أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 22 حزيران 2017

حشود عسكرية تركية شمال سورية

موسكو- رائد جبر, لندن – «الحياة»

في خطوة تنذر بصدام أميركي- تركي، قالت مصادر متطابقة إن تركيا تعزز حشودها العسكرية شمال سورية، وأرسلت رتلاً عسكرياً يشمل عربات مدرعة تم نشره أمس في ريف حلب الشمالي، استعداداً لمواجهات محتملة مع «قوات سورية الديموقراطية» التي تحقق تقدماً على جبهة معركة الرقة. في موازاة ذلك، اعتبر «الائتلاف السوري» المعارض أنه الجهة الوحيدة المخولة إدارة مدينة الرقة بعد طرد «داعش» منها، محذراً من أن أي حل آخر قد يؤدي إلى «حرب أهلية». وتدرب الولايات المتحدة عناصر تنتمي في غالبيتها إلى «سورية الديموقراطية»، من أجل إدارة الرقة وتولي مسؤولية الشرطة والأمن فيها بعد طرد «داعش». واستمر أمس التوتر الأميركي- الروسي، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده «لا تزال تنتظر توضيحات من واشنطن حول إسقاط طيران التحالف الدولي» مقاتلة «سوخوي-22» السورية.

وعن التعزيزات التركية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن رتلاً يضم جنوداً وعتاداً وآليات، دخل مناطق في ريف حلب الشمالي خلال الـ24 ساعة الماضية. وقال مسؤول في المعارضة السورية لـوكالة «أسوشييتد برس» إن القوات التركية التي دخلت كانت «أضخم كثيراً من المعتاد». وأكدت مصادر موثوقة لـ «المرصد» أن الرتل توجه إلى ريف أعزاز الجنوبي، في المنطقة الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة قريبة من تركيا، والمتاخمة لمناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» بين مدينتي أعزاز ومارع بريف حلب الشمالي. وأكدت المصادر أن الرتل دخل في إطار التحضير لعملية عسكرية للفصائل والقوات التركية نحو مناطق سيطرة «سورية الديموقراطية».

في موازاة ذلك، تمكنت «سورية الديموقراطية» من السيطرة على مناطق استراتيجية جديدة في مدينة الرقة، وهو ما يجعلها تقترب من محاصرة «داعش» من جهات المدينة الأربع. وأفاد ناشطون بأن «سورية الديموقراطية» استولت على «الجسر الجديد، وكسرة شيخ، وكسرة الفَرَج، المقص، ومعسكر الطلائع» جنوب مدينة الرقة.

وقال رياض سيف رئيس «الائتلاف السوري» المعارض أمس في إسطنبول، إن «الائتلاف هو الجهة الوحيدة المخولة إدارة الرقة من الناحية الشرعية بناءً على تكليف عربي ودولي»، مضيفاً أن «أي حل آخر يفرض بالإكراه سيكون قنبلة موقوتة وبداية تمهد لقيام حرب أهلية».

واعتبر سيف أن تمكين أهل الرقة من إدارة مدينتهم تحت إشراف الحكومة الموقتة هو «الحل الأمثل»، مضيفاً أنه «لا بد من تدارك الضرر الذي حصل من تكليف قوات سورية الديموقراطية تحرير الرقة واستبعاد فصائل الجيش السوري الحر المعتدلة، التي كانت قادرة على تنفيذ المهمة إذا تلقت بعض الدعم من دول أصدقاء الشعب السوري».

إلى ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وفصائل معارضة على محوري جوبر وبلدة عين ترما شمال شرقي دمشق وسط قصف جوي ومدفعي مركز يستهدف «خطوط إمداد» المعارضة وتحركاتها في كل من جوبر وعين ترما وزملكا وعربين التي تعتبر بوابة لإمداد فصائل المعارضة.

 

لافروف يتهم واشنطن بالعرقلة ويحذر من تعدد أطراف المواجهة

موسكو – رائد جبر , واشنطن – «الحياة»

جددت موسكو اتهام «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة بـ «التواطؤ مع الإرهاب» في سورية، وأعادت التلويح بعزمها على استهداف الطيران الغربي في حال تعرضت المواقع الروسية في سورية لخطر.

وحمل رد الفعل الروسي على إسقاط قوات التحالف طائرة من دون طيار إيرانية الصنع أول من أمس، لهجة مماثلة للتحذيرات الروسية التي صدرت بعد استهداف مقاتلة سورية قرب الرقة قبل يومين. وأعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيد «أمل موسكو بألا تؤدي الضربات الأميركية ضد القوات الحليفة للحكومة السورية إلى نسف جهود مكافحة الإرهاب في هذه البلاد».

وذكر في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان أن روسيا «لا تزال تنتظر توضيحات من واشنطن حول إسقاط طيران التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، مقاتلة «سوخوي-22» السورية.

ولفت الوزير إلى أن سورية باتت «تشهد ازدحاماً على الأرض وفي الأجواء» في إشارة إلى تعدد الأطراف التي تنفذ عمليات قتالية في سورية. لكنه استدرك: «بعض الأطراف تعمل هناك بناء على دعوة من الحكومة السورية، وأخرى دخلت أراضي البلاد من دون إذن دمشق على رغم أنها تعلن أن هدفها محاربة الإرهاب».

وزاد لافروف أنه «لا يريد أن يطلق تخمينات حول ما إذا كان هناك من لا يناسبه تعزيز جهد مشترك لمواجهة الخطر الإرهابي» متسائلاً: «هل تعكس حوادث استهداف القوات الموالية للحكومة (السورية) سعي البعض إلى تقويض فاعلية جهود مكافحة الإرهاب؟». ولفت إلى «انطباع موسكو أن الجانب الأميركي، ومنذ بداية الأزمة السورية، كان يسعى، في شكل أو بآخر «إلى إبعاد الضربات عن جبهة النصرة». وأكد أن هذا الملف سيكون محور نقاش خلال لقائه مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون «في أقرب وقت».

كما اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قيام الولايات المتحدة بإسقاط مقاتلة وطائرة من دون طيار تابعتين للقوات النظامية السورية «تواطؤاً مع الإرهابيين».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عنه أن «ما نشهده هو تواطؤ واضح».

في الأثناء، أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) الروسي، فيكتور أوزيروف، أن «القوات الروسية قد تدمر طائرات التحالف الدولي في حال تشكيلها تهديداً لحياة الطيارين الروس في أجواء سورية».

ولفت إلى بيان وزارة الدفاع الروسية الذي أكد أن الدفاعات الجوية الروسية سوف «تتعامل» مع الأهداف الطائرة غرب الفرات، موضحاً: «أود لفت الانتباه إلى كلمة «مواكبة الأهداف» وليس تدميرها، إننا لن نسمح لأحد بأن يتعامل مع طيارينا بالطريقة التي تم التعامل بها مع الطائرة السورية، سنقوم بمواكبة هذه الأهداف، لكننا بالطبع قد ننتقل من المواكبة إلى التدمير بعد ظهور أول تهديد لحياة عسكريينا وصحتهم واحتمال خسارة طائراتنا». مستدركاً :»آمل ألا نضطر إلى اللجوء لذلك».

وبينما تتزايد وتيرة التوترات غير المسبوقة بين أميركا وروسيا في سورية أرضاً وجواً، دعا أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي الكونغرس إلى استعادة سلطته الخاصة باتخاذ قرار خوض البلاد الحرب، وقالوا إن ضربات جوية نفذتها الولايات المتحدة في سورية أخيراً لا يشملها التفويض القائم باستخدام القوة العسكرية.

وبدأت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ دراسة تشريع يغطي العمل العسكري في سورية وأفغانستان والعراق والصومال وليبيا واليمن للتصدي لتنظيمي «داعش» و «القاعدة» وجماعات متشددة أخرى.

وقال السناتور بوب كوركر رئيس اللجنة في جلسة عقدت ليل الثلثاء- الأربعاء: «لطالما اعتقدت أن من المهم أن يمارس الكونغرس دوره الدستوري للتفويض باستخدام القوة».

وبينما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتكثيف النشاط العسكري في سورية وأفغانستان وأماكن أخرى، فإن أعضاء في الكونغرس يريدون من ترامب أيضاً طرح استراتيجية لهزيمة «داعش» وغيره من التنظيمات المتشددة.

 

ماكرون: لا أرى بديلاً شرعياً من الأسد في سورية

باريس – رويترز

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات نشرت اليوم (الأربعاء)، إنه لا يرى أي بديل شرعي من الرئيس السوري بشار الأسد، وإن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطاً مسبقاً لحل الصراع المستمر منذ ستة أعوام.

وقال ماكرون في مقابلة مع ثماني صحف أوروبية: «منظوري الجديد في شأن هذه المسألة هو أنني لم أقل إن رحيل بشار الأسد شرط مسبق لكل شيء لأني لم أر بديلاً شرعياً».

وأضاف أن الأسد «عدو للشعب السوري، لكن ليس عدواً لفرنسا» وأن أولوية باريس «التزام محاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سورية دولة فاشلة».

وتتناقض تصريحاته بشكل حاد مع مواقف الإدارة الفرنسية السابقة، وتتفق مع موسكو بأنه لا يوجد بديل مناسب من الأسد.

 

واشنطن متخوّفة من «مطار إيراني» قريب من مواقع القوات الأمريكية في سوريا

واشنطن ـ «القدس العربي» ـ من رائد صالحة: قال مسؤولون أمريكيون إن المطار الذي شيدته إيران داخل الأراضي السورية بالقرب من قاعدة عسكرية أمريكية قد يكون مصدر الطائرات من دون طيار التي هددت القوات الأمريكية مؤخرا.

ويقع «المطار الإيراني» بالقرب من مدينة تدمر، ولديه محطة مراقبة أرضية لتشغيل الطائرات من دون طيار، في حين توجد قاعدة للولايات المتحدة ودول التحالف في منطقة التنف، على مقربة من تقاطع للحدود العراقية ـ الأردنية ـ السورية على بعد 80 ميلا جنوب تدمر.

وكشف عسكريون أمريكيون أن الطائرات الإيرانية من دون طيار «شاهد ـ 129» تقبع على مدرج المطار منذ فترة ليست قصيرة، ولكن لم يستطع أي مسؤول أمريكي أن يقول على وجه اليقين ما إذا كانت الطائرات من دون طيار التي أسقطتها الولايات المتحدة في جنوب سوريا قد خرجت من هذه القاعدة، رغم القول إنه من المحتمل أن يكون ذلك ما حدث بالفعل.

وقد أقامت الولايات المتحدة منطقة لنزع السلاح تبلغ مساحتها 55 كم حول القاعدة، وحذرت من أنه قد يتم اعتراض أي طائرة تدخلها. كما قامت القوات الامريكية بنشر قاذفات صواريخ تدعى «هيمارس» في قاعدة لدعم القوات الديمقراطية السورية العاملة في المنطقة وتوفير الحماية للحامية. وفي 8 حزيران/ يونيو أسقطت الولايات المتحدة طائرة من دون طيار كانت تطلق الطيران على قوات التحالف بالقرب من التنف، وأسقطت طائرة ثانية من دون طيار عندما كانت تقترب من قوات التحالف في المنطقة نفسها، كما أسقطت الولايات المتحدة طائرة حربية تابعة لنظام الأسد في وقت سابق من هذا الأسبوع في شمال سوريا.

ورفض المسؤولون الأمريكيون الإفصاح عن جنسية أي من المسؤولين عن تحريك الطائرات من دون طيار التي حاولت مهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف، ولكنهم قالوا إن الإيرانيين يدربون جنود النظام السوري على كيفية استخدامها.

وتجدر الإشارة إلى أن القوات الخاصة الأمريكية تقوم بتدريب عناصر المعارضة السورية في قاعدة التنف منذ أكثر من عام.

وقد ضرب الجيش الأمريكي، منذ أن تولى دونالد ترامب منصبه، النظام السوري وحلفاءه خمس مرات على الأقل لحماية جماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة والمستشارين الأمريكيين، ورغم عدم رغبة وزارة الدفاع الأمريكية بالاشتباك مع القوات السورية او حلفاء دمشق فإن هناك مخاطر من التصعيد، خاصة وأن مختلف القوى قد تلاقت في شرقي وجنوبي سوريا لاستعادة الأراضي الاستراتيجية من تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حين أدانت روسيا بشدة الأعمال الأمريكية. كما هددت بمعاملة جميع طائرات التحالف في سوريا كأهداف محتملة.

وقال مراقبون أمريكيون إن المخاطر قد تكون حادة للغاية بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بإيران لأنها تقوم بتحركات كارثية في ساحة المعركة، من بينها إطلاق صواريخ من داخل إيران ضد أهداف للتنظيم في شرق سوريا.

وفي تطور جديد على الموقف الفرنسي قال الرئيس إيمانويل ماكرون في تصريحات نشرت، أمس الأربعاء، إنه لا يرى أي بديل شرعي للرئيس السوري بشار الأسد، وإن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطا مسبقا لحل الصراع المستمر منذ ستة أعوام.

وقال ماكرون في مقابلة مع ثماني صحف أوروبية «منظوري الجديد بشأن هذه المسألة هو أنني لم أقل إن رحيل بشار الأسد شرط مسبق لكل شيء لأني لم أر بديلا شرعيا».

وأضاف أن الأسد عدو للشعب السوري لكن ليس عدوا لفرنسا، وأن أولوية باريس هي الالتزام التام بمحاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سوريا دولة فاشلة.

وأضاف: الخط الأحمر في سوريا هو استخدام الأسلحة الكيميائية، وسننفذ ضربات جوية منفردة ضد من يستخدمها.

 

700 عائلة تجهز للعودة من مخيم جرابلس إلى حي الوعر في حمص ضمن ظروف إنسانية صعبة

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: بعد مرور حوالي الشهر على إفراغ حي الوعر الحمصي من كامل سكانه ومناوئي النظام السوري، ممن رفضوا عقد التسوية مع نظام الأسد، اصطدم آلاف المهجرين في مخيمات ومراكز الإيواء بالأوضاع الإنسانية الصعبة، مما دفعهم إلى السعي وراء العودة إلى بيوتهم في حي الوعر بالرغم من المخاطر التي تهدد حياتهم.

وشكل نازحو حي الوعر الحمصي في مخيم جرابلس شمال شرق محافظة حلب، لجنة تمثل مئات المهجرين في المخيم، وتعمل على التنسيق مع لجنة مدينة داخل حي الوعر التي بدورها تتواصل مع أجهزة الأمن لدى النظام السوري، من أجل تأمين عودة المهجرين من مخيمات المتواجدة في محيط مدينة جربلس إلى الوعر.

وقال مصدر إعلامي من مخيم زوغرة غرب جرابلس في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: حتى هذه اللحظة وبسسب أوضاعنا البالغة في السوء بلغ عدد العائلات المسجلة بقائمة العائدين إلى الوعر أكثر من 200 عائلة من المخيم، و300 عائلة ممن خرجوا واستأجروا في مدن الباب وجرابلس أو القرى المجاورة، ليكون العدد الإجمالي حوالي 700 عائلة على الأقل.

وأشار المتحدث إلى أن آخر يوم للتسجيل لدى اللجنة المعنية برفع الأسماء هو يوم الخميس القادم، مضيفاً: «حسب المعلومات المتوافرة فإن فصائل درع الفرات لن تسمح للباصات والحافلات التي سيرسلها النظام السوري لنقل المهجرين أن تدخل إلى جرابلس، وغالبا سيتم تجميع الباصات بالقرب من منطقة تادف».

وأفاد المصدر الإعلامي المقيم في مخيم بالقرب من جرابلس أن هناك العديد من العائلات التي اضطرت إلى ترك المخيم بسبب تجيمع أكثر من عائلة داخل الخيمة الواحدة، فضلا عن الحمامات المشتركة.

وأكدت مصادر أهلية من حي الوعر وجود ضمانات من قبل محافظ حمص ورئيس فرع الأمن السياسي والأجهزة الأمنية للجنة المعنية بأن النظام لن يتعرض للعائدين إلى حي الوعر، في حين يتسأل البعض عن المأمن الذي سوف يعيشه هؤلاء من جانب النظام السوري، سيما أنه هو من هجرهم واستعان بالسلاح الروسي والميليشيات الإيرانية والحشد العراقي لقتل وتشريد والتنيكل بالاهالي، ممن أجبرهم على الرحيل وترك الأملاك والأرزاق.

وقالت المصادر الخاصة: من خلال تواصلنا مع أشخاص موجودين في الوعر فإنه إلى الآن لم تتم اية عملية اعتقال في الوعر والجميع يتحدث عن بداية جيدة وبالأخص أنه لم يتم تعفيش وسرقة المنازل التي نزح أهلها، مما جعل النازحين في مراكز الإيواء والمخيمات يفكرون بالواصل مع اللجان المعنية لأخذ الموافقة على العودة، وهو على ما يبدو ما يرغب النظام السوري فيه، لكي يشعج الناس على العودة ومن ثم يجند شباب الحي ضمن قواته أو يجبرهم على التطوع ضمن ميليشياته.

وقال حسان بوزغلان، هو أحد النازحين إلى مخيم جرابلس في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: إن العدد الأكبر ممن سجل اسمه للعودة إلى الوعر هم من كبار السن وعائلاتهم، لعدم قدرتهم على التماشي مع الواقع المذري في المخيمات، قائلا: كنا نعيش ضمن حصار مطبق، لكن الأمم المتحدة كانت تضغط على النظام لإدخال المساعدات وحليب أطفال، أما هنا في المخيم ومذ أكثر من شهرين فإنني أشتري بشكل دوري علبة حليب لابنتي بسعر 2400 ليرة، بينما كان حليب الأطفال يوزع مجانـا في أيام الحصـار.

 

قيادي في «أحرار الشام»: نجهز لعمل عسكري نصرة لدرعا وبوادر اتفاق لتشكيل جسم عسكري موحد شمال سوريا

هبة محمد وعبد الرزاق نبهان

عواصم ـ «القدس العربي»: بينما تعلب روسيا مخابراتياً عبر تصريحات أطلقتها على لسان وزارة الدفاع الروسية، قالت فيها إنه تم خلال 24 ساعة، توقيع أربع استمارات طلب مع قادة جماعة «أحرار الشام» للانضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية، حسب ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، نفت أحرار الشام أي اتفاق مع حكومة موسكو التي تسعى إلى تشكيك قيادات احرار الشام ببعضهم، وتشكيك المجتمع الحركة عموما، وزرع فتنة بين أحرار الشام وغيرها من الفصائل.

وفي هذا الصدد، قال قائد «حركة أحرار الشام» في ريف ادلب الغربي عقاب الأحرار في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: نحن ننفي أي اتفاق مع روسيا التي دأبت في رمي الفتن بين الفصائل، سعيا منها في حصر الصراع بين المعارضة السورية، وخاصة أحرار الشام وفصائل الجيش الحر من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة ثانية، بدلا من أن يكون سلاح المعارضة موجها إلى النظام السوري وميليشياته. ونفت «حركة أحرار الشام الإسلامية»، في تصريح لها نشرته عبر حسابها الرسمي، ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، عن توقيع أربع اتفاقيات مع موسكو خلال الـ 24 ساعة تنضم بموجبها لاتفاق وقف الأعمال القتالية، وقالت الحركة في تغريدة لها: «نظراً لما نشرته وكالات الأنباء من أخبار منسوبة لوزارة الدفاع الروسية، حول موافقة أو انضمام حركة أحرار الشام لاتفاق وقف الأعمال القتالية، فإننا في الحركة نؤكد أن هذا الخبر عار عن الصحة، وليس له أي أصل وندعو كافة وسائل الإعلام إلى عدم نشر الشائعات، وتحري الدقة، والتأكد من الأخبار عن طريق التواصل معنا من خلال معرفاتنا الرسمية».

وعن تبني «حركة أحرار الشام» لعلم الثورة ورفعه بشكل رسمي، قال القيادي: أحرار الشام أطلقت مسمى ثورة شعب وليس ثورة طائفية.

وأكد القائد العسكري لدى أحرار الشام لـ «القدس العربي» مشاركة الأحرار في معارك درعا ومساندة الفصائل العاملة هناك، حيث قال: لدينا فصائل تابعة لحركة احرار الشام مشاركة في معركة درعا، والآن القادة العسكريون يجهزون لعمل عسكري لنصرة أهلنا في درعا بمشاركة عدة فصائل وهم أحرار الشام وفيلق الشام وأجناد الشام، وبعض فصائل الجيش الحر المتواجدة في المنطقة التي سيكون العمل العسكري فيها. وأكد القيادي وجود مشروع لتشكيل جسم عسكري موحد يعمل تحت قيادة واحدة يضم حركة أحرار الشام، حيث قال: كان هناك اتفاق على الاندماج مع فيلق الشام وأجناد الشام وجيش الإسلام، وهذا الامر إلى الان معلق، فيما يجرب البحث فيه، ومازال الاتفاق قيد التفاوض. وأضاف: «واجب على جميع الفصائل الاندماج تحت راية واحدة وجسم عسكري واحد، لكي لا تبغي عليهم تحرير الشام»، موجها رسالة أخيرة قال فيها اريد ان اوجه رسالتي للجميع نحن في حركة أحرار الشام الإسلامية ثورتنا ثورة للشعب، ونحن من دون شعبنا لا شيء، ولسنا بتجار دماء حتى نقبل التفاوض مع الروس، ولن نتوقف عن الجهاد ننتصر أو نموت.

 

جدران تركية عازلة مع سوريا والعراق وإيران.. هل تنهي خطر هجمات تنظيم «الدولة» والعمال الكردستاني؟

إسماعيل جمال

إسطنبول-»القدس العربي»: بينما أنجزت تركيا معظم مخططها لبناء جدار عازل متطور على طوال حدودها مع سوريا، ومع النتائج الإيجابية الكبيرة التي لمستها من هذه الخطوة، أعلن وزير الدفاع التركي فكري إشيق بدأ بناء جدا مماثل على الحدود مع العراق وإيران، في خطو تهدف من ورائها الحكومة التركية إلى إنهاء خطر التهريب وتسلسل المسلحين ونقل الأسلحة إلى داخل أراضيها من الدول الثلاث.

وتمكن الجيش التركي من إتمام بناء قرابة 700 كيلومتر من الجدار المتطور وحائط الصد المنيع الذي تبنيه على طول 828 كيلومتر متر من الحدود التركية مع سوريا والممتدة إلى 911 كيلومتر في خطوة يبدو أنها نجحت حتى الآن في تقليل خطر تنظيم الدولة في سوريا على الأراضي التركية.

ويرى مراقبون ومحللون أتراك أن الجدار مع سوريا نجح إلى حد كبير في منع موجات الهجرة بطرق غير رسمية عبر الحدود وهو بالتالي ما قلص إمكانية دخول أعضاء في تنظيمي الدولة والعمال الكردستاني إلى الأراضي التركية، كما أدى إلى الحد من إمكانية إدخال أسلحة أو متفجرات وهو ما انعكس فعلياً على قدرة الأمن التركي في منع الهجمات الإرهابية خلال الأشهر الأخيرة، حيث لم تشهد الأراضي التركية هجمات من تنظيم الدولة أو هجمات كبرى في المدن من العمال الكردستاني منذ بداية العام الجاري.

ومنذ سنوات بدأ الجيش التركي بالتعاون مع شركة إنشاءات كبيرة بناء جدار بمواصفات عالية جداً على طول الحدود مع سوريا في مسعى لوقف عمليات التهريب بين جانبي الحدود، لا سيما تنقل المسلحين التابعين لتنظيم الدولة ومنع إمكانية نقل أسلحة أو متفجرات من سوريا الغارقة بالأسلحة إلى الأراضي التركية.

وركزت السلطات التركية في البداية على الانتهاء من بناء أقسام الجدار الممتدة في المناطق الحساسة والمقابلة للمناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة في ريف حلب وغيرها، وتدريجياً امتد ليشمل المناطق المقابلة لمحافظات هاتاي وكلس وشانلي أورفا وماردين وشرناق وغازي عنتاب الواقعة جنوب وجنوب شرق البلاد.

ويتكون الجدار بشكل أساسي من حائط إسمنتي يتكون من ألواح ضخمة يبلغ طوال الواحد منها أكثر من 3.5 متر وعرض 3 أمتار ويبلغ وزن الواحدة منها 7 أطنان، وإلى جانبها تم رصف طريق تمر عبره الدوريات العسكرية على مدار الساعة، والجدار بشكل عام يحتوي على دشم عسكرية كل 300 متر تحتوي على أسلحة رشاشة، كما أن السور بكاميرات متطورة جداً وأسلاك كهربائية وأجهزة إنذار ويتم مراقبته إلكترونياً على مدار الساعة.

وتخطط وزارة الدفاع التركية للانتهاء من بناء الجدار في الأسابيع المقبلة، وبينما قالت الشرطة المتعهدة إن السور قابل للنقل تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً عن أن بلاده تخطط أيضاً لبناء جدار مماثل على الحدود مع إيران والعراق لضبطها بشكل كامل.

وزير الدفاع التركي فكري إيشيك قال قبل أيان إن بلاده اقتربت من بناء الجدار الحدودي مع سوريا، والبالغ طوله 828 كيلومتراً، وأضاف: «تم الانتهاء من بناء ثلاثة أرباع الجدار الحدودي تقريباً، ومن المتوقع أن تنتهي أعمال البناء مع نهاية الشهر المقبل»، لافتاً إلى أنه ساهم إلى حدٍ كبير في منع حالات العبور غير الشرعية وعمليات التهريب.

وأشار الوزير، إلى أن وزارة الدفاع التركية تعمل على دمج التكنولوجيا والأنظمة الرقمية ضمن عملية مراقبة الحدود.

وكان أردوغان، أعلن أن بلاده تخطط لتشييد جدران على طول حدودها مع العراق وإيران، على غرار ما يجري حاليا على الحدود مع سوريا، مشيراً إلى أنه سيتم فعل الشيء نفسه على طول الحدود مع العراق، وفي المناطق المناسبة على الحدود مع إيران.

وفي وقت لاحق قال وزير الدفاع إن بلاده بدأت ببناء جدار مماثل على طول الحدود الإيرانية التركية، لمنع تسلل مسلحي «العمال الكردستاني»، بعد أن قال في كلمة له أمام البرلمان إن بناء الجدار مع سوريا تم كجزء من نظام حماية متكامل سيتم تطبيقه على طول الحدود، مكون من إضاءة وأنظمة استشعار وكاميرات»، مضيفاً أن «هذا النظام لا يزال تجريبياً، وسيتم تطويره أيضاً على الحدود العراقية والإيرانية».

يذكر أن الحدود التركية مع العراق وإيران مختلفة في طبيعتها عن الحدود مع سوريا التي تعد أرضاً منبسطة، على عكس الحدود الجبلية والوعرة الممتدة على طوال 331 كيلومتر مع العراق، وقرابة 500 كيلومتر مع تركيا.

ومنذ قرابة العامين، يشن الجيش التركي عمليات عسكرية الأوسع والأكبر في التاريخ ضد تنظيم العمال الكردستاني تمكن خلالها من إضعاف قدرة التنظيم بشكل كبير وتدمير قدراته العسكرية الرئيسية داخل البلاد، في عملية يهدف من خلال الرئيس التركي إلى إنهاء خطر التنظيم.

لكن اتخاذ هؤلاء المسلحين من الأراضي العراقية والإيرانية مواقعاً خلفية لتنفيذ الهجمات وتدريب العناصر المسلحة دفع السلطات التركية إلى التفكير ببناء الجدار أو نظام مراقبة يساهم في منع عمليات تنقل المسلحين بين جانبي الحدود لشل قدرة التنظيم على إعادة بناء قدراته في الداخل.

لكن ما يصعب من هذه المهمة، الطبيعة الجبلية الوعرة والصعبة التي تتمتع بها الحدود مع العراق، بالإضافة إلى اعتماد التنظيم على بناء المغارات وحفر الأنفاق والتنقل من المناطق شديدة الوعورة.

ولا يقتصر الأمر على الجانب العسكري، فالتنظيم يعتمد على تمويله بالدرجة الأولى على التهريب ونقل البضائع بشكل غير رسمي بين جانبي الحدود، بالإضافة إلى الاتجار بالمخدرات، ومنع هذه التجارة سوف يوجه ضربة اقتصادية كبيرة لا تقل عن أهمية المواجهة العسكرية مع التنظيم.

 

واشنطن تسير نحو مواجهة مباشرة مع النظام السوري

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، وفي ظل توقعاتها بهزيمة تنظيم “داعش” بعاصمته المزعومة الرقة، تخطط لما تعتبره المرحلة القادمة من الحرب بسورية، ستكون فيها العمليات معقدة وقد تجعل واشنطن في صراع مباشر مع النظام السوري والقوات المتحالفة معه الموالية لإيران، في إطار السيطرة على المناطق الصحراوية الشاسعة بالجزء الشرقي من سورية.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الصراع قد بدأ لحد ما، في إشارة إلى الضربات الأميركية الأخيرة، التي جاءت بمثابة تحذير لرئيس النظام السوري بشار الأسد وطهران بأن واشنطن لن تسمح للقوات الموالية لهم بمواجهة القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها، أو إعاقة تحركاتهم.

وفي التفاصيل، أشارت “واشنطن بوست” إلى أنه في اللحظة التي بدأت فيها قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها في التقدم شرقا، ضغط مسؤولون بالبيت الأبيض على وزارة الدفاع (البنتاغون) من أجل إقامة نقط عسكرية، وذلك لمنع أي وجود عسكري للنظام أو لإيران قد يعيق من قدرات الجيش الأميركي على القضاء على نفوذ “داعش” بالمناطق المحاذية لنهر الفرات جنوب الرقة وبالعراق.

وبحسب المسؤولين الأميركيين، كما ورد في تقرير الصحيفة، فإنه في حال تمكن النظام السوري والقوات المتحالفة معه من السيطرة على تلك المناطق، فإن ذلك سيقوض أي تقدم في اتجاه تحقيق تسوية سياسية تؤمن الاستقرار في سورية، من خلال تقليص نفوذ بشار الأسد وطرده من السلطة.

في المقابل، أكدت الصحيفة أن مدى رجاحة هذه الاستراتيجية والحاجة إليها شكل نقطة نقاش حاد بين البيت الأبيض والبنتاغون، لأنها بذلك، تكون الولايات المتحدة الأميركية قد أصبحت فعلياً، طرفاً في الحرب بسورية، بعد سنوات من محاولة واشنطن البقاء خارجها، وما قد يجعل القوات الأميركية في مواجهة مباشرة مع إيران وروسيا، اللتين تدعمان بشار الأسد.

أما بشأن الطائرات التي أسقطتها أميركا بسورية، فقد أوضحت “واشنطن بوست” أن البنتاغون، وليس البيت الأبيض، من اتخذ القرار بضرب الطائرات بدون طيار الإيرانية ومقاتلة جوية سورية، رداُ على اقترابها من القوات الأميركية. وتعليقا على ذلك، قال مسؤول أميركي للصحيفة “لقد ضربوا طائرة للعدو لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن. إن ذلك ينطلي على تقبل مستوى عال من المجازفة”، قبل أن يضيف “لقد قمنا بالكثير من الأشياء منذ أبريل/ نيسان كانت الإدارة السابقة تقول إنه يستحيل القيام به دون تصعيد النزاع”.

وعادت الصحيفة لوعود ترامب الانتخابية، إذ أعلن أنه سيكشف في غضون أشهر من وصوله للبيت الأبيض عن استراتيجية جديدة للقضاء على “داعش”. وأوضحت أن هذه الاستراتيجية لم يتم الكشف عنها لحد اللحظة، وبأنه على امتداد أشهر بدا ترامب يسير على نفس خطى سلفه باراك أوباما، متفاديا الأسد وإيران وروسيا، مع مواصلة ضرب معاقل “داعش” بسورية والعراق.

لكنها أكدت أن ترامب خالف سلفه، حينما أصدر القرار بشن ضربات صاروخية على قاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري، ردا على استخدام بشار الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين بخان شيخون.

ومؤخراً، كما تشير الصحيفة، حدثت مناوشات مباشرة بين واشنطن وقوات النظام، بعدما قصفت القوات الأميركية في ثلاث مرات على الأقل خلال الشهر الحالي والماضي مليشيات موالية لإيران، اقتربت من أماكن التواجد الأميركي، فضلا عن إسقاط طائرات بدون طيار تابعة للنظام.

العربي الجديد

 

تحت الحصار… سوريون أفطروا على الجوع/ يزن شهداوي

مناطق سورية عديدة يحاصرها النظام منذ سنوات في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي. هذه المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة السورية كمدن تلبيسة والرستن وبلدات عقرب وطلف وحربنفسه، عاشت رمضان هذا العام ليس كما عهدته في سنوات ما قبل الحرب والحصار، إذ شعر أبناؤها بالجوع أكثر من كلّ مرة.

يقول حسن العمري وهو ناشط ميداني من بلدة عقرب بريف حماة الجنوبي التي يفرض النظام حصاره عليها منذ خمس سنوات، إنّ رمضان، هذا العام، كان الأقسى عليهم منذ بدأ الحصار، خصوصاً مع تشديد قوات النظام الحصار مع دخول الشهر الكريم، لتخلو البلدة بذلك مما يسدّ رمق صائم عند الإفطار، أو ما يهيئه للصيام عند وجبة السحور. يضيف أنّ كثيراً من العائلات في مناطق ريف حماة الجنوبي والمحاذية لمدن وبلدات ريف حمص الشمالي والتي تخضع جميعها لحصار النظام، استبدلت وجبات إفطارها من اللحوم والبقول إلى أوراق الأشجار والنباتات وما حصدوه من حقولهم البسيطة التي عمل عليها الأهالي طوال شهور.

يشير إلى تمكن كتائب المعارضة من إدخال بعض المساعدات وبعض أنواع الطعام إلى المناطق المحاصرة في ريف حمص الشمالي ومنها إلى ريف حماة الجنوبي عبر وسائلها وطرقها الخاصة، لكنّها بالكاد تكفي لعدد من العائلات من بين مئات العائلات وآلاف الأشخاص المحاصرين. كذلك، فإنّ غلاء أسعارها يجعلها حلم كثيرين منهم، بعدما وصل سعر ربطة الخبز إلى 800 ليرة (1.5 دولار أميركي)، فيما وصل سعر الخضار كالبندورة والخيار إلى ما يزيد على 500 ليرة. أما كيلو لحم الغنم فقد وصل إلى ستة آلاف ليرة، وهو ما ليس بمقدور 90 في المائة من العائلات المحاصرة تحمّله نظراً للفقر الشديد المنتشر في تلك المناطق التي كانت تشكو من الفقر حتى قبل بداية الثورة السورية.

في السياق نفسه، يقول عبيدة أبو خزيمة، وهو من أهالي بلدة عقرب، إنّ عمل المنظمات الإغاثية في مناطق المعارضة في ريفي حماة وحمص انخفض بشكل كبير مقارنةً بالأعوام الماضية، وذلك لقلة المساعدات الإغاثية التي وصلتهم من الخارج، كذلك ترافق الأمر مع تشديد حصار النظام مع بداية شهر رمضان في مايو/ أيار الماضي.

 

أما عن الأهالي فقد حاولوا قدر استطاعتهم التكيف مع الحصار في ظل شهر رمضان، فغلاء أسعار المواد الغذائية القليلة التي تمكنوا من إدخالها لم يكن أمراً جديداً عليهم في هذا العام. لكن ما ميّز رمضان الجاري انخفاض نسبي في أسعار الخضر والحشائش، بالرغم من الحصار، وذلك بسبب حصاد منتجات حقول حدائق منازلهم وأسطح أبنيتهم مما زرعوه منذ أشهر وباتوا يبيعونه في الأسواق بأسعار تناسب الفئة الأكبر من العائلات المحاصرة.

انعدام وجود المحروقات ومتطلبات طهو الطعام قصة عناء أخرى للمحاصرين هناك، فبالرغم من توفر القليل من الأرز والبرغل والفاصولياء وبعض الحشائش التي جرى حصادها من حدائق المنازل كالنعناع والبقدونس وبعض الخضر كالبندورة، لم يبقَ لدى الأهالي ما يمكن استخدامه في إشعال نيران مطابخهم المعدومة غير ما يملكونه من ملابس وأثاث منازلهم الذي سلم من قذائف النظام وغاراته بحسب عبيدة.

أم عبد الله سيدة أربعينية من مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، هي ربة منزل فقدت زوجها وأحد أبنائها في قصف للنظام منذ ثلاثة أعوام، تبدي غضبها من المساعدات الإنسانية التي وصلتهم من الأمم المتحدة منذ شهور، والتي لم يرسل لهم غيرها بالرغم من الوعود بتأمين مساعدات إنسانية جديدة لهم بداية شهر رمضان. تقول: “تلك المساعدات التي وصلت كانت تسخر من إنسانيتنا ومصيرنا المجهول، فعندما تستبدل أهم مقومات الحياة وهي الطعام والشراب بمعدات للوقاية من الناموس والحشرات، بالرغم من موتنا جوعاً يوماً تلو آخر، فتلك أكبر سخرية بحقنا، حتى إنّ معدات الوقاية تلك لم تصل إلا لعدد من العائلات دون أخرى”.

تتابع: “لا أعلم كيف باستطاعتي الحفاظ على حياتي وحياة أبنائي في ظل ما نعيشه من ظروف قاسية، فالجميع هنا متعب من الجوع ويائس من دخول مساعدات جديدة، حتى إنّ جوعنا وتشتتنا وبحثنا الدائم عن شيء نأكله شغلنا عن تأدية العبادات واغتنام شهر رمضان كما المعتاد في طاعة الله وشكره، فضلاً عن أنه جعلنا نلهث خلف أوراق الأشجار والطعام العفن كي نطعم أبناءنا أي شيء خوفاً من أن يقتلهم الجوع كما فعل بكثيرين ممن فقدناهم ضحية لهذا الحصار”.

أما بالنسبة لمَن يتساءل عن حكم الصيام في المناطق المحاصرة، فتقول إنّ مشكلتنا ليست مع المفهوم العام للصيام إنما مشكلتنا هي صيام الجوع والبؤس تحت قذائف الغدر وحصار الموت، فالموائد الخالية أغناها النظام بقذائفه.

يشير رائد، وهو شاب يعيش في مدينة الرستن، إلى أنّ شعائر الشهر الكريم اندثرت تحت وطأة الحصار. فالمدينة يتقاذفها الجوع من جهة والقصف من جهة أخرى، وسكانها أنهكهم الجوع والتعب، فلا يأكلون سوى نوع واحد من الطعام طوال الشهر، إن وجدوا ما يأكلونه، علاوةً على انقطاع الكهرباء والمحروقات.

يضيف أنّه شعور قاس، أن يأتي رمضان الذي اعتدنا روحانيته وسخاءه بحلة مغايرة تماماً عمّا اعتدناه: “رمضان حزين وكئيب وفقير وخالٍ من كلّ الخيرات، حتى إنه خلا من أصوات التكبير والتهليل التي عهدها الأهالي قبيل تأدية صلاة التروايح وصلاة الفجر، وذلك بعدما دمّر النظام معظم مساجد المدينة، كما أنّ خوف الأهالي من قصف مفاجئ منعهم من تأدية صلاة التراويح مع بعضهم بعضاً في مكان واحد، فيما آثر بعضهم تأديتها بثماني ركعات في الملاجئ تحت الأرض للحفاظ على واحدة من شعائر الشهر”. بضحكة ساخرة يقول، إنّ أهل المدينة نسوا ما اعتادوا عليه في رمضان ما قبل الحصار، فلا كهرباء متوفرة لمشاهدة المسلسلات الرمضانية التي كانوا ينتظرونها، ولا مساجد تؤوي صلواتهم وابتهالاتهم، ولم يبقَ سوى عدد قليل من المصاحف التي يتناوب عليها الأهالي لقراءة ما تيسر لهم من القرآن، ولا زيارات رمضانية مسائية بين الأهالي والأقارب بعد خلو شوارع المدينة بعد أذان المغرب تماماً خوفاً من القصف والغارات، كما تغيب الحلويات والمرطبات عن موائد إفطارهم.

العربي الجديد

 

ماتيس: سنسحب الأسلحة من الأكراد بعد استرجاع الرقة

تعهد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بأن الولايات المتحدة “ستسترجع” الأسلحة التي قدمتها واشنطن لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، بعد هزيمة تنظيم “داعش” في مدينة الرقة السورية، وفق ما جاء في رسالة بعثها ماتيس إلى نظيره التركي فكري إيشيق، الخميس، ونشرتها وكالة “الأناضول”.

 

وبحسب الرسالة فإن واشنطن أبلغت أنقرة بالأسلحة التي سبق وأرسلتها إلى المقاتلين الأكراد في سوريا، بالإضافة إلى التزام الولايات المتحدة بـ”إرسال قائمة شهرية” بالأسلحة الممنوحة للتنظيم الكردي والمصنف “إرهابياً” في تركيا. وأكد ماتيس تعيين مستشارين أميركيين في المنطقة “لضمان بقاء تلك الأسلحة داخل الأراضي السورية”.

 

وتؤكد رسالة البنتاغون أن الولايات المتحدة “تتخذ تدابير مكثفة وحازمة حيال الهواجس المتعلقة بأمن تركيا”، وتصف العلاقة مع “قوات سوريا الديمقراطية” بأنها “علاقة تكتيكية”، مقابل “علاقة شراكة استراتيجية” بين تركيا والولايات المتحدة و”أرقى من أن تنحصر في ملف هزيمة داعش فقط”.

 

وقال ماتيس في رسالته إن العرب سيشكلون 80 في المئة من القوات التي ستسيطر على الرقة، وأنه سيتم تشكيل قوات عربية أيضاً لإبقاء المدينة تحت السيطرة بعد طرد “داعش” منها.

 

ميدانياً، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن العمليات القتالية والاشتباكات على محاور مدينة الرقة الشرقية والغربية، شهدت تراجعاً منذ الأربعاء، وأن المواجهات اقتصرت على إطلاق نار متقطع بين “قوات سوريا الديموقراطية” وقوات النخبة من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة ثانية.

 

وأوضح المرصد أن الهدوء والتراجع في الاشتباكات، جاء بعد المعارك العنيفة التي شهدها يوم الثلاثاء الماضي. وأشار المرصد إلى أن الضفاف الجنوبية لنهر الفرات شهدت عملية تقدم  لقوات “مجلس منبج العسكري” و”قسد”، حيث تمكّنت من السيطرة على منطقة الكسرات ووصلت إلى مدخل الجسر الجديد، الذي دمّره التحالف الدولي في الثالث من شباط/فبراير.

 

وتهدف القوات المهاجمة من تقدمها في تلك المواقع إلى محاصرة تنظيم “داعش”، وإجباره على الانسحاب من المدينة، قبل إكمال الطوق حول الرقة وإدخالها في حصار كامل.

 

من جهة ثانية، عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ورشة عمل حول “إدارة مدينة الرقة بعد تحريرها من تنظيم داعش”، في اسطنبول، بحضور رئيس الائتلاف رياض سيف، والأمين العام نذير الحكيم، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب، ورئيس المجلس المحلي لمدينة الرقة سعد شويش، وعدد من أعضاء الهيئة السياسية والهيئة العامة في الائتلاف الوطني وممثلين عن دول أصدقاء سورية.

 

وقال الائتلاف على موقعه الرسمي، إن سيف أكد على أن الائتلاف “هو الجهة الوحيدة المخولة بإدارة الرقة من الناحية الشرعية بناءً على تكليف عربي ودولي”. واعتبر أن “أي حل آخر يفرض بالإكراه سيكون قنبلة موقوتة وبداية تمهد لقيام حرب أهلية”.

 

وأشار إلى أن تمكين أهل الرقة من إدارة مدينتهم تحت إشراف الحكومة المؤقتة هو “الحل الأمثل”، لافتاً إلى أنه “لا بد من تدارك الضرر الذي حصل من تكليف (PYD) بتحرير الرقة واستبعاد فصائل الجيش السوري الحر المعتدلة والتي كانت قادرة على تنفيذ المهمة إذا ما تلقت بعض الدعم من دول أصدقاء الشعب السوري”.

 

تقاسم النفوذ في سوريا:روسيا ترفض حلفاً مع إيران/ بسام مقداد

بلغ الصراع على سوريا مرحلة يجد كل طرف نفسه فيها ملزماً بتحديد مناطق نفوذه ومصالحه، والدفاع عنها، وتوسيع جغرافيتها لتتطابق مع طموحاته السياسية. وتشير تطورات الأيام الأخيرة إلى استعداد سائر هذه الأطراف للذهاب إلى حدود المواجهة المباشرة مع “الخصوم”، وتضييق “مسافات التراجع” معهم إلى أدنى حدودها، منذ أن انخرطت جميعها في المقتلة السورية.

تقول صحيفة الكرملين “فزغلياد” في تعليق لها على تحذير موسكو لطيران التحالف الدولي من التحليق فوق غربي الفرات في سوريا، إثر إسقاط المقاتلة السورية ووقف روسيا العمل بمذكرة التفاهم مع أميركا، بأن هذا التحذير قد أجبر البنتاغون على “تضييق جغرافيته” في سماء سوريا. وتضيف أن الفضاء الجوي السوري قد تم تقسيمه بدقة بين القوات الأميركية والروسية وفق مسار نهر الفرات، حيث يشرف التحالف الدولي على شرق سوريا، بينما تشرف روسيا على غربها. وفي هذا المعنى قد يتحول الفرات إلى الحدود السياسية الفاصلة بين مختلف أجزاء سوريا، التي لا تزال “موحدة شكلياً” حتى الآن. إلا أنه لم يتحدد حتى الآن مصير جنوب سوريا، الذي كانت تدور فيه معارك أقل حدة من تلك التي تدور حتى الآن في الشمال الغربي والشمال الشرقي للبلاد.

وتقول الصحيفة، إن موسكو، وبعد إسقاط الطائرة الإيرانية من دون طيار في جنوب سوريا، قد أدانت بشدة تعزيز الولايات المتحدة الأميركية لقواتها في جنوب سوريا، حيث عمدت إلى نقل منظومات صاروخية جديدة إلى قاعدة التنف، وأنشأت قاعدة جديدة لها هناك.

وتنقل الصحيفة عن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أنطون مارداسوف قوله، إن جنوب سوريا تسيطر عليه قبائل سنية بإشراف الأردن، ويدرب خبراؤه مقاتليها. كما يفترض مادراسوف، أنه قد جرى نقل مقاتلين من “القوات الديموقراطية السورية” من الشمال إلى المنطقة الجنوبية هذه.

وتؤكد الصحيفة، أن مناطق النفوذ السياسي الأخرى في سوريا قد تم تحديدها في الواقع. فشمال غرب البلاد تسيطر عليه دمشق، كما هو معروف، بمساعدة القوات الروسية والإيرانية. أما في الشرق، في محافظة الرقة وقسم من ديرالزور، فتنشط فيه قوات التحالف العربي-الكردي (قوات سوريا الديموقراطية)، الذي يشتد وسطه النفوذ الأميركي. ويرى مارداسوف، أن الولايات المتحدة قد تخفض لاحقاً من تواجدها هناك وتضعها تحت قيادة القبائل العربية، إلا أنها لن تترك هذه المناطق من دون أي إشراف. وهو يرى، أنه كلما انخفض عدد المناطق، التي تسيطر عليها “الدولة الأسلامية”، كلما برز السؤال حول الطرف الذي سيحكم هذه المناطق بوضوح أكبر، وكيف سيحكمها.

ولهذا يعتبر مارداسوف أن مناطق النفوذ ضرورية في سوريا، وإلا سوف تعم الفوضى بدونها. وتشاطره صحيفة “فزغلياد” الرأي وتقول، إن الخبراء الغربيين يعتبرون أن على روسيا والولايات المتحدة الأميركية أن تتقاسما “مناطق المسؤولية” في سوريا، وأن سوريا “لا تستحق المواجهة بين الدولتين النوويتين”.

من جهة ثانية، نقلت وكالة “نوفوستي” الرسمية عن الخبير في قضايا الشرق الأوسط والقفقاز ستانسلاف تاراسوف قوله، إن الولايات المتحدة حددت مناطق نفوذها في سوريا، ولا تسمح لأحد بالإقتراب منها. وليس لهذه التقسيمات علاقة بمناطق خفض التوتر، التي تحددت في أستانة وأيدتها الولايات المتحدة، من دون أن تنضم إليها. وهو يعتبر أن الولايات المتحدة تعد سيناريو محكماً لتجزئة سوريا، وسوف تستخدم معركة الرقة من أجل ضم هذه المدينة لاحقاً إلى منطقة نفوذها.

من جانبها، وفي تعليق آخر لها على تطور الحرب السورية في الأيام الأخيرة، تقول صحيفة “فزغلياد” في مقالة نشرتها في 19 حزيران/يونيو، أن العالم الشيعي يتحرك كله الآن؛ فالجيش العراقي شارف مع التحالف الدولي، على إنهاء معركة الموصل، ويلتقي “الحشد الشعبي” العراقي على الحدود مع سوريا مع قوات النظام السوري، وتتفرد قناة “العالم” الإيرانية بنقل الصور الأولى لمشهد اللقاء هذا، مما يشير، مرة إضافية، إلى ولاء المجموعات الشيعية في العراق وسوريا لطهران. ولم تكن القيادة الأميركية مستعدة لمثل هذا المشهد، حيث يظهر أمامها ببطء، لكن بثبات، “الممر الشيعي” الشهير من إيران حتى حدود إسرائيل.

وتمضي الصحيفة بالقول، إن معركة الموصل سوف تنتهي عاجلاً أو آجلاً، وينتهي التحالف العراقي-الأميركي من مشكلة، لكن المشاكل الأخرى سوف تبقى، وستنزلق الحرب، بصورة متزايدة، إلى “سباق مناورات على الأهداف الإستراتيجية على الحدود مع سوريا وفي داخلها”.

في السياق، تساءلت صحيفة “نيزافيزيمايا” الناطقة باسم القوميين الروس، ما إذا كانت “قد بدأت المرحلة النشطة في الحرب الأميركية-الإيرانية”. وقالت الصحيفة، إن إسقاط الطائرة السورية والقصف الصاروخي الإيراني دفع قسماً من المحللين لاعتبار أن الحرب ضد “الدولة الإسلامية” تصبح  تدريجياً ستاراً للصدام المسلح بين إيران والولايات المتحدة على الأراضي السورية. وتستشهد الصحيفة بالـ”غارديان” البريطانية، التي قالت إن ترامب يشرع الباب أمام الصراع مع إيران، وأن القوات الجوية الأميركية فتحت النار على القوات الإيرانية في التنف ثلاث مرات خلال الشهر الأخير، وإن الجزء الشرقي من الصحراء السورية يتحول إلى مكان المجابهة بين إيران والولايات المتحدة. كما تنقل الصحيفة عن روب مالي، مساعد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط قوله، إن “الأمكنة الثلاثة الأخطر على الأرض اليوم توجد في اليمن، وفي المنطقة الواقعة بين شرق سوريا وغرب العراق، وفي قاعات الكونغرس الأميركي”.

وتضيف الصحيفة، إنه حتى كلمات وزير الخارجية ريكس تيلرسون، التي ركز فيها على التغيرات السلمية في العلاقة مع إيران، لم تفهمها طهران سوى أنها عودة إلى كلام جورج بوش عن التغيير السلمي للنظام، بل وأثارت لديها ذكريات انقلاب عام 1953 في إيران.

أما موقف روسيا من الصراع المتفجر بين إيران والولايات المتحدة في الشرق السوري، فقد عبرت عنه وكالة “نوفوستي” في مقالة نشرتها في 19 حزيران/يونيو، نقلت فيها عن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني قوله، إنه “انطلاقاً من إمكانيات الطرفين (روسيا وإيران)، فإنه يمكن الحديث عن إقامة إئتلاف إقليمي فعال يضمن الأمن، ليس في المنطققة فحسب، بل وفي العالم أجمع”. وعلقت الوكالة على قول شمخاني هذا، بأن إيران وروسيا، صحيح أنهما حليفان الآن في التسوية في سوريا، إلا أن تركيا حليف في هذه “الشراكة الإضطرارية” أيضاً. وقالت، إذا وقَّعت روسيا مع طهران إتفاقية عسكرية شكلية، فهي تأخذ على عاتقها حماية إيران من الولايات المتحدة الأميركية، إذ لا تخشى إيران جانب أي طرف آخر سواها في الشرق الأوسط. وتحت مثل هذه المظلة سوف تشعر إيران والتشكيلات الشيعية الموالية لها بحرية أكبر. فإذا كانوا يحاولون الآن عدم إثارة مواجهات مباشرة مع العسكريين الأمركيين، فإنهم إذا ما حصلوا على التزام من جانب موسكو بخوض الحرب إلى جانبهم، فسوف يصبحون اقل صبراً.

إضافة إلى ذلك، فإن كلاً من تركيا وإيران تطمحان إلى دور الزعامة في المنطقة. فإذا ما وقعت روسيا إتفاقية عسكرية مع إيران، فإن موسكو سوف تدفع بتركيا، بشكل تلقائي، إلى معسكر خصومها. وعدا عن تركيا، ثمة العامل العربي أيضاً، الذي يرى في كل من تركيا وإيران قوى مختلفة إثنياً، ويرى في الحالة الإيرانية الشيعية، محاولة لبسط السيادة على العالم العربي. فالعرب كانوا ويبقون مركز القوة الثالثة في الشرق الأوسط، وهم يعادون تركيا وإيران على حد سواء، وفق “نوفوستي”.

كما يوجد أيضاً مركز قوة رابع في المنطقة هو إسرائيل، التي تمكنت من إقامة “علاقات بناءة، إلى حد ما، مع البلدان العربية المجاورة”. أما إيران فهي لا تخفي نواياها في تدمير دولة إسرائيل. وبالتالي، فإن إقامة تحالف شكلي مع إيران يجعل، ليس تركيا فحسب عدو روسيا، بل وإسرائيل ودول الخليج أيضاً، أي الشرق الوسط برمته.

وتمضي “نوفوستي” بالقول، إن روسيا ليست بحاجة إلى زعيم إقليمي جديد، حتى لو كان صديقاً حتى الآن، بل هي بحاجة إلى سلام راسخ في الشرق الأوسط، يأخذ بالإعتبار مصالح جميع اللاعبين الإقليميين. ودور الوسيط النزيه غير المنحاز، يوفر لروسيا في المنطقة مواقع أكثر ثباتاً مع تكاليف أقل، مما يوفره دور شرطي بخدمة زعيم إقليمي.

المدن

 

النظام يوسّع جبهات القتال في جوبر..ويواصل عملياته في درعا

استهدف طيران النظام، الخميس، حي جوبر الدمشقي بـ4 غارات، في ظل اشتباكات مستمرة بين المعارضة وقوات النظام، التي تسعى إلى التقدم نحو الحي عبر محاور كراج البولمان والمتحلق الجنوبي وطيبة.

 

كما تحاول قوات النظام اختراق تحصينات المعارضة من جهات أخرى، حيث شهدت محاور وادي عين ترما ومستشفى الكباس، والمتحلق الجنوبي والدخانية، محاولات تقدم حثيثة للنظام.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن “هذا التصعيد يأتي كتمهيد لتنفيذ قوات النظام عملية عسكرية تتحضر لها، لإنهاء تواجد الفصائل المقاتلة والإسلامية في شرق العاصمة دمشق، عبر التقدم في حي جوبر، وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية”.

 

وفي درعا، واصلت الطائرات الحربية شنّ الغارات على مناطق في مخيم درعا، وأماكن أخرى في حي طريق السد، فضلاً عن الاستهداف المتواصل بالصواريخ على مناطق في درعا البلد.

 

وقال المرصد، إن 16 برميلاً متفجراً ألقاها الطيران المروحي، الخميس، على مناطق في درعا البلد، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة ثانية. وتتركز المواجهات في محور مخيم درعا وطريق السد.

 

ريف حلب:فصائل”درع الفرات”تتجمع في “كتل عسكرية

بءبدأت فصائل المعارضة المسلحة في منطقة “درع الفرات” سابقاً في ريف حلب، إنشاء كتل عسكرية جامعة، تم الإعلان عن بعضها مؤخراً. ويجمع كل تكتل عسكري مجموعة فصائل مقاتلة، في ما يشبه غرف عمليات مشتركة، والقيادة العامة تكون في الغالب من حصة الفصيل الأكبر بينها من حيث العدد والانتشار. والكتل الرئيسية المشكلة مؤخراً هي “كتلة الشامية” و”كتلة النصر” و”كتلة السلطان مراد”.

 

وأعلن عن انضمام “لواء الشمال” بقيادة النقيب مصطفى قوجة، إلى صفوف “كتلة السلطان مراد” التي باتت تضم كلاً من “فرقة السلطان مراد” و”فرقة الحمزة” و”لواء المعتصم” و”لواء السلطان عثمان” و”فوج المصطفى” و”الفرقة 23″ و”لواء سليمان شاه” و”لواء المغاوير” و”لواء صقور الشمال” و”ثوار الجزيرة”. وقالت “كتلة السلطان مراد” في بيانها إن هذه “الخطوة تأتي تلبية لضرورات المرحلة التي تمر بها المنطقة، وضمن الخطى الحثيثة لرص الصفوف بين الفصائل وصولاً إلى إنشاء جيش وطني موحد”.

 

“قائد فرقة السلطان مراد”، العقيد أحمد العثمان، قال لـ”المدن”: “في ريف حلب المحرر ينتشر العديد من الفصائل الكبيرة والمتوسطة، وهناك فصائل صغيرة كان من الواجب إيجاد مظلة تجمع في ما بينها”. و”فرقة السلطان مراد” كونها من الفصائل الكبيرة في الشمال، ضمت إلى كتلتها العديد من الفصائل “لتكون قوة عسكرية كبيرة لها غرفة عمليات واحدة، وقيادة واحدة، ولدى الكتلة مجموعة أهداف تسعى إلى تحقيقها خلال الفترة القادمة”.

 

وفي وقت سابق، أعلنت 7 فصائل معارضة إنشائها “كتلة النصر”، في 6 حزيران/يونيو، لتضم كلاً من “فيلق الشام” و”فرقة الصفوة” و”تجمع أحرار الشرقية” و”جيش النخبة” و”الفوج الأول” و”الفوج الخامس” و”جيش الأحفاد”. وانضم إلى صفوفها في 17 حزيران/يونيو “جبهة الأصالة والتنمية”. ويقود الكتلة قيادي من “فرقة الصفوة” التي تعتبر أكبر الفصائل المنضوية.

 

“حركة أحرار الشام الإسلامية” والتي تمتلك أكثر من 1300 عنصر تابع لها في مناطق سيطرة “درع الفرات” سابقاً في ريف حلب الشمالي الشرقي، بقيت خارج الكتل العسكرية الثلاث، وكذلك عدد من الفصائل الصغيرة كـ”لواء محمد الفاتح” و”لواء سمر قند” وغيرها من التشكيلات العسكرية المدعومة من تركيا.

 

ريف حلب: تعزيزات تركية لمواجهة “وحدات الحماية”؟

خالد الخطيب

أرسلت تركيا مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى مناطق ريف حلب الشمالي المتاخمة لعفرين، الثلاثاء والأربعاء، بهدف تأمين الحماية اللازمة لقواعدها العسكرية بين مدينتي مارع وإعزاز الواقعة على خطوط التماس مع “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تتزعم “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من “التحالف الدولي”.

 

وشملت التعزيزات عدداً من المدرعات وناقلات الجند، ولم تتضمن أعداداً كبيرة من القوات الخاصة التركية كما أشيع في وسائل الإعلام. وبدا أن إرسال الأرتال العسكرية التركية هي عملية روتينية تتبعها تركيا منذ نشرت قواتها في المناطق التي سيطرت عليها “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي الشرقي.

 

المعارضة أكدت أن التعزيزات التركية اعتيادية، ولا ترقى لأن تكون خطوة في إطار تصعيد محتمل ضد “وحدات الحماية”. وكان ناشطون قد تداولوا اشاعات وتكهنات بأن هذه التعزيزات تندرج في إطار التحضير لعمل عسكري كبير ضد “الوحدات” لأنها جاءت بعد اشتباكات عنيفة جرت على أكثر من جبهة مع “الوحدات” في المنطقة الواقعة بين مارع وإعزاز، وحاولت خلالها “الوحدات” التقدم على أكثر من محور.

 

قائد “فرقة السلطان مراد” العقيد أحمد العثمان، أكد لـ”المدن”، أن  الاشتباكات مع “الوحدات” مستمرة بشكل يومي، وفي أكثر من موقع على طول الجبهات معها في ريف حلب، وهي اشتباكات اعتيادية تتصدى من خلالها المعارضة لمحاولات تسلل تنفذها “الوحدات” باتجاه مناطق المعارضة. والقصف الذي تشنه فصائل المعارضة ضد معاقل “الوحدات” العسكرية في المناطق التي تحتلها شرقي عفرين، يأتي رداً مشروعاً على الاستهداف اليومي للمدن والبلدات التي تأوي آلاف المدنيين وتوقع بينهم قتلى وجرحى.

 

العقيد العثمان قلل من أهمية التعزيزات التركية التي يتم الحديث عنها في ريف حلب على الجبهات مع “الوحدات”، ونفى أن تكون هناك نية لبدء معركة ضدها في المدى القريب، وقال: “الحديث عن تحشيد لقوات تركية كبيرة على هذه الجبهات بعيد عن الواقع”.

 

وتخلل المعارك المتواصلة بين المعارضة و”الوحدات” قصف متبادل منذ بداية الأسبوع، سقط على إثره أكثر من 10 قتلى و20 جريحاً على الأقل في صفوف المدنيين في مناطق المعارضة. القصف العنيف الذي شنته “الوحدات” استهدف بشكل غير مسبوق بالمدفعية وصواريخ الـ”غراد”، المدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة بالقرب من جبهات القتال. ونالت مارع الحصة الأكبر من القصف الذي استهدف بشكل مباشر منازل المدنيين. وتركز رد المعارضة على قصف “الوحدات” باستهداف مواقعها شرقي تل رفعت، والمطار الزراعي الذي حوله “الوحدات” إلى قاعدة عسكرية متقدمة في ريف حلب الشمالي.

 

ولهذه التطورات في جبهات ريف حلب الشمالي بين المعارضة و”الوحدات” علاقة مباشرة بفشل التفاوض بين الطرفين حول انسحاب “الوحدات” من المناطق التي سيطرت عليها شرقي الطريق الدولي حلب–غازي عينتاب، في العام 2016 بدعم روسي. “لواء المعتصم” المفاوض نيابة عن المعارضة، بدعم أميركي، فَشِلَ في اقناع “الوحدات” في عفرين، المقربة من روسيا، بالانسحاب. وتشكّل على إثر الإعلان عن نهاية وفشل المفاوضات بين الطرفين، غرفة عمليات مصغرة حملت اسم “أهل الديار”، والتي نفذت عمليات عسكرية كان آخرها في بلدة تل مضيق بالقرب من سد الشهباء، ما دفع “الوحدات” لشنّ عمليات انتقامية وإشغال المعارضة بضربات استباقية في أكثر من موقع.

 

مدير “المكتب السياسي” في “لواء المعتصم” مصطفى سيجري، قال لـ”المدن”، إنه في  ظل استمرار اعتداءات “الوحدات” فمن غير المعقول أن يقف مقاتلو المعارضة مكتوفي الأيدي. “الوحدات” تستهدف المدنيين في مدنهم وبلداتهم المكتظة بالسكان، وأي قذيفة تطلقها نحو المناطق المحررة توقع مجزرة. وأضاف سيجري أن “المعارضة تأمل أن يكون هناك معركة حاسمة مع الوحدات لتنهي معاناة عشرات آلاف المُهجّرين قسراً من المناطق التي تحتلها”. وأنه يتوجب على المعارضة “الاستفادة من حلفائها الأتراك، وتوجيه دعمهم في الاتجاه الصحيح، بما يصب في صالحها لتحرير المناطق المغتصبة”.

 

والواضح أن “الوحدات” غير مستعدة لشنّ عمليات عسكرية ضد مواقع المعارضة والتوسع على حسابها من جديد في ريف حلب، ولو أرادت ذلك فعلاً، فهي منشغلة بمعركة الرقة وقد أرسلت رتلين من التعزيزات العسكرية من منطقة عفرين مروراً بمناطق النظام منذ بداية حزيران/يونيو. وانضم الرتلان إلى قوافل أخرى توجهت من منبج في ريف حلب الشرقي باتجاه جبهات الرقة. “الوحدات” عوضت نقص قواتها البشري في جبهات القتال في ريف حلب بقوات استقدمتها من حي الشيخ مقصود في مدينة حلب. وهذه القوات كانت قد خضعت مؤخراً لدورات عسكرية، وتم تخريجها منها على وجه السرعة. لذا، فإن عمليات المقاتلين الأكراد في الريف الحلبي ضد المعارضة، ليست إلا لإشغال المعارضة وإفشال أي محاولة لها للتقدم، مستغلة الوضع العسكري لـ”الوحدات”.

 

ويتخوف أكثر من 250 ألف مدني يقيمون في مدينتي مارع وإعزاز والبلدات الواقعة بينهما، من استمرار التصعيد على جبهات القتال مع “الوحدات” التي تتقصد استهداف التجمعات السكانية الكبيرة للضغط على المعارضة، والقوات التركية. ويسود اعتقاد بين الحاضنة الشعبية بأنه إذا لم تكن هناك نية لشن معركة حاسمة لاستعادة المناطق التي تحتلها “الوحدات” فالأولى تجميد الجبهات في الوقت الراهن لأن اشعالها يتسبب بمزيد من الخسائر في صفوف المدنيين ويدفع المنطقة لأن تكون طاردة للسكان مجدداً من دون أي فائدة تذكر.

 

وتقول المعارضة إن “الوحدات” تتقصد استهداف التجمعات السكانية بالقصف العنيف في هذا التوقيت بهدف تهجير السكان المحليين، وتخويف القادمين الجدد من تركيا إلى مناطقهم والذين قد يفكروا بالاستقرار مستغلين فترة زيارة العيد. ودخل حتى الآن ما يقارب 60 ألف مدني بهدف قضاء إجازة العيد في مدنهم وبلداتهم في ريف حلب، قادمين من تركيا. والكثير منهم كانوا ينوون البقاء، لكن نظراً للتطورات على جبهات القتال، عدلوا عن الفكرة.

 

ماذا ينتظر القلمون الشرقي، ولماذا الصراع عليه؟

سابستيان حمدان

أتمت قوات النظام والمليشيات الموالية، أحد أهم أهدافها في منطقة القلمون الشرقي والبادية السورية: محاصرة القلمون الشرقي، بشكل كامل، وإبعاد المعارضة عن حلم فكّ الحصار عن القلمون الشرقي والغوطة الشرقية. وجاء ذلك عقب سيطرة قوات النظام على مفاتيح المنطقة من ناحية أوتوستراد دمشق–بغداد في مثلثي ظاظا والسبع بيار، منتصف أيار/مايو، قبل أن تستكمل مشروعها في عمليات استهدفت، الثلاثاء والأربعاء، الجانب الآخر من القلمون الشرقي: تل دكوة وبير قصب وسلسلة تلال صغيرة محاذية. وأصبحت بذلك منطقة القلمون الشرقي، مُحاصرة بالكامل من قبل قوات النظام والمليشيات.

 

وتسعى قوات النظام إلى فرض حصار خانق على القلمون الشرقي، وأهم مدنه الضمير وجيرود والرحيبة، وعزلها عن بعضها، بغية إرغام السكان على الدخول في مفاوضات و”مصالحات” تنتهي بالتهجير القسري وإجلاء المعارضة إلى الشمال السوري على غرار ما حدث في بلدات داريا والزبداني ومضايا ووادي بردى وغيرها في ريف دمشق.

 

ظاظا والسبع أبيار، التي سيطرت عليها مليشيات النظام بين 16 و22 أيار/مايو، كانت تعتبر خط إمداد قوات المعارضة إلى القلمون الشرقي. في حين تتميز دكوة وبير قصب التي سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات المساندة لها، الثلاثاء والأربعاء، بتحصين عالٍ، وتُعد إستراتيجية في المنطقة. إذ تتميز نقاط دكوة وبير قصب بموقع يكشف مطار الضمير، أحد أهم مطارات قوات النظام والذي تتواجد فيه مواقع للخبراء الروس والإيرانيين. كما أن المعارضة في دكوة وبير قصب كان يمكنها استهداف مطاري بلي والسين. وتعد دكوة وبير قصب، الباب الرئيس لكسر الحصار عن مدن القلمون خاصة الضمير التي تعد في الوقت نفسه مدخلاً إلى عدرا ومنها إلى الغوطة الشرقية. لذا، فقد كان لا بد من هجوم عسكري مكثف لقوات النظام مدعومة بالمليشيات الطائفية وسلاح الجو الروسي لتأمين المنطقة لاستكمال المشروع وتأمين مواقع الخبراء الروس.

 

وتكمن أهمية منطقة القلمون في كونها ترتبط ببادية الشام وبادية تدمر وبادية السويداء الشرقية، فضلاً عن أهميتها الثانوية كبوابة للوصول إلى المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، عبر الطريق الدولي دمشق-بغداد، وعموم المنطقة الشرقية من سوريا. وكانت فصائل المعارضة السورية في البادية السورية قد أطلقت معركة “الأرض لنا” نهاية أيار/مايو للتصدي لقوات النظام، التي استفادت من اتفاق “مناطق تخفيف التوتر” المنجز في أستانة، للزج بقواتها على جبهات البادية مع المعارضة التي تقاتل “الدولة الإسلامية”.

 

قوات النظام وبعد تشديد حصارها على القلمون الشرقي، ستسعى إلى ضمه للمناطق التي استولت عليها في محيط العاصمة من خلال “الهدن” و”المصالحات” والتهجير القسري. وبذلك لم يبقَ بيد قوات المعارضة حتى اللحظة سوى جنوب دمشق، والغوطة الشرقية، والقلمون الشرقي. وتشكل هذه المواقع خطراً كبيراً على العاصمة دمشق، من وجهة نظر النظام.

 

مصدر عسكري معارض، قال لـ”المدن”، إن النظام اختار القلمون الشرقي عوضاً عن الغوطة الشرقية وجنوبي دمشق، للبدء بحملته، نظراً لأهمية المنطقة التي تؤمن الطريق الرباعي: طهران-بغداد-دمشق-جنوب لبنان، بالإضافة إلى تأمين المصالح الإيرانية في حماية مناجم الفوسفات في البادية السورية، وإبعاد المعارضة عنها. وكانت المليشيات الإيرانية وقوات النظام قد سيطرت على مناجم فوسفات خنيفيس والشرقية والصوانة جنوب شرقي تدمر، بعد انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، في نهاية أيار/مايو.

 

وأكد المصدر العسكري، أن النظام كان يتخوف بشكل كبير من كسر الحصار عن القلمون الشرقي، لذلك عجّل من عملياته العسكرية في المنطقة، خشية تشكيل المعارضة لقوة عسكرية كبيرة على مساحة جغرافية واسعة، خاصة بعدما رفضت فصائل المعارضة في القلمون الشرقي عروضاً سابقة لـ”المصالحة”. وأشار المصدر إلى أن فصائل المعارضة كانت تخطط لفك الحصار عن القلمون الشرقي، والتوجه من بعدها إلى الغوطة الشرقية وفك الحصار عنها. وهذا ما كان يخشاه النظام، لذلك اعتبر القلمون الشرقية الأولوية لمعاركه، خاصة أن غالبية الفصائل المعارضة هناك تتلقى دعماً دولياً وسلاحاً نوعياً كراجمات الصواريخ والقواعد الحرارية وغيرها من السلاح الثقيل.

 

كل تلك الأسباب دفعت بالنظام وإيران للزج بكل قوتهما العسكرية، بتغطية من الطيران الروسي، لمنع فك الحصار عن القلمون الشرقي، وحماية مصالحهم في المنطقة. كما سعى النظام وحلفاؤه إلى شراء ذمم بعض الوجهاء في المنطقة، عبر توفير بعض الخدمات، وتخويفهم من الحرب القادمة، وفق مصدر “المدن”.

 

فصائل المعارضة السورية، أكدت أنها لن تنسحب من القلمون الشرقي. قائد “قوات أحمد العبدو” النقيب أحمد تامر، وجّه رسائل من البادية السورية، أكد فيها أنه لن يترك القلمون الشرقي في حربه مع النظام، وأن قواته جاهزة لحماية المدنيين، ولن يرضخوا لأي مطلب للنظام.

 

ومع ازدياد حدة الصراع في المنطقة بين كافة الأطراف، لا سيما بين قوات النظام والمليشيات الإيرانية من جهة، و”التحالف” الدولي والولايات المتحدة من جهة أخرى، بعد تقدم قوات النظام شمالي قاعدة التنف والاقتراب من الحدود العراقية، تخشى قوات النظام من توسيع الولايات المتحدة لدعمها العسكري لفصائل المعارضة بحيث تشمل الجبهات ضد النظام في البادية لإجبار قواته على الإنسحاب إلى حدود المناطق الآمنة التي رسمها “التحالف الدولي”.

 

ريف حمص الشمالي: النظام يخرق “تخفيف التصعيد

يشهد ريف حمص الشمالي المُحاصر تصعيداً غير مسبوق من قوات النظام والمليشيات الموالية، ولم يشفع له تصنيفه ضمن مناطق “تخفيف التصعيد” في اجتماع أستانة في أيار/مايو.

 

وباتت قوات النظام تستهدف بالقصف المدفعي وقذائف الهاون القرى والبلدات والمدن المأهولة بالسكان. كما يستهدف القصف بالقنابل الحارقة الأراضي المزروعة، لحرمان ريف حمص من الغذاء، والذي لا يكفي لسد احتياجاته في ظل الحصار الخانق المفروض عليه منذ ثلاثة أعوام.

 

مليشيات النظام استهدفت تلول الحمر وعزدين وبريغيت، شرقي ريف حمص الشمالي، بقذائف المدفعية والصواريخ من الثكنات العسكرية في جبل ابو دردة والبحوث العلمية وعين الزرقا القريبة من مدينة السلمية في ريف حماة.

 

كما تعرضت مدينتا الرستن وتلبيسة للقصف من “كتيبة الهندسة” المتمركزة شمالي الرستن، ومن معسكر ملوك الذي طالت قذائفه أحياء المشجر الجنوبي والشمالي في مدينة تلبيسة وبلدة الغنطو المحاذية.

 

وفي سهل الحولة استهدف الطيران الحربي بالغارات بلدات كفرلاها وتلدو والطيبة الغربية، ما تسبب بسقوط عشرات الجرحى من المدنيين، عدا عن الأضرار المادية الهائلة جراء استخدام الصواريخ الفراغية شديدة الانفجار.

 

ورداً على التصعيد المستمر من قوات النظام، كان “جيش التوحيد” قد شنّ قبل يومين هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام في حاجز القبيبات وقرية القبيبات وكتيبة حوش قبيبات العسكرية وحاجز جسر غور العاصي في ريف حماة الجنوبي. وتمكنت المعارضة من اغتنام اسلحة ثقيلة وذخائر والسيطرة على مواقع متعددة، وقتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام، قبل أن تنسحب إلى مواقعها.

 

وأفاد بيان “جيش التوحيد”، أحد فصائل غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، بأن عناصره وبالاشتراك مع “أنصار العقيدة”، أغاروا على حاجز حوش قبيبات في ريف حماة الجنوبي، وتمكنوا من قتل جميع العناصر المتواجدين، وتدمير مستودعي ذخيرة في الحاجز، بالإضافة إلى الاستيلاء على ما تبقى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر.

 

اتفاق أميركي ـ روسي على إبعاد إيران عن الأردن/ إبراهيم حميدي

اتفقت روسيا وأميركا والأردن على مذكرة تفاهم تضمنت مبادئ إقامة «المنطقة الآمنة» في درعا وريفها بينها «عدم وجود قوات غير سورية»، في إشارة إلى «حزب الله» وميليشيات تدعمها إيران بعمق 30 كيلومتراً من حدود الأردن.

وكشف مسؤولون غربيون لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن المحادثات الأميركية – الروسية – الأردنية أسفرت نهاية الأسبوع الماضي عن الاتفاق على مذكرة تفاهم ثلاثية، فيها مبادئ «المنطقة الآمنة» جنوب سوريا، بينها «عدم وجود قوات غير سورية» في جيب عمقه 30 كيلومتراً، ووقف النار بين القوات النظامية وفصائل «الجيش الحر»، أي تمديد الهدنة التي أعلنت قبل يومين، إضافة إلى وجود مجالس محلية وإدخال مساعدات إنسانية وعودة اللاجئين من الأردن.

في المقابل، يحق للنظام رفع العلم الرسمي ووجود رمزي له وللمؤسسات العامة في المنطقة والوصول من مدينة درعا إلى معبر الرمثا على حدود الأردن؛ وفتح طريق التجارة التي تخدم أيضا البضائع القادمة من لبنان إلى الأردن وعمقها. ويتعهد الطرفان بمحاربة التنظيمات الإرهابية، في إشارة إلى «جيش خالد» التابع لـ«داعش»، إضافة إلى «جبهة النصرة».

الشرق الاوسط

 

الرئاسة التركية: جيوش 8 دول تستعد لدخول سوريا

إسطنبول – الخليج أونلاين

كشفت الرئاسة التركية النقاب عن تفاهم يقضي بوجود قوات من جيوش ثمانية دول في سوريا، وفق المناطق الجغرافية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، الخميس، إنه يتم العمل على آلية تقضي بوجود قوات روسية وتركية في منطقة إدلب السورية، وإيرانية وروسية في محيط دمشق، وأردنية وأمريكية في درعا، وهناك مقترح روسي لإرسال قوات محدودة من قرغيزيا وكازخستان إلى سوريا، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء التركية الرسمية.

وتسببت الحرب الدائرة في سوريا، منذ عام 2011، بلجوء ونزوح الملايين من السوريين، تستقبل تركيا أكثرهم بنحو 3 ملايين لاجئ ، عدا عن تدمير أغلب مدنها بشكل شبه كامل.

 

التحالف يقصف الرقة والقوات الكردية تضيق حصارها  

أفادت مصادر محلية للجزيرة في مدينة الرقة السورية بمقتل 17 مدنيا في قصف طائرات التحالف الدولي مباني سكنية في شارع النور، يأتي ذلك وسط اشتباكات وهجمات شنها تنظيم الدولة الإسلامية بسيارات مفخخة بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعبالكردية سيطرتها على مواقع مهمة جنوب المدينة لتضييق الخناق على المعقل الرئيسي للتنظيم الدولة شمال شرق سوريا.

 

وفي أحدث التطورات قتل عدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- وجرح آخرون إثر تفجير تنظيم الدولة عربات مفخخة في حيين بمدينة الرقة، أوضح ناشطون ومصادر محلية أن التنظيم فجر عربة مفخخة بمواقع للقوات الكردية في حي الرومانية غربي المدينة، أوقع خمسة قتلى بينما قتل عنصران بعملية مشابهة في حي حطين المجاور.

 

كما فجر التنظيم عربة مفخخة مسيرة عن بعد في موقع لقوات سوريا الديمقراطية قرب معسكر الطلائع جنوبي المدينة، دون ورود أنباء حول الأضرار، حسب المصادر.

 

وأشارت مصادر أخرى إلى أن قوات سوريا الديمقراطية وصلت إلى مفرق مدينة الرصافة، غرب الرقة، والتي سيطرت عليها قوات النظام مؤخرا، مشيرا إلى شن طائرات التحالف الدولي، التي تدعمها، غارة على القلعة الأثرية القريبة، ما أدى لمقتل عنصر من التنظيم وجرح ثلاثة آخرين.

 

وسبق أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على مواقع هامة جنوب مدينة الرقة، وأكد الناطق باسم تلك القوات العميد طلال سلو أن قواته فرضت سيطرتها على مناطق جديدة بالرقة، واقتربت من إغلاق الجهة الجنوبية من المدينة وإطباق الحصار على تنظيم الدولة من الجهات الأربع.

 

من جهتها، قالت مصادر للجزيرة إن قوات سوريا الديمقراطية، وبدعم من التحالف الدولي، سيطرت على منطقة المقص الاستراتيجية جنوب مدينة الرقة بعد معارك مع مسلحي التنظيم، وتُعد هذه المنطقة عقدة طرق حيوية تصل بين الجهات الشرقية والغربية والجنوبية للمدينة.

 

في غضون ذلك، شن تنظيم الدولة هجوما معاكسا أمس على القوات الكردية في الجهة الجنوبية للرقة، مستهدفا مواقعها بالرشاشات والمدافع الثقيلة، كما تدور اشتباكات عنيفة في الجبهات الشرقية والغربية للمدينة بالتزامن مع انفجارات عنيفة تهز المدينة.

 

ويعاني عشرات آلاف المدنيين المحاصرين في الرقة الى جانب القصف والمعارك أوضاعا إنسانية بالغة السوء نتيجة عدم توفر الخدمات الطبية وشح المواد الغذائية.

 

ونقل شهود عيان أن أهالي قرية السلحبية الشرقية وجهوا نداء للمنظمات وناشطي حقوق الإنسان بسبب منعهم من قبل القوات الكردية من العودة لمنازلهم، وتركهم في العراء تحت وطأة الجوع والمرض وحالات تسمم جماعي للأطفال بسبب المياه الملوثة.

 

وكان رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا والتابعة للأمم المتحدة قد عبر عن قلقه جراء العدد المتزايد من القتلى المدنيين في الرقة جراء القصف.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

هل توجه أميركا ضربة لميليشيات إيران في سوريا؟

العربية.نت – صالح حميد

ذكرت صحف غربية أن #القصف الذي قامت به القوات الأميركية على الميليشيات الإيرانية في #سوريا، إضافة إلى ازدياد الاحتكاك الأميركي في #الخليج_العربي ينذران باندلاع مواجهات وشيكة وضربة أميركية لقوات #الحرس_الثوري_الإيراني في سوريا.

وأفادت صحيفة ” الغارديان” البريطانية أن #المواجهات التي تحدث بين #القوات_الأميركية ضد الميليشيات السورية والعراقية، المدعومة إيرانياً في سوريا، قد تفتح الباب لشن صراع مع #إيران.

وأشارت الصحيفة إلى توجيه القوات الأميركية ضربات ضد القوات المدعومة من #إيران في سوريا 3 مرات الشهر الماضي، في منطقة التنف، وتصاعد الصراع في تلك المنطقة قد تؤدي إلى “صراع غير مخطط له”.

كذلك، نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً حول الموضوع نفسه ترى فيه أن معركة شرقي سوريا تحمل تهديداً بمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران.

من جهتها، أفادت صحيفة ” فايننشال تايمز” أن مخاوف المواجهة تزايدت بعدما أسقطت الولايات المتحدة طائرة سورية إيرانية الصنع، قالت إنها كانت تشن غارات قرب مليشيات كردية تدعمها واشنطن قرب #الرقة.

وذكرت الصحيفة أن محللين يرون بأن #التصعيد_العسكري لا مفر منه وأن القوات الموجودة في سوريا تتسابق الآن لشغل الفراغ الذي يتركه “داعش” شرقي سوريا، خاصة في الرقة في مرحلة خلال ما بعد هزيمة التنظيم المتطرف، وكذلك الحدود السورية العراقية.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في المنطقة قوله إن الولايات المتحدة تسعى لتسيطر الجماعات التي تدعمها على الطريق السريع الرابط بين بغداد ودمشق، من أجل الحد من تأثير إيران، والسيطرة على مناطق أخرى تستعملها في التفاوض بشأن مستقبل سوريا.

أما إيران فتحرص على الرقة من أجل تأمين رواق يربط إيران بالعراق وسوريا ولبنان، حيث يوجد حليفها حزب الله، من خلال ممر بري عبر الحدود العراقية التي تسعى لتمكين ميليشياتها من السيطرة عليه.

إلى ذلك، نقلت مجلة “فورين باليسي” عن مصدرين مطلعين على النقاش داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد #ترمب أن اثنين من مسؤولي البيت الأبيض يدفعان باتجاه توسيع نطاق الحرب في سوريا، معتبرَين ذلك فرصة لمواجهة إيران وقواتها التي تقاتل بالوكالة على الأرض هناك.

ورجح كل من عزرا كوهين واتنيك، المدير البارز للاستخبارات في مجلس الأمن القومي، وديريك هارفي، مستشار مجلس الأمن القومي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن تبدأ الولايات المتحدة في مواصلة الهجوم في جنوب سوريا.

وتصاعد الوضع في جنوب سوريا في الأسابيع الأخيرة، وذلك بعدما أسقطت طائرة حربية أميركية طائرة بدون طيار إيرانية الصنع هاجمت قوات أميركية.

من جهة أخرى يعارض كل من وزير الدفاع ماتيس والقادة العسكريين وكبار الدبلوماسيين الأميركيين فتح جبهة قتال ضد إيران وقواتها التي تحارب بالوكالة في الجنوب السوري، معتبرين أنَّه تحركٌ محفوف بالمخاطر، ويمكن أن يزج بالولايات المتحدة في مواجهةٍ خطيرة ضد إيران.

هذا ويراجع البيت الأبيض سياساته تجاه إيران، خاصة في ما يتعلق بدور ضباط الجيش الإيراني، والوكلاء الذين يدعمون نظام الأسد، والاتفاق النووي متعدد الأطراف مع طهران.

 

الجربا للافروف: نسعى لحوار سوري سوري لإيجاد حل سياسي

دبي – العربية.نت

استقبل وزير الخارجية الروسي، سيرغي #لافروف، زعيم تيار الغد السوري، أحمد الجربا، وذلك لبحث مسار الإعداد للقاء #جنيف و#أستانا.

وأعلن لافروف في بداية اللقاء عن ترحيبه بجهود الجربا الرامية إلى تسوية #الأزمة وتوحيد المعارضة، كما اعتبر أن هذه الجهود تنسجم مع قرارات المجتمع الدولي، ولاسيما فيما يخص ضرورة أن يقرر #السوريون أنفسهم مصير بلادهم عن طريق التوافق.

كما أشار الوزير الروسي في هذا الخصوص إلى التراجع التدريجي لنفوذ ممثلي المعارضة الخارجية الذين “تعودوا على العمل حصراً على أساس توجيه الإنذارات وطرح الشروط المسبقة، والذين كانوا يهتمون بطرح أفكار مموليهم الخارجيين بقدر أكبر من مصالح الشعب السوري”.

من جانبه، أعرب الجربا عن دعمه للجهود الروسية. وعبر عن أمله في أن تنتج عن حلول لتحريك التسوية السياسية.

وأضاف: “نناقش موضوع محاربة الإرهاب في سوريا، و#روسيا معنية بقدر كبير بالحرب على #الإرهاب ونحن كذلك”.

كما شدد على ضرورة أن يكون هناك حوار سوري سوري بين #النظام والمعارضة بمشاركة كافة القوى لإيجاد حل سياسي.

 

لافروف يأمل بتحويل الصراع بين المعارضة السورية والنظام لتعاون لـ”محاربة الإرهاب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 يونيو 2017

روما- التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الخميس) في العاصمة الروسية موسكو، أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، الرئيس الأسبق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، وناقش الجانبان -وفق التيار- “سبل دعم الجهود الرامية لحوار سوري – سوري بين النظام والمعارضة وصولاً لحل للأزمة”K  التي تعصف بسورية منذ أكثر من ست سنوات.

 

ووفق التيار،  فإن لافروف أشاد بجهود توحيد المعارضة على أسس ومبادئ وطنية، وأكّد على أن موسكو تدعم إطلاق الحوار السوري – السوري بأسرع وقت ممكن، عن طريق تفعيل إطار مباحثات أستانة، ودعم الجهود الأممية في إطار مفاوضات جنيف، لـ “تحويل الصراع بين الحكومة والمعارضة المسلحة إلى التعاون في مجال محاربة الإرهاب”.

 

فيما أكّد الجربا على أن اهدف من زيارة موسكو للإطلاع من المسؤولين الروس على ما تم من اتفاقات في أستانة بخصوص وقف إطلاق النار ومناطق خفض التصعيد، وكذلك مناقشة الجهود المتعثرة في جنيف، وأعرب عن أمله تكون هناك “حلول خلاقة للدفع باتجاه الحل السياسي ومكافحة الإرهاب”، مشيراً للدور الروسي الهام بهذا الصدد.

 

وتشهد العاصمة الروسية لقاءات بين وفود من المعارضة السورية ومسؤولين في الخارجية الروسية، قبيل مؤتمر أستانة المقبل المفترض انعقاده في الخامس من تموز/ يوليو المقبل، ومؤتمر جنيف الذي حدد له المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا موعداً في العاشر من الشهر المقبل أيضاً.

 

وكان وفد من الأخوان المسلمين قد التقى في موسكو خلال زيارة غير مُعلن عنها، مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، ولم يتم الكشف عن الملفات التي تم بحثها، ولا عن النتائج التي تم التوصل إليها بين الطرفين.

 

الائتلاف الوطني السوري: نحن الجهة الوحيدة المخولة بإدارة الرقة بعد تحريرها من داعش

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 يونيو 2017

روما- أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، رياض سيف أن الائتلاف هو “الجهة الوحيدة المخولة بإدارة الرقة من الناحية الشرعية بناءً على تكليف عربي ودولي”، محذرا من  أن “أي حل آخر يفرض بالإكراه سيكون قنبلة موقوتة وبداية تمهد لقيام حرب أهلية”

 

جاء ذلك خلال  ورشة عمل حول (إدارة مدينة الرقة بعد تحريرها من تنظيم داعش)، نظمها الائتلاف أمس الاربعاء في مدينة استانبول التركية، حسبما أفادت الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني

 

وشارك في الورشة، إضافة إلى رئيس الائتلاف الوطني وأمينه العام وأعضاء في الهيئة السياسية والهيئة العامة ، كل من رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب ورئيس المجلس المحلي لمدينة الرقة سعد شويش وممثلين عن دول “أصدقاء سورية”.

 

واعتبر سيف أن “تمكين أهل الرقة من إدارة مدينتهم تحت إشراف الحكومة المؤقتة” هو “الحل الأمثل”، لافتاً إلى أنه “لا بد من تدارك الضرر الذي حصل من تكليف (PYD) بتحرير الرقة واستبعاد فصائل الجيش السوري الحر المعتدلة والتي كانت قادرة على تنفيذ المهمة إذا ما تلقت بعض الدعم من دول أصدقاء الشعب السوري”.

 

من جهته أشار رئيس الحكومة السورية المؤقتة (الذراع التنفيذي للإئتلاف) جواد أبو حطب إلى أن “عملية إدارة مدينة الرقة وإعادة الخدمات الأساسية إليها سوف يعود بالنفع على الجميع، وذلك من خلال نبذ التطرف والقضاء على منابع الإرهاب، وإعادة الاستقرار للمنطقة، وإعادة المهجرين إلى منازلهم.”

 

فيما قال عضو الائتلاف الوطني مصطفى نواف العلي إن محافظة الرقة “وصلت إلى مرحلة مفصلية بعد أن ذاق أهلها من العذاب ما لا يتحمله أي أحد آخر في العالم بسبب تسمية مدينتهم عاصمة الدولة المتوحشة داعش”

 

ونوّه بأن “القضاء على الإرهاب لا يجب أن يكون شكلاً وإنما بمنع الشروط التي تؤدي إلى استنبات الإرهاب من جديد”، مشدداً على “ضرورة تمكين أبناء المنطقة من إدارة مناطقهم، والحفاظ على التركيبة المجتمعية والديمغرافية الأساسية”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى