أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 17 أ يلول 2014

 

تركيا: الجيش يضع خططاً لإقامة منطقة عازلة مع سورية

العربي الجديد

ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، اليوم الأربعاء، أن الجيش التركي بدأ بوضع خطط لإقامة منطقة عازلة على الحدود الجنوبية، تجنباً لامتداد خطر العنف من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسورية.

 

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد كشف، في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، عن اعتزام بلاده القيام بهذه الخطوة، لكنه لم يذكر ما إذا كانت المنطقة العازلة ستمتد إلى داخل الأراضي السورية، أم أنها ستقتصر على أجزاء معينة، علماً أن تركيا تشترك مع سورية بحدود يبلغ طولها 910 كيلومترات.

 

ووفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام التركية، فإن الجيش يدرس فرض منطقة حظر جوي، إضافة إلى وضع تسهيلات لوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين النازحين، بسبب القتال في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”.

 

يذكر أن تركيا كانت قد رفضت الانضمام إلى التحالف الذي تزمع الولايات المتحدة، مع دول أخرى، تشكيله للقضاء على “داعش”، بل اكتفت بتقديم المساعدات الإنسانية واللوجستية فقط.

 

كما نفت أنقرة التقارير التي أفادت بأنها تتجاهل عمليات التهريب التي تسمح بإنتاج النفط وتكريره بواسطة “داعش” لتجد طريقها إلى تركيا. ووفقاً لمحللين، فإن “داعش” ينتج كميات من النفط تقدّر قيمتها بنحو مليوني دولار يومياً.

 

وأوضحت مسؤولة تركية لصحيفة “تايمز” البريطانية، أن عمليات تهريب النفط على الحدود بين العراق وتركيا قد تزايدت ثلاثة أضعاف على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.

 

أسباب تغيّر المشهد العسكري في ريف حماة لصالح النظام

دمشق – أنس الكردي

استعادت القوات النظامية السورية، الجمعة، السيطرة على بلدة حلفايا ومحيطها في ريف حماة الشمالي، بعد معارك عنيفة ضد كتائب المعارضة المسلحة، التي اضطرت الى الانسحاب.

 

وتكرر السيناريو ذاته، من خلال استعادة جيش النظام، قبل أربعة أيام سيطرته على بلدة خطاب الاستراتيجية، التي تضم موقفاً لآليات النظام، التي تحتاج إلى صيانة، وتقع في ريف حماة الشمالي الغربي. كما تمكن النظام من استعادة بلدة أرزة القريبة من بلدة خطاب، فضلاً عن ضمان القرى المحيطة بهذه المناطق، كـ”لوبيدة وزور وأبو زيد وجسر حلفايا”.

 

قبل تبدّل الواقع الميداني لمصلحة النظام في ريف حماة، سيطرت كتائب المعارضة على معظم هذه الأهداف، منذ نحو شهرين، عندما أطلقت سبعة فصائل مقاتلة معركة تحت شعار “بدر الشام الكبرى”، وقد شمل بنك أهداف هذه المعركة، مطار حماة العسكري، والذي تعدّ السيطرة عليه مكسباً عسكرياً مهماً، بالنسبة للمعارضة.

 

لكن عوامل عديدة، دفعت النظام الى التحرك في هذه المنطقة، أبرزها توسيع مساحة الأراضي، التي سيطرت عليها المعارضة، ما زاد من معنويات قواتها، وساهم في تشتيت النظام على جبهات جديدة في القرى الموالية له في سهل الغاب، وسط موجات غضب جديدة في صفوف الموالين له.

 

يضاف إلى ذلك، أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، باتت في مرمى نيران المعارضة، وبأبسط الأسلحة كقذائف الهاون، كقرى ربيعة وسلحب، وسط تقدم “جبهة النصرة” من مدينة محردة، ذات الغالبية المسيحية، وسيطرتها على الحي الشرقي.

 

وسحب النظام قواته من ريف حماة الشرقي، خصوصاً القوى الفاعلة مثل كتيبة المدفعية في قرية بري الشرقي، تاركاً المنطقة تواجه تنظيم “الدولة الإسلامية” بمفردها، عقاباً على موقعها من الثورة، وعدم إرسال أولادهم الى الخدمة في جيش النظام، وفق ما أكد قائد المجلس العسكري في حماة، العميد أحمد بري، لـ”العربي الجديد”.

 

لكن يبدو أن النظام، كان يستعد في هذه الأثناء لاستعادة مواقعه التي خسرها لمصلحة المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي والغربي.

 

في هذه الأثناء، استقدمت قوات النظام، تعزيزات عسكرية، تضمنت جنوداً وآليات من محافظتي طرطوس واللاذقية، وقرى سهل الغاب.

 

وبحسب معلومات لـ”العربي الجديد”، فإن أحد ضباط النظام قال خلال اجتماعه بعناصره، إنهم جاؤوا بفريق من عناصر الجيش و”الشبيحة” المسمى بـ”فريق الصحراء”، لافتاً إلى “الاعتماد على ثلاثة محاور وقطع طريق الإمداد وتكثيف القصف بأنواع الأسلحة كافة”.

 

وساهم في إضعاف معنويات مقاتلي المعارضة، الإعلان عن معركة السيطرة على مدينة “محردة”، ومن ثم تلاشي هذه المعركة، نتيجة عدم التنسيق بين “جبهة النصرة” ومقاتلي “الجيش الحر” وانشغال كل منهما في جبهة، بدل التنسيق والعمل على نقاط محددة، وانسحاب “النصرة” قبل يوم واحد، من دخول قوات النظام إلى بلدة حلفايا.

 

في غضون ذلك، استعانت قوات النظام بأعداد كبيرة من “حلفائها الأجانب”، والاعتماد على وسائل الإعلام الناطقة باسمه لمحاولة إيهام الرأي العام بكثرة المواقع التي سيطر عليها، كالحديث عن سيطرته على مدينة طيبة الإمام، الخاضع لسيطرته أصلاً، والدليل على ذلك، أنها لم تشهد أي معارك مع قوات المعارضة، إلا أن النظام دخل البلدة بعشرين آلية ودبابتين وخمس سيارات مع ضباط ولجنة المصالحة الوطنية، وذكر أنه تمت السيطرة على البلدة، وطرد الإرهابيين منها، وتدمير أدوات إجرامهم.

 

لكن يبقى العامل الأهم والحاسم في معارك ريف حماة، استقدام العقيد سهيل الحسن الملقب بـ”النمر” مع رتله العسكري من حلب إلى قيادة العمليات العسكرية في حماة ووضع المطارات تحت إمرته. ومعروف عن الحسن أنه يتبع سياسة الأرض المحروقة، وهذا ما حدث بالفعل، إذ تعرضت المنطقة إلى مئات الغارات الجوية من الطيران الحربي والبراميل المتفجرة، ترافقت مع قصف عنيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، كل هذه العوامل أجبرت قوات المعارضة إلى الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها، وسط توقعات بسيطرة النظام على مزيد من المناطق، خلال الأيام القليلة الماضية.

 

معتقلو عدرا لدى “جيش الإسلام”: في انتظار اكتراث النظام

دمشق ــ جديع دواره

يحاول النظام السوري أن يتهرب من إطلاق سراح معتقلين من أنصار المعارضة، عبر مبادلتهم بأهالي مدينة عدرا العمالية (شمالي الغوطة الشرقية) “المحتجزين” لدى “جيش الإسلام”، عبر فرض شروط يمكن وصفها بـ”التعجيزية”، تتمثل في رغبة النظام مبادلة كل معتقل معارض بعسكريين اثنين وعائلة “محتجزة”.

وفرضت شروط النظام هذه على “جيش الإسلام” أن يدعو، عبر بيان، الأهالي أنفسهم للضغط على النظام، من أجل القبول بمبادلتهم. اللافت أن دعوة الفصيل المعارض المسلح ترافقت مع تهديد بإقفال باب التفاوض بعد ثلاثة أيام من توقيت إصدار البيان (مساء الأحد الماضي)، من دون أن يوضح ماهية الخطوة التالية.

 

ويكشف البيان عن أن “جيش الإسلام” فاوض مسؤولين لدى النظام لمدة تسعة أشهر، ولكن النظام بسبب تعنته واستهتاره لم يقبل بالمبادلة إلا وفق الصيغة المشار إليها، أي ما يساوي ثمانية أشخاص مقابل إطلاق سراح شخص واحد فقط من المعارضة، وهو الأمر الذي وصفه بيان “جيش الإسلام” بـ”غطرسة النظام”، داعياً عائلات “المحتجزين” للعمل على كسر تلك “الغطرسة”.

 

وفي اتصال أجراه “العربي الجديد” مع المتحدث الرسمي باسم “جيش الإسلام”، النقيب عبد الرحمن الشامي، رفض الأخير إعطاء جواب محدد عن مصير المحتجزين بعد انقضاء المهلة المحددة للتفاوض والتي تنتهي اليوم الثلاثاء، تاركاً مصيرهم مجهولا، ومعبراً عن ذلك بالقول: “بعد 72 ساعة (منذ يوم الأحد) يخلق الله ما لا تعلمون”.

 

ويوضح الشامي حجم الاستهتار الذي يتعاطى من خلاله النظام مع قضية “المحتجزين” قائلاً: “النظام يستهتر بضباطه وجنوده وعائلاتهم، ولو أراد سلامتهم لما أقدم على قصف دوما وبلدات الغوطة، وهو يعلم أنهم موزعون على الشقق السكنية، مثلهم مثل عائلات الغوطة”. ويضيف: “لو كان لديه أدنى تقدير لهم ولذويهم، لكان قبل بمبدأ التفاوض عليهم، ووفر على الجميع هذه المعاناة”.

 

ولم يحدد الشامي صيغة محددة للتفاوض تاركاً الأمور مفتوحة، لكنه علق قائلاً “معتقلونا في سجونه ليسوا أقل قيمة من المحتجزين لدينا، نحن نقبل بمبادلة عادلة ومشرفة، ونؤيد مساواة السوريين في هذه القضية”.

 

وكانت فصائل المعارضة المسلحة، المؤلفة من “جبهة النصرة” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”جيش الإسلام”، قد سيطرت على مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، نهاية السنة الماضية، واعتقلت عدداً (غير معروف) من “الشبيحة” والضباط، واحتجزت عائلاتهم من النساء والأطفال (تقدر مصادر صحافية العدد الكلي بخمسة آلاف) بهدف مبادلتهم مع معتقلين من الغوطة الشرقية، غير أن كل المحاولات باءت بالفشل.

وأفرج كل من “جيش الإسلام” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” عن خمس نساء، في وقت سابق من هذا العام، بسبب حاجتهم الماسة للعلاج والمتابعة الطبية، ولتعذر علاجهم في ظروف الحصار التي تعيشها الغوطة الشرقية.

 

كما قضى نحو خمسة أشخاص من “المحتجزين” في قصف تعرضت له مدينة دوما ثالث أيام عيد الفطر الماضي، وأدى لمقتل العشرات من أبناء المدينة.

 

ويتوزع “محتجزو” عدرا العمالية على مختلف أطياف السوريين، النسبة الأكبر منهم تنحدر من مدينة السلمية في ريف حماه، تليها منطقة الساحل، ثم السويداء، جنوبي سورية، وقد حاول الأهالي الاعتصام أكثر من مرة، وتلقوا وعوداً من مسؤولي النظام لكنها ذهبت أدراج الرياح.

 

يشار إلى ارتفاع صوت الموالين للكشف عن مصير أبنائهم، متهِمين مسؤولين في النظام، في مقدمتهم وزير الدفاع، فهد جاسم الفريج، بالاستهتار بحياتهم، وتعريضهم للهلاك من دون أي محاولة جدية لإنقاذهم.

 

إجتماع موسع لمجلس الأمن حول العراق الجمعة برئاسة كيري

نيويورك-(الأمم المتحدة)- القدس العربي- من عبد الحميد صيام

من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة جلسة مفتوحة حول الوضع في العراق يرأسها وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس.

 

وقالت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة ورئيسة المجلس لهذا الشهر، سامانثا باور، إن نيكولاي ملادينوف، الممثل الخاص للأمين العام في العراق، سيقدم إحاطة شاملة حول الوضع في العراق وأضافت: “تعقد الجلسة على شكل مداولات لتتيح فرصة لمشاركة الدول من غير أعضاء مجلس الأمن والتي تتأثر مصالحها بشكل خاص بالوضع العراقي والبلدان التي تقدم مساهمات أمنية أو اقتصادية أو إنسانية لمساعدة العراق. نتوقع مشاركة أكثر من أربعين دولة، الكثير منها على المستوى الوزاري.”

 

وأضافت باور أن الاجتماع سيوفر فرصة لتلك الدول للتعبير عن دعمها للحكومة العراقية المشكلة حديثا والشعب العراقي في الحرب ضد جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” والتعامل مع الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع مع تلك الجماعة.

 

هيئة كبار العلماء السعودية تؤكد تحريم القتال في مناطق الصراع

الرياض- (أ ف ب): اكدت هيئة كبار العلماء في السعودية، وهي أعلى هيئة دينية في المملكة، تحريم الالتحاق بالقتال في مناطق الصراع مثل العراق وسوريا الى جانب المجموعات المتطرفة، كما دعت السلطات الى محاربة من يحرضون المسلمين على الالتحاق بهذه المجموعات.

 

وشدد بيان الهيئة التي يرئسها مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على تاكيد “تحريم الخروج إلى مناطق الصراع والفتنة وأن ذلك خروج عن موجب البيعة لولي الأمر”، كما حذرت الهيئة “صاحبه من مغبة فعله ووقوعه فيما لا تحمد عقباه”.

 

واعتبرت الهيئة انه يتعين على “الدولة أن تتعقب المحرضين على الخروج إلى مواطن الصراع والفتنة فهم دعاة ضلالة وفرقة وتحريض على معصية ولاة الأمر والخروج عليهم”.

 

وشددت الهيئة على ان “ذلك من أعظم المحرمات”.

 

واشارت الهيئة في بيانها الى عدة جهات قالت انها “ارهابية” ومنها “القاعدة وداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) اضافة الى الحوثيين (المتمردين الزيديين الشيعة في اليمن) وحزب الله وعصائب اهل الحق.

 

وسبق أن اصدر مفتي المملكة موقفا أكد فيه أن أعمال تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة هي “العدو الاول” للاسلام.

 

كما اكد في موقف آخر انه يجب قتال تنظيم الدولة الاسلامية اذا قاتل المسلمين.

 

واعتبر بيان هيئة كبار العلماء ان “التطرف والإرهاب الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام في شيء”، كما اعتبر ان “الإرهاب يعرض مصالح الأمة لأعظم الأخطار ومن زعم أنه من الجهاد فهو جاهل ضال، فليس من الجهاد في سبيل الله في شيء والإسلام بريء من هذا الفكر الضال المنحرف”.

 

الا ان كبار العلماء استنكروا من جهة اخرى ربط التطرف بالمناهج التعليمية في السعودية.

 

وقال البيان إن “هيئة كبار العلماء لتستنكر ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط أفكار الإرهاب بالمناهج التعليمية أو بمؤلفات أهل العلم المعتبرة”.

 

كما استنكر العلماء “توظيف هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح”.

 

المرصد السوري: انضمام متطوعين جدد للدولة الإسلامية بعد خطاب أوباما

بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء إن مقاتلين جددا انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية منذ أن أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما في الاسبوع الماضي عزمه توسيع نطاق الغارات الجوية ضد التنظيم لتمتد لمعاقله في شمال سوريا وشرقها.

 

وقال المرصد إن 162 شخصا انضموا لمعسكرات تدريب الدولة الإسلامية في حلب منذ العاشر من سبتمبر ايلول حين أعلن اوباما أنه لن يتردد في توجيه ضربات للدولة الإسلامية في سوريا.

 

ولا يمثل المتطوعون الجدد إضافة كبيرة لمقاتلي التنظيم. وتقدر وكالات المخابرات ان عددهم بين 20 ألفا و30 الفا في سوريا والعراق لكنه يبرز خطر ان يكسب التنظيم المزيد من الانصار مع قيادة الولايات المتحدة جهودا لسحقه.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان القواعد الرئيسية للتنظيم موجودة في شمال وشرق سوريا في محافظتي الرقة ودير الزور المتاخمتين للعراق. وكانت الجماعة تقدمت غربا إلى حلب في أغسطس آب واستولت على أراض من جماعات معارضة أخرى واحتلت قمم جبال استراتيجية. وقال رامي ان المتطوعين الجدد انضموا لمعسكرين للتدريب في المنطقة.

 

ويقدر المرصد السوري الذي يجمع معلومات من جميع أطراف الصراع في سوريا أن عدد مقاتلي التنطيم في سوريا يتجاوز 50 ألفا.

 

وقال المرصد إن أربعة من المتطوعين الجدد من مواطني استراليا و15 من العرب من خارج سوريا دخلوا البلاد من تركيا أما الباقون فسوريون ومعظمهم قاتلوا في السابق مع جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا.

 

مسؤول امريكي يحذر الأسد من استهداف طيران بلاده و«الدولة الإسلامية» تسقط طائرة حربية سورية

عواصم ـ وكالات ـ الرقة ـ «القدس العربي» ـ من عمر هويدي: حذر مسؤول امريكي كبير الاثنين من ان القوات الامريكية ستضرب انظمة مضادات الطيران السورية في حال استهدف الجيش السوري احدى طائراتها التي ستشن غارات على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

وحسب هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن لواشنطن فكرة محددة عن مكان وجود المنشآت السورية المضادة للطائرات وان الطيران الامريكي سوف يرد لحماية نفسه في حال كان هدفا لاطلاق النار.

ولم يشن الطيران الامريكي اية ضربة على الاراضي السورية حتى الآن.

واعلن الرئيس باراك اوباما الاربعاء انه مستعد لشن ضربات جوية على الدولة الاسلامية في سوريا مع الاشارة الى استبعاده اي تعاون مع نظام دمشق الذي كما قال «فقد كل شرعية».

وردا على ذلك اعتبرت دمشق الخميس ان اي عمل عسكري امريكي على اراضيها دون موافقتها هو بمثابة «اعتداء»، بحسب تصريحات لوزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر.

وقال حيدر ان «اي عمل كان، من اي نوع كان، دون موافقة الحكومة السورية هو اعتداء على سوريا»، مشيرا الى انه «في القانون الدولي، لا بد من التعاون مع سوريا والتنسيق مع سوريا وموافقة سوريا على اي عمل كان، عسكري او غير عسكري، على الارض السورية».

وتابع المسؤول الامريكي الكبير انه سيكون امام الرئيس السوري بشار الاسد خيار في حال حصول ضربات جوية امريكية ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال «اذا استخدم الاسد قدرات عسكرية للتدخل بقدرات الولايات المتحدة على ضرب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، فإنه يعرض الوحدات التي تقوم بمثل هذا العمل للخطر».

ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة من اراضي سوريا والعراق.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) للكونجرس امسالثلاثاء إن الولايات المتحدة لا تعد لبدء حملة من الضربات الجوية الساحقة بأسلوب «الصدمة والرعب» في سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية وإنها تتصور بدلا من ذلك حملة طويلة الأجل وعلى نطاق أضيق.

وقال وزير الدفاع تشاك هاجل إن الخطة الحالية للجيش الأمريكي ستعرضها على الرئيس باراك أوباما يوم الأربعاء القيادة المركزية للجيش وإنها تتصور ضرب الملاذات الآمنة للتنظيم من أجل تدمير البنية التحتية والقدرات في مجال الامداد والتموين ومراكز القيادة.

وقال رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي إن الضربات الجوية الساحقة ستضعف قدرات الدولة الإسلامية هناك مع استمرار الجهود على نطاق أوسع لهذه الغاية ومن ذلك تدريب مقاتلين سوريين في السعودية.

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الدولة الإسلامية اسقطوا امس الثلاثاء طائرة حربية سورية قرب الرقة معقل التنظيم باستخدام مدافع مضادة للطائرات.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها التنظيم طائرة حربية منذ إعلان قيام خلافة إسلامية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا في حزيران/ يونيو.

وقال مقيم إن الطائرة الحربية سقطت خارج مدينة الرقة على بعد 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق خلال غارات جوية على الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.

وذكر المرصد السوري الذي يجمع معلوماته من شبكة من النشطين داخل سوريا ان مدينة الرقة تعرضت امس الثلاثاء لخمس غارات جوية. وقال عبد الرحمن عبر الهاتف إنه نقل نبأ اسقاط الطائرة عن مصادر مقربة من الدولة الإسلامية في الرقة.

وتقصف القوات الجوية السورية المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في محافظتي الرقة ودير الزور بشكل يومي تقريبا منذ أن سيطرت الجماعة على مدينة الموصل في العراق في حزيران وأعلنت قيام الخلافة في أراض عراقية وسورية.

وعرضت سوريا الانضمام إلى تحالف تعمل الولايات المتحدة على تشكيله لمقاتلة الدولة الإسلامية ولكن الحكومات الغربية تعتبر الرئيس بشار الأسد جزءا من المشكلة واستبعدت فكرة قيام مثل هذا التعاون.

 

تركيا تعتزم إقامة منطقة عازلة على الحدود مع العراق وسوريا

اردوغان: مستعدون لاستقبال قادة الإخوان إذا غادروا قطر

الدوحة وأنقرة ـ من سليمان الحاج إبراهيم ووكالات: أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان الجيش التركي يعتزم اقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع العراق وسوريا لمواجهة تهديد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، كما أعلن الرئيس التركي ترحيبه باستقبال القيادات البارزة من جماعة «الإخوان المسلمين» بعدما أعلن بعضهم مغادرة قطر.

وذكرت مصادر إعلامية نقلا عن إردوغان قوله للصحافيين «إن الشخصيات الإخوانية البارزة ستكون موضع ترحيب في تركيا إذا رغبت في المجيء». وأضاف أن بلاده «ستراجع على حدة كل طلب للجوء إليها». وقال «إن لم تكن هناك عوائق، فسيكون الوضع أسهل بالنسبة إليهم».

وجاء ذلك أثناء زيارة لقطر التقى فيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقال خلالها إنّ «رؤية تركيا وقطر للمسائل الإقليمية تتقاطع بشكل كبير، وشهدت علاقاتنا تطوراً كبيراً للغاية في السنوات الأخيرة، كما أنها آخذة في الازدياد»، لافتاً إلى أن زيارته إلى قطرهي ثالث زيارة له خارجياً عقب زيارته جمهورية قبرص التركية وأذربيجان، بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية. وأضاف: «عندما نأتي إلى التطورات المقلقة في المنطقة، فإن نهجنا بالقضاء عليها، وحماية السلام والاستقرار، هو نفسه مع قطر، كما أننا ننظر إلى علاقاتنا معها، ومع باقي دول الخليج العربي من منظور استراتيجي، ولدينا مواقفنا في هذه القضايا»، مشيراً إلى أن «أمن واستقرار الخليج لا يقلان أهمية عن أمن واستقرار بلدنا».

وصرح اردوغان امام الصحافيين الذين رافقوه خلال عودته مساء الاثنين من قطر ان «القوات المسلحة التركية تعمل (على خطط) سترفعها الينا وسنتخذ قرارا في حال اقتضى الأمر ذلك.»

وكانت تركيا العضو في الحلف الاطلسي اعلنت انها لن تشارك في العمليات العسكرية كما دعت اليها الولايات المتحدة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، كما حظرت استخدام قاعدتها الجوية في انجرليك (جنوب) لشن مثل تلك الضربات.

وبررت انقرة الاسبوع الماضي رفضها امام وزير الخارجية الامريكي جون كيري بضرورة عدم تعريض أمن 49 من مواطنيها خطفهم التنظيم منذ حزيران/يونيو من القنصلية التركية في الموصل ولا يزال يحتجزهم.

وكان وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ اقرّ مؤخرا «اننا عاجزون عن التحرك بسبب مواطنينا المحتجزين في العراق.»

وقال اردوغان امام الصحافيين المرافقين له الاثنين في قطر ان «الاتصالات» لا تزال جارية لإطلاق سراح الرهائن.

واضاف ان «استخباراتنا تعمل منذ ثلاثة أشهر لتحقيق ذلك»، مضيفا ان بلاده ستقدم «كل الدعم الانساني» الضروري للائتلاف الذي يتم تشكيله للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.

 

هل تتحالف الولايات المتحدة مع «جبهة النصرة» في سوريا… ومع طهران وروسيا؟ ظهور الأمير بندر في اجتماع الملك عبدالله ـ كيري أغضب الأمريكيين

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: بدون السعودية وتركيا لن ينجح التحالف الأمريكي الدولي ضد داعش، تناقش صحيفة «التايمز» البريطانية حيث وصفت مؤتمر باريس الذي وافق فيه وزراء 30 دولة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» يمثل تهديدا دوليا ويحتاج لرد دولي.

ومع ذلك ترى الصحيفة أن هذا التحالف الدولي يشبه «حلوى» قابلة للإنهيار في أي وقت خاصة أنه يواجه واقعا صعبا ناتجا عن تداخل حربين أهليتين. وفي الوقت الذي ترى فيه الصحيفة إن أمريكا وبريطانيا لن ترسلا قوات برية للعراق إلا أنها دعت لإقناع السعودية وتركيا لعب دور مهم في الحملة.

مشيرة إلى صعوبة مساعدة تركيا حملة عسكرية ستؤدي إلى تقوية النظام السوري، وصعوبة مشاركة السعودية في حملة ستعمل على تعزيز الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة في العراق وبالتالي تقوية إيران.

ولكن «التايمز» ترى أنه بدون مشاركة قوية من هاتين الدولتين اللتين تعتبران عماد الأمن في المنطقة فلن يؤدي التحالف لثماره المنشودة منه. وتعتقد الصحيفة أن استراتيجية لمحو «داعش» الذي قدرت المخابرات الأمريكية تعداد قواته بحوالي 31.000 جندي لن تنجح حالة اكتفت بالغارات الجوية. وبالتالي هناك حاجة لنشر القوات البرية.

فلم يعد بالإمكان الإعتماد على القوات العراقية التي انهارت أمام قوات من «داعش» رغم ما أنفق عليها من أموال لتدريبها (25 مليار دولار أمريكي). وفي سوريا يبحث الجيش السوري الحر عن دور في الحملة لكنه بدون عتاد ومنهك بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب ضد النظام السوري لبشار الأسد و»داعش». وفي حالة أٌقر الكونغرس ميزانية 500 مليون دولار التي طلبها الرئيس باراك أوباما في شهر أيار/مايو فيمكن للمعارضة السورية لعب دور.

ومن هنا فلا بد من تجنيد الدعم السعودي والتركي. فالسعودية لديها قوات جوية جيدة ونادرا ما استخدمت في حروب، وتواجه تهديدا لشرعيتها ورعايتها للحرمين الشريفين من التنظيم . وفي المقابل تقتضي التزامات تركيا والحماية الجماعية لدول الناتو بصفتها عضوا في الناتو وجيشها ثاني أكبر الجيوش في هذا الحلف، فتح قاعدتها الجوية في إنشريليك، ولديها مصلحة في حماية أراضيها وحدودها مع سوريا الممتدة على طول 650 ميلا. فمن خلالها يمر الجهاديون الراغبون في القتال في سوريا ويتم تهريب الأسلحة ل «داعش». وبناء على هذا فأي حل لا تشارك فيه السعودية وتركيا مآله الفشل.

 

تحالف ضعيف

 

وفي الإطار نفسه ترى صحيفة «واشنطن بوست» أن التحالف الأمريكي الحالي يظل ضعيفا مقارنة مع تحالف جورج بوش الأب عام 1990 الذي جمع عددا كبيرا من الدول لإخراج صدام حسين من الكويت.

ومقارنة مع تحالف جورج بوش الإبن الذي استطاع تجميع 39 دولة رغم الطبيعة الفردية التي شابت قرار غزو العراق عام 2003. وقالت إن مؤتمر باريس لم يؤد إلا لمجموعة من الدول التي التزمت بالمشاركة بالهجمات الجوية وقلة منها وافقت على المشاركة في سوريا أو إرسال قوات برية.

وتعكس نتائج مؤتمر باريس المتواضعة الطبيعة المعقدة لقتال «داعش»، فتركيا والأرن تخشيان من المشاركة العلنية حتى لا تتعرضان لهجمات مباشرة من تنظيم الدولة الإسلامية.

و في المقام نفسه أشارت لمخاوف الدول السنية وعدم ارتياحها للقتال إلى جانب نظام الأسد وإيران ضد «داعش». ولعل التردد نابع من تردد الرئيس أوباما نفسه الذي رفض نشر القوات الأمريكية الخاصة للقتال إلى جانب القوات العراقية، كما رفضت أمريكا عرض بعض الدول إرسال قوات برية.

وترى الصحيفة أن حديث كيري عن هزيمة «داعش» بمبادرات غير عسكرية مثل مواجهة أيدلوجيتها ودعم الحكومة العراقية مهم مثل أهمية تدريب السعودية لقوات المعارضة السورية، لكن استراتيجية الإدارة بهزيمة «داعش» من خلال القوات العراقية والمعارضة السورية لن تنجح، فالجيش العراقي يحتاج لإعادة تأهيل قبل استعداده للقتال وكذا المعارضة التي تعاني من ضعف. وترى الصحيفة أن محاولة أوباما تعزيز قوة الجيش العراقي والجيش السوري الحر مهمة وكذلك البحث عن حلفاء إقليميين. لكن «داعش» لن تهزمه سوى قوات برية في ساحة المعركة وبهذه المثابة فالتحالف الذي تبحث عنه الإدارة لا يزال ضعيفا.

 

مشاركون في الخفاء

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد تحدث عن مشاركة جوية لدول الخليج في الحملة على «داعش»، فيما تشارك إيران عبر حرسها الثوري المندمج في الميليشيات العراقية. ووافقت طهران على تقديم الدعم العسكري لقوات البيشمركة.

ولم تحضر إيران مع ذلك مؤتمر باريس حيث انتقد إبراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي عدم دعوة إيران للمؤتمر.

وترى صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن الدور الروسي والإيراني «الخفي» في الحرب تفضل الدول العربية التكتم عليه. ومع تحول الحرب من العراق إلى سوريا قد تجد الولايات المتحدة نفسها تقاتل جنبا إلى جنب مع جبهة النصرة لأهل الشام وذلك حسب ما يتكهن محللون ودبلوماسيون في الشرق الأوسط. ويرى المحللون أن هذا يعود لكون جبهة النصرة من أشد أعداء داعش ، ومشكلتها إنه ممثل القاعدة في سوريا.

يأتي هذا في وقت استبعدت فيه بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا أي دور للنظام السوري الذي يرفض أي غارات جوية على الأراضي السورية بدون تنسيق معه، مع أنه يتعامل مع الهجمات الجوية المحتملة كشريان حياة جديد له.

ويرى جيمس فيليبس من «مؤسسة التراث» الأمريكية في واشنطن «سينتفع الأسد من الهجمات الأمريكية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لكن ليس لأن إدارة اوباما تريد هذا» ويضيف «هذا مثال عن الكيفية التي سينفع فيها العمل العسكري الأمريكي الذين يعملون لأهداف متداخلة مع ما نريد عمله»، و «هذا لا يعني أننا نتعامل معهم كحلفاء تكتيكيين أو في الخفاء».

وترى الصحيفة التكهنات المتعلقة بتوسيع التحالف المعادي ل «داعش» تركز على إيران. فقد أثار كيري النقاش بتصريحاته حول استعداد الولايات المتحدة مناقشة التهديد الذي يمثله داعش لكنه استبعد ضمها للتحالف.

وجاء رفض مشاركة إيران في اجتماع باريس بسبب اعتراض عدد من الدول السنية بمن فيها السعودية. ولكن واشنطن لا تعارض مناقشة الوضع في العراق مع الإيرانيين في مكان آخر، وإن كان على هامش المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. ورفضت مشاركة إيران بسبب تأثيرها في العراق ودعمهما للنظام السوري.

 

روسيا

 

وعلى خلاف إيران شاركت روسيا في المؤتمر لكنها رفضت الإنضمام للتحالف مع أنها قد تنتهي داعمة له بطريقة أو بأخرى.

وفي الإسبوع الماضي ذكر كيري أن لروسيا مصلحة في المشاركة وهزيمة «داعش». وقال إن روسيا قد تواجه عودة جهاديين من سوريا مثلما تواجه الدول الغربية نفس الخطر حالة نهاية الحرب هناك، بل وقد تواجه روسيا «إرهابيين محليين يستلهمون أساليبهم من تنظيم الدولة الإسلامية».

وفي المؤتمر دعا سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي للتعاون مع كل من إيران وسوريا «كحلفاء طبيعيين» في القتال ضد «داعش». ويعتقد فيليبس من «مؤسسة التراث» أن روسيا قد تتحول لشريك مهم في العراق ومساعدة القوات الأمنية العراق.

ولكنه حذر من وقوع أمريكا في مصيدة الفكرة التي تقول إن روسيا وإيران مفيدتان لقتال «داعش» في سوريا قائلا «أحيانا عدو عدوي يظل عدوي» وليس صديقي، فمهما دعمت روسيا وإيران قتال «داعش» لكنهما يظلان الداعمان الأكبر للأسد.

وعلق فيليبس قائلا «لا أعتقد أنه يمكن هزيمة داعش طالما بقي الأسد» مضيفا أن الأخير «استخدم داعش كوسيلة مفيدة لدعم روايته عن المعارضة وأنها كلها إرهابية».

 

الصورة

 

وفي هذا الإطار أشار سايمون هندرسون في مقال نشرته مجلة «نيوريباليك» الأمريكية لصورة تلخص كما يقول طبيعة العلاقة السعودية – الأمريكية وعلاقتها بإيران ووضعت على «فليكرز» وأظهرت لقاء لجون كيري في 11 أيلول/سبتمبر في جدة مع الملك عبدالله. وتساءل هندرسون الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن سبب اختيار الصورة التي كانت غير مركزة وبعيدة تظهر كيري والملك عبدالله في القاعة الطويلة وأمامهما أعضاء العائلة الحاكمة السعودية والأمراء.

واحد من الأسباب التي دفعت لاختيار الصورة هو غضب الأمريكيين على حضور الأمير بندر بن سلطان، مدير المخابرات السعودي السابق اللقاء، فصورة غير واضحة ربما غطت على حضوره حسب الكاتب.

فقد اختلف الأمير بندر مع إدارة أوباما في الفترة ما بين 2012- 2014 بسبب موقفه من دعم المعارضة السورية حيث كان يريد من الإدارة المشاركة وبحماس ولهذا السبب نظرت الإدارة إليه كشخص لا يمكن السيطرة عليه ورفضت التعامل معه.

وهو ما قاد الملك في نيسان/إبريل هذا العام واستجابة للضغوط الأمريكية لعزله من منصبه كمدير للمخابرات ولكن سمح له بالإحتفاظ بمنصبه كمدير للأمن القومي.

وبعد ثلاثة أشهر عاد للأضواء وقام بعدد من الأدوار كمبعوث خاص في عدد من اللقاءات عالية المستوى. ويشير هندرسون إلى أن السعودية تنظر لنفسها كقائدة للعالم الإسلامي وهي في صراع وجودي مع إيران. وترافق الصراع السني ـ الشيعي الذي زاد بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 مع الإسلام السياسي ممثلا بالإخوان المسلمين الذي يرى في الملكيات مثل آل سعود رجعية.

وبالنسبة للولايات المتحدة فعلاقتها الأولى مع السعودية تقوم لحماية دور المملكة كمصدر اول للنفط في العالم والحفاظ على استقرار سعر النفط العالمي.

وهذا ما دفع الولايات المتحدة لعملية عسكرية بعد احتلال صدام حسين الكويت عام 1990 والحفاظ على وجود عسكري- جوي وبحري- في منطقة الخليج رغم أن السعودية لا يوجد فيها قواعد عسكرية أمريكية.

ومع ذلك تسامحت الولايات المتحدة مع محاولات الرياض الحفاظ على قيادتها للعالم الإسلامي بعدد من الطرق منها دعم الجماعات المتشددة حيث كانت تعتقد أن هذه الجماعات لن تهاجمهما، ففي الفترة ما بين 1996- 2003 دفع وزير الدفاع الأمير سلطان ووزير الداخلية الأمير نايف لأسامة بن لادن حتى لا تستهدف القاعدة المملكة حسبما جاء في تقرير صحافي أمريكي في حينه، خلافا لليوم حيث تنفي السعودية دعمها للإرهاب.

وقامت باتخاذ سلسلة من الإجراءات التي تجرم من يشارك في الحرب السورية، وحظرت عددا من الجماعات واعتبرتها إرهابية منها «جبهة النصرة» و»داعش» و»جماعة الإخوان المسلمين».

وهذا الموقف يتناقض مع ما فعلته في الماضي حيث سمحت للسعوديين بالمشاركة في الجهاد الأفغاني والبوسنة والشيشان، وهو موقف يتناقض مع ما قاله الأمير بندر عندما تحدث عن التعليمات التي تلقاها من الملك عندما عينه مديرا للمخابرات: التخلص من نظام بشار الأسد واحتواء حزب الله اللبناني وقطع رأس الحية أي إيران. وأكد الأمير بندر أنه سيقوم بتجنيد أي جهادي في سوريا للتخلص من الأسد وتنفيذ ما طلبه الملك عبدالله.

ويشير هندرسون هنا إلى أن صناع السياسة في واشنطن لا يعتقدون أن السعودية دعمت الجماعات المرتبطة بالقاعدة. لكن المشكلة هي أن منظور الجماعات المقاتلة في سوريا من الصعب التفريق بينها، وهذا يفسر السبب الذي جعل الأردن يرفض طلبا من الأمير بندر لفتح معسكر يتدرب فيه مئات إن لم يكن الآلاف من مقاتلي المعارضة السورية خشية أن لا تتأثر الجماعات الجهادية وتؤثر على الشباب الأردني وتدفع بشار الأسد لغمر الأردن بموجات من اللاجئين ليس بقدرته احتمالها.

وبرغم الحراك الدبلوماسي الذي شهدناه في الأيام الأخيرة فستحاول السعودية حسب هندرسون موازنة تهديد الجهاديين في الوقت الذي تعمل فيه على ضرب إيران من خلال الإطاحة بنظام دمشق. فمن وجهة نظر السعوديين فقد كان تحرك» داعش» في العراق سببا في تنحية نوري المالكي الذي تعتبره الرياض لعبة في يد إيران، ورغم الدعم الرسمي للحكومة الجديدة في العراق إلا أن الكثير من السعوديين الذين يكرهون الشيعة يعتقدون أن «داعش» يقوم بعمل جيد.

ويعتقد الكاتب إن السعودية كما فعلت مع التهديد الذي مثله تنظيم «القاعدة» الوليد في التسعينيات من القرن الماضي فستقوم بالتعامل مع خطر «داعش» والتهديد النووي بحس الحفاظ على النفس حتى لو أثر هذا على الولايات المتحدة، أي تبني سياسة منافقة تجاهها. فمن وجهة نظر السعودية فهي ساخطة من حذر أوباما الشديد، وسترى في تعيين الجنرال جون ألين كمبعوث خاص لأوباما في العراق وسوريا «قوات على الأرض» وليس «قواتا محدودة على الأرض».

ففي الحد الأدنى سيتسم تعاون السعودية بالتحفظ في التعاون، وعلى الأسوأ سيقومون بتحديد مصالحهم بطريقة ضيقة حتى لو أدى هذا للإضرار بأمريكا.

 

البنتاغون سيقدم إلى الكونغرس معلومات دقيقة عن كل معارض سوري مجند لمحاربة «داعش»

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي» تعرضت الخطة الأمريكية لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة إلى تغييرات تشريعية حيث وافقت لجنة القواعد في مجلس الشيوخ الأمريكي التي يهيمن عليها الحزب الجمهوري بفارق صوت واحد على تعديل مشروع مؤقت من شأنه توفير الترخيص لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدعم المعارضة وتوفير التمويل للحكومة حتى نهاية العام وتفادي اغلاق المؤسسات الرسمية بينما أعرب اعضاء الحزب الديمقراطي عن معارضتهم لهذه الخطوة.

وقالت النائب لويز سلوتر ممثلة ولاية نيويورك بأن اللجنة لم تقدم تفويضا باستخدام القوة العسكرية في الصراع ولكنها وضعت معايير حول كيفية فحص المعارضة السورية، وأعربت عن سعادتها لرؤية اللــغة التي لا تجيز القوة العسكرية.

وأكد اعضاء من لجنة القواعد بأن الكونغرس سيناقش في وقت لاحق هذا الخريف على إذن لاستخدام القوة العسكرية سواء طلب أوباما أو لم يطلب.

ومن المرجح ان يصوت مجلس النواب نهائيا اليوم الاربعاء، على التعديلات بعد اجتماعات موسعة ومغلقة خلال الايام الماضية، وقد حاول قادة الحزب الجمهوري اقناع عدد من المتشككين ببرنامج تدريب المعارضة وقالوا بأنها تهدف إلى الحد من سلطة أوباما والحفاظ على معرفة الكونغرس لمجريات الأمور بدقة من مسؤولي الادارة الأمريكية مع العلم بأن مشروع تدريب المعارضة تزامن مع جدل حول أكبر مشروع انفاق مؤقت لتمويل الحكومة.

وتهدف التعديلات الجديدة التي قدمها باك مكيون من لجنة القوات المسلحة إلى تهدئة مخاوف الجمهوريين والديمقراطيين الذين يشعرون بقلق بشأن منح الإدارة الأمريكية غطاء لتسليح وتدريب الجماعات المتمردة التي ستحارب تنظيم « الدولة الاسلامية «، وتسعى التشريعات المحدثة إلى مراقبة عدد القوات المتمردة المتدربة والمنتشرة وكذلك معرفة مدى فاعليتها في ساحة المعركة ومعرفة ما يحدث للمعدات التي تستخدمها وستلتزم وزارة الدفاع بسرد سيرة كل فرد تم تجنيده وتقديم معلومات عن خلفية كل شخص بما في ذلك الصلات المحتملة بالمنظمات الإرهابية.

ولا يمنع مشروع القانون الاصلي من مشاركة اشخاص لديهم صلات مع منظمات ارهابية في البرنامج ولكن القيام بحظرهم سيزيد من صعوبة تجنيد الناس كما قال مسؤول في الإدارة الأمريكية مضيفا بأن المقصود بهذه اللغة توفير اشراف للكونغرس دون اعاقة للمهمة.

وتنص التعديلات على إلزام وزير الدفاع تشاك هيغل بتقديم متابعة لأعضاء الكونغرس قبل 15 يوما على الأقل من البدء في تدريب قوات المعارضة وإلزام البنتاغون بتقديم تحديث للكونغرس كل 3 أشهر حول عمليات المعارضة.

وحاصرت لغة التعديلات سلطة أوباما ونصت بالحرف ان أوباما ليس لديه الضوء الاخضر لإرسال قوات أمريكية مقاتلة إلى سوريا، وجاءت هذه الخطوات، ايضا، وسط ضغوط ملحة من الإدارة الأمريكية لإرسال التشريعات بسرعة إلى مكتب أوباما الذي قام شخصيا بحث اعضاء السلطة التشريعية في «الكابتل هيل» على منحه السلطة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية بأن البيت الابيض يشعر بالرضا عن فرص الحصول على حزمة من التراخيص من خلال الكونغرس وتحدث أوباما مع المشرعين قبل ايام وأعرب عن ارتياحه بأنه تلقى الدعم لمقترحاته من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ووفقا للبيت الأبيض لم تكن الإدارة متأكدة من قدرتها على الحصول على دعم بسبب الحذر من القيام بأعمال عسكرية بعد سنوات الرئيس السابق جورج دبليو بوش ولكن اتضح بعد اجتماع أوباما مع زعيمة الأقلية بمجلس النواب نانسي بلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ هاري ريد بانهم يوافقونه على القيام بأعمال عسكرية وتدريب المعارضة السورية ضمن الاستراتيجية الشاملة للقضاء على «داعش» كما تحدث أوباما مع رئيس مجلس النواب بوينر على الهاتف في محاولة لتحريك حزمة التراخيص إلى الأمام بعد فترة من البرود بينهما.

ورغم ثقة قادة الحزب الجمهوري بأن لديهم الاصوات الكافية لتمرير التشريعات إلا أن بعض اعضاء الحزب أعربوا عن شكوكهم بصراحة من تسليح المعارضة السورية، وقال رئيس لجنة شؤون المحاربين القدامى جيف ميلر بأنه لا يؤيد تسليح الجيش الحر لأنه لا يعرف ماهيتهم.

ودعا بعض زعماء الحزب الديمقراطي الكونغرس للتصويت لتخويل ادارة أوباما لاستخدام القوة العسكرية ضد «داعش»، وقال النائب ادم شيف ممثل كاليفورنيا بان أوباما يحتاج إلى موافقة صريحة قبل ان يتمكن من اطلاق ما اشار اليه البيت الأبيض بالحرب ضد «داعش».

وتخول التشريعات أوباما بتدريب المعارضة حتى الحادى عشر من كانون الأول/ديسمبر وبعد ذلك سيتم تضمينها مع مزيد من السلطة الدائمة في قانون الدفاع الوطني لعام 2015 في حين أعرب صقور «الكابتل هيل» عن مخاوفهم من غروب الشمس بسرعة عن المساعدات الأمريكية العسكرية للمتمردين.

وشن البيت الأبيض بالفعل ضربات جوية محدودة ضد « داعش « في العراق واشار أوباما إلى عزمه توسيع الغارات إلى سوريا، وتستخدم الإدارة الأمريكية القوة العسكرية ضمن تفويض عام 2001 الذي أقره الكونغرس للحرب على الإرهاب، وستسمح التعديلات الأخيرة التى تم ترميزها بعنوان «اكس « بإنشاء مراكز لتدريب وتسليح المعارضة الذين يقاتلون « داعش « ونظام بشار الاسد.

 

إستهداف القامشلي بعشرات القذائف من جديد.. والإئتلاف السوري يدين «مجازر ارتكبتها وحدات حماية الشعب الكردية»

جوان سوز

الحسكة ـ «القدس العربي» سقطت عشرات القذائف على مدينة القامشلي في ريف الحسكة شمال شرق سوريا من جديد ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، وذلك لليوم الثاني على التوالي بعدما كان تم استهداف المدينة نفسها بأكثر من 50 قذيفة، قال شهود عيان إن مصدرها الجزء الجنوبي من المدينة حيث يسيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، في الوقت الذي أدان فيه «الإئتلاف الوطني السوري» مجازر قال إن ميليشيات الـ «YPG»الكردية ارتكبتها بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل في محافظة الحسكة.

وذكر شهودٌ عيان من داخل مدينة القامشلي لـ»القدس العربي»، أنه لليوم الثاني على التوالي، استهدفت قذائف المدينة وهي قذائف بعيدة المدى أو من المحتمل أن تكون صواريخ «غراد « من غنائم تنظيم «داعش» الذي حصل عليها من الجيش العراقي بعد سيطرته على مساحات واسعة من شمال غرب العراق، مبررين ذلك بمصدر القصف البعيد عن المدينة، حيث أن «قذائف الهاون مداها ليس بعيدا». وكانت وحدات حماية الشعب أوقفت تقدمها تجاه القرى الجنوبية التي يتواجد فيها تنظيم «داعش» من ريف القامشلي حفاظاً على سلامة المدنيين بعد مقتل 30 مدنياً من الأكراد والعرب على يد التنظيم في تلك المناطق، بالتزامن مع سقوط قذيقة استهدفت المربع الأمني وسط مدينة القامشلي وسقوط قذيفة أخرى على الحدود السورية التركية بين مدينتي القامشلي ونصيبين دون وقوع إصابات بشريّة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن 19 مدنيا قتلوا في وقت سابق في القصف الذي استهدف مدينة الحسكة، في حين قتل 15 مسلحاً من تنظيم «داعش» في المنطقة نفسها بعد معارك مع وحدات حماية الشعب.

وفي سياق آخر، أدان «الإئتلاف الوطني لقوة الثورة» في بيان له مجازر قال إن ميليشيات كردية ارتكبتها في الحسكة، مبينا أن «هذه الأفعال اللاإنسانية جعلت الـ YPG في خانة الفصائل التي لا تلتزم بمبادئ الثورة، وتخدم بأفعالها نظام الأسد».

وحذر حزب الإتحاد الديمقراطي من «الاستمرار باعتداءاته المتكررة بحق المدنيين في محافظة الحسكة وريفها، وأنّ هذه التصرفات تصب في سياق مخططات النظام الرامية لإثارة الفوضى وخلق حالة من الإقتتال الداخلي بين مكونات المجتمع السوري».

وكانت عدة وكالات ومحطات إخبارية معارضة، قالت إن وحدات الحماية الشعبية YPG، الذراع العسكري لحزب الإتحاد الديمقراطي PYD، ارتكبت مجزرة بحق المدنيين في وقت سابق، في قرى «تل خليل» و«الحاجية» و«شرموخ» بريف محافظة الحسكة، راح ضحيتها 55 شهيداً، بينهم 13 طفلاً و5 سيدات، إذ تم إبادة أسرة كاملة بعد استهداف منزلها بقذائف «الآر بي جي»، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. فيما نفى المكتب الإعلامي في حزب الاتحاد الديمقراطي الـ«PYD» تلك الأخبار في بيان صحافي صادر عنه، قائلا «نحن في حزب الإتحاد الديمقراطي، نؤكد كما أكدنا سابقاً أننا حزب سياسي ولا نمتلك أية قوة عسكرية». وبين أن «وحدات حماية الشعب هي قوة تابعة للإدارة الذاتية التي يشارك فيها الكورد والعرب والسريان والآشور وأن مثل هذه الأخبار تأتي في إطار الحرب الحاقدة والعمياء على الشعب الكردي في محاولة من تلك المحطات والمواقع الإلكترونية لخلق فتنة بينه وبين المكون العربي، بغية إلهاء الشعب السوري عن الهدف الرئيسي له في محاربة الإرهاب».

يشار إلى أن كتائب وفصائل عسكرية مسلّحة تابعة للجيش السوري الحرّ ، أعلنت خلال الأسبوع الماضي عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع وحدات حماية الشعب التابعة للإدارة الذاتية ، تحت إسم «بركان الفرات» بهدف مواجهة تنظيم «داعش» في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب شمال البلاد.

 

«جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية لدمشق يمهل النظام 72 ساعة للتفاوض على الأسرى المحتجزين لديه

هبة محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي» وجه قائد جيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية رسالة إلى عوائل العسكريين والمدنيين والأهالي المحتجزين لدى كتائب المعارضة المسلحة بإغــــلاق باب التفاوض مع نظام بشار الأسد خلال 72 ساعة اعتباراً من تاريخ صدور التعميم في حال لم تضغط هذه العوائل لذوي المحتجزين على نظام بشار الأسد وتكسير «غطرسته» بحسب التعميم.

وقال قائد لواء جيش الإسلام زهران علوش، إن السبب بإصدار التعميم الممهور بختمه هو قرار النظام السوري بإطلاق سراح شخص من المعارضة السورية مقابل إطلاق كتائب المعارضة جنديين وعائلة كاملة، أي ما يعادل 8 أشخاص من المحتجزين لدى المعارضة مقابل شخص واحد من المدنيين المعتقلين في سجون النظام وهذا الأمر غير منصف.

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام النقيب «عبد الرحمن الشامي» في حديث خاص لـ»القدس العربي»، «نظام الأسد غير مبال بأبناء طائفته سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، ولا يكترث لهم في حال وقوعهم بالأسر لدى المعارضة السورية المسلحة».

وأكد أن «استرخاص» النظام بالمحتجزين هو أهم العراقيل التي أدت إلى طريق مسدود للتفاوض بالإضافة إلى الاستخفاف بالمحتجزين، مع العلم أنه لدينا ضباط ذوو رتب رفيعة إلا أن رتبهم ووقوفهم بجانب النظام لم يكن له أي تأثير على نظام الأسد، مشيراً إلى ظاهرة الاحتجاجات التي صدرت عن الموالين له، متسائلا كيف رد الأسد على مواليه وماذا قدم لهم؟

ولفت إلى موضوع «الواسطة والمحسوبيات» التي ينتهجها الأسد بملف المحتجزين، حيث تمت عملية التبادل منذ خمسة أشهر مع ابن مستشار بشار الأسد «سالم العلي» ليقوم الأسد بإطلاق سراح عائلة معتقلة من أهالي الغوطة، مقابل المحتجز الذي كان على علاقة قريبة من الأسد في حين أغفل ملف بقية المحتجزين لدى المعارضة المسلحة بالغوطة الشرقية.

وأضاف «لقد سعينا جاهدين خلال عملية التفاوض التي جرت مع القصر الجمهوري ووزارة المصالحة بشأن المحتجزين، ولكن المراوغة والكذب سمات تلازم قيادات النظام بكل مرحلة بالإضافة إلى أبر البنج التي يقدمونها للمناصرين لهم ممن لم يعو بعد كيف يستجرهم الأسد إلى الهاوية».

وتابع أن «ما نريده فقط هو عملية تبادل عادلة ترضي الطرفين تعتمد على المصداقية، ولا تعتمد على ترخيص معتقلينا في أقبية السجون الأسدية، مقابل الأسرى رفيعي المستوى كما يرغب النظام»، مشيرا إلى أن «المفاوضات كانت قد بدأت قبل تسعة أشهر مع أبو محمد مسؤول التفاوض في جيش الإسلام ومع مسؤولي التفاوض من جيش النظام».

يذكر أن مسلحي المعارضة السورية يحتجزون عددا كبيراً من الموالين للنظام السوري بينهم ضباطاً ذوي رتب رفيعة في جيش النظام، وذلك بعد سيطرتهم على مدينة عدرا العمالية حيث تعهدوا بحمايتهم ومعاملتهم كأسرى حرب، وتعهدوا بحسن معاملة الأسرى والمحتجزين وفق القوانين والمعاهدات الدولية.

ونظم مؤيدو نظام الأسد من أهالي المحتجزين مظاهرات تطالب بذويهم في مدينة عدرا العمالية واحتشدوا في ساحة الأمويين وسط العاصمة، للضـــغط على النظام بقبول مفاوضة كتائب مسلحي المعارضة بالغوطة الشــرقية، لإطلاق سراح المحتجزين.

وتم الإعلان والتنسيق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات المؤيدة لنظام الأسد لحشد أهالي منطقة عدرا العمالية المواليين للنظام في ساحة الأمويين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري.

وكان مؤيدون للنظام السوري أطلقوا حملة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تحمــــل هاشــتاغ «وينن» لمساءلة النظام ووزير الدفاع عن مصير أبنائهم اللذين قضـــوا مؤخرا بمطار الطبقة في الرقة.

يذكر أن المحتجزين في الغوطة الشرقية يعانون ما تعانيه الغوطة الشرقية من قلة الطعام وندرة الدواء، بالإضافة إلى صعوبة تأمين مقومات الحياة، وقد طلبت التشكيلات المسلحة مراراً من وزارة المصالحة والمنظمات الإنسانية، ثم من أسر المحتجزين الإمداد بالأدوية والمواد الغذائية، دون استجابة في ظل عرقلة النظام لأي مبادرة للحل، بحسب ناشطين.

 

إيقاف حملة تلقيح الحصبة في ريف إدلب المحرر بعد وفاة 15 طفلا

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب ـ «القدس العربي» ـ ارتفع عدد الأطفال الذين توفوا بعد إعطائهم لقاح للحصبة في ريف إدلب المحرر من 6 اطفال إلى 15 طفل، فيما أعلنت مديرية الصحة الحرة في إدلب التابعة لـ»الحكومة السورية المؤقتة» عن إيقاف حملة لقاح مرض الحصبة التي أطلقتها في ريف إدلب بسبب حالات الوفاة هذه، مبينة أنه تمت إحالة الموضوع إلى القضاء للتحقيق في الأمر، فيما رجح وزير الصحة في الحكومة المؤقتة أن تكون المشكلة تتعلق بـ»حفظ اللقاحات وتبريدها» في المنطقة التي حصلت فيها حالات الوفاة.

وقال بيان صادر عن المديرية حصلت «القدس العربي» على نسخة منه، إن 6 أطفال توفوا نتيجة اللقاح في ريف معرة النعمان في محافظة إدلب، مشيرا إلى أن جميع الاحتمالات المتوقعة تشير إلى حدوث خرق جنائي من قبل أيادِ مجهولة حتى الآن، حيث أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل من منظمة الصحة العالمية.

وتشير التحقيقات الأولية، بحسب المديرية، إلى أن كافة الاحتمالات لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام الذي يسعى لاستهداف القطّاع الصحي في سوريا الحرة وأن اللقاح سليم تماماً ولا خوف على الأطفال الذين اخذوا اللقاح في فترات سابقة او في مناطق أخرى في إدلب.

من جهته، قال وزير الصحة في الحكومة المؤقتة الدكتور عبد الرحمن العمر: «المعلومات المبدئية تشير إلى وجود 5 حالات وفاة مؤكدة في منطقة جرجناز حصرا، ما يشير إلى أن هناك مشكلة في الحفظ وسلسلة التبريد»، مبينا أن «هناك لجنة تحقبق الآن في جرجناز من قبل مديرية صحة إدلب الحرة تحقق في الأمر».

وأشار عبد الرحمن، أن اللقاح نفسه لا مشكلة فيه لأنه ليس ثمة حالات وفاة أو تحسس بمناطق أخرى بالمحافظات الشمالية، و تم تعميمه في المرحلة الأولى منذ أسبوعين على كافة مخيمات الداخل ولم تحدث حالة تحسس واحدة.

وقامت مديرية الصحة ايضاً بتلقيح الأطفال في مناطق إدلب الأخرى وفي حماة والساحل والدير والرقة والحسكة وحلب وريفها، و لم يؤد اللقاح لأي مضاعفات.

بدورهم، قال ناشطون إن هناك مضاعفات ظهرت على بعض الأطفال نتيجة اللقاح منها ارتفاع الحرارة الطفيف والطفح البسيط، في الوقت الذي تواردت فيه أنباء من الغرفة المركزية للقاح أنهم سمعوا بسيارة أمس تلقح الأطفال بمنطقة «تلمنس» ليس لها علاقة بحملة اللقاح الرسمية.

وبينوا أن حملة اللقاح شملت 1500 طفل في منطقة صور في ريف دور الزور دون ورود أي حالات وفاة او اعراض جانبية على الأطفال، وهذا يدل على عدم تعميم ما حصل في ريف إدلب على كافة المناطق التي عملت بها الحملة في سورية.

كما أعلنت شبكات إخبارية في إدلب أن أكثر من 50 حالة تسمم في ريف معرة النعمان الشرقي وبالتحديد من القرى القريبة من سنجار «أم المويلاتا، ورجح الأهالي أن سبب الوفاة هو اللقاح ضد الحصبة، وأما بالنسبة للقرى والبلدات القريبة من معرة النعمان وبالتحديد الريف الغربي لمعرة النعمان وكفرنبل وجبل الزاوية وريف سراقب لم تسجل أية حالة تسمم.

 

كيف يتم تجنيد المقاتلين في أوروبا؟

يقدّم الناشطون الأوروبيون في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش”، على الانترنت، قتالهم في سوريا والعراق على أنه الجنة الموعودة على الأرض، فيستخدمون كل التقنيات المتقدمة لجذب مواطنيهم إلى ساحة المعارك في هذين البلدين، وهو الأمر الذي بات يقلق بشكل جدي سلطات الدول الأوروبية.

فالصور التي توزع على الشبكة العنكبوتية عن مقاتلي “داعش” تظهرهم مبتسمين يتشاركون الصور بهواتفهم النقالة، أو يتقاسمون “البيتزا” في أحد البيوت الفخمة المصادرة، من دون التركيز بالضرورة على “آيديولوجيتهم الإسلامية” الصارمة.

ويستخدم الشبان الأوروبيون في التنظيم كل وسائل الاتصال المتطورة عبر الانترنت لمخاطبة أقرانهم في الدول الأوروبية خاصة.

ويساعد استخدام لغاتهم كثيراً في الوصول إلى عدد أكبر من المجندين المحتملين من الشبان الأوروبيين للإنضواء تحت لواء هذا التنظيم المتطرف، الذي بات يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا والعراق.

ويبدو الفرنسي الشاب الوسيم أبو عبدالله، حسب شرائط الفيديو الموزعة، محاطاً بأطفال يلعبون، وهو يؤكد العمل على “مساعدة العائلات الفقيرة”. غير أن هذه الصورة تتناقض تماماً مع صور الرؤوس المقطوعة المرفوعة على الحراب أو الرجال المصلوبين على أعمدة الكهرباء التي كان ينشرها من قبل على موقع “فايسبوك”، حيث جمعت صفحته نحو أربعة آلاف “صديق” عند مقتله في تموز.

وتفيد المعلومات بأن هذا الفرنسي انتقل إلى بريطانيا ومنها إلى أسبانيا قبل أن يتوجه إلى سوريا للمشاركة في القتال.

وحاولت مديرة “مركز الوقاية من التطرف الديني” المرتبط بالإسلام في فرنسا دنيا بوزار شرح هذه الظاهرة، فأوضحت لوكالة “فرانس برس”، أن الانتقال إلى التشدد “ينتج من لقاء بين شاب مرتبك يطرح الكثير من الأسئلة عن المظالم التي يشاهدها، وبين خطاب يحوله إلى منقذ للبشرية، والتعبئة الآيديولوجية تبدأ في أكثر الأحيان عبر الانترنت”.

وفي السياق عينه، يقول مصدر في الشرطة الفرنسية أن “ثلثي الأشخاص الذين غرقوا في آيديولوجيات التشدد الإسلامية عبر الانترنت لم يكونوا معروفين لدى أجهزة الاستخبارات، وهذه الظاهرة في ازدياد سريع، وبدأت تطاول أكثر فأكثر الإناث”.

وتابع أن “التربية الدينية لم تعد ضرورية، والدليل على ذلك أننا نشاهد أحياناً تعليقات من هؤلاء الشبان من نوع (انا آخر همي الإسلام، إنني أقوم بجهادي الشخصي)، وهكذا يتم التسويق لتنظيم الدولة الإسلامية على انه الجنة المنتظرة حيث الأموال متوافرة بكثرة”.

وتقدم شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من النصائح العملية للتمكن من التوجه إلى سوريا والعراق من دون إثارة شكوك العائلات والسلطات.

وبالنسبة لغالبية الأوروبيين فإن الاتصال الأول المباشر بين المجند الأوروبي وأحد عناصر تنظيم “داعش” لا يتم إلا في منطقة العبور بين الحدود التركية والأراضي السورية، أي قبل الانتقال مباشرة إلى سوريا.

لذلك تقف أجهزة الشرطة في غالبية الأحيان عاجزة عن تعقب هؤلاء الشبان الذين لا سجل لهم لدى القضاء ويبدون كأنهم من السياح العاديين.

وعندما تم إنشاء جهاز “المديرية العامة للأمن الداخلي” الجديد في فرنسا، كان الهدف منه توظيف مهندسي كومبيوتر قادرين على تحسين قدرات كشف المجندين المحتملين للقتال في سوريا على شبكة الانترنت.

وتقوم مواقع التواصل الاجتماعي عادة بإغلاق الحسابات التي تتعارض مع شروط الاستخدام مثل تمجيد العنف بعد الإبلاغ عنها، إلا أن صاحب الحساب يعود إلى فتحه تحت إسم آخر ليغلق مجدداً بعد فترة، حسب التبليغات الصادرة ضده.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً في الرابع والعشرين من أيلول، على مستوى القمة، لمناقشة المخاطر التي يمثلها وجود مجندين أجانب في صفوف تنظيم “داعش”، وستسعى الولايات المتحدة خلال هذا الاجتماع إلى إصدار قرار ملزم “يحدد إطاراً شرعياً” للحد من وصول المجندين الأجانب إلى هذين البلدين.

وأقرت المانيا، الجمعة، قوانين جديدة تحظر نقل أي صور أو نصوص أو تسجيلات صوتية لها علاقة بتنظيم “داعش”، كما ويناقش حالياً في فرنسا قانون يبيح حجب أي موقع يمجد الإرهاب بهدف الحد من تجنيد الأوروبيين للقتال في سوريا.

(أ ف ب)

 

رهان على دور السعودية والأكراد والمعارضة السورية

تتجه الولايات المتحدة إلى إطلاق حملة عسكرية فضفاضة لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» في سوريا، قد تستمر لسنوات، وتؤدي إلى خلق «جيش» رديف من المسلحين في سوريا يكون تابعاً لها ولدول عربية عدوة لدمشق، وذلك بحسب ما أظهرته تصريحات وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي أمام الكونغرس.

في هذا الوقت، يبدو أن مهمة واشنطن لإيجاد حلفاء لها على الأرض السورية ستكون عسيرة، حيث لا تزال مواقف المجموعات المسلحة ملتبسة حول المشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش»، لاسيما أن مواقف هذه الفصائل تعكس بدورها الإرادات الحقيقية للدول الداعمة لها، بما تسعى إليه من خطط وأجندات خفية قد تتعارض في تفاصيلها مع الخطة الأميركية المعلنة.

ويمكن القول إن من شأن المواقف التي جرى التعبير عنها من قبل بعض الفصائل الكبيرة والمؤثرة، في حال الإصرار عليها أن تؤدي إلى خلط الأوراق على الساحة السورية، وتترك تداعيات واسعة قد لا تخلو من مفاجآت. ومن غير المستبعَد أن تكون المواقف المعلنة حتى الآن من قبيل فتح باب المساومة، وتقديم الذرائع إلى الدول التي تدعمها لتعزيز موقفها في المطالبة بحصة أكبر من كعكة الغنائم التي تشرف الولايات المتحدة على توزيعها بين هذه الدول، أو على الأقل تمكين هذه الدول من لعب دور ما، بعد أن دخل اللاعبون الكبار بأنفسهم إلى ملعب المنطقة.

وبينما لم يعلن حتى هذا الوقت، أي فصيل استعداده للمشاركة في القتال تحت راية التحالف الدولي، بشكل صريح وعلني، كان لافتاً أن تسارع فصائل كبيرة إلى إعلان رفضها ذلك. لكن أكثر ما يثير الاستغراب هو موقف «جيش الإسلام»، الفصيل المحسوب على السعودية نشأةً ودعماً، إذ من المفترض أن يأتي موقفه منسجماً مع ما تظهره الرياض من حماسة بخصوص تشكيل التحالف الدولي ودعمه بالمال والسلاح والمقاتلين. ولكن على العكس جاء موقف «جيش الإسلام» أكثر تشدّداً من موقف «جبهة النصرة»، الأمر الذي قد يعتبر مؤشراً مهماً إلى أن لدى الرياض هواجس كبيرة بشأن التحالف الدولي وتداعياته وتأثيره على توازن القوى ومعادلاته الحساسة في المنطقة. (تفاصيل صفحة 11)

وقال وزير الدفاع تشاك هايغل، خلال جلسة مشتركة مع رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أمس، إن القيادة المركزية للجيش الأميركي ستعرض الخطة الحالية على الرئيس باراك أوباما اليوم، وإنها تتصوّر «ضرب الملاذات الآمنة للتنظيم من أجل تدمير البنية التحتية والقدرات في مجال الإمداد والتموين ومراكز القيادة» في سوريا.

وقال ديمبسي إن الضربات الجوية الساحقة ستضعف قدرات «داعش» هناك، مع استمرار الجهود على نطاق أوسع لهذه الغاية، ومن ذلك تدريب مقاتلين سوريين في السعودية. وأضاف «لن يكون ذلك مثل حملة للصدمة والرعب، لأن هذه ليست ببساطة الطريقة التي يقوم عليها تنظيم الدولة الإسلامية. لكنها ستكون حملة متكررة ومتواصلة».

وكان شاع استخدام تعبير الصدمة والرعب لوصف الهجوم الجوي الأولي على بغداد في بداية الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، وهو يشير إلى عقيدة عسكرية تقوم على الاستخدام الكاسح للقوة لتقويض إرادة العدو على القتال.

وحاول هايغل وديمبسي إقناع الكونغرس بحجة أوباما في توسيع العمليات ضد «داعش» التي ستشمل ضربات جوية أميركية في سوريا للمرة الأولى، وكذلك مزيداً من الضربات والمستشارين العسكريين في العراق.

وقد يجري تصويت في مجلس النواب الأميركي هذا الأسبوع بشأن طلب أوباما تخصيص 500 مليون دولار لتسليح وتدريب مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلين» في إطار هذا البرنامج.

وأعلن هايغل أن تلك الأموال ستساعد على تدريب أكثر من خمسة آلاف مقاتل سوري في العام الأول، لكنه أقرّ بأن هذا لن يكون سوى خطوة في تحويل دفة الأمور ضد مقاتلي «الدولة الإسلامية». وقال «خمسة آلاف (مقاتل مدرب) هي مجرد بداية. هذا جزء من الداعي لأن يكون هذا الجهد جهداً طويل الأجل. وخمسة آلاف وحده لن يكفي لتحويل دفة الأمور. إننا ندرك ذلك». وأشار إلى أن السعودية وافقت على استخدام أراضيها من أجل تدريب المسلحين وأيضاً على المساعدة في عملية التمويل.

وأعلن هايغل أن الولايات المتحدة ستراقب المسلحين «المعتدلين» حتى لا تسقط الأسلحة في الأيدي الخطأ، فيما أعلن ديمبسي أن وضع خطة التدريب ستأخذ ما بين ثلاثة إلى خمسة أشهر. وأشار إلى أنه سيتم تدريب المسلحين على أساس «وحدات من أجل الحصول على فاعلية أكبر، مع قيادة قوية».

وحاول هايغل التهرب من الرد على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستردّ إذا استهدفت الطائرات السورية المجموعات التي ستقوم واشنطن بتدريبها، قائلاً «لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، حيث إن تركيزنا منصبّ اليوم على محاربة داعش»، معتبراً أنهم سيدافعون عن أنفسهم، مضيفاً «سنساعدهم إذا هوجموا» من دون تقديم توضيح كيف سيتم ذلك.

وأعلن ديمبسي أنه لا نية لإشراك قوات في قتال مباشر في العراق، لكنه لم يستبعد دوراً برياً أعمق. وقال «إذا كانت قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة الكردية في مرحلة ما مستعدة لاستعادة الموصل، وهي مهمة أرى أنها ستكون معقدة للغاية، فإنه من المحتمل أن يكون تقديم المشورة بشأن القتال المتلاحم أو المصاحبة في تلك المهمة جزءاً من تلك المهمة».

وأوضح «إذا وصلنا إلى مرحلة بات يتوجب فيها على مستشارينا مرافقة القوات العراقية في هجماتها ضد أهداف محددة لتنظيم الدولة الإسلامية، فإنني سأوصي الرئيس بالسماح بذلك». وقال إن «معظم الدور الذي يقوم به العسكريون (الأميركيون) استشاري» مؤكداً أنه «لا توجد نية» في الوقت الحالي لمشاركتهم في القتال، لكنه قال إنه إذا تغيرت الظروف وإذا كانت هناك «عملية معقدة بشكل استثنائي» يخطط لها الجيش العراقي، فربما يصبح ضرورياً «توفير النصائح القتالية عن قرب» ما يتطلب توجه المستشارين إلى الجبهة مع نظرائهم العراقيين.

وأكد ديمبسي أن أي استخدام للقوات الأميركية في الميدان سيحدث بموافقة من الرئيس، موضحاً أن أوباما «أبلغني بالعودة إليه بحسب كل حالة»، مضيفاً أن المعارك المستقبلية في العراق قد تتطلّب وجود قوات أميركية على الأرض للمساعدة في توجيه الضربات الجوية الأميركية لقوات المسلحين في تنظيم «الدولة الإسلامية».

ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنشر قوات عسكرية على الأرض السورية إذا رفضت جميع الدول المشاركة في التحالف هذا الأمر، أكد ديمبسي أن القوات الأميركية وحدها، حتى مع وحدات مدرعة على الأرض في سوريا، لن تتمكّن من هزم «داعش»، مضيفاً أنه من الضروري مشاركة شركاء عرب ومسلمين في محاربة التنظيم على الأرض. وقال «لا أعرف حليفاً للولايات المتحدة يعتمد فكر داعش، لكنني أعرف حليفاً مهماً للولايات المتحدة يموّل داعش»، معتبراً أن «تغلب المعارضة السورية على داعش سيتطلب دعم الأردن وتركيا والأكراد السوريين».

ورفض هايغل الإجابة بشكل مباشر على سؤال عما إذا كانت الطائرات السعودية ستشارك في الحرب ضد «داعش»، مكرراً أن 40 دولة عربية وغربية أعلنت التزامها بدعم التحالف.

وكرر هايغل «سنواصل الضغط من أجل حل سياسي في سوريا، يؤدي إلى إنهاء عهد نظام «الرئيس بشار) الأسد، الذي فقد الشرعية لحكم سوريا وخلق الظروف التي سمحت بظهور داعش ومجموعات إرهابية أخرى».

وقاطع محتجون معارضون للحرب جلسة اللجنة مراراً، وهتفوا بشعارات مثل «لا حل عسكرياً». وتم إخراج محتجّ من القاعة وهو يرفع لافتة كتب عليها «مزيد من الحرب يساوي مزيداً من التطرف».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

“أجناد الشام” تهدد بقصف دمشق

التفجيرات تعود إلى المعابر مع تركيا

طارق العبد

عادت التفجيرات إلى المعابر الحدودية السورية مع تركيا، حيث قُتل ثمانية أشخاص وأصيب العشرات في تفجير على معبر باب السلامة، بينما أعلن “اتحاد أجناد الشام” بدء مرحلة جديدة من استهداف دمشق بقذائف الهاون والصواريخ.

في هذا الوقت، واصلت القوات السورية تقدمها السريع في ريف حماه الشمالي. وقال مصدر عسكري، لوكالة الانباء السورية – “سانا”، إن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع الدفاع الوطني، أحكمت سيطرتها على مناطق الجديدة وتل ملح والجلمة وتريمسة وكفرهود بريف حماه الشمالي، وقضت على أعداد من الإرهابيين ودمرت أسلحتهم، وأمنت طريق محردة – السقيلبية”.

وأعلن “اتحاد أجناد الشام” انطلاق مرحلة جديدة من استهداف المزة 86 والمالكي في دمشق بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا. ورغم أن ساعات النهار بدت هادئة بشكل عام إلا ان الضربات قد بدأت مع فترة بعد الظهر لتطال منطقة الروضة وساحة باب توما وقرب مبنى وزارة المالية والمصرف المركزي وساحة عرنوس.

أما في الغوطة، ومع استمرار المواجهات في وادي عين ترما، فقد حققت القوات السورية تقدماً على محور الدخانية، بينما اعلنت “تنسيقيات” المعارضة “تحرير” البلدة، وسط أنباء عن مقتل مسؤول الاستخبارات الجوية في المنطقة العقيد رضا مخلوف خلال الاشتباكات الدائرة في المنطقة.

وفي القنيطرة، تواصلت الاشتباكات بين القوات السورية ومسلحي “جبهة” النصرة. وبينما قال ناشطون ان “النصرة” قصفت للمرة الأولى وسط مدينة القنيطرة الجديدة، أكدت مصادر ميدانية أن تعزيزات عسكرية للجيش وصلت من ريف دمشق والصنمين في درعا، تمهيداً لمعركة تهدف لاستعادة السيطرة على عدة مواقع، أبرزها الحميدية، وهو ما من شأنه فتح الطريق نحو المدينة القديمة. وذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان”، في بيان، ان الطيران الحربي السوري أغار على الحميدية وأوفانيا وجباتا الخشب وطرنجة ومسحرة والبريقة وبئر العجم.

في هذا الوقت، عادت التفجيرات لتضرب المعابر السورية مع تركيا. وقتل ثمانية أشخاص وجرح العشرات في انفجار سيارة في موقف قريب من معبر باب السلامة الحدودي في ريف حلب. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، في وقت يقول معارضون إن الاتهامات تتجه نحو تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” على اعتبار أنه يسعى في الفترة الماضية إلى التوسع والسيطرة على مساحات أكبر في ريف حلب الشمالي، وخاصة عند إعزاز القريبة من المعبر الحدودي .

وكان موالون لـ”داعش” أعلنوا انه تم إسقاط طائرة حربية سورية في الرقة. وبثت بعض صفحات المعارضة عبر الإنترنت صوراً لموكب يجول شوارع المدينة، حاملاً ما قيل انه حطام الطائرة التي كانت تشن غارات جوية وسقطت في منطقة الحصيوة غربي المدينة، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان، إن مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” سيطروا على قرية شرموخ الكبيرة بالقرب من بلدة تل حميس في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة القامشلي، عقب اشتباكات مع “داعش”.

 

التباس بين مسلحي سوريا من “التحالف”: بانتظار كلمة السر!

عبد الله سليمان علي

تعكس مواقف بعض الفصائل المسلحة في سوريا، حجم التحديات التي ستواجه التحالف الدولي المزمع إنشاؤه لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”، لا سيما أن مواقف هذه الفصائل تعكس بدورها الإرادات الحقيقية للدول الداعمة لها، بما تسعى إليه من خطط وأجندات خفية قد تتعارض في تفاصيلها مع الخطة الأميركية المعلنة.

ويمكن القول إن من شأن المواقف التي عبّرت عنها بعض الفصائل، وهي فصائل كبيرة ومؤثرة، في حال الإصرار عليها، أن تؤدي إلى خلط الأوراق على الساحة السورية، وتترك تداعيات واسعة قد لا تخلو من مفاجآت، مثل مفاجأة الداعية الأردني أبي محمد المقدسي الذي وجد في التحالف مناسبة لإعادة محاولة إصلاح ذات البين بين “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية”، رغم انتقاده اللاذع للأخيرة.

ومن غير المستبعد أن تكون المواقف المعلنة حتى الآن من قبيل فتح باب المساومة، وتقديم الذرائع إلى الدول التي تدعمها لتعزيز موقفها في المطالبة بحصة أكبر من كعكة الغنائم التي تشرف الولايات المتحدة على توزيعها بين هذه الدول، أو على الأقل تمكين هذه الدول من لعب دور ما، بعدما دخل اللاعبون الكبار بأنفسهم إلى ملعب المنطقة.

وبينما لم يعلن حتى هذا الوقت، أي فصيل استعداده للمشاركة في القتال تحت راية التحالف الدولي، صراحة وعلناً، كان لافتاً أن تسارع فصائل كبيرة إلى إعلان رفضها ذلك.

ولم يصدر بيان رسمي عن “جبهة النصرة” حول موقفها من التحالف، إلا أن البيان الصادر عن “دار القضاء الموحد” والرافض للتحالف واعتبار المشاركة فيه “ردة عن الدين”، يمثل كثيرا الموقف الرسمي لـ”النصرة”، بل إن مصادر مطلعة أكدت، لـ”السفير”، أن غالبية الفصائل المشاركة في تأسيس “دار القضاء”، وعددها 18 فصيلاً، لم توقع على البيان باستثناء “جبهة النصرة” و”لواء الأمة” ذي النشأة الليبية، الأمر الذي يجعل البيان محسوباً على “النصرة” بالدرجة الأولى.

ووُصف البيان بأنه هزيل علمياً وشرعياً، ووجهت بسببه انتقادات لاذعة إلى “جبهة النصرة”، لأنها أولاً تأخرت في رفض التحالف الدولي، وثانياً لأنها اختارت طريقة غير موفقة في التعبير عن رأيها. غير أن العارفين بالتغييرات التي تطرأ على “جبهة النصرة” ودورانها في هذه المرحلة في الفلك القطري، يدركون أن موقفها يعبر عن التخبط القطري، الذي لا يريد فقدان أوراق القوة على الساحة السورية، الممثلة بالعلاقات مع العديد من الفصائل الإسلامية، لكنه في المقابل لا يستطيع معاكسة تيار القوى العظمى التي قررت تشكيل التحالف ودعم “الفصائل المعتدلة”.

ومن جهته، جاء موقف قائد “ألوية صقور الشام” أبو عيسى الشيخ، وهو في الوقت ذاته رئيس مجلس شورى “الجبهة الإسلامية”، ملتبساً، فلم يحدد موقفه الصريح من التحالف، واكتفى عوضاً عن ذلك بالتأكيد أن “محاربة داعش سببه العقيدة” وأنه “لن يوقف أو يستمر في قتاله لمصالح دولية”.

لكن أكثر ما يثير الاستغراب هو موقف “جيش الإسلام”، الفصيل المحسوب على السعودية نشأةً ودعماً، إذ من المفترض أن يأتي موقفه منسجماً مع ما تظهره الرياض من حماسة بخصوص تشكيل التحالف الدولي ودعمه بالمال والسلاح والمقاتلين. ولكن على العكس جاء موقف “جيش الإسلام” أكثر تشدداً من موقف “جبهة النصرة”، الأمر الذي قد يعتبر مؤشراً مهماً إلى أن لدى الرياض هواجس كبيرة بشأن التحالف الدولي وتداعياته وتأثيره على توازن القوى ومعادلاته الحساسة في المنطقة.

وشدد المتحدث الرسمي باسم “جيش الإسلام” النقيب عبد الرحمن الشامي، في تغريدات له على “تويتر”، على “رفض أي تدخّل أميركي في سوريا بحجة ضرب داعش”، مؤكداً أنهم “قادرون على محاربة داعش بل القضاء عليه من دون الحاجة لتدخل خارجي، من قبل أميركا أو غيرها”، لكنه طالب في حال تشكيل التحالف أن تكون قيادته لـ”جيش الإسلام” لأنه صاحب الخبرة على الأرض في قتال “داعش”.

وتجدر الإشارة إلى أن موقف “جيش الإسلام” جاء متزامناً مع نفيه ما أشيع مؤخراً عن عقده اتفاق هدنة مع “الدولة الإسلامية” في جنوب دمشق، حيث أكد النقيب إسلام علوش عدم صحة ذلك مطالباً “المقاتلين” ألا ينقادوا لسياسات “المخادعين الغادرين كداعش” حسب وصفه، “لأن توقف الحرب عليهم ولو لسويعات قليلة يعد بمثابة فترة معالجة لجروحهم”.

من جهة أخرى، ورغم أن الكثير من الفصائل لم تعبر عن موقفها تجاه التحالف الدولي، إلا أن إعلان “الائتلاف الوطني” المعارض عن “دعم الخطة الأميركية لضرب تنظيم “الدولة الإسلامية” يعتبر ملزماً للعديد من الفصائل التي لا تزال تعتبر “الائتلاف” مرجعيتها السياسية، وعلى رأسها “جبهة ثوار سوريا” و”حركة حزم”، ولكن ذلك لا يمنع أن العديد من الفصائل التي أعلنت عن رفضها الاشتراك في التحالف قد تسارع إلى تغيير موقفها عندما تصلها كلمة السر من مرجعيتها الإقليمية، أو عندما تشعر بإمكانية الاستفادة من التحالف لكسب مناطق نفوذ جديدة على الأرض في ظل التراجع المتوقع لمقاتلي “داعش” جراء الغارات الجوية.

 

ديمبسي لا يستبعد قوات بريّة إلى العراق وتحذير لدمشق من استهداف مقاتلات أميركية

المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم

للمرة الاولى منذ بدء الغارات الجوية الاميركية على مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في شمال العراق، أثار رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي احتمال نشر قوات اميركية خاصة للمشاركة في المعارك البرية خلال دعمها للوحدات العراقية، على رغم ان هذا الموقف يتعارض مع اصرار الرئيس الاميركي باراك اوباما على عدم زج أي قوات اميركية برية في القتال.

وكان اوباما قد ارسل اكثر من 1600 مستشار عسكري وافراد من القوات الخاصة يساهمون مع العراقيين في التخطيط للعمليات العسكرية، ولكنهم لا يشاركون فيها. وقال ديمبسي خلال شهادة أدلى بها مع وزير الدفاع تشاك هيغل امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: “اذا وصلنا الى مرحلة رأيت خلالها ان مستشارينا يجب ان يشاركوا الجنود العراقيين في هجمات محددة على اهداف (لداعش)، فانني سأتقدم بمثل هذه التوصية للرئيس”.

واضاف: “رأيي في هذه المرحلة ان هذا الائتلاف هو الطريقة السليمة للتحرك الى الامام. واعتقد ان هذا سيتحقق… ولكن اذا لم يتحقق ذلك، وكانت ثمة اخطار تهدد الولايات المتحدة، عندها بالطبع سوف اعود الى الرئيس لاقدم توصية تشمل استخدام القوات البرية الاميركية”. واعترف باحراج واضح بان موقفه هذا يتعارض مع الموقف العلني للرئيس اوباما وهو الذي يؤكد في كل مناسبة وفرصة رفضه القوي لنشر أي قوات برية في العراق. وذكر ان سياسة الرئيس اوباما “هي اننا لن ننشر قوات اميركية برية قتالية”، لكنه كشف أنه “أبلغني ايضا ان اعود اليه في كل حالة على حدة”. وأفاد ان الخطة الاميركية تلحظ مشاركة طائرات وطيارين سعوديين في الحرب على “داعش”.

وذكر ان اوباما تعهد في خطابه عن “داعش” الاسبوع الماضي عدم نشر قوات برية قتالية، مؤكداً انه لن “نجرّ الى حرب برية اخرى في العراق”.

وسبق لقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد أوستن، ان اوصى أخيراً اوباما بنشر قوات برية خاصة مع الوحدات العراقية لتقديم المشورة لها ومساعدتها خلال العمليات العسكرية. لكن الرئيس رفض هذه التوصية.

وكان واضحاً ان ديمبسي يتعاطف مع توصيات أوستن حين قال: “سوف تكون هناك ظروف مثل (نشر الخبراء الاميركيين مع الوحدات العراقية القتالية) امرا ضروريا… لكننا لم نصل الى مثل هذا الوضع”. ويعتقد انه سيكون من الصعب جدا على اوباما رفض توصية كهذه من قائد يثق به، وخصوصاً اذا كان ذلك يمكن ان ينقذ الاميركيين من الخطر او يؤدي الى حماية المصالح الاميركية الحيوية.

أما هيغل، فكرّر ان الولايات المتحدة هي في حال حرب مع “داعش”، ونبه الى ان هذه الحرب لن تكون سهلة او قصيرة، ” لكن تدمير داعش سوف يتطلب ما هو اكثر من الجهد العسكري. وهذا سيتطلب التقدم السياسي في المنطقة، ووجود شركاء حقيقيين على الارض في العراق وسوريا”. وقال انه يجري العمل على وضع خطط لاستهداف التنظيم في سوريا حيث يحتجز رهائن في مدينة الرقة التي يسيطر عليها. واضاف ان “هذه الخطة تتضمن استهداف معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والتي تشمل مراكزه القيادية وقدراته اللوجستية وبناه التحتية”.

ومن المحتمل ان يصوت مجلس النواب الاميركي اليوم (الاربعاء) على تخويل الرئيس اوباما الصلاحيات لتدريب وتسليح المعارضة السورية لمحاربة “داعش”. وكان اوباما قد طلب من الكونغرس المصادقة على انفاق 500 مليون دولار لدعم المعارضة ولتدريب وتسليح 5400 مقاتل في السنة.

وقال هيغل إن تلك الأموال ستساعد على تدريب أكثر من 5000 مقاتل سوري في السنة الأولى، لكنه أقر بأن هذا لن يكون سوى خطوة في تحويل دفة الأمور ضد مقاتلي “الدولة الإسلامية”.

وأوضح ديمبسي ان عمليات القصف في سوريا لن تكون مماثلة للغارات الواسعة النطاق التي صاحبت بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، والتي وصفها القادة في ذلك الوقت بانها حملة لإحداث “الصدمة والرعب” في صفوف قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقال إن هذه الهجمات “لن تشبه “الصدمة والرعب” لانها لا تناسب طريقة تنظيم “الدولة الاسلامية”، لكنها ستكون هجمات مستمرة ودائمة”.

وقاطع محتجون معارضون للحرب جلسة مجلس الشيوخ مراراً وأطلقوا هتافات مثل “لا حل عسكرياً”. وأخرج محتج من القاعة وهو يرفع لافتة كتب فيها: “مزيد من الحرب يساوي مزيدا من التطرف”.

وفي وقت متقدم الاثنين، حذر مسؤول أميركي كبير من ان الجيش الاميركي سوف يرد إذا استهدف الجيش السوري إحدى طائراته التي ستشن غارات على مقاتلي “الدولة الاسلامية”. وقال ان لواشنطن فكرة محددة عن مكان وجود المنشآت السورية المضادة للطائرات وان الطيران الاميركي سوف يرد اذا كان هدفاً لإطلاق النار عليه.

 

تحذير ايراني

لكن قائد الحرس الثوري الإيراني “الباسدران” الجنرال محمد علي جعفري قال إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيندمون اذا أقدموا على شن أي عملية عسكرية في سوريا.

ونقلت عنه شبكة “برس تي في” الإيرانية التي تبث بالانكليزية “أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم سوريا، وهذا العمل الأميركي يعبر عن موقف متسلط يستحق الإدانة، وستندم أميركا إذا اتخذت هذه الخطوة… تشعر الولايات المتحدة بخيبة الأمل من أي دور مؤثر يقوم به تنظيم داعش والجماعات المشابهة له، ولهذا السبب تدعو واشنطن الى دعم ما يطلق عليه الائتلاف الدولي، لكننا نشك في ما إذا كان الهدف الجدي للائتلاف هو القضاء على داعش”. ولاحظ أن الولايات المتحدة تعلن الحرب على “داعش”، في حين أنها تواصل دعمها للجماعات المسلحة الأخرى التي تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً إن “الأعداء مصممون على إسقاط الحكومة الحالية الحاكمة في سوريا”.

كما أكد وزيرالدفاع الإيراني البريغادير جنرال حسين دهقان أن مكافحة الارهاب والتطرف في حاجة إلى تلاحم وجهود مشتركة لدول المنطقة وعدم تدخل ومشاركة الذين ساهموا في ايجاد هذه الظاهرة.

 

الدور التركي إنساني

وفي أنقرة، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تقديره للجهود الدولية المبذولة في مواجهة “داعش”، إلا أنه شدد على أنه من غير الوارد مشاركة تركيا في أي تدخل في هذا الأمر، في ما عدا إرسال مساعدات إنسانية.

 

مصر تركز على الداخل

وفي القاهرة، صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن بلاده قد لا تقدم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة في معركتها ضد “الدولة الاسلامية”، ذك أن الجيش المصري يركز على الجبهة الداخلية.

 

ضربات موضعية لـ «داعش» في سورية… و«المستشارون» يقاتلون في العراق

واشنطن – جويس كرم { لندن، نيويورك – «الحياة»

استعجل وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ورئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي، الكونغرس لتمرير تشريع يسمح بتسليح وتدريب المعارضة السورية بحلول غد الخميس، وأكدا التحضيرات لشن ضربات جوية موضعية ضد مواقع «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل سورية، مثلما يحصل حالياً في العراق. وكان لافتاً أن القيادة العسكرية الأميركية أبقت الباب مفتوحاً أمام احتمال نشر جنود ومستشارين على الأرض إذا فشلت الضربات الجوية في إلحاق الهزيمة بدولة «الخلافة» التي يقودها أبو بكر البغدادي، وهو أمر يعارضه حتى الآن الرئيس الأميركي باراك أوباما.

 

وصدر موقف هاغل وديمبسي في وقت أفيد أمس أن «الدولة الإسلامية» أسقطت طائرة حربية سورية فوق الرقة بشمال البلاد، في حين قال ناشطون إن عناصر «الدولة» أخلوا العديد من مقراتهم في الرقة، أبرز معاقلهم في سورية، ولم يعودوا يتجمعون في أعداد كبيرة توقعاً لبدء ضربات أميركية ضدهم في إطار «الاستراتيجية» التي أعلنها أوباما الأسبوع الماضية لإلحاق الهزيمة بتنظيمهم.

 

وفي نيويورك (رويترز)، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول القادرة على التحرك بحسم ضد خطر «الدولة الاسلامية». وقال للصحافيين «إنني.. أحض المجتمع الدولي ومن لديهم الوسائل على التحرك بحسم بعد تفكير رصين»، وأضاف: «إنه أمر حيوي أن نبقي الأولوية لحماية المدنيين».

 

وفي جلسة استماع في الكونغرس أمس، قال وزير الدفاع تشاك هاغل إن «مهمة تدريب المعارضة السورية وتجهيزها ستخسر الكثير من الوقت في حال لم يصوّت الكونغرس» قبل الخميس على مشروع القرار المقدم من الإدارة، علماً بأن أعضاء الكونغرس يبدأون هذا الأسبوع فترة شهر ونصف للتحضير للانتخابات النصفية.

 

وعن برنامج التدريب والتسليح الذي يدرسه الكونغرس ويريد حصره بخمسة آلاف مقاتل من المعارضة السورية «المعتدلة»، قال هاغل إن «خمسة آلاف (عنصر) لن يكونوا كافين لتغيير التوازن على الأرض، ونحن ندرك ذلك». إلا أن الإدارة يمكن أن تقبل بحصر هذا العدد بخمسة آلاف بسبب صعوبة إقناع الكونغرس بتوسيع برنامج التدريب والتجهيز، ولكن بعد إقرار هذا العدد في جلسة تصويت اليوم يمكن أن تلجأ إدارة أوباما إلى تصعيد عددهم عبر خطوات تدريجية لاحقاً.

 

وقال ديمبسي، إن بلاده لا تعد لحملة من الضربات الجوية الساحقة بأسلوب «الصدمة والرعب» في سورية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «لأن هذه ليست ببساطة الطريقة التي يقوم عليها تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها (الضربات) ستكون حملة متكررة ومتواصلة». وأضاف: «سنكون على استعداد لضرب أهداف الدولة الإسلامية في سورية بما يقلّص قدرات» التنظيم. وقال ديمبسي: «هذه استراتيجية العراق أولاً، وإنما الضربات لن تحصل فقط في العراق». وأوضح أن «ثلثي مقاتلي التنظيم هم في سورية». وأوضح هاغل أن الضربات الجوية «ستستهدف معاقل هذا التنظيم في سورية ومراكزه القيادية وقدراته اللوجستية وبناه التحتية». وشدد هاغل وديمبسي على أن دولاً إقليمية ستساعد في جهود تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة».

 

وسأل السيناتور الجمهوري جون ماكين هاغل إذا ما كانت واشنطن ستدعم المعارضة السورية في قتالها الأسد، فأجاب هاغل مؤكداً أن الإدارة «لن تنسق مع نظام الأسد في محاربة داعش في سورية… وأي هجوم على هؤلاء الذين يدعموننا، فإننا سنساعدهم».

 

واعتبر ديمبسي أن المستشارين العسكريين الأميركيين العاملين مع القوات العراقية قد يشاركون في مهمات قتالية ضد مسلحي «الدولة الإسلامية» إذا لزم الأمر، وخصوصاً في الجهود «لاستعادة الموصل». وأكد: «إذا وصلنا إلى مرحلة بات يتوجب فيها على مستشارينا مرافقة القوات العراقية في هجماتها ضد أهداف محددة لتنظيم الدولة الإسلامية، فإنني سأوصي الرئيس بالسماح بذلك».

 

وتتعارض تصريحات ديمبسي مع تصريحات الرئيس باراك أوباما المتكررة والتي وعد فيها بأنه «لن يتواجد جنود أميركيون على الأرض». ويعمل نحو 300 مستشار عسكري أميركي حالياً مع القوات العراقية النظامية، كما من المقرر إرسال 300 مستشار عسكري آخر خلال الأيام المقبلة، وفق «فرانس برس».

 

وفي دمشق، ذكرت وكالة «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد استقبل أمس «فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي مبعوث رئيس الوزراء حيدر العبادي». وتابعت أن الأول وضع الأسد «في صورة آخر تطورات الأوضاع في العراق والجهود التي تبذلها الحكومة والشعب العراقي لمواجهة الإرهابيين». ونقلت عن الأسد قوله للموفد العراقي، إن «مكافحة الإرهاب تبدأ بالضغط على الدول التي تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وتدعي حالياً محاربة الإرهاب»، وإنه أبدى «ارتياحه لمستوى التعاون القائم مع القيادات العراقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية».

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن «مسؤول لبناني يتمتع بروابط قريبة مع الحكومة السورية»، أن الفياض عبّر عن استياء بغداد من استبعاد حكومة دمشق من الجهود ضد «الدولة الإسلامية». وأضاف المسؤول المطلع على فحوى محادثات الأسد مع الفياض، أن المسؤول العراقي أبلغ الرئيس السوري أن الحكومة العراقية الجديدة بزعامة حيدر العبادي ستواصل التعاون الذي كان موجوداً مع سورية خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

 

وفي نيويورك، قال السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن حكومته «تواجه الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة منذ عامين نيابة عن العالم كله». وشكك الجعفري في نيات من يقول إنه يريد محاربة الإرهاب في سورية والمنطقة، مؤكداً رفض الحكومة السورية «خرق سيادة سورية بحجة مكافحة الإرهاب». وأضاف في مؤتمر صحافي أمس، أن النجاح في ملف الأسلحة الكيماوية «تم بالتعاون مع الحكومة السورية، وهو ما يجب أن يحصل في محاربة الإرهاب»، وقال إن «جبهة النصرة سيطرت على مواقع قوة أندوف الدولية في الجولان بهدف إنشاء منطقة عازلة شبيهة بالشريط الحدودي الذي أقامته في جنوب لبنان بعد اجتياحه عام ١٩٧٨». واتهم الأمم المتحدة بالفساد وأنها «نخرها المال الخليجي القطري والسعودي».

 

وذكر ناشطون أمس أن غارة سورية أصابت قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف في ريف إدلب في شمال غربي سورية وقتلت ابنته ونائبه محمد الفيصل. وكان معروف تعهد الأسبوع الماضي بـ «انتفاضة شاملة» ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» والنظام السوري، كما أنه يخوض مواجهة ضد «جبهة النصرة» في إدلب.

 

لماذا يتوارى عناصر “الدولة الإسلامية” في الرّقة عن الأنظار؟

بيروت – رويترز

يتوارى عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) عن الأنظار في معقله السوري منذ أجاز الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه ضربات جوية أميركية ضد التنظيم في سورية.

 

لم يعد يظهر “التنظيم” في الشوارع. وأعاد نشر أسلحته ومقاتليه وخفف من ظهوره الإعلامي.

 

في مدينة الرقة، على بعد 450 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من دمشق، يقول سكان المحافظة إن “الجماعة تنقل معدات كل يوم منذ أشار أوباما في 11 أيلول (سبتمبر) إلى إمكان توسيع الهجمات الجوية على مقاتليها، بحيث تمتد من العراق إلى سورية.

 

ناشطو التنظيم الذين كانوا يردون في العادة على أسئلة على الإنترنت أغلقوا صفحاتهم. ولم يبدر رد فعل مباشر من زعماء الجماعة على أوباما، ولم يرد ذكر للكلمة التي أدلى بها الأسبوع الماضي في التسجيل المصور الذي بثه التنظيم يوم السبت الماضي لذبح الرهينة البريطاني ديفيد هينز على يد أحد مقاتلي التنظيم.

 

وبينما تسعى الولايات المتحدة الى جمع الدول في تحالف من أجل قتال “الدولة الإسلامية”، تحاول الجماعة الجهادية على ما يبدو أن تحيط استراتيجيتها بأكبر قدر ممكن من الغموض.

 

وحين واجه التنظيم ضربات جوية أميركية في العراق ترك مقاتلو الدولة الإسلامية الأسلحة الثقيلة التي جعلتهم أهدافاً سهلة وحاولوا الاندماج وسط سكان المناطق المدنية. وربما كانت الجماعة تفعل الشيء نفسه في سورية توقعاً لقصف غارات مماثلة.

 

اخلاء المباني

 

في الرقة أخلت الجماعة المباني التي كانت تدير منها شؤونها وأعادت نشر أسلحتها الثقيلة وأخرجت أسر المقاتلين من المدينة.

 

وقال أحد سكان الرقة عبر الإنترنت: “يحاولون أن يبقوا في حالة حركة”.

 

وأضاف الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه خوفاً على سلامته: “لديهم خلايا نائمة في كل مكان. ولا يجتمعون إلا في إطار محدود جداً”.

 

ووعد رئيس هيئة الأركان الأميركية اليوم الثلثاء بحملة “مستمرة ومتواصلة” على الدولة الإسلامية في سورية. وربما تكون واشنطن ترصد بالفعل مواقع التنظيم في الرقة.

 

وكان أوباما أجاز الشهر الماضي القيام بطلعات مراقبة فوق سورية، وأظهرت لقطات صورها ناشطون هذا الشهر طائرة أميركية الصنع من دون طيار وهي تحلق فوق المدينة.

والمقاتلون ليسوا في سبات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتتبع أحداث العنف في سورية إنهم أسقطوا طائرة حربية سورية قرب الرقة باستخدام مدافع مضادة للطائرات.

إلا أن رجلاً آخر، قال “تتخذ الدولة الإسلامية الآن خطوات دفاعية تكتيكية من خلال تحريك أصولها لأماكن مختلفة بحيث لا تتمركز كل أسلحتها الثقيلة في مكان واحد.”

 

ومدينة الرقة والمحافظة التي تقع بها هي القاعدة الأساسية لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية. وفي الشهر الماضي أخرج مقاتلو الجماعة آخر قوات حكومية من المنطقة حين سيطر التنظيم على قاعدة جوية.

 

ومنذ سيطرت الجماعة على مدينة الموصل العراقية في حزيران (يونيو) وسعت سيطرتها على محافظة دير الزور السورية الحدودية المجاورة.

 

وأوفت الجماعة بوعدها بـ”إعادة رسم الشرق الأوسط”، فأعلنت “الخلافة في أرض” على جانبي الحدود بين البلدين.

 

الخوف يرفع سعر الدولار

 

 

تولت الجماعة في الرقة إدارة شؤون جوانب كثيرة من الحياة المدنية، ووضعت يدها على كل شيء بدءاً من المرور وصولاً الى المخابز، في محاولة لإقامة دولة تديرها وفقاً لتفسيرها الخاص المتشدد للإسلام.

وقال احد سكان المحافظة التي كانت تؤوي نحو 200 ألف مواطن قبل الحرب الأهلية إن “التنظيم يحاول إعطاء انطباع بأن الأمور تجري كالمعتاد حتى بعد أن قلل من وجوده في الشوارع”. وأضاف “يعطون الانطباع بأنهم لا يكترثون”.

وتابع: “لا يظهرالمقاتلون بكثافة في الشوارع هذه الأيام. لا يظهرون إلا لضرورة ما. الشوارع خالية والناس قلقون وخائفون”.

وظهر بعض ناشطو التنظيم على مشارف الرقة اليوم الثلثاء. التقطت لهم صور وهم يجمعون حطام الطائرة السورية التي أسقطت ويضعونه على ظهر شاحنة ترفع راية الجماعة السوداء.

ويقول سكان المحافظة إنه منذ كلمة أوباما والمتاجر في الرقة تغلق بشكل مبكر، وقيمة الدولار الأميركي قفزت في السوق السوداء. وغادر عشرات المدينة، لكن ليس هناك ما يشير إلى هجرة جماعية.

وبينما تؤهب الدولة الإسلامية نفسها لهجوم متوقع تحاول الترويج لقضيتها بين السكان. ويعبر البعض بالفعل عن تأييده للجماعة التي جلب حكمها قدراً من الاستقرار وإن كان في صورة متشددة.

وأعاد بيان من 14 نقطة تم توزيعه في الأيام الأخيرة، تذكير السكان بـ”قواعد الدولة الإسلامية”، التي تحرم “الاتجار والتعاطي بالخمور والمخدرات والدخان وسائر المحرمات”، كما طالب النساء بأن يقرن في بيوتهن وإذا خرجن لضرورة فعليهن بالحشمة والستر والجلباب الفضفاض”.

كما حذر من أن كل من يتعامل مع حكومة الرئيس بشار الأسد سيكون مصيره القتل.

لكن البيان الذي حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة منه سعى أيضا للترويج للجماعة فقال: “سترون بحول الله وتوفيقه مدى الفرق الواسع الشاسع بين الحكومة العلمانية الجائرة التي صادرت طاقات الناس وكممت أفواههم وأهدرت حقوقهم وكرامتهم وبين إمامة قرشية اتخذت الوحي المنزل منهج حياة.”

 

وقال حسن حسن، المحلل في معهد “دلما” في أبوظبي إن “البيان ينتهج أسلوب الترغيب والترهيب”، مضيفاً: “من الوضح أنها خطوة لطمأنة الناس وتحذيرهم في ذات الوقت.”

 

لكنه قال إن حكم الرقة سيحل في المرتبة الثانية بعد النجاة من الضربات الجوية الأمريكية. وتابع بقوله إن الدولة الإسلامية “لديها دائما تلك الخطة البديلة حتى قبل إعلان خبر العمل الأميركي الوشيك. من المهم أن ندرك أن هؤلاء الناس لا يحتاجون لأن يكونوا في قواعد.”

 

وقال حسن إن الجماعة لم تصدر بعد رد فعل مناسباً. ومضى يقول “إنها تتدبر خطوتها القادمة. هذه على الأرجح طريقتها في جعل الأمور غامضة بحيث لا يعرف الناس ماذا يتوقعون.”

 

الأسد: مكافحة الإرهاب تبدأ بالضغط على من يدّعي محاربة “داعش

بيروت – رويترز، أ ف ب

قال الرئيس السوري بشار الأسد أن “مكافحة الإرهاب تبدأ بالضغط على الدول التي تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وتدّعي حالياً محاربة الإرهاب”، وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

 

وأعرب الأسد خلال إستقباله مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض عن “إرتياحه لمستوى التعاون القائم مع القيادات العراقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية”، موضحاً أن “هذا التعاون أثمر نتائج إيجابية على البلدين والمنطقة”.

 

من جهته، أكد الفياض “أهمية إزالة العقبات أمام مكافحة الإرهاب من أجل الوصول إلى منطقة يسود فيها الأمن والاستقرار”.

 

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد انتقد في وقت سابق “عدم دعوة بلاده الى المؤتمر الدولي في باريس حول التصدي لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في مقابل مشاركة دول يتهمها النظام السوري بـ”دعم الارهاب”.

 

ورفضت الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى فكرة التعاون مع سورية في قتال التنظي، وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمام مجلس الأمن اليوم الثلثاء، إن واشنطن لن تنسق مع نظام الأسد في الحرب على التنظيم”.

 

وترى الحكومات الغربية الأسد جزءاً من المشكلة وتقول إنه “يجب أن يترك السلطة”.

 

الى ذلك، حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول القادرة على التحرك من أجل حسم خطر تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)”، مضيفاً أنه “أمر حيوي أن نبقي الأولوية لحماية المدنيين”.

 

دمشق تكشف عن 3 منشآت جديدة للأسلحة الكيماوية

قالت مصادر ديبلوماسية لرويترز إن “سورية كشفت لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن ثلاث منشآت للأسلحة الكيماوية لم يعلن عنها من قبل”.

وقالت المصادر إن من بين هذه المنشآت “منشاة للأبحاث والتطوير ومختبراً لإنتاج غاز الرايسين السام”. وقالت ثلاثة مصادر إن “سورية قدمت للمنظمة قائمة بتفاصيل المنشآت الثلاث في إطار المراجعة المستمرة للترسانة الكيماوية التي كانت تملكها دمشق”.

 

استهداف قيادات “الحر”.. والمعارضة تستعيد مناطق في حماة

المدن – عرب وعالم

استهداف قيادات “الحر”.. والمعارضة تستعيد مناطق في حماة في حماة استعادت المعارضة المسلحة السيطرة على قريتي تل ملح والزلاقيات، بعد ساعات من سيطرة النظام عليها (أ ف ب)

أصيب قائد “جبهة ثوار سوريا” جمال معروف، مع عدد من القيادات، نتيجة غارة للطيران الحربي الثلاثاء، استهدفت مقر الجبهة بدير سنبل في ريف إدلب، بينما قُتلت زوجة معروف وثلاثة من أبنائه، ونائبه محمد فيصل. في حين ضرب صاروخ من نوع أرض-أرض، أطلقته قوات النظام، مدينة خان شيخون. وفتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على بلدة كفرسجنة.

 

وفي حماة، قصفت المعارضة المسلحة بقذائف الهاون مدينة محردة، ونفذ الطيران الحربي عدة غارات على بلدة كفرزيتا. في حين استعادت المعارضة المسلحة السيطرة على قريتي تل ملح والزلاقيات، بعد ساعات من سيطرة قوات النظام عليها، لتغلق بذلك مجدداً الطريق الواصل بين مدينة محردة وبلدة السقيلبية.

 

وفي حمص، قتل 48 شخصا بينهم 13 طفلا، و 12 مقاتلا من قوات المعارضة المسلحة، جراء تنفيذ طائرات النظام الحربية الثلاثاء، غارات على مدينة تلبيسة. وقتل في الغارات قائد “لواء الإيمان بالله” أبو حاتم الضحيك، مع أخيه قائد “كتيبة أنصار الحق” محمد الضحيك. ويعتبر “لواء الإيمان بالله” أحد أكبر فصائل المعارضة في ريف حمص الشمالي. وقتل الضحيك وأخوه أثناء اجتماع في أحد مقرات اللواء في المدينة الواقعة في ريف حمص الشمالي. وشنّ الطيران الحربي 17 غارة على تلبيسة منذ الإثنين، وتم قصفها بالصواريخ إثر التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة، بعد سيطرتها على منطقة الهلالية. وردت قوات المعارضة بقصف مواقع للنظام في بلدتي المخرم والمشرف، في الريف الحمصي.

 

وتدور معارك بين قوات المعارضة وقوات النظام تدعمها مليشيا حزب الله اللبناني، في حي جوبر الدمشقي، وسط قصف مدفعي عنيف، وتنفيذ الطيران الحربي لثلاث غارات على الحي. ويشهد حي الميدان مداهمات تنفذها قوات النظام لمنازل السكان، بينما سقطت قذائف هاون على حي التضامن، وعلى محيط منطقة المزرعة وعين الكرش وسط العاصمة. كما سقطت قذائف قرب حديقة السبكي في حي الشعلان، والعدوي، والغساني في القصاع، كذلك سقطت قذائف بالقرب من كورنيش التجارة.

 

وبلغ عدد المنضمين إلى معسكرات تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي الشرقي، 162 منذ العاشر من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، وذلك بعد إلقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابه، الذي أعلن فيه الحرب على التنظيم، وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن من بين الذي انضموا خلال الأسبوع الماضي؛ 15 من جنسيات عربية وأجنبية، بينهم 4 من حملة الجنسية الأسترالية، و147 مقاتلا سوريا من أعضاء جبهة النصرة، والكتائب الإسلامية. وكان شهر تموز/يوليو، قد شهد أوسع عملية تجنيد لمقاتلين في صفوف تنظيم الدولة، منذ الإعلان عن تأسيسه في شهر نيسان/أبريل 2013، في مدينة الرقة. حيث وثّق المرصد انضمام نحو 6300 مقاتلاً إلى معسكرات التدريب للتنظيم، في محافظتي حلب والرقة.

وقتل ستة مواطنين، جراء قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر، بالقرب من سوق الخضرة في حي طريق الباب في مدينة حلب. في حين دارت اشتباكات فجر الأربعاء، بين المعارضة المسلحة تساندها جبهة النصرة ولواء جبهة الأكراد من طرف، وتنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر، في محيط بلدة صوران أعزاز، بالتزامن مع قصف متبادل من الطرفين على مواقع الاشتباكات.

 

وفي الحسكة، قتل عشرة مقاتلين من مسلحي حي غويران، خلال اشتباكات دارت مع قوات النظام التي سيطرت على الحي، عقب وساطات من قبل بعض المشايخ والوجهاء، وتم وفقاً لها، نقل مقاتلي ومسلحي حي غويران إلى خارج مدينة الحسكة، بحضور الوسطاء.

 

اللقاحات الفاسدة.. حكومة المعارضة تتنصل

عمر العبد الله

اللقاحات الفاسدة.. حكومة المعارضة تتنصل وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة تضع احتمال حدوث خرق أمني أدى إلى وفاة الأطفال لذين تم تلقيحهم

 

لا تكاد الحكومة السورية المؤقتة تخرج من أزمة حتى تقع في أزمة أكبر منها. فبعد حجب الثقة عنها قبل أكثر من شهر، تواجه الحكومة السورية حملة شرسة تطالبها بالاستقالة ومحاسبة وزير الصحة، عدنان الحزوري، بعد وفاة ما يقارب 23 طفلاً في ريف ادلب، نتيجة تطعيمهم بلقاحات الحصبة التي وزعتها مديرة الصحة في إدلب، بعد الحصول عليها من الوزارة.

 

وتشير الأنباء الواردة من ادلب أن الوفيات تركزت في ريف معرة النعمان الشرقي في قرى جرجناز وتلمنس والشيخ بركة وسنجار وأم مويلات وصراع وسراقب، حيث كان العدد الأكبر في جرجناز التي بلغ عدد الأطفال الضحايا فيها 12 طفلاً.

 

وأعلنت الحكومة السورية المؤقتة وقف حملة التلقيح بالكامل، وفتح تحقيق لمعرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن “الجريمة”. وقال وزير الصحة عدنان الحزوري، في مؤتمر صحافي، عقده مساء الثلاثاء، في مقر مديرية التلقيح، إن الحكومة السورية المؤقتة تنتظر نتائج التحقيق الذي بدأته وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة العدل، وأن المسؤول عن مقتل الأطفال سيحاسب “كائناً من كان” حسب قول الوزير.

 

وحاول الوزير حزوري التنصل من المسؤولية بلوم المجتمع الدولي لعدم اعترافه بالحكومة السورية المؤقتة قائلاً “إن العالم لا يعترف بنا قانونياً، لذلك نحن عاجزون عن تأمين هذه الأدوية، نحن ندير العمليات من الخارج، لكن بدون اعتراف دولي بنا لا نستطيع فعل شيء”.

 

وأشارت وزارة الصحة عبر بيان نشرته على حسابها الرسمي في “فاسبوك” الى أن “مصدر هذه اللقاحات هو منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع اليونيسيف، وأن اللقاحات يتم حفظها وتخزينها بالطرق المتبعة عالميا، ورجحت الوزارة في بيانها الى احتمال وجود خرق أمني من قبل النظام السوري”، الأمر الذي أثار موجة واسعة من الاستنكار في صفوف النشطاء والأهالي، الذين اعتبروا أن اتهام النظام كذبة تحاول الحكومة من خلالها التنصل من المسؤولية.

 

وكان فريق عمل الحصبة التابع لوزارة الصحة قد أعلن أنه قام بتلقيح 15000 طفل في دير الزور و12000 طفل في ادلب، وأن الوفيات انحصرت في مركز جرجناز والمراكز التابعة له، ولفت في بيان له إلى أن اليوم الأول للحملة شهد تلقيح ما يقارب 1500 طفل في مركز جرجناز دون تسجيل أي وفيات أو حالات تحسس.

 

 

وحاولت “المدن” التواصل مع الدكتور منذر خليل، مدير دائرة الصحة في محافظة ادلب، للوقوف على ملابسات القضية، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل. وكان مدير الحملة في ادلب، رفعت الفرحات، قال في تصريحات إعلامية إن “مجهولين قاموا بتلقيح الأطفال ولاذوا بالفرار على دراجات نارية”، في إشارة منه الى احتمال وجود خرق أمني أدى الى هذه الوفيات، وقال الفرحات إن الأدوية يتم حفظها وفق المعايير الدولية.

 

من جانبه، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بياناً قدم فيه التعازي لعائلات الأطفال، وتعهد بفتح تحقيق في ملابسات الحادثة ومحاسبة المسؤولين.

 

وكانت حملة تلقيح قد بدأت في أغسطس/آب الماضي في مناطق حلب واللاذقية (شمال) ودير الزور (شرق) وشملت نحو 42 ألف طفل، ولم تسجل حينها أي وفاة أو إصابة بسبب اللقاح.

 

وسبق لوزارة الصحة في حكومة المعارضة أن نفذت حملات تلقيحات ضد أمراض عديدة بالتنسيق مع منظمات دولية وأخرى غير حكومية. وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة من نقص في الخدمات الطبية، ومن نقص في الأدوية واللقاحات.

 

لقاحات حصبة ملوثة تقتل 34 طفلًا في إدلب

لميس فرحات

توفي 34 طفلًا سوريًا على الأقل بسبب تلوث لقاحات الحصبة التي تلقوها في إدلب، وتتهم المعارضة النظام السوري بتلويث اللقاحات في حادث مدبر.

 

بيروت: في بلاد تعددت فيها أساليب الموت، توفي 34 طفلًا سوريًا حتى الساعة نتيجة لقاحات حصبة ملوثة، في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا. وتتهم المعارضة مخربين من نظام الأسد بتسميم اللقاحات، في الوقت الذي يتوقع أن ترتفع فيه أعداد الضحايا.

 

حادث مدبر

 

ولقي العشرات من الأطفال في محافظة إدلب حتفهم بعد إعطائهم لقاحات ملوثة كان من الفترض أن تحميهم من الحصبة، فيما يقبع عشرات آخرون في غرف العناة المركزة في وضع حرج للغاية.

 

وهذه الحادثة المؤلمة أدت إلى موجة غضب هائلة في أوساط الأهالي الذين اتهموا المعارضة بسوء تخزين اللقاحات وعدم التأكد من صلاحيتها. لكن المعارضة السورية التي تسيطر على المنطقة أكدت أنها استلمت اللقاحات من منظمة يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية عن طريق الحكومة التركية، وأنها استخدمت الدفعة ذاتها لتلقيح 60 ألف تلميذ بنجاح خلال الأيام الأخيرة.

 

وأرجعت وزارة الصحة حالات الوفاة إلى حادث مدبر، فيما تعهد وزير الصحة في الحكومة المؤقتة عدنان حزوري بتقديم استقالته إذا أكدت التحقيقات مزاعم الإهمال. وفقًا لصحيفة غارديان البريطانية، أشارت التحقيقات الأولية إلى اختراق أمني محدود من قبل مخربين مرتبطين بالنظام، في محاولة لاستهداف القطاع الطبي الحر في سوريا من أجل نشر الفوضى.

 

ملوثة بمادة ما

 

وقال بشار كيال، وهو مسؤول صحي في المنطقة، إن الاعراض لا تشير إلى أن اللقاحات فاسدة، بل تدل على أنها ملوثة بمادة ما، مضيفًا أنه تم إرسال عينات دم إلى تركيا لتحليلها وإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة ماذا جرى بالضبط، في حين تم تعليق برنامج التلقيح.

 

وقال رئيس قسم إدلب الطبي منذر خليل إن الاطفال الذين تلقوا اللقاحات ليسوا في خطر، وإن اللقاحات التي أعطيت لهم ليست فاسدة، في إشارة إلى أن ما حدث للأطفال حادثة منفصلة وغير مرتبطة بنوعية اللقاح .

 

وأضاف: “لقد أعطينا لقاحات الحصبة لنحو 60 ألف طفل، ولم نواجه أية مشكلة، كما ان الطواقم الطبية لدينا نفذت برناج لتلقيح 252 ألف طفل من شلل الأطفال في سبع جولات، ولم كن هناك أية مضاعفات غير طبيعية”.

 

مستشار الكونغرس لـ”إيلاف”: نعتمد على المعارضة لضرب داعش في سوريا

ليال بشارة

أكد ضرورة التوازن الطائفي في مطاردة الإرهابيين

يقول المستشار لدى الكونغرس الأميركي لـ “إيلاف” إن الاستراتيجية في العراق تقوم على غارات مكثفة تقابلها عملية سياسية تضم سنة وشيعة وأقليات. أما في سوريا، فالوضع معقد مع تخوف أميركي من سيطرة جيش بشار الأسد أو عناصر حزب الله أو القوات الإيرانية على المواقع التي سيتم تحريرها من داعش.

 

خاص بإيلاف من باريس: كشف المستشار لدى الكونغرس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والارهاب وليد فارس لـ”إيلاف”، استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في كل من العراق وسوريا. وأكد فارس ضرورة تحقيق توازن طائفي في مطاردة الإرهابيين لمنع داعش من تأجيج العواطف الطائفية.

 

ولفت المستشار لدى الكونغرس الأميركي إلى وجود تفكير جريء في واشنطن مفاده أن العمليات العسكرية تنجح في ضرب البناء العسكري لأي تنظيم، إلا أنّها غير قادرة على القضاء على الوجود العقائدي المتطرف الذي عبره تعود المجموعات الإرهابية للظهور من جديد. من هنا، كان لا بد من خلق تحالف من المعتدلين، أي سنة وشيعة وأكراد وأقليات مسيحية ويزيدية، مع دعم من الدول الخليجية المعتدلة، الأمر الذي يزيد فرص نجاح الحرب على العقيدة التي يقوم عليها التنظيم المتطرف.

 

في العراق، أوضح فارس أنه سيتم تكثيف الغارات على معاقل التنظيم على أن تقابل ذلك عملية سياسية تقوم على إشراك كامل أطياف الشعب العراقي من سنة وشيعة، فضلاً عن الأقليات. أما في سوريا، فتبدو العمليّة العسكرية أكثر تعقيدًا، وذلك لغياب المعارضة المسلحة المعتدلة وواضحة المعالم، القادرة على استلام زمام الأمور في المناطق عندما يقوم التحالف الدولي بدحر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها، وسط تأكيدات أوباما بأنه لن يكون هناك تعاون أو تنسيقٌ مع نظام بشار الأسد لضرب عناصر التنظيم في سوريا.

 

ويرى فارس الامتناع التركي عن المشاركة في التحالف الدولي للقضاء على داعش “ثغرة في الائتلاف”، ويعيده إلى عدم حصول أنقرة على إيضاحات وضمانات واضحة من الإدارة الأميركية في خطتها للقضاء على التنظيم المتطرف، وسط قلق تركي من أن يكون النظام السوري هو البديل لداعش بعد إخراجه من مناطق سيطرته.

 

وكشف المستشار لدى الكونغرس لـ إيلاف عن وجود تنسيق بين الإدارة الأميركية والإيرانيين لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، فواشنطن لا تمانع التواجد الإيراني في العراق لحماية المناطق الشيعية لكنها تعارض أي مشاركة للقوات الإيرانيّة في مهاجمة داعش في المناطق السنية.

 

تبقى الإشارة إلى أن استراتيجية الرئيس الأميركي لضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية تضمنت ضرب معاقل التنظيم المتطرف في سوريا والعراق وتزويد القوات العراقية والمعارضة السورية المعتدلة بالأسلحة والاستشارات في مواجهة التنظيم المتطرف.

 

وفي ما يأتي نص الحوار مع إيلاف:

 

بعد التردد الأميركي العام الماضي في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري على إثر استخدامه السلاح الكيميائي، نرى اليوم الولايات المتحدة تضع كامل ثقلها لتشكيل تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، كيف يُمكن فهم هذا التناقض في موقف الإدارة الأميركية؟

 

عندما هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما العام الماضي بإمكانية توجيه ضربات جوية للنظام السوري على خلفية استعماله للأسلحة الكيميائية، قيل له من قبل الأخصائيين وهيئات الدفاع والاستخبارات في واشنطن أن أي عمل شامل ضد النظام السوري سيتحول إلى مواجهة مع أربعة أنظمة، وهي النظام الإيراني والسلطة في العراق والنظام السوري وحزب الله في لبنان وبالتالي فإن أوباما طلب موافقة الكونغرس، لكن القرار الأميركي آنذاك لم يكن جامعًا على مواجهة النظام السوري بالطرق العسكرية. ما أنقذ الموقف الأميركي حينها كانت المبادرة الروسية والدولية في ما بعد التي نجحت إلى حد ما في إبطال بعض من ترسانة النظام السوري الكيميائية.

 

ولكن اليوم المواجهة مع تنظيم داعش تختلف، لأن هذا التنظيم قد اجتاح ثلث العراق وسوريا وأقام دولة في الثلثين قائمة مع خبراته العسكرية والمالية وتنظيماته الإرهابية، بالإضافة إلى ممارساته لخروقات واسعة لحقوق الإنسان، ومن هنا لم يعد بإمكان الرأي العام أن يتحمل ذلك دون أن يكون هناك تحرك دولي مضاد.

 

في ما يتعلق بمواجهة تنظيم داعش، فإن الرئيس الأميركي لديه دعم الكونغرس بحزبيه الديمقراطي والمحافظ، ما يعني أن هناك موافقة أميركية تشريعية وشعبية لمواجهة هذا التنظيم، ولكن ما ليس بيدي الرئيس الأميركي هي السيناريوهات النهائية لمواجهة تنظيم داعش في سوريا.

 

ففي العراق، تعتمد الخطة كما تُناقش في لجان الدفاع والخارجية في الكونغرس على ضربات جوية مكثفة ضد معاقل داعش هناك، وتُعلل واشنطن قدراتها على إطلاق هذه الغارات بطلب رسمي من حكومة بغداد وهنا هي أوجه الاختلاف مع الوضع في سوريا.

 

تعاون مع الجيش في العراق

 

بالعودة إلى الأزمة العراقية، فإن الضربات الجوية على تنظيم داعش في العراق ستكون متزامنة مع تقدم عسكري على الأرض من قبل الجيش العراقي، ولكن هنا يجب أن يتم إصلاحه وتدريبه سياسيًا أي أن تكون هناك مشاركة سنية عراقية في الحكومة التي ستقود هذه العمليات العسكرية، وهنا تُقر الإدارة الأميركية في واشنطن من أن الجيش العراقي في أكثريته الشيعية لا يُمكن أن يقوم بعمليات عميقة ضد داعش في المناطق السنية دون ان تكون هناك مباركة عراقية سنية واضحة لذلك.

 

أما في الجبهة الشمالية، اليوم يُعتمد على قوات البشمركة الكردية، وعلى عودة الأقليات إلى مناطقهم في نينوى وسنجار.

 

المشكلة الحقيقية في سوريا، وخصوصًا أن أوباما كان واضحًا حين قال إن الولايات المتحدة لن تعمل على شراكة أو تحالف مع النظام السوري، وبالتالي سيكون الاعتماد على المعارضة المعتدلة هناك، لضرب داعش.

 

تنسيق مع المعارضة السورية المعتدلة

 

بالتالي، وفق أي معطيات سيتمَ ضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا؟

 

لا تميز الإدارة الأميركية في سوريا بين طرفين فقط، ولكن بين ثلاثة أطراف، وهم النظام السوري وتنظيم داعش والمعارضة المسلحة المعتدلة، ومن هنا من المحتمل أن يأمر الرئيس الأميركي بعمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي السورية من دون التنسيق مع النظام السوري، بل مع المعارضة السورية المعتدلة لكي تتسلم هذه المواقع التي يتمركز فيها تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن يتم ضربها، وما لا يريده الرئيس الأميركي أن تدخل قوات النظام السوري أو مقاتلو حزب الله أو القوات الإيرانية إلى المواقع التي سيتم تحريرها من مقاتلي التنظيم المتطرف.

 

إذا، العمليات العسكرية في سوريا ضد معاقل تنظيم داعش ستكون أكثر تعقيدًا بالنسبة للإدارة الأميركية، لأنه يجب أن يتم إبلاغ المعارضة السورية المعتدلة عن مواعيد ضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية أو عن الخطط، أي مشاركتهم إلى حد ما في إستراتيجية ضرب تنظيم الدولة الإسلامية .

 

المشكلة التي تعترض خطة الولايات المتحدة في سوريا أن هذه المعارضة السورية المعتدلة هي غير واضحة المعالم حتى الآن خاصة في مناطق الشمال ربما الجيش السوري الحر في جنوب سوريا له شيءٌ من الوضوح، ولكن في الشمال هناك اختلاط وتخالط ما بين تنظيم داعش وجبهة النصرة والميليشيات الإسلامية ومجموعات الجيش السوري الحر من ناحية دون أن ننسى الميليشيات الكردية وميليشيات الأقليات التي تقف إلى جانبها، ومن هنا الخارطة في شمال سوريا هي أصعب على الأرض مما هي في العراق.

 

الموقف التركي ثغرة في التحالف

 

ما سيكون تداعيات تغييب إيران وامتناع تركيا عن المشاركة في التحالف الدولي لضرب معاقل تنظيم داعش في سوريا والعراق؟

 

الموقف التركي هو الثغرة في التحالف الغربي والدولي ضد تنظيم داعش، ففي الحدود الجنوبية للعراق وسوريا هناك الأردن والسعودية، وهما منخرطتان في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية ودول أبعد هما مصر والإمارات، وهما أيضا تدعمان إلى حد ما هذا التحالف، ولكن تبقى تركيا التي لا تريد أن تكون شريكاً في حرب ضد تنظيم داعش، وهي غير متأكدة ممن سيكون البديل على الأرض، بمعنى آخر هناك قلق تركي من أنه عندما يتم ضرب تنظيم داعش فإن البديل سيكون النظام السوري وحزب الله أو أن البديل لن يكون بالضرورة مقرباً من الحكومة التركية.

 

المشكلة الأساس بالنسبة لتركيا هو توضيح المشروع الأميركي لضرب تنظيم داعش، وهذا ما لم يتم تحقيقه حتى الآن، على كل الأحوال نحن نعتقد أن الأتراك على الصعيد الإستخباراتي قد يساعدون التحالف الدولي ولكن من دون استخدام القواعد الأميركية في تركيا، وهذا سيكون معقدًا لأن الطائرات التي ستضرب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ستأتي من منطقة الخليج، ما يهدد قدرتها على الضرب المحدد لمعاقل تنظيم داعش.

 

توازن طائفي في مواجهة الارهاب

 

تحدث الرئيس الأميركي عن ضرورة انخراط المجتمعات السنية في الحرب ضد تنظيم داعش. هل هذا نابع من خشية أميركية من تحول الحرب ضد تنظيم داعش إلى حرب سنية شيعية في منطقة تعيش على وقع تنامي النعرات الطائفية؟

 

نعم، وهذا ما تقدمت به للكونغرس الأميركي، لأنه من المهم الا تسمح الولايات المتحدة لقوى عسكرية على الأرض، أكثريتها من طائفة واحدة وهي شيعية، أن تدخل مناطق سنية دون أن تكون معها قوات سنية أو غطاء سياسي سني.

 

فمع الوضع الطائفي المتفجر في الشرق الأوسط والعالم العربي، إذا لم يكن هناك توازن طائفي في مطاردة الإرهابيين سوف يعتمد تنظيم داعش على تأجيج العواطف الطائفية، فيدعي أنه يحمي المناطق السنية من خط في أكثريته شيعي، وهذا ينطبق على ثلاثة أطراف: النظام السوري وهو يُعتبر بأكثريته علوياً من قبل السنة في سوريا، والجيش العراقي هو بحالته الحاضرة يُعتبر ممثلاً لأكثرية شيعية وطبعاً القوات الإيرانية، وهنا يُمكن فهم لماذا لم تقبل الإدارة الأميركية ان يكون هناك دورٌ لا للنظام السوري ولا للقوات الإيرانية في هذه المواجهة مع تنظيم داعش.

 

تنسيقٌ مع الإيرانيين

 

الولايات المتحدة أكدت أنه لن يكون هناك تنسيقٌ مع إيران لضرب داعش، وكررت ذلك في عدة مناسبات، ولكن ما عاد وأضافه وزير الخارجية الأميركي أن إدارته ستواصل المناقشات السياسية التي بدأتها مع طهران في هذا الإطار، بالتالي هل نشهد تنسيقًا بين الإدارة الأميركية وطهران لمواجهة تنظيم داعش – على أن يكون هذا التنسيق غير علني – ببساطة لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تثير امتعاض الدول الخليجية خاصة السعودية من تحالف أميركي إيراني في هذا الصدد؟

 

يجب توضيح المعادلة، فاتفاق شراكة للهجوم على تنظيم داعش هو شيٌ، أما التنسيق مع الإيرانيين أن لا يتحركوا أو أن يتحركوا في مناطق معينة دون أخرى هو شيءٌ آخر، بما معناه أن الولايات المتحدة ترفض دخول قوات إيرانية إلى مناطق السنة في العراق. هذا هو الخط الأحمر، وهذا قد يساعد عسكرياً وطائفياً، ولكن إذا كان هناك وجود إيراني في العراق وهو على أي حال أمر واقع في المناطق الشيعية من العراق، حيث ينتشر الحرس الثوري الإيراني والاستخبارات الإيرانية، وهذا الأمر لم تعترض عليه الولايات المتحدة، بمعنى أوضح فإن واشنطن لن تعارض وجوداً إيرانيًا إذا كان لحماية المناطق الشيعية من تنظيم داعش ولكن أن تشارك القوات الإيرانية في هجوم على تنظيم داعش في المناطق السنية فهذا ما تعارضه الولايات المتحدة.

 

القضاء على العقيدة

 

يبقى التساؤل: هل حرب جديدة بقيادة أميركية في العراق قادرة على القضاء على التنظيم المتطرف؟

 

لقد رأينا في السنوات الخمس عشرة الماضية أن الحملة الأميركية والأطلسية في أفغانستان نجحت في فكفكة نظام طالبان ومحاربته ومطاردة القاعدة. هذه نجاحات عسكرية حققتها الولايات المتحدة مع قوات حلف شمالي الأطلسي، ولكن الإدارة الأميركية لم تنجح في القضاء على الشبكة العقائدية الجهادية التي سوف تعود إلى أفغانستان بعد الانسحاب، وهذا ما يُطبق أيضًا اليوم على العراق، حيث نجحت قوات التحالف في إسقاط نظام صدام حسين وفي مواجهة القاعدة لا سيما بين عامي ألفين وستة وألفين وسبعة في ما يُسمى الوثبة العسكرية، ونجحت في القضاء على الوجود الفاعل للقاعدة لمدة معينة. ما لم تتمكن الولايات المتحدة من إنجازه هو القضاء على الشبكة لذلك هناك تفكيرٌ جريءٌ في واشنطن مفاده أن العمليات العسكرية يمكنها أن تضرب بناءً عسكرياً، ولكن الحملات العسكرية غير قادرة على القضاء على الوجود العقائدي الذي عبره تعود المجموعات الإرهابية للظهور من جديد.

 

تحالف معتدل في العراق

 

من هنا كان السؤال ما إذا كان ستتمكن قوات التحالف، وهذا إذا ما نجحت الولايات المتحدة في تشكيله، من ضرب مواقع وجود تنظيم داعش كنظام وكسلطة قائمة وبالطبع هي قادرة إذا ما أرادت، ولكن السؤال الأهم هو: هل هي قادرة على اقتلاع جذور التطرف؟ أقول هنا إن اقتلاع جذور التطرف ليس من اختصاص الولايات المتحدة بل العراقيين أولاً، ويمكن تجنب ذلك بتفادي ارتكاب أخطاء سياسية، كما جرى العام الماضي عندما سيطرت على بغداد فئاتٌ سياسية قريبة من إيران قامت بإقصاء فئات سنية عربية، هذا خطأ يجب تجاوزُه.

 

أضيف أنه إذا ما تم خلق تحالف من المعتدلين، أي سنة وشيعة وأكراد وأقليات مسيحية ويزيدية، إذا ما تم ذلك يُمكن فقط عندها القول إن الحرب الفكرية على عقيدة تنظيم داعش قد تنجح لذلك من الضروري أن يكون هناك دعمٌ من دول عربية معتدلة لاحتضان وللمساعدة على تحقيق ذلك في العراق.

 

أما في سوريا، فهناك إختلافٌ لأن ضرب تنظيم داعش لا يعني إنتهاء الحرب الأهلية، ولكن إزالة مكون واحد من هذه الحرب الأهلية وعلى المجتمع الدولي أن يعمل على إنهاء هذه المواجهة بالطرق السياسية إذا كان ذلك لا يزال ممكنًا.

 

أوباما في لقاء مع ضباط العمليات ضد «داعش»

لتقييم كيفية تطبيق الجيش استراتيجيته لمكافحة التنظيم المتشدد

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم (الأربعاء)، مع الجنرالات الذين يخططون للحملة العسكرية الأميركية ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وذلك في ختام رحلة من يومين خصصت لأزمات الأمن القومي المستجدة.

 

وسيجتمع أوباما مع الجنرال لويد أوستن، رئيس القيادة الوسطى في مقرها في فلوريدا، لتقييم كيفية تطبيق الجيش استراتيجيته لمكافحة التنظيم المتشدد، التي أعلنها الأسبوع الماضي.

 

وباشرت الطائرات الأميركية المقاتلة في العراق تنفيذ تعهد أوباما بتوسيع تفويض الجيش الأميركي في مطاردة متشددي التنظيم في العراق، حيث نفذت ليل الاثنين الماضي الغارات الأولى في الحملة المشددة في محيط بغداد.

 

ولقيت جهود أوباما تأييدا جمهوريا نادرا مع دعم رئيسي كتلتي الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ لاستراتيجيته. لكن بعض المشرعين لا يزالون ينتقدونها لاعتبارها تفتقر إلى الجرأة وتعكس رغبة الرئيس الدائمة في تجنب حرب إضافية في الشرق الأوسط.

 

وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، بأن أوباما طلب زيارة قاعدة ماك ديل الجوية، حيث مقر القيادة الوسطى، بعد إلقاء كلمته في 10 سبتمبر (أيلول) الحالي، بخصوص الاستراتيجية الأميركية الجديدة لمكافحة تنظيم «داعش».

 

كما أضاف أن الرئيس «ينوي مناقشة خطة تشكيل ائتلاف دولي لإضعاف تنظيم (داعش) وتدميره».

 

كما يلتقي أوباما الذي سيلقي كلمة في أثناء زيارته إلى القاعدة، ممثلين كبارا لدول تنتمي إلى مسرح عمليات القيادة الوسطى، التي تشمل حزام الاضطرابات من جنوب آسيا إلى وسطها ثم الشرق الأوسط.

 

وأكد إرنست أن «الكثير من هذه الدول سيلعب دورا مهما في الائتلاف الدولي الذي سيقوده الرئيس ضد التنظيم».

 

48 قتيلا في غارات سورية على حمص

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ما لا يقل عن 48 شخصا لقوا حتفهم، بينهم مقاتلون للمعارضة، في قصف جوي شنته طائرات نظام الأسد حول بلدة بمحافظة حمص في وسط سوريا.

 

وقال المرصد الذي يتابع أعمال العنف في سوريا عبر شبكة مصادر، إن الغارات الجوية التي استمرت ليومين خلفت قتلى من النساء والأطفال بينهم أم وأطفالها الخمسة.

 

وتأكد أيضا مقتل نحو 10 مقاتلين من المعارضة، فضلا عن بعض القادة في القصف الذي استهدف بلدة تلبيسة إلى الشمال من مدينة حمص على الطريق السريع الرئيس بين شمال وجنوب البلاد.

 

وفي مايو (أيار) تخلى مقاتلو المعارضة عن آخر معاقلهم في قلب مدينة حمص، بؤرة الانتفاضة على نظام بشار الأسد.

 

وأضاف المرصد، أن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى نتيجة قصف تلبيسة أمس (الثلاثاء) واليوم (الأربعاء)، لأن كثيرا من المصابين وبينهم أطفال في حالة حرجة.

 

وتقول الأمم المتحدة، إن ما يربو على 190 ألف شخص قتلوا منذ بدء الصراع السوري، فضلا عن تشريد الملايين. وبدأ الصراع قبل أكثر من 3 سنوات باحتجاجات سلمية تحولت إلى حرب أهلية بعدما قمعتها الحكومة.

 

تلويح أميركي بعمليات برية.. ومسؤولون: دول عربية مستعدة للمشاركة في غارات ضد {داعش}

نيويورك: مايكل آر جوردون

كشف كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية يوم الأحد الماضي عن أن الكثير من البلدان العربية قدمت عروضا لتنفيذ غارات جوية ضد مسلحين من «داعش».

 

وقال أحد المسؤولين، الذي استخدم اختصارا يشير إلى القيادة المركزية التي تشرف على العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط: «قدمت البلدان العربية التي تتخذ تدابير نشطة وأكثر عدوانية عروضا لكل من القيادة المركزية والعراقيين».

 

وكان كيري قد قام بزيارة إلى بغداد، والأردن، والسعودية، وتركيا، والقاهرة، وهو الآن في باريس لحضور مؤتمر دولي استضافته فرنسا أول من أمس حول تقديم مساعدات للحكومة العراقية الجديدة.

 

وبينما كان كيري في جدة، انضمت 10 بلدان عربية إلى الولايات المتحدة الأميركية في إصدار بيان أيد جهود مواجهة و«تدمير (داعش)» في نهاية المطاف، بما فيها العمل العسكري الذي ستسهم فيه الدول «إذا اقتضت الحاجة لذلك». وقال مسؤولون أميركيون إنه يتعين تفسير البيان بما يوضح أن بعض، وليس كل، الدول العربية الـ10 سيكون لهم دور في الجهد العسكري.

 

من جانبه، ذكر مسؤول ثان بالخارجية الأميركية، أنه «يمكن المساهمة في الحملة العسكرية من خلال تقديم أسلحة»، مضيفا أن «أي نوع من النشاط التدريبي من شأنه أن يسهم في الحملة العسكرية».

 

وأخبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مسؤولين عراقيين، أن بلاده ستكون على استعداد لتنفيذ غارات جوية ضد «داعش» في العراق، طبقا لما أفاد به مسؤولون عراقيون رفيعو المستوى. كما قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هولندا، إن بلده «بحاجة إلى دعم جوي من جانب حلفائنا لضرب مواقع الإرهابيين في العراق».

 

من جهته، قال أيضا رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، إن بلاده ستنضم إلى الحملة الجوية، وإنها تعمل على إرسال ما يقرب من 8 طائرات من طراز «إف إيه 18» الهجومية، فضلا عن طائرة إنذار مبكر، وطائرة تزود بالوقود. وسوف تنطلق الطائرة الأسترالية من الإمارات. كما سترسل أستراليا أيضا 200 جندي، بما فيهم قوات كوماندوز، للعمل كمستشارين للجنود العراقيين وقوات البيشمركة الكردية. لكن لم يذكر مسؤولو الخارجية الأميركية أسماء الدول العربية التي عرضت تنفيذ غارات جوية.

 

وهناك سبل أخرى يمكن من خلالها أن تشارك البلدان العربية في شن حملة جوية ضد «داعش» من دون اللجوء إلى إسقاط قنابل، مثل إرسال أسلحة إلى أربيل في إقليم كردستان أو بغداد، أو القيام بطلعات استطلاعية، أو تقديم الدعم اللوجيستي. ولفت المسؤولون إلى أن العروض العربية قيد المناقشة.

 

بدوره، قال مسؤول وزارة الخارجية الأميركية الأول: «لا أريد أن أترك لكم انطباعا بأن هذه البلدان العربية لم تعرض شن غارات جوية، لأن الكثير منهم قدم هذا العرض». وأضاف موضحا: «سيكون العراق مشاركا رئيسا في هذا القرار.. ينبغي أن يكون الأمر واضح المعالم ومنظما بشكل جيد».

 

وقدم مسؤولون عراقيون بالفعل بعض الأفكار حول ما يجب أن تكون عليه الخطوة التالية. وفي الأسابيع الأخيرة ركزت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على الدفاع عن أربيل، وتأمين سد الموصل وحماية سد حديثة. ولكن العبادي طلب من الولايات المتحدة أن تتخذ إجراء على الجانب السوري ناحية الحدود العراقية – السورية من أجل حرمان «داعش» من الملاذات الآمنة الذي يتمتع به في هذه المنطقة. وطلب مسعود بارزاني، رئيس منطقة الحكم الذاتي الكردية، الشيء ذاته في مكالمة هاتفية مع كيري مساء السبت الماضي، وذلك وفقا لما أفاد به مسؤولون بوزارة الخارجية الأميركية.

 

وقال مسؤول وزارة الخارجية الأول: «طلب العراق المساعدة في المناطق الحدودية، وهو الأمر الذي ندرسه».

 

المسؤولون العراقيون لديهم خبرة طويلة في العمل مع جيش الولايات المتحدة، وقد ناشدوا الولايات المتحدة من أجل شن ضربات جوية ضد مقاتلي «داعش» في العراق قبل أشهر من قرار إدارة أوباما القيام بذلك.

 

ولكن لم تكن الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة لديها خبرة للعمل مع جيوش من الدول السنية في منطقة الخليج العربي.

 

وبينما أعربت عن استعدادها تنفيذ ضربات جوية داخل العراق، يبدو أن فرنسا لديها تحفظات بشأن قصف أهداف داخل سوريا، ولكن يبدو أن بعض البلدان العربية ليس لديها مثل هذه التحفظات. وبهذا الخصوص قال مسؤول وزارة الخارجية الأول: «أشار البعض مليّا إلى شن تلك الضربات في أماكن أخرى، ولكن، مجددا، يتعين علينا تنظيم كل تلك الأمور، لأنه لا يمكنك الذهاب للتو وقصف شيء ما».

 

ويملك العراق قوة جوية صغيرة وقدرة محدودة على شن ضربات جوية دقيقة. وقد استغل «داعش» ما وقع من ضحايا في صفوف المدنيين جراء بعض الهجمات العراقية لمحاولة حشد دعم شعبي ضد الحكومة العراقية.

 

وفي السبت الماضي سعى العبادي إلى طمأنة السنة بأن القوات العراقية لن تعرض حياة المدنيين للخطر من خلال استخدام المدفعية، أو شن ضربات جوية ضد أهداف «داعش» في مناطق مكتظة بالسكان. وقال مسؤول ثالث بوزارة الخارجية الأميركية: «إنهم يملكون قوة جوية جديدة للغاية»، في إشارة إلى الجيش العراقي، مضيفا أن «عمليات الاستهداف التي يقومون بها ليست تقريبا بنفس دقة العمليات التي نقوم نحن بها، وقد ارتكبوا بعض الأخطاء الحقيقية».

 

ويهدف جزء كبير من الحملة الجوية إلى دعم القوات المسلحة العراقية، التي ما زالت تعد في طور إعادة التشكيل، بالإضافة إلى وحدات الحرس الوطني العراقية، التي سوف تتضمن مقاتلين من العشائر السنية، ولكنها ما زالت بحاجة إلى الإنشاء. ولا يزال العمل يجري على تنفيذ برنامج البنتاغون لتدريب وتجهيز المقاومة السورية المعتدلة. وهذه المهمة، التي تستغرق وقتا طويلا لتدريب هذه القوات البرية تعد ضرورية، لأنهم بحاجة إلى السيطرة على الأراضي بعد إزاحة مقاتلي «داعش».

 

وقد استبعدت إدارة أوباما إرسال قوات أميركية برية، ولكنها ستعمل على إبطاء وتيرة الحملة من أجل احتواء وإضعاف وتدمير «داعش» في نهاية المطاف، وهي العملية التي يمكن أن تستغرق 3 سنوات، حسب ما ذكره مسؤولون الأسبوع الماضي.

 

وقال مسؤول وزارة الخارجية الأول بهذا الخصوص: «إنها ليست حرب الخليج 91»، مضيفا: «إنها مجرد حملة من نوع مختلف».

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

التحقيق بوفاة عشرات الأطفال في إدلب بلقاحات فاسدة  

قال مراسل الجزيرة في محافظة إدلب شمالي سوريا إن أربعة أطباء شاركوا في حملة تطعيم ضد مرض الحصبة توفي خلالها أكثر من ثلاثين طفلا اعتقلوا وأحيلوا إلى القضاء.

وأضاف المراسل أدهم أبو الحسام أن الأطباء الأربعة أحيلوا إلى دار القضاء التابعة لـجبهة النصرة في معرة النعمان للتحقيق معهم.

 

وتابع المراسل أن حصيلة الوفيات في صفوف الأطفال جراء حملة التطعيم التي بدأت الشهر الماضي ارتفعت إلى 33 حالة وفاة.

 

ويكتنف الغموض حالات الوفاة في صفوف الأطفال الذين تم تطعيمهم وتقل أعمارهم عن عام, خاصة في ظل تأكيد مصادر طبية بمحافظة إدلب -التي يخضع معظمها لسيطرة المعارضة- أن اللقاحات التي استُخدمت في المرحلة الأولى من الحملة مصدرها منظمة الصحة العالمية.

 

وأكد مدير حملة لقاحات الحصبة في إدلب رفعت الفرحات أمس أن اللقاحات المستخدمة مفحوصة ومراقبة منذ خروجها من مصدرها (منظمة الصحة العالمية) حتى وصولها للمحافظة وإعطاء الأطفال جرعات منها.

وقالت مصادر طبية أمس إن الأطفال الذين تلقوا اللقاحات وتوفوا إثر ذلك عانوا من التسمم والاختناق.

 

وكانت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف الوطني السوري قد أمرت بوقف المرحلة الثانية من التطعيم التي بدأت الأربعاء, كما أمرت بفتح تحقيق مستقل في الوفيات.

 

وأكدت الوزارة أمس أن حملة التلقيح الأول ضد الحصبة التي بدأت قبل شهر “تمت بأسلوب سليم ومن دون أي مشاكل”.

 

وقال الائتلاف السوري إنه تم تشكيل لجنة متابعة مشتركة بين وزارتي الصحة والعدل في الحكومة السورية المؤقتة للوقوف على أسباب الوفيات.

 

وبينما قالت مديرية صحة إدلب التابعة للمعارضة أمس إن جميع الاحتمالات تشير إلى “اختراق أمني من قبل مخربين يُرجَّح أن لهم صلة بالنظام”, أشار الأمين العام للائتلاف نصر الحريري في بيان نشر في موقع الائتلاف الإلكتروني إلى احتمال أن تكون بعض اللقاحات “فاسدة”.

 

من جهته, نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر طبية قولها إن سوء تخزين بعض اللقاحات ربما يكون السبب في وفاة عشرات الأطفال بريف إدلب.

 

وكانت حملة تلقيح قد بدأت في أغسطس/آب الماضي في مناطق حلب واللاذقية (شمال) ودير الزور (شرق) وشملت نحو 42 ألف طفل، ولم تسجل حينها أي وفاة أو إصابة بسبب اللقاح.

 

داعش “يختفي” من شوارع الرقة وأسر مقاتليه تغادر

بيروت – رويترز

يتوارى عناصر تنظيم “داعش” عن الأنظار في معقلهم السوري منذ أن أجاز الرئيس الأميركي، باراك أوباما، توجيه ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا. لم يعد يظهر “التنظيم” في الشوارع، وأعاد نشر أسلحته ومقاتليه، وخفف من ظهوره الإعلامي.

 

ففي مدينة الرقة على بعد 450 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من دمشق، يقول سكان المحافظة إن “الجماعة تنقل معدات كل يوم منذ أن أشار أوباما في 11 سبتمبر إلى إمكانية توسيع الهجمات الجوية على مقاتلي التنظيم، بحيث تمتد من العراق إلى سوريا.

 

حتى إن ناشطي التنظيم الذين كانوا يردون في العادة على أسئلة على الإنترنت أغلقوا صفحاتهم، ولم يصدر أي رد فعل مباشر من زعماء داعش على أوباما، ولم يرد ذكر للكلمة التي أدلى بها الأسبوع الماضي في التسجيل المصور الذي بثه التنظيم يوم السبت الماضي لذبح الرهينة البريطاني ديفيد هينز على يد أحد مقاتلي التنظيم.

 

وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى جمع الدول في تحالف من أجل قتال “داعش”، تحاول الجماعة الجهادية، على ما يبدو، أن تحيط استراتيجيتها بأكبر قدر ممكن من الغموض.

 

يذكر أنه حين واجه التنظيم ضربات جوية أميركية في العراق ترك مقاتلوه الأسلحة الثقيلة التي جعلتهم أهدافاً سهلة، وحاولوا الاندماج وسط سكان المناطق المدنية، وربما كانت الجماعة تفعل الشيء نفسه في سوريا توقعاً لقصف غارات مماثلة.

إخلاء المباني وإخراج أسر مقاتليه

 

وبالعودة إلى الرقة، أخلى التنظيم المباني التي كان يدير منها شؤونه، وأعاد نشر أسلحته الثقيلة، وأخرج أسر المقاتلين من المدينة. وقال أحد سكان الرقة عبر الإنترنت: “يحاولون أن يبقوا في حالة حركة”. وأضاف الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه خوفاً على سلامته: “لديهم خلايا نائمة في كل مكان، ولا يجتمعون إلا في إطار محدود جداً”.

 

إلا أن رجلاً آخر قال “يتخذ التنظيم الآن خطوات دفاعية تكتيكية من خلال تحريك أصوله لأماكن مختلفة بحيث لا تتمركز كل أسلحته الثقيلة في مكان واحد”.

 

إلى ذلك، قال أحد سكان المحافظة التي كانت تؤوي نحو 200 ألف مواطن قبل الحرب إن “التنظيم يحاول إعطاء انطباع بأن الأمور تجري كالمعتاد حتى بعد أن قلل من وجوده في الشوارع”. وأضاف “يعطون الانطباع بأنهم لا يكترثون”. وتابع: “لا يظهر المقاتلون بكثافة في الشوارع هذه الأيام. لا يظهرون إلا لضرورة ما. الشوارع خالية، والناس قلقون وخائفون”.

 

وعلى الرغم من أن بعض ناشطي التنظيم ظهروا على مشارف الرقة يوم الثلاثاء، والتقطت لهم صور وهم يجمعون حطام الطائرة السورية التي أسقطت، ويضعونه على ظهر شاحنة ترفع راية الجماعة السوداء.

 

ويقول سكان المحافظة إنه منذ كلمة أوباما والمتاجر في الرقة تغلق بشكل مبكر، وقيمة الدولار الأميركي قفزت في السوق السوداء. وغادر العشرات المدينة، لكن ليس هناك ما يشير إلى هجرة جماعية.

 

وتعتبر مدينة الرقة والمحافظة التي تقع فيها القاعدة الأساسية للتنظيم في سوريا. وفي الشهر الماضي أخرج مقاتلو داعش آخر قوات حكومية من المنطقة حين سيطر التنظيم على قاعدة جوية.

 

ومنذ سيطرة داعش على مدينة الموصل العراقية في يونيو الماضي، وسع سيطرته على محافظة دير الزور السورية الحدودية المجاورة.

 

داعش يذكر أهل الرقة: هذه شروطنا للحياة اليومية

بيروت – رويترز

منذ ما يقارب السنة يعيش أهل الرقة في سوريا تحت أنظمة تنظيم داعش الذي راح يتدخل في كافة جوانب الحياة اليومية، وفي كل شاردة وواردة، معتمداً أسلوب الترهيب والترغيب.

 

فقد تولى عناصره في الرقة إدارة شؤون جوانب كثيرة من الحياة المدنية، واضعين أيديهم على كل شيء، بدءاً من المرور وصولاً إلى المخابز، في محاولة لإقامة دولتهم وفقاً لتفسيرهم “الخاص” للإسلام.

 

إلا أن التنظيم أراد منذ أيام على ما يبدو إعادة التذكير “بالحياة الفاضلة” التي يريدها. وأصدر بياناً من 14 نقطة تم توزيعه في الأيام الأخيرة، لتذكير السكان بـ”قواعد دولة الخلافة” التي تحرم “الاتجار والتعاطي بالخمور والمخدرات والدخان وسائر المحرمات”.

 

كما طالب النساء بأن يقرن في بيوتهن وإذا خرجن لضرورة فعليهن بالحشمة والستر والجلباب الفضفاض”.

 

إلى ذلك حذر من أن كل من يتعامل مع حكومة الرئيس بشار الأسد سيكون مصيره القتل.

 

لكن البيان الذي حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة منه سعى أيضا للترويج للجماعة فقال: “سترون بحول الله وتوفيقه مدى الفرق الواسع الشاسع بين الحكومة العلمانية الجائرة التي صادرت طاقات الناس وكممت أفواههم وأهدرت حقوقهم وكرامتهم وبين إمامة قرشية اتخذت الوحي المنزل منهج حياة”.

 

وتعليقاً على هذا البيان، قال حسن حسن، المحلل في معهد “دلما” في أبوظبي “إنه ينتهج أسلوب الترغيب والترهيب”، مضيفاً: “من الواضح أنها خطوة لطمأنة الناس وتحذيرهم في ذات الوقت”.

 

رهينة سابق لدى داعش: لهذا لم يبد فولي خائفا قبل ذبحه

العربية.نت

شرح المراسل الحربي الفرنسي، ديدييه فرانسوا، أسباب عدم ظهور التوتر على رهائن داعش قبل ثوان من ذبحهم.

 

والصحافي الفرنسي ديدييه كان رهينة في سوريا لدى تنظيم داعش، وقدم شهادته هذه بناء على مشاهداته، بحسب صحيفة “الديلي ميل”.

 

يقول فرانسوا “تُظهر الرهائن في أشرطة فيديو إعدام داعش الهدوء، لأنهم لا يدركون أنهم على وشك الموت”.

 

وقال فرانسوا إن السجناء تعرضوا للتهديد مع عدم التنفيذ “عدة مرات”، حيث قام المتشددون من داعش بعمليات وهمية توحي بإمكانية الصلب دون التنفيذ.

 

وتعليقا على سبب بقاء الرهائن، بينهم البريطاني ديفيد هاينز، هادئين حتى ثوان قبل وفاتهم، قال الصحفي: “إنهم لا يدركون أن هذه المرة كان الأمر حقيقياً”.

 

وكشف فرانسوا بعد الإفراج عنه أن التعامل مع فولي كان الأعنف، لأن المتشددين وجدوا معه صورة لأخيه بالزي العسكري الأميركي.

 

المقاتلون الأجانب.. كابوس أوروبا

دبي – بديع يونس، باريس – فرانس برس

بعد بريطانيا يعمل الفرنسيون على مشروع قانون لإقراره في الأيام القليلة المقبلة من شأنه أن يحد ولو قليلاً من التأثيرات الأمنية التي قد يحملها المقاتلون الأجانب لدى عودتهم من جبهات القتال في سوريا أو العراق.

 

من هنا يمكن القول إن الشغل الشاغل للأوروبيين في هذه الأيام هي مسألة “المقاتلين الأجانب”، فداعش بعيد جغرافيا عن الأراضي الأوروبية، إلا أن امتداده الفكري في عصر العولمة والتكنولوجيا قرّب المسافات، إن لم يلغِها.

 

وبات التخوف أكبر من انتشار التطرف داخل الأراضي الأوروبية عبر مجندين ومسوّقين للمفهوم “الإرهابي” ضمن الشرائح المجتمعية الهشة اجتماعيا واقتصاديا وماديا، إلى جانب مسألة عودة المقاتلين الأجانب الى بلدانهم بخبرات عسكرية وعقلية متطرفة تصل إلى مفهوم ثقافة الموت في مجتمعات الحياة.

 

إذن فإن انضمام الأوروبيين الى التحالف الدولي للقضاء على داعش هو من باب حماية أمن القارة العجوز القومي أولا.

 

ويأتي هذا فيما تشير تقارير استخباراتية إلى أن أعداد المقاتلين الأجانب في صفوف داعش تقارب نصف مقاتلي التنظيم.

 

وفي هذا السياق يعمل الأوروبيون خصوصا على ملف المقاتلين الأجانب منعاً لعودة هؤلاء الى بلادهم والقيام بأعمال إرهابية فيها. كما يتم العمل على منع غيرهم من السفر الى العراق وسوريا للانضمام الى القتال.

 

بريطانيا مؤخرا عملت على قانون يحظر مؤقتا عودة المقاتلين البريطانيين وهم بالمئات، في موازاة حديث تشريعي – سياسي دائر في الأروقة البرلمانية والقانونية حول سحب الجنسية من كل الأشخاص المتورطين في أعمال إرهابية قبل عودتهم الى البلاد، حتى لو كانوا بريطانيين لا مجنسين.

 

أما في فرنسا فقانون جديد يتوقع أن يبصر النور قريبا بعد إقراره في الجمعية العمومية الفرنسية ويرمي إلى منع إداري للخروج من الأراضي الفرنسية لأي مرشح في كونه يفكر في الذهاب للقتال في سوريا والعراق.

 

ومن المفترض أن يخضع مشروع القانون الذي يستهدف أيضا الإرهاب عبر الإنترنت للتصويت في قراءة واحدة بعد مناقشات اليوم الأربعاء.

 

ويمكن أن يعمل بمنع الخروج هذا لمواطن فرنسي “فور توفر أسباب جدية حول إمكانية أن يكون يخطط للانتقال إلى الخارج بهدف المشاركة في نشاطات إرهابية وجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، أو على مسرح عمليات مجموعات إرهابية، وفي شروط قد تجعله خطراً على الأمن العام بعد عودته إلى الأراضي الفرنسية”.

 

ويسري هذا المنع لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد لمدة سنتين، ويؤدي إلى سحب الجواز فوراً وبطاقة الهوية من الشخص المعني، على أن يحصل على إيصال يوازي بطاقة هويته.

 

أما في حال صدور قرار المنع بحق أي شخص، يتم إبلاغ نظام المعلومات في شينغن. كما يعاقب كل خرق لهذا المنع صاحبه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ودفع غرامة بقيمة 45 ألف يورو، ويكون سبباً لتوقيف الذين يعودون في حال نجحوا بالوصول إلى سوريا.

 

وحسب وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازينوف، فإن حوالي 930 فرنسيا ضالعون في العمل ضمن شبكات تنشط في سوريا والعراق (350 على الأرض، و180 توجهوا إلى سوريا، و170 مروا عبر الترانزيت إلى المنطقة، و230 لديهم ميل للسفر)، وهو رقم “تزايد 74% خلال ثمانية أشهر”.

 

فيسك: سوريا طلبت رسمياً من أميركا التعاون ضد داعش

العربية.نت

نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريرا عن الحملة العسكرية التي تعد لها الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، وموقف الرئيس السوري بشار الأسد منها.

 

فأعلن روبرت فيسك في مقال له أن سوريا طلبت رسميا من الولايات المتحدة التعاون الاستخباراتي والعسكري لإلحاق الهزيمة بعدوهما المشترك، تنظيم داعش.

 

وأضاف أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيرفض هذا الطلب، ولكن ذلك يسبب له حرجا، خصوصا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نبه إلى أن قصف أي مواقع في سوريا مثلما تخطط له واشنطن، سيكون “اعتداء على سيادتها”.

 

وذكر فيسك أن رسالة دمشق وجهها رئيس البرلمان السوري إلى نظيره الأميركي، ويقول فيها إن المعارضة “المعتدلة” التي وعدت واشنطن بمساعدتها وتدريبها لا تختلف عن تنظيم “داعش”، وإنها “باعت صحافيين أبرياء لتنظيم داعش ليقطع رؤوسهم”.

 

وتتهم رسالة النظام السوري السعودية برعاية المدارس التي تنشر أيديولوجية الكراهية والتكفير، وبأنها هي التي خرّجت بتيارها السلفي الوهابي جميع “الإرهابيين” الضالعين في تفجيرات 11 سبتمبر، وبوسطن، وقطع رؤوس الصحافيين الأميركيين”.

 

ويعتقد فيسك أن الرسالة من وحي خالد محجوب، وهو رجل أعمال سوري يحمل الجنسية الأميركية ومقرب من الرئيس بشار الأسد، لأنها تحمل المعاني التي يرددها محجوب بأن الحل الوحيد هو إعادة تربية “الإرهابيين” والعائلات والمجتمع على قيم الصوفية التي تنبذ العنف.

 

ويقول الكاتب إن الاستخبارات الغربية على اتصال بالاستخبارات السورية منذ أشهر لبحث سبل التعاون سريا، وهو التعاون الذي يعرضه النظام السوري الآن علنا وإن لم يتفق عليه الطرفان.

 

قتلى بينهم قائد بالمعارضة في ريف حمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل عشرات الأشخاص بينهم أحد قادة المعارضة المسلحة في ريف حمص جراء غارات جوية للقوات الحكومية استهدفت مقره في تلبيسة بريف المدينة.

 

وقتل أبو حاتم الضحيك قائد ما يعرف بلواء “الإيمان بالله” مع نحو 5 من مقاتليه وعدد أكبر من المدنيين.

 

وأسفرت غارات الطيران السوري على بلدة تلبيسة في ريف حمص عن مقتل نحو خمسين شخصا هذا الأسبوع حسبما أفاد نشطاء الأربعاء.

 

في هذه الأثناء، أصيب جمال معروف قائد “جبهة ثوار سوريا” مع عدد من قيادات الجبهة بإصابات خفيفة في غارة جوية استهدفت مقر الجبهة في إدلب.

 

وذكر ناشطون أن الغارة أدت أيضا لمقتل ابنة معروف ونائبه محمد الفيصل وإصابة عدد آخر من المقاتلين اللذين كانوا موجودين في المكان.

 

أما في حلب، شمال غربي البلاد، فقد أغار الطيران الحربي التابع للجيش السوري على مدينة الباب في ريف المدينة، وأطلق نيران رشاشاته الثقيلة على الأحياء السكنية، وفق ما ذكر ناشطون معارضون.

 

أوباما: جيشنا لن يكون له مهام قتالية في العراق ضد داعش ولن يكون هناك حرب برية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأربعاء، إن الجيش الأمريكي لن يكون له مهام قتالية في العراق، ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش.”

 

وأوضح أوباما خلال كلمة ألقاها في مقر القيادة العامة للجيش الأمريكي في تامبا بفلوريدا أن الجيش الأمريكي لن يخوض حربا برية في العراق، قائلا: “أمريكا لن تخوض حربا مرة أخرى في العراق،” لافتا إلى أن الولايات المتحدة لن تقوم بالعمل الذي يتوجب على العراق القيام به.

 

وأضاف الرئيس الأمريكي أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يشكل تهديدا على الأمن القومي الأمريكي، وأن بلاده تقود تحالف دوليا ضد داعش، مشيرا إلى أن مواجهة داعش “تتطلب قدرات أمريكا الفريدة في سبيل مساعدة دول المنطقة في هذا التصدي.”

 

داعش” يحظر تدريس الفلسفة والتاريخ والموسيقى والديمقراطية ويلغي “سوريا” من المناهج التعليمية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- لم يعد بإمكان الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، تلقي أي دروس تعليمية بمواد التاريخ أو الفلسفة، كما لم يعد بإمكانهم تعلم فنون الرسم والموسيقى، أو حتى الحديث عن الانتخابات والديمقراطية.

 

ووفق “تعميم” صدر عن “مديرية المناهج في الدولة الإسلامية”، وجهته إلى كافة المؤسسات التربوية والتعليمية في المناطق الخاضعة للتنظيم المعروف باسم “داعش”، في شمال سوريا، حصلت CNN على نسخة منه الأربعاء، تقرر إلغاء عدة مواد من المناهج التعليمية.

 

وشملت قائمة المواد المحظور تدريسها، وفق “التعميم”، مواد: التربية الفنية الموسيقية، والتربية الوطنية، الدراسات الاجتماعية، التاريخ، التربية الفنية التشكيلية، الرياضة، القضايا الفلسفية والاجتماعية والنفسية، وكذلك التربية الدينية الإسلامية والمسيحية.

 

وذكر التعميم، الذي يأتي ضمن جملة تعليمات أصدرها التنظيم “المتشدد”، الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وسوريا مؤخراً، أنه سيتم إضافة “مواد تعويضية” عن تلك المواد التي تقرر إلغاؤها بشكل نهائي، من قبل “مديرية المناهج في الدولة الإسلامية.”

 

كما تضمن “شطب جملة الجمهورية العربية السورية أينما وجدت، واستبدالها بالدولة الإسلامية”، و”طمس جميع الصور التي لا توافق الشريعة الإسلامية”، و”حذف النشيط العربي السوري أينما وجد”، وكذلك “شطب جملة وزارة التربية، واستبدالها بوزارة التربية والتعليم.”

 

وتضمنت التعليمات “عدم تدريس مفهوم الوطنية والقومية، وإنما الانتماء للإسلام وأهله، والبراءة من الشرك وأهله.. وإن بلاد المسلم هي البلاد التي يحكم فيها شرع الله”، وأن “يسد المعلم نواح النقص بالنسبة لمادة قواعد اللغة العربية، المترتبة على الحذف، بأمثلة لا تتعارض مع الشريعة، أو سياسة الدولة الإسلامية.”

 

وجاء في التعميم: “تستبدل كلمة الوطن، أو وطنه، أو سوريا، أو وطني أينما وجدت، بالدولة الإسلامية، أو دولته الإسلامية، أو بلاد المسلمين، أو الدولة الإسلامية، أو ولاية الشام..”، وكذلك “حذف أي مثال في مادة الرياضيات يدل على الربا والفوائد الربوية، أو الديمقراطية، أو الانتخاب.”

 

وتضمن البند العاشر من التعميم “حذف من مادة العلوم، كل شيء يتعلق بنظرية دارون، أو رد الخلف للطبيعة، أو الخلق من عدم، ورد كل الخلق لله سبحانه وتعالى”، وأن “يقوم المعلم بتنبيه الطلاب دائماً إلى أن قوانين الفيزياء والكيمياء هي قوانين الله في الخلق.”

 

واختتم تنظيم “داعش” تعميه بالتشديد، في بنده الـ12 والأخير، على أن “يُعتبر هذا التعميم ملزم، ويستوجب على المخالف المحاسبة”، دون أن يوضح طبيعة العقاب الذي قد يفرضه على مخالفي تعليماته.

 

رئيس الائتلاف السوري المعارض لـCNN: هناك تطابق في وجهات النظر مع الأردن حول الأوضاع الراهنة

عمان، الأردن (CNN)– قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة الثلاثاء، إن الحرب التي سيخوضها التحالف الدولي ضد تنظيم دولة الإسلام “داعش” سيشكل فرصة كبيرة لتغيير النظام السوري، فيما شدد على أن الائتلاف حريص على تدريب المعارضة السورية في مواقع سورية، متجنبا الإشارة إلى الأردن كموقع لتدريبها بالنفي أو التأكيد.

 

وجاءت تصريحات البحرة في لموقع CNN بالعربية، على هامش زيارة غير معلنة للأردن استمرت على مدار يومي الاثنين والثلاثاء، وهي الزيارة الأولى للبلاد بصفته رئيسا الائتلاف منذ انتخابه في تموز المنصرم، التقى فيها عدد من المسؤولين في الحكومة الأردنية ومسؤولين على المستوى الأمني بحسب مصادر أكدت للموقع من الائتلاف.

 

وفي سؤال مباشر للبحرة حول بحث تدريب معارضة سورية على الأراضي الأردنية، على غرار إعلان تدريب الجيش الحر في السعودية، قال: “بالنسبة لنا طموحاتنا أن يتم تدريب المعارضة السورية في سوريا.”

 

ووصف البحرة لقاءاته بالمسؤولين الأردنيين باللقاءات “الايجابية جدا،” لافتا إلى أنه تم تبادل وجهات النظر معهم حول الأوضاع الراهنة، قائلا “هناك تطابق في وجهات النظر مع الأردن وهي دولة شقيقة تحمل أعباء كبيرة وتساعد الشعب السوري للوصول إلى بر الأمان.”

 

وفي الوقت الذي لم تؤكد فيه الحكومة الأردنية رسميا اعتماد مكتب تمثيلي سياسي رسميا للائتلاف في عمان بخلاف تصريحات مسؤولين فيه لموقع CNN بالعربية في وقت سابق، علق البحرة على لك بالقول: “الائتلاف دائما كان يتبادل الزيارات مع المسؤولين في الأردن لا داعي لأن يكون هناك ممثل أو مكتب في الأردن فنحن دائما متواجدون في عقولهم بشكل متواصل في الزيارات.”

 

وفيما لم يوضح البحرة طبيعة التمثيل الجديد للائتلاف في المملكة، أضاف حول إنشاء قنصلية بديلة عن السفارة السورية لتسيير معاملات السوريين: “كما ترين أنا موجود في زيارة رسمية وقبلي جاء عدة وفود إلى هنا، هناك تواصل شبه يومي الشكليات لا تهم لكن نحن متواجدون هنا بما ستناسب مع حجم المتطلبات.”

 

وبشأن مشكلات اللجوء السوري في المملكة، قال: “طرحنا بعض المشاكل التي يعاني منها الإخوة السوريين في المملكة، وتم الأخذ بها للتواصل مع الوزارات والمؤسسات المختصة وأتطلع أن تكون كثير من المشاكل في زيارتي القادمة قد حلت.”

 

أما بشأن طبيعة دور الائتلاف المتفق عليه مع التحالف الدولي لواجهة “داعش”، أكد البحرة أن الاتفاق لم يتم للان، وأن الاستراتيجية ككل لم يتم الاتفاق عليها.

 

وبشأن إعلان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل من جدة الثلاثاء تدريب قوات من الجيش الحر في السعودية كخطوة ضمن مساهمة الائتلاف في تلك الحرب علق بالقول: “هذا الموضوع تم الاتفاق عليه قبل التطورات الأخيرة وهو ضمن برنامج دعم أقره الكونغرس الأمريكي بقيمة 500 مليون دولار.”

 

أما حول قدرة الجيش الحر على مواجهة النظام السوري جنبا إلى جنب في مواجهة ومحاربة “داعش” قال: “بالنسبة لنا سندع الحقائق تتحدث عن نفسها.. منذ الربع الأول من العام الحالي ونحن نجابه تنظيم داعش ونجابه النظام في نفس الوقت وحتى الان بنفس كمية المساعدات.”

 

وعن موقف الائتلاف من غياب الوعود الرسمية من المجتمع والتحالف الدوليين بشمول الحرب على “داعش” خطة واضحة لتغيير النظام السوري، مشيرا إلى أن الائتلاف ليس بصدد انتظار قوى أجنبية لنزع النظام السوري.

 

وأردف قائلا: “موقف المجتمع الدولي واضح من النظام السوري وهناك أكثر من 92 دولة معترفة بالائتلاف كممثل شرعي سياسي للشعب السوري، هناك دول قاطعت النظام السوري والرئيس الأمريكي باراك أوباما أوضح في خطابه مؤخرا أن النظام السوري لا يمكن أن يكون شريكا في مكافحة الإرهاب وبالتالي المواقف الدولية واضحة.. أما معركتنا نحن لا ندعي أننا نطلب من أي قوى أجنبية لتأتي وتنزع شوكنا سننزعه بأيادينا نحن وسنحقق كل ما نريده، وما نريده هو الدعم المناسب لنخوض المعركتين الآن.. والأولوية دائما لمعالجة مسببات الإرهاب والمسبب الرئيسي للإرهاب هو نظام الأسد الاستبدادي.”

 

ورأى البحرة أن الفرصة كبيرة “بالتأكيد” للاستفادة من ظروف الحرب على تنظيم الدولة التي أعلنها التحالف الدولي، وقال: “بتقييمنا كسوريين إن الخطر الرئيسي هو خطر النظام وأن خطر داعش يأتي كخطر بعده، وهي أحد الأعراض التي ظهرت من المسبب الرئيسي.”

 

سوريا: مقتل العشرات في هجوم جوي على بلدة تلبيسة

قتل 50 شخصا على الاقل في غارة جوية للقوات الحكومية السورية على بلدة تلبيسة التي تسيطر عليها المعارضة، حسبما قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.

 

وقال المرصد، ومقره بريطانيا، أيضا إن نحو عشرة من مسلحي المعارضة قتلوا.

 

وقتل 34 طفلا في مناطق تسيطر عليها المعارضة اثر مزاعم عن تلقيهم جرعة ملوثة من التطعيم ضد الحصبة.

 

وبدأ التحالف الرئيسي للمعارضة االسورية تحقيقا واوقف برنامج التطعيم الذي كان ينظمه لمحافظة ادلب.

“مذبحة مروعة”

 

وبدأت الهجمات على تلبيسة يوم الاثنين والثلاثاء. وقالت وسائل الاعلام الرسمية إن الجيش استهدف اجتماعا “لإرهابيين”.

 

ومن المتوقع ان يرتفع عدد ضحايا الهجوم حيث لم يتم الانتهاء من استخراج الجثث المدفونة تحت الركام، كما تعرض العشرات، من بينهم اطفال، لإصابات خطيرة، حسبما قال المرصد.

 

وقالت جماعة نشطاء محلية على الفيسبوك “استيقظ السكان بعد المذبحة (الاثنين) ليشهدوا مذبحة أخرى”.

 

وأضافت الجماعة إن تلبيسة كانت “مليئة بالمدنيينه والمهجرين الذين لا يعثرون على الخبز، يطاردهم قصف النظام”.

 

واظهرت تسجيلات بالفيديو رجلا يبكي بينما حمل جثة ابنه الرضيع وصورة اشخاص حول جثامين او وابنائها الخمسة.

 

نشر نشطاء صورة ماقالوا انه جثامين خمسة من افراد اسرة واحدة

 

وتقع تلبيسة على الطريق السريع الرئيسي في البلاد الذي يربط شمال سوريا بجنوبها على بعد عشرة كيلومترات شمال مدينة حمص، احد معاقل الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد.

 

وغادرت قوات المعارضة المسلحة آخر معاقلها في حمص في مايو/ايار بعد اكثر من عام من القصف والحصار.

 

وتسيطر الحكومة حاليا على معظم دمشق، على طول الطريق السريع من العاصمة الى حمص والساحل الغربي للبحر المتوسط.

“خرق امني”

 

ولم تتضح حتى الآن اسباب وفاة الاطفال في ثمان بلدات تسيطر عليها المعارضة في محافظة ادلب، ولكن اسرهم اتهم السلطات الصحية للمعارضة بعد فرز جرعات اللقاح بصورة جديدة واستخدام جرعات نفدت صلاحيتها.

 

ونفى سياسيو المعارضة مزاعم الاهمال، قائلين إنها جاءت من صندوق الطفولة التابع للامم المتحدة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية عبر الحكومة التركية.

 

وقالوا إن نفس الشحنة استخدمت بنجاح لتطعيم 60 ألف طفل في الايام الاخيرة واضافوا أن تحقيقا أوليا يشير إلى “خرق امني يرجح انه من قبل مخربين على صلة بالنظام”.

 

وادى الصراع في سوريا وما استتبعه من دمار في مؤسسات الدولة ادى الى انتشار امراض مثل الحصبة وشلل الاطفال.

 

وقتل 191 ألف شخص وشرد تسعة ملايين شخص منذ بدء الصراع في مارس / اذار عام 2011.

BBC © 2014

 

جنرال أمريكي: الضربات الجوية ليست كافية للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية

من أدريان كروفت

فيسبادن (ألمانيا) (رويترز) – قال رئيس أركان الجيش الامريكي الجنرال راي اوديرنو يوم الاربعاء ان الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وان بغداد ستحتاج الى تدريب لاعادة بناء قوات برية قادرة على “ملاحقتهم واجتثاثهم”.

 

وبعد ثلاث سنوات من انسحاب القوات الامريكية من العراق أمر الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربات جوية لوقف مقاتلي الدولة الاسلامية الذين حققوا تقدما سريعا هذ العام مع تلاشي وحدات القوات العراقية.

 

وقال أوديرنو الذي تولى قيادة القوات الامريكية في العراق من 2008 الى 2010 ان الانحياز الطائفي في الجيش العراقي وليس أوجه قصور أخرى في التدريب الامريكي هو الذي أدى الى انهيار القوات العراقية أمام هجوم مقاتلي الدولة الاسلامية.

 

ووصف أوديرنو ما حدث في العراق بأنه “محبط للغاية” وقال ان الوضع ربما كان سيصبح أفضل لو كانت القوات الامريكية بقيت في العراق “لاننا كنا سنصبح قادرين على متابعة ما يحدث هناك عن كثب.”

 

وتعمل الولايات المتحدة الان على بناء تحالف دولي واسع لمواجهة الدولة الاسلامية في العراق.

 

وقال أوديرنو لعدد محدود من الصحفيين في فيسبادن بألمانيا حيث يحضر مؤتمر الجيوش الاوروبية ان الضربات الجوية أوقفت تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق لكن هذا لن يكون “الحل النهائي”.

 

وقال “يجب ان يكون لديك قوات برية قادرة على ملاحقتهم واجتثاثهم من أجل هزيمتهم وتدميرهم ولهذا السبب يلزم التدريب كما ان قدرتنا على تدريبهم (العراقيين) على القيام بذلك هو أمر شديد الاهمية.”

 

وقال أوباما في الاسبوع الماضي انه فوض بتوجيه ضربات جوية للمرة الاولى في سوريا حيث رسخ مقاتلو الدولة الاسلامية أقدامهم في ظل الحرب الاهلية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقال أوديرنو “لا يمكن ان (نسمح) بوجود ملاذ آمن (للدولة الاسلامية) في سوريا.”

 

ومحاربة الدولة الاسلامية في سوريا أكثر تعقيدا لان الولايات المتحدة وحلفاءها معادون للرئيس بشار الاسد. والتدخل في سوريا بدون إذن الحكومة يمكن ان يعرض للخطر الطائرات الامريكية بسبب الدفاعات الجوية السورية.

 

وقال أوديرنو إن تنظيم الدولة الاسلامية “خطر على المستوى الاقليمي وأعتقد أنه خطر محتمل في المستقبل على أوروبا والولايات المتحدة ولذلك من المهم بالنسبة لنا ان نتعامل معه الان (بالتعاون) مع شركائنا الدوليين.”

 

وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة قد أثار يوم الثلاثاء احتمال قيام قوات أمريكية بدور أكبر في الحرب البرية في العراق ضد مقاتلي الدولة الاسلامية لكن البيت الابيض شدد على انه لن يتم نشر هذه القوات في مهمة قتالية.

 

وعندما سئل أوديرنو بشأن تعليقات ديمبسي قال “إننا نجري تقييما باستمرار وسنقدم أفضل مشورة عسكرية من أجل تحقيق الاهداف التي حددناها.”

 

وأضاف ان الولايات المتحدة سترحب بمساعدة دول اخري في تدريب قوات الامن العراقية بمن فيهم مقاتلي البشمركة الاكراد. واضاف “هناك بعض الدول فيما يبدو التي لديها اهتمام شديد بعمل ذلك.”

 

وقال أوديرنو انه لم يتضح ان كانت قوات أمريكية خاصة ستشارك في تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة في السعودية لكنه قال إن ذلك ممكن.

 

ونفى أوديرنو ان تكون الهزيمة الساحقة للقوات المسلحة العراقية علي أيدي مقاتلي الدولة الاسلامية ترجع الى عدم التدريب الكافي من جانب الولايات المتحدة.

 

وقال “بمرور الوقت بنى رئيس الوزراء نوري المالكي قوات طائفية لم تعد تحظى بالقبول من جانب كل أطياف الشعب العراقي. لقد وضع قادة في أماكن غير مؤهلين لها … ليس صحيحا انهم لم يتلقوا تدريبا على القتال بل رفضوا القتال أصلا.”

 

وخلال تولي المالكي السلطة هيمنت الغالبية الشيعية على القوات المسلحة العراقية مما أقصى الاقلية السنية.

 

وقال أوديرنو ان الشراكة الامريكية مع القوات المسلحة العراقية ستتوقف على كونها أكثر تمثيلا للعراقيين. وأضاف “ونحن نتطلع الى المستقبل فان قدرتنا على عمل شراكة معهم ستعتمد على اولئك الذين يمثلون حقا العراق ككل.”

 

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى