أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 15 تشرين الأول 2013

أنباء عن عقد «جنيف – 2» في 22 الشهر المقبل

لندن، إسطنبول، دمشق، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعد لقائه المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في لندن أمس، ضرورة تحديد موعد مؤتمر «جنيف- 2» بهدف العمل للوصول إلى «سورية جديدة»، في وقت طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بتشكيل حكومة انتقالية تحل محل الرئيس بشار الأسد، فيما علم من أوساط ديبلوماسية في نيويورك أن موعد اجتماع «جنيف- 2» حدد في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وقال كيري في ختام لقائه الإبراهيمي في العاصمة البريطانية: «نعتقد أن من الملحّ تحديد موعد للدعوة إلى مؤتمر «جنيف- 2» بهدف العمل من أجل سورية جديدة»، مضيفاً: «اتفقنا أنا والمبعوث الخاص الإبراهيمي وكثيرون غيرنا، على أن الحل العسكري غير ممكن في سورية». وأوضح أن الإبراهيمي «سيزور المنطقة قريباً، حيث سيلتقي (ممثلي) الدول كافة والأطراف المعنية». وتابع كيري: «نعتبر أن الرئيس الأسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصراً جامعاً يمكنه تقريب الأطراف، ومن الواضح أنه لتطبيق «جنيف-1» التي هي التبرير الوحيد لمؤتمر جنيف-2، لا بد من عملية انتقالية حكومية، يجب أن يكون هناك كيان جديد في السلطة في سورية».

في المقابل، دعت موسكو الولايات المتحدة إلى إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في المؤتمر، بعدما أعلن «المجلس الوطني السوري» الذي يُعتبر أكبر كتلة سياسية في «الائتلاف» رفضه المشاركة في «جنيف- 2». وقال الناطق باسم «الائتلاف» خالد صالح إن «الائتلاف» لم يتلقَّ أي ضمانات من الأطراف المعنية لتشكيل حكومة انتقالية. وأضاف: «حتى الآن لدينا النقاط الست التي يتضمنها بيان جنيف لكن مسألة الانتقال إلى الديموقراطية ما زالت غائبة، وتظل أمراً لا تستطيعه ضمانة أي من الدول المعنية بهذا الشأن ولا الأمم المتحدة».

في غضون ذلك، أُعلن أمس الإفراج عن ثلاثة من موظفي «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» ومتطوع من «الهلال الأحمر» من أصل سبعة كانوا خطفوا في سراقب في إدلب بشمال غربي سورية. وأكدت «اللجنة الدولية» تصميمها على الاستمرار في تقديم المساعدات لجميع الأطراف في سورية، فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» مسؤولون عن خطف الموظفين.

ميدانياً، أعلن «المرصد» سقوط 27 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال وسيدة جراء انفجار سيارة مفخخة صباح أمس في سوق بلدة دركوش، في ريف إدلب، على الحدود مع لواء إسكندرون، لافتاً إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات حرجة».

وقال «الائتلاف» المعارض إنه «يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة محررة تعج بالحياة وتضم آلاف العائلات النازحة، والذي تعمّد منفذوه اختيار يوم الوقوف بجبل عرفة أحد أهم مناسك الحج لارتكاب جريمتهم». وأضاف في بيان أنه «يشير بأصابع الاتهام إلى نظام بشار الأسد الذي يحاول خلق البلبلة والفوضى وافتعال التوترات بين صفوف الثوار، إضافة لسعيه إلى الانتقام من المدنيين جراء هزائم جيشه المتلاحقة».

المعارضة السورية تؤكد ان لا مواقع لأسلحة كيماوية في مناطق سيطرتها

بيروت – ا ف ب

اكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان لا وجود لمواقع تحتوي اسلحة كيماوية في مناطق سيطرة المعارضة.

وقال الائتلاف في بيان “هناك مواقع كيماوية تسيطر عليها قوات النظام وتحاصرها كتائب الجيش السوري الحر، ولكن لا وجود على الإطلاق لأي مواقع كيماوية تسيطر عليها كتائب الثوار”.

وجاء ذلك غداة تصريح احمد اوزوجو، مدير عام منظمة حظر الاسلحة الكيماوية التي يشرف خبراؤها على عملية تفكيك الاسلحة الكيماوية في سورية، بان هناك موقعا مهجورا للاسلحة الكيماوية موجودا في منطقة يسيطر عليها المعارضون ولا يمكن للبعثة المشتركة من المنظمة والامم المتحدة الوصول اليه.

وجاء في بيان الائتلاف “يؤكد الائتلاف الوطني السوري وهيئة الأركان في الجيش السوري الحر استعدادهم الكامل للتعاون مع بعثة خبراء فريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في تفكيك وتدمير الأسلحة الكيماوية المملوكة من النظام والتي قتلت 1400 مدني في غوطتي دمشق الشرقية والغربية بتاريخ 21 آب/اغسطس 2013”.

وطالب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية “بتحري الدقة عند إطلاق التصريحات”، مشيرا الى ان المنظمة “لم تتواصل مع الائتلاف الوطني السوري”، داعيا الى “التواصل الدائم مع الائتلاف وهيئة الأركان في الجيش الحر لدرء أي خطر قد يهدد سلامة طاقم البعثة”، معتبرا ان النظام قد “يفتعل” الحوادث.

كما اكد الائتلاف “سعيه إلى جانب هيئة الأركان للتعاون الكامل مع البعثات الدولية كافة، بتسهيل عملها وتأمين الحماية الكاملة لها وفتح الطرق والممرات الآمنة لطاقم خبرائها”.

وذكر اوزومجو الاثنين لمحطة “بي بي سي” البريطانية ان مفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيماوية زاروا منذ وصولهم الى سورية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر خمسة على الاقل من عشرين موقع انتاج للاسلحة الكيماوية.

الجوع في سورية … يقتل أيضاً

بيروت – أ ف ب

بات الجوع الواقع اليومي للأطفال السوريين المحاصرين في مناطق سورية قريبة من العاصمة بسبب الحرب المدمرة التي تضرب بلادهم منذ أكثر من سنتين، ولن يشارك هؤلاء في مآدب عيد الأضحى الذي يحتفل به العالم الإسلامي حالياً.

ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أن أطفالاً قضوا جوعاً لا سيما في معضمية الشام (جنوب غربي دمشق) بسبب سوء التغذية.

وإذا كان أطفال سورية اعتادوا، كمعظم المسلمين في العالم، شراء الملابس الجديدة في عيد الأضحى وتناول الطعام الدسم مع العائلة والخروج في نزهات، فإن هذه تكاد تكون من الذكريات البعيدة بالنسبة إلى أولئك الموجودين في مناطق تحاصرها القوات النظامية منذ أشهر طويلة في ضواحي دمشق وريفها، فيما يدق الناشطون والأطباء ناقوس الخطر لجهة النقص الفادح في المواد الغذائية والعلاجات الطبية.

ويقول الناشط أبو مالك رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت: «لا يشعر الأطفال هنا في معضمية الشام بالعيد»، مضيفاً أن «العيد بالنسبة إليهم سيكون يوم يرون أمامهم طبقاً من البرغل أو الرز».

ويؤكد سكان في معضمية الشام انهم يعيشون على الخضار التي يزرعونها والأعشاب.

ويقول الناشط «أبو هادي»: «لم يعد لدينا مخزون من الطعام. الجميع لجأ إلى الزراعة في البساتين وحتى في الطرق»، مشيراً إلى أن الخبز لم يدخل المنطقة منذ أشهر.

إلا أن قطاف الزرع غالباً ما يكون خطيراً، فقد «قتل العديدون في حقولهم بسبب القصف»، بحسب ما يقول «أبو هادي».

ويؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن عدداً كبيراً من الأطفال في المعضمية يعانون سوء تغذية، بينهم اثنان، أحدهما في السابعة والآخر في الثالثة توفيا في آب (أغسطس) نتيجة ذلك. وقد نشر المرصد صورتيهما، فبديا نحيلين جداً، وقد برزت عظامهما، ونقل عن مصادر طبية تأكيدها أن سبب الوفاة هو سوء التغذية.

ويقول عبدالرحمن: «وضع الأطفال هو الأسوأ، لأنهم يحتاجون إلى أنواع معينة من الغذاء لكي ينموا، بينما البالغون يمكنهم أن يقاوموا الجوع بتناول أي شيء يجدونه». ويضيف أن «حصار الأبرياء جريمة حرب».

وتؤكد السلطات السورية أن «الإرهابيين» هم الذين يحتجزون الناس في هذه المناطق رغماً عنهم، بينما يقول الناشطون إن النظام يحاول عبر تشديد الحصار قلب السكان على المعارضة المسلحة.

وبث ناشطون أشرطة فيديو مروعة تظهر بوضوح حالات سوء تغذية بين الأطفال.

ويظهر أحدها طفلاً يدعى إبراهيم خليل ممدداً على نقالة، وبرزت نتوءات في وجهه الشاحب مع سواد داكن يحيط بعينيه. ويظهر شريط آخر فتاة إلى جانبها طفلان من أفراد عائلتها وهي تطلب مساعدة لتأمين حليب الأطفال لهما. وتقول بصوت مؤثر: «لا توجد صيدلية لنأخذ شقيقي إليها، لا يوجد طريق لنأخذهم خارج البلد إلى طبيب. الطريق مقفلة. لا يوجد لدينا طعام. ما ذنبنا شقيقي وأنا؟». ثم تقول إنها تأكل الرز، بينما شقيقاها «يتم إطعامهما حليباً فاسداً ما يصيبهما بالمرض».

وتمكن المئات من الخروج من المنطقة في نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة عملية قام بها الهلال الأحمر السوري، بموافقة السلطات السورية، وتم خلالها إخلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الأطفال والنساء من المعضمية. وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أصدرته من جنيف أن القوات الحكومية سمحت لـ 3500 مدني بمغادرة المدينة المحاصرة. وفيما سمح للنساء والأطفال بالمغادرة، بقي الجرحى في المدينة التي تشهد معارك وقصفاً بشكل شبه يومي، ومنع المسعفون والمتطوعون من دخول المنطقة. وأشار الصليب الأحمر إلى استمرار وجود «عدد كبير ومن ضمنه أطفال في المدينة».

وينطبق هذا الواقع المرير على مناطق أخرى قريبة من العاصمة واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

ويقول طبيب يعمل في مستشفى ميداني في منطقة المرج شرق دمشق ويقدم نفسه باسم «أبو محمد»: «يومياً، أربعة من عشرة مرضى أعاينهم في غرفة الطوارئ، هم من الأطفال المصابين بسوء التغذية». ويضيف: «كثيرون منهم يعانون من انخفاض في ضغط الدم والتعب والهزال وتدني نسبة المناعة»، مشيراً إلى أن «الذين يتأثرون أكثر من غيرهم بنقص المواد الغذائية هم الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم السنتين».

ويتابع أن المسألة الأكثر قسوة التي يواجهها هي عدم توافر الأدوية والتجهيزات الكافية أو الطعام لمحاربة سوء التغذية، مضيفاً: «أصاب بإحباط في العيادة لأننا لا نملك ما يمكننا من مواجهة كل هذا».

ويعاني مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق من أزمة مماثلة. وتحول المخيم منذ أشهر إلى ساحة حرب لا تهدأ. ويقول الناشط السوري الفلسطيني علي أبو خالد: «أكون محظوظاً إذا حصلت على وجبة صغيرة مرة في اليوم»، مضيفاً: «لم يسمح بإدخال طحين أو خبز إلى المخيم منذ 96 يوماً».

وعشية عيد الأضحى، قال الشيخ صالح الخطيب لوكالة «فرانس برس» من المنطقة التي يتواجد فيها في جنوب العاصمة انه مضرب عن الطعام منذ تسعة أيام، مشيراً إلى أن رجلاً في المنطقة أقدم أخيراً على تناول لحم كلب بسبب الجوع. وقال: «أصدرت فتوى تسمح للناس بأكل لحم الكلاب والقطط. وهذا أصبح واقعاً في ظل المعاناة التي نعيشها». وأضاف: «الناس لا يملكون ما يقدمونه لأطفالهم. أنا مضرب عن الطعام لأنني أريد أن أوفر الطعام لغيري».

اليرموك ينتفض: تظاهرة لاختراق الحاجز في انتظار نتائج زيارة زكي دمشق

محمود سرحان

يتكرر المشهد مجدداً، المئات من المتظاهرين السلميين يحملون العلم الفلسطيني وهتافاتهم تعلو كلما اقتربوا من الحاجز المدجج بالسلاح فيستقبلهم الأخير بالرصاص لتفريقهم ويسقط عدد من الشهداء والجرحى. ولكن المكان هذه المرة لم يكن في فلسطين المحتلة باتجاه حاجز للاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس أو في قرية بلعين خلال مسيرتها الأسبوعية ضد الجدار العازل، هذه المرة كانت التظاهرة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القابع تحت الحصار في المنطقة الجنوبية للعاصمة دمشق.

والذي بدأ حصاره في شكل جزئي منذ أواسط كانون الأول (ديسمبر) الفائت مع سيطرة قوات المعارضة السورية عليه، وقد تعرض على أثرها لقصف عنيف ومعارك يومية أدت إلى نزوح آلاف العائلات الفلسطينية منه، إضافة إلى انقطاع كامل لخدمات الكهرباء والاتصالات المترافق مع شح كبير في أنواع المواد الطبية والغذائية كافة، وبعد فشل قوات النظام المتكرر في اقتحام المنطقة الجنوبية، وكنتيجة لهذا الفشل بمعاقبة الأهالي والضغط عليهم لدفعهم لمواجهة قوات المعارضة المسلحة عوضاً عنهم، قامت قوات النظام بإغلاق تام لـ «معبر» اليرموك، وفق ما يطلق عليه الأهالي، لمدة وصلت حتى الآن إلى 90 يوماً بلا طعام أو دواء، وقد أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء هم «فتاة رضيعة ورجل وامرأة طاعنان في السن» نتيجة الحصار، بالتالي كان من نتائج الحصار الذي أطلقت عليه قوات النظام «الجوع أو الركوع»، انقطاع سبل المعيشة لحوالى 70 ألف مدني بين فلسطيني وسوري، وزيادة الغضب والاحتقان بين أهالي المخيم، الأمر الذي دفعهم للدعوة إلى تظاهرة شعبية تدين طرفي الصراع وتتوجه مباشرة نحو معبر اليرموك لاقتحام الحاجز.

في هذا الصدد يقول أوس المقدسي «أحد المشاركين»: «إن خطة التظاهرة كانت تقضي بالانطلاق من أمام جامع فلسطين وسط المخيم إلى الحاجز للمطالبة بفتحه أمام الناس، وانطلقنا فعلاً في العاشرة صباحاً من يوم الاثنين بعد تجمع المئات من الأهالي، وكانت صدمة عناصر النظام كبيرة عندما رأونا نتوجه إليهم مباشرة على رغم أنه «خط نار» لا أحد يستطيع الاقتراب منه». ويتابع «المقدسي»: «بعد وصولنا بالقرب من مقر «حلوة زيدان» القريب من الحاجز بدأ القناص بإطلاق النار في الهواء لإخافتنا ومع ذلك تابعنا مسيرنا باتجاهم وعلى بعد عشرات الأمتار منهم بدأوا بإطلاق النار علينا فسقط الشهيد أحمد عوض (18 عاماً) وثلاثة جرحى». ويختتم كلامه غاضباً: «ما حصل شيء كبير ولا يمكن السكوت عنه». وعلى رغم النهاية المفجعة يقول «عمر – أحد المشاركين» مستذكراً اقتحام الحدود السورية مع الجولان المحتل منذ عامين: «شعرت مجدداً خلال التظاهرة مثلما شعرت خلال اقتحامنا الجولان في المرة الماضية، السواتر الترابية وأعلام فلسطين التي تجرأ الكثير من حامليها على الوقوف أمام القناص الذي يهدد حياتهم».

كانت هذه محاولة جديــــدة من أهالي مخيم اليرموك لكسر الحصــــار المفروض عليهم بدلاً مــــن انتظـــار المبادرات السياسية التي حكــم عليها بالفشل ثلاث مرات حتى الآن، بينــما أوضاعم الميدانية والمعيشية تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، فهم يئسوا من توزيع النداءات وانتظار المبادرات. وبذلوا جهوداً كبيرة للبقاء وعادت حياتهم في معظمها للطرق البدائية، منها مثلاً: التعويض عن غياب مادة الطحين بتحضير الخبز بواسطة أفران الحطب القديمة، بالاعتماد على طحن حبوب العدس والرز معاً، والتي نفدت هي أيضاً من منازلهم بعد تشديد الحصار، وانعدام أنواع الأغذية كافة في أسواق المخيم، إضافة إلى نقص حاد في كل أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية، التي لها آثار كارثية، خصوصاً لدى الجرحى وأصحاب الأمراض المزمنة المحاصرين داخل المخيم، وهذا كله دفعهم لمواجهة الموت بصدور عارية، أما السبب الذي دفع عناصر النظام إلى فتح النار عليهم، وفق تفسيرهم، فهو أنهم خيبوا ظن النظام بطريقة ما وأفشلوا حملته «الجوع أو الركوع» حيث يقول «فارس – أحد المشاركين»: «كان النظام يعتقد أن غضبنا سيكون منصباً على خصمه، وستكون التظاهرات ضد المعارضة المسلحة فقط، ولكن الأهالي عندما توجهوا إلى الحاجز قلبت خطته عليه. لذلك، بادر عناصر النظام بإطلاق النار علينا لردعنا. بينما يرى «ممدوح» وهو ناشط إعلامي: «أن الجريمة مرّت من دون أي تحرك من أحد، في إشارة إلى منظمة التحريرالفلسطينية وفصائلها، ويضيف موجهاً كلامه إليهم: هل نسيتم أننا مصدر شرعيتكم جميعاً؟ فكيف تصمتون عن هذه الجـــــريمة اليوميـــة التي تتم بحقنا منذ أشــــهر، بلا طعام أو دواء؟! يختتم كلامه غاضباً: «أصبحنا نموت جوعاً فأين أنتم؟».يعد الناشطون في مخيم اليرموك باستمرار التظاهرات باتجاه معبر المخيم، فهم حتى الآن لا يملكون حلاً بديلاً، ويرون أن الطريقة التي قد يموتون بها هناك إذا فتحت النيران عليهم، أشرف بكثير من الموت جوعاً في بيوتهم، والتحضيرات الآن جارية ليكون يوم الجمعة المقبل يوم غضب ضد الجوع والحصار في المخيم، هذه التحضيرات التي تزامنت في الجهة المقابلة من العاصمة دمشق بزيارة عباس زكي موفد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سورية لمناقشة أوضاع المخيمات. وإلى أن يتم الإعلان عن نتائج هذه الزيارة الجديدة، ومدى قدرتها على إيجاد حل للفلسطينيين المحاصرين في المخيمات الخمسة في المنطقة الجنوبية، سيكون من نصيب أهالي مخيم اليرموك وهم على أبواب الشتاء تحمّل مزيج من البرد القارس والجوع القاتل.

كيري ولافروف يطالبان بالاسراع في جنيف – 2 والإبرهيمي إلى المنطقة بعد العيد تحضيراً للمؤتمر

15 تشرين الأول 2013

دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالحاح الى تحديد موعد لمؤتمر السلام الدولي حول سوريا المعروف بجنيف – 2، بينما طالبت موسكو واشنطن بالتدخل لدى المعارضة السورية لاقناعها بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يزور الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي في سوريا المنطقة بعد عيد الاضحى للاعداد له.

في هذا الوقت تواصل مسلسل السيارات المفخخة في سوريا فادى انفجار سيارة في بلدة دركوش التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة ادلب الى مقتل 27 شخصا غداة انفجار سيارتين مفخختين في قلب العاصمة السورية، في حين افرج عن اربعة من العاملين في اللجنة الدولية للصليب الاحمر من اصل سبعة خطفوا الاحد على ايدي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش).

واستمرت اعمال العنف في مناطق عدة، فقصف الطيران المروحي السوري مناطق في جبل الاربعين بمحافظة إدلب. وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في الاحياء الجنوبية للعاصمة التي تضم جيوبا لمقاتلي المعارضة، منها القدم والعسالي ومداخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

واختار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أمس الخبيرة الهولندية سيغريد كاغ (52 سنة) لقيادة المهمة المشتركة للمنظمة الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للإشراف على تدمير ترسانة سوريا من الاسلحة المحظورة عالمياً. وهي كانت قبل ذلك مديرة اقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “اليونيسيف”.

وعلمت “النهار” أن مجلس الأمن يتجه الى الموافقة على تعيين كاغ غداً. وأفاد مسؤول دولي طلب عدم ذكر اسمه أن جميع أعضاء الفريق الخاص بتدمير الأسلحة الكيميائية، والبالغ عددهم نحو مئة خبير، سيكونون في سوريا مع بدء المرحلة الثالثة من تدمير الترسانة السورية، أي مطلع تشرين الثاني المقبل.

هواجس الخطف تحاصر السوريين بقاعاً

سامر الحسيني

«سنعود إلى سوريا لأنها أرحم مما نعيشه هنا»، هكذا يرد أحد أقارب السوريين ممن تعرّضوا للاختطاف في شتورا بهدف الفدية المالية التي لا تزال تستبيح الحياة اليومية للبقاعيين والسوريين الذين اعتقدوا أنهم باتوا في أمان بعدما هربوا من جحيم بلدهم.

جحيم الخطف اليومي في بقاع الخطف لم يعد محصوراً بفئة معينة من العابرين السوريين وأصحاب لقب رجال الأعمال أو المستثمرين. كل عابر في البقاع تصنفه عصابات الخطف في خانة الأهداف. وإن لم تنجح في المرة الأولى فلا مانع من تكرار المحاولة مرة ثانية. وهذا ما حصل مع الصيدلي وسام الخطيب الذي تعرّض لمحاولة اختطاف قبل 20 يوماً من اختطافه في المحاولة الثانية في 29 أيلول الماضي. وهذا ما خبره المغترب احمد صخر الذي تعرض لمحاولة اختطاف فشلت في شتورا ليكرر خاطفوه المحاولة بعد أقل من شهر على المحاولة الأولى.. ويقع فريستهم.

بلغ عدد عمليات الخطف في البقاع في العام 2012، 25 عملية، أي عمليتين في كل شهر. في حين وصل عدد عمليات الخطف للعام الحالي حتى اليوم 19 عملية خطف.

26 حزيران 2011 هو تاريخ انطلاق عمليات الخطف التي طالت سوريين ودُشنت باختطاف رجل الاعمال محمد أيمن عمار ومساعده نور قدورة، وصولاً إلى خالد الحمادي والأخوين عماد وهشام عبد الرؤوف على طريق تعنايل المصنع الذي يصنف من أخطر الطرق لعمليات الخطف، وبقي السوريون الثلاثة محتجزين حتى دفعوا الفدية المالية التي بلغت آنذاك نحو 90 الف دولار، فأفرج عنهم بتاريخ 29 شباط 2012. ومن بعدها كرّت سبحة الاختطاف بهدف الفدية المالية وطالت لبنانيين وسوريين كباراً وصغاراً ولا تزال حتى اليوم.

كل خارج عن القانون يشكل عصابة للخطف ولا مانع أن تكون مؤلفة من ثلاثة او اربعة وما فوق. ويتوزّع أفراد تلك العصابات بين قرى حورتعلا إلى بريتال وعرسال وصولاً إلى حي الشراونة وانتهاء بالدار الواسعة. ويقدّر عدد أفرادها الحالي نحو 40 شخصاً، مع وجود نحو 40 موقوفاً ايضاً بتهمة المشاركة في عمليات خطف.

تجد عصابات الخطف «مخبرين»، ولا سيما بين مدمني المخدرات. من افضل المجندين عند العصابات في سبيل الوصول إلى معلومات عن الاشخاص الميسورين واماكن سكنهم وعملهم ووجودهم.

وتفيد المعلومات أن الموقوفين من تلك العصابات يتواصلون مع زملائهم خارج السجن، فيطلعونهم على التحقيقات معهم، و«يحللون» ما يركز عليه المحققون.

في عمليات الخطف يكون تعاون أهالي الضحية مع الأجهزة الأمنية محدوداً. وهذا يُسجّل في خانة العقبات التي تحول دون الوصول إلى الخاطفين، إذ يرضخ أغلب الأهالي إلى إرهاب الخاطفين وضغوطهم وأوامرهم التي يبلغونها إلى الأهالي وضرورة ابتعادهم عن الأجهزة الأمنية وعن الإعلام وعن أي ردات فعل احتجاجية كي لا تشكل ضغطاً عليهم. وفي أغلب الاحيان يلتزم أهالي المخطوف بهذه الخريطة، إذ يخشون أي تاثير سلبي على حياة ابنهم وقريبهم من جراء عدم الالتزام بتعليمات الخاطفين.

يروي العشرات من البقاعيين من أصحاب المصالح التجارية والاقتصادية عن تعرضهم لمحاولات اختطاف لم يكتب لها النجاح. وتؤكد الاجهزة الامنية في البقاع ذلك. وتكشف مصادرها عن ارتفاع في عدد عمليات الخطف في الآونة الاخيرة، وارتفاع مستوى حرفية وجهوزية عصابات الخطف. أما فشل بعض العمليات فبسبب الاحتياطات الأمنية والاستعانة بأمن خاص.

من العوائق التي تواجه القوى الامنية في محاولاتها الحد من عمليات الخطف، العشوائية التي تسود سوق الهواتف الخلوية. وتفيد المعلومات أن معظم عمليات شراء خطوط خلوية تتم بهويات غير معروفة أغلبها يعود إلى مواطنين سوريين. وتترافق هذه العشوائية في الخطوط الهاتفية الخلوية مع إجراءات تمويهية يقوم بها الخاطفون الذين يخففون من استعمال الهواتف الخلوية وإن استعملوها فذلك يكون على بعد قرى وبلدات وعشرات الكيلومترات، وفق الأجهزة الأمنية التي كانت ترصد اتصالات هاتفية للخاطفين تبين لاحقاً أنها تبعد في معظمها اكثر من 50 كيلومتراً عن مكان احتجاز المختطف.

يقول كمال العزب والد أحد الشبان السوريين الذي اختطف بهدف الفدية المالية: «أن عصابات الخطف تعتمد في تحرياتها على سمعة بعض السوريين قبل الاحداث السورية، وتبني عليها معطياتها، ولكن هذه المعطيات تغيرت، فأكثر السوريين خسروا أملاكهم من جراء الاحداث ولم يعد لهم مكان في تصنيف رجال الاعمال أو أصحاب رؤوس الأموال».

الإبراهيمي في دمشق في 26 ت1 وكيري يلحّ من أجل موعد «جنيف»

سوريا: لا تهدئة.. ولا عيد!

يمر العيد ثقيلا على السوريين. لا مؤشرات على هدنة أو تهدئة وشيكة. المشهد الميداني والأجواء التفاؤلية نسبيا التي أثارتها التسوية الكيميائية بين الأميركيين والروس، بدت أمس كأنها استنفدت قوة دفعها. الإشارات الإيجابية القليلة إن صح القول، تمثلت بإلحاح وزير الخارجية الاميركي جون كيري على ضرورة تحديد موعد لمؤتمر «جنيف 2» السوري، واحتمال وصول المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي الى بيروت في 25 تشرين الاول الحالي للتوجه الى دمشق للمرة الاولى منذ شهور عدة.

وما عدا ذلك، كان المشهد على حاله، قاتما. تفجيرات وغارات واشتباكات في أكثر من منطقة سورية. حتى دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار لم تلق آذانا صاغية من أي طرف. مشهد الواقع الانساني لا يقل صعوبة، من موت ودمار وتردي الحال المعيشية، فيما لسان حال السوريين يقول بأي حال عدت يا عيد! التشاؤم عكس نفسه ايضا في اتهام دمشق «الوهابية السعودية» بعرقلة الحجاج السوريين عن أداء مناسك الحج لهذا العام. وعكس نفسه ايضا في تجديد الوزير الاميركي مقولة ان الرئيس السوري بشار الاسد «فقد شرعيته.. ليكون عنصرا جامعا يمكنه تقريب الأطراف» ويجب تشكيل حكومة انتقالية، ما يثير تساؤلات حول متانة التفاهم الأميركي – الروسي. كما عكس التشاؤم نفسه في انتقاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية لعجزها عن إقناع المعارضة بالمشاركة في مؤتمر جنيف، محذرا من أن المماطلة في عقد «جنيف 2» تصب في مصلحة «الجهاديين».

وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنه لن يشارك في «جنيف 2 ما لم يناقش المشاركون تشكيل حكومة انتقالية تحل محل الأسد». وقال المتحدث باسمه خالد صالح إن «الائتلاف لم يتلق أي ضمانات من الأطراف المعنية لتشكيل حكومة انتقالية». وأضاف «حتى الآن لدينا النقاط الست التي يتضمنها بيان جنيف، لكن مسألة الانتقال إلى الديموقراطية ما زالت غائبة، وتظل أمرا لا تستطيع ضمانه أي من الدول المعنية بهذا الشأن ولا الأمم المتحدة».

وقالت مصادر مطلعة لـ«السفير» ان الابراهيمي سيصل الى بيروت في 25 تشرين الأول ومنها يتوجه الى العاصمة السورية للقاء الرئيس بشار الأسد في السادس والعشرين، على أن يتابع بعد ذلك جولته الاقليمية، فيما لم تحدد السعودية له أي موعد حتى الآن.

وتواصل سقوط قذائف الهاون على دمشق، حيث سقطت قذيفة في حديقة قرب مبنى السفارة الروسية وأخرى على جرمانا. وقتل 27 شخصا وأصيب العشرات بانفجار سيارة في بلدة دركوش في محافظة ادلب قرب الحدود التركية. وتواصلت الاشتباكات بين القوات السورية والمسلحين في عدة أحياء في دير الزور ومحيط مطار دير الزور العسكري.

وقال كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع الإبراهيمي في لندن، «اتفقنا أنا والمبعوث الخاص الإبراهيمي وكثيرون غيرنا، على أن الحل العسكري غير ممكن في سوريا، ونعتقد انه من الملح تحديد موعد للدعوة إلى مؤتمر (جنيف 2) بهدف العمل من أجل سوريا جديدة».

وأضاف كيري «نعتبر، وهي نظرتي أنا لأنه مفاوض ولا يمكنه قول هذا الأمر، أن الرئيس الأسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصرا جامعا يمكنه تقريب الأطراف، ومن الواضح أنه لتطبيق جنيف 1، وهو التبرير الوحيد لعقد جنيف 2، لا بد من عملية انتقالية حكومية. يجب أن يكون هناك كيان جديد في السلطة في سوريا من أجل التوصل إلى سلام».

وتابع «هذا يحتاج من كل الأطراف الحضور (إلى المؤتمر) بإيمان جيد. إن الممثل الخاص (الإبراهيمي) سيزور المنطقة قريبا، حيث سيلتقي (ممثلي) الدول كافة والأطراف المعنية. وهو سيعمل للتوصل إلى جواب بشأن عملية عقد مؤتمر جنيف 2. لكن بالنسبة لنا وللروس فإننا ملتزمون بقوة بمحاولة العمل لعقد مؤتمر جامع يسمح بإنهاء العنف والتوصل إلى سوريا جديدة، ويتعامل مع الكارثة الإنسانية التي تزداد يوماً بعد يوم، وفي النهاية محاولة إيجاد طريق للتوصل إلى السلام والاستقرار في المنطقة، وليس فقط في سوريا».

من جهته، قال الإبراهيمي «أوافق مئة في المئة على انه لا حل عسكرياً في سوريا. سيكون هناك حل سياسي إذا اجتمع الجميع وعملوا من أجل هذا الأمر». وأضاف «لقد قلنا بعد الاجتماع في نيويورك إن جنيف 2 سيكون تطبيقا لجنيف 1، وسيُعقد في تشرين الثاني. ونحن نعتبر أنه من الضرورة مشاركة جميع من يمكنه المساعدة في حل هذه الأزمة في المؤتمر. ويجب بالتأكيد أن يكون للسوريين مكان خاص بهم في المؤتمر، لان المفاوضات تعتمد عليهم».

وتابع الإبراهيمي «كما قال الوزير، فإنني سأتوجه إلى المنطقة فورا بعد عيد الأضحى لمقابلة أكبر عدد من الناس وإجراء مباحثات معهم، والاستماع إلى هواجسهم وأفكارهم وكيف يمكنهم المساهمة في مؤتمر جنيف».

وقال مصدر سوري لصحيفة «الوطن» إن «دمشق وافقت على استقبال الإبراهيمي في إطار جولة يقوم بها في المنطقة تحضيراً لعقد جنيف 2».

لافروف

وفي موسكو، قال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة خارجية هندوراس ميريا اغييرودي كوراليس، إن «عجز الدول الغربية التي ترعى المعارضة السورية عن إقناعها بضرورة إجراء مفاوضات السلام مع الحكومة السورية يشكل عقبة رئيسية على طريق عقد مؤتمر جنيف».

ورأى أن «قرار المجلس الوطني السوري عدم المشاركة في جنيف 2 كشف عجز الغرب عن الوفاء بالتزاماته بإقناع المعارضة السورية بضرورة التفاوض مع الحكومة السورية»، معتبرا أن ما أعلنه رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا «يؤكد ضرورة عقد هذا المؤتمر في أسرع وقت، لأن التمهل يصب الماء في طاحونة الجهاديين والمتطرفين الذين يوطدون مواقعهم وسط الذين يحاربون النظام السوري».

وأشار إلى تزايد الدلالات على تفكك المعارضة السورية على خلفية خروج مجموعات من «الائتلاف» تعلن أنها «تحارب، ليس من أجل سوريا ديموقراطية، بل من أجل تأسيس خلافة في سوريا وخارجها».

والتقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في موسكو، مع ممثلين عن «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» السورية المعارضة وبحث معهما الأزمة السورية وآفاق تسويتها.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن بوغدانوف التقى نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر. وذكرت أن «الطرفين أكدا أنه لا بديل للتسوية الديبلوماسية – السياسية للأزمة في سوريا».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

قذائف وصواريخ وقصف بأنحاء متفرقة من سورية والأسد يؤدي صلاة عيد الأضحى في مسجد بدمشق

دمشق- (ا ف ب)- (د ب أ): أدى الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء صلاة عيد الأضحى في مسجد في دمشق كما افادت وسائل الاعلام الرسمية.

وبث التلفزيون السوري صورا للرئيس الأسد يدخل مسجد حسيبة ويحيي المصلين قبل ان يبدأ صلاة اليوم الاول من العيد.

وأم الصلاة الامام توفيق البوطي نجل محمد سعيد البوطي رجل الدين المؤيد للنظام الذي قتل في اعتداء في اذار/ مارس الماضي.

وفي 8 اب/ اغسطس شارك الأسد في صلاة عيد الفطر في مسجد بدمشق ايضا.

وسقطت قذائف هاون في المنطقة نفسها انذاك كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان فيما قال ناشطون ان هذه القذائف “استهدفت” الموكب الرئاسي.

ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن عدة قذائف وصواريخ محلية الصنع سقطت صباح الثلاثاء في منطقة “المزرعة” وحي “الجزماتية” وحي “المهاجرين” بالعاصمة السورية دمشق.

وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن القذائف والصواريخ أسفرت عن”سقوط جرحى وسط تنفيذ قوات النظام حملة دهم واعتقال عشوائي في حي ركن الدين بدمشق طالت عددا من المواطنين”.

وقال المرصد إن مناطق في بلدتي “مرعيان” و”جوزف” بمحافظة إدلب شمال سورية تعرضت لقصف من قبل قوات النظام صباح الثلاثاء دون أنباء عن اصابات.

وأضاف المرصد أن مناطق في بلدة “مو حسن” بمحافظة دير الزور شرق سورية تعرضت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء لقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى.

وأوضح المرصد أن القوات النظامية قصفت ليل الاثنين/ الثلاثاء بقذائف الهاون مناطق في حلب القديمة ومنطقة الجامع الأموي وبستان القصر بمحافظة حلب شمال سورية مما ادى لسقوط جرحى.

الائتلاف السوري يطالب بدخول المساعدات لبلدة محاصرة بريف دمشق

دمشق- (د ب أ): طالب “الائتلاف الوطني السوري” المعارض بالسماح بإدخال المساعدات إلى بلدة في ريف العاصمة السورية دمشق محاصرة من قبل النظام السوري منذ أكثر من أربعة أشهر.

وذكر الائتلاف، في بيان أصدره الاثنين تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أنه يطالب “بإجبار نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على وقف حملة التجويع الممنهجة والمجازر الجماعية التي يمارسها بحق المدنيين في بلدة /معضمية الشام/ بريف دمشق”.

وأكد البيان ضرورة “وقف جميع الهجمات بشكل فوري والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المنطقة”.

وقال: “على المجتمع الدولي التوقف عن تجاهل مسؤولياته والبدء مباشرة بفتح ممرات إنسانية لتمكين منظمات الإغاثة الدولية من الوصول غير المقيد إلى معضمية (الشام) لإنقاذ المدنيين هناك”.

وأضاف الائتلاف أن سماح النظام السوري لمنظمة الصليب الأحمر بإجلاء نحو 1000 مدني من البلدة مؤخرا جاء “تحت الضغط”، مشيرا إلى أن من تم إجلاؤهم موجودون في “مدرسة تحت رقابة النظام”.

واتهم الائتلاف، النظام السوري بخطف عشرة أطفال من ضمن المدنيين الذين تم إجلاؤهم قبل الإفراج عن أربعة منهم لاحقا.

وأضاف أن هؤلاء الأطفال كشفوا “أنهم تعرضوا للتعذيب أثناء استجوابهم من قبل قوات الأسد لتقديم معلومات عن الجيش السوري الحر” الموجود بالبلدة.

وأعرب الائتلاف عن “قلقه الشديد حول سلامة الأطفال الذين مازالوا قيد الاعتقال والعوائل التي تم إجلاؤها والتي هي الآن تحت رقابة النظام، فعلى الرغم من تمكن تلك العوائل من الهرب من التجويع الممنهج، فهي تواجه الآن إرهاب نظام الأسد المنظم”.

ورأى البيان أن “إجلاء هؤلاء المدنيين لا يعني بأي حال من الأحوال انتهاء المأساة الإنسانية في المعضمية حيث يقبع آلاف المدنيين تحت الحصار وخطر الموت جوعا وينتظر أكثر من 900 جريح العلاج والعناية الطبية لذا يجب مواصلة الضغوط على نظام الأسد كي ينهي هذا الحصار المميت على المعضمية وبشكل فوري”.

دمشق تستقبل الإبراهيمي.. ومقتل وجرح 150 في انفجار مفخخة في ادلب

الأسد يستبعد عقد جنيف 2: انا استحق نوبل للسلام

عواصم ـ وكالات ـ بيروت ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: علق رئيس النظام السوري بشار الأسد على منح منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جائزة نوبل للسلام للعام الحالي، بالقول مازحا ‘هذه الجائزة كان يجب أن تكون لي’، فيما سقط 150 شخصاً الاثنين بين قتيل وجريح جراء تفجير سيارة ملغمة بمدينة دركوش، بريف إدلب على الحدود السورية التركية.

وتخضع المدينة لسيطرة المعارضة، ويأتي التفجير بعد أقل من 24 ساعة على وقوع تفجيرات في ساحة الأمويين في دمشق قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون.

وذكرت ‘شبكة أخبار إدلب’ أن سيارة ملغمة انفجرت في سوق تجاري مزدحم قبل يوم من عيد الأضحى، وأعقبت الانفجار غارتان صاروخيتان من مروحيات تابعة للنظام، ثم إطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة.

وذكر ناشطون أن حالات الجرحى سيئة لوجود مستشفى ميداني صغير بالبلدة وسيارة إسعاف واحدة، مشيرين إلى أن المدينة الصغيرة الواقعة على مسافة كيلومترين من الحدود كانت تشهد هدوءا نسبيا لذلك كانت تعج بآلاف النازحين من مناطق القصف المختلفة.

واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة النظام الحاكم بالوقوف خلف تفجير دركوش، وموضحا أن النظام ‘يحاول خلق البلبلة والفوضى وافتعال التوترات بين صفوف الثوار إضافة لسعيه إلى الانتقام من المدنيين جراء هزائم جيشه المتلاحقة’.

وقال الرئيس السوري خلال لقاء بعدد من الاعلاميين اللبنانيين ونشرت صحيفة ‘الأخبار’ اللبنانية اجزاء من الحوار معه، وأقر فيه بأن تسليم السلاح الكيميائي السوري ‘خسارة معنوية وسياسية’، واستبعد عقد مؤتمر ‘جنيف2′ لحل الأزمة السورية.

وأضاف الأسد ‘لا شك في أن هناك خسارة معنوية وسياسية في تسليم الكيميائي السوري، ففي العام 2003 طرحت دمشق اخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وكان الكيميائي السوري ورقة تفاوضية ثمنه النووي الإسرائيلي،أما اليوم فتغير الثمن’.

ولتفادي ضربة عسكرية أمريكية رداً على ما حدث في الغوطة الشرقية، وافق الأسد على مبادرة من روسيا، لوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، تمهيداً لتدميرها.

وفي هذا الصدد، شدد رئيس النظام السوري، على ‘أن الروس، بما يفعلونه، لا يدافعون لا عن سورية ولا عن شعبها ولا عن نظامها ولا عن رئيسها، بل يدافعون عن أنفسهم’، مضيفا ‘أمن سورية واستقرارها تحميهما السياسة، أكثر من الترسانة العسكرية’، دون أن يوضح المقصود بذلك.

من جهة أخرى، أعرب الأسد عن اعتقاده، أن ‘مؤتمر ‘جنيف 2′ لن يعقد، وإن حددوا له موعداً في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، غير أنه قال: ‘ربما يحصل فقط، تلبية لرغبة روسيا التي تسعى من خلاله الى إبعاد شبح الحرب’ .

وأضاف ‘لا مشكلة لدى سورية في حضور المؤتمر، ومطلبها واضح ويقوم على مبدأين: صندوق الاقتراع ووقف دعم الإرهابيين’، في إشارة إلى أن رحيله لن يكون الا عبر الانتخابات.

ورأى أن ‘مشكلة الغرب في أن الجماعة (المعارضة) التي يدعونها للمفاوضات (مؤتمر جنيف) مفككة، وليس لها سيطرة على الأرض، والجيش الحر بات في حكم المنتهي، وعناصره تركته إما للانضمام إلى الجماعات الإسلامية أو إلى الدولة، حيث عاد بعضهم وهو يقاتل الآن في صفوف الجيش السوري’.

وفي هذا الصدد تابع قائلاً ‘لم يبق من القوى التي دعمها الغرب والخليج سوى الارهابيين، وهؤلاء لا مكان لهم في جنيف 2′.

وعلى صعيد العلاقة مع السعودية، قال الأسد: ‘الحال مع السعودية لا تزال على حالها من القطيعة والعداء’، معتبراً السعودية ‘دولة قبائل وأشخاص’.

وأضاف: ‘أصلا السعوديون ناصبوا سورية العداء طوال الـ20 والـ30 سنة الماضية، ما تغير هو العلاقة مع سيدهم (لم يحدده). عندما تكون علاقة سيدهم معنا جيدة، يكونون هم جيدين. وعندما يختلف أسيادهم معنا، يظهرون عداءهم لنا’.

الى ذلك وافقت السلطات السورية على استقبال المبعوث الأممي للازمة السورية الأخضر الإبراهيمي في إطار جولته التحضيرية لمؤتمر ‘جنيف 2′ حول سورية.

ولم تحدد صحيفة ‘الوطن’ السورية التي أوردت النبأ على موقعها الالكتروني الاثنين، موعدا لزيارة الإبراهيمي لدمشق أو لقاءاته مع المسؤولين السوريين، أو مع معارضة الداخل.

الأسد يتهم حماس بالغدر ولا يستبعد رؤية جنبلاط في دمشق ويؤكد القطيعة والعداء مع السعودية

سعد الياس

بيروت ـ ‘القدس العربي’ بعد انكفاء الحديث عن الضربة الامريكية وسلوك الحل السلمي خطواته في اتجاه تفكيك السلاح الكيميائي يبدو أن القيادة السورية تكثّف نشاطها السياسي والاعلامي، وأفيد في هذا الاطار ان الرئيس بشار الاسد استقبل خلال اسبوعين وفدين كبيرين ضما لبنانيين وعرباً.وجاء استقبال الوفد الاول بعد تنظيم وزارة الاعلام السورية ورشة تحت عنوان ‘الاعلام الوطني والتحديات الراهنة’ من الاول حتى الثالث من الشهر الجاري شارك فيه ممثلون من وسائل اعلامية لبنانية من اذاعة ‘الرسالة’ وقناة ‘المنار’.

وتزامنت الورشة الاعلامية مع تنظيم وزارتي الثقافة والسياحة اسبوعين ثقافيين لإحياء التراث وتحريك عجلة السياحة وذلك في اشارة الى تجاوز دمشق محنتها كما ينقل الزوار.

وكان لافتاً استقبال الرئيس الاسد الوفد الاعلامي والذي ضم 7 لبنانيين على مدى ساعتين و10 دقائق وحرص خلال اللقاء على الاطمئنان الى الاوضاع اللبنانية وبدا ‘واثقاً من تجاوز لبنان محنته وشاكراً لكل اصدقاء سورية وقفتهم المشرفة معها’.

وتحت عنوان ‘ حماس غدرت بنا ‘ نقلت صحيفة ‘الاخبار’ أن حركة حماس حضرت في اللقاء من باب التساؤلات التي أثارتها تسريبات عن زيارة خالد مشعل الى طهران، وإمكان أن تكون دمشق، وقصر الشعب تحديداً، محطته التالية.

وذكرت الصحيفة ‘أن الأسد كان حريصاً على وضع النقاط على الحروف. وبدأ حديثه بالتأكيد على أن جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ ثمانين عاماً، لم تُعرف الا بالتقلب والمصلحية والغدر، قبل أن يضيف إن دمشق لم تعامل حماس منذ البداية على أنها جزء من هذه الجماعة’.

وقال الأسد ‘كان الأوروبيون يأتون الينا ويسألون عما تفعله حماس هنا، كنا نقول لهم إنها حركة مقاومة’. وحدها تلك الصفة التي أكسبت حماس احتضان سورية ودعمها ورعايتها لها. عندما بدأت الأزمة، قالوا (مسؤولو حماس) إنهم وجهوا الينا نصائح. هذا كذب. من هم ليوجهوا نصائح إلى سورية؟ ثم قالوا إننا طلبنا مساعدتهم، وهذا غير صحيح. فما علاقتهم في الشأن الداخلي السوري. جاء ذاك اليوم الذي اعلن فيه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي تصريحاته المسيئة. نعم طالبناهم باتخاذ موقف. بعد فترة جاؤوا يقولون إنهم ذهبوا الى القرضاوي وتحدثوا معه. قلنا إن من يريد أن يتخذ موقفاً سياسياً يتخذه علناً. ما قيمة الموقف الذي يؤخذ في غرف مغلفة. فكان ما كان من قطيعة. قررت حماس في النهاية أن تتخلى عن المقاومة وتكون جزءاً من حركة الاخوان المسلمين’.

واضاف الاسد ‘لم تكن هذه المرة الأولى التي يغدرون فيها بنا. حصل ذلك قبلاً في 2007 و2009 تاريخ من الغدر والخيانة، قبل أن يتمنى لو يستطيع أحد ما اقناعهم بأن يعودوا حركة مقاومة مجدداً، لكنني أشك في ذلك. حماس انحازت ضد سورية منذ اليوم الاول، لقد اخذوا خياراً ‘.

وتضيف الصحيفة ‘غريب كيف حضر وليد جنبلاط وويليام بيرنز فجأة عند السؤال عن امكانية أن يستقبل مشعل… لا تستبعد أن ترى جنبلاط هنا’… مزحة أرفقت بقهقهة. وعن مصر يؤكد الأسد أن ‘مصر هي حصن العرب’، وأن العلاقة معها اليوم أفضل مما كانت عليه حتى أيام الرئيس السابق حسني مبارك. في عهد الرئيس المخلوع ‘كنا ننظر إلى وزارة الخارجية المصرية على أنها وزارة الخارجية الامريكية’، بل كان الأسد حريصاً على التأكيد أن العلاقة مع مصر لم تنقطع حتى أيام الرئيس المعزول محمد مرسي.

اما الحال مع السعودية لا تزال على حالها من القطيعة والعداء وهو يقول ‘في النهاية، السعودية ليست إلا دولة قبائل وأشخاص. العلاقات الفردية هي المقررة. عندما يختلف أحد هؤلاء معنا تصبح السعودية كلها مختلفة معنا. أصلاً السعوديون ناصبوا سورية العداء طوال الـ20، 30 سنة الماضية، ما تغير هو العلاقة مع سيدهم. عندما تكون علاقة سيدهم معنا جيدة، يكونون هم جيدين. وعندما يختلف أسيادهم معنا، يظهرون عداءهم لنا، لكن هناك دائما الطابع الشخصي في السياسة السعودية’.

والمشكلة في تركيا، من وجهة نظر الأسد، ‘تنحصر في شخص رجب طيب أردوغان. الشعب التركي ضد سياسته في سورية. آخر استطلاع رأي أظهر أن أكثريته الساحقة ضد المشاركة في أي عدوان علينا. حتى الرئيس عبد الله غول بدأ يعبر علناً عن معارضته لسياسة رئيس وزرائه. رأى غول أنه اذا كان اردوغان يريد أن يضيّع نفسه، فلا داعي إلى أن يضيع الحزب معه’.

 ‘جبهة النصرة’ و’داعش’ تؤسسان وجودا لهما في الشمال.. وسورية مركز الجذب الجهادي العالمي لقربها من فلسطين

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ تشير كل الدلائل على ان الدولة الاسلامية في العراق والشام ”داعش” وجبهة النصرة لاهل الشام المرتبطتين بتنظيم القاعدة، تقومان بتأسيس وجود دائم لهما في سورية مستفيدتين من الفوضى ومن المصادر الطبيعية التي تقع في مجال سيطرتهما.

وبحسب دراسات وتقييمات امنية غربية وشرق اوسطية يتجاوز الدور البارز الذي تلعبه المنظمتان في مجال ادارة المناطق وتجنيد الاتباع والدعاية لافكارهما الجهود التي تقوم بها القوى الغربية خاصة الولايات المتحدة لتقوية التيار المعتدل في المعارضة السورية وبالتالي ايجاد بديل ديمقراطي عن بشار الاسد ونظامه.

وكان صعود الجماعتين التي تتبع كل واحدة منها اجندة خاصة وتقيم علاقة مختلفة مع التنظيم الام الذي يتزعمه الدكتور ايمن الظواهري مصدر قلق وتوتر للجماعات السورية المنضوية تحت لواء الجيش الحر، وقاد هذا الى مواجهات مسلحة بينهما في مواقع مختلفة في شمال سورية.

يضاف الى ذلك ان اعتماد ‘داعش’ على المقاتلين الاجانب ومحاولتها فرض نظام اسلامي متشدد قد ادى الى ردة فعل من السوريين الذين لم يتعودوا على ممارسات دينية متشددة.

مواقف متناقضة

وفي تقرير مطول لصحيفة ‘واشنطن بوست’ عن المخاطر والجهود التي تقوم بها ‘داعش’ وجبهة النصرة لتأسيس كيانات مستقلة، نقلت عن ناشط في مدينة الرقة التي تقع تحت سيطرة الجهاديين قوله ان الوضع في المدينة سيىء، وقال عبدالعزيز ان الكثير من سكان المدينة فروا منها وهناك الكثيرون يخططون للرحيل.

وكانت ‘داعش’ قد حظرت تناول السجائر كما قامت بعدد من الاعدامات في الساحات العامة. وبالمقابل هناك من رحب بالجبهة و’داعش’ من سكان البلدات لان عناصرهما جلبوا اليها الامن والنظام.

ونقلت عن مقاتل قدم نفسه باسم ابو بحري ان 100 من ابناء بلدته اعزاز التي وقعت تحت سيطرة ‘داعش’ قد انضموا اليها بعد خيبة املهم من الجماعات المسلحة العاملة مع الجيش السوري الحر، كما ان فشل الغرب في تقوية الجماعات المعتدلة ادى الى تقوية الجماعات المتشددة.

ويقول عامل اغاثة من تدمر انه يدعم الجماعات الاسلامية لان افرادها يكرهون الولايات المتحدة والغرب الذين ‘ضحكوا علينا’.

مما يعني ان المتشددين الاسلاميين يتمتعون بنوع من الدعم والقبول اكثر مما حصلوا عليه في العراق حسب ايمن جواد التميمي، الباحث في منبر الشرق الاوسط في واشنطن. فبالاضافة لمهارتهم وخبراتهم القتالية يبدو ان الجهاديين في سورية استوعبوا دروس العراق ويحاولون تجنب تكرارها، وهذا واضح من برامجهم لاقناع المواطنين في المجتمعات المحلية ومحاولة الوصول اليهم.

ويبدو هذا الجهد واضحا في الطريقة التي دخلت فيها ‘داعش’ لشمال سورية حيث ارسلت في بداية الخريف مقاتلين للقرى الشمالية في سورية معهم اوامر لفتح المدارس، واعطى المقاتلون التلاميذ الكتب الدراسية الدينية التي وضعت في حقائب كتب عليها اسم ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’.

وبنفس السياق قامت جبهة النصرة باعادة العمل في حقل النفط الذي توقف العمل به بسبب القتال في بلدة الشدادي حيث اصبح مع حقل الغاز الطبيعي مصدرا للرزق لاهل البلدة وحكامها الجدد.

تحديات

وحرصت جبهة النصرة منذ ظهورها على الساحة الجهادية في سورية على بناء قاعدة شعبية لها بين السكان، وقامت خاصة في مناطق حلب بحملات اجتماعية ومساعدات للفقراء، وظلت متماسكة حتى اعلان ابو بكر البغدادي، زعيم ما يعرف بدولة العراق الاسلامية الاندماج بينهما مما ادى الى خلاف في داخلها حيث اعلن جزء منها الولاء لايمن الظواهري وليس البغدادي.

كما تجنبت جبهة النصرة قدر الامكان العمليات الانتحارية التي تحدث اضرارا جانبية وتقتل مدنيين.

وعلى خلاف جبهة النصرة، تجد ‘داعش’ نفسها امام تحد اعادة انتاج نفسها في سورية بصورة مقبولة تتجاوز ما يفعله الفرع العراقي من هجمات وعمليات انتحارية وتفجيرات شبه يومية في مدن العراق.

ويبدو ان ‘داعش’ تقف امام امتحان ‘صورة’ ففي فترة لا تتجاوز ستة اشهر من حضورها في سورية اثارت مخاوف السكان، وقامت معتمدة على المقاتلين الاجانب بفرض تفسير متشدد للدين. ومن هنا يفهم الحملة التي تقوم بها من اعادة فتح المدارس وتقديم الخدمات الطبية والادوية للبلدات والقرى المتضررة من الحرب، كما قامت ‘داعش’ باعداد برامج ترفيهية للاطفال، وفتحت معسكرا لتدريب الاحداث على فنون القتال تحضيرا لمواجهة الاسد ونظامه.

ولا يمانع السكان من وجود قوة منضبطة ومنظمة توجه كل جهودها نحو النظام ولا تتدخل في حياتهم اليومية، متشددة كانت ام غير متشددة.

ولا تختلف العقيدة الجهادية بين النصرة و’داعش’ فهما حسب مقاتل اردني من اصل فلسطيني التقته الصحيفة في عمان تهدفان ‘ لتحرير الارض الاسلامية ورفع راية الاسلام فوقها’.

ما بعد الاسد

وهذا ما يقلق بال المراقبين الغربيين الذين يرون في الرؤية الواحدة التي تجمع الجماعتين تهديدا للمصالح الغربية لان طموح ‘داعش’ والنصرة لا يتوقف مع رحيل الاسد.

وهذا يفسر تحول الجماعتين الى مركز جذب للجهاديين من كل انحاء العالم، اضافة لحصولهما على المال والسلاح القادم من متبرعين في الخارج.

ويقول مسؤولون امريكيون ان الجماعات المرتبطة ايديولوجيا بالقاعدة تقوم بتحويل الصراع في سورية الى صراع رمزي مع الغرب واسرائيل. ويرى مقاتل لبناني لقبه ابو خالد ان الربيع العربي وثوراته، وانهيار نظام عربي بعد نظام انحاء سيؤدي حتما الى تحقيق اهداف الجهاديين، وهي اقامة دولة اسلامية.

وتشير الصحيفة الى ان استخدام جبهة النصرة و’داعش’ لكلمة الشام تستحضر الحدود الطبيعية لسورية قبل التقسيم الاستعماري وتعبر عن طموح هاتين الجماعتين اقامة الدولة الاسلامية على اراضي الهلال الخصيب.

وتضيف الى ان الدعوة للجهاد ادت لتدفق موجات من الجهاديين، وكما تنقل عن بروس ريدل، الضابط السابق في سي اي ايه قوله ان سورية اصبحت ‘المكان الاكثر جذبا والهاما للجهاديين لانها تقع في قلب العالم الاسلامي وقريبة من فلسطين’ ومن هنا فسيقود الجهاد الى القدس. ومع تقارب الرؤية الايديولوجية للجماعتين الا ان الصراع على السلطة في مرحلة ما بعد الاسد هو ما يثير اهتمام الباحثين، فمن المؤكد ان تبرز الجماعات الاسلامية في سورية الجديدة ومن هنا فالطريقة التي ستتعاون فيها الجماعتان ستؤثر على شكل النظام الذي سيبرز من انقاض الحرب الاهلية.

صحيح ان هناك شقا بين القيادتين، اللتين تشتركان في كونهما من نتاج الساحة العراقية، فيما تستمر الحرب الاعلامية بينهما على مواقع التواصل الاجتماعي الا ان النصرة و’داعش’ تتعاونان في اكثر من قضية، وتتراوح اشكال التعاون حسب المكان، ففي حلب يخوض كل فريق معاركه مستقلا عن الاخر، فيما تبدوان جسدا واحدا في الرقة. وبحسب ارون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادني فالنصرة و’داعش’ تعملان بشكل متوازن، مع حضور بارز للمقاتلين الاجانب في ‘داعش’ اكثر من النصرة وفي النهاية فهما نتاج ايديولوجية واحدة وتسبحان في نفس المياه.

مخاطر على لبنان

ويقرأ روبرت فيسك الموقف اللبناني من تدفق اللاجئين السوريين، حيث يتحدث عن عار اللبنانيين الذين يعاملون اللاجئين السوريين بطريقة غير مناسبة.

ويكتب عن الموقف الامني منهم، فالجيش اللبناني والمخابرات ترى في نشوء مخيمات في الجنوب او سهل البقاع مكانا قد يؤدي الى تفريخ مخيمات او مدن للاجئين يسيطر عليها متعاطفون مع الجيش الحر، او جماعات مرتبطة بجبهة النصرة والقاعدة ممن تريد ‘تحرير سورية من حكومة الاسد’، ويقارن بين هذا السيناريو ومخيم عين الحلوة الذي يعيش فيه 100 فلسطيني، يتعرضون لاسوأ القيود وتسيطر عليه منظمات اسلامية، ووطنية، وحتى بعض الجماعات المتطرفة تعمل خارج السيادة الوطنية اللبنانية.

ويخشى ان يستمر تدفق اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم 1.3 مليون لاجىء منهم 780 الفا مسجلون لدى المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة، الى نشوء مخيمات شبيهة بعين الحلوة في البقاع، خاصة ان معظم القادمين من سورية يعبر طريق التهريب القديم من بلودان الى الزبداني الى البقاع. ويتساءل فيسك عن امكانية سماح اللبنانيين لظهور وضع كهذا والازمة السورية وصلت الى مستويات من الالم عالية.

الوجه الاخر

ويكتب في هذا السياق عن الوجه الاخر للازمة السورية ومعاملة اللبنانيين للاجئين حيث باتوا يشعرون بالحنق على تدفق هؤلاء الى بلادهم مع ان السوريين استقبلوهم بحفاوة وامنوا لهم المسكن اثناء الحرب الاهلية اللبنانية بين عامي 1975 -1990 والان يجد السوريون انفسهم في موضع الاهانة والاستغلال، حيث يضربون في طوابير اللاجئين، ويتم استغلالهم عندما يستأجرون الشقق.

ويقول فيسك ان من بين كل اربعة في لبنان سوريا واحدا، وانه يشاهد في بيروت سوريين اكثر مما يشاهد لبنانيين، فهم يعملون في ورش البناء ويتسولون في الشوارع، في بيروت وصيدا وصور وطرابلس ومنهم من يبيع الورد على الكورنيش.

هذا عن الفقراء اما اثرياء السوريين فهم يتجولون بسيارتهم الفارهة التي تحمل لوحات المدن التي جاءوا منها، دير الزور، الرقة، درعا ودمشق، وتعيش هذه النخبة في شقق جميلة وسط بيروت. ويأتي ابناء النخبة من دمشق في عطلة نهاية الاسبوع لقضائها في بيروت. ويشير فيسك الى ان الفلسطينيين المسيحيين يعيشون في بيوت صغيرة في مخيم الدبية اما المسلمون من الفلسطسينيين فيعيشون في اكواخ في صبرا وشاتيلا حيث عانى اخوانهم من مجزرة قبل 31 عاما.

ويتحدث الكاتب عن سياسة الحكومة اللبنانية التي يترأسها نجيب ميقاتي والتي يصفها بحكومة الشبح والتي دعت الى التحقق من كل لاجىء سوري وان كانت الشروط القانونية للاجىء تنطبق عليه، وسخر من دعوات رئيس التيار الحر، الجنرال ميشال عون، الداعم لنظام الاسد، الذي دعا الى اغلاق الحدود مع سورية، ذلك ان كل الذين يحضرون من سورية هم من المسلمين السنة ممن يعارضون النظام الحاكم في دمشق.

المعضمية

بعيدا عن هواجس بيروت ونشاط الجهاديين في الشمال، يظل الوضع في دمشق وما حولها مختلفا، فحالة الجمود مستمرة ومعها يستمر حصار معاقل المقاتلين خاصة في المعضمية التي حذرت مؤسسات دولية من تعرضها الى ازمة انسانية بسبب نقص المواد الغذائية والدوائية والماء والكهرباء.

وشهدت المنطقة خطوة نادرة وهي وقف اطلاق النار حسبما ما قالت الحكومة، في وقت قال فيه العاملون الدوليون انهم لم يستطيعوا بعد الدخول الى البلدة التي يحاولون الوصول اليها منذ شهور.

وتزامن هذا مع اعلان الصليب الاحمر عن تعرض ستة من موظفيه للاختطاف في منطقة سراقب، مما يؤثر على عمليات توفير المواد الغذائية والاغاثية للملايين ممن شردتهم الحرب الاهلية.

وتشير صحيفة ‘نيويورك تايمز′ الى ان الاختطاف ظاهرة منتشرة في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في شمال سورية حيث تعبر الجماعات الجهادية عن عداء ضد المنظمات الغربية ومنظمات المجتمع المدني، حيث يحاول العصابات الاجرامية الاستفادة وتحقيق الارباح من خلال طلب الفدية.

وتتهم المعارضة الجيش بفرض حصار على المناطق السكنية ومنع وصول المساعدات الانسانية اليها، خاصة في احياء حلب والضواحي القريبة من دمشق، لكن الحكومة تتهم المعارضة بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال وجود المقاتلين بينهم.

طريق دمشق حمص – اللاذقية

ولم تستطع المعارضة حتى الان تحقيق تقدم نحو قلب العاصمة مع انها تسيطر على مناطق شاسعة حولها، ويعود هذا الوضع في جزء منه للخطة الامنية لحماية دمشق والخط الدفاعي الذي اقامه الجيش حولها.

وتقول آن برنارد في تقرير لها بنفس الصحيفة ان هذا يعود الى الدفاعات التي اقامها النظام ومنذ اربعين عاما لحماية مركز حكمه. وتقول ان السياقة خارج دمشق باتجاه مدينة حمص التي تبعد مئة ميل عنها تظهر السبب الذي يمنع المقاتلين ضد الاسد من التقدم نحو العاصمة من محور الشمال والغرب، فالجبال المحيطة بها والسهول تنشر فيها الدفاعات القوية التي اقيمت منذ اربعة عقود.

ومع استمرار العنف تشير الكاتبة الى رحلة لها من دمشق الى اللاذقية حيث توقف السائق قبل ان يقطع معبر قرب حمص التي تنشط فيها قوات المعارضة، وسأل ان كان الطريق آمنا، وتقول ان السائق لم يرتح حتى وصل الى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة. وتقول ان خط دمشق- حمص- اللاذقية هو عصب البلد اليوم والجائزة الكبرى في الحرب الاهلية، خاصة ان معظم سكان سورية يتركزون في مدن تمتد من درعا الى دمشق، حمص وطرطوس واللاذقية وادلب وحلب حيث لا تزال الحكومة تسيطر بشكل كامل او جزئي عليها، ولكنها تواجه مصاعب يسببها لها المقاتلون على الطرق وفي الارياف.

ضغوط غربية على المعارضة للذهاب إلى «جنيف 2» و«الجيش الحر» يعلن رفضه بعد المجلس الوطني

إدريس يبلغ واشنطن وباريس ولندن بشروط أربعة للمشاركة

بيروت: نذير رضا

تضاءلت احتمالات انعقاد مؤتمر «جنيف 2» للوصول إلى حل سياسي في سوريا، في أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مع ازدياد أعداد المعارضين من أقطاب المعارضة السورية، للمشاركة فيه. وعلى الرغم من الضغوط التي تمارس على أقطاب المعارضة والاتصالات التي تجريها دول غربية، من أصدقاء الشعب السوري، لحثهم على المشاركة والتوقف عند شروطهم بغرض التباحث بها، تقود المؤشرات إلى أن فرص المشاركة بدأت تتضاءل، بعد تأكيد قيادة أركان الجيش السوري الحر أنه «لا حل سياسيا في سوريا في ظل وجود (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وتقود تلك المؤشرات إلى أن جلسة الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري التي ستعقد في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي لاتخاذ قرار المشاركة في «جنيف 2»، ستعلن رفض المشاركة، نظرا لأن المجالس العسكرية، بعد قرار المجلس الوطني، ترفض الذهاب للمؤتمر. وتعزز هذا المؤشر مع إعلان المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح، أمس، أن الائتلاف «لم يتلق أي ضمانات من الأطراف المعنية لتشكيل حكومة انتقالية». وقال: «حتى الآن لدينا النقاط الست التي يتضمنها بيان (جنيف) لكن مسألة الانتقال إلى الديمقراطية ما زالت غائبة وتظل أمرا لا تستطيع ضمانه أي من الدول المعنية بهذا الشأن ولا الأمم المتحدة».

وانضمت هيئة الأركان في رفضها إلى قرار المجلس الوطني، إذ أكد المنسق السياسي والإعلامي لـ«الجيش الحر» لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، أن موقف قيادة الأركان «واضح تجاه أي حل سياسي في سوريا»، مشددا على أن «أي حل، سواء أكان عبر (جنيف 2) أو غيره، يبدأ من أساس المشكلة، وهو وجود الأسد»، مشيرا إلى «أننا منفتحون على أي حل يبدأ من رحيله».

وكشف المقداد عن جملة شروط أبلغها رئيس الهيئة اللواء سليم إدريس للدول المعنية بالحل، وهي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، مفادها أن «القيادة لا تستطيع ولا ترغب بالسير في أي حل لا يعبر عن مطلب الثوار على الأرض». وقال إن إدريس «لخص المطالب بأربعة وهي: لا مكان للأسد في أي حل سياسي بسوريا، ومحاسبة من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، ورفض تمثيل أي شخص ممن تلطخت أيديهم بالدماء في الحكومة الانتقالية، إضافة إلى شرط عدم حضور إيران في أي مؤتمر للحل».

وأشار المقداد إلى أن تلك الدول وافقت على الشروط الثلاثة الأولى، وتحفظت على الشرط الرابع، حيث «قالت إحدى الدول إنه إذا وافقت إيران على عدم وجود الأسد في الحل، وعلى تشكيل حكومة انتقالية تضمن التغيير في سوريا، فإنه من غير المناسب استبعاد إيران». ولفت المقداد إلى أن المجلس العسكري «في طور التباحث بنقطة مشاركة إيران، لكوننا نرفض الجلوس إلى جانب قتلة الشعب السوري».

وأكد المقداد أن كتلة هيئة الأركان في الائتلاف، التي تشكل 15 صوتا من أعضائه، «ملزمة بهذه الضوابط لكونها طلبات الثوار في الداخل، وبحكم التزام أعضائها بقرار رئيس هيئة الأركان». ورأى أن «رضوخنا للضغوطات الدولية أو الإقليمية، والسير بناء على أي أجندات فردية تنطلق من مصالح شخصية، سيفقدنا أي تمثيل للشعب السوري، كما يفقدنا وزننا الإقليمي».

وأكد المقداد أن «هناك ضغوطا تمارس من قبل بعض الدول للتسوية»، معربا عن اعتقاده أنه «من الغباء السياسي الانجرار وراء كل رغبات وطلبات السفراء والدول، خصوصا في قضية مثل مؤتمر جنيف الذي يعد أكبر مسؤولية أمام شعبنا وأمام التاريخ». وأضاف: «من يرضخ للضغوط ويكون ضعيفا لا يستحق أن يكون في موقع القيادة»، داعيا المعارضة إلى «التأمل بالتجارب السابقة».

لكن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان نفى أن تكون هناك أي ضغوط تمارس على المعارضة للمشاركة في «جنيف 2». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الهيئة العامة للائتلاف ستدرس موضوع (جنيف 2)، وسيكون الموقف مستمدا من موقف القوى في الداخل والوضع على الأرض، وستكون هناك دراسة لمواقف الكتل الرئيسة التي تشكل الائتلاف، ويدرس الوضع السياسي والإقليمي والدولي».

وأعرب رمضان عن اعتقاده أن «الوضع الناتج بعد الضربة بالأسلحة الكيماوية التي تعرضت لها الغوطة، في أغسطس (آب) الماضي، وامتناع الولايات المتحدة والدول الأخرى عن الرد عليها، فضلا عن الاتفاق الروسي – الأميركي حول تجريد النظام من سلاحه الكيماوي وتجاهل الأزمة من أبعادها الأخرى، أدى إلى تعقيد الوضع بخصوص الحل السياسي». وأكد أنه «باتت هناك صعوبة في انعقاد (جنيف 2)، وصعوبة في المشاركة فيه». وإذ أشار إلى أنه «لا يريد استباق قرار الهيئة العامة للائتلاف»، رأى أن «الظروف بعد ضربة الغوطة بالكيماوي، والشروط المصاحبة لـ(جنيف 2)، ليست في صالح انعقاد المؤتمر».

ولفت رمضان إلى «اتصالات حثيثة» قامت بها دول غربية، وأحدها «بعد ساعات من موقف المجلس الوطني، لمعرفة قرار المعارضة من المشاركة، والوقوف عند موقف المجلس الوطني»، لافتا إلى أنه «في حال رفض الائتلاف المشاركة، فإنه لن يكون هناك مؤتمر جنيف 2».

في هذا الوقت، انتقد عضو الهيئة السياسية للائتلاف والرئيس السابق للمجلس الوطني برهان غليون، قرار المجلس الوطني، واصفا إياه بالمتسرع. وقال إن «موقف الائتلاف لا يختلف كثيرا عن موقف المجلس الوطني في رفض الذهاب إلى (جنيف 2) من دون ضمانات كافية لتنفيذ بيان (جنيف 1)». ورأى، في تعليق على حسابه في «فيس بوك»، أن «التهديد باستعداد المجلس الوطني للانسحاب من الائتلاف إذا قرر الذهاب إلى (جنيف 2)، من دون شروط، هو تعزيز للشك بأن هذا الاحتمال وارد، وتمهيد للعودة إلى سياسة التنافس والتنازع على الشرعية الثورية، بين المجلس والائتلاف، ونحن في أشد الحاجة إلى تجنبها اليوم».

كيري يدعو إلى تحديد تاريخ لمؤتمر «جنيف2» بشأن سوريا

لافروف يحث واشنطن على إقناع المعارضة بالحضور

لندن: «الشرق الأوسط»

وسط شكوك في أن يرى النور مؤتمر «جنيف2» للسلام الخاص بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية والمزمع عقده أواسط نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس على تحديد موعد للمؤتمر، معتبرا أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصرا جامعا يمكنه تقريب الأطراف السورية. وقال كيري في ختام لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في لندن أمس: «نعتقد أنه من الملح تحديد موعد للدعوة إلى مؤتمر (جنيف2) بهدف العمل من أجل سوريا جديدة». وأضاف: «اتفقنا أنا والمبعوث الخاص الإبراهيمي وكثيرون غيرنا على أن الحل العسكري غير ممكن في سوريا»، موضحا أن الإبراهيمي «سيزور قريبا المنطقة حيث سيلتقي (ممثلي) الدول كافة والأطراف المعنية».

من جهته قال الإبراهيمي: «سأتوجه إلى المنطقة بعد عيد الأضحى» المصادف اليوم «لمقابلة أكبر عدد من الناس وإجراء مباحثات معهم والاستماع إلى هواجسهم وأفكارهم من أجل المساهمة في مؤتمر جنيف هذا». وعبر عن أمله في أن ينعقد مؤتمر «جنيف 2» في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال كيري: «نعتبر أن الرئيس (السوري بشار) الأسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصرا جامعا يمكنه تقريب الأطراف، ومن الواضح أنه لتطبيق (جنيف1) التي هي التبرير الوحيد لمؤتمر (جنيف2)، لا بد من عملية انتقالية حكومية، يجب أن يكون هناك كيان جديد في السلطة في سوريا».

في تلك الأثناء دعت روسيا أمس الولايات المتحدة إلى إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في المؤتمر بعد رفض المجلس الوطني السوري، أحد أبرز تشكيلات المعارضة المنضوية تحت مظلة ائتلاف قوى المعارضة السورية، المشاركة فيه، ما يشكل ضربة لمصداقية المباحثات التي ستجري في إطار المؤتمر.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس: «نتوقع من شركائنا الأميركيين ودول أخرى، ليس لها نفوذ فحسب على مختلف مجموعات المعارضة وإنما أيضا تشجع هذه المجموعات.. على تحمل مسؤوليتها في خلق الظروف لأداء قسطها من العمل بالدعوة إلى (جنيف2)».

وأكد لافروف أن «العقبة الأساسية على هذا الطريق تبقى عدم قدرة شركائنا على إقناع المعارضة السورية التي يدعمونها، بالذهاب إلى جنيف وأن تأخذ مكانها على طاولة المفاوضات مع الحكومة». كما أكد أن روسيا تساهم في تنظيم هذا المؤتمر، قائلا: «نحن نمارس تأثيرا على دمشق يعطي نتائج ملموسة».

وكانت المبادرة إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر سلام دولي حول سوريا أطلقت في مايو (أيار) من كيري ولافروف، وتهدف إلى جمع ممثلي النظام والمعارضة بهدف التوصل إلى حل سياسي للنزاع الدامي في سوريا.

قتلى في تفجير وغارات بسوريا يوم العيد

                                            سقطت قذائف وصواريخ وسط دمشق بأول أيام عيد الأضحى في ظل قصف صاروخي ومدفعي عنيف لأحيائها الجنوبية وضواحيها, بينما قتل مدنيون في تفجير بدمشق وقصف على مدن وبلدات في محافظات أخرى. كما استمرت الاشتباكات في ريف دمشق وحلب ومناطق أخرى.

وقالت شبكة شام إن ثماني قذائف سقطت صباح اليوم على أحياء المهاجرين والمالكي والروضة بدمشق، مما أدى إلى تصاعد كثيف للدخان, تبعه استنفار أمني.

وأضافت أن قذائف هاون سقطت قرب السفارة الروسية في حي المزرعة بدمشق, بينما سقطت قذيفة واحدة على باب مسجد الصحابة في الجزماتية بحي الميدان في دمشق.

من جهته, تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط قذائف وصواريخ محلية على أحياء المزرعة والجزماتية والمهاجرين بدمشق، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص. وتزامن سقوط هذه القذائف والصواريخ تقريبا مع صلاة عيد الأضحى التي أداها الرئيس السوري بشار الأسد في مسجد حسيبة بمنطقة “مشروع دُمّر”.

وكانت فصائل من الجيش الحر هددت قبل أيام باستهداف وسط دمشق إذا لم تفك القوات النظامية الحصار عن بلدات الغوطة وأحياء العاصمة الجنوبية.

وضمن أحياء دمشق الجنوبية تحديدا, انفجرت صباح اليوم قنبلة في مسجد الصحابي “أبي ذر الغفاري” بحي التضامن، مما تسبب في قتل وجرح عدد من المصلين وفقا لناشطين.

غارات قاتلة

وفي أول أيام العيد, شن الطيران الحربي غارات كثيفة على ريف دمشق، حيث تحاول القوات النظامية ومقاتلون شيعة السيطرة على مزيد من البلدات بالريف الجنوبي. فقد قالت لجان التنسيق إن 13 غارة جوية استهدفت صباح اليوم داريا مما أدى إلى إصابات.

كما استهدفت غارات أخرى زملكا وعربين والبلالية وحرزما, بالتزامن مع قصف بالراجمات والمدافع استهدف أيضا معضمية الشام.

وفي ريف دمشق الجنوبي, قتل أربعة وأصيب آخرون في قصف جوي وبري مدفعي لبلدة البويضة، وسط اشتباكات عنيفة على أطراف البلدة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام البلدة مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس (الشيعي) وفقا لشبكة شام.

وكانت هذه القوات قد سيطرت قبل أيام على بلدة الذيابية ومخيم الحسينية, وقتلت أو أعدمت ما يصل إلى 150 مقاتلا ومدنيا، حسب ناشطين. كما تعرضت أحياء دمشق الجنوبية لقصف تسبب في مقتل سيدة بالقابون، وشمل حي جوبر شرق المدينة.

كما قتل في أول أيام العيد ثلاثة أطفال في قصف لبلدة اللطامنة بريف حماة, وشمل القصف بلدة عقرب حسب لجان التنسيق. وفي الرستن بحمص, سُجلت إصابات إثر قصف بمدافع الهاون من كتيبة الهندسة, كما تعرضت أحياء المدينة المحاصرة لقصف بالمدافع والراجمات.

وأصيب مدنيون في قصف لبلدة جوزف بإدلب, بينما قال المرصد السوري إن سيدة وطفلا قتلا في قصف لبلدة مرعيان بالمحافظة نفسها. وفي دير الزور, تجدد صباح اليوم قصف الأحياء الخاضعة للجيش الحر, كما طال القصف بلدة موحسن بريف المدينة.

وفي حلب, قصفت مروحيات الجيش النظامي مجددا بلدة السفيرة بالبراميل المتفجرة, وقصفت قبل ذلك بلدتي خان العسل وخان طومان في محاولة لإخراج فصائل المعارضة منها.

محاولات اقتحام

ميدانيا أيضا, قالت شبكة شام إن الجيش الحر صد محاولة من القوات النظامية لاقتحام المسجد الأموي في حلب.

وأضافت أن الجيش الحر اشتبك مع قوات تحاول اقتحام خان طومان في ريف حلب أين جرت مواجهات مماثلة في بلدة معارة الأرتيق.

وفي حلب أيضا, فجر رجل نفسه في عربة لنقل جنود نظاميين في محيط السجن المركزي، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم وفقا للمرصد السوري.

وقال المرصد أيضا إن الجيش الحر قتل وأصاب آخرين إثر هجوم سيطر خلاله على حاجز لحايا قرب طيبة الإمام بريف حماة.

وتحدث ناشطون عن اشتباكات أخرى في مناطق بدرعا بينها حي المنشية, وفي محيط الفرقة 17 بالرقة الليلة الماضية.

خطر مجاعة بسوريا وفتوى بأكل القطط والكلاب

                                            أفتى علماء دين سوريون لسكان غوطة دمشق وأحيائها الجنوبية المحاصرين منذ شهور طويلة بأكل لحوم القطط والكلاب والحمير في ظل منع القوات النظامية وصول الغذاء إلى مناطقهم التي تتعرض للقصف بشكل شبه يومي, في وقت حذرت فيه منظمة ألمانية من مجاعة محتملة في سوريا.

وتلا خطباء ومشايخ -في شريط بثه مركز جنوب دمشق الإعلامي على الإنترنت- بيانا أجازوا فيه أكل لحوم تلك الحيوانات بسبب شح الطعام. وحذر البيان من أن استمرار الوضع الإنساني -الذي يصفه ناشطون بالكارثي- قد يضطر الأحياء إلى أكل لحم الأموات.

ويقول ناشطون إن 600 ألف سوري في غوطتي دمشق الشرقية والغربية وأحياء العاصمة الجنوبية خاضعون لحصار القوات النظامية التي تمنع عنهم الغذاء والدواء.

وتحدث ناشطون في الأسابيع القليلة الماضية عن وفيات في صفوف الأطفال في بلدات مثل معضمية الشام بسبب سوء التغذية, ونقص الدواء والمعدات الطبية.

يشار إلى أن الهلال الأحمر السوري أجلى أول أمس 1500 من سكان المعضمية معظمهم من الأطفال والنساء. وتردد أن عملية الإجلاء تمت في إطار هدنة بين النظام والجيش الحر والفصائل التي تسيطر على البلدة.

وتقع المعضمية وبلدات أخرى بريف دمشق والأحياء الجنوبية للمدينة (القابون والعسالي والقدم ومخيم اليرموك) ضمن جبهة عسكرية, وقد تعرضت لدمار كبير بسبب القصف الصاروخي والمدفعي اليومي, كما أن الكهرباء مقطوعة على نطاق واسع.

وتعرضت بلدات الغوطة وأحياء دمشق الجنوبية مجددا للقصف في أول أعيام عيد الأضحى, في حين قال مراسل الجزيرة محمود الزيبق إن الأوضاع القاسية في الغوطة غيبت فرحة العيد.

خطر المجاعة

وكانت منظمة “إغاثة جوعى العالم” الألمانية قد حذرت أمس من سقوط سوريا في أزمة مجاعة بسبب الحرب الدائرة هناك.

وقالت رئيسة المنظمة بربل ديكمان -خلال عرض التقرير السنوي للمنظمة عن الجوعى في العالم- إن أحدث البيانات تشير إلى وجود أربعة ملايين سوري يعتمدون على المساعدات الغذائية.

وأضافت أن قرابة ربع الأسر السورية لا تجد طعاما لمدة سبعة أيام في الشهر، مشيرة إلى أن تفاقم التضخم جعل الكثير من الناس غير قادرين على شراء مواد غذائية.

كما أشارت إلى تقارير أولية تتحدث عن وفاة أطفال جراء سوء التغذية, وهو ما يردده ناشطون من الغوطة المحاصرة.

وكان مركز توثيق الانتهاكات في سوريا حذر قبل أيام من أن أكثر من ثلاثين ألف شخص يواجهون الموت جوعا في منطقة الحجر الأسود المحاصر جنوب دمشق.

وطالب مجلس الأمن الدولي في الثاني من الشهر الجاري النظام السوري بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق.

لا عيد ولا هدنة في سوريا.. وسط استمرار الغارات والقصف

طائرات النظام شنت 7 غارات جوية بعد انتهاء الصلاة في اللطامنة و13 على داريا

دبي – قناة العربية

لم تعرف سوريا هدنة العيد، حيث شنت طائرات النظام غارات في عدة أنحاء البلاد فيما تولت مدفعيته مهمة القصف المناطق الأخرى.

وشنت مقاتلات النظام السوري سبع غارات جوية متتالية على بلدة اللطامنة وعلى قرى بريف حماة الشمالي، عقب انتهاء صلاة العيد مباشرة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وشنّ الطيران الحربي 13 غارة جوية على مدينة داريا بريف دمشق وعدة غارات جوية على عربين وزملكا بالغوطة الشرقية.

وبدوره قصف جيش النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة عشرات المدن والبلدات بريف دمشق.

وفي حمص، لم يشهد حي الوعر هدوء حتى في أول أيام العيد فسقط جرحى واندلعت حرائق في الممتلكات جراء القصف المستمر لقوات النظام على الحي وعلى حيي الحمرا والملعب.

كما سجل في ريف حمص قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن قلعة الحصن والحولة والرستن.

ومن حلب أفيد بقصف لقوات النظام براجمات الصواريخ استهدف كفر حمرة ومعارة الأرتيق بالريف، وسط اشتباكات في جبل معارة الأرتيق بين الجيش الحر وجيش النظام.

كما أفيد بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدات خان العسل وخان طومان بالريف الغربي لحلب، وسط اشتباكات عنيفة في محيطها.

ودارت اشتباكات عنيفة في دير الزور بين الجيش الحر وجيش النظام، خاصةً في حي الرصافة.

دمشقيون يبتكرون “برازق العدس”: سنفرح بالعيد رغم الموت

يستخدمون مواد بديلة لصناعة أشهر الحلويات الدمشقية لإدخال الفرحة لقلوب منكوبي دمشق

دبي – قناة العربية

أن تقول حلويات العيد فهو الأمر المشترك بين كل البلدان المسلمة التي تستقبل عيد الأضحى، ولكن أن تقول “برازق” فهو النوع الذي تتفرد به دمشق..

وإن كان السوريون رفعوا شعاراً موحداً “ما في عيد وكل يوم شهيد”، فإن ثمة دمشقيين قرروا أن يتحدوا الموت الذي يرسله النظام السوري، وأن يدخلوا الفرحة على قلوب بعض المنكوبين في أحياء دمشق الجنوبية..

وحصلت العربية على فيديوهات حصرية لابتكار ما يسمى “برازق العدس”، وبدل أن يجلس صاحب الفكرة مكتوف الأيدي قرر أن يقوم بتصنيع البرازق مما هو متاح من مواد أولية قليلة جداً، فاستبدل الطحين بالعدس، واستبدل السكر بـ”القطر” أو “المربى”، واضطر لشراء “السمسم” ليدفع 1000 ليرة سورية ثمناً لكيلو السمسم.

وأحياء دمشق الجنوبية التي تعيش حصاراً خانقاً، والتي تنام على وقع التفجيرات لتستيقظ على صوت القصف، والأحياء التي ترتكب فيها مجازر، ويشترك النظام السوري مع ميليشيات حزب الله وبعض الفرق الطائفية الإيرانية والعراقية في قتل الناس هناك، قررت وبتعاون فكرة رجل يريد أن يتذوق الناس “برازقه” وشباب نشطاء من المنطقة أن يقولوا للعالم: “سنفرح بالعيد، وسنعيش”.

أطباء بلا حدود”: الحصار يحرم السوريين من أي مساعدة

قالت إن هناك مناطق مقفلة بالكامل أمام المساعدات وطالبت بتنفيذ فوري للممرات الإنسانية

العربية.نت، باريس – فرانس برس

دعت منظمة “أطباء بلا حدود” جميع الأطراف في سوريا والدول النافذة إلى بذل أقصى ما في وسعها للسماح للعاملين الإنسانيين بنقل المواد الغذائية والأدوية إلى المناطق المنكوبة وتسهيل وصولها فوراً وتحصين العاملين الإنسانيين من العمل بأمان ودون عراقيل.

كما دعت المنظمة إلى الاستفادة من دخول مفتشي الأمم المتحدة إلى سوريا لتسهيل المساعدة الإنسانية التي سيقوم بها العاملون الإنسانيون.

كما أشارت المنظمة إلى أن المساعدة الإنسانية يجب أن تنتشر على وجه السرعة في كل مناطق البلد، وخاصة تلك الواقعة تحت الحصار.

وقال المدير العام للمنظمة كريستوفر ستوكس في بيان إن “أطباء بلا حدود تدعو السلطات السورية ومجموعات المعارضة والدول التي تتمتع بنفوذ في هذا النزاع، إلى أن تضمن كلها تمكين العاملين الإنسانيين من العمل في أمان ودون عراقيل”.

وأضاف ستوكس أن “المساعدة الإنسانية يجب أن تنتشر فوراً في كل مناطق البلد التي تحتاج إليها”، مشيراً إلى أن “التحرك السياسي المكثف” بشأن الأسلحة الكيمياوية سمح بإرسال مفتشين إلى مناطق لا يمكن للعاملين الإنسانيين أن يدخلوها.

وشددت المنظمة على وجوب دخول المساعدات الإنسانية بشكل ملح إلى المناطق التي تم استخدام السلاح الكيمياوي فيها بسبب شح الأدوية وفقدان الغذاء.

وطالبت أيضاً بالسماح لسيارات الإسعاف بالوصول إلى مناطق النزاع وتسهيل حرية التنقل لتقديم العون إلى المصابين.

وأوضحت المنظمة أن حجم المخاطر التي يواجهها المسعفون الإنسانيون يومياً في سوريا كثيرة جداً، خاصة عمليات الخطف التي يتعرضون لها.

وفي الثاني من أكتوبر، تبنى الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي إعلاناً بالإجماع يطالب دمشق بتوفير ممر أفضل لوصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمواجهة “حجم المأساة الإنسانية”.

ونزح خمسة ملايين سوري أو لجأوا بسبب النزاع الدامي، لكن الأمم المتحدة تقول إن الحكومة السورية قلصت التأشيرات لوكالات الأمم المتحدة الإنسانية ووضعت شروطاً صارمة على تسليم المساعدات للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وعلى خط مواز، فإن خطف سبعة عمال إنسانيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري في نهاية الاسبوع الماضي في شمال سوريا، والذين تم الإفراج عن أربعة منهم الاثنين، يدل على المخاطر الكبيرة التي يواجهها يومياً العاملون الإنسانيون الذين يحاولون مساعدة ضحايا النزاع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى