أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 10 كانون الثاني 2016

 

«الفيلق الخامس»… «جيش الشرق» الروسي لقمع رفاق السلاح وتثبيت السلم

لندن – ابراهيم حميدي

يواصل الجيش الروسي الضغط على حلفائه في دمشق لاستعجال تشكيل «الفيلق الخامس – اقتحام» ليكون عموداً عسكرياً في النفوذ الروسي في سورية يشبه إلى حد كبير «جيش الشرق» الذي أسسته فرنسا خلال الانتداب على سورية بداية القرن الماضي مع احتمال أن التشكيل الجديد يرمي إلى مواجهة النفوذ المتصاعد لـ «قوات الدفاع الوطني» وميليشيات مدعومة من إيران وتثبيت السلم بعد قمع ما تبقى من جيوب للمعارضة.

وفي نهاية ٢٠١٢ ومع تراجع عدد القوات النظامية جراء الانشقاقات والتهرب من الالتحاق بالخدمة الإلزامية إلى حوالى مئة ألف، نجحت طهران في إقناع دمشق بتنظيم «اللجان الشعبية» في «قوات الدفاع الوطني» بإشراف وتدريب وتمويل الـ «باسيج» وباتت منتشرة في معظم مناطق النظام وجبهات القتال ليصل عددها إلى حوالى ٧٠ ألفاً من السوريين وغير السوريين بينهم أفغان وباكستانيون وعراقيون بإشراف مباشر من ضباط «الحرس الثوري الإيراني»، ما ساهم في وقف تقدم فصائل معارضة في مناطق عدة.

وبعد التدخل العسكري الروسي المباشر في نهاية أيلول (سبتمبر) ٢٠١٥، أعلن رئيس الأركان في الجيش السوري العماد علي أيوب في تشرين الأول (أكتوبر) من القاعدة العسكرية الروسية في حميميم نية تشكيل «الفيلق الرابع – اقتحام» بهدف «تحرير جميع البلدات والقرى». لكن لم تنجح محاولات موسكو دمج حوالى ١٨ فصيلاً مدعوماً من طهران ضمن «الفيلق الرابع – اقتحام» وبقي التنسيق العسكري بالحد الأدنى بأولويات مختلفة.

في تشرين الثاني (نوفمبر) وبالتوازي مع تغلغل ضباط الجيش الروسي في المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية في دمشق ومدن «سورية المفيدة»، وزّع بيان تضمن تشكيل «الفيلق الخامس» بـ «تمويل وتدريب من روسيا» ويضم حوالى ٤٥ ألف عنصر موزعين في وحدات مشاة وهندسة وآليات واقتحام «بعد تدريب على حرب العصابات في مناطق محمية روسياً»، بحسب مسؤول مطلع على تفاصيل المشروع.

وإذ أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة «تشكيل فيلق جديد من المقاتلين المتطوعين، باسم «الفيلق الخامس – اقتحام»، بهدف القضاء على الإرهاب»، دعت «جميع المواطنين الراغبين في الانضمام للفيلق إلى مراجعة مراكز الاستقبال في المحافظات، وتقع في قيادة المنطقة الجنوبية، وقيادة موقع دمشق، وقيادة الفرقة العاشرة في قطنا، وقيادة المنطقة الوسطى في حمص، وقيادة موقع حماة، وكلية الشؤون الإدارية في مصياف، وقيادة المنطقة الشمالية في حلب، وقيادة موقع طرطوس، وقيادة المنطقة الساحلية في اللاذقية، وقيادة الفرقة الخامسة في درعا، وقيادة الفرقة 15 في السويداء»، من دون أن يشمل ذلك مناطق سيطرة المعارضة السورية أو «داعش». وشملت الدعوة «غير المكلفين بخدمة العلم أو فارين منها ممن أتموا 18 سنة من عمرهم والراغبين ممن أدوا خدمة العلم من جميع الفئات ضباط وصف ضباط وأفراد إضافة إلى الراغبين من العاملين في الدولة بموجب عقد لمدة سنة قابل للتجديد شرط الحصول على موافقة الجهة التي يعملون لديها».

 

تعليمات

وبالتوازي مع صدور مراسيم رئاسية بالعفو عن «الفارين» من الجيش وغير الملتحقين بالخدمة العسكرية وتشديد إجراءات مغادرة الشباب وتسير دوريات في الشوارع لسحبهم من دون تدريب كامل إلى جبهات القتال، صدرت تعليمات إلى وزارة الأوقاف والمؤسسات الحكومية والجيش وشركات الهاتف النقال ووسائل الإعلام والإعلان للحض على الانضمام إلى القوة الجديدة. وفي مذكرة خطية، دعت وزارة الأوقاف أئمة المساجد إلى «التحدث على المنابر وحض المواطنين على الالتحاق بالفيلق الخامس وعرض ميزات ذلك» بينها «تسوية وضع المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية وتسوية أوضاع الفارين وموظفي الدولة المتخلفين عن أعمالهم بحيث يتقاضي الشخص مئة ألف ليرة شهرياً» (الدولار الأميركي يساوي ٥٠٠ ليرة). وبين المذكرات، وثيقة من «عميد المعهد العالي للفنون الجميلة» جيانا عيد دعت فيها العاملين إلى «تسجيل أسمائهم لدى مدير الشؤون الإدارية والقانونية».

وحض محافظ اللاذقية مؤسسات الحكومة في اللاذقية على إلزام الموظفين وخصوصاً النازحين (سبعة ملايين نازح داخل البلاد) بـ «الالتحاق في معسكر طلائع البعث في الرمل الجنوبي» ما شمل الأشخاص بين ١٨ و٥٠ سنة. وأضاف في تعميم: «في حال عدم الالتحاق ينهى تكليف الموظفين». وطلبت مديرية التربية «تشجيع» الأساتذة ممن هم تحت سن 42 سنة على الانضمام إلى «الفيلق الخامس» و «ضرورة اقتياد المدرسين النازحين عنوة إلى الفيلق خلال مدة 48 ساعة»، علماً أن تقديرات تشير إلى وجود ١.٥ مليون نازح في طرطوس واللاذقية جاؤوا من حلب وإدلب وحمص. وترددت أنباء عن اختبار خطة لإعادة لاجئين من دول الجوار إلى سورية (حوالى خمسة ملايين) شرط موافقتهم على القتال ضمن هذا «الفيلق».

كما اجتمع المدراء العامون في دمشق مع موظفيهم لشرح مميزات الانضمام إلى هذه القوة بينها «الحفاظ على نصف الراتب الشهري وكسب راتب شهري يصل إلى ٣٠٠ دولار».

وتسلّم السوريون رسائل نصية على هواتفهم المحمولة بينها «كن واحداً من صانعي الانتصار» و «انضم للفيلق الخامس اقتحام» و «ندعوكم للانتساب إلى الفيلق الخامس اقتحام والمشاركة في صناعة الانتصار»، فيما تبلّغ رجال أعمال جدد بضرورة تمويل هذه القوة شرطاً لحصولهم على امتيازات مالية جديدة.

وإضافة إلى بعض أنباء العشائر شرق البلاد، تراهن موسكو المنخرطة عبر ضباط قاعدة حميميم في «مصالحات» على دمج مقاتلين معارضين جرت «تسوية أوضاعهم» في القوة الجديدة بحيث «يقاتلون رفاق السلاح السابقين خصوصاً عناصر جبهة النصرة وداعش».

ولوحظ أن بين عناصر مسودة الاتفاق الذي عرض لتسوية أوضاع ثلاث بلدات جنوب دمشق، تشكيل قوة لقتال «النصرة» و «داعش»، الأمر الذي حصل سلفاً في مناطق أخرى بينها التل شمال شرقي العاصمة. وباعتبار أن آلافاً ممن لم يوقعوا «التسويات» نقلوا مع أسرهم إلى محافظة إدلب، قد تشهد المرحلة المقبلة مواجهات مباشرة «بين رفاق السلاح السابقين»… معارك بين عناصر «الفيلق الخامس» ورافضي «التسويات»، خصوصاً في جبهات إدلب التي تريد دمشق استعادتها بـ «أي كلفة».

 

«جيش الشرق»

ربط خبراء التغييرات الأخيرة في الجيش السوري بالتشكيل الجديد وقيادته المرتقبة واستعجال موسكو توسيع قاعدة طرطوس وتحويلها إلى قاعدة مشابهة لحميميم. وذكر خبراء في مؤسسات ونشرات غربية مختصة بينها مركز «ستراتفور» الاستخباراتي أن أحد أسباب تشكيل «الفيلق الخامس» موازنة نفوذ إيران، خصوصاً أن موسكو التي توصلت إلى تفاهمات مع أنقرة إزاء وقف النار في بعض مناطق سورية، ستقدم معظم الدعم بما في ذلك الأسلحة والتدريب وراتباً شهرياً يصل إلى ٥٨٠ دولاراً لعناصر «فيلقها». لكن مؤرخين سوريين يشبهون هذه القوة بـ «جيش الشرق» الذي شكلته فرنسا بعد انتدابها على سورية في ١٩٢٠. وقال أحدهم: «بعد فكرة تقسيم سورية إلى دويلات، استقطبت فرنسا الأقليات في سورية وبعض مقاتلي دول مستعمرة مثل السنغال في تشكيل جيش الشرق لقمع الحركات الوطنية السورية بما فيها ثورة ١٩٢٥-١٩٢٧، بحيث كان قادة هذا الجيش من الفرنسيين وعناصره من الفقراء والمهمشين في سورية».

وزاد: «الإقبال على جيش الشرق كان أكثر نجاحاً في الساحل السوري حيث كان الناس مهمشين عبر التاريخ، وحيث وفر جيش الشرق السلطة والنفوذ ما شكل أساساً في بداية العقيدة العسكرية عند أبناء الساحل المضطهدين، الأمر الذي ظهر لاحقاً في التاريخ السوري» في تسلم السلطة في دمشق. وبعد الاستقلال في نيسان (أبريل) ١٩٤٦، أصبح «جيش الشرق» نواة للجيش السوري وسط مساعي «نخبة دمشق» لتهميش هذا الجيش ما كان أحد أسباب النكبة في ١٩٤٨ وإن كان بعض أعضائه مثل حسني الزعيم وأديب الشيشكلي وراء انقلابات عسكرية وعبدالحميد السراج وراء تأسيس «الدولة الأمنية» مع الرئيس جمال عبدالناصر.

وارتفع عدد أفراد «جيش الشرق» من ١٣ ألفاً في ١٩٢٠ إلى أكثر من مئة ألف لـ «الحفاظ على السلم» بعد قمع الثورة السورية الكبرى في ١٩٢٧. وهما هدفان يشبهان ما ترمي إليه روسيا من تشكيل «الفيلق الخامس» بعد سنة على تدخلها العسكري المباشر من بوابة الساحل السوري، إضافة إلى تنظيم السلاح الخارج عن «سلطة الدولة»، بحسب مؤرخ سوري. وتساءل: «هل يعكس اعتراف موسكو بفصائل إسلامية وقبولها شريكاً في وقف النار والحل السياسي، نية روسية بالاعتماد على الغالبية بالتعاون مع تركيا؟».

 

بوتين يتلاعب بعالم مرتبك ويخطط لتصعيد

موسكو – رائد جبر

كان «القيصر» في أوج تألقه وهو يُعدد إنجازات عام مضى في مؤتمره الصحافي السنوي قبل أعياد الميلاد ورأس السنة. بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هادئاً وواثقاً و «منتصراً» على خصومه. كان ساخراً كعادته، وهو يوجه عبارات تحمل اكثر من معنى، خصوصاً عندما يستخدم أمثالاً او نوادر من التراث الروسي يفهمها مواطنوه في سياق محدد، لكنها ترسل في الوقت ذاته الى الخارج اشارات غامضة قابلة دوماً للتأويل.

ابتسم بوتين بخبث عندما سأله حفيد السياسي الراحل يفغيني بريماكوف: كيف تشعر وأنت الآن أقوى رجل في العالم؟ ولكي لا يضيع مغزى السؤال زاد: انت متهم بأنك تُسقِط رؤساء وتصنع آخرين، وتحرك دولاً وتوقف مسارات أخرى.

جنرال الـ «كي جي بي» السابق ترك كعادته الجواب مفتوحاً على كل التأويلات، مدركاً ان البيت الأبيض يُعد عقوبات جديدة ضده، وأوروبا منقسمة وخائفة، وحلفاءه في الشرق والغرب باتوا ينظرون الى روسيا كأنها اتحاد سوفياتي قام فجأة من موته.

العبارة الأخيرة تكاد تحمل معناها الحرفي تماماً، فليس مجرد مصادفة ان تنشغل اوساط البحث في روسيا خلال الشهر الأخير من العام الماضي، بمناقشة احتمال تأسيس اتحاد جديد بشر به اولاً الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، وانخرطت جيوش «الخبراء» في توقع عدد جمهورياته في ضوء الانقسام الكبير في المواقف من سياسات الكرملين في الفضاء السوفياتي السابق.

سعت «الحياة» الى إعداد «استطلاع» مصغر، لآراء الخبراء عن «سر نجاحات بوتين» على رغم ضعف الاقتصاد الروسي وهشاشته، وتردي الأحوال المعيشية للمواطنين، وتقوقع روسيا في ذيل لائحة الحريات في العالم تقريباً.

وراوحت الأجوبة بين براعة فريق الكرملين في استخدام اخطاء الآخرين، والتلويح المستمر بالقوة العسكرية في ظروف تنامي مخاوف النخب والشعوب في غالبية بلدان العالم من مواجهة عالمية جديدة، ساهمت دعاية الكرملين في تعظيم احتمالاتها لكسب مزيد من النقاط.

وبين الخبراء من رأى ان «بوتين الفرد» هو صاحب الفضل الأساسي، وأنه زعيم لا يتردد في المغامرة اذا دعت الحاجة، لكنه يترك الباب مفتوحاً لاحتمال التراجع من دون تقديم تنازلات مؤلمة. وهذا ساعده في حشد تأييد لدى اوساط مناهضة العولمة، والحركات القومية الشوفينية في اوروبا، وأوساط كثيرة اخرى باتت تعتبره «نموذجاً مغايراً» لزعماء يصعدون على سلم الديموقراطية الذي يكبلهم بقوانينها.

ثمة من يختلف مع هذه الرؤية، لكن الأكيد ان هناك إجماعاً على ان الكرملين نجح في التلاعب بالسياسة العالمية، من دون ان ينحرف عن «مبادئ» تشكل «خطوطاً رئيسة لتحركاته» او ينتهك في شكل مباشر قرارات مجلس الأمن التي يشارك في صنعها.

في الوقت ذاته، تقوم استراتيجية بوتين وفق بعضهم على «غياب الإستراتيجية»، وترك الأبواب مفتوحة دائماً للخطط البديلة. وهذا برز في اوكرانيا، حيث يدور الجدل حول احتمال توجه الكرملين لضم اجزاء جديدة من شرق البلاد، في تصعيد للحرب الإعلامية يخفي مسعى لطي صفحة القرم نهائياً. وفي العلاقة مع الولايات المتحدة حيث يواجه الكرملين اتهامات بـ «صناعة» الرئيس دونالد ترامب، بينما قامت سياسة بوتين و «تدخله» على تكتيك لإضعاف اي رئيس جديد مهما كانت هويته الحزبية، مع تفضيل ابعاد هيلاري كلينتون عن السباق. وهذا تحقق للكرملين، اذ سيواجه ترامب صعوبات داخلية وخارجية منذ اليوم الأول لتولي مهماته.

وفي سورية، حيث ينشغل العالم بمراقبة «تباين الرؤية بين موسكو وطهران» تنصب ضغوط الكرملين على المعارضة وحدها.

ويرى الخبراء أن «بوتين 2017» يضع خططه لتصعيد المواجهة، وكسب نقاط اضافية في ظل وضع دولي مرتبك، وعالم تنهشه الحروب والإرهاب والخوف من الآتي الأسوأ.

 

بوتين يتلاعب بعالم مرتبك ويخطط لتصعيد

موسكو – رائد جبر

كان «القيصر» في أوج تألقه وهو يُعدد إنجازات عام مضى في مؤتمره الصحافي السنوي قبل أعياد الميلاد ورأس السنة. بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هادئاً وواثقاً و «منتصراً» على خصومه. كان ساخراً كعادته، وهو يوجه عبارات تحمل اكثر من معنى، خصوصاً عندما يستخدم أمثالاً او نوادر من التراث الروسي يفهمها مواطنوه في سياق محدد، لكنها ترسل في الوقت ذاته الى الخارج اشارات غامضة قابلة دوماً للتأويل.

ابتسم بوتين بخبث عندما سأله حفيد السياسي الراحل يفغيني بريماكوف: كيف تشعر وأنت الآن أقوى رجل في العالم؟ ولكي لا يضيع مغزى السؤال زاد: انت متهم بأنك تُسقِط رؤساء وتصنع آخرين، وتحرك دولاً وتوقف مسارات أخرى.

جنرال الـ «كي جي بي» السابق ترك كعادته الجواب مفتوحاً على كل التأويلات، مدركاً ان البيت الأبيض يُعد عقوبات جديدة ضده، وأوروبا منقسمة وخائفة، وحلفاءه في الشرق والغرب باتوا ينظرون الى روسيا كأنها اتحاد سوفياتي قام فجأة من موته.

العبارة الأخيرة تكاد تحمل معناها الحرفي تماماً، فليس مجرد مصادفة ان تنشغل اوساط البحث في روسيا خلال الشهر الأخير من العام الماضي، بمناقشة احتمال تأسيس اتحاد جديد بشر به اولاً الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، وانخرطت جيوش «الخبراء» في توقع عدد جمهورياته في ضوء الانقسام الكبير في المواقف من سياسات الكرملين في الفضاء السوفياتي السابق.

سعت «الحياة» الى إعداد «استطلاع» مصغر، لآراء الخبراء عن «سر نجاحات بوتين» على رغم ضعف الاقتصاد الروسي وهشاشته، وتردي الأحوال المعيشية للمواطنين، وتقوقع روسيا في ذيل لائحة الحريات في العالم تقريباً.

وراوحت الأجوبة بين براعة فريق الكرملين في استخدام اخطاء الآخرين، والتلويح المستمر بالقوة العسكرية في ظروف تنامي مخاوف النخب والشعوب في غالبية بلدان العالم من مواجهة عالمية جديدة، ساهمت دعاية الكرملين في تعظيم احتمالاتها لكسب مزيد من النقاط.

وبين الخبراء من رأى ان «بوتين الفرد» هو صاحب الفضل الأساسي، وأنه زعيم لا يتردد في المغامرة اذا دعت الحاجة، لكنه يترك الباب مفتوحاً لاحتمال التراجع من دون تقديم تنازلات مؤلمة. وهذا ساعده في حشد تأييد لدى اوساط مناهضة العولمة، والحركات القومية الشوفينية في اوروبا، وأوساط كثيرة اخرى باتت تعتبره «نموذجاً مغايراً» لزعماء يصعدون على سلم الديموقراطية الذي يكبلهم بقوانينها.

ثمة من يختلف مع هذه الرؤية، لكن الأكيد ان هناك إجماعاً على ان الكرملين نجح في التلاعب بالسياسة العالمية، من دون ان ينحرف عن «مبادئ» تشكل «خطوطاً رئيسة لتحركاته» او ينتهك في شكل مباشر قرارات مجلس الأمن التي يشارك في صنعها.

في الوقت ذاته، تقوم استراتيجية بوتين وفق بعضهم على «غياب الإستراتيجية»، وترك الأبواب مفتوحة دائماً للخطط البديلة. وهذا برز في اوكرانيا، حيث يدور الجدل حول احتمال توجه الكرملين لضم اجزاء جديدة من شرق البلاد، في تصعيد للحرب الإعلامية يخفي مسعى لطي صفحة القرم نهائياً. وفي العلاقة مع الولايات المتحدة حيث يواجه الكرملين اتهامات بـ «صناعة» الرئيس دونالد ترامب، بينما قامت سياسة بوتين و «تدخله» على تكتيك لإضعاف اي رئيس جديد مهما كانت هويته الحزبية، مع تفضيل ابعاد هيلاري كلينتون عن السباق. وهذا تحقق للكرملين، اذ سيواجه ترامب صعوبات داخلية وخارجية منذ اليوم الأول لتولي مهماته.

وفي سورية، حيث ينشغل العالم بمراقبة «تباين الرؤية بين موسكو وطهران» تنصب ضغوط الكرملين على المعارضة وحدها.

ويرى الخبراء أن «بوتين 2017» يضع خططه لتصعيد المواجهة، وكسب نقاط اضافية في ظل وضع دولي مرتبك، وعالم تنهشه الحروب والإرهاب والخوف من الآتي الأسوأ.

 

موسكو تتهم التحالف الدولي بلعب دور سلبي في سوريا

موسكو – أ ف ب – أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء، ان التحالف الدولي بقيادة واشنطن لعب “دوراً سلبياً” في سوريا وان الجيش الروسي “انجز″ على العكس منه مهمته فيها.

 

وقال شويغو خلال مؤتمر صحافي “لم يقم التحالف الدولي برأيي بأي دور لا بل كان دوره سلبياً (في سوريا). لم نتلق اي دعم من جانبه”.

 

واشتكت روسيا مراراً من عدم تعاون الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي الذي يشن ضربات في سوريا والعراق.

 

وقال شويغو ان الجيش الروسي في المقابل “انجز المهمة” التي كلفه بها الرئيس فلاديمير بوتين.

 

وبتوجيه من بوتين بدأ الجيش الروسي مطلع السنة بخفض انتشاره العسكري في سوريا مع قرب مغادرة حاملة الطائرات الاميرال كوزنتسوف المنطقة.

 

تشن روسيا منذ 30 ايلول/سبتمبر 2015 حملة عسكرية في سوريا لدعم الرئيس بشار الاسد.

 

وشكلت استعادة مدينة حلب في شمال سوريا بدعم من روسيا وايران منعطفا في الحرب التي اوقعت 310 آلاف قتيلاً وشردت الملايين منذ 2011.

 

وبوساطة تركية روسية اعلنت هدنة في نهاية 2016 في سوريا وتدفع روسيا باتجاه اجراء مفاوضات سلام في استانا.

 

إنزال أمريكي في سوريا يوقع قتلى من تنظيم «الدولة»

ساهم في الهجوم جنود يتقنون العربية وقوّات كردية… وتحرير رهينتين

لندن ـ «القدس العربي» من احمد المصري: شن التحالف الدولي، الأحد، عملية برية «ناجحة» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في شرق سوريا قرب دير الزور، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الاثنين.

وقال الكابتن جيف ديفيز إن العملية نفذتها قوة أمريكية خاصة مكلفة بملاحقة قادة الجهاديين. لكنه أوضح أن حصيلة الـ 25 قتيلا من الجهاديين التي أعلنتها منظمة غير حكومية سورية «مبالغ فيها كثيرا».

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر من قوات «سوريا الديمقراطية»، فقد نفذت مروحيات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أمريكية إنزالا بريا ظهر الأحد في ريف دير الزور في شرق سوريا، وتمكنت من قتل 25 جهاديا على الأقل.

وقالت مصادر محلية من دير الزور لـ»القدس العربي» إن المروحيات نقلت عدة مجموعات، بما في ذلك مجموعات عربية، إلى محيط قرية الكبر في ريف دير الزور الغربي، حيث نزل الكوماندوز بواسطة المظلات. وطالب العسكريون الأجانب الناطقون باللغة العربية المدنيين «بالابتعاد عن المواقع التي جرت فيها العملية، والبقاء في منازلهم».

واستمرت عملية الإنزال بين الساعة 2:45 بعد الظهر والساعة 4 مساء، إذ شوهدت مروحيات حربية قادمة من جهة الشمال، وقال مصدر خاص لـ»القدس العربي» إن الإنزال تم فوق المنطقة الواقعة بين قريتي الجزرة ومنطقة الكبر التي تحوي محطة ماء كانت مقرا لقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في وقت سابق في ريف دير الزور الغربي. وكانت طائرتان حربيتان توفران الحماية وتغطية المكان.

ورافق عملية الإنزال، حسب المصدر، تحليق مكثف «بشكل مريب لطائرات التحالف الدولي سبق عملية الإنزال بعدة ساعات مما دفع مقاتلي التنظيم للاستنفار ترقبا لما قد يحدث»، على حد قوله. واستهداف الإنزال «قيادات عسكرية تابعة لتنظيم الدولة تشرف على طرق الإمداد بين مدينتي دير الزور والرقة وهو ما يفهم منه علاقة هذه العملية بمعارك مدينة الرقة»، حسب المصدر.

وأكد المصدر «إصابة عدد من مقاتلي تنظيم الدولة خلال التصدي لعملية الإنزال» نافيا «مقتل أي من مقاتلي التنظيم أو اعتقالهم، كما قالت بعض وسائل الإعلام». وأشار إلى أن «قوة الإنزال الأمريكية انتشرت على شكل قوة راجلة واتجهت الى بيوت تعود لمواطنين مدنيين في المنطقة لاستجوابهم والحصول على معلومات منهم تتعلق بأماكن وجود مقاتلي التنظيم في المنطقة».

وأضاف المصدر أن قوة الإنزال «اتجهت بعد ذلك إلى محطة ماء الكبر حيث دارت اشتباكات بين قوة الإنزال ومقاتلي التنظيم»، حسب شهود عيان من المنطقة نقلوا إلى المصدر الخاص «سماعهم صوت قصف من طائرة مروحية أطلقت صاروخين دون معرفة الخسائر».

وأكد المصدر أن عملية الإنزال «سبقتها قبل أسبوع تقريبا حملة اعتقالات شنها تنظيم الدولة في بعض أحياء مدينة دير الزور، وألقى القبض على عدد من المشتبه بهم اعترفوا خلال التحقيقات بتعاونهم مع قوات التحالف الدولي».

وبحسب مصادر أخرى فإن المقاتلين الأجانب نصبوا حواجز على الطريق بين قرية الكبر ومحطة المياه القريبة منها، وبينها وبين قرية الجزرة.

وأوضحت المصادر أن العملية «دامت أكثر من ساعة جرى خلالها تدمير سيارة تابعة للتنظيم، وقتل من بداخلها وسحب الجثث، كما سلم عنصر أجنبي من التنظيم نفسه للجنود دون أي مقاومة وتم تحرير رهينتين لم تتم معرفة جنسيتهما».

وقالت مصادر لـ»القدس العربي» إن العملية استهدفت «سجنا سريا مهما في المنطقة، يعتقد أن رهائن غربيين كانوا محتجزين فيه»، فيما قالت مصادر مقربة من تنظيم «الدولة» لـ»القدس العربي» إن التنظيم لا يزال يحتفظ بأكثر من 30 رهينة غربية في أماكن متفرقة بين العراق وسوريا وأنهم لا زالوا على قيد الحياة.

ويرى مراقبون أن واشنطن لا تقوم بهكذا عملية «نادرة» إلا إذا كانت الأهداف مهمة جدا سواء الرهائن الذين تم تحريرهم أو عناصر التنظيم الذين قتلوا، وإلا ما كانت لتعرض حياة جنودها للخطر. وأضافوا «أن نقل جثث الإرهابيين الذين قتلوا بالعملية، وشحنها على متن المروحيات الأمريكية يدل على أن القتلى كانوا «أهدافا مهمة».

وبحسب المصدر في قوات سوريا الديموقراطية، استهدف الإنزال «آليات عدة تابعة لمسلحين من داعش كانوا قادمين من مدينة الرقة وتم الاشتباك معهم وقتل عدد منهم وأسر آخرون»، مؤكدا أن الهجوم «كان يستهدف قياديين مهمين من التنظيم».

وأكد مصدر قيادي من «قوات سوريا الديموقراطية»، (قسد)، وهي منظمة تضم قوات من «وحدات الحماية الكردية» وبعض المقاتلين العرب تدعمهم واشنطن، أن «أربع مروحيات أمريكية من طراز أباتشي إضافة إلى مروحيتي حماية» نفذت الإنزال في القرية التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» والواقعة على بعد اربعين كيلومترا غرب مدينة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق.

وأضاف لـ»القدس العربي» أن «كتيبة المهام المستحيلة 404» التابعة لكوماندوز «قسد» وبالمشاركة مع 3 طائرات إنزال أمريكية وأخرى بريطانية قامت بعملية نوعية تم على إثرها مقتل العشرات من مقاتلي تنظيم الدولة وجلب 17 جثة منهم وتم أسر 4 بينهم قيادي في التنظيم».

ويستهدف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مواقع وتحركات تنظيم «الدولة» في سوريا منذ أيلول/سبتمبر 2014 بعد سيطرة الجهاديين على الرقة (شمال)، معقلهم الأبرز في سوريا وأجزاء كبيرة من محافظة دير الزور.

وأوضح مصدر عسكري سوري أن «رادارات الجيش رصدت عملية الإنزال» أثناء حدوثها، من دون أن يحدد هوية المروحيات التي نفذتها.

 

التهجير القسري يستمر في ريف دمشق الغربي وتشكيل ميليشا «فوج الحرمون» ممن «سويت اوضاعهم»

خطاب النميري

القنيطرة ـ «القدس العربي»: يحاول النظام استكمال مشروع التهجير القسري في جل مناطق ريف دمشق الغربي، ليبقى محيط العاصمة خاليا من أي بندقية تهدد وجوده او تُهاجم معاقله، بعد تهجير أهالي الحزام المحيط بالعاصمة مثل داريا، ومعضمية الشام وخان الشيح، وزاكية، والدير خبية قبيل فترة وجيزة.

ودون أي حملات إعلامية او حملات تحذيرية من خطر التغيير الديموغرافي والتهجير القسري، دخلت الباصات الخضراء، الثلاثاء، عدة قرى في ريف دمشق الغربي، وهي قرى بيت سابر وبيت تيما وكفرحور لتقل 140 مقاتلاً من المعارضة المسلحة مع سلاحهم الخفيف وعوائلهم، في إطار «تسوية وضع» شاملة المدنيين والمسلحين عقدها النظام مع الأهالي، فيما رفض المئات الخروج وفضلوا «المصالحة» مع النظام، والانضمام إلى صفوف مليشياته، بعد «تسوية وضعهم»، وحسب وكالات فقد وصل المهجّرون صباح الأربعاء الرابع من الشهر الجاري، نقطة قلعة المضيق في ريف حماة، الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.

وفي فترة وجيزة، خضعت ست مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة في ريف دمشق الغربي، لـ «تسوية وضع» مع النظام، وهي سعسع والدير خبية وكناكر وبيت تيما وكفر حور وبيت سابر، لتبقى بيت جن ومزرعتها، وحدها في مواجهة مليشيات النظام، بعد رفض المعارضة «التسوية»، وتوحد جميع الفصائل المسلحة فيها، وكانت المعارضة قد أعلنت عن تشكيل «لجنة تواصل موحدة»، تابعة لـ»التحالف الدفاعي المشترك» المعلن عنه بعد بدء العمليات العسكرية ضد وادي بردى، ويضم «التحالف» مناطق وقرى وادي بردى والقلمون الشرقي والقابون وبيت جن.

وقال الناشط علاء نور الدين، لـ»القدس العربي» أن قوات النظام لم تدخل حتى الآن أياً من المدن التي خضعت لـ»التسوية» باستثناء سعسع، التي هي تحت سيطرة النظام منذ فترة طويلة، وكان قد دخلها وفد روسي، على خلاف بقية مناطق ريف دمشق الغربي التي ستظل محاصرة من قبل مليشيات النظام، حتى إتمام عمليات «التسوية».

وتتضمن «التسوية» الجديدة مع النظام، ضمّ آلاف العناصر في تشكيل عسكري يسمى «فوج الحرمون»، كمليشيا جديدة من أبناء بعض مناطق ريف دمشق الغربي، ممن كانوا من المعارضة، بإشراف مباشر من النظام، وذلك على خلاف مناطق أخرى من الريف الدمشقي أجبر من قام بـ»التسوية» فيها على الانضمام إلى «الفيلق الخامس اقتحام»، وسبق تشكيل «فوج الحرمون» تأسيس «فوج الجولان» في العام 2014، والذي كان احد فصائل المعارضة في القنيطرة، وهو يقاتل اليوم مع مليشيات النظام في جميع نقاط التماس في القنيطرة وريف دمشق واخيراً تم سحب عدد من عناصره للقتال في تدمر.

و«فوج الحرمون» الذي يفترض أن يضم المقاتلين بعد «التسوية» يتبع فعلياً لمليشيات «الدفاع الوطني»، ويروّج إعلام النظام أن تعداد مقاتليه سيصل إلى أكثر من 1200 مقاتل، ومهمته «الحفاظ على أمن المنطقة»، ولكن في الواقع، فـإن «الفوج» سيشارك لاحقاً في معارك بيت جن، عندما يبدأ النظام الضغط عسكرياً عليها، الأمر الذي دفع الكثير من شباب المنطقة لرفض «التسوية» وقبول التهجير، بدلاً من مواجهة أهلهم في بيت جن، أو رفض الانتماء لـ»فوج الحرمون» ليتجنبوا قتال أهلهم في بيت جن.

وحسب محمد أحد مدنيي بلدة بيت جن: فقد أعطى النظام بلدتي بيت جن ومزرعة بيت جن، مهلة للانضمام إلى «التسوية» انتهت مساء الأحد من دون رد فعل من قبل مليشيات النظام ورجح أن النظام سيتوجه للعمل العسكري في بيت جن، فور الانتهاء من باقي القرى، وأن العملية يمكن أن تستمر لأسبوعين على الأقل قبل دخول الجيش إلى تلك المناطق، بسبب الأعداد الكبيرة للراغبين بالتسوية.

ولا يبدو أن تهديد النظام باستمرار العمليات العسكرية، ضد المناطق التي ترفض «المصالحة»، يتناقض مع «وقف إطلاق النار» المعلن في سوريا، فالنظام مستمر في حملته العسكرية ضد وادي بردى، وهو اليوم يهدد باجتياح بيت جن وغيرها الأمر الذي يشير بوضوح إلى أولويات النظام في الحسم العسكري، وعدم اكتراثه ببديهيات «الحل السياسي»، مستفيداً من غض نظر راعيه الروسي، ورغبة إيران في كسر المعارضة عسكرياً، وتبدو خيارات المعارضة ضيقة في محيط دمشق، بين «تسويات»، أو استمرار الحصار وتشكيل النظام لمليشيات محلية تقاتل أهلها بدلاً عنه.

 

ناشطون سوريون يستبعدون اختراق تنظيم «الدولة» لعشرات الحواجز في إعزاز وتنفيذ عملية انتحارية

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: يقول ناشطون ومتابعون للوضع الميداني شمال حلب، إن عملية كبيرة كتفجير إعزاز في ريف حلب الشمالي، الذي حدث في وقت سابق، لا يحمل بصمات تنظيم «الدولة» قطعاً، بل يعتقدون أن التنظيم يفجّر مفخخاته غالباً وجهاً لوجه، وينفذ عملياته الأخرى بنفس أسلوب المواجهة الذي لا يخشاه انتحاري مطلقاً.

من المتهم إذن في عملية التفجير التي حدثت في اعزاز مؤخراً والتي راح ضحيتها أكثر من ستين قتيلاً ومئة وسبعين جريحاً؟ إذ يرى أحد مقاتلي «الجيش السوري الحر» في إعزاز، وهو شاب يدعى محسن، أن انتحاري تنظيم «الدولة» عادة ما «يقوم بتفجير عربته عند أول حاجز يرى عدداً كبيراً من مقاتلي الحر يتجمعون عنده، ولن يصبر ذلك الشاب المقبل على الانتحار أن يعبر عدداً كبيراً من الحواجز من الممكن أن يكتشف أمره عند أحدها، حتى يفجر نفسه».

ويضيف لـ «القدس العربي»: «لقد قاتلت لفترة طويلة على جبهات الحرب مع تنظيم الدولة، وكانت المفخخات تصلنا غالباً وجهاً لوجه عند أول خط تماس، أو ربما في بعض الأحيان ضربت تجمعات سكنية مأهولة قريبة من الجبهات، أما أن يتم اختراق سبعة حواجز كمثال للقيام بالتفجير في نقطة أخرى، فهذا ما لم ينفذه التنظيم حسب رؤيتي لأسلوبه خلال المعارك الجارية معه».

ويعتقد محسن المقاتل في «لواء أحرار سوريا»، أن هنالك مجموعات متواجدة في صفوف فصائل المعارضة، تقوم بتنفيذ هذه التفجيرات لصالح جهات مختلفة، ويحدث كل تفجير في وقته المناسب سياسياً، كما أن احتمالية الانتحاري أمر منفي في عمليات كهذه، فما حاجة الانتحاري هنا؟ إذ بالإمكان ركن سيارة مفخخة وتفجيرها عن بعد دون أن يقتل منفذو العملية، وهذا غالباً ما حدث في إعزاز.

بينما يرى الناشط الإعلامي ورسام الكاريكاتير خليل المصري الموضوع من جهة أخرى، إذ يقول لــ»القدس العربي»: «لا أعتقد أن للنظام يداً في هذه التفجيرات، وأرى أنها نفذت بالفعل من قبل تنظيم الدولة، فلا مصلحة للنظام بهكذا عمليات بعد أن نجح نجاحاً كبيراً في فرض المصالحات، والتي أدت لاستعادة سيطرته على الكثير من المناطق السورية التي كانت محررة لأعوام ماضية».

ويضيف أن تنظيم «الدولة» لديه الكثير من الخلايا النائمة في صفوف الفصائل المقاتلة لاسيما في الشمال السوري، وهذا ظهر جلياً خلال التظاهرات التي رفضت رفع علم الثورة، والتي رفعت راية القاعدة، بل إن بعض تظاهرات الشمال السوري طالبت بعودة تنظيم الدولة بكل صراحة ووضوح، وذلك بعد أن سيطر النظام بشكل كامل على مدينة حلب، وبعد ان تخلت الفصائل عنها مقابل سلامة الخروج لا أكثر.

فيما يجد الكثيرون أن النظام وراء تفجيرات كهذه، إذ أن من نفذها لا بد أن يكون موجوداً ضمن إعزاز مسبقاً، ولا يمكن دخوله لتلك المناطق مروراً بعشرات الحواجز، فقد يتمكن انتحاري التنظيم المزعوم من اختراق حاجز او اثنين باتفاقات، لكن من المستحيل أن يحصل على ضوء أخضر من كل الحواجز.

وأكد الكثيرون من أبناء الشمال السوري أن العملية تحمل بصمة النظام كما التفجيرات التي حدثت في حريتان وتل رفعت وغيرهما خلال العام الماضي والتي قبله، وتبين في ما بعد أن هنالك مجموعات تابعة للنظام نفذتها وقد ألقي القبض على بعضها في المناطق المحررة.

وكتب هيثم جبر مؤسس «الدفاع المدني الحر» في حلب على حسابه على الـ «فيسبوك» قائلاً: «في رأيي هذا التفجير يحمل بصمات النظام، والسبب أن التفجير كان بواسطة زرع عبوات ناسفة ضمن سيارة مركونة جانب الطريق، دون وجود انتحاري، والنظام وعملاؤه وخلاياه يقومون بتنفيذ مهمتهم بنجاح، في ظل غياب الوعي السياسي، والفراغ الأمني في مدينة إعزاز، والهدف من ذلك ضرب المناطق التي تقع تحت الوصاية التركية، ويبدو أن هذا المسلسل حلقاته طويلة الأمد، ونتائجه إراقة المزيد من دماء المدنيين».

 

الأسد: مستعد للتفاوض حول كل شيء باستثناء مسألة بقائي في السلطة

يصف فرنسا بـ «العمياء» ويرى ان تصريحات ترامب «واعدة»

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: وصف الرئيس السوري بشار الأسد فرنسا بـ «الدولة العمياء» حيال الأزمة السورية المندلعة منذ ست سنوات لكونها لا تقيم أية علاقات مع بلاده وليست لديها سفارة في دمشق في الوقت الحالي، وقال الأسد لمجموعة من التلفزيونات الفرنسية التي ترافق وفداً برلمانياً فرنسياً يزور سوريا: «ليست لدى فرنسا سفارة هنا، ولا يُقيم الفرنسيون أي علاقات مع سوريا على الإطلاق، وبالتالي يمكن القول إنها دولة عمياء، كيف يمكنك وضع سياسة حيال منطقة معينة إذا لم تكن ترى ما يحدث فيها، أو كنت أعمى؟».

وقال: «كيف يمكنك تحرير المدنيين في تلك المناطق من الإرهابيين؟ هل من الأفضل تركهم تحت سيطرتهم وقمعهم وتركهم لقدر يحدده أولئك الإرهابيون بقطع الرؤوس والقتل وكل شيء في ظل عدم وجود دولة؟ هل هذا دور الدولة أن تجلس وتراقب؟ عليك أن تحررهم» وأضاف: «هل تحرروا أم لا؟ إذا كان الجواب نعم، فإن هذا ما ينبغي أن نفعله».

ورأى أنه ليست هناك حرب جيدة على مدى التاريخ وأن كل حرب سيئة لأنها تنطوي على دمار وعلى القتل ولذلك فكل حرب سيئة وحول دوافع قصف القوات الحكومية السورية لمنطقة عين الفيجة ووادي بردى بريف دمشق الغربي رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار منذ أكثر من أسبوع قال الأسد «لأن الإرهابيين يحتلون المصدر الرئيسي للمياه لدمشق حيث يحرم أكثر من خمسة ملايين مدني من المياه منذ ثلاثة أسابيع، ودور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة». وتابع الأسد أن هذه المنطقة تسيطر عليها «جبهة النصرة» (فتح الشام) وبالتالي فإن هذه المنطقة ليست جزءاً من وقف إطلاق النار وفق ما قاله الرئيس السوري.

وحول المحادثات المرتقبة في العاصمة الكازاخية أستانة نهاية الشهر الجاري بين الحكومة والمعارضة السوريتين شدد الأسد على استعداد حكومته للتفاوض هناك لكنه يريد التفاوض مع معارضة سورية وليس مع «معارضة فرنسية أو سعودية أو بريطانية» وفق وصفه.

وقال الأسد: «ينبغي أن تكون معارضة سورية كي تناقش القضايا السورية وبالتالي فإن نجاح ذلك المؤتمر أو قابليته للحياة ستعتمد على تلك النقطة».

وخلال المقابلة، أعرب عن استعداده للتفاوض حول كل الملفات باستثناء مسألة بقائه في السلطة.

وقال: «نحن مستعدون للتفاوض حول كل شيء. عندما تتحدث عن التفاوض حول إنهاء الصراع في سوريا أو حول مستقبل سوريا فكل شيء متاح وليست هناك حدود لتلك المفاوضات».

ورداًعلى سؤال حول استعداده لمناقشة مصيره كرئيس، أجاب الأسد «نعم، لكن منصبي يتعلق بالدستور، والدستور واضح جدا حول الآلية التي يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه (…) الشعب السوري كله ينبغي أن يختار الرئيس».

وحول موقفه من المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة فرانسوا فيون قال الأسد إن خطاب فيون في ما يتعلق بالإرهابيين ومحاربته وعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى هو موضع ترحيب، لكن الأسد أبدى حذراً حيال فيون عندما قال: «علينا أن نكون حذرين، ان ما تعلمناه في هذه المنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية هو أن العديد من المسؤولين يقولون شيئاً ويفعلون عكسه».

واستدرك متابعاً: «لن أقول إن السيد فيون سيفعل هذا آمل ألا يفعل هذا، لكن علينا أن ننتظر ونرى لأنه ليس هناك أي اتصال، لكن حتى الآن إذا نفذ ما يقوله، فإن ذلك سيكون جيداً جداً».

وتابع الأسد: «لم يكن لي معه أي تواصل أو تعاون ولذلك فإن أي شيء أقوله الآن لن يكون ذا مصداقية كبيرة».

وحول ما أبداه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من رغبة في تحسين علاقاته مع روسيا التي هي أحد أبرز حلفاء الأسد ودمشق قال الأسد: «ما أعلنه ترامب كان واعداً جداً، إذا كانت هناك مقاربة أو مبادرة صادقة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا فإن ذلك سينعكس على كل مشكلة في العالم بما في ذلك سوريا، ولذلك أقول نعم نعتقد أن ذلك إيجابي في ما يتصل بالصراع السوري.

 

الرواية الحقيقية لما يجري في وادي بردى: النظام هو الذي فجّر نبع «الفيجة» وجنرال روسي هدّد بإزالة قراها وقصة قطع المياه عن دمشق «مفبركة»

باحث أردني متخصص يخص «القدس العربي» بأحدث المعلومات

عمان ـ «القدس العربي»: نفاذ مخزون الغذاء والدواء، إنقطاع الكهرباء والاتصالات في ظل درجات حرارة متدنية جداً، ذلك السيناريو الأليم وضعه الروس، وتبناه حلفاؤهم الإيرانيون ونظام بشار الأسد وميليشياتهم، والضحية وفقاً لدراسة بحثية ميدانية خاصة حصلت عليها «القدس العربي» نحو 2000 مقاتل مع ما يزيد على 80 ألف مدني، نصفهم نازحون إلى وادي بردى من مناطق ريف دمشق ومحافظتي حمص ودير الزورو جميعهم يقبعون في عشر قرى من أصل ثلاث عشرة قرية تشكل بمجموعها منطقة وادي بردى، إلى الشمال الغربي من مدينة دمشق.

الترجيح بالنسبة لمعد الدراسة وهو الباحث الأردني المتخصص بالشأن السوري وتحديدا في مناطق الحزام الحدودي مع بلاده صلاح ملكاوي ان إيران تسعى جاهدة لضم مناطق جديدة تحت جناح النظام السوري بالتعاون مع اليد «الروسية» الخفية حيث تأمل موسكو أن تنال لقب «عراب السلام»، في حين أن النظام السوري يسعى إلى تأجيل معركته في درعا وبعض المدن المحاصرة جنوب دمشق والغوطة الشرقية، على أمل أن تبقى المشكلة «أردنية» وورقة تفاوض مستقبلية، جاء هذا على عكس الرغبات الأردنية – برأي الملكاوي.

وعلى الرغم من الظروف القاسية التي يعيشها المحاصرون في وادي بردى، إلا أن عزيمتهم ما زالت صامدة ومعنوياتهم مرتفعة نوعاً ما، آملين في توريط النظام وإخراجه من المنطقة، ويتضح ذلك من القصف اليومي، والمتصاعد بشكل خطي حيث وصل مؤخرا إلى (50-60) غارة جوية و (300-400) قذيفة مدفعية ودبابة، (60-70) صاروخ الفيل إضافة لآلاف الطلقات الرشاشة من عيار (23-14.5مم) إضافة لخمس او ست محاولات للتقدم بشكل يومي.

الخلفية الإسلامية لبعض فصائل الجيش الحر ووجود فصائل مقاتلة تابعة لـ»جبهة فتح الشام»، (النصرة سابقا) في وادي بردى، هي الذريعة الوحيدة التي يستغلها النظام السوري وميليشيات حزب الله من أجل خرق الهدنة، وافشال الجهود السياسية خاصة بعد مزيد من التقارب الروسي – التركي.

مقيمون في منطقة وادي بردى يؤكدون حسب الملكاوي ان لا خلفية إسلامية لفصائل الجيش الحر المتواجدة في مناطقهم، وما تلك إلا حجة ومبرر لما يقوم به النظام من عمليات قصف للوادي ومحاولاته للسيطرة براً على عدة مناطق أهمها : (بسيمة ووادي مكة وعين الفيجة والحسينية).

تضاريس الوادي، وصورايخ «كورنيت وكونكورس»، ساهمت في إفشال تلك المساعي، فسرعان ما تتراجع القوات المهاجمة مخلفة وراءها دبابة مدمرة او آلية ثقيلة معطلة وعدداً من الخسائر بين قتيل وجريح. النظام وفي رواية غير صادقة تتهم المسلحين بتفخيخ المنشأة المائية في المنطقة والبوابات وتفجيرها لتعطيش العاصمة وإغراقها في أزمة مياه غير مسبوقة، ونشطاء يوثقون أكاذيب النظام بإسقاطه برميلاً مجنحاً منذ فترة، استهدف منشأة ضخ مياه عين الفيجة المقامة على النبع المغذي للعاصمة دمشق، مما أدى لأضرار كبيرة في المنشاة وتوقف المضخات عن العمل وفتح البوابات القوسية وتحول مياه النبع لتصب في وادي بردى مباشرة.

ويهدف النظام حسب القراءة الميدانية لدراسة الملكاوي التي خصّ بها «القدس العربي» إلى خلق أزمة مائية في دمشق من أجل تحقيق هدفين رئيسيين: أولهما تنفيذ أوامر إيرانية بتهجير ما لا يقل عن 3 ملايين دمشقي من مدينة دمشق وضواحيها الفقيرة بالإضافة لتحقيق مكاسب مالية هائلة لمافيات النظام ومؤسسات التدخل الإيجابي من بيع المياه للمواطنين المقتدرين بأسعار خيالية من خلال هذه الأزمة المفتعلة.

خبير مياه مقيم في دمشق ويعمل مستشاراً مع الشركة الألمانية المشرفة على مشروع إعادة هيكلة المؤسسة العامة لمياه الشرب قبل الثورة، أكد ان مشكلة المياه في دمشق مفتلعة، فدمشق قادرة على تلبية احتياجاتها من مياه الشرب من آبار ومصادر متعددة داخل دمشق وجنوبها وشرقها، وان الشبكة داخل المدينة مصممة للتعامل مع هذه المصادر البديلة وتستطيع الاستغناء عن مياه عين الفيجة.

في غضون ذلك وفي إطار تطورات الميدان في اللحظة الأخيرة وحسب الملكاوي نفسه أعلنت ميليشيات تتبع نظام الاسد عبر إعلامها التوصل لاتفاق مع ثوار وادي بردى الذين يسمّونهم (المسلحين) لإدخال ورشات الصيانة للنبع، ونقلت زوراَ موافقة الثوار على بنود مبادرة ميليشيات الأسد دون أن يكون لهم علم بها وببنودها بعد.

ما حصل هو إعلان لوقف إطلاق النار من قبل النظام فقط مع أنه استمر بالقنص وقتل المدنيين، وجاء وفد روسي لحاجز قرية دير قانون، والتقى وفداً من المدنيين، ثم تم تحميل رسالتهم للثوار مع وفد مفاوض من اهالي البلدة.

في هذا الوقت كان إعلام النظام يركز على إزالة السواتر وإدخال شركات الصيانة ليمتص غضب أهالي دمشق، وليسوق مسبقاً أن الثوار هم من عطلوا رغبته في إصلاح النبع مع أنه لم يكن هناك أي اتفاق قد أبرم.

والتقى الوفد بالثوار والأهالي ولم يكن همه وقف القصف أو إعادة المياه، إنما رفع علم البعث على النبع كي يقول لأهالي دمشق إن المياه من نعمة القائد وإنجازات الحركة التصحيحية.

وشدد الملكاوي على رفض الثوار هذا العرض الذي لا يتضمن أي ضمانة لوقف إطلاق النار وليس فيه إلا إعطاء النظام ما عجز عنه عسكرياً، ولما عاد الوفد بالرد للوفد الروسي، غضب الجنرال الروسي وهدد بمسح قرى عين الفيجة وبسيمة، ورفع سقف شروطه بإدخال كتيبة مشاة من الحرس الجمهوري ترافق ورشة الصيانة.

تناقش الثوار ورفضوا مجدداً هذه الشروط، فورشات النظام مشكوك فيها وبتزويرها للحقائق وقد تعمد إلى اختلاق أدلة كاذبة تتهم الثوار بتفجير النبع وكان المفترض إدخال لجنة مراقبة دولية لضبط الادلة ومراقبة وقف إطلاق النار.

كما أن المبادرة خلت من ضمان عدم تهجير الأهالي ووقف الهجمة على الوادي، وإعادة من هجرهم القصف من قرى (افرة ـ هريرة) وكان كل تركيز النظام على إظهار أعلامه البعثية في الوادي.

 

عملية دير الزور: هوليوود تضرب من جديد!

رأي القدس

نفّذت قوّات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا يوم الأحد الماضي عمليّة في ريف دير الزور شرق سوريا تشبه في مجرياتها أفلام هوليوود الأمريكية بعناصرها المعروفة التي شاهدناها في عشرات أفلام الإثارة والتمجيد للبطولات الأمريكية أو لانتقادات مخرجيها الكبار للموت الذي ينشره تدخلاتها العسكرية عبر العالم.

مروحيّات الأباتشي الأربع التي انطلقت على الأغلب من قاعدة في شمال شرق سوريا توجّهت إلى قرية الكبر التي يحمل اسمها هالة رمزيّة كونها كانت القرية التي تعرّضت لغارة كوماندوز سابقة استهدفت عام 2007 تدمير ما زُعم أنه «مفاعل نووي» للنظام السوري انكشف أمره بعد هرب نائب لوزير الدفاع الإيراني، الجنرال علي رضا العسكري، إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفضحه مشروعا نوويا مشتركا بين سوريا وإيران وكوريا الشمالية.

في التفاصيل التي أذاعتها الوكالات عن العملية الجديدة أن جنوداً يعرفون العربية شاركوا في العملية وطلبوا من المدنيين الابتعاد عن موقع المعركة والبقاء في منازلهم، تمّت خلالها عمليّة إنزال برّي فيما مروحيّتان إضافيتان توفران حماية الجنود المشاركين الذين نصبوا حواجز على الطرق وفي نفس الوقت قام آخرون باستهداف سجن سرّي «يعتقد أن رهائن غربيين كانوا محتجزين فيه» حيث قتلوا، حسب المصادر التي نقلت الخبر، 25 جهاديّاً بينهم قياديّان في تنظيم «الدولة» وأطلقوا سراح رهينتين وأسروا عنصراً أجنبياً.

وزيادة في «التشويق» فقد كان لحلفاء أمريكا الصغار دورهم في إضافة خطوط على الحبكة المثيرة للسيناريو وهكذا صرّح مصدر من «قوّات سوريا الديمقراطية»، وهي قوّات نسيجها الأساسيّ من «وحدات الحماية الكرديّة» التابعة لحزب العمال الكردستاني التركي، أن كتيبة من هذه القوّات (الكتيبة بالمناسبة وحدة عسكرية تتألف من 4 إلى 6 سرايا ويتراوح عدد أفرادها بين 400 إلى 1000 جندي!) «قامت بعملية نوعية قتلت خلالها عشرات من عناصر تنظيم «الدولة» وأسرت أربعة بينهم قيادي»، رغم أن البنتاغون نفسه قال إن حصيلة ال 25 قتيلا من الجهاديين التي اعلنتها منظمة غير حكومية سورية «مبالغ فيها كثيرا».

المشاعر التي تستثيرها عمليات الكوماندوز الأمريكية في سوريا وغيرها تتعدّى أغراض الاعلان والتسويق لعظمة القوّة العسكرية الكبرى في العالم ويدلّ اشتباكها الغرائبيّ مع مجريات الأحداث وتشابهاتها «الهوليوودية» عن صلب أجندتها التي تنتقي من العالم ما يتفق مع رؤيتها السينمائية والاستشراقية له فيما يغيب عنها كلّ شيء آخر.

العمليات العسكرية الأمريكية في العالم العربي، من اليمن إلى سوريا، تجري على توقيت خاصّ بها لا علاقة له أبداً بآمال وآلام الشعوب أو نضالاتها ضد الطغيان والاستبداد والفساد والتوحّش والطائفية، ولم تكترث واشنطن لمئات المجازر التي حصلت أو المدن التي دمّرت أو المناطق التي حوصرت وجوّعت ولكنّها خاضت حرباً هائلة جنّدت فيها كل قوّاتها وقوات حلفائها دفاعاً عن بلدة سورية واحدة فقط هي كوباني فهذه البلدة هي المكان الوحيد المهم في ذلك السيناريو وكل ما عداها باطل.

وقد صوّر أحد الأفلام مشاعر جنديّ أمريكيّ يقوم بتحديد أهداف القتل من مكان بعيد في بلاده ويتابع نتائج قصف الطائرات بدون طيار أو عمليات الكوماندوز التي تخلّف نقاطاً على الأرض هي جثث الناس المقتولة أو البيوت المحروقة فيحتفل المحتفلون هناك بارتفاع حصيلة عدّاد القتلى من «أعداء الولايات المتحدة الأمريكية» بغض النظر عن النتائج على البشر والاجتماع والاقتصاد والسياسة في تلك النقاط الجغرافية البعيدة التي يصادف أنها، في أغلبيتها الساحقة، بلدان تسكنها شعوب مسلمة أو عربية.

نحن في شاشات البنتاغون والسي آي أي لسنا غير فيلم أمريكي لا ينتهي!

 

اجتماع اليوم في أنقرة لاختبار جدية موسكو بهدنة سورية

جلال بكور

يحضر ممثلون عن فصائل في المعارضة السورية المسلحة، اليوم الثلاثاء، اجتماعات في أنقرة، مع ممثلين عن الجانبين التركي والروسي، تحضيراً لاجتماع سيُعقد غداً الأربعاء، بحضور شخصيات معارضة للنظام لم تحضر في اجتماعات سابقة، من أجل تقييم وقف إطلاق النار في سورية.

وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أنّ ممثلين عن المعارضة السورية بدأوا اجتماعاً تمهيدياً في أنقرة، مع ممثلين عن الحكومتين التركية والروسية، تحضيراً لاجتماع رسمي سيُعقد غداً الأربعاء بحضور شخصيات معارضة للنظام السوري، منها ممثلون لفصائل لم تشارك في الاجتماع السابق، إضافة إلى شخصيات معارضة مستقلة.

وأوضحت المصادر أنّ المشاركين الجُدد في الاجتماع هم ممثلون عن فصائل المعارضة في حمص وحماة، وغيرها من المناطق التي لم تكن ممثلة في الاجتماع السابق، إضافة إلى شخصيات معارضة سياسية ومدنيّة مستقلة تقيم في داخل سورية وخارجها.

وعن طبيعة المشاورات التي سوف تُعقد مع الروس في أنقرة برعاية تركية، أكّدت المصادر أنّها ستكون بمثابة اختبار مدى جدية موسكو في التعامل مع خروقات النظام المستمرة لوقف إطلاق النار، مؤكّدة أنّ ذهاب المعارضة إلى مفاوضة أستانة، ستتوقف على مدى التزام روسيا بتعهداتها، كونها الضامن لوقف إطلاق النار.

وأشارت المصادر إلى أنّ تحديد من سيذهب إلى أستانة من المعارضة السورية، مسألة مطروحة للنقاش في اجتماع أنقرة، بحال تمكّنت موسكو من ضبط خروقات النظام السوري.

ويأتي الاجتماع التحضيري تزامناً مع مواصلة النّظام السوري خرق وقف إطلاق النار، لا سيما في منطقة وادي بردى، بريف دمشق.

وكان مسؤولون أتراك قد عقدوا مع نظرائهم الروس، أمس الإثنين، اجتماعاً لبحث اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، واتفق الجانبان على فرض عقوبات بحق منْ ينتهك الاتفاق، وذلك بعد اختتام اليوم الأول من اللقاءات الجارية في العاصمة أنقرة، تحضيراً لمفاوضات أستانة عاصمة كازاخستان.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار (اتفاق أنقرة)، حيّز التنفيذ في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ونصّ على وقف شامل لإطلاق النار، استثنى منه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وتعرّض الاتفاق للعديد من الخروقات من النظام ومليشياته، والتي حاولت على وجه الخصوص التقدّم في منطقة وادي بردى، بريف العاصمة السورية.

 

نهر بردى… الشاهد على تشويه وجه دمشق

عدنان علي

يختزل نهر بردى، الذي تدور في قرى الوادي الذي يمر فيه، مواجهات بين قوات النظام السوري وحزب الله من جهة، وأهالي المنطقة والفصائل العسكرية فيها من جهة أخرى، تاريخ دمشق الحديث، وقصة العداء بين نسبة كبيرة من الشعب السوري، ونظام الأسد الحاكم، بشقيه، الأب والابن. فالنهر الذي يعد أحد أبرز رموز دمشق التاريخية، شاهد على حجم التشويه، الذي طاول حياة السوريين في ظل حكم عائلة الأسد، حتى تحول من أحد أهم معالم الحياة، إلى جيفة تُزكم روائحها أنوف المارة قرب ضفافه في مناطق عدة في العاصمة دمشق.

ويتذكر كثير من الدمشقيين نهر بردى حتى بداية السبعينيات، حين كانت مياهه تفيض في مواسم الأمطار وذوبان الثلوج، وحين كانوا يتنزهون على جوانبه بقية أيام السنة، فيما يُسمى “السيران”، الذي يُعد تقليداً ثابتاً لدى العائلات الشامية. وكانت ضفاف نهر بردى، وبساتين الغوطة مقصد “السيران” المفضل لدى تلك العائلات. غير أن النهر تعرض إلى الإهمال، بالإضافة إلى التهاون في التعامل مع التجاوزات الفاضحة على مناطقه ومياهه من جانب أصحاب المعامل والمطاعم، الذين يلقون فضلاتهم في مياهه، فضلاً عن الإجراءات الخاطئة والمستهترة من جانب السلطات، مثل تحويل مياه الصرف الصحي لدمشق وريفها إلى النهر، وإكساء مجراه بالحجر والإسمنت و”البلاط” لاحقاً حين يمر من العاصمة، وإغلاق بعض قنواته أو حرف مسارها لاعتبارات أمنية، خصوصاً في منطقة المهاجرين، مكان إقامة رئيس النظام. كل ذلك فاقم من محنة النهر، وحول مياهه العذبة إلى مياه آسنة تستجلب الحشرات والأمراض.

وحسب الدراسات الرسمية، التي أجريت أواخر عام 2013 من قبل وزارة البيئة التابعة للنظام السوري، والتي اعتمدت على عينات مأخوذة من مياه النهر، فإن منسوبه “منخفض، حتى تحول إلى ساقية مليئة بالأوساخ الصلبة الواضحة للعيان. كما تطفو بعض المواد الصلبة على سطح المياه وتظهر فيها الطحالب”. وخلصت الدراسة إلى أن مياه فروع نهر بردى “تصنف على أنها عديمة الجودة، وفائقة التلوث والخطورة على الإنسان والبيئة، وعديمة الصلاحية”. وقال مدير الموارد المائية في دمشق وريفها، باسل الغفاري، إنه “بعد عين الخضراء، فإن مياه نهر بردى غير قابلة للشرب، والنهر بعد ذلك عبارة عن مياه صرف صحي، وتعتمد دمشق حالياً، للحصول على مياه الشرب، على نبع الفيجة بالكامل”.

وينبع نهر بردى من نبع غزير جنوبي بلدة الزبداني في سلسلة الجبال السورية شمال غرب دمشق، ويسير متعرجاً بضعة كيلومترات حتى مزرعة التكية، إذ يدخل في واد عميق شديد الانحدار يعرف باسم وادي بردى، والمكون من نحو 13 بلدة ومصيفاً، هي سوق وادي بردى، برهلية، كفر العواميد، الحسينية، كفير الزيت، دير قانون، دير مقرن، عين الفيجة، بسيمة، أشرفية الوادي، جديدة الشيباني (أو الوادي)، الهامة، دمر، بالإضافة إلى قرية عين الخضراء، التي تكثر فيها المنتزهات والفنادق والمطاعم والمقاهي وأماكن النزهة الشعبية (السيران)، قبل أن يدخل منطقة الربوة بجانب سكة القطار وطريق المصايف، ويدخل إلى دمشق مخترقاً المدينة وصولاً إلى الغوطة المحيطة بالمدينة ليروي بساتينها. وعند الربوة يتفرع من النهر ستة فروع. وعن يساره هناك نهر يزيد الذي يخترق شمالي الهامة، ويمتد إلى أعلى المهاجرين قبل أن يصل مدينة دوما في الغوطة الشرقية، ونهر تورا الذي يتفرع منه بين دمر والربوة، ويجري على طول خط أسفل المهاجرين والصالحية وصولاً إلى جوبر ومنها إلى دوما أيضاً. وعن يمين النهر تتفرع قنوات المزاوي، الديراني وبانياس مرتبة من المستوى الأعلى إلى الأدنى في الجريان، وتعبر هذه الأنهار الصغيرة، أو الأقنية، منطقة الربوة على مناسيب مختلفة، ثم تتباعد على شكل مروحة، تغطي جميع أحياء مدينة دمشق. وبعد خروجها من دمشق، تنتشر في جميع مناطق غوطة دمشق، مشكلة شبكة ري الغوطة.

وفي مجرى النهر عند وادي بردى، هناك عدة ينابيع ترفده، أهمها نبع عين الفيجة الذي يضاعف في غزارة وحجم مياه بردى. ويخترق المجرى الأصلي لنهر بردى، دمشق والغوطة في اتجاه الشرق والشمال الشرقي، حتى يصل إلى بحيرة العتيبة شرقي العاصمة بعد أن يكون قطع نحو 65 كيلومتراً. أما داخل المدينة، فيتفرع عن المسرى الأساس لنهر بردى قناة العقرباني عند منطقة المرجة، وتصل إلى أراضي جرمانا وعقربا وبيت سحم، وقناة الداعياني عند باب توما، وتروي بعض أراضي الغوطة. كما تغذي النهر مجموعة من الينابيع، تشكل أنهاراً صغيرة ترفده بما يتبقى من مائها مثل عين حاروش عند بلدة دير العصافير، والأشعري شرقي قرية حمورية، وعين القلايا جنوب قرية المحمدية.

ما يجدر ذكره إن جميع الأنهار أو القنوات التي تتفرع عن النهر، اصطناعية، وقد قام الإنسان بشقها على مر العصور، لتأمين مياه الشرب والزراعة لدمشق ومحيطها. وبهذا المعنى تعتبر من أقدم شبكات الري في العالم، إذ يمتد تاريخها إلى آلاف السنين وصولاً إلى العهد الآرامي. وبانياس هي أولى الأقنية وأقصرها، وكانت تمد المعبد والمدينة الأصلية بالمياه، بينما تعتبر تورا القناة الثانية، وهي لا تزال تحمل الاسم الآرامي نفسه (ثورا) ومعناه صيد السمك. وخلال الحكم الإسلامي تمَّ حفر بقية الأقنية، حتى أصبح عددها ست أقنية، سابعها بردى، ومنها قناة يزيد نسبة إلى الخليفة الأموي يزيد بن أبي سفيان.

ومنذ القدم، ارتبط اسم نهر بردى بمدينة دمشق، وكان له أثر كبير في حضارة المدينة عبر العصور، وتغنى به العديد من الشعراء قديماً وحديثاً، وذُكر في الكثير من المراجع التاريخية.

ويذكر المؤرخ ابن عساكر أن نهر بردى كان يعرف قديماً باسم نهر “باراديوس”، أي نهر الفردوس أو الجنة. وشهدت ضفافه أحداثاً كثيرة هامة منذ فجر التاريخ، وتحمل اسمه عائلات كثيرة في سورية ولبنان والمغرب والولايات المتحدة والأرجنتين وفرنسا.

كما تغنى الكثير من الشعراء بنهر بردى منذ قديم الزمان، ومن ذلك قول الشاعر حسان بن ثابت:

يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل

وكذلك قول الشاعر جرير:

لا ورد للقوم إذا لم يعرفوا بردى إذا تجوب عن أعناقها السدف

كما جاء ذكره في شعر أبي عبد الله محمد الأصبهاني بقوله:

ومن بردى برد قلبي المشوق فها أنا من حره مستجير

وجاء ذكره أيضاً، في قول ذي القرنين أبي المطاع بن حمدان حين قال:

سقى الله أرض الغوطتين وأهلها فلي بجنوب الغوطتين شجون

ومن الشعراء الذين جاء ذكر بردى في أشعارهم، أمير الشعراء، أحمد شوقي، وذلك في قصيدته التي ألقاها في حفلة أقيمت لإعانة منكوبي سورية في عام 1926 :

سلام من صبا بردى أرق ودمع لا يكفكف يا دمشق

أما شاعر دمشق، نزار قباني فقد أنشد قصائد حبه وغزله في دمشق وعلى ضفاف نهرها الخالد. وفي قصيدة له بعنوان “موال دمشقي” يقول:

وددت لو زرعوني فيك مئذنة أو علقوني على الأبواب قنديلاً

يا بلدة السبعة الأنهار… يا بلدي ويا قميصاً بزهر الخوخ مشغولاً

ويا حصاناً تخلّى عن أعنته وراح يفتح معلوماً، ومجهولاً

هواك يا بردى، كالسيف يسكنني وما ملكت لأمر الحب تبديلاً

والنهر يُسمعنا أحلى قصائده والسرو يلبس بالساق الخلاخيلا

العربي الجديد

 

موسكو: “مهمة القوات الجوية الرئيسية” في سوريا نُفذت

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الثلاثاء، أن القوات الجوية الروسية “نفذت المهمة الرئيسية” التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين لها في سوريا، متهماً التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بأن آداءه كان “سلبياً” في مكافحة “الإرهاب” في سوريا.

 

وقال شويغو في مؤتمر صحافي في موسكو، إن القوات الروسية نفذت العام الماضي المهمة الرئيسية في سوريا، وإن تنفيذها “تطلب من القوات الروسية بذل كافة الجهود، والاستفادة من كافة الإمكانيات، وتركيز مجموعة كبيرة من القوات (في سوريا)، بالإضافة إلى مجموعة سفن من ضمنها حاملة طائرات، وإرسال قوات جوية إضافية ووحدات من الشرطة العسكرية”.

 

وأضاف وزير الدفاع الروسي، أن هذه المُهمة نُفذت “على الرغم من أن الأمور كانت صعبة للغاية، فيما كان الجانب الروسي بحاجة ماسة إلى دعم من جانب التحالف الدولي بقيادة واشنطن ولم يتلق هذا الدعم”. واعتبر شويغو أن أداء التحالف الدولي في سوريا “لم يكن بدرجة الصفر فقط، بل كان سلبياً”.

 

أما رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف، فقلل من فعالية نشاط التحالف الدولي، خلال عملياته ضد “داعش” منذ عامين ونصف. وقال غيراسيموف إن التحالف وجه قرابة 6.5 آلاف ضربة إلى مواقع “الإرهابيين”، فيما تجاوز عدد الضربات الروسية منذ نهاية أيلول/سبتمبر عام 2015، 71 ألف ضربة، بأكثر من 19 ألف طلعة قتالية.

 

وأضاف المسؤول الروسي “لم يحققوا (التحالف) أي نتائج تذكر. مع ذلك تم تسجيل سقوط خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والقوات الحكومية السورية”، وقال إن قاذفة “بي-52” أميركية وجهت مؤخراً ضربة مدينة سرمدا في ريف إدلب التي انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مدنياً، مشيراً إلى أن هذه الضربة “جاءت دون إبلاغ الجانب الروسي مسبقا بتوجيهها”.

 

واعتبر غيراسيموف أن العملية الروسية في سوريا “حققت نقلة نوعية” في مكافحة الإرهاب، وقال إنه خلال هذه الفترة تم “تحرير أكثر من 12 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية بما في ذلك 499 مدينة وبلدة”، لافتاً إلى أن من الأهداف الرئيسية للعمليات الروسية “كانت قواعد التدريب للإرهابيين وورشهم لإنتاج الذخيرة، وكذلك منشآت نفطية استخدمها داعش، مؤكدا أنه تم تدمير ما يربو عن 200 من هذه المنشآت”. وأكد أن الغارات الروسية “استهدفت 174 ورشة لتكرير النفط و111 قافلة لناقلات النفط، أدت إلى الإخلال بمنظومة التزود بالوقود للإرهابيين، وقطع مصدر العائدات الرئيسي عنهم”.

 

مفاوضات من أجل وقف شامل لإطلاق النار

قلق إيراني حيال الحراك الروسي التركي في الأستانة

«إيلاف» من الرياض: قال محللون إن طهران ليست مرتاحة لما تقوم به روسيا وتركيا في حراكهما نحو مفاوضات الأستانة والهادفة إلى وقف شامل لإطلاق النار في سوريا، مشيرين في حديثهم لـ«إيلاف» إلى أنّ طهران كانت ترغب في الحسم العسكري، لكن موسكو ارتأت الدبلوماسية لاستثمار الواقع الميداني، لاسيما انه بإستطاعتها أن تفرض أجندة وجدول أعمال.

 

ومن المقرر أن تنطلق مفاوضات الأستانة “عاصمة كازاخستان” في 23 يناير الجاري، وذلك بهدف الوصول الى وقف شامل لإطلاق النار، يستثني تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وذلك بحضور كل من أنقرة وطهران ووفود من النظام والمعارضة المقاتلة، فيما لم يتم توجيه دعوة لمعظم دول مجموعة أصدقاء سوريا.

 

هاجس ايراني

 

المحلل السياسي سلطان حمزة ، قال إن مفاوضات أستانة قد تشهد نسخة سياسية للاتفاق الميداني الروسي التركي، والذي فُرض على الأطراف جميعها إبان معارك حلب، مشيرًا في حديثه لـ«إيلاف» الى أن هذه الجولة من المفاوضات تختلف عمّا سبقها من مفاوضات في محورين، الاول انها لم تأتِ بقرار أُممي أو رعاية دولية، فالرعاية هي روسية تركية، والمحور الثاني يتمثل في ان المفاوضات كانت مرتبطة بإتفاق وقف اطلاق النار في حلب، الذي كان بمثابة خطوة استباقية للإعلان عن مفاوضات الاستانة.

 

واوضح  حمزة،  أن هناك إهتماماً روسياً لإنعقاد ونجاح مفاوضات الأستانة، حيث تحاول موسكو جني ثمار إنجازاتها العسكرية في حلب وإستثمار الوضع الضعيف للمعارضة السورية، وفرض حل سياسي معين عليها، مبينًا أن الثنائية الروسية التركية الضامنة لمفاوضات الأستانة ستكون أدعى للوصول إلى حل سياسي بغض النظر عن تفاصيله، وهو ما يمثّل  لإيران هاجسًا كبيرًا، وبالتالي بدأت في تحركات دبلوماسية كثيفة للتنسيق مع النظام السوري

 

الدور الروسي الايراني

 

من جهته، قال الباحث السياسي وائل صالح، إن روسيا تملك جزءًا من قرار النظام السوري، في حين تمتلك تركيا جزءًا من قرار المعارضة، مشيرًا في حديثه لـ«إيلاف» الى أن طهران ليست مرتاحة لهذه العلاقة والتبادل للأدوار بين روسيا وتركيا، لا سيما انها كانت ترغب في الحسم العسكري، وهو ما جعلها تدفع بمليشياتها العسكرية بشكل كثيف، لكن موسكو أصابت هذه الحشود في مقتل بعد أن إرتأت المفاوضات، وهو ما يقلق طهران من الدور الروسي

 

وأوضح صالح، أن روسيا غير معنية تمامًا بحل سياسي عادل للأزمة السورية، لكنها تسعى لتتويج عملها الميداني بإتفاق سياسي، ولكي تستبق ايضًا الإدارة الأميركية الجديدة التي صدرت عنها مؤشرات حول حلول مختلفة للازمة، موضحًا انه لا احد يستطيع أن يستشرف على سبيل الجزم ما ستخرج به مفاوضات الاستانة، لكنه من الواضح أن أمامها عراقيل متعددة، وهناك إحتمال كبير أنها لن تنتهي إلى إتفاق فوري، بل ستكون على عدة جولات.

 

هجوم للنظام وحزب الله بوادي بردى ومعارك بالقلمون  

شنت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني هجوما على وادي بردى بـ ريف دمشق وسط قصف مكثف، في حين انتزعت المعارضة مواقع لـ تنظيم الدولة الإسلامية بمنطقة القلمون.

 

وقال مراسل الجزيرة محمد الجزائري إن قوات النظام وحزب الله بدآ أعنف هجوم على بلدة عين الفيجة بوادي بردى، وإن خمس مروحيات ألقت براميل متفجرة على تلك المنطقة الجبلية لتمهيد دخول القوات البرية.

 

وفي وقت سابق، قالت الهيئة الإعلامية بوادي بردى إن قوات النظام وحزب الله عززتا وجودهما بوضع نقاط عسكرية جديدة تضم دبابات ومدافع ثقيلة على التلال المشرفة على وادي بردى، كما بدأت بتجريف المنحدرات لإنشاء طرق عسكرية جديدة في محاولاتها اقتحام الوادي.

وفي سياق متصل، قالت تلك الهيئة إن المعارضة المسلحة قتلت جنودا من قوات النظام ودمرت دبابة تابعة لها خلال تصديها لهجوم شنته الأخيرة من محور قرية كفير الزيت وسط الوادي الذي شهدت معظم بلداته قصفا مكثفا بالمدفعية والصواريخ من قوات النظام.

 

وأكد الدفاع المدني في ريف دمشق في وقت سابق أن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض أرض استهدف بلدة بَسيمة وعين الفيجة بوادي بردى في الغوطة الغربية.

معارك القلمون

وفي تطور آخر، قال مراسل الجزيرة إن قوات المعارضة المسلحة سيطرت على 18 نقطة بمنطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق، وذلك بعد معارك مع تنظيم الدولة.

 

ونقل المراسل عن المعارضة قولها إن تلك النقاط التي سيطرت عليها تقدر بتسعين كيلومترا مربعا فيها قمة جبل إستراتيجي يضم مركز قيادة التنظيم ومراصد استطلاع ويطل على طريق دمشق بغداد، ونقاط تمركز التنظيم في جبل النقب وبئر الأفاعي.

 

وقالت المعارضة إنها قتلت خلال تلك المعارك 14 عنصرا تابعا للتنظيم، ودمرت معدات وآليات.

 

وفي الغوطة الشرقية، أفاد ناشطون بأن مسلحي المعارضة تمكنوا من صد هجمات النظام على جبهة بلدة الميدعاني ودمروا دبابتين، مشيرين إلى استمرار المعارك العنيفة على جبهة كتيبة الصواريخ في بلدة حزرما بعد استعادة المعارضة السيطرة عليها الأحد الماضي.

 

وتحدث ناشطون عن غارات للنظام وأخرى روسية على مناطق عدة بريفي حلب الجنوبي والغربي، مما أوقع جرحى وخسائر مادية كبيرة.

 

وفي حمص، استهدف الطيران الروسي كلا من قرية عز الدين وأطراف قرية دير فول بغارتين.

 

وكانت جبهة فتح الشام سيطرت في وقت سابق على حاجزي الطير والعكيدي في ريف حمص الشمالي الشرقي بعد عملية مباغتة شنتها الجبهة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الأسواق السوداء تستنزف سكان دمشق  

سلافة جبور-دمشق

تشهد العاصمة السورية دمشق بداية عام عصيبة في ظل أزمات معيشية غير مسبوقة تخيم بظلالها على ملايين السكان.

 

ورغم اعتياد الأهالي على شح الوقود والانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي وغلاء الأسعار، فإن اشتداد وطأة فصل الشتاء والانخفاض الكبير في درجات الحرارة، إضافة إلى انقطاع المياه منذ أكثر من أسبوعين، فاقم من معاناة آلاف العائلات التي يعيش قسم كبير منها ظروفا اقتصادية متردية للغاية.

 

وكما في كل أزمة معيشية عاشتها دمشق خلال سنوات الحرب الخمس، برزت خلال الأيام الأخيرة تجارة سوداء تحاول احتكار بيع أساسيات الحياة بأسعار تعجز معظم العائلات عن تحملها، وتستفيد من تواطؤ الحكومة السورية الخفي معها لتسهيل عملها.

 

من الغاز إلى الوقود ومؤخرا المياه، لا ترى حفنة صغيرة من التجار ضيرا من الإثراء والانتفاع من الحاجات المتزايدة لأهالي العاصمة الذين يرزح أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر، وذلك وفق دراسة للأمم المتحدة العام الماضي.

 

وفي حديث للجزيرة نت، اشتكى أبو رائد -وهو أب لخمسة أطفال- من عجزه التام عن تلبية متطلبات عائلته، واصفا حياته خلال الأسابيع الأخيرة بأنها “صراع بين دخله الذي لا يتجاوز مئة ألف ليرة سورية (نحو مئتي دولار) والحصول على الدفء والماء والطعام”.

 

وأوضح الرجل الخمسيني -الذي يعمل في أحد محلات بيع الملابس- أن أزمة المياه كانت “الشعرة التي قصمت ظهر البعير”.

 

فالمياه التي تُضخ إلى منازل العاصمة بالتناوب بالكاد تكفي حاجة أسرة كبيرة كعائلة أبو رائد، ورغم الوعود الحكومية بتأمين صهاريج مياه مجانية فإنها وعود انتقائية تستثني كالعادة الأحياء الأشد فقرا، مما يعني ضرورة الاعتماد على تجار المياه الذين يبيعون لتر الماء للاستخدامات المنزلية بسعر يصل إلى عشر ليرات، ويحصلون عليها من مصادر مجهولة وغير صحية على الأغلب.

 

أما مياه الشرب فهي معضلة أخرى بحسب أبو رائد الذي لفت إلى اضطراره لشراء عبوات تحتوي على مياه صالحة للشرب، وذلك بسبب تلوث المياه التي تصل المنازل واستقبال مشافي العاصمة المختلفة عشرات حالات التسمم يوميا.

 

ويصل سعر عبوة مياه الشرب ذات سعة 1.5 لتر إلى مئتي ليرة، رغم القيود الصارمة التي تؤكد الحكومة السورية فرضها على كل من يبيع العبوة بسعر يزيد عن 125 ليرة، وهي قيود يرى الرجل الدمشقي أنها لا تطال سوى المحال الصغيرة، في حين تستمر حفنة من التجار المرتبطين بالنظام في احتكار كافة أساسيات السوق وبيعها بأغلى الأسعار.

 

وبذلك، يحتاج أبو رائد إلى ما يزيد عن أربعة آلاف ليرة أسبوعيا للحصول على ما يلزم أسرته من الماء فقط، وإن أضاف إليها تكلفة وقود التدفئة والطبخ والحد الأدنى من المواد الغذائية، فسيحصل على معادلة لن تسبب له سوى المزيد من الإحساس بالعجز.

تجار الحرب

ويتحدث الناشط الإعلامي أبو يحيى للجزيرة نت عن تلك التجارات السوداء، حيث يؤكد لجوء عدد من التجار والموزعين إلى تخزين المياه والوقود والغاز التي يحصلون عليها من مراكز التوزيع الحكومية، بهدف بيعها للأهالي بأسعار مضاعفة.

 

ويشرح أبو يحيى -الذي يقيم في دمشق- آلية التجارة تلك بأن بعض تجار الحرب يعمدون إلى “تخزين صناديق عبوات مياه الشرب من كافة الأنواع. ورغم حصر بيع تلك الصناديق بالمؤسسات الحكومية فإن زيادة الطلب ونفاد الكميات أجبرا السكان على اللجوء إلى أولئك التجار الذين يتحكمون في الأسعار كما يرغبون، وسط غياب أي رقيب على عملهم”.

 

وبشكل مشابه، يبيع تجار وموزعو الوقود وعبوات الغاز المنزلي ما لديهم من محروقات بأسعار تفوق ما تحدده الحكومة السورية بعشرات وحتى مئات الليرات، مستغلين حاجة السكان الماسة إلى الدفء.

 

ويشير الناشط الإعلامي الذي يعمل مع شبكة “صوت العاصمة” إلى عدم اكتراث الحكومة السورية بتفاقم الأزمات التي يعيشها سكان عاصمتها، وهو إهمال ليس بغريب على حكومة “نائمة في العسل” على حد تعبيره.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

سفير واشنطن السابق بموسكو لـCNN: روسيا أثارت موجة لاجئين بسوريا وهدفها أوروبا

جاء ذلك في مقابلة حصرية لبيرنز مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN حيث قال: “علينا أن نكون أكثر وعيا للطريقة التي تتحرك فيها روسيا في مساعيها للتقليل من شأن الاتحاد الأوروبي عبر تشجيع الجهات المعارضة للاتحاد الأوروبي وقوات وطنية متطرفة إلى جانب استغلال أمواج اللاجئين.”

 

وتابع قائلا: “اللاجئون زعزعوا استقرار السياسة الأوروبية ولكن هو أمر أثاره الدور الروسي عبر وحشيتها في سوريا،” لافتا إلى أنه و”بعيدا عن القرصنة السيبيرية للانتخابات الأمريكية هناك العديد من الأمور من أوكرانيا إلى سوريا وجدت كل من واشنطن وموسكو نفسيهما في حالة من التوتر الحاد.”

 

وألقى بيرنز الضوء على أن “من الأمور المهمة جدا بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة هو إعادة الثقة للحلفاء والشركاء الدوليين، وأعتقد أنه يجب علينا أن نكون صارمين جدا في هذه الأمور وبأن أمريكا ستكون مع الحلفاء دوما.”

 

المعارضة السورية المسلحة والسياسية تجتمع مع الروس بتركيا لبحث مؤتمر أستانة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 كانون الثاني/يناير 2017

روما-يجتمع اليوم الثلاثاء في لقاء تشاوري في العاصمة التركية أنقرة، وبرعاية تركية وروسية، نحو 50 شخصية من فصائل المعارضة المسلحة، وشخصيات معارضة سياسية، مع خبراء روسي وأتراك، لبحث موضوع المشاركة في مؤتمر أستانة، ومناقشة بنود اتفاقية وقف إطلاق النار وسبل تنفيذها كاملة.

 

وأعلنت فصائل عسكرية معارضة انضمامها إلى محادثات في أنقرة مع خبراء روس وأتراك، في يومها الثاني، لـ”التحضير لمفاوضات أستانة، ولمراجعة بنود اتفاق وقف إطلاق النار وخروقات النظام والميليشيات الموالية له”، ولم تُشر إلى وجود معارضين سياسيين في هذا الاجتماع.

 

وقالت مصادر سورية معارضة مواكبة لتحركات ممثلي الفصائل المسلحة لوكالة (آكي) الايطالية للانباء “لا يقتصر الأمر على الروس فقط في سعيهم لإقناع فصائل المعارضة بضرورة المشاركة الإيجابية بمؤتمر أستانة، بل إن تركيا أيضاً تسعى بشكل حثيث لإنجاح مؤتمر أستانة، وضمان مشاركة المعارضة السورية المسلحة بسقف ينسجم مع ما طُرح في اتفاقية وقف إطلاق النار”، الذي تم توقيعه نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي.

 

وقال عضو المكتب السياسي للجيش الحر زكريا ملاحفجي، في تصريحات صحفية، إن الطرفين سيناقشان نتائج اتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار، وستُطالب الفصائل الجانب الروسي بـ”الضغط على النظام للعمل على وقف إطلاق النار في وادي بردى بريف دمشق وتسهيل حركة المرور منه وإليه، والسماح للجنة تقصي الحقائق بمعاينة الواقع الميداني تمهيداً لإدخال ورشات الصيانة لإصلاح منشآت نبع مياه عين الفيجة”.

 

لكن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، أعلن  أن “تحرير ريف دمشق من الإرهابيين في سورية في مرحلته النهائية”. وقال مصدر رسمي سوري “هذا يعني بشكل واضح أن العمليات في وادي بردى لن تتوقف، لأن المقاتلين هناك يتبعون لجبهة النصرة (فتح الشام)”، وهو ما تنفيه المعارضة السورية، كما ينفيه أهالي وادي بردى، الذين يؤكدون أن “كل المقاتلين  هم من أبناء المنطقة وليسوا من جيهة فتح الشام ولا إيديولوجية دينية لهم”.

 

إلى ذلك، تجتمع الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض اليوم أيضاً، لمناقشة المشاركة في مؤتمر أستانة، وأكدت مصادر من الهيئة لوسائل إعلام أن الهيئة تتجه للقبول على قاعدة رحيل الأسد عن السلطة وفق مقررات جنيف 1 والبدء بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وأكدت هذه المصادر أن الهيئة هي الطرف الوحيد المؤهل للمفاوضات مع النظام بتفويض من الفصائل المقاتلة على الأرض.

 

لكن مصادر في هيئة التنسيق السورية المعارضة أكّدت لـ آكي أن موسكو طرحت فكرة أن يكون وفد المعارضة ا لمؤتمر أستانة موحّد ويضم منصات موسكو والفصائل المسلحة وغيرهما من التشكيلات السياسية المعارضة، وهو الأمر الذي سيلقى صعوبة في الحصول على موافقة منها، إلا إذا مورست ضغوط كبيرة على هذه التكتلات، أو تم ضمان مطالبها قبل بدء المؤتمر.

 

ورجّحت هذه المصادر أيضاً أن يتم تأجيل المؤتمر لمطلع الشهر المقبل لاستكمال المساعي الروسية وضمان توافق المعارضة السورية وتأكيد مشاركتها.

 

فرونتكس تعلن تشكيل وحدة خبراء أوروبية متخصصة بإعادة المهاجرين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 كانون الثاني/يناير 2017 وكالة حماية الحدود الأوروبية

بروكسل – أطلقت وكالة حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتكس)، بصيغتها الجديدة والموسعة، وحدة خبراء متخصصة لدعم عمليات اعادة المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد.

وتتألف هذه الوحدة من 690 خبيراً من الدول الأعضاء في منطقة شنغن، يعنون بمراقبة وتفعيل عمليات إعادة المهاجرين غير الشرعيين، ويعملون تحت تصرف فرونتكس

وحول هذا القرار، يؤكد المدير التنفيذي لفرونتكس فابريس ليغيري، أن عناصر هذه الوحدة سيقومون بمساعدة السلطات المحلية على تسريع عمليات إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية، فـ”هؤلاء الخبراء سيقومون بمساعدة السلطات المعنية في الدول و التي تعمل بالفعل فوق طاقتها”، حسب كلامه.

وتمتد مهمة  الخبراء، حسب البيان الصادر عن فرونتكس اليوم، إلى عمليات التعرف على المهاجرين والتعاون مع السلطات القنصلية للبلدان الأصلية، كما “سيركزون أيضاً على مراقبة كيفية احترام حقوق الإنسان أثناء عمليات الإعادة والتأكد من شروط حسن إعادة القبول”، وفق البيان.

ومن المقرر أن يعمل فريق الخبراء هذا بالتعاون مع المفوضية الأوروبية.

هذا وكانت وكالة فرونتكس قد ساعدت الدول الأعضاء خلال العام 2016 على إعادة 10700 شخص إلى بلدانهم في إطار 232 عملية بعد أن تم رفض طلبات لجوئهم في أوروبا أو بعد التأكد من أنهم مهاجرون لأسباب اقتصاديه.

كما ساعدت فرونتكس السلطات اليونانية العام الماضي على تنظيم إعادة 908 شخصاً قدموا إلى الجزر اليونانية من تركيا.

هذا وتتوقع السلطات المعنية في الدول الأعضاء تزايد أعداد الأشخاص المقرر إبعادهم إلى بلدانهم الأًصلية أو إلى ما يسمى ببلدان آمنة خلال العام الحالي.

وتعتبر سياسة الإعادة جزء هام من الاستراتيجية الأوروبية للهجرة واللجوء والتي تم إعلانها عام 2015 و لا تزال تعاني من الكثير من الصعوبات التطبيقية.

وتشكو الدول الأعضاء في الاتحاد من تقاعس الكثير من دول “المنشأ” في إعادة قبول رعاياها الذين لا يستحقون البقاء، حسب وجهة النظر الأوروبية، على أراضي الاتحاد.

وتحتاج عملية إعادة مهاجر غير شرعي إلى تعاون السلطات في البلدان الأصلية وهو أمر لا يتم دائماً بسهولة، كما هو الحال بالنسبة لبعض دول شمال أفريقيا وبعض الدول الآسيوية، التي تتأخر في تسليم الوثائق اللازمة لإعادة قبول مواطنيها المبعدين عن أوروبا.

 

جماعات كردية سورية تقول إنها لم تتلق دعوة لحضور محادثات سلام

باريس (رويترز) – قال مسؤول من حزب الوحدة الديمقراطي الكردي يوم الثلاثاء إن وحدات حماية الشعب الكردية وذراعها السياسية حزب الوحدة الديمقراطي لن يتم دعوتهما إلى محادثات السلام المقرر عقدها في قازاخستان وهو ما قد يستبعد لاعبا رئيسيا في الصراع من طاولة المفاوضات.

 

وبدأت الحكومة السورية وجماعات المعارضة وقفا لإطلاق النار في 31 ديسمبر كانون الأول كخطوة أولى نحو مفاوضات مباشرة تساندها تركيا وروسيا لكن لم يتضح بعد موعد المفاوضات والأطراف المشاركة فيها.

 

وتتعرض الهدنة أيضا لضغوط متنامية إذ توعد المعارضون بالرد على انتهاكات الحكومة وقال الرئيس السوري بشار الأسد يوم الاثنين إن الجيش سيستعيد منطقة مهمة تسيطر عليها قوات المعارضة قرب دمشق.

 

وقال خالد عيسى عضو حزب الوحدة الديمقراطي “لم توجه إلينا الدعوة. هذا أكيد… لا الحزب ولا التشكيل العسكري سيحضر.”

 

وسعت روسيا حليفة الأسد في وقت سابق لضمان وجود تمثيل لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في مفاوضات أخرى في سويسرا.

 

لكن تركيا التي تعارض الأسد تعتبر وحدات حماية الشعب وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الانفصالي على أراضيها وقالت إن الجماعتين يجب ألا يكون لهما تمثيلا في مفاوضات أستانة.

 

ويهدف أكراد سوريا إلى ترسيخ مناطق للحكم الذاتي في شمال سوريا انتزعتها بالفعل جماعات كردية منذ بداية الصراع في 2011 لكن زعماء الأكراد يقولون إنهم لا يهدفون إلى إنشاء دولة مستقلة.

 

وقال عيسى “ما قيل لنا إنه لن يكون هناك سوى عدد محدود من الجماعات المسلحة وليس الجماعات السياسية” مضيفا أنه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل في سوريا سيتعين في لحظة ما دعوة الأكراد إلى طاولة المفاوضات.

 

وقال دبلوماسيون ومسؤولون معارضون إن أكبر تجمع للمعارضة السورية وهو الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية والتي تضم نحو ست جماعات مسلحة من المقرر أن تجتمع في العاصمة السعودية في وقت لاحق هذا الأسبوع لبحث محادثات أستانة لكن لم يتضح أيضا ما إذا كانت موسكو تعتزم دعوتها.

 

وتدخلت أنقرة في سوريا العام الماضي دعما لجماعات معارضة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر تسعى لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مواقع استخدمها لقصف بلدات تركية وأيضا لوقف توسع وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وتقاتل وحدات حماية الشعب الكردية وحلفاؤها المدعومون من تحالف تقوده الولايات المتحدة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية حول معقله في مدينة الرقة السورية في حين يقاتل معارضون سوريون مدعومون من تركيا الجماعة المتشددة قرب مناطق أبعد باتجاه الشمال الغربي تحت سيطرة الأكراد.

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى