أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 26 أيلول 2016

 

مذبحة حلب تضع موسكو في قفص الاتهام

نيويورك – راغدة درغام لندن، أنقرة، بيروت، حلب – «الحياة»، أ ف ب

تحولت جلسة عقدها أمس، مجلس الأمن لمناقشة التصعيد العسكري في حلب إلى محاكمة لـ «بربرية» الدور الروسي، والإشارة إلى ارتكاب «جرائم حرب» بالتزامن مع تكثيف الغارات الروسية والسورية على الأحياء الشرقية للمدينة ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن استخدام القنابل الخارقة للتحصينات عشوائياً ضد المناطق الآهلة وفي شكل ممنهج «قد يرقى إلى أن يعد جرائم حرب»، داعياً إلى إنهاء «الكابوس السوري». في الوقت ذاته، ألغى وفد المعارضة السورية برئاسة منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب أمس، زيارة كانت مقررة إلى واشنطن للقاء مسؤولين أميركيين، وعلمت «الحياة» أن إلغاء الزيارة جاء احتجاجاً على «الموقف الأميركي الضعيف والمتستر على جرائم بشار الأسد» .

وترجم التصعيد سجالاً آخر روسياً – أميركياً حول طاولة مجلس الأمن، لم يكن سوى منبر لتأكيد عمق الهوة بين الموقفين، على رغم محاولة فرنسا بلا جدوى إعادة طرح مبادرتها نشر آلية مراقبة محايدة في حلب، من أجل فتح الطريق أمام تطبيق الاتفاق الروسي- الأميركي حول وقف الأعمال القتالية. وعقد المجلس جلسة من خارج جدول الأعمال أمس، بناءً على دعوة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وقدّم خلالها المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا إحاطةً عن الوضع الحالي في حلب، محمّلاً الحكومة السورية مسؤولية البدء بالهجوم العسكري «من طرف واحد» في ١٨ الشهر الجاري.

وشنّت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور هجوماً عنيفاً على روسيا متهمةً إياها بممارسة «البربرية، وهذا ليس محاربة للإرهاب» في سورية. وقالت إن السلام لن يتحقق في هذا البلد «إن استمرت روسيا في الحرب»، لكنها شدّدت على أن الولايات المتحدة «ستواصل النظر في أي طريق ممكنة لإعادة وقف الأعمال القتالية». وأضافت أن على روسيا «ألاّ تستغل امتياز مقعدها الدائم في مجلس الأمن، بل تحمُّل المسؤولية التي تنتهكها في حلب وسورية».

واعتبر سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت أن محاولات أميركا وروسيا لإحلال السلام في سورية «تقترب كثيراً جداً من نهايتها وعلى مجلس الأمن أن يكون مستعداً للوفاء بمسؤولياته». وأعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر أن «جرائم حرب» تُرتكب في حلب، ويجب «ألاّ تبقى من دون عقاب». وردّ السفير الروسي فيتالي تشوركين بأن الولايات المتحدة «لا تستطيع السيطرة على المجموعات المسلحة والإرهابية» في سورية وأنها طلبت وقفاً للغارات الجوية السورية ٣ أيام «ثم طلبوا تمديد المهلة»، معتبراً أن أي هدنة من هذا النوع سيستغلها «الإرهابيون لتعزيز مواقعهم». وقال إن «جبهة النصرة» هي القوة الكبرى في شرق حلب، متهماً «المجموعات الإرهابية بتقويض محاولات إدخال المساعدات الإنسانية وإنجاح وقف الأعمال القتالية». وأضاف أن القوات الجوية السورية «تعمل لإبعاد الإرهابيين بأقل ضرر على المدنيين، لكن الإرهابيين يستخدمونهم دروعاً بشرية». وطرح سؤالاً على دي ميستورا طالباً منه أن يحدّد «مَن هو الطرف الذي يرفض المفاوضات المباشرة».

ورأى تشوركين أن عملية السلام في سورية باتت «شبه مستحيلة الآن».

وكان دي ميستورا بدأ الجلسة بإحاطة قال فيها إن الهجوم الحالي في حلب أدى إلى مقتل ٢١٣ شخصاً، بينهم ١٣٩ في شرق المدينة و٧٤ في ريفها، بينهم عشرات النساء والأطفال. وكرر أن القصف بقنابل محرّمة قد يرقى إلى جرائم حرب، داعياً إلى «وقف القصف فوراً والسماح بإدخال المساعدات، وإعلان هدنة أسبوعية من ٤٨ ساعة، وإجلاء المصابين».

وأشار إلى أن الحكومة السورية «أعلنت أنها تريد استرجاع كل حلب، والرئيس السوري أعلن بعد يوم من الاتفاق أنه يريد استرجاع كل شبر من سورية». وزاد أن «هذا الإعلان هو تأكيد على خيار الحل العسكري». وأكد أنه يسمع كثيراً «السؤال لماذا لا تستقيل، وأجيب بأنني لن أستقيل والأمم المتحدة لن تتخلى عن سورية».

وكان «مركز حلب الإخباري» أفاد بمقتل ٦٦ شخصاً في الغارات أمس، في حين أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن الضربات الجوية على حلب أسفرت منذ ثلاثة أيام عن مقتل 115 شخصاً، بينهم أطفال.

وشدّدت فصائل المعارضة السورية الرئيسية في بيان أصدرته أمس، على أن القصف المكثّف على مدينة حلب المحاصرة بدعم من روسيا، يجعل عملية السلام «غير مجدية ولا معنى لها» إذا لم يتوقف القتال فوراً ويتم السماح بوصول المساعدات برعاية الأمم المتحدة.

إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده مستعدة للمشاركة في عملية عسكرية بقيادة واشنطن، لطرد تنظيم «داعش» من الرقة في سورية، شرط استبعاد الميليشيات الكردية من الهجوم.

 

رياض حجاب لـ «الحياة»: الموقف الأميركي عاجز… وحلب تتعرض لإبادة

نيويورك – راغدة درغام

أكد المنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» السورية المعارضة رياض حجاب التمسك الكامل بتطبيق قرارات مجلس الأمن وبيان جنيف بما يطلق عملية انتقالية «لا يكون فيها دور لبشار الأسد وكل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري»، معتبراً أن الحل في سورية «لا يمكن أن يكون بوجود هذا المجرم»، حتى لو قال المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا غير ذلك «فهو سيكون مخطئاً».

ووصف حجاب في لقاء على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الموقف الأميركي حيال الأزمة السورية بأنه «عاجز ومتردد» وأن كل ما تفعله الإدارة الأميركية هو «مهادنة الروس والإيرانيين ومحاولة احتوائهم على حساب الشعب السوري وتطلعاته».

وقال إنه لم يطلب لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال وجوده في نيويورك بسبب «عدم رضى» المعارضة على غياب المواقف الأميركية الحازمة دعماً لحقوق الشعب السوري.

وأضاف أن روسيا وإيران تروجان لمسألة فصل جبهة النصرة عن المعارضة وجعلها قضية مركزية في الأزمة السورية من أجل أن «تغطي على جرائمها بحق الشعب السوري».

لكنه أشار إلى أن على جبهة النصرة أن تتخذ المزيد من الخطوات «لتكون تحت سقف المشروع الوطني السوري».

وقال إن العملية السياسية في سورية «متوقفة منذ نهاية نيسان (أبريل) وما يجري الآن جعلها من دون أي قيمة أو جدوى» وهو ما يتطلب موقفاً عسكرياً على الأرض.

وأكد حجاب أن التوقعات للأزمة السورية أنها لن تطول لأنها «لم تعد تعني السوريين فقط، بل تؤثر على المنطقة وأوروبا والعالم، وما تسببه من استنفار أمني عالمي، وتدفق للاجئين» وانتشار خطر الإرهاب خارج سورية.

وهنا نص الحوار:

* سأبدأ من المعاملة التي تلقيتموها هنا في الأمم المتحدة، تقريباً كانت رئاسية. اجتمعتم مع رؤساء ووزراء وسواهم، هل هذا اعتراف بكم أم أنه تعويض لكم عما يحدث ميدانياً؟

– أولاً، نعم كانت لنا لقاءات مهمة جداً، وكل اللقاءات كانت ذات أهمية، من الأمين العام للأمم المتحدة ومساعديه، إلى لقاءات رؤساء ووزراء خارجية. هو ليس تعويضا وإنما اعتراف بدور المعارضة السورية التي تمثل تطلعات الشعب السوري العادلة نحو الانعتاق من الديكتاتورية العسكرية.

* ماذا تلقيتم من مواقف ملموسة؟

– تلقينا من الأصدقاء والأشقاء مواقف دعم كبيرة ولكنها تحتاج إلى ترجمة على الأرض ليكون هناك فعل نستطيع أن نجابه به هذه الهجمة الشرسة من النظام وحلفائه.لذلك، تحدثت اليوم بكلام واضح مع الأمين العام للأمم المتحدة، صحيح هو لا يستطيع ضمن صلاحياته أن يتخذ قرارات منفرداً وإنما القرارات هي للدول الدائمة العضوية وأعضاء مجلس الأمن الدولي، ولكن بإمكانه من خلال واجبه كأمين عام للأمم المتحدة أن يتحدث بكل وضوح وصراحة عما يجري في سورية، ويضع النقاط على الحروف.

* إذاً أشعر أنكم انتقدتموه ضمناً لأنه لا يتحدث عن المحاسبة؟ أم لماذا؟

– الحقيقة هو تحدث عن المحاسبة، ومن يومين في الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها بان كي مون بشكل واضح وجريء وصريح بأنه لا يمكن ربط مصير الوطن بشخص.  ويجب أن لا يمر ما يحصل في سورية من انتهاكات وجرائم من دون محاسبة. وأنا أكدت لبان كي مون على مسألة عدم الإفلات من العقاب وأهمية تطبيق العدالة ومحاسبة من يرتكب جرائم بحق الشعب السوري.

* أنتم المتهمون بأنكم تتمسكون بشرط، أعرب عنه دي ميستورا، توجه فيه إليكم وإلى النظام في دمشق، ليقول راجعوا مواقفكم لأنها أصبحت تعطيلية. وأنا أتحدث بالذات عن بشار الأسد.

– نحن لا نطالب ونضع مواقف تعطيلية بل على العكس، نطالب بتطبيق القرارات الأممية. بيان جنيف، والقرارات ٢٢٥٤ و٢١١٨ و٢٦٢:٦٧ الصادر عن الجمعية العامة التي وافقت عليه ١٣٧ دولة، كلها تتحدث عن تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات التنفيذية، وأنه لا دور لبشار الأسد ومن ارتكب جرائم بحق الشعب السوري. ولكن ما يتحدث عنه لافروف أو آخرون عن أنها مواقف تعطيلية، هي ليست مواقف تعطيلية. لا يمكن أن يكون حل في سورية بوجود هذا المجرم.

* هذا ما قاله دي ميستورا وليس لافروف.

– حتى إذا قاله دي ميستورا، أنا أقول له أنت خاطئ. لا يجوز هذا الكلام. ما من شيء اسمه انتقال سياسي بوجود بشار الأسد والقتلة الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري.

* ميدانياً، لستم مدعومين بطريقة تجعلكم تفرضون شروطاً حتى من جانب أصدقائكم، أنتم غير قادرين على الاستئصال.

– في كل الأحوال، نحن نعتمد على إيماننا، وعلى إرادة شعبنا وعزيمته في الاستمرار بالنضال، حتى تتحقق أهداف الثورة وتطلعات الشعب السوري التي ستدخل عامها السادس بعد فترة قصيرة، ولن تتوقف هذه الثورة، ولن تهن وتلين عزيمة الشعب السوري حتى تحقيق أهدافها. وفي المحصلة، ما يحصل الآن في سورية سيجبر الجميع.

* في ضوء ما حدث الآن في العلاقة الروسية الأميركية في الاجتماعات التي حدثت في مجلس الأمن وكلام كيري إلى لافروف، ثم في اجتماع مجموعة الدعم الدولية، هل هناك نقلة نوعية في الموقف الأميركي أم أنها «فشة خلق» وستعود الأمور إلى ما كانت عليه؟

– للأسف الشديد، ليس هناك أي تغير في الموقف الأميركي. الموقف الأميركي عاجز ومتردد وليس له أي حزم باتجاه وضع حد لهذه المأساة السورية. تصريحات صحافية كنا نسمعها من السيد أوباما، حتى في خطابه في الجمعية العامة هذا العام، لم نسمع كلمة واحدة عن سورية، وهو أمر مؤسف ويدل على عجز هذه الإدارة عن فعل أي شيء. ما تفعله هذه الإدارة هو مهادنة الروس، ومحاولة احتوائهم هم والإيرانيين على حساب الشعب السوري ومأساة تطلعاته.

* أنت ذاهب إلى واشنطن، أليس كذلك؟

– نعم.

* أظنك ستجتمع مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس؟

– ممكن.

* هل ستتكلم معها بهذه الصراحة، وبالذات في موضوع إيران؟ إذ أنكم لا تتحدثون في موضوع الميليشيات التي تديرها إيران في سورية. وزير الخارجية الإيراني قال لي في اجتماع «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك، قال أن جلب الميليشيات حق سيادي للحكومة السورية. أين أنتم من هذا الطرح، وكيف ستطرحونه مع واشنطن وأثناء لقائك مع رايس؟

– أولاً هذه الحكومة فاقدة للشرعية والسيادة والقرار المستقل، وبالتالي كلام ظريف غير صحيح. هذه ميليشيات عابرة للحدود وإرهابية ومرتزقة، تقتل الشعب السوري وتمارس كل الإجرام في سورية ونحن نتحدث في هذا الموضوع في كل مناسبة.

* ماذا تطلبون من الأميركيين؟

– إذا قابلت رايس سأتحدث معها في هذا الموضوع ولن أجاملها. وتحدثت مع كيري في هذا الموضوع بكل صراحة، وحتى لو قابلت أي مسؤول أميركي سأتحدث في هذا الموضوع ولن أغير فيه شيئاً أو أجاملهم. هذه حقوق شعبنا.

* قبل أن أدخل في تفاصيل حديثك مع كيري. لنقل أنها حكومة شرعية من دون أي تساؤلات أو تشكيك. هل من حق الحكومة أن تستورد ميليشيات إلى بلادها بموجب القانون الدولي؟ لأن هذا ما يقوله ظريف. حتى لو كان رأيكم فرضاً أنها حكومة شرعية. هل من حق أي حكومة شرعية أن تطلب من ميليشيات عابرة للحدود أن تأتي إلى بلادها؟

– أولاً، هذه الحكومة غير شرعية. وأي حكومة تستجلب ميليشيات قتلة وإرهابية لقتل شعبها لن تكون حكومة شرعية، بل حكومة قتلة مثل الميليشيات، وتستحق المحاسبة على استجلاب هذه الميليشيات وعلى الجرائم التي ارتكبوها.

* هل كان لقاؤك مع كيري عاصفاً؟

– لم ألتق كيري في هذه الزيارة.

* قلت إنك قلت له هذا الكلام؟

– نعم، في لقاءات كثيرة سابقة.

* لماذا لم تلتق به خلال زيارتك نيويورك؟

– لم أطلب لقاءه لأني أشعر أنه ما من جديد يمكن الأميركيين أن يقدموه.

*  كيف؟ هم يفترض بهم أنهم حلفاء لكم؟

– نعم هم أصدقاء وحلفاء ولكن للأسف الشديد، نحن غير راضين عما يحصل، لأنه ليس هناك حزم ولا إرادة باتجاه إحقاق الحقوق للشعب السوري.

* أنت تعتقد أن ما حدث في مجلس الأمن من صخب في جلسة الأربعاء كان تمثيلية قام بها الوزير كيري؟

– لا يهمني ما يقال، بل يهمني الفعل. لماذا لم يتخذ المجلس قراراً تجاه ما حصل؟ بالحد الأدنى تجاه القافلة الأممية وموظفي الأمم المتحدة؟ تجاه من قصف هذه القافلة الإنسانية. أو من قتل هؤلاء الموظفين. بغض النظر عن موضوع الشعب السوري، على الأقل على مجلس الأمن والأمم المتحدة أن يحترموا أنفسهم.

* هل طلبت لقاء مع لافروف؟ أو هل تلقيت مثل هذا الطلب؟

– هذا الحديث يوجه لنا كثيراً لعقد لقاء مع الروس، ولكن على ماذا نلتقي مع الروس؟ لا يمكن أن نلتقي مع الروس وهم يمارسون القتل اليومي بحق الشعب السوري. يعني الأمر ليس عندنا. نحن نتعامل مع الموضوع بكل مرونة وواقعية، بل عندهم، عند الروس. كل ما يفعلونه أنهم يقتلون الشعب السوري من أجل شخص مجرم.

* هم يقولون إن النصرة باتت المفصل في هذه المرحلة. أشعر معك بإحباطك، خصوصاً أن الموضوع السوري ككل تحول يوماً إلى داعش، ويوماً آخر إلى موضوع النصرة.

– الروس يدفعون بهذه الجدلية مع الإيرانيين وأن ما يحصل في سورية هو (مرتبط بـ) النصرة. نحن لا نقبل بكل من يحمل أجندات خارجية، سواء كان تنظيم قاعدة أو داعش أو حتى التنظيمات الإرهابية الشيعية التي جلبتها إيران وهذا النظام المجرم، وحتى المرتزقة وكل القوى الأجنبية الموجودة على الأرض السورية. عند الحديث عن تنظيم القاعدة يجب الحديث عن التنظيمات الشيعية المتطرفة. ولكن السؤال هو هل روسيا منذ أن تدخلت، وتقتل الشعب السوري من سنة، هل قاتلت هذه التنظيمات المتطرفة؟ هي تقتل الجيش الحر والمدنيين الآمنين، وتدمر المستشفيات والمساجد والأسواق ودور العبادة، هذا ما تقوم به روسيا. هي تدفع في هذا الموضوع من أجل أن تغطي على قتلها للشعب السوري.

* نشعر أن المحور الذي يضم روسيا والنظام السوري وإيران والميليشيات، يبدو أن شيئاً ما يحدث في إدلب. ما معنى ما حدث في داريا وحي الوعر، ونقل المسلحين إلى إدلب.

– ما حصل في داريا، ويحصل الآن في حي الوعر، وما يفعله النظام في المعضمية ومضايا والزبداني هو تهجير قسري وتغيير ديموغرافي وهذه انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وهو إجرام بكل معنى الكلمة من تهجير الأهالي من هذه المناطق إلى مناطق أخرى، والعالم للأسف يتفرج ويغطي ذلك إعلامياً من دون أن يفعل أي شيء.

* نسمع بتعابير قندهار، وغروزني…

– ما يحصل في سورية هو أسوأ ما حصل في أي منطقة في العالم، حتى أسوأ من الحرب العالمية الثانية.

* ماذا ستفعلون؟ ما هو الخيار؟

ـ خيارنا هو المتابعة.

* عبر من؟

– بتصميم شعبنا وإرادته وتضحيات ثوارنا سنستمر. لن نتوقف إلى أن تحقق الثورة أهدافها ولن نتراجع.

* دعني أعود إلى موضوع النصرة. حركة نورالدين الزنكي قررت الانضمام إلى جيش الفتح، هل هذا يخدمكم أم يؤذيكم؟

– انضمام نورالدين الزنكي إلى جيش الفتح لا يعني أنها انضمت إلى فتح الشام، لأن جيش الفتح فيه الكثير من الفصائل المعتدلة والإسلامية، وفيه فتح الشام. وهنا نسأل المجتمع الدولي إلى أين أنتم تريدون أن تصلوا بالمجتمع السوري والشعب السوري.

* أرجوك ساعدني لأفهم موضوع النصرة. ماذا ستفعلون؟ أنتم مطالبون باتخاذ مواقف واضحة في موضوع النصرة، إن اعتبرت هذه المطالب تعجيزية أم غير تعجيزية، ماذا ستفعلون؟

– نحن موقفنا من موضوع النصرة واضح، وموقفنا من موضوع الإرهاب واضح. نحن ضد كل الأجندات الخارجية والفكر التكفيري والمنظمات الإرهابية. ولا نقبل بوجودها.

* هل النصرة منهم؟

ـ النصرة اتخذت خطوة وانفكت عن تنظيم القاعدة، ونحن نقول إن هذه الخطوة لا تكفي، بل بحاجة إلى خطوات عدة متتابعة حتى يكون هذا الفصيل في المشروع الوطني.

* من عليه القيام بهذه الخطوات؟

– هذا الفصيل. وقادة هذا الفصيل ومن ينتمي إليه. على هذا الفصيل أن يقوم بخطوات عدة أخرى ليكون تحت سقف المشروع الوطني السوري، وفق تطلعت شعبنا وأهداف ثورتنا.

* ماذا يطلب منكم أنتم بالذات أن تفعلوا في هذا الإطار.

– نعمل على مستويات عدة وأهمها نزع التطرف وإبعاد الشباب عن هذه المجموعات التي غرر بهم للانضمام إليها. ولكن على المجتمع الدولي أن يعرف أن الظلم والقهر والعنف يولد عنفاً وتطرفاً.

* هل ترى أن هناك توجهاً من الفصائل المعتدلة لاختيار الانتماء إلى الفصائل الجهادية لأنه لا خيار آخر امامها؟

– لا، نتمنى أن لا يكون هذا هو الخيار. وألا نصل إليه أبداً.

* ماذا تعتقد أن في إمكانكم أن تفعلوا تلبية للمطالب الدولية، وهي أميركية وروسية، في موضوع النصرة.

– هذا موضوع معقد، ويحتاج إلى عمل على الأرض. هو عمل ليس كما يتحدث لافروف وغيره بأن على الفصائل أن تبتعد. هذا يحتاج إلى عمل وجهود على الأرض، وإلى وقت.

* إذاً ستطول المأساة والأزمة مع ابتعاد احتمال التفاوض أكثر فأكثر؟

– هم يعرفون تماماً. روسيا ليست جادة في محاربة الإرهاب ولا تريد محاربته، بل تريد أن تكرس الإرهاب في سورية لتقول إنه لا خيار سوى بشار الأسد أو الإرهاب.

* إذاً، تحول الفصائل المعتدلة إلى تلك الفصائل يخدم تلك المقولة.

– لن تتحول هذه الفصائل إلى تنظيمات إرهابية ومتشددة. هذا الانضمام الآن لا يعني أنهم انضموا مع هذا الفصيل أو اندمجوا به بل هو تكتيك عسكري على الأرض.

* هل هناك خطة باء لديكم؟ وإن كانت موجودة، هل تركيا هي مدخلها الحصري؟ ما هي الخطة باء؟

– ما المقصود؟

* أنه إزاء فشل العملية الأميركية – الروسية، لأن مطالبها تعجيزية ولا بد من الجلوس معاً، خصوصاً مع تركيا، للبحث في خيارات أخرى.

– نعم، لأنه في ضوء ما يحصل حتى بالنسبة إلى خيار العملية السياسية برمتها، وهي متوقفة الآن منذ نهاية نيسان إلى الآن، وهناك أسئلة كثيرة حول موضوع العملية السياسية. وما يحصل الآن جعل العملية السياسية من دون أي قيمة وأي جدوى نتيجة ما يحصل. لذلك لا بد فعلاً من تعزيز المواقف على الأرض.

* من سيساعدكم؟

– نرجو من أصدقائنا وأشقائنا زيادة الدعم للتصدي لهذه الهجمة.

* هل هم قادرون؟

-نعم، ونحن قادرون على أن نغير المعادلة على الأرض.

* هل هم قادرون إن كانت الولايات المتحدة لا توافق؟

– الولايات المتحدة لا تفعل شيئاً في مجلس الأمن، ولا للعملية السياسية، وتعمل على إيقاف دعمنا. فماذا تريد الولايات المتحدة؟ هي الآن على المحك أمام كل أصدقائها وحلفائها في المنطقة تجاه ما يحصل للشعب السوري.

* تركيا، هل تملك تركيا جميع المفاتيح والأدوات سواء كانت البشرية، للأسف، المغادرة إلى أوروبا، أو كانت التسلحية عبر الممرات إلى سورية. هل تركيا هي الفيصل في هذا الموضوع؟

– تركيا تحتضن الشعب السوري. تحتضن ٣ ملايين من الشعب السوري ودعمت الثورة ولم يتغير موقفها تجاه دعم ثورتنا ومطالب شعبنا ونتأمل ونتمنى من الدول الداعمة للشعب السوري أن تزيد من دعمها.

* أنت تعرف أكثر مني أن أولويات تركيا تختلف عن أولوياتكم. لها أولوية محاربة الأكراد ومحاربة داعش، وهذه ليست أولويتكم.

– هي لا تحارب الأكراد، بل تنظيم حزب العمال الكردستانيوهو تنظيم إرهابي، ولكن تركيا بمساعدتها لنا، هي تساعدنا في قتال داعش في الشمال. أما موضوع حربها مع حزب العمالفهذا موضوع منفصل تماماً. نحن في درع الفرات نقاتل داعش، وطردناه من جرابلس، ونطرده من مناطق أخرى، والآن هناك عمليات باتجاه منطقة الباب.

* إذاً، هل أصبحت هذه هي الأولوية بالنسبة إلى المعارضة السورية؟ أن تحاربوا داعش وتطردوه؟

– نعم، لأن داعش هو أداة من أدوات النظام. داعش يقتلنا ويقتل الشعب السوري ويجب استئصال داعش.

* لكن مع استئصال داعش، هل لديكم ضمانات بأنه لن يأتي النظام ويأخذ تلك المناطق التي قد تحرروها من داعش؟

– نحن في سباق من أجل السيطرة على هذه المناطق لكي لا يأخذها النظام. وفي مرحلة ما سنصطدم مع النظام في حال تقدمنا في اتجاه المزيد من تحرير الأراضي من داعش إن شاء الله.

* تحدثت عن تطور جديد في الساحة السورية. كيف ترى إمكان الخروج من الوضع الراهن. عملياً وفعلياً، كيف تتصور ما سيحدث من الآن إلى ٣ أشهر، و٦ أشهر وسنة. ماذا سيحدث في سورية؟

– المسألة السورية لم تعد تعني السوريين فقط بل تؤثر على المنطقة وعلى أوروبا والعالم. هناك تهديد للأمن العالمي واستنفار أمني عالمي في كل الدول، ونلاحظ خلال وجودنا هنا في نيويورك الاستنفار الأمني الهائل. نتيجة لما يحصل في سورية، لا بد من وضع حد لذلك إذا كان العالم يريد الاستقرار ويوقف التهديد الأمني، وتدفق اللاجئين. لا يمكن أن يتوقف ذلك ويتوقف ذلك التهديد إلا بالخلاص ممن أنتج ذلك الإرهاب. للخلاص من هذا الإرهاب والتهديد الأمني. هل روسيا ستقاتل إلى ما لا نهاية في سورية؟ هل ستقتل كل الشعب السوري؟ هذا الأمر يحتاج إلى نهاية، والعالم كله يبحث عن ذلك. في مجلس الأمن الدولي خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة نوقش موضوع واحد هو التهديد وما يحصل في سورية. وهذا يشغل العالم لذلك فإن العالم مجبور أن يضع حداً لما يحصل.

* على من تراهنون أوروبياً؟ على فرنسا أم على النبرة الجديدة من بريطانيا؟ أعرف أن فرنسا طرحت موضوع الأسلحة الكيماوية وآلية المراقبة التي يفترض أن تأخذ منحى جديداً. تم البحث في الاجتماعات المغلقة في موضوع نوعية وآلية المراقبة من جهة وفي كيفية تصنيف التنظيمات، إرهابية أو غير إرهابية، من جهة أخرى. والى من تركنون ومن هو سندكم وكيف يمكن تصور وجود مخرج؟

– منذ فترة طرحنا رؤيتنا للحل السياسي في لندن، ورؤيتنا واضحة وتلقينا دعماً كبيراً جداً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والإمارات ومن كل الدول التي شاركت والجميع تحدث وأشاد بهذه الرؤية، وهي رؤية تطرح رحيل بشار الأسد وكلمن ارتكب جرائم بحق الشعب السوري من عصابة بشار الأسد. ولذلك حتى في اجتماعاتنا على هامش الجمعية العامة، كان هناك اجتماع لمجموعة باريس التي تضم أصدقاء الشعب السوري، وكان الموقف واضحاً، والجميع أكد هذه الرؤية. لذلك، كل هذه الدول تدعم وجهة نظرنا وتطلعات شعبنا باتجاه الخلاص من هذا النظام.

* يدعمونها بما يسمى بالكلام المعسول العابر أم أن هناك بالفعل استعداداً لدعمكم ميدانياً؟

– نتمنى أن يتطور هذا الدعم إلى هذا المستوى، ومواقف هذه الدول سواء في مجلس الأمن الدولي أو كل المنابر هي لمصلحة الشعب السوري وثورته وأهدافه، ولكن نتمنى أن يتطور ذلك الدعم إلى دعم حقيقي للضغط على هذا النظام لتغيير ما يحصل.

* هناك تشكيك بكم كمعارضة، ولا تؤاخذني على الصراحة في هذا الموضوع. أنتم تتحملون عبء جزء كبير من المصيبة التي حلت بسورية، ليس لأنكم من دمر سورية بل بسبب أخطائكم وانقساماتكم وتشرذمكم. هل، أولاً، تعترض على ما أقوله؟

– لا أبداً، لا أعترض على هذا الكلام. نعم، تعاني الثورة السورية من انقسامات، وهذا أمر طبيعي يحصل في كل الثورات، ولكن إن لاحظتم في الفترة الأخيرة كان هناك تطور كبير. الهيئة العليا للمفاوضات تضم الآن طيفاً واسعاً وكبيراً من المعارضة السورية السياسية مجتمع مدني ومكونات أخرى، والأهم العسكرية. الهيئة العليا للمفاوضات، عدد أعضائها هو من المكونات العسكرية. الآن هناك موقف واحد والرؤية التي قدمناها هي رؤية كل السوريين.

* هي جريئة وأقدمت على تغييرات كثيرة ولكنها ما زالت إلى حد ما ناقصة وغير متجانسة كلياً مع الواقع. طبعاً لك الحق بالطموح وبالرؤيوية أنما يبدو أنها ما زالت بعيدة عن الواقع.

– كي تكوني في الصورة، هذه الرؤية هي للسوريين ونحن طرحناها عبر أشهر عدة وكانت محل نقاش بين كل المكونات والشرائح السورية. وبنيناها على القرارات الأممية ووفق ثوابت الثورة وأهدافها وحاولنا قدر المستطاع أن نعمل على وحدة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها ووحدة المجتمع السوري والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية. طبعاً هناك مؤسسات تحتاج إلى إعادة هيكلة وبخاصة الأمنية والعسكرية. أنا لا أقول إن هذه الرؤية مثالية مئة في المئة ولكن قلنا في شكل واضح إنها رؤية دينامية وفيها كل المرونة وقابلة للتطوير في ما يتوافق مع تطلعات الشعب السوري لتحقيق المستقبل الأفضل للشعب السوري.

* واقعياً ومنطقياً هل تخشى أن تطول جداً المأساة السورية والحرب في سورية، عشر سنوات، عشرين سنة، خمس سنوات؟

– لا، لا. المسألة السورية لن تطول كثيراً ونحن في نهايات الأزمة.

* ماذا يعني أنها لن تطول؟

– يعني أن الأزمة السورية الآن لم تعد كما ذكرت منذ قليل، لم تعد أزمة السوريين.

* هذا تهديد.

– ليست تهديداً. حاولت الولايات المتحدة الأميركية أن تكون الأزمة السورية ضمن الحدود السورية ولكن الآن الأزمة انسابت عبر الحدود وشاهدنا تدفق اللاجئين والإرهاب الذي أنتجه هذا النظام عبر الحدود. إيران والميليشيات التي جلبتها من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، والقوات الروسية الموجودة على الأرض السورية، والحرس الثوري الإيراني وغيرهم. الأزمة لم تعد محصورة بين السوريين. هم يقولون إن الحل سوري سوري. اتركوا السوريين ليقرروا مصيرهم بأنفسهم. هذا الكلام نسمعه من لافروف والإيرانيين. إن كانوا جادين فعلاً فليخرجوا من سورية، ولتخرج القوات الروسية والإيرانية والميليشيات ونترك الشعب السوري ليقرر هو مصيره مع هذا النظام. هل سيبقى هذا النظام شهراً واحداً. هم من يبقي هذا النظام على قيد الحياة.

* نعم وهم لا يخفون ذلك.

– لا، بل هم يخفون ذلك، إذا كانوا يتحملون هذا الكلام، لماذا إذاً هم موجودون في سورية؟ ليتركوا الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه.

* سؤالي الأخير، حلب معركة مصيرية للجميع، روسيا وإيران والنظام والمعارضة، وربما داعش وأمثاله. ماذا تتوقع وكيف ترى ما سيحدث في حلب؟

– حلب مهمة بالنسبة لنا، وللأسف أهلنا في حلب يتعرضون للإبادة من قبل القوات الروسية والإيرانية، وروسيا تستخدم للمرة الأولى أسلحة جديدة متطورة جداً وتعمل كالزلزال، قنابل ارتجاجية، زنة القنبلة ٢،٥ طن. روسيا الآن تتبع حرب الإبادة بحق الشعب السوري كما فعلت في الشيشان، وتفعل هذا مع أهالي حلب. والحمدلله أهلنا وثوارنا صامدون، ولكن الألم كبير والخسائر كبيرة، على الأطفال والنساء والدمار الذي يحصل، ولكن هناك معركة في حلب، وهناك معارك أخرى مفتوحة، وتقدم للثوار في مناطق أخرى في حماة. والمعركة في حلب لن تنتهي الآن، وإنما هي مستمرة. يتقدم النظام في موقع، ولكن يستطيع الثوار استعادته في ما بعد. وهذا ما حصل. تقدم النظام في العديد من المناطق واستطاع الثوار استعادتها من النظام والقوات الروسية. يعني القوة التدميرية التي تستخدمها روسيا هي شيء فظيع.

* لماذا لا تطلبون من أصدقائكم الاحتجاج في مجلس الأمن إن كانت تلك القنابل الارتجاجية غير قانونية؟

– هي محرمة دولياً وهم يستخدمونها ضد المدنيين. اليوم تحدثت مع بان كي مون وطلبت منه أن يصرح للإعلام ويتحمل مسؤوليته بصفته الأمين العام للأمم المتحدة تجاه ما تستخدمه روسيا وإيران والنظام من أسلحة محرمة دولياً. غازات سامة ونابالم وقنابل فوسفورية وعنقودية، والآن القنابل الارتجاجية.

– الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على علاقة جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لماذا لا تطرحون الموضوع من خلاله أو هل طلبتم منه أن يقوم بشيء في هذا الإطار؟

– نطلب من الجميع.

* تركيا بالذات، رجب طيب أردوغان؟

– نطلب من الجميع ومن مجلس الأمن. نطالب الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري. ما يحصل للمدنيين السوريين والشعب السوري من إبادة تقوم بها روسيا وإيران وهذا النظام المجرم.

 

روسيا: السلام في سورية مهمة «شبه مستحيلة»

باريس، الأمم المتحدة ـ رويترز، أ ف ب

سعت بريطانيا وأميركا وفرنسا اليوم (الأحد) في جلسة طارئة لمجلس الأمن للضغط على روسيا لتفعيل وقف إطلاق النار الوارد في اتفاق أميركي – روسي، في حين أعلنت روسيا أن السلام في سورية أصبح مهمة «شبه مستحيلة».

وأبلغ سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوريكين مجلس الأمن أن السلام في سورية أصبح «مهمة شبه مستحيلة الآن»، في حين قالت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية سامنثا باور إن أفعال روسيا في سورية وحشية ولا تتعلق بمحاربة الإرهاب.

وأكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص في شأن سورية ستافان دي ميستورا خلال الاجتماع نفسه إنه مقتنع بأن الوضع في سورية يمكن تغييره وأنه لن يستقيل.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الدول الكبرى إلى «بذل جهد أكبر لوضع حد للكابوس» في سورية، وتساءل أمام الصحافيين «إلى متى سيسمح جميع من لهم تأثير (في النزاع السوري) باستمرار هذه الوحشية؟».

وندد السفير البريطاني ماتيو رايكروفت بـ «الخروق الفاضحة للقوانين الدولية» في حلب وتطرق الى احتمال اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكداً أن محاولات الولايات المتحدة وروسيا إحلال السلام في سورية «تقترب كثيراً من نهايتها وعلى مجلس الأمن أن يكون مستعداً للوفاء بمسؤولياته».

وأعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر أن «جرائم حرب ترتكب في حلب، ويجب أن لا تبقى من دون عقاب»، وذلك قبيل بدء الاجتماع الطارىء.

واتهم دولاتر النظام السوري وحليفه الروسي بالمضي في الحل العسكري في سورية واستخدام المفاوضات للتمويه».

وقال دولاتر إن «فرنسا تطالب بالتطبيق الفوري لهذا الاتفاق ابتداء من حلب»، مشدداً على أن «جرائم حرب ترتكب في حلب»، ومشيراً الى «استخدام قنابل حارقة وذخائر متطورة».

ومن جهة أخرى، قال وزير خارجية فرنسا جان مارك إرلوت اليوم إن روسيا وإيران قد تصبحان شريكتين في جرائم حرب إذا واصلتا إطالة أمد الحرب في سورية.

وطالب إرلوت البلدين اللذين وصفهما بأنهما داعمان للرئيس السوري بشار الأسد «بالاضطلاع بمسؤولياتهما من خلال التخلي عن هذه الاستراتيجية التي تقود إلى طريق مسدود».

وتابع في بيان مكتوب «وإلا فسوف تصبح روسيا وإيران شريكتين في جرائم الحرب التي ترتكب في حلب»، في إشارة إلى القصف الذي تتعرض له المدينة السورية والذي أودى بحياة عشرات الأشخاص.

وأوقع القصف على حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية 115 قتيلاً على الأقل، من بينهم 14 قتلوا اليوم، بحسب آخر حصيلة لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أوضح 19 طفلاً على الأقل قتلوا تحت أنقاض منازلهم التي دمرها القصف الجوي.

ولم تصمد الهدنة الهشة التي أعلنتها روسيا والولايات المتحدة سوى أسبوع واحد وانهارت الاثنين الماضي، كما فشلت الجهود الدبيلوماسية الجارية على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.

ولا يحصل السكان في حلب على المساعدات منذ نحو شهرين كما انهم محرومون منذ السبت من الماء بسبب القصف، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف».

 

المواجهات تمتد من الأحياء الشرقية لحلب إلى مجلس الأمن

نيويورك – علي بردى

لم يكن أسوأ من الإتهامات القارصة في الجلسة الطارئة العاصفة لمجلس الأمن التي انعقدت أمس لمناقشة التصعيد العسكري الواسع في الحرب السورية، إلا مشاهد الدمار الكبير الذي أحدثته حتى الآن الحملة العسكرية للقوات النظامية السورية والميليشيات المتحالفة معها تحت وابل القوة النارية الضخمة للطيران الحربي الروسي، في محاولة لإسترداد الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وسط تحذيرات أميركية وبريطانية وفرنسية من ان تصير المدينة غيرنيكا أخرى ومخاوف دولية من ارتكاب “جرائم حرب”.

وعقد مجلس الأمن الجلسة الطارئة العلنية بطلب من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بعدما أصدر وزراء الخارجية لهذه الدول جون كيري وجان- مارك ايرولت وبوريس جونسون، مع نظيريهم الالماني والايطالي فرانك- فالتر شتاينماير وباولو جينتيلوني والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني، بياناً مشتركاً شددوا فيه على أن “الصبر على عدم قدرة روسيا أو عدم إرادتها الإمتثال لالتزاماتها ليس غير محدود”.

وحملت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور بشدة على موسكو، قائلة إن الدعوة الى عقد الجلسة سببها “شن روسيا ونظام الأسد”، هجوماً شاملاً جواً وبراً على شرق حلب الذي تعرض لأكثر من 150 غارة طوال الساعات الـ72 الاخيرة، مما أدى الى مقتل 139 شخصاً على الأقل وجرح مئات آخرين، وتدمير ما تبقى من هذه المدينة الأيقونية في الشرق الأوسط”. ورأت أن “ما تقوم به روسيا وما ترعاه ليس مكافحة إرهاب، إنه بربري”.

وتحدث المندوب الروسي السفير فيتالي تشوركين فقال إنه “بالنسبة الى الأوضاع الإنسانية في حلب، كان يمكن أن تعود الى طبيعتها في آب، ولكن لم يسمح بذلك لأن المجموعات المسلحة حالت دون ذلك، وأرادت ضرب الممرات الإنسانية”. وأضاف: “في سوريا المئات من الجماعات المسلحة التي يجري تسليحها… أراضي البلاد تعصف عشوائياً وإحلال السلام بات مهمة شبه مستحيلة الآن لهذا السبب”.

 

حلب أشلاء بشرية وبرك دم ومبان سويت بالأرض المعارضة ترى أن التفاوض لم يعد مجدياً وتتهم روسيا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

استمرت الغارات الجوية السورية والروسية الكثيفة على مدينة حلب وعلى مخيم حندرات شمالها، بينما رأت المعارضة السورية ان العملية التفاوضية لم تعد مجدية مع دعم موسكو للقصف.

قتل 45 مدنياً على الاقل السبت في أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، والتي استمرت لليوم الخامس عرضة لغارات جوية كثيفة يشنها النظام وروسيا بعد فشل المحادثات الاميركية – الروسية في إرساء هدنة في البلاد.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان بين القتلى سبعة أشخاص كانوا من القلائل الذين خرجوا لشراء الغذاء وقتلوا في قصف بينما كانوا ينتظرون دورهم أمام أحد المخازن لشراء اللبن في حي بستان القصر.

وتحدث مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” عن أشلاء بشرية على الارض وبرك من الدم، بينما اكتظت العيادات بأعداد كبيرة من الجرحى.

وأعلنت الامم المتحدة ان مليوني شخص تقريبا يعانون انقطاع المياه في حلب، بعدما قصفت قوات النظام إحدى محطات الضخ وأوقفت الفصائل المقاتلة العمل في محطة أخرى تضخ نحو الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام، انتقاماً.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن النظام يستهدف خصوصاً حي بستان القصر حيث قتل سبعة مدنيين “لانه يريد إرغام السكان على الرحيل واستعادة السيطرة عليه”.

وأورد مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في الاحياء الشرقية من حلب ان حجم الدمار كبير وخصوصاً في حيي الكلاسة وبستان القصر إذ باتت بعض شوارعهما مغلقة تقريباً نتيجة انهيار الابنية.

وبات المتطوعون ذوو “الخوذ البيضاء”، أفراد الدفاع المدني في حلب الشرقية، مع كثافة الغارات، عاجزين عن التحرك وخصوصاً بعدما استهدفت الغارات صباحاً مركزين تابعين لهم، ولم تبق لهم سوى سيارتين للاسعاف.

وتجد سيارات الاسعاف صعوبة في التحرك بسبب نقص المحروقات والركام المتناثر على الارض الذي فصل الاحياء بعضها عن البعض وجعل بعض الطرق غير سالكة.

وتحدث سكان وناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن “صواريخ جديدة” تسقط على حلب وتتسبب بما يشبه “الهزة الارضية”.

وروى مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” ان تأثيرها مدمر، إذ تتسبب بتسوية الأبنية بالأرض وبحفرة كبيرة “بعمق خمسة أمتار تقريباً” شاهدها في بعض أماكن سقوط الصواريخ.

 

مخيم حندرات

وتحدثت مصادر في المعارضة والجيش السوري عن قصف القوات الروسية والسورية مخيم حندرات الاستراتيجي للاجئين الفلسطينيين على الأطراف الشمالية لمدينة حلب بعدما فقدت السيطرة عليه ليل الاحد.

وقالت المعارضة إن الجيش استخدم أسلحة أقوى في محاولة لاسترداد مخيم حندرات الواقع على مسافة بضعة كيلومترات شمال حلب على أرض مرتفعة تطل على الطرق الرئيسية المؤدية إلى حلب وكان خاضعاً لسيطرة المعارضة سنوات.

وصرّح قائد يدعى أبو الحسنين في غرفة عمليات المعارضة التي تضم الكتائب الرئيسية التي تقاتل لصد هجوم الجيش: “استعدنا المخيم لكن النظام أحرقه بالقنابل الفوسفورية… تمكنا من حمايته لكن القصف أحرق عرباتنا”.

واعترف الجيش بأن المعارضة استعادت السيطرة على حندرات الذي كانت السيطرة عليه لفترة قصيرة السبت أول تقدم بري كبير للجيش في هجوم جديد لاسترداد حلب من أيدي المعارضة.

ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري أن الجيش السوري يستهدف مواقع “الجماعات المسلحة” في مخيم حندرات.

ويوم الخميس الماضي ِأعلن الجيش بداية حملة عسكرية جديدة لاستعادة حلب وكثف الغارات واستخدام الأسلحة القوية ووصفت المعارضة تلك الحملة بأنها حملة ترويع تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية.

وربما كان الهجوم على حلب التي يقبع فيها تحت الحصار أكثر من 250 ألف مدني كبرى المعارك في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وشردت نحو 11 مليون سوري.

الى ذلك، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان قافلة مساعدات انسانية تضم 36 شاحنة تمكنت السبت من دخول حي الوعر.

 

المعارضة

وفي مؤتمر صحافي في اسطنبول، ندد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” السبت بـ”المجازر” التي يرتكبها النظام السوري وحليفه الروسي في حلب، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لها.

وأمس، قالت فصائل المعارضة السورية الرئيسية في بيان إن القصف المكثف لمدينة حلب المحاصرة بدعم من روسيا يجعل عملية السلام “غير مجدية ولا معنى لها” ما لم يتوقف القتال فوراً ويسمح بوصول المساعدات في رعاية الأمم المتحدة.

ووقع البيان ما يزيد على 30 من فصائل المعارضة المسلحة ومنها “الجيش السوري الحر” أكبر فصائل المعارضة الذي تدعمه تركيا ودول الخليج ودول غربية.

وجاء في البيان أن القصف الذي قتل العشرات خلال الأيام الأخيرة “غير مسبوق” ويعرقل عملية السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والتي تسعى واشنطن وموسكو إلى معاودتها. وأكد “عدم قبول الطرف الروسي كطرف راع للعملية التفاوضية كونه شريكا للنظام في جرائمه ضد شعبنا”. وأضاف أن القوات السورية المدعومة من روسيا تستخدم أسلحة محرمة دوليا “بما في ذلك النابالم والأسلحة الكيميائية وسط غياب أي توجه دولي واضح وفعال لوضع حد لجرائم الحرب الموثقة التي ترتكب بحق الشعب السوري”.

 

المعلم

اما وزير الخارجية السوري وليد المعلم، فقد اتهم في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة قطر والسعودية بارسال “آلاف المرتزقة المسلحين بأحدث الاسلحة” الى سوريا لمحاربة نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال: “فتحت تركيا حدودها أمام عشرات الالاف من الارهابيين الذين قدموا من مختلف أصقاع الارض وقدمت لهم الدعم اللوجستي ومعسكرات التدريب باشراف الاستخبارات التركية والغربية”. وأضاف: “اننا فى سوريا نحارب الارهاب نيابة عن العالم”.

وقبيل لقاء في بوسطن السبت مع نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني والإيطالي، اعتبر كيري أن الوضع في حلب “غير مقبول”.

وقال إن “على روسيا أن تكون قدوة، وليس أن تشكل سابقة، سابقة غير مقبولة، للعالم أجمع إذا ما أمكنني القول”.

والسبت، عبر الأمين العام للامم المتحدة بان كي – مون عن صدمته الشديدة من التصعيد العسكري “المروع” في مدينة حلب، معتبراً أن “الاستخدام المنهجي الواضح” للقنابل الحارقة والقنابل الشديدة القوة في مناطق سكنية قد “يرقى الى جرائم حرب”.

 

حلب تشتعل حرباً كلامية في نيويورك وروسيا تعزز قواتها

واشنطن وموسكو «تتفقان»: لا للتفاهم في سوريا!

كتب محرر الشؤون العربية:

كأنه اعلان رسمي، من على منبر دولي، في مجلس الامن، بوفاة التفاهمات السورية، ودفن أي احتمال وشيك بإمكانية الحل. ففي غالب الاحيان احتفظت اوساط الخارجية الروسية والاميركية، بشعرة معاوية، للتأكيد على وجود مساحة ما، مهما كانت ضيقة، للاتفاق. هذه المرة، بدت التسوية ضربا من الخيال، بعدما قال الاميركيون إن العمل مع موسكو لم يعد ممكنا، ورد الروس بأن احلال السلام السوري، صار الآن مهمة شبه مستحيلة!

قرع واضح لطبول الحرب. الثلاثي الغربي، الاميركي والبريطاني والفرنسي، تستفزه الآن معركة حلب، بعد الدخول الروسي القوي على ميادينها المختلفة جوا وبرا.. وبحرا، كما تشير التقارير بعد إبحار حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» باتجاه الساحل السوري ووصول الفرقاطة الروسية «الاميرال غريغوروفيتش»، المحملة بصواريخ «كاليبر» المجنحة، الى شرق المتوسط، فيما تشير المعلومات الى تعزيز الروس ذراعهم الجوي في سوريا بطائرات «سوخوي 25» المتخصصة بمهمات الدعم الجوي القريب، بالاضافة الى الـ «ميغ 35»، المتعددة المهام، كطائرة مقاتلة جوا وداعمة للعمليات الارضية، ما يشير الى انخراط روسي اكبر في ساحات المواجهة، خصوصا في حلب التي اعلن الجيش السوري استعداده لاستعادة أحيائها الشرقية من الفصائل المسلحة.

وتندرج الخيارات العسكرية الروسية هذه، بعد اتضاح مسار التجاذبات الديبلوماسية. سامنتا باور، ذراع الخارجية الأميركية في الامم المتحدة، تستجيب للتحولات التي شهدها صراع وزارة الخارجية والدفاع الاميركيتين، إذ بات «البنتاغون» يمتلك زمام امور العلاقة مع روسيا، خصوصا في الشأن السوري. لهذا، لم يرف جفن لسامنتا باور وهي بمساندة بريطانية وفرنسية في مجلس الامن، تتهم الروس بـ «الوحشية» في سوريا، وتلوح باريس باتهام دمشق وطهران، بارتكاب «جرائم حرب».

وكان مجلس الأمن اجتمع في جلسة طارئة، أمس، بطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث تصعيد القتال في حلب. وقال المندوب الروسي فيتالي تشوركين، إن «كثرة المجموعات المسلحة الناشطة في سوريا، وكثرة الأطراف التي تقصف أراضيها جعلت عودة سوريا إلى حياة سلمية مهمة «شبه مستحيلة»، موضحاً أن موسكو استجابت مرارا لطلبات واشنطن بإعلان هدن تتراوح مدتها من 48 إلى 72 ساعة، لكن ذلك كان يؤدي دائما إلى إعادة تموضع المسلحين وحصولهم على تعزيزات».

وأضاف: «لا يمكن أن تستمر حيل تكتيكية كهذه بلا نهاية، (لهذا) فإننا لن نوافق بعد الآن على أي خطوات أحادية الجانب»، موضحاً أن الحديث عن إحياء الهدنة في سوريا يجب أن يدور على أساس متعدد الأطراف حصراً «عندما لا نضطر إلى إثبات شيء ما لأحد ما من جانب واحد».

وقال تشوركين: «عليهم إقناعنا بأن لديهم رغبة صريحة في فصل المعارضين المتعاونين مع التحالف الأميركي عن جبهة النصرة، ثم القضاء على النصرة وجعل المعارضين جزءا من العملية السياسية»، لافتاً إلى أن تنظيم «جبهة النصرة» مستمر في الحصول على الأسلحة من الغرب، والولايات المتحدة تتجاهل هذه الحقيقة.

وأوضح أنه إذا لم يحدث ذلك فسيثير الأمر شبهات لدى موسكو بأن كل هذه التحركات هي من أجل إنقاذ «جبهة النصرة» من الضربة، موضحاً أن تطبيق الاتفاق الروسي الأميركي يفتح طريقا للحل السياسي في سوريا، وأن لهذا الاتفاق أعداء كثيرين كانوا يسعون لتقويضه منذ البداية، «وهناك انطباع أن موقفهم غير البناء هو الذي تغلّب».

من جهته، قال المندوب السوري بشار الجعفري إن سوريا تعتبر «أن إجراء هذا الاجتماع هو رسالة للنصرة وللمجموعات الإرهابية المرتبطة بها، مفادها أن الدعم والغطاء السياسي ما زالا قائمين وسلاح الإرهاب للضغط على الحكومة ما زال ناجعا»، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها والمجموعات المسلحة التي تخضع لسيطرتها، بإفشال اتفاق وقف النار.

ولفت إلى أن الدول الغربية أفشلت مجلس الأمن الدولي 13 مرة في اعتماد بيان رئاسي أو قرارات تدين عمليات إرهابية في سوريا، كما أكد أن حكومة بلاده لن تتخلى عن شبر واحد من أراضيها.

سامنثا باور قالت إن أفعال روسيا في سوريا وحشية ولا تصب في سياق محاربة الإرهاب، قائلة إن موسكو «تدعم نظاما قاتلا وتتمادى في الاستفادة» من كونها تتمتع بالـ «فيتو» في مجلس الامن. واشارت الى ان واشنطن عرضت العمل مع موسكو في سوريا مرارا، لكننا لا يمكننا الاستمرار في ذلك.

وأضافت: «نعم هناك مجموعات ارهابية في سوريا الا ان ما تفعله روسيا (في حلب) ليس مكافحة للارهاب بل هو وحشية»، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستجهد لإعادة نظام وقف إطلاق النار في سوريا «بكل ما لديها من الأساليب»، متهمة الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «لا يؤمن إلا بالحل العسكري في بلاده».

بدوره، طالب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أطراف الأزمة بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات لأهالي حلب. وقال إن وحدات «المعارضة» تستخدم صواريخ تقتل المدنيين، موضحاً أن حوالي نصف المسلحين في شرق حلب ينتمون لتنظيم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة).

إلى ذلك، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «صدمته»، وقال إن «قصف حلب بالقنابل الخارقة للتحصينات يدفع العنف في سوريا إلى مستويات جديدة من الوحشية»، داعياً «جميع الأطراف المتورطة (في الأزمة السورية) لتكثيف عملها من أجل إنهاء هذا الكابوس».

وكان وزير الخارجية الفرنسي جون مارك ايرولت أوضح أن سوريا وإيران قد تصبحان شريكتين في جرائم حرب إذا واصلتا إطالة أمد الحرب في سوريا.

 

ميدانيا

كتب علاء حلبي:

إن الخطة القائمة في منطقة حلب تتمثل في فرض حصار على أحياء حلب الشرقية وعزلها عن محيطها قبل التوغل في تلك الأحياء عن طريق «كوريدورات» فاصلة تقسم الأحياء إلى أجزاء صغيرة يسهل قضمها.

وبعد سد ثغرة الراموسة وفشل هدنة حلب، ركزت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها اهتمامها على حي العامرية غرب المدينة. التوغل البري المتوقع بين لحظة وأخرى من شأنه أن يشكل بوابة إخضاع مسلحي تلك الأحياء، بالتوازي مع عمليات تمهيد وكر وفر في مخيم حندرات شمال المدينة، والذي تمكن مقاتلو «لواء القدس» الفلسطيني المؤازر للجيش السوري من السيطرة عليه قبل الانسحاب منه في وقت متأخر من ليل السبت – فجر الأحد.

مخيم حندرات في خاصرة المدينة الشمالية، وحي العامرية في الجنوب الغربي، محورا العمليات القتالية في الوقت الحالي، في اولى خطوات استعادة كامل مدينة حلب. في هذا السياق، يشير مصدر عسكري سوري خلال حديثه لـ «السفير» إلى انه «من المستحيل فعليا اقتحام كامل أحياء حلب، وبالتالي، لا بد من معالجة هذه البؤرة بحكمة، السيناريو الحمصي كان الأقرب للتطبيق خصوصا بعد نجاحه». ويتابع: «عمليات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره تهدف بشكل رئيسي إلى تضييق الخناق على مسلحي تلك الأحياء، ولا يمكن ذلك إلا عن طريق اختراقهم وتمزيق مناطق سيطرتهم».

 

وليد المعلم : أمريكا هي التي تقود المؤامرة على سوريا

القاهرة – د ب أ – أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن أمريكا هي التي تقود المؤامرة على سوريا ومعها دول غربية ودول اقليمية معروفة ، مضيفاً أنها “تزوّد الارهابيين بالسلاح وتموّلهم وتدخلهم عبر الحدود بالآلاف”.

 

واتهم المعلم ، في مقابلة مع قناة الميادين اللبنانية نشرتها على موقعها الإلكتروني الاثنين ، إسرائيل بتقديم الدعم “للمجموعات الارهابية” المتواجدة قرب الجولان السوري المحتل لأنها تريد استمرار هذه الازمة قدر الامكان حتى تستنزف سوريا أكثر.

 

وقال المعلم إن “الاتفاق الروسي الأمريكي لم يمت بعد، إذ ما زالت هناك اتصالات بين وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأمريكي جون كيري، وقد يعقد لقاء الوزيرين “إذا قررّت أمريكا إخراج ملف الحوار السوري السوري من موضع كونه رهينة لديها”.

 

ولفت المعلّم إلى أن الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين دعوا لجلسة مجلس الأمن دعماً للمنظمات الإرهابية في سوريا، في وقت أردت فيه واشنطن في مجلس الأمن “اتهام روسيا بعد أن نجح لافروف في إحراجهم بتنصلهم من الاتفاق”.

 

وأكّد المعلم أن الغارات الأمريكية ضد الجيش السوري في دير الزور هي متعمّدة وجرى تنسيقها مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي جاء بعد ساعة للاستيلاء على المنطقة .

 

وأضاف أن “تركيا دولة محتلة لأراضينا وهي دولة عدوة لأنها تسهّل دخول الارهاب الى أراضينا”.

 

وأشار إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا ليس طرفاً بل هو وسيط أممي عليه الالتزام بدوره، كاشفاً أنه لم يحدد موعداً للقاء المبعوث الأممي إلى سوريا، وعزا الأمر إلى أن الأخير “يماطل منذ شهر أيار/ مايو الماضي في الدعوة إلى إجراء الحوار السوري، بانتظار ضوء أخضر أمريكي”.

 

وأكد المعلم أنه ألغى موعداً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على خلفية مواقفه ضد سوريا، متهماً بان كي مون “بالتهجّم على سوريا من دون سبب”، وبأنه يبحث عن “رضا أمريكي لضمان مستقبله السياسي في كوريا”.

 

وانتقد المعلم اتهام كي مون لسوريا باستخدام أسلحة محرّمة من دون دليل، مؤكداً عدم استخدام بلاده “أسلحة محرّمة دولياً إطلاقاً”.

 

وقال إنه لو كان لأمريكا إرادة حقيقية بإيجاد حلّ في سوريا لإنهاء الازمة لكانت تمكنتّ من ذلك، مشيراً إلى أن واشنطن تزوّد الإرهابيين بسلاحها وتموّلهم وتدخلهم عبر الحدود بالآلاف، معتبراً أن “الإرهابيين لم يأتوا بالمظلات إلى شمال سوريا بل جاءوا عبر الحدود التركية”.

 

ورأى المعلم أن الأمريكيين “لايستطيعون فصل جبهة النصرة عن الجماعات المسلحة لأنها العمود الفقري له”، معتبراً أنهم يستخدمون جبهة النصرة لإضعاف الدولة السورية.

 

وقال المعلم “إننا جاهزون لتشكيل حكومة موسعة تشكل لجنة دستورية لوضع دستور جديد للبلاد، ونؤيد اجراء استفتاء شعبي على الدستور الجديد ثم تُجرى انتخابات برلمانية وبعدها تؤلف حكومة جديدة”.

 

وأكدّ المعلم أن “تغيير الرئاسة في سوريا ليس بيد أحد بل هو قرار الشعب السوري”، قائلاً إننا “نحن نمثل الشرعية في سوريا ومن يريد أن يمارس مواطنته السورية عليه ان يأتي الى الركب”.

 

وقال إن إسرائيل تريد اقامة حزام أمني مع الجولان المحتل على غرار الحزام الذي اقامته في جنوب لبنان، وهي “تقدم الدعم للمجموعات الارهابية المتواجدة قرب الجولان السوري المحتل و تريد أن تستمر هذه الازمة قدر الامكان حتى تستنزف سوريا أكثر”.

 

مقتل 90 مدنيّا في حلب في مئة غارة للطائرات السورية والروسية

أمريكا تنتقد «وحشية» روسيا في سوريا وموسكو تقول إن السلام شبه مستحيل

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قالت مصادر في مديرية صحة حلب الحرة التابعة للمعارضة السورية إن أكثر من 90 شخصا قتلوا أمس الأحد جراء حوالى مئة غارة شنتها الطائرات الحربية والمروحية الروسية والسورية.

وقال محمد أبو جعفر الكحيل مدير الطبابة الشرعية في أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة لـ «د.ب.أ» إن «جميع المشافي والمراكز الطبية خرجت اليوم (أمس) الأحد عن الخدمة لعدم قدرتها على تقديم الخدمات لضحايا القصف، كما أن قوات الدفاع المدني التي تمتلك آليات بسيطة ومحدودة لم تعد قادرة على إنقاذ المدنيين من تحت ركام المباني التي دمرت جراء القصف إضافة الى عدم قدرتهم على إطفاء حرائق القصف».

وناشد الكحيل أهالي مدينة حلب أن يقوموا بمساعدة بعضهم. وأضاف: «مدينة حلب كلها تحترق ولا قدرة لنا كطواقم طبية ودفاع مدني على تقديم أي خدمات، لأن حجم القصف كبير جدا وطال أغلب أحياء المدينة، التي تسيطر عليها المعارضة، وأن بعض الممرضين يقومون بإجراء عمليات بسيطة نظراً لعدم وجود أطباء».

وحملت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك السبت بوضوح روسيا مسؤولية تجدد القتال.

وقصفت الطائرات الحربية مخيما يحظى بأهمية استراتيجية على الأطراف الشمالية لمدينة حلب أمس الأحد، بينما استمرت المعارك بين قوات الحكومة السورية وقوات المعارضة للسيطرة على المخيم الواقع على أرض مرتفعة، في هجوم تدعمه روسيا، لتصبح السياسة الأمريكية بشأن سوريا في حالة يرثى لها.

وقال سكان ومصادر في المعارضة إن الطائرات واصلت قصف مناطق سكنية من المدينة وسوت مباني بالأرض. ويعيش أكثر من 250 ألف مدني تحت الحصار في القطاع المحاصر الخاضع لسيطرة المعارضة، وتتزايد المخاوف من تصاعد العنف منذ انهيار وقف لإطلاق النار أعلن عنه قبل أسبوعين فحسب.

وفي أول تقدم بري رئيسي يتحقق في الهجوم الأخير استطاع الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه انتزاع السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني الواقع على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال من حلب، غير أن قوات المعارضة استردت المخيم في هجوم مضاد بعد بضع ساعات. وقالت المعارضة أمس الأحد إنها استعادت السيطرة على المخيم قبل أن يبدأ القصف.

ووصفت الولايات المتحدة ما تفعله روسيا في سوريا بأنه «وحشية» وليست محاربة للإرهاب في حين قال مبعوث روسيا في الأمم المتحدة إن إنهاء الحرب «بات مهمة شبه مستحيلة الآن» بينما كانت القوات السورية تقصف مدينة حلب بدعم من موسكو.

واجتمع مجلس الأمن أمس الأحد بطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث تصعيد القتال في حلب عقب الإعلان يوم الخميس عن هجوم للجيش السوري لاستعادة المدينة.

وقالت سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة سامنثا باور لمجلس الأمن «إن ما ترعاه روسيا وتقوم به ليس محاربة للإرهاب بل هو وحشية… بدلا من السعي للسلام تقوم روسيا والأسد بصناعة الحرب. بدلا من المساعدة في إيصال المساعدات التي تنقذ الأرواح إلى المدنيين تقوم روسيا والأسد بقصف قوافل الإغاثة الإنسانية والمستشفيات وأول من يهبون في محاولة يائسة لنجدة الناس وإنقاذ أرواحهم».

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «في سوريا توجد المئات من الجماعات المسلحة التي يجري تسليحها… أراضي البلاد يجري قصفها بصورة عشوائية وإحلال السلام بات مهمة شبه مستحيلة الآن لهذا السبب».

وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أمس إن مسعى الولايات المتحدة وروسيا لإحلال السلام في سوريا «يقترب كثيرا من نهايته… ويحتاج مجلس الأمن بالتأكيد إلى أن يكون مستعدا للاضطلاع بمسؤولياته».

وأضاف «النظام السوري وروسيا نزلا عوضا عن ذلك إلى أعماق جديدة وأدخلا حلب في جحيم جديد… روسيا تشترك مع النظام السوري في ارتكاب جرائم حرب».

وقالت باور «آن الأوان لنكشف عمن يقوم بهذه الضربات الجوية ومن الذي يقتل المدنيين… إن روسيا تحتل مقعدا دائما في مجلس الأمن. وهذه ميزة ومسؤولية. ولكن في سوريا وفي حلب تسيء روسيا استخدام هذه الميزة التاريخية».

وقال دبلوماسيون إنه حينما بدأ سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري كلمته أمام المجلس قام رايكروفت وسفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر من مكانيهما وغادرا القاعة.

وقال الجعفري للمجلس إن أي حل سياسي لا يمكن أن ينجح إلا من خلال توفير الظروف اللازمة من خلال جهود مكثفة لمحاربة الإرهاب وإن الحرب الحقيقية على الإرهاب لم تبدأ بعد وإن بشائر النصر السوري وشيكة.

وقدم ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة لسوريا تقريرا للمجلس اليوم. وناشد المجلس إيجاد وسيلة لفرض وقف الاقتتال في سوريا.

وقال «ما زلت مقتنعا أن بمقدورنا تحويل مسار الأحداث. لقد أثبتنا ذلك أكثر من مرة من قبل». مشيرا إلى أنه لن يكف عن محاولة إحلال السلام في سوريا.

وأضاف «أي مؤشر على استقالتي ستكون إشارة إلى أن المجتمع الدولي يتخلى عن السوريين. ونحن لن نتخلى عن السوريين. ولن تفعلوا أنتم ذلك أيضا».

جاء ذلك فيما قالت فصائل المعارضة السورية الرئيسية في بيان الأحد، إن القصف المكثف لمدينة حلب المحاصرة بدعم من روسيا يجعل عملية السلام «غير مجدية ولا معنى لها»، ما لم يتوقف القتال على الفور ويتم السماح بوصول المساعدات برعاية الأمم المتحدة.

وقع البيان ما يزيد على 30 من فصائل المعارضة المسلحة، ومن بينها الجيش السوري الحر، أكبر فصائل المعارضة المدعوم من تركيا ودول الخليج ودول غربية.

 

أنباء عن حشود عسكرية للنظام السوري بالقرب من جسر الشغور و«الحزب التركستاني» يستعد

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: تحدث ناشطون من الساحل السوري عن حشود عسكرية كبيرة تتجه إلى قرية كبانة القـريبة من مدينة جسر الشغور حيث تنتشر في تلك المنـطقة فصائل من «الجيـش الحـر» إضـافة إلى عشـرات المـقاتلين من «الحزب التركسـتاني» و«جبهة فتـح الشـام».

وحذرت «أحرار الشام» من نوايا النظام بشن عملية عسكرية بحجة أنها تقاتل فصائل إرهابية، و»شبكة شام الإخبارية» أكدت ونشرت صورا قالت إنها لميليشيا أفغانية وصلت إلى جبال الساحل حديثا وتمركزت في بلدة كنسبا.

ويعتمد النظام في حماية مناطق الساحل على عناصر موالية من غير الجيش تنسب إلى «صقور الصحراء» بقيادة أيمن جابر، أحد أقرباء الأسد، إضافة إلى ميليشيات أخرى أجنبية مثل «حركة النجباء العراقية» وعناصر محدودة من «حزب الله»، وفق ما يؤكده قادة المعارضة المسلحة. هذه الميليشيات حاولت الشهر المنصرم أكثر من 40 مرة التقدم باتجاه قرية كبانة مع تغطية نارية فائقة القوة وعشرات الغارات الجوية إلا أن جميعها فشل بسبب تواجد عناصر جهادية من «التركستان» و»أحرار الشام» مع آخرين من «فتح الشام».

من ناحية أخرى المكتب الإعلامي لـ «الحزب التركستاني» علق بالآية القرآنية «لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم»، وذلك ردا على ما تناقلته وسائل إعلام معارضة عن تسليم أمريكا لوائح بالفصائل التي على روسيا تجنب استهدافها وحسب التسريب فإن الحزب ليس مشمولا بهذه القوائم كونه يقاتل إلى جانب «فتح الشام» و»جند الأقصى»، وتعتبر هذه الفصائل أكثر فتكا بالنظام حسب ما تؤكده الوقائع على أرض المعركة.

ويؤكد ناشطون أن معظم الفصائل التي تقاتل إلى جانب مقاتلين تركستان يشعرون بالأمان وهذا الأمر من شأنه أن يعطي دفعا معنويا لباقي المقاتلين سيما السوريين، عشرات المقاتلين الأوزبك والتركستان قضوا في منطقة كبانة إثر محاولات النظام، وفي كل مرة يخسر النظام عشرات من ميليشياته المؤيدة للأسد.

وأكد المكتب الإعلامي للحزب أن هناك عشرات المقاتلين على أهبة الاستعداد في المنطقة ولن يستطيع النظام التقدم مهما استعمل من أسلحة تقليدية أو غارات جوية، فالأمر بالنسبة لهم دفاع عن وجود حسب تأكيده.

ويعتمد الحزب في إمداد نفسه بالذخيرة على «الغنائم» التي يحصل عليها خلال معاركه ضد النظام وكانت آخرها في حلب حيث سيطر على عشرات الدبابات والآليات المدرعة وعشرات من صناديق الذخيرة حيث يقوم بتوزيعها على باقي الجبهات التي يتواجد فيها سـواء في حـلب أو سـهل الغـاب وصـولا إلى جبال السـاحل، كما ويعتبر الحزب العمـود الفقـري لـ»جيش الفتـح» إلى جانب باقـي الفصـائل المشـاركة.

وتؤكد أوساط من المعارضة أن المقاتلين التركستان يتقدمون كتائب المقتحمين في جميع المعارك بسبب خفة حركتهم وسرعة أدائهم مما يعطيهم فرصـة أكبر للانقضـاض على جنـود النظـام.

 

لافروف: من المبكر الحديث عن فشل الاتفاق الأميركي الروسي

موسكو ــ العربي الجديد

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، أنّ موسكو “ملتزمة” باتفاق الهدنة في سورية مع الجانب الأميركي، معتبراً أنّه “من المبكر” الحديث عن فشل الاتفاق.

 

وقال لافروف، في مقابلة مع قناة “إن تي في” الروسية، اليوم الاثنين، إنّ “الأميركيين يطرحون شروطاً إضافية على الاتفاق الروسي الأميركي حول سورية، متهماً الغرب بقيادة واشنطن إلى عدم الوفاء بالتزاماته بموجب الاتفاق.

 

وأضاف أنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن يشن ضربات على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ولا يستهدف جبهة “النصرة” (فتح الشام حالياً)، قائلاً إنّ “العسكريين الأميركيين ربما لا يصغون للرئيس باراك أوباما”.

 

وأكد الوزير الروسي أنّ بلاده تعتزم المطالبة بإجراء تحقيق دقيق في ملابسات استهداف قافلة مساعدات إنسانية في مدينة حلب يوم 19 سبتمبر/أيلول الحالي، معتبراً أنّه “من المستحيل” إنشاء منطقة حظر للطيران فوق سورية لفترة طويلة.

 

ورأى أنّ الهدف الحقيقي للاجتماع الأخير لمجلس الأمن، أمس الأحد، هو “صرف الانتباه عن غارة التحالف الدولي بقيادة واشنطن على مواقع الجيش السوري في دير الزور يوم 17 سبتمبر/أيلول الحالي”، بحسب قوله.

 

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً بدعوة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، مساء أمس، في نيويورك، على وقع تحميل غربي لروسيا مسؤولية إحلال السلام في سورية.

وقالت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن، سامنثا باور، إنّ “قوات النظام وروسيا خربت ما تبقى من حلب بمئات الغارات، ولا يمكن لقوافل الإغاثة الدخول في ظل الجحيم الناتج عن قصف النظام وروسيا”. في حين اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أنّ “روسيا وإيران قد تعتبران شريكتين في جرائم حرب في سورية إذا واصلتا إطالة أمد الحرب فيها”.

 

بدوره، رأى المندوب البريطاني لدى المنظمة الدولية، ماثيو ريكروفت أنّ “روسيا شريك مع الحكومة السورية في تنفيذ جرائم حرب”، مشيراً إلى أن “نظام الأسد بدعم روسي قتل من السوريين أكثر من داعش والنصرة”.

 

في المقابل، ندّد الكرملين، اليوم الاثنين، بما وصفها “النبرة والخطاب غير المقبولين” للسفيرين الأميركي والبريطاني في الأمم المتحدة، وذلك غداة اتهامهما الجيش الروسي بـ”الوحشية” وارتكاب جرائم حرب في سورية.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الاثنين، في تصريحات أوردتها “رويترز”، إنّ “النبرة العامة وخطاب مندوبي بريطانيا والولايات المتحدة غير مقبولين ويضرّان بعلاقاتنا”. وأضاف بيسكوف أن “الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين في سورية لم يتم بعد”، مضيفاً أنّ “الأوضاع في سورية تزداد صعوبة”.

 

وواصلت طائرات تابعة للنظام السوري، وأخرى لسلاح الجو الروسي، اليوم الاثنين، غاراتها في حلب، موقعةً مزيداً من الضحايا المدنيين، ليصل عدد القتلى بحسب إحصائيات المعارضة السورية وفرق الإنقاذ العاملة في حلب، لنحو 330 قتيلاً خلال الأيام القليلة الماضية فقط.

 

النظام وروسيا يواصلان حرق حلب: 330 قتيلاً خلال أيام

أحمد حمزة

شنّت طائرات تابعة للنظام السوري، وأخرى لسلاح الجو الروسي، فجر اليوم الإثنين، غاراتٍ جديدة في حلب، موقعةً مزيداً من الضحايا المدنيين، ليصل عدد القتلى بحسب إحصائيات المعارضة السورية وفرق الإنقاذ العاملة في حلب، لنحو 330 قتيلاً خلال الأيام القليلة الماضية فقط.

وأكّدت مصادر محلية في المحافظة لـ”العربي الجديد”، أن “الغارات تواصلت حتى ساعات الليل”، بعد يومٍ خلفت فيه عشرات القتلى والجرحى، مستهدفة مناطق واسعة تسيطر عليها المعارضة السورية في المدينة وريفها.

وطاولت الهجمات الجوية الكثيفة ليل وفجر هذا اليوم، أحياء الميسر والراشدين، ما أوقع ضحايا بين المدنيين لم يتم إحصاء عددهم، إذ لا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها لسحب جثث القتلى، وإنقاذ المصابين العالقين من تحت الأنقاض.

كما أكّدت المصادر أن الطيران الروسي، استهدف منذ فجر اليوم، مناطق قبتان وعينجارة وأورم الكبرى، ودمرت الهجمات آليات لـ”االدفاع المدني السوري” في بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي.

ويأتي هذا القصف الجوي الذي تنفذه طائرات تابعة للنظام وأخرى روسية في حلب، استمراراً لحملة غاراتٍ، هي الأعنف من نوعها، كانت بدأت منذ يوم الخميس الماضي، وارتفعت وتيرة عنفها بعد ذلك، لتُسقط بحسب أرقام “الدفاع المدني السوري” زهاء ثلاثمائة وثلاثين قتيلاً، وأكثر من ألفٍ وثلاثمائة جريح.

وتركزت الغارات أمس، والتي أسقطت نحو ثمانين قتيلاً بحسب مصادر المعارضة السورية، في أحياء الهُلك وقاضي عسكر والصاخور والشعار، حيث سقط العدد الأكبر من الضحايا فيها. كما سقط عشرات القتلى والجرحى، في القصف الذي طاول أحياء “القاطرجي، بستان القصر، الأنصاري، الفردوس، الزبدية، مساكن هنانو، باب الحديد، الراشدين، الميسر، طريق الباب، منطقة مناشر جسر الحج وغيرها”.

كما استهدفت عشرات الضربات الجوية، مناطق واسعة بريف المحافظة، وتركزت بشكل رئيسي في الأتارب والمنصورة وعندان والملاح وبيانون وحريتان ومعارة الارتيق وغيرها.

وفي هذا السياق، لفت ناشطون في حلب، إلى أن “عائلات بكاملها ما زالت تحت الأنقاض منذ يوم أمس، بسبب كثافة الغارات التي لا تتيح لعناصر الدفاع المدني رفع الأنقاض في أماكن كثيرة، خاصة بعد الاستهداف المتكرر لمراكز الدفاع المدني في المدينة، والتي لم يتبق منها سوى عدد قليل جداً، فضلاً عن استهداف المستشفيات، والمشافي الميدانية”، مشيرين إلى أن الطيران الروسي، بات يستعمل ذخائر جديدة أكثر فتكاً من سابقاتها في القصف.

إلى ذلك، بيّنت المشاهد المصورة، التي بثها ناشطون على الإنترنت، المشافي في حلب، تغصُ بالجثث والمصابين، فيما ذكرت الكوادر الطبية، أن إمكانياتها المحدودة لم تعد تكفي لتقديم الخدمات الإسعافية للحالات التي تتوافد إلى المشافي والنقاط الطبية الصغيرة.

 

لافروف يشكك بسلطة أوباما..وطهران لا ترى حلاً يستبعدها

قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إنه من المبكر لأوانه اعتبار الاتفاق مع الولايات المتحدة حول سوريا ميتاً، مؤكداً في حديث مع قناة “أن.تي.في” الروسية، الإثنين، أن موسكو ما زالت متمسكة به، وأنه لا يعتقد أن الأميركيين يعتبرون الاتفاق ميتاً.

 

وفي خضمّ الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وموسكو بعد فشلهما في إحياء الهدنة، والتصعيد الحربي الذي تقوده روسيا وقوات النظام السوري في مدينة حلب، قال لافروف “على الأقل إننا مازلنا متمسكين بالاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الأشهر الماضية والتي تمكنا من صياغتها نهائياً بعد توافق الرئيسين بوتين وأوباما حول المسائل المبدئية العالقة خلال لقائهما يوم 6 سبتمبر/أيلول”. لكن وزير الخارجية الروسية اعتبر أن لدى واشنطن “رغبة في طرح شروط إضافية” قبل البدء في تنفيذ الاتفاق حول سوريا، مؤكداً في السياق رفض بلاده لهذا الأمر، معتبراً “الاتفاق بشكله النهائي يعطي الأولية للفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين”.

 

وأعرب لافروف عن أنه “لم يعد واثقاً مئة بالمئة” من استعداد واشنطن لضرب “جبهة فتح الشام” في سوريا، مضيفاً أن كيري كان يؤكد له، خلال لقاءاتهما المتكررة، أن “النصرة تمثل تهديداً لا يقل عن خطر داعش”، وأضاف “لكن رغم تلك التأكيدات، الجيش الأميركي لا يستهدف النصرة”.

 

وكشف لافروف عن أنه تلقى تأكيدات كثيرة حول دعم الرئيس الأميركي باراك أوباما للتنسيق مع روسيا، وأن الأخير أكد ذلك بنفسه خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الصين. وأضاف “لكن يبدو أن العسكريين الأميركيين لا يصغون للقائد الأعلى (أوباما) بشكل مطلق”.

 

من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أنه “لا يمكن اتخاذ أي قرار بشأن سوريا من دون مشاركة إيران”، وشدد على أنه “من المستحيل تنفيذ مثل هذه القرارات في حال آخر”.

 

وقال قاسمي في تصريحات، الإثنين، إن موقف إيران من التسوية السورية “واضح وثابت ولم يتغير”، وأن الأزمة السورية “لا يوجد لها حل عسكري، وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي والمحادثات السياسية”. واعتبر أنه للوصول إلى هذه المرحلة “نحتاج إلى وقف إطلاق النار، ومن أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار ينبغي منع إرسال السلاح إلى الإرهابيين”.

 

وأعلن الكرملين، في وقت سابق الإثنين، أن الوضع في سوريا “قد بلغ مرحلة صعبة”، وانتقد المتحدث دميتري بيسكوف، التصريحات التي أدلى بها مندوبو الولايات المتحدة وبريطانيا، الأحد، خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، واصفاً إياها بأنها “غير مقبولة إطلاقاً، وقد تلحق أضرارا بالغة بالعملية السياسية في سوريا والعلاقات الثنائية لهذه الدول مع موسكو”.

 

وكانت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سامانثا باور، قد وجّهت انتقادات لاذعة لموسكو خلال جلسة مجلس الأمن، وقالت إن “ما ترعاه روسيا وتقوم به ليس محاربة للإرهاب بل هو وحشية.. بدلاً من السعي للسلام تقوم روسيا والأسد بصناعة الحرب”، وتابعت “بدلا من المساعدة في إيصال المساعدات التي تنقذ الأرواح إلى المدنيين تقوم روسيا والأسد بقصف قوافل الإغاثة الإنسانية والمستشفيات وأول من يهبون في محاولة يائسة لنجدة الناس وإنقاذ أرواحهم”.

 

وفي المقابل، ردّ السفير الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، بالقول إنه “في سوريا يوجد المئات من الجماعات المسلحة التي يجري تسليحها”، محذراً من أن “إحلال السلام بات مهمة شبه مستحيلة الآن لهذا السبب”.

 

النظام يستعجل إخراج مقاتلي الوعر إلى ريف حمص الشمالي

أسامة أبوزيد

غادرت دفعة ثانية من “المُهجّرين” حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، الإثنين، إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي المحاصر، وضمّت 160 شخصاً منهم 130 مقاتلاً. عملية تفريغ النظام لحي الوعر من سكانه مازالت مستمرة، بالتزامن مع قصف الطائرات الروسية والسورية لمدن وبلدات ريف حمص الشمالي بالصواريخ الفراغية.

 

وتأتي الدفعة الثانية من الخارجين من الوعر، بعد 4 أيام من خروج 350 شخصاً كدفعة أولى، وذلك استكمالاً لتنفيذ بنود الاتفاق الذي كان قد أعيد العمل به نهاية أب/أغسطس، بعد توقف دام 6 شهور تعرض الحي خلالها لحصار خانق، بعد عامين من الحصار الجزئي، لأكثر من 75 ألف مدني.

 

وكان مقرراً خروج الدفعتين إلى مدينة إدلب شمالي سوريا، كدفعة واحدة، تضم 250 مقاتلاً من المعارضة برفقة ما يقارب 1000 مدني، بينهم مصابون وأصحاب أمراض مزمنة. إلا أن تحويل وجهة الخروج من إدلب إلى ريف حمص الشمالي، كان نتيجة قرار من النظام فُرِضَ على “لجنة الوعر” بعد رفضها الخروج إلى إدلب بسبب “اعتذار” الأمم المتحدة عن مرافقة الخارجين. وكان فريق “الأمم المتحدة” قد اعتذر لأن الطريق نحو إدلب “غير آمن” بحسب تصريحات رسمية، فالفريق لن يشارك في أي عملية “تهجير قسري”، وفقاً لمعارضين.

 

كما أغلقت قوات النظام المعابر إلى الحي، وهددت بإعادة الحصار مرة أخرى، واستخدام القوة، كما حدث عشية خروج الدفعة الأولى، الخميس. حينها استهدفت “الكلية الحربية” المجاورة للحي، المباني السكنية بعدد من “الاسطوانات” المتفجرة، من دون تسجيل سقوط إصابات.

 

قرار تحويل وجهة الخروج من إدلب إلى ريف حمص الشمالي، واجهه أهل الوعر بالرفض، بعد موافقتهم بداية الأمر على الخروج نحو ادلب. فواقع الحصار المفروض على ريف حمص الشمالي، دفع أهالي الوعر، للامتناع عن الخروج.

 

وكان عشرات المدنيين الراغبين بالخروج نحو إدلب، قد تزاحموا على الحافلات الخضراء، في 19 أيلول/سبتمبر، رغم تحديد “لجنة الوعر” شروطاً محددة لاختيار من يحق له الخروج، وتشمل المقاتلين رافضي الاتفاق، والمصابين وأصحاب الأمراض المزمنة. وسرعان ما تبدل المشهد كلياً، بعد إعلان ريف حمص وجهة للمُهجرين، فانسحب من تمت الموافقة على خروجهم، وفي مقدمتهم المصابون والمرضى، فالواقع الطبي في ريف حمص الشمالي لا يقل سوءاً عما هو عليه في الوعر.

 

أحد مرضى السرطان في الوعر، قال بأن الخروج إلى ريف حمص الشمالي “كالضحك على اللحى”، مشيراً إلى أنه لا فائدة له من الخروج إن لم يغير من معاناته، وتلقيه للعلاج.

 

وكانت “لجنة الوعر” قد أعلنت مساء الأحد، بأنه يتوجب على الراغبين بالخروج إلى ريف حمص الشمالي، تسجيل أسمائهم لديها، من دون تحديد أي شروط. وذكر مصدر مقرب من “لجنة المفاوضات”، لـ”المدن”، أن اللجنة عانت من استكمال العدد المحدد بالاتفاق مع النظام، نتيجة رفض أغلب مقاتلي ومدنيي الوعر الخروج إلى الريف الشمالي. المصدر قال إن استماتة النظام لتسريع عملية إجلاء المدنيين، ما هي إلا لتسريع تنفيذ بنود الاتفاق، للوصول إلى البند المتعلق بتسليم المعارضة للنظام عدداً من المباني الحكومية في حي الوعر، ودخول قوات الشرطة إلى الحي.

 

وأوضح المصدر أنه خلال الأسبوع الجاري، سيُعقد اجتماع بين اللجنة وممثلي النظام، في فرع “أمن الدولة” في مدينة حمص، لتحديد موعد تنفيذ ما تبقى من بنود الاتفاق، ومنها توضيح مصير معتقلي الحي في سجون النظام، والإفراج عن عدد منهم، قبل دخول الشرطة إلى الوعر.

 

وينص الاتفاق على خروج دفعة لا تقل عن 200 مقاتل برفقة ذويهم من الوعر، مقابل توضيح مصير المعتقلين لدى النظام، والإفراج عن عدد منهم يُحدده رئيس جهاز “المخابرات العامة” اللواء ديب زيتون، المشرف على اتفاق الوعر من جانب النظام. ويتبع ذلك دخول عناصر الشرطة، وتسلّم الأجهزة الأمنية للمؤسسات الحكومية داخل الحي.\

 

مذبحة حلب مستمرة..والنظام يفشل بالتقدم نحو الأحياء المحاصرة

خالد الخطيب

نجحت المعارضة الحلبية في أول امتحان لها، في ظل المحرقة الروسية التي تعيشها المدينة وإعلان النظام بدء معركة السيطرة على الأحياء الشرقية المحاصرة. وتمكنت المعارضة من استعادة سيطرتها الكاملة على مخيم حندرات شمالي حلب، الأحد، وقتلت عشرين عنصراً من قوات النظام والمليشيات، أغلبهم من “لواء القدس الفلسطيني”. كما دمرت عدداً من السيارات والآليات والمدافع الثقيلة والمتوسطة للقوات المهاجمة، واغتنمت أخرى.

 

وكانت قوات النظام والمليشيات الشيعية وقوات خاصة روسية قد باشرت عملياتها العسكرية نحو المخيم، الجمعة، وتمكنت خلال يومين من السيطرة الكاملة عليه، متبعة سياسة القضم البطيء، بعدما مهدت لها المقاتلات الروسية ومروحيات البراميل التابعة للنظام بأكثر من 100 غارة جوية، استهدفت المخيم ومحيطه القريب.

 

وتحاول قوات النظام والمليشيات السيطرة على مخيم حندرات، بحكم موقعه المرتفع المهم عسكرياً، الذي يسمح بالإشراف على منطقة الشقيف الصناعية ودوار الجندول ومشفى الكندي. كما يحقق التقدم فيه التوسع شرقاً وحماية طريق الكاستللو، ويمكن القول إن السيطرة على المخيم، هي بداية التماس المباشر مع الأحياء الشمالية الشرقية، وتهديدها برياً.

 

ومن جهتها، تدرك المعارضة الحلبية أهمية الحفاظ على مواقعها في الشمال، وتحديداً في مخيم حندرات، رغم المهمة الانتحارية التي تواجهها هناك، في ظل القصف المتواصل بمختلف أنواع القذائف الصاروخية والمدفعية، عدا عن الغارات الجوية الروسية المكثفة على مدار الساعة. فالحفاظ على المخيم والمواقع المحيطة به لا يحقق للمعارضة حماية الأحياء الشمالية الشرقية من التماس المباشر مع قوات النظام والمليشيات وحمايتها من هجوم متوقع وحسب، وإنما يبقي لديها الأمل في معاودة الكرة والسيطرة مجدداً على الكاستللو. وهذه المنطقة، ربما تُمثلُ الزاوية الأمثل، التي من الممكن أن تنقض عليها المعارضة في الداخل المحاصر والخارج من جهة الملاح لتفك الحصار عن حلب.

 

المعارضة بدأت تتحدث عن قرب الانتهاء من التحضيرات العسكرية لخوض معركة جديدة في حلب، من أجل فك الحصار عن الأحياء الشرقية والرد على المحرقة الروسية المستمرة منذ أسبوع تقريباً. وتبدي المعارضة تفاؤلاً كبيراً بالمعركة والأعداد الكبيرة من المقاتلين الذين من المتوقع أن يخوضوا المعارك على جبهتين في الداخل المحاصر والخارج القادم من الريف المحيط.

 

لكن المعارضة تبدو متخوفة من تكرار سيناريو “ملحمة حلب” الذي لم يشهد تنسيقاً وتناغماً عملياتياً بين “جيش الفتح” وفصائل “فتح حلب”. حينها، ورغم نجاح المعارضة في فك الحصار، إلا أنه لم يتم اشغال الجبهات الداخلية بالتزامن مع الهجمات من الخارج ما أتاح للنظام والمليشيات فرصة الدفاع عن مواقعها ومعاودة السيطرة على كامل المواقع التي خسرتها تقريباً في هجمات ارتدادية متواصلة.

 

في المقابل، يقول النظام إن معركته البرية في حلب لم تبدأ بعد، وما حصل في المخيم شمالاً مجرد محاولة صغيرة. ويكرر النظام دعواته للمدنيين والعسكريين للاستسلام، ملقياً المزيد من المناشير الورقية ورسائل نصية على الهواتف المحمولة، مؤكداً فيها استمرار المذبحة والحصار حتى تحقيق أهدافه.

 

وفي الميدان تبدو الأمور متجهة إلى مواجهة عسكرية كبيرة لوقف التدهور في المدينة، وكبح جماح التوحش الروسي. ورغم الخيارات الصعبة والمحدودة أمام المعارضة بعد تواجد الروس على الأرض وتعزيز المليشيات بآلاف المرتزقة، إلا أن المعارضة ترى أن المهمة ليست بالمستحيلة، فمن فك الحصار مرة يمكنه معاودة الكرة مرات أخرى، وتسلم زمام المبادرة على الأرض.

 

وواصلت المقاتلات الحربية الروسية ومروحيات البراميل المتفجرة، وعلى مدار 24 ساعة الماضية، حملتها الجوية الوحشية على حلب المحاصرة وضواحيها، واستهدفت الاثنين، الأحياء الشرقية وريفي حلب الغربي والشمالي، بأكثر من ثلاثين غارة جوية، تسببت في مقتل 15 مدنياً وجرح خمسين على الأقل. وكانت الغارات الوحشية قد قتلت الأحد 85 مدنياً وأوقعت العشرات من الجرحى والمصابين المدنيين، وخلفت دماراً واسعاً في الأبنية والممتلكات، وفي المرافق العامة، الصحية والتعليمية والمياه.

 

واستهدفت المقاتلات الحربية الروسية، الأحياء السكنية، بالقنابل والصواريخ الارتجاجية والعنقودية والفوسفورية، وألقت مروحيات النظام براميلها المتفجرة على أحياء الهلك وقاضي عسكر والقاطرجي، والأنصاري الذي سقط فيه لوحده 17 قتيلاً و50 جريحاً، والزبدية وبستان الباشا، وطريق الباب الذي سقط فيه 18 قتيلاً. وطال القصف الجوي أحياء الفردوس والحيدرية وجسر الحج والميسر والصالحين والمرجة وصلاح الدين والمشهد، وقصفت المقاتلات الروسية بأكثر من خمسين غارة جوية مدن وبلدات ضواحي حلب الشمالية والجنوبية والغربية.

 

نائب مدير “صحة حلب الحرة” عدنان حلبي، أكد لـ”المدن”، أن القطاع الطبي في حلب يعمل بكل طاقته والمشافي الميدانية والمستشفيات القليلة المتبقية في حلب المحاصرة لا تستطيع أن تستوعب الأعداد الهائلة من الجرحى، جراء الغارات الجوية المتواصلة على كل أحياء المعارضة في حلب، وقد استقبلت كل نقطة طبية، وفق حلبي، أكثر من 100 جريح وبشكل يومي طيلة خلال الحملة الجوية العنيفة. وقال حلبي إن عدداً كبيراً من الجرحى يتلقون الإسعافات الأولية وهم مستلقون على أرض المشافي، وفي الممرات، لعدم كفاية الأسرة واستحالة استيعابهم في قسم الإسعاف، كما أن العديد من العمليات الجراحية قد يتأخر إجراؤها بسبب كثرتها وعدم كفاية الكوادر الطبية اللازمة لإجرائها. فالوضع مأساوي للغاية في حلب ولا يمكن للمشافي الاستمرار بنفس الوتيرة من الجهد والمخاطرة، فالمشافي أيضاً هدف للغارات الجوية ونحن نعمل في ظروف خطيرة جداً.

 

وأشار حلبي إلى أن الكثير من الأدوية والمواد الطبية اللازمة للإسعاف والعناية المشددة بدأت تنفد في ظل الحصار، كأدوية التخدير والمنافس الخاصة بالعنايات، كما أنه يتعذر على فرق الإسعاف إنقاذ الجرحى الذين أصيبوا في الأحياء الشرقية البعيدة نسبياً عن النقاط الطبية بسبب عدم كفاية سيارات الإسعاف وإغلاق الطرق بسبب الركام الذي خلفه قصف الطيران على مدى الأيام الماضية.

 

في هذا السياق، خرج “مركز هنانو” التابع لـ”الدفاع المدني” في حلب المحاصرة من الخدمة، بسبب القصف المتكرر والمقصود الذي يطال المراكز وآليات الحفر وسيارات الإطفاء. ليصبح عدد المراكز العاطلة عن العمل أربعة. وتتحمل فرق الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” التي تجاوز عدد عناصرها في حلب الـ400، أعباء كبيرة وتعتبر من أكثر القطاعات الخدمية حيوية، فهي تسعف الجرحى، وتنتشل الضحايا من تحت الأنقاض، وتفتح الطرق وتطفئ النيران التي يخلفها القصف الروسي بالفوسفور.

 

مدير “الدفاع المدني” في حلب عمار سلو، قال لـ”المدن”،  إن فرق الإنقاذ لم تعد تستطيع الوصول إلى كل المواقع المستهدفة، لكثرتها واستمرار القصف الجوي و”استهداف سياراتنا وفرق الدفاع المدني”. وأضاف “أصبحنا نؤجل بعض المواقع التي يعلق فيها الشهداء تحت الأنقاض لنتوجه بسرعة نحو المواقع التي فيها أحياء تحت ركام منازلهم”.

 

وأوضح سلو، أن أكثر من نصف القتلى الذين سقطوا خلال الأيام الخمسة الماضية، هم أطفال ونساء، وقد تجاوز العدد الإجمالي لعدد الضحايا منذ بدء الحملة الجوية 400 قتيل مدني. وأشار سلو إلى أن جميع المواقع التي تستهدفها غارات الطيران الحربي الروسي ومروحي البراميل في حلب المحاصرة مدنية، هي مبان سكنية، ولم يسجل استهداف مقار عسكرية تابعة للمعارضة إلا في حالات نادرة، بالصدفة، فالهدف الرئيس للطائرات هو قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين وتدمير أحياء وكتل سكنية بأكملها.

 

حلب: الموت رحمة

مهند الحاج علي

تحت ركام مبنى في حي المواصلات القديمة الحلبي، رقد أب يحضن طفلاً رضيعاً، ويضع يده اليمنى على رأسه. أظهرتهما صورة نشرها الدفاع المدني، متجمدين في سرير غطاه الركام وطبقة من الرماد الكثيف. لحظة سلام نادرة في حلب، ولا يوفرها سوى انقطاع النفس. التنفس عبء في هذه المدينة. في الصورة ذاتها، أحد رجال الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يُزيل الأنقاض المحيطة بالضحايا لانتشالهم، أو ربما بحثاً عن أحياء تحت الركام.

لكن أين الأم؟

بعدها بساعات، تنشر صفحة الدفاع المدني على الفايسبوك، صوراً وفيديو لمجزرة في حي ”بستان القصر“. 13 قتيلاً و150 جريحاً. 150؟ أي يذهب مثل هذا العدد لتلقي العلاج؟

كانت الغارات الجوية دمرت كل مستشفيات مناطق حلب الخارجة عن سيطرة النظام خلال أسبوع واحد في تموز الماضي. لم يجد هؤلاء الجرحى سوى أرض مشفى ميداني (شقة خالية). لا أسرة طبعاً. أنابيب المصل تتدلى من السقوف والجدران، وصراخ الجرحى يتعالى في الغرف الضيقة المكتظة بهم. رجل أُصيب بعينيه ولُفت بقطع قماش تُغطيها الدماء، وآخرون مُزّقت أطرافهم يواصلون تحريك رقابهم ورؤوسهم صعوداً ونزولاً، وكأنهم يُحاكون وسادات مفقودة.

والمستشفى، من ناحية التصميم، أروقة وغرف وأسرة وتعقيم ومعدات. لكن في هذا المشفى الميداني في حلب، العملية عكسية. ينام الجرحى على الأرض وتختلط دماؤهم وعويلهم، والأرجح أيضاً روائح الدماء والعرق. هذا اجتماع لسيئي الحظ، أي ممن بقوا على قيد الحياة وسط هذا الدمار ومصانع الموت، جواً وبراً. هم أحياء بانتظار جولة أخرى من الموت.

والدفاع المدني، علاوة على عمله الميداني، يُوثّق على صفحته تحولات المدينة، وتحديداً هذه الأحياء المستهدفة دوماً، أي ”المواصلات القديمة“ و”الباب“ و”بستان القصر“. شُرفات الأبنية تتدلى منها عمودياً، وتأخذ معها بعضاً من الغرف الأمامية. فلا زوايا هُنا ولا أشكالاً تُوحي بالباطون المتماسك. فهذه الحرب، وعلى عكس النزاعات الأهلية، لا تُظهر آثار الرصاص، بل مُخلّفات أمواج من الانفجارات المتتالية. إنها حرب من طرف واحد. فمن يملك السماء، أي طيران روسيا والنظام السوري، يتصرف كمسلح دخل الى منزل يقطنه مدنيون يُريد الانتقام منهم في أفلام المافيا. يُطلق نيران رشاشه الأوتوماتيكي دون توقف، ويتفنن بقتل كل واحد منهم، يُغدقه الرصاص بكرم شديد. لا منازع هُنا بل فضاء رحب لامتحان القدرة البشرية اللا متناهية على الشر والتلذذ بالقتل.

والبراميل تتساقط منذ سنوات على هذه الأحياء، ثم جاءت المقاتلات الروسية بغاراتها المتتالية، والقنابل العنقودية. خلال الأيام الماضية، سمعنا باستخدام قنابل اختراق التحصينات أو ”مدمرة الملاجئ“ المعروفة بإسم Bunker Buster. هذه لا تُدمر فحسب بل تحفر الطوابق السُفلية أيضاً، إن كان هناك من يختبئ بها لحماية أطفاله، وهي جريمة في عُرف النظام والقوات الروسية.

مثل هذا النوع من التدمير ينتقص من عمل الدفاع المدني. لن تترك لهم القوات الروسية طفلاً يُنقذونه. وقد طال القصف مركز هنانو للدفاع المدني، وحرم بالتالي المنطقة من سواعد تنتشل ضحاياها.

في منشور لاحق، يكشف ”الدفاع المدني“ مصير المرأة، أم الطفلين القتيلين في ”المواصلات القديمة“، وزوجة الأب المغطى بالغبار وهو يُعانق طفله. ”خرجت على قيد الحياة“ من تحت الأنقاض، أعلنت الصفحة. في صورة منشورة مع الخبر الموجز، تحمل الأم طفلها، ابن الـ8 شهور. تشده إلى صدرها وقد غطاه غبار الركام الممزوج بالدم، وتنظر إلى السماء مفجوعة. إلى من كانت تُوجه أنظارها؟ إلى القاتل؟ أم إلى الله؟

أن تُفجع أم بعائلتها الكاملة، صنف خاص من التعذيب. لا سلام هنا. في مثل هذه اللحظات، الموت رحمة!

المدن

 

“أحرار الشام” لن تبتاع ربطات العنق

فادي الداهوك

حجزت حركة “أحرار الشام الإسلامية” لنفسها مكانة كبيرة بين السوريين، وذلك كان نتيجة لعوامل كثيرة، يأتي في مقدمتها إخلاص داعمي الحركة لها، وإخلاص أعضائها للنهج الذي تشكّلت عليه، إذ لم يُسمع يوماً أن الدعم انقطع عن “أحرار الشام”، أو أنها ستستبدل رايتها وشعاراتها الإسلامية بعلم الاستقلال السوري وشعارات الثورة السورية.

 

وجاء الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا في العاشر من أيلول/سبتمبر، ليضع الجميع في سوريا على المحك، ومن بينهم حركة “أحرار الشام”، الفصيل الأكثر تماسكاً وقوة وهيمنة في شمال سوريا، وأحد أعمدة تحالف “جيش الفتح”، بالشراكة مع “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، التي لم يشفع لها انفصالها عن تنظيم القاعدة لدى واشنطن وموسكو من أجل إزالة اسمها من قائمة التنظيمات الإرهابية في سوريا.

 

في الآونة الأخيرة، راح الحديث يكثر بين الناس عن تغييرات كبرى تتطلع الحركة إلى إجرائها، من بينها الشروع في التخلي عن نهجها وخطابها المتشدد، وانخراطها في التحالفات الإقليمية والمحلية لتصبح ضمن قائمة الجماعات التي يمكن مخاطبتها علناً من قبل الدول، وذلك في مسعى لإنقاذها من هاجس التصنيف على لوائح الإرهاب، لكن ما يتم إغفاله في كل مرة يتم فيها الحديث عن هذا الأمر، أن الحركة رفضت ذلك التحوّل عندما كان متاحاً وسهلاً للغاية. وعندما بدأت الاستعدادات لإجراء تغيير حقيقي تمّت عملية تصفية بحق الجناح القائد لذلك التحول في أيلول/سبتمبر 2014، ولو قيّض النجاح لتلك المساعي لكان المشهد الميداني غير ما هو عليه الآن حتماً.

 

مما لا شكّ فيه، أن “أحرار الشام” هم الطرف الذي سيحصد أكبر الخسائر من الاتفاق الروسي-الأميركي، فقبولهم بالاتفاق كان سيخلّف استنزافاً وتسرّباً في صفوفهم من الجناح الرافض للاتفاق، وله الغلبة بما لا يقارن مع الجناح المنفتح على مثل تلك الاتفاقات. أما رفضهم للاتفاق فهو اختيار بكامل الرضى للاصطفاف مع “جبهة فتح الشام”، المستبعدة من الاتفاق الأميركي-الروسي، وبالتالي يشكّل هذا اعترافاً من “أحرار الشام” أمام حشد من الدول بصلاح المنفصلين حديثاً عن تنظيم القاعدة.

 

فوق كلّ ذلك، اتّخذت الحركة لنفسها موقع محور “العالَم السوري” الذي يجب أن يدور حوله الجميع، فاتّفقت مع فصائل المعارضة الأخرى على إصدار بيان حول الاتفاق وقّعت عليه فصائل “الجيش السوري الحر”، وأصدرته الحركة لاحقاً بشكل منفرد، لعدم ارتضائها اقتران اسمها تحت مسمّى “الجيش  السوري الحر” أو علم الاستقلال. وكان البيان مناسبة جديدة أكّدت فيها الحركة أنها لا تتنازل تحت أي ظرف، أو أمام أي دماء يسفكها معسكر النظام يومياً بحجّة قتال “جبهة النصرة”، وأنها أقرب إلى صهر الآخرين في صفوفها، على أن تتخلى عن علاقتها الملتبسة بالتشدد.

 

ولا بد من الإشارة إلى أن حركة “أحرار الشام” ليست الطرف الوحيد الذي يغذّي للنظام وحلفاءه بأسباب قتل السوريين، فهناك على سبيل المثال “المجلس الإسلامي السوري”، الذي أريد له أن يكون دلّال الإسلاميين السوريين الواقعيين في أسواق السياسة، لكنّه لم يجد بضاعة يعرضها إلا خطابات استحضرها من عصور مندثرة، يروّج للرجوع إليها مستغلاً أحدث وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات من تركيا، الدولة التي لا تتلاقى وأفكار هذا التيار. وفي كثير من المرات، كان المجلس متأخراً عن أحداث كبرى، آخرها عملية “درع الفرات” على الحدود التركية-السورية، إذ أصدر فتوى تشرّع القتال إلى جانب القوات التركية في هذه العملية، وفتوى المجلس صدرت بعد يومين من فتوى مماثلة أصدرها المجلس الشرعي لـ”أحرار الشام”، ما أدى إلى انشقاق كتيبة “أشداء” عن الحركة، والقياديين المصريين في “الأحرار” أبو شعيب، وأبو اليقظان.

 

بيد أن المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق “أحرار الشام”، تكمنُ في أنها البيت الأغنى في “قرية” التيار الإسلامي السوري الذي يتلقى دعماً إقليمياً ودولياً، وهذا البيت يمتلك السلاح ومناطق الاستقرار والنفوذ، التي يحلّل فيها شرعي “جيش الفتح” الداعية عبدالله المحيسني ما يشتهي، ويحرّم مجلس الشورى في الحركة ما يمقت، وتلك العناصر تمثّل شكلاً من أشكال الحكم والسيطرة التي تمتلكها دولٌ، أو جماعات تهيمن على دول، وهذا النوع من الجماعات آخر ما قد تفكّر به أن تبتاع ربطات العنق، أو أن تتنازل وتستمع إلى نصائح الآخرين لحفظ كيانها، متناسية أن الاستمرار في الصعود إلى أعلى يزيد من خطر السقوط.

 

“مصالحة وطنية” في السويداء بين النظام والمهربين!

سالم ناصيف

في الوقت الذي يواجه فيه سكان محافظة السويداء معضلة انتشار الجريمة، واتخاذهم قرار التصدي لها ذاتياً، قامت أجهزة الأمن بتقديم عفو عام لمرتكبي الجرائم، تحت مسمى “مصالحة وطنية”، جرت نهاية هذا الأسبوع، حيث تمت تسوية أوضاع أكثر المطلوبين على خلفية أحكام جنائية. فكانت تلك المصالحة أشبه بفضيحة جديدة تضاف إلى سجل الإدارة الأمنية للنظام في  السويداء.

 

وفي سابقة تحصل للمرة الأولى في سوريا، فتح فرع “حزب البعث” أبوابه لسيل بشري من أصحاب الأحكام الجنائية الفاريين من العدالة من أجل تسوية أوضاعهم، فقدموا إلى الفرع وسط استعراض إعلامي توجته كاميرات وسائل الإعلام السوري الرسمي، فضلاً عن استعراض مسلح قام به عناصر الميليشيات الموالية للنظام، الذين أثار صوت رصاصهم المنطلق في سماء السويداء الذعر في المدينة طوال ساعات النهار.

 

وفي الوقت الذي كان السؤال الملح يدور حول هوية المستفيدين من المصالحة، بدأت تلك القضية تتضح، السبت، حيث تشير المعلومات إلى أن المصالحة تمت بموجبها تسوية أوضاع 930 شخص، معظمهم من المهربين وتجار السلاح، ويوجد بحقهم أحكام جنائية أو مطلوبين للعدالة في سرقات، لكنهم ليسوا من مجرمي الصف الأول أو قادة في العصابات التي باتت مشهورة في السويداء.

 

عمار السلمان، أحد نشطاء السويداء، أشار لـ”المدن”، إلى المصالحة بدأت يوم الأربعاء الماضي بتسوية أوضاع 630 شخصاً، واستكملت يوم الخميس بتسوية أوضاع 300 آخرين، يشكّل المجرمون وأصحاب الأحكام القضائية 90 في المئة منهم، بينما تقتصر بقية الأعداد على بعض الموظفين والمتخلفين عن أداء الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، حيث تمت استمالتهم لدخول “كتائب البعث” والعمل في صفوفها داخل السويداء كبديل عن خدمتهم العسكرية.

 

ويكمن الجانب الأخطر في المصالحة بما نصت عليه من إسقاط جميع القرارات القضائية الصادرة بأصحاب الأحكام المسوّى وضعهم، بما فيها دعاوى الحق الشخصي. وهو الأمر الذي وجد فيه الأهالي احتقاراً للعدالة وحق الناس في الامتثال للقضاء لمحاسبة المجرمين.

 

ويشير أبو أمجد، أحد سكان السويداء، إلى استغلال قيادة فرع الحزب لمناسبة المصالحة في تقوية صفوف “كتائب البعث”، من خلال استقطاب أولئك الأشخاص وضمهم إلى صفوفها، مرجحاً أن ميليشيا “كتائب البعث” ستكون خلال وقت قصير بمثابة الميليشيا الأكبر من حيث عدد العناصر المنضمين لها.

 

بالإضافة إلى ذلك، يشير أبوالمجد، لـ”المدن”، أن أمين فرع “حزب البعث” في السويداء ياسر الشوفي، يحاول استغلال وساطة وتنظيم “البعث” لتلك المصالحة، لإظهار الحزب كراعٍ قادر على تكريس الوساطة والصلح بين الدولة والناس. بالإضافة إلى ذلك، استغل الشوفي مناسبة المصالحة لتسويق نفسه كأعلى سلطة سياسية في السويداء، كونه الأمين الجديد لفرع “حزب البعث”، خلفاً لرئيس اللجنة الأمنية وأمين الفرع السابق شبلي جنود، الذي اختفى في ظروف غامضة قبل نحو عام.

 

وكان أول انعكاسات المصالحة قد تحقق على الفور بقيام بعض المجموعات الإجرامية على سرقة بعض السيارات في وضح النهار، واجتيازها للعديد من الحواجز الأمنية المنتشرة في المحافظة. كما زادت حالات الاشتباك بالسلاح بين العصابات، وصعود عصابات جديدة كانت قد اختفت في وقت سابق كعصابات سرقة حطب التدفئة من بساتين الفلاحين والأحراش. وشهد يوم السبت اشتباكاً في قرية بوسان، الواقعة في ريف السويداء الشرقي، بين عصابة لسرقة الحطب وبعض الفلاحين، راح ضحيته شابان قتلاً بالرصاص.

المدن

 

حماة: المعارضة تسيطر على معان

سيطرت فصائل المعارضة، السبت، على بلدتي معان والكبارية، الخاضعتان لسيطرة قوات النظام في ريف حماة الشمالي الشرقي، بعد معارك استمرت نحو ثلاث ساعات. وتقطن بلدة معان أغلبية علوية، كانت قوات النظام قد نقلتهم منها، قبل أسابيع بعد تقدم المعارضة إلى المنطقة. وتحولت معان إلى منطقة عسكرية صرفة.

 

وقال مراسل “مركز عاصي برس” في ريف حماة همام نصار، لـ”المدن”، إن المعارضة أطلقت معركة عسكرية جديدة في ريف حماة الشمالي الشرقي، وبدأتها بالتمهيد المدفعي المكثف على بلدة معان والنقاط العسكرية المحيطة بها، ثمّ تلا ذلك هجوم انغماسي لعناصر “جند الأقصى” على حاجزي مبنى الضباط والشرقي في محيط البلدة، قبل اقتحامهما، لتعلن بعدها المعارضة سيطرتها على البلدة ومحيطها بشكل كامل.

المعارضة تابعت تقدمها، بعد معان، وتوسعت جنوباً وسيطرت على بلدة الكبّارية في ريف حماة الشرقي، بعد أقل من ساعة من سيطرة المعارضة على بلدة معان. وسقط عشرات القتلى من قوات النظام في معركتي معان والكبارية، وسط حالة من الانهيار لحواجز النظام في المنطقة، وحالات هروب جماعي لمليشيات “الدفاع الوطني”.

 

وتمكنت المعارضة من تدمير 4 دبابات وعربة “BMB”، بالإضافة إلى إحراق سيارتي ذخائر، وتدمير قاعدة صواريخ “كونكورس”. واغتنمت المعارضة 7 دبابات وعربة “BMB” ومستودعاً للإسلحة، بالإضافة إلى عدد من الصواريخ الحرارية.

 

السيطرة على قريتي معان والكبارية، في ريف حماة الشمالي الشرقي، تعني خسارة النظام لأهم قواعده العسكرية في المنطقة، والتي كانت تنطلق قواته منها لتشنّ عمليات عسكرية برية في ريف حماة الشمالي. وتأتي هذه التطورات بعد يومين من تصدي فصائل المعارضة لمحاولة قوات النظام مدعومة بمليشيات “حزب الله” و”الحرس الثوري”، وتحت غطاء جوي روسي، لإسترجاع  بلدة معردس وقرية الإسكندرية في ريف حماة الشمالي.

 

العقيد أبوشهاب، قال لـ”المدن”، إن أهمية قرية معان، تكمن في كونها آخر قلاع النظام العسكرية في ريف حماة الشمالي–الشرقي، وتعتبر خط إسناد للمليشيات في قريتي الطليسية والزغبة، بالإضافة إلى قرية أبو دالي في ريف إدلب الجنوبي. وتعتبر قرية معان الموالية للنظام إحدى أهم نقاط ارتكاز قوات النظام في ريف حماة الشمالي، وتعد خط الدفاع الأول لقوات النظام من جهة الشمال عن بلدات الكبارية وكوكب وكراح والسمرة ومريود والمبطن والفان الشمالي والفان الوسطاني والفان الجنوبي وطيبة الاسم، ذات الأغلبية العلوية. ومع سقوط معان والكبارية، أصبحت حواضن النظام الشعبية على تماس مباشر مع قوات المعارضة. وتُمثلُ المناطق العلوية في ريف حماة أحد أهم خزانات قوات النظام البشرية.

 

وإلى الجنوب، بات يفصل المعارضة عن مدينة حماة، قاعدة جبل زين العابدين، التي تعتبر من أهم القواعد العسكريّة في المنطقة ومركز ترسانة قوات النظام، وفيها العديد من راجمات الصّواريخ والأسلحة الثقيلة، وكذلك “رحبة خطّاب” القريبة منها.

 

راصد الطيران “أبوحمزة ثمانين”، قال لـ”المدن”، إن قوات المعارضة استهدفت السبت، بصواريخ “غراد” تجمعات قوات النظام في كل من جبل زين العابدين و”مطار حماة العسكري” وبلدة سلحب و”معسكر الشيخ غضبان” الذي تم استهدافه لأول مرة والذي يقع شرقي مدينة مصياف الموالية في ريف حماة الغربي.

 

فيما استهدف طيران النظام الحربي بالغارات الجوية المكثفة قرية معان، ومدن اللطامنة ومورك وكفرزيتا، بالقنابل العنقودية والفراغية ما تسبب في سقوط أكثر من عشرة قتلى وجرحى. وشهدت مدن وبلدات ريف حماة الشمالي قصفاً غير مسبوقٍ خلال اليومين الماضيين سقط خلاله عدد من القتلى والجرحى من المدنيين والمعارضة، في محاولة لإيقاف تقدم الأخيرة في المنطقة.

 

وكانت فصائل المعارضة؛ “جيش العزة” و”جيش النصر” و”جند الأقصى”، قد تمكنت قبل نحو أسبوعين من السيطرة على بلدة معردس في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد معارك عنيفة. وسبق ذلك سيطرتها على حواجز عسكرية في محيط معرداس، إلى جانب تحرير كتيبة “الصواريخ الروسية”.

 

تل أبيض-الرقة: تقاطع إرادات ومشروعات

خليل عساف

أحبط الطيران الحربي الأميركي بالتنسيق مع ميليشيا “وحدات حماية الشعب” ليل الخميس/الجمعة، تحركاتٍ على الأرض لتنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط قرية الهيشة في ريف بلدة تل أبيض الجنوبي، شمالي مدينة الرقة. وجاء هذا الرد الأميركي أوسع نطاقاً وأشد عنفاً، من تحركات التنظيم؛ إذ شمل قصفاً لمواقع “داعش” على طول خط الجبهة معه الذي ترابط فيه “قوات سوريا الديموقراطية”، وتركز أشده على مواقع للتنظيم في محيط قرية الهيشة شرقاً ومحيط قرية خربة هدلة غرباً. وتضمن ذلك تنسيقاً بين طائرات “الآباتشي” الأميركية ومدفعية “وحدات الحماية”. وتزامن القصف مع خمس غارات على الأقل نفذها الطيران الحربي ضربت أهدافاً للتنظيم داخل مدينة الرقة.

 

ويأتي هذا التطور الميداني بعد أكثر من أسبوع على زيارة وفد ضمّ عشرة خبراء أميركيين ترافقهم قوة عسكرية صغيرة من “المارينز” إلى بلدة تل أبيض على الحدود السوريّة التركيّة. أهداف تلك الزيارة بدأتْ تتكشف تدريجياً، بعدما بدت للوهلة الأولى رسالة سياسية لتركيا مفادها أن ما جرى في جرابلس غربي الفرات لن يتكرر في تل أبيض شرقه. على الأقل، فذلك ما حاولت مليشيا “وحدات الحماية” ترويجه واستثماره رمزياً عندما رفع مقاتلوها ومناصروها أعلاماً أميركية في تل أبيض. وتسيطر مليشيا “وحدات الحماية” المكوِّن الرئيس لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، على تل أبيض وريفها منذ منتصف حزيران/يونيو من العام 2015، بعد إخراج “داعش” منها.

 

وكان قد سبق وصول لجنة الخبراء الأميركيين تجميعاً وتحشيداً لمقاتلي الجيش الحر و”أحرار الشام”، وتحركات للجيش التركي في مدينة آقجي قلعة التركية المقابلة لتل أبيض. وهدمتْ قوة تركية سواتر ترابية وأزالتْ أسلاكاً شائكة على الخط الحدودي في ما بدا استعداداً لدخول تل أبيض بالقوة على غرار ما حدث في 24 آب/أغسطس في جرابلس.

 

وغادرت لجنة الخبراء الأميركيين تل أبيض في 20 أيلول/سبتمبر، بعدما أنهتْ أولى مهامها، بحسب ما قاله قائد فصيل من الجيش الحر في آقجي قلعة، لـ”المدن”. وتمثلت مهمة اللجنة برسم خرائط ديموغرافية وأخرى عسكرية لمنطقة تل أبيض. وتلك الخرائط يُرجح أنها حددتْ منافذ لدخول الجيش الحر والقوات التركية المساندة مع ضمان الحد الأدنى من الاحتكاك مع مليشيات “وحدات الحماية” المدعومة أميركياً. إلّا أن مهمة أخرى لا تزال قيد الإنجاز ويُحتمل أن تتطلب تفاوضاً إضافياً بين الأتراك والأميركيين لإتمامها؛ فالأميركيون يحملون “قائمة سوداء” بأسماء المئات من عناصر “أحرار الشام” أعدتها مليشيا “وحدات الحماية” وتتهم فيها هؤلاء بارتكاب جرائم “قتل وسلب وتهجير بحق أكراد في مناطق سبق لهؤلاء العناصر القتال فيها”.

 

وفي السياق، يرفض “لواء ثوار الرقة” دخول “أحرار الشام” إلى أي بقعة في محافظة الرقة. و”ثوار الرقة” جزء من “قوات سوريا الديموقراطية” وينتشر في عدد من قرى وبلدات ريف الرقة الشمالي ويجابه تنظيم “داعش” في مناطق عين عيسى وغربها وشرقها. وقال عضو “المكتب السياسي” في اللواء محمود الهادي، لـ”المدن”، “نرفض دخولهم لما قامت به حركة أحرار الشام بعد تحرير الرقة من النظام والدور الذي قامت به في إجهاض هذا التحرير وتسليمه لداعش في ما بعد”. والهادي يذكر هنا ما جرى في ربيع وصيف العام 2013، ويُحمّلُ فيه “أحرار الشام” الدور الأكبر في تفريغ النصر العسكري الذي تحقق في الرقة من أي مضمون سياسي.

 

قد يكون كلام الهادي مرتكزاً على وقائع حدثت، إلا أن توظيفه سياسياً في هذه اللحظة، يبدو أكبر من دور “لواء ثوار الرقة”؛ إذ يصب رفض “ثوار الرقة” لـ”أحرار الشام” في سياق ممانعة “وحدات الحماية” والولايات المتحدة لدور تركي في الشمال السوري. ويقوّض الدور التركي، الاستمرار الترابي لما يسميه قوميون أكراد بـ”إقليم روجآفا”، ويفرض من جانب آخر، على الولايات المتحدة شريكاً كـ”أحرار الشام” قد لا يلتزم باستراتيجيتها في “محاربة الإرهاب” طويلاً.

 

وكان صدى الحراك العسكري والسياسي على الأرض، قد تردد جدلاً شرعياً واصطفافات سياسية داخل تنظيمات إسلامية سوريّة. وحصل جناح سياسي براغماتي في “أحرار الشام” من “مجلس شرعي” تشارك فيه “الأحرار” على فتوى تقول “بجواز التنسيق مع الجيش التركي والاستعانة به في تحرير تلك المناطق التي تتقاطع فيها مصالح الطرفين، آخذين بالاعتبار مصلحة دفع أكبر الضررين ودرء كبرى المفسدتين”. في حين أن التيار الجهادي الذي مثَّلته شخصيات، ولواء “أشداء”، سارعوا إلى الانشقاق.

 

بدورها “جبهة فتح الشام”، خرجت بفتوى مضادة أعلنت فيها “حرمة القتال بريف حلب الشمالي تحت أي طرف إقليمي أو تحالف دولي”. في حين أن “المجلس الإسلامي السوري” أصدر فتوى نُشرت الجمعة، تتسق في مضمونها مع التوجهات التركية وتوجهات “أحرار الشام” المستجدة وتقضي بأن “قتال الدواعش والـPYD قتال مشروع لأنهما صائلان معتديان”.

 

كما تتردد شائعات عن “اتفاق” على توزيع أدوار بين مكونات “قوات سوريا الديموقراطية” بإرادة وإدارة أميركيتين؛ وتقوم “قسد” بموجبه بـ”تحرير” الرقة ومن ثم تسليم إدارتها لـ”لواء ثوار الرقة”. اتفاق يبدو رغبوياً وملبياً لحاجات كل واحد من الفرقاء المنخرطين في هذا التشكيل، إذ تحصل “وحدات الحماية” على ريف الرقة الشمالي، ذي الغالبية العظمى من السكان العرب، كما يحصل “لواء ثوار الرقة” على إدارة الرقة منفرداً.

 

وبعيداً عن تسويق “وحدات الحماية” لذاتها، تبقى حاجة الأميركيين إلى شريك عربي ذي قدرة عالية على التعبئة، إذا ما تقاطعت مع حاجة الأتراك لضمان أمنهم القومي على حدودهم الجنوبية، قد تُشكّلُان معبراً حقيقياً لـ”تحرير” الرقة.

 

معركة حلب طويلة الأمد مع الإصرار على الحسم العسكري

نهاية حلب تلوح في الأفق قبل نهاية الصراع عليها

 

حلب (سوريا)/ نيويورك – قرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ، الأحد، لبحث الوضع في حلب حيث تتواصل الغارات على الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة.

 

وجاء الاجتماع الطارئ بطلب من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، بعد تدهور الأوضاع في حلب، حيث يشير المراقبون إلى أن النظام السوري المدعوم بغطاء الطيران الروسي يكثف عملياته العسكرية بشكل غير مسبوق في حلب، بهدف إنهاء وجود المعارضة في الأحياء الشرقية منها بأي ثمن، ولا سيما بعد تسوية الأوضاع في داريا والمعضمية في ريف دمشق وحي الوعر في حمص، وخروج المعارضة منها نهائيا بعد سنوات من الحصار.

 

ويرى مراقبون أن إصرار النظام السوري على الحسم العسكري في حلب يبدو صعبا في الظروف الحالية، إذ يتبادل الطرفان، النظام والمعارضة، الكر والفر، ففي أول تقدم بري رئيسي يتحقق خلال الهجوم الأخير استطاع الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه انتزاع السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني الواقع على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال من حلب، غير أن قوات المعارضة استردت المخيم في هجوم مضاد بعد بضع ساعات. وقالت المعارضة الأحد إنها استعادت السيطرة على المخيم قبل أن يبدأ القصف.

 

واعترف الجيش بأن المعارضة استعادت السيطرة على موقع حندرات الذي كانت السيطرة عليه لفترة وجيزة يوم السبت أول تقدم بري كبير للجيش في هجوم جديد لاسترداد حلب من أيدي المعارضة.

 

وربما يكون الهجوم على حلب أكبر معركة في الحرب السورية، ويقول سكان إن الضربات الجوية على شرق حلب منذ الإعلان عن الهجوم يوم الخميس الماضي كانت أشد ضراوة من أي ضربات سابقة واستخدمت فيها قنابل أشد تأثيرا. وسقط العشرات من القتلى في الأيام القليلة الماضية.

 

وقال مسؤولون في صفوف المعارضة إن الضربات الجوية يوم السبت أصابت أربع مناطق على الأقل من شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة وإنهم يعتقدون أن الضربات تشنها طائرات حربية روسية في الغالب. وتبين مقاطع فيديو لمواقع القصف حفرا ضخمة يصل قطرها وعمقها إلى عدة أمتار.

 

ومع تأكيد الأطراف الدولية صعوبة الحسم العسكري، إلا أن الحل السياسي يبدو أملا ضعيفا مع تصعيد المعارك في حلب حيث قالت فصائل المعارضة السورية الرئيسية في بيان الأحد إن القصف المكثف لمدينة حلب المحاصرة بدعم من روسيا يجعل عملية السلام “غير مجدية ولا معنى لها” ما لم يتوقف القتال على الفور ويتم السماح بوصول المساعدات برعاية الأمم المتحدة.

 

ووقع البيان ما يزيد على 30 من فصائل المعارضة المسلحة ومن بينها الجيش السوري الحر أكبر فصائل المعارضة المدعوم من تركيا ودول الخليج ودول غربية.

 

وقال البيان إن القصف الذي قتل العشرات خلال الأيام القليلة الماضية “غير مسبوق” ويعرقل عملية السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والتي تسعى واشنطن وموسكو إلى استئنافها. وأكد البيان “عدم قبول الطرف الروسي كطرف راع للعملية التفاوضية لكونه شريكا للنظام في جرائمه ضد شعبنا”.

 

كما حملت أطراف غربية روسيا مسؤولية التصعيد في حلب، حيث قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن “نظام بوتين لا يكتفي بمد المسدس إلى الأسد، بل إنه يطلق النار أيضا”.

 

وأفاد جونسون، خلال استضافته، الأحد، في برنامج “أندرو مار”، الذي تبثه “بي بي سي”، أن “حلب تواجه وضعا مأساويّا، والمدينة تتعرض لقصف وحشي”.

 

وطالب جونسون بإجراء تحقيق حول ما إذا كان الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية، التابعة للأمم المتحدة، في بلدة أورم الكبرى بريف حلب، “مقصودا”، مؤكدا أن الهجوم يُعتبر “جريمة حرب”.

 

وتعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، الاثنين الماضي، لقصف جوي في سوريا، وتبادلت روسيا وأميركا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف، وأفادت مصادر في المعارضة، أن القصف استهدف أيضا مركزا للهلال الأحمر السوري ببلدة “أورم الكبرى”، بريف حلب الغربي، أثناء تفريغ حمولة الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية.

 

وفي وقت سابق، الأحد، اعتبر الاتحاد الأوروبي، تكثيف النظام السوري وحلفائه لغاراتهم على مدينة حلب ومحيطها خلال الأيام القليلة الماضية، واستهدافهم المدنيين القاطنين في تلك المناطق، “أمرا لا يمكن قبوله أبدا، وهو مخالف للقوانين الدولية”.

 

وجاء الموقف الأوروبي، في بيان مشترك للممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، وعضو إدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية، كريستوف ستايلانديس، علقا فيه على آخر التطورات في حلب.

 

مندوبة واشنطن بمجلس الأمن: ما تقوم به روسيا في حلب جرائم حرب بربرية

المبعوث الأممي دعا لهدنة يومين في حلب

وصفت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي «سامانثا باور» أفعال روسيا في سوريا بأنها أفعال وحشية وليست محاربة للإرهاب، مشيرة إلى أن روسيا لن تقول الحقيقة مطلقا بشأن سوريا.

 

وأضافت في جلسة استثنائية لمجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة في حلب (شمالي سوريا) اليوم الأحد أن «روسيا تسيء استخدام الفيتو من خلال قصف سوريا ولا سيما حلب»، مشيرة إلى أن ما تقوم به في حلب بربرية، والقنابل الحارقة التي تستخدمها قوات النظام ترقى إلى جرائم حرب.

 

وتابعت في كلمتها بمجلس الأمن أن «ادعاء النظام السوري محاربة الإرهاب مجرد هراء، والرئيس السوري بشار الأسد غير مكترث بما بقي من بلاده في سبيل تحقيق حل عسكري للأزمة»، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.

 

وقالت «باور» إن طائرات روسيا كانت تلقي الحمم على حلب بينما كان مندوبها يتحدث في مجلس الأمن»، مضيفة أن على موسكو أن تتحمل مسؤوليتها تماما كما أقرت الولايات المتحدة بضرباتها لقوات النظام في دير الزور وأجرت تحقيقا في ذلك.

 

هدنة ليومين

من جانبه، دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا» إلى فرض هدنة ليومين في حلب، مؤكدا أن ما يجري في المدينة يرقى لجرائم حرب.

 

وقال «دي ميستورا» «أطالب المجلس بحث الأطراف على الالتزام بهدنة لمدة 48 ساعة حتى نتمكن من الوصول الإنساني إلى شرق حلب».

 

وأضاف أن جميع الأطراف مسؤولة عن إخفاق اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، داعيا مجلس الأمن إلى إعداد خريطة طريق مشتركة لتنفيذ الاتفاق.

 

كما شدد المبعوث الأممي على أن النصر العسكري لأي طرف محال، داعيا الولايات المتحدة وروسيا اللتين توصلتا في وقت سابق إلى اتفاق الهدنة لبذل كل ما يمكن لإنقاذ الاتفاق.

 

وقال «دي ميستورا» «لا يمكن أن نقبل بأن ندفن اتفاق الهدنة تحت أنقاض حلب».

 

وفي وقت سابق السبت، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك أن الأمر بيد روسيا لإعادة إحياء الهدنة في سوريا من خلال اتخاذ «خطوات استثنائية».

 

وحث هؤلاء موسكو على السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود، ووقف القصف «العشوائي» للنظام السوري على المدنيين وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في شأن عملية الانتقال السياسي.

 

وقالت المجموعة التي تضم وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إن «المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الدبلوماسية».

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، قد أدان التصعيد العسكري من قبل روسيا وقوات النظام السوري في مدينة حلب، واصفا إياه بأنه «تقشعر له الأبدان وقد يصنف باعتباره جرائم حرب».

 

وخلال اليومين الماضيين، سقط أكثر من 100 قتيل جراء 150 غارة جوية استهدفت 25 حيا في حلب السورية.

 

وتشن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة تسببت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين منذ انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري(أبرمتها واشنطن وموسكو)، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.

 

يذكر أن أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة تعاني حصارا بريا من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بدعم جوي روسي منذ أكثر من 20 يوماً وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية يهدد حياة حوالي 300 ألف مدني موجودين فيها.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

 

«بوليتيكو»: «أوباما» في موقف حرج بسبب دفاعه عن السعودية

ترجمة وتحرير شادي خليفة – الخليج الجديد

بعد أن لعب دور الناقد لفترة طويلة، يجد الرئيس الأمريكي نفسه الآن في وضع غير مريح، محاولًا حماية المملكة من الكونغرس.

 

لم يتمتع الرئيس أبدًا بعلاقات عظيمة مع السعودية لهذه الدرجة. ولكنه يقف الآن في موقف الحائل الأخير بين مملكة الصحراء الغنية، ومطالبات محتملة بمليارات الدولارات.

 

وصف أوباما السعوديين بـأنهم «حلفاء مفترضين»، ونسب إليهم ممارسة نسخة من الإسلام تلهم الإرهابيين، كما اقترح على السعودية تعلم «تشارك» الشرق الأوسط مع جارتها اللدود إيران.

 

ومع هذه الاختلافات، تعهد «أوباما» بإشهار الـ «فيتو» ضد مشروع القانون الذي مرره الكونغرس، والذي يسمح لأسر ضحايا 11/9 بمقاضاة السعودية بداعي ارتباطها بالهجمات الإرهابية عام 2001.

 

ويجد «أوباما» والرياض نفسيهما في نفس الجانب مرة أخرى ضد الكونغرس، وهو ما يدلل على العلاقات الغريبة بين الولايات المتحدة والسعودية في آخر 8 سنوات. فالرياض التي طالما كانت حليفة لواشنطن، تواجه الآن مستوى غير مسبوق من الانتقادات، لكن لا تزال البلدان غير قادرتين على التخلي عن علاقة التحالف بهذه البساطة.

 

ويقول «جون ألترمان»، المحلل بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: «من الواضح أن هذه العلاقة في مرحلة انتقالية، لكن لا أحد يعرف ما ينوون الانتقال إليه».

 

ولنعرف مدى غموض تلك العلاقة، ننظر إلى مثالين آخرين، فـ«أوباما» يدعم السعودية في حربها في اليمن ضد الحوثيين، على الرغم من أن مسؤولين أمريكيين قلقون من تأثير تلك الحرب على جهود قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فإن العديد من نفس التشريعيين الأمريكيين الذين مرروا مشروع القانون ضد السعودية، كانوا سعداء بتسهيل صفقة بيع أسلحة للسعودية بقيمة 1.15 مليار دولار. ألا يعد ذلك مثيرًا للسخرية؟

 

وكان الكونغرس قد مرر مشروع القانون بضغط من أسر ضحايا 11/9 والذين يحتفلون بالذكرى السنوية رقم 15 لمقتل ذويهم. وضغطت السعودية بالمقابل عن طريق جماعات الضغط التي تعمل لصالحها في الولايات المتحدة وعن طريق العلاقات المباشرة داخل أمريكا، من أجل عدم اعتراض الفيتو الذي فعَّله أوباما ضد مشروع القانون.

 

واستبعد مسؤولون في الإدارة فكرة استخدام أوباما للفيتو من أجل حماية السعوديين. ولكن «أوباما» يخشى على أن يؤدي مشروع القانون إلى تآكل مبدأ السيادة الدبلوماسية، وهو ما قد ينتقل إلى دول أخرى ويعرض الولايات المتحدة للتقاضي في بلدان كثيرة حول العالم.

 

وقالت «ميندي كلينبيرج»، التي قتل زوجها في أحداث 11/9: «نشعر بالإحباط لأن الرئيس لا يقف بجانبنا»، وكانت قد تقابلت مع مشرعين يوم الخميس من أجل الدفع باتجاه اعتراض قرار الفيتو الخاص بـ«أوباما». وأضافت: «انتظرنا تحقيق العدالة طويلًا، ونظن أن مشروع القانون هذا سوف يقطع بنا شوطًا كبيرًا نحو إمكانية المساءلة».

 

وأيًا كانت دوافع «أوباما»، فلن يؤدي استخدامه للفيتو ضد مشروع القانون إلى تخفيف شكوك السعوديين.

 

وترجع تخوفات السعوديين من «أوباما» إلى العام 2002 قبل أن يصبح رئيسًا بالطبع، حين تحدث في تعليق له عن السعودية قائلًا «من نسميهم» حلفاءنا. ونمت تلك التخوفات حين وقف «أوباما» ضد الرجل القوي بمصر «حسني مبارك» خلال الربيع العربي عام 2011، وهو ما جعل السعوديين يتساءلون إذا ما كان «أوباما» سيتدخل في كارثة سيسية أخرى تحل ببلدهم.

 

وتعمق الأمر أكثر في عام 2013، حين قرر «أوباما» عدم القيام بضربة عسكرية ضد الرئيس السوري «بشار الأسد» حتى بعد أن تخطى «الأسد» الخط الأحمر لـ«أوباما» باستخدامه »للأسلحة الكيميائية. ووصل الأمر لذروته العام الماضي بعد أن وقع «أوباما» الاتفاق النووي مع إيران، وهي الدولة الشيعية الثيوقراطية التي تراها السعودية تهديدًا كبيرًا لكامل منطقة الشرق الأوسط.

 

ولا يزال «أوباما» مدركًا حاجة بلاده للحفاظ على التحالفات القائمة مع دول مستقرة في الشرق الأوسط، وهو ما ما يدفعه لمحاولة تهدئة مخاوف السعوديين. وكان «أوباما» اختصر زيارة إلى الهند سريعًا في يناير/ كانون الثاني من العام 2015، لمقابلة خادم الحرمين الشريفين، الملك «سلمان» المتوج حديثًا بعد موت سلفه. كما دفع «أوباما» في اتجاه صفقات جديدة للأسلحة واتفاقيات أمنية مع السعودية، كجزء من محاولة تخفيف حدة قلق السعودية من الاتفاق النووي مع إيران.

 

ولكن تصريحات «أوباما» مطلع هذا العام لمجلة «ذي أتلانتيك»، أثارت استياء السعوديين، حيث بدا «أوباما» مناقضًا لسياسات الولايات المتحدة التي استمرت لعقود والتي تميل بشدة نحو الرياض ضد طهران.

 

وجاء في تصريح «أوباما»: «إنّ التنافس بين السعوديين والإيرانيين، والذي غذى الحروب بالوكالة والفوضى في سوريا، يتطلب من أصدقائنا ومن الإيرانيين أيضًا إيجاد حل لتشارك الجوار والوصول إلى نوع من السلام البارد.

 

ورد الأمير «تركي الفيصل»، رئيس المخابرات السعودية السابق، في رسالة مفتوحة بعد تصريحات «أوباما»، قائلًا: «لقد ألقى إلينا كرة منحنية». وانتقد الرئيس لقوله أن حلفاء أمريكا في الخليج «راكبون بالمجان» يعتمدون كليًا في أمنهم على الولايات المتحدة.

 

ويبدو أن السعودية قد تعمدت توبيخ «أوباما» بعد نشر حديث المجلة، حين أرسلت مسؤولًا ذو مستوى أقل لاستقبال «أوباما» في المطار أثناء زيارته للرياض في أبريل/ نيسان، كما لم ينقل التلفزيون السعودي الرسمي وصوله للمطار. كما بدا لو أن الزيارة لم تحقق أي شيء على مستوى تهدئة مخاوف السعودية، حيث تحدث الطرفان عن المقابلة بكلمات مثل «مناقشة» و«تبادل وجهات النظر» ولم يتحدثا عن الاتفاق على أي شيء.

 

واستضاف الرئيس أيضًا ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» في زيارته لواشنطن، من أجل جولته هذا الصيف من أجل تحسين صورة المملكة في واشنطن. وأثنى «أوباما» على خطة الأمير لتحول الاقتصاد السعودي والمسماة بـ «رؤية 2030». كما حاول طمأنة السعودية أن الولايات المتحدة تدعمها ضد تدخلات إيران، والتي تظل عدوا رسميا للولايات المتحدة.

 

لكن بعض الثوابت في العلاقة ما بين الولايات المتحدة والسعودية قد تحولت إلى متغيرات، وهو ما يعني أنه حتى بعد مغادرة «أوباما» للرئاسة خلال بضعة أشهر، فإنّ العلاقة تظل صخرية. وبعد انخفاض أسعار النفط، اضطرت المملكة لإعادة التفكير بشأن اقتصادها، كما تعتمد الآن الولايات المتحدة على احتياطياتها من الطاقة، وهو ما يقلل من اعتماد أمريكا على النفط السعودي. كما أشار بعض الملاحظون إلى التغير في الثقافة السعودية المحافظة العميقة، فقد بدأت السعودية بالاعتماد بشكل أكبر على النساء ودمجهم في قوة العمل، كما انفتح الشباب السعودي كثيرًا على الإنترنت والعالم الخارجي، وكثير من الشباب السعوديون قد تعلموا في الولايات المتحدة، وهم الآن يعملون على الاستفادة من تلك الخبرات في بلدهم.

 

وبكل الحسابات، تظل الولايات المتحدة والسعودية في حاجة للحفاظ على العلاقة الأمنية. وقد اعترف مسؤولون أمريكيون بشكل خاص أن السعوديين شركاء يقدمون مساعدة جيدة في قتال الجماعات الإرهابية مثل القاعدة، التي تراها الأسرة الحاكمة في السعودية تهديدًا لحكمها. ويقول مسؤولون أمريكيون أيضًا، أن السعودية عملت في السنوات الأخيرة على إسكات أكثر الدعاة الإسلاميين تشددا، وغيرت في المناهج الدراسية لتصبح أكثر تسامحًا.

 

وبينما سيكون السعوديون سعداء بمغادرة «أوباما» للبيت الأبيض خلال بضعة أشهر، لا يضمن السعوديون كيف سيتعامل معهم الرئيس القادم. فكلا المرشحين، الديمقراطية «هيلاري كلينتون» والجمهوري «دونالد ترامب»، قد تحدثوا عن قلقهم البالغ إزاء إخراج السعودية للكثير من المتطرفين الإسلاميين. وكلينتون قد دعمت مشروع القانون الذي يسمح لأسر 11/9 بمقاضاة السعودية. لكن في الوقت الذي يمكن اعتبار «كلينتون» فيه شريكًا أكثر قابلية للتنبؤ بتصرفاته، يرى السعوديون «ترامب»، الذي دعى لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، ورقة غامضة لا يمكن التنبؤ بما سينتج عنها.

 

وإلى الآن، فإن السعوديين مستاؤون من توجهات الكونغرس ضدهم.

 

وكان بعض أعضاء الكونغرس قد ألمحوا إلى عدم ارتياحهم لمشروع القانون الخاص بأحداث 11/9، وسيتم أخذ ذلك في الاعتبار حين التصويت على فيتو «أوباما». ويأتي ترددهم مع وجود عدد متزايد من البلدان والتكتلات الأجنبية الذين أبدوا معارضتهم للمشروع، ومن بينها الاتحاد الأوروبي. وكان مشروع القانون قد تم تمريره من قبل كلًا من المجلسين، وهو ما يجعل أمر التصويت ضد الفيتو أو تمريره أمرًا حساسًا للغاية. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، فإن الأجواء السياسية مشحونة أكثر من المعتاد.

 

وقال مسؤول أمريكي بارز سابق: «لم تكن السعودية شريكًا ذو شعبية في واشنطن أبدًا. شريك قوي، ولكن غير محبوب. ولا يريد أحد في الكونغرس أن يحني رقبته للسعوديين قبل شهرين ونصف الشهر مم الانتخابات الرئاسية».

المصدر | بوليتيكو

 

واشنطن: أفعال روسيا في سوريا بربرية

بان كي مون يرى أن استخدام الأسلحة القوية من دون تمييز في مناطق مكتظة جريمة حرب

مع استمرار القصف الروسي – الأسدي لمدينة حلب وأحيائها الشرقية المحاصرة المكتظة بالسكان المدنيين، وصفت الولايات المتحدة ما تفعله روسيا في سوريا بأنه ليس محاربة للإرهاب بل «هو بربرية«، في حين رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن ذلك القصف جريمة حرب مطالباً بوضع حد لذلك الكابوس.

 

ففي خطاب لها أمام مجلس الامن قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنثا باور إن «ما ترعاه روسيا وتقوم به ليس محاربة للإرهاب بل هو بربرية.. وبدلاً من السعي للسلام تقوم روسيا والأسد بصناعة الحرب. بدلاً من المساعدة في إيصال المساعدات التي تنقذ الأرواح إلى المدنيين تقوم روسيا والأسد بقصف قوافل الإغاثة الإنسانية والمستشفيات وأول من يهبون في محاولة يائسة لنجدة الناس وإنقاذ أرواحهم».

 

ودعا الامين العام للامم المتحدة الدول الكبرى الى «بذل جهد اكبر لوضع حد للكابوس» في سوريا.

 

وتساءل بان امام الصحافيين فيما كان مجلس الامن الدولي يعقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة التصعيد في حلب، «الى متى سيسمح جميع من لهم تأثير (في النزاع السوري) باستمرار هذه الوحشية؟». ودعا الدول الـ15 الاعضاء في المجلس الى «التحرّك بعزم».

 

وندّد بان باستخدام قنابل قوية جدا تستطيع تدمير ملاجئ او مستشفيات اقيمت تحت مبان في حلب، مذكرا بأن «القوانين الدولية واضحة والاستخدام المنهجي ومن دون تمييز لأسلحة في مناطق مكتظة هو جريمة حرب».

 

واعتبر انه باستخدام هذه القنابل البالغة القوة «فإن العنف بلغ درجات جديدة من الهمجية» في حلب.

 

واعلن السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر ان «جرائم حرب» ترتكب في حلب، ويجب «الا تبقى من دون عقاب»، وذلك قبيل بدء اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي في نيويورك.

 

واتهم السفير الفرنسي النظام السوري وحليفه الروسي بالمضي في الحل العسكري في سوريا واستخدام المفاوضات «للتمويه».

 

وانعقد مجلس الامن في نيويورك بدعوة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتسعى هذه الدول للضغط على روسيا وبشكل غير مباشر على النظام السوري عبر موسكو، لتفعيل وقف اطلاق النار الوارد في اتفاق اميركي – روسي.

 

وقال دولاتر ان «فرنسا تطالب بالتطبيق الفوري» لهذا الاتفاق «ابتداء من حلب».

 

وشبّه السفير الفرنسي حلب بساراييفو خلال الحرب في البوسنة قبل نحو عشرين عاماً، وبغيرنيكا في اسبانيا خلال الحرب الاهلية في هذا البلد في ثلاثينات القرن الماضي.

 

وشدد على ان «جرائم حرب ترتكب في حلب»، مشيراً الى «استخدام قنابل حارقة وذخائر متطورة».

 

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن روسيا تسببت في إطالة أمد الحرب في سوريا وربما ارتكبت جرائم حرب باستهداف قافلة للمساعدات.

 

وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «عندما يتعلق الأمر بأحداث مثل قصف أهداف الإغاثة في حلب فعلينا أن ننظر فيما إذا كان استهدافها قد تم مع العلم بأن تلك أهداف مدنية بريئة بالكامل وأن هذه جريمة حرب.»

 

وندّد السفير البريطاني ماتيو رايكروفت بـ»الخروق الفاضحة للقوانين الدولية» في حلب وتطرق الى احتمال اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية.

 

وكانت المحاولة الاخيرة لمجلس الامن للجوء الى هذه المحكمة تعرقلت بسبب فيتو روسي.

 

واعتبر السفير البريطاني ان المفاوضات الاميركية – الروسية «تكاد تتوقف» داعياً مجلس الامن الى الإمساك بزمام الامور «والتوحد على موقف حاسم».

 

وحمّلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك صدر في ساعة متأخرة مساء، بوضوح روسيا مسؤولية تجدّد القتال.

 

وجاء في البيان ان «للصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها حدوداً«.

 

ونبهت المجموعة على ان «المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الديبلوماسية» من اجل ارساء الهدنة.

 

وقدم ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة لسوريا تقريراً لمجلس الأمن. وناشد المجلس توفير وسيلة لفرض وقف الاقتتال في سوريا.

 

وقال «ما زلت مقتنعاً أن بمقدورنا تحويل مسار الأحداث. لقد أثبتنا ذلك أكثر من مرة من قبل«، مشيراً إلى أنه لن يكف عن محاولة إحلال السلام في سوريا.

 

وأضاف ان «أي مؤشر على استقالتي ستكون إشارة إلى أن المجتمع الدولي يتخلى عن السوريين. ونحن لن نتخلى عن السوريين. ولن تفعلوا أنتم ذلك أيضا.«

 

واتهم دي ميستورا روسيا والأسد بارتكاب جرائم ترقى إلى جرائم حرب في الأحياء الشرقية من حلب.

 

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بشدة عمليات القتل التي يتعرض لها المدنيون السوريون من جراء القصف الجوي الوحشي وما تبعه من عمليات عسكرية في مدينة حلب على مدى الأيام الأخيرة.

 

وأوضح أبو الغيط في بيان له، أن هذا التصعيد الخطير يعكس للأسف استمرار الاقتناع المغلوط لدى بعض الأطراف بإمكانية فرض حل عسكري على الأرض يتجاوز الحاجة إلى اتفاق سياسي.

 

وفي هذا السياق، قالت فصائل المعارضة السورية الرئيسية في بيان لها إن القصف المكثف لمدينة حلب المحاصرة بدعم من روسيا يجعل عملية السلام «غير مجدية ولا معنى لها» ما لم يتوقف القتال على الفور ويتم السماح بوصول المساعدات برعاية الأمم المتحدة.

 

ووقع البيان ما يزيد على 35 من فصائل المعارضة المسلحة ومن بينها الجيش السوري الحر أكبر فصائل المعارضة المدعوم من تركيا ودول الخليج ودول غربية.

 

وقال البيان إن القصف الذي قتل العشرات خلال الأيام القليلة الماضية «غير مسبوق» ويعرقل عملية السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والتي تسعى واشنطن وموسكو إلى استئنافها.

 

وأكد البيان «عدم قبول الطرف الروسي كطرف راع للعملية التفاوضية لكونه شريكاً للنظام في جرائمه ضد شعبنا.» وأضاف أن القوات السورية المدعومة من روسيا تستخدم أسلحة محرمة دولياً «بما في ذلك النابالم والأسلحة الكيميائية وسط غياب أي توجه دولي واضح وفعال لوضع حد لجرائم الحرب الموثقة التي ترتكب بحق الشعب السوري.»

 

وفي المقابل، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إنه «يوجد في سوريا المئات من الجماعات المسلحة التي يجري تسليحها، وأراضي البلاد يجري قصفها بصورة عشوائية وإحلال السلام أصبح مهمة شبه مستحيلة».

 

وفي حلب المنكوبة بالصواريخ الفراغية والارتجاجية والقانابل العنقودية والبراميل المتفجرة على أنواعها، واصلت حصيلة المجازر الارتفاع بشكل متواتر وغير منضبط، ووصل عدد القتلى حتى السادسة والنصف مساء إلى شهيداً وعشرات الجرحى، نتيجة القصف الجوي للطيران المروحي والحربي الأسدي الروسي منذ ساعات الصباح، وسط مؤشرات عن إمكانية ارتفاع الحصيلة أكثر بسبب استمرار القصف ووجود عشرات الحالات الخطرة في المشافي الطبية التي أعلنت عن وصولها للطاقة الاستيعابية القصوى مما ينذر بتوقفها عن العمل.

 

وقال ناشطون إن الطيران المروحي لقوات الأسد استهدف عدة أحياء في المدينة بينها حي الهلك، موقعاً خمسة شهداء وعدداً من الجرحى، كما استشهد 4 آخرون في حي قاضي عسكري واثنان في حي القاطرجي بقصف جوي مماثل، قامت فرق الدفاع المدني بمتابعة مواقع القصف ونقل الجرحى للمشافي الطبية.

 

كما استهدف الطيران المروحي بالبراميل حي بستان الباشا موقعاَ سبعة شهداء وعدداً من الجرحى، في حين شن الطيران الحربي غارات بالصواريخ المحملة بالقنابل العنقودية على أحياء الشعار والأنصاري خلفت أكثر من 20 شهيداً وعشرات الجرحى، وحرائق في المباني السكنية وسيارات المدنيين.

 

أيضاَ لم تسلم أحياء الميسر والزبدية والشعار من قصف جوي مماثل من الطيران الحربي والمروحي، خلفت العديد من الشهداء والجرحى، وسط أنباء عن ارتفاع عدد الشهداء لتصل لأكثر من 10 شهداء في الشعار وستة في الميسر.

 

وتعرض مركز الدفاع المدني في مركز هنانو لقصف بالبراميل المتفجرة، استهدفت ساحة المركز، متسببة بأضرار كبيرة في المركز، وذلك بعد يوم من استهداف مراكز عدة للدفاع المدني في حلب وإخراجها عن الخدمة.

 

وفي أول تقدم بري رئيسي يتحقق في الهجوم الأخير استطاعت قوات الأسد والفصائل المتحالفة معها انتزاع السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني الواقع على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال من حلب غير أن قوات المعارضة استردت المخيم في هجوم مضاد بعد بضع ساعات.

 

وقالت المعارضة إنها استعادت السيطرة على المخيم قبل أن يبدأ القصف. وقال قائد يدعى أبو الحسنين في غرفة عمليات المعارضة التي تضم الكتائب الرئيسية التي تقاتل لصد هجوم الجيش «استعدنا المخيم لكن النظام أحرقه بالقنابل الفوسفورية.. تمكنا من حمايته لكن القصف أحرق عرباتنا.»

 

واعترفت القوات الأسدية بأن المعارضة استعادت السيطرة على حندرات الذي كانت سيطرت عليه لفترة وجيزة يوم السبت في أول تقدم بري كبير لها في هجوم جديد لاسترداد حلب من أيدي المعارضة.

 

وتبين مقاطع فيديو لمواقع القصف حفراً ضخمة يصل قطرها وعمقها إلى عدة أمتار.

(ا ف ب، رويترز، واس، سي ان ان، العربية نت، أورينت.نت، شام)

 

كبار العلماء” بالسعودية تندد بالهجمة على حلب

أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بشدة ما وصفتها بالحرب العدوانية المدمرة التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه على الشعب السوري الأعزل في عموم سوريا، وفي حلب خاصة.

 

وأضافت الأمانة في بيان أن هذه الهجمة الهمجية والوحشية لا تدل على تحقيق نصر بقدر ما تدل على اليأس الذي أحاط بالمعتدين.

 

وأكد بيان هيئة كبار العلماء في السعودية أن نظام الرئيس بشار الأسد وحلفاءه تجاوزوا كل الأعراف والمعايير والقوانين بارتكابهم أبشع الجرائم التي أسفرت عن مآس ونكبات وقتل مئات الآلاف وتشريد ملايين البشر.

 

وشدد البيان على ضرورة أن “يدرك عقلاء العالم وأصحاب القرار العواقب الوخيمة والآثار المدمرة لهذه الحرب العدوانية، وأن يتجاوبوا مع ضمير الإنسانية بإيقاف هذه الحرب فورا”.

 

وأضاف البيان أن العالم اليوم أمام امتحان شديد لعدالته التي باتت على المحك.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

الغارات تقتل المئات بحلب وتشل مستشفياتها  

واصلت طائرات النظام السوري وروسيا غاراتها على مدينة حلب لليوم السادس على التوالي، وزادت من جراح المدينة التي ودعت مئات من أبنائها، وباتت مستشفياتها غير قادرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى.

وأوقعت الغارات منذ أمس وحتى الآن 100 قتيلا، إضافة إلى مئات الجرحى، ولم يستبعد ناشطون ارتفاع الحصيلة لوجود الكثير من الأشخاص تحت أنقاض المباني المدمرة.

 

وأعلنت مستشفيات المدينة عجزها عن استقبال المزيد من المصابين بسبب الاكتظاظ والنقص الحاد في المستلزمات نتيجة حصار المدينة من قبل النظام.

 

ومع كثافة الغارات وشح الإمدادات الطبية والإغاثية، باتت فرق الدفاع المدني في حلب الشرقية عاجزة عن الحركة، خاصة أن القصف لا يستثني المرافق الطبية ومراكز الدفاع المدني ولا حتى سيارات الإسعاف.

 

وقال مراسل الجزيرة إن قوات النظام ساومت أهالي الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة برفع أعلام النظام فوق منازلهم مقابل وقف القصف.

 

وشمل القصف منذ ساعات صباح أمس الأحد أحياء في مدينة حلب وقرى وبلدات في كل من ريفيها الغربي والشمالي، كما قصفت الطائرات الروسية بالقنابل الفوسفورية حيي طريق الباب والفردوس في المدينة، وبلدات بيانون وحريتان ومعارة الأرتيق بريفها.

 

ولم تظهر بعد أي بوادر لتوقف الغارات أو تراجعها رغم الدمار الهائل الذي أحدثته ورغم سقوط عشرات القتلى والجرحى من مختلف الأعمار وغيرهم ممن طمروا تحت الأنقاض.

 

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في الدفاع المدني بسوريا أن حصيلة القتلى حتى مساء السبت بلغت 323 قتيلا من المدنيين، إضافة إلى أكثر من 1300 جريح خلال الأيام الستة الماضية.

 

وتشن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الحالي بعد وقف هش لإطلاق النار.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

حلب.. ستة أيام من القصف الدامي  

أشلاء ودماء ودموع وخراب، هكذا يبدو المشهد في مدينة حلب السورية، التي يواصل النظام السوري بمساندة روسية قصفها، مخلّفا مئات الضحايا.

أكثر من أربعمئة قتيل و1300 جريح، هو حصاد الأيام الستة للقصف الذي بدء في 19 سبتمبر/أيلول الحالي بعد وقف هش لإطلاق النار.

 

وتيرة القصف التي لم تهدأ منذ الاثنين الماضي، جعلت المشهد في المدينة السورية الشمالية أكثر قتامة، وفي اليوم الأول للحملة العسكرية الشرسة سقط 45 قتيلا وعشرات الجرحى.

 

وفي يومها الثاني لم يكن المشهد أفضل مما سبقه، فكل شيء في أحياء حلب يكاد يكون ذاته لو لا تغير “الأبطال” وتعاظم المأساة.

 

وتحت الأنقاض يتضاعف عدد الجثث، ليبلغ أكثر من أربعين قتيلا وعشرات الجرحى.

 

لم يحمل اليوم الثالث أي جديد، سوى الارتفاع في أعداد القتلى، وزيادة الشعور بالمرارة والعجز إزاء آلة الحرب التي تحصد أرواحا ذنبها الوحيد أنها طالبت بالحرية.

 

وفي يوم الأربعاء الماضي لقي 49 شخصا حتفهم، وجرح العشرات نتيجة الغارات الجوية على حلب وريفها، من بينهم 14 شخصا قتلوا في قصف على مركز طبي في ريف حلب الجنوبي.

 

تتصاعد وتيرة القصف ويستخدم النظام في يومه الرابع من الحملة على حلب، القنابل الفراغية؛ مما أدى إلى مقتل 22 شخصا وجرح العشرات.

 

حصيلة يوم الجمعة كانت الأثقل، حيث بلغ عدد القتلى أكثر من تسعين قتيلا، إضافة إلى عشرات الجرحى، يأتي ذلك بينما أعلن النظام السوري بدء عملية برية بعد إعلانه “عملية متكاملة” في المدينة.

 

أزيز الطائرات الحربية لم يهدأ في اليوم الخامس بحلب، ليقتل ما يزيد على تسعين مدنيا يوم السبت.

 

ترتفع الحصيلة ومعها يرتفع منسوب الألم والدماء واليأس من وقف مجازر النظام السوري في حلب.

 

 

 

 

في حصاد اليوم السادس للقصف، زادت جراح المدينة التي ودعت مئات من أبنائها، وباتت مستشفياتها غير قادرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى.

 

وأوقعت الغارات أمس 85 قتيلا، إضافة إلى مئات الجرحى، ولم يستبعد ناشطون ارتفاع الحصيلة لوجود الكثير من الأشخاص تحت أنقاض المباني المدمرة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

زعيم مليشيا النجباء العراقية يتجول بريف حلب  

بثت قناة النجباء العراقية صوراً تُظهر زعيم مليشيا “النجباء” العراقية الشيعية أكرم الكعبي يتجول في جبهات القتال في ريف حلب الجنوبي، وفي الفيديو قال الكعبي إن زيارته لحلب تأتي في إطار مشاركته في الحرب ضمن “محور مقاومة الاحتلال والاستكبار العالمي المدعوم من دول وهابية وتكفيرية”.

وأضاف أن قتالهم في سوريا “ضمن منهج أهل البيت”، وهو دفاع عن “المظلومين والله والإسلام الذي يحاول الأعداء تهديمه من الداخل بدعم غربي وعربي”، على حد وصفه.

 

وتحدث الكعبي عن معارك منطقة العيس في ريف حلب الجنوبي قائلا إنهم حرروا منطقة العيس، التي قال إن استعادتها من جانب المعارضة المسلحة لم يكن ليتحقق لو “كنا موجودين لمرغنا أنف الأعداء بالتراب”.

 

وانتهى الفيديو بشعارات طائفية رددها عناصر المليشيا، وكانت تقارير عدة أكدت في وقت سابق أن قوات النظام تلعب دورا ثانويا في حلب، وتحديدا في ريفها الجنوبي، حيث تشكل المليشيات الطائفية اللبنانية والعراقية القوة الرئيسية هناك.

 

وتداول ناشطون سوريون في مواقع التواصل الاجتماعي صور وصول الكعبي إلى مطار حلب، وتجوله، مع غياب نسبي ملحوظ للنظام السوري ومسؤوليه، وهو ما عدّوه انتهاكا صارخا للسيادة السورية التي يقول النظام السوري إنه لا يسمح بانتهاكها.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

روسيا والنظام السوري يعدان لقتل من يبقى بحلب  

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إستراتيجية النظام السوري وروسيا التي اتبعاها لإخضاع المعارضين المسلحين حتى قبيل انهيار وقف إطلاق النار الأخير هي جعل الحياة غير محتملة للمدنيين المؤيدين للمعارضة حتى يستسلموا أو يُقتلوا، أما إستراتيجيتهما الحالية في حلب فهي قتل كل الموجودين بالأحياء المؤيدة للمعارضة.

 

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن القتل والدمار في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية لا يساوي شيئا أمام الهجوم الراهن على حلب لاستعادة جزئها الشرقي من المعارضة، واصفة هذا الجزء بأنه أكبر المناطق التي تحاول دمشق استعادتها وأكثرها تحصينا، وستستخدم فيه تكتيكات الأرض المحروقة بالحصار والقصف، وبشعار “مت من الجوع أو استسلم” والذي قامت المليشيات الموالية للحكومة بكتابته على جدران المناطق المحاصرة.

 

وقالت إن هذا التكتيك نجح في مناطق أصغر كثيرا، مثل الأحياء المحاصرة بالمدن، خاصة في دمشق وحمص، وإن القوات السورية أعلنت خلال الأيام القليلة الماضية أنها ستصعّد ضغطها وتنفذ تكتيكاتها خطوة خطوة حتى السيطرة على كامل حلب.

تعطيل الحياة

وكانت الغارات والقصف على حلب وحشية، وعدد القتلى بالمئات، إلى الحد الذي دفع الأمم المتحدة وبريطانيا لاتهام روسيا بالبربرية لدعمها الحملة السورية، لكن ما جعل الهجوم على المدينة مدمرا ليس فقط حجم القنابل، بل الأهداف التي تضربها واحدة تلو الأخرى وتشمل البنى التحتية والمرافق التي تحافظ على مسيرة الحياة.

 

وأشارت إلى استخدام القنابل التي تُسمى خارقة للتحصينات والمضادة للملاجئ، التي تحوّل المباني بكاملها إلى حفر عمقها أمتار، وتدمر أقبية المنازل وأنابيب نقل المياه، ناهيك عن المدارس، والمستشفيات، وحتى الملاعب التي بُنيت تحت الأرض خلال سنوات للمساعدة في تقليل أضرار الغارات.

 

كما أشارت الصحيفة إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهتها مندوبة أميركا سامانثا باور لروسيا، وقالت فيها إن موسكو كانت -مع دمشق- تحضّر للحرب أثناء مفاوضات السلام مع واشنطن، وهي لا تحارب “الإرهاب” بل تمارس أعمالا بربرية، وأشارت أيضا إلى انسحاب باور مع مندوبي بريطانيا وفرنسا عندما بدأ مندوب سوريا بمجلس الأمن الدولي بشار الجعفري إلقاء كلمته خلال الاجتماع الطارئ للمجلس أمس.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

فايننشال تايمز: الغرب ينتقد السلوك الروسي بسوريا  

اتهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي روسيا بخرق وقف إطلاق النار الهش أصلا في سوريا.

 

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن وزراء الخارجية قولهم في بيان مشترك صدر أمس الأحد إن دعم روسيا للهجمات التي يشنها النظام السوري يناقض صراحة زعمها بأنها تؤيد الحل الدبلوماسي.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الجديد -الذي يقول نشطاء إنه أودى بحياة أكثر من ثمانين شخصا يوم الجمعة الماضي- يأتي بعد سلسلة من الاجتماعات بشأن الأزمة بين القوى العالمية في نيويورك والتي فشلت في إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وأميركا.

 

وقال الوزراء إن “العبء يقع على روسيا لإثبات استعدادها وقدرتها على اتخاذ خطوات حاسمة لإنقاذ الجهود الدبلوماسية”.

 

وألمحت الصحيفة إلى أن الهجوم الأخير يوحي بأن موسكو غير مهتمة بإحياء الاتفاق. وقال أحد قادة مقاتلي المعارضة في المدينة “يبدو أن الروس قد قرروا مساعدة النظام للاستيلاء على حلب وسط هذا الصمت الدولي”.

 

ورأت الصحيفة أن هذا الهجوم يمكن أن يكون لحظة فاصلة في الحرب إذا ألقت روسيا وإيران بثقلهما لمساعدة بشار الأسد في استعادة حلب، مما سيشكل فوزا إستراتيجيا وسياسيا مهما للنظام.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

فرصة أخيرة لسوريا

علقت افتتاحية تلغراف على الوضع المتأزم بين روسيا والغرب بسبب الحرب في سوريا بأنه وصل اليوم إلى مرحلة من العداء الصريح لم يشهدها منذ عام 1960 عندما رفع الرئيس الروسي الأسبق نيكيتا خروتشوف حذاءه غاضبا وضرب به الطاولة، أثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

ورأت الصحيفة أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن وموسكو قبل أسابيع يبدو غير قابل للإصلاح، وسط الاتهامات المتبادلة وعدم الثقة، وأنه بدأ يتداعى عندما هاجمت المقاتلات الأميركية القوات الحكومية السورية وقتلت عشرات الجنود، وما تبعه من هجوم على قافلة مساعدات قالت مصادر غربية إما أنه نفذ مباشرة بواسطة الروس أو كان من تخطيطهم.

 

وازدادت حدة التوتر عندما اتهمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور موسكو “بالكذب الصريح”، بينما اتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب جريمة حرب، ورد الروس على الهجوم زاعمين أن الغرب زوّد معارضي بشار الأسد بأسلحة خرقا للاتفاق.

 

وانتقدت الصحيفة هذه الحالة المحبطة بالقول إنها لن تضر الدبلوماسيين المتفاوضين في نيويورك، وإن الضحايا المباشرين هم أولئك البؤساء في حلب والمدن السورية الأخرى التي تتعرض الآن لوابل من القصف المتجدد والذبح.

 

ورأت أن هذا الهجوم المتبادل بين مندوبي القوى المؤثرة في الفصائل المختلفة في هذه الحرب الأهلية ليس في صالح أحد، وأنه إذا أراد الرئيس الأميركي باراك أوباما ترك إرث له في الشهور المتبقية في البيت الأبيض فيجب أن يزيل كل العوائق لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بما يسمح بوصول المساعدات والتشبث بأمل التوصل إلى تسوية سياسية.

 

وختمت تلغراف بأن التعامل مع بوتين مهمة صعبة للغاية، بما أنه لا يمكن تصديقه أو الثقة فيه، ولكن من أجل الشعب السوري يجب عدم السماح بضياع هذا الجهد لإنهاء معاناتهم، لأن ذلك قد يكون الفرصة الأخيرة لسوريا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

حجاب: أمام حلب لا قيمة لأي عملية سياسية

قال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة لقوى المعارضة السورية، إنه لا قيمة لأي هدنة وعملية سياسية أمام ما يحصل في حلب التي ترزح الآن تحت “عدوان بربري” تنفذه روسيا وإيران ونظام بشار ضد المدنيين العزل الذين يُقصَفون بقنابل ارتجاجية زنة الواحدة طنان ونصف.

ومضى يقول لبرنامج “لقاء خاص” الذي بثته الجزيرة الأحد (2016/9/25) إن هذه القنابل التي أدخلتها روسيا مؤخرا في حربها تدمر حتى الملاجئ التي يهرع إليها المدنيون.

لكن هذه الحرب التي وصفها بأنها وصمة عار في جبين الإنسانية، لن تثني الشعب السوري عن المضي في ثورته لطرد “النظام المجرم” ومحاسبته على ما اقترفه بحق السوريين.

استعدادات المعارضة

وحول استعداد المعارضة لمجابهة التطورات الراهنة، قال إنها مستنفرة للتصدي “للعدوان الغاشم”، مشيرا إلى إنجازات تحققها المعارضة على الأرض في جبهة حماة وحلب، وأبدى حجاب اطمئنانه على معنويات المقاتلين وقال إن الجيش السوري الحر يدافع “بكل بسالة”.

وفي هذه النقطة أكد أن التنسيق موجود بين قوى المعارضة، وأن جبهات عديدة فتحت للتخفيف عن جبهة حلب التي لدى المقاتلين فيها خطط لتحسين وضعها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وردا على مطالبة الروس بفصل المعارضة المعتدلة عما تسميها المنظمات الإرهابية، قال إن موسكو تتستر بهذا الطرح لضرب المعارضة المعتدلة، فهي تعتبر كل من يعارض بشار الأسد إرهابيا، ولا تضرب تنظيم الدولة الإسلامية بل القوى الثورية والجيش الحر والمدنيين في المناطق التي خرجت على بشار.

جبهة فتح الشام

أما الفصل مع جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) فرأى أنها مسألة معقدة تحتاج إلى وقت، لافتا إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات تعمل على برامج لاستبعاد أي حاضنة للفكر المتطرف، وأن هذا لا يتم عبر الطائرات والأقمار الصناعية، وأن محاربة العنف في رأيه يجب إرجاعها إلى إرهاب الدولة الذي يولد إرهابا مضادا.

ووجه رئيس الهيئة العليا للمفاوضات نداء إلى أبو محمد الجولاني زعيم جبهة فتح الشام، قائلا إن الانفكاك عن تنظيم القاعدة لا يكفي، بل عليهم أن يكونوا فصيلا ينخرط بجدية في المشروع الوطني السوري وضمن سقف الثورة السورية، لا ضمن أي أجندة خارجية تطيل أمد النظام.

وفيما يتعلق بدرع الفرات، قال إن محاربة تنظيم الدولة توازي مقاتلة النظام الذي بدوره هو من صنع التنظيمات الإرهابية واستجلب المرتزقة والطائفيين العابرين للحدود كمليشيا حزب الله والمليشيات العراقية والأفغانية، بحسب قوله.

 

تونسيان انتحلا هويات سورية للبقاء بألمانيا  

في مقهى يقع بإحدى ساحات منطقة كرويتزبيرغ ببرلين بدأ الشاب التونسي علي حديثه قائلا “أعيش في برلين منذ نحو تسعة أشهر، وأنتحل الهوية السورية، وبالتالي الجنسية السورية، لم أعش بسوريا أبدا، كنت أعيش في جزيرة صقلية الإيطالية بشكل غير مشروع، وحينما سمعت عبر وسائل الإعلام بقدوم أفواج السوريين إلى ألمانيا بأعداد كبيرة جدا، قررت مع مجموعة من رفاقي التونسيين والمغاربة الشباب ترك الجزيرة الإيطالية والرحيل إلى ألمانيا عبر النمسا”.

 

كانت رحلة علي مضنية ومتعبة جدا؛ فهو مريض بالسكري ويحتاج لإبر إنسولين يوميا، وغادر بلاده عقب ثورة تونس (عام 2011)، وكان لم يتعد 14 من العمر، واصطحبه في الرحلة رفيق له يكبره سنا.

لاحظ علي أن مرحلة تسجيل اللاجئين اتسمت بالفوضى، حيث الموظفون مغلوبون على أمرهم لجهلهم بالعربية، أما المترجمون فكانوا مصريين وعراقيين وقليلا من السوريين. ويقول علي “كالعديد من المغاربة تمكنت من انتحال الشخصية والهوية السورية من خلال إتقاني النسبي للهجة الشامية، التي تعرفت عليها في تونس من خلال المسلسلات السورية الكثيرة في البرامج التلفزيونية هناك، مثل مسلسل باب الحارة.”

 

أما غيث -رفيق علي- فروى قصته قائلا “كنت في تركيا حيث شرعت في تعلم التجارة لدى تاجر تركي في مدينة إسطنبول، وهو صديق حميم لوالدي، وحينما شرع السوريون صيف السنة الماضية في عبور البحر الأبيض المتوسط نحو اليونان، قررت دخول المغامرة، واتصلت بالمهربين الذين وعدوني بالسفر بعد أن دفعت لهم تكاليف السفر”.

 

يقيم علي وغيث حاليا في مأوى للقاصرين، وفي هذا المكان تعرفا على بعضهما البعض، وعلى شبان من المغرب وتونس والجزائر. يقول غيث إن الحظ كان من نصيبه في فترة التسجيل الأولى، مضيفا أن “الإدارة الألمانية لم تكن وقتها جاهزة لاستقبال الآلاف من اللاجئين السوريين، وهذا ما جعل انتحال الهوية السورية بالنسبة لي أمرا سهلا، وتمكنت من تقمصها بمهارة لدى الجهات الرسمية، حيث حاولت أن اصف ما سمعته عن الحرب كأني عايشت ذلك بأم عيني، كما حاولت التكلم باللهجة السورية”.

 

المهددون بالترحيل

وبينما كان غيث يحكي لنا قصته مبتهجا، قال علي مبتسما “العديد من التونسيين والمغاربة الذين لم تنطل حيلهم على الدوائر الألمانية الرسمية تم رفض تسجيلهم كسوريين، وباتوا اليوم مهددين بالترحيل إلى أوطانهم، خاصة بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين ألمانيا والدول المغاربية.

 

القسم الأمني في السفارة التونسية ببرلين أقر بأن الإدارة التونسية على علم بوجود هذه الظاهرة في العاصمة برلين وفي مختلف البلدات والمدن الألمانية.

 

وقال مسؤول -لم يشأ الإفصاح عن هويته- “لدينا مجموعة كبيرة من التونسيين القاصرين يعيشون في مدينة لايبزغ، ومنهم من تم تسجيله هناك على أنه ليبي الجنسية، ومن انتحل الهوية السورية، إلى غير ذلك، إنهم يحاولون بطريقة أو بأخرى البقاء في ألمانيا”.

 

وتحدث المسؤول التونسي عن وجود تعاون فني بين الطرفين: الألماني والتونسي في هذا الصدد، مؤكدا أنه “بإمكان الدوائر الألمانية التعرف على الهويات الحقيقية لهؤلاء الشباب إلا أن القانون الألماني لا يسمح بإعادة القاصرين منهم إلى أوطانهم ما دامت حالتهم المدنية في أوطانهم غير واضحة، وزاد أنه “ستتم إعادتهم إلى أوطانهم حتما إذا لم يسهموا في الاندماج في المجتمع الألماني”.

 

رأي السوريين

آراء السوريين إزاء هذا الموضوع واضحة وضوح الشمس؛ فالأغلبية من اللاجئين تمثل رأي علاء وعبد الله الشابين السوريين القادمين من دير الزور، كلاهما يرفض سوء استعمال الهوية السورية من قبل أشخاص لا علاقة لهم بسوريا لا من بعيد أو قريب؛ إذ يقول علاء “أنا مستاء من هذا التصرف من قبل الشبان المغاربة، إنهم يستغلون وضعنا الذي لا نُحسد عليه”.

 

ويضيف علاء إن انتحال الهوية السورية من أي كان ليس عملا إنسانيا. ورغم أن قوانين منح اللجوء في ألمانيا لا تفرق بين جنسيات المضطهدين والملاحقين، فإن اللاجئ السوري علاء يرى أن “المساعدة الألمانية موجهة إلى السوريين فقط، وهي بالدرجة الأولى مساعدة إنسانية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

لافروف: دول الغرب لا تفي بالتزاماتها تجاه الوضع بسوريا

موسكو تقطع الطريق أمام أي قمة لمناقشة سوريا

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، أن الدول الغربية لا تفي بالتزاماتها تجاه الوضع في سوريا.

وطالب بـ”تحقيق دقيق حول المسؤول عن استهداف قافلة المساعدات في حلب”، حسب ما نقلته وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء.

وتابع: “واشنطن تريد وضع شروط مسبقة قبل تطبيق اتفاق وقف النار مع روسيا في سوريا”.

واتهم لافروف المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، بالانحياز إلى الهيئة العليا للتفاوض.

 

“بطلب من النظام”.. مصادرة وثيقة سفر لمعارضة سورية بلندن

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قالت زينة ارحيم، وهي ناشطة معارضة لنظام بشار الأسد، إن وثيقة سفرها السورية صودرت في مطار هيثرو في العاصمة البريطانية، لندن، وذلك بطلب من الحكومة السورية، على حد تعبيرها.

وأوضحت المعارضة السورية البالغة من العمر 31 عاما في تصريح هاتفي لـCNN أنه وفور وصولها إلى مطار هيثرو، صباح الجمعة، قامت السلطات البريطانية باستجوابها لمدة 90 دقيقة أمام طفلها البالغ من العمر سبعة أشهر.

 

وتابعت ارحيم التي تقيم في تركيا وسافرت إلى المملكة المتحدة للمشاركة في منتدى “الرقابة” المقام في لندن، أن الحكومة السورية قدمت بلاغا بأن جواز سفرها مسروق، لافتة إلى أن السلطات البريطانية أطلعتها أن وثيقة سفرها ستعاد إلى دمشق.

 

وأضافت الناشطة السورية المعارضة: “في الوقت الذي أمضيته في المطار شعرت وكأني في منطقة تابعة للنظام السوري، وكان الأمر مثيرا للإزعاج،” معبرة أنها أحست بأنها مستهدفة من قبل النظام السوري لنشاطاتها.

 

وفي رد على ذلك، قال المتحدث باسم الداخلية البريطانية لـCNN: أولويتنا هو حفظ أمن حدودنا وإذا تم الإبلاغ عن جواز سفر مسروق فليس أمامنا من خيار إلا أن نقوم بمصادرته.”

 

لافروف: ربما لا يطيع الجيش الأمريكي أوامر أوباما

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه يعتقد أن الجيش الأمريكي، قد لا يطيع أوامر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما. ورجح لافروف أن اجتماع مجلس الأمن الأخير لمناقشة الأزمة السورية، كان يهدف إلى “صرف الانتباه عن غارة التحالف بدير الزور،” على حد تعبيره.

 

وتساءل لافروف في مقابلة مع قناة “إن تي في” الروسية بثت الاثنين: “لماذا عقدوا اجتماعا طارئا لمجلس الأمن؟ إنني أعتقد أن الغرب لا ينجح في تطبيق التزاماته (بشأن سوريا)”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”.

واعتبر لافروف أن الهدف الحقيقي وراء اجتماع مجلس الأمن هو صرف الانتباه عن غارة التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” بقيادة الولايات المتحدة، على مواقع بالقرب من مطار مدينة دير الزور السورية، ما أسفر عن مقتل العشرات من جنود الجيش السوري التابع للرئيس بشار الأسد. وقال مسؤولون أمريكيون إنها كانت تستهدف “داعش” وإن مقتل الجنود السوريين الموالين للنظام كان غير مقصودا.

 

أمريكا تتهم روسيا بـ”الهمجية” بدعمها الأسد وقصفها المدنيين بسوريا

تقول روسيا إن من المستحيل تقريباً إنهاء الحرب المدنية في سوريا، مع تعرض البلاد للقصف دون تمييز.

 

النشطاء هناك يقولون إن الهجمات هي أسوء من أي وقت مضى مع انهيار اتفاق وقف الأعمال العدائية الأسبوع الماضي.

 

وناقش دبلوماسيون كيفية وقف العنف المتصاعد خلال جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأحد.

 

ومع بداية حديث المبعوث السوري إلى الأمم المتحدة خرج مبعوثو أمريكا وبريطانيا وفرنسا من القاعة.

 

وتقول روسيا إن دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية يضر الجهود الإنسانية، في حين اتهم المبعوث الأمريكي روسيا مباشرة بالهمجية في إجراءاتها ودعمها لنظام بشار الأسد.

 

سامانثا باور/ مبعوثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة: بدلاً من السعي إلى السلام، تثير روسيا والأسد الحرب، بدلاً من إيصال المساعدات إلى المدنيين، تقصف روسيا والأسد مواكب الإنقاذ والمستشفيات والمستجيبين الأوائل الذين يحاولون بيأس إبقاء الناس على قيد الحياة.

 

فيتالي تشوركين/ مبعوث روسيا إلى الأمم المتحدة: ربما يجب وقف الاتهامات التي تأتي من السياسيين الذين يقولون إن لديهم مصلحة الشعب السوري، إن كانوا يريدون النقاشات فيجب عليهم العودة إلى هذه العواصم الأجنبية التي رفضوها سابقاً.

 

مشروع إحصاء كردي يثير خلافات أكراد سورية وسط عدم اكتراث عربي

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 26 سبتمبر 2016

روما-أثار الإحصاء السكاني الذي يجريه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي منذ أيام في منطقة يُطلقون عليها تسمية (المقاطعات الكردية الثلاث) الخاضعة لسيطرة هذا الحزب، خلافاً بين الأكراد أنفسهم، فيما قوبل بعدم اكتراث من بقي الطيف السوري، المعارض والموالي.

 

وأعربت قوى وأحزاب وشخصيات كردية مستقلة عن خشيتها من نوايا الحزب الكردي من راء هذا الإحصاء. ورأت إن هدفه “غير المُعلن” هو “إعطاء حق الانتخاب فقط لمؤيدي هذا الحزب الذي يستأثر القرار الكردي بالقوة المسلّحة”، فيما لم تعره القوى السياسية العسكرية السورية المعارضة أهمية لأنها بالأساس لا تعترف لا بالإحصاء ولا بالإدارة الذاتية أو (المقاطعات) التي أعلن هذا الحزب من جانب واحد، مُستنداً إلى تحالفاته المتعددة والمتناقضة مع النظام السوري والروس والأمريكيين.

 

وأعلن المجلس الوطني الكردي “رفضه بشدّة” لهذا الإحصاء، وشدد على أن مثل هذه العملية تقررها المؤسسات الشرعية وتنفذها هيئات مستقلة وكوادر متخصصة في هذا المجال، وتجري في أجواء يتسم بها المجتمع بالثبات والاستقرار والأمان، وتُعتمد نتائجها من قبل المنظمات الدولية ذات الشأن. ورأى المجلس أن “كل هذه الظروف غير متوافرة الآن” لإجراء هذه العملية في الوقت والمكان والأداة. ولفت إلى أن “المقرر للعملية والمشرف عليها هي جهة سياسية، وتجري في ظروف تعيش البلاد فبها والمناطق التي تشملها العملية ظروفاً استثنائية تسودها أجواء العنف وعدم الاستقرار”.

 

وكذلك أعلن تيار المستقبل الكردي في سورية، رفضه لهذا الإحصاء، وقال إن هدفه الأساس “فرض الشرعية” لهذا الحزب، وكذلك “تنفيذ التغيير الديمغرافي في المناطق الكردية، وملاحقة الشباب الكرد واختطافهم وسوقهم للتجنيد القسري لحروب الوكالة التي يشارك بها، والتي يرفضها هؤلاء الشباب”، وكذلك “فرض سلطة الوكالة قبضتها أكثر على الحياة الاجتماعية ومراقبتها ومعرفة تفاصليها، إضافة إلى التحضير لانتخابات شكلية لفرض شرعية هذا الحزب السياسية بالقوة”.

كما رفض هذا الإحصاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سورية، وقال إنه “ضد مصلحة الشعب الكردي، ويخدم نظام الأسد، كون اغلب الأكراد هم نازحون ولاجئون الآن ومغتربون”. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من السكان الأكراد تركوا منازلهم وتوجهوا إلى إقليم كوردستان العراق أو إلى تركيا، أو إلى الدول الأوروبية، وشدد على أن ما يقوم به هذا الحزب هو “دعم لمخطط نظام بشار الأسد في المنطقة”.

 

وكانت اللجنة العامة للإحصاء التابعة لـ (الإدارة الذاتية) الكردية، التابعة بدورها لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يُعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، قد أعلنت عن مشروع أسمته (أنا هنا) الإحصائي. وقالت إن هدفه تبيان تعداد السكان الكامل، وتحديد الأوضاع الاجتماعية والعائليَّة والتحصيل العلمي ومستوى البطالة، وتوضيح حالات الإعاقة الكاملة، وحالة النزوح واللجوء إلى المنطقة والهجرة منها، وتحديد الفئة العمرية التي يحقّ لها الانتخاب لإعلان الفيدرالية التي ينوي الحزب إطلاقها في شمال سورية بشكل منفرد.

ويواجه الإحصاء الجاري بالرفض على مستوى واسع، شعبي وحزبي. وقال ناشطون أكراد إنه لم يجر أحد في التاريخ إحصاء أثناء الحرب، وشكّكوا بنوايا الحزب خاصة وأن نسبة كبيرة من المكونات العرقية والدينية في المنطقة قد غادرتها. كما أن القوات العسكرية التابعة لهذا الحزب (وحدات حماية الشعب) و(قوات سورية الديمقراطية) اتُهمت بأنها قامت بـ”تغيير ديموغرافي” في المنطقة، و”أحرقت عشرات القرى للسريان والآشوريين والعرب، وأخلتها من سكانها خلال السنة الأخيرة”، فضلاً عن هجرة أكثر من ثلثي سكان المنطقة أو نزوحهم.

 

رئيس منظمة حقوقية سورية: روسيا ستكون بخطر مع أي نظام تعددي بالبلاد

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 26 سبتمبر 2016

siria_mappروما – رأى رئيس منظمة حقوقية سورية أن مصالح روسيا ستكون في “خطر كبير”، فيما لو أتى نظام تعددي جديد إلى البلاد، بدلاً عن النظام الحالي.

 

وقال رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بعد أن خسر الروس كل مودة السوريين عندما أعلنوا اصطفافهم المُطلق إلى جانب النظام السوري، وتضاعفت النقمة الشعبية تجاههم بعد أن تدخّلوا عسكرياً بشكل مباشر، سيكونون في خطر في ظل أي نظام تعددي جديد”. وأضاف “ستتدهور كل استثماراتهم وعلاقاتهم مع سورية”. ورأى أن “روسيا ستخسر امتداداً جيوستراتيجياً، وسيُعرقل النظام الجديد كل المصالح الروسية الاقتصادية وغير الاقتصادية، وسينتقم مما فعلته موسكو في سورية، ولهذا هم حريصون على ألا يرحل النظام وألا يكون هناك تسوية عادلة، من أجل الحفاظ على مصالحهم”، وفق تقديره.

 

وعن حصيلة الربح والخسارة بعد ما يقارب العام من التدخل الروسي العسكري المباشر في سورية، قال عبد الغني “يمكن القول أن روسيا خسرت كل مودة السوريين، ليس بعد تدخلها عسكرياً بشكل مباشر نهاية أيلول/سبتمبر 2015، بل منذ أن قررت في بداية الثورة في آذار/مارس 2011 أن تقف إلى جانب النظام، وتُبرر أفعاله وحربه، وتستخدم الفيتو أربعة مرات لإنقاذه”.

 

وبمناسبة مرور عام على التدخل الروسي في سورية، تداعت المعارضات السورية والفعاليات الثورية إلى إقامة سلسلة من الناشطات والتظاهرات في مختلف دول العالم للتنديد بالتدخل الروسي. وتتهم مراصد حقوقية، محسوبة على المعارضة، سلاح الجو الروسي وبمشاركة طيران النظام بتدمير نحو 60 مشفى.

 

ضربات جوية تستهدف مناطق المعارضة في حلب أثناء الليل

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وعامل إغاثة إن عشرات الضربات الجوية استهدفت المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في مدينة حلب بشمال البلاد أثناء الليل استمرارا للحملة الجوية المكثفة التي تشنّها الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل نحو أسبوع.

 

وقال المرصد إن عشرات الضربات الجوية أصابت النصف الخاضع لسيطرة المعارضة في المدينة المقسمة أثناء الليل مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.

 

وتأتي الضربات الجوية بعد أسبوع من تصعيد القصف في أعقاب انهيار وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا. وقال الجيش السوري يوم الخميس إنه بدأ هجوما جديدا في المدينة التي باتت أرضا رئيسية للمعركة في الصراع الذي دخل عامه السادس.

 

وقال بيبرس مشعل وهو عامل بالدفاع المدني في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب لرويترز إن القصف استمر أثناء الليل حتى الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش).

 

وأضاف “الوضع نفسه تماما الكثافة هيه من سبعة أيام على نفس مستوى القصف وخصوصا بالليل بيشتد القصف كثير أعنف… طبعا مع استخدام كل الأسلحة الفسفور والنابالم والعنقودي.”

 

وقال “حاليا فيه بس (فقط) مروحية (طائرة هليكوبتر) والله أعلم أي بناية هتنزل (ستسقط).”

 

كما قال اسماعيل العبدالله وهو عامل آخر في الدفاع المدني إن القصف مساء الأحد كان أقل كثافة مقارنة بالأيام القليلة الماضية كما كانت فترة الصباح هادئة نسبية.

 

وذكر المرصد أنه وثق مقتل 237 شخصا بينهم 38 طفلا من الضربات الجوية في مدينة حلب والريف المحيط بها منذ يوم الاثنين الماضي عندما انتهى وقف إطلاق النار. ومن بين حالات القتل الموثقة 162 حالة في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة.

 

وقال عاملون في الدفاع المدني إن نحو 400 شخص قتلوا في الأسبوع الماضي في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في المدينة وريفها.

 

وأشاروا إلى أن جهود الإنقاذ أعاقتها إلى حد كبير أعمال القصف التي خربت الشوارع ودمرت مراكز ومعدات الدفاع المدني.

 

وقال عمار سلمو وهو عامل ثالث في الدفاع المدني إن فرق الإنقاذ باتت تملك حاليا عربتي إطفاء وثلاثة سيارات إسعاف فقط في حلب مشيرا إلى أن القصف في الأسبوع الماضي دمّر ثلاث عربات إطفاء وسيارتي إسعاف وثلاث سيارات فان.

 

وقال سلمو متحدثا من غازي عنتاب في تركيا بعد أن غادر شرق حلب في الآونة الأخيرة إن عمال الإنقاذ يحاولون التصرف لكنهم لا يعرفون ماذا سيجلب لهم المستقبل.

 

وقال بريتا حاج حسن رئيس مجلس المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب إن “الوضع في حلب مأساوي جدا وكارثي.. الطيران لا يغادر الجو نهائيا.. الشوارع شبه مغلقة والحركة تكاد تكون معدومة.. الحياة مشلولة. الكل ملتزم في بيته والصواريخ تستهدف حتى الأقبية والملاجئ التي عملناها ليختبئ فيها الناس. هذا أمر غير طبيعي.”

 

ويوم السبت استهدف القصف محطة لتكرير المياه كانت تزود شرق حلب الذي تسيطر عليه الفصائل المسلحة للمعارضة.

 

وأضاف الحاج حسن “محطة باب النيرب التي تغذي المناطق المحررة منذ ثلاثة أيام استهدفها النظام. السكان يعتمدون على مياه الآبار غير صالحة للشرب والتي كانت تستخدم لأغراض أخرى مثل الغسيل والتنظيف .. الآن يعتمدون عليها للشرب.”

 

* إجلاء المعارضة

 

وقتل مئات الآلاف في الحرب الأهلية السورية منذ بدايتها قبل خمس سنوات كما نزح 11 مليونا من مناطقهم.

 

وأضاف الحاج حسن “نناشد المجتمع الدولي فك الحصار وإيقاف القصف عن حلب. لا نعرف ما الذي سيحصل في المستقبل ولكن الأمور الموجودة في الأفق تتجه للمزيد من القتل والقصف والدماء برعاية العالم كله. العالم كله يقف متفرجا على المجازر التي تحصل في مدينة حلب على مدار الساعة.”

 

في سياق منفصل ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه يجري يوم الاثنين إجلاء الدفعة الثانية من مقاتلي المعارضة عن آخر معقل لهم في مدينة حمص.

 

وأشار المرصد إلى أن نحو 100 مقاتل كانوا بين المجموعة التي ستغادر منطقة الوعر إلى المناطق الريفية في حمص بشمال البلاد.

 

وكانت دفعة أولى من نحو 120 مقاتلا وعائلاتهم غادرت المنطقة يوم الخميس.

 

وتأتي عمليات الإجلاء في إطار محاولات الحكومة السورية لتنفيذ الاتفاقيات المحلية مع المقاتلين في المناطق المحاصرة التي فتحت بموجبها للمقاتلين ممرات آمنة إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة.

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

 

نائب رئيس الوزراء: تركيا ترحب بانسحاب مقاتلين أكراد سوريين من منبج

أنقرة (رويترز) – قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي للصحفيين يوم الاثنين إن عددا كبيرا من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية الموجودين في منبج بشمال سوريا ينسحبون إلى شرقي نهر الفرات في خطوة ترحب بها تركيا.

 

وكانت أنقرة طالبت مقاتلي وحدات حماية الشعب بالتحرك شرقي الفرات إذ تعتبرهم على صلة وثيقة بمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل في جنوب شرق تركيا. وتعتبر تركيا الجماعتين من المنظمات الإرهابية.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى