعارضة كرسي السلطة العسكرية والسياسية ومن يملكها يملك سورية. وقال التقرير ان دمشق والحالة هذه تشهد ومنذ اسابيع تحضيرات للقتال. وفي الوقت الذي يتردد فيه المقاتلون بالحديث عن خطط لمعركة دمشق الا انهم يتحدثون عن اسلحة تتدفق ويتم تخزينها وخلايا تنتظر الاوامر للتحرك. وفي المقابل اقامت الحكومة نقاط تفتيش في كل مكان داخل وخارج دمشق واعادت نشر قوات من مناطق مختلفة في سوريةـ وتوعدت الصحف الناطقة باسم الحكومة بالويل والثبور للمعارضة ان دخلت العاصمة. وتقول المجلة ان الكثيرين اعتقدوا قبل عام انه في حالة وصول المعركة ابواب العاصمة فالحرب ستنتهي الا ان هذه الآمال قد تبددت، وهناك من يخشى من المقاتلين ان يتكرر نفس السيناريو الذي حدث في حلب عاصمة البلاد الثانية، فمنذ هجوم المعارضة على حلب في تموز (يوليو) العام الماضي دخلت الحرب حالة من الانسداد، يقوم فيها الجيش بغارات وقصف على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المقاتلين وتدميرها، فيما تعاني الجماعات المقاتلة نفسها من تنافس.

اكثر دمارا

وتحذر المجلة من ان الوضع قد يكون اسوأ لان قوات النظام متمركزة فوق جبل قاسيون، وهو وضع يمنحها فرصة لاستهداف مناطق واسعة بالصواريخ والقذائف المدفعية، ويضاف الى ذلك فقد انشأ الاسد مجموعات للدفاع الشعبي ارسل بعض افرادها لتلقي التدريب على السلاح في ايران. وقالت ان داعمي المعارضة ركزوا جهودهم في الفترة الماضية على الجنوب حيث يهدفون الى عزل القواعد العسكرية للجيش السوري قرب الحدود مع الاردن واسرائيل.

كما يعمل اصدقاء المعارضة على منع تشرذم قوات المعارضة لفصائل كما حدث في الشمال، من خلال السيطرة على تدفق السلاح من معبر واحد من الاردن وتصل الاسلحة الى جماعات توافق عليها الولايات المتحدة والسعودية. واشارت الى بعض التقدم الذي احرزه النظام في الشمال، مقابل التقدم الحثيث لقوات المعارضة في الجنوب، لكن من الباكر الحديث عن قوة متماسكة تعمل تحت قيادة واحدة في الجنوب افضل من الوضع في الشمال.

الجيش السوري ينقل حربه مع مقاتلي المعارضة إلى نمط المعارك التقليدية.. انكفاء المليشيات المسلحة في أغلب المحاور الاستراتيجية لاسيما بريف إدلب

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ خلال الأسابيع الأخيرة من عمر المواجهات العنيفة التي تخوضها القوات السورية في مواجهة مليشيات المعارضة المسلحة استطاع الجيش السوري استدراج مقاتلي المعارضة إلى نمط حربي يناسبه ميدانياً ويلائم تكتيكه العسكري الذي يستطيع من خلاله تحقيق ضربات موجعة.

كلام أفصح عنه لـ ‘القدس العربي’ ضابط متقاعد في الجيش السوري لديه سنوات خدمة طويلة في الحرب البرية، مضيفاً أن ‘الجيش السوري أُرهق خلال فترات سابقة جرّاء مواجهات فوضوية مشتتة مثلت شكلاً دقيقاً لحرب العصابات، لكن المؤسسة العسكرية راجعت أوراقها التكتيكية واستدرجت كتائب المعارضة المسلحة وألويتها لمواجهته بطريقة أكثر تنظيماً وكأنه يحارب وحدات نظامية تمارس أشكال الحرب التقليدية لكنها أضعف منه بشرياً وتسليحياً وخبرة أيضاً.

يتابع هذا الضابط قائلاً: الهجمات عبر طريقة العصابات غير المنظمة ترهق الجيوش المنظمة، لكن الجيش السوري استطاع أن يُجبر خصومه على اعتماد طرائق قتال تقوم على وضع الخطط والقيام باندماجات على مستوى الكتائب والألوية كما أجبرهم على القتال في المناطق المكشوفة وبأعداد كبيرة’، هذه الاستراتيجية الجديدة ـ حسب هذا الخبير ـ التي وجد مقاتلو المعارضة أنفسهم فيه أفادت الجيش السوري في جملة نقاط أساسية الأولى تكمن في أن جدوى اختراق اللوجستي والمعلوماتي للخصوم سيكون مضاعفاً بعشرات المرات لاسيما من خلال إفشاء خطط الهجوم التي تضعها كتائب المعارضة، كما أن ضرباته باتت توقع أعداداً كبيرة من المقاتلين بين قتيل وجريح استناداً للأعداد الكبير من المسلحين والتي باتت هجمات على مواقع للجيش، وأيضاً سمحت له باستخدام وسائل حرب أكثر تطوراً لكونه يقاتل ألوية وكتائب متحالفة وليس مجرد منشقين أو عدداً من حملة السلاح.

الضابط المتقاعد الخبير في الحرب البرية يؤكد أن لهذا التطور الميداني أثرا كبيرا في انكفاء قوات المعارضة وتقدم الجيش السوري في عدة محاور استراتيجية لا سيما في حلب وريف إدلب وحمص ولاحقاً في الرقة، في ريف إدلب انتقل الجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم، وبدأ بفك الحصار عن قواعده العسكرية الاستراتيجية وتمكن من ذلك تحديداً في منطقة وادي الضيف حيث أحد أهم معسكرات الجيش السوري وقواعده الاحتياطية ثم أخذ يشن هجمات على مختلف محاور ريف إدلب وصولاً إلى قرية سرمدا الحدودية معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، هناك ضرب الجيش السوري أبرز معاقل المعارضة ملحقاً خسائر كبيرة في صفوفها حسب قول الضابط المتقاعد.

المعارضة السوريّة: حديث الأسد يعكس انعزاله عن الواقع

اعتبرت المعارضة السورية، اليوم، أن الحديث المتلفز للرئيس بشار الأسد، أمس، يعكس «انعزاله عن الواقع»، بينما رفض الأردن التدخل العسكري في الأزمة السورية غداة تحذير الأسد من أن يطال «حريق» بلاده المملكة المجاورة.

وغداة قول الرئيس السوري بشار الأسد لقناة «الإخبارية» السورية إن بقاءه أو رحيله مرتبط بما «يقرره الشعب» السوري وتشكيكه بـ«وطنية» المعارضة، اعتبر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» السورية أن هذه التصريحات «مشهد يكشف انعزال الأسد المطبق عن الواقع وعماه عن الفساد والخراب والدماء التي أوغل فيها».

ورأى الائتلاف أن «نهجه في ادعاء السيطرة وإنكار الآخر والغياب عن الواقع واقتراح حلول لا علاقة لها بالأزمات التي يدّعي حلها، لا يختلف عن نهج من سبقه من الطواغيت، وحاله اليوم كحال فرعون الذي قال ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد».

ورد الائتلاف على تصريح الأسد بخصوص الحوار بأن «الهيئة الممثلة لكل السوريين، والمنبثقة عن ثورتهم وتضحياتهم وإرادتهم»، مؤكداً أنه «لا يستمد وجوده وشرعيته إلا من هذه الثورة، ولا مصير له بعيداً عن مصيرها الذي يرتضيه لها الشعب السوري».

وكان الأسد قد قال أيضا إن الغرب سيدفع ثمن «تمويله» لتنظيم «القاعدة» في سوريا، في «قلب أوروبا وقلب الولايات المتحدة»، مشدداً على أنه لا خيار لنظامه إلا «الانتصار» في المعارك القائمة في بلاده، وإلا «تنتهي سوريا».

من جهتها، سارعت عمان إلى تأكيد موقفها «الثابت» رفضاً لأي تدخل عسكري في سوريا، وذلك غداة إعلان الولايات المتحدة إرسال 200 جندي إلى الأراضي الأردنية.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إن «موقف المملكة مما يجري في سوريا لم يتغير وهو ثابت ضد أي تدخل عسكري، ويدعو إلى حل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والدم هناك».

وامتنع المومني عن التعليق مباشرة على حديث الأسد، مشيراً إلى «تدارس الموقف لأن لذلك تداعيات سياسية وأمنية» على المملكة التي تستضيف قرابة نصف مليون لاجئ سوري.

وأكد المسؤول الأردني أن «إرسال أفراد من الجيش الأميركي إلى الأردن هو ضمن التعاون المشترك المعتاد بين القوات المسلحة الأردنية والجيش الأميركي»، وذلك تعقيباً على إعلان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، أمس، تعزيز وجود بلاده العسكري في الأردن لتدريب الجيش الأردني واحتمال التدخل لضمان أمن مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا.

واليوم، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» من أن وقوع أسلحة متطورة في أيدي مقاتلي المعارضة يعني إعادة تحديد التهديدات الأمنية الإقليمية.

وأضاف إن قلق إسرائيل يرتبط بمعرفة «أي متمردين وأي أسلحة؟»، مؤكداً «نحن لسنا عدوانيين ولا نسعى إلى مواجهة عسكرية.لكننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا في حال اقتضت الحاجة، وأعتقد أن الجميع يعلم بأن ما أقوله موزون وجدي».

(ا ف ب)

الائتلاف السوري: حديث الأسد يكشف “انعزاله المطبق عن الواقع

أ. ف. ب.

انتقد الائتلاف الوطني السوري المعارض حديث الرئيس السوري بشار الأسد معتبرًا أن “رأس النظام يعيش بلا جسد، وجسده يعيث فسادًا بلا عقل”. وأكد الائتلاف أنّ حديثه يكشف انعزاله عن الواقع.

بيروت: وجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انتقادات لاذعة الى الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية الحديث التلفزيوني الذي ادلى به امس، معتبرًا أنه يكشف “انعزاله المطبق عن الواقع”.

وكان الأسد قال في لقاء بثته قناة “الاخبارية” السورية الاربعاء إن بقاءه أو رحيله مرتبط بما “يقرره الشعب” السوري، مشككًا في الوقت نفسه بـ “وطنية” المعارضة. واعتبر الائتلاف في بيان أن ما ادلى به الأسد هو “مشهد يكشف انعزاله المطبق عن الواقع وعماه عن الفساد والخراب والدماء التي اوغل فيها”.

ورأى أن “نهجه في ادعاء السيطرة، وانكار الآخر، والغياب عن الواقع، واقتراح حلول لا علاقة لها بالازمات التي يدعي حلها”، لا يختلف عن “نهج من سبقه من الطواغيت، وحاله اليوم كحال فرعون الذي قال ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد”.

اضاف أن “رأس النظام يعيش بلا جسد، وجسده يعيث فسادًا بلا عقل”. وكان الأسد اكد الاربعاء أن الغرب سيدفع ثمن “تمويله” لتنظيم القاعدة في سوريا، في “قلب اوروبا وقلب الولايات المتحدة”، مشدداً أن لا خيار لنظامه الا “الانتصار” في المعارك القائمة في بلاده، والا “تنتهي سوريا”.

ولم يغيّر الأسد قيد انملة في الخطاب الذي ينتهجه منذ اندلاع الازمة قبل سنتين، محذرًا مرة جديدة من امتداد “الحريق” الى الجوار وخصوصًا الاردن، ورافضًا التفاوض مع المعارضة السورية المعترف بها من جامعة الدول العربية والغرب.

كما جدد تأكيده بأن المعركة الاساسية في سوريا اليوم هي معركة مع تنظيم القاعدة، مستفيدًا من اعلان جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا الى جانب المعارضة المسلحة، اخيرًا مبايعتها لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.

ورد الأسد على المعارضة والدول الداعمة لها المطالبة بتنحيه، بالقول إن “ما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الاساس بالنسبة الى بقاء الرئيس أو ذهابه”.

وسأل الرئيس السوري “كيف يكون (الشخص) وطنيًا اذا كان هناك من يدفع له؟”، معتبرًا أن “كل معارضة تجلس في الخارج طوعاً لا يمكن أن تكون وطنية”. وأشار إلى أن “المعارضة هي معارضة منتخبة لها قاعدة شعبية. اين هي الانتخابات التي حددت حجم هذه المعارضة؟”.

ورد الائتلاف على هذا التصريح بأنه “الهيئة الممثلة لكل السوريين، والمنبثقة عن ثورتهم وتضحياتهم وارادتهم”، مؤكدًا أنه “لا يستمد وجوده وشرعيته الا من هذه الثورة، ولا مصير له بعيدًا عن مصيرها الذي يرتضيه لها الشعب السوري”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/806487.html

 غارات وسيطرة للحر على مطار بحمص

                                            شن الطيران الحربي السوري غارتين جويتين صباح اليوم الخميس على محيط الفرقة 17 بريف محافظة الرقة ومناطق أخرى في ريف دمشق، وسط اشتباكات مستمرة في مناطق مختلفة مع سيطرة الجيش الحر على مطار الضبعة بريف حمص.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن الغارتين جاءتا في محاولة من القوات النظامية لفك الحصار الذي يفرضه مقاتلون من كتائب الثوار على الفرقة منذ أيام.

وتحدثت شبكة شام عن قصف عنيف من الطيران الحربي على محيط الفرقة 17 بالرقة، حيث هاجم الجيش الحر رتلا عسكريا في بلدة عين عيسى بمحافظة الرقة.

وقالت لجان التنسيق إن 157 شخصا قتلوا أمس الأربعاء في مختلف أنحاء سوريا.

تجدد القصف

وقد واصلت قوات النظام السوري قصفها لعدة محافظات بمختلف أنواع الأسلحة، وذلك على وقع احتدام الاشتباكات مع الجيش الحر.

ففي ريف دمشق قال ناشطون سوريون إن تسعة أشخاص -بينهم أطفال- قتلوا جراء قصف قوات النظام لبلدة الدرخبية.

وأفادت شبكة شام الإخبارية بأن قوات النظام قصفت بنيران المدفعية وراجمات الصواريخ كلا من معضمية الشام وداريا وخان الشيح وتل منين في ريف دمشق، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات دارت في العتيبة بريف دمشق بين قوات النظام ومسلحي المعارضة.

وأكد ناشطون أن قوات النظام قصفت بلدة عين ترما بأسلحة فسفورية وكيميائية. وكان ناشطون قالوا إن قوات النظام قصفت بسلاح كيميائي مناطق في حي جوبر المجاور لساحة العباسيين وسط دمشق مما أدى إلى وقوع إصابات، وأظهرت صورٌ اختناق بعض المصابين.

وأشارت شبكة شام إلى اشتباكات عنيفة في محيط داريا بريف دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام، بعد توافد تعزيزات جديدة أمس من جهة صحنايا بالتزامن مع اشتداد وتيرة القصف على المدينة براجمات الصواريخ.

كما استهدفت قوات النظام أحياء دمشق الجنوبية بقذائف الهاون والمدفعية، في حين وقعت اشتباكات مع الحر في حي مخيم اليرموك.

سيطرة على مطار

وفي وقت سابق، قال الجيش السوري الحر إنه سيطر على مطار الضبعة العسكري قرب القصير في ريف حمص، واستولى على كميات كبيرة من الذخيرة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن الجيش الحر استولى على طائرتي ميغ ودبابتين ومدفعين من عيار 23 وآخر مضاد للطائرات من عيار 57، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام أسفرت عن مقتل قائد المطار وأكثر من عشرين شبيحا وعشرين جندياً وعشرة من مسلحي حزب الله.

وجددت قوات النظام قصفها بالمدفعية الثقيلة لبلدة الدار الكبيرة ولعدة مناطق في ريف حمص الجنوبي.

وفي ريف حلب قتل وجرح عشرات إثر سقوط صاروخ “سكود” على مدينة إعزاز.

وطال قصف المدفعية وقذائف الهاون بلدة حيش في محافظة إدلب، وقالت شبكة شام إن القصف كان بمعدل قذيفة كل خمس دقائق من قبل آليات جيش النظام المتمركزة في حاجز الخزنات.

وقد اشتدت الاشتباكات في بلدة الكتيبة بريفا درعا بين الحر والنظامي الذي استهدف معظم أحياء دير الزور بقصف مدفعي.

رسائل الأسد تقلق الأردن

                                            محمد النجار-عمان

على الرغم من الرد الرسمي الأردني الهادئ على رسائل التحذير التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد والتي قرأها مراقبون على أنها بمثابة تهديد، فإن مصادر متعددة تحدثت عن قلق رسمي من هذه الرسائل.

وخلال مقابلة بثتها قناة الإخبارية السورية مساء الأربعاء حذر الأسد الأردن من أن النار المستعرة في سوريا ستصل إليه. واتهم الأردن بإدخال آلاف المقاتلين بعتادهم إلى سوريا.

وبلهجة تعريض تساءل الأسد -الذي يواجه قتالا من قوى معارضة تعمل على إسقاط نظامه- عن السماح بدخول هؤلاء المقاتلين في الوقت الذي لا يستطيع فيه مقاوم فلسطيني اقتحام الحدود مع فلسطين المحتلة.

وتعتبر الرسائل التي وجهها الأسد للأردن الأخطر منذ بدء الثورة على نظامه في مارس/آذار عام ٢٠١١، على الرغم من أن العلاقات الرسمية بين دمشق وعمان ما زالت قائمة حيث إن سفارتي البلدين تعملان حتى اليوم.

ورغم أن الأسد تحدث عن إرساله مبعوثين واحد سياسي وآخر أمني لتحذير الأردن، فإن سياسيين مقربين من مطبخ القرار الأردني قللوا من أهمية ذلك باعتبار أن المملكة أغرقت في إرسال الرسائل والمبعوثين لدمشق بداية الأزمة دون جدوى.

نصائح ورسائل

وكان ملك الأردن عبد الله الثاني قد صرح بداية الأزمة في سوريا بأنه قدم نصائح للأسد لكيفية الخروج من الأزمة، وأوفد رئيس الديوان الملكي الأسبق خالد الكركي إلى دمشق لنقل مزيد من الرسائل، كما تحدثت مصادر أردنية عن استقبال عمان صهر الرئيس السوري آصف شوكت الذي قتل بتفجير قتل قيادات عسكرية وأمنية العام الماضي.

وتزامنت رسائل الأسد مع إعلان وزير الدفاع الأميركي تشك هاغل إرسال مائتين من جنود الفرقة المدرعة الأولى الأميركية لمساعدة الأردن في “ضبط الحدود” مع سوريا.

الموقف الرسمي الأردني جاء مقتضبا، حيث نفى وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد حسين المومني وجود أي تغيير في موقف بلاده من الأزمة في سوريا، مؤكدا التزام الأردن بالدعوة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وأكد المومني الأنباء عن إرسال واشنطن جنودا أميركيين للأردن.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المومني قوله إن “إرسال أفراد من الجيش الأميركي إلى الأردن يأتي ضمن التعاون المشترك المعتاد بين القوات المسلحة الأردنية والجيش الأميركي” مشيرا إلى أن “الاتصالات جارية لإرسال مائتي جندي أميركي ضمن هذا التعاون والتنسيق المستمر”.

وأصدر الجيش الأردني في وقت لاحق بيانا قال فيه إن الجنود الأميركيين سيشاركون في مناورة مع الجيش الأردني تنظم تحت إسم ” لأسد المتأهب- 2″ وهي الحلقة الثانية من مناورة نظمت العام الماضي تحت إسم “الأسد المتأهب-1”.

من ناحية أخرى اعتبر وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة -الذي كان في حكومات تعاملت طويلا مع الأزمة السورية- أن رسائل الأسد تأتي ضمن حدود النقد المتوقع.

وقال للجزيرة نت “يمكن فهم ما قاله في سياق التحذير من أن تنظيم القاعدة بات اللاعب الأصعب في المعادلة السورية، وهو يعلم أن الأردن لن يقبل بأن تستبيح القاعدة الساحة السورية بعد سقوط نظامه”.

غير أن المعايطة اعتبر أن اتهام الأسد للأردن بفتح حدوده للمقاتلين “غير صحيح”. وتابع “الأسد يعلم أن الأردن لو فتح حدوده للمقاتلين أو استثمر في آلاف العسكريين الذين فروا إليه وقام بتدريبهم لما كان حال نظامه كما هو اليوم”.

وتساءل “الحدود الأردنية السورية تمتد لنحو ٣٨٠ كيلومترا والجيش الأردني يقوم بواجباته لحماية أمنه بكل اقتدار وهناك شهيد سقط أثناء مواجهة مع مقاتلين حاولوا التسلل إلى سوريا، ولكن السؤال أين دور الجيش السوري؟”.

الدويري

تحذير أم تهديد؟

وقلل المعايطة من أهمية إرسال واشنطن مائتي جندي للأردن واعتبر أن هذا العدد لا يغير أي معادلة، وقال “التعاون العسكري والإستراتيجي الأردني الأميركي معلن، ووجود القاعدة في سوريا سيعزز من هذا التعاون”.

الخبير الإستراتيجي والضابط السابق بالجيش الأردني اللواء فايز الدويري اعتبر أن ما صرح به الأسد “أكبر من تحذير وأقل من تهديد”.

وقال للجزيرة نت “الأسد ونظامه قلقون من تغير الموقف العملياتي في محافظتي درعا والقنيطرة على الحدود مع الأردن لصالح قوات المعارضة”.

وأضاف “سوريا تقرأ في الأنباء عن إدخال أسلحة كرواتية بتمويل سعودي للمعارضة عن طريق الأردن انتقالا في موقف عمان من المنطقة الرمادية إلى الانحياز للثورة على نظام الأسد”.

غير أن الدويري يرى أن حدود المناورة السورية تجاه الأردن “محدودة”. وشرح أن “الجيش السوري لم يعد بمقدوره شن أي حرب تقليدية على أي من دول الجوار”. وزاد “القدرات المتاحة أمام النظام السوري تكمن في الصواريخ القادرة فعلا على الوصول لدول الجوار”.

ولكن الخبير الأردني اعتبر أن مثل هذا الخيار سيكون بمثابة “انتحار للنظام السوري الذي سيسرع من سقوطه ويشرعن لتدخل أميركي وغربي ضده”.

الورقة الأخطر بيد النظام السوري -وفقا للدويري- هي توظيف “الخلايا النائمة” الموجودة داخل الأردن أو التي يمكن إرسالها عبر الحدود لتنفيذ اغتيالات أو عمليات تفجير تزعزع الأمن الأردني، وهو ما يتطلب من الأردن رفع جهوزية الجيش على الحدود ومزيدا من يقظة الأجهزة الأمنية.

آموس: 6 ملايين سوري بحاجة لمساعدات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

دعت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن إلى التحرك من أجل سوريا، مشيرة إلى أن نحو 6 ملايين شخص داخل البلد الذي تمزقه الحرب بحاجة إلى مساعدات عاجلة.

وقالت آموس في جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في سوريا الخميس إن على مجلس الأمن التحرك لوقف “سفك الدماء” في سوريا.

وأضافت: “جميعنا بحاجة إلى سوريا التي هي بحاجة إلى كل دعم. هناك مساعدات وصلت إلى مليوني شخص داخل سوريا ولا سيما عند المعارضة. نحتاج إلى كل مساعدة لتقديم الماء والغذاء”.

وأشارت إلى أنه تم تخصيص عشرات ملايين الدولات من أجل مساعدة ضحايا الأزمة السورية داخل سوريا وخارجها، وحذرت من أن الوضع الإنساني يتدهور يوماً بعد يوم، و”السوريون يسألونني: لماذا تخلى العالم عنا؟”

ودعت مجلس الأمن إلى الطلب من الأطراف المتنازعة أن تضمن وصول مفوضي المؤسسات الإنسانية التي تقدم المساعدة للسوريين. وقالت إنه “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، نحن نتطلع إليكم من أجل وضع حد لما يجري في سوريا”.

من ناحيته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أتطونيو غوتيريس إن ثمة “مخاوف من خطر توسع النزاع بسوريا لدول المنطقة”.

وقال غوتيريس إن دول الجوار السوري تعاني صعوبات كثيرة بسبب الصراع في سوريا، مشيراً إلى أن ربع الشعب السوري ترك بلاده بسبب النزاع.

وشدد المفوض السامي على أن الاعتداءات الجنسية في سوريا تعتبر “جرائم حرب”.

المسلحون يسيطرون على قاعدة الضبعة

من ناحية ثانية، وضمن مساعي مقاتلي المعارضة لتوسيع المناطق الخاضعة لسيطرتهم بالقرب من الحدود اللبنانية، قال نشطاء سوريون إن مسلحي المعارضة سيطروا الخميس على قاعدة عسكرية قريبة من الحدود مع لبنان.

وتمثل المنطقة، التي تقع في محافظة حمص، أهمية كبيرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد حيث تربط دمشق بأحد أهم حلفائه، وهو حزب الله في لبنان.

وسيطر المسلحون خلال الشهور الماضية على مناطق خاضعة لسيطرة النظام في شمال وشرقي سوريا، كما حققوا مكاسب كبيرة في الجنوب، في المنطقة الواقعة بين دمشق والحدود الأردنية، ما ساهم جزئيا في تدفق الأسلحة القادمة من الخارج عبر الحدود.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في لندن، إن مقاتلي المعارضة سيطروا بعد ظهر الخميس على مجمع الضبعة العسكري بمحافظة حمص بالكامل بعد أسابيع من القتال مع القوات الحكومية للسيطرة على المنشأة.

وتوجد للجيش قوات برية متمركزة في القاعدة لمواجهة مسلحي المعارضة، بحسب المرصد، الذي لم يذكر عدد أفراد القوات الحكومية التي كانت موجودة عندما سيطر عليها المسلحون.

وتقع القاعدة العسكرية بالقرب من بلدة القصير، التي يتنافس الجانبان للسيطرة عليها، وتقع قرب طريق سريع رئيسي بين دمشق والساحل.

وفي المقابل، شددت القوات الحكومية الضغط على مقاتلي المعارضة في المحافظة ذاتها بسيطرتها على قرية واقعة بين مدينتي حمص والقصير، بحسب ما أفاد المرصد السوري.

وقال المرصد في رسالة بالبريد الإلكتروني “سيطر مقاتلون من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام السوري وحزب الله وجنود من القوات النظامية على بلدة أبل” جنوبي حمص، الواقعة على بعد 4 كيلومترات من الطريق الدولي دمشق – حمص – حلب، وهو ما أكدته وكالة الأنباء السورية في خبر نشرته على موقعها على الإنترنت.

الصراع السوري: اشتداد حدة المعارك في حمص

شهدت حمص بعضا من أشرس الاشتباكات خلال العام الأول من الصراع السوري الذي اندلع في مارس/آذار عام 2011.

اشتدت حدة المعارك في محافظة حمص بوسط سوريا بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة.

وأفاد نشطاء بأن قوات المعارضة سيطرت على قاعدة عسكرية في المحافظة التي تمثل أهمية استراتيجية، في الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام رسمية مقتل عدد من المسلحين في حمص ومصادرة أسلحة كانت بحوزتهم.

وتمثل حمص أهمية استراتيجية للرئيس الأسد كونها تربط بين العاصمة دمشق وحليفه الرئيسي حزب الله في لبنان.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن مقاتلي المعارضة سيطروا على مجمع الضبعة العسكري في حمص بعد ظهر الخميس بعد أسابيع من الاشتباكات مع القوات الحكومية للسيطرة على المنشأة.

والضبعة هي قاعدة جوية سابقة وتضم مطارا لم يتم استخدامه منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الأسد قبل أكثر من عامين. لكن الجيش السوري نشر قوات في المنشأة لقتال المعارضة، حسبما ذكر المرصد.

“خسائر في صفوف الإرهابيين”

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن القوات الحكومية أوقعت خسائر مباشرة في صفوف من وصفتهم “بالإرهابيين” في حمص وريفها.

ونقلت “سانا” عن مصدر مسؤول قوله إن القوات السورية “بسطت سيطرتها الكاملة على بلدة آبل بريف حمص بعد ملاحقتها لفلول الإرهابيين وتكبيدهم خسائر كبيرة في العدة والعتاد”.

وأوضحت الوكالة أن القوات الحكومية صادرت “أسلحة شملت قاذف ار بي جي ورشاش بي كي سي وبندقية آلية وذخيرة متنوعة” خلال الاشتباكات في حمص.

وشهدت حمص بعضا من أشرس الاشتباكات خلال العام الأول من الصراع السوري الذي اندلع في مارس/آذار عام 2011.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2013

دنيس روس: قد نشهد حدثاً قريباً يغيّر مجريات الأمور في سوريا

أدلى المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دينيس روس بشهادة أمام الكونغرس حول سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا معتبراً أن الحرب في سوريا كان لها أثر على مصالح الولايات المتحدة ، فـ”كلما تخطو سوريا نحو الهاوية وتنهار الدولة بصورة أكثر ويزداد عدد اللاجئين الفارين إلى الدول المجاورة ، يبزغ تهديد جديد بحصول المزيد من عدم الاستقرار في الدول المجاورة لسوريا”.

ورأى روس أن “الواقع المتمثل في وجهة نظر كل من أنصار المدرستين المثالية والواقعية في السياسة الخارجية الأمريكية على أننا نقف أمام خطر حقيقي يحتم التأثير في مجرى الأحداث على أرض الواقع”، مضيفاً: “من هنا يتعيّن علينا التركيز على المجالات الثلاثة التالية: أولاً، على ما يمكن القيام به من أجل تغيير ميزان القوى ليس فقط بين المعارضة والنظام، ولكن الأهم من ذلك، داخل المعارضة نفسها. وثانياً، نحتاج إلى المزيد من الجهود لحماية الشعب السوري. ثالثاً، نحتاج إلى التركيز على احتواء الصراع بحيث لا ينتشر إلى خارج سوريا ويزعزع استقرار المنطقة”.

كما تحدث روس عن تسليح المعارضة قائلاً: إذا تحدثتَ مع أحد أعضاء المعارضة العلمانيين ، فسيخبرك بأنه عندما يتعلق الأمر بالمال والسلاح فإنهم لا يحصلون على ما يحصل عليه الإسلاميون. وقد يدافع البعض عن هذا الأمر ويقول بأن الإسلاميين مثل “جبهة النصرة” قد أثبتوا أنفسهم في ميدان القتال أكثر من أي قوة علمانية أخرى. ربما كان هذا صحيحاً، ولكن كانت لديهم أيضاً الوسائل للقيام بذلك. وقد تكون التقارير التي تفيد بأن السعوديين ينتقون من يمدونهم بالسلاح حالياً تنطوي على قدر من الصحة.

وبالمثل، يبدو أن ميل البريطانيين والفرنسيين إلى عمل المزيد هو أمر جيد، غير أن حقيقة الأمر تكمن في أننا إذا أردنا أن نكون مؤثرين في مجريات الأمور فعلينا أن نقدم المساعدات القتالية فضلاً عن تلك غير المهلكة. أضف إلى ذلك أنه من المهم بالنسبة لنا أن نسعى جاهدين من أجل التنسيق والعمل مع الآخرين لتحسين عملية الحوكمة في المناطق التي سيطرت عليها مجموعات المعارضة.

ولكن إذا أردنا التأثير على المشهد الداخلي ونتائجه، يجب أن تكون الأسلحة جزءاً من المعادلة. كما أنه ليس هناك ثمة سبب يؤدي بنا إلى عدم القدرة على التعرف على أولئك الذين نحن على استعداد لتقديم الدعم إليهم واختبار الالتزامات التي يقدموها لنا، وكذلك قدرتهم على السيطرة وتحمل مسؤولية الأسلحة التي نوفرها لهم. فجودة وكمية الأسلحة التي نوفرها يمكن استغلالها في الحقيقة بحيث تنعكس على أدائهم ووفائهم لالتزاماتهم.

فحقيقة الأمر بكل بساطة هي أننا واهمون إذا اعتقدنا أننا سنستطيع التأثير على الحقائق على الأرض دون تقديم مساعدات قتالية.

وعبر روس عن رأيه في ضرورة “فرض حظر جوي مع عدم اعتقادي أن ذلك قد يؤدي إلى المخاطر التي يرددها البعض، إلا إنني قد أفرض على الأقل منطقة حظر جوي بشكل جزئي”.

وحول التحوط من أخطار تفكك سوريا، اعتبر روس أن “ما نحتاجه هو استراتيجية احتواء دون ترك البلاد تسير نحو هاوية الانقسام الحتمية، حيث معظم المعارضة تتركز في مناطق معينة”.

وقال “نحتاج إلى التفكير في كيفية بناء مناطق فاصلة على الأقل في جنوب سوريا، وعلى طول جزء من الحدود السورية-العراقية وفي شمال البلاد”، مضيفاً إن “التركيز على الحوكمة المحلية، كجزء من تخطيط متماسك مع البريطانيين والفرنسيين والسعوديين والإماراتيين والأردنيين والأتراك وغيرهم، قد يكون السبيل للتحوط مما هو غير معروف حدوثه في المستقبل وبناء طوق النجاة الذي يلتف حوله أولئك الذين يشعرون بالخطر في سوريا لكي يبقوا في مكان واحد ويحددوا مستقبلهم”.

وشدد على أن بناء استراتيجية احتواء “مهم لنا ولحلفائنا لا سيما في منطقة الخليج، الذين لديهم مصلحة أيضاً في القيام بذلك، حيث يفهم السعوديون والإماراتيون بالتأكيد بأن هذه قد تكون منطقة فاصلة ضرورية لضمان حمايتهم مع تطور الأحداث”.

وخلص روس الى المعادلة التالية: “إن كانت تكلفة التحرك باهظة بالفعل، فإن تكلفة التقاعس في هذه المرحلة تتزايد يوماً بعد يوم”، مضيفاً “قد نشهد بالفعل في الوقت القريب ما أعلن عنه الرئيس أوباما من قبل بأنه حدث قد يغيّر من مجريات الأمور”.

سوريا وتركيا: العلاقات الاقتصادية تنهار

سلام السعدي

في رمضان العام 2009، وقف الرئيس السوري بشار الأسد في حفل إفطار أقامه حزب العدالة والتنمية التركي على شرف ضيفه الشاب وحليفه القوي، وتحدث بثقة عن “وحدة الدم” بين السوريين والأتراك “أبناء الوطن الواحد والشريعة الواحدة”. عامان بعد ذلك الخطاب، اندلعت الثورة، لتتصدر “المؤامرة التركية” حديث الحكومة والإعلام في سوريا. وتدهورت العلاقات السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى رفع دعوى قضائية على حكومة اردوغان، وإحداث “مكتب مقاطعة الشركات التركية”.

نهاية الأسبوع الفائت، أعلن معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية عبد السلام علي، أن الوزارة بصدد الحصول على موافقة رئاسة مجلس الوزراء من أجل إحداث مكتب خاص لمقاطعة بعض الشركات التركية ممّن “ثبت أنها ساهمت بتخريب الاقتصاد الوطني”. وأوضح علي في تصريح لوكالة “سانا” أن “الإجراءات تجاه هذه الشركات تتضمن عدم السماح لها بالاستثمار لاحقاً وعدم التعامل معها سواء بالاستيراد أو التصدير”.

 بدوره، قال رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس شهابي، إن إحداث المكتب جاء بناء على طلب الاتحاد. وأشار إلى ضرورة مقاطعة الشركات الداعمة لحكومة أردوغان، وتلك التي مولت حملته الانتخابية، أو خالفت الأنظمة والقوانين السورية.

  وكان الشهابي قد كشف في وقت سابق، عن انطلاق دعوى قضائية من ألمانيا ضد الحكومة التركية. ذلك بتهمة “احتضان اللصوص الذين يسرقون المعامل السورية” بعد تفكيكها، خصوصاً في مدينتي حلب وادلب. كما أوضح الشهابي أن الدعوى القضائية تمت بالتعاون مع منظمة “حقوق”، المسجلة لدى الأمم المتحدة، والتي تمثلها في العاصمة اللبنانية بيروت المحامية مي الخنساء، وهي العضو العربي الوحيد في الجمعية.

 لا شك في أن الثورة السورية كانت نقطة التحول في العلاقات السورية التركية باتجاه تدهورها، تماماً كما كان اتفاق “أضنا” العام 1998 نقطة التحول باتجاه ازدهارها. وشكل توقيع اتفاقية التجارة الحرة العام 2004 ذروة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ استفادت تركيا من الاتفاقية بصورة كبيرة وعلى حساب سوريا. ذلك أنها جعلت من الأخيرة بوابة عبور الدور التركي المتعاظم نحو الشرق، باعتبارها الممر الرئيسي للبضائع التركية إلى أسواق الأردن ولبنان وبلدان الخليج العربي. وفي حين كان عدد المشاريع الاستثمارية التركية في سوريا وبحسب هيئة الاستثمار السورية 14 مشروعاً في الفترة الممتدة بين عامي 1990-2004، ارتفع خلال أربع سنوات فقط بنحو 100 في المئة، وبلغ 26 مشروعاً العام 2010.

 واجتاحت المنتجات التركية الرخيصة الأسواق السورية، متسببة في خسارة قطاعات الصناعة الحرفية وصناعة الغزل والنسيج والصناعات التحويلية. وقد كان النظام السوري على استعداد تام للتغاضي عن جميع الآثار السلبية لعملية الانفتاح التجاري الكبير والسريع مع تركيا. إذ أن أهم ما شغل باله في ذلك الحين، هو تحقيق مكاسب سياسية وفك عزلته الدولية التي اشتدت بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. هكذا، جعل النظام المحاصر منفذه السياسي عبر تركيا، والمنفذ الاقتصادي عبر رجال الأعمال المرتبطين به. من هنا، سهلت الحكومة التركية نقل أموالهم إليها، وذلك من دول أوروبية وعربية كانت على استعداد لتطبيق العقوبات الاقتصادية الجديدة على سوريا.

 لكن الثورة السورية جاءت لتنهي “سنوات العسل” تلك. ذاك أن الأرقام توضح حجم التدهور في العلاقات الاقتصادية التالية للثورة. فبحسب المركز السوري لبحوث السياسات انخفضت التجارة الخارجية مع تركيا في عامي 2011-2012 بنسبة 82 في المئة. وهو ما أكدته جداول التجارة الخارجية السورية الصادرة مطلع الشهر الحالي، والتي احتلت فيها تركيا المرتبة الأخيرة في قائمة الدول المصدرة إلى سوريا بقيمة إجمالية بلغت 19.7 مليار ليرة سورية، بعد أن احتلت المرتبة الأولى العام 2010، وبقيمة 77 مليار ليرة.

 يعرف أبناء ريف دمشق جيداً، كيف تغيرت حياتهم نتيجة الوفاق السوري التركي. إذ عمل معظم سكان الغوطة الشرقية في صناعة المفروشات والمهن المتفرعة عنها، قبل أن تغزو المفروشات التركية الرخيصة الأسواق السورية. فدمرت أعمالهم ودفعتها إلى هاوية الإفلاس. ولا نضيف شيئاً إذ نؤكد أن دمار الريف الدمشقي اليوم في زمن العداء السوري التركي هو اشد وأعظم منه في زمن الوفاق. كأنه محكومٌ عليه بالدمار أبداً!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى