أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاحد 13 نيسان 2014

تسمم واختناق في حماة بعد «براميل متفجرة» للنظام

 لندن، بيروت – «الحياة»، ا ف ب –

طالبت المعارضة السورية امس الأمم المتحدة بإجراء «تحقيق سريع» في استخدام الغازات السامة ضد المدنيين قرب دمشق وفي وسط سورية، في وقت أفاد مركز حقوقي بتعرض سكان في بلدة كفرزيتا في الوسط، لحالات من التسمم والاختناق إثر إلقاء الطيران السوري «براميل متفجرة» على البلدة.

وعلمت «الحياة» أن منظمة حظر السلاح الكيماوي لم تتوصل خلال اجتماعها في لاهاي أول من أمس إلى اتفاق في شأن خطة قدمتها الحكومة السورية لتدمير 12 موقعاً كيماوياً وفق برنامج زمني ينتهي في 30 حزيران (يونيو) المقبل، بعدما كان مقرراً إزالة هذه المواقع في منتصف الشهر الماضي.

وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض دعا مجلس الأمن إلى «وضع حد للتجاوزات» التي يمارسها النظام وخرقه التعهدات والتفاهمات التي أبرمها. وأضاف في بيان: «في ظل غياب أي رادع يحول بينه وبين استخدام أسلحة محرمة دولياً، جدّد نظام الأسد في شكل عشوائي استهداف المدنيين بالغازات السامة، إذ لم تمض سوى ساعات قليلة على جريمته الأولى التي استهدفت المدنيين في مدينة حرستا في ريف دمشق، حتى كرر جريمته باستهداف بلدة كفرزيتا شمال حماة، مخلفاً عشرات المصابين بحالات اختناق وتسمم، بينهم أطفال، في تحدٍّ جديد للعالم بأسره ولعهوده وتفاهماته».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أمس: «قصفت طائرات النظام (أول من أمس) الجمعة كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق، نقل أصحابها على الأثر إلى المشافي». وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بريد إلكتروني بعد ظهر أمس، عن تجدد القصف، مشيرة إلى إلقاء «الطيران الحربي صواريخ تحتوي غازات سامة» على كفرزيتا. وكانت «تنسيقية الثورة السورية» في حماة ذكرت على صفحتها على «فايسبوك»، أن النظام قصف البلدة بـ «غاز الكلور»، مشيرة إلى وجود «أكثر من مئة حالة اختناق» وإلى «نقص كبير في المواد الطبية». وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر أطفالاً وشباناً بدا عليهم الإعياء، ويعانون من السعال والاختناق.

واتهم التلفزيون الحكومي السوري «تنظيم جبهة النصرة بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا»، قائلاً إن الهجوم أدى إلى مقتل «اثنين وإصابة أكثر من 100 من أهالي البلدة بحالات اختناق».

وفي حلب شمالاً، استمرت المعارك في حي جمعية الزهراء قرب مبنى الاستخبارات الجوية مقر القوات النظامية، ووصفها المرصد بأنها «الأعنف منذ بدء أعمال العنف في حلب والأكثر قرباً من مركز الاستخبارات الجوية». وكانت المعارضة سيطرت قبل يومين على مبنى مجاور. وأشار «المرصد» إلى «حركة نزوح كبيرة لأهالي حي جمعية الزهراء إلى مناطق أخرى» من حلب، وإلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وفي دمشق، سقط عدد من قذائف الهاون على أحياء مختلفة في دمشق، بالتزامن مع مقتل شخص وجرح آخرين بانفجار عبوة ناسفة في شارع الثورة وسط العاصمة. كما شن الطيران الحربي أربع غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق قرب الحدود اللبنانية، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى قصف قوات النظام مناطق في أحياء مدينة حمص المحاصرة من القوات النظامية، وسط إرساله تعزيزات وحديث عن نية النظام اقتحام الأحياء المحاصرة في حمص «عاصمة الثورة» وفق ما يسميها معارضون.

الحرب السورية وصلت الى “معقل العلويين

 اللاذقية – رويترز

على مدى ثلاث سنوات، ظل سكان المحافظات السورية المطلة على ساحل البحر المتوسط يتابعون من ملاذهم الآمن الحرب الأهلية المستعرة في المناطق البعيدة عن الساحل وهي تمزق أوصال البلاد وتقتل عشرات الآلاف وتدمر مدناً لها تاريخ عريق.

لكن هجوماً بدأه قبل ثلاثة أسابيع مقاتلو المعارضة في شمال محافظة اللاذقية معقل الأقلية العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد قرّب المعركة شيئاً فشيئاً، وبدّد ذلك الإحساس بالأمن النسبي. فالقتال يدور الآن في التلال المطلة على البحر ليصبح ميناء اللاذقية الرئيس في مرمى نيران مقاتلي المعارضة، وتشعر منطقة الساحل السوري بأنها تتعرض لخطر حقيقي. وقبل شهر واحد، سقط ثمانية قتلى في قصف صاروخي على المدينة. وقالت إمرأة علوية شابة وهي ترشف القهوة مع خطيبها في أحد مقاهي اللاذقية على مسافة 50 كيلومتراً إلى الجنوب من الموقع الذي أقام فيه المقاتلون أول موطىء قدم لهم على الساحل السوري بجوار الحدود التركية “يمكنهم أن يمحونا. حتى من يؤيدهم منا”. ورغم أن كثيرين من العلويين، الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من سكان سورية، البالغ عددهم 23 مليون نسمة يؤيدون الأسد قولاً وفعلاً، فقد تعاطف آخرون مع الانتفاضة الشعبية على حكمه التي بدأت عام 2011، لكنهم يخشون الآن أفعالاً انتقامية من خصومهم. ومازالت الذكريات ماثلة في أذهان أهل المدينة البالغ عددهم 400 ألف نسمة للهجوم الذي شنه مقاتلون معارضون في آب (أغسطس) الماضي، وقتل فيه عشرات من سكان القرى العلوية قرب اللاذقية على أيدي مقاتلين اسلاميين متشددين وجهاديين أجانب. ورغم أن الأسد الذي يعيش في دمشق على مسافة 300 كيلومتر إلى الجنوب يبدو أكثر ثقة في الصمود والبقاء، فقد فرضت تقلبات الحرب الأهلية بما تحمله في طياتها من فوضى نفسها، حتى على أكثر الأماكن أمناً في البلاد بينما ظل البحث عن الجواسيس والخونة والخسائر في صفوف الموالين للأسد يعكر الحياة اليومية. وحتى قبل أن تصل أصداء القصف إلى المدينة الوادعة، كان ثمن الحرب جلياً، من مواكب الجنازات اليومية للقتلى من الجنود ورجال الميليشيا المؤيدة للأسد. وقالت إمرأة تدعى ياسمين نشطت في معارضة الأسد في اللاذقية “الجميع يرسل أولاده لخوض الحرب في مناطق أخرى من سورية، وكل يوم نسمع صفارات الإنذار ومواكب جنازات أولئك الجنود”. لكنها أضافت أن “وصول الحرب إلى أعتاب المدينة هزّ الاعصاب”، وقالت “كنا نظن أننا معصومون بشكل ما وان المقاتلين لن يصلوا إلينا قط. لكن هذا ليس صحيحاً”.  وقالت ياسمين إن مبانٍ مدرسية اكتظت باللاجئين العلويين، الذين فروا من قراهم إلى الشمال ولجأوا إلى المدينة وهو مشهد مألوف في مناطق أخرى من البلاد، لكنه يمثل ظاهرة جديدة على الساحل. وأضافت “الآن أصبحوا مثل كثيرين غيرهم من النازحين السوريين”. في عين الحرب بدأ القتال الذي جلب الخوف معه إلى اللاذقية قبل ثلاثة أسابيع، عندما دخل مقاتلو المعارضة من تركيا واستولوا على المعبر الحدودي عند قرية كسب، التي يسكنها مسيحيون من الأرمن وهي آخر معبر حدودي من تركيا إلى الاراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. واستولى المقاتلون على شاطىء صغير، ليصبح لهم أول موطىء قدم على ساحل البحر المتوسط الذي يمتد مسافة 250 كيلومتراً، وهي خطوة رمزية إذ لا تمثل مكسباً عسكرياً ذا بال. وخاض مقاتلو المعارضة قتالا ضد قوات الأسد للسيطرة على تلال المدينة والتي تشمل موقعاً لاتصالات الاقمار الصناعية يعرف باسم نقطة المراقبة 45. ويقول سكان مدينة اللاذقية وقد انتابهم التوتر إن “نيران المدفعية الثقيلة يمكن أن تصيبهم بكل سهولة من ذلك الموقع”. وقال طبيب أسنان شاب في وسط المدينة “لن يهم إذا كنت معهم أم لا. فقذائف المورتر لن تميز بين أحد وآخر. وإذا وصل المقاتلون إلى هنا، فلن يتمهلوا للتمييز بين من معهم ومن عليهم”. وكما سارت أحداث الحرب الطاحنة في مسار متعرج وسقط فيها نحو 150 ألف قتيل حتى الآن، لا توجد أي بادرة على أن القتال في اللاذقية يمثل أي تحول حاسم في الصراع. ومازالت شوارع اللاذقية تعج بالحركة رغم أن سفينة واحدة كانت بادية للعيان في الميناء في الاسبوع الاول من نيسان (إبريل) على الرغم من أن الميناء كان يستقبل في الظروف العادية عشرات السفن. وعصر كل خميس، تنفد تذاكر الحافلات المسافرة من اللاذقية بسرعة مع عودة طلبة الجامعة المحلية المقيمين في المدينة إلى بيوتهم لقضاء العطلة الأسبوعية. لكن التوتر وصل أيضا فيما يبدو إلى سلطات الميناء، الذي يعد  مركز عمليات للعملية الدولية لنقل ترسانة سورية من الأسلحة الكيماوية السورية بنهاية الشهر. قبل شهرين أغلقت السلطات وصلات الانترنت بالمقاهي وغيرها من الأماكن العامة على امتداد الساحل بهدف منع الاتصالات التي لا يمكن اخضاعها للمراقبة. وقال صاحب مقهى في طرطوس على مسافة 40 كيلومتراً إلى الشمال من الحدود اللبنانية والتي يوجد بها قاعدة بحرية روسية، إنه اشتكى للسلطات من ارغامه على وقف اتصالات الانترنت. وأضاف “قالوا لي إنه عندما يتصل الناس من مكان عام بالانترنت فإنهم لا يستطيعون تعقب المتصل مثلما يتعقبون من يتصفح الانترنت من بيته”. وفي نقاط التفتيش الكثيرة التي تقيمها القوات الحكومية على الطريق الساحلي الرئيس، يدقق مسلحون في بطاقات الهوية بحثا عن أي مؤشرات على ديانة المسافرين وميولهم السياسية. وينحدر أغلب أفراد الأمن وكبار الضباط العسكريين في المنطقة الساحلية من القرى العلوية في المنطقة ولهم خبرة واسعة في رصد الغرباء. “مالك تبدو مرعوباً؟” خرجت هذه الكلمات من فم أحد رجال أمن الدولة المسلحين لطالب جامعي متوتر في حافلة عامة بين اللاذقية وطرطوس. وأخذ بطاقة الهوية من الشاب لفحصها على الأجهزة الالكترونية ومعرفة ما إذا كان مطلوباً لأحد أجهزة الاستخبارات العديدة في سورية. استغرقت هذه العملية عدة دقائق لكنها تبدو دهراً لأن كثيرين اعتقلوا منذ بدأت الانتفاضة بعد فحص أوراقهم بل إن بعضهم اختفى تماما بكل بساطة. ويقول بعض أهالي المنطقة إنهم بدأوا يرون رجال ميليشيا شيعية عراقيين على امتداد الساحل لدعم صفوف القوات السورية على ما يبدو. وانضم عراقيون إلى قوات من “حزب الله” اللبناني وإلى مستشارين وقادة من ايران، القوة الشيعية الرئيسة في المنطقة لمساعدة الأسد. ورأى مراسل “رويترز” رجالاً غير مسلحين، يرتدون ملابس عسكرية مموّهة ويضعون شارات شيعية مميّزة، يتجولون حول عدة بلدات ساحلية سورية ويتحدثون بلهجة لبنانية. عنف طائفي وزاد مقتل هلال الأسد ابن عم الرئيس الشهر الماضي من الإحساس الجديد بعدم الأمان بين الموالين للحكومة في المحافظات الساحلية.  وجاء مقتل هلال الأسد الذي كان يقود الفرع المحلي لميليشيا قوات الدفاع الوطني، قبل ثلاثة أسابيع في معركة قرب الحدود التركية مع مقاتلين اسلاميين، ليسجّل وفاة أول عضو من عائلة الأسد، منذ عملية تفجير في دمشق عام 2012. واشتد جو التوتر المحموم على امتداد الساحل بفعل شائعات عن فظائع ارتكبها مقاتلو المعارضة بين المسيحيين من بلدة كسب الأرمنية، تداولها الأرمن المقيمون في الخارج وذلك رغم جهود المقاتلين لنفي هذه الاتهامات. فقد أصبح العنف الطائفي سمة من سمات الحرب. وعندما عثر على قتيلين من طائفة التركمان في حديقة في اللاذقية الشهر الماضي، اعتبر كثيرون مقتلهم انتقاماً من قبل علويين لتأييد التركمان لمقاتلي المعارضة وعلاقاتهم بتركيا. ويقول سكان إن “قوات الامن التي تبحث عن مقاتلي المعارضة تستهدف الأحياء السنية على الساحل على نحو متزايد”. ويعتقل شبان وينقلون لاستجوابهم بمنشآت، تقول جماعات لحقوق الانسان إن كثيرين يعذبون فيها ويقتلون. والأسبوع الماضي مرت حافلة صغيرة بيضاء ترافقها ثلاث سيارات حكومية مثبت عليها مدافع رشاشة على الطريق الساحلي قرب طرطوس. وكانت الحافلة تقل نحو عشرة أشخاص أغلبهم من الشبان وبدا أن أيديهم مكبلة خلف ظهورهم. وكانت عيون بعضهم معصوبة.

معارك ضارية قرب الاستخبارات الجوية في حلب

 لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

دارت امس معارك ضارية قرب مبنى الاستخبارات الجوية غرب حلب شمال سورية، في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على موقع اضافي في ريف ادلب يربط بين وسط البلاد وشمالها.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» امس «انها المعارك الاعنف منذ بدء اعمال العنف في حلب (في شباط/فبراير 2012) والأكثر قرباً من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء». وأشار الى ان الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة اندلعت بعد منتصف الليلة قبل الماضية.

وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بريد الكتروني ان «الطيران الحربي قصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون (في شمال غرب المدينة) ومحيط فرع الاستخبارات الجوية». وأشار «المرصد» الى «حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي الى مناطق اخرى» من حلب، والى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وقصف الطيران الحربي طيلة يوم اول امس ومنذ فجر امس احياء عدة في حلب. وقتل اربعة مقاتلين معارضين في احدى الغارات الليلية على حي الراشدين في شرق المدينة.

في المقابل، أكد «المرصد» مقتل عشرة مواطنين «بينهم خمسة اطفال اثر سقوط قذائف اطلقتها كتائب اسلامية مقاتلة امس على مناطق في احياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب».

وأفادت شبكة «مسار» المعارضة ان «25 عنصراً من قوات النظام قتلوا وعشرات جرحوا إثر تفجير أحد مقراتهم في قرية الشيخ نجار في حلب، ذلك ان مقاتلين من «غرفة عمليات أهل الشام» فخخوا مبنى تتحصن فيه قوات النظام في المدينة الصناعية في القرية، قبل أن يفجروه». وأضافت ان الطيران الحربي شن خمس غارات على محيط مبنى الاستخبارات الجوية ودوار الليرمون. كما قصفت قوات النظام، بالمدفعية الثقيلة، حي مساكن هنانو من تلّة الشيخ يوسف، فيما قتل خمسة مدنيين وجرح أحد عشر آخرون، جراء قصف جوي على قرية عنجارة في ريف حلب، وطال قصف مدفعي بلدة حيان من حي جمعية الزهراء.

كما سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز لقوات النظام في مدينة خان شيخون بين حماة في وسط البلاد وشمالها، ذلك بعد يوم من تقدم للمعارضة في هذه المناطق وسيطرتهم على حاجز بلدة حيش قرب معسكري وادي الضيف والحامدية في معرة النعمان، وسط مساعي المعارضة لقطع خطوط الامداد عن حلب حيث تدور معارك عنيفة منذ ايام بعد توحد الفصائل المعارضة بغرفتين للقيادة.

وفي وسط البلاد، أفاد «المرصد» بـ «تعرض مناطق في أحياء حمص المحاصرة لقصف من قبل القوات النظامية وسط استقدام النظام تعزيزات عسكرية إلى أطراف حي باب هود» في حمص. ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على الجهة الشمالية لمدينة الرستن، ترافق مع فتح القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة. كما قصف الطيران الحربي مناطق في قرى رسم الأرنب ومسعدة والشنداخية في ريف حمص الشرقي.

وفي دمشق، سقطت قذيفة هاون في منطقة باب توما ذات الغالبية المسيحية شرق دمشق وقذائف في حي بستان الدور في منطقة الصناعة وفي منطقة العمارة وسوق الهال قرب شارع الثورة ومنطقة التجارة، بحسب «المرصد». وأضاف ان اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة حي جوبر ومن جهة كراجات العباسيين شرق العاصمة، ترافق مع قصف القوات النظامية بقذائف الهاون على مناطق في الحي، وفق «المرصد» الذي تحدث عن شن الطيران الحربي اربع غارات على مزارع بلدة رنكوس شمال دمشق في منطقة القلمون.

وزاد: «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها» في الغوطة الشرقية وسط محاولات منذ عشرة ايام من قوات النظام لاقتحام البلدة.

وبين دمشق وحدود الاردن، قصفت القوات النظامية مناطق في بلدات الحراك وصيدا وأم ولد في درعا. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة محيط منطقة المطاحن قرب مدينة درعا، وفق «المرصد» الذي افاد بأن «الطيران المروحي القى المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدة النعيمة».

وعلى صعيد «معركة الساحل»، قال «المرصد» ان «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية وأجنبية المواليين من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وجنود الشام وحركة شام الإسلام وحركة أحرار الشام وأنصار الشام وعدة كتائب إسلامية مقاتلة في محيط منطقتي النبعين ونبع المر في اللاذقية وسط انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

القوات السورية تحشد لمعركة كبيرة في الزبداني وتبادل للاتهامات عن استخدام غازات سامة في كفر زيتا

“رويترز”

تبادلت وسائل إعلام حكومية سورية وقوات المعارضة الاتهامات عن استخدام غازات سامة على قرية كفر زيتا وسط سوريا في هجمات متبادلة بين الطرفين مما أوقع العديد من الإصابات في صفوف المدنيين.

وأفاد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بأن هجوما بغازات سامة استهدف الجمعة قرية كفر زيتا الواقعة في محافظة حماة وسط سوريا مما أوقع العديد من الإصابات,

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن :”قصفت طائرات النظام الجمعة كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح ادت الى حالات تسمم واختناق، نقل اصحابها على الاثر الى المشافي”.

وافادت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني بعد ظهر امس عن تجدد القصف، مشيرة الى القاء “الطيران الحربي صواريخ تحتوي غازات سامة” على كفرزيتا.

وكانت “تنسيقية الثورة السورية” في حماة ذكرت على صفحتها على “فيسبوك”، ان النظام قصف البلدة ب”غاز الكلور”، مشيرة الى وجود “اكثر من مئة حالة اختناق” والى “نقص كبير في المواد الطبية”.

وبث ناشطون اشرطة فيديو على موقع “يوتيوب” تظهر اطفالا وشبانا بدا عليهم الاعياء، ويعانون من السعال والاختناق.

واظهر احد الاشرطة ثلاثة شبان مستلقين على اسرة في مشفى ميداني، وقد وضعت على وجوههم انابيب اوكسجين. وقال شخص بدا انه طبيب في الغرفة ان القصف بالبراميل ترك “مواد تميل الى اللون الاصفر”. واضاف: “انتشرت رائحة تشبه رائحة غاز الكلور، نتج عنها اكثر من مئة مصاب بينهم اطفال وامرأة”، مشيرا الى ان هذا الغاز “يسبب تهيجا في القصبات والطرق التنفسية العلوية والسفلية”.

وظهر في شريط ثان اربعة اطفال ممددين على سرير، في حين يقوم شخص بتقديم اسعافات اولية الى شاب على الارض وهو شبه غائب عن الوعي.

وازدحمت الغرفة الصغيرة بقرابة عشرين شخصا، بينهم اطفال تمددوا على سريرين وهم يبكون ويسعلون. كما بدا شخص في طرف الغرفة يحاول تنشق الاكسجين مباشرة من قارورة كبيرة، قبل ان يتمدد ارضا.

في المقابل، اتهم التلفزيون السوري “تنظيم جبهة النصرة الارهابي بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا”، قائلا ان الهجوم ادى الى “استشهاد اثنين واصابة اكثر من 100 من اهالي البلدة بحالات اختناق”.

وقتل مئات الاشخاص في آب الماضي اثر هجوم كيميائي على ريف دمشق. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام الرئيس بشار الاسد بتنفيذه. وكان لهذا الهجوم دور اساسي في التوصل لاحقا الى اتفاق على ازالة الاسلحة الكيميائية السورية، على رغم نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.

في مدينة حلب، تستمر المعارك في حي جمعية الزهراء، وقد وصفها المرصد ب”انها الاعنف منذ بدء اعمال العنف في حلب والاكثر قربا من مركز المخابرات الجوية”.

وكان المرصد افاد قبل يومين عن سيطرة جبهة النصرة ومقاتلين من كتائب اخرى على مبنى قرب المخابرات الجوية في حلب.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري في شريط اخباري عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة توجه ضربات قاصمة للمجموعات الارهابية في المناطق المجاورة” لمبنى المخابرات الجوية، لا سيما في كفرحمرا والليرمون.

في غضون ذلك يستمر القصف المتنقل بين احياء حلب وريفها بالبراميل المتفجرة من الطائرات، وقد اوقع مزيدا من القتلى والجرحى.

واشار المرصد الى “حركة نزوح كبيرة لاهالي حي جمعية الزهراء الى مناطق اخرى” من حلب، والى “خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.

في المقابل، افاد المرصد عن مقتل عشرة مواطنين “بينهم خمسة اطفال اثر سقوط قذائف اطلقتها كتائب اسلامية مقاتلة امس على مناطق في احياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب”.

في ريف دمشق، شن الطيران الحربي السوري اربع غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق قرب الحدود اللبنانية، بحسب المرصد.

وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من “حزب الله” سيطرت الاربعاء على بلدة رنكوس.

في دمشق، سقطت قذائف هاون عدة على منطقة باب توما واحياء اخرى، متسببة بسقوط اصابات. ومصدر هذه القذائف اجمالا مواقع مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة.

وذكر المرصد ان مناطق في أحياء مدينة حمص المحاصرة من القوات النظامية تشهد “قصفاً بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة”.

معركة الزبداني

وافادت مصادر صحافية غربية ان الحكومة السورية و”حزب الله تستعد لمواجهة آلاف المقاتلين الاسلاميين المحاصرين في الزبداني آخر بلدة استراتيجية تسيطر عليها المعارضة غرب دمشق، في ما قد تكون واحدة من أكبر المعارك في الحرب الأهلية السورية.

وذكرت صحيفة “ذي تايمس” البريطانية أن نحو 4000 مقاتل من قوات المعارضة يتجمعون في بلدة الزبداني، مشيرة إلى أن العديد منهم أعضاء في “جبهة النصرة”.

وانضم العديد من المقاتلين من البلدات التي استولى عليها الجيش الحكومي خلال الأسابيع الأخيرة, إلى رفاقهم بعد أن تمكنوا من التسلل من المناطق التي يحاصرها الجيش السوري.

ونقلت الصحيفة عن أنور وهو أحد المقيمين في البلدة التي يغلب عليها السنة “يعتقدون إنهم سيشنون معركة أخيرة في الزبداني”.

ويمثل الاستيلاء على الزبداني المرحلة الأخيرة من هجوم الحكومة المنهجي الذي تم بدعم من مقاتلي “حزب الله”.

وأوضحت “ذي تايمس” ان سقوط الزبداني يمنح نظام الأسد السيطرة على ممر مهم يربط دمشق بساحل البحر المتوسط. ويرغب النظام السوري في استعادة البلدة، التي تقع متاخمة لحدود لبنان الشرقية، بعدما استولت عليها المعارضة في النصف الأول من عام 2012.

كيماوي الأسد على ريف دمشق وحماة

 مرة أخرى يعود النظام السوري إلى استخدام سلاحه المفضل؛ الكيمياوي ضد المدنيين، كما يصفه الناشطون السوريون، أمام سمع وبصر العالم. مقاطع مصورة، بثها نشطاء على موقع “يوتيوب”، وثّقت عوارض تسمم، وحوادث اختناق لمدنيين من بينهم أطفال، في ريفي حماة ودمشق. واتهمت قوى المعارضة، النظام باستخدام الأسلحة المحرمة، وطالبت بإجراء تحقيق دولي.

ناشطون سوريون، قالوا إن طفلاً قتل، وأصيب عشرات آخرون، جراء قصف قوات النظام، بلدة كفر زيتا في ريف حماة، بقنابل تحوي غازات سامة. وذكرت وكالة “مسار برس” أن قوات النظام استخدمت غاز الكلور شديد السمية، في قصفها على مدينة كفرزيتا، في ريف حماة، مساء الجمعة. ويتسبب غاز الكلور في تلف المجاري الهوائية في الجسم، كما يؤدي إلى تهتك أغشية الشعب الهوائية ويملأ الرئتين بكمية من السوائل تؤدي إلى انسداد قنوات التنفس.

 الأمر نفسه، تكرر في مدينة حرستا، في الغوطة الشرقية، حيث استهدفها الطيران الحربي مساء الجمعة، بقنابل تحوي الغازات السامة. أسفر ذلك عن سقوط عدد من المدنيين ومقاتلي المعارضة المسلحة، فيما تعرض العشرات لحالات اختناق بعضها خطر. وذكرت وكالة “مسار” أن المسعفين لم يتمكنوا من سحب كافة الجثث بسبب كثافة الغاز السام.

 من جهتها، أكدت “لجان التنسيق المحلية”، أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب عشرات المدنيين وعدد من المسلحين في الهجوم على مدينة حرستا. وبث ناشطون مواداً مصورة تظهر حالات إعياء وإغماء تعرض لها مصابون أثناء القصف.

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد أدان الهجوم، وطالب المجتمع الدولي بـ”إجراء تحقيق شامل حول هذه الجريمة ومحاسبة النظام الذي لم يكتف بخرق مواعيد تسليم أسلحته الكيميائية، بل نراه يكرر استخدام الغازات السامة تحت سمع وبصر العالم”.

 بدوره، طالب اتحاد الديموقراطيين السوريين “الشرعية الدولية بالتصدي لبؤرة الخطر الداهم، المتمثلة في النظام ذاته، الذي يستخدم السلاح المحرم دوليا، ويعتبر بالتالي مصدر الخطر الذي لا بد من التخلص منه، ومرتكب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي  لم يعرف التاريخ مثيلا لهمجيتها”. مؤكداً في بيانه الصادر عن مكتب رئاسته، السبت، توارد أنباء ذات مصداقية، حول اعتزام النظام “استخدام السلاح الكيماوي في منطقة الساحل السوري، حيث يمتلك مخزونا كبيراً منه، ومن أسلحة بيولوجية فتاكة، أخفاها في قواعد عسكرية؛ كقاعدة زاما الصاروخية قرب مدينة جبلة، ومعسكر الشبيبة قرب مصياف”، محذراً من “جريمة ستفوق أبعادها أي شيء عرفناه إلى اليوم”.

دافع عن ظهوره في وسائل إعلام إسرائيلية

معارض سوري: السلام مع إسرائيل خيار حتمي مفروض

بهية مارديني

دافع المعارض السوري كمال اللبواني عن ظهوره في وسائل إعلام إسرائيلية، وقال لـ”إيلاف” إن السلام خيار حتمي مفروض داعيًا إلى السير بهذا الاتجاه عاجلاً قبل أن تقسم سوريا وتضيع كلها.

ظهر الدكتور كمال اللبواني المعارض السوري في لقاء على صفحات الاعلام الاسرائيلي، وفي سؤال لـ”ايلاف” عن أسباب هذا اللقاء مع موقع “والاه” الاسرائيلي في ظل الظروف الحالية، وما يمر به الشعب السوري من قتل ودمار تساءل اللبواني: “ألا يستحق الشعب السوري المحاصر والمشرد والمعرض لكل انواع الجرائم أن نسعى بكل ما نستطيع وبكل الاتجاهات عن مخرج له، وهل السلام وفق مبادرة الدول العربية والقرارات الدولية خيانة، وهل ما فعله ياسر عرفات والملك حسين وأنور السادات كذلك؟”.

 وقال: “هناك معادلات صعبة وملفات حاسمة يجب أن نسير بها بدل الانشغال بمواقف اعلامية والتمتع في سكن الفنادق وشعبنا يذبح”.

 تقسيم سوريا وضياعها

 وأضاف اللبواني: ” السلام خيار حتمي مفروض وعلينا السير به عاجلاً قبل أن تقسم سوريا وتضيع كلها ونضيع بين تجاذبات الدول”..

وشدد على “أنه افضل طريق وجدته متاحًا نحو النصر والحرية والديمقراطية والعيش المشترك اذا تفاعل معه الطرف الآخر وهذا يحتاج الى جهد ايضًا”.

ورأى أن “كل الطرق الاخرى لم تنجح ولن تؤدي الا الى نتائج تديم الصراع والانقسام والحرب”.

وقال اللبواني في رده على سؤال لـ”إيلاف” ” اذا كنت من معادي اسرائيل وليس اليهود  فيمكنني اقناعك بأن السلام اخطر وجودياً على الصهيونية من الحرب”.

 وحول أن الشارع السوري لم ولن يقبل ذلك، أضاف “تذكري اننا سياسيون علينا واجب ايجاد حلول ومخارج لهذا الشعب والقرار في النهاية قراره وحده بعد أن نوضح له الخيارات الممكنة، وهو ما سأفعله وهذا واجبي تجاه شعبي الذي افتخر به واضحي بأي شيء من اجله”.

“رمز المقاومة السورية”

وقدم الموقع الاسرائيلي اللبواني على أنه  “رمز المقاومة السورية. رجلٌ يحلم بالديموقراطية والحرية والسلام، ليس فقط داخل سوريا، وإنما أيضاً بين سوريا وجارتها الجنوبية، إسرائيل، يجول العالم محاولاً تجنيد الدعم الدولي لنضال الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، من جهة، والجهاد العالمي”.

 واعتبر اللبواني أن الثورة السورية  أوجدت فرصة تاريخية للسلام بين الشعبين “الإسرائيلي” والسوري. فلدينا” أعداء مشتركون ومصالح متشابهة. هذا هو الوقت، وقد يصبح متأخراً في ما بعد”.

وقال “أنا أعتمد على المصالح المشتركة. الشعب السوري يريد إسقاط الأسد، لكنه لا يريد أن تحلّ مكانه المنظمات الإرهابية المتطرفة. وهذا أيضاً من مصلحة إسرائيل: التخلّص من الأسد، حليف إيران وحزب الله، لكن أيضاً منع صعود القاعدة”.

 واعتبر “أن الطريق الوحيدة للقيام بذلك هو دعم المعارضة السورية المعتدلة. العالم فشل في سوريا، لكن قد تكون إسرائيل على وجه التحديد هي الدولة المستعدة لتحمل المسؤولية والقيام بالأمر الصحيح”.

وحول لماذا إسرائيل؟ يوضح اللبواني أنّ “العالم اليوم يعلم ما يجري في سوريا ولا يحرّك ساكناً. وأنا أعتقد أنكم أنتم اليهود بإمكانكم فهم هذا الأمر”.

  ويقول اللبواني في اللقاء  “ان كان هناك من حاول تشويه أقاويلي التي أدليت بها إلى الصحافة العربية والإدعاء بأنني اقترحت بيع الجولان لإسرائيل ، فإن هذا غير صحيح،  أنا أعتقد بأن علينا أن نجد سوياً حلاً لمسألة الجولان بالإستناد إلى القرارات الدولية، الجولان يمكن أن يتحول إلى منطقة صناعية وسياحية مشتركة. منتزه سلام دولي، من دون أن تكون هناك حاجة إلى إخلاء الإسرائيليين. في كل الأحوال، ثمة أمر واحد واضح أنه  إذا انهارت سوريا أو تقسّمت إلى أربع دول، فلن يكون هناك من يطالب بالجولان. في هذه الحالة سنخسر كل سوريا والجولان أيضاً”.

وعن الحل الذي يقترحه ، بحسب ما ترجمته  قناة الميادين، قال اللبواني ” إنقاذ سوريا وحل مسألة الجولان بالطرق السلمية”. وأفاد “نحن نرى الآن كيف أن حزب الله يحاول التموضع هناك واستخدام المنظمات الإرهابية لمهاجمة إسرائيل”.

ويشير في اللقاء الى أن ” إسرائيل محاطة بدول سنية ترى في إيران تهديداً لأمنها. إيران هي السبب الرئيس لعدم الإستقرار في المنطقة. في كل مكان يوجد عنف، يمكن أن نرى التدخل الإيراني”.

معارك ضارية على مبنى المخابرات الجوية بحلب وتقصف أحياء موالية للنظام

المعارك في القلمون مستمرة.. ومصادر سورية تؤكد أن قوات النظام وحزب الله تستعد لمعركة الزبداني

بيروت: نذير رضا

تصاعدت حدة القتال، أمس، على محور مبنى المخابرات الجوية السورية في حلب، في اشتباكات وصفت بـ«الأعنف» منذ بدء أعمال العنف في حلب في شباط (فبراير) 2012، والأكثر قربا من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء، وسط معلومات متضاربة عن السيطرة عليه. وفي موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن النظام يريد فتح معركة الزبداني، في حين تحقق القوات الحكومية تقدما في حي جوبر بالعاصمة السورية، وتتواصل الاشتباكات في المليحة بالغوطة الشرقية، فيما تجدد القصف على سهل رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوقوع اشتباكات «عنيفة جدا» على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، مشيرا إلى «حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي إلى مناطق أخرى» من حلب، وإلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقال إن قوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وكتائب البعث تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، ضد مقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وجيش المجاهدين وكتائب أبو عمارة ولواء التوحيد وحركة أحرار الشام الإسلامية.

وقالت مصادر في المعارضة إن أكثر من 25 جنديا من قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني قتلوا خلال معارك جرت في منطقة سكنية، في حي جمعية الزهراء الملاصق لحي الليرمون.

وفي حين ذكر ناشطون أن قوات المعارضة «اقتربت من السيطرة على أكبر المقرات الأمنية في حلب»، نفى النظام السوري ذلك. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية «لا تزال توجه ضربات للمجموعات الإرهابية في المناطق المجاورة في كفر حمرا والليرمون ومحيط جمعية الحرفيين، وتسحق فلولها وتكبدها خسائر فادحة».

وبينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي بني زيد، واندلعت اشتباكات في منطقة سوق الموازين بحلب القديمة، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «الطيران الحربي يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون (في شمال غربي المدينة) ومحيط فرع المخابرات الجوية»، في موازاة قصف الطيران الحربي أحياء عدة في حلب، من ضمنها حي الراشدين في شرق المدينة بقذائف عدة.

في المقابل، أفاد المرصد بمقتل عشرة مدنيين «بينهم خمسة أطفال إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب إسلامية مقاتلة، أمس، على مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب»، بينها سوق الهال ومناطق في أحياء الحمدانية والميدان والجميلية، مشيرا إلى أن الكتائب الإسلامية المقاتلة استهدفت بالصواريخ الأكاديمية العسكرية بحي الحمدانية.

في موازاة ذلك، تصاعدت وتيرة الاشتباكات في محافظة دمشق، حيث أفاد معارضون بأن قوات النظام وحزب الله تريد فتح جبهة الزبداني، في حين أكد المرصد وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة حي جوبر، ومن جهة جراجات العباسيين، ترافقت مع قصف القوات النظامية بقذائف الهاون على مناطق في الحي.

وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن القوات الحكومية «سيطرت على مبان في تجمع المدارس بحي جوبر»، مشيرة إلى مقتل عدد من مسلحي المعارضة. وقالت إن القوات الحكومية «تقدمت في حي المدارس وساحة البرلمان»، مما يعني تقدمها من حدود العاصمة السورية إلى العمق باتجاه الغوطة الشرقية داخل جوبر. ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة رائد من القوات النظامية، وترافق لك مع قصف للقوات النظامية على مناطق في البلدة.

وتزامنت تلك الاشتباكات مع تكثيف القوات الحكومية لعملياتها في محيط رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي، والتي استعادت السيطرة عليها الأربعاء الماضي. وأفاد المرصد السوري بتنفيذ الطيران الحربي 4 غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس، في حين قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مرصد صيدنايا جنوب شرقي رنكوس. وقال المرصد إن الاشتباكات تتركز في محيط قرية بخعة ومزارع بلدة رنكوس بالقلمون. كما قصفت القوات النظامية مناطق في الجبلين الشرقي والغربي لمدينة الزبداني، وسط قصف الطيران الحربي مناطق في الجبل الشرقي للمدينة.

في غضون ذلك، تعرضت مناطق في أحياء حمص المحاصرة لقصف من قبل القوات النظامية، وسط استقدم النظام تعزيزات عسكرية إلى أطراف حي باب هود، كما دارت صباح اليوم اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على الجهة الشمالية لمدينة الرستن، ترافقت مع فتح القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة. وقصف الطيران الحربي مناطق في قرى رسم الأرنب ومسعدة والشنداخية بريف حمص الشرقي.

وفي درعا، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في حي طريق السد، فيما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدات المليحة الغربية والطيبة والنعيمة، مما أدى لسقوط جرحى، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على الجهة الغربية من بلدة النعيمة، في موازاة تعرض إنخل والنعيمة لقصف بالبراميل المتفجرة.

وفي دير الزور، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة في محيط مطار دير الزور العسكري، وترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين بقذائف الهاون.

«الميادين» تعيد النظر بعملها في سوريا بعد «سحب تسهيلات» سابقة لتغطيتها الخبرية

وصولها إلى الميدان قبل التلفزيون السوري أبرز دور حزب الله في المعارك

بيروت: نذير رضا

سحبت قناة «الميادين» المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مراسلتها من دمشق ديما ناصيف وأوقفت بث برنامج «حديث دمشق»، وقلصت تغطيتها في سوريا، على خلفية إجراءات جديدة اتخذتها وزارة الإعلام السورية والأجهزة الأمنية الرسمية بحق وسائل الإعلام الأجنبية. وطالت الإجراءات السورية الجديدة جميع وسائل الإعلام غير السورية التي تعمل ضمن نطاق البلاد، بينها «الصديقة» مثل قناة «المنار» التابعة لحزب الله اللبناني و«الميادين».

وبحسب معلومات لـ«الشرق الأوسط»، فإن وزارة الإعلام السورية أبلغت مراسلة «الميادين» في دمشق ديما ناصيف قرارها بمنع البث المباشر «قبل الحصول على إذن مسبق» من شعبة الأمن السياسي ووزارة الإعلام الرسمية، وهو ما يتعارض مع سياسة المحطة التي اعتبرت الأمر تقويضا لحرية حركة مراسليها في دمشق، فسحبت المراسلة اعتراضا. وتساهم الإجراءات التي جددت السلطات السورية فرضها على وسائل الإعلام، في «تقويض حركة وسائل الإعلام، وعرقلة تغطيتها»، كما تقول مصادر متابعة للملف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، نظرا لأن السلطات السورية، أوقفت «التساهل» مع وسائل الإعلام في طريقة التحرك داخل أراضيها. وجددت السلطات فرضها على وسائل الإعلام الحصول على إذن من إدارة الأمن السياسي ووزارة الإعلام، لقاء تغطيتها أي من الأحداث في سوريا.

وكانت تلك التدابير سارية المفعول قبل اشتعال الأزمة السورية، وخلالها، غير أن وسائل إعلام مؤيدة للنظام السورية، بينها «الميادين» التي يرأس مجلس إدارتها غسان بن جدو، وقناة «المنار» اللبنانية، خرقت تلك التدابير بتسهيلات من السلطات السورية. وبرز دور تلك المحطات بشكل فاعل في معارك القلمون بريف دمشق الشمالي، حيث سارعت «الميادين» و«المنار» إلى نقل الأخبار قبل أن يصل مراسلو المحطات السورية الرسمية.

وتضاربت الأنباء حول أسباب تجديد سلطات دمشق فرض تدابيرها الأمنية على وسائل الإعلام الأجنبية. وبينما تشير معلومات إلى أن النظام السوري أراد «وضع حد للتغطيات التي لا تتناسب مع سياسته»، أشارت معلومات أخرى إلى أن الخطوة جاءت على ضوء مطالب وسائل الإعلام الرسمية بـ«تقويض» سرعة وصول وسائل الإعلام الأخرى إلى الحدث. وجاء اعتراض وسائل الإعلام الرسمية على ضوء ما سمته «تهميشا» لدورها في حصرية نقل الأحداث، إضافة إلى أن بث الأخبار العاجلة عبر وسائل إعلام مقربة يوحي بأن القوات العسكرية الموالية للنظام السوري، وأهمها حزب الله، «تحسم المعارك قبل وصول القوات النظامية».

وازدادت السلطات السورية قناعة بوجهة النظر الأخيرة، بعدما نقل التلفزيون السوري خبرا من القلمون عن قناة «الميادين»، وهو ما اعتبر «فضيحة للتلفزيون السوري». كما بثّ تلفزيون «المنار» صورا حصرية لكمين العتيبة بريف دمشق الذي ذهب ضحيته نحو 170 مقاتلا معارضا، فيما لم يبث التلفزيون السوري تلك الصور، كي لا تُنقل عن «المنار». ويشارك حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية السورية، وساهمت مشاركته في استعادة القوات الحكومية السيطرة على مناطق واسعة في القصير بريف حمص الجنوبي، والقلمون بريف دمشق الشمالي. ومن المعروف أن حزب الله يمتلك ذراعا إعلاميا يُعرف باسم «الإعلام الحربي» وأنشأه في الثمانينات من القرن الماضي، وساهم في تصوير العمليات التي كان ينفذها الحزب ضد إسرائيل. وعزز وجود «الإعلام الحربي» الاعتقاد بأن «المنار» تبث من الميدان حيث يصل مقاتلو حزب الله قبل القوات الحكومية السورية.

وتضاعف ذلك الاعتقاد مع ما نُسب إلى المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان بأنها «انتقدت وسائل إعلام صديقة بثت مقابلات وتقارير تشير إلى دور رئيس لدول وأحزاب في صمود سوريا»، لكن شعبان نفت ذلك عبر قناة «الميادين» أمس، مؤكدة أن الصفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» التي حملت التصريح، لا تمت إليها بصلة، قائلة إن من اختلق الصفحة زورا باسمها، وروّج هذا الخبر «يسعى للاصطياد بالماء العكر، ويحرض على سوء العلاقة مع وسائل الإعلام الصديقة».

لكن ذلك لم ينفِ وجود مشكلة بين السلطات الأمنية السورية والقنوات التلفزيونية. فقد اختفى البث المباشر لأخبار سوريا عن قناة «المنار»، كما اختفى عن قناة «الميادين» التي سحبت مراسلتها إلى بيروت، وخففت من عدد موظفيها في مكتبها بالعاصمة السورية، فضلا عن إيقاف برنامج «حديث دمشق» عن شاشتها. والواضح أن «الميادين» «شعرت بتقويض مساحة الحرية لديها»، كما تقول مصادر متابعة للقضية لـ«الشرق الأوسط»، كما «اصطدمت مع العقل الأمني السوري»، ذلك أن المحطة التي اختارت الرئيس السوري بشار الأسد شخصية عام 2013 قبل أسبوعين، «حققت أكثر من سبق قد يكون سببا في إعادة التشديد بالقوانين، وهو ما يضاعف الاعتقاد بأن التسهيلات التي حصلت عليها تتناقض مع النظام الأمني السوري».

وفي المقابل، نفت مصادر مقربة من المحطة، أي إشكال مع السلطات السورية. وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن القناة «تعيد النظر بكيفية تصوير تقاريرها في البلاد»، كما «تجري إعادة تنظيم لطريقة عملها في البلاد»، مشددة على أنها «تنقل وجهة النظر الرسمية ووجهة نظر المعارضة بتوازن». وإذ استدلت في نفي أي مشكلة مع دمشق، بظهور شعبان على شاشتها لنفي كتابتها في صفحة «فيسبوك» مزعومة، أكدت المصادر أن برنامج «حديث دمشق» «سيعود إلى البث بعد انتهاء الانتخابات العراقية التي تغطيها القناة بشكل متواصل، وكان إيقاف البرنامج فرصة لتعزيز وجود المحطة في المشهد العراقي حتى حققت نسبة مشاهدة عالية جدا في العراق». ويلتقي توضيح المصادر مع ما أعلنه وزير الإعلام السوري عمران الزغبي عبر قناة «المنار»، إذ أكد «إننا نحترم قناة المنار لأنها قناة مقاومة، وكذلك نحترم قناة الميادين لأنها قناة قومية، ولكن المسألة هي تنظيمية بحتة».

في الذكرى الـ39 لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.. صور الحرب السورية تنعش ذاكرة اللبنانيين

تحل في وقت يتنافس فيه الزعيمان المسيحيان عون وجعجع اللذان شاركا بالحرب على الرئاسة

بيروت: بولا أسطيح

غصت مواقع التواصل الاجتماعي في الـ24 ساعة الماضية بمئات الصور المأخوذة بين الأعوام 1975 و1990 خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.

نساء متشحات بالسواد يركضن في الشوارع، جثث أطفال بين ركام أبنية بيروت وأمراء الحرب وراء متاريسهم يديرون معاركهم الدموية.. مشاهد قارنها ناشطون بصور حديثة من حلب وحمص وريف دمشق بمسعى لتذكير الرأي العام العربي والدولي بأن ما عايشه لبنان قبل 39 سنة تعيشه سوريا حاليا، فلا اللبنانيون تعلموا من تجربتهم ولا جيرانهم أخذوا العبر.

وتداول الناشطون صورا على موقع «تويتر» لأطفال قتلوا في المعارك المحتدمة منذ أكثر من ثلاث سنوات في سوريا، وكتبوا عليها «بالأمس أطفال لبنان واليوم أطفال سوريا». وقتل خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 13 أبريل (نيسان) 1975 واستمرت 15 سنة نحو 200 ألف شخص، بينما أصيب زهاء مليون بجراح وشرد قرابة 350 ألفا وفقد 400 ألف آخرون.

وتورطت في الحرب اللبنانية كل الفصائل السياسية اللبنانية بالإضافة إلى الفصائل الفلسطينية وجهات خارجية وخاصة سوريا وإسرائيل. وتصادف الذكرى الـ39 للحرب هذا العام، مع الاستعدادات للانتخابات الرئاسية اللبنانية التي يتنافس بشكل أساسي خلالها الزعيمان المسيحيان رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، واللذان يعدان مشاركين أساسيين في الحرب الماضية.

وتساءلت غادة رزق، 48 سنة: «أي منطق هذا الذي يقول إنه علينا بعد مرور 39 سنة الاختيار بين أميرين من أمراء الحرب كي يتولى أحدهما رئاسة الجمهورية؟!»، مشيرة إلى أنه «إذا كان لبنان لم يخرج من هو أكفأ وأكثر استحقاقا بالمنصب الأول في الجمهورية من جعجع وعون فنحن في مأساة كبرى!».

وقالت رزق لـ«الشرق الأوسط»: «أمراء الحرب لا يتقنون إلا الحرب ولا مكان لهم في زمن السلم، وبالتالي إذا وصل أي منهما إلى سدة الرئاسة فلا شك أننا عائدون إلى زمن الحرب المريرة». ويأسف الشباب اللبناني الذي لا يعرف عن الحرب إلا ما يسرده له آباؤه وأمهاته، لعدم استخلاص زعمائه الحاليين الذين عايشوا الحرب وشاركوا فيها، العبر لتجنيب البلاد دوامة جديدة من العنف.

وفي هذا الإطار، عد ياسر العلي (26 سنة) أن كل ممارسات الطبقة السياسية الحالية تنذر بإمكانية اندلاع الحرب في أي لحظة، خاصة أن كل عناصر هذه الحرب باتت موجودة، لافتا إلى أن «الاحتقان الطائفي في ذروته كما أن هناك أكثر من 460 ألف لاجئ فلسطيني وما يفوق المليون لاجئ سوري». وقال العلي لـ«الشرق الأوسط»: «السلاح موجود والمقاتلون حاضرون وحدودنا مفتوحة والحرب قد تطرق أبوابنا في أي لحظة».

ما يتخوف منه العلي ينتظره ماهر (46 سنة) وهو مقاتل سابق على أكثر من جبهة خلال الحرب الأهلية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «في السابق قاتلنا إسرائيل ودافعنا عن مبادئنا بالدم، وللأسف لم تخرج هذه الحرب إلا مقاتلين تبوأوا مراكز رفيعة في الإدارات العامة وحتى أصبحوا نوابا ووزراء!».

ويؤكد ماهر أنه سيسعى في أي حرب مقبلة لكسب الأموال وتحقيق المكاسب، «فكل فريق في الحرب يكون له دولته، ومرحلة الحرب هي الأمثل لكي يصبح الفرد مليونيرا».

ويتطلع أهالي 17 ألف مفقود لبناني خلال الحرب إلى معرفة مصير أبنائهم قريبا، بعدما أصدر مجلس شورى الدولة المتخصص بالرقابة على مشروعية الأعمال الإدارية للسلطات العامة، مطلع الشهر الماضي، قرارا يضمن حق أهالي 17 ألف لبناني مفقود بالاطلاع على نتائج التحقيقات التي أجرتها لجنتان شكلتهما الحكومة اللبنانية لتحديد مصيرهم.

وقد جرى تشكيل اللجنة الأولى في عام 2000، وهي تلقت ملفات من الأهالي على مدى ستة أشهر وأعلنت في تقريرها أن ثمة 2.046 حالة من المفقودين وأن أيا منهم لم يكن على قيد الحياة ونصحت عائلاتهم بإعلان وفاة المفقودين، من دون تقديم أي دليل على الوفاة، وبالتالي فإن معظم العائلات لم تتجاوب مع الطلب الرسمي اللبناني. أما اللجنة الثانية والتي تشكلت في عام 2001، فعملت لمدة 18 شهرا ونظرت في نحو 900 حالة ولكنها لم تصدر أي تقرير يلخص نتائج تحقيقاتها.

مظاهرة في أربيل ضد بناء خندق بين إقليم كردستان وسوريا

المشاركون رفعوا صور أوجلان وأعلام حزبه

أربيل: «الشرق الأوسط»

تظاهر العديد من النشطاء السياسيين ومؤيدي بعض الأحزاب الكردية من تركيا وسوريا أمام مبنى برلمان إقليم كردستان في أربيل أمس، ضد حفر خندق بين الإقليم والمنطقة الكردية في سوريا. وحمل المتظاهرون صورا لزعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في تركيا، عبد الله أوجلان، وأعلاما ترمز لحزب العمال الكردستاني وبعض الأحزاب الكردية في تركيا وسوريا الموالية لهذا الحزب.

وطالب المتظاهرون برلمان الإقليم بالضغط على الحكومة للعدول عن حفر هذا الخندق. في الوقت نفسه، أغلق حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا معبر سيماليكا الحدودي مانعا الحركة بين الإقليم والجزء الكردي من سوريا، وهو ما عده النائب في برلمان الإقليم عن قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني، أوميد خوشناو «مخالفا ومنافيا لكل ما تنص عليه مبادئ حقوق الإنسان»، متهما الحزب بأنه «يعترض على كل شيء ولا يقوم بواجبه القومي والوطني بشكل يتناسب مع المرحلة التي يمر بها الشعب الكردي في سوريا».

وبين خوشناو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن حكومة الإقليم «هي المسؤولة عن حماية الحدود وحماية أمن الإقليم من المتسللين وتؤكد الحكومة دوما على أن هذا الخندق هو لقطع الطريق أمام المهربين». وأضاف خوشناو أن هناك خندقا آخر في أطراف أربيل «أيضا لنفس السبب أي للحفاظ على أمن الإقليم»، مشددا في الوقت نفسه على أن معبر فيشخابور الحدودي مع سوريا «مفتوح دائما للمسائل الإنسانية، ولأعضاء المنظمات الإنسانية والصحافيين مطلق الحرية في دخول الإقليم عن طريقه».

النظام والمعارضة يؤكدان استخدام الكيماوي بريف دمشق.. ويتبادلان الاتهامات بالمسؤولية

الائتلاف يدعو الأمم المتحدة لإجراء تحقيق سريع.. والتلفزيون الرسمي يحذر من تكراره بإدلب

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد التلفزيون السوري الرسمي، أمس، ما قالته المعارضة من أن هجوما بالغازات السامة، تعرضت له بلدة كفرزيتا في ريف حماه أول من أمس، متهما «جبهة النصرة» بالوقوف وراء الهجوم. ويشير تأكيد الطرفين، إلى أن الهجوم تحقق بالفعل في المنطقة، في حين تمارس دول غربية ضغوطا على النظام السوري لتسليم ترسانته كاملة من الأسلحة الكيماوية قبل 24 أبريل (نيسان) الحالي بهدف تدميرها.

وأفاد ناشطون سوريون بتعرض سكان في بلدة كفرزيتا، الجمعة، لحالات تسمم واختناق إثر إلقاء الطيران السوري «براميل متفجرة» على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن طائرات النظام «قصفت كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت في دخان كثيف وروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق، نقل أصحابها على الأثر إلى المشافي».

وأكد التلفزيون الرسمي السوري، أمس، هذه الواقعة، معلنا أن «(جبهة النصرة) نفذت هجوما بسائل الكلور السام على قرية كفرزيتا بريف حماه، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أكثر من 100 آخرين بحالات اختناق». وأضاف التلفزيون أن «(جبهة النصرة) تتحضر لضرب وادي الضيف بإدلب ومورك بريف حماه بسائل الكلور السام أو غاز السارين».

وكانت صفحة «تنسيقية الثورة السورية في مدينة حماه – كفرزيتا» في «فيسبوك»، أكدت أن النظام قصف البلدة «بالمواد السامة (غاز الكلور)، ولدينا أكثر من 100 حالة اختناق وأصبحنا نعاني نقصا كبيرا في المواد الطبية». وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر أطفالا وشبانا بدا عليهم الإعياء، ويعانون السعال والاختناق. وأظهر أحد الأشرطة ثلاثة شبان مستلقين على أسرة في مشفى ميداني، وقد وضعت على وجوههم أنابيب أكسجين. وقال شخص بدا أنه طبيب في الغرفة إن القصف بالبراميل ترك «مواد تميل إلى اللون الأصفر».

وأضاف: «انتشرت رائحة تشبه رائحة غاز الكلور، نتج عنها أكثر من مائة مصاب، بينهم أطفال وامرأة»، مشيرا إلى أن هذا الغاز «يسبب تهيجا في القصبات والطرق التنفسية العلوية والسفلية».

وازدحمت الغرفة الصغيرة بقرابة عشرين شخصا، بينهم أطفال تمددوا على سريرين وهم يبكون ويسعلون. كما بدا شخص في طرف الغرفة يحاول تنشق الأكسجين مباشرة من قارورة كبيرة، قبل أن يتمدد أرضا.

وجدد الائتلاف الوطني السوري دعوته إلى الأمم المتحدة لإجراء تحقيق سريع في المستجدات المتعلقة باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في سوريا، داعيا مجلس الأمن إلى وضع حد للتجاوزات التي يمارسها النظام والخروقات الرهيبة للاتفاقيات الدولية، والتعهدات والتفاهمات التي أبرمها في السابق.

وأكد الائتلاف أن النظام السوري «وبشكل عشوائي استهدف المدنيين بالغازات السامة»، وذلك «بعد ساعات قليلة على جريمته الأولى التي استهدفت المدنيين في مدينة حرستا بريف دمشق، حتى كرر جريمته باستهداف بلدة كفرزيتا شمال حماه، مخلفا عشرات المصابين بحالات اختناق وتسمم بينهم أطفال، في تحد جديد للعالم بأسره ولعهوده وتفاهماته».

وكانت مصادر المعارضة تحدثت عن استخدام النظام «مواد سامة» في حرستا بالغوطة الشرقية بريف دمشق، في مارس (آذار) الماضي. كما تحدثت تقارير بريطانية وأميركية أشارت إلى تحقيقات تجريها كل من بريطانيا والولايات المتحدة حول قيام النظام السوري بتنفيذ سلسلة حديثة من الهجمات باستخدام أسلحة كيماوية ضد مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في ضواحي دمشق.

وقال مسؤولون بريطانيون أول من أمس إنهم يحققون في تقارير تشير إلى قيام النظام السوري بعدة هجمات كيماوية تهدف إلى ترويع السكان وإثارة الرعب والخوف في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أنحاء العاصمة. وأشار المسؤولون إلى أن النظام السوري يستخدم المواد الصناعية السامة، بدلا من المواد الكيماوية، في تصنيع الأسلحة ويقوم بتلك الهجمات على نطاق ضيق. وأوضح البريطانيون أنهم يبحثون عن مزيد من المعلومات حول أربع هجمات نفذها النظام السوري في المناطق حول دمشق في الفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أبريل (نيسان) الحالي، وأن النظام استخدم الكلور والمبيدات الحشرية ضد المعارضة.

وقتل مئات الأشخاص في أغسطس (آب) الماضي إثر هجوم كيماوي على ريف دمشق. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام الرئيس بشار الأسد بتنفيذه. وكان لهذا الهجوم دور أساسي في التوصل لاحقا إلى اتفاق على إزالة الأسلحة الكيماوية السورية، رغم نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.

منّاع يترك قيادة فرع المهجر بهيئة التنسيق المعارضة ويؤكد: لا خلفية سياسية لهذا القرار

لندن- (يو بي اي): ترك هيثم منّاع منصب رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، وقال أن لا خلفية سياسية لقراره رفض التجديد أو الترشح للمنصب.

وقال منّاع ليونايتد برس انترناشونال الأحد “أنا سعيد لأن قراري يفتح الباب لجيل الثورة ليكون في القيادة، وانتخابات فرع المهجر التي جرت في العاصمة الفرنسية باريس خفضت متوسط سن القيادة 15 عاما، وهذا الفرع يضم أكبر تجمع للشباب والكوادر للمعارضة في المهجر والذين امتلكوا خبرات كبيرة في ثلاث سنوات”.

وأضاف “الديمقراطية ليست قصاصة ورق أو خطاب بل ممارسة، وأول معالمها الدور والشخصية والموقف وهذه العناصر متوفرة في كوادر فرع المهجر”، متسائلاً “ما معنى التجديد وثمة طاقات كبيرة قادرة على القيام بالمهمة؟”.

وكان الاجتماع الذي عقده فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطية في سوريا بالعاصمة الفرنسية باريس مساء أمس السبت، انتخب خلف داهود (38 عاماً) رئيساً له خلفاً لمنّاع بعد رفضه الترشح أو التجديد لولاية ثانية، وقرر المجتمعون تسميته رئيساً فخرياً لفرع المهجر.

من جهة أخرى، أكد منّاع أن الاتصالات بين جبهة التنسيق والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “تحت الصفر”، مضيفاً “هناك تيار واسع في هيئة التنسيق يعتبر هذه الاتصالات مضيعة للوقت خاصة وأن الائتلاف تجمع لا يملك قراره في التحالفات والحوارات مع أطراف المعارضة الأخرى، وفي وضع كهذا أفضل أن تتصل بالأصيل بدل إضاعة الوقت مع الوكيل”.

وحول مستقبل عملية جنيف للسلام واحتمال انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات، قال منّاع إنه “أبلغ المبعوث الأممي والعربي، الأخضر الإبراهيمي، قبل أيام: انتم الآن في غرفة الانتظار في عيادة الطبيب فعلّق أحد الحاضرين بل في الثلاجة. لا يمكن العودة إلى (جنيف 3) دون إعادة القطار إلى السكة، وتحتاج عودة القطار لسكة إعلان جنيف توافقاً روسياً أميركياً أفضل من التوافق الذي وقع عشية (جنيف 2)، وهذا الأمر وللأسف غير متوفر اليوم”.

وأضاف أن أوكرانيا “أزاحت الملف السوري من صدارة الإعلام وأولويات الدول الكبرى الأمر الذي يعطي دول الإقليم هامشاً أكبر في الاتجاهين السلبي والإيجابي، وكون رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في حالة اختلال وزن، فمن واجب المعارضة الوطنية السعي بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية لتحقيق تقارب سعودي ـ إيراني لأن تخفيف وتيرة الصراع إقليمياً سينعكس إيجاباً على سوريا ولبنان”.

وعن موقفه من تجدد الحديث عن تسليم أسلحة نوعية للجيش السوري الحر، قال منّاع “لنتوقف عن بيع الوهم والحديث في أساطير تغيير موازين القوى والنصر العسكري، ولنتوقف أيضاً عن تعويم الجيش الحر الذي يشكل المكوّن الأضعف في المجموعات المقاتلة المناهضة للنظام باعتراف الجميع. ولو كان عند الجيش الحر 185 ألف مقاتل كما يُهلوس البعض لما كان يستجدي الداغستاني والشيشاني لقيادة العمليات العسكرية”.

وأردف “عندما أتحدث عن بيع الوهم أقصد القيادة السورية الحالية وتجار البؤس في المعارضة سواء بسواء، قصتنا طويلة و ما دام هناك في مركز قرار النظام من يؤمن بالحل الأمني العسكري، فإن الحرب القذرة ستستمر في حرق الأخضر واليابس في البلاد”.

الحرب تقترب ببطء من عرين الأسد على الساحل السوري

اللاذقية- (رويترز): على مدى ثلاث سنوات ظل سكان المحافظات السورية المطلة على ساحل البحر المتوسط يتابعون من ملاذهم الآمن الحرب الأهلية المستعرة في المناطق البعيدة عن الساحل وهي تمزق أوصال البلاد وتقتل عشرات الالاف وتدمر مدنا لها تاريخ عريق.

لكن هجوما بدأه قبل ثلاثة أسابيع مقاتلو المعارضة في شمال محافظة اللاذقية معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد قرب المعركة شيئا فشيئا وبدد ذلك الإحساس بالأمن النسبي.

فالقتال يدور الان في التلال المطلة على البحر ليصبح ميناء اللاذقية الرئيسي في مرمى نيران مقاتلي المعارضة وتشعر منطقة الساحل السوري بأنها تتعرض لخطر حقيقي. وقبل شهر واحد سقط ثمانية قتلى في قصف صاروخي على المدينة.

وقالت إمرأة علوية شابة وهي ترشف القهوة مع خطيبها في أحد مقاهي اللاذقية على مسافة 50 كيلومترا إلى الجنوب من الموقع الذي أقام فيه المقاتلون أول موطيء قدم لهم على الساحل السوري بجوار الحدود التركية “يمكنهم أن يمحونا. حتى من يؤيدهم منا”.

ورغم أن كثيرين من العلويين الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة يؤيدون الأسد قولا وفعلا فقد تعاطف آخرون مع الانتفاضة الشعبية على حكمه التي بدأت عام 2011 لكنهم يخشون الآن أفعالا انتقامية من خصومهم من الطائفة السنية.

ومازالت الذكريات ماثلة في أذهان أهل المدينة البالغ عددهم 400 ألف نسمة للهجوم الذي شنه مقاتلون معارضون في أغسطس اب الماضي وقتل فيه عشرات من سكان القرى العلوية قرب اللاذقية على أيدي مقاتلين اسلاميين متشددين وجهاديين أجانب.

ورغم أن الأسد الذي يعيش في دمشق على مسافة 300 كيلومتر إلى الجنوب يبدو أكثر ثقة في الصمود والبقاء فقد فرضت تقلبات الحرب الأهلية بما تحمله في طياتها من فوضى نفسها حتى على أكثر الأماكن أمنا في البلاد بينما ظل البحث عن الجواسيس والخونة والخسائر في صفوف الموالين للأسد يعكر الحياة اليومية.

وحتى قبل أن تصل أصداء القصف إلى المدينة الوادعة كان ثمن الحرب جليا من مواكب الجنازات اليومية للقتلى من الجنود ورجال الميليشيا المؤيدة للأسد.

وقالت إمرأة تدعي ياسمين نشطت في معارضة الأسد في اللاذقية “الجميع يرسل أولاده لخوض الحرب في مناطق أخرى من سوريا وكل يوم نسمع صفارات الإنذار ومواكب جنازات أولئك الجنود”.

لكنها أضافت أن وصول الحرب إلى أعتاب المدينة هز الاعصاب وقالت “كنا نظن أننا معصومون بشكل ما وان المقاتلين لني يصلوا إلينا قط. لكن هذا ليس صحيحا”.

وقالت ياسمين إن مباني مدرسية اكتظت باللاجئين العلويين الذين فروا من قراهم إلى الشمال ولجأوا إلى المدينة وهو مشهد مألوف في مناطق أخرى من البلاد لكنه يمثل ظاهرة جديدة على الساحل.

وأضافت “الآن أصبحوا مثل كثيرين غيرهم من النازحين السوريين”.

في المرمى

بدأ القتال الذي جلب الخوف معه إلى اللاذقية قبل ثلاثة أسابيع عندما دخل مقاتلو المعارضة من تركيا واستولوا على المعبر الحدودي عند قرية كسب التي يسكنها مسيحيون من الأرمن وهي آخر معبر حدودي من تركيا إلى الاراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.

واستولى المقاتلون أيضا على شاطيء صغير على مقربة ليصبح لهم أول موطيء قدم على ساحل البحر المتوسط الذي يمتد مسافة 250 كيلومترا وهي خطوة رمزية إذ لا تمثل مكسبا عسكريا ذا بال. وخاض مقاتلو المعارضة قتالا ضد قوات الأسد للسيطرة على تلال المدينة والتي تشمل موقعا لاتصالات الاقمار الصناعية يعرف باسم نقطة المراقبة 45.

ويقول سكان مدينة اللاذقية وقد انتابهم التوتر إن نيران المدفعية الثقيلة يمكن أن تصيبهم بكل سهولة من ذلك الموقع.

وقال طبيب أسنان شاب في وسط المدينة “لن يهم إذا كنت معهم أم لا. فقذائف المورتر لن تميز بين أحد وآخر. وإذا وصل المقاتلون هنا فلن يتمهلوا للتمييز بين من معهم ومن عليهم.”

وكما سارت أحداث الحرب الطاحنة في مسار متعرج وسقط فيها نحو 150 ألف قتيل حتى الان لا توجد أي بادرة على أن القتال في اللاذقية يمثل أي تحول حاسم في الصراع.

ومازالت شوارع اللاذقية تعج بالحركة رغم أن سفينة واحدة كانت بادية للعيان في الميناء في الاسبوع الاول من ابريل نيسان على الرغم من أن الميناء كان يستقبل في الظروف العادية عشرات السفن.

وعصر كل خميس تنفد تذاكر الحافلات المسافرة من اللاذقية بسرعة مع عودة طلبة الجامعة المحلية المقيمين في المدينة إلى بيوتهم لقضاء العطلة الأسبوعية.

لكن التوتر وصل أيضا فيما يبدو إلى سلطات الميناء الذي يعد أيضا مركز عمليات للعملية الدولية لنقل ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية السورية بنهاية الشهر.

قبل شهرين أغلقت السلطات وصلات الانترنت بالمقاهي وغيرها من الأماكن العامة على امتداد الساحل بهدف منع الاتصالات التي لا يمكن اخضاعها للمراقبة.

وقال صاحب مقهى في طرطوس على مسافة 40 كيلومترا إلى الشمال من الحدود اللبنانية والتي يوجد بها قاعدة بحرية روسية إنه اشتكى للسلطات من ارغامه على وقف اتصالات الانترنت.

وأضاف “قالوا لي إنه عندما يتصل الناس من مكان عام بالانترنت فإنهم لا يستطيعون تعقب المتصل مثلما يتعقبون من يتصفح الانترنت من بيته”.

وفي نقاط التفتيش الكثيرة التي تقيمها القوات الحكومية على الطريق الساحلي الرئيسي يدقق مسلحون في بطاقات الهوية بحثا عن أي مؤشرات على ديانة المسافرين وميولهم السياسية.

وينحدر أغلب أفراد الأمن وكبار الضباط العسكريين في المنطقة الساحلية من القرى العلوية في المنطقة ولهم خبرة واسعة في رصد الغرباء.

“مالك تبدو مرعوبا؟” خرجت هذه الكلمات من فم أحد رجال أمن الدولة المسلحين لطالب جامعي متوتر بحافلة عامة بين اللاذقية وطرطوس.

وأخذ بطاقة الهوية من الشاب لفحصها على الأجهزة الالكترونية ومعرفة ما إذا كان مطلوبا لأحد أجهزة الاستخبارات العديدة في سوريا.

استغرقت هذه العملية عدة دقائق لكنها تبدو دهرا لأن كثيرين اعتقلوا منذ بدأت الانتفاضة بعد فحص أوراقهم بل إن بعضهم اختفى تماما بكل بساطة.

ويقول بعض أهالي المنطقة إنهم بدأوا يرون رجال ميليشيا شيعية عراقيين على امتداد الساحل لدعم صفوف القوات السورية على ما يبدو. وانضم عراقيون إلى قوات من حزب الله اللبناني وإلى مستشارين وقادة من ايران القوة الشيعية الرئيسية في المنطقة لمساعدة الأسد.

ورأي مراسل رويترز رجالا غير مسلحين يرتدون ملابس عسكرية مموهة ويضعون شارات شيعية مميزة يتجولون حول عدة بلدات ساحلية سورية ويتحدثون بلهجة لبنانية.

عنف طائفي

وزاد موت هلال الأسد ابن عم الرئيس الشهر الماضي من الإحساس الجديد بعدم الأمان بين الموالين للحكومة في المحافظات الساحلية.

وقتل هلال الأسد الذي كان يقود الفرع المحلي لميليشيا قوات الدفاع الوطني قبل ثلاثة أسابيع في معركة قرب الحدود التركية مع مقاتلين اسلاميين ليصبح أول عضو من عائلة الأسد يقتل منذ عملية تفجير في دمشق عام 2012.

واشتد جو التوتر المحموم على امتداد الساحل بفعل شائعات عن فظائع ارتكبها مقاتلو المعارضة بين المسيحيين من بلدة كسب الأرمنية تداولها الأرمن المقيمون في الخارج وذلك رغم جهود المقاتلين لنفي هذه الاتهامات.

فقد أصبح العنف الطائفي سمة من سمات الحرب.

وعندما عثر على قتيلين من طائفة التركمان في حديقة باللاذقية الشهر الماضي اعتبر كثيرون مقتلهم انتقاما من جانب علويين لتأييد التركمان لمقاتلي المعارضة وعلاقاتهم بتركيا.

ويقول سكان إن قوات الامن التي تبحث عن مقاتلي المعارضة تستهدف الأحياء السنية على الساحل على نحو متزايد.

ويعتقل شبان وينقلون لاستجوابهم بمنشات تقول جماعات لحقوق الانسان إن كثيرين يعذبون فيها ويقتلون.

والأسبوع الماضي مرت حافلة صغيرة بيضاء ترافقها ثلاث سيارات حكومية مثبت عليها مدافع رشاشة على الطريق الساحلي قرب طرطوس.

وكانت الحافلة تقل نحو عشرة أشخاص أغلبهم من الشبان وبدا أن أيديهم مكبلة خلف ظهورهم.

وكانت عيون بعضهم معصوبة.

عشرات المصابين بغاز سام في حماة وإدلب  

أصيب العشرات بينهم أطفال ونساء جراء قصف بغازات سامة في بلدتي كفر زيتا قرب حماة والتمانعة في ريف إدلب، بينما سقط عدد من القتلى والجرحى جراء سقوط قذيفة هاون بالقرب من حافلة غربي العاصمة دمشق، وسط تواصل الاشتباكات على عدة محاور.

وقالت مصادر في المستشفى الميداني ببلدة كفر زيتا السورية بريف حماة إن البلدة تعرضت لقصف بالغازات السامة لليوم الثاني على التوالي.

وتظهر الصور التي بثها الناشطون على شبكة الإنترنت العديد من الإصابات في المستشفيات الميدانية، ويبدو عليهم حالات الإعياء والإغماء وضيق في التنفس.

وقال ناشطون إن نحو ثلاثين شخصا بينهم نساء وأطفال أصيبوا بحالات اختناق بغازات سامة في كفر زيتا جراء قصف شنته قوات النظام.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن البلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، في حين اتهم التلفزيون الرسمي السوري جبهة النصرة بالهجوم “بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفر زيتا” قائلا إن الهجوم أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أكثر من مائة من أهالي البلدة بحالات اختناق.

غاز سام

وقالت مصادر طبية في المستشفى الميداني في كفر زيتا إن المصابين استنشقوا غاز الكلور المركز.

وبيّن رئيس الهيئة الطبية في حماة وريفها الدكتور حسن الأعرج للجزيرة أن النظام السوري استهدف كفر زيتا بالغازات السامة، بعد ما أسماها الهزائم التي مني بها مقاتلو النظام في مروك (ريف حماة) وخان شيخون (ريف إدلب) مشيرا إلى أن هذا القصف بمثابة رد على “ضربات قاصمة” وجهتها المعارضة.

وأوضح الأعرج أن نحو مائتي شخص راجعوا المستشفيات بعد تعرضهم لحالات اختناق، مبينا أن الإصابات تتراوح بين متوسطة وخفيفة في المجمل، إلا أن بعض الحالات خطرة ما دعا إلى نقلها إلى مستشفيات أخرى.

وكانت تنسيقية الثورة السورية في حماة ذكرت على صفحتها على فيسبوك أن النظام قصف البلدة بغاز الكلور، مشيرة إلى وجود “أكثر من مائة حالة اختناق” وإلى “نقص كبير في المواد الطبية”.

وفي حماة أيضا، قالت المؤسسة الإعلامية الأحد إن الطيران المروحي ألقى البراميل المتفجرة على مدينة كفر زيتا.

في الأثناء، ذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي قصف مدينة مورك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف المدينة.

على صعيد متصل، قال ناشطون إن عدة أشخاص أصيبوا باختناق جراء قصف بغازات سامة على بلدة التمانعة قرب بلدة خان شيخون في ريف مدينة إدلب.

يُذكر أن بلدة التمانعة تخضع لقوات المعارضة التي تخوض معارك مع قوات النظام في مناطق قريبة منها، حيث يحاول النظام فك الحصار عن معسكر “وادي الضيف” المحاصر قرب البلدة.

وفي إدلب كذلك، قالت شبكة سوريا مباشر إن مقاتلي معركة “صدى الأنفال” يستهدفون بقذائف الهاون عناصر جيش النظام في معسكر الخزانات في خان شيخون، بينما تم إلقاء برميل متفجر على كفر عين القريبة من خان شيخون.

اشتباكات وقصف

كما اندلعت اليوم اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام على الطريق الدولي على أطراف مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.

وفي دمشق، أفادت شبكة سوريا مباشر بوقوع قتلى وجرحى جراء سقوط قذيفة هاون بالقرب من حافلة نقل داخلي على طريق بيروت غربي العاصمة دمشق.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في حي القابون، بينما سقطت قذيفتا هاون على حي المالكي وقرب ساحة الأمويين بدمشق.

وفي ريف دمشق، قال اتحاد التنسيقيات إن الطيران المروحي ألقى البراميل المتفجرة على مدينة داريا بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف وسط اشتباكات عنيفة على الجبهة الجنوبية للمدينة.

وفي حلب، قتل ثلاثة اشخاص على الأقل-بينهم طفلة- وسقط عدد من الجرحى جراء إلقاء الطيران المروحي البراميل المتفجرة على حي الشيخ فارس بحلب، وسط قصف بالدبابات وقذائف الهاون تجمعات ومعاقل جيش النظام في حي الراموسة بالمحافظة ذاتها.

يُشار إلى أن لجان التنسيق المحلية قد قالت إن عدد الضحايا في حصيلة أولية اليوم بلغ ستة قتلى، بينهم طفلة.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت أمس السبت لمقتل 67 شخصا في محافظات سورية مختلفة من بينهم خمسة أطفال وعشر سيدات وأربعة تحت التعذيب و29 عنصرا من الجيش الحر.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

سوريون يقيمون بين الصخور هربا من الموت  

محمد القاسم-ريف إدلب

يتدفق النازحون إليه من كل حدب وصوب، لا لأنه يؤمن لهم معيشة أفضل وليس لسحر طبيعته، بل لأنه المكان الوحيد الذي لن يستيقظ فيه أطفالهم فزعين من صوت المدفعية وأزيز الرصاص، حتى ولو كانت أرضه من الصخور.

إنه مخيم “الغدفة” الواقع بمنطقة صخرية تبعد نحو عشرة كيلومترات شرقي معرة النعمان بريف إدلب.

وتقع قرية الغدفة ضمن معرة النعمان، وتجاورها قرية معرشورين من الغرب ومعصران من الشمال وجرجناز من الجنوب.

وكانت القرية الصغيرة مركزا صناعيا هاما يشتهر بصناعة الإسفنج والخراطيم الزراعية وغيرها، لكنها تحولت بعد الثورة إلى حاضنة للفارين من ويلات الحرب من منطقتي معرة النعمان وجبل الزاوية.

تدفق النازحين

وكان عدد سكان الغدقة يبلغ نحو 7000 نسمة، أما الآن فتجاوز 20.000 بسبب زيادة النازحين إليها خصوصا من المعرة وحيش وصوران وخان شيخون.

ويوضح عضو مجلس قرية الغدفة أبو علاء أن المخيم أقيم بعد ازدياد عدد النازحين في القرية، مشيرا إلى أن المنازل قد امتلأت بهم.

ويقول أبو علاء الذي يتولى إدارة المخيم إنهم قرروا إقامته بهدف الاستعداد لتدفق نازحين جدد ولتلافي سلبيات الخدمات الموجودة في القرية.

وافتتح المخيم في الأول من أبريل/نيسان الجاري. ويبين أبو علاء أنه سيتم استقبال النازحين مباشرة بعد تسجيلهم فيه من أجل التخفيف من معاناتهم.

وأشار إلى أنهم لن ينقلوا النازحين القاطنين في القرية إلى المخيم إلا إذا كانوا في المنشآت العامة مثل المدارس.

مائة خيمة

وقال إن المخيم يضم مائة خيمة وثلاث نقاط صحية فقط وسيزود بمياه تنقلها الصهاريج من بئر ارتوازية قريبة.

لكنه شدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، لافتا إلى أنه لا يوجد دعم من قبل المنظمات العالمية للمخيم.

ويتحدث أبو علاء عن أبرز الصعوبات التي يواجهونها قائلا إن “الأرض عبارة عن صخور وتحتاج إلى مواد ومعدات لتسويتها، وهذا الأمر جعل بعض النازحين يرفضون البقاء في المخيم”.

ويضيف أن كل المشكلات التي تواجه المخيم يمكن حلها في حال وجود جهة مانحة، مضيفا أنه حتى اللحظة لا توجد أي جهة داعمة للمشروع سوى جمعية ومتبرع تكفل بالبئر والمجلس المحلي بالقرية.

ويقول خالد وهو أحد عناصر الجيش الحر المسؤولين عن حماية المخيم، إن مهامهم تتركز حول توفير الأمان للنازحين وتسوية المشاكل بينهم، مضيفا أنه يوجد “لصوص من أذناب النظام يثيرون القلق بين الناس”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

أسعد مصطفى: إيرانيون ابتكروا قنابل الأسد السامة

دبي – قناة العربية

كشف وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد مصطفى، أن خبراء إيرانيين طوروا في المعهد الأمني في كفرسوسة بدمشق، قنابل تحمل غازات سامة لاستخدامها بديلاً عن البراميل المتفجرة.

وأضاف مصطفى، في حديث لقناة “الحدث”، أنه تم استخدام هذه القنابل بالفعل في سبعة مواقع في سوريا حتى الآن.

وأكد وزير الدفاع أن نظام الأسد استخدم الغازات السامة خلال اليومين الماضيين في كل من جوبر ورنكوس، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين بحالات اختناق شديدة.

وشن نظام الأسد أيضاً هجوما ثانيا استهدف كفرزيتا بريف حماه، مستخدما غاز الكلور السام المخفف. كما استخدم السلاح الكيمياوي لأول مرة في خان شيخون بريف إدلب وحرستا بريف دمشق.

وفي سياق متصل، اعتبر مصطفى أن النظام ضاق ذرعاً بسبب تقدم الثوار في كل مناطق حلب ومحاصرتهم مبنى المخابرات الجوية والسيطرة على قصر العدل وعلى أبنية حكومية متعددة في المحافظة.

وأخيراً، دحض اتهامات النظام للمعارضة بعرقلة مرور القوافل التي تسير باتجاه الساحل لنقل السلاح الكيمياوي للموانئ السورية تمهيداً لتدميرها، مؤكداً أن مرور القوافل عبر مناطق يسيطر عليها الثوار آمن جداً.

الجيش الحر: المخابرات الجوية في حلب على وشك السقوط

دبي – قناة العربية

فيما تتواصل المعارك في حلب، أكدت مصادر المعارضة السورية سيطرتها على جميع المقار المحيطة بمبنى المخابرات الجوية، مع توقعات بفرض السيطرة الكاملة عليه خلال وقت قصير، بحسب قناة “العربية”، اليوم الأحد.

وسارعت وسائل إعلام النظام إلى نفي الخبر، وعرضت صوراً من محيط مقر المخابرات الجوية تظهر المكان خالياً تماماً، دون أي مظهر لتواجد عسكري لقوات النظام فيه.

هذا فيما اتهمت المعارضة قوات النظام باللجوء إلى استخدام الغازات السامة في ريف إدلب وكفرزيتا بريف حماة مجدداً.

وشهدت سوريا في الأيام الأخيرة معارك عنيفة في دمشق، ولاسيما في منطقة القابون حول مقر قيادة القوات الخاصة.

وفي جوبر والغوطة تتواصل الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي تسعى إلى إحراز أي تقدم من شأنه أن يرفع معنويات مقاتليه في ظل التقدم الذي يحرزه الجيش الحر.

وتواصل قوات النظام حملتها العسكرية بهدف السيطرة على المناطق الحدودية في الزبداني ومضايا بجبال القلمون .

وفي ريف العاصمة، أفادت مصادر المعارضة أن قوات النظام قصفت بالقنابل العنقودية الأحياء السكنية لبلدة دير العصافير. كما تدور اشتباكات على أطراف بلدات المليحة وزملكا.

وأمام التقدم الذي يحرزه الجيش الحر عملت قوات النظام على استخدام الغازات السامة مجدداً هذه المرة في منطقة التمانعة بريف إدلب.

وقالت شبكة شام الإخبارية إنه تم تسجيل عشرات الإصابات بالغازات السامة التي استخدمتها قوات النظام لليوم الثاني في كفرزيتا بريف حماة.

مصرع التشكيلي السوري فادي مراد تحت وطأة التعذيب

العربية.نت

قضى الفنان التشكيلي السوري فادي عبدالله مراد تحت التعذيب في أقبية الأمن العسكري بدمشق، لينضم إلى قافلة الضحايا الكُثر الذين سقطوا تحت التعذيب في زنازين المخابرات السورية.

والفنان التشكيلي مراد كان يبلغ الرابعة والثلاثين من عمره وهو من مدينة حمص، وكان قد اعتُقل في الأول من أغسطس الماضي أثناء عودته من عمله، وحاولت عائلته عبثاً البحث عنه ومعرفة مصيره إلى أن جاءها خبر مقتله تحت التعذيب.

من أعمال الفنان

وسبق أن قُتل أيضاً الفنان وائل قسطون من وادي النصارى بحمص في أقبية الأمن العسكري بحمص في يوليو عام 2012.

وكثُرت في الآونة الأخيرة حالات قتل الناشطين السلميين تحت التعذيب في أقبية فروع الأمن السورية، لاسيما في الفروع التابعة لشعبة المخابرات العسكرية.

وفي الأسبوع الماضي أعلن عن سقوط الناشط المدني عبدالهادي شيخ عوض، وقبله بأسبوع قضى المحامي معن الغنيمي تحت التعذيب، وأيضاً لقي المحامي برهان سقال مع شقيقه مصرعهما تحت وطأة التعذيب في فرع فلسطين.

غارات على دوما واتهامات باستخدام الكيماوي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شن الطيران الحربي السوري غارات جوية على مدينة دوما بريف دمشق الأحد، مما أسفر عن سقوط نحو 10 قتلى على الأقل، في وقت تبادلت فيه الحكومة والمعارضة اتهامات باستخدام غاز الكلور السام في معارك بريفي حماة وإدلب.

وقال ناشطون إن 10 قتلى سقطوا، بينما أصيب نحو 50 آخرين في غارات جوية على مدينة دومة في ريف دمشق.

وتستمر الاشتباكات في بلدة المليحة ومدينة عدرا بريف العاصمة الشرقي، في حين تعرضت زملكا لقصف مدفعي من القوات الحكومية.

وفي ريف دمشق الغربي، شهدت مدينة المعضمية قصفا مدفعيا، من القوات الحكومية، واشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر.

وفي العاصمة دمشق، أفاد ناشطون، بسقوط قذيفتي هاون، بالقرب من ساحة الأمويين وسط العاصمة، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية، ومقاتلي المعارضة في حي القابون.

معركة مبنى المخابرات بحلب

من جهة أخرى، أعلن الجيش السوري الحر، أن مبنى المخابرات الجوية في حلب، على وشك السقوط في أيدي مقاتليه، مع احتدام المعارك مع القوات الحكومية في محيط المبنى.

وفي هذه الأثناء لاتزال حلب هدفا للبراميل المتفجرة، التي يلقيها الطيران الحربي، حسب الناشطين، الذين أفادوا بسقوط عدد من هذه البراميل على أحياء بستان الباشا وبعيدين والشيخ فارس. وفي الريف الحلبي، يشن الطيران الحربي قصفا جويا على مدينتي الأتارب والباب. وقال نشطاء إن 28 شخصا على الأقل قتلوا خلال المعارك الدائرة في حلب.

هجمات “الكلور”

وفي وقت سابق، تبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات باستخدام غاز الكلور السام في هجوم استهدف قرية “كفرزيتا” في ريف حماة وبلدة التمانعة في ريف إدلب.

وقال ناشطون في المعارضة السورية إن الطيران الحربي قصف السبت بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي بالغازات السامة لليوم الثاني على التوالي.

واتهم التلفزيون السوري الرسمي أعضاء من جماعة “جبهة النصرة” المرتبطة بالقاعدة باستخدام غاز الكلور في البلدة، وقال إن هذه الجماعة تستعد لهجوم كيماوي آخر في منطقة وادي الضيف في محافظة إدلب، دون أن يوضح كيف اطلع على خطط “جبهة النصرة”.

من جهته، قال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن العشرات أصيبوا في هجوم بغاز سام الجمعة في قرية كفرزيتا بمحافظة حماه وسط البلاد، ولم يحدد نوع الغاز المستخدم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان من بريطانيا إن أشخاصا أصيبوا بالاختناق ومشكلات بالتنفس عقب الهجوم، الذي شنته طائرات وخلف دخانا كثيفا فوق المنطقة.

وفي إدلب ألقى الطيران المروحي السوري براميل متفجرة، تحتوي على غاز الكلور، على بلدة التمانعة في ريف المدينة الجنوبي، بحسب ناشطين معارضين.

إيران: نحن أقوى بألف مرة وتدخلنا أنقذ الأسد من السقوط

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قالت إيران الأحد إنها ستزف قريبا ما وصفتها بـ”البشرى” لشعبها، مضيفة أن قدراتها باتت اليوم أكبر بألف مرة مما كانت عليه في السابق بجميع المجالات. كما اعتبرت أنها السبب في صمود الرئيس السوري، بشار الأسد بعد الدعم الذي قدمته له مباشرة أو عبر حزب الله.

وقال قائد القوات الجوي التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، إن من وصفهم بـ”الأعداء ” أضحوا “عاجزين وغير قادرين على وقف تقدم (إيران) من خلال الحظر، لذلك لجأوا الى المفاوضات” في إشارة إلى المفاوضات الجارية بين طهران والدول الكبرى لمعالجة الأزمة النووية.

وبحسب حاجي زادة، فإن إيران “وقفت إلى جانب سوريا في مواجهة المؤامرة الكونية” مضيفا: “هناك 86 دولة وقفت إلى جانب بعضها بعضا لإسقاط الحكومة السورية.. لكن جميع محاولاتها فشلت لأن إيران الإسلامية لم تكن تريد ذلك” على حد قوله.

وتابع الضابط الإيراني بالقول: “وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) أعلن صراحة بأنهم هُزموا في سوريا بسبب تدخل إيران وحزب الله.”

ودعا حاجي زادة إلى “عدم النظر إلى أميركا بتفاؤل” وتوجه إلى السلطة السياسية في بلاده بالقول: “علينا الحذر حين الجلوس الى طاولة المفاوضات والالتفات جيدا بأننا نتفاوض مع العدو، وبطبيعة الحال لا مانع من التفاوض لإبعاد العدو.. لكن علينا أن ندرك أن هذه القضايا لا تحل مشاكل الشعب.”

لعبة ماكرة

خصصت صحيفة “الاندبندنت أون صنداي”، صفحة كاملة لمقال كتبه باتريك كوكبيرن تحت عنوان “لعبة إم آي 6، سي آي إيه وتركيا الماكرة في سوريا”.

يقول كوكبيرن: “يضغط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وسفيرته لدى الامم المتحدة سامانثا باور، من أجل توفير مزيد من الدعم للمتمردين السوريين، رغم وجود أدلة قوية على أن المعارضة السورية المسلحة يسيطر عليها المقاتلون الجهاديون الذين يشبهون تنظيم القاعدة في المعتقدات والأساليب. فالهجوم الأخير الذي شنه المتمردون على اللاذقية، شمال سوريا، والذي سجل في البداية قدرا من النجاح، كان بقيادة جهاديين شيشان ومغاربة”.

ويمضي الكاتب قائلاً: “بذلت الولايات المتحدة كل ما في وسعها للإبقاء على سرية دورها في تزويد المعارضة السورية بالسلاح، من خلال وكلاء وشركات وهمية. وهذا ما يجعل المقال الذي نشره سيمور هيرش في “لندن ريفيو أوف بوكز” الأسبوع الماضي تحت عنوان “الخط الأحمر وخط التهريب: أوباما، أردوغان، والمتمردون السوريون” مثيراً للاهتمام”.

ويلفت كوكبيرن الى ان “الاهتمام تركز على جماعة جبهة النصرة التي تحصل على مساعدة من الاستخبارات التركية” على حد قوله، و”التي قد تكون وراء الهجوم بغاز السارين على دمشق في 21 اغسطس/ اب، في محاولة لجر الولايات المتحدة الى تدخل عسكري للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد”.

اما الامر الاخر الذي اشار اليه سيمور هيرش، ولم يحصل على الاهتمام الكافي، وفقاص لكوكبيرن، “فهو خط التهريب الذي سمته “سي اي ايه” بـ”خط الجرذان”، وهو شبكة توريد اسلحة الى المعارضين تقف وراءها أمريكا وتركيا والسعودية وقطر. تأتي المعلومات في هذا الاطار ضمن صفقة سرية للغاية، حتى الآن، وردت في تقرير صادر عن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن الهجوم الذي شنه رجال الميليشيات الليبية على القنصلية الامريكية في بنغازي في 11 سبتمبر/ أيلول 2012 والذي قتل فيه السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز”.

وبحسب الاندبندنت، “تقتضي الصفقة المرفقة بعملية لوكالة الاستخبارات المركزية ، بالتعاون مع الاستخبارات الخارجية البريطانية، إرسال أسلحة من ترسانات معمر القذافي الى تركيا ومن ثم توزيعها عبر الحدود الجنوبية التركية مع سوريا”.

ويمضي كاتب المقال قائلاً: “تشير وثائق الصفقة الى اتفاق تم التوصل اليه في مطلع العام 2012 بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، والسعودية وقطر لتوفير التمويل. وأنشئت شركات وهمية قيل انها أسترالية، وظفت جنود أمريكيين سابقين تولوا مهمة الحصول على الاسلحة ونقلها. وبحسب هيرش، فإن حضور الاستخبارات البريطانية مكّن سي آي إيه من تجنب ابلاغ الكونغرس بعملياتها كما يقتضي القانون، بما انها ستظهر هنا كقوة تنسيق واتصال”.

لم يتم الوفاء سوى بخمس التعهدات

وفي الصحيفة ذاتها، يجري جايمي ميريل مقابلة مع مسؤول بارز في الأمم المتحدة تحت عنوان “دول العالم تفشل بالالتزام بتعهداتها تجاه سوريا”.

وينقل الكاتب عن المسؤول تحذيره من أن المجتمع الدولي “سيطارده” جيل من الأشخاص الذين يعيشون في معاناة، كما ستطارده موجة من التهديدات الأمنية إذا فشل في الالتزام بتعهداته المالية التي قطعها لملايين اللاجئين السوريين.

ففي مقابلة حصرية مع صحيفة “الإندبندنت أون صنداي”، خرج أمين عوض، رئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط، بهذا التحذير مع ظهور أرقام جديدة تشير الى طلب الأمم المتحدة من المانحين 6.5 مليارات دولار، لم يتم استلام سوى خمسها فقط.

وأشار عوض الى “الحرب الأهلية التي طال أمدها” في سوريا والتي ترغم 120 ألف شخص على الفرار من البلاد كل شهر. وقال: “هذه الأعداد الهائلة من اللاجئين تتسبب في توتر مع المجتمعات المضيفة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أنهم يضعون حملاً غير عادي على القدرة على التحمل وعلى قطاع الخدمات، مثل توفير المياه النظيفة والتعليم والرعاية الصحية”.

الأب فان در لوت تعرض للضرب قبل أسبوع من اغتياله

كذلك صحيفة الصنداي تايمز اهتمت بالشأن السوري، وخصصت صفحة داخلية للراهب اليسوعي الذي قتل الاسبوع الماضي في حلب.

وفي المقال الذي حمل عنوان “قتل الراهب كان عقاباً من المتمردين”، تقول كاتبته هالة جابر ان الراهب الذي اغتاله ملثم في حمص القديمة المحاصرة “صمد أمام أكثر من مجاعة وقصف القوات الحكومية الصاروخي”.

تقول: “خلال أكثر أيام المدينة سواداً، استمر الأب فرنسيس فان در لوت الهولندي الولادة في تقديم صلواته لجمهور آخذ في التضاؤل، موفراً المأوى للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، فيما أصر على مشاركتهم المعاناة”.

وتلفت الكاتبة الى أنه قبل أسبوع من قتله، تعرض فان در لوت (75 عاما) لضرب مبرح “من قبل المتمردين الذي بدأوا يخسرون المدينة أمام القوات النظامية”. وتنقل عن الأب ماكسيم جمال، وهو راهب أرتوذوكسي هرب من حمص مع 50 ألف مسيحي من سكان المدينة، وبقي على اتصال مع الاب فان در لوت، قوله إن الأخير أبلغه بالحادثة.

وتسبب قتل الراهب الذي كان ينقد الجهتين الرسمية والمعارضة ويحملهما المسؤولية عن الحرب الدائرة، في اثارة موجة من الاتهامات المتبادلة حيال من يقف وراء اغتياله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى