أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 08 أيلول 2012


المعارضة تتحدى النظام في دمشق وأشلاء محترقة في مخيم اليرموك

لندن، دمشق، بيروت، دبي، واشنطن، اسطنبول – – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب

تحدت المعارضة السورية أمس قوات النظام في العاصمة وفجرت أكثر من موقع بعد ايام من ادعاء الحكومة تطهير دمشق من المسلحين بعد تدمير احياء بكاملها. وقصفت القوات الحكومية مخيم اليرموك «العاصي» لليوم الثاني على التوالي وأوقعت 10 قتلى بعدما سارت تظاهرات في المخيم، الذي غطت ارضه الأشلاء والأطراف المحترقة ورفعت فيه شعارات تندد بالنظام وتطالب برحيل الاسد وبمحاكته مع احمد جبريل الامين العام لـ»القيادة العامة».

وشهدت دمشق انفجارين، أسفر أحدهما عن مقتل خمسة من عناصر الأمن. ووقع الثاني بين القصر العدلي ووزارة الإعلام، لكنه لم يؤد الى خسائر بشرية. وتواصَلَ قصف القوات الحكومية على مدن وبلدات عدة، وسار عشرات الالآف أمس بعد صلاة الجمعة في تظاهرات أطلق عليها الناشطون اسم «حمص المحاصرة تناديكم».

وذكرت وكالة «رويترز» ان القتال الرئيسي لا يزال يتركز الآن على مدينة حلب، حيث يقول «الجيش السوري الحر» انه حرر 350 معتقلاً من احدى ثكنات النظام، في وقت واصلت قوات المعارضة هجماتها على القوات والبنايات الحكومية في العاصمة.

وسقطت صواريخ عدة على مخيم اليرموك المكتظ باللاجئين الفلسطينيين. وقالت امرأة تعيش على مقربة من المنطقة انها احصت 11 صاروخاً على الاقل. واظهر مقطع مصور نشره نشطاء على الانترنت تصاعد الدخان الاسود في المنطقة.

وقالت المرأة عبر الهاتف: «قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب 15 شخصاً منذ ان استأنفوا القصف… هناك الكثير من الاشلاء والاطراف المحترقة لذلك لا يمكن لأحد تأكيد عدد القتلى».

وقال الناشط سمير الشامي، متحدثاً عبر موقع «سكايب» انه «احصى على الاقل عشرة اعمدة من الدخان تتصاعد من الاحياء الجنوبية حول المخيم». وأفاد ان الجيش السوري ارسل قوات عسكرية ودبابات لشن هجمات على بعض الاحياء الجنوبية.

وبدأ الجيش قصف اليرموك أول من أمس مستهدفاً مقاتلي المعارضة الذين يقول سكان انهم أحتموا في المخيم. وتساءل فلسطيني بالقرب من اليرموك «لماذا يفعلون ذلك؟ ما الفائدة من قصف مخيم به منازل ومخابز؟ انهم يصرون على ان يتحول كل سوري وكل فلسطيني ضدهم».

وبثت قناة «العربية» الاخبارية لقطات حية من احتجاجات المعارضة في اليرموك قبل ساعة من استئناف القصف هناك حيث رفعت الشعارات ضد الأسد وجبريل.

وتحدث المركز الإعلامي السوري عن وقوع انفجار ضخم على طريق المطار القديم في دمشق، عقب انفجار أمام مسجد حي ركن الدين.

وشهدت مناطق أخرى من محافظة دمشق «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية والمعارضين خصوصاً منطقة القزاز في جنوب شرق العاصمة حيث اعتقلت قوات الامن «عشرات الشبان من ابناء المنطقة»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

واقتحم مئات الجنود ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق، بحسب ناشطين. وقال «المرصد السوري « ان «قوات نظامية تضم مئات الجنود وآليات عسكرية ثقيلة وسيارات وحافلات اقتحمت بلدة ببيلا بعد القصف والاشتباكات التي شهدتها البلدة» الخميس، مشيراً الى ان «اعمدة دخان» تتصاعد من البلدة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «هذه البلدة، مثلها مثل بلدة يلدا، تقع على أطراف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في دمشق مثل حي التضامن (جنوب) حيث قتل (أمس) معارض مسلح، وهي منطقة تشهد عمليات عسكرية كبيرة».

وفي واشنطن، ذكرت وكالة «اسوشييتد برس» ان الولايات المتحدة زادت وجود عملاء الاستخبارات والديبلوماسيين في الجانب التركي من الحدود مع سورية لتقديم النصح والمشورة للمعارضة السورية والتدقيق في هوية المعارضين، ومن يقودهم، والذين يمكن ان يتلقوا المساعدات الاميركية. واشارت الوكالة الى ان واشنطن مهتمة جداً بتحسين اداء المعارضة سياسياً وعسكرياً. ونقلت عن مصدر، رفضت تسميته، قوله ان من بين الاهداف المباشرة العمل على بناء هيكلية عسكرية وسياسية واستبعاد المتطرفين من الحصول على المساعدات الاميركية وجمع المعلومات عمن يمول المتطرفين في المعارضة الذين يمكن ان تكون لديهم صلات بتنظيم «القاعدة». وشدد المصدر على ان التعليمات للعملاء الاميركيين تتمثل بالبقاء خارج سورية او مناطق النزاع فيها. وان عمليات «سي آي اي» في تركيا تشبه الى حد ما عمل وحدة استخبارات ثانية، اقل اهمية، تتمركز قرب الحدود الاردنية – السورية وتجمع المعلومات من الهاربين من سورية الى الاردن.

وترفض الولايات المتحدة حتى الآن امداد المعارضة باسلحة تحتاج اليها تحسباً من وقوعها في ايدي المتطرفين.

في الوقت نفسه تتلقى الولايات المتحدة انتقادات عدة من مقاتلي المعارضة لقيودها على تسليحهم وحتى بسبب الاسئلة الكثيرة التي يطرحها عملاء الاستخبارات على ضباط «الجيش الحر» قبل تزويدهم بمعلومات وصور عن توزع قوات الجيش النظامي وتشكيلاته في مناطق الثورة، التقطتها أقمار التجسس الاميركية. وقال العقيد معن المنصور، الذي قاد الهجوم على قاعدة جوية شمال حلب الاسبوع الماضي من دون السيطرة عليها، للوكالة: «كنا على وشك تطهير القاعدة لو قدم لنا الاميركيون بعض الدعم».

وفي إسطنبول، شبّه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القتال في سورية بـ»موقعة كربلاء»، واتهم بعض الدول بالتزام الصمت إزاء العنف المتزايد. وقال اردوغان، أمام مؤتمر عن السلام في الشرق الأوسط في إسطنبول: «على رغم أن النظام الديكتاتوري الوحشي في سورية يرتكب مذابح جماعية ضد شعبه باستخدام الأسلحة الثقيلة، تلتزم بعض الدول الصمت وتشجع النظام بسبب النزعة الطائفية فحسب»، في إشارة إلى إيران. وتساءل «أي أسلوب هذا؟ كيف يمكن للمرء أن يبرر هذا أمام نفسه وضميره مع معتقداته وقيمه؟». وقال «سأتكلم بوضوح، ما يحدث في سورية هو بالضبط نفس ما حدث في كربلاء قبل 1332 سنة مضت».

وواصلت دمشق أمس حملتها على الرئيس المصري محمد مرسي حول الازمة السورية واعتبرت ان تصريحاته الاخيرة «قضت» على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال اقليمية تهدف لايجاد حل للنزاع في سورية، محملة اياه مسؤولية «سفك الدم السوري».

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري مساء الخميس ان «سورية تنظر إيجاباً الى اي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الازمة واعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سورية». وكان مرسي قال الاربعاء ان النظام السوري «لن يدوم طويلا»، داعيا الدول العربية الى التحرك لايجاد حل سريع للنزاع الدموي.

وبث ناشطون على الانترنت أمس لقطات لعضو مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي وليد الطبطبائي وهو يلقي خطاباً في جمع من السوريين الجمعة في مدينة سرمدا بمحافظة أدلب. وهو أول برلماني عربي يدخل الى الأراضي السورية في مهمة مساندة سياسية للثورة السورية.

وفي نيويورك، اعلنت الامم المتحدة تعيين الديبلوماسي الكندي من اصل مغربي مختار لماني لادارة مكتب الوسيط الدولي في الازمة السورية في دمشق الاخضر الابراهيمي. واشار الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي الى «الخبرة الكبيرة» التي يتمتع بها لماني الذي سبق ان تولى العديد من المناصب الديبلوماسية.

الحريري لـ «الحياة»: النظام السوري لن يبقى

باريس – رندة تقي الدين – بيروت – «الحياة»

دعا رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري الى التوجه الى مجلس الأمن عندما يقصف الجيش السوري البلدات اللبنانية، معتبراً أن الموقف الرسمي من الانتهاكات السورية للأراضي اللبنانية معيب، واصفاً مواقف الحكومة بأنها ملتبسة، فيما رأى أن موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان متقدماً.

وجدد الحريري، في حديث الى «الحياة» في باريس، رفض الاتهامات الموجهة الى فريق 14 آذار بمد المعارضة السورية بالسلاح، مؤكداً ان دعمه للشعب السوري هو دعم سياسي وإعلامي وإنساني. لكنه قال: «لا يمكن لهذا النظام أن يقوى على كل تضحيات الشعب السوري. هذا النظام لا يمكن أن يبقى».

وقال الحريري ان سقوط النظام السوري سيظهر حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحريري وما كان دور هذا النظام في الجريمة. وأكد استمرار هذا النظام في التدخل في الشؤون اللبنانية عبر حلفائه، مشيراً الى كشف مخطط التفجير الذي كلف به الوزير والنائب السابق ميشال سماحة. وأضاف: «لديهم أدوات كثيرة».

وفي الموضوع الحكومي اللبناني جدد الحريري المطالبة برحيل الحكومة، مؤكداً أن قوى 14 آذار جاهزة لمثل هذا الاحتمال «ولن يحدث شيء» إذا رحلت. وقال إن الذي يقرر عدم الاستقرار هو الفريق الذي يملك السلاح. وأعاد التذكير بأنه لم يطرح الموضوع الحكومي مع رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أثناء لقائمهما الأخير في باريس.

وإذ «أقر الحريري بوجود الاحتقان السني – الشيعي» وحذر من الكلام الطائفي، رأى «ان في لبنان شبكة أمان ما دام هناك رجال لن يسمحوا بوصول الانفجار الى الشارع ولن نسمح بأن يحدث هذا الشيء في لبنان. ومن يخرق أمن لبنان وسلامته سأكون سيفاً في وجهه».

ووصف الكلام عن إدخال سلاح الى المخيمات الفلسطينية في لبنان لقتال «حزب الله» بعد سقوط النظام السوري بأنه «أكاذيب»، مدرجاً ذلك ضمن محاولة تأزيم الأمور في لبنان، على رغم ثقته بأن لا أحد يريد تأزيم الوضع في لبنان.

كما جدد رفض قانون الانتخابات الذي أقرته الحكومة، معتبراً أنه سيء وسيكون لقوى 14 آذار موقف موحد في شأنه.

ورفض تحديد موعد لعودته الى بيروت التي ستكون «في الوقت المناسب»، واعداً بشرح كل أسباب ابتعاده عنها يوماً ما، لكنه أكد ان مشاكله المالية في طريق الحل وأنه يتابع تصحيح الأمور عن كثب بعدما أصابت الخضة الاقتصادية العالمية أعماله في مكان ما.

وأكد الحريري في حديثه الى «الحياة» الرواية التي تقول إن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، أنه لن يقبل به رئيساً لوزراء لبنان، فيما كان هو (الحريري) في طريقه للاجتماع مع ساركوزي (في كانون الثاني/ يناير 2011) وأن الأخير نقل اليه هذا الموقف عندما اجتمع معه.

وقال الحريري إن إيران لم تترك مكاناً لم تتدخل فيه من لبنان الى سورية واليمن والبحرين والعراق و»الحرس الثوري» يقول أنه يرسل قوات للدفاع عن النظام السوري.

في موازاة ذلك، هاجم رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في مؤتمر صحافي في بيروت مذكرة قوى 14 آذار الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان المطالبة باعتبار السفير السوري شخصاً غير مرغوب فيه، وبمساعدة قوات الأمم المتحدة للبنان في ضبط الحدود مع سورية.

ونبه رعد الى «مخاطر مضامين هذه المذكرة»، معتبراً أن «هدفها التغطية على تورط فريق 14 آذار ومشاركته في العدوان على سورية بالمال والسلاح والمقاتلين والتحريض الإعلامي وبالتواصل المباشر مع المجموعات المسلحة في سورية».

وقال إن فريق 14 آذار لم يرفع طوال السنوات الماضية أي مذكرة لرئيس الجمهورية أو أي هيئة إقليمية أو دولية عن الخروق والانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية التي قال إنها بلغت 21980 خرقاً منذ العام 2006.

                      دمشق تحت وطأة القصف النظامي والتفجيرات

فرنسا وإيطاليا: أوروبا مهدّدة إذا خسرنا سوريا

    و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

المرصد تحدث عن 65 قتيلاً وبان كي – مون حذّر من تدخل أحادي

الاردن دعا الى مؤتمر دولي لمناقشة قضية اللاجئين السوريين

شهدت العاصمة السورية الجمعة ثلاثة اعتداءات بقنابل خلفت خمسة  قتلى من قوى الامن، في يوم آخر من المعارك الدامية بين هذه القوات والمعارضين المسلحين على جبهات عدة في سوريا، الى تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد تحت شعار “حمص المحاصرة تناديكم”.

 وبث التلفزيون السوري الحكومي ان “دراجة نارية مفخخة انفجرت لدى مغادرة مصلين” جامع الركنية في حي ركن الدين بشمال العاصمة مما خلف خمسة قتلى من قوى الامن.

 وبعد ساعتين من هذا التفجير، سجل تفجير ثان بسيارة مفخخة بين القصر العدلي ووزارة الاعلام في حي المزة الراقي بغرب العاصمة، كما انفجرت قنبلة في حي الصالحية بوسط دمشق وتسببت باصابة جنود بجروح.

واستمرت المعارك بين الجيش والمقاتلين المعارضين على جبهات في ادلب ودرعا وحمص   ودمشق ودير الزور  وحلب. وتعرضت احياء عدة في هذه المدن يتحصن فيها معارضون مسلحون للقصف.

 واحصى المرصد ما لا يقل عن 65 قتيلاً بينهم 31 مدنيا و15 متمردا، في اعمال العنف في سوريا. كما عثر على 16 جثة يحمل بعضها آثار تعذيب، في حرستا، غداة العثور على 45 جثة في محافظة دمشق.

 وقال ناشطون ان “مئات الجنود” ترافقهم آليات عسكرية واوتوبيسات اقتحموا بلدة ببيلا قرب دمشق، ودارت معارك في محيط حي القزاز بجنوب شرق دمشق. وتحدث سكان عن قصف  مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة.

 وغير بعيد من السواحل السورية، عقد وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي اجتماعا في قبرص للبحث في تنسيق المساعدة لمئات آلالاف من اللاجئين السوريين. وحذر وزيرا خارجية فرنسا وايطاليا لوران فابيوس وجيليو ترزي من خطورة الرهان القائم في الازمة السورية. وقال: “اذا خسرنا في سوريا، فان الاستقرار في الشرق الاوسط سيكون مهدداً وامن اوروبا مهدد على نحو خطير”.

وعين الجمعة الديبلوماسي الكندي المغربي الاصل مختار لماني لادارة مكتب الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا  الاخضر الابرهيمي، في دمشق.

كذلك حذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-  مون من مغبة شن أي عمل عسكري أحادي الجانب ضد سوريا. وقال الناطق باسمه مارتن نيسيركي إن “الشعب السوري واجه حتى اليوم ما فيه الكفاية من المعاناة “.

وفي أنقرة، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة امام مؤتمر دولي عن السلام في الشرق الاوسط، النظام السوري قائلاً: “في سوريا ديكتاتور متوحش وظالم، ونظام يرتكب مجازر بالاسلحة الثقيلة في حق شعبه”.

 وفي عمان،  دعا الأردن إلى عقد مؤتمر دولي يناقش قضية اللاجئين السوريين، وقال إن المملكة لا تتحمل مستقبلا أي قصور حيالهم.

«حرب تصفيات» تحتدم بين «الجيش الحر» و«القاعدة»

سلّط مقتل رئيس «مجلس شورى الدولة الإسلامية» أبو محمد الشامي العبسي قبل يومين في سوريا الضوء على حجم الخلافات المتزايدة في أوساط المقاتلين السوريين، لا سيما بين التابعين لـ«الجيش السوري الحرّ» وأولئك المنتسبين لـ«القاعدة». والعبسي، المعروف بأنه مقرّب من «القاعدة»، اختطف قبل أيام ثم قتل طعناً بالسكاكين عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. وقد اتهمت جماعته «كتيبة الفاروق» التابعة لـ«الجيش السوري الحرّ» بقتله، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وتأتي هذه الحادثة في وقت شديد الحساسية بالنسبة للمعارضة السورية، حيث تتوالى التقارير عن حجم الانقسامات التي تنخر بجسمها لا سيما بين المقاتلين «العاديين» و«الجهاديين»، بينما يجهد الغرب وحلفاؤه لتوحيد صفوفها أو أقله التغطية على انقساماتها.

وفي تقرير أضاءت فيه «نيويورك تايمز» على «التصفيات» التي بدأت بين المقاتلين، أشارت إلى أن مقتل العبسي، الذي يتولى كذلك مسؤولية «جبهة النصرة»، بات خطراً بعد أن دعت عائلته، كما «مجلس شورى الدولة الإسلامي»، إلى الأخذ بثأره بأقسى الوسائل . وازداد الأمر خطورة بعد أن تمّ تحديد الجهة المسؤولة عن مقتله وهي «كتيبة الفاروق» التي تعتبر، وفق الصحيفة، فاعلة في حمص. علماً أن تنظيم «القاعدة» قال إنه حدّد الجناة بعد أن قام شهود عيان بتصوير واقعة اختطاف العبسي وتدوين رقم لوحة السيارة، في وقت نفت «كتيبة الفاروق» مسؤوليتها عن الحادث.

وتشير الصحيفة إلى أن معلومات سابقة كانت أفادت بأن إسلاميي «القاعدة» المتواجدين على معبر باب الهوى يقيمون علاقات تنسيق حسنة مع الأمن التركي، في حين كان هنالك تأزّم في العلاقة مع «الجيش الحر»، وهو ما دفع إلى اشتباك سابق بين «الجيش الحرّ» و«القاعدة».

وكانت «كتيبة الفاروق» أعلنت في تسجيل مصور يعود إلى أواخر حزيران الماضي أنه لن يكون هناك مكان لتنظيم «القاعدة» في سوريا.

وفي ظلّ «العداوات» الكثيرة التي كانت ضد العبسي، يحمّل البعض المسؤولية عن مقتله للنظام فهو كان مقاتلاً ناشطاً عند معبر باب الهوى، وقد أراد النظام أن يعاقبه، فضلاً عن أن بعض المقاتلين لفتوا إلى أن النظام يستفيد من مقتله، لأن ذلك سيؤجج النزاعات المذهبية بين المقاتلين، لا سيما أن «كتيبة الفاروق» يديرها عبد الرزاق طلاس وهو مقرّب سابق من النظام.

في المقابل، بعض المقاتلين رأى أن الاستخبارات الأميركية قد تكون مسؤولة عن مقتله، وقد طلبت من المقاتلين في «كتيبة الفاروق» تصفية العبسي.

يُذكر أن العبسي هو من أصل سوري، وقد ولد في جدة في السعودية العام 1973 ونشأ هناك. وبعد تخرجه من الثانوية عاد إلى موطنه في حلب، والتحق بالجامعة ليتخرج من كلية طب الأسنان.

هاجر العبسي للجهاد في أفغانستان، حيث التقى أبو مصعب الزرقاوي والتحق به، ثم عاد للسعودية قبل عملية 11 أيلول بفترة وجيزة، كما عاش في السودان لفترة قبل عودته إلى سوريا العام الماضي.

وتأتي هذه الحادثة في وقت كان قائد «المجلس العسكري الثوري الأعلى» في «الجيش السوري الحر» مصطفى الشيخ أعلن عن مساعٍ لإعادة هيكلة صفوف الجيش، «بهدف تجاوز الخلافات الداخلية ومواجهة تزايد الجماعات التي تعمل بشكل مستقل».

وكشف الشيخ عن «تجمع من المقاتلين المناهضين للنظام سيحمل اسماً جديداً هو الجيش الوطني السوري»، معتبراً أنه»بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة اقتضت إعادة هيكلة الجيش، ومن بين الإصلاحات التي ينوي قادة الجيش الحر إدخالها عليه توحيد الصفوف وتوحيد منافذ الدعم، وهذا أمر مهم جداً أن تكون موحدة كي لا تصير هناك ميليشيات، وهذا خطير».

(«السفير»)

المقداد يهاجم مرسي وأردوغان: وهابيون وسلفيون سيطروا على مصر

شن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد هجوماً على الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، واتهمهما بتأجيج العنف في سوريا عبر دعم «الإرهابيين».

وقال المقداد، في مقابلة مع التلفزيون السوري نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس، إن «طريق الخروج من الأزمة الحالية في سوريا هو جلوس السوريين بمختلف أطيافهم حول طاولة الحوار كي يقرروا بأنفسهم ما يريدون، من دون أي تدخل خارجي، وعرض ما توصلوا إليه في استفتاء على كل أبناء الشعب، حتى يحدد في النهاية مستقبل سوريا وغدها».

وأشار المقداد إلى أن «سوريا تنظر إيجاباً إلى أي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الأزمة، وإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع سوريا ومدنها»، معتبراً أن «مبادرة الترويكا التي تمّ الحديث عنها، وتضم مصر، قد قضى عليها الرئيس المصري محمد مرسي بمواقفه الأخيرة».

وأكد المقداد أن «الخطابين اللذين ألقاهما الرئيس المصري أمام قمة عدم الانحياز في طهران وأمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كانا بعيدين عن الواقع، وشكلا تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لسوريا، وهدفا إلى تأجيج العنف فيها، ما يحمل مرسي مسؤولية عن سفك الدماء التي تجري».

وأوضح أن «سوريا تحترم إرادة الشعب المصري، وهي دعمت في مختلف المراحل تطلعاته من أجل الحرية والديموقراطية، وكانت البلد الوحيد الذي وقف إلى جانبه في عهد الحكومات السابقة، ولكن تحالف المتطرفين والوهابيين والسلفيين الذي سيطر على الحكم بقيادة مرسي ينفذ سياسات من العصور الوسطى، بما يعيد الشعب المصري عشرات السنوات إلى الوراء».

وأكد المقداد أن «الحكومة التركية الحالية بزعامة رجب طيب أردوغان تستحق أن توضع على لائحة الإرهاب الدولي، وأن تتم معاقبتها على دعمها لتنظيم القاعدة الإرهابي وفتحها الأبواب والحدود لمجموعات الوهابيين ليتسللوا إلى سوريا، ويرتكبوا الجرائم بحق شعبها».

(«سانا»)

أردوغان يسقط «كربلاء» على سوريا … وتصفيات متبادلة بين مسلحي المعارضة

الإبراهيمي في دمشق قريباً .. متحرراً من القيود الخليجية!

يصل المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي الى دمشق قريباً، في موعد قد يكون الخميس المقبل، في مهمة هدفها السعي الى ترتيب مقرّ دائم له فيها، لمتابعة الجهود الديبلوماسية من اجل طرح خطة حل للازمة السورية، تقول مصادر مطلعة إنها سترتكز على محاولة التفلت من وصاية الجامعة العربية عليه، والهيمنة القطرية والخليجية على مواقفها وسياستها، التي لا تتوافق مع نزعته الاستقلالية، ونظرته إلى المهمة التي كلّف بها.

ونقل مراسل «السفير» في باريس محمد بلوط عن مصادر عربية أن الإبراهيمي تعرّض إلى ضغوط كي يقبل بالذهاب إلى القاهرة غداً. ونقل مقربون عنه استياءه من «رداءة» بيان اللجنة الوزارية العربية، ليس لوضعه إياه تحت وصاية قطرية مباشرة فحسب، بل إن البيان يقيد عمله ايضاً، برزمة من المرجعيات والقرارات، اتخذت في سياق صعود الدور القطري والخليجي داخل مجلس الجامعة العربية. ويرى الإبراهيمي انها لم تكن سوى سلسلة متوالية من الإخفاقات، يشكل الإعلان عنها في بيان اللجنة الوزارية، أمس الأول محاولة لتكبيل يديه مسبقاً، وقبل انطلاق عمله بشروط قطرية وخليجية قبل كل شيء. (تفاصيل صفحة 13)

وفي هذه الاثناء، واصل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان اسقاطاته التاريخية، حيث وصف امس ما يجري في سوريا بأنه «كربلاء»، فيما كررت موسكو رفضها أي محاولة لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي قد يؤدي إلى تدخل خارجي في سوريا، موضحة أن تسوية الوضع في سوريا ممكنة من خلال تطبيق ما ورد في بيان جنيف في حزيران الماضي.

وتعرضت دمشق إلى 3 تفجيرات أدت إلى مقتل ستة أشخاص، فيما اتهمت السلطات السورية مجموعات «إرهابية» باستهداف مخيم اليرموك بقذائف الهاون ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين. وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين في حلب وحمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل حوالى 60 شخصاً في اشتباكات وأعمال عنف في ادلب وحلب ودير الزور وحماه وحمص ودرعا».

وأضاءت صحيفة «نيويورك تايمز» على «التصفيات» التي بدأت بين المقاتلين، حيث سلط مقتل رئيس «مجلس شورى الدولة الإسلامية» أبو محمد الشامي العبسي قبل يومين في سوريا الضوء على حجم الخلافات المتزايدة في أوساط المقاتلين السوريين، لا سيما بين التابعين لـ«الجيش السوري الحرّ» وأولئك المنتسبين لـ«القاعدة». والعبسي، المعروف بأنه مقرّب من «القاعدة»، اختطف قبل أيام ثم قتل طعناً بالسكاكين عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. وقد اتهمت جماعته «كتيبة الفاروق» التابعة لـ«الجيش السوري الحرّ» بقتله، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وتصفيات بين الجانبين.

اردوغان

ونقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان قوله، في افتتاح مؤتمر «الصحوة العربية والسلام في الشرق الأوسط الجديد: وجهات نظر إسلامية ومسيحية» في اسطنبول، إن «مقتل أي شخص في العالم هو أمر محرم في الديانات السماوية والشرائع كافة، وليس في الدين الإسلامي، كما أنه محرّم عند الطوائف الإسلامية كافة، السنية منها والشيعية».

وأضاف «على الرغم من أن النظام الدكتاتوري الوحشي في سوريا يرتكب مذابح جماعية ضد شعبه باستخدام الأسلحة الثقيلة، تلتزم بعض الدول الصمت، وتشجع النظام بسبب النزعة الطائفية فحسب». وتابع «أي أسلوب هذا؟ كيف يمكن للمرء أن يبرر هذا أمام نفسه وضميره مع معتقداته وقيمه؟ سأتكلم بوضوح، ما يحدث اليوم في سوريا هو بالضبط ما حدث في كربلاء نفسه قبل 1332 سنة مضت، ولكن مع اختلاف المظلومين والظالمين».

واعتبر أن «حادثة كربلاء قمة الحوادث المأساوية التي تعرّض لها المسلمون، لأنها كانت سبباً في الفرقة بين الإخوة والوحدة والتوحيد، فهي ليست حادثة قتل وحشية لحفيد الرسول وحسب»، مشيراً إلى أن «مشاعر المسلمين مشتركة حيال ما جرى في كربلاء، حيث إن الحادثة عبرة. تعتبر منها جميع المذاهب الإسلامية، فهي واحدة في قلوب المسلمين جميعاً».

واتهم اردوغان «النظام السوري بانتهاج العنف ضد شعبه، من خلال استخدامه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، متشبثاً بدعم من قبل المتعصبين في المنطقة، الذين يقدمون له الدعم، ويؤيدون صنائعه الظالمة، ويغذون العنف في البلاد».

واعتبر أن «من يؤيد النظام السوري على أفعاله الطائفية، عليه التأكد من معتقداته التي ترفض الظلم والقتل، وتعتبر هذه الأفعال خارجة عن نطاق الإنسانية»، مؤكداً أن أنقرة «ترفض أية نزاعات طائفية أو مذهبية، تحدث أو قد تحدث في العراق أو لبنان أو سوريا».

وشدد أردوغان على «رفضه الانقسام جراء حادثة كربلاء»، محذراً من «تكرارها ووقوعها بين المسلمين، لأنها ستزيد من آلامهم، وعلى رأسهم آلام حفيد الرسول الحسين عليه السلام، وآل بيته الكرام».

لافروف

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع التلفزيون الصيني بثت أمس، «سنعارض بشدة أية محاولات لإصدار مجلس الأمن قرارات ستستخدم من أجل تبرير التدخل الخارجي» في سوريا.

وأوضح أنه «يمكن تسوية الوضع في سوريا عبر تطبيق بيان جنيف الذي تبنته مجموعة العمل حول سوريا في 30 حزيران الماضي، والذي قضى بضرورة أن يعمل اللاعبون الدوليون على حث الجانبين في سوريا على وقف العنف وإطلاق سراح السجناء والرهائن، وإجراء حوار بين المجموعات المعارضة والحكومة».

وتابع «عندما طلبنا تبني هذا النهج في مجلس الأمن، لم يبد شركاؤنا الدوليون استعداداً، وقالوا إن هذا غير كاف ويتطلب أولاً أن وقف الحكومة السورية للعمليات العسكرية وسحب العسكريين والأسلحة الثقيلة من المدن، وذلك قبل مطالبة المعارضة المسلحة بالهدنة. هذا النهج غير واقعي، لأنه يعني بالحقيقة إعلان الاستسلام من جانب واحد».

وأوضح أن «موقف روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي، ينطلق من أننا يجب أن نتوصل إلى اتفاق حول سبل للتأثير في هذه الأزمة أو تلك، تسمح بالفعل بتهدئة الوضع وتحويل النزاع إلى مجرى المفاوضات السياسية، وليس لاستخدامها من أجل دعم طرف من طرفي النزاع الداخلي».

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في قبرص، انه يمكن للدول الأوروبية تقديم معدات غير قاتلة إلى المعارضة السورية، لأن الاتحاد فرض حظراً على الأسلحة إلى سوريا.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن الديبلوماسي الفرنسي إريك شوفالييه، وهو سفير باريس السابق في دمشق والمسؤول حالياً عن الملف السوري في وزارة الخارجية بعد سحبه من دمشق في آذار الماضي، قوله إن الحكومة الفرنسية تمول خمسة مجالس ثورية في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا لمساعدتهم على إصلاح خزانات المياه، وأنظمة الصحة العامة، والخدمات الصحية، والمخابز.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

كندا تدرج سوريا إلى لائحة الدول الراعية للإرهاب بعد ساعات من إدراجها إيران

أوتاوا- (يو بي اي): أدرجت كندا الليلة الماضية سوريا في لائحة الدول الراعية للإرهاب بعد ساعات من إدراجها إيران في هذه اللائحة بالتوازي مع إغلاق السفارة الكندية في إيران وإمهال الدبلوماسيين الإيرانيين في أوتاوا خمسة أيام للمغادرة.

وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان صحافي وزّع في وقت متأخر من ليل أمس الجمعة إن كندا أضافت رسمياً سوريا إلى لائحة الدول الراعية للإرهاب.

وأضاف أن “كندا ملتزمة بمحاربة الإرهاب ومحاسبة مرتكبي الإرهاب والذين يقدمون الدعم لهم”.

وكان وزير الخارجية الكندي أعلن في وقت سابق من أمس الجمعة إغلاق سفارة بلاده في إيران وطرد كافة الدبلوماسيين الإيرانيين من أراضيها خلال 5 أيام.

وأصدر وزير الخارجية الكندي جون بيرد بياناً قال فيه “أغلقت كندا سفارتها في إيران، على أن يبدأ سريان مفعول القرار فوراً”، معتبراً “كافة الدبلوماسيين الإيرانيين الباقين في كندا أشخاصاً غير مرغوب بهم”.

واعتبر “حكومة إيران التهديد الأكبر للسلام والأمن العالميين اليوم”، واتهمها بتقديم مساعدات متزايدة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ودعت وزارة الخارجية الكنديين إلى تفادي زيارة إيران، وحذرت بشكل خاص الذين يحملون جنسية إيرانية من أن إيران لا تعترف بنظام الجنسية المزدوجة، ما يمنع الحكومة الكندية من تقديم المساعدة القنصلية لهم.

موسكو ستدفع مجلس الأمن للمصادقة على اتفاق جنيف حول سوريا

فلاديفوستوك- (ا ف ب): اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت أن روسيا ستدفع مجلس الأمن الدولي للمصادقة على اتفاق جنيف حول مبادىء انتقال سياسي في سوريا خلال اجتماع مقرر في ايلول/ سبتمبر.

وقال لافروف “ثمة مشروع لعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي بمشاركة الوزراء حول المسالة السورية” مشيرا إلى أن “روسيا ستدعو الى ان يصادق مجلس الامن على بيان جنيف” الذي اقترحه الموفد السابق للجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان في نهاية حزيران/ يونيو.

واضافلا إن موسكو تدعم فكرة هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة لعقد مؤتمر لقوى المعارضة في دمشق.

وأكد لافروف أن موسكو ليس لديها مصالح عمل في سوريا وأنها ترفض العقوبات فقط كونها لن تأتي بنتيجة.

وكان البيان الختامي لمحادثات مجموعة العمل الدولية حول سوريا في جنيف في الثلاثين من حزيران/ يونيو الماضي أعلن عن اتفاق على عملية انتقالية يقودها السوريون، وقال المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان إن القوى العالمية اتفقت في جنيف على خطة جديدة بشأن حكومة انتقالية سورية.

وقال أنان إن الخطة لا تتضمن الدعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع إمكانية أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء في الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة وجهات أخرى.

وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة قالت إن اتفاق جنيف ينص على رحيل الأسد وهو أمر نفته روسيا التي شارك وزير خارجيتها سيرغي لافروف في اجتماعات جنيف واتهمت الغرب بتحريف مضمون الاتفاق.

هجمات ضد مواقع عسكرية بحلب وقصف على دمشق واشتباكات في حمص ودرعا

بيروت- (ا ف ب): هاجمت القوى المعارضة المسلحة السبت حاجزا للقوات النظامية السورية في حلب حيث تواصلت الاشتباكات قرب ثكنة عسكرية، في وقت تعرضت احياء وقرى في دمشق ومحافظات اخرى للقصف، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان المقاتلين المناهضين للنظام هاجموا حاجزا للقوات النظامية في الليرمون (شمال غرب) قتل خلاله خمسة من المهاجمين فيما “وردت معلومات اولية عن قتل وجرح عدد من عناصر” قوات النظام.

وقد تعرضت بلدة عندان “للقصف من الطائرات الحربية بعد استهداف حاجز الليرمون”، كما تعرض حي الميسر للقصف.

وجاء ذلك غداة معارك عنيفة دارت مساء الجمعة بين الجيش السوري النظامي ومقاتلي المعارضة الذين كانوا يحاولون السيطرة على ثكنة عسكرية في حي هنانو في شرق حلب.

وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح لفرانس برس السبت ان “الاشتباكات متواصلة في الموقع بعدما تمكن المهاجمون من دخول جزء من الثكنة هو الجزء المخصص للمجندين”.

وفي دمشق، تعرض حي التضامن في جنوب العاصمة للقصف من قبل القوات النظامية فجر اليوم “في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه ولم ترد انباء عن خسائر بشرية”، بحسب المرصد الذي تحدث ايضا عن قصف طال حي الحجر الاسود القريب.

وخاضت المعارضة المسلحة اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة حمص (وسط) قتل خلالها احد عناصرها، وفي بلدة الحارة في درعا (جنوب) حيث قتل وجرح ما لا يقل عن 12 من القوات النظامية، وفقا للمرصد.

وتعرضت مدينة البوكمال في محافظة دير الزور (شرق) الى قصف تركز على محيط مطار الحمدان العسكري، كما تعرضت مدن وقرى واحياء في ادلب (شمال غرب) ودرعا الى قصف مماثل.

وتاتي اعمال العنف هذه غداة مقتل 136 شخصا هم 73 مدنيا و38 عسكريا نظاميا و25 مقاتلا مناهضا للنظام، بحسب ارقام المرصد.

ديلي تلغراف’: ايران تكثّف دعمها للاسد وترسل 150 ضابطاً من الحرس الثوري لمساعدته

انفجارات تهز دمشق و’مئات الجنود’ يقتحمون بلدة قربها والنظام يهاجم مرسي ولا يريد مصر طرفا في اي مبادرات

بيروت ـ عمان ـ وكالات: ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية ان ستة أشخاص على الأقل قتلوا الجمعة في انفجار استهدف مسجداً في العاصمة دمشق، ويأتي هذا في الوقت الذي اقتحم فيه ‘مئات الجنود’ ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق الجمعة.

جاء ذلك في حين اعتبرت سورية ان تصريحات الرئيس المصري ‘قضت’ على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال اقليمية لحل النزاع السوري ووضعت مصر خارج دائرة المشاركة في اي مبادرات محتملة.

وشهدت العاصمة السورية الجمعة ثلاثة هجمات بالقنابل خلفت خمسة قتلى من قوات حفظ النظام، في يوم آخر من المعارك الدامية بين قوات الامن السورية والمعارضين المسلحين على عدة جبهات في سورية، علاوة على عدة تظاهرات معادية لنظام الرئيس بشار الاسد.

وغير بعيد عن السواحل السورية عقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا في قبرص لبحث تنسيق المساعدة لمئات آلاف اللاجئين السوريين. واعلنت المفوضية الاوروبية من بروكسل صرف خمسين مليون يورو اضافية لمساعدة اللاجئين.

واعلن التلفزيون السوري العام ان دمشق شهدت ‘اعتداء’ بـ ‘دراجة نارية مفخخة لدى مغادرة مصلين’ جامع الركنية في حي ركن الدين شمال العاصمة ما خلف خمسة قتلى بين قوات حفظ النظام.

وتتولى قوات الامن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار (مارس) 2011 ضرب طوق حول المساجد يوم الجمعة لمنع تنظيم تظاهرات بعد الصلاة ويقول ناشطون انها كثيرا ما تطلق النار على المتظاهرين.

وبعد ساعتين من هذا الهجوم سجل هجوم ثان بسيارة مفخخة بين القصر العدلي ووزارة الاعلام في حي المزة الراقي غرب العاصمة، بحسب ما افاد التلفزيون السوري الذي لم يشر الى ضحايا في حين تضررت عشر سيارات.

ونسب التلفزيون الحكومي الاعتداءين الى ‘ارهابيين’ وهو التعبير الذي تطلقه السلطات على المعارضين الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الاسد.

كما انفجرت قنبلة في حي الصالحية وسط دمشق ما ادى الى اصابة جنود بجروح، بحسب ناشطين معارضين.

وتعددت الهجمات في الاسابيع الاخيرة في دمشق رغم الاجراءات الامنية المتخذة من النظام الذي لم يتمكن كذلك من احتواء التظاهرات.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن تظاهرات ‘كبيرة’ سجلت في العديد من البلدات المتمردة في محافظة ادلب (شمال غرب) ومحافظة دمشق وحرستا حيث ينفذ الجيش السوري عمليات واسعة النطاق في محاولة للقضاء على التمرد.

ووضعت تظاهرات الجمعة تحت شعار ‘حمص المحاصرة تناديكم’.

واستمرت المعارك بين الجيش والمقاتلين المعارضين على عدة جبهات في ادلب ودرعا (جنوب) وحمص (وسط) ودمشق ودير الزور (شرق) وحلب (شمال)، بحسب المرصد. وتعرضت عدة احياء في هذه المدن يتحصن فيها معارضون مسلحون للقصف.

واقتحم ‘مئات الجنود’ ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق الجمعة، بحسب ما اعلن ناشطون، وحدثت معارك في محيط القزاز جنوب شرق دمشق.

وبحسب المرصد فإن ما لا يقل عن 65 شخصا بينهم 31 مدنيا و15 متمردا، قتلوا في اعمال العنف في سورية الجمعة. كما عثر على 16 جثة يحمل بعضها آثار تعذيب، في حرستا غداة العثور على 45 جثة في محافظة دمشق.

سياسيا، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري مساء الخميس ان ‘سورية تنظر ايجابيا الى اي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الازمة واعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سورية’.

واضاف في المقابلة التي نشرت نصها وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مبادرة الترويكا التي تم الحديث عنها وتضم مصر ‘قد قضى عليها الرئيس المصري بمواقفه الأخيرة’.

وذهبت صحيفة ‘تشرين’ الحكومية الصادرة الجمعة في افتتاحيتها الى ابعد من ذلك، مؤكدة ان انحياز مرسي ‘للارهاب والقتل والتخريب في سورية’ قضى على أي جهود أو مبادرات ‘يمكن أن تكون مصر طرفا فيها’.

من جهتها ذكرت صحيفة ‘ديلي تليغراف’ الجمعة، أن ايران تكثّف دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد وأرسلت 150 ضابطاً من كبار قادة حرسها الثوري إلى سورية للمساعدة بصد محاولات المعارضة الرامية إلى الإطاحة به.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين بالإستخبارات الغربية ‘إن الرئيس محمود أحمدي نجاد صادق شخصياً على إيفاد ضباط من ذوي الخبرة لضمان بقاء نظام الأسد في السلطة كونه يمثل الحليف الأكثر أهمية لإيران بالمنطقة’.

واضافت أن ايران قامت كذلك ‘بشحن مئات الأطنان من المعدات العسكرية، بما في ذلك المدافع والصواريخ والقذائف، إلى سورية عبر ممر جوي نظامي تم انشاؤه بين دمشق وطهران’.

وقالت إن اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هو العقل المدبر لعملية الدعم الايراني لنظام الأسد، وتم اتخاذ قرار زيادة الدعم بعد مقتل صهر الرئيس السوري العماد آصف شوكت نائب رئيس أركان الجيش السوري مع عدد آخر من كبار مسؤولي الدفاع في مقر الأمن القومي بدمشق في تموز (يوليو) الماضي.

ديلي تلغراف’: ايران تكثّف دعمها للاسد وترسل 150 ضابطاً من الحرس الثوري لمساعدته

انفجارات تهز دمشق و’مئات الجنود’ يقتحمون بلدة قربها والنظام يهاجم مرسي ولا يريد مصر طرفا في اي مبادرات

بيروت ـ عمان ـ وكالات: ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية ان ستة أشخاص على الأقل قتلوا الجمعة في انفجار استهدف مسجداً في العاصمة دمشق، ويأتي هذا في الوقت الذي اقتحم فيه ‘مئات الجنود’ ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق الجمعة.

جاء ذلك في حين اعتبرت سورية ان تصريحات الرئيس المصري ‘قضت’ على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال اقليمية لحل النزاع السوري ووضعت مصر خارج دائرة المشاركة في اي مبادرات محتملة.

وشهدت العاصمة السورية الجمعة ثلاثة هجمات بالقنابل خلفت خمسة قتلى من قوات حفظ النظام، في يوم آخر من المعارك الدامية بين قوات الامن السورية والمعارضين المسلحين على عدة جبهات في سورية، علاوة على عدة تظاهرات معادية لنظام الرئيس بشار الاسد.

وغير بعيد عن السواحل السورية عقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا في قبرص لبحث تنسيق المساعدة لمئات آلاف اللاجئين السوريين. واعلنت المفوضية الاوروبية من بروكسل صرف خمسين مليون يورو اضافية لمساعدة اللاجئين.

واعلن التلفزيون السوري العام ان دمشق شهدت ‘اعتداء’ بـ ‘دراجة نارية مفخخة لدى مغادرة مصلين’ جامع الركنية في حي ركن الدين شمال العاصمة ما خلف خمسة قتلى بين قوات حفظ النظام.

وتتولى قوات الامن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار (مارس) 2011 ضرب طوق حول المساجد يوم الجمعة لمنع تنظيم تظاهرات بعد الصلاة ويقول ناشطون انها كثيرا ما تطلق النار على المتظاهرين.

وبعد ساعتين من هذا الهجوم سجل هجوم ثان بسيارة مفخخة بين القصر العدلي ووزارة الاعلام في حي المزة الراقي غرب العاصمة، بحسب ما افاد التلفزيون السوري الذي لم يشر الى ضحايا في حين تضررت عشر سيارات.

ونسب التلفزيون الحكومي الاعتداءين الى ‘ارهابيين’ وهو التعبير الذي تطلقه السلطات على المعارضين الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الاسد.

كما انفجرت قنبلة في حي الصالحية وسط دمشق ما ادى الى اصابة جنود بجروح، بحسب ناشطين معارضين.

وتعددت الهجمات في الاسابيع الاخيرة في دمشق رغم الاجراءات الامنية المتخذة من النظام الذي لم يتمكن كذلك من احتواء التظاهرات.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن تظاهرات ‘كبيرة’ سجلت في العديد من البلدات المتمردة في محافظة ادلب (شمال غرب) ومحافظة دمشق وحرستا حيث ينفذ الجيش السوري عمليات واسعة النطاق في محاولة للقضاء على التمرد.

ووضعت تظاهرات الجمعة تحت شعار ‘حمص المحاصرة تناديكم’.

واستمرت المعارك بين الجيش والمقاتلين المعارضين على عدة جبهات في ادلب ودرعا (جنوب) وحمص (وسط) ودمشق ودير الزور (شرق) وحلب (شمال)، بحسب المرصد. وتعرضت عدة احياء في هذه المدن يتحصن فيها معارضون مسلحون للقصف.

واقتحم ‘مئات الجنود’ ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق الجمعة، بحسب ما اعلن ناشطون، وحدثت معارك في محيط القزاز جنوب شرق دمشق.

وبحسب المرصد فإن ما لا يقل عن 65 شخصا بينهم 31 مدنيا و15 متمردا، قتلوا في اعمال العنف في سورية الجمعة. كما عثر على 16 جثة يحمل بعضها آثار تعذيب، في حرستا غداة العثور على 45 جثة في محافظة دمشق.

سياسيا، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري مساء الخميس ان ‘سورية تنظر ايجابيا الى اي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الازمة واعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سورية’.

واضاف في المقابلة التي نشرت نصها وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مبادرة الترويكا التي تم الحديث عنها وتضم مصر ‘قد قضى عليها الرئيس المصري بمواقفه الأخيرة’.

وذهبت صحيفة ‘تشرين’ الحكومية الصادرة الجمعة في افتتاحيتها الى ابعد من ذلك، مؤكدة ان انحياز مرسي ‘للارهاب والقتل والتخريب في سورية’ قضى على أي جهود أو مبادرات ‘يمكن أن تكون مصر طرفا فيها’.

من جهتها ذكرت صحيفة ‘ديلي تليغراف’ الجمعة، أن ايران تكثّف دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد وأرسلت 150 ضابطاً من كبار قادة حرسها الثوري إلى سورية للمساعدة بصد محاولات المعارضة الرامية إلى الإطاحة به.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين بالإستخبارات الغربية ‘إن الرئيس محمود أحمدي نجاد صادق شخصياً على إيفاد ضباط من ذوي الخبرة لضمان بقاء نظام الأسد في السلطة كونه يمثل الحليف الأكثر أهمية لإيران بالمنطقة’.

واضافت أن ايران قامت كذلك ‘بشحن مئات الأطنان من المعدات العسكرية، بما في ذلك المدافع والصواريخ والقذائف، إلى سورية عبر ممر جوي نظامي تم انشاؤه بين دمشق وطهران’.

وقالت إن اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هو العقل المدبر لعملية الدعم الايراني لنظام الأسد، وتم اتخاذ قرار زيادة الدعم بعد مقتل صهر الرئيس السوري العماد آصف شوكت نائب رئيس أركان الجيش السوري مع عدد آخر من كبار مسؤولي الدفاع في مقر الأمن القومي بدمشق في تموز (يوليو) الماضي.

طهران وموسكو مستعدتان لدعم الفضائيات السورية والجيش الإلكتروني يخترق موقع ‘النايلسات

‘يوتلسات’ الأوروبي يعوض دمشق عن الأقمار العربية والحكومة تدعم ‘الدنيا’ أرضيا

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: لم يؤثر قرار الشركة المصرية للاقمار الصناعية ‘نايل سات’ والشركة العربية ‘عربسات’ بإيقاف بث القنوات الفضائية السورية على بث تلك القنوات فعلياً إذ كانت الجهات السورية المعنية قد حجزت حزماً لقنواتها الرسمية والخاصة على القمر الصناعي الأوروبي يوتلسات مسبقاً لينتقل البث الفضائي السوري مباشرة عبر هذا القمر الواقع في ذات المدار الذي يقع فيه القمر نايلسات عند الدرجة 7 ،وبالتالي لم يكن هناك حاجة لدى متابعي القنوات السورية في الداخل للتبديل إلى قمر آخر بل فقط إعادة توليف جهاز الريسيفر لديهم حتى أن بعض أجهزة الاستقبال تقوم بتحديث اتوماتيكي لترددات الفضائيات.

مصادر إعلامية سورية قالت لـ ‘القدس العربي’ ان السلطات السورية ستكتفي حالياً بالاعتماد على خدمات القمر يوتلسات لكونها تفي بالغرض وأنه لا حاجة حالياً للاستعانة بخدمات أقمار أخرى، وقالت أيضاً ان طهران وموسكو مستعدتان لتقديم خدمات أقمارهما الصناعية إذا احتاجت الفضائيات السورية لتلك الخدمة.

المصادر ذاتها ذكرت أيضاً أن فضائيات صديقة لبنانية وإيرانية كقناة NBN والعالم أبديتا استعدادهما لتقديم خدماتهما للقنوات السورية كالقيام ببث نشرات الأخبار الرئيسية للفضائية السورية الرسمية عبر تلك القنوات، كما أبدت قنوات صديقة أخرى استعدادها لبث برامج سياسية تنتجها الفضائية السورية أيضاً.

وكانت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سورية قد قررت منح قناة الدنيا الخاصة إمكانية البث الأرضي على القناة الثانية الأرضية التابعة للتلفزيون الرسمي كنوع من الدعم لقناة الدنيا.

وما تزال الفضائية السورية الرسمية تبث حتى الآن على القمر الأوروبي هوت بيرد.

واعتبرت الخارجية الروسية أن قرار ‘نايل سات’ و’عربسات’ بوقف البث الفضائي للقنوات السورية يقلص الفضاء الاعلامي حول ما يحدث في سورية.

ودانت وزارة الاعلام السورية في بيان نشرته وكالة الانباء السورية ‘سانا’ قرار وقف بث القنوات السورية مؤكدة ان ذلك يندرج ‘في اطار الحملة التي تستهدف سورية’ كما أعتبرته ‘انتهاكا ودليلا مباشرا على انحياز القائمين عليه الى جانب المشروع المعادي لسورية دولة وشعبا وسلوكا يندرج في اطار خدمة المشروع الصهيوني’.

ووصفت الوزارة قرار الشركة المشغلة بايقاف بث القنوات السورية بانه ‘اجراء احادي يخالف شروط العقد المبرم مع الشركة المذكورة وينتهك مواثيق الشرف الاعلامي ويتعرض بشكل فظ وغير مبرر لاصول ومبادئ العمل الاعلامي’.

ودعت الوزارة شركة نايل سات الى الرجوع عن هذا السلوك واتباع الاصول القانونية والمتعارف عليها في مثل هذه الاحوال.

وكانت ‘نايل سات’ قد أعلنت الجمعة وقف بث تلك القنوات وهي الدنيا والاخبارية السورية والفضائية السورية مؤخراً.

وقام الجيش السوري الإلكتروني الذي يضم ناشطين على الإنترنت مؤيدين للسلطات السورية باختراق موقع قمر النيل سات واستبداله بالبث المباشر للقنوات السورية: الفضائية السورية والدنيا والإخبارية السورية وتم نشر ترددات القنوات السورية على الصفحة الرئيسية للموقع يوم الجمعة.

وقال الجيش السوري الإلكتروني في بيان له ‘بعد قرارات النيل سات الجائرة بحق القنوات السورية والتي لا تندرج في إطار المهنية الإعلامية والمصداقية، فإننا وكجيش سوري إلكتروني قررنا الرد على طريقتنا ووفق أسلوبنا، إننا ندين وبشدة هذا العمل الداعم للإرهاب وللمؤامرة على سورية، تم اختراق موقع قمر النيل سات واستبداله بالبث المباشر للقنوات السورية: الفضائية السورية والدنيا والإخبارية السورية وتم نشر ترددات القنوات السورية عليه’.

وأضاف البيان ‘صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه ونحن مستمرون بالدفاع عن سورية بكل الوسائل المتاحة ولن نعدم طريقة للنيل من أعداء سورية في الداخل والخارج’.

فُتات معارضة في سورية

صحف عبرية

نجح الجيش السوري الحر في تحقيق سيطرة في معظم أجزاء حلب، المدينة الثانية في حجمها في سوريا والعاصمة الاقتصادية في الدولة. ممثلو المعارضة السورية الذين بشروا بذلك يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع، اضافوا بان في حلب لم يعد هناك تواجد بري للجيش السوري النظامي، ولكن القصف من الجو مستمر. وبالفعل، في الغداة نقلت تقارير عن عشرات القتلى في حلب جراء قصف سلاح الجو السوري. اذا كانت الادعاءات بشأن السيطرة على حلب صحيحة، فان المعارضة السورية تكون حققت انجازا غير مسبوق في المعركة ضد بشار الاسد ومؤيديه. معارضو الحاكم، في قوات مشتركة وفي ظل بعض التعاون بينهم، نجحوا في دفع الجيش السوري الى الانسحاب من احدى النقاط الاكثر اهمية لحكم الاسد، بعد العاصمة دمشق مباشرة.

وتعتبر السيطرة على حلب مؤشرا هاما على تفتت حكم بشار الاسد والضعف المتواصل للجيش النظامي، الذي لا يزال عدد جنوده أكبر بعدة اضعاف الجيش السوري الحر. وظاهرا على الاقل يعد هذا الانجاز الاكبر حتى من تصفية القيادة العسكرية للدولة في 18 تموز، في انفجار عبوة ناسفة كبيرة في مبنى مجلس الامن القومي في دمشق. وبينما كان قتل مقربي الاسد عملية عصابات كلاسيكية (الرئيس السوري اسماها عملية ارهابية)، فان المعركة على حلب كانت معركة عسكرية بكل معنى الكلمة. يبدو وكأن النصر الذي حققته قوات المعارضة هناك يقصر طريقها نحو دمشق.

ولكن المشاهد الخارجي، الذي يحاول أن يفهم ما الذي يجري حقا في سوريا، يجد صعوبة في أن يعرف من يصدق. فالمعارضة تتشكل من مجموعات عديدة جدا، كل واحدة منها تعمل باسم فكرة خاصة بها او تحقق مصلحة مميزة. مرات عديدة جدا، كانت بلاغات نشرت باسم مجموعة واحدة في مدينة معينة، أسمت نفسها ‘الجيش السوري الحر’ لم تتطابق وادعاءات عصبة مسلحة اخرى، عملت في ذات المدينة بل وفي ذات الحي وعرفت نفسها بذات الاسم.

اضافة الى ذلك، لا يمكن التصديق حتى ولا لهيئة واحدة من جملة هيئات المعارضة. فعدد لا يحصى من المرات نشرت المعارضة تقارير بعد وقت قصير تبين انها كانت غير صحيحة، على أقل تقدير. ولكن النظام في دمشق ايضا لا يمكن تصديقه. فبينما الاسد يحاول اقناع الاسرة الدولية ورعاياه بان أكثر من 25 الف شخص قتلوا بقوة عليا، وليس بنار جنوده، تجتهد المعارضة للايضاح لماذا يوشك الحكم على الانهيار بعد لحظة حقا.

يوم الاثنين، مثلا، ادعى جنرال في الجيش السوري النظام بانه في غضون عشرة ايام سيستعيد النظام السيطرة في حلب. يبدو ان في هذا السياق يقترب معارضو الاسد من الحقيقة أكثر. في كل لحظة يمكن لسيارة متفجرة او اغتيال ما ان يضع حدا لحياة الرئيس السوري، أو على الاقل يقرب نهاية حكمه. بالمقابل، طالما لم تقع حادثة كهذه، يبدو أنه سيواصل ذبح أبناء شعبه. جيش الاسد لا يبدي مؤشرات انهيار. في أقصى الاحوال يشهد تفتتا بطيئا وطويلا.

بلا غطاء

أحد قادة جيش المعارضة، الجنرال مصطفى الشيخ، قال هذا الاسبوع في مقابلة مع فضائية عربية ان معارضي النظام داخل سوريا يتحدون، بينما في أوساط اولئك العاملين من خارج الدولة يشتد الانقسام. وعلى حد قوله فان كل مجموعة تعمل من خارج سوريا تحث اجندة مختلفة. وبالمقابل، فان قوات المعارضة داخل سوريا آخذة في الاتحاد خلف رؤيا وطنية متجسدة.

ووصف الشيخ نفسه في المقابلة بانه قائد الجيش السوري الحر. وحتى قبل بضعة اشهر كان يعتبر منافسا للعقيد رياض الاسعد، الذي يحمل هو ايضا لقب قائد الجيش السوري الحر.

قبل بضعة أشهر كان يخيل أنه تحقق اتحاد تاريخي بين الرجلين. ولكن سرعان ما تبين بان الخلاف في موضوع قيادة الجيش السوري الحر بقي على حاله. وقد سبق للشيخ أن اثبت في الماضي بانه يجب التعاطي بحذر مع تصريحاته وتحليلاته. في بداية شباط من هذا العام قدر في مقابلة مع ‘الديلي تلغراف’ البريطانية بان الجيش النظامي سينهار في غضون شهر. ولكن الجيش النظامي بقي لعدة اشهر اخرى. كما أن الانقسام بين الميليشيات التي تقاتل ضد بشار الاسد بقي على حاله.

قبل يوم من المقابلة مع الشيخ أعلن العقيد فاتح حسون، عضو الجيش السوري الحر بانه تشكل في حمص مجلس عسكري ثوري. وعلى حد قوله، فان الهيئة الجديدة ستعمل على توحيد كل الالوية العاملة في المدينة تحت اسم الجيش السوري الحر. اعضاء في الجيش السوري الحر سبق ان نشروا في الشهر الماضي بيانا عن اقامة المجلس الثوري الانتقالي في حلب. وكان يفترض بالمجلس ان يوحد نشاط كل الهيئات المسلحة في المدينة. ولكن التوحيد لم يتم في حلب ومشكوك أن يكون ممكنا اخراجه الى حيز التنفيذ في حمص.

في محاولة لمواجهة الانقسام في صفوفها أعلنت المعارضة أول أمس عن اقامة هيئة جديدة الجيش الوطني السوري الذي يفترض أن يوحد كل الجماعات المسلحة العامة ضد الاسد. ولرئاسة الجيش الجديد للمعارضة عين الجنرال محمد حسين الحاج علي. الذي اصبح عمليا ‘رئيس أركان’ معارضي الاسد. في مقابلة نشرت أمس قال الحاج علي لصحيفة ‘الشرق الاوسط’ ان توحيد المعارضة السورية المسلحة في الخارج وفي داخل الدولة تحت قيادة قائد واحد يستهدف منع الحرب الاهلية او الحرب الطائفية، التي يوجد تخوف من أن تقع بعد سقوط النظام.

تحييد متبادل

ولكن الانقسام داخل المعارضة اكبر بكثير مما يبلغ المراقبون في وسائل الاعلام. فعضو كبير في المعارضة السورية، يسكن في اوروبا قال لـ ‘هآرتس’ ان الخصومة بين جملة الجماعات في اوساط معارضي الاسد تمنع المعارضة من احداث اسقاط اسرع للرئيس. ‘اسباب ذلك عديدة. في الصراع في سوريا تختلط الكثير جدا من المصالح الاجنبية للدول التي تؤثر على المعارضة. خذ فرنسا مثلا. ليس واضحا اذا كانت باريس تؤيد المعارضة المسلحة أم ضدها. توجد دول تؤيد الجيش السوري الحر. واخرى تقاطعه. ‘ومع ذلك، فاني أعدك بان الشعب السوري سينتصر. الثورة آتية آتية، حتى لو كان الثمن ان يصبح كل الشعب عاجزا وتكون الاعدامات جماعية اكثر’.

وكان لرجل المعارضة، الذي تحدث مع ‘هآرتس’ هاتفيا قبل وقت غير بعيد علاقات وثيقة مع العقيد رياض الاسعد. وعلى حد قوله فان الجدال بين الاسعد والمجلس السوري الوطني، الهيئة السياسية التي تقود المعارضة ظاهرا، حيد العقيد. ‘اليوم لم يعد للاسعد قدرة حقيقية على التأثير. فقد عمل المجلس الوطني السوري ضده منذ اللحظة الاولى. فهم لم يستطيبوا فكرة المعارضة المسلحة ووقفوا ضده واتهموه، بل واتهموني أنا ايضا بالخيانة. بعد ذلك انزلوا بالمظلة الشيخ، كيف يضعف الاسعد. كان لهذا تأثير دراماتيكي على قدرة الجيش السوري الحر. خذ مثلا الوضع في حمص. توجد هناك على الاقل أربع كتائب، كل واحدة تعمل على حده ولا توجد مظلة قيادة واحدة يستظل تحتها الجميع’.

ويضيف المصدر المعارض بان برهان غليون، الذي كان على رأس المجلس الوطني، يواصل السيطرة عليه. ‘لديه اليوم عشرين مقعدا في قيادة المجلس ولكل باقي المجموعات يوجد 20 مقعد. وهو لا يمثل احدا غير نفسه. وبالتالي فليس للمجلس الوطني ايضا اي قدرة على التأثير’.

لجملة الخصومات بين فصائل المعارضة ينبغي أن يضاف عنصر انضم الى معارضي الاسد في الاشهر الاخيرة: الاسلاميون المتطرفون من مدرسة القاعدة. الالاف منهم يعملون اليوم في سوريا ويقاتلون ضد الجيش النظامي. بعضهم يعمل بالتنسيق مع كتائب معينة في الجيش السوري الحر. مجرد وجودهم يثير التوتر الشديد في اوساط معارضي النظام، الذين جزء منهم على الاقل يرفض فكرة دمج رجال القاعدة في المعارك ضد رجال الاسد.

وعندما يطلب اليه قول رأي في موقف اسرائيل من التطورات في سوريا، يفضل الكبير في المعارضة أخذ جانب الحذر. ‘موقفكم ليس واضحا. عليكم أن تقرروا اذا كنتم مع نشطاء حقوق الانسان في سوريا وفي كل مكان آخر أم انكم مع الطغاة’، يقول. ‘ليس للشعب السوري أي مشكلة للعيش بسلام مع اسرائيل اذا اعدتم الجولان. نحن لا نبحث عن حرب وعليه فيمكن الوصول الى اتفاق سلام. نحن نفهم جيدا كيف استغل الدكتاتوريون والحكام في المنطقة النزاع مع اسرائيل لمواصلة السيطرة والمس بحقوق الشعب. ولكن في نهاية الامر عليكم أن تحترمونا وتحترموا احتياجاتنا’.

آفي يسسخروف

هآرتس 7/9/2012

مقتل ابو محمد الشامي يكشف عن خلافات الفصائل.. وسيؤدي الى حرب انتقام وتصفيات

امريكا لا تعرف كل مواقع السلاح الكيماوي السوري.. تراقب وتعد الخطط وتتشاور مع حلفائها في تركيا والاردن واسرائيل

لندن ـ ‘القدس العربي’: قرار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ارسال معونات للمعارضة في الداخل لمساعدتها كي تدير المناطق التي تقع تحت سيطرتها هو جزء من التحضيرات التي تعدها الدول الغربية لمرحلة ما بعد الاسد.

ويشير الى رؤية فرنسا للمرحلة القادمة وهي اقامة مناطق آمنة يستخدمها المقاتلون للانطلاق ضد القوات التابعة للجيش الحكومي، وبناء ادارات مدنية بديلة عن الادارات التي انهارت بسبب الحرب، وتظل الخطوة الفرنسية محلا للشك الا اذا اشفعت بدعم عسكري وتزويد المعارضة المسلحة بصواريخ ارض – جو لضرب الطيران السوري الذي حرم المقاتلين حتى الان من تأمين المواقع التي سيطروا عليها.

وقال اريك شافيليه السفير الفرنسي في سورية والذي استدعته وزارة الخارجية في شهر اذار (مارس) الماضي والمكلف بملف سورية في الخارجية ان الحكومة الفرنسية قررت البدء بمبادرات مدنية وهي في تواصل دائم مع المقاتلين للتعرف على احتياجاتهم، مع ان الدبلوماسيين الفرنسيين يؤكدون ان باريس لا تقدم اسلحة للمعارضة او الجيش الحر نفسه. ونقل عن المسؤول الفرنسي ان ما قررت حكومته القيام به ‘مبادرة مهمة ولكنها ليست كاملة’.

وينظر للجهود الفرنسية انها محاولة من حكومة هولاند للتعبير عن وقوفها الى جانب المقاتلين. وهي في دعمها هذا تتصرف بشكل مفتوح خلافا للحكومة الامريكية والحكومات الغربية. وقد جاء التحرك الفرنسي كمحاولة منها لدفع الجماعات المعارضة والمقاتلة الى الاتفاق على اجندة موحدة. وكرر هولاند بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون ان حكومة بلاده ستعترف بحكومة انتقالية تشكلها المعارضة اذا ضمت اطيافا ومكونات الشعب السوري السياسية والطائفية. وقد اجتمع هولاند مع كاميرون في الحديقة الاوليمبية على مدار 40 دقيقة واتفقا على تسريع الجهود للخروج من حالة الانسداد التي تمر فيها الازمة السورية.

تغير في الموقف البريطاني

وقد يدفع الموقف الفرنسي الحكومة البريطانية لتغيير موقفها حيث تعترف بأنها قد تتخذ نفس الخطوة وهي الاعتراف بالمعارضة التي لا تزال حتى الآن منقسمة على نفسها، وقد يؤدي الاعتراف الدولي بحكومة المعارضة لاقناع او دفع روسيا للتخلي عن دعمها لنظام بشار الاسد. وفي الوقت الحالي تقوم الحكومة البريطانية مثل امريكا بارسال ما تقول انها مساعدات انسانية واجهزة غير قتالية لمساعدة المعارضة في الداخل على الاتصال مع الخارج وتوثيق حالات انتهاك حقوق الانسان، اضافة الى تنظيم برامج تدريبية للمعارضة مثل برنامج دعم المعارضة السورية الذي تدعمه الخارجية الامريكية في اسطنبول.

وجاء التحرك الفرنسي الواضح بعد تردد من هولاند في اتخاذ موقف حاسم من نظام الاسد ولكنه يتعرض لحملة قوية من الرئيس السابق نيكولاي ساركوزي الذي يتهمه بعدم فعل شيء وهو الذي قاد الحملة على ليبيا للاطاحة بنظام معمر القذافي.

وحتى الآن لم تنجح محاولات جمع فصائل المعارضة في كيان واحد متفق على اجندة واحدة. وتحاول الجامعة العربية تشجيع المعارضة للتوقيع على خطة انتقالية لما بعد الاسد، ولكن المجلس الوطني السوري متردد في التوقيع عليها خشية ذوبانه بين جماعات لا تعترف بكونه الممثل الحقيقي للسوريين خاصة لجان التنسيق في الداخل.

وكان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ قد تحدث امام البرلمان قائلا انه حث وبشكل دائم المعارضة السورية قائلا لها انه ‘عندما تواجه دولة تهديدا وجوديا كما واجهت بلدنا ـ بريطانيا – اثناء الحرب العالمية الثانيةـ قامت كل الاحزاب بدفن خلافاتها اثناء الازمة، وهو ما يجب عليهم ـ المعارضة ـ عمله لان سورية اليوم تواجه تهديدا وجوديا’.

حالة انسداد

ويرى هولاند ان الازمة في سورية تعاني من حالة انسداد لم يعد فيها اي من الطرفين قادرا على تحقيق انتصار على الطرف الآخر، ولهذا يرى انه من اجل كسر الجمود لا بد من تحرك يدعم المعارضة لتحقيق تقدم سريع ينهي الحكم. وفي الوقت الذي تعترف فيه الحكومة الفرنسية بمخاطر تسليح المعارضة الا انها عبرت عن اعجابها بالطريقة التي يدير فيها المقاتلون المناطق التي تقع تحت سيطرتهم من ناحية اقامة مجالس ثورية لفرض النظام والقانون. ومن القيادات للمجالس الثورية الذين اتصلت معهم فرنسا، استاذ جامعي في مادة الرياضيات واخر كان يعمل سائق قطار.

وقد بدأت فرنسا بتقديم دعم مباشر لخمس مدن تقع تحت سيطرة المقاتلين،من اجل دعم ادارة المجالس المحلية وتوفير المياه الصحية وفتح المخابز والمدارس في جهود لاعادة الحياة المدنية. ولم يكشف المسؤولون الفرنسيون عن حجم الاموال التي ارسلتها فرنسا لهذه المجالس، ولكن مسؤولا اقترح ان المبادرة الفرنسية تتراوح ما بين 5- 6.3 مليون دولار امريكي، حيث تم ارسال جزء منها، وبحسب مسؤولين نقلت عنهم صحيفة ‘نيويورك تايمز’ فالحكومة الفرنسية تراقب الكيفية التي يتم فيها صرف الاموال والمتوقع ان تنفق في مشاريع مدنية.

وعلى الرغم من تردد الدول الغربية لدعم المقاتلين السوريين باسلحة ثقيلة الا ان فرنسا قالت انها تتصل مع المقاتلين وتستمع لمطالبهم حيث نقل عن دبلوماسي قوله ان الجيش الحر طلب معدات مضادة للدبابات والطائرات حيث تتم مناقشة مطالبهم بشكل جديد.

وبحسب دبلوماسي نقلت تصريحاته ‘ديلي تلغراف’ البريطانية فقد تقوم فرنسا بخرق الاجماع الغربي وتبدأ بتزويد المقاتلين اسلحة ثقيلة مضادة للطائرات والدبابات ويعتقد المقاتلون انه لن يتم تأمين مناطقهم بدون اجهزة متطورة قادرة على مواجهة الطيران الحكومي ولهذا كثفوا الجهود لاستهداف المطارات والقواعد الجوية ونجحوا في اسقاط طائرات لكن هذا جاء بالصدفة.

ولا يزال المقاتلون الذين يحاولون تنظيم انفسهم تحت قيادة واحدة فهم يحتاجون لاسلحة مضادة للطائرات، وتقوم الحكومة الفرنسية بمحاولة تحديد قيادات عسكرية يوثق بها في دير الزور وادلب وحلب لتلقي الدعم العسكري ولن يتم هذا بدون بناء ثقة معهم. ويبدو ان هذا التوجه هو انعكاس للتوجه الامريكي الذي بدأ يبني جسورا مع المعارضة في الداخل وتزويدها بمعلومات واجهزة غير قتالية. ولا تنفي هذه الجهود المشاكل التي تواجه المقاتلين والخلافات بين الفصائل خاصة بين الجماعات الجهادية والجيش الحر.

خلافات بين الفصائل

ومن هنا تقول صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الغموض الذي يكتنف مقتل قيادي سوري مرتبط بالقاعدة قد فتح نافذة على توحد الفصائل المقاتلة المرتبطة بشكل غير رسمي مع الجيش الحر، وايديولوجيتها، خاصة ان غموض هوية هذه الجماعات تظل عاملا لا يزال يمنع الغرب من دعم المعارضة عسكريا. وكانت جثة المقاتل فراس العبسي (ابو محمد الشامي)، رئيس مجلس شورى الدولة الاسلامية وعثر عليها يوم الاربعاء عند معبر باب الهوى قرب الحدود مع تركيا، ويبدو ان الشامي قد اختطف ثم اغتيل بعد ثلاثة ايام من اختفائه.

وتقول الصحيفة ان اغتياله سيدفع عشيرته في ادلب للانتقام من قتلته، فيما اقسمت الكتائب العاملة في المنطقة وهي مجالس الشورى الاسلامية والتي كان الشامي ناشطا فيها على الانتقام. ويشير البعض الى خلافات بين جماعة العبسي وكتيبة الفاروق – الشمال، وهي وان كانت اسلامية الا انها لا تتفق مع ايديولوجية مجالس الشورى.

ونقلت الصحيفة عن قيادي في المنطقة قوله ان خلافات حدثت بين الفاروق ومجالس الشورى، مضيفا ان قبيلة المقتول وجماعته سينتقمون من الفاروق التي يقودها ابو عبدالرزاق طلاس وهو من اقارب وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، لكن الكتيبة نفت ان تكون لها اية علاقة بمقتل العبسي.

وحمل قيادي فيها النظام مسؤولية مقتله واتهمه بانه يريد زرع بذور الخلافات بين الجماعات المقاتلة. ولكن جذور الخلافات قد ترتبط بالدور الذي تقوم به كتيبة وهو التحذير من خطر القاعدة، حيث وزعت في شهر حزيران (يونيو) الماضي شريط فيديو اكد فيه عدد من قياداتها ان لا مكان للقاعدة في سورية. وعلى الرغم من اسلامية الشعارات لكتيبة الفاروق الا ان قادتها يؤكدون ان ثورتهم ليست اسلامية ويقولون ان من بين صفوفهم مقاتلين اسماعيليين ومسيحيين.

اسلحة سورية الكيماوية

ومن جهة اخرى اشارت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الى المخاوف المتزايدة من اسلحة سورية الكيماوية، حيث نقلت عن مسؤولين امنيين امريكيين وفي المنطقة قولهم ان سورية تملك مئات الاطنان من الاسلحة الكيماوية الموزعة على 20 موقعا في انحاء البلاد.

ومع ذلك يقولون انه لم يتم بعد تحديد كل المواقع كما يخشون من ان تقوم القوات السورية باستخدامها ضد المدنيين.

ويقول مسؤول امني امريكي ان الاستخبارات تعتقد انها تعرف كل شيء لكنها قالت نفس الشيء عن ليبيا ـ وعندما دخلوا ليبيا اكتشفوا مفاجآت من ناحية المواقع التي خبأ فيها النظام السابق الاسلحة ومن ناحية الكميات.

وتقول الصحيفة ان فقدان النظام السيطرة على مناطق شاسعة من البلاد قد زاد من المخاوف حول الاسلحة وعزز من عمليات التحضير لتأمينها بارسال قوات اجنبية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امنيين سابقين قولهما ان الاسلحة تم توزيعها في مناطق مختلفة اكثر من الاماكن التي كان الغرب يعتقد انها مخزنة فيها، مشيرين ان اخطرالاسلحة موزعة على عدد من المواقع فيما تم استخدام 14 موقعا لتخزين او تصنيع المكونات. ولهذا السبب تقوم اجهزة التجسس الامريكية بمراقبتها عبر الصور الفضائية واعداد الخطط للسيطرة عليها حيث ترى الولايات المتحدة ان تأمينها امر مهم لامنها وتقوم بالتشاور مع حلفائها والتحضير لحمايتها. ويعترف مسؤولون بصعوبة تأمين المواقع الكيماوية في الوقت الذي تشهد فيه حرباـ فيما يعترف اخرون من وجود مواقع لم يتم التعرف عليها وذات مساحة واسعة.

وقد ساعدت كوريا الشمالية وروسيا سورية على تطوير واخفاء الاسلحة الكيماوية خلال العقود الماضية. ويشير مسؤول الى ان السوريين وحلفاءهم ‘اساتذة’ في اخفاء المواقع.

وفي ضوء التطورات الحالية التي يزعم فيها الجيش الحر انه يسيطر على نصف البلاد وانه يقترب من السيطرة على اهم مدينتين هما حلب ودمشق فهناك خشية من ان يقوم الجنود وحراس المواقع التي تقع في مناطق المقاتلين بتركها والهروب منها مما سيجعلها عرضة للنهب وبيعها لجماعات اسلامية متشددة او لحزب الله. قد استدعت هذه المخاطر الولايات المتحدة للعمل على وضع خطط لحمايتها بالتعاون مع حلفائها في المنطقة ـ تركيا واسرائيل والاردن.

ومن بين السيناريوهات التي تناقش، ارسال فرق خاصة للمناطق التي يسيطر عليها المقاتلون وتأمين المواقع هذه، او ارسال قوات برية حالة وقوعها في يد الجماعات المقاتلة او تم اكتشاف ان القوات الموالية للاسد تحضر لاستخدامها.

باريس وروما: الازمة السورية تهدد امن اوروبا

بافوس (قبرص) ـ ا ف ب: حذرت باريس وروما من ان فشل المجتمع الدولي في حل الازمة السورية سيهدد الى حد كبير امن اوروبا، وذلك في رسالة اقترحت على وزراء الخارجية الاوروبيين عقد اجتماع استثنائي حول سورية في نيويورك في ايلول (سبتمبر).

وكتب وزيرا الخارجية الايطالي جوليو ترزي والفرنسي لوران فابيوس محذرين ‘اذا فشلنا في سورية فذلك سيهدد الاستقرار في الشرق الاوسط وسيتعرض امن اوروبا للخطر على جميع مستوياته بدءا بالارهاب الى انتشار الاسلحة مرورا بالهجرة غير الشرعية وامن الطاقة’.

ويعقد وزراء الخارجية اجتماعا غير رسمي الجمعة والسبت في بافوس في قبرص تهيمن عليه الازمة السورية.

واقترح ترزي وفابيوس في رسالتهما استغلال الفرصة لاجراء نقاش ‘استراتيجي جذري حول دور وعمل الاتحاد الاوروبي في سورية’ اللذين قد تشكل نتائجهما ‘اساس اجتماع استثنائي جديد’ لوزراء الخارجية الاوروبيين حول سورية في ايلول (سبتمبر) المقبل، على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك على سبيل المثال.

في رسالة اخرى اعرب نظيرهما البريطاني وليام هيغ عن ‘تاثره الخاص بتفاقم الازمة الانسانية للاجئين’ معتبرا انه ينبغي زيادة المساعدة. وقال هيغ لدى وصوله الى بافوس ‘اننا بحاجة عاجلة الى جميع المساهمات الاضافية الى الجهود الانسانية’.

وبهذا الخصوص اعلنت المفوضية الاوروبية الجمعة انها ستمنح مساعدة انسانية اضافية بقيمة 50 مليون يورو لمساعدة المدنيين السوريين.

وينتظر تسديد المساعدة موافقة البرلمان الاوروبي وحكومات الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. بذلك ترتفع مساهمة المفوضية الاوروبية الاجمالية الى 119 مليون يورو بحسب بيان صادر عنها. وبالاضافة الى المساعدات المباشرة التي قدمتها الدول يفترض ان يبلغ اجمالي المساعدات التي امنها الاتحاد الاوروبي الى الشعب السوري 200 مليون يورو اي نحو نصف المساعدة الدولية لضحايا الازمة.

ويتصدر الاتحاد الاوروبي جهود تلبية النداءات التي وجهتها الامم المتحدة من اجل جمع اموال اضافية.

معاناة أسرة سورية يقاتل ابناؤها على جبهتين

أ. ف. ب.

أفراد العائلات السورية منقسمون بين مقاتلين مع المعارضة والجيش النظامي

مع استمرار الأزمة السورية وصل الصراع إلى داخل بعض العائلات، حيث تعبر أم ياسر عن خوفها وحزنها لانقسام أولادها بين مقاتلين مع جيش النظام في حين يقاتل ابنها الثالث مع المعارضة.

دمشق: ترفع ام ياسر منديلها الوردي لتمسح دموعا تنهمر بلا انقطاع، مستعيدة في ذهنها صور اولادها الثلاثة الذين يقاتل اثنان منهم الى جانب القوات النظامية، بينما يقاتل الثالث الى جانب المعارضة المسلحة.

ويقول زوجها تيسير انه لديهما “ابن في الجيش النظامي، وآخر في الجيش السوري الحر”.

ولم ير تيسير ابنه الثالث محمد (26 سنة)، الطالب الذي كان يدرس الأدب العربي قبل ان يلتحق بالخدمة العسكرية في درعا (جنوب) ثم في محافظة دير الزور (شرق)، منذ ما بعد بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري في اذار/مارس 2011 باسابيع قليلة.

واتم تيسير وجميع رجال هذه الأسرة واجبهم الوطني، الا انه منذ ان بدا النزاع المسلح، وجد الكثير من المجندين انفسهم محاصرين خاصة وان مدة هذه الخدمة التي تمتد عادة 18 شهرا يمكن ان تطول الى اجل غير مسمى.

واوضح تيسير ان ابنه محمد، الذي سحبت منه السلطات هويته الشخصية، اضطر للبقاء في الجيش لانه “لو انشق فسيموت” مشيرا الى وجود “مئات الحواجز على الطريق”.

وحيال هذا الوضع، رحلت زوجة محمد بعد ان انتابها اليأس اثر اجهاضها الناجم عن التوتر، وعادت إلى أسرتها.

ونادرا ما تتلقى هذه العائلة انباء عن ولديها لصعوبة الاتصالات الهاتفية في هذه القرية الواقعة شمال حلب.

وتعود آخر مكالمة لشهر ونصف الشهر الا ان الخوف من التنصت أجبر محمد على الكلام مع والده فقط حول الامطار والطقس فيما انهار باكيا عندما تكلم مع والدته التي تاثرت أيضا بمحادثته.

وتخشى ام ياسر الأخبار السيئة، وتتخيل مقتل ابنها في كمين نصبه المقاتلون المناهضون للنظام، او تعذيبه حتى الموت على ايدي الموالين للنظام لو حاول الانشقاق.

كما يخنقها القلق كذلك عندما تفكر بابنها الآخر، أنيس، وهو طالب (23 عاما) انضم الى الجيش الحر قبل ثلاثة أشهر، وتقول “أخشى حقا أن يقتلا، فكليهما على الخط الأمامي”.

وتطلق ام ياسر تنهيدة عميقة قائلة “انه امر صعب”.

ويرى تيسير ان قرار ولده انيس هو النتيجة المنطقية “للمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري” ويضيف ان انيس قرر “الدفاع عن ارضنا وشرفنا قبل أن يأتوا لقتلنا”.

وغرقت منطقة حلب وريفها، التي كانت بمنأى نسبيا عن الأزمة في بدايتها، فجأة في اعمال العنف والقصف عندما شن الجيش الحر هجوما مباغتا في 20 تموز/يوليو على هذه المدينة وقام “بتحرير” القرى الممتدة على طول الحدود التركية.

ولا يعاني تيسير وام ياسر، اللذين رفضا اعطاء أسميهما الحقيقيين لدواع امنية، وحدهما من القلق في قريتهما التي يقطنها عدة آلاف حيث انهما يتشاركان في مصيبتهما مع ما لا يقل عن اثنتي عشرة عائلة اخرى لديها ابناء يقاتلون على طرفي جبهة الصراع.

ويقول احد كبار السن الذي اطلق على نفسه اسم ابو محمود “انها مأساة رهيبة يعيشها عدد كبير من اهل القرية”.

ويبذل العديد من المقاتلين المتمردين قصارى جهدهم لمساعدة اقربائهم على الهروب من الجيش.

ويبحث يحيى (19 عام) منذ أشهر عن مخرج ينجد فيه احد اخوته ويقول “هذا صعب، فالضباط يتابعونه” مشيرا الى انه “انه في الطرف الآخر من البلاد”.

وتكابد أم ياسر وتيسير للحفاظ على امل، في وقت تتلف حقولهما من الباذنجان والطماطم بسبب عدم وجود المال اللازم لدفع ثمن وقود مضخات الري، في حين يجد ابناؤهم العاملون في حلب انفسهم بلا مورد.

ويستضيف الزوجان ست عائلات في مبنى من الاسمنت لم يكتمل بناؤه على مقربة من منزلهما حيث قاما بتهيئة كوخين لاستقبال الأصدقاء وافراد من العائلة فروا من ديارهم بسبب العنف.

ولا يجرؤ تيسير على السفر الى حلب خوفا من تعرضه للقتل عند نقطة تفتيش تابعة للجيش بسبب علاقاته مع الجيش الحر، لكنه يظهر حكمته قائلا “جميعنا، ايا كان معسكرنا، ندافع عن وطننا”.

وبجانبه، تنتظر أم ياسر عودة ابنائها راجية من “الله ان يحميهم”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760253.html

تجار حلب يؤيدون التغيير ويرفضون عسكرته

أ. ف. ب.

يؤيد تجار حلب المعروفين بقوتهم التجارية، حركة التغيير القائمة في سوريا إنما يرفضون بشدة العنف والحرب، آسفين على ما وصلوا اليه من حالة سيئة على صعيد العمل، حتى أن بعضهم من المقاتلين المعارضين يفكرون بمغادرة البلاد.

حلب: يؤيد غالي زبوبي الذي يملك مقهيين في حلب أحدهما ينظر اليه على انه ملتقى للمقاتلين المناهضين للنظام، التغيير في سوريا، الا انه يرفض عسكرة هذا التغيير الذي يدفع بحسب رأيه الى تدمير المدينة واقتصادها.

ويقول صاحب مقهى “تشي تشي” حيث يستمتع الزبائن بتدخين النرجيلة طوال الليل رغم أصوات المدافع القريبة “أعرب الكثير من الناس هنا عن تعاطفهم مع التظاهرات السلمية ضد النظام، لكن 90 بالمئة منهم ضد العنف ولغة السلاح”.

ويقول زبوبي إن السكان يرفضون تدمير مدينتهم التي بنوها بأنفسهم “بعد أن عاقبها النظام”، في إشارة الى إهمال المدينة في عهد حافظ الأسد بعدما دعمت مجموعات من السكان فيها تحركات الإخوان المسلمين خلال الثمانينات.

ويقول رجل الأعمال هذا ان “المفارقة تكمن في ان عام 2011 وبداية هذا العام كانا استثنائيين، فحتى وصول المقاتلين المعارضين (20 تموز/يوليو) كان رجال الصناعة في حمص وحماة يهاجرون الى هنا هربا من العنف، وهكذا حل السوريون مكان الاجانب، لكن كل هذا انتهى الآن”.

وخلافا للمدينتين الاخريين، فان حلب التي تسكنها 2,7 مليون نسمة بقيت على هامش الحركة الاحتجاجية لاشهر، ما أثار سخط المتظاهرين في أماكن اخرى والذين كتب بعضهم على لافتة “حتى لو اخدت فياغرا، حلب ما حتقوم”.

في حي العزيزية المسيحي، يعيش الياس (38 عاما) الذي يدير مؤسسة عائلية لاجهزة التدفئة يعمل بها 200 موظف، وجوني (38 عاما) الذي يقود شرطة لتوزيع المواد الغذائية يعمل فيها 30 شخصا، في توتر مستمر.

ويقول الياس ان “مراكز النشاط الثلاثة في حلب، المنطقة الصناعية في الشيخ نجار (شمال شرق) والمدينة القديمة والليرمون (شمال غرب)، مغلقة تماما. هل يمكن تخيل كم من الموظفين يعيشون اليوم من دون راتب؟ هل تظنون انهم يؤيدون المقاتلين المعارضين؟”.

ويضيف “لست ضد النظام لكنني اؤيد 100 بالمئة الجيش لانني اريد اعادة الاستقرار حتى اعمل، اضافة الى ذلك فان العديد من المقاتلين المعارضين اسلاميون اجانب، فماذا يفعلون في مدينتنا؟ انني على ثقة بان 90 بالمئة من اهالي حلب الاصليين، اغنياء ام فقراء، يشاركونني رايي”.

وتنسحب خيبة الأمل حتى على بعض الناشطين، بينهم خالد، المحامي الليبرالي والمقاتل المعارض منذ اللحظة الاولى، الذي يفكر حاليا في مغادرة البلاد.

ويقول خالد “كل هذه التضحيات من اجل ان ناتي باسلاميين، واناس من القاعدة، هذا امر لا يحتمل. اذا وقعت في ايدي الجيش السوري فسيعذبونني حتما، لكنني في المقلب الآخر لن اجد سوى الموت”.

وتسري مقولة في سوريا مفادها انه في حال اجبروا على الاختيار، فسيفضل سكان حلب ان تاخذ حياتهم منهم بدل اموالهم، ليس بخلا او جشعا، بل لأن سكان هذه المدينة معروفون بقوتهم التجارية وتحويلهم التجارة الى ما يشبه الفن.

ويضاف الى ذلك الاستخفاف الذي ينظر به اهل حلب الى سكان المدن المجاورة لإيمانهم بأن مدينتهم هي الأقدم في العالم.

وفي مكتبه الواقع في وسط المدينة والذي تخترق نافذتين من نوافذه آثار الرصاص، يقول محافظ حلب محمد وحيد عقاد ان “ما يحدث امر مخيب للامال بعدما كانت هذه المدينة تنعم بالازدهار. اليوم اذا اردتم مقابلة اعضاء غرفة التجارة والصناعة، فاذهبوا الى لبنان. هنا مصانعهم مقفلة”.

وبالنسبة الى المعارضين المسلحين، فان النزاع يحمل صبغة طبقية، حتى وان كان بعض التجار، بحسب هؤلاء المقاتلين، يمولون سرا الحركة الاحتجاجية.

ويقول ابو فراس العضو في المجلس الثوري لحلب عبر الهاتف إن “نحو 70 بالمئة من اعضاء الجيش السوري الحر ينتمون الى الطبقة الاكثر فقرا. هم الناس الاكثر بساطة الذين تعرضوا للاستغلال من قبل الطبقتين المتوسطة والغنية”.

ويضيف “من الطبيعي ان يقف الاغنياء في وجه الثورة”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760249.html

رجال دين طلقوا نساءهم من اجل الزواج من قاصرات سوريات

عدنان أبو زيد

تتحدث تقارير عن المئات من الطلبات التي تقدم بها العرب المقيمين في الأردن إلى السلطات القضائية الشرعية للموافقة على طلبات الزواج من سوريات ، لاسيما من قاصرات لا يتجاوزن  14 او 15 من العمر.

إيلاف: مازالت وسائل الإعلام تتحدث عن شيوع زواج لاجئات سوريات لاسيما القاصرات في بلدان لجئن اليها بعدما فررن من بلدهن الذي يشهد اعمال عنف، يشجعهن على ذلك عروض تقدم لهن تتضمن عروض الاستقرار والمال، اذ توافق اسرهن على تلك العروض بهدف الستر لهن، والتخلص من اعباء معيشتهن، بل ان هناك، بحسب شهود عيان، من يطلب مهورا بمبالغ معينة لغرض دعم (الثورة) .

ومثلما نشر موقع (أخبار 24) الأردني تقريرا يشير إلى المئات من الطلبات التي تقدم بها العرب المقيمين في الأردن إلى السلطات القضائية الشرعية للموافقة على طلبات الزواج من سوريات، فان صحيفة الدستور الاردنية نشرت مقالا حمل عنوان (أردنيون يستغلون الاحداث ويتزوجون من لاجئات سوريات) جاء فيه أنه يمكن الزواج من (السورية) هذه الأيام بمائة دينار، او بمائتي دينار وما عليك الا ان تذهب الى المفرق أو عمان أو الرمثا او اربد او الكرك، لتختار (حورية) من (حوريات) الشام “.

وحسب بعض المؤشرات، فان هناك اقبالا على تزويج الفتيات السوريات لاسيما القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 14 او 15 من العمر.

حرائر لا سبايا

الكاتب عبد الباري عطوان عالج الموضوع في مقال له حمل عنوان ( لاجئات سورية حرائر لا سبايا )، في صحيفة القدس العربي اللندنية، مشيرا الى ان “الصحف الاردنية، تحدثت عن بعض رجال دين طلقوا نساءهم من اجل الزواج من لاجئات سوريات، كما تحدثت مواقع عراقية عن اجبار بعض اللاجئات السوريات على زواج المتعة” .

يقول عطوان ” هؤلاء المتاجرون بالدين،وهو منهم براء، كرروا الأمر نفسه اثناء مأساة البوسنة، حيث هرعوا لاقتناص البوسنيات الأرامل منهن او العذارى، الاخوات في الدين، ثم تخلوا عن معظمهن، والذريعة نفسها، اي ستر هؤلاء الاخوات في الاسلام” .

ويردف عطوان ” الزواج سترة، لا احد يجادل في ذلك، والفتاوى التي تصدر في مساجد دول عربية آخرها في الجزائر، حيث تدفق بعض اللاجئين لعدم وجود قيود على دخول السوريين، امر حميد، لكن ما يثير الريبة والشك والحنق ايضا، هو استغلال الظروف المعيشية لهؤلاء وزواج شيوخ متقدمين في السن من فتيات قاصرات دون سن الخامسة عشرة” .

و يطَّرِدُ حديث عطوان ” اللاجئون السوريون لم يذهبوا الى الاردن ومخيمات اللجوء البائسة فيه من اجل تزويج بناتهم لكل باحث عن المتعة بأرخص الأثمان، وانما من اجل عيش كريم، وضيافة معقولة توفرها دول عربية ثرية تدعي دعم الثورة السورية، والحرص على الشعب السوري وأمنه وحريته وكرامته”.

ويشير عطوان الى ان “دولا عربية سنت قوانين لمواجهة ظاهرة الرق الابيض تحت غطاء الزواج تمنع تسجيل اي عقد زواج عندما يكون الفارق في السن بين الزوجين اكثر من خمسة وعشرين عاما، ونأمل ان تسن الحكومة الاردنية قوانين على وجه السرعة للتصدي لهذه الظاهرة”.

ويعتبر عطوان “الزواج من قاصرات استغلالا لظروف اهلهن المعيشية في مخيمات اللجوء هو اغتصاب يجب ان يوقف فورا، ويجري تقديم المقدمين على هذه الجريمة الى القضاء العادل”.

ان التضامن مع الشعب السوري، بحسب عطوان، اول ابجدياته توفير العيش الكريم اللائق لأبنائه وبناته، فهذا الشعب العزيز الأبي وقف دائما الى جانب شعوب الأمة وقضاياها، وقدم الشهداء، ولا يجب ان يعامل بهذه الطريقة، خاصة اقفال الحدود في وجهه، ووضعه في مخيمات تفتقر الى ابسط المتطلبات المعيشية الانسانية.

الزواج من سوريّة نازحة

وتحت عنوان ( الزواج من سوريّة نازحة )، كتب محمد العصيمي في صحيفة اليوم السعودية، عن ” تسابق (المجاهدين) ليغبروا أقدامهم في مواطن اللجوء والنزوح السورية معلنين استعدادهم للزواج من سوريات قاصرات يبحثن عن الستر”.

وتنشر ظاهرة الزواج من نساء سوريات الى درجة ان صاحب صفحة (سوريات مع الثورة)، أعلن لزوار صفحته، الساعين بمنتهى (الحميمية) خلف شهواتهم، “عدم قبول أي طلبات زواج راجيا من الجميع ألا يرسلوا هذه الرسائل (لأنه الوقت مو وقت زواج عنا.. سوريا في حالة حرب) ” .

وبحسب العصيمي فان الثمن الذي يدفع في (حورية) من (حوريات) سوريا لا يتجاوز 500 إلى 1000 ريال سعودي، كما يقول بعض الأردنيين الذين يشاركون الخليجيين هذه المرة في جهاد الشهوات .

وأحكم العصيمي فكرته بالسؤال “أي أمة هذه التي يطفئ أحزان بناتها نيران شهوات أبنائها؟ وأي خدعة أو تبريرات يرتكبها هؤلاء المستغلون لحاجات أخواتهم في القومية والدين فيتسابقون إلى شرائهن في سوق نخاسة النزوح الإجباري والحاجة المرة لسقف يأوي فتاة بريئة زائغة البصر من هول ما رأت من القتل والتشرد؟ ” .

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2012/9/760241.html

انفجارات تهز دمشق في جمعة «حمص تناديكم»

طائرات الجيش تقصف حلب.. وقوات النظام تدك حي التضامن بالصواريخ

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: بولا أسطيح

هزت مجموعة من الانفجارات العاصمة السورية دمشق، في يوم جمعة «حمص تناديكم»، في وقت استمرت فيه قوات الجيش النظامي بإطلاق القذائف المدفعية والصاروخية من الكتائب المتمركزة على جبل قاسيون باتجاه أحياء دمشق الجنوبية: التضامن والقدم ومخيم اليرموك وببيلا، بينما أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط أكثر من 90 قتيلا بمناطق مختلفة بنيران قوات النظام السوري في حصيلة أولية. ومع ذلك، خرجت عشرات المظاهرات الطيارة في الشوارع الخلفية لنصرة حمص المحاصرة منذ شهور وكافة المدن السورية المنكوبة مع تسجيل انخفاض كبير بعدد المظاهرات وبؤر التظاهر وأعداد المشاركين.

وأفادت لجان التنسيق أيضا بوقوع انفجار دراجة نارية أمام مسجد الركنية في ساحة شمدين في حي ركن الدين شمال العاصمة، حيث كان يتجمع عدد من عناصر الأمن والشبيحة، مما أدى إلى مقتل 5 من رجال الأمن وإصابة 10 آخرين، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجار وقع أثناء صلاة الظهر وحصلت حالة هلع داخل المسجد، من شدة الصوت، وعمت حالة من الفوضى وسط مسارعة عناصر الأمن وسيارات الإسعاف إلى الموقع، ترافقت مع إطلاق نار من قبل قوات الأمن لمنع تجمهر الناس، وتم إسعاف أكثر من 11 جريحا من قوات الأمن والشبيحة أصيبوا بالانفجار، كما قتل ما لا يقل عن 5 أشخاص منهم، وبدا على قوات الأمن الخوف والارتباك الذي زاده تكبير المصلين في مسجد الركنية عقب الانفجار، حيث جرى إغلاق كل الطرق المؤدية إلى مقر الأمن السياسي القريب من موقع الانفجار.

وقال التلفزيون السوري، إن 5 من قوات الأمن المتمركزين أمام مسجد الركنية قتلوا وأصيب 11 شخصا معظمهم من عناصر حفظ النظام في تفجير دراجة نارية وضعت أمام جامع الركنية في ركن الدين شمال العاصمة.

ووقع انفجار آخر قرب مقر وزارة الإعلام في دمشق أمام القصر العدلي، وقال التلفزيون الرسمي، إن سيارة مفخخة انفجرت أمام القصر العدلي على أوتوستراد المزة من دون أي تفاصيل عن الضحايا. وذكر التلفزيون في شريط إخباري عاجل، أن «تفجيرا إرهابيا بسيارة بين القصر العدلي ووزارة الإعلام في المزة». وأوضح التلفزيون، أن التفجير «الإرهابي» أسفر عن أضرار مادية بالسيارات الموجودة بالمكان. وبثت القناة الإخبارية من جهتها، صورا لعشرات السيارات المتضررة جراء التفجير. وظهر في الصور عدد من رجال الإطفاء وهم يقومون بإخماد الحريق في عدد من السيارات المشتعلة المركونة على امتداد الطريق السريع وسط المزة.

كما بدت في الصور عدد من السيارات المحطمة التي لم ينلها الحريق وقد تجمهر حولها عدد من الأشخاص.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجار استهدف «سيارتي دفع رباعي وقد احترقت بشكل كامل، وشوهدت أعمدة دخان سوداء تتصاعد في المنطقة. وقامت قوات الأمن على الفور بقطع طريق الأوتوستراد، بينما سارعت سيارات الإسعاف إلى المكان». ورجح شهود العيان أن يكون «المستهدف أحد المسؤولين، في حين أن تلك المنطقة يوجد فيها عدد كبير من المسؤولين وسياراتهم تعبر من ذلك المكان، كما أن موقع الانفجار قريب إلى وزارة الإعلام والقصر العدلي ومكتب قناة (العالم) الإيرانية، كما توجد هناك مقرات لشخصيات إيرانية. ولم تتوفر أي معلومات أخرى عن التفجير».

وبالتزامن مع ذلك، انفجرت عبوة ناسفة قرب المدرسة العمرية بحي المهاجرين وأوقعت أضرارا كبيرة بين صفوف عناصر الأمن الموجودة هناك، أعقبتها اشتباكات عنيفة وسمعت أصوات إطلاق نار لعدة ساعات، اشتد عقبها صوت الإطلاق المدفعي المكثف من جبل قاسيون باتجاه جنوب العاصمة، حيث أعلن الجيش الحر في حي التضامن عن تدمير دبابة «T62» وسيارة دفع رباعي منصوب عليها رشاش دوشكا تابعة للنظام ومقتل أكثر من 40 عنصرا من قوات الأمن والشبيحة في اشتباكات عنيفة جرت هناك، كما أعلن أيضا عن استهداف حاجز لقوات النظام على أوتوستراد الزاهرة الجديدة من قبل الجيش الحر وتدمير راجمة صواريخ متمركزة في دف الشوك خلف جامع الحسين التي كانت تقصف على حي التضامن ومخيم فلسطين واليرموك. وفي ببيلا سقط عدد من الجرحى بينهم أطفال نتيجة القصف العنيف على حي السيدي مقداد في بلدة ببيلا. وقال التلفزيون، إن القوات السورية تابعت مجموعات إرهابية أطلقت قذائف باتجاه مخيم اليرموك في دمشق، مما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين وجرح آخرين». وأضاف أن «الإرهابيين أطلقوا النار على سيارات الإسعاف التي حاولت نجدة المصابين».

وفي ريف دمشق قتل 3 مدنيين في دوما ووقع الكثير من الجرحى نتيجة إطلاق النار الكثيف والمتواصل على المدينة من الحواجز والقناصة المنتشرة في المدينة والتابعة لقوات الأمن والشبيحة، بحسب ما قالته الهيئة العامة للثورة السورية التي أفادت بمقتل 7 مدنيين في بلدة حرستا القنطرة بريف دمشق، حيث قامت قوات الأمن وشبيحة النظام باقتحام المدينة وإعدامهم ميدانيا.

وبالتزامن، تحدث ناشطون عن أن الجيش النظامي قصف براجمات الصواريخ حي التضامن جنوب دمشق، وقالت دينا الشامي، عضو مجلس الثورة في دمشق، إن القصف على التضامن أوقع قتيلا على الأقل وتسبب في تدمير منازل. وأشارت إلى تجدد القصف على مخيم اليرموك، حيث سقط أمس عدة قتلى في قصف مماثل. وأضافت أن القصف استهدف أيضا بساتين حي القزاز (جنوب شرقي دمشق) الذي شهد محيطه صباحا اشتباكات. وتابعت أن الجيش اقتحم القزاز واعتقل العشرات، وأكدت تعرض مناطق أخرى في دمشق للقصف بينها شارع فلسطين، مما تسبب في حالة نزوح إلى مخيم اليرموك. وأشارت الناشطة السورية إلى سقوط قتلى في حملات على بلدات بريف دمشق بينها دوما، حيث قتل 3 أشخاص، في حين تعرضت دير العصافير للقصف بطائرات الميغ.

وذكر المرصد السوري، أن «3 مقاتلين معارضين قتلوا في منطقة دوما في ريف دمشق، بينما عثر على جثامين 6 رجال في حرستا، وأصيب 8 أشخاص بجروح إثر قصف تعرضت له مدينة الزبداني».

وفي وقت لاحق، أكد ناشطون مقتل 7 أشخاص في قصف على بلدة حرستا بريف دمشق. وكان ناشطون أعلنوا في وقت سابق العثور أول من أمس على جثث مجهولة لـ23 شخصا في زملكا و22 جثة أخرى في قطنا بريف دمشق أيضا.

وفي حلب، أفيد بمقتل 23 شخصا في قصف للجيش النظامي على حي الشيخ مقصود الذي يسكنه أكراد. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدثت عن سقوط قذائف مجهولة المصدر، وذلك للمرة الأولى منذ بدء المواجهات بالمدينة.

وأكد ناشطون أن جثث 24 قتيلا نقلت من حي الشيخ مقصود إلى بلدة عفرين لدفنها هناك. وقال ناشطون، إن طائرات الجيش السوري قصفت اليوم بعنف أحياء في حلب بينها الشعار والصاخور. وبينما تستمر الاشتباكات في نقاط كثيرة بالمدينة، نقل التلفزيون السوري عن مصادر عسكرية أن الجيش يقوم بـ«تطهير» حلب ممن ينعتهم بالإرهابيين.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم تنسيقيات الثورة محمد الحلبي لـ«الشرق الأوسط» إن النظام لا يزال يتبع «سياسة الأرض المحروقة في مدينة حلب متسببا بمقتل المئات من أهالي المدينة»، مشيرا إلى أنه «قام يوم أمس بقصف أكثر من 20 حيا بالصواريخ والمدفعية والطيران الحربي، وتركز القصف على أحياء مساكن هنانو والشعار وسيف الدولة وصلاح الدين والسكري وبستان القصر والشيخ مقصود الذي سقط فيه وحده أكثر من 20 قتيلا، بينما تسبب قصف جامع الرشيد في حي الإذاعة بانهيار مئذنة المسجد بالكامل، والتي تعتبر أعلى مئذنة في مدينة حلب». وتحدث الحلبي عن أنه وعلى الرغم من الحملة العسكرية الشرسة التي تشهدها المدينة، خرج أهالي حلب في أكثر من 40 مظاهرة في أغلب مدن وبلدات الريف الحلبي نصرة لمدينة حلب وأهلها.

ولفت الحلبي إلى أنه «لا تزال الاشتباكات محتدمة بين الجيش الحر وميليشيات الأسد في أحياء الإذاعة وسيف الدولة وصلاح الدين، بينما يقوم الجيش الحر باستهداف عدة حواجز ومراكز أمنية في المدينة لتشتيت قوى النظام، كما يقوم بمهاجمة مطار كويرس الحربي في ريف حلب بشكل يومي منذ أسبوع في محاولة منه للسيطرة على هذا المطار الاستراتيجي». وأضاف الحلبي: «في خطوة جديدة وخطيرة يقوم فيها النظام في مدينة حلب؛ سحب المئات من الشباب بين سن الـ18 والـ30 عاما للخدمة العسكرية الإلزامية، سواء كانوا من الاحتياط أو ممن تخلف عن الخدمة، في إشارة واضحة على ضعف قوات النظام وحاجته الماسة لمزيد من القوات لمواجهة الجيش السوري الحر».

وفي أعمال عنف أخرى، قتل طفلان خلال قصف تعرض له مبنى في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرق البلاد، كما قتل معارضان مسلحان إثر سقوط قذيفة هاون على مكان وجودهما في مدينة دير الزور، بحسب المرصد.

وتعرضت مدن وبلدات معرة النعمان وتفتناز والبارة والطلحية في إدلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى، وفقا للمرصد، إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، بينما قتل معارض مسلح في اشتباكات في أريحا.

وأفادت شبكة «شام الإخبارية» بأن قصفا عنيفا من راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة التابعة لقوات النظام السوري استهدف قلعة الحصن بريف حمص، بالتزامن مع استهداف مسجد العمري في حارة الحصن بالقصف، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل في محيطه.

وفي الجمعة التي خصصها الناشطون لمدينة حمص المحاصرة، قال ناشطون إن الآلاف في مدن سورية كثيرة خرجوا مطالبين برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وأفاد هؤلاء الناشطون بأن مظاهرات خرجت في أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود في دمشق، في حين حال انتشار قوات الأمن والجيش في أحياء أخرى مثل نهر عيشة. كما خرجت مظاهرات في بلدات بريف دمشق بينها حرستا والهامة ودوما. وسجلت أيضا مظاهرات في حي مساكن هنانو بحلب، وفي بلدات إدلب الخالية من القوات النظامية مثل بنش، وكذلك في محافظة الحس.

تنامي المخاوف بشأن الأسلحة الكيماوية السورية ومواد تم تصنيعها في أكثر من 20 موقعا

أجهزة الاستخبارات الغربية تشتبه في امتلاك الحكومة السورية لمئات الأطنان منها

واشنطن: جوبي واريك*

صرح مسؤولون أميركيون وشرق أوسطيون بأن وكالات وأجهزة الاستخبارات الغربية تشتبه في امتلاك الحكومة السورية لمئات الأطنان من الأسلحة الكيماوية ومواد تم تصنيعها في أكثر من 20 موقعا في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما يثير المخاوف من الفشل في حماية هذه الترسانة الكيماوية في حال سقوط النظام السوري.

ويتولى مسؤولون حاليا مهمة مراقبة مواقع تخزين الأسلحة، لكنهم أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء عجزهم عن تحديد كل المواقع، إضافة إلى أن بعض الأسلحة الفتاكة قد تتعرض للسرقة أو يتم استخدامها من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المدنيين.

وقال مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية اطلع على الاستعدادات الأميركية للتعامل مع الصراع في ليبيا وسوريا «نعتقد أننا نعرف كل شيء، لكن كان لدينا الإحساس نفسه إزاء ليبيا. وعلى الرغم من أننا كنا موجودين على الأرض في ليبيا، فإننا واجهنا العديد من المفاجآت التي لم نكن نتوقعها، سواء من حيث كمية الأسلحة أو مواقع تخزينها». وقد طلب هذا المسؤول، كغيره من العديد من المسؤولين، عدم الكشف عن هويته بسبب كشفه عن معلومات سرية.

وأضاف المسؤولون الغربيون والشرق أوسطيون أن خروج العديد من الأحياء السورية عن سيطرة نظام الأسد جعل لزاما على الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط أن يقوموا بفرض مراقبة مكثفة ومشددة على مستودعات الأسلحة داخل سوريا، كما عجل بوتيرة الاستعدادات لحماية المواقع بقوات أجنبية.

وأضاف المسؤولون أنهم يعتقدون، في ضوء التقديرات الاستخباراتية الأخيرة، أن الترسانة السورية تحتوي على عدة مئات من الأطنان من الأسلحة الكيماوية ومواد تصنيعها، بما في ذلك كميات كبيرة من غاز الأعصاب القاتل والمعروف باسم «السارين».

ووفقا لمسؤولين اثنين اطلعا على التقارير الاستخباراتية، فإن مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية يبدو أكبر وأكثر انتشارا مما كان يعتقد، مشيرين إلى أن أخطر مخزونات الأسلحة الكيماوية موجودة في مخابئ تقع في ستة مواقع مختلفة في سوريا، في حين يتم استخدام 14 مستودعا في تخزين وصناعة عناصر ومكونات تلك الأسلحة.

وقال مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون إن المخاطر المحتملة لهذه الأسلحة جعلت وكالات الاستخبارات الأميركية تكرس موارد هائلة لرصد المنشآت من خلال صور بالأقمار الصناعية ووضع خطط لحماية هذه الأسلحة في حالة تفاقم الأزمة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين «من الواضح أن ضمان أمن تلك الأسلحة يمثل أهمية قصوى، وتكمن المسؤولية الآن في التخطيط للسيناريوهات المختلفة والتشاور مع الحلفاء بشكل مناسب والإعداد لمواجهة أي تحد جديد».

واعترف العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين بصعوبة تأمين مستودعات الأسلحة الكيماوية داخل سوريا، نظرا للقتال الدائر هناك واحتمال المقاومة الشرسة من القوات السورية ضد أي تدخل أجنبي. وعلاوة على ذلك، اعترف بعض المسؤولين باحتمال وجود منشآت لم يتم اكتشافها داخل سوريا، التي تصل مساحتها لنفس مساحة ولاية واشنطن تقريبا. وقال المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية إن كوريا الشمالية وروسيا قد ساعدتا سوريا على مدى عقود لإنشاء مستودعات أسلحة محصنة بشكل جيد ومحمية من أقمار التجسس، وأضاف «إنهم بارعون في الإخفاء».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قد أعلن في شهر أغسطس (آب) الماضي أن الحكومة السورية لن تلجأ أبدا لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، لكنه شدد على احتمال استخدامها ضد من سماهم بالغزاة الأجانب، وأشار إلى أن الجيش يقوم بحماية المستودعات.

وردا على ذلك، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما الحكومة السورية من أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية سيكون بمثابة تخطٍ لـ«الخط الأحمر» وسيتطلب ردا فوريا من الغرب.

ويعتقد أن سوريا تمتلك ثالث أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، اللتين يتم تفكيك وتدمير ترسانتهما التي تعود لأيام الحرب الباردة. وقد تم تطوير الأسلحة السورية، التي تغلب عليها غازات الأعصاب القاتلة التي يمكن أن تصل لأهدافها عن طريق صواريخ المدفعية وقذائف الطائرات والذخائر، لاستخدامها في الحرب ضد إسرائيل.

ويعود الدافع الرئيسي من وراء زيادة التركيز على مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية إلى تراجع القوات الحكومية عن أجزاء كبيرة من الريف السوري، حيث تركز القوات الموالية للرئيس بشار الأسد على طرد الثوار من دمشق وحلب والمدن الرئيسية الأخرى. وعلى الرغم من النكسات التي يتعرض لها الجيش السوري الحر، فإنه يصر على أنه ما زال يسيطر على نحو نصف المناطق الريفية، وهي الادعاءات التي تزيد من مخاوف احتمال وصوله إلى مخازن الأسلحة.

ويخشى المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون من تعرض مواقع الأسلحة الكيماوية لعمليات السلب والنهب، مما قد يؤدي إلى وصول تلك الأسلحة للجماعات الإسلامية المتشددة أو مقاتلي حزب الله المدعومين من إيران. ويقول الخبراء إن صندوقا واحدا من أسلحة المدفعية أو براميل قليلة من مكونات الأسلحة الكيماوية ستحتوي على السموم القاتلة التي تكفي لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية.

ولعل الشيء الذي يقلل من مخاطر هذه الأسلحة هو أن معظم المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية يتكون من أجزاء يجب تجميعها أولا بطريقة معينة قبل أن يتم تحميلها في قذائف أو قنابل، وهو ما يعني أن الهواة الذي سيقومون بمحاولة تجميع هذه المواد للحصول على غاز «السارين» القاتل سيكونون معرضين لقتل أنفسهم، بدلا من الأهداف التي يريدون تدميرها.

ويقول المسؤولون الأميركيون والشرق أوسطيون إن خطر القيام بعمليات إرهابية قد دفع الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل والأردن وتركيا، إلى الإسراع في وضع خطط واسعة النطاق للتعامل مع أي أحداث طارئة.

ويتمثل السيناريو الأكثر تفاؤلا في إرسال خبراء إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار بهدف تأمين وإزالة الأسلحة الكيماوية، كما حدث في ليبيا عقب سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. لكن في حالة سقوط مستودعات الأسلحة الكيماوية في أيدي الثوار – أو إذا ما حاولت القوات الموالية للأسد استخدامها ضد الشعب السوري – فهناك خطط لإرسال نخبة من القوات العسكرية الأجنبية لتأمين الأسلحة بالقوة، إذا لزم الأمر.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر مصدوم من الدمار الهائل ويطالب الأسد بحماية منشآت وعمال الرعاية الصحية

مدير منظمة «آفاز» لـ«الشرق الأوسط»: النظام يستهدف العاملين في الشأن الإنساني ويعتمد سياسة التهجير والتجويع

بيروت: كارولين عاكوم

عبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير، عن صدمته من الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية في مناطق زارها بريف دمشق، لافتا إلى أن الوضع هناك يزداد تدهورا بسرعة.

وطالب مورير في بيان أصدره في ختام زيارته إلى سوريا، التي استمرت 3 أيام التقى خلالها مسؤولين سوريين من بينهم الرئيس بشار الأسد، بضرورة حماية منشآت وعمال الرعاية الصحية. في حين لفت إلى أن الأسد وافق معه «على الحاجة لزيادة المساعدة الإنسانية بشكل عاجل وناقش معه طلب اللجنة الدولية بزيارة كل المعتقلين في سوريا المرتبطين بالأحداث الراهنة، قال: «سأتابع شخصيا عن كثب كيفية ترجمة نتائج مباحثاتنا على أرض الواقع».

وتعليقا على كلام مورير ولا سيما في ما يتعلق بالدمار الذي طال المناطق السورية إضافة إلى عدم وصول المساعدات إلى المحتاجين، أكد وسام طريف، مدير حملات منظمة «آفاز» الحقوقية، في الشرق الأوسط، أن دمارا هائلا طال عددا كبيرا من المناطق والأحياء السورية، وهذا ما تؤكده التقارير التي حصلت عليها المنظمة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في اللاذقية هناك بعض الأحياء سوت بالأرض بشكل كامل، والوضع نفسه لا يختلف في بعض أحياء حمص، مثل حي الإنشاءات وبابا عمرو، وبعض أحياء في ريف دمشق وإدلب والزبداني، وذلك بعدما تم تفريغها بشكل ممنهج، ومن ثم محاصرتها وتدميرها». ولفت طريف إلى أن هناك حركة نزوح داخلية كبيرة تشهدها المناطق السورية، وقد وصل عدد النازحين بحسب الأمم المتحدة إلى 3 ملايين شخص، مضيفا: «لكن، ورغم ذلك يبدو أن النظام يعمد إلى ملاحقة هؤلاء من منطقة إلى أخرى، وذلك باستهدافهم في المناطق التي يلجأون إليها، بهدف إعادة تهجيرهم».

وفي حين رأى أن المفاوضات التي يقوم بها الصليب الأحمر مع النظام المصر على سياسة التهجير والتجويع وعدم الإيفاء بوعوده مسألة صعبة، حمل طريف النظام مسؤولية عدم إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المناطق، معتبرا أنها مسئولية الصليب الأحمر الذي يسمح له القانون الدولي بالدخول إلى هذه المناطق، وعدم الاكتفاء بإطلاق الوعود، وبدء العمل من خلال وجود أعضاء ومتطوعين منه على الأرض، لمراقبة سير العمل وضمان سلامة المتطوعين وعدم ترك المهمة فقط لعناصر الهلال الأحمر السوري، لا سيما أن الجيش السوري يأخذ المساعدات بدل إيصالها إلى الأهالي. موضحا أن النظام سبق له أن منع متطوعي الصليب الأحمر من الوجود في سوريا، ومؤكدا أن العاملين في الشأن الإنساني والإغاثي مستهدفون من قبل النظام، وقد تم اعتقال عشرات المتطوعين في الهلال الأحمر وخضعوا لأبشع أنواع التعذيب، قبل أن ينجح المعارضون في تهريب 6 منهم إلى لبنان واثنين آخرين إلى دولة أخرى.

وجاء في بيان مورير «صدمت من الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والمنازل في عدة مناطق زرتها في المعضمية والقابون وحرستا.. زرت عددا من المراكز الطبية في ريف دمشق وروعت بالوضع هناك. إن عمال الصحة يواجهون صعوبات جمة في أداء مهامهم».

وأشار إلى أن المتطوعين في الهلال الأحمر السوري يواصلون إظهار الشجاعة وهم يقومون بإنقاذ حياة الناس في أصعب ظروف.

وقال: «ينبغي حماية منشآت وعمال الرعاية الصحية»، مضيفا أنه «منذ اندلاع النزاع فإن كثيرا من الخسائر البشرية سجلت، والوضع حاليا يتدهور بسرعة أكبر». لافتا إلى أن الأسد وافق معه على الحاجة لزيادة المساعدة الإنسانية بشكل عاجل عبر تسهيل وصول السلع التي تمكننا من تعزيز أنشطتنا، والرد بشكل مناسب على الحاجات التي تنمو بشكل سريع».

وذكر أنه ناقش مع الأسد أيضا طلب اللجنة الدولية بزيارة كل المعتقلين في سوريا المرتبطين بالأحداث الراهنة، وقد أعرب الرئيس السوري عن الاستعداد لمعالجة هذه المسألة. مشيرا إلى أن الالتزامات الإيجابية التي تلقاها خلال اجتماعاته في دمشق ستتم متابعتها واختبارها في الأسابيع المقبلة.

وقال مورير إنه منذ مارس (آذار) 2011، تم اعتقال عشرات آلاف الأشخاص في البلاد. وينبغي أن ينالوا حقوقهم الأساسية ويتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم.

وأكد على ضرورة التزام كافة الأطراف بالقانون الإنساني الدولي لتجنب سقوط خسائر في أرواح المدنيين.

وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتواصل باستمرار مع مجموعات المعارضة في سوريا والخارج من أجل مشاركتها هواجسها ومناقشة المسائل المتعلقة بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والمعتقلين.

الأمم المتحدة تضاعف مساعداتها للنازحين السوريين في الداخل

أكثر من 21 ألف لاجئ سوري في العراق

لندن: «الشرق الأوسط»

قالت وكالة «غوث اللاجئين» التابعة للأمم المتحدة أمس إنها ستضاعف مساعدتها للنازحين داخل سوريا مع تزايد عدد السوريين الذين يفرون من منازلهم باستمرار. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن حصتها من «الميزانية المحددة في (خطة المساعدة الإنسانية لسوريا)، التي تمت مراجعتها وتقدم للمانحين اليوم رفعت إلى 41.7 مليون دولار أي أكثر من الضعف».وأكدت الوكالة أن هذه الخطة منفصلة عن خطة مساعدة اللاجئين الذين فروا من سوريا إلى دول الجوار. وأضافت أن عدد السوريين المسجلين أو الذين ينتظرون التسجيل في دول الجوار يبلغ 246 ألفا و267.

وقال متحدث باسم الوكالة «الأعداد هائلة». وبحسب إحصائية وكالة اللاجئين فإن أكثر من 81 ألفا من أولئك اللاجئين موجودون في الأردن ونحو 65 ألفا في لبنان وأكثر من 78 ألفا في تركيا ونحو 22 ألفا في العراق. ومع ذلك فإن الحاجة للمساعدة داخل سوريا هائلة جدا.

وقالت الوكالة إنه «في الأسبوع الماضي وحده توجه نحو 3 آلاف لاجئ إلى مكاتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في دمشق لمخاوف بشأن الأمن والصعوبات المالية والحاجة لإعادة الإيواء».

وأعلنت المفوضية العليا للاجئين أن أكثر من 21 ألف لاجئ سوري مسجلون في العراق معظمهم في منطقة كردستان، هربا من أعمال العنف في بلدهم.

وقال تقرير للمنظمة نشر على موقعها الإلكتروني يتعلق باللاجئين السوريين أن «عدد اللاجئين الذين سجلوا في العراق وصل 21 ألفا و744 شخصا فيما لا يعرف عدد الآخرين الذين لم يسجلوا حتى الآن مما يعني أن عدد اللاجئين الموجودين هنا أكثر من ذلك».

وأشار تقرير المنظمة إلى أن أغلب اللاجئين السوريين الموجودين في العراق، ويبلغ عددهم 13 ألفا و997 شخصا في دهوك إحدى محافظات إقليم كردستان الشمالي. كما يتواجد 2984 لاجئا في محافظة أربيل و492 في محافظة السليمانية، التابعتين لكردستان.

وهناك 4 آلاف و271 لاجئا سوريا في منطقة القائم التابعة لمحافظة الأنبار، التي تشترك مع سوريا بحدود هي الأطول مع باقي محافظات العراق.

قائد في الجيش الإسرائيلي: 150 ضابطا إيرانيا برتب عالية وصلوا إلى سوريا

نائب قائد الجيش السوري الحر: طالما استعان النظام بخبراء عسكريين إيرانيين ولكن أعدادهم حاليا تضاعفت 6 مرات

تل أبيب: «الشرق الأوسط» بيروت: بولا أسطيح

كشف قائد اللواء الشمالي وعضو رئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير جولان، أن إيران أرسلت إلى سوريا مؤخرا ما لا يقل عن 150 ضابطا في الحرس الثوري وذلك لمساعدة النظام على مواجهة المعارضة المسلحة. وفي الوقت نفسه، تتدفق على سوريا أفواج من المسلحين المنتظمين في عدة أطر تابعة لتنظيم «الجهاد العالمي». كل منها يفتش عن دور ونفوذ.

وقال جولان إن هذا التطور على مقربة من الحدود الإسرائيلية ليس سهلا قبوله. وهو يضاعف القلق في إسرائيل مما يحدث في بلاد الشام، حيث إن الإيرانيين يعملون على إطالة الصراع وسفك دماء المزيد والمزيد من السوريين وترسيخ الفوضى العارمة وانهيار سلطة القانون وقد تؤدي إلى انفلات في سوق السلاح أيضا مثلما حصل في ليبيا، ووصول نوعية من الأسلحة الخطرة إلى أيدي حزب الله اللبناني.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن جولان كان يتكلم أمام جلسة المجلس الوزاري المصغر، الذي جرى فيه بحث سري حول التحديات والأخطار التي تواجه إسرائيل في الحقبة المقبلة، فأكد أن سوريا تعتبر اليوم مصدر قلق كبيرا لإسرائيل. وأضاف: «تعتبر سوريا اليوم ثالث أكبر دولة في العالم من حيث حيازة السلاح الكيماوي، بعد الولايات المتحدة وروسيا. وهذه الأسلحة منتشرة على عشرين موقعا مختلفا، ولا أحد يعرف ما سيكون مصيرها عندما ينهار نظام الأسد، ولذلك فإن إسرائيل تراقب الموضوع عن كثب طيلة 24 ساعة في اليوم».

وأوضح جولان أن إسرائيل جاهزة لمواجهة أي تطور أو تدهور في سوريا، وستعرف كيف ترد على أي محاولة للمساس بها، حتى لو اضطرت إلى المحاربة على عدة جبهات.

وكان الإسرائيليون قد اهتموا بما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أول من أمس، من أن أجهزة الأمن الغربية قلقة من قيام نظام الأسد بإعادة توزيع أسلحته الكيماوية التي تقدر بالأطنان، على 20 موقعا مختلفا من البلاد. وأنها تعد قوات كوماندوز خاصة للسيطرة على هذه الأسلحة في حال اكتشاف محاولات لبيعها أو تسليمها لحزب الله أو تنظيمات مسلحة مثيلة. وحسب مصادر سياسية في تل أبيب، فإن إسرائيل تنوي مطالبة دول الغرب باستباق الحوادث والتدخل العسكري للسيطرة على الأسلحة الكيماوية من الآن، «قبل أن يصبح ذلك متأخرا»، كما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت». ولفتت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هدد بنفسه بالحرب على سوريا في حال وصول الأسلحة الكيماوية إلى تنظيمات مسلحة في سوريا أو لبنان. وينبغي تذكيره دائما بتعهداته.

وأكّد نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد المنشق مالك الكردي ما كشفه قائد اللواء الشمالي وعضو رئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير جولان، عن أن إيران أرسلت إلى سوريا مؤخرا ما لا يقل عن 150 ضابطا في الحرس الثوري الإيراني، لافتا إلى أن مسألة وصول عناصر من الحرس الثوري عملية دائمة ومستمرة قبل الثورة وهي تضاعفت ما بعد انطلاق الثورة.

وأوضح الكردي أنّه لطالما استعان النظام بخبراء عسكريين إيرانيين ولكن أعدادهم حاليا تضاعفت 6 مرات وبعدما كانت أعمالهم تقتصر في المجالات الفنية باتوا اليوم يساعدون على مستويات القيادة، إن كان في القوات الخاصة أو الجوية أو البرية وحتى تم رصد بعضهم على مستوى حقول الرمي وبالتحديد في حقل الدريج بالقرب من العاصمة دمشق. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما تم التأكد منه هو أن عناصر الحرس الثوري يدربون الجيش السوري والشبيحة لكننا ننتظر إثباتات ملموسة بأن هذه العناصر تقاتل في الميدان علما أن المشاهدات تؤكد ذلك».

وأكّد الكردي أن عناصر الحرس الثوري منتشرون في مجمل الوحدات وبالتالي في معظم المناطق السورية، لافتا إلى أنه تمت مشاهدتهم في حمص واللاذقية، وأضاف: «كما أن النظام يستعين بأطباء إيرانيين في مستشفى الأسد الجامعي في اللاذقية باعتبار أنه لا يثق بالعناصر السنية أينما وجدت ويفضّل الاعتماد على العنصر العلوي».

اغتيال العبسي يثير خلافات بين الثوار.. ويلفت إلى الاختلافات الفكرية بين الإسلاميين من المقاتلين

رغم تأكيدهم ثوار أن النظام هو من تخلص منه

بيروت: ديفيد كيركباتريك*

لفت اغتيال مقاتل سوري من الثوار على علاقة بتنظيم القاعدة الأنظار مرة أخرى أول من أمس إلى الاختلافات الفكرية بين الإسلاميين الذين يقاتلون نظام الأسد مما ينذر بصراع جديد بين الثوار. وفتح الغموض، الذي يلف مقتل هذا المقاتل، نافذة جديدة على الثوار الذين يجمعهم لواء الجيش السوري الحر وإن كان ذلك بشكل غير قوي متماسك، في الوقت الذي يمنع عدم اليقين من وحدة المعارضة وهويتها، خاصة فيما يتعلق بالاتجاه نحو السياسة الإسلامية المتشددة أو الطائفية، الغرب من دعم قضية خلع الأسد على نحو أكثر قوة.

كان المقاتل هو أبو محمد الشامي العبسي، قائد لواء يعرف باسم جبهة النصرة، التي تقدم نفسها بأنها تابعة لتنظيم القاعدة. وعثر على جثته يوم الأربعاء في منطقة تعرف باسم سرمدا على الحدود السورية – التركية بحسب ما قاله الكثير من المقاتلين الثوار في مقابلات أجريت معهم من خلال الإنترنت. وقال الجميع إنه اختفى قبل ثلاثة أيام وكان من المؤكد أنه إما اختطف أو اغتيل.

وأثار مقتله الكثير من الدعوات للانتقام من قبل أسرته ومجموعة من ألوية الإسلاميين التي تعمل في المنطقة والتي تعرف باسم مجلس شورى الدولة الإسلامية الذي لعب دورا بارزا في الثورة. وسرعان ما توجهت أصابع الاتهام إلى مجموعة مقاتلة كبيرة تتخذ من حمص مركزا لها وهي لواء الفاروق، الذي يتكون من الإسلاميين لكنه مناهض لمنهج العبسي المتشدد، وكثيرا ما تتعاون الألوية في عمليات أو معارك محددة، لكن تتبع كل منها أوامر قائدها.

ويقول قائد لواء آخر في المنطقة رفض ذكر اسمه لدواع أمنية: «كان هناك توتر بين مقاتلي لواء الفاروق ومقاتلي مجلس الشورى». وأضاف وهو ينتحب على مدى تعقد قوات الثوار: «وتريد قبيلته ومجلس الشورى الآن الانتقام له من لواء الفاروق. تظهر حركات إسلامية جديدة كل يوم».

ونفى قادة لواء الفاروق تورط مقاتليه في مقتله. ويعد هذا اللواء واحدا من أكبر اللواءات وتحت قيادة عبد الرزاق طلاس، أحد أقارب مصطفى طلاس، وزير الدفاع السابق في عهد الأسد، الذي كان أفراد أسرته من أوائل المنشقين. ويحمل قائد، قال: إن اسمه أبو هاشم، الموالين للأسد المسؤولية، حيث يقول: «إنه النظام، إنهم يحاولون زرع بذور الفتنة». واتجه لواؤه إلى تأكيد معارضة أي تعاون مع تنظيم القاعدة أو مغازلة فكرها المتشدد. وفي نهاية يونيو (حزيران) نشر لواء الفاروق مقطعا مصورا على الإنترنت يظهر فيه قادة يقولون: إنه كان هناك عناصر في تنظيم القاعدة في سوريا وإنه لا مكان لهم. وظهر كل قائد محاطا بمقاتلين يحملون البنادق، بينما تظهر ترجمة باللغة الإنجليزية للمقطع المصور. في النهاية، طلب شاب بلغة إنجليزية فصيحة من القوى الغربية التدخل في الحرب من أجل إسقاط نظام الأسد. ويصف قادة الألوية نضالهم في بعض الأحيان بمفردات إسلامية، مشيرين إلى أنه نداء إلهي للإطاحة بالحاكم المستبد العلماني. مع ذلك قال أبو هاشم إن هناك مسيحيين وإسماعيليين، وهم طائفة تشبه العلويين، ضمن صفوف المقاتلين. وأوضح قائلا: «نريد ديمقراطية وحرية. إنها ثورة شعبية، لا ثورة إسلامية. يوجد بيننا أطباء ومهندسون، ونحن ننشد دولة ديمقراطية علمانية».

وقال متحدث باسم لواء إسلامي ثالث يعمل في المنطقة المحيطة بإدلب زعم أن اسمه نعمان، إن الغضب من مقتل العبسي أدى إلى نشوب شجار ونزاع بين الثوار أول من أمس، لكن لم يحدث إطلاق للنيران. وقال: «يحاول مجلس شورى الدولة الإسلامية فتح تحقيق للوقوف على حقيقة ما حدث. لهذا الرجل الكثير من الأعداء سواء في صفوف النظام أو في صفوف المعارضة». وقال ناشط على الحدود السورية – التركية، زعم أن اسمه أبو زكي، إن العبسي لعب دورا بارزا في القتال على معبر باب الهوى، فضلا عن معارك أخرى مؤخرا. وقال: «يريد النظام أن يعاقبه، لذا تخلصوا منه. نحن نواجه تهديدات يوميا، وتتعرض حياتي إلى الخطر، فالنظام يريد أن يقتلنا جميعا».

خدمة «نيويورك تايمز»

الأوروبيون يسعون لملء الفراغ الدبلوماسي والسياسي في الأزمة السورية بسبب الغياب الأميركي

باريس تراهن على حكومة انتقالية «تمثل الشعب السوري» وتدفع الأوروبيين باتجاه دعم المناطق المحررة

باريس: ميشال أبو نجم

تسعى باريس لـ«التسريع في تحقيق عملية الانتقال السياسي» في سوريا، أي في رحيل الرئيس الأسد وانتهاء نظامه. هذا ما أكده مجددا الرئيس فرنسوا هولاند عقب لقائه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون يوم الخميس الماضي. لكن السؤال الذي لم يلق حتى الآن جوابا واضحا هو: كيف؟

الرئيس هولاند أوضح جزئيا طبيعة «خطة» بلاده، إذ قال إن «واجبنا» هو مساعدة المعارضة السورية «بكل الوسائل»، مشيرا على وجه الخصوص إلى «المساعدات الإنسانية» وإلى دفع المعارضة من أجل توحيد موقفها وتشكيل حكومة انتقالية أبدت باريس الاستعداد للاعتراف بها منذ قيامها «ممثلة للشعب السوري». غير أن الغموض ما زال يلف تعبير «كل الوسائل» لأنه يمكن أن يشير ضمنا إلى الوسائل العسكرية، علما بأن باريس تقول علنا إنها تمد المعارضة بوسائل الاتصال المشفرة للإفلات من رقابة النظام وبالمناظير التي تتيح الرؤية الليلية، ما يعني أن هذه المعدات يذهب إلى المعارضة المسلحة.

وتبدو فرنسا حائرة بين رغبتها في مساعدة المعارضة السورية «بكل الوسائل» والتسريع في إسقاط الأسد وبين حرصها على أن تحترم قرار الاتحاد الأوروبي منع وصول أي أسلحة إلى سوريا ما يشمل الحكومة والمعارضة على السواء. فضلا عن ذلك، ترى باريس أن إيصال السلاح سيؤجج الحرب الأهلية. وأمس، أعلن الناطق الجديد باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، أن هناك «ما يمكن لباريس أن تقوم به وهناك ما لا يمكنها القيام به». وفي الفئة الأولى، ذكر تقديم المساعدات لما تسميه باريس «المناطق المحررة» وهي الآن محصورة في مناطق ثلاث: دير الزور وحلب وإدلب. والمساعدات التي أخذت تتدفق عليها مالية وعينية للاستجابة للحاجات الأساسية والخدمات. وترصد باريس لهذه المساعدات أغراضا إنسانية واضحة وأخرى «سياسية»، إذ تندرج في إطار التحضير لمرحلة ما بعد الأسد وتحاشي الفوضى وإبقاء الناس في قراهم وتقوية اللجان المحلية والأخرى الثورية التي تشكلت لإدارتها.

ويسعى وزير الخارجية لوران فابيوس، في الاجتماع غير الرسمي لنظرائه الأوروبيين في منتجع بافوس القبرصي أن يدفع الاتحاد الأوروبي لتبني المقاربة الفرنسية. كذلك يريد فابيوس أن يتعبأ الأوروبيون بشكل أفضل للاهتمام بالملف السوري. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع في باريس، فإن التركيز على الدور الأوروبي في هذه المرحلة مرده إلى انشغال الأميركيين بانتخاباتهم الرئاسية وبالتالي فإن باريس «لا تنتظر» أي مبادرة أميركية في الملف السوري في الوقت الحاضر وبانتظار قلب صفحة الانتخابات. ولذا، يريد فابيوس، وفق ما جاء في رسالة فرنسية – إيطالية مشتركة إلى المجتمعين أن يلتقي الوزراء الأوروبيون في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة لمتابعة الوضع السوري. وذهبت فابيوس ونظيره الإيطالي جيوليو ترزي إلى التحذير من أن عجز الأسرة الدولية عن إيجاد حل للأزمة السورية سينسف استقرار الشرق الأوسط وسيهدد جديا أمن أوروبا بالإشارة إلى الإرهاب وانتشار الأسلحة على مستوى واسع وتدفق الهجرة غير الشرعية «على أوروبا» وأمن الطاقة.

ولأن طريق مجلس الأمن مقفلة بوجه أي قرار دولي يفضي إلى إيجاد مناطق آمنة أو مناطق حظر جوي أو حتى ممرات إنسانية وبسبب الغياب الأميركي وحرص الحلف الأطلسي على البقاء بعيدا عن سوريا، فإن باريس تسعى لتشكيل «قوة دفع غربية» ثلاثية الأضلع وتتكون من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ويمكن أن تتعاون مع تركيا وعدد من الدول العربية الفاعلة كالسعودية ومصر وقطر. ووفق هذا المنظور، فإن قيام حكومة انتقالية للمعارضة تحظى باعتراف دولي بصفتها «ممثلة للشعب السوري» كما قال هولاند في لندن أول من أمس من شأنه إحداث تحول في ملف الأزمة لصالح المعارضة وللتعجيل في رحيل النظام. ووفق مصادر فرنسية، فإن خطوة كهذه ستسهل الحوار بين الأسرة الدولية والمعارضة لأن الحكومة ستتحول إلى القناة الرسمية للتواصل مع الخارج في كافة الشؤون بما فيها الشؤون العسكرية وطلب المساعدات والتسلح. وتذهب هذه المصادر إلى القول، إن حكومة «شرعية وانتقالية» يمكنها طلب التدخل الخارجي لحماية المدنيين ويمكنها التوجه بذلك إلى الأمم المتحدة.

بيد أن الكثير من العقبات تحول حتى الآن دون تحقيق هذا الهدف. ولذا تسعى باريس، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع، إلى لعب دور «ساعي البريد» وتسهيل التواصل بين كافة أجنحة المعارضة ودفعها إلى تسطيح خلافاتها.

يبقى الجانب العسكري أي البحث في وسائل تمكين المعارضة السورية من حماية «المناطق المحررة» وحماية المدنيين من طوافات النظام وطائراته الحربية ومدفعيته الثقيلة ودباباته روسية الصنع. وأزمة المعارضة أنه رغم قدرتها على السيطرة على بعض المناطق والمدن، إلا أنها عاجزة عن الاحتفاظ بها بسبب تفوق تسلح النظام النوعي، الأمر الذي يحول الحرب الدائرة إلى كر وفر ويزيد من سقوط أعداد الضحايا. لذا فإن الموقف المبدئي الرافض الذي تلتزم به باريس علنا في موضوع التسلح لا يمنعها من مناقشته مع أطراف المعارضة، فضلا عن أنها «لا تغلق الباب» أمامه بشكل نهائي. وواضح مما تقوله المصادر الفرنسية أن المخاوف الغربية من سقوط أسلحة متطرفة بأيد متطرفين يشكل العائق الأساسي الذي حال دون تدفق السلاح المتطور إلى صفوف المعارضة. لذا، فإن البحث يدور حول السبل التي تمكن من تحقيق الهدفين معا: مساعدة المعارضة على الدفاع عن نفسها من جهة ما سيسرع في تحويل ميزان القوى ميدانيا ومن جهة أخرى، الحصول على حد أدنى من الضمانات لجهة الأطراف التي ستحصل على السلاح المتطور ووجوه استعماله.

موسكو تحث مجلس الأمن على إقرار انتقال سياسي بسوريا

لافروف تعهد بالموافقة على اتفاق جنيف خلال اجتماع مقرر الشهر الحالي

العربية.نت

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، السبت، أن روسيا ستدفع مجلس الأمن الدولي للمصادقة على اتفاق جنيف حول مبادئ انتقال سياسي في سوريا خلال اجتماع مقرر في سبتمبر/أيلول الحالي. وجاء ذلك على هامش القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي آسيا-المحيط الهادئ في فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي (أبيك).

وقال لافروف إن “ثمة مشروعا لعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي بمشاركة الوزراء حول المسألة السورية”، مشيراً إلى أن “روسيا ستدعو إلى أن يصادق مجلس الأمن على بيان جنيف”، الذي اقترحه الموفد السابق للجامعة العربية والأمم المتحدة، كوفي عنان، في نهاية يونيو/حزيران الماضي، نقلاً عن تقرير لوكالة فرانس برس، السبت.

وكانت مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية) اتفقت في 30 يونيو/حزيران في جنيف على مبادئ انتقال سياسي في سوريا لا تتضمن أي دعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد فشل خطة عنان.

ومن جهتها، قالت كلينتون، خلال لقائها مع لافروف، إنها منفتحة أمام أي محاولة جديدة لطرح قرار يستند إلى خطة جنيف التي وضعها مجلس الأمن، لكنها أكدت أن هذا النص يجب أن يتضمن عقوبات في حال لم يلتزم به الأسد، وفق ما أفاد مسؤول أمريكي.

ونقل المسؤول الرفيع المستوى عن كلينتون قولها للافروف إنه “في الظروف الحالية التي تشهد تصعيدا في العنف، علينا بذل المزيد إذا أمكننا الأمر في مجلس الأمن لتوجيه رسالة قوية”.

ولفتت كلينتون إلى أن أي قرار دولي “لن يدفع الأمور قدما إلا إذا نص على عواقب فعلية في حال عدم الالتزام به” مثل عقوبات اقتصادية.

وعرقلت روسيا، الحليفة التقليدية للنظام السوري، مع الصين ثلاثة مشاريع قرارات غربية في مجلس الأمن تهدف إلى الضغط على النظام السوري بالتلويح بعقوبات.

وإلى ذلك، أكد لافروف، السبت، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا وإيران تضر بالمصالح الاقتصادية الروسية.

وقال لافروف “إن العقوبات الأمريكية الأحادية المفروضة على سوريا وإيران بات لها تأثير متزايد خارج الأراضي الإيرانية، يضر بمصالح الشركات الروسية”.

المالح يتهم بغداد بالترتيب لتسليم منشقين إلى الأسد

اعتبر الأمر انتهاكاً لحق اللجوء السياسي وكافة حقوق الإنسان

العربية.نت

اتهم رئيس مجلس الأمناء الثوري السوري هيثم المالح في تصريح لـ”العربية” الحكومة العراقية بالاستعداد لتسليم نظام الأسد منشقين عسكريين سوريين، فيما رفض عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية العراقية هذه الاتهامات.

كما حذر المالح السلطات العراقية من قيامها بتسليم بعض اللاجئين السوريين لا سيما الضباط المنشقين والعسكريين، لما في ذلك من انتهاك صارخ لحق اللجوء السياسي، وحقوق الإنسان الدولية.

يذكر أن سلسلة الانشقاقات في سوريا لا تزال مستمرة، وكان آخرها على الصعيد الدبلوماسي إعلان كل من عماد الأحمر القنصل السوري في العاصمة الماليزية كوالالمبور، والملحق الدبلوماسي محمود عبيد انشقاقهما عن النظام.

بالإضافة إلى محمود عبيد الملحق الدبلوماسي في السفارة السورية في ماليزيا الذي أعلن من القاهرة، انشقاقه عن نظام الأسد وانضمامه إلى صفوف الثورة السورية.

أما على الصعيد العسكري، فقد برز العديد من الانشقاقات الكبيرة، يذكر منها العميد مناف طلاس، وأول قائد ميداني في جيش النظام وهو قائد الفرقة السابعة اللواء محمد موسى الخيرات وغيرهما كثر.

الجيش السوري الحر ينتزع ثكنة عسكرية في حلب

المعارضة أعلنت عن تحرير 350 معتقلاً سياسياً بالموقع.. واعتقال 35 جندياً

العربية.نت

تمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على ثكنة “هنانو” العسكرية المهمة في مدينة حلب، وانتزاعها من قبضة قوات النظام السوري.

وقال الجيش الحر إنه حرر 350 معتقلا سياسيا كانت قوات بشار الأسد تحتجزهم داخل الثكنة، كما اعتقل 35 جنديا حكوميا، بحسب قناة “العربية”، اليوم السبت.

ويعد الاستيلاء على هذه الثكنة عملية نوعية جديدة، تضاف إلى قائمة عمليات الجيش السوري الحر ضد قوات الأسد، والتي شهدت زخما خلال الآونة الأخيرة.

وقد حشد النظام السوري أعتى قواته في الثكنة العسكرية بمساكن “هنانو” بحلب لتكون له الكلمة الفصل في معركة المدينة.

وتولت كتائب التوحيد التابعة للجيش السوري الحر تنفيذ العملية، فيما تواصل طائرات النظام السوري قصف أحياء مدينة حلب، التي يسيطر الثوار على قطاعات كبيرة منها.

28 قتيلا بسوريا و”الحر” يسيطر على ثكنة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 28 شخصا، السبت، جراء العملية العسكرية التي تشنها القوات السورية على مدن سورية عدة حسب ما أفاد ناشطون، فيما أعلن الجيش الحر سيطرته على ثكنة هنانو العسكري في حلب وهو ما نفته السلطات السورية.

وبث ناشطون على موقع يوتيوب ما قالوا إنها صور لمسلحي المعارضة وهم داخل ثكنة هنانو.

في غضون ذلك، أكد الجيش الحر تجدد القصف العنيف على أحياء حلب، وتعرض الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق لقصف تركز على القدم والحجر الأسود.

وقالت لجان التنسيق إن الطيران الحربي شن غارات جوية على حي التضامن في العاصمة، مشيرة إلى “انقطاع كامل للاتصالات” عن الحي.

وفي حمص، تعرضت مدينة الرستن لقصف عنيف على بـ”الصواريخ والرشاشات الثقيلة بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة”،

من جهة أخرى، لقيت طفلة عراقية مصرعها إثر سقوط قذيفة سورية على منزلها في مدينة القائم العراقية قرب الحدود السورية.

وقال النقيب علي جوير من الجيش العراقي في قيادة عمليات الأنبار إن “طفلة قتلت بعمر 4 سنوات، وأصيب 4 أشخاص بجروح جراء سقوط 4 قذائف هاون انطلقت من مناطق حدودية في سوريا”.

وأضاف أن “هذه القذائف التي سقط اثنان منها على منزلين في حي 7 نيسان في البوكمال، سقطت بعد الحادية عشر مساء الجمعة”.

دينيرو يتضامن مع مخرج سوري معتقل

أبوظبي – سكاي نيوز عربية- لارا حسن

أعلن الممثل الأميركي روبرت دينيرو تضامنه مع المخرج السوري عروة نيربية الذي اعتقلته القوات الحكومية في مطار العاصمة دمشق أثناء توجهه إلى القاهرة للمشاركة في أحد المهرجانات.

وقال دينيرو في مقطع فيديو قصير تم بثه على يوتيوب “الحرية لعروة”.

ويقول ناشطون إن تضامن روبرت دينيرو هو جزء من حملة تضامن تضم مجموعة من الممثلين والمخرجين العالميين والعرب مع المخرج السوري المعتقل.

وكان مدير مهرجان البندقية الدولي طالب بإطلاق سراح نيربية، إلى مطالبات عدة من قبل مخرجين سوريين من بينهم أحمد ملص.

وأرجع أصدقاء لعروة سبب اعتقاله، في 23 أغسطس الماضي، إلى مساعدته للنازحين من كافة المدن بسبب أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس 2011.

ويعتبر عروة مؤسس لمهرجان “دوكس بوكس” للأفلام التسجيلية إلى جانب زوجته المخرجة ديانا الجيرودي عام 2002.

وتخرج نيربية (35 عاما) من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق حاملا شهادة في التمثيل عام 1998.

وفي عام 2004، أدى دور البطولة في فيلم يسري نصر الله “باب الشمس” المأخوذ عن رواية الأديب إلياس خوري التي تحمل نفس الاسم، وتم عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي عام 2004.

كما عمل كمساعد مخرج في عدة أفلام منها فيلم “صندوق الدنيا” مع المخرج السوري أسامة محمد، ومن بعدها تدرب على إنتاج الأفلام في المعهد الوطني للوسائل السمعية البصرية بجامعة السوربون في فرنسا.

140 قتيلا في سوريا وانفجارات بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون في سوريا بسقوط 140 قتيلا بنيران القوات الحكومية في مناطق مختلفة من البلاد، الجمعة، فيما أعلن التلفزيون السوري وقوع انفجارين في العاصمة دمشق أسفر أحدهما عن مقتل 5 من رجال الأمن.

وقال التلفزيون السوري إن انفجارا لدراجة نارية ملغمة وقع أمام مسجد في حي ركن الدين بدمشق ظهر الجمعة، ما أدى إلى مقتل 5 من رجال الأمن وإصابة آخرين.

وأضاف أن سيارة ملغومة انفجرت بالعاصمة السورية بين قاعة القصر العدلي ووزارة الإعلام دون أن يذكر أنباء عن إصابات.

في المقابل، أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها عثرت على سجن سري تابع للأمن السياسي في ثكنة هنانو العسكرية بحلب، وبداخله 350 معتقلا سياسيا تم تحريرهم.

وأفاد ناشطون عن قصف عنيف على بلدتي اللطامنة وكفر زيتا بريف حماة جرح فيه بعض الأشخاص، وقصف مروحي على حي الإذاعة في حلب.

وكانت مدينتا دمشق وحلب شهدتا معارك عنيفة الخميس الماضي بين القوات النظامية والمسلحين المعارضين الذين هاجموا حواجز للجيش في محافظة حمص وسط سوريا.

وفي حمص، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 9 جنود و4 من أعضاء “اللجان الشعبية” المسلحة قتلوا، في حين أصيب العشرات من المقاتلين الموالين للنظام في معارك في منطقة قلعة الحصن وفي وادي النصارى الذي تنتشر فيه قرى مسيحية.

وأعلن المرصد أن “اشتباكات عنيفة” دارت بين القوات النظامية والقوى المعارضة المسلحة عند حاجز للقوات النظامية بالقرب من أحد بوابات مقام السيدة زينب بدمشق.

كما دارت مواجهات صباح الخميس بين القوات النظامية والقوى المعارضة المسلحة في حي القدم في جنوب العاصمة حيث عثر على جثتي مدنيين خطفا الأربعاء على حاجز للجيش. والمدنيان هما شقيقا معارض مسلح، بحسب المصدر نفسه.

وأظهر شريط فيديو تم بثه على يوتيوب جثتي القتيلين مضرجتين بالدماء.

وفي الشمال، تمكن الجيش النظامي الأربعاء من استعادة جسر بركوم على بعد نحو 20 كلم جنوب حلب، كان المعارضون المسلحون سيطروا عليه قبل 3 أسابيع، وفقا لمصدر عسكر رسمي.

ويقع الجسر على الطريق السريع بين دمشق وحلب ويسيطر على الطرق المؤدية إلى ريف حلب. وفشلت 3 محاولات للمسلحين لاستعادة الجسر.

وفي مدينة حلب التي تشهد معركة حاسمة منذ منتصف يوليو الماضي، يسعى الجيش إلى قطع الإمدادات عن المقاتلين المعارضين عبر قصف خطوط الإمداد.

وأكد ضابط كبير في الجيش لفرانس برس أنه واثق من أن النصر بات قريبا، معتبرا أنه تم اجتياز الأصعب عبر السيطرة في 9 أغسطس الماضي على حي صلاح الدين، ومن على مشارف حي سيف الدولة، الاستراتيجيين في غرب المدينة.

القصف والتفجيرات تهز العاصمة السورية

بيروت (رويترز) – قصفت القوات السورية يوم الجمعة منطقة مكتظة باللاجئين الفلسطينيين في دمشق وقال سكان ان القصف اسفر عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل بينما اهتزت مناطق اخرى في العاصمة بتفجيرات يبدو انها هجمات بالقنابل شنتها المعارضة المسلحة.

ويتركز القتال الرئيسي الان على مدينة حلب – المركز التجاري الرئيسي – لكن قوات المعارضة المسلحة التي تقاتل من اجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد تواصل هجماتها على القوات والبنايات الحكومية في العاصمة.

وقال التلفزيون السوري إن خمسة من رجال الامن قتلوا واصيب آخرون في تفجير “إرهابي” نجم عن دراجة نارية ملغومة في حي ركن الدين بوسط دمشق.

واضاف التلفزيون الحكومي ان انفجارا بسيارة ملغومة وقع في منطقة بين قاعة المحكمة الرئيسية بالعاصمة ووزارة الإعلام. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات.

وفي جنوب العاصمة سقطت عدة صواريخ على مخيم اليرموك المكتظ باللاجئين الفلسطينيين. وقالت امرأة تعيش على مقربة من المنطقة انها احصت 11 صاروخا على الاقل. واظهر مقطع مصور نشره نشطاء على الانترنت تصاعد الدخان الاسود في المنطقة.

وقالت المرأة عبر الهاتف بعد ان طلبت عدم الكشف عن اسمها حفاظا على سلامتها “قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب 15 شخصا منذ استأنفوا القصف… هناك الكثير من الاشلاء والاطراف المحترقة لذلك لا يمكن لأحد تأكيد عدد القتلى.”

وقال سكان في انحاء المدينة انهم يسمعون اصوات انفجارات عنيفة ودوي اطلاق نار متفرق منذ صباح الجمعة.

وقال الناشط سمير الشامي متحدثا عبر موقع سكايب “يمكنني ان احصي على الاقل عشرة اعمدة من الدخان تتصاعد من الاحياء الجنوبية حول المخيم”. وقال ان الجيش السوري ارسل قوات عسكرية ودبابات لشن هجمات على بعض الاحياء الجنوبية.

وتحاول قوات الاسد استعادة سيطرتها بالكامل على دمشق كما تقاتل القوات المعارضة المسلحة في حلب وجيوب التمرد في انحاء البلاد.

وبدأ الجيش في قصف اليرموك يوم الخميس على الارجح مستهدفا مقاتلي المعارضة المسلحة الذين يقول سكان انهم دخلوا المخيم.

وقال فلسطيني بالقرب من اليرموك بعد ان طلب ايضا عدم الكشف عن هويته “لماذا يفعلون ذلك؟ ما الفائدة من قصف مخيم به منازل ومخابز؟ انهم يصرون على ان يتحول كل سوري وكل فلسطيني ضدهم.”

والفلسطينيون منقسمون بين مؤيد ومعارض للاسد لكن هناك المزيد من المؤشرات على تزايد انحيازهم مؤخرا للانتفاضة.

وبثت قناة العربية الاخبارية لقطات حية من احتجاجات نظمتها المعارضة في اليرموك قبل ساعة من استئناف القصف هناك.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 23 الف شخص قتلوا في الانتفاضة المستمرة منذ اكثر من 17 شهرا. وفر نحو 200 الف سوري إلى تركيا والاردن والعراق.

وقالت المفوضية الاوروبية الهيئة التنفيذية للاتحاد الاوروبي انها ستقدم 50 مليون يورو لمساعدة المدنيين السوريين إضافة إلى 69 مليون يورو قدمتها بالفعل.

وقالت كريستالينا جورجيفا المفوضة الاوروبية للمساعدات الانسانية للصحفيين ان المحادثات التي تجريها الدول الغربية بشأن اقامة منطقة آمنة تخضع لحظر الطيران غير عملية في الوقت الراهن.

وقالت “ليس لدينا قرار من مجلس الامن الدولي يجيز اي تدخل من شأنه ان يؤمن مساحة بهذا الشكل.”

وقالت جورجيفا ان عمال الاغاثة يعتبرون المناطق الامنة ملاذا اخيرا لأن الأهداف الانسانية لمثل هذه المشروعات صعبة التأمين حيث ينفذ المقاتلون دائما إلى هذه المناطق.

وقالت “ربما ينتهي بها (المناطق الامنة) الحال احيانا إلى اطالة او تعميق الصراع بدلا من حله. لكن اذا كان المجتمع الدولي سيصل الى موقف موحد في مجلس الامن يدعم المناطق الامنة ففي هذه اللحظة ومع تزايد اعداد الضحايا كل يوم … نعم من الممكن ان يساعد ذلك. لكن مرة أخرى لا ارى ذلك في الوقت الحالي.”

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

من اريكا سولومون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى