أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 10 كانون الثاني 2012

خطاب الأسد يضرب رقماً قياسياً بـ99 دقيقة متفوقاً على القذافي

أرقام وكلمات فارقة في رابع خطابات الرئيس الأسد

  استخدم فيه 10 آلاف كلمة

دبي – العربية

استخدم الرئيس السوري بشار الأسد نحو 10 آلاف كلمة في خطابه اليوم الثلاثاء، والذي يعتبر الأطول من بين خطاباته الأربعة منذ بدء الثورة في سوريا.

واستغرق الخطاب الجديد 99 دقيقة، متجاوزا فيها خطاب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي بلغ 76 دقيقة.

وحاول الرئيس الأسد إيصال أفكاره عبر تكرار عبارات محددة حضرت بالكثافة ذاتها في خطاباته السابقة، فكلمة “العروبة” كان لها النصيب الأوفر إذ أتت على لسانه 40 مرة.

أما ثاني الكلمات، فكانت “الإصلاح” التي حافظت على كثافة حضورها بذكرها 35 مرة، بزيادة مرة واحدة عن آخر خطاباته.

ولم تسلم جامعة الدول العربية من نيران الرئيس الأسد، حيث هاجمها وذكرها بالاسم 28 مرة، وذكر أيضا جملة “حالة الطوارئ” 12 مرة في الخطاب الجديد.

أما عن حالة التصفيق المصاحبة لجميع خطابات الرئيس الأسد والتي قطعت تسلسل كلامه، فشهدت تراجعاً في خطابه الأخير بعد أن سجلت 17 مرة، في حين بلغت 20 مرة في الخطاب الثاني و44 مرة في الخطاب الأول في مجلس الشعب.

الأسد يتناول “القضايا الداخلية” اليوم

أردوغان: سوريا تتجه إلى حرب أهلية

و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

بين الانتقادات الحادة التي وجهتها المعارضة السورية الى التقرير الاول لبعثة المراقبين العرب وارتياح دمشق الى هذا التقرير، يلقي الرئيس بشار الاسد اليوم خطاباً يتناول فيه الاوضاع الداخلية هو الرابع من نوعه منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظامه قبل عشرة اشهر، بينما حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد فترة من التزام الصمت حيال الوضع السوري من نشوب حرب اهلية في سوريا وقت كان وزير الخارجية في حكومته  احمد داود اوغلو يطلب من المعارضة السورية التزام التحركات السلمية في مواجهة النظام.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”: “يلقي السيد الرئيس بشار الاسد قبل ظهر غد الثلثاء (اليوم) خطابا يتناول فيه القضايا الداخلية في سوريا وتطورات الاوضاع محلياً واقليمياً”.

وقبل ذلك، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي، بأن التقرير الشفهي الذي قدّمه رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق اول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي، أكّد التعاون التام من السلطات السورية مع البعثة. وقال إن “التقرير الشفهي الذي أحاط به الفريق الدابي اللجنة الوزارية العربية، أكد وثبّت التعاون السوري في تسهيل مهمة المراقبين العرب، وما زلنا في انتظار عودته الى دمشق لنتسلم منه فحوى إفادته”. وشدّد على أن بلاده “مستعدة لتلبية أي طلب لتسهيل عمل البعثة العربية”.

وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية اجتمعت الأحد للبحث في التقرير الاول للدابي.

وقالت مصادر في بعثة المراقبين إن “دفعات جديدة وصلت أمس من دول الخليج والعراق”، وأشارت الى وصول 22 مراقباً عراقياً، موضحة أن المراقبين سيتوجهون للمرة الاولى الى محافظات اللاذقية ودير الزور ومدينة القامشلي.

وأكد رئيس غرفة العمليات الخاصة ببعثة المراقبين السفير عدنان عيسى الخضير استمرار الأمانة العامة للجامعة العربية في تزويد بعثة المراقبين العرب مزيدا من الخبرات العربية في الوقت الحاضر، ورأى أن لدى الدول العربية الكفايات والمهارات اللازمة لتأدية البعثة المهمات الموكلة إليها. وأضاف أن عدد المراقبين العرب حاليا في سوريا وصل إلى 165 مراقباً، وأن عددهم سيزداد في نهاية الأسبوع الجاري إلى 200 مراقب أذ يجري تجهيز وفد من المراقبين للسفر الى سوريا قريباً.

المعارضة تنتقد

وفي المقابل، أفاد المكتب الاعلامي لـ”المجلس الوطني السوري” المعارض في بيان “إن المجلس الوطني يعتبر أن التقرير الأولي في شأن عمل المراقبين يمثل خطوة إلى الوراء في جهود الجامعة، ولا يعكس حقيقة ما اطلع عليه المراقبون ووثقوه من أحداث ووقائع”. واعرب عن الشعور بـ”خيبة الامل من حال البطء والارتباك التي تسود تحركات الجامعة حيال التطبيق الواضح لبنود المبادرة العربية التي تنص صراحة على سحب القوات العسكرية الى ثكنها والافراج الكامل عن المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية ودخول المراقبين والاعلاميين”. كما “أكد الدعوة لحماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة في إطار القانون الدولي الإنساني، بما يشمل إقامة مناطق آمنة وحظر جوي يمنع النظام من استخدام القوة العسكرية في حق المدنيين”.

 الى ذلك، قالت جماعة “الاخوان المسلمين” في بيان حمل عنوان “بعثتهم لم تعد تعنينا”، انه “غدا واضحاً سعي بعثة المراقبين العرب الى التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر ارادته”، متهمة البعثة بـ”حماية هذا النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي”. وتعهدت “المضي على طريق تحرير بلدنا وشعبنا، حتى نظفر بوعد الله وكرامته ونصره”.

الوضع الميداني

ميدانياً، نقلت قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها عن لجان التنسيق السورية المعارضة ان 19 شخصاً قتلوا برصاص قوى الامن والشبيحة في مختلف المدن السورية أمس.

وقال ناشطون ان اطلاقا للنيران سجل قرب سيارة كانت تنقل مراقبين عربا وتبتعد بهم عن تظاهرة مناهضة للاسد كانوا قد شهدوها في مدينة حمص المضطربة، لكن أحدا لم يصب.

راجحة

على صعيد آخر، قام وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة بزيارة مجموعة السفن الروسية التي تضم حاملة الطائرات “كوزنتسوف” الراسية في ميناء طرطوس. وأكد العلاقات التاريخية الروسية – السورية القائمة على التعاون والاحترام المتبادل ودور هذه العلاقات في خدمة السلم والأمن وتعزيزهما في المنطقة والعالم، مشيراً إلى مواقف روسيا المشرفة إلى جانب بلاده في هذه المرحلة، ومعربا عن ثقته بصلابة هذه المواقف في وجه المؤامرة التي تتعرض لها سوريا.

التجديد لغليون

في غضون ذلك، قال مصدر في المعارضة السورية ان زعماء المعارضة المجتمعين في اسطنبول انتخبوا برهان غليون مجدداً رئيساً لـ”المجلس الوطني السوري” المعارض.

وأضاف: “مددت فترة الأشهر الثلاثة التي تولي فيها غليون المنصب لشهر آخر ريثما يتم التوصل الى آلية افضل لانتخاب رئيس المجلس”.

 تركيا

* في انقرة، صرح اردوغان في مؤتمر صحافي بأن “تطورات الوضع هناك (سوريا) تدفع في اتجاه حرب اهلية، حرب عنصرية، وحرب ديانات ومجموعات. لا بد لهذا ان يتوقف”. واضاف: “على تركيا ان تؤدي دوراً. ان نشوب حرب أهلية سيجعلنا في وضع صعب … ويضعنا تحت تهديد”. وأضاف: “ينبغي لتركيا ان تقوم بدور قيادي هنا لأن الوضع الحالي يمثل خطرا على تركيا” من دون ان يشير الى ما يمكن بلاده القيام به في هذا المجال.

ودعا داود اوغلو خلال لقاء عقده الاحد مع وفد من “المجلس الوطني السوري”، المعارضة السورية الى مواصلة تحركاتها ضد الاسد “بالوسائل السلمية”.

وصرح ناطق باسم وزارة الخارجية التركية بأن هذا اللقاء الثالث منذ تشرين الاول لداود أوغلو و”المجلس الوطني السوري” الذي افتتح مكتبا في اسطنبول.

باريس

* في باريس، أعرب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لدى لقائه الصحافيين في مناسبة السنة الجديدة بمدينة بوردو في جنوب البلاد، عن ثقته بمهمة المراقبين العرب في سوريا، مبرزا “ضرورة أن تتحقق البعثة العربية جيدا من تحقيق الأهداف المحددة في المبادرة العربية كاملة… ومن خلال ذلك سنتمكن من الحكم على ما إذا كانت البعثة مجدية أم لا”.

خطاب الأسد ـ غابت الوعود وحضر الوعيد

رضوان زيادة: تاريخيا لا يمكن هزيمة أي ثورة شعبية

الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الرابع منذ بدء الانتفاضة الشعبية لم يغادر ثوابته: تدخل خارجي، مؤامرة وإصرار على تفادي التغيير وتجاهل الرأي العام ما دفع بالمعارضة إلى اعتبار الخطاب إعلان رسمي لمزيد من التطرف.

أختار الرئيس السوري بشار الأسد جامعة دمشق مكانا لإلقاء كلمته الرابعة منذ إندلاع الإنتفاضة، والتي بثها التلفزيون السوري الرسمي. وفيما قد يبدو تطورا ايجابيا قال الأسد إنه رحب بفكرة توسيع الحكومة “لتضم كل القوى السياسية”، مشيرا إلى احتمال إجراء استفتاء في مارس/ آذار القادم على دستور جديد للبلاد. ولكن وبما يشبه الحرص على عدم بذل أي وعود تبشر بالتغيير عاد الأسد ليقول ” إن هذا الإصلاح سيفشل إذا كان جزءا من الأزمة “، مشيرا بالقول “لا نبني الإصلاح على الأزمة وإذا بنيناه (على ذلك) فسنعطي للقوى الخارجية الحق لكي تتدخل في أزمتنا تحت مبرر الإصلاح.”

 ويرى معارضو النظام السوري أن لا جديد في الخطاب، فالرئيس الأسد لا يفكر إلا بالأسلوب الذي يبقيه في السلطة غير ملتفت إلى ما يعانيه السوريون من مآس إنسانية واقتصادية، وهو ما ذهب إليه المعارض السوري المعروف ومدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان الدكتور رضوان زيادة في حديث مع دويتشه فيله، مشيرا إلى أن” رأس النظام يعلن بهذا الخطاب شرعيته منذ وصوله إلى السلطة وهو ما يجعل الوضع يقف على عتبة مواجهة حقيقية شاملة”.

 “الخطاب سيكون وقودا للثورة السورية”

 منذ 15 آذار/ مارس 2011 تشهد سوريا تظاهرات يومية تندد بنظام البعث الحاكم وبسلطة الرئيس بشار الأسد. السلطة واجهت المتظاهرين والمحتجين بالنار والاعتقالات، وسقط قتلى من المتظاهرين ومن الجيش يقدر عددهم بأكثر من 5000 شخص، وفقا الأمم المتحدة.

 في 2 اكتوبر2011 اتفق المعارضون السوريون على تشكيل مجلس وطني بعد عدد من المؤتمرات في تركيا ودمشق والقاهرة وانتخبوا برهان غليون رئيسا له، لكن بعض فصائل المعارضة اختارت البقاء خارج مظلة هذا المجلس.

الرئيس بشار الأسد في خطابه اليوم كرر اتهاماته بوجود “مخططات خارجية” تسعى لتأجيج الأزمة، ولم يتراجع عن موقفه، وهذا يرهن كل الوضع قيد سؤال كبير: إلى متى يمكن للمحتجين الصمود بوجه عنف السلطة؟

سوريون نزحوا الى لبنان هربا من المواجهات

د. رضوان زيادة في معرض إجابته عن هذا السؤال قال” تاريخيا لا يمكن هزيمة أي ثورة شعبية، واعتقاد الرئيس الأسد بأنه يستطيع تجاوز أزمة النظام الحالية كما فعل أبوه في ثمانينات القرن الماضي هو محض وهم، فالوضع اليوم مختلف تماما عنه في الثمانينات إن كان على مستوى الإعلام أو على مستوى المجتمع الدولي، والأهم من هذا وذاك هو مستوى قوة الشعب السوري وإرادته وتصميمه على إسقاط نظام الأسد “.

واعتبر رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن الشعب كان ينتظر من الأسد التنحي عن السلطة في خطابه، لكنه فاجأ الجميع بمزيد من التصعيد، وهو ما اتفق معه مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان في حديثه إلى دويتشه فيله مبينا ” أن هذا الخطاب سيكون بمثابة وقود للثورة السورية التي لن تتوقف حتى إسقاط الأسد وإنشاء نظام ديمقراطي بديل”.

 توقيت ذو دلالة

 الجامعة العربية التي كانت قد أطلقت مبادرة وافقت عليها حكومة سوريا وسمحت للمراقبين العرب بدخول أراضيها لمراقبة الأوضاع فيها، وجدت نفسها بعد أن شرع المراقبون بعملهم عاجزة عن حماية أرواح المتظاهرين كما هي عاجزة عن تفعيل الملف السوري المعروض أصلا على مجلس الأمن، حسبما أعلن وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ما يدفع بالمراقبين إلى ربط توقيت إلقاء الخطاب بالموقف العربي والدولي غير الفعّال تجاه حكومة الأسد.

المعارض السوري رضوان زيادة اتفق مع هذا الرأي مشيرا إلى” أن النظام السوري يعتمد بشكل رئيسي على دعم روسيا له في مجلس الأمن، وهذا ما يعزز ثقته بنفسه، لكن هذه ثقة خاسرة لأن موقف روسيا سوف يتغير مع استمرار الإرادة الشعبية للتغير والتظاهرات السلمية التي سوف تجبر المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب الشعب السوري واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين”.

الاسد في خطابه الرابع يتوعد أكثر مما يعد

عمليا يعني هذا أن الرئيس الأسد لا يملك في مجلس الأمن إلا الحليف الروسي، ولكن روسيا لا يمكن أن تحمي نظاما دخل في مواجهة مع شعبه، وهو ما ذهب إليه د. رضوان زيادة. لكن المعارضة السوري لا تبدو متفقة على طلب الحماية الدولية أو التدخل الدولي وقد يكون هذا من أسباب تردد المجتمع الدولي في التدخل بتفاصيل هذا الملف، لكن المعارض السوري رضوان زيادة أكد أن موقف المجلس الوطني السوري كأكبر طيف معارضة واضح بهذا الخصوص ومفاده ” ضرورة أن يصدر مجلس الأمن قرارا من اجل حماية المدنيين وذلك من خلال فرض المناطق الآمنة وفرص حظر جوي جزئي، وبهذا فإن المجلس يطالب بتدخل دولي عاجل وواضح لوقف المجازر بحق الشعب السوري، ودون ذلك لا يملك السوريون آليات حماية الشعب”.

ملهم الملائكة

مراجعة: عبده جميل المخلافي

 أردوغان يجدّد تحذيره من حرب أهلية سورية … تهدّد تركيا

الأسد في خطاب اليوم: خريطة طريق للإصلاح

يلقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم خطاباً في جامعة دمشق هو الرابع منذ بداية الأزمة السورية في منتصف آذار الماضي، يركز فيه على فكرة ترسيخ الوحدة الوطنية في البلاد خصوصا في ظل ما تشهده من صراع متعدد الأوجه، يحمل صبغة مذهبية في بعض المناطق، كما سيشدد على الخطوات الإصلاحية التي اتخذها نظامه، ويعرض ما يشبه خريطة طريق للإصلاحات تتضمن الخطوات الواضحة التي ستتخذ خلال الأسابيع المقبلة، ومن المتوقع أن يؤكد أيضا على تمسك حكومته بالحل العربي للأزمة الأسوأ من نوعها في تاريخ سوريا الحديث.

ويأتي الاعلان عن خطاب الأسد بعد يوم من اجتماع اللجنة الوزارية العربية في القاهرة وتلويحها بوقف مهمة المراقبين العرب عند انتهائها في 19 كانون الثاني الحالي، ووسط أنباء عن زيارات واتصالات عربية رفيعة جرت مع دمشق طوال الاسبوع الماضي. وقد سبقه تحذير رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان من نشوب «حرب أهلية وحرب ديانات» في سوريا، معتبرا أن «على تركيا أن تؤدي دورا قياديا هنا، لأن اندلاع حرب أهلية سيجعلنا في وضع صعب ويضعنا تحت تهديد».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) في بيان «يلقي الرئيس بشار الأسد قبل ظهر غد (اليوم) خطابا يتناول فيه القضايا الداخلية في سوريا وتطورات الأوضاع محليا وإقليميا».

ويتوجه الأسد بخطابه إلى الشعب السوري وسيركز كما علمت «السفير» على أفكار من بين أبرزها ترسيخ الوحدة الوطنية في البلاد خصوصا في ظل ما تشهده من صراع متعدد الأوجه، بات يحمل صبغة مذهبية في بعض المناطق السورية، ويهدد النسيج الاجتماعي لسوريا.

كما سيؤكد الأسد في خطابه على الخطوات الإصلاحية التي اتخذها النظام، ومن بينها مشروع الدستور الجديد الذي سيطرح للاستفتاء في خلال الأسابيع المقبلة بعد إقراره، على أن تتبعه حكومة ائتلافية موسعة تراهن الحكومة السورية على تمثيلها لفئات الشعب السوري والأطراف السياسية المتنافسة فيها. كما من المتوقع أن يؤكد الرئيس السوري أيضا على تمسك حكومته بالحل العربي للأزمة السورية، مشددا على تعاون السلطات مع الجامعة العربية والعمل «ضمن الإطار العربي بما يساعد على استعادة مكانة سوريا ضمن الجامعة العربية».

في هذا الوقت، ألقى مفتي سوريا أحمد حسون كلمة في كنيسة الصليب المقدس في دمشق خلال صلاة شاركت فيها طوائف دينية مختلفة على أرواح 26 شخصا قتلوا في تفجير انتحاري الجمعة، قال فيها إن «ارض الشام لن تذل». وأضاف «لا يمكن جعل سوريا ساحة لسياسة رغما عن أبنائها»، داعيا الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى تغيير آرائهم وعدم المراهنة على الطوائف والمذاهب والأحزاب والجماعات في سوريا، لأنه إذا اشتدت الشدائد «ننسى آلامنا مع بعضنا وننصهر جسداً واحداً».

ودعا المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «المجتمع الدولي لإدانة الأعمال التي تقوم بها المجموعات المسلحة في سوريا، بما في ذلك العمل الإرهابي الذي وقع الجمعة الماضي في دمشق وذلك بأوضح وأقسى العبارات».

أردوغان

وحذر أردوغان، في مؤتمر صحافي في أنقرة، من نشوب «حرب أهلية وحرب ديانات» في سوريا. وقال إن «تطورات الوضع هناك تدفع في اتجاه حرب أهلية، حرب عنصرية، وحرب ديانات ومجموعات. لا بد لهذا أن يتوقف». وأضاف «على تركيا أن تؤدي دورا. إن اندلاع حرب أهلية سيجعلنا في وضع صعب ويضعنا تحت تهديد».

وانضمت تركيا إلى الجامعة العربية ودول غربية في فرض عقوبات اقتصادية على دمشق. وأعلن اردوغان أن بلاده باشرت تطبيق هذه العقوبات، مؤكدا انه سيتم تشديدها بحسب تطور الوضع.

وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو دعا المعارضة السورية إلى مواصلة تحركاتها ضد النظام «بالسبل السلمية»، وذلك خلال لقاء عقده مع وفد من «المجلس الوطني السوري» أمس الأول.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن «المعارضة السورية تطالب بالديموقراطية، وقلنا لهم خلال لقاء أمس (الأول) انه ينبغي القيام بذلك بالسبل السلمية»، مشيرا إلى أن رئيس المجلس الوطني برهان غليون كان بين أعضاء الوفد العشرة الذين شاركوا في الاجتماع. وأعلن المتحدث أن هذا هو اللقاء الثالث منذ تشرين الأول الماضي بين داود اوغلو و«المجلس الوطني»، موضحا أن المجلس الوطني افتتح مكتبا في اسطنبول.

وقال مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام، أن رئيس المجلس علي لاريجاني سيزور تركيا غدا لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك تتناول التطورات في إيران وسوريا والعراق وفلسطين. وأوضح أن لاريجاني سيلتقي الرئيس عبد الله غول وأردوغان.

الجامعة العربية

وأكد رئيس غرفة العمليات الخاصة ببعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا عدنان الخضير، في القاهرة، «استمرار الأمانة العامة للجامعة العربية بتزويد بعثة المراقبين العرب بمزيد من الخبرات العربية في الوقت الحالي»، معتبرا أن «الدول العربية لديها الكفاءات والمهارات اللازمة لقيام البعثة بتأدية المهام الموكلة إليها».

وقال الخضير «وفقا للبروتوكول الذي وقعته الحكومة السورية مع الجامعة العربية يمكن للامين العام أن يستعين وينسق مع جميع المنظمات، لكن نحن لدينا خبراتنا العربية والتوجه الأساسي هو لاختيار مراقبين لهم القدرة على القيام بالعمل الميداني». وأضاف أن «عدد المراقبين العرب الحاليين بسوريا وصل إلى 165 مراقبا»، موضحا أنه «ستتم زيادة عدد المراقبين نهاية الأسبوع الحالي إلى 200 مراقب، حيث يتم تجهيز وفد من المراقبين للسفر إلى سوريا قريبا».

وأشار إلى أن «البعثة لم تمارس عملها إلا لأيام معدودة في الميدان، وبزيادة أعداد المراقبين العرب زادت المناطق التي انتشروا فيها، مثل حلب ودير الزور والقامشلي. وبخصوص تقرير البعثة فسيتم تقديمه من قبل رئيس البعثة الفريق محمد مصطفى الدابي إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا التي ستنعقد في 19 الحالي». وأكد «أهمية إتاحة الفرصة لبعثة المراقبين لمواصلة مهامهم حتى 19 الحالي، حيث أن الخطوات اللاحقة ستتم وفقا لما تقرره اللجنة الوزارية في اجتماعها».

والتقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أمس الأول وفدا من «الهيئة التنسيقية للثورة السورية». وقال المسؤول الإعلامي في الهيئة عبد العزيز الخير، في مؤتمر صحافي، «تم خلال اللقاء التطرق إلى مهمة المراقبين العرب في سوريا وما تواجهه من مشكلات وكيفية تعزيز هذه المهمة وما حققته من نتائج إيجابية، كما تم تناول المناخ السياسي الذي يحيط بمساعي الجامعة العربية سواء في الداخل السوري أو على المستوى العربي والإقليمي وكيفية تذليل الصعوبات التي تعترض هذا المسار».

ونقل الخير عن العربي قوله إن «الجامعة العربية أصبحت جاهزة لزيادة عدد المراقبين إلى أكثر من 200 مراقب فعليا على الأرض، وهناك مساع لإيجاد مراكز ثابتة لهم في كل مناطق النشاط السياسي والتظاهرات في مختلف المدن السورية، وتمت مشاورات بشأن كيفية زيادة فعالية هذه المراكز والمراقبين على الأرض السورية وتعاون النشطاء معهم».

وحول إمكانية الاستعانة بخبرات دولية لتعزيز البعثة، قال الخير إن «مشاركة الأمم المتحدة في تعزيز البعثة ما زالت فكرة مبكرة للغاية وسابقة لأوانها، فهي تفتح الباب للتدويل، ولا توجد ضرورة لهذا الأمر حاليا ونحن حريصون على أن يظل الملف السوري في إطار عربي بصورة أساسية». وأكد «ضرورة إعطاء الفرصة كاملة للمراقبين لأداء مهمتهم في الإطار العربي وتوفير أفضل السبل لإيجاد مخرج للوضع السوري».

وفي الرياض، أشاد مجلس الوزراء السعودي، بعد اجتماعه برئاسة الملك عبد الله، «بجهود اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا ودعوتها الحكومة السورية إلى التنفيذ الفوري والكامل لجميع التعهدات إنفاذا للبروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وسوريا وضمان توفير الحماية للمدنيين السوريين وعدم التعرض للمظاهرات السلمية». وأدان «العمل الإرهابي الذي وقع في دمشق الجمعة الماضي وأسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات».

معارضة

واعتبر المجلس الوطني السوري المعارض، في بيان، أن العمل الذي قام به فريق المراقبين حتى الآن يمثل «خطوة إلى الوراء في جهود الجامعة العربية»، مكررا مطالبته برفع الملف السوري إلى مجلس الأمن لتكليفه العمل على تطبيق المبادرة العربية، وإقامة منطقة حظر جوي في الأجواء السورية.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس في اسطنبول ، «إن المجلس الوطني يعتبر أن التقرير الأولي بشأن عمل المراقبين يمثل خطوة إلى الوراء في جهود الجامعة، ولا يعكس حقيقة ما اطلع عليه المراقبون ووثقوه من أحداث ووقائع». وأعرب «عن الشعور بخيبة الأمل من حالة البطء والارتباك التي تسود تحركات الجامعة حيال التطبيق الواضح لبنود المبادرة العربية التي تنص صراحة على سحب القوات العسكرية إلى ثكناتها والإفراج الكامل عن المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية ودخول المراقبين والإعلاميين».

وصدرت بيانات تنتقد عمل المراقبين العرب في سوريا من قبل جماعة الإخوان المسلمين و«الهيئة العامة للثورة السورية». واتهم بيان «الإخوان» بعثة المراقبين بأنها «تساوي بين الضحية والجلاد، وتوازي بين آلة القتل الرسمية بيد الوحدات العسكرية النظامية وغير النظامية بدباباتها ومدفعيتها وصواريخها، وبين عمليات فردية للدفاع عن النفس، أقرتها قوانين الأرض وشرائع السماء». (تفاصيل صفحة 14)

من جهتها وجهت «الهيئة العامة للثورة السورية» نداء إلى العربي والى الوزراء العرب «نعت» فيه مبادرة الجامعة العربية ودعت إلى إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن.

وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها لا تزال تدعم مهمة المراقبين وتدعو إلى تعزيزها «بشكل كبير». وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة رومان نادال «بشأن شروط تطبيق مهمة المراقبين ومصداقيتها لا تزال فرنسا تدعم مبادرة الجامعة العربية».

ولم يجب المتحدث على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا تعتبر أن مهمة المراقبين قد «توضحت»، كما طلب الأسبوع الماضي وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه. وأضاف نادال «من الواضح ان هذه المهمة يجب ان تعزز بشكل كبير في عديدها وقدرتها على اجراء تقييم كامل وفي اي مكان لحقيقة تطبيق النقاط الاربع في خطة الجامعة العربية، من دون ان يعيقها النظام او يحاول التستر على الوضع على الارض». واضاف «ستتخذ الجامعة العربية قرارها النهائي في 19 كانون الثاني. وفي هذا الخصوص ستكون الايام الـ10 المقبلة حاسمة».

ميدانيا

ذكرت «سانا» «ان وفد اللجنة الشعبية الأردنية لدعم سوريا ونهج المقاومة شارك في تجمع شعبي حاشد في ساحة السبع بحرات (وسط دمشق) استنكارا للتفجيرات الإرهابية وللأعمال التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة ورفضاً للتدخل الخارجي بشؤون سوريا الداخلية». وأضافت «خرجت تظاهرات في حماه ودير الزور استنكارا للتفجير الإرهابي في دمشق ورفضا لمحاولات التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «اسفرت اعمال القمع عن مقتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الامن السورية، واحد في حماه وواحد قرب دمشق وامراة في ادلب». واضاف «ان الدبابات لا تزال تنتشر في ريف حماه الشمالي على الحواجز بين الحواش وقرية قسطون التي يتواجد فيها 12 دبابة وناقلة جند مدرعة والمطلوب من لجنة المراقبين العرب التوجه الى المنطقة فورا من اجل تسجيل هذا الانتهاك لبروتوكول الجامعة العربية».

(«السفير»، سانا، ا ف ب،

ا ب، رويترز، ا ش ا)

مقتطفات من خطاب الأسد الأخير

                                            دمشق-سانا

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد خطاباً قبل ظهر اليوم حول القضايا الداخلية والأوضاع محلياً وإقليمياً في مدرج جامعة دمشق وفيما يلي نصه الكامل..

أعلم أنني غبت فترة طويلة عن الإعلام لكنني اشتقت لمثل هذه اللقاءات للتواصل المباشر مع المواطنين لكني كنت دائماً أقوم بمتابعة الأمور اليومية وتجميع المعطيات كي يكون كلامي مبنياً على ما يقوله الشارع.

وأضاف الرئيس الأسد.. أحييكم تحية العروبة التي ستبقى عنواناً لانتمائنا وملاذاً لنا في الملمات كما سنبقى قلبها النابض بالمحبة والعنفوان.. وأحييكم تحية الوطن الذي سيبقى مصدر فخرنا واعتزازنا كما سنبقى أوفياء لقيمه الأصيلة التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد كي يبقى شامخا مستقلا وأحيي صمودكم لتبقى سورية قلعة حصينة في مواجهة جميع أشكال الاختراق.. حرة ضد الارتهان للأجنبي.

وقال الرئيس الأسد.. أتحدث إليكم اليوم بعد مضي عشرة أشهر على اندلاع الأحداث المؤسفة التي أصابت الوطن وفرضت ظروفاً مستجدة على الساحة السورية.. هذه الظروف التي تمثل لنا جميعا امتحاناً جدياً في الوطنية لا يمكن النجاح فيه إلا بالعمل الدؤوب وبالنوايا الصادقة المبنية على الإيمان بالله وبأصالة شعبنا وبمعدنه النقي والذي صقلته العصور فجعلته أشد متانة وأكثر إشراقاً.

وأضاف الرئيس الأسد.. وإن كانت هذه الأحداث كلفتنا حتى اليوم أثماناً ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري فإنها تفرض على أبناء سورية مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا بإحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن بكليته بتوحدنا وبتآخينا وبسمونا عن الآفاق الضيقة والمصالح الآنية.. بارتقائنا إلى حيث هي قضايانا الوطنية النبيلة.. فهذا هو قدرنا وهنا تكمن قوة وطننا وعظمة تاريخنا.

التآمر الخارجي لم يعد خافياً على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً

وقال الرئيس الأسد.. إن التآمر الخارجي لم يعد خافيا على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً ولم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع.. فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك دمائها للمتاجرة بها.. ولم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل فقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.

وتابع الرئيس الاسد.. إن الأقنعة سقطت الآن عن وجوه هذه الأطراف وبتنا أكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية التي أوجدوها لدفع السوريين نحو الوهم ومن ثم السقوط.. كان يراد لهذه البيئة الافتراضية أن تؤدي إلى هزيمة نفسية ومعنوية تؤدي لاحقاً إلى الهزيمة الحقيقية.. كان المطلوب أن نصل من هذه الهجمة الإعلامية غير المسبوقة إلى حالة من الخوف وهذا الخوف الذي يؤدي إلى شلل الإرادة وشلل الإرادة يؤدي إلى الهزيمة.

هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية

وقال الرئيس الأسد.. الآن هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية البعض منها يعمل ضد الداخل السوري والبعض منها يعمل لتشويه صورة سورية في الخارج.. وهناك العشرات من مواقع الانترنت والعشرات من الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة.. يعني نحن نتحدث عن المئات من وسائل الإعلام.. كان الهدف أن يدفعونا باتجاه حالة من الانهيار الذاتي كي يوفروا على أنفسهم الكثير من المعارك وفشلوا في هذا الموضوع ولكنهم لم ييئسوا.

وتابع الرئيس الأسد.. إن إحدى المحاولات التي تعرفونها هي ما قاموا به معي شخصياً بمقابلتي مع القناة الأميركية وأنا لا أشاهد نفسي على التلفاز نهائيا منذ أن أصبحت رئيساً.. لم أرَ نفسي لا في مقابلة ولا في خطاب.. لا أشاهد نفسي على التلفزيون.. وفي هذه المرة شاهدت نفسي وعندما شاهدت نفسي كدت أصدق ما أقوله.. أنا قلت الكلام فإذا كانوا قادرين على إقناعي بالكذبة ما هو الوضع بالنسبة للآخرين.. لحسن الحظ كان لدينا نسخة أصلية.. هم تجرؤوا وفعلوا هذا الشيء لأنهم يعتقدون أنه لا توجد نسخة أصلية ولو لم يكن لدينا نسخة أصلية نعرضها على المواطنين ونقوم بعملية مقارنة ولو تحدثت في هذا المكان لساعات وأنا أقول لكم أنا لم أقل هذا الكلام لكان من الصعب لأي شخص أن يصدق عملية الفبركة المتقنة التي قاموا بها.

وقال الرئيس الأسد.. طبعاً هم يهدفون إلى شيء وحيد.. عندما فشلوا في خلق حالة انهيار على مستوى سورية.. على المستوى الشعبي أو المؤسساتي.. أرادوا أن يصلوا إلى رأس الهرم في الدولة لكي يقولوا للمواطنين وطبعاً ليقولوا للغرب.. إن هذا الشخص يعيش في قوقعة لا يعرف ما الذي يحصل وليقولوا للمواطنين وخاصة الموجودين في الدولة.. إذا كان رأس الهرم يتهرب من المسؤولية ويشعر بالانهيار فمن الطبيعي أن يفرط العقد.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المحاولات مستمرة لا تنتهي.. مرة الرئيس سافر ومرة هاجر وهذا الكلام الذي تعرفونه يعني بما معناه الرئيس يتخلى عن المسؤولية وهذا ما يحاولون تسويقه.. نقول لهم خسئتم لست أنا من يتخلى عن مسؤولياته.

وتابع الرئيس الأسد.. عندما كنت أشرب الماء في الخطاب الماضي كانوا يقولون الرئيس متوتر.. لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية.. نحن دائماً نستبق الاصطياد في الماء العكر.. سيستخدمون هذه الكلمة ليقولوا الرئيس السوري يعلن بأنه لن يتنازل عن المنصب وهم يخلطون بين المنصب والمسؤولية وأنا قلت في عام 2000 أنا لا أسعى إلى منصب ولا أهرب من مسؤولية.. المنصب ليس له قيمة هو مجرد أداة ومن يسع الى منصب لا يحترم.

وقال الرئيس الأسد.. نحن نتحدث الآن عن المسؤولية وهذه المسؤولية أهميتها بالدعم الشعبي فأنا أكون في هذا الموقع بدعم من الشعب وعندما أترك هذا الموقع يكون أيضاً برغبة من هذا الشعب وهذا الموضوع محسوم.. ومهما سمعتم كلاما فأنا في سياساتي الخارجية وفي كل المواقف استندت إلى الدعم الشعبي وإلى البوصلة الشعبية.. ولكن ماذا نستفيد من موضوع المقابلة مع المحطة الأميركية في الإطار الإعلامي.. وكان هناك سؤال متكرر عن حسن نية لدى الكثيرين من داخل سورية ومن خارجها.. لماذا لم نكن نسمح للإعلام أن يدخل إلى سورية.. الحقيقة خلال الشهر أو الشهر ونصف الشهر من بداية الأزمة كان الإعلام الأجنبي والعربي حراً تماماً في التحرك داخل سورية ولكن كل الفبركات الإعلامية والحالة السياسية والإعلامية التي بنيت ضد سورية بنيت على تلك المرحلة وعلى ذلك التزوير ولكن هناك فرق بين أن تزور الحقيقة من داخل سورية وتأخذ مصداقية وبين أن تزور من خارج سورية وتكون المصداقية أقل لذلك أخذنا قراراً بألا نغلق الباب ولكن أن تكون هناك انتقائية في دخول الإعلام على الأقل لنضبط نوعية المعلومات أو نوعية التزوير الذي يخرج خارج الحدود.

الانتصار قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر

وتابع الرئيس الأسد.. صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث فما ازددنا إلا صلابة وإن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر.

وقال الرئيس الأسد.. إن وعيكم الشعبي المبني على الحقائق لا على التهويل ولا التهوين ولا على المبالغات ولا التبسيط كان له الدور الأهم في كشف المخطط والتضييق عليه تمهيدا لإفشاله تماماً وفي سعينا لتفكيك تلك البيئة الافتراضية بادرنا بالحديث بشفافية عن تقصير هنا وخلل أو تأخير هناك وفي بعض المجالات حرصاً منا على أهمية الوضع الداخلي في التصدي لأي تدخلات خارجية.. وأنا أقصد في الخطابات السابقة عندما كنت أتحدث عن أخطاء.. لكننا لم نقصد مطلقا التقليل من أهمية تلك المخططات الخارجية ولا أعتقد أن عاقلاً يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وإيصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجياً ليصبح واقعاً لكن هذه المرة بأياد محلية.

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد بحثوا في البداية عن الثورة المنشودة فكانت ثورتكم ضدهم وضد مخربيهم وأدواتهم وهب الشعب منذ الأيام الأولى قاطعاً الطريق عليهم وعلى أزلامهم وعندما صعقتهم وحدتكم حاولوا تفكيكها وتفتيتها باستخدام سلاح الطائفية المقيت بعد أن غطوه برداء الدين الحنيف.. وعندما فقدوا الأمل بتحقيق أهدافهم انتقلوا إلى أعمال التخريب والقتل تحت عناوين وأغطية مختلفة كاستغلال بعض المظاهرات السلمية واستغلال ممارسات خاطئة حصلت من قبل أشخاص في الدولة فشرعوا بعمليات الاغتيال وحاولوا عزل المدن وتقطيع أوصال الوطن وسرقوا ونهبوا ودمروا المنشآت العامة والخاصة وبعد تجريب كل الطرق والوسائل الممكنة في عالم اليوم.. مع كل الدعم الإعلامي والسياسي الإقليمي والدولي.. لم يجدوا موطئ قدم لثورتهم المأمولة.

الدول العربية ليست واحدة في سياساتها تجاه سورية

وتابع الرئيس الأسد.. هنا أتى دور الخارج بعد أن فشلوا في كل محاولاتهم.. لم يكن هناك خيار سوى التدخل الخارجي.. وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي.. مع كل أسف أصبح هذا الخارج مزيجا من الأجنبي والعربي وأحيانا وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداءً وسوءاً من الجزء الأجنبي وأنا لا أريد التعميم.. الصورة ليست بهذه السوداوية.. الدول العربية ليست واحدة في سياساتها.. هناك دول حاولت خلال هذه المرحلة أن تلعب دوراً أخلاقياً موضوعياً تجاه ما يحصل في سورية.. وهناك دول بالأساس لا تهتم كثيراً بما يحصل بشكل عام يعني تقف على الحياد في معظم القضايا.. وهناك دول تنفذ ما يطلب منها.. الغريب أن بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة.. وعندما نسأل لماذا.. يقول أنا معكم ولكن هناك ضغوطا خارجية.. يعني هو إعلان شبه رسمي بفقدان السيادة.. ولا نستغرب أن يأتي يوم تربط الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية وعندها يصبح الإستغناء عن السيادة هو أمر سيادي.

وقال الرئيس الأسد.. الحقيقة هي ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي ولكن دائماً أي انحطاط هو الذي يسبق النهوض.. عندما ننتقل من الاستقلال الأول وهو التحرير الأول الذي حصل عندما جلا المستعمر عن أراضيها.. ننتقل الى الاستقلال الثاني وهو استقلال الإرادة وهذا الاستقلال سنصل إليه عندما تأخذ الشعوب العربية زمام المبادرة في الأوطان العربية بشكل عام.. لأن ما نراه من سياسات رسمية لا يعكس نهائيا ما نراه على الساحات الشعبية في العالم العربي.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذا الدور العربي الذي رأيناه الآن بشكل مفاجئ لا نراه عندما تكون هناك أزمة أو ورطة بدولة عربية ما ولكن نراه بأفضل حالاته عندما تكون هناك ورطة لدولة أجنبية.. لدولة كبرى.. وغالبا ما يكون إنقاذ تلك الدولة من ورطتها على حساب دولة أو دول عربية وغالباً ما يكون من خلال تدمير دولة عربية.. وهذا ما حصل في العراق وليبيا.. وهذا ما نراه الآن في الدور العربي تجاه سورية.. فبعد أن فشلوا في مجلس الأمن لعدم إمكانية إقناع العالم بأكاذيبهم كان لا بد من غطاء عربي.. وكان لا بد من منصة عربية ينطلقون منها.. فهنا أتت هذه المبادرة.

وقال الرئيس الأسد.. الحقيقة أنا من طرح المبادرة وموضوع المراقبين في لقائي مع وفد الجامعة العربية منذ عدة أشهر وقلنا طالما أن المنظمات الدولية أتت إلى سورية واطلعت على الحقائق وكان هناك رد فعل إيجابي.. على الأقل يطلع على الأمور.. ونحن لا نقول الأمور كلها إيجابية.. يرون الإيجابي ويرون السلبي ونحن لا نريد أكثر من معرفة الحقيقة كما هي فالأحرى بالعرب أن يرسلوا وفدا لكي يطلع على ما يحصل في سورية.. وطبعا لم يكن هناك أي اهتمام بهذا الطرح الذي طرحته سورية وفجأة بعد عدة أشهر نرى أن هذا الموضوع أصبح هو محل اهتمام عالمي.. ليس اهتماماً مفاجئاً بما طرحناه على الإطلاق وإنما لأن المخطط بدأ من الخارج تحت هذا العنوان.

وتابع الرئيس الأسد.. بكل الأحوال استمرينا بالحوارات مع الجهات المختلفة وتحدث وزير الخارجية بمؤتمراته الصحفية حول تفاصيل لن أكررها.. وكنا نركز على شيء وحيد هو سيادة سورية.. وكنا ننظر على اعتبار أن المواطن العربي والمسؤول العربي والمراقب العربي مهما يكن.. على سوء الوضع العربي.. يبقى لديه عواطف تجاهنا.. يعني نحن نبقى عرباً نتعاطف مع بعضنا البعض.

وقال الرئيس الأسد.. لماذا بدؤوا المبادرة العربية.. نفس الدول التي تدعي الحرص على الشعب السوري كانت في البداية تنصحنا بموضوع الإصلاح.. طبعاً هي لا يوجد لديها أدنى معرفة بالديمقراطية وليس لها تراث في هذا المجال ولكن كانوا يعتقدون بأننا لن نسير باتجاه الإصلاح وسيكون هناك عنوان لهذه الدول لكي تستخدمه دوليا بأن هناك صراعاً داخل سورية بين دولة لا تريد الإصلاح وشعب يريد أن يصلح أو أن يتحرر أو ما شابه.

لو أردنا أن نتبع الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الأقل قرنا ونصف القرن

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما قمنا بالإصلاح كان هذا الشيء مربكاً بالنسبة لهم فانتقلوا إلى موضوع الجامعة العربية أو المبادرة العربية.. والحقيقة لو أردنا أن نتبع هذه الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الأقل قرنا ونصف القرن.. ما الذي حصل منذ قرن ونصف القرن.. عندما كنا جزءا من الإمبراطورية العثمانية تشكل أول برلمان ونحن كنا جزءاً من هذه الإمبراطورية.. المفروض أننا معنيون فيه بشكل أو بآخر.. أول برلمان افتتح في عام 1877 وإذا وضعنا هذا الأمر جانبا فأول برلمان في سورية كان في عام 1919 يعني أقل من قرن بقليل.. فتخيلوا هذه الدول التي تريد أن تنصحنا بالديمقراطية.. أين كانت في ذلك الوقت.. وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح المريض بترك السيجارة وهو يضعها في فمه.

وتابع الرئيس الأسد.. بالمحصلة كان رد الفعل العربي أو الشعبي في سورية تجاه موضوع الجامعة العربية الغضب.. الحقيقة أنا لم أغضب.. لماذا أغضب من شخص لا يمتلك قراره.. إذا قام شخص بالهجوم علينا بسكين ونحن ندافع فنحن لا نصارع السكين.. نحن نصارع الشخص.. السكين مجرد أداة.. فصراعنا ليس مع هؤلاء.. صراعنا مع من يقف خلفهم.. كان رد الفعل الشعبي غضباً واستياءً واستغراباً.. لماذا لم يقف العرب مع سورية بدل أن يقفوا ضد سورية.. أنا أسأل سؤالاً متى وقفوا مع سورية.. لن أعود بعيداً في الماضي.. لكن لنتحدث فقط عن السنوات القليلة الماضية.. لنبدأ في حرب العراق بعد الغزو عندما بدأ التهديد تجاه سورية بالقصف والاجتياح وكل هذا الكلام.. من وقف مع سورية… في عام 2005 عندما استغلوا اغتيال الحريري من وقف مع سورية.. في عام 2006 ومواقفنا من العدوان الإسرائيلي على لبنان.. في 2008 في موضوع الملف في هيئة الطاقة الذرية في الملف النووي المزعوم من وقف معنا… الدول العربية تصوت ضدنا.. هذه الحقائق ربما غير معروفة للكثير من المواطنين ولكن في هذه المفاصل وهذه الحالات لا بد من شرح كل شيء.. في موضوع حقوق الإنسان مؤخراً الدول العربية تصوت ضد سورية.. بالمقابل دول غير عربية تقف مع سورية.. فلذلك علينا ألا نستغرب.. يعني ألا نفاجأ بوضع الجامعة.

وقال الرئيس الأسد.. إن الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي.. هي مرآة لحالتنا العربية المزرية فإذا كانت قد فشلت خلال أكثر من ستة عقود في إنجاز موقف يصب في المصلحة العربية فلماذا نفاجأ بها اليوم والسياق العام هو ذاته لم يتغير ولم يتبدل سوى أنه يسير بالوضع العربي من سيىء إلى أسوأ وما كان يحدث بالسر أصبح يحصل بالعلن تحت شعار مصلحة الأمة.

وأضاف الرئيس الأسد.. هل استقلت الجامعة عمليا بدولها.. وبالتالي بذاتها وهل نفذت قراراتها يوما ومسحت عنها غبار الأدراج وتمكنت من تحقيق ولو جزء يسير من طموحات الشعوب أم هي ساهمت بشكل مباشر في زرع بذور الفتنة والفرقة.. وهل احترمت ميثاقها ودافعت عن دول أعضاء فيها انتهكت أراضيها أو حقوق شعبها.. وهل أعادت شجرة زيتون واحدة اقتلعتها إسرائيل أو منعت هدم بيت عربي واحد في فلسطين العربية المحتلة.. وهل منعت تقسيم السودان أو حالت دون مقتل أكثر من مليون عراقي أو أطعمت جائعاً في الصومال.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن اليوم لسنا في صدد الهجوم على الجامعة لأننا جزء منها وإن كنا في زمن الانحطاط العربي ولا أتحدث لأن الجامعة أو لأن الدول العربية اتخذت قراراً بإخراج سورية أو بتجميد عضويتها فهذا الموضوع لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد وإنما أتحدث لأنني لاحظت مدى الإحباط الشعبي الذي يجب أن نضعه في إطاره الطبيعي.. فالجامعة حكم عليها منذ زمن طويل وعندما كنا نجلس في القمم العربية كنا نسمع الذم والقدح وتتردد أصداؤه داخل قاعات المؤتمرات وكنا نتحدث به كمسؤولين عرب بشكل صريح ولكن البعض يخجل والبعض منا لا يعنيه هذا الموضوع.. إذا الخروج من الجامعة العربية أو تعليق العضوية وكل هذا الكلام ليس القضية.. والسؤال من يخسر هل تخسر سورية أم تخسر الجامعة العربية.. بالنسبة لنا خاسرون مع الدول العربية طالما أن الوضع العربي سيىء وهذه حالة مزمنة ولا شيء جديداً ولا يوجد ربح.. ونحن نعمل منذ سنوات لتخفيف الخسائر لأن الأرباح غير ممكنة ولكن خروج سورية من الجامعة العربية يطرح سؤالاً.. هل يمكن للجسد أن يعيش من دون قلب.. ومن قال ان سورية هي قلب العروبة النابض ليس سورياً بل جمال عبد الناصر هو من قال هذا الكلام وما زال مستمراً.

الجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة للكثير من العرب لديهم قناعة بهذا الموضوع والعروبة.. بالنسبة لسورية ليست شعاراً بل هي ممارسة.. فمن أكثر من سورية قدم للقضايا القومية ودفع الثمن وما زال.. ومن أكثر من سورية قدم للقضية الفلسطينية تحديدا.. ومن أكثر من سورية قدم للتعريب في كل مكان.. في الإعلام.. وحتى أن هناك تشددا في التعريب وفي المناهج التربوية.. ومن يقدم للعروبة أكثر.. ومن قام بعملية التعريب والإصرار على الثقافة العربية في مناهجه كما هي سورية الآن في كل الجامعات والمدارس.

وتابع الرئيس الأسد.. إن القضية بالنسبة لنا إذا ليست شعاراً وإذا كانت بعض الدول تسعى لتعليق عروبتنا في الجامعة فنحن نقول.. إنهم يعلقون عروبة الجامعة ولا يستطيعون تعليق عروبة سورية.. فالجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة.

وقال الرئيس الأسد.. إذا كان البعض يعتقد أنه يستطيع أن يخرجنا من الجامعة فانه لا يستطيع إخراجنا من العروبة لان العروبة ليست قراراً سياسياً بل هي تراث وتاريخ.. أما تلك الدول التي تعرفونها فهي لم تدخل العروبة ولن تدخلها لأنها لا تملك تراثاً ولا تقرأ التاريخ وإذا كانوا يعتقدون أنهم بالمال يشترون بعض الجغرافيا ويستأجرون ويستوردون بعض التاريخ من هناك فنقول لهم.. إن المال لا يصنع أمما ولا يخترع حضارات وبالتالي وبحسب ما سمعت من كثير من السوريين.. وأنا أوافق حول هذه النقطة.. ربما بموقعنا الحالي نكون أكثر حرية في ممارسة عروبتنا الحقيقية والصافية التي كان المواطن السوري أفضل من يعبر عنها عبر تاريخه.

وأضاف الرئيس الأسد.. لذلك نستطيع أن نقول انهم بهذه المحاولة قد لا يركزون كثيراً على إخراج سورية من الجامعة وإنما يركزون أكثر على تعليق العروبة لكي يبقى اسمها فقط جامعة عربية ولكنها لن تكون لا جامعة ولا عربية وإنما ستكون جامعة مستعربة لكي تتناسب مع سياساتهم ومع الدور الذي يقومون به على الساحة العربية.. وإلا كيف نفسر هذا اللطف غير المعقول وغير المسبوق مع العدو الصهيوني في كل ما يمارس.. وهذا الحسم والتشدد مع سورية.. ونحن نسعى منذ سنوات لتفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل ودائما تأتينا الأعذار بأن هذا الشيء لم يعد مقبولا في هذا الوقت.. ولكن خلال أسابيع يفعلون مقاطعة سورية أي أن هدفهم استبدال سورية بإسرائيل وهذا مجرد نموذج ونحن لسنا ساذجين ونعرف هذا الوضع العربي منذ زمن طويل ولم نتعلق بأوهام وأردنا من صبرنا على هذه الممارسات قبل الأزمة وخلالها بأن تظهر لمن لديه شكوك حول سوء النوايا المنمقة والمغلفة بكلام جميل أن تظهر لهم سوء النوايا وخبث الأهداف وأعتقد أنها الآن أصبحت واضحة للكثيرين.

لن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا

وتابع الرئيس الأسد.. كنا ندرك كل ذلك ولكننا من منطلق العروبة الصادقة واستعادة الفكرة الأساسية للجامعة العربية والتي تساندنا فيها بعض الدول الشقيقة الحريصة على أن تعود الجامعة العربية جامعة وعربية لم نغلق الباب على الحلول والاقتراحات ولن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل هذه التراكمات السلبية على الساحة العربية على مدى عقود يضاف إليها الحالة الراهنة أدت إلى أن يصب البعض من مواطنينا جام غضبهم على العروبة التي التبست مع الجامعة أو مع أداء بعض المستعربين على نحو خاطئ إلى حد تنكرهم لها.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن وطننا العربي بتنوعه الواسع يرتكز ببنيته الاجتماعية على دعامتين قويتين متكاملتين بأبعادهما الحضارية هما العروبة والإسلام.. وكلتاهما عظيم وغني وضروري.. ولا يمكن بالتالي أن نحملهما وزر الممارسات البشرية الخاطئة كما أن التنوع الإسلامي والمسيحي في بلادنا هو دعامة عروبتنا وأساس قوتنا.. وعندما نغضب من العروبة أو نتنكر لها بسبب ما قام به البعض على هذه الساحة العربية الواسعة.. ففي ذلك تجن كبير.. فكما رفضنا تعميم أخطاء بعض المسؤولين على البلاد كلها لا يجب تعميم أخطاء بعض المستعربين على العروبة.. نحن الآن ما نقوم به كرد فعل تجاه العروبة.. كما قام الغرب به تجاه الإسلام وخاصة بعد 11 أيلول.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن نقول ان هناك شريعة عظيمة هي الإسلام وهناك إرهابي يتغطى بالإسلام فعمن نبتعد.. عن الشريعة أم عن الإرهاب.. نذم الشريعة أم نذم الإرهابي.. نحارب الدين الإسلامي أم نحارب هذا الإرهاب .. الجواب واضح .. لا ذنب للإسلام عندما يوجد إرهابي يغطي نفسه أو يلبس عباءة الإسلام.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الدين المسيحي دين المحبة والسلام فما ذنبه في حروب شنت تحت عنوان الدين المسيحي وفي جرائم ارتكبت في قلب أمريكا أو الدول الأوروبية من ناس يدعون التمسك بقيم هذا الدين.. لا ذنب لهم وذات الشيء بالنسبة للعروبة.. لا يجوز أن نربط بين العروبة وبين ما يقوم به البعض من المستعربين وإلا فإننا نذهب باتجاه الخطيئة الكبرى.. هناك أشياء وجدت من خلال سياق تاريخي لا نستطيع برد فعل أو بقرار.. لأنها لم تأت بقرار.. أن نغيرها.. هناك سياق تاريخي وهناك إرادة إلهية بالنسبة للأديان والقومية لا يجوز أن نتعامل معها برد الفعل.

وتابع الرئيس الأسد.. إن رد الفعل الأول كان طرح سورية أولا ومن الطبيعي أن تكون سورية أولاً فأي شخص ينتمي لوطنه قبل أن ينتمي لأي وطن آخر ولا يجوز أن يكون الوطن ثانياً ولا ثالثاً ولا رابعاً ولكن السياق الذي طرح فيه هو سياق انعزالي يعني سورية فقط.. لم تكن سورية أولاً وإنما كانت تعني أن سورية فقط.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل إنسان ينتمي لمدينته أكثر من باقي المدن .. يرتبط بها بشكل طبيعي .. وكل إنسان يحب القرية التي عاش وتربى فيها أكثر من باقي القرى ولكن الأولى والثانية لا تتناقض ولا تمنع أن يكون هذا الإنسان وطنيا ويحب كل الوطن.. فأن نكون سوريين لا يمنعنا بأن نكون عرباً وإذا كنا عرباً لا يوجد تناقض بين عروبتنا وسوريتنا.

وأضاف الرئيس الأسد.. لذلك علينا أن نؤكد على هذه النقطة بأن العلاقة بين العروبة والوطنية هي علاقة وثيقة وضرورية للمستقبل وللمصالح ولكل شيء وهي ليست قضية رومانسيات ولا مبادئ فقط بل هي مصالح .. فإذا فصلنا هذا الأمر عن ردة الفعل فعلينا أن نعرف دائما أن العروبة هي انتماء لا عضوية.. العروبة هي هوية يمنحها التاريخ لا شهادة تمنحها منظمة.. العروبة هي شرف يتمثل بالشعوب العربية وليست عاراً يحمله البعض من المستعربين على الساحات السياسية في العالم أو في الوطن العربي.

وتابع الرئيس الأسد.. قد يقول البعض ان كل هذا الكلام عن العروبة.. ونحن نتحدث عن العرب والعروبة.. لا يوجد في سورية إلا عرباً.. فأقول.. من قال إننا نتحدث عن عرق عربي.. لو كانت العروبة هي فقط عرق عربي لما كان لدينا الكثير لكي نفخر به.. فآخر شيء في العروبة هو العرق.. والعروبة هي حالة حضارية وهي المصالح المشتركة والتاريخ المشترك والإرادة المشتركة والأديان المشتركة وهي كل شيء مشترك بين القوميات المختلفة التي تتواجد على هذه الساحة وآخر شيء العرق .. وقوة هذه العروبة هي في تنوعها وليس في انعزالها ولونها الواحد.

وتابع الرئيس الأسد.. إن العروبة لم تبن من قبل العرب.. العروبة بنيت من كل من ساهم في بنائها من الأصول غير العربية التي تشكل هذا المجتمع الغني الذي نعيش فيه.. قوة العروبة بغناها.. لو كانت هناك مجموعة من الأصول غير العربية وأرادت اليوم أن تغير تقاليدها وعاداتها أو تستغني عنها أو تذوب فسنقف في وجهها ونقول.. لا نقبل بهذا الأمر لأنكم تضعفون العروبة.. فإذا.. نحن قوتنا في العروبة بالانفتاح والتنوع وإظهار مكوناتها وليس بدمجها لكي تظهر وكأنها مكون واحد لأن العروبة اتهمت ظلماً عبر عقود بأنها شوفينية وهذا الكلام غير صحيح وإذا كان هناك شخص شوفيني لا يعني بأن العروبة شوفينية بل هي حالة حضارية.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل ما سبق لن يؤثر على رؤيتنا للوضع الداخلي في سورية وكيفية التعامل معه ولا شك أن الأحداث الراهنة وتداعياتها قد طرحت كماً هائلاً من التساؤلات والأفكار التي تهدف إلى إيجاد حلول مختلفة للوضع الحالي الذي تمر به سورية وإذا كان الأمر طبيعيا وبديهيا إلا أنه لا يمكن أن يكون إيجابياً وناجعاً إلا عندما ينطلق من ضرورة مواجهة المشكلة وليس الهروب منها .. أي عندما ينطلق من الشجاعة لا من الذعر ومن الإقدام لا من الهروب إلى الأمام.

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا أردنا أن نتحدث في الشأن الداخلي واعتقد هو محور الاهتمام بالنسبة للسوريين الآن لابد من أن نحدد الأمور.. فهناك أفكار كثيرة وقد تكون جيدة ولكن إن لم يكن هناك إطار لهذه الأفكار تصبح أفكارا بلا فائدة وأحيانا تصبح أفكارا ضارة فبدلا من أن تسير الأفكار باتجاه واحد تتناقض وتتصارع .. لذلك دعونا نضع بعض التعاريف قبل أن ندخل في التفاصيل.

لا يمكن أن نقوم بعملية إصلاح داخلي بدون التعامل مع الوقائع

وتابع الرئيس الأسد.. أولا لا يمكن أن نقوم بعملية إصلاح داخلي بدون التعامل مع الوقائع كما هي على الأرض سواء أعجبتنا أم لم تعجبنا.. لا نستطيع أن نتعلق بقشة في الهواء فلا القشة تحمل ولا الهواء يحمل وهذا يعني السقوط.. البعض تحت ضغط الأزمة يتحدث عن أي حل ويطالب بأي حل.. ولن نقوم بأي حل قد يؤدي بالبلد إلى الهاوية أو قد يؤدي إلى تعميق الأزمة وإلى الدخول في نفق لا يمكن الخروج منه.. لذلك ضغط الأزمة لا يدفعنا للقيام بأي خطة حتى لو كان الزمن ضروريا لكنه ليس أهم من نوعية الحل الذي نقوم به.

وقال الرئيس الأسد.. نحن اليوم نتعامل مع جانبين في الإصلاح الداخلي.. الأول هو الإصلاح السياسي والجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب الذي انتشر بشكل كبير مؤخراً في مناطق مختلفة من سورية.. ففي العملية الإصلاحية هناك من يعتقد بأن ما نقوم به الآن هو طريق لحل الأزمة أو هو كل الحل للأزمة.. وهذا كلام غير صحيح.. نحن لا نقوم به لهذا السبب فعلاقة الإصلاح مع الأزمة علاقة محدودة وفي البداية كان لها دور أكبر عندما قررنا أن نقوم بعملية فرز ما بين من يدعي الإصلاح لأهداف تخريبية وبين من يريد الإصلاح فعلاً.. وهذا الفرز تم.. لماذا لا يوجد علاقة بينهما.. وهذه الرؤية هي رؤيتي منذ البداية.. ولكن لم يكن من السهل الحديث فيها كما قلت في البداية لأن الأمور لم تكن واضحة بالنسبة للكثير من السوريين كما هي واضحة الآن.

وتساءل الرئيس الأسد .. ما هي العلاقة بين العملية الإصلاحية والمخطط الخارجي.. وإذا قمنا اليوم بالإصلاح هل ستتوقف المخططات الخارجية تجاه سورية.. أنا أريد أن أقول لكم شيئاً.. نحن نعرف الكثير من الحوارات التي تدور في الخارج وخاصة في الغرب حول الوضع في سورية.. لا أحد من هؤلاء يهتم لا بعدد الضحايا ولا بالإصلاحات ولا ما سيأتي ولا ما تم إنجازه.. الكل يتحدث عن سياسة سورية وهل تغير سلوك سورية من بداية الأزمة حتى هذا اليوم.

الجزء الخارجي من المخطط هو ضد الإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى

وقال الرئيس الأسد.. من جانب آخر هناك من أتى لكي يساوم.. أي لو قمتم بواحد واثنين وثلاثة وأربعة… فالأزمة على الأقل في جزئها الخارجي وأذياله الداخلية ستتوقف فوراً.. إذا.. لا علاقة بين الإصلاح والجزء الخارجي لان هذا الجزء من المخطط هو ضد الإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى.. وإذا كانت سورية أقوى فهذا يعني تكريس النهج السوري وكلنا نعلم أن النهج السوري غير مرغوب خارجيا بل مكروه من كثير من الدول التي تريد منا أن نكون عبارة عن إمعات.

وأضاف الرئيس الأسد .. النقطة الثانية تتجسد في طبيعة العلاقة بين الإصلاح والإرهاب.. فإذا قمنا بالإصلاح هل سيتوقف الإرهابي وهل هذا الإرهابي الذي يقتل ويخرب يسعى لقانون أحزاب أو لانتخابات أو لإدارة محلية أو ما شابه.. الإصلاح لا يعني الإرهابي ولا يهمه.. والإصلاح لن يمنع الإرهابي من القيام بإرهابه.. فإذا.. ما هو المكون الذي يعنينا.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الجزء الأكبر من الشعب السوري هو الذي يريد الإصلاح وهو الذي لم يخرج ولم يخالف القانون ولم يخرب ولم يقتل.. والإصلاح بالنسبة لنا هو السياق الطبيعي لذلك أعلنا عنه على مراحل في العام 2000 وأنا تحدثت في خطاب القسم الاول عن التحديث والتطوير وكنت أركز في ذلك الوقت على مؤسسات الدولة.. وفي العام 2005 تحدثنا عن الإصلاح السياسي.. وجزء مما نقوم به الآن هو ما طرح في المؤتمر القطري في العام 2005 وفي ذلك الوقت لم تكن هناك ضغوطات على سورية في هذا الإطار وإنما كانت هناك ضغوطات مختلفة باتجاه آخر ولم يكن هناك من يتحدث عن موضوع الإصلاح الداخلي فطرحناه لأننا نعتقد بأنه سياق طبيعي وليس قسرياً.. لا يمكن أن يكون قسرياً وهو حاجة طبيعية للتطوير ولا يمكن أن نتطور من دون أن نقوم بعمليات إصلاح.. تأخرنا أم لم نتأخر هذا موضوع آخر.. لماذا تأخرنا موضوع آخر.. ولكن هو حاجة طبيعية ولو كان الإصلاح قسرياً أو جزءاً من الأزمة فسيفشل لذلك دعونا نفصل في حديثنا عن الإصلاح بين الحاجات الطبيعية وبين الأزمة.

وقال الرئيس الأسد.. إذا انطلقنا من الأزمة الحالية سيكون الإصلاح مبتوراً ومرتبطاً بالظروف الحالية المؤقتة.. أما بالنسبة للعقود المقبلة فالأمور تختلف وعلينا أن نربط ما قبل الأزمة بما بعد الأزمة بغض النظر عنها وننطلق من العملية الإصلاحية.. طبعا هذا الكلام ليس مطلقا ونحن نأخذ أحيانا بعين الاعتبار ما نمر به الآن في الإصلاح.. لا نفصله بشكل كامل كالجدول الزمني.. أحيانا نستعجل وأحيانا نفترض بأن رد فعل الناس بحاجة لتحرك باتجاه معين.. يعني يكون هناك بعض التأثيرات للأزمة ولكن لا نبني الإصلاح على الأزمة.. إذا بنيناه سنعطي المبرر للقوى الخارجية لكي تتدخل في أزمتنا تحت عنوان الإصلاح.. فلنتفق حول موضوع الفصل ونتعامل مع التفاصيل انطلاقاً من هذا الشيء.

وأضاف الرئيس الأسد.. طرحت في خطابي في هذه القاعة في حزيران الماضي خطة العمل وتحدثت بشكل أساسي حول المحور التشريعي بما يتعلق بالقوانين والدستور في ذلك الوقت ووضعت جدولاً زمنياً.. وبالنسبة للقوانين صدرت بأكملها تقريبا ضمن الجدول الزمني الذي حدد في ذلك الوقت.. الآن لو سمعنا من كثير من الناس حول هذا الموضوع سيقولون إننا لم نلمس نتائج وأنا أحب أن أتحدث دائما بشفافية حول المواضيع.. وكل موضوع على حدة.

وتابع الرئيس الأسد.. إن أول قانون أصدرناه هو رفع حالة الطوارئ.. وفي مثل هذه الظروف التي تمر فيها سورية هل يمكن لأي دولة الا أن تفرض حالة الطوارئ ومع ذلك لم نقم بهذا الشيء وأصررنا على رفع حالة الطوارئ.. والبعض من المواطنين السوريين اتهمنا بأننا نتنازل عن جزء من الأمن في سورية بسبب رفع حالة الطوارئ.. طبعاً هذا الكلام غير دقيق لأن رفع حالة الطوارئ أو حالة الطوارئ نفسها لا تعطي الأمن وإنما هي قضية تنظيمية.. وعندما يكون هناك حالة طوارئ يكون هناك إجراءات وعندما ترفع يكون هناك إجراءات مختلفة.. التنازل عن الأمن غير موجود.. لا يوجد دولة يمكن أن تقبل بالتنازل عن الأمن.

وقال الرئيس الأسد.. إن القوانين والإجراءات الموجودة حاليا تعطينا كامل الصلاحية لكي نقوم بعملية ضبط الأمن بغض النظر عن قانون الطوارئ وإن رفع حالة الطوارئ بحاجة لتأهيل الأجهزة المعنية من الأمن والشرطة وغيرها التي تتعامل مع المواطن.. وكلنا يعلم أن هذه الأجهزة منتشرة في كل مكان في سورية والبعض منهم لم يأخذ إجازات ولم ير عائلاته منذ أشهر فهل من المعقول والمنطقي والواقعي أن نقوم بتأهيله.. هذا الكلام مستحيل.. لن يكون هناك تأهيل في الظروف الحالية.. ومع ذلك نحن نصر على الأجهزة بأن يتم التأكيد على بعض الأساسيات من الأنظمة المتعلقة برفع حالة الطوارئ.

وتابع الرئيس الاسد.. عندما يكون هناك بيئة تخريب وقتل وفوضى وخرق للقانون وإذا كان هناك أخطاء فسوف تتضاعف مئات المرات وليس عشرات المرات لذلك علينا أن نتعامل ليس فقط مع النتائج وإنما أيضا مع الأسباب.. والنتائج هي الأخطاء التي نراها من قبل البعض ولكن الأسباب مرتبطة بالفوضى في حد ذاتها.. فعلينا أن نعمل من أجل ضبط الفوضى وبمعنى آخر لا يمكن أن نشعر بالنتائج الفعلية لرفع حالة الطوارئ في ظل الفوضى.. وطبعا هنا أنا أفرق بين الأخطاء بمختلف مستوياتها والقتل.

لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن

وأضاف الرئيس الأسد.. أولا.. لا يوجد غطاء لأحد.. موضوع القتل بحاجة الى أدلة.. البعض يعتقد أنه لم يتم إلقاء القبض على أي شخص ممن ارتكبوا أعمال قتل.. وأنا أقصد العاملين في الدولة.. وهذا الكلام غير صحيح حيث تم إلقاء القبض على عدد محدود في جرائم قتل وغيرها ولكن أقول محدودا لأن الأدلة المتوفرة بحد ذاتها كانت محدودة ومربوطة بهؤلاء الأشخاص.. ووجود الأدلة أو البحث عنها بحاجة لمؤسسات والمؤسسات بحاجة لبيئة وظروف والبيئة الحالية تعيق عمل هذه المؤسسات.. لكن أؤكد بأنه لا يوجد غطاء لأحد وأؤكد مرة أخرى على أنه لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن ولا يحق إطلاق النار بحسب القانون إلا دفاعا عن النفس ودفاعاً عن المواطن وعند الاشتباك مع شخص مسلح يحمل السلاح.. يعني هناك حالة محددة في القانون.. وأؤكد على التعامل مع الأسباب والنتائج في هذا الموضوع.

وقال الرئيس الأسد.. وفيما يخص الأحزاب فقد صدر قانون الأحزاب وتقدمت أحزاب وأعطي الترخيص لأول حزب منذ أسابيع قليلة وهناك حزب ثانٍ على الطريق بعد أن توفرت فيه كل الشروط وهناك عدة أحزاب أخرى.. يعني تنتظر الجهة المعنية استكمال الأوراق أو الشروط المطلوبة لكي تعطي الترخيص.. ونحن لم نشعر بالأحزاب لأنها بحاجة إلى وقت.. ولكن بكل الأحوال بعد أن صدر قانون الأحزاب ونحن نقوم ليس بإعطاء الرخص فقط بل بتشجيع جهات كثيرة على أن تقدم من أجل أن يكون لديها أحزاب.. ولا أعتقد أن الدولة تتحمل المسؤولية في هذا المجال فنحن لن نقوم بتشكيل أحزاب أو بالظهور على الإعلام أو ممارسة نشاطات نيابة عن أي أحد فإذا.. لا توجد عقبات في هذا الموضوع والقضية قضية زمن.

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للإدارة المحلية فقد صدر القانون وحصلت الانتخابات في ظروف صعبة جداً ومن الطبيعي ألا تعطي النتائج المتوقعة بسبب الظروف الأمنية لأن المشاركة لم تكن بالنسبة للمرشحين أو الناخبين كما كان يفترض مع قانون جديد.. وكان هناك وجهة نظر تقول.. علينا أن نؤجل انتخابات الإدارة المحلية لمرحلة لاحقة.. وكان هناك وجهة نظر مختلفة وهو ما تبنيناه من أجل أن نقوم بعملية تبديل لأن أي تبديل سيكون إيجابياً وخاصة ان كثيرا من شكاوى المواطنين كانت حول أداء الإدارة المحلية ولذلك سرنا في هذا الموضوع ولكن بكل الأحوال كل ما يتعلق بالانتخابات لا يمكن أن يعطي نتائج إن لم يكن هناك مشاركة واسعة في الترشيح والتصويت لكي يكون هناك منافسة.. وإن لم يكن هناك منافسة لن تشعروا بهذا الموضوع وبالتالي ما يتعلق بالانتخابات بحاجة الى جزء من المسؤولية يحمله المواطن وليس فقط الدولة.

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة لقانون الإعلام فقد انتهت الحكومة الأسبوع الماضي من إعداد تعليماته التنفيذية وأصبح جاهزا للتنفيذ وهناك طلبات جاهزة لمحطات تلفزيونية وصحافة وغيرها.. أما قانون الانتخابات فقد صدر والهدف منه تأطير كل هذه الأفكار التي نسمعها على الساحة السياسية ومن لديه فكرة فليذهب إلى صندوق الانتخاب وهو الفيصل في كل شيء في هذا البلد.

وقال الرئيس الأسد.. إن القانون المهم هو قانون مكافحة الفساد وهو القانون الوحيد الذي تأخر لعدة أشهر لأنه قانون مهم جدا وفيه جوانب كثيرة جداً.. وأنا طلبت من الحكومة أن تدرسه بشكل واسع وبالتعاون مع مختلف الفعاليات والجهات وقد تم وضعه على الانترنت.. وكان هناك الكثير من المشاركات والأفكار المفيدة وقد انتهت الحكومة من دراسته وأرسل إلى رئاسة الجمهورية وأعيد مؤخراً إلى الحكومة.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن قانون مكافحة الفساد قانون جيد وفيه نقاط مهمة جدا ولكن هناك نقطة تتعلق بهيئة التفتيش ففي القانون الحالي ألغيت هيئة التفتيش وحلت هيئة مكافحة الفساد مكانها ولكن قانون مكافحة الفساد يختص في قضايا الفساد فقط أي أنه يختص بقضية ضيقة غالبا هي ليست بقائمة للفساد وإنما التعامل مع الفساد بعد ظهوره بينما كانت هيئة التفتيش تأخذ مهام أوسع بما فيها تنظيم الإدارة ورفع مقترحات في مجال الإدارة ومراقبة عمل الدولة من الناحية الإدارية بالإضافة الى مكافحة الفساد.. ولذلك فإن إلغاء كل هذه المهام وربطها فقط بعنوان واحد هو الفساد شيء غير جيد وخاصة انه لا يمكن مكافحة الفساد بمعزل عن تنظيم الإدارة.

وتابع الرئيس الأسد.. لا يمكن أن نكافح الفساد لوحده لأن هذا خلل كبير عدا عن وجود نقاط أخرى وهناك مقترحات حول دمج هيئة التفتيش مع هيئة الرقابة المالية وهذا الموضوع ليس مهما فالأهم هو ما هي علاقة التفتيش مع هيئة مكافحة الفساد.. وإذا كان هناك إلغاء لهيئة التفتيش فهل ستقوم هيئة مكافحة الفساد بضم كل المهام الموجودة في الهيئتين أم تبقى هناك هيئتان وتأخذ كل واحدة مهام مختلفة أم يكون هناك تنسيق بينهما في موضوع الفساد.. ولذلك تمت إعادة هذا القانون للحكومة لحل هذه النقطة وبعدها سيتم إصدار قانون مكافحة الفساد.

وقال الرئيس الأسد.. لو صدر هذا القانون بأفضل الأحوال سيكون من السهل على الدولة مكافحة الفساد على المستوى المتوسط فما فوق.. ولكن من الصعب عليها أن تكافحه من مستوى ما دون متوسط من دون مساهمة المواطن والإعلام.. وهذا يعني أنه حتى هذه الهيئة لن تقوم هي بالملاحقة وانما ستتلقى المعلومات فعلينا أن نبحث عن المعلومات ونحولها إلى هذه الجهات وهذا يعني أن نجاح هذا القانون بحاجة الى وعي شعبي كبير.

وتابع الرئيس الأسد.. في إطار موضوع الفساد هناك كثير من الناس الذين ألتقي بهم يأتون إلي ويقولون نريد من الرئيس أن يحاسب.. وهنا أريد أن أوضح أن الرئيس لا يحل محل مؤسسات.. أنا أعالج قضية وقضيتين عندما أرى خطأ.. ولكن المؤسسة تحاسب الافا أو تعالج آلاف القضايا وعندما يحل الرئيس محل المؤسسات ولو كان يقوم بعمل صحيح هذا ليس مطمئناً ولذلك يجب علينا العمل من أجل تفعيل المؤسسات.

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا أقول لجميع المواطنين الذين التقي بهم انني سأهتم بهذا القانون وبتفعيل هذه المؤسسات وأريد أن أرى مكافحة الفساد بالأقنية القانونية الطبيعية وعندها نحل مشاكل آلاف وعشرات آلاف ومئات آلاف وملايين من السوريين.. فأنا أركز دائماً على العمل المؤسسي ولو قمت بحل مشكلة فهي مشكلة فردية ونحل مشكلة شخص لا نحل مشكلة آلاف الأشخاص.

وقال الرئيس الأسد.. أما المحور الآخر في الإصلاح فهو الدستور وقد صدر المرسوم الذي شكلت بموجبه لجنة تقوم بإعداد الدستور وأعطيت مهلة زمنية أربعة أشهر وأعتقد أن اللجنة أصبحت في المراحل الأخيرة وهذا الدستور سيركز على نقطة أساسية جوهرية هي التعددية الحزبية والسياسية.. وقد كانوا يتحدثون عن المادة الثامنة فقط وقلنا انه يجب أن نعدل كل الدستور لأن هناك ترابطاً بين المواد.. والدستور سيركز على أن الشعب هو مصدر السلطات وخاصة من خلال الانتخابات وتكريس دور المؤسسات وحريات المواطن وغيرها من الأمور والمبادئ الأساسية.

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد كان هناك سؤال .. لماذا قمنا بالإصلاح القانوني قبل تغيير الدستور.. وهنا أقول.. منطقياً يجب أن نبدأ بالدستور وبعدها نأتي بالقوانين وهذا الكلام صحيح من الناحية المنطقية.. ولكن ضغط الناس والتشكيك بمصداقية الدولة بأنها ترغب بالقيام بإصلاح حقيقي دفعنا الى العمل بالتوازي.. والقوانين أسرع بالوقت فهي تأخذ بضعة أشهر وهذا أقل مما يحتاجه الدستور وإذا تناقض المنطق مع الواقع فنحن نسير مع الواقع وعلى كل الأحوال هذه ليست قضية مهمة.. والمهم عندما تصدر القوانين ويصدر الدستور سنكون في مرحلة جديدة وهي ليست انتقالية وهذا بالنسبة للجانب التشريعي.

وحول المواعيد المتعلقة بالدستور قال الرئيس الأسد.. بعد أن تنتهي اللجنة في المدة المحددة من إنجاز الدستور كان هناك عدة طروحات إما أن يقوم الرئيس بإصدارها بمرسوم أو أن تذهب إلى مجلس الشعب وتصدر بقانون وأنا رفضت الأولى والثانية.. وأؤكد على أن يكون هناك استفتاء شعبي لأن الدستور ليس دستور الدولة بل هو قضية تخص كل مواطن سوري.. ولذلك سنذهب إلى الاستفتاء بعد أن تنهي اللجنة أعمالها وتقدم الدستور وسنضعه في الأقنية الدستورية بهدف الوصول إلى الاستفتاء.. ومن الممكن أن يكون الاستفتاء على الدستور في بداية شهر آذار.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن انتخابات مجلس الشعب مرتبطة بالدستور وخاصة أن معظم القوى السياسية تريد أن تكون انتخابات المجلس بعد الدستور وأنا كنت أفكر كما قلت في خطابي الأخير بأن تكون الانتخابات في نهاية العام الماضي أو في بداية هذا العام لكن وافقنا نزولا عند رغبة معظم القوى السياسية على أن تكون الانتخابات مرتبطة بالدستور الجديد كي تعطي الوقت لهذه القوى لتؤسس نفسها وقواعدها وتحضر نفسها للانتخابات.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الجدول الزمني مرتبط بالدستور الجديد وإذا كانت المهلة الدستورية شهرين فإن الاستفتاء سيكون في شهر آذار ومن الممكن أن تكون الانتخابات في أوائل أيار أما إذا كانت المهلة الدستورية ثلاثة أشهر فيمكن أن تكون في أوائل حزيران وكل هذا يعتمد على الدستور الجديد.

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للأشياء التي يمكن أن نقوم بها كمبادرات فقد سمعنا كثيراً عن حكومة وحدة وطنية وأنا أحب أن أدقق دائماً في المصطلحات.. فلا يجوز أن نأخذ المصطلح دون أن نعرف المضمون.. فحكومة وحدة وطنية نسمع بها في دول فيها انقسام كامل على المستوى الوطني بين أطراف وحرب أهلية وأمراء طوائف وأمراء قوميات وأمراء حرب اجتمعوا على الطاولة بشكل مباشر أو من خلال ممثلين وشكلوا حكومة وحدة وطنية.. ونحن لا يوجد لدينا انقسام وطني.. لدينا مشاكل ولدينا انقسام في حالات معينة لكن لا يوجد لدينا انقسام وطني بالمعنى الذي يمكن أن يطرح.. وأنا أعرف أنهم لا يقصدون هذا الكلام لكنني لا أستخدم كلمة حكومة وحدة وطنية لهذا السبب.. فلا يوجد لدينا حكومة انشقاق وطني في كل الأحوال فالحكومات في سورية دائما هي حكومات متنوعة فيها المستقلون والأحزاب المختلفة.

كلما وسعنا المشاركة في الحكومة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام

وقال الرئيس الأسد.. الآن لدينا خريطة سياسية جديدة مع الأزمة.. ومع الدستور الجديد ومع قانون الأحزاب ظهرت قوى سياسية جديدة فلابد أن نضعها بالاعتبار فهناك من يطرح مشاركة هذه القوى السياسية في الحكومة بكل أطيافها والبعض يركز على المعارضة.. وأنا أقول.. إن كل الأطراف السياسية من الوسط إلى المعارضة إلى الموالاة والكل يساهم.. فالحكومة هي حكومة الوطن وليست حكومة حزب أو دولة.. وكلما وسعنا المشاركة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام.. فتوسيع الحكومة فكرة جيدة.. ولا أعرف ما هي التسمية التي نطلقها.. فالبعض سماها وفاقاً وطنياً والبعض توسيع مشاركة.. والمهم أننا نرحب بمشاركة كل القوى السياسية وفي الواقع قمنا ببدء الحوار مؤخراً.. حوار ولو بالعناوين العامة مع بعض القوى السياسية لنأخذ رأيها في هذه المشاركة فكانت الجوانب إيجابية.

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا تحدثنا عن مشاركة كل الأطياف بما فيها المعارضة فمن هي المعارضة.. كل شخص الآن يستطيع أن يسمي نفسه معارضة والتقيت انا بعدد من هؤلاء وكنت أسألهم سؤالاً من تمثل.. المعارضة تعني قاعدة شعبية ولا تعني بأنني معارض كشخص والآن لدينا شخصيات معارضة وتيارات معارضة.. ولكن المعارضة عادة هي حالة مؤسساتية وتظهر من خلال الانتخابات.. الآن لا يوجد لدينا انتخابات.. كيف نعرفها .. ومن يشارك .. وما هو حجم المشاركة.. لا يوجد لدينا الآن معايير قبل الانتخابات المقبلة.. كنا نستطيع أن نقول هذه الحكومة بهذا الشكل يمكن أن تتم بعد الانتخابات ولكن نحن نريد أن نستبق الأمور ونسرع الزمن ونبدأ الآن بالمشاركة قبل تلك الانتخابات.. إذا.. سنعتمد على معايير خاصة وليس على معايير مؤسساتية.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن لم نخن الشعب والمعايير واضحة.. فماذا تعني المعارضة الوطنية .. لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو معارضة تأخذ المؤشرات من الخارج حيث يقولون لها الان لا تحاوروا الدولة يعني ان الموضوع منته.. الانهيار بقي له بضعة أسابيع.. أجلوا الحوار الآن.. نحن لا نريد معارضة تجلس معنا وتبتزنا تحت عنوان الأزمة لتحقق مطالب شخصية ولا نريد معارضة تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدا ويقولون لنا نحاوركم لكن بالسر.

وقال الرئيس الأسد.. إذا أخذنا المعايير الوطنية والأشخاص أو الشخصيات الوطنية فإنها موجودة ونستطيع أن نبدأ مباشرة الآن بالعمل من أجل هذه الحكومة بعد أن فهمنا الموضوع.. وليسموها ما شاؤوا.. حكومة وحدة وطنية.. انقساما .. لم يعد هذا الأمر مهما على الإطلاق.. إذا.. سنبدأ بهذا الموضوع خلال فترة قصيرة جدا ولكن يبقى سؤال مهم .. هل الحكومة سياسية أم تقنية.. البعض طرح حكومة سياسية مصغرة.. هذا الكلام لا يمكن أن ينجح لعدة أسباب أولا.. نحن بلد فيها قطاع عام كبير وهذا القطاع العام ليس له استقلالية وكل مؤسسة تعتمد حتى الآن على الوزارة والوزير ومعاون الوزير والمديرين وغيرهم.

وتساءل الرئيس الأسد.. هل سيستطيع الشخص السياسي أن يقود قطاعاً تقنياً.. طبعاً هذا الكلام غير ممكن عدا عن أن مشاكل الناس الآن لا ترتبط فقط بالموضوع الأمني فهناك قضايا خدمية والكل يشكي منها الآن.. فهل ستأتي حكومة سياسية لتؤمن المازوت والغاز والدواء وإلخ… هذا الكلام غير واقعي في ظروفنا فلتكن حكومة موسعة وفيها مزيج من سياسيين ومن تقنيين تمثل القوى السياسية وإذا كانت تريد أن تمثل ويكون فيها الجانب التقني لا نخسر هذه ولا نخسر تلك.. أعتقد هذا الشكل هو الشكل الأفضل.. طبعاً مع ذلك أنا دائماً أحب ان أحاور وأناقش وأن نرى سلبيات كل طرح من الطروحات.. وأنا الآن أضع عناوين لم نحسمها بشكل نهائي ولكن أضع تفضيلات ممكن تغييرها من خلال النقاش.

وتابع الرئيس الأسد.. كان هناك سؤال عن الحوار الذي بدأ شهر تموز وكان المفترض أن نبدأ بالحوار الموسع وننتقل للحوار المركزي وقد ضغطت القوى المختلفة من أجل عكس الآية فوافقنا وقمنا بالمرحلة الأولى أو أنجزنا المرحلة الأولى من الحوار ولم تشارك كل قوى المعارضة وإنما شارك جزء منها فقط وقد انتقلنا إلى الحوار الموسع الذي كان حواراً مفيدا جدا وكانت هناك مشاركة واسعة جدا من مختلف الفعاليات في المحافظات حيث طرحت من نحو الشهرين العودة للمرحلة الثالثة من الحوار بشكل مركزي.

مقبلون على تبديلات وأهم شيء في هذه التبديلات أن نركز في المستقبل على جيل الشباب

وقال الرئيس الأسد.. أستطيع أن أقول اننا نحن كدولة أو كحزب أو كسلطة مستعدون للبدء غدا بهذا الحوار ولا يوجد لدينا مشكلة ولكن جزءا من القوى في المعارضة غير مستعد.. فالبعض يريد أن يحاورنا بالسر من أجل مكاسب والبعض يريد أن ينتظر ليرى كيف تذهب الأمور لكي يحدد ومع ذلك لن ننتظر هذه القوى لكي نقوم بحوار بطريقة مهرجانية لكي يقال اننا نجري حواراً.. نحن الآن نحاور القوى الأخرى المستعدة للحوار بشكل علني.. ونتحدث حول هذه الافكارالتي طرحت قبل قليل وما أردت توضيحه بأن التأخير في موضوع الحوار لا يرتبط بسورية وحتى المبادرة العربية التي بدؤوا بها تحت فكرة الحوار مع كل القوى بما فيها القوى المعادية التي ارتكبت جرائم إرهاب في السبعينيات والثمانينيات وقد قلنا إنه لا يوجد لدينا مشكلة في الحوار حتى مع هذه القوى إذا أرادت أن تأتي إلى سورية ونحن نقدم كل الضمانات ولا يوجد لدينا أي قيود.. لدينا انفتاح كامل.. عندما نرى أن الجميع مستعد للحوار وتكون لديه وجهة نظر حول هذا الحوار ونحن على استعداد للبدء به مباشرة.

وتابع الرئيس الأسد.. ويبقى السؤال كنوع من الفضول حول هل سنكون مقبلين على تغييرات وتبديلات وعادة لا أتحدث حول هذه النقطة فعندما يكون هناك تبديل نبدل ولكن من الواضح من الكلام الذي طرح انفا اننا مقبلون على تبديلات فعندما نتحدث عن حكومة جديدة وشكل جديد وعندما تعلن القيادة القطرية منذ أسبوع عن مؤتمر قطري قريباً فنحن مقبلون على تبديلات جزء منها بدأ منذ أيام وأهم شيء في هذه التبديلات ان نركز في المستقبل على جيل الشباب لأن هذا الجيل يعتبر نفسه مهمشاً في كثير من الحالات في الوقت الذي وقف فيه بوجه هذه الأزمة ولاحظنا كم كان الشباب فاعلين في الدفاع عن وطنهم بكل ما تعني هذه الكلمة من معان خلال الأزمة.

سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية

واضاف الرئيس الأسد.. بكل الأحوال فإن سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية وعندما نتحدث الآن عن المرحلة المقبلة ونحن في بداية العام الجديد.. البعض يتحدث عن سورية الجديدة.. وأنا أقول لا يوجد لدينا سورية الجديدة وإنما لدينا سورية المتجددة.. فالتجدد عملية مستمرة ونحن نتحدث عن مرحلة جديدة وليس عن سورية جديدة.. وعلينا أن نستوعب كل مرحلة من المراحل وإذا لم نستوعب هذه المرحلة فكل ما قلناه ليس له قيمة وكل ما أتحدث عنه هو إجراءات وقوانين والأساس في نجاح عملية التطوير والانتقال في هذه المرحلة الجديدة التي تحدثت عنها هو الوعي.. واستطيع أن أعطي جواباً مباشراً عن هذه النقطة وأقول إن هذه الأشهر العشرة بكل مآسيها كانت مفيدة جدا بالنسبة لهذه الناحية حيث أثبت الشعب السوري أنه شعبٌ واعٍ وقادر على أن يقدم نموذجا لدولة عصرية تسبق بمراحل وقرون.. وأنا كنت أتحدث عن 150 عاماً إلا أننا نستطيع أن نسبق ب1000 عام تلك الدول التي تعطينا دروساً في الديمقراطية.. وأنا مطمئن لهذا المستقبل ولكن مع ذلك كلما تمكنا من تعميم حالة الوعي التي رأيناها كان هذا الموضوع أفضل.. وبمقدار ما رأيناه من وعي شامل في سورية هناك بؤر صغيرة من الجهل ولكنها تؤثر على الوضع العام ولا نريد لهذه البؤر ولبعض حالات الجهل أن تؤثر على عملية التطوير ونريد أقصى حد من الايجابيات والحد الأدنى من السلبيات.

وقال الرئيس الأسد.. إن الأمور في موضوع الإصلاح الداخلي أصبحت واضحة فبعد أن يصدر الدستور لا يوجد لدينا أي خطوات إضافية نقوم بها سوى الإجراءات.. وإذا كان هناك خلل في القوانين فيمكن بعد إصدار الدستور أن نعيد دراسة القوانين ونحن لم نقف عند هذه المرحلة من التطوير وسيكون هناك ملاحظات حول القوانين والممارسة ومن خلال الممارسة ستنكشف الأخطاء وعملية التجدد هي عملية مستمرة على المستوى التشريحي.

وتابع الرئيس الأسد.. إن ما يجري في سورية هو جزء مما هو مخطط له في المنطقة منذ عشرات السنين فحلم التقسيم فلا يزال يراود أحفاد سايكس بيكو لكن حلمهم ينقلب كابوساً اليوم فإذا كان البعض يعتقد أن زمن الصراع على سورية قد عاد فهو واهم فالصراع اليوم مع سورية وليس عليها وهزيمة سورية التي لن نسمح لهم بتحقيقها تعني هزيمة الصمود والمقاومة كما تعني سقوط المنطقة كليا بيد القوى الكبرى والهزيمة ليست بالضرورة عسكرية ولكن يمكن أن تتحقق من خلال نجاحهم في جعلنا ننكفئ على أنفسنا ونهمل أو ننسى قضايانا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هدفهم الذي يريدون تحقيقه في المحصلة هو سورية المنشغلة بقضايا ذاتية هامشية والمنعزلة ضمن حدودها القطرية لا حدودها الطبيعية القومية التاريخية وسورية المنكمشة والآيلة للفناء والزوال عبر الانقسام والتقسيم.. وهدفهم هو تفكيك الهوية والشخصية الثقافية لشعبنا التي كانت تحمينا من الهزائم بمختلف أنواعها.. وتفكيك هذه الهوية هو الذي يؤدي إلى الهزيمة الفعلية التي لم تحققها الحروب المتكررة بل يحققها تدمير بنية المجتمع الذي أنتج منظومات المقاومة الاجتماعية والثقافية التي أثارت قلقهم أكثر من أي منظومة أخرى لأنها أساس كل مقاومة والحاضن الفعلي لها ولكنهم لم ينجحوا في تدمير هويتنا ولا في زعزعة قناعاتنا بأن المقاومة هي في صلب هذه الهوية التي ستبقى راسخة كما كانت أبداً عبر التاريخ.

لا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام.. ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه

وقال الرئيس الأسد.. إن الدول تعيد ترتيب أولوياتها في حالة الحرب أو المواجهة والأولوية القصوى الآن والتي لا تدانيها أي أولوية هي استعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم.. وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المعركة مع الإرهاب لن تكون معركة الدولة أو مؤسساتها فقط بل هي معركتنا جميعا وهي معركة وطنية من واجب الجميع الانخراط بها .. فالفتنة أشد من القتل .. وهي تفتت المجتمع وفي النهاية تقتله وهذا ما لن نسمح به لتبقى سورية محصنة عصية.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الدولة القوية هي التي تعرف متى وكيف تسامح وكيف تعيد أبناءها إلى طريق الصواب فتنزع من أيادي المضللين بنادقهم المأجورة وتعيدهم إلى طريق بناء الدولة العصرية والحديثة والمحافظة على أصالتها وينابيع عروبتها.. وبمقدار ما علينا أن نضرب الإرهابيين بمقدار ما علينا أن نستعيد من وقع في الخطأ إلى جادة الصواب .. فهناك أشخاص وقعوا في الخطأ وهناك أشخاص غرر بهم وبعد أن بدؤوا في الخطأ قيل لهم الدولة ستنتقم منكم ولا يمكن أن تعودوا إلى الخلف فتابعوا في هذا الطريق.. والهدف أن يدفعوهم باتجاه الجريمة لكي يصلوا إلى نقطة اللاعودة.

وقال الرئيس الأسد.. إن الدولة كالأم التي تفتح المجال دائماً لأبنائها لكي يكونوا في كل يوم أفضل حفاظا على الاستقرار وحقنا للدماء لذلك في هذا الإطار كنا نصدر من وقت لآخر العفو تلو الآخر والبعض كان يعتقد بأن إصدار العفو يؤدي لمزيد من الخلل الأمني ولكن الحقيقة أن أغلب الحالات كانت معاكسة ففي معظم الحالات كانت النتائج إيجابية وخاصة عندما تم العفو بالتنسيق مع الأهالي والفعاليات المحلية في كل مدينة وقرية ومحافظة الذين التقينا بهم وتحدثنا إليهم وكان لديهم وعي كاف لكي يعيدوا أبناءهم الى طريق الصواب.

وأضاف الرئيس الأسد.. طبعا هناك حالات لا تنجح ولكنها ليست الحالة العامة ولذلك أعتقد أن الحزم والحسم ضروريان ولكن الاستمرار بالتسامح والعفو من وقت لآخر ضمن أسس واضحة وبآليات سليمة هو شيء ضروري ويجب أن نستمر به دون توقف. وتابع الرئيس الأسد.. سأشرح هذه النقطة لأن البعض لم يفهم تماماً ماذا نفكر عندما نصدر العفو في هذه الظروف الأمنية… لقد قمنا بالحوار مع كل القوى ما عدا المجرم الذي يرتكب الخطأ وأنا التقيت بعدد من هؤلاء في الأيام القليلة الماضية.. وقسم كبير منهم تغير تماماً عندما رأى أن الأمور تذهب باتجاه السلاح والقتل وذهب باتجاه التعاون مع الدولة التي كان يقف ضدها لأسباب قد تكون موضوعية وقد لا تكون.. لكن البعض أصر على غيه وهؤلاء وردت فيهم الآية الكريمة “في غيهم يعمهون” يعني من يصاب بالعمى البصري يعوضه الله بالأحاسيس الأخرى ويتفوق على أقرانه بالفن .. بالعلم .. بالأدب .. بأشياء مختلفة.. بالمهن.. ولكن من يصب بالعمى العقلي لا أمل منه فالعمى هو العمى العقلي وليس عمى العيون.

وقال الرئيس الأسد.. البعض من هؤلاء يعتقد فعلا بأنه ثائر.. فتعالوا نرى ماذا فعل هؤلاء وما هي مواصفاتهم.. هل يمكن لثائر أن يسرق سيارة أو بيتا أو منشأة وهل يمكن للثائر أن يكون لصاً.. بالنسبة لنا صورة الثائر هي صورة ناصعة ومثالية وغير ملطخة وفيها شيء خاص جدا وقد قاموا بعمليات اغتيال غدر لشخصيات مختلفة بريئة في الدولة وخارج الدولة.. فهل يمكن للثائر أن يتصف بالجبن وبالغدر… هم منعوا المدارس من القيام بمهامها وواجباتها على مستوى المجتمع وذات الشيء بالنسبة للجامعات.. فهل من الممكن أن يكون هناك ثائر ضد العلم.. في بعض المناطق انخفض التدريس إلى النصف.. يعني أصبحنا نخرج نصف متعلم ..نصف جاهل.. ومع ذلك لدينا جيش آخر غير القوات المسلحة والأمن والشرطة وقوات حفظ النظام هم العاملون في المجال التربوي تحديدا في المدارس في بعض المناطق التي انخفض فيها التدريس خمسين بالمئة .. كانت نسبة الدوام 85 بالمئة وهم يخاطرون بحياتهم من أجل أن تستمر العمليات التربوية وحتى نهاية عام 2011 كان عدد الشهداء من الأساتذة والمعلمين في الكادر التربوي قد قارب الثلاثين شهيدا وعدد المدارس التي أحرقت أو خربت أو دمرت قارب الألف.

وأضاف الرئيس الأسد.. أوجه باسمكم تحية لكل العاملين في المجال التربوي.. للمدرسين والموجهين والأذنة في المدارس وللإداريين وغيرهم.. فهل من الممكن أن تكون هناك ثورة ضد العلم وثورة ضد الوحدة الوطنية أو ثائر يستخدم ألفاظا وشعارات تفتيتية في المجتمع.. هل من الممكن أن يكون الثائر ضد المواطن يقطع عنه الغاز الذي يحتاجه يومياً في أمور الطبخ والطعام لكي يموت من الجوع ويقطع عنه المازوت والوقود لكي يموت من البرد ويقطع عنه الدواء لكي يموت من المرض ويقطع الأرزاق ويحرق المعامل والمنشآت الحكومية والخاصة لكي يجعل الفقراء أشد فقراً.

وتابع الرئيس الأسد .. إن هذه ليست ثورة .. فهل من الممكن أن يعمل الثائر لمصلحة العدو بما يعني ثائراً وخائناً.. هذا غير ممكن.. وهل من الممكن أن يكون من دون شرف ولا أخلاق ولا دين.. لو كان لدينا فعلا ثوار حقيقيون بالصورة التي نعرفها لكنت أنا وأنتم وكل الشعب الآن نسير معهم وهذه حقيقة.

وقال الرئيس الأسد.. إن السؤال الأساسي الذي طرح معي بشكل مكثف يبقى متى وكيف تنتهي الازمة.. وطبعا هذا سؤال صعب ولا نستطيع أن نعطي جواباً من دون معطيات وهناك أشياء نعرف معطياتها وهناك أشياء لا نعرفها .. وأول نقطة.. لا نعرف معطيات تحديدا .. ولكن نستطيع أن نستقرئ.. فالمؤامرة تنتهي عندما يقرر الشعب السوري أن يتحول إلى شعب خانع وعندما نخضع ونتنازل عن كل تراثنا.. تراث حرب 1973 حرب تشرين التحريرية وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية وعندما دافعنا عن لبنان في عام 1982 وكانت منطلق المقاومة في ذلك الوقت والتي أدت بالمقاومة إلى تحرير لبنان في العام 2000 وعندما نتنازل عن وقوفنا إلى جانب المقاومة في عام 2006 وفي 2008 في لبنان وفي غزة وعندما نقدم مجانا التنازلات كلياً أو جزئياً في عملية السلام وتحديداً في أراضينا المحتلة في الجولان وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية تجاه القضية الفلسطينية .. هذا الموقف القومي الذي حملناه عبر التاريخ منذ عام 1948 وعندما نقبل أن نكون شهود زور على ما يحصل تجاه المسجد الأقصى الآن من عملية تدمير منهجية لا نسمع عنها إلا فيما ندر.

وتساءل الرئيس الأسد لا أعرف إذا كانت الجامعة العربية ستشكل لجنة لمعالجة هذا الموضوع.. ولا أعتقد ذلك لأن هذا الموضوع لا يهم سوى مليار وثلاثمئة مليون مسلم .. لا يستحق الاهتمام .. ولذلك لن يقوموا بذلك وهذا فقط للمقارنة.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الشعب السوري لن يخضع لعدة أسباب أولاً.. للمبادئ التي تربى عليها المواطن السوري وثانيا.. لان النماذج التي قدمت لنا من مسؤولين خاضعين أو سياسات خاضعة أو من دول خاضعة لا تبشر بالخير.. فدائما في كل الظروف وفي أسوأ الظروف كان وضع سورية أفضل من وضع كل تلك الدول حتى من يظهر بأن وضعه جيد الآن فالأعراض لم تظهر وستظهر في يوم من الأيام.

لا يمكن أن نتنازل عن الكرامة لأنها أغلى ما يملكه الشعب السوري.. فكرامتنا أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم

وقال الرئيس الأسد.. إن هذه الأمور نختصرها بكلمة واحدة هي الكرامة السورية فلا يمكن أن نتنازل عن الكرامة لأن هذه الكرامة هي أغلى ما يملكه الشعب السوري فكرامتنا أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم.

وتابع الرئيس الأسد.. إن النقطة الثانية مرتبطة بالأولى.. متى تتوقف ومتى تنتهي.. عندما يتوقف تهريب السلاح الذي يأتي من الخارج والأموال وهذه النقطة مرتبطة بالأولى.. وعندما نخضع ونتنازل سنصل إلى النقطة الثانية.. ولكن ما أعرفه تماما أن المؤامرة تنتهي وتتوقف عندما ننتصر عليها ولا يجوز أن نكون منفعلين.. وتنتهي متى ننهيها ويمكن أن ننتصر عليها أولا عندما ننتصر عليها في الخارج سياسيا وفي الداخل وعندما ننتصر على الذراع الخطيرة لهذه المؤامرة وهو الإرهاب.. أما النقطة الثانية فهي مرتبطة بوعينا فننتصر على المؤامرة عندما ننتصر على أهوائنا وانفعالاتنا وعندما نعود الى العقل والمحبة الصافية التي كانت عليها سورية والحمد لله فهذه الحالة عامة ولكن أنا أتحدث عن بعض البؤر.

وأضاف الرئيس الأسد.. سورية قوية لا شك في هذا الشيء ولكن القوة ليست شيئا مطلقا فالإنسان القوى صحيح الجسم تنخفض أو تضعف مناعته وعندما تضعف مناعته يصاب بالمرض فالقوة ليست شيئاً مطلقاً ولكن الموت والانهيار ليسا شيئاً حتمياً.. هذه المناعة تضعف عندما تكون هناك فوضى والفوضى والأحداث التي حصلت في سورية أضعفت هذه المناعة وعندما ضعفت هذه المناعة ضرب الإرهاب وبالتالي كل من يسهم في الفوضى الآن هو شريك في الإرهاب وشريك في سفك الدماء السورية ولا نستطيع أن نفصل الأولى عن الثانية ولا نستطيع أن نكافح الإرهاب من دون أن نكافح الفوضى فكلاهما مرتبط وهذه النقطة يجب أن تكون واضحة بمعنى أن المناعة تضعف عندما يضعف الوعي الوطني.

وقال الرئيس الأسد.. أنا هنا أتحدث عن أصحاب النية الطيبة أما سوء النوايا فلا يعنينا .. وكنا نقول لأصحاب النية الطيبة في البداية إن هناك مؤامرة خارجية ويقولون هذا نوع من إلقاء المسؤولية على الآخرين فنقول لهم .. هناك سلاح ويقولون هذه فبركات إعلامية من قبل الدولة .. والآن أصبحت الأمور واضحة ولكن متأخرة .. ولا يمكن لهذا الإرهاب أن يظهر فجأة فهناك مراحل بدأت منذ البداية فكان هناك إرهاب صغير بالحجم وبنوعية السلاح وبالمساحة الجغرافية وكبر حتى وصل إلى هذا المستوى وهذه المرحلة.

وأضاف الرئيس الأسد.. نحن تأخرنا وهم تأخروا حتى فهموا هذا الشيء وهذا كان عقبة أساسية ولكن تأخرنا لا يعني بأننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة أو أن الأمور غير عكوسة .. المهم الآن أن نقف في صف واحد وعندما تصبح القضايا وطنية لا يعود هناك خلافات .. نختلف وهناك صندوق انتخابات نذهب إليه .. نأتي بحكومتنا ونأتي ببرلماننا فهذا موضوع آخر .. ولكن عندما يهدد الوضع الدول والأمم التي تحترم نفسها فهي تتوحد وتضع الخلافات جانبا والكل يقف صفا واحدا ولا يوجد لون رمادي في هذه الحالة ومن يقل إنه رمادي يظهر نفسه بأنه رمادي أو في الوسط ومن يقف في الوسط في القضايا الوطنية يخن الوطن .. لا يوجد خيار فيجب أن نقف صفا واحدا وكلنا مسؤول وكلنا نساهم بالقول والكلمة والفعل وبأي طريقة.

وقال الرئيس الأسد.. النقطة الثانية عندما نضع الخلافات علينا بالتوازي أن نفرق بين أخطاء الأشخاص والمؤسسات وقلت هذا الكلام سابقا فالمؤسسات لا تخطئ وإنما هي تتبنى سياسات خاطئة وهذا موضوع آخر ولكن الأخطاء هي أخطاء أفراد وعلينا أن نفرق بين أخطاء الأفراد وسياسات المؤسسات.. ونحن نتبع سياستين الأولى .. هي الاستمرار في الإصلاح والثانية.. هي مكافحة الإرهاب .. فهل يستطيع أن يقول أي شخص أن هذه السياسة خاطئة أو أنه ضد الإصلاح ومع الإرهاب .. هذا كلام مستحيل طبعا ولكن في الإعلام الذي نراه الآن لا يوجد شيء مستحيل وأنا أتحدث هنا على الساحة السورية.

وتابع الرئيس الأسد .. عندما نضع هذه الأمور جانبا ماذا يعني هذا الكلام .. يعني بأننا نقف صفاً واحداً مع مؤسسات الدولة.. نساعدها ونساعد الجيش والأمن ونحتضنهما معنويا ولو عدنا للسبعينيات والثمانينيات عندما قام إخوان الشياطين الذين تغطوا بالإسلام بأعمالهم الإرهابية في سورية في البداية كان هناك الكثير من السوريين غرر بهم وكانوا يعتقدون بأنهم فعلا يدافعون عن الإسلام فلم يأخذوا أي موقف حتى ظهرت الأمور .. بدأ الحسم وكان الحسم سريعا عندما وقف الشعب مع الدولة في ذلك الوقت وطبعا استغرقت هذه الأمور والاغتيال والقتل ست سنوات .. ونحن لا نريد أن ننتظر كل ذلك الوقت فالأمور واضحة بالنسبة لنا جميعا .. إذا وقفنا الآن واحتضنا الأمن والأجهزة المختلفة المختصة فأنا أعتقد أن النتائج ستكون حاسمة وسريعة لأن الإرهاب يضرب وكلما ضرب الإرهاب كان ثمن الإصلاح أكبر وكان الإصلاح أصعب.

وأضاف الرئيس الأسد.. القضية قضية سباق بين الإرهابيين والإصلاح.. فالإرهاب ومن يقف خلف الإرهاب لا يريد أن يصلح ويريد أن نصل إلى مرحلة نقول الآن لم يعد وقت الإصلاح.. دعونا نهتم بالإرهاب ليكون لديه حجة ليستفرد بالتدخل في سورية.

وقال الرئيس الأسد.. مؤخراً لمسنا كلنا قلق الناس واستياءهم وغضبهم عبر التلفزيون والانترنت والإذاعات وكل الأماكن والكل يطالب بالحسم.. طبعاً هذا الموضوع محسوم بالنسبة لنا فالتعامل مع الإرهاب لا بد أن يكون بأشد الطرق القانونية ونحن نحرص على القانون لأننا نحرص بنفس الوقت على دماء الأبرياء ولا نريد أن يكون ثمن مكافحة الإرهاب دماء الأبرياء ولكن المشكلة أنهم بدؤوا بضرب الأبرياء والآن يقتل الشعب السوري ولا علاقة لمن قتل بانتمائه السياسي فقد يكون معارضاً للدولة ولكنهم يقتلون الشعب السوري ويعاقبونه لأنه رفض أن يتخلى عن أخلاقه وأن يتحول إلى مرتزقة وأن يبيع الضمير فكان لا بد من معاقبته في كل مكان.

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نتوحد وأن نحسم ولكن المحور الأساسي هو كيف يقف المواطن مع الدولة وفي بعض الحالات دخل الجيش إلى مدينة وكان هناك من يسيطر عليها من الإرهابيين ولا أريد أن أقول يحتل .. فقام أشخاص من سكان المنطقة بتشكيل فرق لحماية مجنبات الجيش لكي يدخل وفي مناطق أخرى شكلوا دوريات مراقبة لكي يمنعوا الإرهابيين من القيام بأعمال القتل والتخريب أو الفتنة في بعض المناطق ..وفي مناطق أخرى كانوا يدلون بمعلومات.. لدينا وسائل كثيرة وأنا اعتقد أننا يجب أن نبدأ الآن مباشرة حواراً بين الجهات المعنية في الدولة والمناطق المختلفة والفعاليات المختلفة لنرى كيف يمكن أن نحقق الأمن على كل الأراضي السورية.

وقال الرئيس الأسد.. أريد أن أمر على نقطة وحيدة مرتبطة هي موضوع المصالحة الوطنية كونها طرحت في هذا الإطار يعني إذا حسمنا وإذا وقفنا صفاً واحداً إلى أين نصل بعدها.. هناك من طرح في بداية الأزمة مصالحة وطنية.. المصالحة الوطنية هي في نهاية الأزمة أن الكل يسامح الكل … نقول يعني الكل أخطأ مع الكل وهناك أخطاء كثيرة والكل يسامح الكل والانتقام لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية والانتقام لا يبني بلدا ولا يعيد الدماء التي هدرت والفوضى تدمر الوطن كما نرى الآن.. وفقط التسامح يبني الأمم ويحقق المستقبل المزهر.

وتابع الرئيس الأسد.. إذا.. حالة المصالحة الوطنية تنطلق من هذا الشعور الموجود لدى المواطنين لأن البعض في بداية الأزمة طرح المصالحة الوطنية فهي بحاجة لشعور عام لدى المواطنين بأننا اقتربنا من نهاية الأزمة ونقف في مكان واحد غير منقسمين ولكن النقطة الأهم من هي الأطراف.. فالمصالحة الوطنية تقوم بين أطراف وهذه الأطراف لم تحدد فإذا.. نحن نصل للمصالحة الوطنية بالوعي الوطني ولا نصل إليها بقرار يأخذه الرئيس ويصدر قانونا وعفوا عاما… لأن الدولة تعفو عن طرف ولكن ماذا عن أطراف أخرى .. فهي حالة وطنية تلحق بقوانين وتشريعات وغيرها فإذا.. نحن لا بد من أن نصل لتلك المرحلة ولكن في التوقيت المناسب وأنا أرى أننا الآن نتيجة الوعي الشعبي الذي ظهر مؤخرا نستطيع أن نسير بهذا الاتجاه مع حسم الإرهاب على الساحة السورية.

وقال الرئيس الأسد.. لكي ننجح في كل هذه الإجراءات والإصلاحات والمواجهات والظروف المعقدة علينا أن نحذر المنهزمين نفسيا الذين يسعون لبث روح الهزيمة والإحباط بين المواطنين سواء انطلاقاً من أسبابهم النفسية أو لاعتباراتهم المصلحية .. فإذا قررت هذه القلة القليلة أن تساهم في هزيمة الوطن في الساحات الافتراضية فالشعب بغالبيته العظمى قرر الانتصار في ساحاته الحقيقية.

وتابع الرئيس الأسد.. إن المعارك الوطنية لها ساحاتها ورجالاتها ولا مكان فيها للأيدي المرتعشة والقلوب المذعورة .. وأما حصارهم فلن يرهب شعبنا ولن يتمكن من إذلاله فليس السوري من يبيع شرفه وعرضه مقابل المال وهذا ليس من قبيل الإنشاء اللفظي فنحن من أطعم دولا عربية عدة في سنوات عجاف.. وأنا أتحدث عن السنوات العجاف التي مرت من ثلاث أو أربع سنوات.. هناك أربع دول أكلت من القمح السوري إضافة إلى الشعب السوري.. ونحن من طور صناعته في الثمانينيات من دون احتياطي ولم يكن لدينا حتى جزء بسيط من الاحتياطي وكنا بالكاد ندفع الرواتب في ذلك الوقت وبالكاد نحصل على القمح من أجل الخبز.. وأقول للجيل الذي لا يذكر تلك المرحلة والذي لم يكن قد ولد ربما.. لا تسمح للخوف أن يدخل الى قلبك نتيجة الحرب الإعلامية التي تحصل تجاهك فسورية مرت بظروف أصعب بكثير حتى أمنيا كانت الظروف اصعب بكثير وتفوقنا عليها وانتصرنا.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الأزمات بكل ما تحمله من سلبيات أو مآس هي فرص للشعوب الأصيلة القادرة لكي تنجز واليوم نحن أقدر على تحويل كل ذلك إلى مكاسب من خلال الاعتماد على الذات إذا فكرنا بشكل علمي وجماعي بعيدا عن الأنانية وبذلك نعوض الخسائر في المدى القريب ونحولها لأرباح في المدى الأبعد.

وقال الرئيس الأسد.. إن أهم شيء ألا يظهر لدينا طبقة محتكرة تستغل الأزمات لكي تبني الثروات على حساب قوت ودماء الشعب.. وطبعاً هذه من مسؤوليات الدولة بأن تكافح هذه الحالة ونحن دائماً نوجه المؤسسات لكي تضبط هذا الموضوع ولكن نحن نعرف بأنه في ظروف الفوضى أيضا يتسلل الخلل إلى المؤسسات وهنا عقبة أخرى تعترضنا وهذه حقيقة ولكن بالتعاون نستطيع أن نجد الحلول لهذا الموضوع.

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نركز على الصناعات المتوسطة والصغيرة في الموضوع الاقتصادي وأن نركز على الحرف أولا نحو قاعدة عريضة من فرص العمل والمزيد من العدالة الاجتماعية.. نحن دائما نتحدث عن مقدار النمو ولكن لا نحدد ما هو الهرم .. قاعدة الهرم المستفيدة من هذا النمو .. وهذا النوع من الصناعات بالإضافة الى الحرف يخلق عدالة اجتماعية كبيرة وبنفس الوقت لا يتأثر كثيرا بالحصار الخارجي ولا يتأثر كثيرا بالظروف الأمنية لذلك بدأنا مؤخراً نركز بشكل كبير على المناطق الحرفية ولذلك دعم الحرف في هذه المرحلة ضروري جداً.

وقال الرئيس الأسد.. إن الزراعة في سورية قطعت مراحل جيدة بالرغم من كل الصعوبات واهتممنا بشكل مستمر بالفلاحين والعمال ولكن أعتقد بأن الاهتمام بموضوع الحرفيين وهذا المستوى من المهن لم يكن كما يجب.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن جزءاً كبيراً من الحرب النفسية الآن الموجهة لسورية انتقل إلى الموضوع الاقتصادي عندما فشلوا في الموضوع الطائفي والموضوع الوطني وفي كل القضايا ذات الجانب السياسي.. طبعاً أسعار الأسهم والليرة لها تأثير ونعرف عندما تنخفض الليرة ترتفع الأسعار ولكن هذا ليس المعيار الوحيد بل هناك معيار أهم.. ما هو مقدار الإنتاج في سورية.. الإنتاج في سورية بشكل عام كان إنتاجا ضعيفا وفي السنوات الأخيرة مع الانفتاح تحولنا للاستهلاك وحتى المادة الموجودة في سورية نشتريها صناعة غير سورية وهذا أضر كثيرا في الاقتصاد.

وتابع الرئيس الأسد.. إذا.. علينا أن نركز على مستوى الإنتاج في سورية ونحن قادرون حتى في هذه الأزمة أن نزيد من هذا الإنتاج ويجب أن نعرف أنه لدينا نقاط قوة كبيرة فالمديونية في سورية قليلة جدا وعلاقاتنا مع الدول المختلفة لم تنقطع .. ولدينا الزيتون وأعتقد بأننا كنا في المستوى الخامس عالميا وهناك من يقول اننا قفزنا للمستوى الرابع أو الثالث ولست متأكدا من هذه النقطة .. نحن دولة صغيرة وأن نكون بهذا المستوى الخامس من بين مئات الدول فهذا شيء كبير جدا.. إضافة إلى إنتاج القمح.. فالأرض موجودة والمزارع موجود والأمطار موجودة بمعنى أنه لدينا نقاط قوة حقيقية لكن يجب أن ننظم العملية الاقتصادية ونستطيع أن نقلع حتى في قلب هذه الأزمة.

إذا أرادوا أن يحاصروا سورية فسيحاصرون معها منطقة كاملة

وأضاف الرئيس الأسد.. إنهم يحاولون التصوير بأن سورية معزولة وفي كل مرة يقولون هذا الكلام .. طبعا نقاط قوتنا هي الموقع الاستراتيجي وإذا أرادوا أن يحاصروا سورية فسيحاصرون معها منطقة كاملة .. فلدينا نقاط قوة نستطيع أن نواجه فيها.

وقال الرئيس الأسد .. بالنسبة للعلاقة مع الغرب.. فالغرب يقول مجتمعاً دولياً وبالنسبة له المجتمع الدولي هو عدد من الدول الكبرى الاستعمارية وكل العالم بالنسبة لهم عبارة عن ساحات وفيها عبيد يقومون بخدمة مصالحهم.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الغرب مهم بالنسبة لنا ولا نستطيع أن ننكر هذه الحقيقة لكن الغرب اليوم ليس هو الذي كان قبل عقد من الزمن فالعالم يتغير وهناك قوى صاعدة وهناك بدائل.. وهذا مهم ولكنه ليس الأوكسجين الذي نتنفس من خلاله وليس حبل النجاة الذي نغرق من دونه .. نستطيع أن نسبح لوحدنا ومع أصدقائنا ومع أشقائنا وهم كثر ولذلك قررنا في عام 2005 أن نتوجه شرقا ففي ذلك الوقت كنا نعرف بأن الغرب لن يتغير.. ما زال استعماريا بشكل أو بآخر .. فهو يتغير من الاستعمار القديم إلى الاستعمار الحديث وينتقل من الاستعمار الحديث أيام سايكس بيكو إلى الاستعمار المعاصر.. هي أساليب وأشكال ولكن لن يتغير.. فإذا.. علينا أن نتوجه شرقا ونحن كدولة بدأنا بهذا الإجراء منذ سنوات عدة وكانت زياراتي خلال السنوات الماضية تصب في هذا الاتجاه بشكل أو بآخر ولكن هذا لا يكفي ولا بد من توجه القطاع الخاص في سورية من أجل فتح أقنية مع هذه الدول.

وقال الرئيس الأسد.. إن علاقات معظم دول العالم جيدة مع سورية وحتى في ظروف هذه الأزمة والضغوط الغربية عليها بقيت مصرة على إقامة علاقات مع سورية وكل هذا لا يعني بأننا لن ندفع ثمنا وبأنه لن يكون هناك خسائر من الحصار ومن الظروف السياسية والأمنية ولكن نستطيع أن نحقق إنجازات تخفف من الأضرار.

وتابع الرئيس الأسد .. في هذه المرحلة تبقى نقطة أساسية وهي أن كل هذه الإنجازات مربوطة بموضوع الأمن .. يعني قطع الطرق وموضوع الغاز والمازوت أو يمر قطار في مكان فنلغي القطار وننقل المازوت أو الوقود أو الغاز بسيارات وتصبح الكلفة أكبر وكمية النقل أقل بما لا يتوافق مع استهلاك المواطن ولا مع استهلاك محطات الكهرباء أو أي منظومات أخرى .. فكل معيشتنا الآن مرتبطة بموضوع ضبط الحالة الأمنية لذلك نعود لهذا الموضوع لكي نتعاون جميعا من أجل حسمه كي لا نخون الأمانة كدولة ..والتي كلفنا بها تجاه المواطن.. فالأمن والاقتصاد وكل هذه الأشياء هي أشياء أساسية بالنسبة للمواطن السوري.

وأضاف الرئيس الأسد.. بالرغم من كل هذه الظروف المعقدة فإن ثقتي بالمستقبل كبيرة وهي في ذلك تنطلق منكم ومن حناجركم التي هتفت بالعزة والكرامة والتحدي عندما ملأتم بالملايين عشرات المدن والساحات على امتداد الوطن وأقول لكم وأنا كما عهدتموني دائما واحد منكم .. وعندما لا نستجيب للتحدي لا نستحق اسم سورية وعندما لا نجرؤ أو لا نستطيع أن ندافع عنها ونهزم الأعداء فنحن لا نستحق أن نعيش على ترابها.

وقال الرئيس الأسد.. إن شعبنا أثبت أصالته ونقاء معدنه فلم يتمكن الإعلام الدموي من ضرب وحدته ولا محاولات التجويع من تركيعه والمساس بشرفه وكرامته .. إن شعبا بمثل هذا الانتماء الصوفي للوطن وبمثل هذه الأخلاق الرفيعة التي يجابه بها أخطر المحن وبمثل هذه الثقة العميقة بقدرته على تجاوز هذه اللحظات الفاصلة في تاريخه لن يدع حفنة من الضالين أو المضللين تحرف مساره عن جادة الحق والحقيقة ولن يفسح المجال لفئات باعت نفسها لشيطان الأهواء الخبيثة والمصالح المشبوهة أن تخرب ما بناه عبر تاريخ طويل من الجهد والتضحيات.

دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن ستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل

وأضاف الرئيس الأسد.. إن ثقتي في ذلك تنطلق منكم ومن رجال قواتنا المسلحة.. رجال الضمائر الحية والعزائم الصلبة.. الذين يعبرون عن وجدان الشعب ويحمون قيمه وتطلعاته ويقدمون التضحيات كي ينعم بالأمان فباسمكم جميعا وباسم كل مواطن شريف نوجه لهم التحية وهم يقفون على أهبة الاستعداد ويصونون شرف الوطن ووحدة ترابه وشعبه.

وتابع الرئيس الأسد .. أما دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن فستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل فعندما تروي دماؤهم الأرض فإنها تثمر غدا أكثر أمناً ووحدة وحرية لنا جميعا أما قوة عائلاتهم في فقدان أعز الناس إليهم فقد جعلتنا أكثر صلابة وتحديا وتصميماً على المضي بالطريق نفسها التي سلكها أخوتهم وآباؤهم وأبناؤهم دفاعاً عن الوطن وقيمه مهما تطلب ذلك من ثمن ليكونوا قدوة لنا جميعا في كيفية فناء الفرد ليحيا الوطن.

واختتم الرئيس الأسد خطابه بالقول.. أوجه التحية لكم يا أبناء هذا الشعب العظيم بمختلف مواقعكم الفكرية وانتماءاتكم السياسية.. يا من تدافعون بقوة واستبسال عن قيم التضامن والمحبة التي توحد أبناء شعبنا ضد مشاعر الحقد والكراهية التي يحاول البعض بث سمومها في أرجاء البلاد والذين يعملون بلا كلل من أجل تطوير الوطن واستعادة أمانه وتكريس وحدته وصون سيادته.. والمجد للشعب الأبي الذي يرفض الانكسار في عصر الانهيار ويقول لأعدائه.. هيهات منا الهزيمة .. فبك أيها الشعب الأبي نصمد وبك نستمر وبك ننتصر وسوف ننتصر بإذن الله.

واشنطن تتهم الاسد بالتملص من المسؤولية عن اعمال العنف في سوريا

اتهمت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي إلى “إنكار” أي مسؤولية له عن أعمال العنف في سوريا. وعلقت واشنطن على خطاب الأسد بالقول “لا يوجد أي أمر على أي مستوى لإطلاق النار على المحتجين”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركيةفيكتوريا نولاند في تصريح صحافي، “يبدو

أن الأسد يبدو ينكر بقوة أي مسؤولية لدور قواته الأمنية نفسها عن أعمال العنف في سوريا”.

(اف ب)

العربي يحمل الحكومة السورية مسؤولية الهجمات على المراقبين

دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، اليوم، تعرض المراقبين العرب في سوريا لهجمات وإصابة بعضهم، محملا الحكومة السورية “المسؤولية الكاملة” عن حمايتهم، محذرا من “تجميد” أعمال البعثة في حال تعرض أعضائها للخطر أو إعاقة مهمتهم.

وقال العربي في بيان، إن الجامعة “تدين تعرض بعض المراقبين لأعمال عنف من جانب عناصر موالية للحكومة السورية في اللاذقية ودير الزور ومن عناصر محسوبة على المعارضة في مناطق أخرى أدت إلى وقوع إصابات لأعضاء البعثة وإحداث أضرار جسيمة لمعداتها”.

وأضاف إن الجامعة “تعتبر أن الحكومة السورية مسؤولة مسؤولية كاملة عن حماية أفراد البعثة”، موضحا أن “عدم توفير الحماية الكافية في اللاذقية والمناطق الأخرى التي تنتشر فيها البعثة يعتبر إخلالا جوهريا وجسيما من جانب الحكومة”.

وأكد “حرص” الجامعة العربية على “مواصلة البعثة مهمتها الميدانية في مناخ آمن لأفرادها حتى لا تضطر إلى تجميد أعمالها في حال شعورها بالخطر على حياة أفرادها أو إعاقة مهمتها”، مضيفا ان الجامعة “ترفض اي ضغوط أو استفزازات من أي طرف كان حكومة أو معارضة أو محاولة لاثناء البعثة عن القيام بواجبها”.

ودعا “الحكومة والمعارضة إلى وقف ما تقوم به عناصرها من حملة تحريض ضد البعثة وتمكينها من أداء المهمة الموكولة إليها وتحقيق الهدف النهائي من وجودها على الأرض السورية والمتمثل في المعالجة السياسية للازمة السورية”.

(أ ف ب)

«المجلس الوطني»: خطاب الأسد يتضمن «تحريضاً على العنف»

في خطاب ألقاه اليوم في جامعة دمشق أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أن استفتاءً على الدستور سيجري في بداية آذار/مارس المقبل، تليه الانتخابات البرلمانية، ومشدداً على سعيه إلى تأليف حكومة موسعة «تمثل جميع أطياف المجتمع». ولفت الأسد إلى أن أولوية السلطات حالياً هي «استعادة الأمن وضرب الإرهاب»، مؤكداً عدم تخليه عن السلطة، ومتهماً أطرافاً دولية وإقليمية بـ«التآمر» على سوريا، و«زعزعة الأمن» فيها، فيما إعتبر «المجلس الوطني السوري» أن الخطاب يتضمن «تحريضا على العنف».

رأى الناشط السياسي والمسؤول الإعلامي عن تجمع «الشارع السوري»، مهند عمر، أنه يأتي متسقاً مع «استمرار قوات الأمن والجيش في اقتحام المدن واعتقال المدنيين وقتلهم»، مؤكداً لـ«الأخبار» أن الخطاب بمجمله «للأسف كان موجهاً إلى الخارج لاسترضائه، فيما تجاهل الوضع الداخلي، ورأى أن الثورة المشتعلة في البلاد استمرار للمؤامرة الخارجية، وعدّ الثوار السوريين أذرعاً لهذه المؤامرة».

وخلص عمر إلى القول إن هذا الخطاب «الذي تغنى بالحوار سيكون سبباً مباشراً لتمسك ثوار سوريا بمطالبهم، المتمثلة في إسقاط النظام عبر تفكيك الدولة الأمنية، والانتقال نحو الدولة الديموقراطية العلمانية».

من جهته، رأى رئيس تحرير موقع «كلنا شركاء» الإلكتروني، أيمن عبد النور، أن الخطاب تضمن ثلاث رسائل مهمة، مشيراً إلى أن تأكيد الأسد أنه باق بإرادة الشعب يعني أنه «لن يضع في الدستور الجديد فترتين لرئيس الجمهورية، وسيبقى مستمراً في حكم الناس بواسطة الرعب والخوف، ثانياً لن يستمرّ الحوار إلا إذا طلبت المعارضة ذلك».

أما في ما يتعلق بحكومة الوفاق الوطني، التي ستؤلّف قريباً، فقال عبد النور إنها «ستكون مثل الحكومات السابقة، ما عدا إشراك المعارضة المفبركة أمنياً فيها»، مشدداً على أن «الأخطر هو إعطاء الضوء الأخضر للشبيحة لإنهاء الوضع في المناطق الساخنة»، ومرجحاً وقوع «مجازر».

بدوره، قال ممثل سوري، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، إن خطاب الأسد «إلغائيّ بامتياز، يلغي كل من هم في الضفة الأخرى، كما أنه عنيف، ويؤكد على الاستمرار في نهج قمع الاحتجاجات»، لافتاً إلى أن «إنكار ما يحدث في سوريا هو إنكار لسوريا ووجودها اليوم».

في سياق متصل، اعتبر «المجلس الوطني السوري» ان الخطاب الذي القاه الرئيس السوري، بشار الاسد، يتضمن «تحريضا على العنف» ويبشر بلجوء النظام السوري الى «ممارسات اكثر اجراما».

وقالت العضو في المجلس ،بسمة قضماني، في مؤتمر صحافي، ان الخطاب ينطوي على «تحريض على العنف، وتحريض على الحرب الاهلية، ويتضمن كلاما عن التقسيم الطائفي الذي يؤججه النظام نفسه ويشجع عليه»، مؤكدةً أن «ما يقلقنا اليوم هو ان هذا الخطاب يشير بقدر كاف من الوضوح الى ان النظام يتجاهل تاما المجتمع الدولي … هذا مؤشر الى اننا نتجه نحو ممارسات اكثر اجراما واكثر تهورا من قبل النظام في الايام والاشهر المقبلة».

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، في خطاب ألقاه في جامعة دمشق، أن استعادة الأمن في البلد هي «الأولوية القصوى» للسلطات في الوقت الحالي، متوعداً «بضرب الإرهابيين بيد من حديد».

وقال الأسد إن «الأولوية القصوى الآن هي استعادة الأمن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين والقتلة، ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد»، مؤكداً أنه «لا أعتقد أن عاقلاً يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب الى مستوى آخر من الإجرام، استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات».

ولفت الأسد إلى أنه لا يوجد «أي أمر على أي مستوى» لإطلاق النار على المحتجين الا في حالات «الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين»، كاشفاً عن أنه «بعد أن تنهي لجنة الدستور عملها سيكون هناك استفتاء على الدستور بداية شهر آذار/مارس».

إلى ذلك، رأى الأسد أنه بناءً على تاريخ الاستفتاء، ستجرى انتخابات تشريعية في أيار/مايو أو حزيران/يونيو المقبلين، مشدداً على أن «انتخابات مجلس الشعب مرتبطة بالدستور الجديد، وتعطي الوقت للقوى (السياسية الجديدة) لتؤسس نفسها (…) والجدول الزمني مرتبط بالدستور الجديد».

من جهة أخرى، اكد الرئيس السوري أنه يسعى الى حكومة «موسعة فيها مزيج من السياسيين والتقنيين، وتمثل أطياف المجتمع كله»، مضيفاً إنه «كلما وسعنا المشاركة فى الحكومة كان ذلك افضل بالنسبة إلى الشعور الوطني».

ورداً على مطالب محتجين وعدد من القادة الغربيين بالتنحي، أكد الرئيس السوري «أحكم برغبة الشعب، وإذا تخليت عن السلطة فسيكون برغبة الشعب»، لافتاً إلى أن «النصر قريب جداً».

وتوجه الأسد من سمّاهم أعداء بلاده «خسئتم، لست أنا من يتخلى عن المسؤولية لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية، و أنا لا أسعى الى منصب، ولا أتهرب من المسؤولية، وأنا أستمد قوتي من الدعم الشعبي، وهذه المعركة لم تزدنا إلا صلابة».

أما في ما يتعلق بالجامعة العربية، فقد هاجمها الأسد، مشيراً إلى أنها «بلا سوريا تصبح عروبتها معلقة»، متهماً أطرافاً إقليمية ودولية بالسعي الى زعزعة استقرار سوريا، موضحاً أنه «لم يعد التآمر الخارجي خافياً على أحد، لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً».

وتابع الأسد قائلاً: «الآن انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث (…) وسقطت الأقنعة عن وجوه هذه الأطراف، وبتنا اكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية».

كذلك، رأى الرئيس السوري أن «الهدف كان أن يدفعوا باتجاه الانهيار الداخلي (…) وكان المطلوب ان نصل الى حالة من الخوف، وهذا الخوف يؤدي الى شلل الإرادة»، مؤكداً أنه «لم يعد الخداع ينطلي على أحد (…) الآن انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث».

وفي السياق، وصف الأسد الخارج بأنه «مزيج من العربي والأجنبي»، مضيفاً: « للأسف، العربي اكثر عداءً وسوءاً من الأجنبي»، ومشيراً إلى أن «الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي، ومرآة لحالتنا العربية المزرية»، مؤكداً أن «موضوع إخراج سوريا من الجامعة لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد».

ويأتي خطاب الرئيس السوري بعد يومين على تسليم رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا تقريره الأولي عن الأوضاع هناك إلى اللجنة الوزارية العربية في القاهرة، وبعد عشرة أشهر من بدء التحركات الاحتجاجية في البلاد.

(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)

«المجلس الوطني» يمدّد لغليون وأردوغان يحذّر من حرب أهلية

حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، لم يكن المجلس الوطني السوري قد أعلن رسمياً تجديد انتخاب رئيسه برهان غليون لشهر إضافي. فيما أعلن أن سبب التمديد يتعلق «بإيجاد آلية أفضل للانتخاب»

شهدت العاصمة التركية إسطنبول حدثين بارزين أمس. فمن جهة، أعلن مصدر في «المجلس الوطني السوري» أن أعضاء المجلس المجتمعين في المدينة جددوا انتخاب برهان غليون رئيساً للمجلس، فيما حذّر رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان من نشوب «حرب أهلية وحرب ديانات» في سوريا.

وقال المصدر في «المجلس الوطني»، وهو على اتصال مباشر بمندوبين يحضرون الاجتماع المغلق: «مددت فترة الأشهر الثلاثة التي تولى فيها غليون المنصب، لشهر آخر ريثما يجري التوصل إلى آلية أفضل لانتخاب رئيس المجلس». إلا أن المتحدثة باسم المجلس، بسمة قضماني، رفضت تأكيد القرار، مشيرة إلى أن بياناً سيصدر في ختام الاجتماع.

تجديد انتخاب غليون جاء على وقع تحذير أردوغان الذي أعلن في مؤتمر صحافي أن «تطورات الوضع هناك تدفع في اتجاه حرب أهلية، حرب عنصرية، وحرب ديانات ومجموعات. لا بد لهذا أن يتوقف». وأضاف: «على تركيا أن تؤدي دوراً. إن اندلاع حرب أهلية سيجعلنا في وضع صعب (…) ويضعنا تحت تهديد».

وانضمت تركيا إلى الجامعة العربية والدول الغربية لفرض عقوبات اقتصادية على دمشق. وقد علقت اتفاقات مالية مع سوريا وجمدت أرصدة لمسؤولين سوريين. وأعلن أردوغان أن بلاده باشرت تطبيق هذه العقوبات، مؤكداً أنها ستُشَدَّ بحسب تطور الوضع.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، قد دعا المعارضة السورية إلى مواصلة تحركاتها ضد نظام الرئيس بشار الأسد «بالسبل السلمية»، وذلك خلال لقاء عقده الأحد مع وفد من المجلس الوطني السوري، على ما قال متحدث باسم الخارجية الاثنين.

وقال المصدر، لوكالة «فرانس برس»، إن «المعارضة السورية تطالب بالديموقراطية، وقلنا لهم خلال لقاء أمس (الأحد) إنه ينبغي القيام بذلك بالسبل السلمية»، مشيراً إلى أن برهان غليون رئيس المجلس الوطني كان من بين أعضاء الوفد العشرة الذين شاركوا في الاجتماع. وهو اللقاء الثالث منذ تشرين الأول بين داوود أوغلو والمجلس الوطني السوري، كما أعلن المتحدث الذي أضاف أن المجلس الوطني افتتح مكتباً في إسطنبول. كذلك، يتولى العقيد السوري المنشق رياض الأسعد من تركيا التي لجأ إليها قيادة عمليات عسكرية يشنها «الجيش السوري الحر». لكن الحكومة التركية أعلنت مراراً أنها لا تسمح بشنّ هجمات على سوريا من الأراضي التركية.

إلى ذلك، استكمل المجلس الوطني السوري أمس حملة على فريق عمل المراقبين التابعين للجامعة العربية، وذلك بعد أن قررت الجامعة إبقاء بعثتها هناك. وقالت عضو المجلس ريما فليحان، إن التقرير الأولي للجامعة العربية يتسم بالغموض الشديد ويتيح للنظام المزيد من الوقت. وأضافت أن المعارضة تريد أن تعرف ما ستفعله الجامعة إذا واصل النظام السوري قمعه في وجود المراقبين. وقالت إن الأمر يحتاج في لحظة ما إلى إحالة سوريا على مجلس الأمن.

وقالت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان يحمل عنوان «بعثتهم لم تعد تعنينا»، إن البعثة متهمة بحماية النظام «من أي موقف جاد للمجتمع الدولي». وندد البيان الذي يحمل توقيع زهير سالم، الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، بـ«استرسال الأمانة العربية للجامعة العربية في استرضاء النظام السوري حتى قبل استقبال بعثة المراقبين العرب».

من جهتها، وجهت الهيئة العامة للثورة السورية نداءً إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وإلى الوزراء العرب «نعت» فيه مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا، ودعت إلى إحالة الملف السوري على مجلس الأمن. وقال أحمد الخطيب، عضو الهيئة، إن تقرير الجامعة العربية كان من الممكن أن يكون أكثر إدانة، لكنه على الأقل اعترف بالحاجة إلى نشر المزيد من المراقبين.

(رويترز، أ ف ب)

الأسد: التدخل الخارجي في سوريا ليس فقط أجنبياً بل عربي أكثر عداءً وسوءاً

دمشق- (يو بي اي): اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يمكن فهم التدخل الخارجي في بلاده على أنه فقط أجنبي، بل عربي أكثر عداء وسوءا، وأعلن انه لن يتخلى عن مسؤولياته، وقال ان النصر قريب جدا.

وقال الأسد في خطاب ألقاه الثلاثاء في جامعة دمشق إنه “لم يكن (أمام الأعداء) خيار سوى التدخل الخارجي وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي، مع كل أسف أصبح هذا الخارج هو مزيج من الأجنبي والعربي وأحيانا وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداء وسوءا من الجزء الأجنبي”.

وأضاف “الغرب مهم لكنه لا زال استعماريا ولم يتغير، لذلك توجهنا شرقاً”، معتبرا أن “ما قدم من لنا من دول خاضعة لا يبشر بالخير”، ورأى أن “كل من يساهم في الفوضى الآن في بلاده شريك في الإرهاب”.

خاطب من اسماهم أعداء بلاده “خسئتم لست أنا من يتخلى عن المسؤولية لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية، وأنا لا أسعى الى منصب، ولا أتهرب من المسؤولية، وأنا استمد قوتي من الدعم الشعبي، وهذه المعركة لم تزدنا إلا صلابة”.

وأكد على أن “الانتصار في المعركة قريب جدا”.

وقال “أتحدث إليكم اليوم بعد مضي عشرة أشهر على اندلاع الأحداث المؤسفة التي أصابت الوطن وفرضت ظروفا مستجدة على الساحة السورية.. هذه الظروف التي تمثل لنا جميعا امتحانا جديا في الوطنية لا يمكن النجاح فيه إلا بالعمل الدؤوب وبالنوايا الصادقة المبنية على الإيمان بالله وبأصالة شعبنا وبمعدنه النقي الذي صقلته العصور فجعلته أشد متانة وأكثر إشراقا”.

وأضاف الرئيس الأسد إن “كانت هذه الأحداث كلفتنا حتى اليوم أثمانا ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري، فإنها تفرض على أبناء سورية مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا باحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن بكليته بتوحدنا وتآخينا وسمونا عن الآفاق الضيقة والمصالح الآنية”.

وشدد على أن “التآمر الخارجي لم يعد خافيا على أحد لان ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحا جليا.. لم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك الدماء للمتاجرة بها”.

وقال الرئيس السوري “لم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل.. لقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق، أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية”.

وتابع “الآن سقطت الأقنعة عن وجوه هذه الأطراف وبتنا أكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية التي أوجدوها لدفع السوريين نحو الوهم ومن ثم السقوط.. كان يراد لهذه البيئة الافتراضية أن تؤدي إلى هزيمة نفسية ومعنوية تؤدي لاحقا إلى الهزيمة الحقيقية.. كان المطلوب أن نصل من هذه الهجمة الإعلامية غير المسبوقة إلى حالة من الخوف وهذا الخوف يؤدي إلى شلل الإرادة وشلل الإرادة يؤدي إلى الهزيمة”.

وأضاف الرئيس الأسد “هناك أكثر من 60 محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية.. البعض منها يعمل ضد الداخل السوري والبعض منها يعمل لتشويه صورة سورية في الخارج.. هناك العشرات من مواقع الانترنت والعشرات من الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة.. يعني نحن نتحدث عن المئات من وسائل الإعلام كان الهدف أن يدفعونا باتجاه حالة من الانهيار الذاتي كي يوفروا على أنفسهم الكثير من المعارك.. فشلوا في هذا الموضوع ولكنهم لم ييأسوا”.

وقال “إحدى المحاولات التي تعرفونها هي ما قاموا به معي شخصيا بمقابلتي مع القناة الأميركية وأنا لا أشاهد نفسي على التلفاز نهائيا منذ أن أصبحت رئيسا.. لم أر نفسي لا في مقابلة ولا في خطاب.. لا أشاهد نفسي على التلفاز.. في هذه المرة شاهدت نفسي وعندما شاهدت نفسي كدت أصدق ما أقوله.. أنا قلت الكلام فإذا كانوا قادرين على إقناعي بالكذبة ما هو الوضع بالنسبة للآخرين.. لحسن الحظ كان لدينا نسخة أصلية.. هم تجرؤوا وفعلوا هذا الشيء لأنهم يعتقدون أنه لا توجد نسخة أصلية.. ولو لم تكن لدينا نسخة أصلية نعرضها على المواطنين ونقوم بعملية مقارنة ولو تحدثت في هذا المكان لساعات وأنا أقول لكم أنا لم أقل هذا الكلام لكان من الصعب لأي شخص أن يصدق عملية الفبركة المتقنة التي قاموا بها”.

وأضاف “طبعا هم يهدفون إلى شيء وحيد عندما فشلوا في خلق حالة انهيار على مستوى سورية.. على المستوى الشعبي أو المؤسساتي.. أرادوا أن يصلوا الى رأس الهرم في الدولة لكي يقولوا للمواطنين طبعا.. ليقولوا للغرب من جانب إن هذا الشخص يعيش في قوقعة.. لا يعرف ما الذي يحصل وليقولوا للمواطنين وخاصة الموجودين في الدولة.. إذا كان رأس الهرم يتهرب من المسؤولية ويشعر بالانهيار فمن الطبيعي أن يفرط العقد.. محاولات مستمرة لا تنتهي، مرة الرئيس سافر وهاجر.. وهذا الكلام الذي تعرفونه يعني بما معناه الرئيس يتخلى عن المسؤولية.. هذا ما يحاولون تسويقه.. نقول لهم خسئتم لست أنا من يتخلى عن المسؤوليات”.

وقال الاسد إن “كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا طالما اننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها.. ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر”.

وأضاف “سعينا لتفكيك تلك البيئة الافتراضية، وبادرنا للحديث بشفافية عن تقصير هنا وخلل أو تأخير هناك في بعض المجالات حرصا منا على أهمية الوضع الداخلي في التصدي لأي تدخلات خارجية”.

وتابع “بحثوا في البداية عن الثورة المنشودة فكانت ثورتكم ضدهم وضد مخربيهم وأدواتهم، هب الشعب منذ الأيام الأولى قاطعا الطريق عليهم.. فاستخدموا سلاح الطائفية المقيت بعد أن غطوه برداء الدين الحنيف.. وعندما فقدوا الأمل بتحقيق أهدافهم انتقلوا إلى أعمال التخريب والقتل تحت عناوين وأغطية مختلفة كاستغلال بعض المظاهرات السلمية واستغلال ممارسات خاطئة حصلت من قبل أشخاص في الدولة فشرعوا بعمليات الاغتيال وحاولوا عزل المدن وتقطيع أوصال الوطن وسرقوا ونهبوا ودمروا المنشآت العامة والخاصة وبعد تجريب كل الطرق والوسائل الممكنة في عالم اليوم مع كل الدعم الإعلامي والسياسي الإقليمي والدولي لم يجدوا موطئ قدم لثورتهم المأمولة”.

وأضاف الأسد “هنا أتى دور الخارج بعد أن فشلوا في كل محاولاتهم.. لم يكن هناك خيار سوى التدخل الخارجي وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي، مع كل أسف أصبح هذا الخارج هو مزيج من الأجنبي والعربي وأحيانا وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداء وسوءا من الجزء الأجنبي.. أنا لا أريد التعميم.. الصورة ليست بهذه السوداوية.. الدول العربية ليست واحدة في سياساتها.. هناك دول حاولت خلال هذه المرحلة أن تلعب دورا أخلاقيا موضوعيا تجاه ما يحصل في سورية.. هناك دول بالأساس لا تهتم كثيرا بما يحصل بشكل عام.. يعني تقف على الحياد في معظم القضايا.. وهناك دول تنفذ ما يطلب منها”.

ورأى أن “الغريب أن بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة وعندما نسأل لماذا.. يقال أو يقول أنا معكم ولكن هناك ضغوطا خارجية.. يعني هو إعلان شبه رسمي بفقدان السيادة.. ولا نستغرب أن يأتي يوم تربط الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية.. وعندها يصبح الاستغناء عن السيادة هو أمر سيادي”.

وقال الرئيس السوري “الحقيقة هي ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي ولكن دائما أي انحطاط هو الذي يسبق النهوض عندما ننتقل من الاستقلال الأول وهو تحرير الأول الذي حصل عندما جلا المستعمر عن أراضيها ننتقل الى الاستقلال الثاني وهو استقلال الإرادة وهذا الاستقلال سنصل إليه عندما تأخذ الشعوب العربية زمام المبادرة في الأوطان العربية بشكل عام لأن ما نراه من سياسات رسمية لا يعكس نهائيا ما نراه على الساحات الشعبية في العالم العربي”.

غانتس: إسرائيل تستعد لاستيعاب لاجئين علويين بعد سقوط نظام الأسد

تل أبيب- (يو بي اي): قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس الثلاثاء إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاستيعاب لاجئين سوريين من الطائفة العلوية في هضبة الجولان بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي لهذه الطائفة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غانتس قوله أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست إنه “في اليوم الذي يسقط فيه الأسد فإنه يتوقع أن يمس ذلك بالطائفة العلوية ونحن نستعد لاستيعاب لاجئين علويين في هضبة الجولان”.

وأضاف غانتس أنه يتوقع سقوط النظام السوري خلال الأشهر القريبة، وحذر من أن “ضائقة الأسد” قد تؤدي في الفترة القريبة إلى اندلاع مواجهة عسكرية بين سوريا وإسرائيل.

وتابع أن “الأسد لا يمكنه الاستمرار بالتمسك بمقاليد الحكم ويتوقع أن يتسبب سقوطه بتشقق المحور الراديكالي (إيران وسوريا وحزب الله)، ورغم أن الأحداث ستضع صعوبات أمام الأسد والقيادة السورية للعمل ضدنا في الأمد القصير لكن من الجهة الأخرى ينبغي الأخذ بالحسبان أن القوات السورية موجودة وتجري صيانتها”.

وذكر غانتس تفاصيل الأسلحة التي بحوزة سوريا وقد تستخدمها ضد إسرائيل “وتشمل أسلحة روسية متطورة بينها صاروخ الياخونت و’اس آي 17′ وهي منظومة تضع تحديا أمام التفوق الجوي لسلاح الجو (الإسرائيلي)”.

وتابع غانتس “أنا لست واثقا من أن هضبة الجولان ستبقى هادئة مع استمرار الأحداث (في سوريا) وربما أن الأسد سيعمل ضدنا في أوضاع معينة ويستخدمنا ك’عجل إنقاذ”.

وأضاف أن “الفرار من الجيش السوري مستمر لكن الحديث يدور عن المستويات الدنيا في هذه المرحلة”.

ورأى غانتس أن “الأسد ليس من نوعية (العقيد الليبي المخلوع معمر) القذافي الذي يحارب حتى الطلقة الأخيرة في قنوات المياه الآسنة”.

وتطرق غانتس إلى الجبهة الإسرائيلية مع لبنان وقال إن “التهديد من لبنان على إسرائيل تصاعد في السنوات الأخيرة بجميع المقاييس، والتهديدات تصاعدت خمسة أضعاف عما كانت عليه في الماضي ومن الجائز أن يتم نقل أسلحة إستراتيجية من سورية إلى حزب الله”.

وحول قطاع غزة واحتمال شن إسرائيل حرب جديدة عليه قال غانتس إنه “على خلفية الردع الإسرائيلي الذي يتم الحفاظ عليه، يحظر أن نخطئ حيال الهدوء الحاصل، وهناك توجه (لدى الفصائل الفلسطينية) بمواصلة التسلح وبضمن ذلك العلاقات مع سيناء كحيز تخريبي معادي وسأعمل على إحباط هجمات حتى لو اقترن ذلك بمخاطر الدخول في جولة قتال أخرى”.

السوق السوداء للأسلحة تزدهر في ظل الأحداث السورية

تضاعفت كلفتها وارتفعت أسعارها نظراً للحاجة إليها

لميس فرحات من بيروت

ارتفاع الطلب على الأسلحة في سوريا يزيد من أسعارها

تضاعفت تكلفة الأسلحة، فارتفع سعرها منذ بدء أحداث الثورة السورية في آذار. وعلى الرغم من أن الاحتجاجات الشعبية بدأت بطريقة سلمية، إلا أن النظام السوري اعتمد نهجاً عنيفاً ما اضطر المعارضة إلى اللجوء إلى السلاح من أجل تسريع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

بيروت: ارتفع الطلب على الأسلحة في السوق السوداء في سوريا، وتضاعفت تكلفة البندقية من نوع اي كي 47، فارتفع سعرها من 1200 $ إلى 2100 $، بعد بدء الثورة السورية التي مرت عليها عشرة أشهر ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وتحولت الاحتجاجات إلى حركة عنيفة على نحو متزايد، وفقاً لما يقوله تجار الأسلحة في لبنان.

تأمين إمدادات كافية من الأسلحة والذخيرة أصبح شرطاً أساسياً للثوار السوريين، من ضمنهم الجيش السوري الحر، المؤلف من المنشقين عن الجيش السوري. ويقول نشطاء المعارضة السورية انهم بحاجة ماسة للأسلحة من أجل القتال ضد قوات الأمن وتسريع سقوط نظام الأسد.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ “كريستيان ساينس مونيتور” ان السوق السوداء لتجارة السلاح فى سوريا ازدهرت فى الآونة الأخيرة، فى ظل الوضع الأمني المتدهور فى البلاد منذ شهر آذار (مارس) الماضي.

ونقلت الصحيفة عن أحمد، ناشط سوري فر إلى لبنان قوله: “نحن نطالب بالأسلحة لكن لا أحد يستمع الينا. ومع أن الموارد محدودة، فإننا ننفذ هجمات مؤلمة، فتخيل ما يمكن أن نفعله إذا كان لدينا اسلحة”.

النقص في الأسلحة في سوريا، والأسعار المرتفعة قياسياً في لبنان، وعمليات التهريب على نطاق محدود إلى سوريا، تشير إلى أن المعارضة السورية لم تؤمّن بعد الدعم الخارجي اللوجستي الذي يمكن أن يساعد في ترجيح كفة الميزان ضد نظام الأسد.

ويعمل العالم العربي في الوقت الحالي على الحد من مشاركته في بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة ورصد مدى امتثال سوريا باتفاق الشهر الماضي لإنهاء حملة القمع التي أودت بحياة أكثر من 5000 قتيل، وفقاً للأمم المتحدة.

وفرض المجتمع الدولي عقوبات على نظام الأسد، لكن حتى اللحظة لم يظهر اي رغبة في لعب دور أكثر مباشرة يوم الأحد الماضي، حث وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اثناء التقائه بوفد من المجلس الوطني السوري، وهي الهيئة الرائدة في المعارضة، للحفاظ على “الوسائل السلمية” في المقاومة ضد نظام الأسد.

وارتفعت أسعار الأسلحة في السوق السوداء بشكل مطرد منذ منتصف شهر آذار(مارس) 2011، حين بدأت الانتفاضة، لكن تجار الأسلحة يقولون ان الاسعار ارتفعت بشكل هستيري في الآونة الأخيرة.

يقول أبو رضا، تاجر اسلحة في بيروت إن “هناك طلب كبير في الوقت الراهن لشراء قاذفات صاروخية وقنابل يدوية وذخيرة”.

كان سعر القذيفة الصاروخية (آر بي جي) إلى  $ 900 ، فيما كانت تكلفة القنبلة اليدوية الواحدة نحو 100 دولار. أما اليوم ارتفع سعر قذيفة ار بي جي إلى 2000 دولار واصبح سعر القنبلة 500 دولار.

ويقول أبو رضا: “الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، وكلها تتجه إلى سوريا. السوق قوية جداً بحيث أن الناس العاديين يبيعون بنادقهم لتحقيق ربح سريع.”

يعود جزء من ارتفاع الأسعار إلى صعوبات تهريب أسلحة الى سوريا على نطاق واسع، في حين أن هناك عمليات تهريب كبيرة بين سوريا ولبنان، غير أن النشاط على الحدود السورية الأخرى ليست مرتفعة.

الحدود مع العراق على وجه الخصوص، تمتد عبر 370 ميلاً من الصحراء الصخرية بشكل عام. وتعتبر الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي منحازة عموماً لنظام الأسد. لكن السكان السنة في محافظة الأنبار العراقية المتاخمة لسوريا تربطهم علاقات تاريخية  وروابط قبلية مع السنة في سوريا، ويتعاطفون مع المعارضة السورية.

في حين أنه من غير الواضح ما إذا كانت هناك حركة عكسية من المسلحين والأسلحة التي يجري تهريبها الى سوريا من العراق، إلا أن هناك بالتأكيد رغبة لدى بعض العراقيين السنة لمساعدة إخوانهم عبر الحدود. ونشرت مواقع جهادية من العراق وغيرها العديد من المقالات والتعليقات التي تدعو للكفاح المسلح في سوريا ضد نظام الأسد.

في تشرين الثاني نشر موقع جهادي باسم “جماعة أنصار المجاهدين” تعليقاً للشيخ أبو زهرة الزبيدي، الذي قدم المشورة بشأن الكيفية التي ينبغي أن تنظم المعارضة السورية نضالها ضد نظام الأسد.

وقال: “سلّحوا أنفسكم بالذخيرة الحية، وابدؤوا الجهاد ضد النظام السوري. فالثورة السلمية لا طائل منها”.

أما تركيا، فتعتبر الناقد الأبرز بين الدول المجاورة لسوريا، وتستضيف نحو 7000 لاجئ سوري على أراضيها، إلى جانب منظمة الجيش السوري الحر. ويقول البعض ان هناك بعض عمليات التهريب التي تتم من داخل تركيا إلى سوريا، لكن بكميات محدودة.

في هذا السياق، يقول أحمد: “اعتقدنا أن الأتراك سيساعدوننا، لكن هذا لم يحصل. ولا يوجد تهريب أسلحة من العراق، لكن نتمنى أن يحصل ذلك فنحن بحاجة اليها”.

ويبقى لبنان القناة الرئيسية لتهريب الأسلحة، وفقاً لما ذكرته الـ “ساينس مونيتور”، وتحديداً من منطقة وادي خالد في شمال لبنان، وهي منطقة يسكنها السنة الذين يدعمون الثورة ضد نظام الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية تهريب الاسلحة تتم بشكل فردي، وليس بشكل واسع ومنظم. وأعلنت السلطات السورية الأسبوع الماضي عن ضبط شحنة من الأسلحة على مقربة من الحدود اللبنانية. وشملت الأسلحة مدفع رشاش خفيف، وبنادق وذخيرة وقاذفات آر بي جي.

يقول أحمد إن الجيوش الحرة السورية لديها خطط لتجنيد السكان المدنيين، “لكن لا يمكن البدء بذلك حتى تصبح الأسلحة متاحة بشكل أكبر”. وأضاف “نحن ننتظر للحصول على الدعم من دول أخرى أو أننا سوف نستمر على هذا المنوال في الوقت الحالي ونحاول أن نسرق الاسلحة من النظام”.

في ظل بقاء الأوضاع على ما هي عليه في سوريا واستمرار عمل المراقبين

خلاف بين خصوم الأسد بشأن جدوى التدخل الأجنبي في البلاد

أشرف أبو جلالة

تعثرت الجهود المبذولة من جانب الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية من أجل التعاون مع جبهة معارضة سورية موحدة، والسبب وراء ذلك يعود في الأساس إلى هذا الخلاف الحاصل بين فصيلي معارضة بشأن التدخل الأجنبي للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

الانقسام الذي تعيشه قوى المعارضة السورية يُعَقِّد جهود التواصل الدولي

أشرف أبوجلالة من القاهرة: انهارت في الأسبوع الماضي الجهود التي يتم بذلها منذ أسابيع عدة لتشكيل ائتلاف بين جبهتي المعارضة الأساسيتين في سوريا، وهما المجلس الوطني السوري والهيئة الوطنية للتنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا، بعدما تردد عن موافقة الجبهتين على رفض التدخل الأجنبي.

وتسببت الأنباء، التي أثيرت بخصوص الصفقة، في إحداث ضجة داخل صفوف المجلس الوطني السوري. وهنا، أكدت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية أن حالة الانقسام، التي تعيشها قوى المعارضة السورية، تُعَقِّد جهود التواصل الدولي، وتثير الشكوك بشأن الحكومة في مرحلة ما بعد الأسد.

ثم لفتت إلى أن المجلس الوطني السوري يدعم التدخل الأجنبي، وأن لجنتها التنفيذية وافقت رسمياً في اجتماع عُقِد يوم الثلاثاء الماضي على رفض الاتفاق المزعوم مع الهيئة الوطنية للتنسيق. وقال جورج جبوري نيتو، وهو عضو في المجلس الوطني السوري :”لا نريد أن يُسَجَّل علينا القول إننا ضد التدخل الأجنبي. فنحن نعمل من أجل هذا التدخل، لكننا لا نريد أن نستبدل نظام حكم سيء بمحتل”.

وأضاف نيتو أن الأمر سيترك لمجلس الأمن، كي يقرّ طبيعة التدخل اللازم، بما في ذلك القيام بضربات جوية، وأكد أنهم لن يملوا على المجلس الطريقة التي ينبغي عليه انتهاجه حيال ذلك. في حين أن روسيا والصين، اللتين تمتلكان حق النقض (الفيتو) في المجلس، يعترضان على القيام بعملية عسكرية وفرض عقوبات ضد سوريا.

ويرغب المجلس الوطني السوري، الذي يعتبر مظلة للعديد من جماعات المعارضة، في القيام بعمل دولي من أجل حماية المدنيين. وسبق له أن طالب بفرض “مناطق آمنة” و”مناطق حظر طيران”، من دون إدراج قوات مشاة في تلك الجهود. وهو الأمر الذي أكد على أهميته بعض من أعضاء المجلس من أجل حماية المواطنين المدنيين.

من الجدير ذكره أن القوات السورية قتلت أكثر من 5 آلاف شخص منذ بداية الانتفاضة الشعبية في البلاد في آذار/مارس الماضي، وفقاً لإحصاءات خاصة بالأمم المتحدة. ويرغب المجلس الوطني في الإطاحة بنظام الأسد من دون المساس بمؤسسات الدولة.

أما الهيئة الوطنية للتنسيق فترفض فكرة التدخل الأجنبي، ويتهم مسؤولوها المجلس الوطني بخيانة السوريين، بدعمه التدخل العسكري، الذي من شأنه أن يسفر عن إراقة كبيرة للدماء.

ونقلت الصحيفة هنا عن خلدون الأسود، عضو في اللجنة التنفيذية للهيئة، قوله: “يرغب المجلس في قدوم الشيطان، وتوفير الحماية له من هذا النظام. والاتفاق الذي تم التحدث عنه في الأسبوع الماضي نهائي، وليس مؤقتًا، كما زعم المجلس الوطني”. هذا وتدعي كلتا الجبهتان بأنهما تحظيان بدعم غالبية السوريين.

تابعت الصحيفة حديثها بنقلها عن نجيب غضبان، عضو في المجلس الوطني السوري، قوله: “كثير من قادة الهيئة الوطنية للتنسيق يعيشون في سوريا، ولذلك هم متأثرون بشكل كبير بخطاب النظام، الذي يهتم كثيراً برفض التدخل الأجنبي. فضلاً عن أن النظام مرتاح بنوعية اللغة التي يتحدث من خلالها مسؤولو الهيئة”.

وقد ترك هذا الصدع قوى المعارضة في حالة من الفوضى. وقال حمدي رفاعي، رئيس مجلس الأميركيين السوريين المتحدين “في وقت نرى فيه النظام ينهار، فإننا نرى أيضاً سيناريو الانهيار نفسه مع المعارضة”.

بالاتساق مع ذلك، قال أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية إنه من المهمّ للجماعات السورية أن تعمل سوياً. بيد أن الشقاق والاتهامات المتبادلة ما زالت تقسّم صف قوى المعارضة في البلاد. وما زال مسؤولون من كلا الجبهتين يشكّون في إمكانية التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب.

المعارضة السورية تطالب الجامعة بإعلان الفشل

«الإخوان» يتهمون المراقبين بـ«تغطية جرائم النظام» * أردوغان يحذرمن حرب أهلية و مقتنع برحيل الأسد * مقتل 10 بقصف مدفعي بريف دمشق.. وإطلاق نار باتجاه المراقبين في حمص

جريدة الشرق الاوسط

أنقرة: ثائر عباس بيروت: ليال أبو رحال وكارولين عاكوم

شنت المعارضة السورية امس، هجوما لاذعا على الجامعة العربية، وبعثة المراقبين التي ارسلتها الى سوريا، متهمة اياها بالفشل، في وقت حذرت فيه تركيا من حرب اهلية في سورياودعت الى العمل على ايقافها.

ووجهت الهيئة العامة للثورة السورية نداء إلى الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، «نعت» فيه مبادرة الجامعة لحل الأزمة في سوريا. وقالت «إننا إذ لم نلاحظ انخفاضا في أعداد شهدائنا ولا في مستوى عنف النظام منذ زيارة لجنتكم لسوريا، فإننا ننعى لكم وللعالم أجمع مبادرة الجامعة العربية». وطالبت الهيئة الجامعة بـ«إعلان فشل» المبادرة و«تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن ليأخذ القانون الدولي مجراه في حماية المدنيين». وبدورها قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان يحمل عنوان «بعثتهم لم تعد تعنينا»، إنه «غدا واضحا سعي بعثة المراقبين العرب إلى التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر إرادته». الى ذلك حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من «انزلاق سوريا نحو حرب اهلية». وقال ان «تطورات الوضع هناك تدفع في اتجاه حرب اهلية». وأضاف «على تركيا أن تؤدي دورا», مشيرا الى ان «اندلاع حرب اهلية سيجعلنا في وضع صعب, ويضعنا تحت تهديد». وقال كبير مستشاري أردوغان إبراهيم قالن لـ«الشرق الأوسط» إن كلام أردوغان «ليس انسحابا من الملف السوري أو سعيا لصفقة مع النظام», معتبرا أن الأخير «ما زال على موقفه بضرورة رحيل الرئيس الأسد». ميدانيا، لقي نحو 10 سوريين حتفهم أمس برصاص قوات الأمن وقصف مدفعي معظمهم في ريف دمشق. كما وقع إطلاق نار من حاجز أمني استهدف متظاهرين بالقرب من بعثة المراقبين العرب في حمص دون ذكر إصابات.

قيادي في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: شبيحة النظام يبيعوننا أسلحتهم بأسعار مرتفعة

قال: أغلب المساعدات من المواطنين العاديين.. وأعداد من الدروز انشقوا عن النظام.. ووصلتنا إشارات من علويين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بينما تدور تساؤلات عن مصادر تسليح «الجيش السوري الحر»، المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يضم جنودا وضباطا انشقوا عن النظام بعد اندلاع الثورة السورية منتصف مارس (آذار) الماضي، أكد ضابط قيادي رفيع في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن إمكانات الجيش المادية ضعيفة جدا وتأتي في معظمها من مواطنين سوريين في غياب أي دعم خارجي سياسي أو مادي. وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه: «لو كانت إمكاناتنا كبيرة كان الوضع على الأرض قد اختلف كثيرا، وكنا أسقطنا النظام».

وفي حين لفت القيادي إلى أن الأسلحة الموجودة لديهم خفيفة، أي من نوع «آر بي جي» و«كلاشنيكوف»، قال: «نحصل على هذه الأسلحة عن طريق المنشقين الذين يهربونها معهم أو تلك التي نحصل عليها إثر الغارات التي ينفذونها ضدنا ونشتري قسما كبيرا من أسلحتنا من شبيحة النظام، لا سيما من ضباط كتائب الأسد، وعدد منهم ينتمون إلى الطائفة العلوية الذين يعارضون النظام ولكنهم لا يجرؤون على إعلان ذلك»، لافتا إلى أن عملية بيع هذه الأسلحة تخضع لما يمكن تسميته بـ«السوق السوداء». وأضاف: «يقومون باستغلالنا وبيعنا أسلحتهم بأسعار مرتفعة جدا؛ إذ نشتري الـ«آر بي جي» الواحد بـ500 دولار أميركي والـ«كلاشنيكوف» بألفي دولار أميركي، لافتا إلى أن المساعدات المادية لا تأتي إليهم من رجال الأعمال والمغتربين السوريين الذين في معظمهم من مؤيدي الثورة السورية ولا يزالون مؤيدين للنظام السوري ولبشار الأسد، بل من المواطنين العاديين.

من جهة أخرى، يؤكد القيادي أن الحديث عن وجود مئات المنشقين من الجيش السوري في شمال لبنان مبالغ فيه، ويقول: «الوضع في لبنان حساس جدا، هناك عدد محدود من هؤلاء العناصر الذين هربوا إلى شمال لبنان ولا يقومون بأي أعمال عسكرية لأنهم يتعرضون إلى ضغوط كبيرة تمنعهم من التحرك، حتى إنهم يقيمون هناك بصفة عمال خوفا من أن يتم القبض عليهم».

وفي حين لم ينفِ أن معظم المنشقين من الضباط والعناصر ينتمون إلى المذهب السني، أشار إلى أن هناك عددا منهم من الطائفة الدرزية، إضافة إلى إشارات واضحة يتلقاها «الجيش الحر» من ضباط من الطائفة العلوية سيعلنون انشقاقهم في وقت قريب. وقال: «قد نفتح باب التطوع قريبا، لا سيما أن هناك عددا كبيرا من العائلات السورية التي تمتنع عن إرسال أبنائها إلى الجيش للخدمة العسكرية في ظل الوضع الحالي ويطلبون منا السماح لهم الانخراط بـ(الجيش الحر)». وأكد: «لا نزال نحرص ونعمل للوصول إلى سوريا حرة وديمقراطية مدنية؛ لذا رفضنا، ولا نزال نرفض، العمل مع تنظيمات عدة قال عناصرها إنهم مستعدون للجهاد في سوريا».

وعن الدعم التركي الذي يحصل عليه «الجيش السوري الحر»، يرى القيادي أن «موقف تركيا، حتى الآن، لا يزال غير واضح، الأمر الذي سينعكس سلبا علينا بشكل خاص وعلى الثورة السورية بشكل عام». ويضيف: «عمدنا في مرحلة سابقة إلى فتح حساب لتلقي المساعدات المادية، فإذا بنا نفاجأ بعد أيام قليلة بإقفاله ومنعنا من الاستمرار بتلقي الدعم المادي بهذه الطريقة». كذلك اعتبر أن أداء المجلس الوطني السوري مخزٍ وضعيف ورؤيته غير واضحة، وقال: «يفتقد استراتيجية واضحة، ومواقفه ضعيفة لا ترقى إلى حد المسؤولية التي أوكلت إليه، الأمر الذي ينعكس سلبا على الشارع السوري وعلى شباب الثورة الذين بدأوا يفقدون صبرهم تجاه هذا المجلس ومواقفه».

الحواجز الأمنية تقطع أوصال المدن السورية لتسهيل سيطرة النظام عليها

بدأت بأطراف المدن وتسللت إلى الداخل.. وجدران الأكياس الرملية ارتفعت حول المقرات الأمنية بدمشق

جريدة الشرق الاوسط

عندما تسلم الرئيس السوري بشار الأسد السلطة في سوريا، خلفا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 2000، كانت أول مظاهر التغيير التي أريد لها أن تكون معبرة عن مشروع الإصلاح والتحديث، الذي وعد به قبل سنوات قليلة من وصوله إلى السلطة، هو «تخفيف المظاهر الأمنية في شوارع دمشق العاصمة».

يقول عادل، وهو أحد الناشطين السوريين، في نقاش دار ضمن مجموعة سورية على موقع «فيس بوك»، إنه حين قرر النظام رفع الحواجز «نقل مراسلو وسائل الإعلام الخارجية تلك الخطوة كواحد من الأحداث المهمة، باعتبارها خطوة تتجاوز الشكل لتكون رسالة تطمئن المجتمع الدولي، الذي طوب توريث السلطة في الجمهورية السورية».

ورأى عادل أن رسالة النظام آنذاك أرادت القول إن الأسد الابن «بدأ بالحد من تغول السلطة الأمنية في الشارع السوري، كأول خطوة على طريق الإصلاح والتحديث، عبر إزالة الحواجز والمتاريس من الشوارع التي تحتلها المقرات الأمنية والعسكرية، وجعلها تتراجع عدة أمتار مفسحة المجال للمارة».

لكن آخر رد على عادل بالقول إنه «بعد عقود من حكم الأب لسوريا بقبضة من حديد، والاطمئنان لفكرة أن الشعب السوري نام ولن يستيقظ أبدا، لم يعد هناك حاجة لتلك الوسائل في بلد غير مهدد من الخارج بشكل جدي».

إلا أن لمى اختلفت معه حول نقطة التهديد الخارجي، مشيرة إلى «الضغط السياسي الهائل التي تعرض لها النظام بعد احتلال العراق، ومن ثم تأزم الوضع في لبنان على خلفية اغتيال الرئيس رفيق الحريري»، إلا أن عادل عاد للتأكيد أنه «وعلى الرغم من كل الضغوطات السياسية الهائلة التي تعرض لها النظام، فإن المظاهر الأمنية التي أزيلت عام 2000 لم تعد»، مشيرا إلى «أحداث اغتيال المسؤول في حزب الله عماد مغنية والمسؤول الأمني الرفيع محمد سليمان، وأيضا أكثر من تفجير في العاصمة أنها كلها لم تعيد المظاهر الأمنية» ما يؤكد بحسب وجهة نظره أن الحواجز والمظاهر الأمنية في سوريا وطيلة حكم آل الأسد كانت موجهة للداخل وليس الخارج»، مستعينا على تثبيت صحة رأيه بالإشارة إلى أن «خروج المظاهرات الشعبية المناهضة للنظام هي التي أعادت تلك المظاهر الأمنية وعلى نحو مضاعف، بعد تقسيم المدن والمناطق السورية المنتفضة إلى مربعات تقطع أوصالها وتعزلها حين الحاجة، بواسطة الحواجز».

في حمص، بات الحديث عن الحواجز الأمنية جزءا من الحديث اليومي، الذي لم تستثنِه النكتة، ويقال إن «حمصيا سأل آخر على الهاتف: كم تبقى لك من الوقت كي تصل؟ فرد عليه: باقي عشر حواجز وأصل». أما تحذيرات الناشطين عبر «فيس بوك»، فأغلبها حول الحواجز التي باتت توصف بأوصاف تشير إلى شدة تعاملها مع الأهالي، فيتم التحذير من حاجز بعينه لأنه «حاجز حقير بالقرب منه يوجد قناص»، أو أنهم «الجنود هناك يطلقون النار بشكل عشوائي» أو (وهو الأهم) أنه «عند حاجز معين يوجد قوات من الأمن تقوم بحملة اعتقالات وفق قوائم محددة».

والحواجز منها الثابت ومنها الطيار (المتحرك)، عسكرية وأمنية، فيها قوات مشتركة من الأجهزة الأمنية والجيش، وبدأت في درعا منذ أبريل (نيسان) الماضي، واتسعت لتشمل مختلف أنحاء البلاد، حتى وصلت إلى قلب العاصمة دمشق.

ويقول ناشط في حمص إن «الأهالي في بعض الأحياء كانوا يميزون في تعاملهم بين جنود الجيش النظامي ورجال الأجهزة الأمنية، فكانوا يعطفون على الجنود ويقيمون معهم علاقات ودية إلا أنه عندما كان يتم التنبه من قبل الجهات الأمنية إلى ذلك يتم إبعاد الجنود ودس عناصر أمن بلباس عسكري عند الحاجز، لمنع نشوء أي علاقات ودية مع السكان».

في الأشهر الأولى للأحداث في سوريا كانت الحواجز تقتصر على مداخل المدن والبلدات، حيث يتم التفتيش والاطلاع على هويات العابرين بغية التضييق على السكان المنتفضين واعتقال المطلوبين، ومنع توافد المتظاهرين من مناطق أخرى لمساندة متظاهرين في منطقة أخرى، ومع اشتداد الاحتجاجات، تسللت تلك الحواجز إلى الداخل، وباتت على مداخل الأحياء تمنع التواصل بينها، وتتولى مهمة إطلاق النار لتفريق المظاهرات التي تنطلق داخل الأحياء. وفي مناطق يقوم المتظاهرون بتأمين حماية للمتظاهرين عبر وضع مراقبين يشغلون قوات الأمن ويؤخرون وصولهم إلى مكان المظاهرة، بحسب ما يؤكده كلام ناشطون في دمشق. وتقول إحدى الناشطات إن الحواجز وضعت «في كل المناطق التي كانت تشهد مظاهرات قبل أن تصل إلى العاصمة دمشق، حيث لا تزال المظاهرات الكبيرة تخرج في أحيائها الكبيرة المتطرفة، كالميدان والحجر الأسود والقدم ونهر عيشة وعسالي وبرزة وركن الدين، وكل تلك الأحياء تم عزلها بحواجز يتم تعزيزها أو تخفيفها بحسب شدة الأحداث، أما قلب العاصمة، فاقتصر على مظاهرات شبابية طيارة تخرج بشكل مفاجئ، ولم يتم وضع حواجز داخل المدينة كتلك التي نصبت في المدن الأخرى، لكن تم تعزيز الحماية وارتفعت جدران الأكياس الرملية حول المقرات الأمنية والعسكرية داخل المدينة، مع انتشار للعناصر المسلحة حولها وبشكل مكثف، وتأثرت حركة السير في الشوارع التي باتت تضيق على السيارات والمارة وذلك نتيجة تواجد تلك المقرات داخل الأحياء السكنية والوسط التجاري»، مع الإشارة إلى أن ذلك تزايد على نحو «مضاعف بعد الهجوم الذي شنه جنود منشقون في الجيش الحر منذ نحو شهرين على مقر المخابرات الجوية، عند مدخل دمشق الجنوبي من جهة مدينة حرستا، ومن ثم الهجوم على مقر حزب البعث في حي المزرعة وسط العاصمة».

وتقول الناشطة «بعد التفجير الذي حصل في مقر الإدارة العامة للمخابرات في حي كفرسوسة في 23/ 11/ 2011، تم نصب حواجز تمنع السير في الطرق المارة من أمام غالبية المقرات الأمنية، وبدأ سكان المدينة يعتادون تلك المظاهر المسلحة وسط الأحياء، ويجهدون في البحث عن طرق فرعية غالبا تكون طويلة للوصول إلى منازلهم».

رامي، الناشط في بلدة جوبر، تحدث عن الحواجز التي نصبت حول مقر المخابرات الجوية في حي العباسيين، الذي يحتل موقعه بجوار ملعب العباسيين الرياضي، ويقول: «في بداية الأحداث، وعندما قرر المتظاهرون الزحف من ريف دمشق إلى ساحة العباسيين، حيث الملعب، تم نصب حواجز في كل الطرق الواصلة بين جوبر والعباسيين تمنع الوصول إلى الساحة، وعلى بعد كيلومترات، ومنذ ذلك الوقت لا تزال هناك حواجز تحد حركة السير، كما تحول ملعب العباسيين إلى معقل لعناصر الأمن الذين يتولون مهمة قمع المظاهرات في جوبر وزملكا وحمورية وعربين وحرستا ودوما في ريف دمشق، ومؤخرا جرى قطع كل الطريق المار من أمام باب مقر الأمن، مما جعل الدخول إلى الأحياء المحيطة بالملعب عسيرا على السيارات».

محمد مصري يسخر في صفحته على موقع «فيس بوك» من قطع الطرق والحواجز في دمشق، ويرى فيها فوائد للثورة، فيكتب: «البحث في متاهة الطرق الفرعية عن منفذ أو مكان الركن السيارة رياضة ذهنية تتطلب الكثير من التفكير ما يجعل الذهن متأهبا، وأيضا الغضب والشعور بالضيق، والخطر من الرشاشات المنصوبة على بعض الحواجز طريقة جيدة تضمن أسباب استمرار التظاهر لمناهضة النظام».

رشا التي تقطن وسط دمشق قريبا من ساحة السبع بحرات، التي تخرج فيها المسيرات المؤيدة، لفتت عبر «سكايب» إلى أن «إيقاع الحركة في مدينة دمشق تغير في الشهرين الأخيرين، وتحولت من مدينة لا تنام، وبالأخص في الأحياء الشعبية والأسواق والوسط التجاري، إلى مدينة تسكن الحركة فيها بعد العاشرة ليلا»، مشيرة إلى أن الصعوبة ليست في الحواجز الثابتة التي تحيط بالمقرات الأمنية، وإنما في المسيرات المؤيدة التي يتم التحضير لتكون حاشدة، ويتم قطع الطرق الواصلة إلى أماكن تجمعها، وبالأخص ساحة السبع بحرات، ومع كل مسيرة تشل حركة وسط المدينة وفي وقت الظهيرة أي وقت الذروة أما «في الليل فعلى سكان تلك الأحياء المحيطة بالساحة أن يتحملوا بصمت ضجيج تجريب أجهزة الموسيقى التي ستصدح بالأغاني الوطنية في اليوم التالي».

ومع كل مسيرة تقول رشا: «يبدأ البعض بتبليغ الأصدقاء؛ سواء عبر الإنترنت أو الهاتف بأن مسيرة ما متوقعة في ذلك المكان كي لا يتورط في عبور الشوارع المحيطة وإضاعة الوقت في الازدحام» وتؤكد رشا على أن «ثمة خرائط تتوالد يوميا لطرق فرعية يضعها السوريون لتحديد خط سيرهم المتعثر».

مقتل نحو 10 سوريين معظمهم بقصف مدفعي بريف دمشق

إطلاق نار على متظاهرين قرب المراقبين في حمص

جريدة الشرق الاوسط

لقي نحو 10 سوريين حتفهم أمس برصاص قوات الأمن وقصف مدفعي معظمهم في ريف دمشق. كما وقع إطلاق نار من حاجز أمني استهدف متظاهرين بالقرب من بعثة المراقبين العرب في حمص دون إصابات تذكر. وقتل 3 مدنيين برصاص قوات الأمن السورية، واحد في حماه (وسط) وواحد قرب دمشق وامرأة في إدلب في شمال غربي البلاد، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد أيضا إن الدبابات «لا تزال تنتشر في ريف حماه الشمالي على الحواجز بين الحواش وقرية قسطون التي يتواجد فيها 12 دبابة وناقلة جند مدرعة والمطلوب من لجنة المراقبين العرب التوجه إلى المنطقة فورا من أجل تسجيل هذا الانتهاك لبروتوكول الجامعة العربية».

وجاء ذلك بينما نقلت وكالة الأسوشييتد برس عن المرصد السوري أن القوات السورية أطلقت النار على متظاهرين بينما كان المراقبون العرب يتجولون في حي الخالدية في مدينة حمص المضطربة. وأكد الناشط ماجد عمر في الخالدية حادثة إطلاق النار وأضاف أن عدة أشخاص أصيبوا جراءه. وأوضح ناشطون آخرون أن إطلاقا للنيران اندلع قرب سيارة كانت تقل مراقبين عربا وتبتعد بهم عن مظاهرة مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد كانوا قد حضروها في حمص أمس لكن لم يصب أحد. وأضافوا أن إطلاق النار جاء من نقطة أمنية. وأظهرت لقطات فيديو نشرت بموقع «يوتيوب» على الإنترنت حشدا يتبع سيارة سوداء. وحين سمع إطلاق النار توقفت السيارة وفر المحتجون. وحينئذ تحركت السيارة مجددا ببطء وتوقف إطلاق النار. وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية في حمص إن 5 بيوت هدمت فوق رؤوس أصحابها ولا أحد يعلم عدد الضحايا ووضعهم هناك في هجوم لقوات الجيش على الحي دون أن تتوفر أي معلومات إضافية حول صحة هذه المعلومات. وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن 6 أشخاص سقطوا على الأقل في قصف مدفعي على بلدة مضايا أسفر عن هدم عدة منازل، وبث ناشطون مقاطع فيديو على الـ«يوتيوب» تظهر أصوات قصف مدفعي في منطقة وادي بردى وعلى مدينة الزبداني المجاورة لبلدة مضايا، حيث تم اقتحام الزبداني ومضايا يوم أول من أمس وقالت مصادر محلية إنه تم نصب مدافع هاون على المرتفعات المحيطة بالمنطقة، وتم قصفها أمس وليل أول من أمس.

أردوغان يحذر من حرب أهلية في سوريا وطائفية في العراق.. وداود أوغلو يحث المعارضة على التوحد

مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»: الأسعد لاجئ سياسي.. و«الجيش الحر» لا يعمل من أراضينا

جريدة الشرق الاوسط

أنقرة: ثائر عباس

حذرت تركيا من «انزلاق سوريا نحو حرب مذهبية وطائفية»، متهمة النظام السوري بـ«جر البلاد إلى فتنة لا يعرف أحد مداها»، كما قالت مصادر قريبة من رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان لـ«الشرق الأوسط» تعقيبا على كلام الأخير عن الخشية من اندلاع حرب أهلية في سوريا، بالتزامن مع دعوة لافتة من وزير خارجيته للمعارضة السورية لاعتماد «السبل السلمية» في الضغط على النظام خلال لقاء جمعه مع وفد من المكتب التنفيذي برئاسة برهان غليون في إسطنبول مساء الأحد الماضي.

وقالت المصادر إن تركيا ترى في ما يحدث في سوريا «تهديدا حقيقيا لأمن المنطقة»، مشيرة إلى أن النظام يستدرج المعارضة إلى الساحة التي يحب، وهي عسكرة الثورة تسهيلا للقضاء عليها، وهو ما يجب أن يتبصر فيه المعارضون.

وفي الإطار نفسه قال مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة لم تدعم يوما «عسكرة الثورة» رغم اقتناعها بصوابية المطالب الشعبية السورية وضرورة تلبيتها، مشيرا إلى أن التحذير من «الحرب الأهلية» هو انعكاس طبيعي لما تراه تركيا من مخاطر محدقة بالمنطقة. ونفى المصدر بشدة أن تكون تركيا دفعت باتجاه عسكرة الأزمة من خلال دعم «الجيش السوري الحر»، أو أن يكون هذا الجيش يتخذ من الأراضي التركية مركزا لانطلاق عملياته ضد الجيش السوري. وشدد المصدر على أن الأسعد «لاجئ سياسي» ولا يقوم بأي نشاط عسكري، لا هو ولا رفاقه الذين تستضيفهم تركيا في معسكرات غير مسلحة، مشددا على أن لا مكان في تركيا لغير السلاح الرسمي.

وكان أردوغان حذر أمس من نشوب «حرب أهلية» في سوريا. وقال إن «تطورات الوضع هناك تدفع في اتجاه حرب أهلية». وأضاف: «على تركيا أن تؤدي دورا لأن اندلاع حرب أهلية سيجعلنا في وضع صعب (…) ويضعنا تحت تهديد». وقال كبير مستشاري أردوغان إبراهيم قالن لـ«الشرق الأوسط» إن كلام أردوغان «ليس انسحابا من الملف السوري أو سعيا لصفقة مع النظام»، معتبرا أن الأخير ما زال على موقفه بضرورة رحيل «نظام قتل من شعبه قرابة 7 آلاف حتى الآن»، موضحا أن تصريحاته عن «التوتر الطائفي والعرقي» كان المقصود به ما يحدث في العراق.

ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المعارضة السورية إلى مواصلة تحركاتها «بالسبل السلمية» خلال لقاء عقده مع وفد من المجلس الوطني السوري. وقال متحدث باسم الخارجية إن «المعارضة السورية تطالب بالديمقراطية، وقلنا لهم خلال لقاء (أول من) أمس (الأحد) إنه ينبغي القيام بذلك بالسبل السلمية».

وأكد المجلس الوطني من جهته على أهمية التحرك الإقليمي والدولي للوقوف في وجه النظام السوري في ظل رفضه التعامل مع المبادرات العربية والإقليمية واستمراره في عمليات القتل التي أدت حتى الآن إلى استشهاد ما يقرب من ستة آلاف وخمسمائة سوري. ونقل بيان للمجلس الوطني عن داود أوغلو تأكيده وقوف تركيا إلى جانب الشعب السوري ودعم مطالبه العادلة في نيل حريته وكرامته، ودعم جهود المعارضة السورية التي تسعى لتأسيس نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويكفل الحريات باعتماد النضال السلمي وسيلة للتغيير. وشدد الوزير التركي خلال اللقاء على أهمية محافظة المعارضة السورية على وحدتها، وضرورة اعتمادها أساليب سلمية في عملية التغيير.

إلى ذلك أكد رئيس حزب السعادة التركي مصطفي كمالاك أن وفد الحزب خلال زيارته إلى دمشق، والتي استغرقت ثلاثة أيام، زار الرئيس السوري بشار الأسد وعددا من القيادات السياسية والدينية السورية، وأنه لم يفعل ذلك تضامنا مع النظام، بل لـ«تحذير الرئيس السوري بشار الأسد وليس لتقديم الدعم له». وقال: «ذهبنا إلى سوريا بأنفسنا لا بدعوة من الرئيس السوري»، مشددا على أن غايتهم «تتلخص في الحيلولة دون تدخل الدول الغربية في شؤون الدول الإسلامية»، وأضاف: «ذهبنا إلى دمشق لأداء واجبنا الإنساني المتمثل بتحذير نظام الأسد من عاقبة ما يفعله (…) هدفنا الأساسي أن يعم السلام منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.. إذ سبق لنا أن زرنا العراق قبل أعوام للسعي لوقف نزيف الدم هناك، ونتمنى أن لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق من مذابح وانقسامات». وتابع: «قلنا للأسد إن التدخل الأجنبي لن يكون فقط في صورة عسكرية، بل بصورة سياسية في الوقت ذاته، وأكدنا ضرورة فتح الطريق أمام المعارضة السورية ليكون لها مكان يعبر عن أفكارها في البرلمان السوري».

وأوضح الرئيس العام لحزب السعادة أن الأسد طلب منهم «نقل الأوضاع والحقائق في سوريا على حقيقتها للإخوة الأتراك»، معاتبا الحكومة التركية بقوله: «كنا ننتظر المساعدات الأولية في مسيرة التحول الديمقراطي.. أن تأتي من تركيا في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها سوريا قبل أن تأتي من الصين وروسيا».

وفي إسطنبول، قرر المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري تمديد ولاية رئيسه الحالي، برهان غليون، لمدة شهر إضافي قابل للتجديد. وعن سبب تأجيل انتخاب رئيس جديد، قال هيثم المالح، عضو المكتب التنفيذي لـ«المجلس الوطني السوري» لـ«الشرق الأوسط»: «هناك عوامل عدة أسهمت في تأجيل الانتخابات والتمديد للرئيس الحالي، على أن يتمّ بعد ذلك اختيار رئيس جديد أو التمديد لغليون».

المعارضة السورية توجه انتقادات حادة لبعثة المراقبين وتوصيات الجامعة العربية

المجلس الوطني: خيبة أمل كبرى * «الإخوان»: البعثة لم تعد تعنينا * الهيئة العامة للثورة السورية تنعى المبادرة العربية

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: ليال أبو رحال

وجهت معظم أطراف المعارضة السورية انتقادات حادة إلى عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا ورئيسها الفريق السوداني محمد الدابي، واتهمت بعثة المراقبين بـ«التغطية على جرائم النظام السوري». وجاءت هذه الانتقادات غداة قرار اللجنة الوزارية العربية مواصلة مهمة المراقبين وطلب تقديم الدعم لها وإعطائها الوقت الكافي لإنجاز مهامها، بعد الاستماع إلى تقرير الدابي الذي وجه انتقادات إلى النظام والمعارضة على حد سواء.

وجاء في تقرير الدابي أن مراقبي البعثة «تجولوا في معظم المناطق السورية، وأن هناك مضايقات تعرضوا لها من قبل الحكومة السورية ومن قبل المعارضة، وأن كل طرف يريد أن يقنع البعثة بأنه على حق، وأن هناك انتهاكات من الطرف الآخر». إلا أن التقرير أشار أيضا إلى أن «هناك صورا لآليات عسكرية على أطراف المدن، والمظاهرات يطلق فيها الرصاص، إضافة إلى صور لقتلى وانتهاكات مستمرة في مجال حقوق الإنسان».

وكانت جماعة الإخوان المسلمين أول من انبرى لانتقاد المراقبين، معلنة براءتها منها، وقالت في بيان حمل عنوان «بعثتهم لم تعد تعنينا»، إنه «غدا واضحا سعي بعثة المراقبين العرب إلى التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر إرادته»، متهمة البعثة بـ«حماية هذا النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي».

وندد البيان، الذي يحمل توقيع زهير سالم، الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين بـ«استرسال الأمانة العربية للجامعة العربية في استرضاء النظام السوري، حتى قبل استقبال بعثة المراقبين العرب»، مذكرا بـ«شرط وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي جاهر به في مؤتمر صحافي تحت سمع الجامعة العربية وبصرها (قائلا) إن توقيعنا على البروتوكول لا يعني قبولنا بالمبادرة العربية»، وتابع أنه بعد ذلك «لم يعد غريبا ولا مفاجئا أن تخرج علينا بعثة المراقبين العرب بتقريرها الذي خلا من أي إشارة إلى مسؤولية النظام عن قتل آلاف السوريين، بمن فيهم مئات الأطفال، وبما في ذلك مسؤولية ذلك النظام عن عجز أولياء الأمور عن دفن جثث قتلاهم».كما اتهم بعثة المراقبين العرب بأنها «تساوي بين الضحية والجلاد، وتوازي بين آلة القتل الرسمية بيد الوحدات العسكرية النظامية وغير النظامية بدباباتها ومدفعيتها وصواريخها، وبين عمليات فردية للدفاع عن النفس، أقرتها قوانين الأرض وشرائع السماء».

وتابع البيان: «إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، نؤكد للرأي العام الوطني، وللجامعة العربية، وفي ضوء تقرير بعثتها المنحاز للنظام القاتل المستبد: أن أمر بعثتكم هذه لم يعد يعنينا».

وبدوره، أعرب عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» عن «خيبة أمل كبرى لدى المجلس وعموم السوريين من تقرير بعثة المراقبين، الذي كنا نتمناه أكثر وضوحا وتحديدا»، مبديا «الأسف لأننا نشعر بألا حيادية في مضمونه لناحية توصيف الجرائم التي يرتكبها النظام السوري، كما هو مطلوب». وقال: «كنا نعول على الجامعة العربية من خلال مشاهدات بعثتها وعملها أن تثبت جرائم النظام، وتحيلها إلى مجلس الأمن الدولي، لأنها تكلف الشعب السوري مئات الشهداء يوميا»، مشددا على أن «النظام السوري لا يحسب حسابا إلا لمجلس الأمن، باعتبار أن هذا الأخير يملك آليات تردعه عن ارتكاب مزيد من جرائم القتل».

وأوضح نشار «أننا مصرون على إحالة الملف إلى مجلس الأمن، لكننا مضطرون أن يتم ذلك من خلال ممر إجباري هو جامعة الدول العربية»، متوجها إلى من يرفض إحالة الملف إلى مجلس الأمن بالقول: «على من يرفض أن يوضح لنا ما هو البديل، فهل وجود المراقبين العرب أوقف القتل وأطلق سراح آلاف المعتقلين وسمح لوسائل الإعلام العربية والعالمية بالدخول من أجل تغطية الوقائع على الأرض؟ وهل تم سحب الآليات العسكرية من المدن السورية؟».

من جهتها، وجهت الهيئة العامة للثورة السورية نداء إلى الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، وإلى الوزراء العرب «نعت» فيه مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا ودعت إلى إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن. وجاء في هذا النداء: «إننا في الهيئة العامة للثورة السورية إذ لم نلاحظ انخفاضا في أعداد شهدائنا ولا في مستوى عنف النظام منذ زيارة لجنتكم لسوريا، فإننا ننعى لكم وللعالم أجمع مبادرة الجامعة العربية، بعدما عجزت لجنتها عن وضع الأمور في نصابها وتسميتها بمسمياتها الحقيقية».

وأضاف النداء: «نذكركم بأن أي مبادرة تدعو للحوار مع نظام الإجرام والإرهاب القابع على صدور الشعب السوري والموغل في دمائه، ولا تتضمن الاعتراف الصريح بعدم شرعيته وسقوطه، هي مبادرة لا تحقق مطالب الشعب السوري ولا تنصفه».

وطالبت الهيئة العامة أخيرا الجامعة العربية بـ«إعلان فشل» المبادرة العربية و«تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن ليأخذ القانون الدولي مجراه في حماية المدنيين».

ومن جانبه، اعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في تصريح لوكالة الحصافة الفرنسية، أن «وجود المراقبين بالشكل والطريقة الموجودين بها حاليا هو خدمة للنظام السوري».

وكان المراقبون بدأوا مهمتهم في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي في دمشق بينما وصل آخر وفود المراقبين السبت مقبلا من الأردن لمراقبة تطبيق الخطة العربية للخروج من الأزمة التي تنص على وقف العنف.

غير أن هيئة التنسيق الوطنية السورية حملت على منتقدي عمل بعثة المراقبين ومطالبتهم بإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن الحل الوحيد هو في «زيادة عدد المراقبين وتدريبهم».

وقال رئيس «هيئة التنسيق الوطنية» الدكتور هيثم مناع لـ«الشرق الأوسط»: «هل يعتقدون بصراحة أن إحالة الملف إلى مجلس الأمن سيوقف القتل مباشرة، فمجرد الاتفاق على تشكيل أي بعثة دولية يحتاج إلى شهر على الأقل، ما يعني مزيدا من الفراغ وترك المواطن السوري بلا غطاء».

ورأى أن «المشكلة هي في أن من يعارض عملها (بعثة المراقبين العرب) يهاجمها ويطالب بسحبها، عوضا أن يقدم اقتراحات ويبرز نقاط ضعفها التكوينية والتنظيمية»، وسأل: «ما الحل لديهم؟ وهل يظنون أن مجلس الأمن في (جيب أبيهم)؟»، مشددا على أن «الحل هو بالمطالبة بزيادة عدد المراقبين العرب».

وأوضح مناع أنه ووفد من هيئة التنسيق زار تونس وطالب الإخوة المصريين وسيطالب المغاربة بتقديم ما لديهم من أجل زيادة عدد بعثة المراقبين، «في موازاة توجهنا لمطالبة السلطات القريبة من سوريا بالضغط عليها للقبول بزيادة عدد المراقبين».

واعتبر مناع أن «مشكلة بعض الحركات السورية المعارضة أن لا تجربة وتراث لديها في مجال حقوق الإنسان، وهو ما ندفع ثمنه اليوم»، وقال: «التقينا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأعلمناه بنتائج الجولة التي قمنا بها أوروبيا وعربيا، وبأننا سنبذل ما نستطيع من أجل تحسين أداء بعثة المراقبين، لأن مغادرتها في هذه الظروف ستترك فراغا كبيرا».

باريس: الأيام الـ10 المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لسوريا

قالت إنها تنتظر قرار الجامعة العربية النهائي

جريدة الشرق الاوسط

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس غداة اجتماع للجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري، أن فرنسا لا تزال تدعم مهمة المراقبين العرب في سوريا وتدعو إلى تعزيزها «بشكل كبير».

وقال معاون المتحدث باسم الوزارة رومان نادال خلال مؤتمر صحافي «بشأن شروط تطبيق مهمة المراقبين ومصداقيتها لا تزال فرنسا تدعم مبادرة الجامعة العربية».

ولم يجب المتحدث عن سؤال حول ما إذا كانت فرنسا تعتبر أن مهمة المراقبين قد «توضحت»، كما طلب الأسبوع الماضي وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه.

وأضاف نادال «من الواضح أن هذه المهمة يجب أن تعزز بشكل كبير في عديدها وقدرتها على إجراء تقييم كامل وفي أي مكان لحقيقة تطبيق النقاط الأربع في خطة الجامعة العربية، من دون أن يعيقها النظام أو يحاول التستر على الوضع على الأرض»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف «ستتخذ الجامعة العربية قرارها النهائي في 19 يناير (كانون الثاني). وفي هذا الخصوص ستكون الأيام الـ10 المقبلة حاسمة».

وقررت الجامعة العربية تمديد مهمة المراقبين الذين انتقدوا لعجزهم عن وضع حد لإراقة الدماء المستمرة منذ 10 أشهر وتعزيزهم ماليا ولوجستيا وفي العتاد والعديد (عدد المراقبين حاليا 163). وطلبت الجامعة أيضا «تقريرا جديدا شاملا» يسلم في 19 من الجاري.

ومنذ مارس (آذار) 2011 أسفر قمع النظام للمتظاهرين في سوريا عن مقتل ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص بحسب الأمم المتحدة.

الصحافة السورية تهاجم الشيخ حمد وتعتبر «ضغوطه» حربا شاملة

اتهمته بمحاولة إعاقة الدور العربي

جريدة الشرق الاوسط

وجهت الصحافة السورية، انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالملف العربي في الجامعة العربية، واتهمته بالسعي «لإعاقة» مهمة المراقبين العرب في سوريا.

وكتبت صحيفة «تشرين» الرسمية السورية أن ما قاله الشيخ حمد «أمس إعلاميا، وما مارسه من ضغوط في اجتماع اللجنة الوزارية، يخرجان من خانة التدخل في الشؤون الداخلية لدولة كسوريا، ليدخل في دائرة إعلان الحرب الشاملة على مختلف فئات وشرائح الشعب السوري».

وفي افتتاحية حملت عنوان «مواقف حمد المخزية»، هاجمت الصحيفة الشيخ حمد قائلة إن «سوريا، وعلى الرغم من محاولات حمد وغيره إعاقة الدور العربي في حل أزمتها، ستبقى حريصة على تقديم كل ما يلزم من تسهيلات وتعاون لبعثة المراقبين العرب، بغية إنجاح مهمتها في تقديم ورصد حقيقة ما يجري على الأرض، منطلقة من مبادئ أساسية تقوم على النزاهة والموضوعية والحيادية، وهذا ما ينتظره الشعب السوري كاملا منها»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهتها، كتبت صحيفة «الثورة» الرسمية أن «سوريا التي تعاونت مع المراقبين في المبدأ كانت جادة وستبقى كذلك، ما دامت بعثتهم تقوم بدورها الحيادي وموضوعيتها ونزاهتها التي تخدم سوريا والعرب، وما دام رئيسها يلتزم بما هو وارد في البروتوكول ويحكم ضميره».

وكانت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري اعتبرت في ختام اجتماع لها في القاهرة، مساء أول من أمس، أن الحكومة السورية نفذت «جزئيا» التزاماتها للجامعة العربية، ورأت أن استمرار عمل بعثة المراقبين العرب «مرهون بتنفيذ الحكومة السورية الفوري» لتعهداتها.

وبعد ذلك، أعلن وزير خارجية قطر، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس اللجنة العربية، في مؤتمر صحافي أن «اجتماعا سيعقد للجنة العربية ومجلس وزراء الخارجية العرب لمناقشة تقرير المراقبين يوم 19 أو 20 يناير (كانون الثاني)»

وتابع: «لن نعطي مزيدا من المهل، أول تقرير يأتي إلينا ولم يحدث موقف سيكون لدينا موقف». وأضاف الشيخ حمد: «ما زلنا نأمل أن تتمكن البعثة العربية من أن توفق في عملها، وهذا يتوقف على الحكومة السورية من خلال وقف القتل وسحب الآليات من المدن، والسماح للإعلام بالعمل والدخول إلى الأراضي السورية».

وقال: «أنادي الحكومة السورية بوقف القتل ووقف الاعتقال»، مضيفا: «نرجو أن يكون للقيادة السورية قرار تاريخي تلبية لتطلعات الشعب السوري».

أميركيون ذوو أصول سورية يراقبون الانتفاضة بقلق.. ويساهمون فيها ثوارا افتراضيين

يتواصلون مع بني جلدتهم في الداخل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. وبعضهم يتعرض لتهديدات

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: تارا بهرامبورا *

في الوقت الذي تتوجه فيه غالبية جيرانها كل ليلة إلى مضاجعهم في سيلفر سبرينغ، تفتح خولة يوسف كومبيوترها المحمول لتشارك في ثورة.

عبر «سكاي بي» و«فيس بوك» تتواصل خولة مع السوريين الذين يحاولون على مدى عشرة أشهر تغيير النظام. وتشاهد فيلما، تم تسجيله من هاتف جوال مهتز، لمظاهرات في مدن نائية وتستمع إلى أبناء بلدها يصفون الحياة اليومية الغريبة لبلدهم تحت الحصار.

تقول خولة، ابنه الثالثة والأربعين وهي أم لشابين، التي حصلت على إجازة من عملها معلمة للغة العربية لمساعدة الانتفاضة التي انطلقت ربيع العام الماضي والتي ووجهت بأعمال قمعية عنيفة من جانب الحكومة السورية: «أحيانا ما أقول بتسجيلها، لأنها جزء من تاريخنا». من ناحية أخرى، يقضي أفراد عائلتها، عمار عبد الحميد، زوجها، الناشط منذ زمن بعيد، وابنتها علا، 25 عاما، وابنها مهند، 21 عاما، ليلهم ثوارا افتراضيين. وتقول خولة، التي يتابع صفحتها على «فيس بوك» 7.000 شخص: «صفحاتنا على (فيس بوك) أشبه بالوكالات الإعلامية، أحيانا ما أجري حوارات مع 10 أشخاص في آن واحد». تفاعل السوريون في جميع أنحاء العالم مع الأحداث في بلادهم بطرق عديدة، وهو ما اتضح خلال الصيف عندما تجمعت مجموعتان متنافستان من المتظاهرين السوريين؛ إحداهما مؤيدة والأخرى معارضة لنظام بشار الأسد، أمام البيت الأبيض في اليوم ذاته.

ويقدر فرج السنبلي، رئيس المجلس السوري – الأميركي ومقره شيكاغو، عدد الأميركيين ذوي الأصول السورية ما بين 40.000 و50.000 شخص، يمثلون المزيج السوري المعقد للأديان، ويعيش كثير منهم هنا منذ أجيال. يشعر بعض الأميركيين السوريين هنا بالغربة إزاء الأحداث في سوريا، والبعض يؤيد الأسد بقوة ويحذرون من أن رحيله سيؤدي إلى الفوضى، فيما يقوم آخرون بحشد المسيرات المعارضة له، مستشهدين بأن أكثر من 5.000 قتيل، أحصتها منظمات حقوق الإنسان خلال الأعمال القمعية منذ مارس (آذار) الماضي وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل. ويقدر السنبلي عدد الأميركيين السوريين الذي يدعمون الانتفاضة بما يقرب من 10.000 شخص، يشكلون جماعات ضغط على المشرعين والدبلوماسيين وينشرون معلومات حول الاعتقالات وعمليات القتل ويرسلون بالأموال سرا إلى سوريا ويقدمون التمويلات والإمدادات الطبية إلى معسكرات اللاجئين في تركيا والأردن.

ولا تزال الأغلبية الصامتة من السوريين في الولايات المتحدة، واقفة على الحياد، كما هي الحال في سوريا.. هذه الأغلبية تتألف من قادة الأقليات الدينية الذين لا يثقون في إمكانية حصولهم على حقوقهم في سوريا ما بعد الأسد، والكثيرون ممن يرغبون في السفر إلى سوريا أو ممن لديهم عائلات هناك يخشون من تعرضهم للخطر.

يؤكد هؤلاء أن العيش في الولايات المتحدة لا يعني أنهم بمعزل عن التعرض للانتقام، مشيرين إلى قضية الرسام السوري الذي يعيش في أطلانطا والذي عزف في مسيرو في يوليو (تموز) الماضي دعما للثورة، وبعد ذلك تعرض والداه في سوريا للضرب المبرح من قبل الشبيحة.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) تم اعتقال محمد أنس هيثم سويد، أميركي سوري من ليسبيرغ، 47 عاما، في فيرجينيا لقيامه بجمع أفلام فيديو وتسجيلات صوتية ومعلومات أخرى عن المتظاهرين بأوامر من الاستخبارات السورية. وقالت لائحة الاتهام: «لإسكات وتخويف وربما الاعتداء على معارضي النظام»، وقد اتهم سويد بتزويد الاستخبارات السورية بأرقام هواتف ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمتظاهرين في الولايات المتحدة. وأشار تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في الشهر نفسه إلى أن المتظاهرين السوريين في أوروبا والولايات المتحدة «تعرضوا لرقابة ومضايقات منهجية من قبل أعضاء السفارة وآخرين، وأن أقاربهم في سوريا، تعرضوا نتيجة لذلك، في بعض الحالات، بشكل واضح لمضايقات واعتقالات وحتى التعذيب». وقد أنكرت السفارة السورية في واشنطن أي علاقة لها بسويد ووصفت مزاعم تقرير «العفو الدولية» بأنه «مختلق تماما». وتقول عائلة عبد الحميد إنهم تلقوا رسائل تهديدية، بما في ذلك تهديدات بالقتل، وإن التحذيرات بدأت تزداد جرأة.. فكتب مجهول على صفحة خولة على «فيس بوك» مؤخرا: «بالنسبة لك والمجموعة التي معك هنا في واشنطن سوف نصفيكم واحدا تلو الآخر، وسوف ترون». وقالت: «عادة ما يبعثون برسائل خاصة، لكن هذه كانت عامة».

لم تثن التهديدات الأسرة، التي بدأ نشاطها قبل سنوات في سوريا. وفي عام 2002 أنشأوا منظمة لحقوق الأقليات في سوريا انتقدت النظام، وفي عام 2005 بعد اتهامها بتلقي أموال من الخارج ووصف عبد الحميد الرئيس علنا بأنه «غبي وأشبه بفريدو كورليوني – في إشارة إلى الابن الأوسط الضعيف في فيلم «العراب» – فرت العائلة إلى الولايات المتحدة وحصلت على اللجوء السياسي.

ما إن استقرت العائلة هنا، حتى عمل عبد الحميد مع وزارة الخارجية في تدريب الصحافيين السوريين، ويعمل حاليا زميلا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية.

أنشأت العائلة «الشبكة الأميركية – السورية للناشطين والمنشقين» التي جمعت ما يقرب من 10.000 دولار وأرسلتها إلى اللاجئين وعائلات المعتقلين أو القتلى. كما أرسل عبد الحميد كاميرات وأجهزة هواتف جوالة تعمل بالأقمار الصناعية وهواتف ذكية إلى الناشطين في سوريا.

قبل هذا العام كان الأميركيون السوريون يميلون إلى اعتبار النشاط السياسي خطرا، وعندما بدأت الانتفاضة في مارس كان الدعم هنا ضعيفا.

فيقول عبد الحميد: «في إحدى المراحل كان يمكنك أن تحصي المؤيدين للانتفاضة على الأصابع»، لكن استمرار الأعمال القمعية ساعد في تحرك المزيد من الأميركيين السوريين. ويشير الدكتور مازن حماد، 56 عاما، الذي يعمل في راليغ بولاية كارولينا الشمالية، والذي انتقل إلى الولايات المتحدة قبل 30 عاما، إلى أنه تردد في البداية في استخدام اسمه على حساب «فيس بوك» المؤيد للثورة. ويقول: «لكني عندما رأيت الأشخاص يتعرضون للقتل، ويدفعون إلى السجون ويختفون، شعرت بنوع من الذنب والحماقة في أن يدفع هؤلاء الأشخاص ثمنا أكبر من أي شيء سيحدث إذا استخدمت اسمي».

هناك آخرون لا يزالون مترددين، وحتى وهم يقدمون المال للمعارضة، فيقول طبيب آخر في راليغ، لم يرغب في ذكر اسمه: «كنت أدعمهم قلبيا، وأدعمهم الآن سرا». ويشير نزيه ظريف، رئيس «الرابطة العربية – السورية في أميركا»، منظمة تضم 300 عضو مؤيدين للنظام التي شكلت في ألينتون بولاية بنسلفانيا، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى أن الأميركيين السوريين يعارضون الانتفاضة. ويقول: «عما قريب ستكون سوريا معيارا للديمقراطية للدول الأخرى في الشرق الأوسط».

أما المسيحيون السوريون تحديدا فقد انقسموا بشأن الانتفاضة، فالبعض منهم يخشى من التعرض للاضطهاد تحت النظام الجديد؛ فيقول بسام بيطار، رئيس مجلس أمناء منظمة «السوريون المسيحيون من أجل الديمقراطية» وأحد مؤسسي «الشبكة الأميركية – السورية للناشطين والمنشقين»: «نحن نحاول أن نعظ كل مسيحي، ونحاول أن نقنعهم».

ومؤخرا، خلال جلسة عائلة عبد الحميد في المستنبت الزجاجي، كان صوت هاتف الـ«آي فون» الخاص بمهند ينقل أصوات الاحتفالات والصرخات من مسيرة في ذلك اليوم في سوريا.

وعادة ما تتحدث خولة مع الأشخاص الذين يستطيعون سماع الرصاصات خارج منازلهم، وأحيانا ما يختفي مراسل منتظم دون تحذير. وتقول: «من الصعب على الإنسان الوقوف مكتوف اليدين»، وتضيف: «أنا بحاجة لأن أكون مع أهلي وأصدقائي. في أميركا ليس لي دور. أنا مجرد شخص ينام ويأكل لا شيء غير ذلك. أنا أحب أن أكون هناك حتى وإن قتلت».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

سوريا: أكذوبة «القاعدة»

«إخوان» سوريا لـ «الشرق الأوسط»: لم نسمع عن خلية لـ«القاعدة» خلال 10 سنوات

جريدة الشرق الاوسط

لندن: محمد الشافعي

من المحتمل جدا كما توحي المعارضة السورية أن يكون نظام الرئيس بشار الأسد هو الذي دبر الهجومين الانتحاريين يوم الجمعة 23 ديسمبر 2011 في العاصمة دمشق لإقناع المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية بأن إرهابيين مسلحين وليس المدنيين المسالمين هم الذين يقودون التمرد. ومن يعرف النظام السوري يعرف أن الخطط البديلة دوما جاهزة لديه، حسب ما يقول المراقبون، والمقدس الوحيد الثابت لديهم هو تلازمهم مع السلطة، والمنظومة المطلقة لديهم هي منظومة حماية النظام.

ويؤكد متابعون للأحداث إن تفجيرات الجمعة في دمشق أوجعت الجميع باستثناء النظام، وتستبعد معلومات الأصوليين، وجود بصمة لـ«القاعدة» في الأحداث، كما تقول السلطات السورية.. ويؤكدون أنه لا وجود لـ«القاعدة» في سوريا.. وحتى أبو مصعب السوري، القيادي البارز في «القاعدة»، والذي يحمل الجنسية الإسبانية، لم يدخل دمشق إلا معتقلا. فقد اعتقل في كويتا عاصمة بلوشستان عام 2005، بعد أن وقع في قبضة قوات الأمن الباكستانية بفضل اتصالاته الهاتفية مع زوجته وأولاده الذين يعيشون في قطر.

وقاد أبو مصعب في أفغانستان تيارا بين العرب ركز على ضرورة مبايعة الملا عمر زعيم حركة طالبان، والعمل مباشرة تحت إمرة حكومته، وهو أمر لم يسر بقية التجمعات العربية في «القاعدة»، التي ظلت تنشط في بلدانها بشكل مستقل عن «القاعدة».

ونشرت «الشرق الأوسط» بيانات عدة من قيادات أصولية في بريطانيا تتحدث عن أبو مصعب السوري، باعتباره قياديا من «القاعدة»، كان يدير «معسكر الغرباء» في أفغانستان في قاعدة «قرغة» العسكرية الشهيرة في كابل بالتعاون مع وزارة دفاع طالبان، وتعرض هذا المعسكر لتدمير الطائرات الأميركية عام 2001. واسم أبو مصعب هو مصطفى ست مريم من مواليد حلب، ولكنه لم يدخل سوريا إلا معتقلا بعد أن تسلمته دمشق من الأميركيين عام 2009، بحسب المحامي الشهير كلايف ستافورد رئيس مؤسسة «ريبريف» في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط». وكشف الإعلامي الشهير بيتر بيرغن، مستشار محطة «سي إن إن » الإخبارية أيضا في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط»، عن أن أبو مصعب السوري رافقه في رحلة من العاصمة لندن لمقابلة بن لادن في قندهار قبل هجمات سبتمبر (أيلول)، وكان أول صحافي غربي يلتقي زعيم «القاعدة» 1997، الذي أعلن لأول مرة حربه على الولايات المتحدة.

وتعتقد السلطات القضائية الإسبانية أن أبو مصعب السوري هو الذي أسس خلية تنظيم القاعدة في إسبانيا، قبل أن يسلم زعامتها إلى السوري عماد الدين بركات جركس (أبو الدحداح) الذي حكم عليه القضاء الإسباني بالسجن لمدة 27 عاما، بتهمة التخطيط لتفجيرات مدريد، إلى جانب متهمين آخرين.

يقول علي صدر الدين البيانوني (أبو أنس) مرشد «إخوان» سوريا السابق في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، إنه لم يسمع من قبل عن وجود لـ«القاعدة» في سوريا، منذ 10 سنوات، مشيرا إلى أن المجموعات التي كان يوظفها النظام ويرسلها إلى داخل العراق بعد الغزو الأميركي، هي مجموعات مختلقة على يد المخابرات السورية، وكانت لها أهداف محددة. وتساءل البيانوني «لماذا لم تعلن (القاعدة) عن مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين الأخيرين في العاصمة دمشق، كما فعلت في عمليات سابقة مثل هجمات سبتمبر 2001 وهجمات لندن 2005، وتفجيرات مدريد 2004».

التفجيرات التي تمت الجمعة 23 ديسمبر 2011 في العاصمة دمشق وبالتزامن مع وصول الدفعة الأولى من وفد الجامعة العربية لمتابعة المبادرة العربية على الأرض، لها أكثر من دلالة وأكثر من رسالة، يريد النظام السوري إيصالها إلى العالم الخارجي من جهة، وإلى الداخل السوري من جهة أخرى.

يقول البيانوني: «من دون مقدمات سمع الجميع من الإعلام الرسمي للنظام السوري أن (القاعدة) تقف خلف تفجيرات دمشق. لكننا نحن السوريين كنا نتابع الإعلام المرئي للنظام منذ يومين، وقد مر خبر في شريط إخباري، على إحدى القنوات، يقول إنه تلقى معلومات من لبنان على أن هناك عناصر من (القاعدة) تسللت عن طريق لبنان إلى سوريا. هذه الفبركة المخابراتية الإعلامية، مهدت لصنع هذه العملية الإرهابية الإجرامية بحق الأبرياء الذين قتلوا في هذين الانفجارين». وأوضح أن هناك معلومات مهمة تسربت من الداخل السوري تقول إن النظام نقل مئات المعتقلين المدنيين إلى المراكز الأمنية التي تعرضت للعمليتين الانتحاريتين، ثم قام بدفن الضحايا المدنيين على عجل دون الكشف عن أسمائهم أو هوياتهم، مشيرا إلى أن الهجومين الانتحاريين جاءا يوم وصول المراقبين العرب لتحويل الأنظار عما يجرى في حمص وإدلب وبقية المحافظات التي تشهد يوميا إعدامات بحق المواطنين الأبرياء.

وعلى الجانب الآخر أكد وزير الدفاع الوطني اللبناني فايز غصن، أن ما أعلنه منذ أيام عن تسلل عناصر من «القاعدة» إلى سوريا عبر معابر غير شرعية لبنانية لم يكن من قبيل التكهن، بل نتيجة معلومات. وقال غصن، في بيان صحافي، إن «ما أعلنه لم يكن من قبيل التكهن والتحليل والاستنتاج، إنما نتيجة معلومات توافرت لدينا وارتأينا أنه من المفيد إطلاع الرأي العام عليها، في محاولة للتنبيه إلى خطورتها على لبنان وأمنه واستقراره، ولوضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية». وكان غصن تعرض لحملة تشكيك بما قاله من قبل عدد من نواب كتلة «المستقبل» النيابية.

إلا أن البيانوني عاد ليؤكد أن الترتيبات كانت معدة بعناية بتصريح مسبق من مسؤول لبناني، عن هروب عناصر من «القاعدة» من لبنان إلى الأراضي السورية، والتصريح في حد ذاته يؤكد «فبركة» العملية ومحاولة إلصاقها زورا بـ«الإخوان»، الذين وقعوا في مايو (أيار)2001 وثيقة نبذ العنف، والتأكيد على مدنية الدولة، ثم بعد ذلك التوقيع على بيان مجلس شورى التنظيم العالمي عام 1996، بحرمة استخدام السلاح إلا في الدفاع عن الأوطان.

وعن طبيعة الرسائل التي تحملها تفجيرات النظام المزعومة، تقول مصادر المعارضة السورية في لندن إن «الرسائل التي يود النظام السوري إيصالها إلى الخارج والداخل، هي رسائل عدة، الأولى موجهة إلى الغرب وتحديدا أميركا وإسرائيل، تقول إن (القاعدة) باتت تعيث خرابا في بلاد الشام، وما عليكم إلا أن تساعدونا لكسر شوكتها. وهي رسالة تأتي بعد أن فشل هذا النظام ومنذ 15 مارس (آذار) 2011 وحتى اليوم من إقناع العالم بأنه يحارب (عصابات مسلحة) فبدأ بتغيير المصطلح إلى (القاعدة)».

وأما الرسالة الثانية فهي موجهة إلى الداخل، والهدف منها طرح البدائل الأمنية الأخرى لقتل المتظاهرين، وهذه المرة بالسيارات المفخخة، أي بإمكان النظام يوميا تفجير أكثر من سيارة وفي أكثر من مدينة سوريا على أنها من أعمال «القاعدة»، وذلك لتوجيه بوصلة الثورة السورية والهدف الذي يسعى إليه الشعب السوري إلى مسارات أخرى، يراد منها تعنيف الثورة السورية وإلصاق صفة الإرهاب بها.

ويضيف المعارضون السوريون، أن الغريب في سيناريو التفجيرين، هو عدم وجود أثر للانتحاري الذي تسبب في الحادث، ولم يشر السيناريو إليه رغم أن أغلب الصور المعروضة على التلفزيون السوري كانت لضحايا متفحمة وغير معروفة الملامح، إلا أنه بقدرة قادر لم يقتل «الانتحاري» في سيناريو المخابرات السورية.

ولهذا تفسير كما يقول المعارضون: «بعد بضعة أيام سيعرض النظام على الإعلام وصية الانتحاري وأنه ينتمي إلى (القاعدة)، وأنه قام بتفجيرات دمشق. والنظام الأسدي يعتقد أنه هو الوحيد الذكي، لأنه يعتقد أن إلصاق التهمة بـ(القاعدة) ربما يدر عطف الدول الغربية، لكن في واقع الأمر، فإن كل العالم يدرك أن أساليب وكذب وخداع هذا النظام، لن تمرق عليه مثل هذه الحيل، لكي يغطي عن جرائمه الفظيعة بحق الشعب السوري ومدنه».

ويضيف القيادي الإخواني البيانوني: «تفرض الحكومة إجراءات أمنية مشددة على المناطق المهمة داخل العاصمة تحسبا لمظاهرات حاشدة تخرج من المساجد». ويضيف أنه «لكي تصل سيارة ما إلى أحد المباني الأمنية عليها أن تجتاز على الأقل أربع نقاط تفتيش، ولا يسمح بدخول السيارات التي لا تحمل أرقاما حكومية. أما عن العدد الكبير من القتلى الذين سقطوا في التفجيرين داخل المبنى الأمني فيوضح أن الأمر قد يتعلق بالمعتقلين المدنيين الذين تبقيهم السلطات في أماكن سرية داخل مقرات المخابرات ولا بد أنهم قضوا في التفجيرين».

وتقول مصادر المعارضة السورية: «يبدو أن الاتهام المبكر لـ(القاعدة) بهذا التفجير لا يساعد النظام السوري في تعزيز الرواية الرسمية المبكرة لهذا الحدث.. بل قد يشير إلى انهيار خطوط الدفاع المنطقية لدى الماكينة الرسمية ويجعل النظام برمته تحت الشك، وتعيد تذكيرنا بالحالة التي كانت عليها حين فضحت تسجيلات الفيديو المفبركة، التي عرضها وزير الخارجية وليد المعلم، لتؤكد شخصية النظام السوري، وتبين هشاشة الحجة الرسمية، وتوضح أن نظام الأسد مع أجهزته الأمنية أراد أن يوجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة».

ويأتي الانفجاران الأخيران في منطقة كفر سوسة بالعاصمة السورية، دمشق، بعد تسعة أشهر من الاحتجاجات المناوئة للحكومة التي بدأت تتخذ في الفترة الأخيرة منحى عنيفا في ظل انشقاق عدد متزايد من الجنود ممن ينضمون إلى «الجيش الوطني الحر»، وأيضا لجوء عدد من الثوار إلى رفع السلاح في وجه رجال الأمن والجيش السوريين كرد على الإجراءات القمعية التي واجه بها النظام الحركة الاحتجاجية السلمية. كما تزامن التفجيران مع وصول بعثة الجامعة العربية الفنية إلى دمشق لبحث طرق تنفيذ البروتوكول العربي الذي ينص على إرسال مبعوثين إلى سوريا وانسحاب الجيش وقوات الأمن من المدن.

وبعد أسابيع من الشد والجذب وتحفظ الحكومة السورية على بنود بروتوكول الجامعة العربية وافقت على التوقيع بعد تلويح أطراف داخل الجامعة العربية بإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي في حال تعذر التوصل إلى حل لإيقاف الحملة القمعية ووضع حد لإراقة الدماء.

ويتهم النظام الأسدي بالتخطيط «لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع».

واتهمت السلطات السورية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجيرين اللذين استهدفا مقر جهاز أمن الدولة ومبنى المخابرات في حي كفر سوسة في دمشق، معلنة أنهما أوقعا 40 قتيلا وعشرات الجرحى.

من جهته، قال الدكتور هاني السباعي، مدير مركز المقريزي بلندن لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حدث تفجير غير مألوف في بلد يحكمه نظام شمولي يستند إلى آلة أمنية تحبس على الناس أنفاسهم وتقمع منذ شهور بوحشية انتفاضة شعبية في محاولة فاشلة، حتى الآن، لإخمادها». وأوضح السباعي، أن هذه الأنظمة المستبدة تستخدم «القاعدة» كشماعة لتعليق فشلها في التعامل مع طلبات المتظاهرين السلمية ولتبرير العنف الدامي بحق الأبرياء الذين يطالبون بالكرامة والحرية، وشعار هذه الأنظمة في العادة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، وقد رأينا ذلك في ليبيا قبل السقوط المريع للقذافي وأولاده، باعتبار أن «القاعدة» هي «البعبع» العالمي، لأنه إذا سقط النظام السوري، فإن «القاعدة» بحسب ادعاءات دمشق ستهاجم إسرائيل والجولان والمصالح الأميركية في المنطقة، باعتبار أن النظام السوري هو الحارس الأمين على الجولان، والذي لم يطلق رصاصة واحدة حتى الآن باتجاه إسرائيل منذ حرب 1973.

وقال مدير مركز المقريزي، إن «القاعدة» جماعة عقدية تؤمن بالنصر أو الشهادة، والموت في عرف قادتها ليس سبة ولا عارا، بل إن قادتها يفتخرون بأنهم «يقتلون ولا يموتون على الأسرة». وسيناريو التفجيرين الانتحاريين كما أخرجه النظام السوري بعيد تماما عن أبجديات «القاعدة»، لأن التنظيم في العادة يعلن عن عملياته في بيانات رسمية، ويؤبن منفذيها.

وأضاف السباعي أن هناك علامات استفهام حول صحة الرواية الرسمية التي تشير إلى ضلوع إرهابيين متشددين من تنظيم القاعدة في تنفيذ التفجيرين، مؤكدا أن الهجمات الإرهابية نادرة الوقوع عادة في سوريا، ولم يسمع بها أحد من قبل. وأضاف: «سمعنا عن (القاعدة) التنظيم الأم، وكذلك عن (القاعدة) في جزيرة العرب، و(القاعدة) في المغرب العربي، و(القاعدة) في خراسان، و(القاعدة) في اليمن، وكذلك وجودها في الصومال ومالي، ولكن لم نسمع حتى الآن عن (القاعدة) في سوريا، إنها أكذوبة كبرى». وأشار السباعي إلى أن النظام السوري يحترف تصفية أبنائه وأتباعه ولا يتورع عن ارتكاب جرائم وتفجيرات انتحارية على أراضيه ليقنع العالم بأنه ضحية للإرهاب، وليقول للعالم إنه إذا سقط النظام فستعم الفوضى المنطقة.

وقال السباعي «من عجائب القدر أن النظام السوري توصل إلى فاعل التفجيرين الانتحاريين بعد نحو ساعة في دمشق، ولا نستغرب أن يبث وصايا الانتحاريين أيضا، وقبل ثلاثة أعوام عند اغتيال قيادي حزب الله عماد مغنية في وسط دمشق 13 فبراير (شباط) 2008، أعلن وزير الخارجية السورية بعدها بثلاثة أيام وليد المعلم أن مغنية تم اغتياله، حيث كان يدخل الأراضي السورية ويخرج منها بأسماء مستعارة، وأنه كان يقطن في أحد الأحياء السكنية في دمشق دون حراسة تذكر».

والأهم في تصريحات المعلم أنه وعد بإظهار الجهد الهائل، كما وصفه، لأجهزة الأمن السورية التي تحقق بالموضوع، وأنها «ستثبت قريبا جدا وبالدليل القاطع الجهة التي تورطت في اغتيال مغنية، وحتى الآن لم تظهر الحقيقة كاملة».

واتهم مغنية في 1983 بتدبير تفجيرات للسفارة الأميركية وقاعدة بحرية أميركية وقاعدة لقوات حفظ سلام فرنسية في بيروت، وهي تفجيرات أسفرت عن مقتل أكثر من 350 شخصا، كما اتهم مغنية بخطف غربيين في لبنان في الثمانينات، واتهمته إسرائيل بالتخطيط لتفجير مركز يهودي في العاصمة الأرجنتينية قتل فيه 85 شخصا وبالمشاركة عام 1992 في تفجير السفارة الإسرائيلية لدى الأرجنتين والذي قتل فيه 28 شخصا.

أما داخل سوريا نفسها فقد سارع الناشطون السياسيون المعارضون للنظام إلى إبداء شكوكهم إزاء الرواية الرسمية، مشيرين إلى أن الهجوم قد يكون من تدبير النظام لتشويه صورة قوى المعارضة ونزع المصداقية عنها. وفي هذا الإطار قال عمر الخاني من الهيئة العامة للثورة السورية إن سكان كفر سوسة، حيث وقع التفجيران، لم يلاحظوا أي رد فعل من قبل عناصر المخابرات الذين كانوا بالقرب من الموقع عندما دوى الانفجار، بل ظلوا في مكانهم يحتسون الشاي وكأن شيئا لم يقع. وأضاف الخاني، أن القناصة والحرس الذين يعتلون أسطح البنايات المجاورة ويؤمنون المنطقة لم يفعلوا شيئا، وهو ما يثير الشكوك في نظره ويوجه أصابع الاتهام إلى النظام نفسه، ويؤكد الأمر أيضا الناشط السوري محمد الدعاس، والذي يتحدر من نفس المنطقة التي وقع فيها الانفجار ويعيش حاليا خارج البلاد، حيث قال إنه في أيام الجمع تفرض الحكومة إجراءات أمنية مشددة على المناطق المهمة داخل العاصمة تحسبا لمظاهرات حاشدة تخرج من المساجد. ويضيف الناشط أنه «لكي تصل سيارة ما إلى أحد المباني الأمنية عليها أن تجتاز على الأقل أربع نقاط تفتيش، ولا يسمح بدخول السيارات التي لا تحمل أرقاما حكومية».

أردوغان يرى تهديد حرب طائفية وداود أوغلو يدعو المعارضة لمواصلة تحركاتها سلمياً

باريس: عشرة أيام حاسمة في سوريا

باريس ـ مراد مراد ووكالات

رأت فرنسا أمس أن الأيام العشرة المقبلة يجب أن تكون حاسمة في الأزمة السورية مع انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب بناء على البروتوكول الموقع بين جامعة الدول العربية والنظام السوري في التاسع عشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي.

وحذرت أنقرة أمس من نشوب “حرب أهلية وحرب دينية” في سوريا “تضع تركيا تحت التهديد” حسبما أعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي قال إن “على أنقرة أن تؤدي دوراً”، تزامناً مع دعوة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المعارضة السورية التي جددت انتقاداتها للتقرير الأولي لبعثة المراقبين العرب، إلى مواصلة تحركها السلمي.

فرنسا دانت امس بشدة استمرار النظام السوري بقمع معارضيه وقتلهم واعتقالهم واعتبرت ان المبادرة العربية لم تنفذ ميدانياً على الاطلاق. وشددت على ان هذه المهلة التي منحتها الجامعة العربية للنظام حتى 19 كانون الثاني (يناير) الجاري يجب ان تكون الاخيرة وأن تحسم الامور بعدها.

جاءت هذه التصريحات من السلك الديبلوماسي الفرنسي قبل ساعات على لقاء يستضيف فيه وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اليوم نظيره الايطالي جيوليو ترسي دي سانتاغاتا وسيكون للملف السوري فيه حصة بارزة.

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال امس إن “فرنسا تدين استمرار الملاحقات والاعتقالات وتواصل القمع في سوريا الذي ادى الى سقوط المزيد من الضحايا خلال الايام الاخيرة. وتعبر فرنسا عن بالغ قلقها تجاه الاعتقالات الجديدة التي قامت بها السلطات السورية في الوقت عينه الذي اعلنت فيه اطلاق سراح بعض السجناء، ولا سيما اعتقال الممثل جلال الطويل الاسبوع الفائت عند الحدود الاردنية – السورية. على النظام السوري وقف القمع وانهاء اسلوب الخداع الذي ينتهجه وأن يطبق فورا الاتفاقيات التي التزم بها، وهذا ما طالبته به اللجنة الوزارية العربية في الثامن من الشهر الجاري (اول من امس)”.

وتابع نادال “تدين فرنسا ايضا الاعتداء الذي حصل في دمشق في السادس من الشهر الجاري وتتوجه بالتعازي لأهالي الضحايا. مثل هذه الاعمال الموجهة ضد المدنيين لا تحتمل بغض النظر عن هوية من يقف وراءها”.

وتعليقاً على تقرير لجنة المراقبين وآخر مقررات الجامعة العربية قال نادال “نود التشديد على اهمية واولوية ان تطبق الحكومة السورية فورا النقاط الاربع الرئيسية في خطة العمل العربية اي وقف القمع وإطلاق المعتقلين واعادة الجيش الى الثكنات وفتح الاراضي السورية امام وسائل الاعلام الدولية. وهذا كله لم ينفذ شيء منه حتى الآن”.

اضاف “وفي ما يتعلق بظروف تنفيذ المراقبين المهمات المنوطة بهم ومدى صدقية البعثة، تواصل فرنسا دعمها مبادرة الجامعة العربية. ولكن من الواضح طبعا ضرورة تعزيز قدرات هذه البعثة سواء لجهة فعاليتها وكذلك مدى قدرتها على تقييم الوقائع بشكل كامل ومراقبة تطبيق النقاط الرئيسية الاربع للمبادرة العربية دون افساح المجال للنظام السوري بالتدخل لتغطية الحقائق وتجميل الاوضاع”.

وختم نادال مشددا على ان “الجامعة العربية ستتخذ قرارا نهائيا في التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) الجاري. من هذا المنطلق يجب ان تكون الايام العشرة المقبلة حاسمة”.

وفي موقف لافت، حذر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمس من نشوب “حرب اهلية وحرب دينية” في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي ان “تطورات الوضع هناك تدفع في اتجاه حرب اهلية، حرب عنصرية، وحرب ديانات ومجموعات. لا بد لهذا ان يتوقف”.

وأضاف “على تركيا ان تؤدي دوراً. ان اندلاع حرب اهلية سيجعلنا في وضع صعب(…) ويضعنا تحت تهديد”.

وفي أنقرة، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المعارضة السورية الى مواصلة تحركاتها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد “بالسبل السلمية” خلال لقاء عقده أول من أمس مع وفد من المجلس الوطني السوري حسبما قال متحدث باسم الخارجية التركية امس.

وقال المصدر لوكالة “فرانس برس” ان “المعارضة السورية تطالب بالديموقراطية، وقلنا لهم خلال لقاء امس (الاحد) انه ينبغي القيام بذلك بالسبل السلمية”، مشيراً الى ان رئيس المجلس الوطني برهان غليون كان من بين اعضاء الوفد العشرة الذين شاركوا في الاجتماع.

ووجهت المعارضة السورية أمس انتقادات حادة الى عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا واتهمتها بـ”التغطية على جرائم النظام السوري”، وذلك غداة قرار اللجنة الوزارية العربية مواصلة مهمة المراقبين وطلب تقديم الدعم لها وإعطائها الوقت الكافي لإنجاز مهامها.

وقالت جماعة “الاخوان المسلمين” في بيان يحمل عنوان “بعثتهم لم تعد تعنينا”، انه “غدا واضحاً سعي بعثة المراقبين العرب الى التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر ارادته”، متهمة البعثة بـ”حماية هذا النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي”.

ووصف عضو الأمانة العامة لـ”المجلس الوطني السوري” أنس العبدة تقرير بعثة المراقبين بأنه “منحاز وغير موضوعي ويفتقر إلى المهنية وسيشجع النظام السوري على المزيد من القتل”.

وحضت الهيئة العامة للثورة السورية الامين العام للجامعة العربية والوزراء العرب، في نداء “نعت” فيه مبادرة الجامعة العربية، على احالة الملف السوري الى مجلس الامن.

وجاء في النداء “اننا في الهيئة العامة للثورة السورية اذ لم نلاحظ انخفاضا في اعداد شهدائنا ولا في مستوى عنف النظام منذ زيارة لجنتكم لسوريا، فإننا ننعى لكم وللعالم أجمع مبادرة الجامعة العربية بعدما عجزت لجنتها عن وضع الامور في نصابها وتسميتها بمسمياتها الحقيقية”.

وطالبت الهيئة الجامعة العربية بـ”اعلان فشل” المبادرة العربية و”تحويل الملف السوري الى مجلس الامن ليأخذ القانون الدولي مجراه في حماية المدنيين”.

واعتبر مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبدالرحمن في تصريح لوكالة “فرانس برس” ان “وجود المراقبين بالشكل والطريقة الموجودين فيها حاليا هو خدمة للنظام السوري”.

وأكد رئيس غرفة العمليات الخاصة ببعثة المراقبين العرب السفير عدنان عيسى الخضير استمرار الأمانة العامة للجامعة العربية بتزويد بعثة المراقبين العرب بمزيد من الخبرات العربية، مؤكدا أن الدول العربية لديها الكفاءات والمهارات اللازمة لقيام البعثة بتأدية المهام الموكلة إليها.

وقال الخضير في تصريحات للصحافيين امس “وفقا للبروتوكول الذي وقعته الحكومة السورية مع الجامعة العربية يمكن للامين العام أن يستعين وينسق مع جميع المنظمات لكن نحن لدينا خبراتنا العربية، والتوجه الأساسي هو لاختيار مراقبين لهم القدرة على القيام بالعمل الميداني”.

وأضاف أن “عدد المراقبين العرب الحاليين بسوريا وصل إلى 165 مراقبا”، موضحا أنه “سيتم زيادة عدد المراقبين نهاية الأسبوع الجاري إلى 200 مراقب حيث يتم تجهيز وفد من المراقبين للسفر الى سوريا قريبا”. وأشار إلى أن “البعثة لم تمارس عملها الا لأيام معدودة في الميدان وبزيادة أعداد المراقبين العرب زادت المناطق التي انتشروا فيها مثل حلب ودير الزور والقاملشي. وبخصوص تقرير البعثة، فسيتم تقديمه من قبل الفريق أول محمد الدابي رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا التي ستنعقد في 19 كانون الثاني (يناير) الجاري”.

ميدانياً، اسفرت اعمال القمع امس عن سقوط قتلى وجرحى في حماه (وسط) وفي ريف دمشق وفي ادلب في شمال غرب البلاد، كما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن الدبابات “لا تزال تنتشر في ريف حماة الشمالي على الحواجز بين الحواش وقرية قسطون حيث يوجد 12 دبابة وناقلة جند مدرعة والمطلوب من لجنة المراقبين العرب التوجه الى المنطقة فورا من اجل تسجيل هذا الانتهاك لبروتوكول الجامعة العربية”.

وأعلنت “لجان التنسيق المحلية” في سوريا ارتفاع عدد شهداء سوريا أمس إلى ثلاثة وعشرين شخصاً بينهم سيدتان وطفل وثلاثة جنود منشقين، وقضى تسعة من هؤلاء الشهداء تحت التعذيب. ويتوزع الشهداء على حمص (ثلاثة عشر شهيدا)، وادلب (سبعة شهداء) وشهيد واحد في كل من دوما بريف دمشق وحماة ودير الزور.

وبينت اللجان في صفحتها على موقع “فيسبوك” أن تظاهرات عمت مختلف المحافظات السورية أمس، إحداها في السويداء، للمطالبة باسقاط النظام وتضامنا مع المدن المحاصرة، حيث جبهت باعتداءات “قام بها اعداد كبيرة من الأمن والشبيحة”.

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) في برقية مقتضبة ان “الرئيس بشار الاسد يلقي قبل ظهر (اليوم) الثلاثاء خطاباً يتناول فيه القضايا الداخلية في سوريا وتطورات الاوضاع محلياً واقليمياً”.

دعوات للحوار وأردوغان يحذّر من حرب أهلية

المعارضة السورية تنتقد المراقبين وتطلب تدويلاً

تباينت ردود الفعل بين أوساط المعارضة السورية والنظام، حيال تقرير بعثة المراقبين العرب، ومقررات اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، التي ووجهت بانتقادات حادة من أوساط في المعارضة ومطالبات بتدويل الملف، ورفض من أوساط أخرى للاستعانة بخبرات أممية، في حين حملت دمشق على تصريحات رئيس اللجنة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني . في وقت طالبت أنقرة المعارضة بالتزام السلمية في تحركاتها، وحذر رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان من انزلاق الأوضاع إلى حرب أهلية، ودعت باريس إلى تعزيز بعثة المراقبين، وحث بابا الفاتيكان على حوار بين جميع الأطراف برعاية محايدة .

ووجهت المعارضة السورية انتقادات حادة إلى عمل بعثة المراقبين العرب، واتهمتها ب”التغطية على جرائم النظام”، غداة قرار اللجنة الوزارية العربية مواصلة مهمة المراقبين ودعمها وإعطاءها الوقت لإنجاز مهامها . وقالت جماعة “الإخوان المسلمين” في بيان بعنوان “بعثتهم لم تعد تعنينا”، إنه “غدا واضحاً سعي بعثة المراقبين للتغطية على جرائم النظام، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر إرادته”، متهمة البعثة ب”حماية النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي” .

ووجهت الهيئة العامة للثورة السورية نداء إلى أمين عام الجامعة نبيل العربي والوزراء العرب “نعت” فيه مبادرة الجامعة “بعدما عجزت لجنتها عن وضع الأمور في نصابها وتسميتها بمسمياتها الحقيقية” . وطالبت ب”إعلان فشل” المبادرة، و”تحويل الملف إلى مجلس الأمن” . واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “وجود المراقبين بالشكل والطريقة الموجودين فيها خدمة للنظام السوري” . واقتحم المعارض محمد مأمون الحمصي قاعة مؤتمر صحافي عقده رئيس الوزراء القطري والعربي، مردِّداً “تسقط الجامعة” . في وقت بحث أمين عام الجامعة مع وفد من الهيئة التنسيقية للثورة السورية الأوضاع ونتائج اجتماع اللجنة العربية، وأوضح المسؤول الإعلامي بالهيئة عبد العزيز الخير أنه تم التطرق إلى مهمة المراقبين، وكيفية تعزيزها وما حققته من نتائج ايجابية، وتقديم مقترحات لتعزيز عملها وتحسين المناخ السياسي تجاه مساعي الجامعة . وقال “إن مشاركة الأمم المتحدة في تعزيز البعثة فكرة مبكرة وسابقة لأوانها، وتفتح الباب للتدويل، ونحن حريصون على أن يظل الملف في إطار عربي” .

واعتبر المجلس الوطني السوري المعارض في بيان أن العمل الذي قام به فريق المراقبين العرب في سوريا حتى الآن يمثل “خطوة إلى الوراء في جهود الجامعة العربية”، وطالب برفع الملف السوري إلى مجلس الأمن لتكليفه العمل على تطبيق المبادرة العربية، وبإقامة منطقة حظر جوي في الأجواء السورية .

وأعلن المكتب الاعلامي للمجلس “أن التقرير الأولي بشأن عمل المراقبين لا يعكس حقيقة ما اطلع عليه المراقبون ووثقوه من أحداث ووقائع”، وأعرب عن الشعور ب”خيبة الأمل من حالة البطء والارتباك التي تسود تحركات الجامعة حيال التطبيق الواضح لبنود المبادرة العربية التي تنص صراحة على سحب القوات العسكرية إلى ثكناتها والإفراج الكامل عن المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية ودخول المراقبين والإعلاميين” .

وأعلنت مجموعات بعثية في “بيانها رقم واحد”، الذي صدر في لندن، ولم يحمل تواقيع، “انقلابها على حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا والانضمام إلى الشعب ضد السلطات” .

في المقابل، اعتبر يوسف أحمد سفير سوريا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة أن تصريحات رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم عكست موقفاً مسبقاً ومنحازاً من الأزمة لا يتناسق مع موقعه رئيساً للمجلس الوزاري العربي وللجنة الوزارية . وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية جهاد مقدسي إن “التقرير الشفهي الذي أحاط به الفريق الدابي اللجنة الوزارية العربية، أكد وثبّت التعاون السوري في تسهيل مهمة المراقبين” .

وأعلنت الجامعة زيادة أفراد البعثة إلى ،200 نهاية الأسبوع، وأكدت أن “لديها الخبرات اللازمة لتأدية المهام المتفق عليها” .

دولياً، حذر أردوغان من نشوب “حرب أهلية وحرب ديانات” في سوريا . وقال في مؤتمر صحافي إن “تطورات الوضع هناك تدفع في اتجاه حرب أهلية، حرب عنصرية، وحرب ديانات ومجموعات . لا بد لهذا أن يتوقف” . ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو المعارضة السورية إلى مواصلة تحركاتها ضد النظام “بالسبل السلمية”، خلال لقاء عقده الأحد مع وفد من المجلس الوطني السوري، وجددت فرنسا دعوتها إلى تعزيز مهمة المراقبين من حيث أعضائها وقدرتها على تقييم تنفيذ المبادرة العربية من دون أن يتمكّن النظام السوري من عرقلة عملها، ودانت تفجير دمشق .

عضو بالمجلس الوطني السوري- اسطنبول: فترة وجود البعثة العربية كانت الأكثر دموية

توجه عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري في اسطنبول نجيب الغضبان بـ”الشكر العميق” إلى جامعة الدول العربية “على كل الجهد الذي قامت به حيال الملف السوري”، داعيًا في حديث إلى قناة “أخبار المستقبل” الى تحويل هذا الملف إلى مجلس الأمن الدولي فورًا. وقال: “اليوم حصلت مجزرة في دير الزور بالتزامن مع الخطاب الذي كان يلقيه رأس النظام (الرئيس السوري بشار الأسد) حيث سقط أكثر من عشرين جريحًا عندما حاول الأهالي لقاء بعثة المراقبين”.

وإذ دعا “بعض الدول العربية إلى التحرك”، أكد الغضبان أن “فترة وجود المراقبين العرب في سوريا كانت من أكثر الفترات دموية وأكثرها إجرامًا”، مؤكدًا رفض الشعب السوري لـ”أنصاف الحلول”. وردًا على سؤال عن آلية التدويل، أجاب الغضبان: “نحن نقوم بإعداد دراسة قانونية ستحال إلى (الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون بهدف تحويل الملف السوري الى مجلس الأمن”. وختم باالقول: “نتوقع المزيد من القمع والدماء والمزيد من المجاذر، إلا أننا نؤكد أن هذا النظام انتهى”.

(رصد NOW Lebanon)

مشيرًا إلى أن “الحكومة الحالية هي حكومة التناقضات وأن كل وزير لديه اليوم دويلته الخاصة

عدوان: خطاب الأسد أشعرنا بالصدمة.. ويجب إبعاد الجيش عن النّزاع السياسي

علَّق نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان على الأحداث التي تحدث في سوريا، بالقول: “موقفنا ممّا يتعلق في سوريا لا دخل له في التطورات والنتائج مهما كانت”، مضيفاً: “نحن نقول اليوم إنَّنا مع الشعب السوري وخياراته وإستقراره ولا يمكننا أن نقف بوجه هذا الشعب، فهو سيقرر مستقبله”.

عدوان، وفي حديث لقناة “أخبار المستقبل”، قال: “كلنا نعرف أنَّ هذا الرجل (الرئيس السوري بشار الأسد) لا يدرك أو يدرك ويتغاضى عما يجري حقيقةً في سوريا، وهو سواء يدرك أو يدرك ويتغاضى فالتوصيف الذي أعطاه اليوم لا يمتّ إلى الواقع بأي صلة”. ورأى أنَّ “الرجل المسؤول يجب أن يدرك ويوصّف المشاكل في بلاده لحلّها، وبالتالي كل المعالجات لتوصيف خاطئ غير نافعة”، سائلاً: “هل الآلاف الذين يقتلون في سوريا من شيوخ ونساء وأطفال وشبان لهم صلة بالإرهاب كما يقول الأسد في خطاباته، وهل كل الّذين يتظاهرون في الشوارع مأجورين؟”. وأكَّد في هذا السياق أنَّ “هذا النظام مصممّ على الذهاب إلى النهاية لقمع ثورة الشعب عبر الطرق الأمنيّة”.

ورأى أنَّ “الدول الكبرى تتحرك من أجل مصالحها وليس عبر مبادئها”، متمنيًا “لو أنَّ النّظام السوري قد سمع ونفّذ مطالب شعبه من المرة الأولى عندما طالبه بالحوار، وبالتالي عمد إلى حلّ المشاكل داخل البلد الواحد بالطريقة السلمية”، وقال: “أنا أشعر بالصدمة من خطاب الأسد اليوم والّذي وصّف بصورة خاطئة ما حصل”، مضيفًا: “من المعروف أن الثورة تصحّح نفسها، وبالتالي لن يوجد أي خوف من عدم التقدّم بعد زوال النّظام”.

وفي سياقٍ متصل، قال عدوان: “بعد كل الخروقات الأمنية الحاصلة في لبنان وخصوصاً في ما يتعلّق بالوضع السوري، بدءًا من إختطاف مواطنين سوريين معارضين في بيروت وصولاً إلى تهريب الأسلحة عبر الحدود غير المرسّمة بين البلدين، أتانا اليوم تصريح وزير الدفاع فايز غصن (بشأن وجود عناصر لتنظيم “القاعدة” في لبنان) ليزيد الأمور تعقيدًا”، موضحاً أنَّ وزير الدفاع فايز غصن “أشار في استجوابه أمام لجنة الدّفاع إلى أنَّه لم يقصد بلدة عرسال في حديثه عن تنظيم “القاعدة”، لكنَّنا أكّدنا بدورنا أنَّه لا يحق لوزيريّ الدفاع والداخلية (مروان شربل) أن يُصرّحا عن أي موضوع أمني عبر الإعلام بالطريقة التي حصلت في الأيام الأخيرة، كما كان من الواجب إتّباع آلية رسمية عبر الحكومة والأجهزة المختصّة في حل مسألة كهذه، وعدم إدخال مديرية التوجيه في قيادة الجيش بالنّزاع السياسي الحاصل في البلاد”.

عدوان الذي لفت إلى أنَّ “وزير الدفاع تراجع (عن أقواله) أمام لجنة الدفاع لكن هذا التراجع لا يكفي”، قال: “برأيي يجب أن نذهب إلى أبعد من ذلك عبر جعله يقدم توضيحًا أكثر وضوحًا لأنّه مسّ بصورة لبنان، فتراجعه كان جزءًا من التوضيح ولكننا رغم ذلك لم نشعر بالإكتفاء”. وإذ ذكَّر بأنَّه “عند الكلام عن ترسيم الحدود مع سوريا في المرحلة السابقة كان البعض يهاجمنا”، أشار عدوان إلى أن “كل اللبنانيين على حدّ سواء يشعرون بالأذى من عدم إنجاز الترسيم”، معتبراً أنَّ “هذه الحكومة هي حكومة التناقضات والدويلات وكل وزير لديه اليوم دويلته”. ودعا في هذا السياق الحكومة لكي تتخذ “قرارًا علنيًا باجراءات جدّية لعدم تسلّل أو جعل لبنان “أرض إنطلاق” لأي عمل تخريبي داخل سوريا فنتوقّف عن هذه النزاعات والمماحكات الكلامية، إلا أننا على يقين أن هذه الحكومة لا تملك أي رؤية ومليئة بالتناقضات”، وأضاف: “نحن في القوات اللبنانية معنيون بالمواطن في عرسال ووادي خالد كما نحن معنيون بالمواطن في الأشرفية ونقف إلى جانب كل إنسان جريء وحُرّ على كامل الأراضي اللبنانية مثل ذلك الإنسان الذي يبيع ويصرّ على بيعه الكحول في النبطية على الرغم من محاولات منعه بالقوّة”.

وإذ إعتبر أنَّ “هذه الحكومة تخطو خطوة إلى الأمام وتعود لخطوتين إلى الوراء، وعلى سبيل المثال إعادة مجلس شورى الدولة مرسوم تصحيح الأجور إلى الحكومة لمرات عدة”، قال عدوان: “لا يمكن قيام دولة في ظلّ وجود السلاح لأنّه لا يمكن الإتفاق مع فريق من اللبنانيين يضع مسدسه على الطاولة”. وختم مشدداً على أنَّ “الحل الوحيد هو إدخال السلاح في الدولة والذهاب إلى تضامن حكومي”.

(رصد  NOW Lebanon)

جوبيه: على الجامعة العربيّة أن تقدّم تقريرًا لمجلس الأمن عن مهمة مراقبيها في سوريا

طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من الجامعة العربية أن “تقدّم تقريرًا إلى مجلس الأمن” عن نتائج بعثة مراقبيها في سوريا إذا ما جاءت سلبية. وقال: “نشعر بخيبة أمل لأنه حتى مع وجود مراقبين في سوريا سقط العشرات من القتلى الإضافيين لأن القمع وأعمال العنف لم تتوقف”.

وأكد جوبيه أن “19 كانون الثاني (موعد إعلان النتائج النهائيّة لبعثة المراقبين) يجب أن يكون المهلة الأخيرة، فنحن لا نريد أن ننزلق في ذلك إلى ما لا نهاية ونأمل في هذا الموعد أن تقدّم لنا الجامعة تقييمًا واضحًا لمدى احترام النظام السوري لما قطعه من تعهداته”، وختم بالقول: “إذا لم تكن نتائج هذا التقرير إيجابية فإننا نأمل أن ترفع الجامعة تقريرًا إلى مجلس الأمن الدولي”، متحدثاً عن ارتكاب “جرائم حقيقية ضد الإنسانية في سوريا”.

(أ.ف.ب.)

الأمم المتحدة: أربعمئة قتيل في سوريا منذ بدء مهمة المراقبين العرب

قتل 400 شخص في سوريا منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في 26 كانون الأول الفائت، وفق ما نقلت اليوم السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس عن مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية بي لين باسكو خلال اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الدولي خصص لبحث في الوضع بسوريا.

وإثر اجتماع مجلس الأمن، جدد السفراء دعوتهم روسيا إلى بدء مفاوضات جديّة حول تبني قرار في شأن القمع الدامي للتظاهرات من جانب النظام السوري. وكان السفير الألماني بيتر فيتيغ إعتبر، قبل الإجتماع، أن “موقف روسيا المناهض لاستصدار قرار عن مجلس الأمن يندد بقمع النظام غير مرض”.

(أ.ف.ب.)

أكد مسؤوليته عن الأجهزة الأمنية وهاجم “جامعة المستعربين

الأسد إستبق “القُطري” بالدعوة لحكومة “موسّعة” ومساعٍ روسية إيرانية لتأمين مشاركة المعارضة

مع ارتفاع وتيرة الضغوط الداخلية والعربية والإقليمية والدولية في مقابل التيقّن من فشل “الحل الأمني” بإخماد جذوة الثورة السورية، أطل الرئيس السوري بشار الأسد معتبرًا أنّ “التآمر الخارجي على سوريا لم يعد خافيًا على أحد”، ومتحدثًا عن “غرف مظلمة” و”أقنعة سقطت” في إطار “معركة غير مسبوقة” رأى “الإنتصار فيها قريبًا جدًا”.. وإذ توجه إلى المجتمع الدولي في معرض تأكيد مسؤوليته عن أعمال القوات العسكرية والأمنية السورية بالقول: “خسئتم لست أنا من يتنازل عن مسؤولياته”، إنتقد الأسد الدول العربية معتبرًا أنهم يمثلون “قمة الإنحطاط من خلال تخليهم عن السيادة في قراراتهم والإمتثال للضغوط الغربية” حيال سوريا، واتهم الأسد من هذا المنطلق جامعة الدول العربية بأنها “تساهم بشكل مباشر في بث بذور الفتنة والفرقة”، واصفًا إياها بأنها “جامعة مستعربة” ولم تعد جامعة عربية بفعل اتخاذها قرار تعليق عضوية النظام السوري.

وبعد أن استغرق في تفنيد مفهومه للعروبة وذمّ من وصفهم بـ”المستعربين” في إشارة إلى بعض قادة الدول العربية، عاد الأسد فأكد أنه لن يغلق الباب “أمام أي مسعى عربي طالما يحترم سيادة سوريا” لحل الأزمة السورية، وتوجه إلى الداخل السوري بتجديد التأكيد على تلازم “الإصلاح السياسي ومكافحة الإرهاب” بالنسبة للنظام السوري الذي أكد أنّ أجهزته الأمنية لديها “كامل الصلاحيات لضبط الأمن رغم رفع حالة الطوارئ” في سوريا، ووعد في المقابل بأنّ “الدستور الجديد سيركز على التعددية السياسية وتكريس مؤسسات الدولة”، لافتًا في هذا السياق إلى أنه “بعد أن تنتهي اللجنة المعنية إعداد الدستور الجديد، سيتم عرضه على الإستفتاء الشعبي بداية شهر آذار، على أنّ الإنتخابات النيابية ومهلتها الزمنية مرتبطة بهذا الدستور الجديد ومن الممكن أن تكون في أيار أو حزيران المقبلين”.

الأسد الذي رفض اعتماد مسمى “حكومة وحدة وطنية” في سوريا “لأنّ هكذا حكومات تقوم في بلدان لديها إنقسام وطني بين أمراء طوائف أو أمراء قوميات”، دعا في المقابل إلى “تشكيل حكومة تضم كافة الأطياف والقوى السياسية في البلد وليس المعارضة فقط”، وفي حين ميّز في هذا المجال بين “المعارضة الوطنية” و”معارضة السفارات” و”المعارضة التي تأتمر بأوامر الخارج”، أعلن الأسد العزم على تأليف “حكومة موسعة من مزيج سياسي وتقني”، واعدًا “بإجراء تبديلات” على مستوى حزب البعث الحاكم، ومبديًا إطمئنانه “للمستقبل في سوريا المتجددة”، على أنّ الأسد شدد في ختام حديثه على أنّ “الأولوية الراهنة هي لاستعادة النظام” في سوريا، مؤكدًا “الضرب بيد من حديد” على هذا الصعيد.

وعشية إطلالة الرئيس السوري المتلفزة في هذه المرحلة، أوضحت مصادر واسعة الإطلاع في دمشق لموقع “NOW Lebanon” أنّ الرأي كان قد استقر لدى القيادة السورية على “ضرورة إطلالة الرئيس الأسد لإعلان خطوات إصلاحية والدعوة إلى “المصالحة والشراكة” بين كافة فئات المجتمع السوري قبل انعقاد المؤتمر القطري لحزب البعث”، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ كلمة الأسد هي “بمثابة برنامج عمل للمؤتمر القطري المنوي عقده لتطوير نهج الحكم في سوريا، والذي سيفضي إلى إحداث “إنقلاب إصلاحي” داخل هيكلية “حزب البعث” ستتضح معالمه تدريجيًا، الأمر الذي دفع إلى اتخاذ قرار إرجاء انعقاد المؤتمر القطري ريثما يلقي الرئيس الأسد كلمته بهدف تزخيم التوجه نحو قيام حكومة إنقاذية في سوريا”.

وعلى صعيد المؤازرة الروسية والإيرانية لتوجهات النظام السوري، أوضحت المصادر نفسها أنّ “مسؤولين روسًا إجتمعوا مع ممثلي “هيئة التنسيق الوطنية” السورية المعارضة، وكذلك فعل مسؤولون إيرانيون من خلال اتصالات أجروها مع شخصيات سورية معارضة لحثها على الحوار مع النظام السوري، وذلك من ضمن مروحة اتصالات ومشاورات تجريها طهران لضمان مشاركة معارضة الداخل في حوار يفضي إلى قيام حكومة شراكة سورية”.

وعن هذا الموضوع، أوضح مصدر لبناني مطلع على أجواء الإتصالات الإيرانية لـ”NOW Lebanon” أنّ “طهران كانت قد بدأت اتصالاتها مع بعض الشخصيات السورية المعارضة منذ قرابة الستة أشهر”، كاشفًا في هذا السياق عن كون “هذه الإتصالات شملت التواصل مع المعارض السوري هيثم المناع عبر سفير إيران في فرنسا الذي نقل رسالة بلاده إلى المعارضة السورية: “إذا كنتم تريدون الإصلاح فهناك خطوات إصلاحية سيتخذها بشار الأسد، ولنتحاور حول مطالبكم”.وعما إذا كانت الإتصالات الإيرانية لا زالت متواصلة مع الشخصيات السورية المعارضة، أجاب المصدر: “هذه الإتصالات كانت قد جرت ضمن أطر معينة في الفترة الماضية قبل أن تتوقف تحت وطأة التطورات الميدانية، لكن اليوم حصلت تغييرات واتصالات معينة أفضت إلى استئناف خطوط المشاورات الإيرانية مع بعض أركان المعارضة السورية، وهي تتمحور حاليًا حول المشاركة في حكومة سورية تكون بمثابة حكومة إنقاذ وطني تُخرج سوريا من أزمتها”.

اتهمت الأسد بالتضليل وإنكار الواقع

معارضة سوريا تدعو لتدخل أممي

استخفت المعارضة السورية بالخطاب الذي ألقاه اليوم الرئيس بشار الأسد مؤكدة أن الرد عليه سيكون باستمرار الثورة وتوسيعها، ودعت جامعة الدول العربية إلى تحويل ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن “كي يقوم المجتمع الدولي بواجبه في حماية المدنيين”.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إن رأس النظام أخفق في الإعلان عن تنحيه عن السلطة، ووصف الخطاب بأنه مزيد من الثرثرة وإنكار للواقع، والاستمرار في العنف وممارسة التضليل و”الهلوسة الإصلاحية”.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول أن الأسد أصر على استخدام العنف، وقال إن النظام لم يعط فرصة لأي مبادرة عربية أو غير عربية، وإن الرد الوحيد هو باستمرار الثورة والتلاحم بين مكوناتها.

وطالب غليون جامعة الدول العربية بنقل ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن كي تقوم المؤسسات الدولية بواجبها في حماية الشعوب التي تنتهك حقوقها.

وذكر في هذا الخصوص أن المجلس الوطني سيتوجه مباشرة إلى المؤسسات الدولية وليس فقط عن طريق الجامعة العربية، لكنه أكد استمرار التنسيق مع الجامعة وغيرها من المؤسسات، وزاد “نطلب من الجامعة العربية أن تكون مع الشعب والثورة”.

خيبة أمل

من جهته قال رئيس اللقاء الوطني المعارض باسم العمادي إن الخطاب سبب خيبة أمل، واستغرب إصرار الأسد على الحديث عن دور الخارج في الأحداث بسوريا، قائلا إن “هناك أربعمائة بؤرة احتجاج في سوريا، هل كل هذا العدد مدفوع من الخارج؟”.

واعتبر عضو المجلس الوطني السوري محمد ياسين النجار أن الأسد أقر بطريقة غير مباشرة بفقدان السيطرة على الأوضاع في الميدان، وذلك بناء على اعترافه بانهيار البورصة وتراجع العملة السورية وقطع العديد من الطرق وتهديم ألف مدرسة.

بدوره رفض المفوض السياسي للائتلاف الوطني السوري وائل الحافظ الحوار مع النظام السوري الذي وصفه بالمفلس والمفتقد لأي بديل، واعتبر أن من يحاول الحوار مع الأسد “خائن”، وتوعد الرئيس السوري ومعاونيه بالمحاكمة.

من جانب آخر أكد الناطق باسم مجلس الثورة خالد أبو صلاح أن الشعب السوري لم يكن يعول على خطاب الأسد، واعتبر أن الإصلاحات التي تحدث عنها الرئيس السوري “مردودة عليه” لأن الأمور لم تتغير منذ آخر إطلالة له.

التآمر الخارجي

وكان الأسد شن هجوما على الجامعة العربية التي وصفها بأنها مجرد انعكاس للوضع العربي بحالته الراهنة المزرية -وفق تعبيره- وأنحى باللائمة على ما وصفه بالتآمر الخارجي في الاحتجاجات الشعبية في سوريا المستمرة منذ عشرة شهور، وقال إنه سيضرب “الإرهابيين” بيد من حديد.

وشدد الأسد في أول خطاب له منذ يونيو/ حزيران الماضي والرابع منذ بداية الثورة الشعبية على أنه لن يترك منصبه الا بطلب من الشعب الذي يدعمه وفق تعبيره، كما أبدى استعداد نظامه للبدء بالحوار مع كافة أطياف المعارضة اعتبارا من الغد.

وذكر أنه لا يمكن إجراء إصلاح سياسي دون التعامل مع الواقع، مشددا على أنه لن يقبل بأي حل تفرضه طبيعة الظروف والأحداث، وقال إنه يتم الآن العمل على الإصلاح السياسي ومكافحة “الإرهاب” الذي انتشر مؤخرا.

وقال الأسد إنه رحب بفكرة توسيع الحكومة لتضم كل القوى السياسية، وأشار إلى احتمال إجراء استفتاء في مارس/ آذار المقبل على دستور جديد للبلاد.

38 قتيلا ومظاهرات ضد خطاب الأسد

قال ناشطون سوريون إن 38 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري في يوم جديد من الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، بينما خرجت مظاهرات متفرقة تندد بخطاب الرئيس بشار الأسد الذي تعهد فيه بمجموعة إصلاحات وتوعد من سماهم “الإرهابيين والقتلة”.

وأوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن معظم قتلى اليوم سقطوا في محافظة دير الزور, وأن أكثر من 250 شخصا جرحوا بعضهم بحالة حرجة, وقالت إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على متظاهرين لدى محاولتهم الوصول إلى مراقبي بعثة جامعة الدول العربية.

وفي بعض التفاصيل الأمنية اليوم قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ثلاثة أشقاء بينهم سيدة قتلوا في إدلب بالإضافة إلى خمسة بينهم طفلة في حمص، وعسكري منشق في دوما بريف دمشق، وقتيل في كل من حماة والقامشلي.

وقالت الهيئة إن الطفلة عفاف محمود سراقبي البالغة من العمر أربعة أشهر كانت في المعتقل مع أبيها وأمها، وسلمت اليوم إلى عمها جثة هامدة، وبقي والداها في المعتقل.

من جهة أخرى بث ناشطو الثورة السورية مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت تظهر هجوما شنه ما يسمى “الجيش السوري الحر” على مواقع للقوات الموالية لنظام الحكم في حي باب دريب في حمص.

وأفاد ناشطون بأن قوات الأمن أطلقت نيران الرشاشات الثقيلة على منطقتي الحميدية والصابونية في حماة، كما شنت حملة اعتقالات في البوكمال شرقي البلاد.

وفي هذه الأثناء، أشارت الهيئة العامة للثورة إلى أن بلدة مضايا بريف دمشق تعرضت لقصف مدفعي من مدرعات الجيش.

وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت رتلا من الدبابات يقتحم مضايا صباح اليوم مصحوبا بعربات مدرعة.

وكانت قوات الجيش قصفت عدة منازل في بلدتيْ مضايا والزبداني ليلا بالأسلحة الثقيلة ومدافع الهاون إثر انشقاق قام به عساكر بالمنطقة، كما تعرض محيط مسجد البراق للقصف.

في المقابل أعلن مصدر رسمي سوري أن حافلة نقل تعرضت لقذيفة (آر بي جي ) صباح اليوم بمنطقة الديماس شمال غرب دمشق مما أوقع عددا من القتلى والجرحى. ولم يحدد المصدر نوعية الحافلة إن كانت عسكرية أم مدنية.

مظاهرات ضد الخطاب

من جهة أخرى خرجت عدة مظاهرات تندد بخطاب الرئيس الأسد حيث تظاهر أهالي كل من بلدة طفس وحي الشماس بمحافظة حمص, وبلدة حلفاية بمحافظة حماة.

وفي الخطاب الذي ألقاه اليوم بجامعة دمشق كشف الأسد عن مجموعة إصلاحات سياسية تتعلق بالدستور وقوانين الانتخابات ومكافحة الفساد وإنشاء الأحزاب، لكنه توعد من سماهم “الإرهابيين والقتلة” وتعهد بضربهم “بيد من حديد”.

وفي نفس الخطاب هاجم الرئيس جامعة الدول العربية وموقفها من الأزمة الحالية في بلاده، كما اتهم بعض الأطراف العربية بأنها تعمل وفق أجندة لزعزعة استقرار سوريا.

وإلى جانب مظاهرات الشارع، هاجمت المعارضة السورية خطاب الأسد وقالت إنه تضمن تأكيدا على الاستمرار في استخدام العنف ضد شعبه ودفع الشعب إلى الانقسام.

وتزامنا مع ذلك أدانت جامعة الدول العربية اليوم الهجوم الذي تعرض له هذا الأسبوع مراقبون من البعثة التابعة للجامعة بمدينة اللاذقية شمال سوريا، وقالت إن الحكومة السورية أخلت بالتزامها بتوفير الحماية لبعثة المراقبين العرب.

فنانو الحرية

على صعيد آخر، أعلن عدد من الفنانين السوريين عن تأسيس تجمع لمساندة ثورة الشعب السوري أطلقوا عليه التجمع من أجل الحرية.

وتلا المسرحي السوري رمزي شقير، خلال مؤتمر صحفي عقد في تونس على هامش أيام قرطاج المسرحية، البيان التأسيسي للتجمع.

ووقع على البيان عدد كبير من الفنانين والمبدعين السوريين منهم الفنانة مي سكاف والمخرج هيثم حقي والمخرجة أمل حويجة والممثلة فدوى سليمان.

حملت دمشق مسؤولية سلامتهم

الجامعة تدين استهداف مراقبيها بسوريا

أدانت جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء الهجوم الذي تعرض له مراقبون من البعثة التابعة للجامعة بمدينة اللاذقية شمالي سوريا، وقالت إن حكومة دمشق أخلت بالتزامها بتوفير الحماية لبعثة المراقبين العرب.

وقال بيان صادر عن الجامعة “إن عدم توفير الحماية الكافية في اللاذقية والمناطق الأخرى التي تنتشر فيها البعثة يعتبر إخلالا جوهريا وجسيما من جانب الحكومة السورية بالتزاماتها”.

وكان مسؤول بالجامعة قال في وقت سابق إن 11 مراقبا أصيبوا بجروح طفيفة في هجوم وقع أمس الاثنين، لكنه أضاف أن عمل البعثة لم يتأثر.

وأوضح رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة في سوريا اليوم أن 11 فردا من أعضاء البعثة أصيبوا عندما هاجم محتجون سيارتهم أمس بمدينة اللاذقية، إلا أن الواقعة لم تعطل عمل البعثة.

وأكد عدنان الخضير أنه لم يطلق أي جانب أعيرة نارية، وأن الإصابات طفيفة للغاية ولم ينقل أحد للمستشفى ولم يتأثر عمل البعثة.

وفي تفاصيل أخرى بشأن الحادث، قالت وزارة الدفاع الكويتية اليوم إن اثنين من ضباطها المشاركين في بعثة المراقبين العرب أصيبا بجروح طفيفة أثناء تعرضهما لهجوم من قبل “متظاهرين لم تعرف هويتهم”.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بيان للوزارة أن الضابطين خضعا للعلاج بأحد المستشفيات وهما بصحة جيدة، مشيرة إلى معاودة عملها بمقر قيادة البعثة.

وأوضح البيان -دون تفاصيل- أن مراقبين من الكويت والإمارات والعراق والمغرب والجزائر تعرضوا لهجوم عندما كانوا في طريقهم إلى اللاذقية أمس الاثنين.

وكانت سيارة لمراقبي جامعة الدول العربية تعرضت أمس لإطلاق نار بمدينة حمص خلال عودتهم إلى دمشق. ولم يصب أحد بأذى لكن السيارة تعطلت بالكامل.

مهمة صعبة

وتعليقا على مهمة المراقبين، قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن سوريا لا تساعد عمل المراقبين العرب وإن مهمتهم تزداد صعوبة.

يُذكر أن الجامعة العربية قالت -بعد اجتماع بالقاهرة يوم الأحد لمراجعة التقدم في عمل البعثة- إن الحكومة السورية لم تف إلا بجانب من تعهداتها لكن الجامعة قررت استمرار عمل المراقبين في الوقت الحالي، وقال مسؤول إن حجم البعثة سيرتفع إلى مائتي مراقب هذا الأسبوع من 165 مراقبا.

وقالت شخصيات من المعارضة السورية أمس إن بعثة المراقبين التي بدأت عملها يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول الماضي لم تتمكن من منع إراقة الدماء بل كانت تتيح للرئيس بشار الأسد متسعا من الوقت لسحق المظاهرات التي انطلقت منتصف مارس/ آذار الماضي مطالبة برحيله.

اتهمت الأسد بالتضليل وإنكار الواقع

معارضة سوريا تدعو لتدخل أممي

استخفت المعارضة السورية بالخطاب الذي ألقاه اليوم الرئيس بشار الأسد مؤكدة أن الرد عليه سيكون باستمرار الثورة وتوسيعها، ودعت جامعة الدول العربية إلى تحويل ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن “كي يقوم المجتمع الدولي بواجبه في حماية المدنيين”.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إن رأس النظام أخفق في الإعلان عن تنحيه عن السلطة، ووصف الخطاب بأنه مزيد من الثرثرة وإنكار للواقع، والاستمرار في العنف وممارسة التضليل و”الهلوسة الإصلاحية”.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول أن الأسد أصر على استخدام العنف، وقال إن النظام لم يعط فرصة لأي مبادرة عربية أو غير عربية، وإن الرد الوحيد هو باستمرار الثورة والتلاحم بين مكوناتها.

وطالب غليون جامعة الدول العربية بنقل ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن كي تقوم المؤسسات الدولية بواجبها في حماية الشعوب التي تنتهك حقوقها.

وذكر في هذا الخصوص أن المجلس الوطني سيتوجه مباشرة إلى المؤسسات الدولية وليس فقط عن طريق الجامعة العربية، لكنه أكد استمرار التنسيق مع الجامعة وغيرها من المؤسسات، وزاد “نطلب من الجامعة العربية أن تكون مع الشعب والثورة”.

خيبة أمل

من جهته قال رئيس اللقاء الوطني المعارض باسم العمادي إن الخطاب سبب خيبة أمل، واستغرب إصرار الأسد على الحديث عن دور الخارج في الأحداث بسوريا، قائلا إن “هناك أربعمائة بؤرة احتجاج في سوريا، هل كل هذا العدد مدفوع من الخارج؟”.

واعتبر عضو المجلس الوطني السوري محمد ياسين النجار أن الأسد أقر بطريقة غير مباشرة بفقدان السيطرة على الأوضاع في الميدان، وذلك بناء على اعترافه بانهيار البورصة وتراجع العملة السورية وقطع العديد من الطرق وتهديم ألف مدرسة.

بدوره رفض المفوض السياسي للائتلاف الوطني السوري وائل الحافظ الحوار مع النظام السوري الذي وصفه بالمفلس والمفتقد لأي بديل، واعتبر أن من يحاول الحوار مع الأسد “خائن”، وتوعد الرئيس السوري ومعاونيه بالمحاكمة.

من جانب آخر أكد الناطق باسم مجلس الثورة خالد أبو صلاح أن الشعب السوري لم يكن يعول على خطاب الأسد، واعتبر أن الإصلاحات التي تحدث عنها الرئيس السوري “مردودة عليه” لأن الأمور لم تتغير منذ آخر إطلالة له.

التآمر الخارجي

وكان الأسد شن هجوما على الجامعة العربية التي وصفها بأنها مجرد انعكاس للوضع العربي بحالته الراهنة المزرية -وفق تعبيره- وأنحى باللائمة على ما وصفه بالتآمر الخارجي في الاحتجاجات الشعبية في سوريا المستمرة منذ عشرة شهور، وقال إنه سيضرب “الإرهابيين” بيد من حديد.

وشدد الأسد في أول خطاب له منذ يونيو/ حزيران الماضي والرابع منذ بداية الثورة الشعبية على أنه لن يترك منصبه الا بطلب من الشعب الذي يدعمه وفق تعبيره، كما أبدى استعداد نظامه للبدء بالحوار مع كافة أطياف المعارضة اعتبارا من الغد.

وذكر أنه لا يمكن إجراء إصلاح سياسي دون التعامل مع الواقع، مشددا على أنه لن يقبل بأي حل تفرضه طبيعة الظروف والأحداث، وقال إنه يتم الآن العمل على الإصلاح السياسي ومكافحة “الإرهاب” الذي انتشر مؤخرا.

وقال الأسد إنه رحب بفكرة توسيع الحكومة لتضم كل القوى السياسية، وأشار إلى احتمال إجراء استفتاء في مارس/ آذار المقبل على دستور جديد للبلاد.

الأسد يتعهد بالإصلاح ويهاجم الجامعة

بدستور جديد وحكومة موسعة

هاجم الرئيس السوري بشار الأسد جامعة الدول العربية وموقفها من الأزمة الحالية في بلاده، كما اتهم بعض الأطراف العربية بأنها تعمل وفق أجندة لزعزعة استقرار بلاده، وكشف عن بعض التحركات الإصلاحية على صعيد الدستور وقوانين الانتخابات ومكافحة الفساد وإنشاء الأحزاب.

واتهم الأسد في الخطاب الذي ألقاه اليوم الثلاثاء في جامعة دمشق بالعاصمة السورية، أطرافا خارجية “بتسعير الأزمة في سوريا، قائلا “لا أعتقد أن عاقلا يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات، بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وإيصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجيا ليصبح واقعا، لكن هذه المرة بأياد محلية”.

وهاجمت المعارضة السورية الخطاب، وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في مؤتمر صحفي اليوم إن خطاب الأسد أكد على الاستمرار في استخدام العنف ضد شعبه ودفع الشعب إلى الانقسام.

وقال الأسد في أول خطاب له منذ يونيو/حزيران الماضي والرابع منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في سوريا منتصف مارس/آذار الماضي، “إن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا، طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها، ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر”.

وأضاف أن مواقف الدول العربية ليست سواء تجاه سوريا، موضحا أن المبادرة العربية بإرسال مراقبين كانت فكرة طرحها هو على وفد من الجامعة العربية قبل أشهر، وتساءل “لماذا عادت الجامعة وطبقتها رغم رفضها لها في البداية؟”، وقال إن جامعة الدول العربية مجرد انعكاس للوضع العربي المزري، وفشلت طيلة 60 عامًا في اتخاذ موقف حقيقي لصالح الحقوق العربية.

وتابع أن العرب لم يقفوا يوما مع سوريا، مذكرا بالتهديدات التي واجهتها بلاده عقب الغزو الأميركي للعراق، وحينما تم استغلال اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وعند الاعتداء الإسرائيلي على لبنان.

وأضاف الرئيس السوري أن الكثير من العرب لديهم قناعة بأن سوريا “قلب العرب النابض”، فهي التي قدمت للعروبة الكثير في شتى المجالات وأبرزها القضية الفلسطينية والتعريب، مؤكدا أن الجامعة العربية هي الخاسرة في حال خروج سوريا منها، في إشارة إلى مطالبات داخل الجامعة بإسقاط عضوية دمشق.

وحول منع وسائل الإعلام من تغطية ما يجري، قال الأسد إن “بعض وسائل الإعلام حاولت أن تزيف الحقائق في سوريا، ومنذ بدء الاضطرابات وحتى شهر ونصف من هذه الأحداث المؤسفة التي أدمت قلب كل سوري، لكننا قررنا وضع ضوابط لانتقاء وسائل الإعلام التي تعمل داخل بلادنا، كي نوقف هذا التزييف الذي يستهدف دفعنا للانهيار”.

واستشهد الرئيس السوري بالحوار الذي أجرته معه مؤخرا إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية (ABC)، قائلا إنه تم تزويره “لإيهام المواطنين السوريين بأن رأس الدولة مرتبك، أو يعيش في قوقعة ولا يدري شيئا عما يجري”.

إصلاحات

وفي الشأن الداخلي، قال الأسد إنه لا يمكن إجراء إصلاح سياسي دون التعامل مع الواقع، مشددا على أنه لن يقبل بأي حل تفرضه طبيعة الظروف والأحداث، وقال إنه يتم الآن العمل على الإصلاح السياسي ومكافحة الإرهاب الذي انتشر مؤخرا.

وكشف أن هناك اتجاهًا لضم قوى سياسية جديدة إلى الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أنه تم بالفعل التواصل مع هذه القوى وكان ردها إيجابيا.

وفيما يتعلق بقانون الطوارئ، قال الأسد إنه لا يمكن الشعور بنتائج حقيقية لرفع حالة الطوارئ في ظل الفوضى التي تمر بها البلاد، مشيرا إلى أنه تم اعتقال عدد من الأشخاص المحسوبين على الدولة لمحاسبتهم على أعمال القتل، غير أنه قال إنه لم يمكن اعتقال إلا عدد محدود بسبب عدم قدرة المؤسسات الأمنية على أداء عملها في ظل الوضع الراهن في البلاد.

وفي هذا الإطار نفى الرئيس السوري وجود أي أمر بإطلاق الرصاص في أي مستوى من مستويات الدولة، إلا في حالات يوضحها القانون للرد على هجوم مسلحين والدفاع الشرعي عن النفس.

وقال إن قانون الأحزاب صدر وأعطيت بعض الأحزاب تراخيص، وكشف أن هناك عدة أحزاب أخرى تنتظر استكمال الأوراق والشروط لتحصل على تراخيص اعتمادها وإعلانها.

وحول الإدارة المحلية قال الأسد إن قانونها صدر بالفعل، ولكن المشاركة في الانتخابات المحلية التي جرت مؤخرا كانت ضعيفة وأقل من المتوقع، بسبب الظروف الأمنية التي حالت دون المشاركة في التصويت أو الترشيح.

كما تحدث عن قانون مكافحة الفساد الذي قال إنه تمت إعادته إلى الحكومة لأنه ألغى هيئة التفتيش التي قال إنها أعم وأشمل من القانون الجديد.

وفيما يتعلق بالدستور أوضح الأسد أنه أصدر مرسوما تم بموجبه تشكيل لجنة لإعداد الدستور من المقرر أن تنتهي منه خلال الفترة المقبلة، وقال إنه بعد اكتمال اللجنة من مهمتها سيُطرح الدستور الجديد للاستفتاء الشعبي في الأسبوع الأول من مارس/آذار المقبل.

وقال إن الدستور الجديد سيركز على الحريات العامة والتعددية الحزبية وكون الشعب مصدر السلطات، وسيكرس دور المؤسسات وغيرها من المبادئ الأساسية.

وأضاف أن الأولوية الآن هي لتحقيق الأمن “وضرب الإرهابيين والقتلة بيد من حديد”، مشددا على أنه “لا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام، ولا تساهل مع من يروع الآمنين، ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه”.

المعارضة السورية: خطاب الأسد أغلق الطريق أمام كل المبادرات

وصفت مشروعه للإصلاح بـأنه “خرقة بالية”

العربية.نت

رفضت المعارضة السورية جملة وتفصيلاً مضمون الخطاب الذي وجهه في وقت سابق اليوم الرئيس السوري بشار الأسد، واعتبرت أن الخطاب بمثابة وأد للمبادرة العربية أو أي مبادرة أخرى لتسوية الأزمة، وأن الخطاب أوضح بشكل جلي أن النظام سيواصل سياسة القتل والقمع ضد الشعب السوري.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول التركية إن الخطاب قطع الطريق على أي مبادرة عربية أو غير عربية لتجنيب سوريا الأسوأ.

وقال غليون إن الخطاب كشف عن الإصرار من جانب النظام على دفع الشعب للانقسام والحرب والأهلية من خلال التلويح بمشروع إصلاح وهمي تحول مع الوقت الى “خرقة بالية” ولم يعد هناك أحد في سوريا يؤمن به.

وشدد غليون على أن النظام لم يتعلم شيئا من الأزمة التي بدأت قبل عشرة أشهر، ولا يزال مستمرا في التصعيد الإرهابي ليؤكد أنه أكثر تطرفا اليوم مما كان عليه في أي فترة سابقة.

وأوضح القيادي السوري المعارض أن الشيء الوحيد الذي كان الشعب السوري في انتظاره هو أن يعلن بشار تنحيه، وبين أن الرد الوحيد على هذا الخطاب الذي يشكل مزيجا من الثرثرة والإنكار وممارسة التضليل، هو استمرار الثورة الشعبية السلمية وتوسيعها وتعميق التلاحم بين الثورة والجيش السوري الحر وكل قوى التغيير والإصلاح، والعمل على حث العالم العربي شعوبا وحكومات على دعم الشعب السوري وتصعيد الضغوط على النظام, والعمل على تعزيز الجهود لدفع المجتمع الدولي لتأمين الحماية للمدنيين السوريين في أسرع وقت.

وأضاف أنه من الواضح أن الرسالة الرئيسية للنظام هي رفض خطة العمل العربي، أعاد التذكير بأن الجاري حاليا هو مؤامرة خارجية ، وأن الأسد اتهم العرب بأنهم شريك في المؤامرة، فالخطاب موجه تماما ضد العمل العربي.

وأوضح غليون أن الخطوة القادمة هي اللجوء للمجتمع الدولي والتوجه للجهات الدولية المعنية بحماية المدنيين

الأسد يصف العرب بالمستعربين ويشبههم بمدخن ينصح بترك التدخين وفي فمه سيجارة

  خطابه الرابع تضمن هجوماً عنيفاً على العرب والجامعة العربية

بيروت – محمد زيد مستو، العربية.نت

في خطابه الطويل اليوم الثلاثاء والذي استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة، شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً عنيفاً على الدول العربية والجامعة العربية بلغ حد وصفهم بالمستعربين وأن تعليق عضوية سوريا في الجامعة معناه تعليق عروبة الجامعة.

الخطاب هو الرابع منذ بدء الحركة الاحتجاجية في البلاد قبل نحو 10 أشهر خصص جزءا منه لتوجيه انتقادات حادة للدول العربية وقال “إن الدول التي تنصحنا بالإصلاح ليست لديها أي معرفة بالديمقراطية”.

وتابع أن “وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح بترك التدخين والسيجارة في فمه”. واستطرد بأن “العرب لم يقفوا مع سوريا يوما” مستشهدا بعدة مواقف مثل غزو العراق واغتيال الحريري وحرب لبنان عام 2006.

وقال الأسد في خطابه إن بلاده تعمل منذ سنوات على تخفيف الخسائر الناجمة عن علاقتها بالعرب، وزاد: “تعليق عضوية سوريا يعني تعليق عروبة الجامعة”.

وشن هجوما قويا على دول عربية دون أن يسميها، قائلا “لا يجوز أن نربط بين العروبة وبين ما يقوم به بعض “المستعربين” .

وعلى الصعيد الداخلي، أكد الأسد على “الإصلاحات” التي قام بها النظام، مثل رفع حالة الطوارئ وإقرار قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام، مشيرا إلى تأخر قانون “مكافحة الفساد” لعدة أسباب، وأشار إلى قرب انتهاء لجنة إعداد الدستور من الانتهاء من وضع مسودة الدستور الجديدة، مردفا: “الدستور الجديد سيركز على التعددية السياسية وتكريس دور المؤسسات وأن الشعب هو مصدر السلطات”.

وبشأن تشكيل حكومة “وحدة وطنية” في البلاد، قال الأسد: حكومة الوحدة الوطنية تكون في البلاد التي توجد فيها نزاعات واسعة، ونحن لا يوجد لدينا انقسام وطني والحكومات في سوريا تضم كافة الأطياف”، وزاد: “نحن مع مشاركة جميع الأطياف السياسية في الحكومة”.

وشدد على أن الحكومة يجب أن تكون موسعة وتتألف من تقنيين وسياسيين.

وأوضح الأسد أن نظامه مستعد للحوار مع المعارضة لكن تلك المعارضة غير مستعدة، معرباً عن استعداده للحوار مع كافة أطياف المعارضة حتى تلك التي تورطت في “أعمال إرهابية في السبعينيات والثمانينيات” من القرن الماضي على حد قوله.

وقال الأسد أمام حشد من الحضور في مدرج جامعة دمشق إن الأحداث تفرض على أبناء سوريا أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد في حل مشاكلهم، والتآمر الخارجي ضد سوريا لم يعد خافيا على أحد، وفقا لتعبيره.

وتابع: “الآن انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الأحداث من أطراف إقليمية ودولية أرادت زعزعة استقرار البلاد”، مشيرا إلى أن بلاده تتعرض لهجمة إعلامية غير مسبوقة تهدف لشل إرادتها، مستشهدا بوجود أكثر من “60 وسيلة إعلامية دولية مكرسة الآن ضد سوريا بالإضافة إلى عشرات مواقع الإنترنت والصحف”.

وقال: تحدثنا بشفافية عن وجود تقصير في مجالات وخلل في مجالات أخرى.. والمخربون استغلوا مظاهرات سلمية للقيام بأعمال القتل والنهب” وأردف: “عندما نتحدث عن مشاركة الخارج لا نقصد الغرب فقط حيث يشارك بعض العرب في هذه المؤامرة، والغريب أن بعض العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة وهذا يدل على أن دولهم فقدت السيادة، وهناك دول عربية حاولت لعب دور أخلاقي وموضوعي في السياسة”.

“لا مناص من التنحي”

وفي تعليق للمعارضة على خطاب الأسد جدد كمال لبواني عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري مطالبته الرئيس الأسد بالتنحي. وقال لبواني في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، إن أهم ما كان ينتظره من الرئيس الأسد في خطابه هو إعلان تنحيته وترك البلاد للشعب القادر على حكم نفسه.

من جانب آخر، قالت الولايات المتحدة الليلة إنه أمر “مرضي” أن تستنتج الجامعة العربية بأن 150 مراقباً ضمن بعثة المراقبة العربية إلى سوريا “ليس كافياً”، وأن عناصر البعثة بحاجة إلى تدريب لأنها المرة الأولى التي تقوم بها الجامعة بمثل هذا العمل.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي “إن الجامعة العربية تحملت مسؤولية كبيرة جداً في محاولة لوقف العنف، والتزمت بدفع نظام “الرئيس بشار” الأسد لتلبية جميع الالتزامات” التي طلبتها الجامعة.

وأضافت نولاند “من الواضح أننا لا نزال بعيدين عن الهدف حتى الآن، حيث إن العنف لم يتوقف والغالبية العظمى من السجناء السياسيين لا يزالون في السجن، ونحن لا نزال نرى جميع أنواع الأسلحة في الأحياء السكنية”.

وأكدت أن الإدارة الأمريكية تعتبر أن شعور الجامعة بأن عدد أفراد البعثة ليس كافياً يعكس حقيقة الواقع، حيث لا يمكن رصد جميع الأحداث على الأرض.

وقالت إن تقييم الجامعة العربية يتوجه لزيادة عدد المراقبين، منبهة إلى أن الموعد النهائي للبعثة هو 19 يناير الجاري.

واختتمت نولاند تصريحها بالقول: “إننا نتفهم مشاعر الإحباط لدى المعارضة”، خاصة مع عدم تحقق الوعود واستمرار العنف.

دعم فرنسي لمهمة المراقبين

وكانت فرنسا أكدت في وقت سابق دعمها الكامل لمهمة المراقبين العرب في سوريا، إلا أنها شددت على ضرورة تعزيزها بصورة أكبر.

وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في مؤتمر صحافي إن “فرنسا تواصل دعم مبادرة الجامعة العربية لوقف إراقة الدماء في سوريا، وقد اتضحت الحاجة الآن إلى تعزيز مهمة المراقبين العرب بشكل كبير في عديدها وقدرتها على إجراء تقييم كامل وفي أي مكان لضمان تطبيق النقاط الأربع في خطة الجامعة دون أن يتمكن النظام من عرقلتها”.

وأشار نادال إلى أن الأيام المقبلة “ستكون حاسمة”، حيث ستتخذ الجامعة العربية في الـ19 من الشهر الجاري قرارها النهائي بشأن الأزمة السورية.

وأكد ضرورة أن ينفذ النظام السوري فوراً النقاط الأربع من خطة الجامعة العربية، ولا سيما وقف القمع، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وعودة قوات الأمن إلى ثكناتها العسكرية.

الجامعة العربية تدين الهجمات على المراقبين محملة الحكومة السورية “المسؤولية

العربي أكد حرص البعثة على مواصلة مهمتها

العربية.نت

دان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم الثلاثاء تعرض المراقبين العرب في سوريا لهجمات وإصابة بعضهم وحمل الحكومة السورية “المسؤولية الكاملة” عن حمايتهم، محذرا من “تجميد” أعمال البعثة في حالة تعرض أعضائها للخطر أو إعاقة مهمتهم.

وقال العربي في بيان أن الجامعة ” تدين تعرض بعض المراقبين لأعمال عنف من جانب عناصر موالية للحكومة السورية في اللاذقية ودير الزور ومن عناصر محسوبة على المعارضة في مناطق أخرى أدت الى وقوع إصابات لأعضاء البعثة وإحداث أضرار جسيمة لمعداتها”.

وأضاف أن الجامعة “تعتبر أن الحكومة السورية مسؤولة مسؤولية كاملة عن حماية أفراد البعثة”، موضحا أن “عدم توفير الحماية الكافية في اللاذقية والمناطق الأخرى التي تنتشر فيها البعثة يعتبر إخلالا جوهريا وجسيما من جانب الحكومة السورية بالتزاماتها”.

وأكد العربي على “حرص” الجامعة العربية على “مواصلة البعثة مهمتها الميدانية في مناخ آمن لأفرادها حتى لا تضطر الى تجميد أعمالها في حالة شعورها بالخطر على حياة أفرادها أو إعاقة مهمتها”.

وقال العربي إنه في حالة تجميد أعمال البعثة فإن الجامعة ستقوم “بتحديد مسؤولية الطرف المتسبب في إفشال مهمتها”.

وأضاف العربي في بيانه أن الجامعة “ترفض أي ضغوط او استفزازات من أي طرف كان حكومة أو معارضة أو محاولة لإثناء البعثة عن القيام بواجبها او إعاقة أعمالها”.

ودعا “الحكومة والمعارضة الى وقف ما تقوم به عناصرها من حملة تحريض ضد البعثة وتمكينها من أداء المهمة الموكلة إليها وتحقيق الهدف النهائي من وجودها على الأرض السورية والمتمثل في المعالجة السياسية للأزمة السورية”.

صعوبات تواجه المراقبين

و من جانبه أكد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في أبوظبي أنه لا يرى “التزاما سوريا يسمح” للمراقبين العرب بأداء مهمتهم في هذا البلد.

وقال في مؤتمر صحافي إن “مهمة المراقبين تزداد صعوبة يوميا لأسباب مختلفة، لا نرى التزاما من الجانب السوري بشكل يسمح للمراقبين بأداء مهمتهم. وللأسف هناك اعتداءات عليهم واضح أنها من غير المعارضة. هذه مؤشرات غير إيجابية”.

إصابة ضابطين كويتيين من بعثة المراقبين

وأعلنت وزارة الدفاع الكويتية الثلاثاء إصابة اثنين من الضباط المشاركين في بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في سوريا ب”جروح طفيفة” أثناء تعرضهما لهجوم من قبل “متظاهرين لم تعرف هويتهم”.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بيان للوزارة أن الضابطين خضعا للعلاج في أحد المستشفيات وهما بصحة جيدة مشيرة الى معاودة عملها في مقر قيادة البعثة.

وأوضح البيان دون تفاصيل أن مراقبين من الكويت والإمارات والعراق والمغرب والجزائر تعرضوا لهجوم بينما كانوا في طريقهم الى اللاذقية أمس الاثنين.

وقد انضم ستة ضباط من الكويت الى بعثة المراقبين في سوريا خلال الأيام الأخيرة

السوريون استفادوا من عدم انقطاع الكهرباء أثناء خطاب الأسد

توقفوا دقائق لمتابعته ثم انفضوا عنه بعد أول كلمات

دمشق – جفراء بهاء

عندما ألقى الرئيس السوري بشار الأسد خطاباً بعد عملية اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري قبل عدة سنوات خلت دمشق تقريباً من السيارات في الشوارع، التزم الجميع البيوت في انتظار ما سيصرح به الرئيس يومها، كانت حالة دمشق كالملهوف على قطرة ماء.

الآن وبعد عدة سنوات من ذلك الخطاب الذي أعلن فيه أن سوريا ستنسحب من لبنان، وبعد عشرة أشهر من الثورة السورية أو ما يدعى بلغة الموالاة الأزمة السورية يطل الأسد من جديد ليلقي خطاباً طال انتظاره نظرياً، لتتوقف حركة السير بضع دقائق في بداية الخطاب والتي سرعان ما استعادت نشاطها بعد أول بضع كلمات.

لم ينتظر السوريون تتممة الكلام، “المكتوب بينقرا من عنوانو”، ومادام قد بدأ حديثه بالضحك “بحسب أحد الشباب” فإنه لن يخرج عن نطاق المحاضرات التي يهوي إلقاؤها في كل فرصة تسنح له.

وعلى اعتبار أن الثورة وبعد مضي عشرة أشهر قد حولت المواطن السوري من شخص يمارس عاداته اليومية ويذهب إلى عمله ويجلب أولاده من المدارس إلى آخر يحاول اغتنام أي فرصة للتنفس بعيداً عن عقوبات نظامه له، فإن فائدة الخطاب الوحيدة بالنسبة له تلخصت بعدم قطع الكهرباء خلال الخطاب وهو ما أعطاه فرصة لإنهاء بعض الأعمال اليومية التي تحتاج للتيار الكهربائي كنوع من الاستغلال الشريف للأزمة.

لا يجوز للمواطن المعارض أن يعلن عن سخريته من خطاب رئيس دولته إن اجتمع في ذات الغرفة مع مواطن موالي، “عيب”، لأن المعارض الصالح يشرب نصف الكأس الملآن، ويحترم شعور الموالي، وما عليه في هذه الحال إلا الخروج من الغرفة متجاهلاً الخطاب الذي يستمتع النظام بتسميته “التاريخي” تاركاً كرسيه لموال يقف على قدميه مجهزاً يديه للتصفيق وفمه للهتاف.

اجتمعنا في إحدى الغرف لسماع كلام الرئيس، زملاء عمل معارضين وموالين، وبعد الدقائق العشرة الأولى بدأ معظم الموجودين بالانسحاب بهدوء على أمل أن لا ينتبه الزميل الموالي خوفاً من تقرير يتهم به المنسحب بالسخرية من كلام (القائد الملهم) على حد تعبير أحدهم.

المواطن الذكي، هو الذي يختار قناة أخرى تحلل الخطاب فيختصر على نفسه استفزاز لامبالاة الرئيس بدماء إخوته.

فيما يرتدي المواطن المتذاكي قميصاً كُتب عليه بالخط العريض “هكذا تنظر الأسود” تعلو صورة رئيسه مع أبيه وأخيه هارباً من نظرات اتهام قد تؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه.

ناطق باسم هيئة التنسيق السورية: لن نشارك بأي حكومة موسعة اقترحها الأسد

روما (10 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رداً على إعلان الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الثلاثاء عن نيّة القيادة إشراك قوى جديدة بما فيها المعارضة في حكومة موسعة، أكّد ناطق رسمي باسم هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية أن الهيئة “غير معنية لا من قريب ولا من بعيد” باقتراح الرئيس الأسد، وأعلن أن الهيئة ترفض المشاركة في أي جهاز تنفيذي مرتقب بالبلاد

وشدد المعارض القيادي في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على رفض الهيئة “بشكل كامل المشاركة في أي حكومة مقبلة، أو الحوار مع السلطة السورية أيضاً”، لأن لديها شروطاً أساسية يجب تحققها، “من أهمها سحب الجيش والقوات الأمنية من المدن، ووقف القتل والاعتقال، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والمعتقلين على خلفية التظاهرات، والسماح بالتظاهر السلمي، قبل الانتقال إلى الحديث عن مرحلة انتقالية هدفها واضح ووحيد وهو الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي”، على حد وصفه. وأضاف منوها “هذا كله ترفضه السلطة السورية، وعليه فإن هيئة التنسيق لن تحاور السلطة ولن تشارك في أي حكومة مقترحة، وهي غير معنية بالمطلق بهذه الاقتراحات” وفق تأكيده

وأعرب عن قناعته بأن الوضع في البلاد “مهدد بالانتقال إلى الأسوأ”، وحذّر من “تدهور الوضع في سورية إلى مستوى أكثر خطورة ودموية”

وكان الرئيس السوري قد رأى اليوم في خطاب هو الرابع له منذ انطلاق الاحتجاجات في سورية قبل عشرة أشهر، أن الأزمة والدستور الجديد المرتقب وقانون الأحزاب أفرز قوى جديدة من الممكن إشراكها في حكومة موسعة، مشيراً إلى وجود تجاوب إيجابي من بعض هذه القوى دون أن يحددها

وشدد على أن معايير المشاركة هو أن تكون “المعارضة وطنية ولا تجلس في السفارات ولا تستعين بالخارج ولا تبتز السلطة ولا تحاورها في السر”، على حد وصفه

حزب سوري معارض: خطاب الأسد يعكس استمرار التعاطي القمعي مع الثورة

روما (10 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى حزب سوري معارض أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ألقاه الثلاثاء، “يعكس وبشكل قاطع استمراره على نهج التعاطي القمعي مع الثورة واستمراره في سفك الدماء السورية”، ورجّح أن تشهد الأيام المقبلة “تطورات ثورية” في سورية تمهد لسقوط النظام

ورأى حزب الحداثة والديمقراطية أن الأسد “اجتر مهازل خطاباته السابقة، واستطرد وتناقض وأظهر وجهاً غارقاً في الانفصال عن الواقع، وكان تركيزه على المؤامرة الخارجية من المحاور الأبرز التي تمسك بها منذ اندلاع الثورة السورية بما يعكس وبشكل قاطع استمراره على نهج التعاطي القمعي مع الثورة واستمراره في سفك الدماء السورية واستباحة حياة السوريين”، حسبما جاء في بيان

وأضاف الحزب أن خطاب الأسد “تجسيد مادي لحالة الضياع السياسي التي يمر فيها والتي عادة ما تكون مقدمة لفقدان السيطرة على الأحداث في البلاد بشكل شامل”. وشدد على “أن الثورة والثوار في سورية لم يكونوا ينتظرون أي شيء جاد يمكن أن يتعاطوا معه سوى رحيله الفوري وغير المشروط عن السلطة”، وأردف “على ذلك فالرد المناسب على استمرار بشار الأسد ونظامه في مواقعهم قامعين وفاسدين ومجرمين هو المزيد من اشتعال الثورة والمزيد من تعميق حالتها وتكريس بيئتها على مختلف أرجاء البلاد، وسيشهد المستقبل القريب تطورات ثورية تدخل بشار الأسد وزمرته المجرمة في حالة إحباط وعجز متزايد مقدمة لإسقاطهم الذي لم يعد بعيداً عن مرأى الشعب السوري”، وفق البيان

السلطات السورية تعلن الالتزام بتنفيذ البروتوكول الموقع بينها والجامعة العربية

دمشق – القاهرة (10 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت السلطات السورية مساء الثلاثاء عن “الالتزام بتنفيذ البروتوكول الموقع بينها والجامعة العربية” في التاسع عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي

وجاء ذلك خلال لقاء بين وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم مع رئيس فريق مراقبي الجامعة العربية محمد أحمد مصطفى الدابي، حيث نوه الأول بالاستعداد لـ”مواصلة التعاون التام مع بعثة المراقبين العرب بما يكفل لها أداء مهامها على الشكل الأمثل”، حسبما نسبت إليه وكالة الأنباء الرسمية السورية

وشدد وزير الخارجية السوري على “أهمية ممارسة المراقبين لمهامهم بروح من الموضوعية والحياد”، كما “أكد أن سورية ستستمر بتحمل مسؤولياتها بتأمين أمن وحماية هؤلاء المراقبين وعدم السماح لأي عمل يعيق ممارسة مهامهم.. واستنكاره ورفضه لأي عمل تعرضت له فرق البعثة أو يعرقل تأديتهم لمهامهم انطلاقا من قناعة سورية بأن نجاح مهمة المراقبين العرب في سورية يصب في مصلحة سورية والجامعة العربية”

ولفت المعلم إلى ما أسماه “محاولات بعض الأوساط الإقليمية والدولية للتشكيك بأداء بعثة المراقبين في محاولة لإفشال دور الجامعة العربية ونقل الملف إلى مجلس الأمن بغطاء عربي”، وفق سانا

وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حذر من “وجود حملة مغرضة ضد الجامعة العربية وبعثة المراقبين في سورية تحاول إفشال مهمة البعثة ومعالجة الأزمة السورية في الإطار العربي”. وقال في بيان إن “هذه الحملة انعكست على نشاط البعثة وأعضائها من خلال تعرض بعض أفرادها إلى أعمال عنف من جانب عناصر موالية للحكومة السورية في اللاذقية ودير الزور، ومن عناصر محسوبة على المعارضة في مناطق أخرى، أدت إلى وقوع إصابات لأعضاء البعثة وإحداث أضرار جسيمة لمعداتها، والتهديد بتكرار هذه الاعتداءات في الأيام المقبلة”.

كما أكّد بيان الجامعة العربية على أن البعثة حريصة على “مواصلة مهمتها الميدانية في مناخ آمن لأفرادها حتى لا تضطر إلى تجميد أعمالها في حالة شعورها بالخطر على حياة أفرادها أو إعاقة مهمتها، وتحديد مسؤولية الطرف المتسبب في إفشال مهمتها”، وأعلنت الجامعة العربية رفضها لـ “أية ضغوط أو استفزازات من أي طرف كان حكومة أو معارضة، أو محاولة لإثناء البعثة عن القيام بواجبها أو إعاقة أعمالها”، كما دعت الحكومة والمعارضة إلى “وقف ما تقوم به عناصرها من حملة تحريض ضد البعثة، وتمكينها من أداء المهمة الموكولة إليها وتحقيق الهدف النهائي من وجودها على الأرض السورية والمتمثل في المعالجة السياسية للأزمة السورية” وفق نص البيان

عضو بالمجلس الوطني السوري: حديث الاسد عن الاصلاح أوهام

تونس (10 كانون ثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال عضو المجلس الوطني السوري عبد الله التركماني، الثلاثاء إن حديث الرئيس بشار الأسد في خطابه اليوم عن الإصلاح “مجرد أوهام” وانه “على الأمم المتحدة وعلى مجلس الأمن رفع الظلم عن السوريين وحماية المدنيين” بالبلاد

وأضاف التركماني في تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء تعليقا على خطاب الرئيس السوري “الأسد كرر نفسه مجددا وخطاباته الأربعة منذ بداية الثورة في سورية كلها متشابهة وهو لا ينطلق من الواقع بل من أوهام يرسمها له مستشاروه و المسؤولين الامنيين المحيطين به، على حد تعبيره

وقال العضو في المجلس الوطني السوري المعارض إن “الوضع في البلاد هو غير ما يتحدث عنه بشار وهو (الأسد) لا يريد ان يعترف بان الشعب يريد التغيير و يحاول في المقابل الالتفاف على الواقع”

وبخصوص ما ذكره الاسد عن وعود قال التركماني “الحديث عن الإصلاح بعد سقوط ستة آلاف وخكسائة شهيد وآلاف الجرحى والمهجرين مجرد أوهام يطلقها الأسد “، فكلام الأخير عن الانتخابات او الاستفتاء على الدستور”هراء، فهو لا يفرق بين الدولة والسلطة”، ولفت التركماني إلى أن “المجلس الوطني السوري وبقية قوى التغيير في البلاد وخارجها يريدون الانتقال الى نظام ديمقراطي بكل المواصفات”، حسب تعبيره

وبشأن كلام الرئيس الأسد حول وجود إرهابيين يجب ضربهم بيد من حديد ومخططات خارجية، قال التركماني “النظام في مأزق وهو يحاول أن يفسر الثورة على أنها من صنع إرهابيين وانه توجد مخاطر حرب أهلية في المنطقة ستطال تركيا ولبنان و العراق وحتى الأردن ولكن هذين السلاحين الإرهاب والحرب الأهلية لن يجديا نفعا لان الشعب السوري شعب موحد وهذه الأكاذيب لن تنطلي على أحد شأنها شأن حبل الممانعة والعروبة التي يتأرجح عليها النظام حاليا “،

وحول إعلان رئيس المجلس الانتقالي السوري برهان غليون اليوم ان الحل الوحيد لأزمة بلاده هو بالاتجاه نحو مجلس الأمن بعد رفض النظام السوري الحل العربي، قال التركماني “دماء شعبنا ليست مجالا للتجربة البيروقراطية والجامعة أثبتت ان إمكانياتها و تجربتها لا تؤهلها لكي تتعامل مع هذا الحجم من الجرائم ضد الإنسانية في سورية، فمن الطبيعي اذن، بل ينبغي على الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي رفع الظلم عن شعبنا و ان تتم حماية المدنيين” ، حسب تعبيره مضيفا في ذات السياق ان المجلس الوطني السوري سيطالب بعقد مؤتمر دولي حول الأزمة السورية

وعن الدور التركي، قال عضو المجلس الانتقالي السوري “تركيا لا يمكن ان تكون الا مع ثورة شعبنا وهي في انتظار مظلة عربية او دولية لتفعيل دورها و إن كنا وددنا لو أن التحرك تم في إطار الجامعة لكن هذه الأخيرة أثبتت عدم قدرتها وان كانت هناك نوايا طيبة”، حسب تقديره

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قال أمس الاثنين إن “الوضع في سورية في طريقه نحو حرب دينية وطائفية وعنصرية” وهو امر “ينبغي منعه”، مجددا دعوته بشار الأسد إلى “التنحي”

تيرسي واوغلو: ضرورة تكثيف ضغوط المجتمع الدولي على النظام السوري

روما (10 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

بحث وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي في محادثة هاتفية اليوم مع نظيره التركي احمد داود اوغلو آخر التطورات في سورية

وقالت وزارة الخارجية الايطالية في بيان لها أن الوزيرين “اتفقا على ضرورة تكثيف المجتمع الدولي ضغوطه على النظام السوري، بالتزامن مع اعتماد وشيك لخطة عمل جديدة من جانب جامعة الدول العربية” حسب تعبير البيان

وشدد كل من تيرسي وداود أوغلو، على “التصميم المشترك على العمل بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأطراف الإقليمية الفاعلة، مع الحفاظ على قناة ثابتة للحوار مع المعارضة السورية” على حد قوله

وأكد رئيس الدبلوماسية الايطالية لنظيره التركي، استعداد بلاده مواصلة العمل على صعيد الاتحاد الأوروبي “من أجل الشروع قريباً في عملية الإلغاء التدريجي لمتطلبات الحصول على تأشيرة للإقامة لمدة مدة قصيرة للمواطنين الأتراك” مذكراً بأنه قد تم بالفعل طرح هذه المسألة على المفوض الأوروبي

قوات الأمن السوري تواصل حملتها على المحتجين رغم وعود الأسد

اتهم ناشطون معارضون قوات الأمن السورية بمواصلة قمعها للمحتجين واستمرار قتلهم بالرغم من وعود الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الاثنين بتغيير الدستور، وإجراء انتخابات تشريعية قريبة، ومحاربة الفساد، والجلوس مع المعارضة دون شروط مسبقة.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا والهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن السورية أطلقت النار الاثنين على مظاهرة متجهة إلى ساحة الحرية لاستقبال اللجنة العربية. وقتل نتيجة لذلك 16 شخصا، وأصيب 60 آخرون بجروح.

وكان المتظاهرون قد بدأوا في التجمع في الساحة العامة بدير الزور قبيل وصول وفد المراقبين العرب، لكن قوات الأمن بدأت إطلاق النار عند وصول المراقبين لمنع وصول المتظاهرين إليهم.

جسر الشغور

وقال العقيد مالك كردي نائب قائد الجيش السوري الحر لبي بي سي إن “قوات الأمن أطلقت النيران في جسر الشغور على المحتجين الذين تجمعوا للحديث مع مراقبي الجامعة العربية، وإن إطلاق النيران –بحسب وصفه- طال بعض المراقبين”.

وقال كردي إن نحو 50 ألف عسكري انشقوا حتى الآن عن قوات النظام السوري، وإن الجيش السوري الحر يتعهد باستمرار العمليات حتى إسقاط النظام.

وقد بلغ عدد القتلى في سوريا منذ بدء مهمة لجنة مراقبي جامعة الدول العربية –كما تقول لجان التنسيق المحلية- 620 شخصا، بينهم 38 طفلا.

حماية المراقبين العرب

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن وزير الخارجية وليد المعلم التقى مع الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس فريق مراقبي الجامعة العربية بعد ظهر الاثنين.

وعبر وزير الخارجية السوري عن التزام بلاده بتنفيذ البروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولكن المعلم أكد في الوقت نفسه على أهمية ممارسة المراقبين لمهامهم بروح من الموضوعية والحياد.

وشدد المعلم على استمرار تحمل سوريا لمسؤولياتها في حماية المراقبين وعدم السماح لأي عمل يعيق ممارسة مهامهم.

وقال وزير الخارجية السوري إن هناك ما سماه “محاولات بعض الأوساط الإقليمية والدولية للتشكيك في أداء بعثة المراقبين لإفشال دور الجامعة العربية، ونقل الملف لمجلس الأمن الدولي بغطاء عربي”.

خطاب الأسد

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وعد في خطاب في دمشق الثلاثاء بإجراء استفتاء على دستور جديد لسوريا في بداية شهر مارس/آذار المقبل، تليه انتخابات تشريعية في شهر مايو/أيار أو يونيو/حزيران.

وقال الأسد “الأولوية القصوى الآن هي استعادة الأمن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد”.

وأشار الأسد إلى أن تغييرات كبيرة ستحدث في بنية الدولة والحزب الحاكم في سوريا قائلا “نحن مقبلون على تبديلات، وسيعقد مؤتمر قطري، وستنتخب قيادة قطرية جديدة، وسنعتمد على الشباب في جزء كبير منها”.

ودعا الأسد المعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار قائلا “في الحوار لا توجد لدينا أي قيود ونحن جاهزون لبدء الحوار غدا”.

بيد أنه اتهم أجزاءً من المعارضة بأنها غير مستعدة للحوار مشددا “لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو تبتزنا، أو تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدا”.

ورفضت المعارضة السورية، ممثلة بالمجلس الوطني السوري، ما ورد في خطاب الرئيس واعتبرته إعلانا عن رفض النظام للمباردة العربية، ودعت إلى رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

الاسد يعلن عن استفتاء شعبي على دستور جديد في اذار/مارس

وعد الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب في دمشق الثلاثاء باجراء استفتاء على دستور جديد لسوريا في بداية شهر آذار/مارس المقبل، تليه انتخابات تشريعية في ايار/مايو او حزيران/يونيو.

وردت المعارضة السورية ممثلة بالمجلس الوطني السوري برفض ما جاء في الخطاب واعتبرته اعلانا عن رفض النظام للمباردة العربية، ودعت الى رفع الملف السوري الى مجلس الامن.

وقال الاسد “بعد ان تنهي لجنة الدستور عملها سيكون هناك استفتاء على الدستور في الاسبوع الاول من شهر آذار/مارس” وبناء على تاريخ الاستفتاء، ستجرى انتخابات تشريعية في ايار/مايو او حزيران/يونيو المقبلين.

واوضح الاسد ان اللجنة المكلفة باصلاح الدستور هي الآن في مرحلة المراجعة الاخيرة للدستور، مشددا على ان الاصلاح السياسي وحده ليس كافيا لحل الازمة.

واكد الرئيس السوري ان “انتخابات مجلس الشعب مرتبطة بالدستور الجديد وتعطي الوقت للقوى (السياسية الجديدة) لتؤسس نفسها … والجدول الزمني مرتبط بالدستور الجديد”.

وشدد الاسد على ان استعادة الامن تمثل “اولوية قصوى” بالنسبة لنظامه مشيرا ان ذلك “لا يتحقق الا بضرب الارهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد”.

واشار الاسد الى ان تغييرات كبيرة ستحدث في بنية الدولة والحزب الحاكم في سوريا قائلا ” نحن مقبلون على تبديلات وسيعقد مؤتمر قطري وستنتخب قيادة قطرية جديدة وسنعتمد على الشباب في جزء كبير منها”.

ودعا الاسد المعارضة للجلوس الى طاولة الحوار قائلا “في الحوار لا توجد لدينا أي قيود ونحن جاهزون لبدء الحوار غدا”.

بيد انه اتهم اجزاءً من المعارضة بأنها غير مستعدة للحوار مشددا “لا نريد معارضة تجلس في السفارات او تبتزنا او تحاورنا بالسر كي لا تغضب احدا”.

وبرر الاسد تأخر اصدار قانون مكافحة الفساد في البلاد بسبب ” اعادته للحكومة لانه الغى هيئة التفتيش” موضحا انه طلب من الحكومة “مراجعة قانون مكافحة الفساد وتدرس تحديد نقاط تتعلق بهيئة التفتيش”. مشددا على انه “لا يمكن مكافحة الفساد دون ان يكون هناك تنظيم اداري ووعي شعبي”.

رد المعارضة

ورد المجلس الوطني السوري المعارض على خطاب الاسد بعقد مؤتمر صحفي في اسطنبول اعلنوا فيه رفض ما جاء في الخطاب ووصفوه بأنه نوع من الهلوسة وانه تأكيد على الاستمرار في استخدام العنف ودفع الشعب الى الانقسام.

وقال رئيس المجلس برهان غليون ان المجلس سيرسل وفدا الى الأمم المتحدة لعرض وجهة نظره، ونعمل بالتنسيق مع الجامعة العربية.

واضاف “سنلتقي مسؤولين في الامم المتحدة ونطلب منهم تحويل الملف السوري الى مجلس الامن”. مضيفا ان المجلس لن يتخلى عن الطرف العربي في أي مبادرة يتم تقديمها”.

وشدد غليون على ان دلالة خطاب الاسد تعني “ان النظام السوري يرفض المبادرة العربية ويجب رفع الملف الى مجلس الامن”.

اتهامات

واتهم الرئيس السوري في خطابه اطرافا دولية واقليمية بمحاولة تزوير الاحداث في سوريا وتشويه صورتها ، قائلا “انقشع الضباب ولا يمكن تزوير الاحداث من قبل اطراف دولية واقليمية، الخداع ضد سوريا لم يعد ينطلي على احد”.

واشار الى أن هذه الاطراف تحاول الحاق “هزيمة نفسية ومعنوية” بسوريا و”ان يشلوا ارادتنا وان يدفعوننا الى الانهيار” مضيفا ان ثمة اكثر من 60 محطة تلفزيونية والعشرات من مواقع الانترنت والصحف تعمل ضد سوريا.

وشن الاسد هجوما على الجامعة العربية التي وصفها بأنها مجرد انعكاس للوضع العربي مضيفا “وهي مرآة لحالتنا العربية المزرية والسياق يسير من سيء الى اسوأ وما كان يحدث بالسر بات يحدث بالعلن تحت شعار مصلحة الامة”.

ووصف الاسد الدور العربي بأنه جاء مفاجئا بعد أن فشلت محاولات احالة الموضوع الى مجلس الامن، مشيرا الى ان سوريا هي التي كانت طرحت منذ البداية فكرة قدوم مراقبين عرب اليها.

خسارة مزمنة

واضاف الاسد “خسارتنا مع العالم العربي حالة مزمنة، ولكن الجامعة هي الخاسرة بخروج سوريا منها واذا علقوا عضوية سوريا فانهم يعلقون عروبة الجامعة وليس عروبة سوريا”.

وقال الاسد إن الدول العربية ليست واحدة في سياسيتها تجاه سوريا و”بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا بالسياسية وعندما نسألهم يقولون ان هناك ضغوطا خارجية”.

وشدد الرئيس السوري على ان “التنوع الاسلامي المسيحي في بلادنا هو مصدر قوتنا، “لا يجوز ان نربط بين العروبة وما يقوم به البعض من المستعربين”.

المراقبون العرب

ويأتي الخطاب عقب تمديد عمل بعثة المراقبين العرب في سورية وقبيل مؤتمر لحزب البعث الحاكم بعد اسبوعين يتوقع ان يتمخض عن قيادة جديدة للبعث وحكومة سورية جديدة.

في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من ان سوريا “تتجه نحو حرب دينية وطائفية واثنية، وهو احتمال يجب الوقوف بوجهه.”

تواصلت اعمال العنف في سوريا على الرغم من وجود المراقبين

وقال اردوغان إن على تركيا الاضطلاع بدور قيادي في هذا المسعى، “لأن استمرار الوضع الراهن يشكل تهديدا لتركيا.”

وكانت اللجنة الوزارية العربية قد قررت مواصلة مهمة المراقبين، وطلبت تقديم الدعم لها وإعطاءها الوقت الكافي لانجاز مهامها.

واعتبرت اللجنة الوزارية العربية في ختام اجتماع لها في القاهرة مساء الاحد أن الحكومة السورية نفذت “جزئيا” التزاماتها للجامعة العربية.

ورأت اللجنة أن استمرار عمل بعثة المراقبين العرب “مرهون بتنفيذ الحكومة السورية الفوري” لتعهداتها.

ودعا وزراء الخارجية العرب الحكومة السورية ومن سموهم الاطراف المسلحة الاخرى الى وقف كافة أعمال العنف والسماح بدخول مزيد من المراقبين.

وزارت بعثة المراقبين العرب يوم الاثنين مدينة حمص التي تشهد مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن.

من جهتها وجهت المعارضة السورية انتقادات حادة الى عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا واتهمتها ب”التغطية على جرائم النظام السوري”.

وقد بدأ فريق المراقبين التابعين للجامعة العربية عمله في سوريا في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي بهدف تقويم الوضع، وتحديد إن كان النظام السوري يلتزم ببنود مبادرة الجامعة التي تهدف إلى وقف حملة “قمع” المحتجين.

ويقول المنتقدون إن مهمة المراقبين فشلت في إحراز أي تقدم تجاه اقتلاع جذور القمع وإنهم يجب أن يرحلوا.

وطبقا لتقديرات الأمم المتحدة أسفرت حملة “قمع” الاحتجاجات منذ مارس/آذار 2011 عن مقتل أكثر من 5000 شخص.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

الاسد يتوعد بالضرب “بيد من حديد” ويسخر من الجامعة العربية

بيروت (رويترز) – توعد الرئيس السوري بشار الاسد يوم الثلاثاء بضرب “الارهابيين” بيد من حديد وسخر من محاولات جامعة الدول العربية وقف انتفاضة عمرها عشرة أشهر ضد حكمه.

واحتوت كلمة للاسد مدتها 100 دقيقة هي أول كلمة للشعب منذ يونيو حزيران على وعود بالاصلاح لكنها لم تتضمن أي تنازلات كبيرة ربما تهديء المعارضة المصممة على انهاء سيطرة أسرة الاسد المستمرة منذ أربعة عقود على الحكم.

وعرض الاسد (46 عاما) اجراء استفتاء على دستور جديد في مارس اذار قبل انتخابات برلمانية متعددة الاحزاب جرى تأجيلها لفترة طويلة. وبموجب الدستور السوري الحالي فان حزب البعث الذي يتزعمه الاسد هو “الحزب القائد في المجتمع والدولة.”

لكن الزعيم السوري لم يعط أي اشارة على استعداده للتخلي عن السلطة التي ورثها بعد وفاة والده حافظ الاسد في عام 2000 .

وقال يوم الثلاثاء “لست أنا من يتخلى عن المسؤولية.”

وفي أحدث اراقة للدماء قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت عشرة أشخاص على الاقل بالرصاص في مدينة دير الزور بشرق البلاد. وأضاف المرصد أن رجلا قتل أيضا بعيار ناري أطلق من نقطة تفتيش في مدينة حمص.

ويصعب التحقق من صحة روايات النشطاء أو الحكومة حيث تمنع السلطات معظم وسائل الاعلام الاجنبية من العمل في البلاد.

وأدلى الاسد بتصريحات لاذعة عن الجامعة العربية التي أرسلت مراقبين للتحقق من التزام سوريا بخطة سلام عربية بعد أن علقت عضوية بلاده في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

وقال الاسد “الجامعة العربية فشلت خلال اكثر من ستة عقود فى انجاز موقف يصير فى مصالح الدول العربية.”

وأدانت الجامعة العربية يوم الثلاثاء هجوما تعرض له 11 من مراقبيها بمدينة اللاذقية الساحلية وقالت ان الحكومة السورية أخلت بالتزامها بتوفير الحماية لبعثة المراقبين.

وقالت الجامعة في بيان ان بعثتها هوجمت في مدينتي اللاذقية ودير الزور على أيدي مؤيدين للحكومة وفي مناطق أخرى على أيدي محتجين معارضين.

وأفاد مصدر في غرفة عمليات بعثة المراقبة في القاهرة أن محتجين غاضبين في اللاذقية حطموا زجاج سيارات المراقبين مما ألحق ببعضهم اصابات طفيفة لكن لم ينقل أي من المراقبين للمستشفى.

وقال المصدر لرويترز “تعرض المراقبون للضرب مما أدى الى نزف أحدهم من فمه واصابة أربعة اخرين بكدمات في الوجه.”

وقال الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وزير خارجية الامارات “هناك اعتداءات مع الاسف حدثت على المراقبين من قبل بعض العناصر من غير المعارضة ومن المفترض ان تتحدث الجامعة العربية عن الاعتداءات على مراقبي الجامعة العربية وهم من دول مجلس التعاون.”

وتابع قائلا “مهمة المراقبين في سوريا تصعب لاسباب مختلفة لاننا لا نرى انخفاضا في عملية القتل.”

وقالت سوريا انها مستمرة في تحمل مسؤولياتها لتأمين المراقبين العرب وعدم السماح بأي عمل يعرقل مهمتهم.

وفي حين اختارت الجامعة العربية استمرار عمل بعثة المراقبين على الاقل حتى 19 يناير كانون الثاني قالت يوم الاحد ان الحكومة السورية لم تف الا بجانب من تعهداتها بوقف العنف وسحب القوات من المدن واطلاق سراح سجناء سياسيين والسماح لوسائل الاعلام بحرية دخول البلاد وبدء حوار مع معارضيها.

وقالت شخصيات من المعارضة السورية ان بعثة المراقبين فشلت في وقف اراقة الدماء لكن روسيا وهي حليف قديم لحكومة الاسد قالت يوم الثلاثاء ان البعثة لها دور في استقرار الاوضاع في سوريا.

واشتكى الاسد من أن سوريا كانت هدفا لحملة لا تتوقف لوسائل اعلام أجنبية. وأنحى باللائمة في عدم الاستقرار في سوريا على “مخططات خارجية”. وقال ان من المؤسف أن بعض الدول العربية أصبحت جزءا من الضغوط الخارجية.

ويتشابه أسلوب معالجته للاضطرابات بتصويرها كمؤامرة خارجية والتعامل معها بالقمع العنيف والوعود المترددة بالاصلاح مع أساليب زعماء عرب اخرين واجهوا احتجاجات جماهيرية في العام الماضي. وأطيح بثلاثة حكام مستبدين.

ورغم الاضطرابات المتواصلة في سوريا حيث تتزايد هجمات المسلحين الى جانب المظاهرات السلمية لا تزال قوات الامن الموالية للاسد تحتفظ على ما يبدو بوضع مسيطر الى الان.

وقال أيهم كمال من شركة أوراسيا جروب لاستشارات المخاطر السياسية “من المرجح أن يحتفظ النظام السوري بالسلطة معظم عام 2012 … وبالرغم من أن الانشقاقات على الجيش ستتزايد من المرجح أن يحافظ الجيش على تماسكه.”

ولم تشكل المعارضة السورية التي تعج بالتوترات بين الفصائل الى الان مجلسا تمثيليا مقبولا على نطاق واسع.

وتقول الامم المتحدة ان قمع السلطات السورية للمظاهرات المناهضة للاسد أدى الى سقوط أكثر من خمسة الاف قتيل. وتنحي السلطات السورية باللائمة على متشددين اسلاميين مسلحين تقول انهم قتلوا ألفين من أفراد قوات الامن.

ورغم ارتفاع عدد القتلى نفى الاسد وجود أي سياسة تستهدف قتل المتظاهرين. وقال في كلمته “لا يوجد أى أمر بأى مستوى من مستويات الدولة باطلاق النار على أى مواطن.”

ولكنه شدد على أن “الاولوية القصوى الان والتي لا تدانيها اية أولوية هي لاستعادة الامن.” وقال “وهذا لا يتحقق الا بضرب الارهابيين القتلة بيد من حديد.”

ووصف برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض كلمة الاسد بأنها خطيرة بسبب “اصراره على استخدام العنف ضد شعبنا واعتبار الثورة مؤامرة ارهابية مستمرة وبالتالى قطع الطريق على أى مبادرة عربية او غير عربية لايجاد مخرج سياسى للازمة.”

وأثار الصراع في سوريا الحليف العربي الوحيد لايران انزعاج جيرانها.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الاثنين “الوضع في سوريا في طريقه نحو حرب دينية وطائفية وعنصرية وهذا ينبغي منعه.” واردوغان كان صديقا للاسد لكنه أصبح من أشد منتقديه.

وقالت اسرائيل يوم الثلاثاء انها تستعد لاستقبال لاجئين من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد في حالة سقوط حكمه.

ونقلت وكالة دوجان للانباء عن حاكم اقليم تركي قوله ان مسؤولي الجمارك اعترضوا يوم الثلاثاء أربع شاحنات للاشتباه في أنها تحمل عتادا عسكريا من ايران الى سوريا بعد أن حصلت الشرطة على معلومات عن الشحنة.

وحث غليون الجامعة العربية على احالة ملف سوريا الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة لوقف محاولات الاسد لسحق المعارضة ولحماية المدنيين.

والجامعة العربية منقسمة على ما يبدو بشأن مثل هذه الخطوة.

وتعارض روسيا والصين اي تدخل لمجلس الامن في سوريا في حين لم تبد القوى الغربية المعادية للاسد حتى الان رغبة في تدخل عسكري.

من دومينيك ايفانز

(شارك في التغطية مريم قرعوني وليلى بسام في بيروت وخالد يعقوب عويس في عمان)

الجامعة العربية: سوريا يجب أن تتحمل مسؤوليتها في تأمين المراقبين

القاهرة (رويترز) – أدانت جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء هجوما شنه محتجون هذا الأسبوع على مراقبين بمدينة اللاذقية السورية وقالت ان الحكومة السورية أخَلَت بالتزامها بتوفير الحماية لبعثة المراقبين التابعة للجامعة.

وقال مسؤول في الجامعة ان 11 مراقبا أصيبوا بجروح طفيفة في الهجوم الذي وقع يوم الاثنين.

وقال بيان صادر عن الجامعة “ان عدم توفير الحماية الكافية في اللاذقية والمناطق الاخرى التي تنتشر فيها البعثة يعتبر اخلالا جوهريا وجسيما من جانب الحكومة بالتزاماتها.”

وكانت بعثة المراقبين التي تضم 165 مراقبا تعرضت لانتقادات من كل من الحكومة السورية ومن جماعات المعارضة التي تسعى لانهاء حكم الرئيس السوري بشار الاسد وعائلته التي حكمت البلاد لاكثر من أربعة عقود.

وقالت الجامعة في بيان ان المراقبين تعرضوا لاعتداءات من قبل متظاهرين مؤيدين للأسد في مدينتي اللاذقية ودير الزور.

وأفاد مصدر في غرفة عمليات بعثة المراقبة في القاهرة ان محتجين غاضبين حطموا زجاج سيارات تابعة للمراقبين مما ألحق ببعضهم اصابات طفيفة ولم ينقل أي من المراقبين للمستشفى.

وقال المصدر لرويترز “تعرض المراقبون للكم والضرب مما أدى الى نزيف من فم أحدهم واصابة وجوه أربعة آخرين بكدمات.”

ويقول معارضو الاسد ان بعثة المراقبة فشلت في وقف العنف ولا تفعل شيئا سوى أنها تتيح للسلطات مزيدا من الوقت لمهاجمة السكان.

وقالت سوريا انها ملتزمة بالتعاون مع مراقبي الجامعة العربية.

قال بيان لوزارة الخارجية يوم الثلاثاء ان وزير الخارجية وليد المعلم أكد لرئيس بعثة المراقبين أن “سوريا ستستمر بتحمل مسؤولياتها لتأمين أمن وحماية هؤلاء المراقبين.”

وأضاف البيان عن المعلم تأكيده “عدم السماح لاي عمل يعيق ممارسة مهامهم” كما أنه عبر عن “استنكاره ورفضه لاي عمل تعرضت له فرق البعثة أو يعرقل تأديتهم لمهامهم.”

وقالت الجامعة العربية يوم الاحد ان الحكومة السورية لم تف الا بجانب من تعهداتها بوقف العنف وسحب القوات من المدن واطلاق سراح سجناء سياسيين والسماح لوسائل الاعلام بحرية دخول البلاد وبدء حوار مع معارضيها.

وقررت الجامعة يوم الاحد توسيع بعثة المراقبين واستمرارهم في العمل على الاقل الى حين تقديم تقرير ثان في 19 يناير كانون الثاني.

وأكدت الجامعة العربية في بيان “حرصها على مواصلة البعثة مهمتها في مناخ امن لافرادها حتى لا تضطر الى تجميد أعمالها في حالة شعورها بالخطر على حياة أفرادها.”

وأضاف البيان أن الجامعة أيضا “ترفض أي ضغوط أو استفزازات من أي طرف كان – حكومة أو معارضة – أو محاولة لاثناء البعثة عن القيام بواجباتها أو اعاقة أعمالها.”

المراقب العربي أنور مالك ينسحب من مهمته

مما قاله انور مالك عبر مقابلته مع قناة الجزيرة

لقد انسحبت من البعثة بسبب أني شعرت بانني أخدم نظام قتل… الآلاف و ليس لديه مانع بأن يقتل مواليه ليقنع الناس بروايته الكاذبة…دخلت لحمص و بابا عمرو و رأيت جثث و أشلاء مفحمة و حمص يجب أن تعلن كمدينة منكوبة.

لم ألمس وجود أي أسلحة بأيدي المتظاهرين.

زرت معتقل الأمن السياسي و وجدت أشخاصا في حال يرثى لها.

لم يتم سحب أي آلية عسكرية في حمص ما عدا تلك المحاصرة من الجيش الحر.

المعتقلون الحقيقون الذين طالبنا بالإفراج عنهم لم يتم إطلاق سراحهم.

النظام يستخدم وسائل لتضليل المراقبين و من أمثلتها تغيير اسماء الشوراع

تكلمت عن الوضع هناك و انا في سورية لانه قد بلغ السيل الزبى و لم يعد منظر الجثث محتملا.

– لا أستطيع أن أمنع القتل الذي يحصل

– النظام يمارس كل الأفعال بطريقة قذرة

– النظام مستعدة لقتل الموالين له ليثبت صدق روايته

– وجدت نفسي انني سأصبح شبيحاً لذلك اعلنت انسحابي

– دخلت بابا عمرو والخالدية والسلطانية وباب السباع روأيت مشاهد يندى لها الجبين .. رأيت جثثاً معذبة مسلوخة وأطفال قتلوا !!

– تم قنص الأشخاص أمام أعيننا من أتباع النظام !

– لا استطيع ان اتخلص من انسانيتي امام هذه المواقف

– وجدت نفسي انني امام مأساة إنسانية

– أعتقد ان رئيس البعثة يريد ان يمسك العصا من الوسط لكي لا يغضب اي طرف لذلك لم يصرح بما يحصل فعلاً

– الواقع مأساوي في حمص.. يجب ان تعلن بابا عمرو وغيرها مناطق منكوبة بكل معنى الكلمة

– تعرضت حمص للقصف بالأسلحة الثقيلة وشاهدنا أثر ذلك على البيوت والمباني السكنية

– زرت الأمن السياسي ووجدت أناس بحالة مأساوية يرثى لها يتعرضون للتعذيب والتجويع المنظم.. وقد تم تهريب بعض المساجين الذين تعرضو لتعذيب شديد لمناطق عسكرية لا يمكن زيارتها

– تأكدت ان النظام قام بإحضار أشخاص موالون له إلى السجون ليقول انهم مساجين وعمل مسرحية امام اللجنة

– عندما يقول النظام انه افرج عن مساجين فهو يقوم بمسرحية رخيصة حيث يختطف اناسا بشكل عشوائي ثم يقوم بالإفراج عنهم امام اللجنة !!

– افرج عن ٣ شبان وامرأتين مقابل عملية تبادل !!

– لم يقم النظام بسحب الحواجز العسكرية إلا الحواجز التي هي امام الجيش الحر والتي يعتقد النظام انه لا مصلحة له امام وجودها

– المراقبين لديهم تجربة في عملهم ولكن المشكلة كيف يقوم المراقب بعمله وهو تحت الرصاص .. كيف تراقب نظام وهو يقوم بتضليلنا وعمل مسرحيات وزرع الإشاعات

– الذين تحدثنا معهم في الفيديوهات بشكل مريح ودون مضايقات كانت ضمن منطقة بابا عمرو التي لا يتواجد بها النظام والتي يسيطر عليها الجيش الحر

– شاهدت الباطل والكذب والبهتان والجثث ولم اعد استطيع ان اصمت واعلنت موقفي وجمدت عملي في اللجنة وانا في داخل سوريا

– تعرضت لمحاولة اغتيال يوم الأمس في طريقي من حمص إلى دمشق !!

ناشط سوري يروي فصول التعذيب الذي تعرض لها في أقبية المخابرات

أجبروني على خلع ملابسي كاملة لساعات.

أدخلوني سبعة أيام بلياليها الى صندوق حديد أشبه بالتابوت.

بقيت 45 يوما مطمشا. لا أرى شيئا.

قلعوا لي سنين نتيجة لكمات على وجهي ومن خلال الحذاء الذي ضربني به.

يعلق الشخص من يديه على ارتفاع أعلى من طول المعتقل دون لمسه الأرض وهذا العذاب كان يدوم من 6 الى 10 ساعات.

الكاتب والراوي مجهولان- سؤال برسم الإجابة للأجهزة الأمنية في سوريا

فضل عدم ذكر اسمه, لأنه عدم ذكر أي معلومة او حتى إيحاء للدلالة عليه, سيقتاد الى المعتقل من جديد. هذه هي حال الناشطين السوريين المناهضين للنظام السوري, يحاولون ابتكار كافة طرق وأشكال النضال للوقوف أمام الجلاد والمستبد الذي يحكم سوريا منذ أكثر من أربعين عاما.

الناشط المعارض تعرض لكل أنواع وأشكال التعذيب؛ خلال اعتقاله في أحدى الجهات الأمنية التي نمتنع عن ذكرها كي لا توحي بأي تفصيل للمعارض. بدأ كلامه عن صموده بوجه الة التعذيب التي كانت ترافقه في ليله ونهاره وقال” أنني حاولت الصمود بالفرع الذي شكّل بحد ذاته وبمعزل عن نتائجه معجزة حقيقة؛ كيف يمكن وانا لا  املك غطاءً أقف في الليل والنهار على مدى الأشهر الخمسة  أن طالبت  بالحرية، و ان أوجه الجلاد وهو يواجه إرادتي وعزيمتي وعقيدتي، هذا الصمود في الحقيقة بكل المعايير والمقاييس البشرية والإنسانية ليس إلا واحد من مئات الآلاف المعتقلين الذين يملكون الإرادة والقوة و العزيمة”

ففي لحظة اعتقاله يقول الناشط السوري” في صباح 1\8\2011 وانا ذاهب الى العمل يتصل بي صديقي وقال انه يريدني بموضوع مهم. والتقيت به في أحد حدائق دمشق الجميلة وبعد ثواني من جلوسي واذ هنالك أكثر من ثلاثين عنصرا من الأمن ينقضون علي وأنا أجلس على الأرض وبعد ضرب ولكم على وجهي تعرضت لضربة من كعب الروسية (كلاشنكوف) على راسي وسقطت أرضا؛ فاقد الوعي  وبعد ساعتين أجد نفسي في الفرع ممتد على الأرض وانا مغمض العينيين بوضع القطن واجد رأسي ملفوف بالشاش ووضع فوق عيني (طميشة) يعني عصابة العينين من البلاستيك”

ويتابع الناشط” أدخلوني الى غرفة وسألنني شخص يبدوا انه كان المحقق او مساعده, انك قد خرجت في مظاهرات وتعمل في تنسيقيات. على الفور نكرت ذالك وقتها تعرضت للضرب من قبل الجلاد بواسطة كبل كهرباء رباعي على بطة قدمي أربع مرات وسقت على الأرض وقال المحقق للجلاد خذه الى الداخل وهنا بدأ مسلسل التعذيب؛ فقد أدخلوني الى مكان اجبروني على خلع ثيابي وتفتيشي تفتيشا دقيقا وانا عاري من الثياب ومن ثم أدخلوني الى الزنزانة”

ولكن المفاجئة ان هذه الزنزانة لم تكن غرفة او منفردة كالتي سمعنا عنها الكثير من شباب معتقلي حزب العمل او حزب الشعب منن قضوا أعواما فيها؛ كانت هذه المرة غرفة مختلفة. ويوصف الناشط السوري زنزانته” أدخلوني الى صندوق حديد أشبه بالتابوت. وكان طوله لا يتجاوز 160 سم و انا طولي 180 سم وارتفاعه كان اقل من 45 سم. وعرضه 50 سم ودخلت الصندوق من خلال فتحة في أعلى الصندوق قياسه 50\50 و من ثم أغلق الصندوق وكان على جنب الصندوق ما يسمى (بالشراقة ) بمفهوم الأمن وهي نافذة للطعام والتهوية لا يتجاوز قطرها 15 سم”

ويتابع الناشط كلامه” كانت في أسفل قاعدة الصندوق فتحة من اجل البول والبراز وقد أسميت هذا الصندوق بالتابوت الحي الذي لا يفرق عن التابوت الحقيقي بشيء. ولكن التابوت الحقيقي أفضل بكثير لأنك تعتبر ميت وشهيد من اجل الحرية وبقيت بهذا المكان سبعة ايام بلياليها متواصلة. وكانت وجبة الأكل مرة واحدة وهي ربع رغيف من الخبر + بيضة واحدة ولكن مع الآسف الأيام الخمسة الأولى لم استطع  تناول البيضة بسبب الفتحة الموجودة في مؤخرة التابوت و الذي تسقط البيضة فيها ومع إصراري بعد خمس ايام على تناول البيضة قمت بإغلاق الفتحة بقدمي و من ثم رفعه الى فمي بعد معاناة دامت 45 دقيقة و بالنهاية تناولتها بقشرها وهي ممتلئة بالبول و البراز وذالك من اجل الصراع مع البقاء و كي تبقى إرادتي قوية”

ما يرويه الناشط السوري ليس فلما من أفلام هوليود. او قصة لأحد الكتاب المشهورين. أنها رواية لناشط سوري تعرض لكل ما عرف من تعذيب, وبقي يصارع الجلاد وأدواته ليخرج ويكمل ما بدأ مع رفاق الدرب. ويضيف عن أيامه التي قضاها في التابوت الحي كما اسماه” كنت في داخل الصندوق يراودني الإحساس بالبقاء وكنت أتكلم مع أناي وهي ذاتي وأحاورها وفي بعض الأحيان يزداد صوتي بالنقاش مع الذات فهو الوحيد الذي رافقني في صبري وبقي معي لاخر لحظة من العذاب النفسي والجسدي”

وبعد سبعة أيام من العذاب أخرجوه من الموت الى موت آخر ولكن بشكل جديد. الى زنزانة ارتفاعها 160 و عرضها 70 والتي بقي فيها لمدة سبعة أيام أخرى وبداخلها كان يوجد مصرف للبول والبراز.

وعن الأيام السبع الماضية يقول الناشط” كنت في التنفس الصباحي والمسائي أتعرض ( للفلقة) وانا ممتد على الأرض وأنام على بطني وارفع قدمي وكنت أتعرض للتعذيب بخمس ضربات في قدمي والباقي على إنحاء. قلت للمحقق والجلاد أثناء دخولي: من شان الله كل شيء الا الدولاب وأتوسل أليك من اجل لا تضعني بالدولاب) فقال المحقق  للجلاد: هذا الشخص كونه لا يريد الدولاب ويخاف منه فضعوه بالدولاب فهو المناسب لتعذيبه. طبعا هي حيلة لأنني أسعد شخص أثناءها بسبب وضعي بالدولاب لأنني أدرك ان التعرض بالضرب على القدم أهون من كافة أنحاء جسدي”

وبعد هذه الأيام بدأ فصل جديد من تعذيب الناشط المعارض وبعد أربعة عشر يوما بدء التحقيق مع الناشط السوري. والتي كانت استراحته الصباحية والمسائية (الفلقة) اي ضرب القدم دمي بالكرباج  50 ضربة صباحية ومثلهن مسائية. وكانت مدة التحقيق كل يوم ما يقارب عشر ساعات بسبب الملف الكبير الذي نسب اليه, فلم تبقى تهمة او جريمة ونسبوها لها. هذا التحقيق دام حوالي خمسين يوما.

الناشط السوري قطع عهدا على نفسه” فقطعت عهدا بأن لا اذكر اي شخص ولا أريد ان يكون اي صديق من أصدقائي في مكاني لن اذكر اي شخص لأنه سيجر أكثر من 40 ناشط وناشطة. سأصبر وحدي وأتحمل العذاب والموت من اجل شعبنا الذي يناضل من اجل الحرية والكرامة”

ويقول الناشط السوري بعض الكلمات دون أي يرفع صوته يبدوا ان ثقافة الخوف في سوريا أصبح عادة دون ان ننتبه لها. ويقول” من يخرج معك ومن انتم و كيف تم التنسيق للمظاهرات ولكن عبث لم اذكر اي شخص للمحقق, نعم الصبر لوحدي أفضل من مجيء احدهم ولا يستطيع تحمل ما عانيته, وهكذا سيفضح كل عملنا ونشاطنا وهذا مالا يجوز”

ويتابع كلامه عن أشكال التعذيب الذي تعرض له” كان أسلوب تعذيب المحقق وهو يحقق معي قلع  سنين من أسناني  نتيجة لكمات على وجهي ومن خلال الحذاء الذي ضربني به. وبعد عشرين يوما تم ضربي بعصاة الكهرباء على يدي اليسرى فأدى الى نزيف في قدمي من خلال أصبعي وكنت قد وقعت أرضا وأغمي علي ولم أكن بوعي لساعات. وبعد ثلاثة أيام يكرر المحقق الأسئلة ويكرر الضرب من خلال حذائه وتمديدي على الأرض وضربي بالكرباج على ظهري  فكنت فقط أتألم ليس من التعذيب ولكن من كأس الخيانة الذي سقاني إياها صديقي بعد أكثر من عشر سنوات من المعرفة فباع نفسه لأجل من المال”

الناشط السوري بقي في قبو المخابرات لمدة خمسة وارعين يوما, تعرف على كل أشكال وأصناف وألوان التعذيب في أقبية الأمن. ويقول” بقيت في الفرع 45 يوما مطمشا, بعدها تم فك العصبة من عيناي أول مرة منذ بداية وجودي وبعد ثلاث ساعات لم أشاهد أمامي؛ فظننت أنني لم أرى في حياتي الضوء وجاء النور الى عيني فكنت في زنزانة مظلمة لا يدخل عليها النور. أخرجوني الى غرفة كان فيها ففتاتان عاريتان؛ ولم أكمل المشاهدة بسبب الظلم والمشهد المروع وفتلت راسي فإذا بالجلاد يأخذني الى غرفة أخرى, وقال لي: سنأتي بأمك واختك وستشاهدهن نفس المشهد وتشرف على تعذيبهن, اذا لم تعترف. كان الجواب بعد أكثر من خمس دقائق لولهة الصدمة: إن الفتاتان الموجودتان هما اخوتي وامي واختي ليس أحسن وأشرف منه فأفعل ما تريد و ما تشاء. فإذ به الجلاد يستوحش و ينقض عليي ويزيد الامي وعذابي واهاتي”

طبعا في التحقيق في اجهزة المخابرات السورية شكلية, اذ يقومون بكتابة ما يريدون وعلى الموقوف ان يبصم عليه دون حتى الإطلاع عليه. وهذا ماحدث مع الناشط السوري الذي قال” تم كتابة ما يريدون من التهم وإجباري على البصم على ملف تحقيق مؤلف من 30 ورقة 7 منها مكتوبة والباقي كانت فارغة. ولن أنسى التعذيب من خلال التشبيح عن طريق تعليق المعتقل بيديه على ارتفاع اعلى من طول المعتقل دون لمسه الأرض وهذا العذاب كان يدوم بين 6 الى 10 ساعات ويكون الشخص قد فقد وعيه ويرمونه على الأرض ولكي يسترجع قواه الشخص كان يحتاج الى اكثر من ساعتين وهو يتالم ويتوجع”

ويختتم الناشط السوري حديث يروي فصول التعذيب التي تعرض لها في قبو المخابرات” هذه التضحيات في النهاية سوف تفتح أبواباً جديدة لنا، سوريا اليوم يوجد لديها ثروة من المفكرين والادباء والمناضلين والمتعطشون للحرية من كافة فئات الشعب وبكل طوائفه واقلياته، وهذه الثروة وطنية، هي ليست ملك أحد فهي ملك الوطن لبناء وطن حر وطن كرامة وشرف وعز. وفي نهاية كلامي أتوجه بالتحية إلى أرواح كل الشهداء, شهداء الشعب، إلى عائلات الشهداء, إلى كل الجرحى وعائلات الجرحى، إلى كل من اعتقل، إلى كل المهجرين من بيوتهم، إلى القلوب الواسعة التي آوتهم واحتضنتهم، إلى الذين دُمرت بيوتهم وأرزاقهم وصبروا، إلى كل من دعم وأيّد وساند بعمل أو فعل، موقف أو كلمة أو بسمة أو دمعة ، ومن قد أكون قد نسيتهم، دائما شكر متجدد وتحية متجددة إلى كل الذين وقفوا إلى جانب الثورة السورية”

عند الانتهاء من كتابة التحقيق كنت ارغب كتابة اسمي الصريح, لأنني كنت ومازلت اؤمن ان هذه الثقافة التي ورثوها لنا أجهزة الأمن والمخابرات لم تنجح في قمعنا, فها هو الشعب السوري ينتفض بوجه الدكتاتورية والاستبداد. ويطالبون بإسقاط النظام بكل رموزه ومسمياته. ولكن في حال كتابة اسمي الصريح سيكون أول أجراء بحقي هو الكشف عن الناشط المناضل الذي صبر وتمسك بالحياة ليعود وينشط ويثور ضد النظام. لهذه الأسباب تحفظت على كتابة اسمي.

غليون: الشعب كان ينتظر تنحي الأسد.. وخطابه موجه ضد العرب

إصابة كويتيين بهجوم على بعثة المراقبين بسوريا

CNN

اتهم برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، التكتل الأبرز لقوى المعارضة السورية، الرئيس السوري بشار الأسد بأنه قام عبر خطابه الأخير بـ”قطع أي فرصة لمبادرة عربية أو غير عربية،” واعتبر أن الشعب لم يكن ينتظر منه غير التنحي، ودعا العرب لتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن بعد مواقف الأسد التي اعتبر أنها أكدت رفضه للمبادرة.

وقال غليون، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول التركية، التي تجري فيها فعاليات مؤتمر جديد للمعارضة: “الرد الوحيد على هذا الخطاب، الذي يشكل مزيداً من الثرثرة وإنكار الواقع والهلوسة الإصلاحية والتضليل، هو استمرار الثورة”.

واعتبر غليون أن خطاب الأسد يجب أن يدفع العرب للوقوف مع الثورة وطلب الحماية الدولية ورفع الملف إلى مجلس الأمن.

ورأى غليون أن الرئيس السوري “اتهم العرب بالضلوع في مؤامرة ولم يتطرق للمبادرة العربية،” واعتبر أن خطابه كان موجها ضد العمل العربي والجامعة التي اعتبر أنها “لم تعد عربية،” مضيفاً: “بات من الواضح تماماً أن النظام السوري يرفض المبادرة العربية”.

وأكد غليون أن المجلس الوطني “لم يرهن كل أوراقه بيد الجامعة العربية،” مضيفاً أن وفداً من المجلس سيتوجه إلى الأمم المتحدة للقاء أمينها العام لبحث الملف السوري، غير أنه شدد على ضرورة دعم الجامعة العربية لهذه الخطوة.

* إصابة كويتيين بهجوم على بعثة المراقبين بسوريا

استنكر الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، تعرض بعثة الجامعة لهجمات في سوريا، وحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن أمن المراقبين.

وقال العربي إنه “لاحظ منذ صدور بيان اللجنة العربية المعنية بالوضع في سوريا الأحد وجود حملة مغرضة” تحاول إفشال مهمة البعثة، مضيفاً أن الحملة اشتدت بسبب “تسريبات غير دقيقة نسبت إلى رئيس البعثة خلال تقديم ملاحظاته الشفوية الأولية عن سير أعمال البعثة أمام اجتماع اللجنة الوزارية.”

واعتبر العربي أن هذه الحملة “انعكست على نشاط البعثة وأعضائها من خلال تعرض بعض أفرادها إلى أعمال عنف من جانب عناصر موالية للحكومة السورية في دير الزور واللاذقية، ومن عناصر محسوبة على المعارضة في مناطق أخرى، أدت إلى وقوع إصابات لأعضاء البعثة وإحداث أضرار جسيمة لمعداتها، والتهديد بتكرار هذه الاعتداءات في الأيام المقبلة.”

وشدد العربي على إدانة هذه التصرفات، وأشاد بـ”شجاعة أفراد البعثة ورباطة جأشهم وحرصهم على أداء مهمتهم بكل مسؤولية ومهنية واستقلالية في ظل ظروف غير عادية،” واعتبر أن الحكومة السورية “مسؤولة مسؤولية كاملة عن حماية أفراد البعثة،” كما قال إن عدم توفير الحماية في اللاذقية والمناطق الأخرى التي تنتشر فيها البعثة “يعتبر إخلالاً جوهرياً وجسيماً من جانب الحكومة بالتزاماتها.”

وختمت الجامعة بيانها بالقول إنها حريصة على استكمال عمل البعثة في مناخ آمن “حتى لا تضطر إلى تجميد أعمالها في حال شعورها بالخطر”، ورفضت أي ضغوطات أو استفزازات من أي طرف كان، حكومة أو معارضة.

أعلنت وزارة الدفاع الكويتية الثلاثاء، عن إصابة اثنين من الضباط الكويتيين المشاركين في بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية في سوريا، نتيجة تعرض فريق من المراقبين العرب لهجوم من قبل “متظاهرين مجهولين” في وقت سابق الاثنين.

وقالت مديرية التوجيه المعنوي والعلاقات العامة التابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية “كونا”، إن الضابطين الكويتيين أُصيبا بإصابات طفيفة، وذكرت أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى حيث تلقيا العلاج اللازم، وهما حالياً يتمتعان بصحة جيدة واستأنفا مهامهما في مقر البعثة.

وأشارت إلى أن فريق المراقبين، والذي يضم ضباطاً من الكويت والإمارات والعراق والمغرب والجزائر، تعرض لـ”اعتداء” أثناء تحركه الاثنين، متوجهاً إلى مدينة اللاذقية الواقعة على ساحل البحر المتوسط في غرب سوريا، دون أن يفصح البيان عن مزيد من التفاصيل.

يأتي الهجوم على بعثة المراقبين الذين أوفدتهم جامعة الدول العربية، بعد يوم من قرار اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا، بدعم البعثة، التي يبلغ قوامها في الوقت الحالي نحو 165 مراقباً، بمزيد من الأفراد والمعدات، لأداء مهامها “على أكمل وجه.”

ففي ختام اجتماعها بالقاهرة مساء الأحد، دعت اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا، حكومة دمشق إلى التقيد بالتنفيذ الفوري والكامل لجميع تعهداتها، بما يضمن توفير الحماية للمدنيين، وعدم التعرض للمظاهرات السلمية المناوئة للنظام، والعمل على إنجاح مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية.

ودعت اللجنة الوزارية، التي عقدت اجتماعها برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم، الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إلى مواصلة التنسيق مع السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من أجل تعزيز القدرات الفنية لبعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا.

وقررت اللجنة أن يقدم رئيس بعثة المراقبين، الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي، تقريراً شاملاً إلى الأمين العام للجامعة، في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، عن مدى التزام الحكومة السورية بتنفيذ تعهداتها بموجب خطة العمل العربية.

كما جاء الهجوم على أعضاء بعثة المراقبين قبل يوم من الخطاب الذي وجهه الرئيس السوري، بشار الأسد، الثلاثاء، والذي شن خلاله هجوماً حاداً على جامعة الدول العربية، واصفاً إياها بأنها “مجرد مرآة لزمن الانحطاط العربي”، رافضاً التهديد بتجميد عضوية بلاده في الجامعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى