أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 17 نيسان 2018

جدلٌ حول قانونية الضربة والوجود الأميركي ودور الأسد

موسكو، نيويورك، باريس – سامر الياس، «الحياة»

 

لم يمنع تواصل الجدل حول قانونية الضربات الجوية الغربية على سورية، من تأكيد ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة لم تتضح معالمه في ظل إشارات متضاربة حول مستقبل الوجود الأميركي في سورية، ودور الرئيس بشار الأسد في العملية السياسية.

 

وفيما انتقلت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى مرحلة التحرك الديبلوماسي مجدداً بعد التحرك العسكري، وطرحت مشروع قرار «صارماً» في مجلس الأمن كان مقرراً إجراء أولى جلسات المشاورات في شأنه على مستوى الخبراء أمس، أكدت روسيا أنها تدرس مشروع القرار، بالتزامن مع هجوم مضاد حددت فيه «خطاً أحمر في سورية تعلمه واشنطن». كما نفى الكرملين وجود أزمة في العلاقة مع تركيا التي أيدت الضربة، الأمر الذي أكدته أنقرة أيضاً.

 

ويتناول مشروع القرار، الذي وُزع على أعضاء مجلس الأمن الأحد، المسارات الثلاثة المتعلقة بالأزمة السورية: السياسية والإنسانية، والأسلحة الكيماوية. وينص على «إنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة» في «الكيماوي»، و «يؤكد ضرورة تعاون السلطات السورية الكامل مع بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». كما يشدد على «ضرورة تقيد كل أطراف النزاع في سورية بالقانون الإنساني لجهة تقديم كل التسهيلات أمام وصول المساعدات الإنسانية» إلى كل المناطق، ويطالب «السلطات السورية بالانخراط في مفاوضات سورية- سورية بنية حسنة وبشكل بناء ومن دون شروط مسبقة»، بناء على الأجندة التي حددها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.

 

وفي وقت سعى حلفاء «الضربة الثلاثية» إلى الدفاع عن مشروعيتها أمام الأحزاب الداخلية المعارضة، واصل النظام حشد قواته لمعركة وشيكة ضد تنظيم «داعش» جنوب دمشق، من ضمنها مخيم اليرموك، فيما تكفّل التهديد والوعيد بمصير الغوطة الشرقية بتوقيع اتفاق لخروج المسلحين من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوباً، في اتجاه درعا وشمالاً نحو إدلب. ويُنتظر أن يُنجز اليوم اتفاق نهائي مع الجانب الروسي لخروج المسلحين من شرق القلمون، لينتهي إنجاز «طوق آمن» حول دمشق يجعلها للمرة الأولى منذ عام 2012 بعيدة من تهديدات المسلحين.

 

ومع تفهم الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سورية، شدّد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على أن «زخم المرحلة الحالية يجب استخدامه لإحياء العملية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للنزاع السوري»، وأنه «لا حلاً عسكرياً» في سورية، لافتاً إلى أن «المجلس يعتبر أن الضربات الجوية اتُخذت لهدف واحد، هو منع النظام السوري من أن يستخدم مجدداً أسلحة ومواد كيماوية لقتل السوريين».

 

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «بناء السلام ممكن في سورية، إن لم نترك البلاد في يد نظام الأسد». ودعا إلى «العمل على إطار انتقالي ودستوري»، و «التحاور مع (الثلاثي الضامن) روسيا وتركيا وإيران للتوصل إلى حل دائم». ولفت في مقابلة تلفزيونية هي أول تعليق له على الضربة العسكرية، إلى أن الهدف من ورائها «لم يكن إعلان حرب على نظام الأسد، وإنما القيام برد انتقامي على الهجمات الكيماوية ضد المدنيين». وأكد أن الضربة «كانت ضرورية لإعطاء صدقية للأسرة الدولية».

 

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام البرلمان أمس إن قرار الضربة كان من أجل المصلحة الوطنية للبلاد، موضحة: «لم نفعل هذا لأن ترامب طلب منا ذلك… فعلناه لاعتقادنا أنه الشيء الصائب، ولسنا وحدنا».

 

وصرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بأن الصراع السوري «يحتاج إلى حل يتم التوصل إليه عبر التفاوض وتشارك فيه القوى كافة في المنطقة»، مضيفاً أنه «لا يتخيل أن يكون شخص استخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه جزءاً من هذه العملية»، في إشارة إلى الأسد.

 

من جانبه، حذر رئيس مجلس الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي قسطنطين كوساتشوف من موقف روسي «أكثر صرامة» في حال تجاوز الأميركيون «خطاً أحمر» معلوماً بالنسبة إليهم.

 

وفي تصريحين منفصلين، ردّت موسكو على تصريحات لماكرون قال فيها إن الضربة الثلاثية لسورية، نجحت في الفصل بين روسيا وتركيا، وأن «دعم أنقرة للضربات الصاروخية أوضح أنها منفصلة عن روسيا». وشدد الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف على أن «الضربة لم تنجح في دق إسفين بين روسيا وتركيا»، في حين قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن علاقات تركيا مع روسيا «أقوى» من أن يكسرها الرئيس الفرنسي. وزاد في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن علاقات تركيا مع روسيا «ليست بديلاً» من علاقاتها مع حلف «ناتو» وفرنسا والولايات المتحدة.

 

كما اضطر ماكرون إلى إيضاح تصريحات قال فيها إنه أقنع ترامب «بضرورة البقاء على المدى الطويل» بعدما أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن وجهة النظر الأميركية لم تتغير، وإن ترامب يرغب في سحب قواته في أسرع وقت ممكن، لكنه لم يحدد جدولاً زمنياً لذلك.

 

فريق التحقيق في «الكيماوي» لم يتفقد دوما وموسكو تفند اتهامها بالتلاعب

بيروت، موسكو، لاهاي، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب

 

انتقل السجال بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، وروسيا والنظام السوري من جهة اخرى، إلى أروقة «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، فيما أعلن مدير المنظمة أحمد اوزمجو خلال جلسة طارئة عُقدت أمس أن «خبراء في الأسلحة الكيماوية لم يتمكنوا من الوصول الى مدينة دوما، للتحقيق في هجوم مفترض بالغاز السام». وأشار إلى أن المسؤولين الروس والسوريين «أبلغوا فريق الخبراء انه لا تزال هناك قضايا امنية معلّقة يجب الانتهاء منها قبل الانتشار».

 

وبعد يومين على ضربات غربية استهدفت مواقع سورية، توافد سفراء دول بينها فرنسا وبريطانيا وروسيا، إلى مقر منظمة حظر الاسلحة الكيماوية، الحائزة على نوبل للسلام بفضل عملها في سورية، لعقد اجتماعات خلف الأبواب المغلقة. واطلع اوزمجو الأعضاء المشاركين على كيفية انتشار فريقه الذي اُرسل إلى دمشق السبت بعد ساعات على الضربات الغربية التي دمرت ثلاثة مواقع يشتبه في أنها مرتبطة ببرنامج السلاح الكيماوي السوري.

 

وخلال الاجتماع قال المندوب الأميركي لدى المنظمة كين وارد، ان روسيا «قد تكون زارت موقع الهجوم المفترض بالغاز السام في دوما وعبثت» بالأدلة. واضاف: «نعتقد بأن الروس ربما زاروا موقع الهجوم. نشعر بالقلق ازاء احتمال ان يكونوا عبثوا به لاحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لاجراء تحقيق فعال». ونقلت وكالة «رويترز» عن كين وارد قوله في الاجتماع المغلق: «تأخر كثيراً هذا المجلس (المنظمة) في إدانة الحكومة السورية لممارستها حكم الإرهاب الكيماوي والمطالبة بالمحاسبة الدولية للمسؤولين عن تلك الأفعال البشعة».

 

ووجهت لندن اتهاماً مباشراً إلى موسكو والنظام السوري بـ»تعطيل دخول خبراء الكيماوي إلى دوما بحجة مخاوف امنية». وعزز السفير البريطاني إلى هولندا بيتر ويلسون، اتهاماته التي وجهها خلال مؤتمر صحافي، بتصريح اوزمجو في الاجتماع المغلق للمنظمة، كون المفتشين لم يتمكنوا من دخول الموقع. وأضاف أن اوزمجو قال ان «النظام السوري والروس تحدثوا عن مخاوف أمنية. لم يتمكنوا من ضمان أمن الفريق للتوجه الى دوما… ولم يتم منحه جدولاً زمنياً للزيارة».

 

وكتبت السفارة البريطانية في لاهاي على موقع «تويتر»، ان «روسيا وسورية لم تسمحا بعد بالوصول الى دوما. لا بد من الوصول من دون معوقات. على روسيا وسورية أن تتعاونا».

 

وكان متوقعاً أن يبدأ فريق تقصي الحقائق عمله الميداني أول من أمس، إلا أنه عقد اجتماعات مع مسؤولين في دمشق وسط تعتيم اعلامي من الطرفين، حول برنامج عمل الفريق.

 

إلى ذلك، دعت فرنسا خلال اجتماع المنظمة الى تمكين الخبراء من تفكيك برنامج سورية «السري» للأسلحة الكيماوية. وقال السفير الفرنسي فيليب لاليو: «الأولوية اليوم تكمن في منح اللجنة الفنية (في المنظمة) وسائل لإنجاز تفكيك البرنامج السوري». وأضاف: «نعلم جميعاً أن سورية أبقت برنامجاً كيماوياً سرياً منذ العام 2013 لدى انضمامها إلى اتفاق حظر الأسلحة الكيماوية وتدمير ترسانتها». وتابع أن «الحقائق موجودة هناك، وهم يطلقون ابشع الأكاذيب، وينفون الأمر». وسارعت موسكو إلى نفي الاتهامات الاميركية والبريطانية، إذ أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف ان موسكو «لم تفسد موقع الهجوم الكيماوي المزعوم». وقال في حديث تلفزيوني: «أنا أضمن أن روسيا لم تتدخل في مكان الحادثة».

 

وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «نعتبر الاتهامات ضد روسيا بلا أساس». وزاد أن موسكو أيدت إجراء «تحقيق حيادي»، و«دعت إلى تحقيق موضوعي. كان هذا منذ بداية ظهور معلومات (عن الهجوم)، ومن ثم فتلك المزاعم حيال روسيا بلا أساس».

 

وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة يوري يفتوشينكو، استعداد المركز لتقديم وسائل مواصلات خاصة وحراسة من الشرطة العسكرية لخبراء المنظمة في سورية. وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أوضح في تصريحات أمس انه «عقد اجتماعات مع فريق المنظمة نوقش خلالها التعاون بين الجانبين لتنفيذ المهمة المطلوبة بدقة وشفافية وحياد». وذكر أن سورية «شددت في هذه الاجتماعات على استعدادها التام للتعاون وتوفير كل التسهيلات اللازمة». وأكد مسؤولون روس أن فريق التحقيق سيدخل دوما غداً.

 

ونفت الأمم المتحدة أمس أن تكون السبب في تأخر حصول فريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الى سورية على الموافقة الأمنية لدخول بلدة دوما، بعد تقارير متضاربة عن أسباب تأخر وصول فريق المحققين.

 

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إنها «أعطت الموافقة (الأمنية) الضرورية للفريق لكي يقوم بعمله في دوما، ولم نرفض أي طلب له لكي يذهب الى دوما».

 

مفتشو «الأسلحة الكيماوية» يدخلون إلى دوما غدا

اهاي، موسكو، دمشق – رويترز، أ ف ب

 

أعلن مسؤولون روس اليوم (الثلثاء) أنه من المتوقع أن يصل فريق خبراء الأسلحة الكيماوية إلى مدينة دوما في سورية غداً،  لتقصي الحقائق بعد تقارير عن هجوم كيماوي مفترض.

 

وقال مسؤول روسي خلال مؤتمر صحافي في السفارة الروسية في لاهاي «غداً (الثلثاء) ستتفحص الأجهزة الأمنية لدى الأمم المتحدة الطرقات. ونخطط لوصول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية غداً»، موضحا ان «العمل جار لنزع الالغام من الطرقات».

 

ودانت موسكو، الحليفة الرئيسة للرئيس السوري بشار الأسد، ضربات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا العسكرية في سورية، لرفض الدول الثلاث الانتظار لحين صدور نتائج فريق تفتيش تابع إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في شأن الهجوم المزعوم قبل شن الضربات.

 

ووصل مفتشو المنظمة إلى دمشق الجمعة الماضي وكانوا يعتزمون التوجه إلى دوما التي تقع على مشارف العاصمة أمس، لكن وفد بريطانيا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قال إن روسيا وسورية لما تسمحا بدخول المفتشين.

 

وقال السفير البريطاني للمنظمة بيتر ويلسون في مؤتمر صحافي في لاهاي إن الأمم المتحدة سمحت للمفتشين بالذهاب، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى دوما لأن سورية وروسيا لم تتمكنا من ضمان سلامتهم.

 

وجاء في بيان عن الوفد البريطاني أن «إمكان الدخول من دون قيود ضرورية… على روسيا وسورية التعاون».

 

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن التأخير جاء بسبب الضربات الغربية.

 

وكان الكرملين اعتبر اليوم أن «لا أساس» لاتهام روسيا بعرقلة وصول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى مدينة دوما.

 

وصرح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: «نعتبر ان هذه الاتهامات لا أساس لها»، مؤكداً أن روسيا كانت منذ البداية «مع تحقيق محايد».

 

واكد بيسكوف أنه «منذ البداية، رفضت روسيا بشكل قاطع الاتهامات أو الاحكام المسبقة أو التي لا أساس لها» حول المنفذين المحتملين لهذا الهجوم وأعلنت تاييدها إجراء «تحقيق محايد».

 

وتعهدت موسكو «عدم التدخل» في عمل بعثة تقصي الحقائق التي وصلت سورية بدعوة رسمية من سلطات دمشق التي تنفي أي ضلوع لها بهجوم كيماوي مفترض في دوما.

 

وأفادت السفارة الروسية في لاهاي على «تويتر» بأن «روسيا تؤكد التزامها ضمان سلامة وأمن البعثة ولن تتدخل في عملها».

 

وذكر مبعوث الولايات المتحدة لدى المنظمة اليوم أن «روسيا ربما أفسدت موقع الهجوم الذي وقع في السابع من نيسان (أبريل)، وتقول منظمات إغاثة إنه أودى بحياة عشرات الرجال والنساء والأطفال.

 

وقال المبعوث الأميركي كينيث وورد: «تأخر كثيراً هذا المجلس في إدانة الحكومة السورية على ممارستها حكم الإرهاب الكيماوي والمطالبة بالمحاسبة الدولية للمسؤولين عن تلك الأفعال البشعة».

 

والتقى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دمشق لنحو ثلاث ساعات أمس في حضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري بارز.

 

وفي تلك الأثناء استعدت واشنطن لزيادة الضغط على روسيا بعقوبات اقتصادية جديدة وهدد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بإجراءات مماثلة.

 

وفي لندن وباريس، واجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات من خصومهما السياسيين لاتخاذهما قرار المشاركة في الضربات الجوية على سورية.

 

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت 105 صواريخ على أهداف قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ثلاث منشآت للأسلحة الكيماوية في سورية، رداً على الهجوم الذي يشتبه بأنه كان بالغاز السام في دوما.

 

وتحمل الدول الغربية الأسد مسؤولية هجوم دوما الذي جعل الصراع السوري الدائر منذ أكثر من سبع سنوات في صدارة الاهتمام العالمي مرة أخرى وصعد من مواجهة ديبلوماسية مع الكرملين. وتنفي الحكومة السورية وحليفتها روسيا الضلوع في هجمات من هذا النوع.

 

كانت دوما، التي تقع في الغوطة الشرقية، أحد آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب دمشق. ووقع الهجوم المزعوم فيها وسط حملة حكومية شرسة لاستعادة السيطرة على المنطقة.

 

وستلقي رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بياناً في البرلمان اليوم في شأن قرارها، وستكرر تأكيدها على أن القوات الموالية للأسد هي المسؤولة عن الهجوم على الأرجح.

 

ووفقاً لمقتطفات من خطابها، ستقول ماي إنه لم يكن بوسع الحلفاء الانتظار «لتخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن هجمات الأسلحة الكيماوية». لكن ستنهال عليها الأسئلة عن سبب عدم سعيها للحصول على موافقة البرلمان على العمل العسكري وهو قرار تقول هي ووزراؤها إنه كان بدافع الحاجة إلى التحرك بسرعة.

 

وياتي ذلك، بعد بدء اجتماع طارئ للمنظمة في لاهاي اليوم، في جلسة مغلقة لبحث الهجوم المفترض على دوما في السابع من نيسان (ابريل) الماضي، الذي اوقع 40 قتيلا.

 

وتضم المنظمة 192 عضواً، لكن اجتماع اليوم يشمل اعضاء المجلس التنفيذي الـ 41، ودعا اليها رئيسه الحالي سفير بنغلادش شيخ محمد بلال «لبحث الاستخدام المفترض لاسلحة كيماوية» في سورية.

 

النظام والروس نحو السيطرة على جنوب دمشق والقلمون

موسكو – سامر إلياس

 

اقترب النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون والروس من استكمال طوق آمن حول كامل مدينة دمشق، بعد الانتهاء من تهجير سكان الغوطة الشرقية من الرافضين للعودة تحت سيطرة النظام، توالت اتفاقات المصالحة في ريف دمشق الجنوبي، ومنطقة القلمون الشرقي لتجنيب المنطقة سياسة الأرض المحروقة كما حصل في الغوطة وقبلها داريا والمعظمية والزبداني وبلودان. وفي غضون ذلك بدا أن النظام حسم أمره لاقتحام مناطق الحجر الأسود والقدم ومخيم اليرموك على أن تتصدر فصائل فلسطينية مقربة منه تنفذ العملية في المخيم.

 

ووسط قطع الاتصالات والتشويش على منطقة الضمير أكدت مصادر في اللجنة المدنية المفاوضة مع النظام في الضمير التوصل إلى اتفاق مبدئي، يضمن عدم اجتياح قوات النظام المدينة التي يقطنها نحو 100 ألف مدني منهم نازحون من الغوطة الشرقية.

 

وأفادت مصادر متطابقة «الحياة» أن تفاصيل الاتفاق النهائي سوف تناقش اليوم «الثلثاء»، وتتضمن «عدم السماح للميليشيات الإيرانية دخول المنطقة، والاقتصار على مركز يتبع الشرطة العسكرية الروسية للإشراف على الأمن في المدينة»، وأن مفاوضات اليوم سوف تتطرق إلى «إعداد الراغبين في الخروج ووجهتهم».

 

وبالتوازي، من المنتظر أن يحسم اليوم مصير المفاوضات حول مصير منطقة شرق القلمون (شمال وشمال شرقي دمشق). وفي اتصال مع «الحياة» أكد فارس المنجد مدير المكتب الإعلامي لقوات «الشهيد أحمد العبدو»، كبرى المجموعات المسلحة المعارضة في المنطقة، أن «لقاء حاسماً سوف يعقد اليوم مع الجانب الروسي» وتنحصر الخيارات بين التهجير للمقاتلين وعائلاتهم وغير الراغبين في العودة إلى العيش تحت سيطرة النظام، أو لا يثقون بالضمانات الروسية. ورجحت مصادر مقربة من المفاوضات بين اللجان الأهلية والجانب الروسي أن «يتم التوصل إلى اتفاق يضمن عدم اجتياح النظام هذه المناطق، وإخراج مقاتلي الفصائل إلى شمال سورية». ويقطن نحو 800 ألف مدني في مدن وتجمعات سكنية أهمها الرحيبة والناصرية والعطنة والمنصورة.

 

وفي مناطق الجنوب أعلنت مواقع معارضة التوصل إلى اتفاق بين النظام والمقاتلين في مدن يلدا وببيلا وبيت سحم، ويتضمن الاتفاق خروج مقاتلي «أبابيل حوران» إلى ريف درعا، فيما يتجه «أحرار الشام» و «لواء شام الرسول» و «جيش الإسلام» إلى شمال سورية.

 

ومع تواتر الأنباء عن حشود عند بوابات مخيم اليرموك جنوبي دمشق، حذرت مديرة تحرير موقع «بوابة اللاجئين الفلسطينيين» عتاب الدقة التي توثق أوضاع الفلسطينيين في الصراع السوري من أوضاع صعبة يعيشها نحو 1500 عائلة فلسطينية اختارت أو أجبرت على البقاء في المخيم، وكذلك 12 ألفاً في يلدا وببيلا»، وأعربت عن قلقها من «مصير مجهول ينظر هذه العائلات في جولة الصراع الوشيكة بين داعش والنصرة من جهة والنصرة من جهة أخرى». وحضت الدقة منظمة التحرير الفلسطينية على «التحرك لحماية العائلات المحاصرة في المخيم الذي يرمز لتمسك اللاجئين بحلم العودة». وقبل اندلاع الصراع كان يقطن نحو مليون شخص المخيم، منهم نحو 125 ألف فلسطيني.

 

وبثت مواقع مؤيدة للنظام حشوداً عند «دوار البطيخة» في المدخل الشمالي الشرقي للمخيم، وتظهر فيه دبابات إضافة إلى مقاتلين. وفر مئات الفلسطينيين بعدما اجتاح «داعش» المخيم من منطقة العروبة في بداية أبريل (نيسان) 2015. وينتشر حالياً نحو 4000 مقاتل من «داعش» في مخيم اليرموك والحجر، ويسيطر التنظيم على معظم مناطق المخيم فيما يسيطر تنظيم نحو 135 مقاتلاً من «النصرة» على مساحة صغيرة تمتد من المشروع إلى ساحة الريجة. أعرب ناشطون في المخيم في حديث مع «الحياة» من «تدمير شامل في المخيم مع حشود النظام وحلفائه من جهة وحفر داعش أنفاقاً»، وقدر الناشطون «حجم الدمار الحالي بنحو 30 في المئة من أبنية المخيم في شارع فلسطين وشارع حيفا». وأشاروا إلى أن «عدد الفلسطينيين في صفوف داعش لا يتجاوز 200 مقاتل في لواء الأنصار».

 

وفي المقابل من المتوقع أن يتصدر لواء القدس الذي يضم نحو 4000 مقاتل منهم نحو 500 مقاتل فلسطيني ، وفصائل فلسطينية أخرى المشهد لمحاربة «داعش» نظراً إلى خصوصية المخيم الرمزية.

 

فرنسا تدعو إلى مفاوضات في مجلس الأمن حول سورية بـ«حسن نية»

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب

 

دعت فرنسا اليوم (الإثنين) أعضاء مجلس الأمن لبدء مفاوضات بـ«حسن نية» حول قرار في خصوص سورية، يشمل للمرة الأولى ملفات الأسلحة الكيماوية وحماية المدنيين والتوصل إلى تسوية سياسية في النزاع الذي دخل عامه الثامن.

 

وأعلن سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر عقد اجتماع أوليّ لخبراء يمثلون أعضاء المجلس حوالى الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش.

 

وأكد أن المناقشات يجب أن تجرى «بحسن نية وفي أجواء جيدة»، لكن لا يوجد «إطار زمني محدد» لطرح مشروع قرار للتصويت.

 

وقال للصحافيين: «ما نوّد أن نفعله هو البدء في مفاوضات مثمرة وجادة وواقعية (…) مع أعضاء مجلس الأمن كافة».

 

وتابع أن «الهدف من هذا القرار واضح: من أجل أن يبدأ مجلس الأمن مجدداً عملاً جماعياً للتعاطي مع الملف الكيماوي وحماية المدنيين والعمل على تسوية سياسية للنزاع السوري».

 

وهي المرة الأولى منذ بدء النزاع في سورية في العام 2011 يتم فيها طرح مشروع قرار يشمل القضايا الثلاث كافة.

 

وبمبادرة من فرنسا ودعم أميركي وبريطاني، طرح مشروع القرار السبت، بعد أقل من 24 ساعة على شن الدول الحليفة الثلاث ضربات ضد مرافق سورية رداً على هجوم مفترض بالاسلحة الكيماوية في دوما في 7 نيسان (ابريل) الجاري.

 

ويدعو مشروع القرار إلى تشكيل هيئة مستقلة للتحقيق وتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية. كما يطلب تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية السوري تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

 

وتتضمن فقرات أخرى من مشروع القرار الدعوة لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الانسانية من دون شروط واعادة إحياء مباحثات السلام في جنيف.

 

الدفاعات السورية تسقط صواريخ اخترقت أجواء حمص

دمشق – أ ف ب، رويترز

 

أسقطت الدفاعات الجوية السورية ليلة (الاثنين – الثلثاء) صواريخ استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص، وفق ما افادت وكالة «الانباء السورية» (سانا).

 

وقالت الوكالة في خبر عاجل: «الدفاعات الجوية السورية تسقط صواريخ اخترقت الأجواء في ريف حمص»، ولم تدل بمزيد من التفاصيل، في حين وصف التلفزيون الرسمي السوري الهجوم الصاروخي بـ «العدوان»، من دون ان يحدد الجهة التي تقف خلفه.

 

وعرض التلفزيون السوري صوراً لصاروخ تم اعتراضه فوق قاعدة الشعيرات الجوية، فيما قال الإعلام الحربي التابع لجماعة «حزب الله» اللبناني إن «الدفاعات الجوية السورية اعترضت ثلاثة صواريخ استهدفت مطار الضمير العسكري شمال شرقي العاصمة». ولم يذكر التلفزيون السوري شيئا عن هذه الضربة.

 

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان دوي انفجارات ضخمة قرب مطار الشعيرات العسكري في حمص، وأخرى في منطقة القلمون الشرقي قرب دمشق، حيث يقع مطارا الضمير والناصرية العسكريين.

 

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنه لم تسقط أي صواريخ على المطارات العسكرية الثلاثة.

 

وأشارت مصادر في المعارضة إلى أن مطار الضمير قاعدة جوية رئيسة استخدمت في حملة عسكرية كبيرة سيطر خلالها الجيش السوري بدعم روسي على منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية إنه «لا يوجد نشاط عسكري أميركي في تلك المنطقة حالياً».

 

وردا على سؤال في شأن الهجوم الصاروخي، أجاب ناطق عسكري إسرائيلي: «نحن لا نعلق على مثل تلك التقارير».

 

وكانت قاعدة الشعيرات الجوية هدفا لهجوم أميركي بصواريخ كروز في العام الماضي، رداً على هجوم كيماوي قتل ما لا يقل عن 70 شخصاً، بينهم أطفال في بلدة خان شيخون الخاضعة للمعارضة المسلحة.

 

فرنسا ترجح اختفاء الأدلة من موقع هجوم دوما

باريس: قالت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء، إنه من المرجح بشدة أن تكون أدلة اختفت من موقع هجوم يعتقد أنه كيماوي في دوماالسورية مضيفة أنه يجب السماح لمفتشي الأسلحة الدوليين بدخول الموقع بشكل كامل وفوري.

 

وكان مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سافروا إلى سوريا الأسبوع الماضي لتفتيش الموقع ولكن لم يسمح لهم بعد بدخول دوما الواقعة الآن تحت سيطرة الحكومة السورية بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها.

 

وقالت وزارة الخارجية في بيان “حتى اليوم ترفض روسيا وسوريا السماح للمفتشين بدخول موقع الهجوم”.

 

وتابعت “من المرجح بشدة أن تكون أدلة وعناصر ضرورية اختفت من الموقع″. (رويترز)

 

لودريان يتوعد بالرد بالطريقة ذاتها على أي هجوم كيميائي جديد في سوريا

باريس: أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء أن “كل المؤشرات تحمل على الاعتقاد” بأن سوريا لم تعد قادرة على صنع أسلحة كيميائية لكن في حال استخدمت مثل هذه الأسلحة مرة جديدة، فلن تتردد فرنسا وحلفاؤها في توجيه ضربات جديدة.

 

وأوضح لودريان ردا على سؤال خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة “فرانس إينفو” أنه “في آب/ أغسطس 2013 تعهد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد بتدمير مجمل ترسانته الكيميائية (…) لكن يتبين أنه لم يدمر كل ما لديه”.

 

وتابع “يظهر جليا لبشار الأسد أنه لو حصل أن اجتاز هذا الخط الأحمر مرة جديدة، فإن الرد سيكون بالطبع مماثلا”.

 

وأكد أن “المسألة هي مسألة السلاح الكيميائي. لم نعلن الحرب على بشار الأسد أو حلفائه. كل ما قمنا به هو التحرك بحيث لم يعد السلاح الكيميائي مستخدما، ولا يضاف هوله إلى محنة الشعب السوري”.

 

وختم “حين تقطع فرنسا تعهدات (…) فهي تفي بها. وإذا لم يتم الإلتزام بهذه التعهدات، فسوف نضرب لفرض احترامها”.

 

وأعرب عن أمله على غرار ما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أن تمهد الغارات الجوية التي نفذها الطيران الأمريكي والفرنسي والبريطاني ليل الجمعة السبت على مواقع تابعة لنظام دمشق ردا على هجوم كيميائي مفترض على مدينة دوما قرب دمشق اتهم الغرب سوريا بتنفيذه، لحلحلة عملية التسوية السياسية المتعثرة حاليا للنزاع السوري برعاية الأمم المتحدة. (أ ف ب)

 

بريطانيا تتهم موسكو بإخفاء آثار الهجوم الكيميائي… وروسيا: لجنة التقصي في دوما الأربعاء

ردود فعل أمريكية وتركية مناقضة لتصريحات الرئيس الفرنسي حول سوريا

عواصم ـ من هبة محمد ووكالات: اتهمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، النظام السوري بمحاولة إخفاء آثار الهجوم الكيميائي في مدينة دوما، بغوطة دمشق الشرقية، وذلك بالتعاون مع حليفته روسيا.

وقالت في إفادة برلمانية أمس الإثنين: «النظام السوري يعمل مع روسيا على إخفاء حقيقة الهجوم الكيميائي القاتل». وأضافت أنّ «لندن لم تشارك في الضربات الثلاثية في سوريا امتثالا لأوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل بمقتضى المصلحة الوطنية».

وأردفت بالقول « الهجوم الكيميائي على دوما عار على الإنسانية، والنظام السوري استمر في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه بعد هجوم خان شيخون (في أبريل/ نيسان 2017)».

وفي السياق، أكدت ماي أن الضربات الثلاثية لا تهدف إلى الانخراط في «الحرب الأهلية أو تغيير النظام (السوري) بل لوقف استخدام السلاح الكيميائي». ولفتت إلى تعمد روسيا «عرقلة تشكيل آلية للتحقيق بالهجمات الكيميائية في مجلس الأمن».

كما أفادت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنّ لجنة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لم تدخل بعد إلى مدينة دوما، وسط خشية بريطانية من أن روسيا تحاول محو آثار في موقع الجريمة في دوما بالغوطة الشرقية، حيث كان مقررا أن تبدأ اللجنة تحقيقا في الهجوم الكيميائي الذي نفذته قوات نظام بشار الأسد هناك. في وقت تتوالى فيه الشهادات المروعة حول ما حصل إثر الهجوم الكيميائي على دوما. بينما دعت فرنسا لتفكيك برنامج سوريا «الكيميائي السري».

وجاء في بيان لمدير عام المنظمة، أحمد أوزوموتجو، أمس، عقب اجتماع للمجلس التنفيذي (مكون من41 عضوا من أصل أعضاء المنظمة الـ192)، وذلك لبحث أبعاد وتداعيات الهجوم، من شأنه بحث استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما السورية. وذكر البيان أنّ «مسؤولين روسا وسوريين أبلغوا فريق لجنة تقصي الحقائق بعدم إمكانية دخوله إلى دوما إلا بعد الانتهاء من بعض القضايا الأمنية العالقة (دون تحديد طبيعتها)». وفي السياق، أشار بيان «حظر الأسلحة الكيميائية» إلى «عرض السلطات السورية على فريق تقصي الحقائق مقابلة 22 شاهد عيان بعد استقدامهم إلى دمشق».

هذا ونفت الولايات المتحدة وتركيا الاثنين التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول سوريا مؤكدتين، خلافا لما صرح به، أن مواقفهما لم تتغير.

وقال إيغور كيريلوف المسؤول في وزارة الدفاع الروسية في مؤتمر صحافي في مدينة لاهاي أمس الاثنين إن خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيتوجهون إلى مدينة دوما السورية يوم الأربعاء.

هذا وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد ردود فعل تركية وأمريكية بعد قوله السبت، إنه «أقنع» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم الانسحاب من سوريا.

وأضاف «قبل عشرة أيام قال الرئيس ترامب إنّ الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سوريا، لكننا أقنعناه بضرورة البقاء هناك (…) أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء مدة طويلة».

لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز استبعدت أي تغيير في السياسة الأمريكية، الأمر الذي اضطر ماكرون للتطرق للأمر مجددا صباح الاثنين.

وقالت ساندرز إن «المهمة الأمريكية لم تتغير. قال الرئيس بوضوح إنه يريد أن تعود القوات الأمريكية في أقرب وقت ممكن» إلى الولايات المتحدة.

وتابعت «نحن عازمون على سحق تنظيم الدولة الإسلامية بالكامل وخلق الظروف التي تمنع عودته. وبالإضافة إلى ذلك، نتوقع أن يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الإقليميون مسؤولية أكبر عسكريا وماليا من أجل تأمين المنطقة».

أما بشأن تركيا فقال ماكرون إن التعليقات الصادرة عن أنقرة بعد الضربات تعني أنها لم تعد على انسجام بشأن هذه الأزمة مع روسيا وهو ما رفضته أنقرة بشدة.

وقال ماكرون «بهذه الضربات وهذا التدخل، تمكنا من التفريق بين الروس والأتراك… الأتراك أدانوا الضربات الكيميائية ودعموا العملية التي نفذناها».

ورد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بقوله خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ «نحن نفكر بشكل مختلف لكن (علاقاتنا مع روسيا) ليست ضعيفة إلى درجة يمكن للرئيس الفرنسي أن يقوضها».

وأضاف أن ماكرون أخطأ في تقديره وأن انقرة «تتوقع تصريحات تليق برئيس» وأن على ماكرون أن يعبر عن نفسه بطريقة «أكثر جدية». بدوره أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الضربات «لم تحدث انقساما» بين موسكو وانقرة.

 

نظام الأسد يعلن ثم ينفي تعرض قاعدة الشعيرات لقصف صاروخي

دمشق- واشنطن: نفت مصادر عسكرية  للنظام السوري  أنباء عن هجوم صاروخي في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، تردد أنه استهدف قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص.

 

وقالت المصادر إنه تم تفعيل الدفاعات الجوية السورية، لكن تبين أن ذلك ناجم عن “إنذار كاذب”.

 

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام  أفادت بأن الدفاعات الجوية اعترضت بعض الصواريخ المزعومة. وتم في وقت لاحق سحب تقارير مماثلة بثها التلفزيون الحكومي من نشرات الأخبار.

 

وردا على تلك الانباء، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أنه لا يوجد نشاط عسكري أمريكي قرب مدينة حمص “في الوقت الراهن”.

 

وكانت تلك القاعدة الجوية قد تعرضت لضربة صاروخية من جانب الولايات المتحدة العام الماضي ردا على هجوم مزعوم بغاز السارين على بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سوريا، وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل أكثر من 80 شخصًا.

 

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات منسقة على أهداف للحكومة السورية يوم السبت الماضي، في أعقاب هجوم كيماوي مزعوم على مدينة دوما على مشارف دمشق في السابع من نيسان/ أبريل الجاري. (د ب أ)

 

بعد تهديد روسي بالحرب… اتفاق على تهجير أهالي مدينة الضمير في ريف دمشق

دمشق- «القدس العربي»: توصلت فصائل المعارضة العاملة في مدينة الضمير شمال شرقي العاصمة السورية دمشق، إلى اتفاق مع الجانب الروسي يقضي بخروج المقاتلين والمدنيين الرافضين عقد «مصالحة» مع النظام السوري، من المدينة، ورجحت مصادر عسكرية ان تكون الوجهة إلى مدينة جرابلس في ريف حلب، مقابل تسليم المدينة التي تضم نحو 100 ألف مدني للنظام السوري.

مصدر عسكري مشارك في العملية التفاوضية من قيادة قوات «الشهيد احمد العبدو» قال لـ»القدس العربي» ان الجانب الروسي هددنا خلال الجلسة التفاوضية بالحرب او تسليم المدينة، مشيراً إلى ان اللجنة اتخذت قرارها بخروج المقاتلين من اجل تجنيب المدنيين مآلات جيرانهم في مدينة دوما القريبة، وتحييد المدينة ويلات العدوان الروسي والسوري الذي اذا ما تحقق لن يوقفه احد، كما حصل في الغوطة الشرقية.

ونص الاتفاق على تسوية أوضاع من يشاء من العسكريين مع اعطائهم مهلة ستة أشهر لتسوية أوضاعهم، بينما يلتحق المنشقون بقطاعهم العسكري خلال أسبوع من توقع الاتفاق، ويجري ذلك وسط فتح المدينة امام الشرطة العسكرية الروسية التي ستدخل مدينة الضمير لمتابعة تطبيق بنود الاتفاق وحفظ الامن.

رئيس المجلس المحلي في مدينة الضمير «فراس اللحام» أوضح لـ «القدس العربي» ان «العوامل التي سرعت التوصل إلى الاتفاق هو ضغط النظام السوري على الحاضنة الشعبية لفصائل الثورة، ودب الرعب، عبر تحليق منخفض للمقاتلات الحربية وخرق جدار الصوت وإلقاء القنابل المضيئة، الامر الذي أثار مخاوف الأهالي من عودة القصف والمواجهات العسكرية، ولا سيما بعد مجزرة الكيميائي في مدينة دوما».

وسيكون يوم الخميس المقبل، موعد انطلاق أولى القوافل من مدينة الضمير حسب اللحام، مرجحاً ان تكون الوجهة إلى جرابلس، وقد تتفاوت اعداد الخارجين من المدينة ما بين 1500 إلى 2000 شخص، حسب المصدر. وقال ان النظام السوري يسعى عبر أزلامه داخل المدينة إلى تجنيد ميليشيات مناصرة له وتأسيس قوة عسكرية يضمها إلى قواته وميليشياته، وخاصة من الضباط والجنود المنشقين والشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية، وذلك عبر اغرائهم بالمكاسب والضمانات بعد تسوية أوضاعهم.

وكانت لجنة المفاوضات التي تضم ممثلي عن كل من «جيش الإسلام وقوات الشهيد احمد العبدو والمجلس المحلي» قد أعلنت في وقت سابق توصلها لاتفاق اولي مع ممثلي النظامين الروسي والسوري، حول مصير المدينة، وبلدات القلمون الشرقي التي ينتشر فيها إضافة إلى الفصائل المذكورة كتائب تابعة لحركة أحرار الشام.

 

مراقبون يقرأون سيناريوهات المسار السياسي ما بعد الغوطة: المعارضة متشائمة وروسيا ترسم الحل السياسي بالأدوات العسكرية

إسطنبول – «القدس العربي»: بات واضحاً أن ما جرى في الغوطة أدخل المعارضة السورية وتحديداً شقها السياسي في مرحلة قد يكون من الصعب تجاوزها، فخسارة المعارضة لهذه المنطقة الاستراتيجية، رسم صـورة سـوداء لأفـق الحـل السيـاسي.

ويرى مراقبون أن خسارة المعارضة لورقة الضغط المهمة المتمثلة بالغوطة والتي كان من شأنها تحقيق مكاسب مهمة على طاولة المفاوضات السياسية، يمهد لانتصار سياسي للنظام بموازاة التقدم العسـكري الذي أحـرزه علـى الأرض.

لكن مقابل ذلك، ينظر بعض المراقبين إلى أن من شأن ما جرى في الغوطة أن يعزز من فرص نجاح الحل وفق مسار أستانة الذي تقوم عليه الدول الضامنة الثلاث (تركيا، روسيا، إيران). وكل ذلك يضعنا أمام العديد من التساؤلات عن مستقبل الحل السياسي، وتحديداً المسار الأممي منه المتمثل بمسار جنيف.

وفي هذا السياق، لم يخف المتحدث باسم هيئة التفاوض المعارضة يحيى العريضي تشاؤمه من مستقبل العملية السياسية، مشيراً في حديث خاص مع « القدس العربي» إلى مواصلة روسيا فرض الحل العسكري، متسائلاً «هل هذا هو نهج العالم المتحضر، وهل الحل بإرغام الأهالي على ترك منازلهم». وذكر العريضي أن روسيا تحاول فرض حل سياسي لكن بأدوات عسكرية، لكنه بالمقابل اعتبر أن هذه الطريقة أثبتت فشلها، لأنها لم تفض إلى حل بعد تهجير داريا والقلمون وحلب، والآن في الغوطة.

وأضاف أن كل ما يجري في جنيف وفي أستانة وسوتشي وغيرها من المحطات السياسية هو جزء من حراك الحل السياسي، معتبراً أن النهج العسكري هو النهج الغالب من قبل الاحتلال الروسي، لفرض الحل وتسميته حلاً سياسياً فيما بعد.

ورأى العريضي أنه «في حال حددت الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران) اللجنة الدستورية، فذلك يعني أن هناك قراراً رسمياً تم التوافق عليه على تدويل القضية السورية بشكل كامل، ما يعني غياب القرار عن طرفي الصراع السوري (النظام والمعارضة).

واستدرك قائلاً إن «معطيات الواقع تشير إلى أن التقسيم بات واقعاً في سوريا، لكن كل هذه المعطيات لن تؤدي إلى حل، وهي محاولة لنسف الجوهر الأساسي للقضية الأساسي، وحقيقة أن هناك شعباً أراد جرعة من الحرية من نظام ديكتاتوري إرهابي».

واعتبر الكاتب السوري أحمد الرمح، أن ما جرى في الغوطة هو نتاج تفاهمات بين الدول ذات الشأن في الحالة السورية، وأوضح لـ «القدس العربي» أن التفاهمات تمت بين روسيا وتركيا وإيران من جانب، وبين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن، ما بعد مؤتمر سوتشي بوجود المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، كما يعتقد الرمح.

وحسب الرمح، فإن مسار أستانة والمفاوضات للأزمة السورية ااختصر على البحث في سلة الدستور التي يجري العمل خلف الكواليس على طبخها» .

وأضاف بقوله «نستطيع القول إن الحل في سوريا في طريقه للنهاية ضمن هذه الأسس والتفاهمات التي يتم العمل عليها ما بين الدول الضامنة مع الدول الأخرى الفاعلة، وبالتالي نحن أمام مرحلة صراع سياسي قادمة». ورأى الرمح أن على المعارضة أن تكون حاضرة ومتفهمة لمتطلبات المرحلة المقبلة، وإلا فإن النظام سيحقق نصراً سياسياً بعد أن تفوق عسكرياً.

 

الدبلوماسية الإيرانية: قبل خسارة أوراقنا السورية يجب المقايضة بها مع الغرب

«وول ستريت»: ماتيس منع تنفيذ خطة ترامب لضرب قواعد إيران وميليشياتها

محمد المذحجي

لندن – «القدس العربي»: كشفت صحيفة أمريكية أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، منع تنفيذ خطة الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، لضرب قواعد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها.

فيما كتب موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من الخارجية الإيرانية أنه يجب على طهران قبل خسارة أوراقها في سوريا، أن تدخل في مفاوضات جدية مع اللاعبين الرئيسيين في الساحة السورية وأن تقايض بها للحفاظ على مصالحها وصيانة أمنها القومي وإبعاد الخطر الغربي.

وأفادت «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن معارضة جيمس ماتيس حالت دون قصف مواقع تموضع القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، وأنها أفسدت خطة ترامب. وأضافت أنه تم اقتراح ثلاثة سناريوهات للتعامل مع أزمة استخدام الأسلحة الكيمياوية في غوطة دمشق الشرقية، ألا وهي تدمير قدرات النظام السوري الكيميائية بالكامل، أو تدمير المواقع السيادية للنظام والمراكز القيادية للجيش السوري، أو استهداف مواقع القوات الإيرانية والروسية والميليشيات، فضلاً عن استهداف مراكز النظام والجيش السوريين.

وأوضحت المصادر أن ترامب تحت ضغوط البنتاغون وخاصةً جيمس ماتيس تراجع عن الخطط التصعيدية ضد إيران، وأن القرار اتخذ على توجيه 100 صاروخ فقط لاستهداف مراكز محددة فقط.

وأكدت بأن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، دعمت وبقوة موقف ترامب لقصف مواقع القوات الإيرانية، لكن معارضة ماتيس منعت ذلك بدعوى أن الرد الإيراني سيكون خطيراً.

وعلى صعيد ذات صلة بالموضوع، نشر موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية مقالاً عنوانه «هجوم على سوريا؛ رسالة إلى إيران»، وكتب أن الهدف الرئيسي من ضرب سوريا من قبل التحالف الثلاثي (بالإشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية وفرنسا)، هو توجيه رسالة حازمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا الاتحادية، فضلاً على وضع واشنطن ترتيبات جديدة مع لندن وباريس تحت غطاء الملف السوري.

وأعرب المقال عن قلقه إزاء التأثير السلبي لإعلان تركيا دعمها لقصف سوريا، على مسار مفاوضات سوتشي وأستانة، فضلاً على أن المزيد من التقارب بين واشنطن وأنقرة بسبب الضوء الأخضر الأمريكي للجيش التركي لدخول مدينة عفرين شمالي حلب. واعتبرت «الدبلوماسية الإيرانية» استخدام الولايات المتحدة قواعدها في قطر والأردن وتركيا بأنها رسالة أمريكية لإيران، وأنها محاصرة بهذه القواعد.

وأوضح أن ما يستدعي المزيد من القلق هو أن روسيا لم تبد أي ردة فعل إزاء الهجوم الغربي على حليفها السوري، وأن لا موسكو ولا واشنطن تريدان المواجهة لا في سوريا ولا في أي مكان آخر بالعالم، في إشارة إلى عدم إمكانية دعم روسيا في حال تعرض إيران لهجوم غربي مماثل.

وأكد أن انسحاب أمريكا المحتمل من الاتفاق النووي سيزيد الضغوط على إيران، وأنه في حال استطاعت أوروبا إقناع ترامب بعدم الانسحاب من الصفقة النووية، أيضاً سيكون ذلك على حساب إيران، وأن الدول الأوروبية ستلتحق بواشنطن في فرض المزيد من العقوبات والضغوط على طهران.

وشدد الموقع المقرب من الخارجية الإيرانية على أنه يجب على طهران قبل خسارة أوراقها في سوريا، أن تدخل في مفاوضات جدية مع اللاعبين الرئيسيين في الساحة السورية وأن تقايض بها للحفاظ على مصالحها وصيانة أمنها القومي وإبعاد الخطر الغربي قبل فوات الأوان، خاصةً وأن دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر للتعاون مع روسيا وإيران في الملف السوري.

 

«القدس العربي» تحصل على شهادات مروعة حول اللحظات الأولى لمجزرة «كيميائي دوما»

النظام السوري: أهالي دوما قتلوا بـ «الغبار» لا «الكيميائي»

هبـة محمـد

دمشق – «القدس العربي» : أنتج النظام السوري عبر قناة «الإخبارية» الرسمية فيلماً وثائقياً، حمل عنوان «دوما كواليس الكيميائي»، وبثت القناة التابعة للنظام السوري الفيلم بعد الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية، ضد مواقعه الكيميائية في دمشق وخارجها، كما قدمت القناة عدداً من الأطباء والممرضين الذين قاموا بتسوية أوضاعهم في دوما، كـ «شهود» موالين لرواية نظام الأسد. رواية منتجي الفيلم، بأن أهالي مدينة دوما، قتلوا جراء «الغبار» الناتج عن عمليات القصف، ولم يقتلوا بالغازات السامة، في الهجوم الذي وقع في 7 نيسان/أبريل، والذي راح ضحيته وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان 55 مدنياً، بالإضافة إلى آلاف المصابين.

وقال «موفق نسرين»، وهو أحد الممرضين الذين كانوا يتواجدون في دوما، إبان الهجوم الكيميائي، وأحد شهود العيان للأسد والروس: في السابع من شهر نيسان/أبريل الحالي، قمنا بإسعاف الجرحى، بعد استهداف الأبنية السكنية، وأن حريق في أحد الأبنية اندلع نتيجة القصف، وبدأت حالات الاختناق تتوافد إلى النقطة الطبية. وأضاف «نسرين»: لم يكن هنالك قصف كيميائي، بل حالة هلع بين الأهالي، بعد أن بدأ يصرخ أحدهم « كيميائي كيميائي»، ونفى جميع من ظهر في التسجيل المصور استخدام الكيميائي في دوما. وحسب رواية الممرض، والذي ظهر في أحد التسجيلات وهو ينقذ طفلة أصيبت بالغازات الكيميائية، بان الطفلة كانت مصابة بـ «الربو» وفق وصفه لا بالكيميائي!

منظمة «هيومن رايتس ووتش» اعتبرت بدروها، أن الهجوم الكيميائي ضد مدنيين في دوما يشكل جريمة حرب تحمل بصمات النظام السوري، وقال المدير التنفيذي للمنظمة، كينيث روث، خلال تصريحات لوكالة رويترز: روسيا تشارك النظام السوري المسؤولية الجنائية جراء استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما.

كما تحدث أحد الأطباء «شهود الأسد وروسيا»: أن تراباً أصفر ملأ بعض الأبنية، نتيجة انفجار الكتل الترابية، عازياً حالات الاختناق لنزول الغبار إلى الملاجئ وسوء التهوية فيها. وقال شهود الأسد المستخدمون في الوثائقي: إن عناصر من الدفاع المدني، روجوا للأمر، ولم يكونوا يعلمون بأن هنالك «تصويراً» لأعمال الإنقاذ، وفق قولهم. بدوره، قال أحد الأطباء الذين غادروا دوما، في عمليات التهجير الأخيرة نحو الشمال السوري: «بعض الذين ظهروا في وثائقي الأسد، نعرفهم جيداً، وهم ينكرون ما يعلمون، ويكذبون ما شاهدته أعينهم، وما فعلوه من عمليات إنقاذ للأطفال والنساء الذين أصيبوا بالضربة الكيميائية». وأضاف الطبيب، الذي فضل حجب اسمه: «هؤلاء الشهود، مجبرون على دفع ثمن عودتهم لمصالحة الأسد، ويدفعون فاتورة بقاء تحت سلطة الروس في الغوطة، وأن كل ما قالوه هو محض كذب وتلفيق للحقيقة التي يدركونها حق اليقين».

وقال الطبيب لـ «القدس العربي»: الشاهد الذي ارتكز عليه النظام السوري، والذي يدعى خليل الجيش، وهو مقيم في الإسعاف، وهو من الدرجة الثالثة من الأطباء، أما بشار نصر الله، فهو طبيب غير مختص، تعلم جراحة الأوعية الدموية في مدينة دوما، والطبيب محمد عيون، وهو مقرب جداً من خليل الجيش، ويعتبر من أنصار جيش الإسلام بقوة، قبل تسوية أوضاعه في دوما مع النظام السوري، أما «محمد داوود»، فهو خريج المعهد الطبي، قسم التخدير في مشفى دوما، أما الطبيبة «عبير حوا» فهي طبيبة نسائية، وآخر من بقي للأيام الأخيرة في مشفى «حمدان»، وهي شديدة الخوف.

أما الطبيب «يوسف هارون»، طبيب أخصائي داخلية عصبية، ومندوب منظمة ميديكال ريليف في الغوطة الشرقية، وقد انشأ مركزين طبيين في دوما و مسرابا، وكان سابقاً مديراً سابقاً لمنظمة شام الانسانية في الغوطة.

 

شهادات مروعة

 

«القدس العربي»، حصلت على شهادات خاصة عدة من سوريين، عايشوا اللحظات الأولى من الهجوم الكيميائي على مدينة دوما في السابع من الشهر الحالي. ومن الشهادات، ما قاله مصدر محلي: المنطقة المستهدفة، هي شارع بمدينة المساكن، بالقرب من النقطة الطبية الرئيسية في دوما، والتي تحمل رقم (1)، ثم أعلن الكادر الطبي في المنطقة، عن توافد حالات اختناق كبيرة، وأن أعداداً كبيرة من المصابين تتزايد في المنطقة المستهدفة بالغازات.

وهنا، حاول العديد من المدنيين والكوادر الطبية والدفاع المدني، الوصول إلى المكان المستهدف، لكن النظام السوري، ألحق الغازات بحملة قصف هستيرية، حولت المنطقة لكتلة من اللهب.

وقال آخر: حاولت جاهداً الوصول إلى المنطقة المستهدفة، بعد هدوء الهجمات العسكرية للأسد، فوجدت رجلاً يبلغ من العمر 55 عاماً، يخرج من المنطقة المستهدفة، بحالة يرثى لها، وهو يصيح أولادي أولادي. وعندما توجهنا، إلى مكان إقامة عائلته، التي كانت موزعة ما بين الملجأ والطابق الأرضي، لنجد كامل أفراد عائلته قد توفوا، والزبد قد جف على أفواههم، ولم نعثر على أي ناجين منهم.

 

القاتل السريع

 

وقال المصدر: الرائحة كانت قريبة لرائحة الكلور السام، ولكن مع رائحة مادة أخرى، وما لاحظناه، أن الغازات المستخدمة، كانت ذات مفعول سريع للقتل، وفي الوقت ذاته تتبخر بشكل سريع، مقارنة بما عشناه في شهر آب- أغسطس من عام 2013. وقال «أحمد»، وهو أحد الذين عايشوا اللحظات الأولى للهجوم الكيميائي: «الغاز المستخدم كان قاتلاً سريعاً للغاية، حيث عثرنا على عائلة من أم لثلاثة أطفال مقتولين خلف باب منزله، حيث لم يستطيعوا مغادرة المنزل، نتيجة الغاز الذي قتلهم خلال لحظات معدودة». وأضاف، وفي المبنى ذاته، وجدنا طفلة تبلغ من العمر سبعة أعوام، بالطابق الأول، قد توفيت على عتبة درج منزلها، وعائلتها توفيت داخل المنزل.

أما «علي» وهو اسم مستعار لناشط سوري حاول إسعاف المصابين، فقال: أمام مدخل أحد الأبنية ضمن المنطقة المستهدفة، عثرنا على رجل وزوجته قد توفوا دون أن يتحركوا لمتر واحد، وكان بين يدي الزوجة، طفل عمره أشهر، وقد توفي وهو يرضع من حليبها، حيث كان الزبد قد خرج وجف من أفواههم جميعاً».

ومن الحالات التي توفيت أيضاً، سيدة سورية، كانت في مطبخ منزلها، تقوم بإعداد الفطور، لتتوفى وسطه، والزبد يغطي وجهها، وهنالك الكثير من السيدات ممن قتلوا وهم يحاولون إسعاف أطفالهم الرضع أو الصغار وإخراجهم خارج منازلهم، وفق ما قاله من عايش لحظات الموت الأولى في الهجوم الكيميائي الذي تعرضت له مدينة دوما.

 

الولايات المتحدة تطلب دعما ماليا ووحدات من دول عربية لتحل محل قواتها في سوريا

واشنطن ـ “القدس العربي”: ذكر تقرير صحافي أن الولايات المتحدة تطلب دعما عسكريا من دول عربية لإحلال الاستقرار في سوريا.

 

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الصادرة أمس الاثنين (التوقيت المحلي) استنادا إلى مصادر حكومية أنه من المفترض وفقا لهذه المطالب أن ترسل السعودية وقطر والإمارات ومصر قوات إلى شمال شرقي سوريا لتحل محل الوحدات الأمريكية هناك عقب تحقيق انتصار على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأفادت الصحيفة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون تواصل مع دول خليجية ومصر من أجل المشاركة في هذه القوات وتقديم الدعم المالي لها، وتوقع مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن تستجيب الدول العربية لطلب ترامب خصوصا فيما يتعلق بالدعم المالي.

 

وكان الرئيس الأمريكي طلب من قبل دعما ماليا بالمليارات من دول عربية من أجل سوريا.

 

ويذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شنت في ساعة مبكرة من صباح السبت ضربات على سوريا، حسبما أعلن قادة الدول الثلاث، وذلك ردا على هجوم كيميائي مميت على بلدة دوما قرب دمشق نهاية الأسبوع الماضي.

 

ويعتزم ترامب سحب قواته من سوريا في أسرع وقت ممكن.

 

وظهرت تفاصيل المبادرة بعد الضربة الثلاثية على مواقع للنظام السوري. وكان ترامب كشف عشية توجيه الضربة مطالبة دول خليجية تحمل مسؤولية أكبر، بما في ذلك المساهمة بمبالغ أكبر من الأموال.

 

وتهدف الخطة الجديدة إلى تجنب حدوث فراغ أمني في سوريا وستكون مهمة القوة العربية البديلة العمل مع المقاتلين الأكراد والعرب المحليين الذين تدعمهم الولايات المتحدة لضمان عدم قدرة تنظيم الدولة على العودة، ومنع القوات المدعومة من إيران من الانتقال إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم.

 

ما هو الوسام الذي قررت فرنسا سحبه من الأسد

أعلن مصدر في قصر الإليزيه، مساء أمس الإثنين، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بدأ إجراءات ترمي إلى تجريد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من “وسام جوقة الشرف” الذي قلّده إياه الرئيس الأسبق جاك شيراك في 2001. وقال المصدر إن “الإليزيه يؤكد أنه تم بالفعل إطلاق إجراء تأديبي لسحب وسام جوقة الشرف من بشار الأسد”.

 

و”وسام جوقة الشرف” هو أعلى تكريم على الإطلاق في الجمهورية الفرنسية ويعود تاريخه إلى نابوليون بونابرت. ومنذ إقرار هذا الوسام في فرنسا أثير جدل كبير حول الآليات المعتمدة في منحه، ولكن مع ذلك صمد مع كل الأنظمة التي عرفتها فرنسا، بحسب صحيفة “لوفيغارو”.

 

ووفق “لوفيغارو” فإنه قد كانت هناك أحيانا فضائح مرتبطة بمنح الوسام، بيد أن مكانته تعرضت للخدش في السنوات الأخيرة على الخصوص، جراء الاستخدامات المريبة بحسب الصحيفة.

 

وبحسب المصدر ذاته، جاء تخصيص الوسام، منذ العام 1802، كالتفاتة من بونابرت لتمجيد “الاستحقاق” داخل المجتمع الفرنسي الثوري، الذي سعى إلى التخلص من كافة أشكال التمييز الطبقي. وأدت الثورة إلى حظر كافة الأوسمة المرتبطة بمراتب الفروسية. كما أدت أيضا إلى إلغاء الأمر الملكي والعسكري، الذي أقره الملك لويس الرابع العشر، والذي كان بمثابة مكافأة للجنود، بغض النظر عن انتمائهم الطبقي، ويمنح بناء على استحقاقهم له فحسب.

 

ويأتي الإعلان عن عزم باريس تجريد الأسد من هذا الوسام إثر الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى نظامه، بعدما اتهمته الدول الثلاث بالوقوف خلف هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية استهدف مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية لدمشق.

 

وتعود صلاحية سحب الوسام إلى السلطة التي تمنحه، أي رئيس الجمهورية. وكان ماكرون أطلق العام الماضي الإجراء نفسه بحق المنتج الأميركي هارفي وينستين، المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية وجرائم اغتصاب.

 

ومنذ 2010 أصبح تجريد الشخصيات الأجنبية من وسام الشرف أمرا أكثر سهولة بعدما صدر مرسوم يجيز تجريد كل شخص أجنبي من هذا الوسام، إذا “ارتكب أعمالاً منافية للشرف”.

 

وبموجب هذا المرسوم سحب الوسام من الدرّاج الأميركي، لانس أرمسترونغ، والمصمّم البريطاني، جون غاليانو. أما تجريد المواطنين الفرنسيين من هذا الوسام فعملية تتم بصورة تلقائية، إذا ما حُكم على حامل الوسام بالسجن لفترة سنة على الأقل مع النفاذ.

 

روسيا تعرقل عمل محققي مجزرة دوما… وتعبث بأدلة الكيميائي

تحوّل موضوع التحقيق في الهجوم الكيميائي على مدينة دوما السورية، في السابع من إبريل/نيسان الحالي، إلى محور جديد في الخلاف الغربي الروسي، مع اتهام موسكو بعرقلة عمل لجنة التحقيق المكلفة بهذا الملف، والتي كان يُفترض أن تبدأ عملها، الأحد، فيما لم تتمكن من ذلك حتى اليوم. ويأتي ذلك بعد الضربة الثلاثية التي وجّهتها واشنطن وباريس ولندن للنظام السوري، فجر السبت، وسط إعلان بريطاني بأنها لم تكن محاولة لتغيير اتجاه الحرب السورية أو النظام.

 

واجتمعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، أمس، في حضور سفراء روسيا والمملكة المتحدة وفرنسا، لبحث التطورات السورية بعد هجوم دوما. وأطلع رئيس المنظمة، أحمد أوزومكو، خلال الاجتماع الطارئ أمس، الأعضاء المشاركين على كيفية انتشار فريقه الذي أرسل إلى دمشق، السبت، للتحقيق في هجوم دوما. لكن السفارة البريطانية في لاهاي كتبت على موقع “تويتر”، أن “روسيا وسورية لم تسمحا بعد لبعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالوصول إلى دوما”. كما أفاد السفير البريطاني إلى هولندا، بيتر ويلسون، في مؤتمر صحافي، بأن أوزومكو أعلن في الاجتماع أن المفتشين لم يتمكنوا من الدخول إلى الموقع حتى الآن. وأضاف أن أوزومكو قال إن “النظام السوري والروس تحدثوا عن مخاوف أمنية”، مشيراً إلى أن الروس والسوريين “لم يتمكنوا من ضمان أمن الوفد للتوجه إلى دوما في هذه المرحلة”، ولم يتم منحهم جدولاً زمنياً معيناً للزيارة. وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق عمله الميداني الأحد.

وفي السياق، ذكر المبعوث الأممي لدى المنظمة، كينيث وورد، أن روسيا ربما أفسدت موقع هجوم دوما وأزالت آثار المجزرة الكيميائية وعبثت بأدلتها، بما أنها دخلت دوما منذ 10 أيام، وادعت أنها لم تجد أي آثار كيميائية هناك.

 

غير أن روسيا، في المقابل، كانت تقول إنه “لا أساس” لاتهامها بعرقلة وصول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين، أمس، إن روسيا كانت منذ البداية “مع تحقيق محايد”. وتعهد بـ”عدم تدخل” موسكو في عمل بعثة تقصي الحقائق التي وصلت إلى سورية السبت.

من جهته، شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أن موسكو لم تعبث بأي أدلة على صلة بهجوم دوما. وقال لافروف لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن ما تحدثت عنه بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عن هجوم كيميائي نفّذه النظام يعتمد على “تقارير إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي”. ونفى الحديث عن هجوم كيميائي، مدعياً أن “ما حدث هو تمثيلية”. وفي السياق، أفادت السفارة الروسية في لاهاي على “تويتر” بأن “روسيا تؤكد التزامها ضمان سلامة وأمن البعثة ولن تتدخل في عملها”.

 

ولكن على الرغم من كل هذه التطمينات الروسية، تبقى التخوفات قائمة من العبث بموقع الهجوم الكيميائي، خصوصاً في ظل عدم السماح للبعثة المخولة التحقيق بالوصول إلى المكان حتى اليوم. ونقلت وكالة “فرانس برس”، أمس، عن رالف تراب، عضو ومستشار بعثة سابقة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سورية، أن إزالة الأدلة من الموقع هي “احتمال يجب أخذه دائماً في الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما إذا كان قد تم العبث بموقع الحادث”.

 

في غضون ذلك، كان وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، يقول “إن الضربة الثلاثية على سورية لم تكن محاولة لتغيير اتجاه الحرب أو لتغيير النظام هناك”. وأضاف “أخشى أن الحرب السورية ستستمر في مسارها المروع البائس. لكن العالم كان يقول (من خلال الضربات) إنه لم يعد يتحمل المزيد من استخدام الأسلحة الكيميائية”.

 

كلام جونسون جاء في لوكسمبورغ، أمس، لدى وصوله لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين أعربوا، في بيان بعد الاجتماع، عن تفهمهم للضربات الثلاثية في سورية، داعين، في الوقت نفسه، إلى إحياء العملية السياسية لإنهاء النزاع. وأعلن الوزراء “تأييدهم كل الجهود الهادفة إلى الحؤول دون استخدام الأسلحة الكيميائية”. وعلّق وزير خارجية لوكسمبورغ، يان اسلبورن “إنها عملية (عسكرية) واحدة ويجب أن تبقى كذلك”. وكان وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، صرح لدى وصوله إلى لوكسمبورغ أنه “يستحيل حل النزاع من دون روسيا”. كما قال نظيره البلجيكي ديدييه ريندرز “علينا أن نسلك مجدداً طريق حوار سياسي حول سورية مع روسيا وإيران”.

 

تحرير سوريا”تفتح مزيداً من الجبهات لتشتيت “تحرير الشام

سيطرت “جبهة تحرير سوريا” على قرية عاجل وتلتي الضبعة والنعمان وجمعيتي الفرسان والسعدية في ريف حلب الغربي، وقتلت أكثر من 20 عنصراً من “هيئة تحرير الشام” في منطقة الجمعيات السكنية، وأسرت 6 عناصر من التركستان. وانسحبت “تحرير سوريا” من معظم المواقع التي تقدمت إليها الإثنين، بعدما كبدت “الهيئة” خسائر كبيرة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

هجوم “تحرير سوريا”، وفتحها جبهات متعددة في وقت واحد ضد “الهيئة”، جاء كرد استباقي بهدف الى تشتيت الجهود الحربية التي حشدتها “الهيئة” في المنطقة. ونجح التكتيك المتبع في خلخلة صفوف “الهيئة” التي أجبرت على تحويل أنظاهرها عن جبهات دارة عزة والشيخ بركات، وهي الأهداف الأبرز لحملتها الجديدة بعد انهيار “هدنة” مؤقتة. واضطرت “الهيئة” إلى إرسال تعزيزات عسكرية لسد الثغرات في الجبهات التي كانت هادئة في منطقة الجمعيات وقرى محور الوسط.

 

لم تبدِ “تحرير سوريا” مقاومة كبيرة خلال الهجوم المعاكس الذي شنته “الهيئة” ليل الاثنين/الثلاثاء، لكي تتجنب وقوع خسائر في صفوفها، وتبادل الطرفان القصف بالأسلحة الثقيلة، ما تسبب باحتراق “معمل حميكو” في ريف حلب الغربي، واستهدف قرى وبلدات عاجل وعين جارة ومكلبيس. وطال قصف “الهيئة” كذلك محيط دارة عزة وجبل الشيخ بركات، وردت “الفرقة التاسعة” التابعة لـ”الجيش الوطني” بقصف مماثل استهدف مواقع “الهيئة” في المنطقة المحيطة.

 

وفي ريف ادلب الجنوبي ومنطقة جبل الزاوية اتبعت “تحرير سوريا” و”صقور الشام” تكتيك الهجمات المتفرقة التي استهدفت مواقع “الهيئة”. وتبادل الطرفان القصف بالهاون. وفي معرة النعمان كانت المواجهات أعنف، إذ فشلت “الهيئة” لليوم الثاني على التوالي من دخول المدينة، وخسرت عدداً من عناصرها خلال المعارك التي تركزت بشكل خاص قرب مشفى المعرة.

 

المنظمات والجمعيات التي تدعم مستشفى المعرة قررت إيقاف العمل بشكل كامل في مشفى المعرة الوطني، الإثنين والثلاثاء، وإيقاف العمل غير الإسعافي في جميع مشاريع المنظمات في الداخل، بما في ذلك مشفى المعرة الوطني، لمدة خمسة أيام.

 

وجاء في بيان المنظمات الداعمة لمستشفى المعرة: “تعتبر المنظمات الطبية المشاركة في البيان أن الاعتداءات التي وقعت على المنشآت الطبية في الآونة الأخيرة والتي تواترت بصورة خطيرة وغير مسبوقة، تعكس حالة واضحة من عدم الاحترام والتقدير للجهود الطبية المبذولة في الشمال السوري وتعريض حياة الكادر الطبي والمرضى للخطر المباشر، والأكيد وتقوض بلا شك مساعي تقديم الخدمات الطبية للمحتاجين”.

 

النظام يعلن انتهاء شهر العسل مع “داعش” جنوبي دمشق

مطر اسماعيل

على وقع القصف المدفعي والصاروخي المتقطّع منذ أيام على مناطق سيطرة “داعش” جنوبي دمشق، يستعد النظام، بدعمٍ روسيّ، لبدء معركة شاملة على أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود، ومنطقتي العسالي والمادنية في حي القدم، والجزء الجنوبي من حي التضامن، والخاضعة جميعها لسيطرة التنظيم منذ العام 2015. ويهدف النظام لاستعادة سيطرته على تلك المواقع الخارجة عن سيطرته منذ العام 2012.

 

ودفع النظام بعد سيطرته على الغوطة الشرقية، بتعزيزات ضخمة إلى محيط الجنوب الدمشقي، تضمّنت دبابات وعربات بي ام بي ورشاشات ثقيلة وراجمات صواريخ، وحشود كبيرة من العناصر تمركزت على أطراف أحياء مخيم اليرموك والقدم والتضامن وبلدتي سبينة وحجيرة في ريف دمشق الجنوبي. وستشارك في العملية المرتقبة وحدات من قوات النظام، ومجموعات موالية لها، وسط أنباء عن عدم مشاركة المليشيات الشيعية. وبحسب مصادر “المدن” فقد قُسمت المحاور القتالية للمعركة، بحيث تسلّمت “الفرقة الرابعة” محور حجيرة–بويضة–سبينة، رغم كون هذه المناطق خاضعة لسيطرة المليشيات الشيعية، عدا محور سبينة. فيما تتواجد قوات “فرع الأمن العسكري” في محور حي القدم. وتشارك المليشيات الفلسطينية الموالية كـ”لواء القدس” و”الجبهة الشعبية/القيادة العامة” وغيرها، ومليشيا “الدفاع الوطني” ومجموعات من “الحرس الجمهوري”، على محوري مخيم اليرموك–التضامن. وأكدت مصادر عسكرية مطّلعة من الجيش الحر، لـ”المدن”، أن الروس سعوا لتحييد الدور الإيراني عن العملية.

 

ويمكن اعتبار التحييد الروسي لإيران عن معركة الجنوب الدمشقي، بشقيها، السياسي في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، والعسكري في مناطق “داعش”، أحد مظاهر الجهود الروسية الساعية لتقويض الدور الإيراني في سوريا، ومحاولة لتوسيع سيطرتها المباشرة على القرار الميداني في تلك المناطق، إضافة إلى نيتها إظهار المعركة على أنها “سوريّة” صرفة في مواجهة التنظيم “الإرهابي”. وأشارت المصادر إلى أن كل محاولات التوصل لاتفاق سلمي يضمن خروج مقاتلي التنظيم من المنطقة باءت بالفشل، بسبب تعنّت “داعش”، ومشاكل تتعلّق بوجهة خروجه. ما استدعى الذهاب نحو الخيار “العسكري” للحسم، والذي قد يدفع نحو رضوخ التنظيم بعد بدء المعركة والقبول بالخروج من المنطقة، رغم صعوبة وتعقيد عملية الخروج، في ظل انحسار مناطق سيطرة التنظيم، إضافة الى احتمال ممانعة “التحالف الدولي” لذلك. كما حصل سابقاً مع ملف جرود عرسال والقوافل التي أخرجت إلى مدينة البوكمال في حينها، والتي واجهت مضايقات مباشرة من “التحالف الدولي”، اضطرّتها للبقاء أياماً في البادية إلى حين عبورها نحو البوكمال.

 

“داعش” الذي يتزعّمه حالياً “أبو محمود ذيابية”، أعلن عن نيّته الثبات والقتال حتى النهاية، واستعرض قوّته العسكرية قبل أيام، وجال بدبابة اغتنمها من معركة القدم، وسيارات محمّلة برشاشات ثقيلة في شوارع مخيم اليرموك والحجر الأسود. كما يعمل التنظيم منذ أشهر على تحصين خطوط دفاعه ومواقع سيطرته، وتأمين مقومات الصمود عبر تجهيز الأنفاق والأقبية، التي يعوّل عليها بشكل أساسي في مواجهة عمليات القصف الجوي والصاروخي المركّز. وقالت مصادر “المدن”، إن “ذيابية” توعّد بعمليات تفجير في العاصمة دمشق حال بدء العمليات العسكرية ضد التنظيم، ما يكشف عن نيّته إقلاق النظام وإحداث خرق ما داخل العاصمة، إضافة الى محاولته اتباع استراتيجية دفاعية طويلة الأمد يوازيها تكتيك هجومي كعمليات انغماسية خاطفة تستهدف خطوط التماس مع النظام أو تتعداها إلى داخل مناطق سيطرته في الميدان والتضامن.

 

ويتخوّف المدنيون القاطنون في مناطق سيطرة التنظيم من الضريبة الباهظة التي سيدفعونها عند بدء العملية العسكرية، بسبب افتقار تلك المناطق للمشافي الميدانية المجهّزة بالمستلزمات الطبية الضرورية في حالات القصف المكثّف. وسُجّل نزوح عدد كبير من العائلات خلال الأسبوعين الماضيين إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم المجاورة. فيما وزّع المكتب الطبي في التنظيم منشوراً ورقياً قبل يومين يشرح فيه مواصفات الحقيبة الطبية اللازمة في حالات الطوارئ، في إشارة إلى اقتراب المعركة.

 

في المقابل، تتكتّم لجنة التفاوض عن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، على مجريات اللقاءات المكثّفة التي جمعتها مع الروس والنظام خلال الأيام الماضية، مع توضيح بسيط مفاده بأن إنهاء ملف “داعش” في المنطقة، سابق لأي عملية إخراج للمقاتلين والمدنيين من البلدات الثلاث إلى الشمال السوري. ولا يغفل ذلك تضارب الرؤية في صف الروس–النظام، حول دور فصائل الثوار في البلدات الثلاث، في المعركة المرتقبة ضد “داعش”. إذ طرح الروس في بداية عملية التفاوض، خيار خروج من لا يرغب بـ”التسوية” من المنطقة مقابل بقاء الراغبين بعد “تسوية أوضاعهم”، فيما سعى النظام ممثّلاً بشكل رئيس بـ”شعبة الأمن العسكري” المسؤولة عن ملف المنطقة إلى إبقاء فصائل المنطقة لما بعد إنهاء “داعش”، مع محاولاتها المستميتة لاستثمارها في المواجهة مع “داعش”، من دون أن تصل تلك المفاوضات إلى اتفاق صريح، مع تراجع الروس حالياً عن طرحهم لصالح رؤية النظام.

 

في هذه الأثناء، يستمر النظام بتسهيل عمليات إخراج قادة وعناصر من تنظيم “داعش” مقابل مبالغ مالية، باتجاه مناطق متفرّقة في الشمال السوري عبر خط التهريب المعروف. وخرج “أبو خالد الأمني”، أحد أهم أمنيي التنظيم، و”أبو عبد الرحمن التركماني”، منذ أيام برفقة قادة وعناصر آخرين، وذلك ضمن سياق التخلّص من أكبر عدد من مقاتلي “داعش”، الذين بلغ عددهم كحصيلة تقريبية حوالي 200 قيادي وعنصر خلال الشهور الستة الماضية. ويتّبع النظام تكتيك التفريغ والتهديد، ولم يحل دخول قادة مهاجرين للتنظيم إلى جنوب دمشق المحاصر، منذ شهرين، دون استمرار حالات الهروب الجماعية شبه المنظّمة والتي يستفيد النظام منها في ضرب الصف الداخلي لـ”داعش” قبيل الإعلان عن معركة الحسم النهائية لملفه.

 

يوشك شهر العسل الطويل بين “داعش” والنظام، جنوبي دمشق، على أن ينقضي، ويأتي توقيت المعركة ضد التنظيم في محيط العاصمة، بعيد الضربات الغربية التي استهدفت مواقع عسكريّة للنظام، في استثمار كبير لورقة “الإرهاب” المدجّن محليّاً، وليقول النظام لدول الغرب إنه مستمر في “الانتصار” على الإرهاب رغم “المؤامرة الكونية”. وتكثّف وسائل إعلام النظام منذ أيام، التغطية الإعلامية للمعركة المرتقبة، التي وإن طالت فإن مصيرها محسوم سلفاً، خاصّة بعد سقوط الغوطة الشرقية. إلى ذلك يشير ناشطون إلى أن سياسة “الأرض المحروقة” التي سيتّبعها النظام في أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود وما يعنيه ذلك من تدمير المخيم عاصمة الشتات، والحجر معقل أبناء الجولان إنما يصبّ بشكل مباشر في المصلحة الإسرائيلية التي يسعدها التخلّص من البؤر المقلقة للكيان الصهيوني وتحويلها وتحويل سكانها إلى ركام، ما يجبر من تبقى منهم في أرضهم حتى اللحظة على البحث عن بدائل أخرى ممكنة، ستكون الهجرة إلى دول الإقليم وأوروبا أهمها في طبيعة الحال.

 

فورين بوليسي: مليشيات إيران تنوي مهاجمة القوات الأمريكية بسوريا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إنه مع تراجع تنظيم الدولة والجماعات المسلّحة المناهضة لنظام بشار الأسد، فإن المليشيات المدعومة من إيران بدأت تحوّل تركيزها إلى القوات الأمريكية على الأرض.

 

وتنقل المجلة عن مسؤولين عسكريين غربيين ومحللين قولهم إنه منذ فترة طويلة كان واضحاً أن هذا الأمر لن يكون سوى مسألة وقت، والآن ومع الهجمات العسكرية التي شنّتها القوات الأمريكية على مواقع تابعة للنظام فإن هذا الأمر قد يسرّع من وتيرة شنّ هذه الهجمات.

 

ويقول فيليب سميث، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن المليشيات كانت دائماً تردّد هذه النغمة المناهضة للولايات المتحدة، ولكن عندما يكون هناك تهديدات متكرّرة فإنك ترى أنهم يحاولون إرسال رسالة محددة، بحسب المجلة الأمريكية.

 

وأضافت فورين بوليسي: “في هذا الشهر أعلن لواء الباقر، إحدى المليشيات المدعومة من إيران في سوريا، على صفحته عبر فيسبوك، أنه سيبدأ مهاجمة القوات الأمريكية، وقالت تلك المليشيات، في بيان نُشر بتاريخ 6 أبريل: نحن قيادة لواء الباقر نعلن عن إطلاق العمليات العسكرية والجهادية ضد المحتلّ الأمريكي وكل المحتلين في سوريا”.

 

وتابعت: “وفي تقرير نُشر الأسبوع الماضي، قال سميث إن ازدياد عداء المليشيات تجاه القوات الأمريكية في شمال سوريا يتجاوز الحدّ الطبيعي، مشيراً إلى أن الدعوة للجهاد التي أعلنها لواء الباقر لم تأتِ من عنده وإنما بتوجيهات من إيران”.

 

واستطردت: “من جهته يرى نوار أوليفر، المحلل العسكري في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية ومقره إسطنبول، أن إعلان لواء الباقر كان عملاً ناضجاً ولم يكن مجرد مزحة، وقد نرى فعلاً على الأرض عمليات تستهدف القوات الأمريكية في سوريا”.

 

وأشارت إلى أن “الضربات الجوية التي استهدفت مواقع تابعة للنظام السوري ألحقت أضراراً بمواقع يُعتقد أنها مقار لإنتاج السلاح الكيماوي؛ وذلك رداً على قصف النظام لمدينة دوما بالغوطة الشرقية مستخدماً أسلحة كيماوية”.

 

وذكرت فورين بوليسي أن “الجماعات المسلّحة في سوريا التي تعمل على دعم النظام مرتبطة بإيران، وصار صوتها يُسمع بقوة وهي تهدّد القوات الأمريكية الموجودة في شمالي سوريا”.

 

وتنقل المجلة الأمريكية عن ريناد منصور، الباحث المختصّ بالشأن العراقي في معهد تشاتام هاوس، قوله إن الجماعات المرتبطة بإيران أوضحت أن عدوّتها اليوم هي أمريكا، خاصة إذا اشتدّت المواجهة بين أمريكا وإيران.

 

واستطردت: “عقب ساعات قليلة من الهجوم الثلاثي على مواقع تابعة للنظام السوري، فجر السبت الماضي، حاصر مئات العناصر من المليشيات الشيعية المدعومة من إيران قاعدة أمريكية جوية غرب بغداد، متحدّين أوامر القادة العسكريين، وفقاً لما نقلته صحيفة الديار اللبنانية، بينما رفض الجيش الأمريكي تأكيد أو نفي مثل هذه الأنباء”.

 

وتابعت: “لكن الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم الجيش الأمريكي، قال إنه يؤكّد أن جميع القطعات المسلّحة، ومن ضمن ذلك المليشيات الشيعة، عليها أن تطيع الحكومة، وإن القوات الأمريكية ستكون معنيّة بالرد على أي تهديد”.

 

6 أسباب لتشبث موسكو بنظام الأسد.. ما هي؟

بعد غياب عن الساحة الدولية في أعقاب سقوط الاتحاد السوفياتي، عادت روسيا فلاديمير بوتين إلى التدخل العسكري الذي عرفت به من أيام القياصرة إلى الحقبة السوفياتية، فما الدوافع التي جعلتها تتدخل في سوريا الآن؟

 

رسميا، تقول موسكو إنها تتدخل هناك لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها في حقيقة أمرها جاءت لإنقاذ نظام بشار الأسد تدفعها لذلك ستة أسباب، بحسب تقرير لصحيفة لوجورنال دو ديمانش الفرنسية:

 

أولا، تعتبر روسيا نفسها حامية حمى مسيحيي الشرق، ولذلك فإن الروس ما فتئوا -في معرض تبريرهم التدخل في سوريا- يتحدثون عن التهديد الذي يواجهه مسيحيو سوريا الذين يمثلون 7-9%.

 

ثانيا، المصالح الروسية الاقتصادية في سوريا مهمة لكنها ليست حاسمة، صحيح أن ميناء طرطوس يوفر قاعدة بحرية هي الوحيدة لروسيا على البحر الأبيض المتوسط وبوابتها على “البحار الدافئة”، كما تمثل قاعدة اللاذقية الجوية ثاني أكبر أسطول عسكري لروسيا في المنطقة.

 

ومن الأمور المهمة كذلك لروسيا أن تحبط محاولات قطر لبناء خط أنابيب يمر عبر سوريا يمكن أن ينافس خط الغاز الروسي إلى أوروبا، ناهيك عن كون نظام بشار الأسد زبونا كبيرا لمبيعات الأسلحة الروسية.

 

ثالثا، تريد موسكو الحيلولة دون انتشار عدم الاستقرار السوري إلى بلدان على حدود روسيا، إذ يرى الكرملين أن لهيب الشرق الأوسط يمكن أن يمتد بسرعة إلى آسيا الوسطى والقوقاز، وهو ما ترى فيه تهديدا مباشرا لأمنها، وربما لهذا السبب يعتبر بوتين أن موجات الربيع العربي مثلت تهديدا لأمن بلده.

 

رابعا، تريد روسيا أن تقف في وجه الهيمنة الأميركية وأن تغير النظرة إليها بوصفها “قوة إقليمية”، إذ كان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد أثار حفيظة الكرملين عندما وصف روسيا في عام 2014 بأنها “قوة إقليمية” تفقد نفوذها شيئا فشيئا.

 

وترى الباحثة الفرنسية إيزابيل فوكون في التدخل الروسي بسوريا ردا مباشرا على تصريحات أوباما، ولسان حالها يقول “نحن قوة عالمية يمكننا أن نتدخل متى ما هددت مصالحنا”.

 

خامسا، روسيا تخشى تغيير الأنظمة التي تدور في فلكها، ولا تريد أن يظل الغرب يبعد نفوذها في المناطق تلو المناطق، كما فعل في جورجيا وأوكرانيا وقرغيزستان وروسيا البيضاء ولبنان والعراق وليبيا.

 

سادسا، يرفض الروس الفكرة الغربية القائمة على “التدخل من أجل حماية” المدنيين، ويشككون في حدود “المسؤولية عن الحماية” التي هي أهم المبررات الغربية للتدخل، وترى أنها تتم وفق معايير عشوائية للغاية.

 

فموسكو لم تستطع أن تنسى سابقة الحرب في ليبيا، إذ اكتفت بالامتناع عن التصويت بدل اللجوء للفيتو ضد قرار إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا، مشترطة ألا يكون ذلك بدافع قلب النظام، ورأت في إعدام معمر القذافي انتهاكا للقرار، ولذلك فهي تستخدم حق النقض الفيتو في كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا.

المصدر : الصحافة الفرنسية

 

أردوغان: سنحول الحدود مع سوريا لمناطق آمنة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المساحات التي أصبحت آمنة في سوريا بفضل عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون مهمة ولكنها ليست كافية، مؤكدا أن بلاده مجبرة على تحويل كل المناطق السورية الحدودية معها إلى مناطق آمنة من أجل مستقبلها.

 

وأضاف في كلمة أمام كتلة حزبه النيابية في البرلمان التركي اليوم الثلاثاء أن عدد الذين عادوا إلى كل من جرابلس والباب والراعي وصل إلى 160 ألف سوري، “وسيكون هذا الرقم أكبر بالنسبة للذين سيعودون لعفرين التي نقوم الاَن بالتحضيرات الخاصة بعودتهم إليها”.

 

وأوضح أن هناك نحو 3.5 ملايين لاجئ في تركيا ينتظرون العودة إلى أراضيهم، ولهذا يجب تحويل كل المناطق الحدودية السورية مع تركيا إلى مناطق اَمنة “انطلاقا من إدلب إلى تل رفعت، ومن منبج إلى عين العرب ومن تل أبيض إلى رأس العين ولغاية الحسكة”.

 

وقال الرئيس التركي إن بلاده تخوض كفاحا لا هوادة فيه ضد الإرهاب بكافة أشكاله، موضحا أن عدد “الإرهابيين” الذين جرى تحييدهم ومنذ بدء عملية غصن الزيتون في 20 يناير/كانون الثاني الماضي في منطقة عفرين شمالي سوريا تجاوز الأربعة آلاف، أما في تركيا وشمالي العراق فقد تم تحييد 550 من عناصر حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا بأنه “إرهابي”.

المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى