أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 27 تشرين الثاني 2012

المعارضة تقطع طرق امدادات النظام إلى حلب

لندن، دمشق، بيروت، انقرة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

سيطر مقاتلو المعارضة السورية امس على جسر استراتيجي على نهر الفرات يربط محافظة الرقة في شمال شرقي سورية بمدينة حلب، ما يعني عملياً انهم قطعوا كل طرق الامدادات الى حلب، بعدما كانوا قد سيطروا على مدينة معرة النعمان في شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. وبذلك تكون المعارضة قد احكمت سيطرتها على المنطقة الممتدة على مسافة 70 كلم بين محافظتي حلب والرقة المتاخمتين للحدود التركية. وتواصل الوية المعارضة عملياتها ضد قوات النظام في حلب التي تشهد معارك دامية منذ اربعة اشهر.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى قصف تعرضت له امس بلدة حارم في محافظة ادلب من طائرات حربية استهدفت تجمعا لمقاتلين من كتائب عدة. وتتعرض معرة النعمان وبلدة كفرومة في ادلب لقصف بالطائرات الحربية، يترافق مع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة على المدخل الجنوبي لمعرة النعمان التي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليها.

وفي ريف دمشق شهدت مدينة داريا معارك عنيفة امس. وذكر «المجلس الوطني السوري» ان اكثر من 130 شخصاً سقطوا في الأيام الماضية في داريا. واوضح المرصد السوري ان غالبية هؤلاء من المقاتلين المعارضين.

واشار بيان «المجلس الوطني» الى ان قوات النظام تقصف داريا منذ ثلاثة اسابيع بالأسلحة الثقيلة، من طائرات حربية مقاتلة وراجمات صواريخ ودبابات، وان معظم سكان المدينة نزحوا عنها. وفي المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام ان داريا «تحولت الى حصن للارهابيين الذين توافدوا اليها من مناطق عدة في ريف دمشق بهدف الزحف نحو العاصمة». وقالت ان اغلبية المسلحين «غير سوريين يضعون شعار تنظيم القاعدة ولديهم أسلحة وعتاد متوسط وثقيل، اضافة الى مدافع هاون». وتوقعت ان يحسم الجيش معركة داريا «خلال الأيام القليلة المقبلة».

وقامت امس طائرة حربية بقصف مقر للقيادة المشتركة للمجالس العسكرية المعارضة في بلدة اطمة في شمال غربي سورية، من دون وقوع ضحايا. كما نفذ الطيران الحربي غارة بعد الظهر على معبر باب الهوى على الحدود التركية الذي تسيطر عليه المعارضة. واشار سكان الى ان الطائرات كانت تحلق على مقربة من الحدود التركية.

من جهة اخرى اعلن امس ضباط منشقون عن الجيش السوري تأسيس «تجمع الضباط الاحرار». وقالوا في بيان ان هدف التجمع «وضع الاسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد»، وانهم ينوون التعاون مع «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» الذي انشىء اخيرا في الدوحة. ويقود التجمع الجديد العميد محمود ايوب، وسيضم كافة الضباط العاملين في الجبهات. وأعلن البيان ان مهمة التجمع دعم «الجيش السوري الحر ووضع الأسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد المدافع عن حقوق الشعب وكرامته».

وقامت القوى والفصائل المعارضة بعدة محاولات لتوحيد صفوفها منذ بدأت المعارك ضد النظام من دون التوصل الى نتيجة حاسمة. واعلنت مجموعة كتائب والوية اسلامية في منطقة حلب بينها «جبهة النصرة» و»لواء التوحيد»، وهما اكبر مجموعتين مقاتلتين في شمال سورية، في 19 تشرين الثاني الجاري رفضها «الائتلاف الوطني»، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة اسلامية.

وكرر الجيش التركي إن صواريخ أرض جو من طراز «باتريوت» التي ينتظر ان يقوم حلف شمال الأطلسي (ناتو) بنشرها قرب الحدود التركية مع سورية ستستخدم لحماية الأراضي التركية وليس لاقامة منطقة حظر طيران فوق سورية. وقال ان هذا الاجراء له هدف دفاعي محض. وأضاف البيان ان فريقا مشتركا من تركيا و»ناتو» سيبدأ اليوم العمل لتقويم أماكن نشر الصواريخ والعدد اللازم وعدد القوات الأجنبية التي سترسل لتشغيلها.

وعلى الصعيد السياسي، اكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف موقف حكومته من الازمة السورية. وانتقد في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» وصحيفة «لو فيغارو» عشية الزيارة التي يقوم بها لباريس دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض، معتبرا انه «غير مقبول اطلاقا بنظر القانون الدولي». وقال انه بحسب مبادئ هذا القانون «لا يمكن لاي دولة القيام بعمل يهدف الى قلب نظام قائم في بلد ثالث بالقوة». واضاف ان «روسيا لا تدعم نظام الاسد ولا المعارضة. ان موقفنا محايد»، مشددا على ان الحل الوحيد للازمة السورية يكمن في بدء مفاوضات بين اطراف النزاع وتنظيم انتخابات جديدة. وقال مدفيديف ان التعاون العسكري بين موسكو ودمشق «كان على الدوام شرعيا»، مشيرا الى ان الامم المتحدة لم تفرض حظرا على تسليم الاسلحة الى سورية. وذكر ان كل الاسلحة الروسية لسورية «تهدف الى الدفاع عن النفس في مواجهة عدوان خارجي».

واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان فرنسا قررت منح «الائتلاف الوطني» السوري مساعدة انسانية عاجلة بمبلغ 1,2 مليون يورو. وقال ان «الوضع الانساني في سورية يتدهور. ولا بد ان يتحرك المجتمع الدولي».

اشـتعال الاشـتباكات من دمشـق إلى حلـب وإدلـب

استطاع المسلحون، أمس، أن يقطعوا عمليا الطرق التي تربط محافظة الرقة بحلب، بعد استيلائهم على سد استراتيجي على نهر الفرات، في وقت تتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات السورية في المناطق المحيطة بدمشق، للقضاء على الاختراقات التي حققها المسلحون، فيما رأت السلطات السورية أن المواجهة وصلت إلى أكثر المراحل «تعقيدا وصعوبة وعنفا».

وعشية اجتماعه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، هاجم رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف دعم فرنسا لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، معتبرا انه «غير مقبول إطلاقا بنظر القانون الدولي»، كما أن دعوتها لرفع الحظر على تسليم أسلحة إلى المعارضين قرار «موضع انتقاد». وكرر القول أن موسكو لا تريد أن تتقسم سوريا وان «تظهر بؤرة توتر أخرى في الشرق الأوسط»، موضحا «سيستغل ذلك المتطرفون الدينيون بالتأكيد، وهذا ليس لصالح أي بلد، لا سوريا ولا فرنسا ولا روسيا».

وعلى الرغم من الانتقاد الروسي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس قررت منح «الائتلاف مساعدة إنسانية عاجلة بمبلغ 1,2 مليون يورو»، معتبرا أن «الوضع الإنساني في سوريا يتدهور. ولا بد أن يتحرك المجتمع الدولي».

وردا على التحذيرات المتواصلة من تأزم الوضع في المنطقة، أكد الجيش التركي أن صواريخ «باتريوت» التي طلبت أنقرة من حلف شمال الأطلسي نشرها على أراضيها قرب الحدود مع سوريا لها مهمة دفاعية حصرا، مستبعدا بشكل قاطع استخدامها لشن أي هجوم أو «إقامة منطقة حظر جوي» فوق سوريا. (تفاصيل صفحة 14)

ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي، يتابع القتال في سوريا، قوله أمس الأول إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال صاحب اليد العليا. وأضاف: «سيسمح الجيش بسقوط مواقع هنا وهناك، لكنه لا يزال يمكنه بسهولة حشد قواه لرد المتمردين على أعقابهم حينما يرى خطرا». وتابع: «يفتقر مقاتلو المعارضة إلى الدعم الدولي بشكل كبير، ولا يمتلكون الإمدادات اللازمة للاستمرار في القتال خاصة في دمشق».

واظهرت القوات السورية قدرتها على ملاحقة قيادات المسلحين، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وصحافي في وكالة «فرانس برس» ان طائرة سورية القت 3 قنابل سقطت قرب مدرسة تضم مقرا «للقيادة المشتركة للمجالس العسكرية» ومقرا آخر «للواء صقور الشام» في بلدة اطمة في محافظة ادلب قرب الحدود التركية. كما شنت طائرة أخرى غارة على محيط اطمة وعلى معبر باب الهوى الحدودي الذي يسيطر عليه المسلحون. وقال مسؤول تركي إن مقاتلة تركية انطلقت صوب المنطقة.

وأشار المرصد، في بيانات، إلى ان الطيران استهدف تجمعا للمسلحين في بلدة حارم في محافظة ادلب، ما أدى إلى مقتل احدهم وإصابة آخرين.

واضاف: «نجح المسلحون في أن يقطعوا عمليا الطرق التي تربط محافظة الرقة بمدينة حلب، بعد استيلائهم على سد تشرين الاستراتيجي على نهر الفرات». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «الاستيلاء على السد خطوة مهمة جدا، لأنها تعني عمليا قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب أمام الجيش».

وواصلت القوات السورية عملياتها العسكرية في مناطق في ريف دمشق. وذكر «المجلس الوطني السوري»، في بيان، إن «أكثر من 130 شهيدا سقطوا في الأيام الماضية في مدينة داريا وحدها» في ريف دمشق، فيما أوضح المرصد أن غالبية هؤلاء من المسلحين. وذكرت صحيفة «الوطن» إن داريا «تحولت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى حصن للإرهابيين الذين توافدوا إليها من مناطق عدة في ريف دمشق بهدف الزحف نحو العاصمة»، مشيرة الى الجيش بدأ التقدم الى داخلها.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن قوات سورية «قضت على مجموعات إرهابية من جبهة النصرة كانت تعتدي على الأهالي في بلدات حجيرة والذيابية والمشتل ويلدا بريف دمشق». وذكر المرصد «اقتحم مسلحون الأحد مركزا عائدا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في منطقة الريحان في ريف دمشق».

وذكر المرصد ان المسلحين استكملوا سيطرتهم على مطار مرج السلطان العسكري في ريف دمشق، ولو ان هذه السيطرة تبقى هشة بالنظر الى استمرار انتشار القوات النظامية في محيط المطار الصغير الواقع في الغوطة الشرقية على بعد حوالى 15 كيلومترا من دمشق والمخصص لهبوط المروحيات العسكرية وركن سيارات للرادارات. وقال المرصد: «قتل 34 شخصا في مناطق متفرقة من سوريا» أمس، بعد يوم من «مقتل 119 شخصا. وقتل السبت 94 شخصا».

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في حفل تأبين مراسل قناة «الإخبارية» محمد الأشرم الذي اغتيل في دير الزور مؤخرا، إن «المواجهة اليوم في اعقد مراحلها وأعلى درجاتها وأكثرها صعوبة وأشدها عنفا واتساعا في الجغرافيا ونوعية السلاح المستخدم وبكل المعايير الأمنية والعسكرية». وأضاف إن هذا «ما كنا ندركه جيدا بالتحليل والفهم السياسي بأننا سنصل إلى درجات صعبة في المواجهة».

(«السفير»، «سانا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز)

الاعلان عن تأسيس تجمع الضباط الاحرار ليكون نواة للجيش السوري المستقبلي

بيروت- (ا ف ب): أعلن ضباط منشقون عن الجيش السوري الاثنين تأسيس “تجمع الضباط الاحرار” بهدف “وضع الاسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد”، مشيرين الى نيتهم التعاون مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي انشىء اخيرا في الدوحة.

وجاء ذلك في شريط فيديو منشور على موقع يوتيوب الالكتروني يظهر فيه عشرات الضباط بلباس عسكري في قاعة مغلقة وضابط يتلو بيانا.

وقال البيان “قررنا نحن ضباط سوريا الاحرار الاعلان عن تاسيس تجمع الضباط الاحرار بقيادة العميد محمود ايوب والذي سيضم كافة الضباط العاملين في الجبهات، وسيكون هذا التجمع النواة الحقيقية للجيش السوري الجديد مستقبلا”.

ويؤكد بيان مطبوع مرفق بالشريط وزعه مسؤول الاعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل فهد المصري، ان “تجمع الضباط الاحرار” هو “الهيئة التي تضم كافة الضباط السوريين المنشقين عن جيش النظام السوري ومهمته دعم الجيش السوري الحر ووضع الاسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد المدافع عن حقوق الشعب وكرامته”.

ويؤكد البيان ان من مهمة التجمع “العمل على وضع الخطط المناسبة لعمل الضباط خلال الثورة وفي فترة ما بعد الثورة، وتقديم الدعم اللوجستي لكتائب الجيش الحر بكافة الوسائل الممكنة، (…) والسعي الدائم والحثيث لتأمين الدعم المادي والعتاد للكتائب المقاتلة”.

ويشدد على ضرورة “التعاون والتشاور والتنسيق الدائم مع الائتلاف الوطني الجديد (…)، والعمل على ارسال ضابط لتمثيل التجمع في الائتلاف”.

ويضيف البيان ان من اهداف التجمع “فصل الضباط العسكريين عن السياسة (…) والحفاظ على الدور الريادي للأخوة المدنيين العاملين في الثورة”، مؤكدا ان “التجمع بعيد عن الحزبية والعشائرية والطائفية واي تبعية اخرى، والولاء لله وحده وللشعب والوطن”.

كما يؤكد ان “كل ضابط في التجمع لا يمثل الا نفسه بغض النظر عن انتمائه لاي تشكيل او قطعة مقاتلة على الأرض”، وان كل ضابط سيبقى “في قطعته المقاتلة”.

وتكررت خلال السنة الفائتة محاولات توحيد القوى المقاتلة على الارض ضد النظام في سوريا من دون التوصل الى نتيجة حاسمة. ففي مرحلة اولى، انشىء المجلس العسكري الاعلى بقيادة العقيد مصطفى الشيخ بالتنسيق مع قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد.

ثم انشئت المجالس العسكرية لكل منطقة، ثم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل بالتنسيق مع المجلس العسكري الاعلى.

بعد ذلك، نشأت مجالس عسكرية ثورية والصلات بين كل هذه التشكيلات غير واضحة.

وهناك عشرات الكتائب والالوية على الارض التي تنسق او لا تنسق مع المجالس العسكرية والتي يؤكد ناشطون ان لكل منها مصدر تمويل وتسليح مستقل. ولا تتبع هذه التشكيلات قيادة واحدة.

واعلنت مجموعة كتائب والوية اسلامية في منطقة حلب بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد، وهما اكبر مجموعتين مقاتلتين في شمال سوريا، في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر رفضها الائتلاف الوطني السوري المعارض، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة اسلامية.

باريس ترصد 1.2 مليون يورو لائتلاف المعارضة.. وتعيين وليد سفور ‘سفيرا’ في بريطانيا

المقاتلون المعارضون للنظام السوري يعزلون حلب عن شرق البلاد

دمشق: المواجهة وصلت الى اكثر المراحل ‘صعوبة وتعقيدا وعنفا’

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: نجح المقاتلون المعارضون للنظام السوري امس في ان يقطعوا عمليا الطرق التي تربط محافظة الرقة (شمال شرق) بمدينة حلب (شمال)، بعد استيلائهم على سد استراتيجي على نهر الفرات، في وقت تتواصل العمليات العسكرية في دمشق ومحيطها.فيما قصفت طائرات حربية سورية مقرا لمقاتلي المعارضة قرب الحدود مع تركيا الاثنين لكنها أخطأت الهدف بينما دفعت مئات السوريين إلى الفرار عبر الحدود.

وجاء الهجوم الذي استهدف قاعدة للجيش السوري الحر في قرية أطمة الواقعة على مسافة كيلومترين من الحدود قبل يوم من بدء محادثات بين مسؤولين من تركيا وحلف شمال الأطلسي لتحديد مواقع نشر بطاريات صواريخ أرض جو قرب الحدود التي تمتد 900 كيلومتر.

ورأت دمشق الاثنين ان المواجهة وصلت الى اكثر المراحل ‘تعقيدا وصعوبة وعنفا’، في وقت اعلنت باريس تخصيصها مبلغ مليون ومئتي الف يورو للمعارضة السورية، ورأى رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف ان دعم فرنسا للائتلاف الوطني السوري المعارض ‘غير مقبول اطلاقا في نظر القانون الدولي’.

على الارض، سيطر ‘مقاتلو الكتائب الثائرة على سد تشرين والابنية المحيطة به في ريف حلب بعد اقتحامه الاحد اثر اشتباكات مع القوات النظامية وحصار للمنطقة دام اياما عدة’، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان ‘الاستيلاء على السد خطوة مهمة جدا، لانها تعني عمليا قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب امام الجيش’.

ويواصل المقاتلون المعارضون عملياتهم من اجل تضييق الخناق على القوات النظامية في مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ اربعة اشهر.

ومن اجل استقدام تعزيزات الى حلب من دمشق عبر الطريق السريع، يفترض بقوات النظام ان تمر في مدينة معرة النعمان الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر). وشهدت المدينة الاثنين معارك عنيفة عند مدخلها الجنوبي، وتعرضت للقصف من طيران حربي مع بلدات اخرى محيطة بها.

في ريف دمشق، تتعرض منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة في غرب دمشق ومدينة داريا في ريفها للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين يحاولون منعها منذ ايام من اقتحام داريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

وامتدت الاشتباكات الى بلدات حجيرة والسيدة زينب ويلدا، وتعرضت بلدات عربين والمعضمية والزبداني وجديدة عرطوز والريحان والغوطة الشرقية لقصف من القوات النظامية. وطال القصف الاحياء الجنوبية في مدينة دمشق، بحسب المرصد وناشطين.

وتتركز العمليات العسكرية والخسائر البشرية منذ فترة في العاصمة ومحيطها حيث تحاول القوات النظامية القضاء على معاقل المقاتلين المعارضين.

وذكر المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الاثنين ان ‘اكثر من 130 شهيدا سقطوا في الأيام الماضية في مدينة داريا’ وحدها، مشيرا الى ان ‘قوات النظام تقصف المدينة منذ ثلاثة اسابيع بالأسلحة الثقيلة، من طائرات حربية مقاتلة وراجمات صواريخ ودبابات’، وان ‘معظم سكان المدينة نزحوا عنها’.

واتهم ناشطون سوريون قوات النظام بالقاء قنابل عنقودية على بلدة دير العصافير في ريف دمشق ما تسبب بمقتل عدد من الاطفال الاحد.

في محافظة حمص (وسط)، تعرضت مدن القصير والرستن وتلبيسة المحاصرة من القوات النظامية للقصف، بحسب المرصد. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان ‘قصفا عنيفا من آليات النظام’ يطال الرستن منذ الصباح الباكر وتسبب بتدمير عدد من المنازل، بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية في بريد الكتروني ان الطيران الحربي شارك في القصف وبالقاء قنابل عنقودية.

وافاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية لبلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا (جنوب) بعد عمليات قصف عنيف استهدفتها.

وقتل 34 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الاثنين، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كل انحاء سورية ومصادر طبية.

ورأى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الاثنين ان ‘المواجهة اليوم في اعقد مراحلها واعلى درجاتها واكثرها صعوبة واشدها عنفا واتساعا بالجغرافيا ونوعية السلاح المستخدم وبكل المعايير الامنية والعسكرية’.

وكانت وكالة انباء ‘سانا’ نقلت صباحا تصريحا آخر للزعبي قال فيه ان ‘الحرب اليوم في سورية أصبحت بين الدولة ومن يدعم منطقها ضد تنظيم القاعدة وائتلاف الدوحة’.

وبات الاعلام السوري يعزو كل العمليات العسكرية الجارية في مناطق مختلفة من سورية الى ‘ارهابيي تنظيم القاعدة’، مشيرا الى ان قوات الجيش السوري تداهم ‘اوكارهم وتصادر اسلحتهم وتقضي على اعداد كبيرة منهم’.

وفي محاولة جديدة لايجاد اطار جامع للمقاتلين ضد النظام، اعلن ضباط منشقون عن الجيش السوري الاثنين تأسيس ‘تجمع الضباط الاحرار’ بهدف ‘وضع الاسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد’، مشيرين الى نيتهم التعاون مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

ومن جهة اخرى اعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض الاثنين تعيين مسؤول في جماعة الاخوان المسلمين وناشط حقوقي ‘سفيرا’ له في بريطانيا، بحسب ما جاء على صفحته على موقع ‘فيسبوك’ للتواصل على الانترنت.

وجاء في خبر على الصفحة ‘تعيين رئيس اللجنة السورية لحقوق الانسان، السيد وليد سفور سفيرا للائتلاف الوطني السوري في لندن، ليكون السفير الثاني للثورة السورية’.

دمشق شمّعت مكاتب ‘حماس’ بسبب لواء ‘أحفاد الرسول’ والحركة أطلقت يد الجيش السوري ضد المقاتلين

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: قالت مصادر فلسطينية في الداخل السوري لـ’القدس العربي’ ان السلطات السورية أقدمت على إغلاق مكاتب حماس بـ’الشمع الأحمر’ فى دمشق إثر معلومات لدى جهاز الاستخبارات السورية تقول بأن معظم مقاتلي لواء ‘أحفاد الرسول’ والذي ينشط في الجزء الجنوبي من محيط العاصمة دمشق وضمن بعض أحياء مخيمي اليرموك وفلسطين هم من مناصري حركة حماس.

كما تفيد المعلومات بتلقي هؤلاء المقاتلين دعماً لوجستياً من بعض قيادات الصف الثاني في حركة حماس والذين بقي عدد منهم في مخيم اليرموك حتى وقت ماضٍ غير بعيد قبل مغادرتهم إلى الأردن ومصر وقطر.

المصادر الفلسطينية التي تحدثت لـ ‘القدس العربي’ أكدت ان وفداً من قيادات

تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية التي بقيت مكاتبها في دمشق كحركة النضال

والجبهة الشعبية وحركة الجهاد من بين هذا الوفد. وكان خالد عبد المجيد رئيس حركة النضال، التقى في القاهرة منذ فترة بعض قيادات حركة حماس وعلى رأسهم موسى أبو مرزوق وعلى هامش اللقاء أبلغ الوفد قيادة حماس أن السلطات السورية مستاءة من انخراط مناصري حماس داخل سورية في القتال المسلح الذي تمارسه ميليشيات عديدة ضد الجيش السوري ومن الدعم الذي يتلقاه هؤلاء من قيادات الصف الثاني في حماس.

وحسب ما كشف أحد أعضاء هذا الوفد لـ ‘القدس العربي’ فإن رد قيادة حماس كان بأنها لا تمانع على الإطلاق أن تتصرف قوات الجيش السوري بالطريقة المناسبة عسكرياً وأمنياً مع هؤلاء المنخرطين في مقاتلة الجيش السوري، وأنها ليست مسؤولة عن أي منهم ولن توفر لهم الغطاء وأن قيادة حماس لا ترغب في الانخراط بالقتال الدائر في سورية.

وكانت السلطات السورية مؤخراً قد أغلقت بالشمع الأحمر مكاتب قيادات حماس في دمشق وأبرزها مكتب خالد مشعل في حي المزة الغربية ومكتب نائبه موسى أبو مرزوق والقيادي محمد نزال في حي مشروع دمر، ومكاتب قيادات أخرى في مخيم اليرموك أيضاً.

حماس: ايران ستؤلب عليها الرأي العام العربي بسبب دعمها للنظام السوري

القاهرة ـ ا ف ب: اعتبر المسؤول الثاني في حركة حماس الفلسطينية الاثنين ان على ايران ان تعيد النظر في دعمها للنظام السوري اذا كانت لا تريد ان تؤلب عليها الرأي العام العربي.

وفي تصريح للصحافيين قال موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مكتبه الجديد في القاهرة ان موقف ايران ‘اصبح موقفا غير طيب’.

وكانت حماس، التي تحكم قطاع غزة، قد نقلت مكاتبها الخارجية الى قطر ومصر بعد ان غادرت سورية بعد خلافها مع نظام الرئيس بشار الاسد بسبب قمعه لحركة المعارضة.

كذلك لم تعد الحركة قريبة من ايران، التي تزود الفصائل الفلسطينية بالسلاح، كما كانت سابقا.

واوضح ابو مرزوق ان ‘ايران طلبت من حماس اتخاذ موقف اقرب الى سورية. وحماس رفضت وقد اثر ذلك على العلاقة مع ايران’.

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل اشاد الاربعاء بدور ايران في تسليح الفصائل الفلسطينية الذي اتاح لها، على حد قوله، مواجهة الهجوم الاسرائيلي على القطاع الذي استمر ثمانية ايام واسفر عن استشهاد 166 فلسطينيا وستة اسرائيليين.

جيش تركيا: نشر صواريخ باتريوت لا يهدف لفرض منطقة حظر جوي فوق سورية

أنقرة ـ رويترز: قال الجيش التركي الإثنين إن صواريخ أرض جو من حلف شمال الأطلسي من المقرر نشرها قرب الحدود التركية السورية ستستخدم في حماية الأراضي التركية وليس لاقامة منطقة حظر طيران فوق سورية.

وكانت تركيا قد أغضبت سورية وروسيا وإيران عندما طلبت من الحلف نشر نظام صواريخ باتريوت أرض جو المصممة لاعتراض الصواريخ أو الطائرات يوم الأربعاء الماضي بعد أسابيع من المحادثات بشأن تعزيز الأمن على الحدود الممتدة لمسافة 900 كيلومتر مع تفاقم الصراع في سورية.

وتعارض سورية التي وصفت الخطوة بأنها ‘استفزازية’ وحلفاؤها ومن بينهم روسيا وإيران أي تطور يعتبرونه خطوة أولى تجاه فرض منطقة حظر طيران.

وقال الجيش التركي في بيان ‘نشر النظام الدفاعي الجوي والصاروخي لا يهدف إلا لمواجهة أي تهديد صاروخي قادم من سورية وهو إجراء له هدف دفاعي محض.

‘واستخدامه لفرض منطقة حظر طيران أو لشن عملية هجومية هو أمر غير وارد’.

ورغم سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على قطاعات من الأرض فإنهم لا يملكون أي دفاع في مواجهة القوات الجوية السورية ودعوا لفرض منطقة حظر طيران دولية وهو إجراء ساعد مقاتلي المعارضة الليبيين على الاطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي العام الماضي.

وتحجم معظم الحكومات الأجنبية عن فرض منطقة حظر طيران خوفا من استدراجها للصراع الذي اندلع قبل 20 شهرا في سورية.

وأضاف البيان ان فريقا مشتركا من تركيا وحلف شمال الأطلسي سيبدأ الثلاثاء العمل لتقييم أماكن نشر الصواريخ والعدد اللازم وعدد القوات الأجنبية التي سترسل لتشغيلها.

وتمتلك الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا فقط صواريخ باتريوت في إطار حلف شمال الأطلسي. وأرسلت هولندا صواريخ باتريوت إلى تركيا مرتين سابقا خلال حربي الخليج في عامي 1991 و2003.

ولا ترغب تركيا في استدراجها للقتال لكن قرب القصف السوري من حدودها يثير قلقها. وأرسلت تركيا طائراتها المقاتلة على الحدود وردت بالمثل على قذائف سورية طائشة عبرت الحدود.

وتشعر تركيا وهي داعم كبير للمعارضة السورية بالقلق من الأسلحة الكيماوية لدى جارتها وكذلك أزمة اللاجئين على حدودها والدعم الذي تقول إن سوريا تقدمه للمتمردين الأكراد في تركيا.

باريس تقدّم «مساعدة عاجلة» للمعارضة.. وأنقرة تؤكد «الطابع الدفاعي» للباتريوت

بالتزامن مع انتقاد موسكو دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض، قررت باريس منح هذا الائتلاف مساعدة «إنسانية عاجلة» بقيمة 1,2 مليون يورو، في وقت أكّدت فيه أنقرة، من جديد، الطابع الدفاعي لصواريخ «الباتريوت»

قبيل وصوله إلى العاصمة الفرنسية، انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض، فيما كرّر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ومعه الجيش، أنّ الهدف من نشر صواريخ «الباتريوت» دفاعي. من ناحيتها، أعلنت باريس قرارها منح مساعدة إنسانية عاجلة للائتلاف المعارض بقيمة 1,2 مليون يورو.

وانتقد رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض، مشيراً إلى أنّه «غير مقبول إطلاقاً بنظر القانون الدولي». وقال مدفيديف، الذي وصل إلى باريس مساء أمس، في زيارة عمل تستمرّ يومين، «من وجهة نظر القانون الدولي، إنّه أمر غير مقبول إطلاقاً».

ورأى مدفيديف، في مقابلة صحافية، أنّ قرار باريس الاعتراف بالائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري»، والدعوة إلى رفع الحظر على تسليم أسلحة إلى المعارضين للنظام قرار «موضع انتقاد». وقال: «أذكر أنّه بحسب مبادئ القانون الدولي التي صدّقت عليها الأمم المتحدة عام 1970، لا يمكن أيّ دولة القيام بعمل يهدف إلى قلب نظام قائم في بلد ثالث بالقوة». وأكد أنّ «روسيا لا تدعم النظام ولا المعارضة. إنّ موقفنا محايد»، مشدداً على أنّ الحلّ الوحيد يكمن في بدء مفاوضات بين أطراف النزاع، وتنظيم انتخابات جديدة. وتابع: «إنّ الرغبة في تغيير نظام بلد ثالث من خلال الاعتراف بقوة سياسية ممثلاً وحيداً للسيادة الوطنية لا يبدو لي أمراً حضارياً تماماً». وأشار إلى أنّه «يعود للشعب السوري، بما فيه هذه القوى المعارضة، أن يقرّر مصير الأسد ونظامه، لكن من المستحسن أن تصل هذه القوى (المعارضة) إلى السلطة بالسبل القانونية، لا بواسطة أسلحة تسلّمها دول أخرى».

وسئل عن مواصلة روسيا تسليم أسلحة لسوريا، فقال إنّ «هذا التعاون العسكري كان على الدوام شرعياً»، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة لم تفرض حظراً على تسليم الأسلحة إلى سوريا. وقال: «كلّ ما سلمناه هو أسلحة تهدف إلى الدفاع عن النفس في مواجهة عدوان خارجي».

من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أنّ فرنسا، أول دولة غربية اعترفت بشرعية الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، قرّرت منحه مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 1,2 مليون يورو. وقال الوزير، في بيان، إنّ «الوضع الإنساني في سوريا يتدهور. ولا بدّ أنّ يتحرك المجتمع الدولي».

وأوضح فابيوس أن الائتلاف المعارضة يعقد (الاثنين والثلاثاء) في القاهرة اجتماعاً مع المجتمع الدولي بشأن مساعدة الشعب السوري، وأنّ فرنسا قررت تقديم «مساعدة إنسانية عاجلة بمبلغ 1,2 مليون يورو».

في سياق آخر، أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أنّ بلاده لن تتردّد باتخاذ التدابير اللازمة لحماية أمنها، مشدداً على «ضرورة عدم تحميل خطوة نشر صواريخ باتريوت الدفاعية على الأراضي التركية معانٍ مختلفة». ورأى في، خطاب جماهيري ألقاه في إسطنبول، أنّ بلاده مضطرة إلى نشر صواريخ «باتريوت» على أراضيها تحسباًَ لاحتمال قيام النظام السوري، الذي سبق أن ألقى قذائف على الأراضي التركية، باعتداءات على تركيا بنطاق أوسع.

وأكد أن بلاده تؤيّد السلام دائماً، وحلّ المشاكل عبر الحوار والتشاور، مشيراً إلى أنّه عندما يتعلّق الأمر بتهديد أمن البلاد، فإنّ أنقرة لن تتردّد في اتخاذ التدابير اللازمة.

بدوره، أفاد الجيش التركي بأنّ صواريخ أرض ــ جوّ من حلف شماليّ الأطلسي، التي من المقرّر نشرها قرب الحدود التركية ــ السورية ستستخدم في حماية الأراضي التركية، لا لإقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا. وقال الجيش، في بيان، إنّ «نشر النظام الدفاعي الجوي والصاروخي لا يهدف إلا لمواجهة أي تهديد صاروخي قادم من سوريا، وهو إجراء له هدف دفاعي محض. واستخدامه لفرض منطقة حظر طيران أو لشنّ عملية هجومية هو أمر غير وارد». وأضاف البيان أنّ فريقاً مشتركاً من تركيا وحلف شماليّ الأطلسي سيبدأ غداً (اليوم) العمل لتقويم أماكن نشر الصواريخ، والعدد اللازم، وعدد القوات الأجنبية التي سترسل لتشغيلها.

في موازاة ذلك، كشفت تقارير إعلامية عن خطة جديدة لمبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، لإنهاء الأزمة السورية سيقدمها يوم الخميس المقبل لمجلس الأمن الدولي. وأفادت صحيفة «لوفيغارو» بأنّ خطّة الأخضر الإبراهيمي تنصّ على تشكيل «حكومة وطنية انتقالية» من شأنها أن تتمتع بـ«السلطة التنفيذية الكاملة» لقيادة سوريا حتى الاستحقاق الانتخابي البرلماني والرئاسي عام 2014 (نهاية ولاية الرئيس بشار الأسد الدستورية) التي ستتمّ تحت إشراف الأمم المتحدة. ونقلت الصحيفة عن أحد المقربين من الإبراهيمي قوله إنّ «هذه الانتخابات، التي ستشمل أيضاً الانتخابات المحلية ستجري في وقت واحد». وكتبت نقلاً عن مصادر مطلعة أنّ الحكومة الانتقالية ستضمّ أعضاءً من المعارضة وبعض المسؤولين في النظام السوري الحالي، منوهة بأنّ الخطة تنصّ على أن «الأسد سيستكمل ولايته، لكن دوره سيكون تمثيلياًَ فقط».

وأوضحت المصادر «أنّه في ما يتعلق بمستقبل بشار الأسد السياسي، وخصوصاً ما إذا كان يستطيع ترشيح نفسه من عدمه في الانتخابات الرئاسية في 2014، فإن موقف الإبراهيمي غامض بشكل متعمد لعدم ضرب أي معسكر»، إن كان موالياً أو معارضاً.

من ناحية أخرى، صرح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأنّ من المنتظر أن يستقبل الوزير سيرغي لافروف وفد المعارضة السورية الداخلية، ممثلةً في هيئة التنسيق الوطني يوم 29 تشرين الثاني الجاري.

إلى ذلك، أكد وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أول من أمس، أنّ الحرب في سوريا أصبحت بين الدولة ومن يدعم منطقها، وتنظيم «القاعدة» و«ائتلاف الدوحة»، الذي بات «يمثّل القيادة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الساعية إلى إعادة تاريخها في سوريا».

وجدّد الزعبي تأكيده، خلال لقائه كوادر وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أنّه «ليس هناك أيّ فيتو على ظهور الشخصيات المعارضة على وسائل الإعلام الرسمية، شرط ألّا تمسّ بالسيادة الوطنية المتمثلة بالعلم، والنشيد الوطني، والجيش، ومقام الرئاسة، مبيناً أنّ كل ما عدا ذلك يمكن تناوله وطرحه بكل جرأة وصراحة.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الجيش الحر يبدأ في استخدام غنائمه من مضادات الطيران ويسقط مقاتلتي «ميغ» بالغوطة الشرقية

فهد المصري لـ «الشرق الأوسط»: بعد سيطرتنا على قواعد الريف.. النظام أصبح محاصرا في العاصمة

بيروت: يوسف دياب

أكد مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر «بدأ للمرة الأولى في استخدام الأسلحة المضادة للطيران، التي غنمها من مستودعات السلاح في المناطق العسكرية التي حررها وسيطر عليها في ريف دمشق، بعد أن أصبحت كل المواقع العسكرية والكتائب الخاصة بالدفاع الجوي تحت سيطرته.. وقد تمكنا بواسطة هذه المضادات من إسقاط طائرتي ميغ في الغوطة الشرقية بريف دمشق».

وربط المصري بين هذا التطور الميداني وبين «سيطرة الجيش الحر على مطار مرج السلطان العسكري، وهي تعني من الناحية العسكرية السيطرة على محطة الاستطلاع الجوي للمنطقة الجنوبية (إم 1)، كما تعتبر هذه المحطة مقر قيادة إدارة الاستطلاع الجوي للواء 82 في القوى الجوية»، مشيرا إلى أن «محطة مرج السلطان تحتوي على رادرين كبيرين، يعتبران العمود الفقري للاستطلاع والمسح الجوي.. ومحطة مرج السلطان واحدة من ثلاث محطات – وهي المشرفة عليهم. فالثانية محطة المنطقة الوسطى في (شنشار) جنوب حمص، والثالثة محطة (برج إسلام) في شمال اللاذقية».

وقال المصري لـ«الشرق الأوسط» أيضا «مع سيطرة الجيش الحر على هذه المحطة الاستراتيجية الهامة والسيطرة على كتائب الصواريخ والدفاعات الجوية كافة في الريف الدمشقي تصبح العاصمة السورية ساقطة من الناحية العسكرية؛ لأن النظام فقد كل نظم الصواريخ والدفاعات الجوية وأصبح محاصرا في دمشق بطوق ناري يضيق شيئا فشيئا وتقدم الجيش الحر في دمشق وريفها باستخدام أنظمة وصورايخ الدفاع الجوي»، معتبرا أن «تحرير محطة مرج السلطان، التي هي أيضا قيادة إدارة الاستطلاع الجوي للواء 82 يعني أن (الرئيس السوري بشار) الأسد وعصاباته لن يكتشفوا الضربات الجوية لمفاصلهم العسكرية والأمنية في دمشق وريفها والمنطقة الجنوبية، التي قد يوجهها الائتلاف العسكري الدولي الذي سيشكل خارج مجلس الأمن»، واعدا بـ«مفاجآت سارة للشعب السوري في الأيام القليلة المقبلة ستكون على قدر آماله وطموحاته».

إلى ذلك، أفاد الناطق الإعلامي باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق – الغوطة الشرقية عمر حمزة، أن «الجيش الحر بدأ يغيّر المعادلة على الأرض بما لديه من أسلحة محليّة ومن دون أي دعم خارجي». وأكد حمزة لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر نجح في عمليات إسقاط الطائرات في ريف دمشق، بواسطة مضادات 23. وصواريخ حرارية تطلق من على الكتف، وبعض الأسلحة النوعية التي استولى عليها من كتيبة بالا والكتيبة إف 3 في سينا وكتيبة الأشعري التي تحتوي على صواريخ ومضادات للطائرات».. مشيرا إلى أن «عمليات الجيش الحر في ريف دمشق تشهد تقدما على الأرض يوما بعد يوم، خصوصا على صعيد التصدي للطيران الذي بدأ يحد من طلعاته وقصفه للمناطق السكنية الآهلة بعد إسقاط الطائرات التي فاجأت قوات النظام.

القنابل العنقودية تقتل أطفال سوريا.. والجيش الحر يعزل حلب

المعارضون يحصلون على أسلحة نوعية.. والقصف مستمر على جنوب العاصمة

بيروت: كارولين عاكوم

تسجل وتيرة العمليات العسكرية، لا سيما النوعية منها، تطورا ملحوظا في الأيام الأخيرة، وذلك إثر الإعلان عن حصول الجيش الحر على أسلحة نوعية ستغير موازين القوى، بحسب ما أفاد المركز السوري للإعلام. وآخر هذه العمليات سجل أمس، من خلال سيطرة الجيش الحر على سد «تشرين» الذي يضم مواقع عسكرية ويعرف بأنه المسؤول عن تغذية حلب بالطاقة الكهربائية، كما سيطر على ثاني أكبر كتيبة في البلاد لمضادات الطيران بريف دمشق، وبدأ باستخدام الأسلحة التي «اغتنمها» وأسقط طائرتي «ميغ» في الغوطة الشرقية. وفي حين وصل عدد قتلى أمس، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنت عنها لجان التنسيق المحلية، إلى 87 قتيلا معظمهم في دمشق وريفها وحلب، كانت القنابل العنقودية التي يستخدمها النظام تستهدف أطفال سوريا وتقتل عددا منهم في ريف دمشق.

وقد ذكر المركز السوري للإعلام والاتصال أن الجيش السوري الحر نجح في الأيام القليلة الماضية في الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة النوعية بما فيها أسلحة مضادة للطيران وأخرى مضادة للدروع والدبابات، مما يتوقع أن يؤدي إلى تغيير كبير في موازين القوى الميدانية. وأشار إلى أن كمية من الأسلحة والصواريخ وزعت على عدة كتائب ميدانية من قبل القيادة المشتركة للجيش الحر، وتم تدريب المقاتلين والثوار على استخدامها تحت إشراف ضباط محترفين من الجيش الحر، وستمكن تلك الأسلحة الثوار من إنهاء آخر القواعد العسكرية التي تتحصن فيها ميليشيات النظام وقواته بما في ذلك المطارات، مما سيؤدي حكما إلى شل قدرة النظام على مواصلة القصف، وبالتالي سيتحول شمال سوريا وشرقها وجزء من المنطقة الغربية إلى مناطق آمنة يمكن لقوى المعارضة والمجالس المحلية العمل فيها بحرية.

في المقابل، بث المرصد السوري لحقوق الإنسان صورا يظهر فيها الثوار مع أسلحة صادروها عند سد تشرين الواقع على نهر الفرات بين حلب والرقة، حيث سيطروا عليه أمس بعد أسبوع من المعارك. وقال الثوار إن السيطرة على السد ستوفر لهم ممرا إضافيا بين المدينتين المتاخمتين لتركيا، ويبلغ طول السد أربعين مترا ويضم ستة مولدات لتوليد الكهرباء التي تغذي حلب ومدنا أخرى بالشمال.. كما أكد مراقبون أن الاستيلاء على السد سيسفر عمليا عن قطع الطرق التي تربط محافظة الرقة (شمالي شرق) بمدينة حلب (شمال).

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الاستيلاء على السد خطوة مهمة جدا، لأنها تعني عمليا قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب أمام الجيش»، مشيرا إلى أن هناك «طريقا صغيرة متبقية تجتاز النهر، لكنها صعبة ووعرة جدا». حيث يفترض بقوات النظام المرور في مدينة معرة النعمان (الواقعة تحت سيطرة الثوار منذ الشهر الماضي) من أجل استقدام تعزيزات إلى حلب من دمشق من طرق صالحة.. وبذلك، يكون المقاتلون المعارضون أحكموا سيطرتهم على المنطقة الممتدة على مسافة 70 كيلومترا بين محافظتي حلب والرقة المتاخمتين للحدود التركية؛ من دون أن يعني ذلك أنهم أصبحوا في منأى عن الغارات الجوية.

وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش الحر سيطرته على كتيبة الرحبة قرب مطار مرج السلطان بريف دمشق، وهي ثاني أكبر كتيبة في البلاد لمضادات الطيران المعروفة بـ«الشيلكا»، وأنه استولى على أكثر من 11 آلية عسكرية وكمية كبيرة من الذخائر والمضادات الجوية.

واعتبر رائد الفضاء السوري اللواء المنشق محمد فارس سيطرة الثوار على مطاري الحمدان بدير الزور ومرج السلطان بريف دمشق انتصارا استراتيجيا، لافتا إلى أن النظام ما زال يمتلك العديد من الطائرات التي لم تستخدم حتى الآن، لكنه شدد على أنه يتآكل؛ حيث تتصارع ثلاثة تيارات داخله بشأن انتشار قواته.

وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن النظام قصف وللمرة الأولى مخيمي «قاح وأطمة» على الحدود التركية اللذين يضمان آلاف النازحين، «كما حلق الطيران فوق الحدود التركية حيث مقرات للجيش الحر». وأكد الحمود أن العمليات على الأرض هي لصالح الجيش الحر، فيما قوات النظام بدأت تفقد معنوياتها خصوصا بعدما سحب النظام قوات النخبة إلى داخل العاصمة ومحيطها تحسبا من العمليات التي قد تستهدف دمشق. ولفت الحمود إلى أن آخر إشارات هذا الانهيار تمثلت بسقوط «سد منبج» بموقعه الاستراتيجي، ويعتبر فقدانه بالنسبة إلى النظام فقدان سيطرته على مناطق الرقة وحلب وإدلب، التي بات النظام عاجزا عن إرسال تعزيزاته إليها، وبالتالي يستهدفها فقط بالقصف، مؤكدا أن الجيش الحر يحضر لعمليات واسعة في كل المناطق السورية.

في هذه الأثناء، قال ناشطون إن النظام ارتكب مجزرة في بلدة الشيخ مسكين بدرعا، حيث اقتحمت دبابات البلدة واستهدفت مدرسة وسوقا شعبية مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وذكر المرصد السوري أن القوات النظامية نفذت حملة دهم وتفتيش في عدة أحياء من بلدة الشيخ مسكين بريف درعا يرافقها عمليات تخريب للممتلكات واعتقالات في صفوف الأهالي. وفي دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر دمر دبابتين لقوات النظام أثناء محاولتها اقتحام حي كفر سوسة، بينما تجدد القصف على أحياء دمشق الجنوبية وسط اشتباكات بحي التضامن. كذلك، اتهم ناشطون سوريون قوات النظام بإلقاء قنابل عنقودية على بلدة دير العصافير في ريف دمشق ما تسبب بمقتل عدد من الأطفال. وبث ناشطون أشرطة فيديو على شبكة الإنترنت تبدو فيها جثتا طفلتين تغطيهما الدماء ممددتين أرضا، إلى جانب جثث ثلاثة فتيان، ويقول المصور: «25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، طائرة (ميغ) أسقطت قنابل عنقودية على دير العصافير». وفي شريط آخر، تظهر عشرات القنابل الصغيرة بالإضافة إلى ثلاثة أجزاء لقنبلة كبيرة. ويقول رجل أمام الكاميرا: «الأولاد كانوا يلعبون، نزلت علينا هذه المصيبة. لا يوجد مسلحون ولا إرهابيون هنا». ويقول آخر: «هذا ما ترسله إلينا روسيا، جمعنا أكثر من سبعين قنبلة صغيرة… إنها صناعة روسية».

وهذا ما أكدته أيضا كل من لجان التنسيق المحلية التي قالت إن عشرة أطفال قتلوا في «مجزرة» ارتكبتها قوات النظام بإلقاء قنبلة عنقودية أصيبوا بها بينما كانوا يلهون في المكان، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن ثمانية أطفال قتلوا في قصف على دير العصافير، مشيرا إلى عدم إمكانية تحديد ما إذا كان تم استخدام قنبلة عنقودية أم لا.

وأفاد المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في بلدات حجيرة والسيدة زينب ويلدا أدت إلى وقوع ضحايا، لافتا إلى تعرض منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة بدمشق ومدينة داريا بريفها للقصف من قبل القوات النظامية.

بعثة خبراء الـ«ناتو» تعاين أماكن نشر الباتريوت في تركيا اليوم

الطيران السوري يقصف مواقع حدودية.. وفرار آلاف النازحين

لندن: «الشرق الأوسط»

في وقت تستعد فيه تركيا لاستقبال بعثة خبراء من الحلف الأطلسي لزيارة ودراسة المناطق المرشحة لنشر صواريخ منظومة الـ«باتريوت» الدفاعية، جدد الجيش التركي أن الصواريخ التي طلبتها أنقرة لها مهمة دفاعية حصرا، مستبعدا بشكل قاطع استخدامها لشن أي هجوم.. وفيما تجدد استهداف الطيران الحربي السوري لأهداف بالقرب من الحدود المشتركة مع تركيا، تواصل تدفق آلاف اللاجئين السوريين على تركيا.

وأكدت رئاسة الأركان في الجيش التركي في بيان لها أمس أن نظام باتريوت «سيتم نشره لدوافع دفاعية بحتة لمواجهة أي تهديد قد يأتي من سوريا»، مشيرا إلى أنه لن يتم استخدامها «في شن عمليات هجومية» أو لإقامة «منطقة حظر جوي» فوق سوريا. وذلك بالتزامن مع وصول بعثة خبراء من الحلف الأطلسي أمس إلى أنقرة للقاء مسؤولين عسكريين أتراك.

ومن المقرر أن يزور أعضاء هذه البعثة اليوم منطقة جنوب شرقي تركيا المحاذية لسوريا لتحديد مكان نصب هذه الصواريخ وعددها. وبحسب مصدر عسكري تركي لوكالة الصحافة الفرنسية، فإنه من أربعة إلى ستة بطاريات صواريخ «باتريوت» قد يتم نشرها في ملاطية، ودياربكر، وشانلي أورفة جنوب تركيا مما قد يستدعي نشر نحو 400 جندي في تركيا من الحلف، وتحديدا من البلدان الثلاثة في الحلف التي تملك نظام باتريوت (الولايات المتحدة، هولندا وألمانيا).

من جهة أخرى، قال نشطاء من المعارضة لـ«رويترز» إن طائرات حربية سورية قصفت أمس مقرا لقيادة الجيش السوري الحر بالقرب من الحدود مع تركيا؛ لكنها أخطأت هدفها فيما يبدو. وقال الناشط محمد عبد الله إن «القيادة المشتركة (للجيش السوري الحر) مقرها داخل مدرسة.. يبدو أنهم أخطأوا الهدف. كانت هناك طائرتان، واحدة بدت كطائرة استطلاع، حلقتا فوق المنطقة لنحو ساعة».

وذكر نشطاء أن مقاتلة تركية انطلقت صوب المنطقة، لكن لم يكن هناك تعليق على الفور من السلطات التركية عن القصف الذي وقع عند قرية أطمة، المواجهة لقرية تركية في إقليم هاتاي. وأضافوا أن مقاتلي المعارضة أطلقوا نيران الأسلحة المضادة للطائرات، لكن الطائرات كانت تحلق على ارتفاع حال دون إصابتها.

وقصفت طائرات سورية أهدافا لمقاتلي المعارضة على الحدود، لكن غارة أمس كانت الأقرب للحدود ووقعت على بعد كيلومترين من مقر الشرطة التركية وبالقرب من نقطة عبور يستخدمها اللاجئون السوريون. وفي اتصال هاتفي وصف ناشط آخر تحليق الطائرات فوق المنطقة، وقال إن الطائرات: «أطلقت ثلاثة صواريخ. يبدو أنها قصفت مباني قريبة ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. يبدو أن الجيش السوري الحر كان يتوقع الغارة الجوية وأخلى المنطقة». وقال لأجيء سوري يدعى نضال إنه سمع القصف الجوي لقرية أطمة خمس مرات، وأضاف أن المعلومات الأولية المتوفرة لديه تشير إلى أن نحو 30 شخصا أصيبوا، أغلبهم من النساء والأطفال.

من جهة أخرى، قال ناشطون إن 13 ألف نازح عبروا إلى تركيا هربا من قصف جوي على مخيم أطمة الحدودي بإدلب، وإن الطائرات اخترقت الأجواء التركية. وأكد الناشطون أن انسحاب الشرطة التركية من المخافر الحدودية – بسبب القصف – مكن جميع النازحين العالقين من دخول الأراضي التركية عقب القصف.

استمرار مسلسل انقسامات المسلحين.. ومجموعة تعلن تأسيس «تجمع الضباط الأحرار»

الجيش الحر والائتلاف الوطني ينفيان

بيروت: كارولين عاكوم

في خطوة تعكس استمرار الانقسام في صفوف المعارضة العسكرية السورية، على الرغم من جهود التوحد التي تسعى إليها جميع القوى السياسية والعسكرية المعارضة.. أعلن عدد من الضباط المنشقين عن الجيش السوري النظامي أمس تأسيس «تجمع الضباط الأحرار» بهدف ما قالوا إنه «وضع الأسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد»، مشيرين إلى نيتهم التعاون مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي أنشئ أخيرا في الدوحة.

ولا تعد هذه الخطوة الأولى التي يتم من خلالها تأسيس ما يمكن وصفه بالتجمع العسكري، تحت عنوان توحيد الصفوف العسكرية، من دون أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي ينهي هذا الانقسام الحاصل لا سيما بين أبرز القادة؛ وهم العميد مصطفى الشيخ الذي سبق أن عين قائدا لـ«المجلس العسكري» وبين قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد، ومن ثم الإعلان عن تأسيس «الجيش السوري الوطني» بقيادة اللواء محمد حسين الحاج علي. وهي القيادات التي يتبعها بالولاء كتائب على الأرض، إلا أن حجم تلك القوى يظل غير قابل للتقييم في ظل ارتباك الأوضاع الميدانية.

في موازاة ذلك، أنشئت ما باتت تعرف بالمجالس العسكرية في الداخل، كل منها تخضع لقيادة خاصة، وذلك في موازاة عمل مجموعات وكتائب وألوية تحت تسميات مختلفة تقاتل على الأرض؛ بعيدا عن أي تنسيق في ما بينها، في ظل أيضا اختلاف الجهات الداعمة لها سياسيا وعسكريا.

وفي حين نفى العميد مصطفى الشيخ قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر علمه بأمر «التجمع المستجد»، عزا نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي هذا الانقسام إلى عدم اتخاذ الدول قرارا بتسليح المعارضة السورية لا سيما منها الجيش الحر، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا علم لنا بتفاصيل هذا المشروع، كل ما نعرفه هو أن العميد محمود أيوب الذي عين قائدا لهذا التجمع ونائبه النقيب وائل الخطيب، هما من ضباط الرستن في حمص». ورأى الكردي أنه «بدلا من أن تقوم دول بدعم الجيش الحر والمعارضة العسكرية، يقوم بهذه المهمة أشخاص يعمدون إلى تقديم المساعدات المالية والعسكرية لأفراد وضباط، فيصبح كل منهم مرتبط بهذا الداعم، الأمر الذي يولد انشقاقا وانقساما في أوساط الضباط».

بدوره، أكد عضو الائتلاف الوطني ملهب الدروبي، عدم علمه بتفاصيل هذه الخطوة العسكرية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا تواصل لنا مع هذا التجمع ولا نعرف من هم، لكن هذا لا يعني أننا لن نتعاون معهم، لا سيما أننا ومنذ تأسيس الائتلاف أكدنا على العمل بهدف توحيد القوى العسكرية لتكون منضوية تحت جناح عسكري واحد يعمل إلى جانب تجمع التحرك السياسي المتمثل بالائتلاف الوطني». وأشار الدروبي إلى أن التواصل بدأ مع عدد من قيادات الجيش الحر للعمل نحو هذا الهدف والجميع يظهرون تجاوبا والأمور تبشر بالخير.

وجاء الإعلان عن تجمع الضباط الأحرار، في شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» يظهر فيه عشرات الضباط بلباس عسكري في قاعة مغلقة. وجاء في البيان الذي تلاه أحد الضباط «قررنا نحن ضباط سوريا الإعلان عن تأسيس تجمع الضباط الأحرار بقيادة العميد محمود أيوب، والذي سيضم جميع الضباط العاملين في الجبهات، وسيكون هذا التجمع النواة الحقيقية للجيش السوري الجديد مستقبلا».

كذلك، أكد البيان الذي وزعه مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل فهد المصري، أن «تجمع الضباط الأحرار» هو «الهيئة التي تضم جميع الضباط السوريين المنشقين عن جيش النظام السوري ومهمته دعم الجيش السوري الحر ووضع الأسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد المدافع عن حقوق الشعب وكرامته».

وجاء في البيان: «إن من أهم مهام التجمع هو وضع الخطط المناسبة لعمل الضباط خلال الثورة وما بعدها، وتقديم الدعم اللوجيستي لكتائب الجيش الحر بكافة الوسائل الممكنة، والسعي الدائم والحثيث لتأمين الدعم المادي والعتاد للكتائب المقاتلة». مشددا على ضرورة «التعاون والتشاور والتنسيق الدائم مع الائتلاف الوطني الجديد والعمل على إرسال ضابط لتمثيل التجمع في الائتلاف».

ويضيف البيان أن من أهداف التجمع «فصل الضباط العسكريين عن السياسة والحفاظ على الدور الريادي للمدنيين العاملين في الثورة»، مؤكدا أن «التجمع بعيد عن الحزبية والعشائرية والطائفية وأي تبعية أخرى، والولاء لله وحده وللشعب والوطن». كما يؤكد أن «كل ضابط في التجمع لا يمثل إلا نفسه؛ بغض النظر عن انتمائه لأي تشكيل أو قطعة مقاتلة على الأرض، وأن كل ضابط سيبقى في قطعته المقاتلة».

منظمة سورية توثق حالات اعتداء تمارسها القوات النظامية بحق النساء

ناشطة في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: عدم محاسبة النظام على هذه الأفعال يعني مباركته إياها

بيروت: ليال أبو رحال

أعلنت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) أن «حصيلة النساء الذين صادرت القوات الحكومية حقهن في الحياة منذ بداية الثورة السورية منتصف مارس (آذار)2011 حتى الآن بلغ 3537 امرأة، في حين بلغ مجموع من سقط من الأطفال 3532 طفلا»، مبدية أسفها لأن «كثيرا من حالات الاعتداء الجنسي لا تصل لعلم المنظمات الحقوقية بسبب تكتم الضحية على الجرح تحاشيا للخزي والعار».

وذكرت، في بيان أصدرته لمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف الموجه ضد المرأة، الموافق أول من أمس، أنه «منذ الأشهر الأولى من عمر الثورة السورية ومع التصاعد التدريجي في حدة القمع الحكومي، تفاقمت ظاهرة الاعتداء الجنسي كأداة للاستبداد والاستعباد السياسي من قبل القوات الحكومية؛ حتى تحولت لاستراتيجية حرب وتدمير ممنهجة تمارسها القوات الحكومية سواء في الأقبية والمعتقلات أو أثناء عمليات الدهم واقتحام البيوت وخرق الحرمات».

وفي سياق متصل، قالت عضو المجلس الوطني وعضو اللجنة التنفيذية في مشروع «اليوم الثاني» عفراء الجبلي لـ«الشرق الأوسط» إن «العنف الذي يمارس ضد المرأة السورية من قبل القوات النظامية هو أحد تجليات النظام الأسدي الذكوري، الذي نراه يتهاوى»، معتبرة أنه «خلال الصراعات غالبا ما يتم استهداف الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال». ورأت أنه «من الطبيعي أن تتكتم ضحايا الاعتداء الجنسي عن المجاهرة بالأمر نظرا لحساسية الموضوع، رغم أنه يعد إجراما بحقها»، ولفتت إلى «الصدمة النفسية التي يتركها الاعتداء وما يخالجها من مشاعر كثيرة لا تقوى على البوح بها»، معتبرة أنه «من الضروري أن يصار إلى جعل المعالجة النفسية والاجتماعية أولوية في مرحلة ما بعد إسقاط النظام وأن تأخذ حيزا جديا من الاهتمام والمتابعة».

وأشارت الجبلي إلى أنه من الصعب «تحديد إذا ما كان يمكن الحديث عن ظاهرة الاعتداء الجنسي من قبل القوات النظامية في سوريا في ظل عدم وجود إحصاءات وشهادات، ولا نعلم إذا كان يمكن اعتبار الأمر ممنهجا أو مخططا له»، لكنها أوضحت في الوقت عينه أن «الدستور السوري القديم ينص على عدم محاسبة عناصر الأمن». وأضافت: «من الطبيعي أن يعطي عدم المحاسبة على ارتكابات مماثلة وقعت، الضوء الأخضر للعناصر النظامية والشبيحة للقيام بما يحلو لهم، باعتبار أن عدم المحاسبة مرادف لمباركة النظام»، مشددة على «أننا نعيش اليوم في سوريا مرحلة حكم اللاقانون».

وكانت منظمة سواسية قد أشارت إلى أن «الاعتداء الجنسي لا يقتصر على النساء فقط بل يتجاوزها للذكور، لا سيما الأطفال، وبصورة خاصة في الأقبية والمعتقلات سواء من قبل القوات النظامية أو الميليشيات شبه النظامية التابعة لها من الشبيحة». وتستند المنظمة في تقريرها لشهادات «كثير من الضحايا عن حالات الاغتصاب منها ما هو جماعي، ومنها ما يتم بحضور جميع أفراد العائلة أثناء حملات الدهم لا سيما في حمص والريف الدمشقي».

وأكدت المنظمة أنها «بمقدار ما تتمسك بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بمقدار ما تؤكد أن التواطؤ الدولي من الدول الخمسة الدائمة العضوية قد حول سوريا إلى واحة للإفلات من العقاب وحول النصوص الضامنة لحق المرأة في التمتع بحقوقها الأساسية على قدم المساواة مع الرجل، سواء الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو في العهدين الدوليين أو اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة أو مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية، إلى حبر على ورق».

وانتقدت «تحكم 5 دول بمصير العالم وتواطئها مع أنظمة أقل ما يقال فيها إنها قاتلة، وتفتقر للحد الأدنى من القيم الأخلاقية والإنسانية، سبق لها أن نجحت فعلا في تحقيق معادلة القضاء على جميع ضروب التمييز ضد المرأة في سوريا، ولكن في ما يتعلق بالقمع والتنكيل والإرهاب».

مصادر فرنسية تتوقع اجتماعا «صعبا» بين هولاند وميدفيديف حول سوريا

رئيس الوزراء الروسي ينتقد باريس بشدة ويتهمها بانتهاك القانون الدولي

باريس: ميشال أبو نجم

توقعت مصادر رسمية فرنسية أن يكون الاجتماع المقرر بعد ظهر اليوم بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في قصر الإليزيه «صعبا» بسبب المواقف المتناقضة للطرفين من موضوع الأزمة السورية وبسبب الهجوم المباشر والعنيف الذي شنه الثاني في حديث صحافي على السياسة والمواقف الفرنسية المتشددة من الأزمة المذكورة.

ولا تتوقع باريس أي تقدم أو تقارب بين العاصمتين إزاء نقطة الخلاف الجوهرية بينهما والخاصة بمصير الرئيس السوري بشار الأسد. وحتى الآن، ترفض موسكو بشدة مطلب المعارضة والغرب بشكل عام وكثير من الدول العربية الداعي إلى رحيل الأسد عن السلطة بوصفه مدخلا للحل السياسي، بينما تتشبث موسكو بالقول إنه «يعود للسوريين دون غيرهم» تحديد مصير الأسد وترفض التدخل الخارجي «في الشؤون الداخلية لسوريا».

وحتى الآن، خابت آمال المسؤولين الفرنسيين من روسيا التي رفضت أن «تتزحزح» عن المواقف «غير القابلة للنقاش» التي تتمسك بها منذ اندلاع الانتفاضة السورية. وفي الأسابيع الأخيرة، تأخذ موسكو على باريس أمرين: الأول مسارعتها لأن تكون أول دولة غير عربية تعترف بالائتلاف الوطني السوري «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، والمسارعة إلى مطالبة تجمع المعارضة الجديد بتسمية سفير له في باريس. والأمر الثاني رغبة أعلى السلطات الفرنسية ممثلة برئيس الجمهورية في المطالبة بإعادة النظر في حظر إرسال الأسلحة الأوروبي إلى سوريا من أجل نزع العقبة القانونية التي حالت حتى الآن دون مد المعارضة المسلحة بالسلاح الذي تحتاجه لمواجهة كثافة نيران النظام برا وجوا. وانتقد ميدفيديف بشدة، في حديث نشر أمس مع وكالة الصحافة الفرنسية وصحيفة «لو فيغارو» اليمينية، المواقف الفرنسية واصفا المبادرات الفرنسية بأنها «مخالفة للقانون الدولي» وللمبادئ التي أقرت في عام 1970، حيث إن «باريس تدعم قوة سياسية تسعى لقلب نظام شرعي». وقال ميدفيديف: «يعود فقط للشعب السوري وقوى المعارضة أن تقرر مصير الأسد ونظامه بطريقة شرعية وليس عن طريق تقديم السلاح بواسطة طرف آخر». وبرأي رئيس الوزراء الروسي، فإن هذا الوصف لا ينطبق على روسيا نفسها، لأن تعاونها العسكري مع دمشق له «طابع شرعي» ولأن ما تقدمه لها «لا يخالف أيا من القوانين الدولية» فضلا عن أن السلاح الذي يصل إليها «له طابع دفاعي ضد أي اعتداء خارجي».

واشتكى ميدفيديف من أن أي خلل بالعقود المبرمة مع سوريا سيقود إلى «عقوبات دولية» تفرض على روسيا بسبب عدم تنفيذ التزاماتها. ونبه المسؤول الروسي إلى «تفكك» سوريا وبروز بؤرة توتر جديدة «يستغلها الأصوليون الدينيون» في إشارة إلى «القاعدة» والمنظمات الشبيهة بها، معتبرا أن تطورا من هذا النوع «ليس لمصلحة روسيا ولا لمصلحة فرنسا».

وحقيقة الأمر أن باريس تشعر بـ«خيبة» إزاء موسكو لأنها كانت تأمل أن يقوم الطرف الروسي بإعادة تقويم موقفه من نظام الأسد. وترى المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن موسكو «ربما ما زالت تعتبر أن الأسد ما زال قادرا على الإمساك بالوضع» في سوريا رغم التحولات الميدانية التي طرأت في الأشهر والأسابيع الأخيرة. وكانت تستدل على ذلك من «الاضطراب» في مواقف موسكو التي تقول يوما إنها «غير متمسكة» بالأسد ويوما آخر إنه «باق» في سوريا حتى النهاية.

و«تتفهم» باريس تحفظات الطرف الروسي إزاء «اليوم التالي» لسقوط الأسد وإزاء «الفوضى» التي قد تعم سوريا؛ غير أنها ترى أن استمرار الوضع على هذا المنوال من شأنه زيادة الفوضى التي تريد موسكو تحاشيها وتمكين الأصوليين من أخذ موقع قدم في سوريا. وتؤكد المصادر الفرنسية أن باريس «تعرف المصالح الاستراتيجية لروسيا» في سوريا والشرق الأوسط ومنطقة المتوسط، وأنها «تتقبل» مبدأ توفير ضمانات للمحافظة عليها. بيد أن الخلاصة التي توصلت إليها مفادها أنه «ليس للروس سياسة بالمعنى الحقيقي للكلمة» في سوريا وأن بوصلتهم «اتخاذ المواقف النقيضة للمواقف الغربية لأنهم لم يغفروا للغرب تعاطيه مع الأزمة الليبية».

وفي أي حال، تعتبر المصادر الفرنسية أنه أصبح واضحا اليوم أن الخروج من حال المراوحة دبلوماسيا وسياسيا «لن يحصل قبل حصول تغير عسكري ميداني يدفع النظام وحلفاءه إلى قبول التفاوض سبيلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان» بمعنى قبول التفاوض.

وتراهن باريس، إلى جانب التقدم الميداني للمعارضة، على الدفع الدبلوماسي والسياسي لقيام الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة ولما قد يحصل عليه من اعتراف دولي به وبشرعيته. ولكن حتى الآن، بقيت هذه الحركة «متواضعة»؛ إذ انحصرت حتى الآن في باريس نفسها وبعدد قليل من العواصم مثل لندن وروما وتركيا ودول خليجية بينما بقي موقف الجامعة العربية عند «خط الحد الأدنى»، وكذلك موقف الاتحاد الأوروبي الذي اعترف بالائتلاف ممثلا «لآمال» الشعب السوري وهي صيغة لا تترتب عليها نتائج دبلوماسية أو قانونية.

أما موضوع رفع الحظر على السلاح، فإنه بقي من غير مناقشة في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الأخير. ولا تتوقع باريس استجابة سريعة من قبل شركائها في الاتحاد الأوروبي بانتظار أن يثبت الائتلاف الجديد جدية في التعاطي مع الشأن العسكري وبروز قيادة عسكرية واضحة من شأنها توفير الضمانات للغربيين بأن السلاح المتطور الذي قد يعطى لهم لن يقع في أيد «جهادية».

وأمس، أعلنت باريس أنها قررت منح الائتلاف مساعدة إنسانية طارئة قيمتها 1.2 مليون يورو وقررت المرور عبره من أجل إرساء حضوره وتمكينه من إثبات نفسه في الداخل السوري. كذلك أفادت مصادر واسعة الاطلاع في باريس أن الخارجية الفرنسية تدرس «الوضع القانوني» للسفارة السورية في باريس بعد أن كانت قررت مساعدة سفير الائتلاف الدكتور منذر ماخوس على إيجاد مكاتب مؤقتة له بانتظار جلاء وضع السفارة.

الإنهيار خلال شهرين: القتال وصل إلى “ساحة العباسيين” بدمشق

مسؤولون أميركيون لـ «الراي»: ديبلوماسيون روس اتصلوا بنا لبحث مرحلة ما بعد الأسد

واشنطن – من حسين عبدالحسين

على وقع الانتصارات التي يحققها الثوار السوريون وتراجع قوات الرئيس السوري بشار الاسد في عموم أنحاء سورية، علمت «الراي» من مصادر أميركية رفيعة ان ديبلوماسيين روسا عمدوا الى الاتصال بنظرائهم الاميركيين «للتباحث في الشأن السوري لمرحلة ما بعد الاسد».

ويقول المسؤولون الاميركيون ان الاتصالات الروسية أخذت شكلا مستعجلا وطارئا، إذ حاول المسؤولون الروس التحادث معهم اثناء عطلة عيد الشكر، والتي تمتد اربعة أيام كان آخرها يوم اول من امس.

واضاف احد المسؤولين الاميركيين ممن قابلتهم «الراي» ان «رسالة روسية وصلتني تقول ان علينا التباحث في موضوع سورية، فالقتال وصل ساحة العباسيين في دمشق».

وتابع انه يعتقد ان الروس حاولوا الاتصال كذلك بالفرنسيين، ولكنهم سمعوا تصلبا فرنسيا ضد الموقف الروسي، ما دفع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الى مهاجمة فرنسا علنا. وتابع: «سنقوم بالاتصال بالفرنسيين للوقوف على حقيقة الموضوع».

المسؤول الاميركي قال: «يبدو ان الروس يحاولون الحصول على مكاسب للمعارضين السوريين الذين لموسكو نفوذ لديهم مثل هيئة التنسيق». وتابع: «أبلغنا الروس انهم لا يعتبرون ان الائتلاف السوري المنبثق عن لقاء الدوحة يمثل كل المعارضة السورية، وان على المجتمع الدولي الاخذ بعين الاعتبار، في المرحلة المقبلة، ان هناك عددا من المعارضين ممن لم يشتركوا في الاعمال العسكرية، وممن آثروا الحل السياسي، وان لهم دورا في المستقبل».

وبحسب المسؤولين الاميركيين، طالب الروس واشنطن «بالعمل معاً من اجل انهاء الوضع القائم بصورة سلمية»، والحفاظ «على الدولة السورية وتأكيد مشاركة الجميع في المرحلة المقبلة بمن فيهم بعض المعارضين الذين تعتبرهم روسيا غير متمثلين في اعلان الدوحة».

في هذه الاثناء، كثر الحديث داخل أروقة القرار الاميركي عن ضرورة قيام واشنطن بالاشراف على توحيد وتنظيم صفوف «الجيش السوري الحر» للتسريع من عملية سقوط نظام الاسد، ولضمان وجود قوة عسكرية يمكنها ضمان امن سورية بعد انهيار النظام.

مسؤولون في «مجلس الامن القومي» توقعوا في دردشة مع صحافيين «انهيار الاسد الاسد ونظامه في مهلة ثمانية الى اثني عشر اسبوعا». الا انهم اضافوا ان المعارضين السوريين والثوار «يعتقدون ان الانهيار سيحصل قبل ذلك بكثير».

على ان المسؤولين والخبراء الاميركيين لا يتفقون على المهلة التي سيتطلبها انهيار نظام الاسد، فجيفري وايت، الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى»، يعتقد ان «وتيرة الحرب تتسارع بشكل غير مسبوق»، وان «هناك امكانية كبيرة ان نرى انهيارا مفاجئا للنظام على وجه السرعة». ويضيف: «ليس مرجحا ذلك، لكنه محتمل، ثم يصبح الشباب ممن يحملون السلاح هم المسؤولون عن الامن في سورية».

امكانية الانهيار هذه تدفع واشنطن الى محاولة الاسراع في تنظيم صفوف الثوار. ويقول المسؤولون الاميركيون ان «مشاركة الولايات المتحدة في تنظيم الثوار تتطلب اربعة الى ستة اسابيع».

وفي هذا السياق، نقل المعلق في «صحيفة واشنطن بوست» دايفيد اغناتيوس عن مصادر قولها انه «من اجل اقامة وحدة عسكرية (بين الثوار)، ستحتاج وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي ايه) الى الضغط على اجهزة الاستخبارات الصديقة من اجل تجميع تمويلها ووسائل دعمها الاخرى خلف قيادة موحدة».

وكتب اغناتيوس ان «المسؤولين الاميركيين يأملون ان هذه العملية ستحصل في غضون الشهر المقبل، فيما يعتقد قادة الثوار ان هذه المدة ستكون متأخرة جداً».

لكن المتابعين الاميركيين يعتقدون ان عملية توحيد الجهود العسكرية للثوار السوريين ستكون عملية «شاقة ومضنية»، بسبب التباين في وجهات نظر الجهات الداعمة لها، رغم ان هذه الجهات الاقليمية صديقة مع بعضها البعض وللولايات المتحدة الاميركية.

ويقول المسؤولون الاميركيون: «هناك جهات تقدم دعما اكبر للمجموعات الاسلامية، وهناك جهات قلقة بسبب النشاط الكردي وتحصر دعمها بالمجموعات العسكرية التي تتصدى له، وهناك من الثوار السوريين من يتسلمون مساعدات من رجال أعمال عرب من دون المرور بأجهزة الاستخبارات الاقليمية او الدولية، وهو ما يعقد اكثر مجهود تحديد من يفعل ماذا».

على ان الاتجاه العام لواشنطن، «منذ اليوم الاول»، هو توحيد صفوف المعارضة والثوار السوريين، اذ يكرر المسؤولون الاميركيون انهم كانوا من اوائل المطالبين بتوحيد صفوف المعارضة، على غرار ما حصل في الدوحة، وانهم في السياق نفسه طالبوا وما زالوا يعملون على «توحيد صفوف المقاتلين في صفوف الثوار».

“الرأي” الكويتية

الرد على طيران الأسد: “الباتريوت” المعزّز جواً يغطي إدلب وحلب.. ودرعا!

إيدي بوكس وجيفري وايت

تواصل القوات الجوية السورية إرهاب السكان المدنيين وتُبطئ تقدم الثوار. وبعد مرور عشرين شهراً على بدء الصراع في سوريا وبعد وقوع أكثر من 32000 قتيل استطاع الأسد النجاة من كل ما حدث، ويرجع ذلك جزئياً إلى قدرة النظام على قصف أي بقعة من الجو في أي وقت. ومن أجل حماية السوريين من هذا الاستخدام العشوائي للقوة الجوية، ينبغي على المجتمع الدولي تحديد مناطق آمنة “مُراقَبَة جواً” و”قائمة على القوات البرية”.

الخلفية

بعد فترة وجيزة من اندلاع الثورة في آذار/مارس 2011 تبنى النظام السوري نهجاً عدائياً شمل استخدام الدبابات وناقلات المشاة والمدفعية، لكن دون طائرات. وقد استخُدمت هذه القوات لتطويق واجتياح المدن مثل درعا واللاذقية. وفي أوائل حزيران/يونيو 2011، رد الأسد بعنف في بلدة جسر الشغور في شمال غرب سوريا بعد أن فقد النظام 120 جندياً من قواته. وفي كانون الثاني/يناير 2012، شرع النظام في تنفيذ عملياته العسكرية مستخدماً المدفعية في جميع أنحاء البلاد.

إلا أن ذلك التصعيد لم يكن له التأثير المطلوب، حيث أنه مع ازدياد مهارة وحنكة المعارضة المسلحة اضطر النظام إلى الاعتماد على قواته الجوية. وفي نيسان/أبريل، رد الأسد على المكاسب غير المتوقعة للثوار في إدلب وحلب بإطلاق المروحيات للاشتباك مع القرى “المحررة”. وبحلول نهاية أيار/مايو، ومع وصول حدة عمليات المعارضة إلى ذروتها، عمد النظام إلى استخدام المروحيات الحربية بشكل مستمر لتعويض ما فقده من القدرة على التحرك الذي سببته المعارضة عن طريق اعتراض خطوط الاتصال باستخدام القنابل المزروعة على جوانب الطريق ونصب الأكمنة. ووصل هذا التحول إلى ذروته في المجزرة التي وقعت في 12 تموز/يوليو في التريمسة التي يسكنها 7000 سوري والتي قصفتها المروحيات واجتاحتها القوات غير النظامية المعروفة بـ “الشبيحة”.

قصف المدنيين ورد المتمردين

تستهدف القوات الجوية السورية المدنيين وتوجه طائراتها بشكل رئيسي نحو تنفيذ عمليات عقابية وانتقامية بدلاً من تحركات تكتيكية. وقد وقعت غالبية الضربات الجوية ضد المدن والأحياء التي سيطر عليها الثوار بدلاً من أهداف عسكرية محددة تابعة لهم.

وأحد الأمثلة على ذلك التوجه هو البدء في إلقاء “قنابل البراميل”. فقد استخدم النظام مروحياته من طراز Mi-8/17 لإلقاء حاويات التخزين القديمة أو الصفائح المعدنية المحشوة بالمتفجرات والنفايات المعدنية على [مناطق تسكنها] مجتمعات مختلفة حيث تُدفع هذه القنابل بكل سهولة من مؤخرة الطائرة ومن على ارتفاع شاهق. وسواء كان هذا النهج مقصوداً لدعم قدرة المروحيات على تنفيذ العديد من المهام المناطة بها بأقصى قدر ممكن من فعاليتها، أم كان الهدف منه هو توفير الذخائر المنتجة في المصانع لاستخدامها من قبل الطائرات الهجومية، فمن الواضح أن ذلك الأمر كان له تأثيره الفعال في إرهاب المدنيين.

وفي آب/ أغسطس بدأ النظام يستخدم الطائرات أيضاً في عمليات تمشيط وقصف بالقنابل مع اشتداد المعارك في مدينة حلب ووصول استخدام المروحيات إلى ذروته. ويشير أحد التفسيرات لهذا التحول نحو استخدام الطائرات المجنحة أن ذلك قد يكون متعلقاً بعمليات الصيانة المرتبطة بتشغيل حوالي 50 مروحية. والسبب الأكثر احتمالاً هو قدرة الدفاع الجوي المتزايدة للثوار التي أجبرت النظام على شن عملياته على ارتفاع أكبر.

وبالفعل، ردت المعارضة المسلحة الرئيسية – وهي “الجيش السوري الحر” – على قوات النظام الجوية بانخراطها في اشتباك مع عدد محدود من الطائرات وإسقاطها ومهاجمة القواعد الجوية. وحالياً، يُعتقد أن معدات الثوار تشمل 15 إلى 25 سلاح مضاد للطائرات من طراز ZU-23 ، ومن 2 إلى 5 مدافع 57 مليمتر مقطورة مضادة للطائرات (أو أنواع أخرى)، بالإضافة إلى ما بين 15 إلى 30 من نُظم SA-7 محمولة للدفاع الجوي (فضلاً عن ظهور تقارير تشير إلى وجود أنظمة SA-16 وSA-24 أيضاً). وعلى أرض المعركة، اعتمد الثوار بشكل رئيسي على الرشاشات الثقيلة مثل ZU-23 وفي مرة واحدة على الأقل على “نُظم الدفاع الجوي المحمولة”. وتشير التقارير إلى إسقاط “الجيش السوري الحر” لما لا يقل عن خمس طائرات ذات أجنحة دوارة وست طائرات ثابتة الأجنحة مع وجود ما لا يقل عن سبعة مقاطع فيديو تثبت نجاحهم. وتعرض تلك اللقطات الغير مؤكدة التابعة لـ “الجيش السوري الحر” إصابة طائرات ومروحيات وإسقاطها فضلاً عن عرضها لطيارين أُلقي القبض عليهم وحطام طائرات. كما تشير بعض التقارير الأخرى إلى أرقام أكبر من ذلك للطائرات التي تم إسقاطها لتصل إلى 19 إلا أنه من الصعب التحقق من مقاطع الفيديو التابعة لـ “الجيش السوري الحر” وهو الأمر بالنسبة لادعآت قواتهم.

ومن أجل تقليل تهديد القوة الجوية، سعت قوات “الجيش السوري الحر” أيضاً إلى اجتياح القواعد الجوية التابعة للنظام والإغارة عليها بما في ذلك القواعد الموجودة في أبو الظهور ومنخ وتفتناز والقصير. وتتحدد أهدافها في أمرين: تقليص عدد الطائرات التي تهاجمهم مع الاستفادة من نقطة الضعف التي تكون عليها الطائرات عند التحليق أو الهبوط. وقد وقعت بالفعل أربع من عملياتهم الناجحة ضد الطائرات بالقرب من القواعد الجوية.

وضع سلاح الجو السوري

من بين جميع الطائرات الستمائة التي يمتلكها النظام، لا يرجح أن يوجد لديه ما يزيد عن 200 طائرة باستطاعتها القيام بعمليات قتالية (ما يقرب من 150 طائرة مجنحة و50 مروحية)، فضلاً عن اختلاف درجة الفاعلية لتلك الطائرات. وبناء على القصور الحاصل في عملية الصيانة على مدى الفترة السابقة والوتيرة الحالية لسير العمليات، فقد لا يستطيع الأسد استخدام أكثر من 50 بالمائة من الـ 200 طائرة المذكورة.

وعلى الرغم من احتمالية احتفاظ القوات الجوية بطائراتها الأقوى من طراز “ميغ 25” و “ميغ 29” و “سوخوي 24” للاستعداد للتدخل الخارجي، إلا أنها قد لا تستطيع بكل بساطة استخدام تلك الطائرات المصممة لمعارك جو- جو للقيام بعمليات جو- أرض. فطائرة “ميغ 25” المعروفة باسم “طاولة الكَيْ الطائرة” – لأنها معدة للاعتراض على ارتفاع شاهق وليس للمناورات على مستوى منخفض – لن تلائم بالطبع القيام بعمليات جو- أرض. كما قد يشعر النظام بالقلق أيضاً حيال وقوع المزيد من الانشقاقات. فقد أعلن طيار لطائرة “ميغ 21” عن انشقاقه علانية – مما جلب الكثير من الدعاية – وانتقاله إلى الأردن في حزيران/يونيو، كما تشير تقارير من داخل القوات الجوية إلى استعداد المزيد من الطيارين للانشقاق إذا سنحت لهم الفرصة. ولم يتم إعداد القوات الجوية السورية لمكافحة التمرد والثورات، فلقد كان تركيزها دوماً على إسرائيل. وهو ما يوضح سبب الاستخدام المفاجئ لطائرات التدريب “الباتروس 39” حول حلب، وهو ما يمكن أن يكون ناتجاً عن قلة المشاكل الطارئة في صيانة تلك الطائرات مقارنة بعمليات الصيانة الأكثر تعقيداً لطائرات الـ “ميغ” بالإضافة إلى أدائها الأقوى في المستويات والسرعات المنخفضة أو بسبب حقيقة أن هناك عدد أكبر من الطيارين الذين يتعاملون بمهارة أكثر مع طائرات التدريب.

وبصورة أوسع، إن استخدام الطائرات يشير إلى تراجع قدرات النظام القتالية الأرضية. لقد اعتمدت دمشق طوال فترة الصراع على الأسلحة الثقيلة (المدفعية الميدانية والهاون والصواريخ) كأداة رئيسية للتدمير وإيقاع الخسائر، إلا أنها تتحول تدريجياً إلى القوة الجوية لعرقلة تقدم “الجيش السوري الحر” وهو ما أثبتته الأحداث في أواخر الشهر الماضي أثناء وقف إطلاق النار المقترح في عيد الأضحى. فبدلاً من تقليص عدد الهجمات أثناء ذلك العيد الديني، تصاعدت الهجمات بشدة (والتي وصل فيها مثلاً عدد الهجمات الجوية إلى أكثر من 60 ضربة جوية في 29 تشرين الأول/أكتوبر وحده، مقارنة بالمتوسط السابق الذي كان يتراوح ما بين 20 إلى 25 ضربة جوية في اليوم).

الدفاعات الجوية السورية

في بداية الحرب الأهلية، كانت شبكة الدفاع الجوي السورية مصنفة كإحدى أكثر الدفاعات الجوية في العالم قوة وأشدها كثافة. فقد شملت شبكة تغطية الصواريخ والرادارات المتداخلة الواقعة بشكل رئيسي على طول الممر البري بين دمشق وحمص وحلب بالإضافة إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط على ما يقرب من 650 موقع دفاع جوي ثابت حيث كان السلاح الأكثر فعالية هو SA-5 Gammon بسبب مداه الذي يصل إلى 165 ميل بحري بالإضافة إلى قدرة الإصابة التي يمتلكها والتي تصل إلى ارتفاع 100,000 قدم. كما شملت المنصات السورية ما يقرب من 300 نظام دفاع جوى متحرك حيث كان أقواها هو SA-11/17 الأحدث بالإضافة إلى نظام SA-22 الأقوى المضاد للصواريخ الموجهة وصواريخ “الستيلث” [المعروفة أيضاً بصواريخ التسلل].

إلا أن هناك حدود لذلك النظام القديم الروسي الصنع الذي تمتلكه سوريا. فقد حوَّلت السلطات التركية مؤخراً طائرة روسية متجهة إلى سوريا بعد أن أشارت التقارير بأنها كانت تحمل قطع غيار لشبكة الدفاع الجوي التي هي بأمس الحاجة إليها. كما أثبتت القوات الجوية الإسرائيلية وتلك التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي مراراً القدرة على اختراق تلك الأنظمة وتعطيلها. وقد كان للحرب الداخلية في الشهور الأخيرة الأثر البالغ في ضعف فعالية تلك الأنظمة. وكما هو الحال بين القوات البرية، فقد أضعفت حالات الغياب المنتشرة والانشقاقات من استعداد أنظمة الصواريخ والرادار التابعة للنظام السوري. وبالإضافة إلى ذلك، استحوذ “الجيش السوري الحر” على قاذفات SA-2 و SA-8 المضادة للطائرات كما اجتاح مرافق SA-2 و SA-5. ومع اقتراب نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر، وتزامناً مع تحقيق الثوار لمكاسب في محافظة إدلب الشمالية، فقد دمرت قوات النظام بعض صواريخ أرض- جو لكي لا تقع في أيدي الثوار. إلا أنه على الرغم من ذلك لا تزال الدفاعات الجوية للنظام هائلة.

التوصيات

يُنظر إلى القوة الجوية على أنها الركيزة الأساسية التي يستند إليها نظام الأسد في البقاء صامداً حتى اللحظة الراهنة نظراً لما تتمتع به من دور بارز في الحد من تقدم الثوار. ومنذ أن بدأت دمشق في الرد باستخدام القوة الهائلة في ردع المدنيين، طالب “الجيش السوري الحر” وعناصر المعارضة الأخرى المجتمع الدولي بفرض منطقة حظر جوي وإمدادهم بأسلحة مضادة للطائرات. وعلى الرغم من المكاسب الإقليمية التي يحققها “الجيش السوري الحر”، فحتى قوة جوية مخفضة يمتلكها النظام، باستطاعتها استهداف أية منطقة في أي وقت — وهو ما يؤثر على السوريين مادياً بل والأهم من ذلك معنوياً. وعلى الرغم من تورط المدفعية في إيقاع أغلب الخسائر بين صفوف المدنيين، إلا أن الأعمال الوحشية العديدة (على سبيل المثال استهداف المخابز التي يصطف المدنيون أمامها لشراء الخبز وقصفها جواً بأكثر من 13 قذيفة) تبين بكل وضوح مدى ضعف الشعب السوري أمام الهجمات الجوية.

ومن أجل صياغة استجابة أمريكية ودولية مجدية بشأن هذه المشكلة يلزم وجود نهج مبتكر لا يستوجب أعداداً كبيرة من الطائرات والجنود والموارد، كتلك التي سبق وأن اُستخدمت في ليبيا. ويجب أن تتحلى هذه القوات بالقدرة على الالتفاف حول الدفاعات الجوية السورية المتردية والفتاكة أيضاً مع حماية المدنيين من الهجمات الجوية.

من الممكن أن ينجح أحد الخيارات التي جرى مناقشتها مؤخراً – والمتمثل في استخدام نهج بري مبتكر يقوم على استخدام بطاريات صواريخ “باتريوت” – إذا دُمج مع ثلاث طائرات أمريكية رئيسية: طائرات “نظام الإنذار والسيطرة المحمول جواً E-3 ” وطائرات “Rivet Joint RC-135” و طائرات “نظام رادار الهجوم على الهدف والمراقبة المشتركة E-8”. فسوف تقوم هذه الطائرات التي تُعد بمثابة “عيون وآذان”، والتي كانت حاسمة في نجاح مهمات الحظر الجوي في كل من ليبيا والبوسنة والعراق، بمهامها خارج تغطية الدفاع الجوي السوري. وبإمكان وحدات الصواريخ من طراز “باتريوت” المتمركزة في تركيا والأردن الوصول إلى سوريا ومنح قوات “الجيش السوري الحر” قوس حماية على بُعد 40-50 ميلاً من الحدود. وتسيطر قوات “الجيش السوري الحر” بالفعل على معظم المناطق الواقعة داخل هذا القوس الافتراضي، ومن المقرر أن تُشكل منطقة حظر جوي على طول الحدود الواقعة تحت الحماية في الوقت الراهن حيث تكون المعارضة أكثر نشاطاً. ومن المسلّم به أن صواريخ “باتريوت” قد صُممت في الأصل لغرض “الدفاع عن نقطة محددة”، وليس لغرض تنفيذ مهام الحظر الجوي. ولكن إذا ما اقترنت هذه الصواريخ برادار محمول جواً ومزود بنظام توجيه وتحكم مناسب فضلاً عن رادار “باتريوت” للتحكم في إطلاق النار وصواريخ PAC-2 فسيكون بمقدورها ردع الهجمات الجوية السورية في المنطقة المحمية أو ربما حتى القضاء عليها تماماً.

وبشكل أكثر تحديداً، واعتماداً على المناطق الجبلية وقدرة طائرات النظام على التحليق عالياً ومواضع قواعد إطلاق الصواريخ، يمكن لقوس صواريخ “باتريوت” تغطية مدينة حلب وأجزاء من محافظة إدلب في الشمال وحتى مدينة درعا في الجنوب. كما أن “أنظمة الإنذار والسيطرة المحمولة جواً” و “أنظمة رادارات الهجوم على الهدف والمراقبة المشتركة” ستزيد من نطاق رادار صواريخ “باتريوت” لما يزيد عن 100 ميل، في الوقت الذي توفر كشفاً مبكراً وتوجيهاً عبر ارتباطات بيانات آمنة. وإلى جانب زيادة تغطية الرادارات، فسوف توفر الأنظمة المحمولة جواً مزيداً من السيطرة على المجال الجوي بجانب قدرات تمييز الطائرات والاستطلاع فضلاً عن مراقبة أوامر الاشتباك لوحدات “باتريوت”. ونظراً لطبيعة نظام صواريخ “باتريوت” – كلما كان الهدف أكثر ارتفاعاً، كلما كان الصاروخ أكثر فعالية – فإن تكتيك النظام الحالي المتمثل في التحليق على مستوى أعلى من تغطية الصواريخ المضادة للطائرات سيكون من شأنه تحسين نطاق فعالية القوس. وبالإضافة إلى إمداد قوات “الجيش السوري الحر” بأسلحة مضادة للطائرات منخفضة التقنية، فمن شأن استخدام صواريخ “باتريوت” أن ينشئ دفاعاً جوياً رائعاً ومتعدد المستويات.

لقد أثبتت الشهور العشرون الماضية في سوريا الآثار المادية والمعنوية جراء القصف العشوائي للمدنيين، بما في ذلك زيادة تدفق اللاجئين. إن الرد على هذه المشكلة باستخدام خيار قائم على صواريخ “باتريوت” من شأنه أن يحمل الأسد على التقهقر إلى الوراء متنازلاً عن جزء من بلاده، وهو ما يشبه إلى حد كبير ما قام به صدام حسين في العراق. إلا أن هذا الخيار لن يكون تصعيدياً كالخيار التقليدي القائم على فرض منطقة حظر جوي تصاحبه حملات قصف مطولة ودوريات مستمرة من على سوريا. وبالتالي من الممكن أن يكون ذلك بمثابة جرعة من الحبوب يرغب النظام في ابتلاعها. وباختصار، تستطيع واشنطن وحلفاؤها من خلال الاستخدام المبتكر لأنظمة الأسلحة الأمريكية – التي تستوجب القليل من الجهد في اختراق الدفاعات الجوية الكثيفة للنظام، أو لا تستوجب جهداً على الإطلاق – إنشاء قوس واقِ في الجنوب والشمال، مما يوفر ملاذاً آمناً يحتاجه السوريون بشدة داخل سوريا.

المقدم إيدي بوكس هو ضابط في سلاح الجو الأمريكي وزميل زائر للشؤون العسكرية في معهد واشنطن. جيفري وايت هو زميل للشؤون الدفاعية في المعهد و ضابط كبير سابق لشؤون الاستخبارات الدفاعية. الاستنتاجات والآراء الواردة في هذه الوثيقة هي آراء المؤلفين، وهي لا تعكس الموقف الرسمي لحكومة الولايات المتحدة أو وزارة الدفاع أو سلاح الجو أو جامعة سلاح الجو الأمريكية.

لشامي لـ“NOW”: مقاتلو المعارضة السورية يحضّرون ميدانياً لمعركة العاصمة

“الجيش الحر” يشكّل قوساً حول دمشق لتحريرها

تتسارع التطورات الميدانية في سوريا نحو مزيد من التصعيد بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، وتحديداً في العاصمة دمشق ومحيطها وريفها، إذ يُشكل “الجيش الحر” كمّاشة حولها في تحرك عسكري يُحاكي ما حدث قبل دخول مدينة حلب. وتتزامن التطورات العسكرية مع سيطرة “الجيش الحر” على آبار نفط في دير الزور، وفقاً لموقع “فوربز” الأميركي، وهو ما يساعد على تأمين مصادر تمويل ذاتي للثوار.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم “كتيبة الفاروق” في دمشق عبد الله الشامي لموقع “NOW” أن “معركة دمشق هي تحصيل حاصل، ذلك بعد تحرير كل المناطق التي تتمركز فيها قوات النظام حول دمشق، إذ يجري الآن تشكيل قوس “كمّاشة”، هدفه شد الخناق على النظام والقضاء عليه”. وأكدت مصادر في صفوف مقاتلي المعارضة لـ”NOW” أن “الجيش السوري الحر” يعمل على إحكام قبضته على أراض زراعية ومناطق سكنية شرقي وشمال شرقي دمشق، فيما تجري معركة شرسة منذ أسبوع في ضاحية داريا قرب الطريق السريع الرئيسي جنوب العاصمة.

في السياق نفسه، أوضح الشامي أن “كل الكتائب الموجودة على الأرض تنتقل فوراً إلى القطاع الآخر بعد تحرير الذي قبله”، مؤكداً أن “هناك تنظيماً يتّبع داخل كتائب “الحر”، إذ كل كتيبة هي مسؤولة عن قطاع معين، ولها مهام خاصة فيه، وهي تتواصل مع باقي الكتائب عند الحاجة إلى دعم، بحسب اختصاص كل كتيبة”. وكان “الجيش الحر” قد حرّر مقر “كتيبة الدفاع الجوي” في الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تعتبر قريبة جداً من مطار العاصمة الدولي، إضافة إلى تحرير مطار “مرج السلطان” العسكري في الغوطة الشرقية قبل أيام قليلة. وباتت منطقة الغوطة الشرقية محرّرة إلى حد كبير، إذ تخلو من أي وجود لعناصر القوات النظامية وحواجزها، لكن هذه المنطقة ما زالت تتعرض للقصف الجوي.

وعن عتاد مقاتلي المعارضة وقدرتهم على مواجهة جيش النظام في العاصمة، يجيب الشامي بأن ” كتائب الجيش الحر استطاعت الحصول على كمية عتاد كبيرة بعد عمليات التحرير للمناطق من جيش النظام”.

وفي موازاة تقدم الجيش الحر نحو العاصمة دمشق، تحقق كتائب المعارضين تقدّماً في المناطق الشمالية السورية حيث تجلّى ذلك في سيطرة “الحر” على “سدّ تشرين” على نهر الفرات الذي يقع بين ريفي حلب والرقة في شمال سوريا، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام دامت لأيام عديدة. وأظهر شريط مصوّر بثّه ناشطون على الانترنت عشرات المقاتلين يسيرون ليلاً على طريق السد ويقول احدهم إن “سد تشرين تحت سيطرة الجيش الحر”.

في غضون ذلك، تمكّن لواء “جعفر الطيار” التابع للمجلس الثوري في دير الزور من السيطرة على حقل الورد النفطي شرق مدينة الميادين. وكانت تعرضت أنابيب نفط ومحطات ضخ عدّة في السابق لعمليات تفجير في مناطق مختلفة من سوريا، ووقعت اشتباكات في محيط حقول نفطية، لكنّها المرة الأولى التي يتمكّن فيها المعارضون من الاستيلاء على حقل منذ بدء النزاع السوري قبل نحو عشرين شهراً. ويعتبر حقل الورد من أهم الحقول النفطية في دير الزور الحدودية مع العراق، والتي تضم أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في سوريا.

إعدامات ميدانية في ريف دمشق

مخاوف من مجزرة بحماة واشتباكات بحلب

                                            وجه المجلس العسكري الثوري في حماة نداء استغاثة للتحذير من مجزرة يتوقع أن يرتكبها الجيش النظامي في قرية الدمينة في حماة. وفي حين قصفت طائرات النظام مخيم النازحين السوريين في بلدة أطمة في ريف إدلب, تتواصل الاشتباكات في حلب بين جيش النظام والجيش الحر بعد سيطرة الأخير على مشروع سد تشرين بالمحافظة في خطوة ستضيق الخناق على قوات النظام الموجودة هناك.

فقد قال الناشط الإعلامي من مدينة حماة أبو يزن الحموي للجزيرة إن قرية الدمينة تتعرض منذ الصباح لحصار وقصف عنيف, وإن الشبيحة يستعدون لاقتحامها حيث يتوقع أن ترتكب قوات النظام مجزرة في القرية التي تخضع لحصار شديد ويجري قصفها بعنف تمهيدا لاقتحامها.

في هذه الأثناء، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام أعدمت فجر اليوم عشرين شخصا في حي الدحاديل في دمشق، وأوضحت أن الأهالي استطاعوا سحب جثث ستة قتلى فقط بسبب تواجد القناصة.

وأشارت إلى أن القتلى ينحدرون من نهر عيشة وكفر سوسة وتم دفنهم في معضمية الشام بريف دمشق.

كما سقط اليوم عدد آخر من القتلى في كل من حلب ودرعا وحمص وحماة بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وقد عاشت معظم مناطق سوريا يوما داميا أمس حيث أحصى ناشطون سقوط 140 قتيلا. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن من بين القتلى 88 مدنيا سقطوا في ريف دمشق وحمص وحلب ودرعا، إضافة إلى ما لا يقل عن 47 من قوات النظام قضوا في اشتباكات بعدة مناطق في سوريا.

مخيم النازحين

من جانب آخر أغارت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري أمس على مخيم النازحين السوريين في بلدة أطمة حيث أدى القصف إلى سقوط جرحى وتدمير أجزاء كبيرة من المخيم.

وقال محمود أحمد عضو الجيش السوري الحر لرويترز للأنباء بعد وصوله لتركيا للعلاج “أصيب الكثير من الناس رأيت الكثير من الجرحى على الحدود قبل إحضاري إلى هنا”.

بدوره قال أحمد يقيم -وهو ناشط سوري- “جاءت مقاتلتان سوريتان وأطلقتا خمسة صواريخ”.

وقالت وكالة رويترز نقلا عن وكالة أنباء الأناضول التركية إن الهجوم سوى بالأرض خياما أقامتها جماعة خيرية تركية للنازحين داخل سوريا.

على صعيد متصل، تمكن الجيش السوري الحر من الاستيلاء على سد تشرين على نهر الفرات لينجح مقاتلو الحر في قطع الطريق التي تربط محافظة الرقة بمدينة حلب.

وتمكن الجيش الحر من تحقيق هذا النصر إثر اشتباكات مع قوات النظام وحصار للمنطقة دام أياما عدة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “الاستيلاء على السد خطوة مهمة جدا، لأنها تعني عمليا قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب أمام الجيش”.

معارك دامية

وفي ريف دمشق، تتعرض منطقة البساتين الواقعة بين حي كفر سوسة في غرب دمشق ومدينة داريا في ريفها للقصف من قوات النظام التي تشتبك مع مقاتلين معارضين يحاولون منعها منذ أيام من اقتحام داريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

وامتدت الاشتباكات إلى بلدات حجيرة والسيدة زينب ويلدا، وتعرضت بلدات عربين والمعضمية والزبداني وجديدة عرطوز والريحان والغوطة الشرقية لقصف من قوات النظام، وأصاب القصف الأحياء الجنوبية في مدينة دمشق، بحسب المرصد وناشطين.

وفي محافظة حمص، تعرضت مدن القصير والرستن وتلبيسة المحاصرة من القوات النظامية للقصف، بحسب المرصد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان لها أن “قصفا عنيفا من آليات النظام” يصيب الرستن منذ الصباح الباكر وتسبب بتدمير عدد من المنازل، بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الطيران الحربي شارك في القصف وبإلقاء قنابل عنقودية.

أونروا ترصد نكبة فلسطينية بسوريا

                                            محمد النجار-البحر الميت

رصدت تقارير وتصريحات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأوضاع المأساوية التي يعيشها نصف مليون لاجئ فلسطيني في سوريا جراء القتال الدائر هناك على خلفية الثورة المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

 وكشفت تقارير وتصريحات لمسؤولين بالأونروا عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا وذلك في اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة في منطقة البحر الميت بغور الأردن اليوم بحضور مدير عملياتها فيلبوا غراندي ومديري مناطق العمليات الخمس وممثلين عن الدول المانحة.

وكشف تقرير وزع على الصحفيين أن نحو 300 ألف لاجئ فلسطيني من أصل 500 ألف يعيشون في 13 مخيما في سوريا باتوا بحاجة ماسة ومستمرة للغذاء والدواء والكساء. كما تحدث التقرير عن أن 32% فقط من أطفال اللاجئين الفلسطينيين في سوريا البالغ عددهم 67 ألف طالب لا يزالون قادرين على الذهاب لمقاعد الدراسة.

ولا يزال 79% من العاملين في مختلف مؤسسات الأونروا البالغ عددهم 11 ألفا قادرين على التوجه إلى أماكن أعمالهم في 200 مؤسسة تابعة للوكالة في مخيمات اللاجئين المنتشرة في دمشق ودرعا وحلب واللاذقية وحمص وحماة.

ضرر كبير

ويتحدث التقرير عن تعرض 30 مدرسة لأضرار أوقفتها عن الخدمة من أصل 118 مدرسة تابعة للأونروا في المخيمات السورية، في حين أغلقت خمس مؤسسات أخرى غير تعليمية تابعة للأونروا نتيجة تعرضها للقصف.

وتحدث التقرير عن أضرار تعرضت لها البيوت في العديد من المخيمات الفلسطينية جراء القصف أبرزها على الإطلاق مخيم اليرموك بدمشق الذي يحتضن أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بعدد 150 ألف لاجئ.

وإضافة لمأساة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، تحدث التقرير عن مأساة أخرى تعرضت لها 650 عائلة فلسطينية لجأت من العراق لمخيمي النيرب وعين التل في حلب، وباتت تعاني وضعا صعبا نتيجة الأوضاع المتفاقمة في سوريا.

وردا على سؤال للجزيرة نت عن الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن الضرر الكبير الذي لحق باللاجئين الفلسطينيين، قال مدير عمليات الأونروا إن كل الأطراف تتحمل المسؤولية، داعيا الحكومة والمعارضة للنأي باللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم عن الصراع الذي تشهده سوريا.

ووجه مدير عمليات الأونروا في سوريا مايكل كنجزلي نداء عاجلا بضرورة توفير 53 مليون دولار بشكل عاجل لإدامة الإغاثة للاجئين الفلسطينيين الذين قال إنهم يتعرضون لمأساة لا تقل عن مأساة السوريين.

دعوة للأردن

وعبّر المفوض العام للأونروا فيلبو غراندي في كلمة أمام اجتماع اللجنة الاستشارية وفي مؤتمر صحفي عن قلقه إزاء أوضاع نصف مليون لاجئ فلسطيني في سوريا الذين حاولت غالبيتهم الحفاظ على موقف الحياد رغم أن هناك جهودا واضحة لمحاولة جرهم إلى النزاع.

وأضاف غراندي أنه “لم يكن من الصعب تصور أنهم سيتحولون إلى أهداف للهجمات بشكل متزايد في خضم وضع أصبح فيه قتل المدنيين واختطافهم وتدمير منازلهم وانتشار الخوف بشكل واسع أمرا شائعا لدرجة أنه لم يعد يحتل عناوين الأخبار”.

وتحدث غراندي عن أن 12 ألفا من الفلسطينيين في سوريا هربوا من هناك، منهم 10 آلاف دخلوا إلى لبنان وألفان دخلوا للأردن. وكانت تقارير لمنظمات فلسطينية عاملة في سوريا تحدثت عن أن عدد القتلى من الفلسطينيين في سوريا بلغ 700 منذ بدء الثورة على نظام بشار الأسد في مارس/آذار 2011.

وحث غراندي الأردن على استقبال الفلسطينيين تماما كما يستقبل اللاجئين السوريين باعتبارهم يتعرضون لذات المأساة، رغم تعبيره عن التقدير الكبير لما وصفها بجهود الأردن الكبيرة في استقبال السوريين الفارين من الصراع الشرس في بلادهم على الرغم من أوضاعه الاقتصادية الدقيقة.

سوريا..29 قتيلا معظمهم بغارة على إدلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة السورية مع استمرار القصف على مناطق عدة ما أسفر الثلاثاء عن مقتل 29 شخصا، سقط معظمهم في غارة جوية على إدلب شمالي البلاد، حسب ما ذكر ناشطون في المعارضة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل 20 شخصا وإصابة العشرات بجروح في قصف لطيران الجيش استهدف، الثلاثاء، معصرة زيتون في إدلب، في حين لم يصدر أي تعليق عن الحكومة السورية.

وفي دمشق، زادت الاشتباكات عنفا في أحياء العاصمة، بالتزامن مع قصف على ريف العاصمة وضواحيها.

واستقدمت القوات الحكومية تعزيزات من الدبابات إلى بساتين حي كفرسوسة وسط انتشار أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين، بعد اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة بين الجيش الحر والقوات الحكومية.

وفي ريف دمشق أيضا، وقع انفجار ضخم في جديدة عرطوز على وقع قصف عنيف واطلاق رصاص في البلدة.

أما في ضاحية الحجر الأسود، فقد أكد الجيش الحر افتتاح أول مخفر للشرطة تابع له، في حين حلق الطيران الحربي فوق مدينة زملكا.

وأكد الجيش الحر أيضا سيطرته على بلدة الكرامة شرقي الرقة، مع استمرار الاشتباكات مع الجيش الحكومي داخل المدينة.

وفي دير الزور، تحدثت لجان التنسيق عن قصف بالبراميل المتفجرة يستهدف بلدة موحسن، بينما اتسعت في الجنوب دائرة القصف لتشمل معظم بلدات درعا الشرقية، وأشدها استهدف بصرى الشام، حسب ما ذكر ناشطون.

الأكراد يسعون لإعادة توحيد صفوهم

في غضون ذلك، اتفقت الأحزاب الكردية السورية المتنافسة على إعادة توحيد صفوفها والعمل من أجل اتحاد فدرالي في سوريا، بعد اتفاق سابق لم يتم تنفيذه.

لكن الاتفاق الجديد لاقى بالفعل عقبة في طريقه برفض وحدة مسلحة تعرف باسم لجان الحماية الشعبية التي تنتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الانضمام إلى الاتحاد.

وذكرت اللجان الحماية الشعبية في بيان أنها لن تتحد مع أي قوة عسكرية أخرى، وذلك وفق ما ذكرته وسائل الإعلام القريبة من الجماعة.

ويرى أكراد سوريا الحرب الأهلية التي تحتدم في بلادهم فرصة لكسب الحقوق التي حرموا منها طويلا، في عهد الرئيس بشار الأسد ووالده قبله، الذي جرد الآلاف من الجنسية.

غير ان الأكراد منقسمون بشأن دورهم في الصراع السوري، وأين يقفون من المعارضة التي يهيمن عليها العرب والتي يرى البعض أنها معادية للأكراد.

وتحت ضغط كبير من الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني، اجتمع ممثلون عن معسكرين رئيسيين هما حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي وجددوا التزامهم بمجلس أعلى مشترك.

وقال عضو مجلس آخر يشرف على حزب الاتحاد الديمقراطي، الدار خليل، :”اتفقنا على تبني الفيدرالية كمشروع عمل”.

وقالوا أيضا أنهم سينشئون جهازا أمنيا مشتركا، ويديرون معا على حواجز تفتيش حدودية ويقومون بتوحيد أجنحتهم العسكرية.

وهناك أيضا اختلافات بشان ائتلاف المعارضة السورية الجديد الذي يرفضه حزب الاتحاد الديمقراطي بصفته يعمل لحساب قطر وتركيا.

ولم يقرر بعد المجلس الوطني الكردي وهو نفسه ائتلاف لأكثر من 12 حزبا كرديا صغيرا هل سينضم إلى المجلس الجديد أم لا.

وكان البرزاني جمع المعسكرين من قبل في يوليو الماضي، لكن المجلس الوطني الكردي اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي مرارا بمخالفة ذلك الاتفاق ملقيا اللوم على الجماعة في خطف أحد أعضائه والتضييق على النشطاء المنافسين.

أول هيئة للأمر بالمعروف بسوريا

لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أسس أحد ألوية الجيش الحر ما يسمى بـ”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في ريف حلب شمالي البلاد.

وقال مدير المكتب الإعلامي للواء التوحيد في حلب لموقع سكاي نيوز عربية إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انبثقت من أمن الثورة التي أطلقها اللواء لمنع التجاوزات التي قد تقع”.

وأضاف أبو فراس “من مهام الهيئة تنظيم المجتمع بكافة تفاصيله من الإغاثة إلى الأمور الطبية والمساعدات والأيتام والشهداء وأسرهم”.

كما نفى أبوفراس لموقعنا ما تداولته وسائل إعلام عن صدور فتوى تقضي بعدم قيادة المرأة للسيارة، لما في ذلك من خدش لحيائها.

صورة لمبنى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ريف حلب

وبث ناشطون على يوتيوب تسجيلا مصورا يظهر من قالوا إنه “عبدالله الهاضل، عضو هيئة الجنادرية في الرياض سابقا، أثناء عمل الهيئة للتنبيه إلى صلاة العصر في إحدى مناطق ريف حلب”.

ويظهر المدعو الهاضل في تسجيل الفيديو راكبا سيارة “بيك آب” وحاملا بندقية حربية وهو يدعو الناس في الشوارع خلال تجول السيارة إلى الصلاة قائلا “الصلاة.. صلوا.. الصلاة يا مسلم يا عبد الله الصلاة”، ويتابع “الصلاة هداكم الله لطاعته.. الصلاة يا مسلم.. بادر لطاعة مولاك..”.

صورة لمبنى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ريف حلب

وأنكر العديد من الناشطين صحة صور قيل إنه لمبنى “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” معتبرين الصور بدعة يقف النظام السوري وراءها، كما قال الناشط عماد من مدينة دمشق لموقعنا.

من ناحية ثانية قالت الناشطة ندى، من ريف حلب، لموقعنا “جزء من الثورة سرق ووضع تحت هدف دولة الخلافة وتم إنشاء هيئة الأمر بالمعروف.. يكفينا تجميل للواقع القبيح، وكل ما حدث خطأ من الثوار ننكره ونتجاهله.. علينا الاعتراف بهذا الواقع لأنه سيكون أمامنا بعد سقوط النظام”.

ويثير الإسلاميون قلق الشارع السوري من معارضين وموالين وحياديين، لإدراكهم حقيقة التنوع الديني والمذهبي والعرقي الموجود في البلاد، حسب الناشطة ندى وهي خريجة علم اجتماع.

وتضيف “النظام السوري منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة السورية في منتصف مارس 2011، عمل جاهدا على المبالغة في أمر فزاعة التطرف الديني، ما أثار خوف الأقليات بشكل كبير.. وللأسف هناك  اليوم من يخدم النظام بقصد أو بغير قصد من خلال هذه الظواهر غير الاعتيادية في مجتمعنا المعتدل والمنفتح”.

الثورة السورية تصنع نجومها والنظام يهدر دمهم

الساروت والقاشوش ومطر ينتصرون على دريد لحام وعباس النوري

دمشق – جفرا بهاء

في واحد من أقوى المشاهد في مسرحية “ضيعة تشرين” الشهيرة لدريد لحام، يصرخ غوار خلال التحقيق معه بأحد فروع المخابرات السورية: “أنا لا شيء.. أنا المواطن لا شيء”.

ويرتد صوت لحام مع صوت الكف الذي ينزل على وجهه في المسرحية، عندما يعلن أنه مع نشر الجيش في المدن السورية للقضاء على ما سماه الإرهاب، لتبدو تلك الصفعة موجهة للناس وليس للمحقق ولا للنظام.

أفرزت الثورة السورية نجومها وتألقت أسماؤهم لتصبح أشبه بالأيقونات للشعب الذي يخوض ثورته منذ ما يقارب العامين.

وفي المقابل فإن هذه الثورة أسقطت نجوماً حقيقيين عندما وقفوا مع الرئيس الأسد ونظامه، وأدلوا بتصريحات ضد الشعب الثائر.

فنسي الناس أولئك الفنانين الذين دعموا بشار الأسد وتنكرو للشعب الذي يقتل منذ ما يقارب العامين، وهتفوا مع نجومهم المطالبين بالحرية.

فعندما أعلن حارس المرمى الحمصي عبدالباسط الساروت أن من يقتل شعبه خائن، قام النظام بإهدار دمه علناً، ليحميه بعد ذلك الناس من بطش الأسد.

وعندما قال عباس النوري “إن 11 مليوناً قالوا بشار الأسد وبس”، لم يخذل جمهوره فحسب، وإنما قضى على محبة ناس تابعوه بنهم.

وإن سقط النوري فإن فدوى سليمان الصبية الحمصية حُملت على الأكتاف وفي الوجدان لمّا هتفت في شوارع حمص ومظاهرتها، لينسى العالم فنها، ويحييها كإنسانة سورية صرخت: “الله أكبر حرية”.

حاول النظام الانتقام من كل من شكل رمزاً للثوار السوريين فاقتلع حنجرة إبراهيم القاشوش لأنه غنى “يلا ارحل يا بشار”، فسماه السوريون “بلبل الثورة” نكاية بنظام الأسد.

وأعلن اسمي فدوى سليمان والساروت كأهم مطلوبين لمخابراته، وقتل غياث مطر ومشعل تمو تحت آلتهم القاتلة، وتوقف باسل شحادة عن تصوير فيلمه عن الثورة عندما مات تحت وابل رصاصهم.

في أداء أسطوري حفر دريد لحام في مخيلة أجيال عربية ما قاله في مسرحية “كاسك يا وطن” : “ما ناقصنا غير شوية كرامة!”..

وفي أداء أسطوري ثانٍ أعلن لحام ونجوم آخرون أنهم ضد “ثورة الكرامة”.

روسيا تطبع العملة لصالح دمشق من أجل دفع الرواتب

موسكو أمدت سوريا بـ240 طناً من الأوراق النقدية الجديدة بواسطة طائرات شحن

لندن – محمد عايش

طبعت روسيا وضخت خلال الصيف الماضي أكثر من 240 طناً من الأوراق النقدية لصالح النظام السوري، في محاولة لانقاذ اقتصاده المتهاوي، ومن أجل تمكين دمشق دفع الرواتب المستحقة لجيشها الذي يحارب منذ ربيع العام 2011.

وقالت صحيفة “التايمز” البريطانية التي نشرت تقريراً مفصلاً حول الموضوع، ان تحليلاً لحركة رحلات الطيران بين دمشق وموسكو يوضح أن روسيا هي الداعم الأكبر للنظام السوري، وانها تفوقت في ذلك على ايران، خاصة ما يتعلق في مساعدة النظام على دفع الرواتب المستحقة للموظفين والجيش.

وجاءت الامدادات الروسية بالأوراق النقدية للنظام السوري بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مالية على نظام الرئيس بشار الأسد، وهي العقوبات التي شملت ايضاً اجراء أية تحويلات مالية لصالح النظام، أو طباعة أوراق نقدية لصالحه أو امداده بالعملة الصعبة.

وقال الاتحاد الأوروبي في 18 يناير 2012 انه من المحظور “بيع أو تزويد أو تحويل أو تصدير أوراق النقد السورية الجديدة، بشكل مباشر أو غير مباشر”.

وبموجب العقوبات الأوروبية فقد علقت النمسا عقداً مدته ثلاث سنوات مع الحكومة السورية لطباعة أوراق نقدية، وهو ما تولته روسيا لاحقاً.

ومع القيود المشددة التي يواجهها النظام السوري على عمليات الائتمان والتحويلات المصرفية، يتحول الاقتصاد السوري بصورة متسارعة ومتزايدة الى السيولة.

ويوجد في سوريا مليوني موظف حكومي حيث من المفترض ان يتمكن النظام عبر الأوراق النقدية الجديدة التي يتم طباعتها في روسيا من سداء رواتبهم.

وتقول “التايمز” ان مسؤولين سوريين زاروا موسكو في أواخر مايو الماضي، ومرة أخرى زاروا العاصمة الروسية في أغسطس الماضي من أجل ابرام العقود المتعلقة بطباعة العملة المحلية الجديدة، لكن دمشق تقول ان ما تم الاتفاق عليه مع الروس هو فقط طباعة عملة بديلة عن العملة المهترئة وليس كميات اضافية.

وخلافاً لما تقوله دمشق فان الاعتقاد السائد لدى الاتحاد الأوروبي والادارة الأمريكية –بحسب التايمز- هو أن الكميات التي يتم طباعتها في روسيا من الأوراق النقدية السورية الجديدة تمثل ضخاً اضافياً من السيولة في الاقتصاد السوري.

وقال مساعد زير الخزانة الأمريكية المختص بالتحقيق في الجرائم المالية دانييل جلاسر “بالتأكيد ان الحكومة السورة تريد أن تفعل شيئاً ما من أجل الدفع للجيش ولأي شخص آخر أيضاً”.

وتقول جريدة “التايمز” البريطانية انه خلال الفترة من 9 يوليو وحتى 15 سبتمبر 2012 فان ثمانية رحلات جوية ربطت موسكو أو فانكوفو مع دمشق تبين أن كل واحدة منها حملت معها 30 طناً صافياً من الأوراق النقدية. وحلقت هذه الطائرات فوق أجواء كل من العراق وايران وأذربيجان، وتجنبت التحليق في الأجواء التركية.

يشار الى ان العملة المحلية السورية فقدت نحو 44% من قيمتها أمام العملات الأجنبية الرئيسية منذ بدأت الثورة في مارس 2011، وهو ما تسبب بقفزة كبيرة في نسب التضخم يقول المراقبون انها تجاوزت الثلاثين في المئة، مع ارتفاع حاد في الأسعار.

ويمثل ضخ مزيد من السيولة النقدية في الاقتصاد السوري ضاغطاً اضافية على نسب التضخم في البلاد، حيث يتسبب بشكل مباشر في ارتفاع حاد بالاسعار ومزيد من الانخفاض في سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأخرى.

الجيش الحر يعزل حلب ويحاصر العاصمة السورية

وزير الإعلام يرى أن المواجهة وصلت إلى أكثر المراحل “تعقيداً وصعوبة”

دمشق – فرانس برس

بعد تأكيد تمكن المعارضة من قطع الطرق التي تربط محافظة الرقة بحلب، بعد استيلائهم على سد استراتيجي على نهر الفرات، رأت السلطات السورية أن المواجهة وصلت إلى أكثر المراحل “تعقيدا وصعوبة وعنفا”، وفق وزير إعلامها .

ففي الساعات الماضية هاجم الجيش الحر وللمرة الأولى حاجزاً لقوات النظام في ساحة شمدين في حي ركن الدين في دمشق، واندلعت اشتباكات بينهما في عشر نقاط في العاصمة، في كل من شارع بغداد و29 مايو/أيار، والجسر الأبيض، وباكستان، وأبو رمانة والروضة والبرامكة والمتحلق وشارع الثلاثين.

وقد نجح الجيش الحر عملياً في قطع الطرق التي تربط محافظة الرقة (شمال شرق) بمدينة حلب (شمال)، بعد استيلائهم على سد استراتيجي على نهر الفرات، في وقت تتواصل العمليات العسكرية في دمشق ومحيطها.

وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن “الاستيلاء على السد خطوة مهمة جدا، لأنها تعني عمليا قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب أمام الجيش”.

ويواصل المقاتلون المعارضون عملياتهم من أجل تضييق الخناق على القوات النظامية في مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ أربعة أشهر.

ومن أجل استقدام تعزيزات إلى حلب من دمشق عبر الطريق السريع، يفترض بقوات النظام أن تمر في مدينة معرة النعمان الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر. وشهدت المدينة الاثنين معارك عنيفة عند مدخلها الجنوبي، وتعرضت للقصف من طيران حربي مع بلدات أخرى محيطة بها.

وتتركز العمليات العسكرية والخسائر البشرية منذ فترة في العاصمة ومحيطها حيث تحاول القوات النظامية القضاء على معاقل المعارضين.

مساعدة فرنسية وانتقاد روسي

وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين أن فرنسا، وهي أول دولة غربية اعترفت بشرعية الائتلاف الوطني، قررت منح هذا الائتلاف مساعدة إنسانية عاجلة بمبلغ 1،2 مليون يورو.

في المقابل انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي وصل باريس مساء الاثنين دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض، معتبرا أنه “غير مقبول إطلاقا في نظر القانون الدولي”.

سوريا: قصف مناطق تخضع لسيطرة مسلحي المعارضة على الحدود مع تركيا

النشطاء يقولون إن الغارات استهدفت مواقع للجيش السوري الحر المعارض على الحدود التركية

قال نشطاء وشهود عيان إن الطائرات الحربية السورية قصفت مناطق يسيطر عليها مسلحو المعارضة على الحدود مع تركيا يوم الاثنين.

وأفاد النشطاء بأن الغارات الجوية استهدفت قاعدتين للجيش السوري الحر المعارض في قرية أطمة الواقعة على مسافة كيلومترين من الحدود التركية وبلدة باب الهوى.

وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية أن الهجوم سوى بالأرض خياما أقامتها جماعة خيرية تركية على مقربة للمشردين داخل سوريا ولكن لم يصب أحدا بسوء في ذلك الوقت.

وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي يبدأ فريق مشترك من تركيا وحلف شمال الأطلسي الثلاثاء العمل على تحديد مواقع نشر صواريخ باتريوت وعدد الصواريخ التي يلزم نشرها وعدد الأفراد الأجانب الذين سيتم إرسالهم لتشغيلها.

وكانت دمشق انتقدت نشر جارتها أنقرة صواريخ باتريوت ووصفتها بأنها خطوة “استفزازية” إلا أن أنقرة أكدت أن هذه الصواريخ لن تستخدم إلا للدفاع عن الأراضي التركية لا لإقامة منطقة حظر طيران داخل سوريا.

في هذه الأثناء، قال مسلحو المعارضة السورية إنهم سيطروا على سد تشرين الواقع على نهر الفرات شمال سوريا.

ويقول مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إنه في حال تأكد ذلك فان الاستيلاء على السد من شأنه أن يضيق الخناق أكثر على مدينة حلب العاصمة التجارية لسورية.

وأظهرت لقطات مصورة بثت على شبكة الانترنت مسلحين داخل ما يبدو أنه غرفة التحكم التي لم تلحق بها أضرار خلال الاستيلاء عليها.

وأظهرت لقطات أخرى بعض المقاتلين يفتحون صناديق ذخيرة من بينها واحد كتب عليه أنه يحوي قذائف صاروخية وقالوا إنهم استولوا على الذخيرة من القوات الحكومية التي كانت تحرس السد.

ولم يتسن التأكد من صحة هذه الأنباء من مصدر مستقل بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام والصحفيين الأجانب في سوريا.

قنابل عنقودية

وكانت المعارضة اتهمت القوات الحكومية بشن غارة جوية على قرية خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة قرب دمشق يوم الأحد أسفرت عن مقتل عشرة أطفال.

وذكر ناشطون وسكان أن الطائرات المقاتلة شنت هجومها بعد أن خرج الأطفال إلى الشارع عقب هدوء في القتال بقرية دير العصافير الواقعة على مسافة 12 كيلومترا شرق دمشق.

وأضافوا أن القذائف التي أسقطتها الطائرات المقاتلة كانت قنابل عنقودية.

ولم تدل السلطات السورية بأي تعليق حول التقرير غير أن وسائل إعلام رسمية قالت إن الجيش يشن هجوما من أجل “تطهير” المنطقة ممن تصفهم الحكومة بأنهم “إرهابيون”.

اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، الأردن حلم المأوي وسط عواصف الغبار والبرد القارس

بقلم روبرت ستيفانيكي/وكالة إنتر بريس سيرفس

مخيم الزعتري للاجئين، الأردن, نوفمبر (آي بي إس) – لا يوجد أي مخيم آخر للسوريين بحجم مخيم الزعتري، حيث تنتشر الصفوف المتساوية من الخيام التي تحمل شعار المفوضية العليا للاجئين، وفوانيس الإضاءة وخزانات المياه. ولا يبدو في الأفق سوى عدد قليل من الناس معظمهم ذاهبون أو قادمون من المراحيض‪.

السلام والهدوء الذي يخيم على مخيم الزعتري للاجئين، والذي يأوي 26,000 لاجئاً، يثير الدهشة خاصة في ضوء التقارير الإعلامية الأخيرة بشأن الاحتجاجات ضد الظروف المعيشية التي لا تطاق‪.

ويمكن رؤية بعض الحركة في الشارع الرئيسي، حيث توجد صفوف الطعام وأكشاك الملابس، وتمر صهاريج المياه والجرافات بالمشاة. ويقول أحد المارة “هذا هو الترفيه المتوفر لدينا. المشي ذهابا وإيابا.. أو الإستلقاء في الظل”‪.

فتح مخيم الزعتري أبوابه في أواخر يوليو أمام تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الفارين من العنف في بلادهم. ويقع المخيم في شمال الأردن، على بعد 15 كم إلى الجنوب من الحدود السورية. وحرت إقامته على أرض صحراوية قاحلة حيث تغطي العواصف الرملية المعتادة كل شيء بالغبار الأحمر. وفي البداية لم يكن هناك لا ظل ولا مساعدة طبية، ومياه قليلة جداً‪.

وفي نهاية سبتمبر تحولت الشكاوى إلى اضطرابات. ووفقا للتقارير، قام اللاجئون الغاضبون بهدم مستشفى ميداني وأحد المكاتب مما استفز قوات الأمن الأردنية التي قامت بتفريقهم بالغاز المسيل للدموع‪. ومنذ ذلك الحين غادر حوالي 5,000 لاجئ المخيم وعادوا لسوريا‪.

سألت وكالة إنتر بريس سيرفس إذا كانت الهجرة مستمرة. فقال أحمد البالغ من العمر28 عاما، من درعا، “صحيح أن بعض الناس يغادرون”… “هل بسبب الظروف؟”.. “ل،ا للقتال ضد النظام؟. أما الآخرون فيذهبون فقط لفترة من الوقت لمعرفة ما حدث لمنازلهم ثم يعودون. فمهما كانت الظروف في المخيم، فإنها لا تزال أفضل من الظروف الموجودة في سوريا‪ “

يرفع أحمد فات سرواله ليظهر علامات حرق السجائر عليها، وشهادة ممزقة تثبت إنه قضى ستة أشهر في السجن‪.

ويقول، “جئت إلى المخيم في شهر أغسطس بعد أن عبرت الحدود ليلا، بعد أن هدأ القتال”. واصطحبه الجنود الأردنيون إلى نقطة تجمع للاجئين، حيث تم نقله إلى مخيم الزعتري.

الوضع في المخيم يتغير للأفضل. فجميع الوكالات الإنسانية -ومن بينها المفوضية العليا للاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة إنقاذ الطفل، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الإغاثة الإسلامية، والهيئة الخيرية الهاشمية- تعمل على تحسين ظروف الحياة في المخيم‪.

ويجري حاليا اختبار طرق مختلفة لتغذية اللاجئين، لأن السوريين ظلوا يشكون من أن الطعام لم يكن على أذواقهم، فتم التخلي عن توزيع الوجبات الساخنة. والآن تحصل كل أسرة على سلة من المنتجات الأساسية: الفاصوليا المعلبة، والتونة، والحمص والأرز والزيت والملح والسكر‪.

وخارج مركز توزيع الأغذية‪ تحدثت وكالة إنتر بريس سيرفس‪ مع بهاء (اسم مستعار) 40 عاماً، وهو ينتظر سيارة لاعادته الى خيمته. فأشار إلى صندوقين من الورق المقوى مليئين بالطعام: “انظروا، هل هذا يكفي لمدة أسبوعين لي ولزوجتي وطفلين؟‪”

ورفع زميله محمد،، 36 عاما، علبة من التونة باشمئزاز واضح، وقال إن التونة سيئة، فهم يعطوننا أردأ أنواع الطعام.

أما برنامج الغذاء العالمي، وهو المسؤول عن توفير الغذاء للاجئين، فيقول أن نوعية الطعام في مخيم الزعتري‪ تلبي المعايير، وأنه تم زيادة الحد الأدنى -1200 سعر حراري للشخص الواحد في اليوم- بقدر 300 سعرة حرارية‪.

و بدأت المطابخ الجماعية بعد التخلي عن الوجبات الساخنة، فالآن يمكن للاجئين طهي الطعام لأنفسهم. لكن ليس الجميع سعداء‪.

فتتذمر إحدى النساء اللواتي يطهين في المطبخ، “فول وأرز كل يوم!.. الخبز لا يكفي: نحن نحصل على 3 أرغفة في اليوم، وأنا كنت أكل أربعة أرغفة على الإفطار”.

لكن المرأة التي تدعى أم حسن لديها مشكلة أكثر خطورة: “زوجي مريض بالسكري. لا يستطيع أن يأكل ما يعطى لنا هنا. أبلغتهم بذلك، ولكن من دون جدوى‪ “.

وقال جوناثان كامبل من برنامج الغذاء العالمي إن المزيد من التغييرات قادمة في الطريق، “فبدلا من الحصص، سوف يحصل اللاجئين على كوبونات اللاجئين لاستخدامها في المتاجر التي ستفتتح قريبا في المخيم، وسوف يكونون قادرين على شراء ما يريدون‪.”

لكن المشكلة الأصعب تتعلق بالنضال ضد الغبار. فعلى الرغم من وضع الحصى والأسفلت، ترتفع اي عاصفة من الرياح خفيفة لتحدث دوامات من الغبار الكثيف‪.

ثم هناك 57 في المئة من سكان‪ مخيم الزعتري من الأطفال. وتم تسجيل ما يقرب من 3.000 طالب في مدرسة المخيم. وتعقد الدروس على فترتين، مع حضور الفتيات في الصباح والفتيان في فترة ما بعد الظهر.

كما تدير منظمة اليرنيسف أيضا 20 مساحة صديقة الطفل، وهي عبارة عن خيام مطلية بألوان زاهية حيث يمكن للأطفال اللعب، والإختلاط، ومحاولة التغلب على صدمة الحرب‪.

لكن إقتراب فصل الشتاء يشكل تحديا خطيراً، فالشتاء في الأردن بارد جداً، وخاصة في المناطق الشمالية، حيث تنخفض درجات الحرارة تحت الصفر في الليل. وبين نوفمبر ومارس يهاجم المطر والرياح القوية والعواصف خيام الزعتري، وقد تتساقط الثلوج في بعض الأحيان‪.

ومع ذلك، لا توجد بطانيات كافية. وعدد قليل محظوظ هو الذي يعيش في كرفانات. وقال أحد سكان المخيم، “سوف نتجمد”. لكن المقيم في الكارافان غير سعيد أيضاً: “الجو حار وخانق، وأنا أنام في الخارج‪.”

وكما يقول‪ هينكه‪ فيت، المسؤول الإعلامي الإقليمي لمكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية، “الإنتقال إلى مخيم يعتبر صدمة، فكل شيء مختلف عن المنزل. فاللاجئين الليبيين صدموا في تونس لعدم توفر تكييف الهواء، كما صدم أيضا مضيفيهم التونسيين من مثل هذه المطالب الباهظة.”

هذا ومن المتوقع وصول 600 كرافان بحلول منتصف ديسمبر، وهو ما يكفي ل2.500 لاجئ. وذلك يعني أن معظم سكان مخيم الزعتري سوف يقضون هذا الشتاء في الخيام. وتقوم الوكالات الإنسانية بتحضير الملابس الدافئة والبطانيات الحرارية، والمساحات الساخنة والمعزولة وإمدادات المياه الساخنة‪.

لقد نزح أكثر من مليون شخص حتي بسبب العنف في سوريا. وفي أسوأ السيناريوهات سوف تتزايد أعداد اللاجئين في مخيم الزعتري إلى ثلاثة أضعاف بحلول نهاية مارس.. إلا إذا انتهت الحرب، وهو الأمل المنشود‪

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى