أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 14 حزيران 2013

أوباما قلق بشدة من التدهور في سورية ويدرس الخيارات

لندن، نيويورك، جنيف – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أبدى الرئيس الأميركي باراك اوباما قلقه الشديد من الوضع المتدهور في سورية، وقال انه يدرس اتخاذ مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة، بعدما اعلنت الأمم المتحدة ارتفاع عدد قتلى النزاع السوري الى 93 ألفاً حتى نهاية نيسان (ابريل) الماضي محذرة من مخاطر «انتصار» قوات النظام في حلب وتكرار «ما حصل» في مدينة القصير لدى سيطرة الجيش النظامي و«حزب الله» عليها.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني امس ان اوباما يواصل مراقبة الوضع المتدهور في سورية بقلق شديد وسيتخذ اي قرار بشأن مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. وأضاف «الرئيس وكل عضو في فريقه للأمن القومي قلقون بشدة بسبب الوضع الفظيع والمتدهور في سورية».

وتابع كارني «الرئيس يراجع ويدرس الخيارات الأخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وأيضاً لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات اضافية في سوريا.. وتتواصل هذه العملية». وتابع «بقدر ما تكون فظاعة الوضع في سورية يكون عليه اتخاذ القرارات حين تتعلق بالسياسة تجاه سورية بما يحقق افضل مصالح الولايات المتحدة». وأشار الى ان الترتيبات لعقد مؤتمر «جنيف-2» لا تزال متواصلة.

في هذا الوقت، دعا «مؤتمر علماء الأمة الإسلامية» المنعقد في القاهرة الى «النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سورية»، معتبراً مشاركة ايران و«حزب الله» في القتال الى جانب قوات النظام «اعلان حرب».

وقال المشاركون في بيان صدر في ختام «مؤتمر موقف علماء الأمة من القضية السورية» حضره رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي و65 رجل دين: «ان ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سورية، حرب معلنة على الإسلام والمسلمين بعامة».

وطالب المشاركون حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بـ «موقف حازم ضد النظام الطائفي وسرعة إغاثة الشعب السوري وثواره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح لصد عدوان النظام الظالم وحلفائه ووقفه»، اضافة الى «قطع التعامل» مع الصين وروسيا وقبول تمثيل سفراء لـ»الثوار السوريين» بدلاً من الحكومة.

وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي صرحت في جنيف امس: «أخشى أن يحدث (في حلب) ما حدث في القصير. كل التقارير التي اتلقاها هي عن زيادة الموارد والقوات من جانب الحكومة» باتجاه حلب. وأضافت: «هذا ليس سيناريو او مسرحاً مناسباً للتفاوض في هذه المرحلة. هل تبدأ التفاوض مع اناس عازمين على الخروج كمنتصرين من صراع سمته العنف؟».

وأعلنت مصادر ديبلوماسية غربية ان لقاء كان مقرراً بين مسؤولين غربيين ورئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس في اسطنبول يوم السبت، قدم الى اليوم، مشيرة الى ان قادة «الجيش الحر» يريدون استعجال تسليح المعارضة قبل بدء معركة حلب.

وأعلنت بيلاي أن 93 ألف شخص على الأقل قتلوا في الصراع في سورية حتى نهاية نيسان (أبريل) الماضي، مشيرة إلى أن الرقم الحقيقي «يمكن أن يكون أكبر بكثير». وقالت: «يعكس معدل القتل البالغ الارتفاع شهراً بعد شهر النمط المتدهور جداً للصراع على مدى العام المنصرم». ودعت «الطرفين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون»، موضحة أن «المجازر مستمرة على مستويات كبيرة». وقرر مجلس الأمن عقد جلسة مخصصة لبحث الوضع الإنساني في سورية في ٢٠ الشهر الحالي يستمع فيها الى تقرير من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس.

وتمكنت الأمم المتحدة من توثيق مقتل 6561 قاصراً على الأقل بينهم 1729 طفلاً تقل أعمارهم عن عشر سنوات، في وقت أكدت الأمم المتحدة في تقرير منفصل إن الأطفال يشكلون أهدافاً لقناصة ويُستخدمون دروعاً بشرية في الحرب في سورية. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في التقرير، أن الحرب الدائرة منذ 26 شهراً تلقي بعبء «غير مقبول وغير محتمل» على الأطفال الذين قتل منهم الآلاف حتى الآن.

وأكد مكتب الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي، أنه تلقى «تقارير تم التحقق منها بأن أطفالاً سوريين قتلوا أو أصيبوا في عمليات قصف عشوائية أو أصيبوا برصاص قناص أو استخدموا دروعاً بشرية أو سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبية». وأكدت أن قوات الرئيس بشار الأسد استخدمت العنف الجنسي ضد فتيان للحصول على معلومات أو اعترافات.

ميدانياً، قصف «الجيش الحر» مطار دمشق الدولي بصواريخ محلية الصنع ما ادى الى تأخير ثلاث رحلات وجرحى في ركاب بعض الطائرات. وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجزي الكتيبة والمداجن التابعين لكتيبة عسكرية على الطريق الدولي بين مورك في حماة وخان شيخون في إدلب شمال غربي البلاد.

وفيما استمرت الاشتباكات في حي وادي السايح في حمص الذي تحاول قوات النظام السيطرة عليه للتقدم نحو حيي الخالدية وحمص القديمة، قال «المرصد» ان قوات النظام و «حزب الله» اقتحمت قرية الحسينية في الريف الجنوبي.

موسكو لواشنطن: لا تكرروا خطأ العراق في سورية

موسكو – ا ف ب

رأت روسيا ان اتهامات الولايات المتحدة نظام الرئيس السوري بشار الاسد باستخدام اسلحة كيميائية “غير مقنعة”، وحذرت واشنطن من تكرار الخطأ الذي ارتكبته بغزوها العراق بعد اتهامات كاذبة لصدام حسين بامتلاك اسلحة للدمار الشامل.

ورأى المستشار الديبلوماسي في الكرملين يوري اوشاكوف ان قرار الولايات المتحدة تسليم المعارضة مساعدة عسكرية يمكن ان يضر بالجهود الدولية لانهاء النزاع الذي ادى الى سقوط عشرات الآلاف من القتلى.

وسيكون النزاع السوري محور قمة لقادة دول مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى وبينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ايرلندا الشمالية الاسبوع المقبل.

وقال اوشاكوف ان مسؤولين اميركيين قدموا أخيراً معلومات لروسيا حول استخدام اسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة من قبل نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال اوشاكوف: “نقول ذلك بوضوح: ما قدمه الاميركيون يبدو لنا غير مقنع”، مؤكدا في الوقت نفسه ان قرارا اميركيا بزيادة المساعدة للمسلحين “سيعقّد” جهود السلام.

واضاف ان “طبيعة هذه المعلومات لا يمكن ان تكشف بالطبع. لكنني اكرر ان هذا ليس مقنعا”.

وتابع اوشاكوف: “لا اريد ان اقارن بين الحالتين لكن لا اريد ان اعتقد ان هذه المعلومات يمكن ان تكون مشابهة للقارورة التي عرضها وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال الاجتماع الشهير لمجلس الامن الدولي”.

ويشير اوشاكوف الى اجتماع عقده مجلس الامن في 2003 وقدم فيه باول قارورة قال انها تحوي مادة الجمرة الخبيثة كدليل على وجود برامج التسلح العراقية.

وشن الرئيس الاميركي السابق جورج بوش حملته العسكرية على العراق في 2003 استنادا الى هذه الادلة، لكن لم يعثر على اي اسلحة للدمار الشامل في العراق.

ورأى نائب في حزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته، ان ادعاءات الولايات المتحدة بأن الاسد استخدم الاسلحة الكيميائية “مفبركة”، لكنه كان اكثر وضوحا في التشبيه بين الوضعين.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي النائب اليكسي بوشكوف في تغريدة على حسابه على “تويتر” أن “المعلومات حول استخدام الاسد للاسلحة الكيميائية مختلقة في المكان نفسه الذي اختلقت فيه الاكاذيب حول اسلحة الدمار الشامل لدى (صدام) حسين”.

وأضاف: “لماذا قد يستعمل الاسد (غاز) السارين “بكميات ضئيلة ” ضد المقاتلين؟ اين المنطق؟ لوقف التدخل الخارجي؟ هذا غير منطقي”.

ولا يعبر بوشكوف عن موقف روسيا الرسمي حول السياسة الخارجية، الا انه غالباً ما يعكس وجهة نظر الكرملين حول القضايا الدولية الكبرى.

واكد اوشاكوف ان فرص عقد مؤتمر دولي للسلام في سورية الذي اقترحته موسكو وواشنطن في ايار (مايو) الماضي تتضرر بخطط واشنطن تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة.

وقال: “بالتأكيد اذا قرر الاميركيون فعلياً وفي الواقع تقديم مساعدة اكبر للمتمردين، مساعدة للمعارضة، فان ذلك لن يجعل الاعداد للمؤتمر الدولي اسهل”.

وردا على سؤال عما اذا كان القرار الاميركي بدء تسليح مقاتلي المعارضة السورية سيدفع روسيا الى بدء تسليم دمشق صواريخ اس- 300 مضادة للطائرات، قال اوشاكوف: “لا نتحدث عن هذا الامر بعد. نحن لا نتنافس في سورية”.

وكان بوتين اعلن ان روسيا وقعت عقداً لتسليم النظام السوري صواريخ اس- 300 لكنها لم ترسل ايا منها بعد.

وتثير الصواريخ قلق القوى الاقليمية والولايات المتحدة لانها يمكن ان تعقد فرض منطقة للحظر الجوي فوق سورية.

وفي بيان منفصل، قالت وزارة الخارجية الروسية ان القرار الاميركي بارسال مزيد من المساعدة لمقاتلي المعارضة السورية “سيرفع مستوى المواجهة والعنف ضد السكان المدنيين السلميين”.

واضافت ان الجهود الاميركية لاشراك مقاتلين في المعارضة السورية في مؤتمر السلام “لا تجدي نفعاً”.

عسكريون أميركيون اقترحوا حظراً جوياً في سورية … وفرنسا لا ترجح

بيروت، أنقرة، واشنطن،باريس – “الحياة”، رويترز، ا ف ب

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين اميركيين لم تكشف اسماءهم، ان “مسؤولين عسكريين اميركيين اقترحوا على حكومتهم اقامة منطقة حظر طيران صغيرة في سورية تغطي معسكرات تدريب مقاتلي المعارضة”.

قالت فرنسا ان “من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سورية في الوقت الحالي”، بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وبحسب المصدر الاميركي ذاته فان “هذه المنطقة المقترحة ستكون بعمق 40 كلم داخل الاراضي السورية وتفرضها طائرات حربية مزودة بصواريخ جو جو تنطلق من الاردن”.

واعتبر العسكريون الاميركيون ان فرض منطقة حظر جوي حقيقية على سورية سـ”يكون امراً بالغ الصعوبة لانه يتعين حينها تدمير نظام الدفاع المضاد للطيران السوري المهم”.

في المقابل، فان هذه المنطقة الصغيرة المقترحة يمكن اقامتها في غضون شهر ودون قرار من مجلس الامن لانه لن يكون هناك انتهاك للمجال الجوي السوري.

وستتيح حماية معسكرات تدريب المعارضة في تلك المنطقة.

وهذا الاجراء هو واحد من الاجراءات المقترحة لمساعدة المعارضة السورية المسلحة.

وينص مقترح آخر على تزويد المعارضين باسلحة بينها، بحسب نيويورك تايمز، اسلحة مضادة للدبابات لكن ليس اسلحة مضادة للطائرات.

وتقول “وول ستريت جورنال” ايضا ان “الرئيس الاميركي باراك اوباما امر سراً وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي اي ايه) بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة الذين يزودون مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح”.

وأكد ديبلوماسيان غربيان كبيران في تركيا في وقت سابق، ان “الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة في سورية، يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن”.

وقال ديبلوماسي “تدرس واشنطن فرض منطقة حظر جوي لمساعدة معارضي (الرئيس بشار) الأسد”، وأضاف أنها ستكون محدودة من ناحية الزمن والمساحة دون أن يذكر تفاصيل.

الخارجية السورية: اتهامنا باستخدام “الكيماوي” كاذب وملفق

بروكسل، لندن، دمشق، بيروت – رويترز، يو بي اي، ا ف ب، “الحياة”

اعتبرت دمشق ان “الاتهام الاميركي لنظام الرئيس بشار الاسد باستخدام الاسلحة الكيماوية في النزاع المستمر لاكثر من عاملين، “حافل بالاكاذيب” ويستند الى “معلومات ملفقة”، بحسب ما افاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

وقال المصدر “أصدر البيت الابيض الاميركي بياناً حافلاً بالاكاذيب حول استخدام اسلحة كيماوية في سورية، وذلك بالاستناد الى معلومات مفبركة سعت الى تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن استخدام هذه الاسئلة”، وذلك بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

وأيّد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إعلان الولايات المتحدة بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية ضد المعارضين.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه “يتفق مع تقييم الولايات المتحدة الذي خلص الى ان قوات موالية للرئيس السوري بشار الاسد استخدمت اسلحة كيماوية بما في ذلك غاز السارين”.

وقال في بيان “المملكة المتحدة قدمت ادلة على استخدام اسلحة كيماوية في سورية لمحققي الامم المتحدة، ونحن نعمل مع حلفائنا الاخرين للوصول الى معلومات أكثر وأفضل عن الموقف على الارض”، ودان “الفشل المؤسف لنظام الاسد في التعاون مع بعثة التحقيق”.

وأكد كبير مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الخارجية ان “المعلومات التي قدمتها الولايات المتحدة لروسيا بشأن الاستخدام المشتبه به لاسلحة كيماوية من جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد لا تبدو مقنعة”.

وقال كاميرون لصحيفة (الغارديان) إن بريطانيا “تتقاسم التقييم الصريح من قبل الولايات المتحدة بأن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد المتمردين في الأزمة السورية”.

في حين قال ويليام

وأضاف “نحن نشاطر حكم الولايات المتحدة، وناقشت هذه المسألة مع الرئيس (باراك) أوباما في زيارتي الأخيرة إلى واشنطن، كما تقاسمت وكالات الاستخبارات البريطانية المعلومات التي بحوزتها عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية مع نظيراتها الأميركية”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني “نحن نشارك وجهة نظر الولايات المتحدة بأن هناك مستويات متزايدة من المعلومات عن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري، وعدم وجود أدلة على استعمالها من قبل المعارضة”.

ورحّب كاميرون بما وصفه “التقييم الصريح” من قبل الأميركيين، معرباً عن اعتقاده بأنه “يعيد إلى الصدارة السؤال الصعب الذي يتعيّن علينا الإجابة عليه حول ما سنفعله إزاء حقيقة أن هناك في عالمنا اليوم زعيماً ديكتاتورياً ووحشياً يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه تحت أنوفنا”.

وكان البيت الأبيض أعلن أمس أنه تأكد “بعد إجراء تقييم استخباراتي معمّق” بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية تسبّبت بمقتل ما بين 100 و150 سورياً حتى الآن.

يذكر أن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للشؤون الاستراتيجية بن رودس، أعلن أن الولايات المتحدة قرّرت تعزيز دعمها العسكري للمعارضة في سورية.

وكشف مسؤولون أميركيون أن أوباما سمح وللمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية بتزويد المعارضة السورية بأسلحة صغيرة وذخائر، بعد أن تأكدت الولايات المتحدة من استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية.

وفي وقت سابق، أكد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن ان “العالم أوضح أن اي استخدام للأسلحة الكيماوية في سورية غير مقبول ويمثل انتهاكاً للقانون الدولي”.

وأضاف للصحفيين عقب محادثات في بروكسل مع رئيس وزراء مولدوفا يوري ليانكا “هذه مسألة مثار قلق كبير”.

وأضاف “المجتمع الدولي أوضح أن اي استخدام للأسلحة الكيماوية غير مقبول تماماً، ويمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي”.

أميركا تسلح المعارضة السورية.. بحذر

واشنطن – رويترز

بعد أكثر من عامين من الوقوف على الهامش، يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما البدء في تسليح المعارضة السورية، لكن من المستبعد أن يقلب ذلك سريعا دفة الأمور التي مالت في الآونة الأخيرة لصالح الحكومة وحليفها “حزب الله” اللبناني.

وجاء قرار أوباما إرسال سلاح لمقاتلي المعارضة في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أنه يمتلك أدلة على أن حكومة الرئيس بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة.

وأوضحت الحكومة الأميركية أنه بالرغم من تأكيدها أن الأسد تجاوز “خطا أحمر” رسمه أوباما فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية فإنها تعتزم أن تتحرك بحذر وبالتنسيق مع حلفائها فيما يتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها.

ومع حاجة مقاتلي المعارضة الماسة إلى السلاح بعد انتكاسات لحقت بهم على أرض المعركة مثل سقوط بلدة القصير الاستراتيجية قال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي إن أوباما قرر زيادة الدعم العسكري للمعارضة من حيث “النطاق والحجم” على حد سواء.

وذكر مسؤول أميركي أن “هذا سيشمل ارسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة”. ويمثل هذا تحولا في السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ضد تقديم مساعدات فتاكة للمعارضة السورية وهي السياسة التي كان تهدف إلى عدم جر واشنطن إلى صراع آخر في الشرق الأوسط.

ورجح مسؤولون في إدارة أوباما أن يقتصر أي تسليح للمعارضة على الأسلحة الصغيرة والذخيرة وليس الأسلحة المضادة للطائرات التي قد يكون لها تأثير فوري على مجريات الأمور.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “الامدادات قد تشمل أسلحة مضادة للدبابات وسيجري تنسيقها مع وكالة المخابرات المركزية”.

وانقلبت دفة الصراع بعد وصول آلاف من مقاتلي “حزب الله” المدعوم من ايران لمساعدة الأسد في سحق الانتفاضة.

وجاء الاعلان الأميركي بعد سلسلة من الاجتماعات العاجلة عقدها “البيت الأبيض” بشأن سورية، وسط تصاعد الضغوط في الداخل والخارج على أوباما كي يتحرك بقوة أكبر وشمل ذلك نقداً لاذعاً من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. وتردد أن الاجتماعات كشفت عن انقسامات بين مساعدي اوباما في هذا الأمر.

وكشف البيت الأبيض عما وصفه بأنه نتائج قاطعة بشأن أسلحة الأسد الكيماوية، وقال إن “مسؤولي المخابرات يعتقدون أن ما بين 100 و150 شخصا قتلوا في هجمات بالأسلحة الكيماوية”.

وقال رودس للصحفيين “بعد مراجعة دقيقة وجدت اجهزة مخابراتنا ان نظام الاسد استخدم اسلحة كيماوية منها غاز الاعصاب سارين على نطاق صغير ضد المعارضة عدة مرات في العام الماضي”.

وأكد أن “الأدلة المتعلقة بالأسلحة الكيماوية دفعت أوباما للموافقة على تعزيز الدعم المقدم للمقاتلين”. وتابع “سبق وأن قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية سيغير حساباته وقد كان”.

وجاء القرار الأميركي بينما يسدد مقاتلو الأسد و”حزب الله” أسلحتهم إلى الشمال ويقاتلون قرب مدينة حلب ويقصفون مدينة حمص.

ويجتمع مسؤولون أميركيون وأوروبيون يعتريهم القلق من الخسائر، التي تتكبدها المعارضة مع قائد الجيش السوري الحر، وهو القوة المقاتلة الرئيسية للمعارضة السورية- في تركيا خلال أيام. ومن المتوقع أن يطلب سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر المزيد من العون.

وتعتقد الحكومات الغربية، التي توقعت منذ شهور سقوط الأسد قريباً أن “الدعم الذي تقدمه طهران وحزب الله سيمنح الأسد اليد العليا في الصراع”. لكنها تخشى من أن “يعزز ارسال أسلحة للمقاتلين من نفوذ متشددين اسلاميين سنة أعلنوا ولاءهم للقاعدة”.

وكان أوباما أكثر حذرا من بريطانيا وفرنسا اللتين حملتا الاتحاد الأوروبي هذا الشهر على رفع حظر عن تصدير الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية. وهو يعتزم التشاور مع حلفائه خلال قمة لمجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية الأسبوع المقبل.

ومع ذلك أوضح البيت الأبيض أن “أوباما لا يزال يعتزم التعامل بحذر”. وقال رودس إنه “لا يوجد تأييد كبير لاقامة منطقة حظر جوي على غرار ما حدث في ليبيا”. ويرى بعض مساعدي أوباما في اتخاذ مثل هذه الخطوة خطورة بالغة بسبب الأنظمة السورية المضادة للطائرات. ولم يلوح رودس بأي أعمال عسكرية أخرى.

وحث بعض الجمهوريين أوباما على “التحرك بقدر أكبر من الحزم”.

وقال السناتور الأمريكي بوب كروكر، الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ “التأكيد الرسمي لاستخدام الأسد أسلحة كيماوية يبرز الحاجة الملحة لأن تقدم الولايات المتحدة هذا النوع من الدعم الحاسم الذي يشمل السلاح والتدريب لجماعات المعارضة السورية في أقرب وقت”، وأضاف “أريد أن أحث الرئيس على ممارسة القيادة”.

لكن ديفيد سوليميني، نائب رئيس معهد ترومان للأمن القومي قال “لحسن الحظ يدرس الرئيس الخيارات العسكرية بحذر. هذه ليست ساحة يمكن أن تتحرك فيها أميركا بمفردها”.

رجال دين سنّة أعلنوا “الجهاد” في سوريا:

ما يجري عدوان سافر من حزب الله وإيران

    و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

بدأت الازمة السورية تتجه اكثر فأكثر نحو صراع طائفي يتخطى سوريا ليشمل المنطقة بكاملها، إذ دعا رجال دين كبار من السنة خلال اجتماع في القاهرة إلى الجهاد في سوريا ردا على ما اعتبروه عدوان إيران و”حزب الله” اللبناني على الشعب السوري.

 وبينما اعلنت الامم المتحدة ان 93 ألف شخص على الاقل قتلوا في الصراع المستمر منذ 27 شهراً في سوريا، كرر البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يواصل مراقبة الوضع المتدهور في سوريا بقلق وسيتخذ اي قرار في شأن مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. وسيسعى الزعماء الغربيون خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في ايرلندا الشمالية الاثنين المقبل لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى استخدام نفوذه لدى الرئيس السوري بشار الاسد لتهدئة القتال.

 واصدر اجتماع القاهرة الذي شارك فيه رجال دين سنة من انحاء العالم العربي بياناً جاء فيه ان الجهاد واجب لنصرة مقاتلي المعارضة السورية. واكد المشاركون في الاجتماع وبينهم الشيخ يوسف القرضاوي “وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري”. ودعوا إلى “اعتبار ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سوريا حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة”.

 وقال الداعية المصري الشيخ محمد حسان قبل أن يتلو البيان عقب الاجتماع: “تغيرت المعادلة تمام التغير بنزول الرافضة إلى أرض الشام… إن الشعوب المسلمة تحترق (غضباً) الآن وتريد أن تقول كلمتها”.

 وحضر المؤتمر الشيخ حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر. لكن الشيخ علي شمس مدير مكتب الشافعي أبلغ “رويترز” إن الأزهر لم يشارك في إصدار البيان.

وحضر الاجتماع الشيخ محمد العريفي من السعودية.

وقال مستشار الرئيس المصري محمد مرسي للشؤون الخارجية خالد القزاز ان المصريين احرار في الذهاب الى القتال في سوريا وان السلطات لن تحاكم هؤلاء لدى عودتهم.

الكويت

 ومع تصاعد الاحتقان الطائفي في المنطقة، قال مجلس الأمة الكويتي في بيان  إنه “مع تفاقم الأوضاع في سوريا برز علينا من يحاول استغلال تلك الأحداث في التأجيج الطائفي ونقل ساحة القتال إلى مجتمعنا المسالم”، مندداً بجميع “الدعوات الضالة والسلوكيات المتطرفة والدخيلة على المجتمع الكويتي الآمن”. وأضاف أن الكويت كانت ولا تزال بلداً “ينأى بنفسه عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة”، وأن موقف الكويت السياسي واضح وصريح مما يجري في سوريا من أحداث “وارتضينا جميعاً ما قررته الديبلوماسية الكويتية في هذا الشأن”.   وشدد على أنه “لا يمكن لأي كان أن يخرج على هذه القرارات والمواقف وأن يهدد وحدة الوطن بإطلاق التهديدات والتصريحات المعادية لأي من مكونات المجتمع الواحد”. وحذر من هذا “التصعيد الخطير” الذي يهدّد أمن المواطنين ويزعزع استقرار الوطن، مطالباً الحكومة بالقيام بدورها والنهوض بمسؤولياتها “لوأد هذه الفتنة قبل استفحالها، وأن تضرب بعصا القانون كل من يحاول ترويج خطاب الكراهية ويهدد نسيجنا الاجتماعي ويضرب لحمتنا الوطنية في مقتل”.

 وذكر انه “لم يسبق لأي متطاول أن بلغت فيه الجرأة إلى الحد الذي يهدّد فيه جهاراً نهاراً بتجييش الآلاف من شبابنا والزج بهم إلى التهلكة في قضايا خارجية لا دخل لمجتمعنا بها، كما لم يسبق أن بلغت الجسارة بأحد إلى درجة أن أعلن صراحة عن جمع أموال طائلة خارج مظلة القانون”.

وصدر البيان عقب إعلان الشيخ السلفي الكويتي شافي العجمي، عن حملة جديدة تهدف إلى تجهيز 12 ألف مقاتل وإرسالهم الى سوريا لمشاركة المعارضة المسلحة في القتال ضد القوات الموالية للأسد.

واشنطن

 وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني : “الرئيس وكل عضو في فريقه للامن القومي قلقون بشدة بسبب الوضع الفظيع والمتدهور في سوريا… الرئيس يراجع ويدرس الخيارات الاخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وايضا لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات اضافية في سوريا… وتتواصل هذه العملية… بقدر ما تكون فظاعة الوضع في سوريا يكون عليه اتخاذ القرارات حين تتعلق بالسياسة حيال سوريا بما يحقق افضل مصالح الولايات المتحدة”.

وأعلنت واشنطن انها ستبقي مقاتلات “ف – 16” وصواريخ “باتريوت” في الاردن بعد انتهاء مناورات “الاسد المتأهب” الجارية الان في المملكة.

وقال ديبلوماسيون غربيون ان ممثلين سيلتقون رئيس المجلس العسكري لـ”الجيش السوري الحر” اللواء سليم إدريس غداً في شمال تركيا للبحث في المساعدات الجديدة المحتملة التي يمكن ان يقدمها الغرب للمعارضة السورية.

وقال ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه: “إدريس في حاجة الى مزيد من الاموال والذخيرة والاسلحة ليرسخ زعامته ويكسب  صدقية بين المقاتلين”.

 وفي برلين، قال مسؤول الماني ان بريطانيا والمانيا ستغتنمان قمة مجموعة الثماني الاثنين في بلفاست لتطلبا من بوتين الضغط على الاسد للتهدئة في سوريا.

 وسيلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بوتين في موسكو الاحد للبحث في الازمة السورية.

وقبل هذه الاتصالات، نقلت صحيفة “النيويورك تايمس” عن مسؤولين اميركيين واوروبيين ان سوريا استخدمت اسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة.

أوباما يغيّر معادلته السورية: النظام استخدم الكيميائي مرات عدة

بدا، أمس، أن الإدارة الأميركية تتجه نحو انعطاف كبير في مقاربتها للوضع في سوريا، بما يتجاوز التفاهمات الأميركية ــ الروسية الأخيرة بشأن مؤتمر «جنيف 2»، وذلك في ظل تبدّل الظروف الميدانية لصالح النظام، بعد استعادته السيطرة على القصير، وتقدّمه على محور حمص، واستعداده لخوض معركة حلب. وفي إعلان، هو الأول من نوعه، ذكر البيت الأبيض، أمس، أن وكالة الاستخبارات الأميركية خلصت إلى أن الجيش السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق صغير ضد مسلحي المعارضة في سوريا.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس في بيان إنه «بعد مراجعة دقيقة وجدت أجهزة استخباراتنا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية، منها غاز الأعصاب سارين، على نطاق صغير ضد المعارضة مرات عدة في العام الماضي».

وأضاف البيان أن «ما بين مئة و150 شخصاً قتلوا جراء استخدام الأسلحة الكيميائية»، مشيراً إلى أن «لا أدلة تشير إلى استخدام مسلحي المعارضة السورية للسلاح الكيميائي».

وتابع البيان «إن استخدام هذه الأسلحة يغير المعادلة بالنسبة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا»، مؤكداً أن أوباما قرر تقديم الدعم السياسي والعسكري للمعارضة السورية من المعدات غير القاتلة في الأسابيع المقبلة، ولم يتم اتخاذ قرار بالسعي إلى فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا حتى الآن».

ولفت بيان البيت الأبيض إلى أنه «سيتم اتخاذ القرارات بشأن سوريا بحسب الجدول الزمني بخصوص الخطوات المقبلة»، مشيراً إلى أنه «سيتم إطلاع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة على التقارير حول الكيميائي، كما أن واشنطن أمدّت موسكو بالتقييم حول استخدام هذه الأسلحة».

وإذ أكد البيان أن «روسيا لم توافق بعد على تنحي الأسد»، أشار إلى أن واشنطن ستواصل سعيها لعقد مؤتمر في جنيف لإيجاد حل سياسي «لكن عقده لن يكون سهلاً». وأضاف أن «أوباما سيتشاور مع الشركاء في مجموعة الثماني بشأن سوريا الأسبوع المقبل».

وكان أوباما أعلن في وقت سابق أمس، أنه «مهتم بألا تزيد التحركات في سوريا الوضع سوءا»، مشدداً على اهتمامه بمصالح الولايات المتحدة في الوقت الذي تلقى دعوة من الرئيس الأسبق بيل كلينتون لممارسة دور أكبر في الازمة السورية، مذكرا بأن تراجع الدور الاميركي في الصراع الأفغاني بعد الانسحاب السوفياتي أفقد الأميركيين مكاسبهم هناك.

في هذا الوقت تتجه الأنظار إلى قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية الاثنين والثلاثاء المقبلين، والتي ستحاول فيها الدول الداعمة للمعارضة السورية الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتليين موقف موسكو من الأزمة السورية، وتسريع عملية «الانتقال السياسي» وخفض حدة العنف، الذي حصد، بحسب الأمم المتحدة، أكثر من 93 ألف شخص.

وأعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون انه سيلتقي بوتين في لندن الأحد المقبل. وقال «أريد أن تركز القمة على اتخاذ خطوات ملموسة من اجل المساعدة في عملية الانتقال السياسي» في سوريا.

وقال مسؤول ألماني رفيع المستوى، لوكالة «اسوشييتد برس»، إن «بريطانيا وألمانيا تنويان خلال قمة الثماني الضغط على بوتين بشأن توريدات الأسلحة الروسية إلى سوريا، وان يضغط على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل خفض حدة القتال». وأضاف أن «الزعماء يريدون أن يتركز جدول أعمال مؤتمر جنيف 2 على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا». واعتبر أن «المسألة تزداد إلحاحا بسبب اتخاذ الحرب الأهلية السورية طابعا طائفيا بشكل متزايد، بسبب توسع دور حزب الله في النزاع»، محذرا من أن «ما يحصل يهدد بزعزعة استقرار العراق ولبنان».

وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في واشنطن ان «الرئيس وكل عضو في فريقه للأمن القومي قلقون بشدة بسبب الوضع الفظيع والمتدهور في سوريا»، مضيفا إن «أوباما يراجع ويدرس الخيارات الأخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وأيضا لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات إضافية في سوريا، وتتواصل هذه العملية».

وتابع كارني «بقدر ما تكون فظاعة الوضع في سوريا يكون عليه اتخاذ القرارات حين تتعلق بالسياسة تجاه سوريا بما يحقق أفضل مصالح الولايات المتحدة»، موضحا أن «أوباما مهتم بألا تزيد التحركات في سوريا الوضع سوءا».

وأعلن أن «التخطيط لمؤتمر جنيف بشأن سوريا مستمر، لكن أوباما يواصل أيضا بحث ما يمكن عمله لدعم المعارضة على الأرض»، مشيرا إلى أن «سوريا ستكون موضوعا للنقاش في قمة مجموعة الثماني الأسبوع المقبل» والتي سيعقد أوباما وبوتين اجتماعا على هامشها.

وكانت وكالة «اسوشييتد برس» نقلت، أمس الأول، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مستشاري أوباما للأمن القومي يتحفظون على تقديم أسلحة أميركية إلى المعارضة السورية. وأشاروا إلى أن بعض المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون والاستخبارات لا يزالون مترددين حيال تقديم أسلحة وذخيرة إلى المجموعات المسلحة التي يهيمن المتشددون عليها.

وحاول الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون زيادة الضغط على أوباما، مطالبا بتدخل اكبر في الأزمة السورية، لكنه شدد على ضرورة عدم إرسال قوات أميركية إلى سوريا.

ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن كلينتون قوله، خلال ندوة مغلقة مع السيناتور الأميركي جون ماكين، «لا احد يطالب بإرسال جنود أميركيين إلى سوريا. السؤال الوحيد هو: بما أن الروس والإيرانيين وحزب الله الآن في سوريا، فهل يجب علينا أن نحاول القيام بأمر ما من اجل إبطاء مكاسبهم وإعادة التوازن ليكون أمام الجماعات المتمردة فرصة، إذا كانوا مدعومين من غالبية الشعب، للانتصار؟».

وقال كلينتون، الذي لم يقدم أي تفاصيل حول ما يجب تقديمه للمعارضة السورية، «برأيي فانه يجب ألا نعتمد أكثر من اللازم على دروس الماضي». وأضاف «لا اعتقد أن سوريا بالضرورة تشبه العراق أو أفغانستان. لم يطلب احد إرسال أي جندي إلى هناك. اعتقد أنها تشبه أفغانستان في الثمانينيات عندما كانوا يحاربون الاتحاد السوفياتي. اخطأ الرئيس (رونالد) ريغان، الذي حصل على الكثير من العرفان والنفوذ لمساعدته في إسقاط النظام التابع للاتحاد السوفياتي، بعدم التمسك بأفغانستان في محاولة لجمع المكاسب».

وفي مواجهة النجاحات التي حققها الجيش السوري على الأرض، يعقد في اسطنبول غدا اجتماع بين ممثلين عن الدول المؤيدة للمعارضة السورية و«رئيس أركان الجيش السوري الحر» سليم إدريس.

وأعلن وزير النقل السوري محمود إبراهيم سعيد أن «قذيفة هاون سقطت على طرف المطار قريبا من المدرج ما أدى إلى تأخير هبوط طائرتين قادمتين من اللاذقية والكويت وتأخير إقلاع طائرة سورية إلى بغداد، ولم يصب أي منها ومن ركابها بأذى». وأشار إلى أن «قذيفة أخرى سقطت قرب احد المستودعات، ما أدى إلى سقوط زجاج وإصابة عامل».

وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد القتلى في سوريا تجاوز الـ93 ألفا، بينهم 6500 طفل. ودعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي «الطرفين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون». وأكدت أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون اكبر من ذلك بكثير.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن المسلحين سيطروا على مقر سرية عسكرية في بلدة مورك في ريف حماه. وأضاف أن السرية تتعرض للقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع استقدام تعزيزات لهذه القوات لاستعادتها.

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مستشار مرسي لا يرى مشكلة في «جهاد» المصريين في سوريا

أعلن مستشار الرئيس المصري محمد مرسي للشؤون الخارجية خالد القزاز، أمس، أن المصريين الذين يقاتلون في سوريا من حقهم المشاركة في القتال فيها ولن تتم محاكمتهم لدى عودتهم إلى البلاد.

وقال القزاز، رداً على سؤال لوكالة «اسوشييتد برس» بشأن موقف الحكومة من المصريين الذين «يجاهدون» في سوريا، أن «حرية السفر مفتوحة لكل المصريين»، مشيراً إلى أن الحكومة لن تعاقب المصريين على ما يقومون به في دول أخرى.

وأعلن أن «الرئاسة لا ترى أن المصريين (الذين يقاتلون) في سوريا يهدّدون أمن مصر». (ا ب)

الامم المتحدة تدين تدخل المقاتلين الاجانب في سورية وبريطانيا تقول ان القاعدة في الشام سعت للحصول على أسلحة كيميائية

جنيف ـ  لندن ـ (ا ف ب)  ـ (د ب ا) ـ  دان مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الجمعة تدخل جميع المقاتلين الاجانب في سوريا ولاسيما مقاتلو حزب الله.

وقد تبنى المجلس قرارا في هذا الشأن قدمته الولايات المتحدة وقطر وتركيا والسعودية، ب 37 صوتا ومعارضة صوت واحد هو صوت فنزويلا، في حين امتنعت ست دول عن التصويت.

ويدين القرار “بشدة تدخل جميع المقاتلين الاجانب” في سوريا “لاسيما الذين يقاتلون باسم النظام”، وسمى “حزب الله” على وجه الخصوص.

واعرب عن قلقه من ان “يزيد تورطهم من تدهور الوضع الانساني ووضع حقوق الانسان مما يؤدي الى عواقب سلبية خطرة على المنطقة”.

وقد تبنى المجلس في 29 ايار/مايو قرارا دان فيه تدخل “مقاتلين اجانب” لكنه لم يسم حزب الله الذي قاتل الى جانب القوات المسلحة السورية في القصير وطلب من الامم المتحدة اجراء تحقيق حول اعمال العنف في هذه المدينة.

من جهة اخرى، يدين القرار الذي اتخذه المجلس الجمعة “كل المجازر المرتكبة” في سوريا ويشدد على “ضرورة محاسبة مرتكبيها”.

ويدين القرار بصورة عامة كل اعمال العنف وخصوصا تلك التي يتعرض لها المدنيون “ايا يكن مصدرها وخصوصا الاعمال الارهابية واعمال العنف التي يمكن ان تتسبب في توترات مذهبية”.

من جهة اخرى، يدين القرار بشدة “الانتهاكات المستمرة والشاملة والمنهجية والفاضحة لحقوق الانسان والحريات الاساسية وكل انتهاكات القانون الدولي الانساني التي ترتكبها السلطات السورية ومجموعات الشبيحة التابعة للحكومة وكذلك كل اساءة لحقوق الانسان وكل انتهاك للقانون الدولي الانساني التي ترتكبها مجموعات المعارضة المسلحة”. لكن القرار اشار الى ان لجنة التحقيق التي شكلتها الامم المتحدة قالت في تقاريرها ان التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة لم تبلغ كثافة وحجم الانتهاكات التي اقترفتها القوات الحكومية والميليشيات التابعة له.

وطلب القرار اخيرا من الحكومة السورية السماح للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة التي تعمل بتفويض من مجلس الامن منذ ايلول/سبتمبر 2011 بالتوجه الى سوريا.

وقد قتل ما يفوق 93 الف شخص منهم 6500 طفل على الاقل منذ اندلاع الحرب الاهلية في سوريا في اذار/مارس 2011، كما افادت الحصيلة الاخيرة للامم المتحدة الخميس.

الى ذلك صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الجمعة بان الجماعات ذات الصلة بتنظيم القاعدة سعت من اجل الحصول على أسلحة كيميائية لاستخدامها في سورية.

وقال للصحفيين في داونينج ستريت :” لم نر أي تقارير جديرة بالثقة عن استخدام أسلحة كيميائية من جانب المعارضة السورية. غير اننا نرى ان عناصر تابعة للقاعدة في المنطقة حاولت الحصول على أسلحة كيميائية من أجل استخدام محتمل في سورية”.

وأضاف انه يعتقد ان استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية تم بـ” موافقة وأمر من نظام الأسد”.

وقال إن بريطانيا لم تقرر بعد تسليح أفراد المعارضة المعتدلين.

نصر الله يندد بالتدخل الأمريكي ” السافر” في لبنان والمنطقة ويقول ان حزب الله سيبقى مشاركا في المعارك داخل سورية

بيروت ـ(د ب أ) ـ (ا ف ب) ـ  ندد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الجمعة بما أسماه ” التدخل الأمريكي لدفع الأمور في اتجاه معين وهذا غيض من فيض التدخل الأمني السافر في لبنان والمنطقة”.

وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية في لبنان، قال حسن نصر الله في خطاب متلفز:” “ليس لدينا جديد في صعيد الانتخابات”.

كما دعا نصر الله “جميع الفرقاء في لبنان إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي شكل من أشكال التوتر والصدام”.

وقال نصرالله أنه يتعين على “كل الموجودين على الأراضي اللبنانية من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين ضبط النفس لأقصى الحدود وخصوصا جمهور المقاومة في حالات الحزن والفرح وأي ممارسة في هذا الظرف قد يكون لها تداعيات”.

و قال ا نصرالله الجمعة ان الحزب الشيعي سيبقى مشاركا في المعارك الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة خلال احتفال للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال نصرالله “ما بعد القصير كما ما قبل القصير (…) حيث يجب ان نكون سنكون، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته، ولا حاجة للتفصيل”، وذلك في اشارة الى مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا، والتي سيطرت عليها القوات النظامية وحزب الله في الخامس من حزيران/يونيو الجاري.

خطط لمنع بشار من الحسم: تحييد قطر وشرطي جوي في سماء درعا وتوظيف الحدود الأردنية عسكريا

عمان- القدس العربي- بسام البدارين: لا ينطوي إعلان الولايات المتحدة عن إبقاء جنود مارينز وعتاد قتالي هجومي في الأردن تحسبا لإحتمالات الوضع في سوريا على مفاجآت حقيقية.

واشنطن كانت قد أعلنت أصلا بأن بطارية باتريوت وطائرات إف 16 ستبقى في الأردن بعد إنتهاء مناورات الأسد المتأهب في حلقتها الثانية.

المفاجأة الوحيدة في السياق هي الإعتراف ولأول مرة رسميا بأن واشنطن تدرس فعلا خيارا يقضي بفرض منطقة حظر جوي عازلة ومحدودة في جنوب سوريا بمحاذاة الحدود الأردنية, الأمر الذي يشير لإحتمالية توظيف الحدود الأردنية عسكريا مستقبلا بعد توظيف المملكة سياسيا في المسألة السورية.

من البداية إتفق الفرقاء على أن الوجود العسكري الأمريكي الدائم في الأردن ينطوي على أجندة سياسية قد تتجاوز تعزيز الدفاعات الأردنية وحماية الحدود واللاجئين ومراقبة الكيماوي السوري لصالح توفر أرضية لوجستية تصلح لأي عمل إستخباري أو حتى عسكري تتطلبه تطورات الوضع ميدانيا في سوريا.

 واشنطن لديها وجهة نظر فيما يتعلق بلقاء جنيف الثاني والتسريبات المعلوماتية تتحدث عن قرار أمريكي سعودي مشترك يقضي (بتحييد) قطر تكتيكا ومؤقتا على أن تتولى الرياض بالتنسيق مع عمان إدارة خطة الطواريء التي يمكن أن تنتج عن حسم المعركة في سوريا تماما لصالح نظام الرئيس بشار الأسد.

لذلك حصريا يتعزز النفوذ العسكري الأمريكي في الأردن وينشط قادة سعوديون بينهم الأمير بندر بن سلطان وسعود الفيصل في حركة دبلوماسية دولية تتخذ حاليا هوية الإحتياط لحماية مدينة حلب تحديدا من هجوم محتمل ووشيك يستهدفها بعد الإعلان عن توغل قوات حزب إلله اللبناني في المزيد من الأراضي السورية.

المجموعة العربية والدولية المهتمة بالملف السوري منقسمة عمليا إلى مجموعتين الأول تريد إطالة امد الصراع عبر التركيز على ما وصفه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بـ(إعادة التوازن) في الميزان العسكري للصراع داخل سوريا.

والثانية تمثل المجموعة العربية التي تعبر عن مخاوفها الذاتية من حسم الصراع لصالح النظام السوري.

اليوم من الواضح أن مصالح المجموعتان تتلاقى عند نقطة مركزية تتمثل في بذل الجهد الكافي لمنع الرئيس بشار الأسد من الحسم عسكريا قبل إنعقاد لقاء جنيف الثاني , الأمر الذي يفسر تنامي الإفصاحات العسكرية الأمريكية عن تعزيز الوجود العسكري في الأردن رغم أن عمان تنفي وبكل اللغات وجود أي إستعداد لديها للمشاركة في أي عمل عسكري له علاقة بسوريا كما اكد مباشرة للقدس العربي رئيس الوزراء عبدلله النسور.

اللافت في السياق أن ماكينة واشنطن بدأت تضخم في الحديث عن أحتمالية إستخدام الكيماوي في الصراع السوري تمهيدا لتسريب فكرتها الجديدة عن منطقة حظر جوي محدودة جنوبي سوريا عبر الحدود مع الأردن وهي فكرة قديمة في ذهن واشنطن من الواضح أنها تدخل الأن حيز التنفيذ حتى بدون الحاجة لغطاء شرعي دولي.

ذلك يعني عمليا أن نصب بطارية باتريوت وبعدها طائرات إف 16 الأمريكية يستهدف مهنيا وعسكريا الإستعداد لسيناريو المنطقة الجوية العازلة وهي منطقة سمعت القدس العربي مسئولا أردنيا رفيع المستوى يحدد مساحتها في السماء ويلمح لأغراضها الأبعد وهي منع الإشتباك الجوي في حال تطور الصراع فوق نقاط محددة يمكن أن تؤثر على الأردن وإسرائيل وحماية المنظومة الجوية في البلدين.

لذلك يعتقد أن منطقة الحظر الجوي المقصودة ستمتد قليلا إلى شرق وشمال الأردن وتقترب من المثلث الجوي المشتبك بين ثلاثة دول هي الأردن وإسرائيل وسوريا.

إنها عملية أشبه بوجود رجل شرطة جوية قوي في مثلث الفضاء المشترك بين البلدان الثلاثة.

لكن هذه المساحة الآمنة في الأجواء ستوفر الحماية أيضا لمساحات إضافية على الأرض مما يتطلب ترسيم خطوط آمان عسكرية في عمق أراضي محافظة درعا ستكون ثلاثية الأهداف في التحليل النهائي حيث ستوفر مساحة جيدة لتسليح الجيش السوري الحر في محافظة درعا إذا قررت واشنطن (إعادة التوازن).

والهدف الثاني هو تمكين الجهات الإستخبارية من تحديد تجمعات وأهداف جبهة النصرة النشطة جدا في درعا والتي تعتبر هدفا مشروعا لجميع الأطراف عمليا أما الهدف الثالث فهو تعزيز أنظمة الرقابة في المنطقة الأمنة جنوب سوريا مع توفير ممرات إستراتيجية آمنة خالية من الجيش النظامي السوري في حال تطلب الأمر لاحقا أي من أشكال التدخل العسكري.

وفقا للسيناريو المرسوم ستعمل واشنطن على فرض هذا السيناريو على الواقع الموضوعي في المنطقة وستكتفي عمان بترديد موقفها المعتاد في الملف السوري والقائم على فكرة تأمين الحدود الأردنية ومراقبة الكيماوي دون التدخل أو الإشتباك.

في الأثناء توفرت أدلة إضافية على أن الأمريكيون والأردنيون يستعدون لكل الإحتمالات فيما يتعلق بسيناريو العمل العسكري ففرض منطقة عزل جوية شمالي الأردن قد ينتهي بأعمال عدائية سورية ضد الأردن مما دفع سلطات عمان لإختبار منظومة رقابة أمنية صارمة على اللاجئين السوريين.

الأدلة لا تقف عند حدود دخول ماكينة عمان السياسية في مزاج الإستعداد لأسوأ الإحتمالات في إطار تداعيات المشهد السوري بل تشمل إستئجار السفارة الأمريكية لمئات من سيارات الدفع الرياعي لأغراض لوجستية ووضع أحدث أنظمة الرقابة والدفاع العسكرية على الجانب الحدودي مع الأردن وتجهيز الميدان لكل الفرضيات.

المقداد: دمشق ستشارك في جنيف 2 لإنجاحه

موسكو- (يو بي اي): قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الجمعة، إن بلاده عازمة على الذهاب إلى مؤتمر (جنيف-2) والعمل على إنجاحه.

وقال المقداد لقناة (روسيا اليوم) “نحن نريد حلاً سياسياً للوضع، ولذلك رحّبنا بمؤتمر جنيف وقلنا إننا سنتعاون فيه وسنحضر هذا المؤتمر وليس هذا فحسب، بل سنكون إيجابيين من أجل دفع برنامج سياسي يرضي الجميع″.

وأضاف أنه “انطلاقاً من هذا سنذهب إلى جنيف، لكي ينجح هذا المؤتمر”.

وكانت الحكومة السورية أعلنت مشاركتها في مؤتمر (جنيف 2)، في حين ربط الإئتلاف المعارض مشاركته بإدراج رحيل نظام الرئيس بشار الأسد على أجندة المفاوضات كشرط مسبق.

وتم تأجيل المؤتمر إلى تموز/ يوليو المقبل بسبب عدم التوصّل إلى اتفاق حول المشاركين لا سيّما إيران.

أمريكا تدرس فرض منطقة حظر جوي على سوريا قرب الأردن

أنقرة- (رويترز): قال دبلوماسيان غربيان كبيران في تركيا الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة في سوريا يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن.

وجاءت تصريحاتهما التي أكدها دبلوماسي ثالث من المنطقة بعد ان اعلنت واشنطن انها ستزيد المساعدات العسكرية لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس السوري بشار الاسد ردا على ما تقول انها ادلة على استخدام قوات الاسد لاسلحة كيماوية.

وقال دبلوماسي “تدرس واشنطن فرض منطقة حظر جوي لمساعدة معارضي الأسد”. وأضاف أنها ستكون محدودة “من ناحية الزمن والمساحة ربما قرب الحدود الاردنية” دون أن يذكر تفاصيل.

ومن المقرر ان يلتقي قادة مقاتلي المعارضة السورية مع مسؤولين غربيين واتراك اليوم الجمعة في تركيا لبحث المساعدات العسكرية لقوات المعارضة. وحتى الآن ظلت واشنطن تحجم بشدة عن ارسال اسلحة مشيرة إلى مخاطر سقوطها في أيدي كتائب سنية متشددة.

وقال أحد الدبلوماسيين إن اقامة منطقة حظر جوي يمكن أن تساعد الجهود الغربية لمراقبة من سيتلقى اي مساعدات عسكرية وأيضا المساعدة في تدريب مقاتلي المعارضة الذين يحاربون قوات الاسد.

بوتين: البديل لنظام الأسد هو الفوضى وحكم راديكالي متطرف

تل أبيب- (يو بي اي): قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لصحيفة إسرائيلية تصدرها حركة (حباد) اليهودية إنه لا ينبغي على إسرائيل أن تقلق من بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأن البديل لهذا النظام هو الفوضى وحكم راديكالي متطرف.

ونقلت صحيفة (هَموديّاع)، التي تصدر في القدس الغربية، الجمعة عن بوتين قوله خلال زيارة لمتحف يهودي في موسكو الخميس، إن “البديل لنظام الأسد هو الفوضى التي ستسود في المنطقة وهذا أمر ليس جيدا لإسرائيل ولا للعالم”.

وأضاف بوتين، الذي قالت الصحيفة أنه تحدث إلى موفدها إلى موسكو، أن “الأفضل لإسرائيل أن يكون لديها عنوانا في الشمال من أن تسود حالة فوضى وانتقال الحكم إلى راديكاليين متطرفين”.

وفي رده على سؤال حول قلق إسرائيل من تزويد روسيا صواريخ (اس-300) لسوريا، قال بوتين إنه “لا مكان لقلق مواطني إسرائيل” حيال ذلك وأنه مؤمن بأن “الاستقرار سيعود إلى الحدود الشمالية (لإسرائيل) وسيعود الوضع إلى ما كان عليه في الماضي”.

وعبرت إسرائيل عن تخوفها من وصول صواريخ “اس 300″ الروسية المتطورة المضادة للطائرات إلى سوريا، وهدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور بأن إسرائيل ستضربها لدى وصولها إلى سوريا وقبل أن تصبح فاعلة.

الجيش السوري الحر يستهدف موكب رئيس جهاز الأمن الداخلي ويؤكد سيطرته على ثلاثة مداخل لمحافظة إدلب

دمشق- (د ب أ): أكد ناشطون سوريون صباح الجمعة أن “الجيش السوري الحر” استهدف الخميس موكب العميد حافظ مخلوف رئيس جهاز الأمن الداخلي ابن خال رئيس النظام بشار الأسد بصاروخين محليي الصنع″.

وقال ناشطون إن “العملية تمت على طريق فرعي دمشق بيروت غرب العاصمة اتجاه منطقة ضاحية قرى الأسد وان الموكب أصيب في مؤخرته وأحدث ذلك حالة من الهلع والاستنفار في المكان وأستوجب استقدام تعزيزات”.

من جانبه، أكد العضو في المجلس الوطني السوري المعارض محمد السرميني، لوكالة الأنباء الألمانية صحة النبأ.

وقال السرميني “لا نعرف ان كان مخلوف قتل أم لا، علما بأن وحدات الاستطلاع لدى الجيش السوري الحر تتابع وتراقب كل المسوؤلين في النظام لا سيما القتلة منهم”.

ومن جهة أخرى، أكد مصدر عسكري في الجيش السوري الحر أن الجيش “سيطر على ثلاثة مداخل رئيسية لمحافظة إدلب شمال سورية”.

وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية ظهر الجمعة، إن “الجيش الحر سيطر اليوم على حاجز الإسكان العسكري بعد أن دارت اشتباكات مع قوات النظام حيث سقط قتلى وجرحى من الطرفين وهو ثالث حاجز على مداخل المدينة يسيطر عليه الجيش السوري الحر ما يسهل إمكانية الدخول إلى المدينة التي يسيطر عليها النظام”.

وأضاف المصدر أن الجيش “الحر كان يحاصر حاجز الإسكان منذ نحو 4 أيام إلى ان تمكن اليوم من السيطرة عليه”.

وارتفع “التكبير” في معظم مساجد المنطقة هناك بعد انتشار النبأ.

وكان الجيش الحر سيطر سابقا على حاجزين عند مداخل المدينة الحدودية مع تركيا وهي ذات غالبية سنية مطلقة في الشمال السوري.

من جانبها، أكدت لجان التنسيق المحلية “مقتل أكثر من 400 من مليشيا الشبيحة وحزب الله ومقاتلي نظام الأسد في معركة حاجز الإسكان من الصباح حتى ظهر اليوم”.

قالت ان ‘الله’ و’الشيطان’ ملتبسان عنده… ومشايخ يؤكدون ان الحرب في سورية ضد الاسلام

ايران ترد على القرضاوي… وعلماء سنة بينهم العريفي يدعون لـ’الجهاد’ ضدها

القاهرة ـ ا ف ب ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري: ادانت الخارجية الايرانية امس الخميس التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الشيخ يوسف القرضاوي والتي انتقد فيها حزب الله ووصفه بانه ‘حزب الشيطان’، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، تعليقاُ على التصريحات الأخيرة للشيخ القرضاوي، ‘يبدو أن مكانتي الله تبارك وتعالى، والشيطان، قد تبدلتا لدى القرضاوي’.

وتابع المسؤول الإيراني، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء ‘فارس′ امس ‘المتوقع والمنتظر من القرضاوي، المعروف للأسف بالأب الروحي للمجموعات التكفيرية، أن يتحرك في مسار وحدة المسلمين’، معرباً عن أمله في أن يعيد الداعية القطري، المصري الأصل، النظر في مواقفه.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن ‘إثارة التفرقة وإطلاق تصريحات تؤدي إلى إشعال فتيل النار والصراع بين المسلمين.. تصب في مسار أهداف أعداء الإسلام، خاصةً الصهاينة’.

ووصف عراقجي ‘حزب الله’ اللبناني بأنه ‘رمز المقاومة ضد الكيان الصهيوني’، وأضاف أنه ‘وفي ضوء هذه المساعي، والجهاد الذي يخوضه حزب الله ضد أعداء الإسلام، خاصةً الصهاينة، فإن العالم الإسلامي كله يولي له الاحترام والمكانة القيمة’، على حد تعبيره.

وبينما شدد المتحدث الإيراني على أن ‘حزب الله أثبت عملياً بأنه لا يتدخل إطلاقا في النزاعات الطائفية والداخلية، وعمل دوماً كمحور أساس للمقاومة ضد الكيان الصهيوني’، فقد لفت إلى أن ‘إجراءات حزب الله في الدفاع عن سورية، في مواجهة مخططات الأعداء، ومن ضمنهم الكيان الاسرائيلي’، بحسب قوله.

وكان الشيخ القرضاوي قال في تصريحات سابقة ان ‘حزب الله انكشف وانكشفت نواياه، وظهر أنه حزب الطاغوت والشيطان’، مثنياً على علماء السعودية الذين كانوا وفق تعبير القرضاوي ‘أكثر تبصراً منه بحقيقة هذا الحزب’.

جاء ذلك فيما اعلن مؤتمر نظمته ‘رابطة علماء المسلمين’ التي تضم علماء من السنة امس الخميس في القاهرة ‘وجوب الجهاد’ في سورية، معتبرا ما يجري في سورية حربا على الاسلام من النظام السوري الذي وصفه بـ’الطائفي’، وداعيا لمقاطعة الدول الداعمة له وعلى رأسها روسيا وايران.

واعلن بيان المؤتمر الذي عقد امس الخميس في احد فنادق العاصمة المصرية تحت عنوان ‘دور العلماء في نصرة سورية’ وشارك فيه الشيخ حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بالازهر بالاضافة للداعية المصري صفوت حجازي والداعية السعودي محمد العريفي ولفيف من العلماء السنة من مختلف البلدان العربية.

عن ‘وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سورية، بالنفس والمال والسلاح، وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة النظام الطائفي’.

واعتبر البيان الذي القاه الشيخ السلفي المصري محمد حسان ان ‘ما يجري في ارض الشام من عدوان سافر من النظام الايراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين يعد حربا معلنة على الاسلام والمسلمين’.

وطالب المؤتمر حكومات الغرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية بموقف حازم ضد النظام السوري الذي وصفه ‘بالمجرم’، كما طالب بدعم الشعب السوري بالسلاح.

كما اوصى بوقف التعاون مع الدول الداعمة للنظام السوري، وهي الصين وروسيا وايران ودعا المؤتمر لمقاطعة البضائع الايرانية.

واستنكر المؤتمر ‘تصنيف واتهام بعض فصائل الثورة الاسلامية بالارهاب في الوقت الذي يغض الطرف عن جرائم النظام السوري’، في اشارة منه الى الاتهامات التي طالت جبهة النصرة التي بايعت تنظيم القاعدة، بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وقال الدكتور صلاح سلطان، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية والذي شارك بالمؤتمر، لفرانس برس ان ‘موقف علماء المسلمين من ازمة سورية جاء متأخرا.. كان يجب ان يكون موقفنا منذ اللحظة الاولى التي بدأ فيها النظام السوري قتل مواطنيه’.

وقال سلطان ‘القتل في سورية يقوم على اسس طائفية ضد المسلمين السنة.. النظام السوري هو من ابتدع تلك الطائفية’.

ونقل موقع رابطة علماء المسلمين عن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قوله ان ‘الحرب ليست أهلية بل حرب على الإسلام والسنة فندائي لعموم المسلمين في الأرض أن يحموا إخوانهم’.

وقال القرضاوي ‘أنادي الأمة العربية والإسلامية أن يقفوا ضد الروس موقفا حازما’، مضيفا ‘آن الأوان لإعلان الجهاد حتى تقوم الأمة بالدفاع عن حقوقها’.

الرئيس اللبناني يطالب بقصف مواقع المعارضة السورية ومخاوف على مصالح 600 الف لبناني في الخليج

قصف على مطار دمشق والامم المتحدة تدعو لـ’وقف فوري’ للنار

البيت الابيض: اوباما قلق بشأن سورية ويراجع الخيارات

بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: واشنطن ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: تعرض مطار دمشق الدولي للقصف الخميس، في وقت اكدت الامم المتحدة ان عدد القتلى في سورية تجاوز في اكثر من سنتين الـ 93 الفا، داعية الطرفين المتقاتلين الى ‘وقف فوري لاطلاق النار’.

وفي مواجهة النجاحات التي حققها الجيش السوري اخيرا على الارض، يعقد السبت اجتماع في اسطنبول بين ممثلين عن الدول المؤيدة للمعارضة السورية ورئيس اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس، وذلك على خلفية جدل داخل الدول الغربية حول تسليح المعارضة لايجاد توازن مع قوات النظام.

ورغم هذا الاختلال في التوازن، تمكن مقاتلو المعارضة الخميس من تحقيق نقاط لصالحهم عبر قصف مطار دمشق والاستيلاء على مقر سرية عسكرية في ريف حماة.

واعلن وزير النقل السوري محمود ابراهيم سعيد ‘ان قذيفة هاون سقطت على طرف المطار قريبة من المدرج ما ادى الى تأخير هبوط طائرتين قادمتين من اللاذقية والكويت وتأخير اقلاع طائرة سورية الى بغداد، ولم يصب اي منها ومن ركابها بأذى’.

واكدت الامم المتحدة ان عدد القتلى في سورية تجاوز في اكثر من سنتين الـ 93 الفا، داعية الطرفين المتقاتلين الى ‘وقف فوري لاطلاق النار’، في وقت تستمر العمليات العسكرية التصعيدية على الارض من دون افق لحل سياسي للنزاع.

وفي محاولة لتقديم مساعدة اضافية للمعارضة وفيما الجدل قائم في الغرب حول مدها بالسلاح، اعلنت الولايات المتحدة تخفيف العقوبات التجارية التي تفرضها على سورية على المناطق الواقعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في وقت لاحق الخميس ان الرئيس باراك اوباما يواصل مراقبة الوضع المتدهور في سورية بقلق وسيتخذ اي قرار بشأن مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة.

واضاف ‘الرئيس يراجع ويدرس الخيارات الاخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وايضا لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات اضافية في سورية.. وتتواصل هذه العملية.’

في لبنان المجاور، تستمر تداعيات النزاع السوري توترات امنية متنقلة، بالاضافة الى القصف الذي يطال مناطق محسوبة اجمالا على حزب الله ردا على تورطه في القتال الى جانب النظام، والغارات التي تنفذها الطائرات السورية على مناطق لبنانية حدودية متعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، وطلب الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي برصد مصادر القذائف التي استهدفت مناطق لبنانية قريبة من الحدود السورية في وادي البقاع شرق لبنان والرد عليها، فيما أكد أهالي سرعين البقاعية بقاءهم في بلدتهم بعد سقوط صواريخ عليها يوم الاربعاء من الجانب السوري، مشيرين إلى ان أرضهم أرض المقاومة وستبقى الخزان الوفي للمقاومة .

في مجال آخر، بقيت الاجراءات التي أعلنت عنها دول مجلس التعاون الخليجي قبل أيام ضد المنتسبين لـ’حزب الله’ محور متابعة، وبدأت تداعياتها بالظهور وسط مخاوف لبنانية متنامية من انعكاسات هذه الإجراءات على نحو 600 ألف لبناني مقيمين في دول الخليج ويحوّلون سنوياً حوالى 7 مليارات دولار.

وفي مقابل هذه المخاوف، لفتت وسائل اعلامية مقربة من حزب الله الى ‘أن إجراءات دول الخليج تأتي من ضمن عدة الشغل لدى الغرب وأتباعه لفرض موجةَ تصعيدٍ جديدة في الحملة على حزب الله’.

وذكرت ‘ان هذه الدول قررت العمل على ضرب ‘اليد التي توجع′، والمقصود هنا تهديد اللبنانيين الشيعة على وجه الخصوص بقطع أرزاقهم، ومنعهم من العمل في دول مجلس التعاون بتهمة أنهم من أنصار حزب الله. وتأمل دول مجلس التعاون أن تؤدي هذه الخطوة إلى قيام حملة أهلية لبنانية شيعية ضاغطة على حزب الله لأجل إلزامه بخطوات تقود إلى انسحابه من الحرب السورية وتوقفه عن دعم النظام هناك’. لكن اعلام 8 آذار أوضح أنه ‘من الصعب توقُّع تغييرات في استراتيجية كبيرة جداً يخوض حزب الله قتاله في سورية من ضمنها، وبالتالي فإن توقّع نتائج جديّة لهذه الضغوط هو مجرد وهم. كذلك، سوف يكون من الصعب توقّع قيام ثورة شيعية في لبنان أو في العالم العربي تُلزم حزب الله بخطوة من هذا القبيل. ثم إنّ من الصعب توقّع شيء إضافي – نوعي على الكلام الذي يقوله أقطاب وإعلام 14 آذار اللبناني والعربي ضد حزب الله.’

ومن جهتها اعلنت الامم المتحدة في تقرير الخميس ان اكثر من 93 الف شخص بينهم 6500 طفل على الاقل، قتلوا منذ بداية النزاع في سورية حتى نهاية نيسان (ابريل) 2013، مشيرة الى ارتفاع كبير في عدد القتلى الشهري. ويتطابق هذا الرقم تقريبا مع ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يحصي بشكل يومي ضحايا النزاع.

ودعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي ‘الطرفين الى اعلان وقف فوري لاطلاق النار قبل ان يقتل او يجرح آلاف آخرون’.

قتلى سوريا تجاوز 93 ألفا.. وحالات التعذيب تتصاعد

الأمم المتحدة: لدينا قوائم غير مدققة بـ265 ألف حالة خلال عمر الثورة

بيروت: نذير رضا – جنيف: «الشرق الأوسط»

أكدت الأمم المتحدة، في إحصائية جديدة تمتد منذ مارس (آذار) 2011 ولغاية أبريل (نيسان) 2013، أن عدد القتلى في سوريا تجاوز عتبة الـ93 ألفا. ودعت المنظمة العالمية طرفي الصراع إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، محذرة من تكرار ما حدث في مدينة القصير (وسط) في مدينة حلب، الأمر الذي «سيقوض جهود تحقيق السلام».

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الأطفال «يشكلون أهدافا لقناصة ويستخدمون دروعا بشرية في الحرب». وأكد مكتب الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي أنه تلقى «تقارير تم التحقق منها بأن أطفالا سوريين قتلوا أو أصيبوا في عمليات قصف عشوائية أو أصيبوا برصاص قناصة أو استخدموا دروعا بشرية أو سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبية». وأكد التقرير تزايد المعلومات عن قيام الجيش السوري الحر بتجنيد فتيان ولا سيما بين 15 و17 عاما من العمر. كما استخدم العنف الجنسي من طرف قوات الرئيس بشار الأسد ضد فتيان للحصول على معلومات أو اعترافات بحسب الممثلة الخاصة «بما في ذلك إخضاعهم لصدمات كهربائية والضرب واتخاذ وضعيات مؤلمة والتهديد والتعذيب الجنسي».

وعلى الرغم من تحديد الأمم المتحدة رقم القتلى، فإنها استطردت بأن الرقم الحقيقي «يمكن أن يكون أكبر بكثير»، من غير أن تشير إلى الرقم المرجّح، إذ إن القوائم الموجودة لدى الأمم المتحدة تضم 265 ألفا و55 حالة وفاة، لكن المنظمة استبعدت الأسماء غير الكاملة وغير المعرفة مع مكان وتاريخ الوفاة. غير أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الرقم الفعلي الموثق لديه هو 98500 قتيل، مشيرا إلى أن الكثير من القتلى لا يوثقون في سجلات المرصد، وأغلبيتهم من المقاتلين الأجانب المعروفين بـ«المهاجرين» الذين يقاتلون في صفوف المعارضة، والقوات النظامية والسجناء الذين يقتلون في السجون.

ولفت عبد الرحمن إلى أن عدد القتلى المدنيين، ناهز الـ50 ألف قتيل، بينما توزع الآخرون على المسلحين من الطرفين. وأوضح أن 13128 مقاتلا معارضا قتلوا منذ بدء الصراع، إلى جانب 1900 من المنشقين، بينما «تكبد الجيش النظامي 25 ألف قتيل، فضلا عن مقتل 17000 من قوات الدفاع الوطني والشبيحة». وأشار إلى وجود 2450 قتيلا مجهولي الهوية، ووثق 2300 قتيل أجنبي قاتلوا إلى جانب المعارضة، بالإضافة إلى مقتل 156 قتيلا من حزب الله اللبناني.

وفي أحدث تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أكد معدوه أن «أكثر من خمسة آلاف شخص لقوا حتفهم شهريا منذ يوليو (تموز) الماضي»، لافتا إلى أن محافظتي ريف دمشق وحلب «سجلا أكبر أعداد للقتلى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبحسب بيانات صفحة «إحصائيات شهداء الثورة السورية» على الإنترنت، تصدرت دمشق وريفها أعداد القتلى في الصراع، حيث رصد الموقع مقتل 21500 شخص معروفين بالأسماء، وثقت ظروف مقتلهم، وأسماؤهم، تلتها محافظة حمص التي رصد فيها مقتل 11600 شخص، بينما احتلت حلب الموقع الثالث من القائمة، إذ وُثّق فيها مقتل 10714 شخصا. ومن بعدها محافظة إدلب 7969 قتيلا، فدرعا 5915 قتيلا، فحماه 5164 قتيلا، ومن ثم دير الزور 4201 قتيل. واحتلت محافظة السويداء أسفل القائمة بـ46 قتيلا منذ بداية الأزمة.

و«يعكس معدل القتل بالغ الارتفاع هذا، في الشهر تلو الشهر، النمط المتدهور جدا للصراع على مدى العام المنصرم»، بحسب نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. واستند أحدث تحليل إلى بيانات من 8 مصادر منها الحكومة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. ولا يتم توثيق حالات القتل إلا إذا توافرت أسماء الضحايا وتواريخ وأماكن قتلهم.

في هذا الوقت، قالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس، إنها تخشى أن يتكرر ما حدث في بلدة القصير السورية من إراقة للدماء في مدينة حلب مما يقوض جهود تحقيق السلام. وأعربت بيلاي عن خشيتها من أن «يحدث ما حدث في القصير في حلب»، لافتة إلى أن «كل التقارير التي أتلقاها هي عن زيادة الموارد والقوات من جانب الحكومة».

وكانت الأمم المتحدة أكدت، أول من أمس، أن الأطفال يشكلون أهدافا لقناصة ويستخدمون دروعا بشرية في سوريا، وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في التقرير بأن الحرب الدائرة منذ 26 شهرا في سوريا تلقي بعبء «غير مقبول وغير محتمل» على الأطفال الذين قتل منهم الآلاف حتى الآن. وأوضح رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضة السورية «تستخدم الأطفال كمقاتلين في صفوفها»، بينما «يستخدم النظام السوري الأطفال كدروع بشرية في المعارك».

المشاركون في مؤتمر «نصرة سوريا»: حزب الله منظمة إرهابية

اجتماع القاهرة ذكر بتحذيرات علماء السعودية من حسن نصر الله ودعا لفتح باب الجهاد

القاهرة: وليد عبد الرحمن

قال المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي «موقف علماء الأمة تجاه القضية السورية»، في ختام اجتماعاتهم بالقاهرة أمس، إنه عندما حذر علماء المملكة العربية السعودية من حزب الله وحسن نصر الله كانوا يهاجَمون واتهموا بالطائفية، مؤكدين أن «أحداث الشام حاليا كشفت عن وجه حزب الله وجنوده الذين يذبحون أولادنا، وأن أهل السنة في نظر الشيعة كفار ويجب قتلهم»، مؤكدين أن «حزب الله منظمة إرهابية ومرتزقة دخلوا الإسلام وخرجوا بارتكاب المكفرات».

واختتم المؤتمر أعماله في القاهرة أمس، الذي نظمه «المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي» بأحد الفنادق الكبرى بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة) بحضور الدكتور حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر نائبا عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشارك في فعالياته شخصيات سياسية ودينية في مقدمتهم الدكتور عماد عبد الغفور مساعد الرئيس محمد مرسي للتواصل المجتمعي، والدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف، والداعية السلفي محمد حسان، والشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة المصرية، إلى جانب وفود إسلامية من السعودية وسوريا والأردن والكويت. ونبه حضور المؤتمر إلى «ضرورة فتح باب الجهاد ودعم سوريا بالمال والسلاح لنصرة الإسلام، وتوحيد جهود أهل السنة في جبهة عامة للدفاع عن حريتهم وحقوقهم ومقاومة المشروع الصفوي في بلاد الإسلام»، مشددين على أن «مجاهدي سوريا يحاربون الجيش السوري وإيران وحزب الله».

من جانبه، أكد الشيخ يوسف القرضاوي، أن الشعب السوري أول من ابتلي بالحكام العسكريين، مضيفا: «حين جاء حافظ الأسد الرئيس السوري السابق فرض على الشعب السوري أن يعيش هذا الحكم خلفا عن سلف، وكانت سوريا عزبة لديه حتى ورثها (الجزار) بشار الأسد و(شياطينه)».

وقال القرضاوي في كلمته أمس، إن شعب سوريا خرج ليعلن عن حاجته، ويطالب بحقوقه من أول يوم في الثورة، مؤكدا أن السوريين لم يكونوا يحملون سلاحا في بداية ثورتهم. وأضاف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: «وقفت مع كل الثورات العربية من أول يوم وأقسمت أن يسقط الطغاة، وسيسقط الأسد وسنصلي في المسجد الأموي قريبا – بإذن الله – والله لن ينصر الظلم على الحق»، موضحا أن كثيرا من جنود الجيش السوري «النظامي» استجابوا لدعوته، وتركوا جيش بشار الأسد، وشكلوا الجيش السوري الحر حتى يسقطوا بشار.

وأوضح الشيخ يوسف القرضاوي أن النظام السوري يأتيه دعم من روسيا وإيران وحزب الله، ولديه أسلحة متطورة ويستخدمها في قتل الشعب، مضيفا أن «حزب الشيطان (حزب حسن نصر الله) دخل سوريا علنا جهارا نهارا ليقتل أهل السنة بالقصير». مطالبا العرب بـ«الوقوف موقف رجولة ضد الطائفية التي تريد قتل السنة».

ووجه القرضاوي رسالة إلى روسيا قائلا: «لقد تعامل معكم العرب لعشرات السنين وبعتوهم، واليوم تقدمون الأسلحة لدعم بشار في قتل شعبه، وإذا كانت روسيا تريد صداقة العرب والمسلمين، فلا بد أن يكفوا عن دعم الأسد»، وأشار القرضاوي إلى أن «الأمة مستعدة للتضحية والجهاد، ولا بد لنا أن ننادى بالجهاد للدفاع عن دين وشرع الله».

وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن شيخ الأزهر، أكد الدكتور حسن الشافعي، أن الأزهر يدعم الثورة السورية وأصدر أكثر من وثيقة تتحدث عن علاقة الشريعة بالسلطة. وقال الشافعي إن الظروف السيئة هي التي حالت دون حضور شيخ الأزهر للمؤتمر، مشيرا إلى أن «سوريا لن تكون ساحة التصفية للطائفيين من الشيعة، بل ستعود سوريا سنية». ووجه الشافعي رسالة إلى المحللين العرب «الذين اتهمونا بالطائفية، نقول لهم: ماذا يعني خروج حزب الله ليسيل الدم البريء في مدينة القصير؟ ولماذا يذهبون إلى هناك؟ إنها حرب على السنة، وإنها الطائفية التي عليها الشيعة».

واستنكر الشافعي موقف الدول الأجنبية التي تصمت على دماء الشعب السوري، مضيفا: «لن يكون هناك هلال خصيب تحت قيادة طائفية شيعية، لكنه سيبقى كما هو سنيا وسينتصر الحق».

وكشف الداعية الإسلامي صفوت حجازي، عضو رابطة علماء أهل السنة، عن قيام الرابطة بتقديم السلاح والذخيرة لمجاهدي الجيش الحر في سوريا لمحاربة بشار الأسد، مضيفا: «النظام السوري مجرم كافر، وحزب الله منظمة إرهابية ومرتزقة دخلوا الإسلام وخرجوا بارتكاب المكفرات، والقتال في سوريا واجب وفرض».

وقال الداعية السلفي محمد حسان، إن الاكتفاء بيانات الإدانة لما يحدث في سوريا هو انتقاص من دور الأمة في نصرة الشعب السوري، داعيا إلى وجوب الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح، مطالبا باعتبار ما يجري في أرض الشام من حزب الله وإيران وروسيا والصين وغيرهم من المعاونين لبشار، إعلان حرب على الإسلام والمسلمين. ودعا حسان إلى مقاطعة النظام السوري على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي.

من جهته، قال الداعية السعودي محمد بن عبد الرحمن العريفي، إنه «عندما حذر العلماء في السعودية من حزب الله وحسن نصر الله كنا نهاجم ونتهم بالطائفية، لكن أحداث الشام حاليا كشفت عن وجه حزب الله وجنوده الذين يذبحون أولادنا، وتأكد للجميع أن أهل السنة في نظر الشيعة كفار يجب قتلهم».

وأكد الشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، أن «الحرب في سوريا عقائدية، ولا بد للأمة الإسلامية أن تكون يدا واحدة». وأضاف أبو إسماعيل في تصريحات له أمس، على هامش المؤتمر: «لم نعد نتحدث برفاهية تجاه هؤلاء الذين يعملون على محاربة الإسلام»، مشيرا إلى «ضرورة أن تكون وحدتنا من أجل نصرتنا على كل من يحارب الإسلام»، مؤكدا أنه «عندما ننجح وننتصر على النظام في سوريا، فستتحول سوريا لنظام آخر يحارب الشيعة»، وتابع بقوله: «نحن أصحاب رسالة، ولا بد من إنشاء دولة إسلامية عقائدية سنية».

في السياق ذاته، قال الدكتور عماد عبد الغفور مساعد الرئيس المصري في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «مؤتمر نصرة سوريا يعد صرخة لنصرة المستضعفين». وأضاف عبد الغفور: «وجهنا من خلال المؤتمر رسالة للعالم بمد أيديهم لنصرة الشعب السوري، وبينا للعالم الحقائق والظلم الذي يقع على الشعب السوري».

بدوره، قال الشيخ منيف محمد الطوالة، رئيس المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي، إن فكرة المؤتمر جاءت بهدف دفع الأمة تجاه مسؤوليتها الشرعية لفهم أعدائها ومن يمكرون بها، من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة والشبكة العنكبوتية وكل الوسائل المتاحة والمباحة.

كلينتون ينتقد موقف أوباما من الأزمة السورية

أبلغ جون ماكين دعمه لحزم أميركي في التعامل مع دمشق

لندن – واشنطن: «الشرق الأوسط»

في وقت تتعالى الأصوات الأميركية المطالبة بموقف حازم من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء الأزمة السورية، ظهر صوت جديد يطالب أوباما باتخاذ موقف واضح. وأفاد تقرير إخباري أميركي أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون يطالب بدور أوسع للولايات المتحدة في العمل على حل الأزمة السورية، ولكن من دون إدخال قوات أميركية فيها. وبحسب مجلة «بوليتيكو» الأميركية، أبلغ كلينتون السيناتور الجمهوري جون ماكين مساء الثلاثاء الماضي أنه «مع دخول الروس والإيرانيين وحزب الله بقوة هناك، علينا أن نحاول أن نفعل شيئا لنقلل من مكاسبهم هناك وأن نعيد التوازن في القوى كي نعطي فرصة للمجموعات المتمردة». وأضاف أن في حال يؤيد «غالبية الشعب» السوري المعارضة، يجب أن تدعمها الولايات المتحدة.

وكان كلينتون يتحدث في لقاء مغلق ولكن حصلت «بوليتيكو» على نسخة من تسجيل صوته في اللقاء الذي عقد في «معهد ماكين» في نيويورك. وبحسب التسجيل، قال كلينتون: «أحيانا من الأفضل أن يسعى المرء، ولكن من دون أن يبالغ في التزامه». ولفت كلينتون إلى ضرورة عدم الاستماع فقط إلى استطلاعات الرأي في اتخاذ قرارات السياسة الخارجية، في إشارة إلى استطلاعات الرأي الأميركية التي تظهر رفض الشعب الأميركي الانخراط في الحرب السورية

تزايد الغضب السني في لبنان إزاء دور حزب الله في سوريا

غياب القيادة السياسية تدفع الطائفية إلى رجال دين كأحمد الأسير

صيدا: لافداي موريس وسوزان هايداموس

احتشد آلاف اللبنانيين السنة في ملعب لكرة القدم بمدينة صيدا الأسبوع الماضي، في مسيرة تندد بازدياد دور حزب الله في الحرب السورية، لكن برغم الدعوة إلى مسيرة جديدة لا يزال السنة اللبنانيون يفتقدون قائدا يدير الدفة ويعانون من الانقسامات ومجبرون على خفض صيحاتهم المنادية بالحرب.

كان حزب الله اللبناني، الذي يتمتع بقوة سياسية وعسكرية، قد تعهد بتقديم الدعم الكامل والشامل للرئيس بشار الأسد، في حرب ضد قوات الثوار السنية، الأمر الذي يعمق الانقسامات الطائفية في لبنان. لكن في الوقت الذي يوجه فيه الشباب السنة الاتهام لحزب الله بشن حرب ضد أشقائهم في سوريا، برزت حدود قدرتهم على الرد.

وكانت موجة الاغتيالات التي طالت رموزا سياسية معارضة لحزب الله والنفوذ السوري في لبنان، أبرزها رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 قد أضعفت القوة السياسية للسنة على مدى العقد الماضي. كما انحسر نفوذ سعد الحريري، الذي قاد جبهة المستقبل، الحزب السياسي السني الأبرز في لبنان، بعد انتقاله للعيش خارج لبنان لأسباب أمنية.

لم يستطع أحد ملء الفراغ بعد، تاركا السنة اللبنانيين دون قائد قادر على توحيد معارضة ذات مصداقية ضد حزب الله أو تهدئة الشارع السني. وفي غياب قيادة سياسية تتمتع بالشعبية، يتطلع الشباب السنة إلى شخصيات مثل رجل الدين الشهير في صيدا، أحمد الأسير، الذي سلطت عليه الأضواء العام الماضي مع تأجج المشاعر المعادية للشيعة والحديث عن الحرب مع حزب الله. ولكن في ظل القيود السياسية والعسكرية المفروضة عليهم، يتوقع محللون أن ينفس السنة عن إحباطهم عبر استمرار الاشتباكات المتقطعة والتفجيرات وإطلاق الصواريخ.

ولم تتمكن المظاهرة «الرافضة للطائفية» ضد حزب الله في وسط بيروت من اجتذاب الكثير من أحزاب لبنان الليبرالية. لكن الجماعة الإسلامية، التي تنتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين، قدرت أعداد المشاركين في المظاهرة التي نظمتها في صيدا بنحو 10.000 شخص.

كانت أجواء احتفالية أكثر منها مظاهرة، حيث اجتذبت عائلات وأطفالا وانتشر بائعو الحلوى في المكان، لكن الغضب لم يكن بعيدا عن السطح.

ارتفعت الأصوات بالأناشيد في المساء من المدرجات المكتظة حيث عبر المتظاهرون عن تضامنهم مع إخوانهم السنة في سوريا: «من صيدا إلى القصير إلى حلب، سلام عليكم»، وقال أحد المتحدثين خلال صيحات الحشود الذين حضروا المظاهرة: «الآن يستعد بشار الأسد ومقاتلي حزب الله للهجوم على حلب. وسوف تكون حلب مقبرتهم».

في وقت متأخر من تلك الليلة ظهر شباب ارتدوا عصابات الرأس كتب عليها بخط سميك لفظ الشهادة، لكنهم ما لبثوا أن غابوا وسط الحشود.

كان الأمن في الخارج دليلا على حساسية التجمع في المدينة التي يعيش فيها الشيعة والسنة جنبا إلى جنب. فإلى جانب العشرات من الحراس الذين ارتدوا ملابس الجماعة الإسلامية السوداء، احتشد رجال الشرطة وقوات الجيش اللبناني في المنطقة، في حين وقفت 10 ناقلات جند مدرعة في صف بالشارع.

وقال عبد الرحمن بديع، سني يبلغ من العمر 20 عاما ويحمل راية سوداء تحمل عبارة «الله أكبر»، إنه جاء للاحتجاج على تدخل حزب الله في سوريا، الذي قال: إنه يشكل أيضا خطرا على السنة في لبنان.

وقال عبد الرحمن «ينبغي أن نحصل على السلاح أيضا، لأننا من دونه سنقتل. علينا أن نكون على استعداد، فنحن لا نعرف متى سيحول حزب الله بنادقهم إلى صدورنا. كنا نعتقد أننا نملك القوة، ولكننا الآن أدركنا مدى الضعف الذي نحن فيه. نحن بحاجة إلى توحيد الصفوف».

لكن هذا الاحتمال مستبعد. فرغم وصف المسيرة في وسائل الإعلام اللبنانية أنها نظمت من قبل الجماعة الإسلامية والأسير، إلا أن الشيخ الأسير لم يحضر المظاهرة في ظل وجود شائعات عن وقوع خلاف بين الأسير والجماعة الإسلامية.

وتقول إسراء، منظمة الحدث التي لم ترغب في نشر اسمها الأخير لأنها لا تحمل تصريحا بالحديث إلى الصحافة: «السنة تجمعهم عاطفة واحدة، ولكنهم ليسوا كذلك على الصعيد العملي. فالشباب غاضبون من عمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها حزب الله في سوريا. نحن نبحث عن قائد، لكننا لم نعثر عليه بعد».

وفي الوقت الذي يتبارى فيه السنة لتوحيد صفوفهم، يحظى حزب الله، الذي يتلقى التمويل والسلاح من إيران، بدعم بعيد المدى بين الشيعة اللبنانيين. ويقول عماد سلامي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية: «يحظى الشيعة في لبنان بداعم إقليمي سياسي قوي، في الوقت الذي يفتقد فيه السنة وضعا مشابها، فهناك الكثير من الدول السنية ذات الأجندات السياسية المختلفة التي تتصارع على النفوذ».

يعاني السنة في لبنان من ضعف عسكري في مواجهة حزب الله، الذي يملك قوة مقاتلة تفوق بشكل عام قدرات الجيش اللبناني.

لا يزال مستقرا في الوعي الجماعي للطائفة السنية ذكرى هزيمتهم اللاذعة عام 2008 في الاشتباكات بين مقاتلي حزب الله وأنصار الحريري، عندما استولى حزب الله على شوارع بيروت الغربية التي تقطنها أغلبية سنية. وقال سلامي «حزب الله منظم عسكريا، ويتلقى تمويلا وتسليحا جيدا يجعل من غير المرجح قدرة مجموعة أخرى أقل لا تتمتع بنفس قوة السلاح والتنظيم والمهارات على تغييرها، لكن هذا ليس بالعامل الذي يمنع الحرب في لبنان، لأن الحروب لا تخاض جميعها في الخنادق. فقد نرى حرب السيارات المفخخة والاغتيالات وعمليات الخطف».

لقد بدأ ذلك بالفعل إلى حد ما. هدد الجيش السوري الحر بالرد على حزب الله في لبنان وزادت وتيرة سقوط صواريخ على منطقة سهل البقاع التي يسيطر عليها الشيعة منذ إعلان حزب الله نهاية الشهر الماضي عن مشاركته في القتال في سوريا إلى أن يتحقق النصر. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، اتهم سكان حرمل الشيعية سكان عرسال، وهي بلدة للسنة في التلال الحدودية التي تبعد بضعة أميال عن سوريا، بإطلاق صواريخ عليهم. واتهم مسؤولو عرسال مقاتلي حزب الله بقتل شقيق عمدة البلدة السنية وهو ما يبدو عملا انتقاميا بعد سقوط وابل جديد على حرمل يوم الثلاثاء. لقد هز القتال بين مؤيدي وأنصار الأسد مدينة طرابلس، في الوقت الذي تجددت فيه اشتباكات في ضواحي بيروت يوم الثلاثاء. هناك مخاوف من إذكاء تعليقات شخصيات دينية إقليمية بارزة اللهيب.

ودعا الشيخ يوسف القرضاوي، أحد رجال الدين المنتمين إلى الإخوان المسلمين والذي يتابع خطبه التلفزيونية عشرات الملايين من المشاهدين، إلى الجهاد ضد حزب الله والأسد مؤخرا. وأثنى مفتي المملكة العربية السعودية، أحد أبرز الشخصيات الدينية في ذلك البلد، على موقفه. وقال محمد، وهو رجل يبلغ الخمسين من العمر، في إحدى المؤتمرات الجماهيرية في صيدا: «لقد بدأت الحرب الطائفية». وأوضح أنه خدم لمدة 25 عام في الجيش اللبناني وطلب عدم ذكر اسمه بالكامل بسبب التوترات الطائفية التي تشهدها المدينة. وأضاف: «يمتلك السنة سلاحا، لكن لدى حزب الله أطنان لا تقارن من الأسلحة».

«الحر» يسيطر على سرية عسكرية في حماه وينفي استهدافه لمطار دمشق

اشتباكات في محيط حيي برزة والقابون بالعاصمة

بيروت: «الشرق الأوسط»

لم تجد الدعوات الأممية لوقف القتال في سوريا أذنا صاغية لدى طرفي النزاع، إذ تواصلت المعارك العسكرية أمس، في مختلف المدن والمناطق بين المعارضين السوريين والقوات النظامية لا سيما في العاصمة دمشق حيث تركزت الاشتباكات في محيط حي برزة، وحماة التي أعلن الجيش الحر سيطرته على سرية عسكرية تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد هناك.

ووفقا لنشطاء ووسائل إعلام محلية فقد شن مقاتلو المعارضة هجوما هو الأكبر على مطار دمشق الدولي منذ شهور. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة صواريخ محلية الصنع أصابت المطار، كما ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن قذيفة مورتر سقطت في طرف المطار بالقرب من مدرج للطائرات مما أدى إلى تأجيل عدد من الرحلات احترازيا.

وتضارب الأنباء حيال إصابة طائرة عراقية إثر الهجوم، إذ قالت قناة «روسيا اليوم»، المملوكة للحكومة الروسية إن الهجمات بالصواريخ أدت إلى إعطاب طائرة عراقية وإصابة 4 ركاب و4 من موظفي المطار، لكن وكالة «سانا» نقلت عن وزير النقل السوري الدكتور محمود سعيد نفيه صحة النبأ الذي تردد عن إصابة طائرة عراقية. واعتبر سعيد أن «المعلومات عن استهداف المطار وإصابة طائرة عراقية مبالغ فيها»، مؤكدا أن «الأمر لا يتعدى سقوط إحدى قذائف الهاون في طرف المطار بالقرب من نهاية المدرج». ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن مدير العمليات في المطار تأكيده أن «حركة الإقلاع والهبوط تسير بشكل عادي دون أن تتأثر بسقوط هذه القذائف وبين أن جميع الطائرات أقلعت وفق البرنامج المقرر واستقبل المطار جميع الرحلات المخططة».

وأوضح محمد علوش، المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا التابعة للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب لواء الإسلام» الموجودة في محيط المطار نفت أن يكون لها علاقة بهذه العملية وانسحب هذا النفي على بقية الكتائب التي تقاتل هناك». ورجح علوش أن يكون «وراء إعلان هذا الخبر هدف سياسي لا سيما وأن الجهة الإعلامية التي تبنته هي (روسيا اليوم)». وتشهد المنطقة المحيطة بمطار دمشق الدولي، جنوب شرقي دمشق اشتباكات وعمليات عسكرية منذ أشهر، بين «كتائب لواء الإسلام» التابعة للجيش السوري الحر ومجموعات معارضة أخرى والقوات النظامية، وقد أشارت تقارير إعلامية أكثر من مرة إلى توقف حركة المطار بسبب اشتباكات على الطريق المؤدي إلى هناك.

وقال وزير النقل السوري محمود سعيد في اتصال مع التلفزيون الرسمي إن «موقع سقوط القذيفة في طرف المطار يحتوي على مستودع بسيط فيه بعض الحاجيات فسقطت بعض ألواح الزجاج من نوافذه وتضرر بعض العاملين بجروح بسيطة وطفيفة»، مؤكدا أن «الحركة الجوية سليمة والركاب في صالات الترانزيت والوصول والمغادرة دون أي مشكلة والحركة طبيعية في المطار ومثل هذه الأخبار الملفقة تعودنا عليها وأيضا الإخوة الركاب والعاملون في المطار تعودوا على العمل في مثل هذه الظروف والخدمة مستمرة».

في موازاة ذلك، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على مركز سريّة عسكرية تابعة للجيش النظامي في بلدة مورك، الواقعة على طريق دمشق – حلب الدولي في ريف حماه. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «النظام حشد قواته بهدف استردادها»، مشيرا إلى أن «مقاتلي الكتائب المعارضة غنموا أسلحة وذخائر بعد اشتباكات عنيفة وقعت أمس بينهم وبين القوّات النظامية في المكان». ولفت المرصد إلى «مقتل ستّة عناصر من القوّات النظامية، واندلاع النيران في عدد من الآليات العسكرية داخل الكتيبة». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنّ «الكتيبة مهمّة جدّا من الناحية الاستراتيجية، نظرا إلى وقوعها على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممرّ إلزامي للقوات النظامية في نقلها التعزيزات إلى حلب وإلى خان شيخون في محافظة إدلب، وصولا إلى جنوب معرّة النعمان».

وفي دمشق، شهد حي برزة الذي تسيطر المعارضة على معظم أحيائه اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية، في ظل قصف بقذائف الهاون والمدفعية من قبل النظام. فيما أفاد ناشطون أن «المعارك تتركز على جبهة البساتين». وفي داريا، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن «رتلا عسكريا توجه من مطار المزة في محاولة لاقتحام المدينة، في وقت دارت فيه اشتباكات تمكن على أثرها الجيش الحر من السيطرة على عدد من المباني في داريا». بدورها، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن «الطيران الحربي النظامي قصف مدينة يبرود وجبال وادي بردى وأطراف قرية افرة والجرد ومدن الزبداني وداريا ومعضمية الشام وعدة مناطق بالغوطة الشرقية»، وأعلن المرصد السوري سقوط قذائف على حي القابون في شمال شرقي مدينة دمشق.

وفي حلب، أفادت شبكة «شام» الإخبارية عن «وقوع اشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري بين الجيش الحر والقوات النظامية»، مشيرة إلى «قصف صاروخي أصاب بلدة تيارة بريف حلب الشرقي». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «بلدة أعزاز وأطراف مطار منغ العسكري في حلب تعرضت للقصف بالطيران الحربي».

واشنطن تخفف القيود على الصادرات من «المناطق السورية المحررة»

مستشارو الأمن القومي يقدمون توصياتهم بشأن مساعدة المعارضة للإدارة الأميركية

واشنطن: هبة القدسي

تبحث الإدارة الأميركية خياراتها للتعامل مع الوضع السوري المتأزم وتتناقش مع عدد من الحلفاء الأوروبيين والإقليميين في الخطوات المختلفة لمساندة المعارضة السورية. وبعد استيلاء القوات السورية الحكومية على مدينة القصير الاستراتيجية (وسط) بمساندة من مقاتلي حزب الله اللبناني، وتراجع قوات المعارضة، إضافة إلى تزايد الأدلة على استخدام الأسلحة الكيماوية، عكف كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس باراك أوباما على بحث الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة القيام بها لمساعدة المعارضة السورية.

وقدم مستشارو الأمن القومي توصياتهم في اجتماع أول من أمس ضم إلى جانب وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل، الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة، بينما لم يشارك فيه الرئيس أوباما الذي كان يقوم برحلة إلى ولايتي ماساتشوستس وفلوريدا.

واستبعدت مصادر بالبيت الأبيض أن يصدر قرار بتسليح المعارضة خلال الأسبوع الحالي. وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأميركية أعلنت بوضوح أنها تريد تجنب التورط عسكريا في سوريا، وأكدت أنها لن ترسل قوات عسكرية إلى سوريا. وترغب الإدارة الأميركية في أن تقوم بالتنسيق بشكل أكبر مع الحلفاء الدوليين وبحث ما يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به في تنسيق إمداد المعارضة بالسلاح والأموال من دول أخرى، إضافة إلى بحث خيار قصف أهداف عسكرية سورية محددة.

ومن المتوقع أن يفرض ملف الأزمة السورية نفسه في قمة دول الثماني الأسبوع القادم، حيث يناقش الرئيس أوباما مع زعماء بريطانيا وفرنسا وروسيا تداعيات ونتائج قرار تسليح المعارضة السورية وسبل تقديم الدعم الدولي لهم. وتريد إدارة الرئيس أوباما دفع روسيا للضغط على الأسد لاتخاذ خطوات جادة بإرسال وفد إلى محادثات السلام في «جنيف2». وسيبحث الرئيس أوباما مع نظيره الروسي إمكانية أن يكون الوفد السوري المشارك في المحادثات على استعداد للتفاوض على ترك الأسد للسلطة. لكن هناك شكوكا كبيرة على موافقة الأسد على اتفاق سلام ينطوي على رحيله، خصوصا مع الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات الحكومية ومقاتلو حزب الله في القصير.

وتخشى الإدارة الأميركية من عواقب كثيرة إذا قررت تسليح المعارضة السورية، ومنها زيادة اتساع إطار الصراع مع تدخل عدد من الدول العربية والأوروبية والإقليمية، بينما تتزايد مطالبة المعارضة السورية بسرعة إمدادها بأسلحة نوعية، منها مضادات صواريخ ومضادات طائرات لمواجهة التقدم المتزايد للقوات الحكومية في مقابل نقص المال والسلاح لدى المعارضة.

وأكد مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لمساعدة المعارضة السورية لتشكيل قوة قتالية أكثر تنظيما، مشيرا إلى استمرار المشاورات عن كثب مع المجلس العسكري السوري وقيادات المعارضة، وقال: «هيئة الأركان المشتركة تواصل المشاورات مع قادة المقاتلين، وتواصل التخطيط لمجموعة من الخيارات الممكنة».

وفي خطوة لزيادة الدعم للمعارضة السورية، قررت الولايات المتحدة تخفيف القيود المفروضة على الصادرات من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. ووقع كيري تنازلا محدودا في إطار «قانون محاسبة سوريا»، ويسمح التنازل للشركات الأميركية بالتقدم بطلبات لتصدير برمجيات وأجهزة تنقية مياه وأدوات زراعية ومواد بناء إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. وقالت وزارة الخارجية: «أولويتنا هي مساعدة السوريين وضمان أن المواد الغذائية والإمدادات الطبية يمكن أن تصل إلى السوريين المتضررين من الصراع الدائر، وندرك أن إعادة بناء سوريا تتطلب المساعدة في الحفاظ على التراث الثقافي للبلاد، ونريد أن نضمن أن العقوبات لا تعوق هذا الجهد».

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن القرار يهدف إلى تمكين شركات عالمية من التعاون مع المعارضة السورية لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة والخاصة بإنتاج النفط وخطوط الأنابيب (حيث توجد حقول النفط في الجزء الشرقي وبالقرب من مدينة حمص) والمعدات الزراعية ومعدات توليد الطاقة وإمدادات المياه والصرف الصحي.

وأضاف المسؤول الأميركي أن تخفيف القيود لا يسري على تصدير الأسلحة لسوريا. وفي الوقت نفسه أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأميركية بيانا دعا فيه الشركات الأميركية بالتقدم للحصول على تراخيص للقيام بأعمال تجارية في المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة، مشيرا إلى أن القيام بأعمال تجارية سيعود بالنفع على المعارضة السورية.

في غضون ذلك، لمح وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ خلال اجتماعه مع نظيره الأميركي بواشنطن أول من أمس إلى إمكانية قيام بريطانيا بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية، لكنه لم يقدم تفاصيل، وأشار إلى أن الأمل في التوصل إلى حل سلمي يتضاءل في ظل التصعيد الميداني. وقال هيغ خلال مؤتمر صحافي بالخارجية الأميركية: «لقد اجتمعنا عدة مرات لتنسيق جهودنا والجهود الدبلوماسية لدعم المعارضة، ويتعين علينا أن نكون مستعدين لبذل المزيد من الجهد لإنقاذ الأرواح والضغط على نظام الأسد للتفاوض بجدية ومنع نمو الإرهاب والتطرف إذا نجحت الجهود الدبلوماسية».

من جانبه، قال كيري: «الأسد يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها التوصل إلى حل سلمي للصراع». وأضاف: «ليس لدي أي شيء أعلنه حول هذه النقطة (تسليح المعارضة السورية)، ونحن في طريقنا لتقييم كيف يمكننا مساعدة المعارضة لتكون قادرة على التعامل». وأشار إلى اتفاقه مع نظيره البريطاني على استمرار الجهود لعقد مؤتمر جنيف الثاني لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية وتشكيل حكومة انتقالية تحقق تسوية سلمية لإنهاء الصراع.

نصرالله: حزب الله سيبقى مشاركًا في المعارك داخل سوريا

لوانا خوري

فيما يتقدم حزب الله والنظام ببطء في حمص، ويتقهقرون في حلب وحماه وإدلب، قال حسن نصرالله الجمعة إن الحزب سيبقى مشاركًا في المعارك الى جانب قوات الاسد معتبرًا أنّ النزاع المستمر لاكثر من عامين في سوريا هو “حرب كونية”.

بيروت: انتهت القصير إلى يد حزب الله وجيش النظام السوري، فانطلق منها الطرفان إلى بسط سيطرتهما على بقية المناطق يفي حمص. وأفاد المركز الاعلامي السوري أن مقاتلي حزب الله، مدججين بالسلاح ومدعومين بطيران الأسد، يحاولون اقتحام حي باب هود الحمصي.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد بأن قوات النظامي ومقاتلي حزب الله اقتحموا أمس الخميس قرية الحسينية بريف حمص الجنوبي، حيث سقط العديد من المدنيين بين قتلى وجرحى. والحسينية بلدة قريبة من القصير، التي سيطرت عليها قوات النظام وحزب الله اخيرًا. إلى ذلك، وفي حمص أيضًا، الحملة مستمرة على مدينة الرستن، التي تتعرض منذ الأمس لقصف عنيف من مرابض مدفعية وراجمات صواريخ النظام.

وكان المرصد أشار إلى أن قوات النظام سيطرت على أجزاء من حي وادي السايح في حمص، وتتقدم ببطء وحذر في هذا الحي، الذي يشهد اشتباكات عنيفة، متزامنًا مع قصف عشوائي عنيف بالمدفعية الثقيلة، ينصب على أحياء حمص المحاصرة، وخصوصًا حي الوعر.

450 قتيلًا

التقدم البطئ في حمص يقابله تراجع سريع في مناطق سورية أخرى، إذ استولى مقاتلو المعارضة أمس الخميس على مركز سرية في الجيش السوري في بلدة مورك الاستراتيجية، الواقعة على طريق دمشق حلب الدولي، وذلك بعد معارك عنيفة.

وقال المرصد السوري إن الاشتباكات العنيفة دارت فجر أمس بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظامي في محيط سرية عسكرية عند الأطراف الشمالية لبلدة مورك بريف حماه، وما لبث المقاتلون أن سيطروا على السرية واستولوا على الأسلحة والذخائر التي كانت فيها.

واوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، أن مورك تقع على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممر الزامي للقوات النظامية في نقلها التعزيزات إلى حلب وخان شيخون في ادلب، وصولًا الى معرة النعمان.

واليوم الجمعة، أكد مصدرعسكري في الجيش السوري الحر أنه سيطرعلى ثلاثة مداخل رئيسية لمحافظة إدلب، إذ سيطراليوم على حاجز الإسكان العسكري، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وهو ثالث حاجز على مداخل المدينة يسيطر عليه الجيش الحر، ما يسهل إمكانية الدخول إلى المدينة التي يسيطر عليها النظام.

وكان الجيش الحرسيطر سابقًا على حاجزين عند مداخل هذه المدينة الحدودية مع تركيا. وأكدت لجان التنسيق المحلية مقتل أكثر من 400 من الشبيحة وعناصر حزب الله وجنود جيش النظام السوري في معركة حاجز الإسكان. كما ذكر ناشطون أن 48 جنديًا من القوات السورية قتلوا اليوم الجمعة في كمين للجيش الحر قرب طريق مطار دمشق الدولي.

نصرالله: حزب الله سيبقى داخل سوريا

وقال الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الجمعة ان الحزب الشيعي سيبقى مشاركًا في المعارك الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة خلال احتفال للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال نصرالله “ما بعد القصير مثل ما قبل القصير. بالنسبة لنا، لا يتغير شيء”، في اشارة الى المدينة الاستراتجية وسط سوريا التي استعادتها القوات النظامية وحزب الله من ايدي المقاتلين المعارضين في الخامس من حزيران (يونيو) الجاري.

وأضاف “هل تغير المشروع (…) هل تغيرت المعطيات؟ بالعكس هناك اتجاه للاصرار اكثر على المواجهة عند المشروع الآخر (الداعم للمعارضة) وتطوير هذه المواجهة”. وتابع “حيث يجب ان نكون سنكون، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته، ولا حاجة للتفصيل”، وذلك في الخطاب الذي بثته مباشرة قناة “المنار” التابعة للحزب.

 وشدد على ان “التفصيل متروك لحاجات الميدان”، معتبرا ان النزاع المستمر لاكثر من عامين في سوريا هو “حرب كونية”، وان الدعم الذي قدمه الحزب الى القوات النظامية السورية “مساهمة مجدية ولو كانت متواضعة”.

وادت مشاركة الحزب في المعارك الى جانب النظام السوري الى تصعيد الخطاب السياسي والمذهبي في لبنان المنقسم بين موالين لنظام الرئيس الاسد ومعارضين له، والذي شهد سلسلة من اعمال العنف على خلفية الازمة المستمرة منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/818381.html

موسكو: معلومات استخدام الكيميائي في سوريا “ملفقة

نصر المجالي

تستعد روسيا الاتحادية التي تتشاور مع الولايات المتحدة لعقد مؤتمر “جنيف 2” حول الأزمة السورية للمشاركة بقوة في اجتماعات قمة الثماني التي ستعقد يومي 17 و18 الشهر الحالي في مدينة لوخ ارني بإيرلندا الشمالية بضيافة بريطانيا.

عمّان: اعتبرت روسيا أن الأكثر خطورة من موضوع الاعلان البيت الأبيض عن استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية، هو أن الرئيس الأميركي قرر في ضوء التحقيقات التي تحدث عنها مساعد مستشاره للأمن القومي، وللمرة الأولى تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية. ووصف عضو بارز في البرلمان الروسي مؤيد للكرملين يوم الجمعة المعلومات عن استخدام قوات الاسد اسلحة كيماوية بأنها “ملفقة”.

وقال الرئيس الروس فلاديمير بوتين إلى أن روسيا تحضر قمة الثماني في أيرلندا الشمالية بصفتها رئيسا لمجموعة العشرين في هذه المرحلة ورئيسا لمجموعة الثماني في المرحلة القادمة ، مشيرا إلى أن ذلك “يحمّلنا مسؤولية خاصة”.

وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، قد قال في وقت سابق إنه من المقرر أن يكون لبوتين لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش قمة الثماني في أيرلندا الشمالية.

وقال بوتين في تصريحات نقلتها وكالة (نوفوستي) “إن اجتماعات قمة الثماني تمثل فرصة هامة لإيجاد “حلّ بنّاء” للمسائل السياسية عامة والمسائل الأكثر حدة خاصة، مشيرا إلى “أننا نعتزم مناقشة الوضع في سوريا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان.. إلخ” خلال الاجتماع.

الاسلحة الكيماوية

ويُتوقع أن يركز اجتماع قمة الثماني على موضوع استعمال الأسلحة الكيماوية في سوريا. وكان مساعد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي بن رودس أن الولايات المتحدة قدمت أدلة على استعمال الأسلحة الكيماوية في سوريا إلى روسيا التي “لم تتفق بعد على أن بشار الأسد يجب أن يرحل”.

 وقال بن رودس إن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة مناقشة موضوع الأسلحة الكيماوية السورية مع روسيا في “قمة الثماني”.

وأبلغ بن رودس الكونغرس الأميركي، الخميس، بتفاصيل التحقيقات التي خلصت إلى استعمال الأسلحة الكيماوية في سوريا من قبل النظام، مشيرا إلى أن التحقيقات أظهرت أن هناك ما بين 100 و150 شخصاً قد قتلوا بسبب استخدام  غاز السارين في سوريا من قبل الجيش السوري.

معلومات ملفقة

وإلى ذلك، وصف عضو بارز بالبرلمان الروسي مؤيد للكرملين يوم الجمعة المعلومات عن استخدام قوات الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيماوية بأنها ملفقة واشار إلى أن الولايات المتحدة ستستخدمها لتبرير تدخل في الصراع.

وقال اليكسي بوشكوف رئيس لجنة السياسة الخارجية بمجلس النواب الروسي في حسابه على تويتر “المعلومات عن استخدام الاسد لاسلحة كيماوية جرى تلفيقها في نفس المكان الذي لفقت فيه الاكاذيب بشأن اسلحة (صدام) حسين للدمار الشامل… أوباما يسير في نفس المسار الذي سار فيه جورج بوش” في اشارة إلى الرئيس الأميركي السابق.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/818378.html

عسكريون أميركيون اقترحوا فرض منطقة حظر طيران في سوريا

أ. ف. ب.

يستمر النظام السوري وإلى جانبه روسيا بإنكار الاتهامات التي توجهها إليه الولايات المتحدة ولندن، حول استخدام السلاح الكيميائي، قائلاً إنها حافلة بالأكاذيب، في وقت اقترح مسؤولون عسكريون اميركيون فرض منطقة حظر طيران في سوريا تغطي معسكرات تدريب مقاتلي المعارضة.

دمشق: نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين لم تُكشف اسماؤهم، أن مسؤولين عسكريين أميركيين اقترحوا على حكومتهم اقامة منطقة حظر طيران صغيرة في سوريا تغطي معسكرات تدريب مقاتلي المعارضة.

 وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه المنطقة المقترحة ستكون بعمق 40 كلم داخل الاراضي السورية وتفرضها طائرات حربية مزودة بصواريخ جو جو تنطلق من الاردن. واعتبر العسكريون الاميركيون أن فرض منطقة حظر جوي حقيقية على سوريا سيكون امرًا بالغ الصعوبة لأنه يتعين حينها تدمير نظام الدفاع المضاد للطيران السوري المهم.

في المقابل، فإن هذه المنطقة الصغيرة المقترحة يمكن اقامتها في غضون شهر ودون قرار من مجلس الامن لأنه لن يكون هناك انتهاك للمجال الجوي السوري. وستتيح حماية معسكرات تدريب المعارضة في تلك المنطقة.

وهذا الاجراء هو واحد من الاجراءات المقترحة لمساعدة المعارضة السورية المسلحة. وينص مقترح آخر على تزويد المعارضين بأسلحة بينها، بحسب نيويورك تايمز، اسلحة مضادة للدبابات لكن ليس اسلحة مضادة للطائرات.

وتقول وول ستريت جورنال ايضًا إن الرئيس الاميركي باراك اوباما امر سرًا وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي اي ايه) بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة الذين يزودون مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح.

واكد البيت الابيض الخميس أن النظام استخدم اسلحة كيميائية في هجمات أدت الى مقتل 150 شخصاً، مشيراً الى أن هذا التطور يشكل تجاوزًا “للخطوط الحمراء”. واعلنت واشنطن عن تقديم دعم عسكري للمعارضين السوريين من دون تحديد طبيعته.

وضغطت باريس ولندن على الاتحاد الاوروبي كي يرفع حظره على تزويد المعارضين بالأسلحة. لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اكد مؤخراً أن لندن ما زالت لم تتخذ قرارًا حول تزويد المعارضة بالسلاح.

من جانبها، اعتبرت دمشق اليوم الجمعة أن الاتهام الاميركي لنظام الرئيس بشار الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية في النزاع المستمر لأكثر من عامين، “حافل بالاكاذيب”، ويستند الى “معلومات ملفقة”، بحسب ما افاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

وقال المصدر: “أصدر البيت الابيض الاميركي بيانًا حافلاً بالاكاذيب حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، وذلك بالاستناد الى معلومات مفبركة سعت الى تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن استخدام هذه الاسلحة”، وذلك بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

واضاف أن هذا الاتهام يـأتي “بعد تواتر التقارير التي اكدت امتلاك المجموعات الارهابية المتطرفة الناشطة في سوريا (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) مواد كيميائية قاتلة والتكنولوجيا اللازمة لانتاجها وتهريبها من بعض دول الجوار”.

وكانت الولايات المتحدة شددت الخميس موقفها من النزاع السوري، متهمة نظام الرئيس الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، متعهدة بتقديم “دعم عسكري” لمقاتلي المعارضة، من دون أن تحدد طبيعة هذا الدعم.

واعتبر المصدر في الخارجية السورية أن قرار واشنطن “يعكس تورطها المباشر في سفك دماء الشعب السوري ويثير تساؤلات جدية حول صدق نواياها في المساهمة بايجاد حل سياسي للازمة في سوريا”، في اشارة الى استعدادات دولية تبذلها واشنطن وموسكو للتحضير لمؤتمر دولي سعيًا لحل الازمة بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.

إتفاق أميركي بريطاني

أما لندن فتتفق مع الولايات المتحدة الأميركية حول استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية، حيث صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة أن لندن “متفقة مع تحليل” الولايات المتحدة بشأن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، مؤكدًا أن قمة مجموعة الثماني ستناقش “الرد القوي والحازم” الذي يجب تقديمه.

وقال هيغ في بيان: “نتفق مع التحليل الاميركي الذي ينص على أن اسلحة كيميائية بينها غاز السارين استخدمت في سوريا من قبل نظام الاسد”.

واضاف “كما قلت في واشنطن الاربعاء الازمة (السورية) تتطلب رداً قويًا وحازمًا ومنسقًا من المجتمع الدولي”. وتابع “علينا أن نستعد لبذل المزيد من اجل انقاذ الناس ودفع نظام الاسد الى التفاوض بجدية والحؤول دون نمو التشدد ومنع النظام من استخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه”.

واضاف: “سنناقش بسرعة الرد مع الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى وخصوصاً خلال قمة مجموعة الثماني” في ايرلندا الشمالية الثلاثاء والاربعاء المقبلين.

الحلف الاطلسي

من جهته، رحّب الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسين الجمعة ببيان الولايات المتحدة “الواضح” حول استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، ودعا دمشق الى السماح للامم المتحدة بالتحقيق ميدانيًا في هذه المعلومات.

وقال راسموسين بمناسبة اجتماع مع رئيس الوزراء المولدافي يوري ليانكا في مقر الحلف في بروكسل: “من الملح أن يسمح النظام السوري للامم المتحدة بالتحقيق في كل المعلومات عن استخدام اسلحة كيميائية”.

واضاف أن “الاسرة الدولية قالت بشكل واضح إن استخدام اسلحة كيميائية غير مقبول اطلاقًا ويشكل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي”، موضحًا أن هذا الامر يشكل مصدر “قلق كبير”. ورحب بالاعلان “الواضح جداً” للولايات المتحدة في هذا الشأن.

وتابع أن صواريخ باتريوت التي نشرت على الحدود السورية التركية “ستؤمن حماية فعّالة لتركيا من أي هجوم بصواريخ سورية، سواء أكان كيميائيًا أو لم يكن”. واضاف: “اما بالنسبة لحل لهذه المشكلة، فاعتقد أن الطريقة الجيدة للتقدم هي حل سياسي”، مكررًا دعوته “كل الاطراف المعنية، الحكومة والمعارضة، الى حضور” مؤتمر جنيف2 الدولي.

واتهم البيت الابيض الخميس للمرة الاولى النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية ضد معارضيه مما اسفر عن مقتل ما بين 100 الى 150 شخصًا، مؤكدًا أن هذا التطور يعني تجاوز “الخطوط الحمراء” التي كان الرئيس باراك اوباما رسمها لدمشق.

واوضحت الرئاسة الاميركية أن غاز السارين هو احد هذه الاسلحة الكيميائية التي استخدمها نظام الرئيس بشار الاسد “على نطاق محدود في العام الماضي” ضد معارضيه، مشيرة الى أن اوباما قرر تقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة السورية، من دون تحديد طبيعة هذه المساعدة. وقرر ايضا زيادة مساعداته لها من المعدات غير القاتلة، ولكن من دون أن يتخذ حتى الساعة أي قرار بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.

الاتحاد الاوروبي

صرح ناطق باسم الاتحاد الاوروبي الجمعة أن اعلان الولايات المتحدة أن النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية يجعل “اكثر اهمية” ارسال بعثة للتحقق من الامم المتحدة الى هذا البلد.

وقال مايكل مان، الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، “ابلغنا بقلق كبير ببيان الولايات المتحدة (…) هذا التقرير يضاف الى غيره، ويجعل اكثر اهمية نشر بعثة للامم المتحدة في سوريا للتحقيق في هذه الادعاءات”. واوضح الناطق: “في الوقت نفسه مثل هذه التطورات تعزز اهمية حل سياسي للازمة ويفترض كما نأمل، أن تسرع جهود الاسرة الدولية” للتوصل اليه.

وكانت الولايات المتحدة شددت الخميس موقفها من النزاع السوري، متهمة نظام الرئيس الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، متعهدة بتقديم “دعم عسكري” لمقاتلي المعارضة، من دون أن تحدد طبيعة هذا الدعم. وقال مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي إن بيان واشنطن “تمت صياغته بعناية” ولا يوضح طبيعة الدعم العسكري الذي تنوي الولايات المتحدة تقديمه للمقاتلين.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/818318.html

المعارضة السورية تشكّك في تنفيذ الأميركيين قرارهم بالتسليح

ضحـى حسـن

بعد مرور أكثر من سنتين على اندلاع الثورة السورية، وبعد ما يزيد عن 93 ألف قتيل قضوا جراء العنف الذي مارسه النظام السوري، وفق أرقام الأمم المتحدة، خرجت الإدارة الأميركية أخيراً بـ”شبه” قرار لتسليح المعارضة السورية. قرار علّقت عليه قوى المعارضة لموقع “NOW”، فلفت الناطق بإسم الهيئة العامة لأركان “الجيش الحر” العقيد “أبو الوفا” إلى أن الرئيس الأميركي باراك “أوباما اتّخذ منذ بداية الثورة موقف المتردد، وهو أقرب ما يكون إلى التخاذل والتقصير الحقيقي بحقّ الشعب السوري ودعم ثورتهم”، وأضاف في حديث لـ”NOW”: “موقفه هذا أدخله في سجالات عميقة مع الكونغرس ومكتب الأمن القومي ومع وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، فالأخيران كانا يصرّان على تسليح الثوار”.

وأشار أبو “الوفا” إلى أن “الكونغرس ضغط على أوباما في هذا الخصوص، وخاصة بعد إعلان وجوب الجهاد بالنفس والمال في سوريا من قبل العلماء المسلمين في القاهرة”، وتابع: “أظنّ أن هذا هو السبب الذي دفع أوباما لاتخاذ هذا الموقف وبشكل جدّي، على الرغم من أنني أعلم أن الأمر لن يتحول إلى مستوى العمل الفعلي”، وأضاف: “لقد أدى تأخر الدعم الأوروبي والأميركي في ما يتعلق بتسليح المعارضة إلى  تدخل قوى متطرفة تشكل خطراً على سوريا”.

في السياق ذاته قال مدير المكتب السياسي لـ”لواء الفاروق” عمر في ريف دمشق عبد الله الشامي لـ”NOW” إن “المطلوب من أوباما قبل إرسال الدعم للمعارضة تجريم النظام وتقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية، فالولايات المتحدة الأميركية لم تقم بهذه الخطوة حتى الآن”.

وفي ما يتعلق ببيان “علماء الأمة” من القضية السورية الذي دعا إلى وجوب الجهاد في سوريا، والذي تزامن مع قرار الولايات المتحدة بتسليح المعارضة، علّق عضو “المجلس الثوري الأعلى النقيب علاء الباشا لـ”NOW” بالقول إن “هذه الدعوة تأتي الآن خيراً من أن لا تأتي أبداً، كان عليهم الدعوة للجهاد منذ مقتل أول مسلم على يد النظام السوري”، مشيراً إلى أنه “في النهاية الأمر يعود إلى الإرادة الأوروبية التي جعلتهم هم وغيرهم يأخذون هكذا مواقف”.

وكان المشاركون في مؤتمر “موقف علماء الأمة من القضية السورية”، قد دعوا إلى وجوب “الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح”، معتبرين أن “ما يجري في أرض الشام من حزب الله وإيران وروسيا والصين، المعاونين للرئيس السوري بشار الأسد، هو”إعلان حرب على الإسلام والمسلمين”، مطالبين الحكام العرب والمنظمات الحقوقية “بمقاطعة البضائع والشركات والمصانع وأي تعاملات سياسية مع إيران وروسيا والصين، وكل الدول التي تتعامل مع بشار الأسد”.

إسرائيل أمام أزمة سوريا: حسم معركة القصير يهددنا

عندما أُعلن أن الثوار في سورية سيطروا على بلدة القنيطرة القريبة من الحدود مع إسرائيل في منطقة الجولان المحتلّ، دخل الإسرائيليون حالة إرباك، واحتدم النقاش بينهم في ما إذا كان الوضع الناشئ لصالح إسرائيل أم لا، وإذا ما كان بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، يهدد اليوم إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، أم رحيله.

لقد شكّل تصعيد المعارك في المناطق الحدودية قلقاً لإسرائيل. مع تقدّم قوات الأسد في القنيطرة واستعادة السيطرة عليها، بعد وقت قصير من إسقاط مدينة القُصَير في منطقة ريف حمص، اعتبر الإسرائيليون الأمر بمثابة “ارتفاع في ثقة الأسد بقوة جيشه وبقدرته على البقاء لفترة طويلة في الحكم”، وأكثر ما أقلق إسرائيل أنّ “مثل هذا الانتصار يشجّع الأسد على تنفيذ تهديده لها في الرد على كل قصف توجّهه نحو سوريا بحجة نقل أسلحة الى حزب الله في لبنان”، وإزاء هذه التوقعات خفتت الأصوات التي كانت تهيمن على الموقف الاسرائيلي بضرورة القضاء على الأسد ونظامه باعتبار أنّها الوسيلة الوحيدة لإضعاف حزب الله وإيران.

ويظهر الإرباك الاسرائيلي في الشأن السوري لدى تلخيص خبراء ومسؤولين التطورات التي شهدتها القصير والقنيطرة، خلال الأسبوع الأخير، إذ هناك من رأى أن “حزب الله يتآكل في القتال ويفقد عدداً غير قليل من عناصره، لكنّه برأي هؤلاء الاسرائيليين، يجمع تجربة كبيرة في قتاله الميداني”. وعلى الرغم من أن ما يظهر بأن الضرر لحزب الله هو أكثر من المنفعة، فإن البعض من القيادة الاسرائيلية يدعو إلى “عدم تجاهل حقيقة ان حزب الله حقّق مكسباً معنوياً بانتصار المعركة في القصير”. ومقابل هذا يرى إسرائيليون بعض “الجوانب الإيجابية” للتطورات الحاصلة في الملف السوري، أهمّها “الصدع بين حركة “حماس” من جهة وبين سوريا وحزب الله وإيران من جهة ثانية، والصدع داخل حركة “حماس” نفسها بين الجناح العسكري في غزة وقيادة الحركة وذلك على خلفية الموقف من سوريا وإيران”، وهذا ما يراه البعض “بداية لإضعاف هذا المحور الذي يهدد اسرائيل وأمنها”.

لقد سبق معركةَ القصير ومواجهات القنيطرة احتدام متصاعد داخل المؤسستين السياسية والعسكرية الإسرائيلية تجاه سوريا، ما بين مهدّد وبين مُطالب بالوقوف موقف المتفرّج. وبعد سلسلة تهديدات كان أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، ورئيس أركان جيشه بيني غانتس، بأن “اسرائيل لن تحتمل فتح جبهة جديدة في الجولان وستردّ بطريقة تكلّف الرئيس بشار الأسد ثمنًا باهظًا”، خرج قائد سلاح الجو الاسرائيلي بتحذير من اندلاع “حرب مفاجئة” على الحدود مع سوريا “في كل لحظة”، وقال إن جيشه على “أهبّة الاستعداد لهذا السيناريو”.

في الوقت نفسه حاول رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، تهدئة الخواطر معتبراً بأن الحرب ليست قريبة. ومع أن بعض المراقبين يرون ان هذا التناقض في أقوال هذه الشخصيات القيادية “دليل على الإرباك الذي يسود القيادة الاسرائيلية”، إلا أن هناك من يراها أيضًا تناقضات مخططة يُقصَد بها “إحداث البلبلة في الطرف السوري”.

الخبير السياسي يهودا بلنجا رأى أن “الأوضاع في سوريا ألقت بإسرائيل في واقع جديد وغير متوقّع”. برأيه فإن “الحدود الهادئة بين الدولتين باتت إشكالية حين أصبحت سوريا أرضًا خصبة لنشاط منظمات ذات إيديولوجيا اسلامية متطرفة أعلنت بعضها بأنها لن تضع سلاحها بعد سقوط الأسد”، ويضيف بلنجا: “هذا الحديث يأتي كمن يطرح السؤال الحرج: ما الذي سيكون عليه مصير مخزونات السلاح الهائلة لدى سوريا، التي تعتبر احدى الدول ذات مخزون السلاح غير التقليدي الأكبر في العالم، إذ سيّان إن نقل الأسد السلاح الى حزب الله أم وضعت يدها عليه المنظمات المتفرعة عن “القاعدة”، فإن المشكلة هي مشكلة اسرائيل”.

ويطرح بلنجا عدة نقاط للتساؤل إزاء تصريحات المسؤولين الاسرائيليين وبعض متّخذي القرارات في إسرائيل ويقول: “أهم التساؤلات تتمحور حول ما اذا كان الأسد مريحاً لإسرائيل أكثر من أي جهة معارضة أخرى، وإن كان ذلك فقط بسبب حقيقة أنه لا توجد معارضة واحدة في سوريا”، ويضيف: “أمام هذا الوضع فإن سقوط الاسد لا ينفع بشيء الشعب السوري أو الدول المؤيدة للثوار، والتوقع هو استمرار العنف بل وتفكك سورية كدولة”. التساؤل الثاني الذي يطرحه بلنجا، يدور حول الترسانة السورية التي تتضمن أسلحة خطيرة كصواريخ “سكود بي” بمدى 300 كيلومتر، وصواريخ “سكود سي” بمدى 550 كيلومتراً، وصواريخ “سكود دي” بمدى 680 كيلومتراً. وفي سلاح الدفاع الجوي السوري توجد بطاريات صواريخ من طراز قديم ومعروف مثل “SA3″، و”SA 17″، وقريباً “S 300”. وأخيرا، في مجال القتال البحري توجد صواريخ “ياخونت” (صواريخ شاطئ – بحر أو بحر – بحر) يمكنها أن تضرب طوافات الغاز الاسرائيلية. وفي السياق الاسرائيلي، المعنى من كل ذلك أن سقوط قسم صغير من هذه الترسانة في أيادٍ إسلامية أصولية معناه التهديد لإسرائيل. والصعوبة في متابعة مخزون السلاح ستصبح شبه متعذرة إذ إنّه لا توجد جهة واحدة من الثوار في سوريا.

ويرى بلنجا أن الهجوم على مخزونات السلاح السورية أو قوافل السلاح لـ”حزب الله” يعتبر من حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. لكن الاسد ضعيف، هشّ، ويدير حرب بقاء، ولا يمكنه أن يخوض حرباً تقليدية، أي جيش نظامي ضد آخر نظامي كجيش إسرائيل، وهو يعرف هذا، إلا أنه على علم بالقيمة الاستراتيجية لترسانة الصواريخ التي حرص والده حافظ الأسد وهو على تطويرها في سوريا كجزء من فكرة “التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل بسبب ضعف سوريا العسكري”، يقول بلنجا، ويختم: “هذه هي الورقة التي يحتفظ بها. وعليه، فليس صدفة أن أطلقت دمشق التهديدات بالنية لإطلاق الصواريخ على تل أبيب إذا ما خرقت اسرائيل مرة أخرى السيادة السورية او بتفعيل منظمات الارهاب الفلسطينية الواقعة تحت تصرفها ضد اسرائيل. صحيح أنه إذا ما أطلق الاسد الصواريخ على اسرائيل، فإن ردّ تل ابيب سيكون شديدا بل وربما قاضياً بالنسبة للنظام، ولكن بأي ثمن؟”.

الحر يسيطر على مساحات بمطار منغ

                                            بعد سيطرته على الإسكان العسكري بإدلب

كثف الجيش السوري الحر استهداف مطار منغ العسكري في ريف حلب، مؤكدا أنه بات يسيطر على مساحات واسعة منه.

جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الحر سيطرته الكاملة على معسكر الإسكان العسكري في محافظة إدلب شمالي سوريا، بحسب المركز الإعلامي السوري. وتزامن ذلك مع تصعيد قوات النظام قصفها لمدينة الرقة شمال البلاد.

فقد ذكرت شبكة شام أن الجيش الحر أعلن في ريف حلب النفير العام، ودعا الشباب الثائر للانضمام إليه.

في الوقت نفسه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين ينتمون إلى عدة تجمعات تمكنوا من السيطرة على تجمع قوات النظام السوري في “مركز الإسكان العسكري” قرب المدخل الشرقي لمدينة إدلب بعد “اشتباكات عنيفة” دامت ثلاثة أيام.

وأضاف المرصد أن المعارك شهدت سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف القوات  النظامية وخسائر بشرية في صفوف كتائب المعارضة، في حين تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل أكثر من 400 عنصر تابعين لقوات النظام خلال المعارك ذاتها.

وكان مصدر عسكري في الجيش السوري الحر أكد في وقت سابق اليوم أن الجيش “سيطر على ثلاثة مداخل رئيسية لمحافظة إدلب شمال سوريا”. كان الجيش الحر سيطر في السابق على حاجزين عند مداخل المدينة الحدودية  مع تركيا.

وفي تطور آخر، ذكر المركز الإعلامي السوري أن الجيش الحر سيطر على حاجز الأملس في الرستن بريف حمص.

وقالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت حي جوبر في دمشق بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون. وأضافت أن قصفا عنيفا أيضا شمل مدينة الزبداني في ريف دمشق من جميع الحواجز والنقاط العسكرية المحيطة بالمدينة.

في الأثناء، جدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله دفاعه عن موقف الحزب من التدخل في سوريا، وقال إن الحزب كان آخر المتدخلين في الشأن السوري وإنه مستعد لتحمل كل تبعات هذا القرار.

مظاهرات

من ناحية أخرى، خرجت مظاهرة في حي العسالي جنوب العاصمة السورية دمشق تندد بما سمته تخاذل المجتمع الدولي تجاه دعم الثورة السورية.

وفي ريف دمشق خرجت مظاهرات في مدن وبلدات دوما والمليحة وبيت سحم هتف فيها المتظاهرون لنصرة الجيش الحر وطالبوا بوقف الحصار الذي تتعرض له الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

كما خرجت مظاهرات في مناطق سورية مختلقة في جمعة أطلق عليها الناشطون “المشروع الصفوي تهديد للأمة”.

وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في مدن وبلدات حاس وبنش وكفرنبل وكلَي وجبل الزاوية. وقد رفع المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية وإسقاط النظام، وتطالب بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في التهديد الخارجي الذي تتعرض له البلاد.

وتمكن مقاتلو المعارضة أمس من قصف مطار دمشق الدولي، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلين استهدفوا المطار بثلاثة صواريخ محلية الصنع.

نصر الله: مستمرون في القتال بسوريا

                                            جدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله دفاعه عن موقف الحزب من التدخل في سوريا، وقال إن الحزب كان آخر المتدخلين في الشأن السوري وإنه مستعد لتحمل كل تبعات هذا القرار، محذرا من تحويل الصراع إلى مذهبي.

وأكد نصر الله في كلمة ألقاها اليوم الجمعة بمناسبة يوم الجريح المقاوم أن حزب الله تدخل في سوريا لمواجهة “المشروع الكوني” الذي يستهدف سوريا ويهدد المنطقة بأسرها، وأشار إلى أن المعركة في سوريا لم تعد بين الشعب والنظام، وقال إن حزبه يصطف إلى جانب جزء كبير من السوريين الذين يساندون النظام.

ورفض الأمين العام لحزب الله الانتقادات الواسعة التي طالت حزبه لقراره بالتدخل في سوريا قائلا إن حزبه آخر الأطراف التي تدخلت هناك وإن خطواته هناك مدروسة وتم اتخاذها بعد الوصول إلى قناعة بأن هذا التدخل سيكون مجديا.

وكرر نصر الله مرارا القول بأن الحزب يواجه في سوريا مشروعا “أميركيا صهيونيا تكفيريا” يستهدف المنطقة بأسرها، وأكد أن الوقوف أمام هذا المشروع يجر على الحزب كل أنواع الهجوم وهو ما تم الاستعداد له، وفق تعبيره.

وفي هذا السياق قلل نصر الله من الخطوات التي اتخذها مجلس التعاون الخليجي مؤخرا وبالعقوبات الدولية التي تمس حزب الله، وأكد أن استهداف الحزب بسبب مواقفه من سوريا سيزيده قناعة بتلك المواقف.

الصراع المذهبي

وحذر نصر الله من تحويل الصراع في سوريا إلى صراع مذهبي، واستدل على ذلك بوجود سنة وشيعة في طرفي النزاع، واعتبر أن اللجوء للخطاب المذهبي ضعف، ودعا لبذل كل الجهود من أجل تجنب الدخول في هذا الصراع.

ووصف حادثة رفع راية “يا حسين” فوق مسجد عمر بن الخطاب بالكاذبة، وتعهد بنشر صور تبرز أن الراية رفعت فوق مسجد الحسن المجتبى التابع للطائفة الشيعية بالقصير.

واستغل نصر المناسبة ليذكر بأن المقاومة هي التي حررت لبنان “ولولاها لكانت حكومتنا تابعة لإسرائيل”.

واعتبر أن المعركة الحالية استمرار للصراع الذي شهدته المنطقة، وأكد أن استهداف حزبه استهداف لكل الإنجازات والتضحيات في الماضي القريب.

وبشأن الوضع الداخلي، قال نصر الله إن حزبه ينتظر كباقي اللبنانيين حكم المحكمة الدستورية بشأن التمديد لمجلس النواب الحالي أو الذاهب لانتخابات، وندد بتدخل السفارة الأميركية في الوضع الداخلي، ودعا لأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي شكل من التوتر والصدام في ظل الأجواء الحالية المتأثرة بالأحداث في سوريا.

بريطانيا لم تتخذ قرارا بشأن تسليح السوريين

دمشق وموسكو “تكذبان” المعلومات الأميركية

                                            اتهم النظام السوري اليوم الجمعة الولايات المتحدة بـ”الكذب” بشأن استخدامه للأسلحة الكيمياوية، وقال إن واشنطن تستعمل ذلك كذريعة للتدخل في سوريا. وهو موقف تشاطره فيه القيادة الروسية بقولها -على لسان مساعد للرئيس الروسي- أن واشنطن أطلعتها على معلومات استخدام أسلحة كيمياوية، لكنه وصف هذه المعلومات بغير المقنعة.

يأتي ذلك في الوقت الذي لم تستبعد بريطانيا فرض منطقة حظر جوي أو أي إجراء آخر، في حين قالت قرنسا إنه من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان “إن البيت الأبيض اعتمد على معلومات ملفقة حتى يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام الأسلحة الكيمياوية رغم سلسلة البيانات التي أكدت امتلاك جماعات إرهابية في سوريا لهذه الأسلحة”.

واعتبر البيان أن الولايات المتحدة “تلجأ بشكل مخز إلى مبررات لقرار الرئيس باراك أوباما تسليح المعارضة السورية” واتهمها بممارسة ازدواجية في تعاملها مع “الإرهاب”.

“غير مقنعة”

ويتطابق الموقف الروسي بهذا الشأن مع نظيره السوري، حيث قال مساعد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن واشنطن أطلعت القيادة الروسية علـى معلومات استخدام أسلحة كيمياوية بسوريا، لكنه وصف هذه المعلومات بغير المقنعة.

وترافق ذلك مع تصريح لرئيس لجنة السياسة الخارجية بمجلس النواب الروسي ميخائيل مارغيلوف في حسابه على موقع تويتر قال فيها “إن المعلومات عن استخدام نظام الأسد لأسلحة كيمياوية جرى تلفيقها في نفس الإطار الذي لفقت فيه الأكاذيب بشأن أسلحة صدام حسين للدمار الشامل”.

وقال مارغيلوف إن على الأمم المتحدة ألا تماطل في التحقيق بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

وكانت واشنطن أعلنت أنها قررت تقديم السلاح للمعارضة السورية ضمن إجراءات عسكرية جديدة لدعمها. وجاء ذلك بعد تقارير قال البيت الأبيض إنها تؤكّدُ استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ضد المعارضة بما في ذلك غاز السارين.

وقد رحّب ممثل الائتلاف السوري المعارض في لندن وليد سفور، بقرار الإدارة الأميركية واعتبر أنه تطور “طال انتظاره”، معرباً عن أمله في أن يُترجم إلى واقع عملي بأسرع وقت.

وقال سفور للمحطة الإذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة “إن بلادنا تحت الاحتلال من قبل إيران وحزب الله، ونحتاج إلى رفع حظر الأسلحة فوراً وتزويد الجيش السوري الحر بأسلحة متطورة مضادة للطائرات والدبابات لردع النظام من قصف المناطق المدنية”.

ومن جهته، رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن في وقت سابق اليوم ببيان واشنطن الذي وصفه بالواضح بشأن استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية، ودعا دمشق إلى السماح للأمم المتحدة بالتحقيق ميدانيا في هذه المعلومات، مؤكدا أن استخدام أسلحة كيمياوية “غير مقبول على الإطلاق”.

تسليح المعارضة

وعلى المستوى الأوروبي، أعلنت بريطانيا أنها تتفق مع تقييم الولايات المتحدة، لكنها قالت إنها لم تتخذ بعد قرارا بشأن تسليح المعارضة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لصحيفة غارديان إن بريطانيا تتقاسم التقييم الصريح من قبل الولايات المتحدة بأن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد المعارضة.

من جهته، أعلن متحدث باسم كاميرون الجمعة إن بريطانيا غير مستعدة بعد لتسليح المعارضة السورية لكنها لا تستبعد فرض منطقة حظر جوي أو أي إجراء آخر. ولدى سؤال المتحدث عن ما إذا كانت بريطانيا ستؤيد فرض منطقة حظر طيران؟ قال “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”.

وأضاف المسؤول البريطاني قائلا “نخوض مناقشات عاجلة مع شركائنا الدوليين”.

ونقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن دبلوماسـييْن غربيين وصفتهما بالكبيرين في تركيا قولهما إن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة من حيث الزمن والمساحة في سوريا يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن وذلك لمساعدة المعارضة السورية هناك.

أما فرنسا فقالت إنه من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية  فيليب لاليو للصحفيين “المشكلة مع هذا النوع من الإجراءات هو أنه لا يمكن تنفيذه بدون موافقة المجتمع الدولي”.

وأضاف المسؤول الفرنسي أن هناك حاجة إلى قرار من مجلس الأمن الدولي وليس أي قرار، مشيرا إلى أنه يجب إصدار قرار بموجب الفصل السابع يجيز القيام بعمل عسكري، وأن من غير المرجح الموافقة عليه.

من جهتها، أعلنت ألمانيا أنها “أخذت علما وتحترم” القرار الأميركي بدعم مقاتلي المعارضة في سوريا عسكريا، لكنها أكدت أنها لن تسلمها أسلحة. وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن سيبرت “لن تسلم ألمانيا أسلحة لسوريا. لا يحق لألمانيا تسليم أسلحة إلى بلد يشهد حربا أهلية”.

بان كي مون وأوروبا يطالبان بتحقيق أممي حول كيماوي سوريا

دمشق اعتبرت الاتهامات الأميركية باستخدام أسلحة كيماوية حافلة بالأكاذيب

بيروت – رويترز

أثار اتهام البيت الأبيض نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية وتجاوز الخطوط الحمراء ردود فعل متباينة، ففي حين دعمتها دول غربية، طالب أمين عام الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالإسراع في إرسال بعثة تحقيق أممية إلى سوريا، قالت دمشق إن هذه الاتهامات حافلة بالأكاذيب، وتستند إلى معلومات “مفبركة”، وهو ما ذهب إليه أيضاً المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري أوشاكوف، الذي أشار إلى أن هذه الاتهامات غير مقنعة.

فبعد ساعات من قرار الإدارة الأميركية تزويد المعارضة السورية بالسلاح، والتأكيد على استخدام النظام الأسلحة الكيماوية في حربه ضد الثوار، قالت وزارة الخارجية السورية إن الولايات المتحدة تكذب بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ليكون لديها مبرر للتدخل في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين.

وأوضحت الوزارة في بيان صادر عنها، الجمعة 14 يونيو/حزيران، أن البيت الأبيض اعتمد على معلومات ملفقة حتى يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام مثل هذه الأسلحة رغم سلسلة البيانات التي أكدت امتلاك “جماعات إرهابية في سوريا لهذه النوعية من الأسلحة”. وأكدت الوزارة أن الولايات المتحدة التي تسعى من خلال اللجوء إلى أساليب مبتذلة لتبرير قرار الرئيس باراك أوباما بتسليح المعارضة السورية، تمارس ازدواجية فاضحة في تعاطيها مع الإرهاب.

وأضافت أنه في الوقت الذي تدعي فيه حرصها على مكافحة الإرهاب وتصدر قرارات بإدراج “جبهة النصرة” على قوائمها، تقوم الإدارة الأميركية بتوفير الدعم للمجموعات الإرهابية في سوريا بالسلاح والمال والعتاد وتوفر التغطية السياسية لتلك المجموعات عبر منع مجلس الأمن من إدانة المجازر التي ترتكبها وآخرها مجزرة حطلة في محافظة دير الزور التي ارتكبتها “جبهة النصرة” وأودت بحياة ما يزيد على 60 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال”.

يأتي هذا بعد أن أعلن البيت الأبيض، الجمعة 14 يونيو/حزيران، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية. وكان السيناتور الأميركي، جون ماكين، أكد أن واشنطن قررت تسليح المعارضة السورية. كما أكد البيت الأبيض أنه لم يتخذ بعد قراراً بشأن فرض حظر جوي على سوريا، وامتنع عن الإدلاء بتفاصيل الدعم العسكري للمعارضة.

وذكرت الإدارة الأميركية أن أوباما أعاد حساباته بشأن الأزمة السورية بعد ثبوت استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي. وقال أعضاء في الكونغرس الأميركي إن البيت الأبيض أكد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأسلحة محظورة.

فرنسا تستبعد اتخاذ قرار أممي بفرض حظر جوي على سوريا

بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض القرار الأميركي بتسليح المعارضة السورية

أنقرة – باريس- رويترز

أعلنت فرنسا اليوم الجمعة أنه من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي، بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، للصحافيين”المشكلة مع هذا النوع من الإجراءات هو أنه لا يمكن تنفيذه دون موافقة المجتمع الدولي.”

وتابع موضحاً أن “هناك حاجة إلى قرار صادر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وليس أي قرار.”آخر وأضاف أنه يجب إصدار قرار بموجب الفصل السابع يجيز القيام بعمل عسكري وأنه من غير المرجح الموافقة عليه في الوقت الحالي .

يأتي هذا في وقت أشار فيه دبلوماسيان غربيان كبيران في تركيا الجمعة إلى أن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة في سوريا، يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن. وجاءت تصريحاتهما التي أكدها دبلوماسي ثالث من المنطقة بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستزيد المساعدات العسكرية لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس السوري بشار الأسد، رداً على ما تقول إنها أدلة على استخدام قوات الأسد لأسلحة كيماوية.

وقال أحد الدبلوماسيين ” واشنطن تدرس فرض منطقة حظر جوي لمساعدة معارضي الأسد”. وأضاف أنها ستكون محدودة “من ناحية الزمن والمساحة ربما قرب الحدود الاردنية” دون أن يذكر تفاصيل. وأضاف إن إقامة منطقة حظر جوي يمكن أن تساعد الجهود الغربية لمراقبة من سيتلقى أي مساعدات عسكرية وأيضا المساعدة في تدريب مقاتلي المعارضة الذين يحاربون قوات الأسد.

يذكر أنه من المقرر أن يلتقي قادة المعارضة السورية مع مسؤولين غربيين وأتراك اليوم الجمعة في تركيا لبحث المساعدات العسكرية لقوات المعارضة.

واشنطن: لانتوقع سيناريو يتضمن بقاء الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال البيت الأبيض إنه لا يتوقع أي سيناريو يتضمن احتمال بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

وذكر متحدث باسم البيت الأبيض أنه لا مصلحة لبلاده في التدخل عسكريا في سوريا، مشيرا إلى فرض منطقة حظر جوي أصعب وأكثر تكلفة من ليبيا.

وأوضح البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على هامش اجتماع مجموعة الثماني في إيرلنداالشمالية يوم الاثنين وسيناقش معه الأزمة في سوريا وموضوعات الحد من انتشار الأسلحة.

من جانب آخر، قال بوتن في تصريح لصحيفة إسرائيلية، إن “البديل للنظام السوري هو الفوضى التي ستسود في المنطقة وهذا أمر ليس جيدا لإسرائيل ولا للعالم”.

وأضاف بوتن، أن “الأفضل لإسرائيل أن يكون لديها عنوانا في الشمال من أن تسود حالة فوضى وانتقال الحكم إلى راديكاليين متطرفين”.

وفي رده على سؤال حول قلق إسرائيل من تزويد روسيا صواريخ “اس-300” لسوريا، قال الرئيس الروسي إنه “لا مكان لقلق مواطني إسرائيل حيال ذلك وأنه مؤمن بأن الاستقرار سيعود إلى الحدود الشمالية لإسرائيل وسيعود الوضع إلى ما كان عليه في الماضي”.

مقتل عشرات الجنود السوريين بكمائن

إياد الجغبير، وكالات- دمشق،عمان – سكاي نيوز عربية

ذكر ناشطون أن أكثر من 150 عنصرا من القوات الحكومية السورية وحزب الله قد قتلوا، الجمعة، في كمين للجيش الحر في بلدة المنصورة بريف دمشق.

كما ذكر ناشطون في وقت سابق أن 48 جنديا من القوات الحكومية السورية قتلوا في كمين آخر قرب طريق مطار دمشق الدولي.

من جانب آخر، كشف مصدر عسكري أميركي لسكاي نيوز عربية، الجمعة، أن أسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات دخلت إلى الأراضي السورية، ويأتي ذلك بالتزامن مع تسريبات تحدثت عن إمكانية فرض الولايات المتحدة منطقة حظر جوي محدودة في سوريا، يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن.

وقال دبلوماسيان غربيان كبيران في تركيا إن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة في سوريا يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن.

وذكر دبلوماسي “تدرس واشنطن فرض منطقة حظر جوي لمساعدة معارضي الرئيس بشار الأسد، وأضاف أنها ستكون محدودة من ناحية الزمن والمساحة، دون أن يذكر تفاصيل.

من جهتها فرنسا اعتبرت أنه من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو للصحفيين “هناك حاجة إلى قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وليس أي قرار”، وأضاف أنه يجب إصدار قرار بموجب الفصل السابع يجيز القيام بعمل عسكري وأن من غير المرجح الموافقة عليه.

وصرح الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مايكل مان، أن إعلان الولايات المتحدة أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية يجعل “أكثر أهمية” إرسال بعثة للتحقق من الأمم المتحدة إلى هذا البلد.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت إنه من المتوقع وصول شحنات أسلحة أميركية للمعارضة السورية في غضون الأسابيع القليلة القادمة، من طرف مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية “سي أي إيه” عبر تركيا أو الأردن.

وكان البيت الأبيض أعلن الخميس أن الرئيس باراك أوباما قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية، وسيشمل أسلحة أميركية، بعدما تأكد استخدام دمشق للسلاح الكيماوي.

راسموسن: استخدام الكيماوي غير مقبول

وعلى أثر ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، الجمعة إن العالم أوضح أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا غير مقبول ويمثل انتهاكا للقانون الدولي.

ورحب راسموسن “بالبيان الأمريكي الواضح”، لكنه لم يشر إلى أي رد فعل محدد من جانب حلف شمال الأطلسي.

وكان الحلف أرسل بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ إلى تركيا جارة سوريا، وهي عضو في الحلف، لكن راسموسن قال مرارا إن الحلف الغربي لا يعتزم التدخل عسكريا في سوريا.

وصرح راسموسن بأنه من الضروري أن تسمح الحكومة السورية للأمم المتحدة بالدخول للتحقيق في كل تقارير استخدام أسلحة كيماوية.

روسيا.. استخدام دمشق للكيماوي “ملفق”

صرح المستشار الدبلوماسي في الكرملين، يوري أوشاكوف، أن اتهامات الولايات المتحدة لنظام الأسد باستخدام أسلحة كيماوية “غير مقنعة”.

كما أكد أوشاكوف أن القرار الأميركي بزيادة المساعدة للمتمردين “سيعقد” جهود السلام.

ووصف العضو البارز في البرلمان الروسي، أليكسي بوشكوف، هذه الاتهامات بأنها “ملفقة”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستستخدمها لتبرير تدخل في البلاد.

وأضاف بوشكوف، رئيس لجنة السياسة الخارجية بمجلس النواب الروسي في حسابه على تويتر “المعلومات عن استخدام الأسد لأسلحة كيماوية جرى تلفيقها في نفس المكان الذي لفقت فيه الاكاذيب بشأن أسلحة صدام حسين للدمار الشامل.. أوباما يسير في نفس المسارالذي سار فيه جورج بوش” في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق.

دمشق.. تسليح المعارضة “عرقلة” للحل السياسي

اعتبرت دمشق الاتهام الأميركي لنظام الرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع المستمر لأكثر من عاملين، “حافل بالأكاذيب” ويستند إلى “معلومات ملفقة”، بحسب ما أفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

وقال المصدر “أصدر البيت الأبيض الأميركي بيانا حافلا بالأكاذيب حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وذلك بالاستناد إلى معلومات مفبركة سعت إلى تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن استخدام هذه الأسئلة”، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية سانا.

كما وجهت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتان متطابقتان وجهتهما أمس الخميس إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي قالت فيهما إن “استمرار بعض الدول في الدعوة إلى تسليح المعارضة أو إعلان استعدادها لتسليحها بذريعة تغيير التوازن العسكري على الأرض لا يشكل دعما للإرهاب والإرهابيين فحسب، وإنما يفضح نيات هذه الدول في عرقلة التوصل إلى حل سياسي بين السوريين بقيادة سورية، بما يحترم إرادة الشعب السوري وخياراته”.

ناتو يدعو النظام السوري للسماح بتحقيقات أممية حول استخدام الأسلحة الكيميائية

بروكسل (14 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى الامين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن الجمعة أنه “أصبح من الضروري أن يسمح النظام السوري لبعثة تحقيق أممية بالدخول إلى البلاد والتأكد من كل التقارير التي تحدثت عن استخدام أسلحة كيميائية”، على حد تعبيره

وكانت الولايات المتحدة الامريكية إتهمت الخميس النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك غاز الاعصاب ضد المعارضة، وقدرت في بيان أن حوالي مائة وخمسين شخصا قتلوا من قبل جراء استخدام هذه الأسلحة

وشدد راسموسن في مؤتمر صحفي عقده الجمعة على أن حلف ناتو يؤكد على أن إستخدام الأسلحة النووية أمر “غير مقبول ومحظور بنظر القانون الدولي”

وعبر عن شعور الحلف بـ”القلق” تجاه تطورات الأزمة السورية، وقال أمين عام ناتو “بالنسبة لنا، فما قمنا به من نشر صواريخ على الحدود التركية السورية قادر على حماية حليفنا في أنقرة من أي صواريخ قادمة من الداخل السوري سواء كانت تحمل رؤوساً مزودة بمواد كيمياوية أم غير ذلك”، على حد وصفه

وعبر عن قناعته بأن الحل السلمي للأزمة السورية “لا زال ممكنا”ً، وقال راسموسن “أدعو النظام والمعارضة في سورية إلى التوقف عن سفك الدماء والإستجابة للمبادرة الأمريكية – الروسية بشأن عقد مؤتمر دولي”، على حد تعبيره

هذا، ولم يعلق راسموسن على قرار الولايات المتحدة الأمريكية تقديم السلاح للمعارضة السورية

ويذكر أن حلف الناتو كان نأى بنفسه عن الأزمة السورية، مكتفياً بنشر صواريخ باتريوت على الحدود السورية التركية في مسعى لحماية أنقرة العضو في الحلف من احتمالات توسع رقعة الصراع

تناقض في تقدير حجم تواجد ميليشيات حزب الله في سورية

باريس (14 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قدّر قيادي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أن نحو85% من مقاتلي النخبة في ميليشيات حزب الله اللبناني الموالي للنظام السوري وإيران شاركوا في العمليات العسكرية في سورية إلى جانب النظام، فيما استبعدت مصادر سورية أخرى أن يكون العدد كبيراً إلى هذه الدرجة

وقد أطلق الثوار والمحتجين في سورية على اليوم الجمعة اسم (جمعية المشروع الصفوي تهديد للأمة)، وخرجت تظاهرات عديدة في مدن وقرى وبلدات سورية عديدة، نددت بالمشروع الإيراني وتدخله في شؤون المنطقة ووجود مقاتلين لحزب الله في سورية وطالبت بإسقاط النظام

وقال المعارض السوري البارز ميشيل كيلو إن المعلومات تؤكد وجود نحو 26 ألف مقاتل من ميليشيات حزب الله اللبناني في سورية، أي ما يعادل نحو85% من قوات النخبة لهذه الميليشيات اللبنانية الشيعية الموالية للنظام السوري وإيران، وقال في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن مصيرهم سيكون في غاية السوء في حلب وفي مناطق أخرى من سورية فيما لو استمروا بمهمتهم القتالية إلى جانب النظام السوري، ورأى أنهم خاسرون حتى لو انسحبوا لأن مهمتهم التي قدموا من أجلها لن تُنجز بأية حال

إلى ذلك وصف عضو في تنسيقيات الثورة السورية المعارضة هذا العدد بأنه كبير جداً وغير دقيق، ورجّح وجود نحو ألفي مقاتل من نخبة مقاتلي حزب الله، وأشار إلى أنهم متواجدون أساساً في ريف حمص ولم يتمددوا إلى مختلف مناطق سورية، وقال إنه حتى الميليشيات المتواجدة في السيدة زينب هي ميليشيات عراقية شيعية من جماعة مقتدى الصدر وليست من حزب الله

وحذّر كيلو من أن النظام يقوم بحرب نفسية ضد الثوار ومقاتلي المعارضة بالإيحاء بأن عشرات الآلاف من نخبة مقاتلي حزب الله دخلوا سورية ويقاتلون إلى جانب النظام، كما أن قوات النظام تقوم برفع أعلام حزب الله على الحواجز لتوحي بصحة ذلك، وقال إنها أوهام إعلامية

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قدّر مؤخراً عدد مقاتلي حزب الله المشاركين في المعارك إلى جانب النظام السوري بين 3 و5 آلاف مقاتل، وأشار إلى أن النظام السوري يتلقى تعزيزات متواصلة من قبل إيران وحزب الله وروسيا بهدف ترجيح كفته في الصراع مع قوات المعارضة

كان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد تبنّى قراراً يدين مشاركة مقاتلين أجانب في القتال إلى جانب النظام السوري، كما دعت وزارة الخارجية الأمريكية حزب الله إلى الانسحاب من سورية ووصفت تدخل الحزب بالمعارك بغير المقبول وبالتصعيد الخطير

كما أدانت دول عربية وغربية مشاركة الحزب في المعارك بسورية، ووصفت البحرين زعيم الحزب حسن نصر الله بـ”الإرهابي”، في حين أشارت دول إسلامية أخرى إلى أن تدخل الحزب في سورية من شأنه أن يؤجج النزاع الطائفي في المنطقة

وكان أمين عام الحزب قد أقر قبل نحو أسبوع بمشاركة مقاتلين من الحزب في المعارك ضد مسلحي المعارضة واعداً أنصاره بالانتصار

هل يحل القرار الأمريكي بتسليح المعارضة المشكلة السورية المستعصية؟

جوناثان ماركوس

مراسل الشؤون الدبلوماسية – بي بي سي

جاء القرار بعد سلسلة اجتماعات طارئة في البيت الابيض أوضحت انقسامات بالادارة الامريكية حول التدخل في سوريا

تقول أجهزة الإستخبارات الأمريكية إنها الآن على يقين بأن الحكومة السورية قد استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة، وبذا اجتازت “الخط الأحمر” الذي حدده الرئيس أوباما.

ولذا أعلن الرئيس الأمريكي نيته تزويد المعارضين السوريين بالأسلحة بشكل مباشر.

إلا أنه مع ذلك، إتسم الإعلان عن القرار الأمريكي بالحذر الذي صبغ الأسلوب الذي تعاملت به إدارة أوباما مع الأزمة السورية منذ البداية، وهو انعكاس لاختلاف الرأي في صفوفها حول ما ينبغي عمله والعواقب المحتملة لأي تصرف قد تقوم به الولايات المتحدة.

فالسياسة الأمريكية قد تكون على وشك التغير، ولكننا ما زلنا نجهل الخطوة القادمة التي ستتخذها واشنطن.

فهل سيعلن البيت الأبيض للجمهور الأدلة التي بنى عليها قراره الأخير؟

في أبريل / نيسان الماضي، قالت لنا الإدارة الأمريكية إن أجهزة الإستخبارات الأمريكية “واثقة بدرجات متفاوتة” بأن النظام السوري ما برح يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المعارضين. الا ان الحكومتين البريطانية والفرنسية كانتا أكثر صراحة.

أما الآن فقد اقترب التقييم الأمريكي من الموقف الأنجلوفرنسي.

فحسب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بنيامين رودس، هناك الآن “يقين كبير” بأن القوات التابعة للنظام السوري قد استخدمت “الأسلحة الكيميائية، بما فيها سم الأعصاب سارين، بمستوى ضئيل عدة مرات في العام الماضي.”

فما الذي تغير إذا؟ هل توصل الأمريكيون إلى أدلة جديدة؟ وهل ستعلن هذه الأدلة على الملأ؟

تقود هذه الأسئلة حتما إلى السؤال المهم، وهو ما الذي تنوي الولايات المتحدة عمله.

من المرجح ألا يتعدى العون العسكري الذي سيقدمه الأمريكيون للمعارضة السورية المسلحة – مبدئيا على أقل تقدير – تزويدها بأسلحة خفيفة وعتاد.

ويقول رودس إن الرئيس أوباما لم يتوصل بعد إلى قرار حول إمكانية القيام بخطوات عسكرية كفرض مناطق للحظر الجوي في سوريا، كما أنه يرفض تماما فكرة استخدام قوات برية أمريكية.

أما فيما يتعلق بطلب المعارضة السورية تزويدها بأسلحة مضادة للدروع والطائرات، فما زال هذا الطلب قيد الدراسة والتمحيص في واشنطن.

ولذا، فيبدو الرد الأمريكي على اجتياز الرئيس الأسد “للخط الأمريكي الأحمر” مترددا في أفضل الحالات، لأن عدد الأسئلة التي يثيرها أكبر من عدد الإجابات التي يوفرها.

هل يكتب النجاح لسياسة تسليح المعارضة؟

ما زال الموقف العسكري في سوريا مبهما، ولكنه من الواضح أن المعارضة منيت باخفاق كبير في بلدة القصير، وأن القوات الحكومية وحلفاءها يتقدمون صوب حلب.

ولكن هل كان السبب الذي يقف وراء هذه الإخفاقات شح الأسلحة، أم كان سببه ضعف التدريب وانعدام التنسيق بين قوى المعارضة المسلحة المختلفة؟

فنحن نعلم أن المعارضة تتوفر على كميات كبيرة من الأسلحة فعلا، بفضل مؤيديها الخليجيين وغيرهم. إذا ما الفرق الذي ستحدثه الأسلحة الأمريكية؟

إذا لم ينجح تزويد المعارضين بالأسلحة الأمريكية في تغيير ميزان القوى على الأرض، ما الذي ينبغي على الأمريكيين فعله حينئذ؟

هل ستزود واشنطن المعارضين بأسلحة أكثر تطورا وفتكا؟

وهل سيتطلب ذلك تدريبا أمريكيا؟

وهل يؤدي ذلك كله إلى الدخول في دوامة تنتهي في تدخل مباشر؟

هل يمكن تجنب النكسة؟

ويتحدث خبراء غربيون بثقة حول التطمينات التي سيتم الحصول عليها للتأكد من عدم وقوع السلاح في أيدى وسطاء أو متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة لكن مافائدة تلك التطمينات؟

هل هذا يعد سببا لعدم امداد المعارضة باسلحة أكثر تعقيدا مثل الصواريخ المضادة للطائرات؟

ماذا سيكون رد الفعل الروسي؟

وسيتم مناقشة ذلك بشكل تفصيلي في اجتماعات مجموعة الثمانية المقرر عقدها الأسبوع المقبل في شمال ايرلندا.

وبالرغم من ان أوباما بدا حذرا في هذا الشأن إلا أن أصوات جماعات الضغط في الولايات المتحدة طالبت بمزيد من الحرص حتى لايزيد الامر تعقيدا لإن سوريا اصبحت بؤرة ملتهبة قد تفجر الحرب في المنطقة بأكملها.

وقد يمتد الصراع إلى العراق والأردن بالإضافة إلى لبنان وربما اسرائيل.

وقد تمثل خطوة أوباما نحو تسليح المعارضة دليلا على عدم قدرته على التنصل من مسؤولية اخلاقية يجب أن يضطلع بها بينما ترى دول اخرى أن الخطوة قد تزيد من أمد الصراع إلى ما لا نهاية وهو ما يفسر تسمية الصراع السوري بـ “أزمة من الجحيم”.

BBC © 2013

امريكا تدرس اقامة منطقة حظر جوي بعد تجاوز سوريا “الخط الاحمر

انقرة/بيروت (رويترز) – قال دبلوماسيون غربيون يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس اقامة منطقة حظر جوي في سوريا – في اول تدخل محتمل لها في الحرب المستمرة منذ عامين – وذلك بعد ان قال البيت الابيض ان سوريا تجاوزت “الخط الاحمر” باستخدامها غاز الأعصاب.

وبعد أشهر من المداولات قالت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الخميس انها ستمد المعارضة المسلحة بالسلاح بعد ان حصلت على دليل على ان الحكومة السورية استخدمت الاسلحة الكيماوية ضد المقاتلين الذي يحاولون الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

وقال دبلوماسيان غربيان رفيعا المستوى ان واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران قريبة من الحدود السورية الجنوبية مع الاردن.

وقال دبلوماسي “واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران لمساعدة معارضي الاسد”. وقال ان المنظقة ستكون محددة “فيما يتعلق بالوقت والمنطقة وعلى الارجح ستكون قرب الحدود الاردنية” لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.

وتحتاج اقامة منطقة حظر طيران من الولايات المتحدة تدمير الدفاعات الجوية السورية المتطورة التي حصلت عليها دمشق من روسيا وهو ما يدخلها في الحرب بنفس الطريقة التي تدخل بها حلف شمال الاطلسي للمساعدة في الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل عامين. وتقول واشنطن انها لم تستبعد هذا الامر لكن القرار ليس “وشيكا”.

وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي يوم الخميس “لم نتخذ اي قرار بشن عملية عسكرية مثل اقامة منطقة حظر طيران. ولدينا مدى من خطط الطواريء التي وضعناها.

“منطقة حظر الطيران ستحمل معها كلفة هائلة ولا نهائية بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ومن الاعقد بكثير القيام بمثل هذا المجهود على سبيل المثال في سوريا عما كان عليه الامر في ليبيا.”

وأي من هذه الخطوات ستواجه ايضا بحق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به روسيا الحليفة للاسد في مجلس الامن الدولي. وانكر الكرملين الدليل الذي اتت به الولايات المتحدة على استخدام الاسد لغاز الاعصاب ضد معارضيه.

وقال يوري يوشاكوف كبير مستشاري الرئيس الروسي للشؤون الخارجية “سأقول صراحة ان ما قدمه الامريكيون لا يبدو مقنعا لنا.

“يصعب حتى ان نسميها حقائق.”

وقالت فرنسا إن اقامة منطقة حظر طيران ستكون ضربا من المستحيل دون ترخيص من مجلس الامن الدولي وهو ما يجعل الامر مستبعدا في الوقت الحالي.

لكن واشنطن اتخذت في هدوء خطوات تجعل من الامر اكثر سهولة اذ قامت رسميا بتحريك أنظمة صواريخ باتريوت ارض جو وطائرات حربية واكثر من اربعة آلاف جندي إلى الاردن خلال الاسبوع المنصرم في اطار مناورة سنوية لكنها اوضحت ان هذه القوات ستبقى في الاردن حتى بعد انتهاء المناورات العسكرية.

وتصاعدت وتيرة الاوضاع في سوريا من احتجاجات سلمية اجتاحت العالم العربي في 2011 لتؤول إلى اكثر الانتفاضات العربية دموية واعصاها على الحل مع استنفار القوى الاقليمية في الشرق الاوسط على النعرات الطائفية.

وقضت الدول الغربية العامين الماضيين تطالب الاسد بالرحيل لكنها رفضت استخدام القوة كما فعلت في ليبيا بسبب خطورة محاربة دولة اقوى تقف على بركان من الانقسامات الطائفية في قلب منطقة الشرق الاوسط وتدعمها ايران وروسيا.

وقبل اشهر فقط كانت الدول الغربية تظن ان ايام الاسد باتت معدودة. لكن الزخم في ميدان المعركة تحول إلى صالحه مما جعل الامال في الاطاحة السريعة به وانهاء الحرب مستبعدة دون تدخل اجنبي.

وانضم الالاف من المقاتلين المدربين من حزب الله اللبناني الموالي لايران إلى الحرب في جانب الاسد خلال الاسابيع الاخيرة وساهمموا قبل ايام في استعادة الحكومة السورية السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية.

وتقول حكومة الاسد ان قواتها تستعد الان لشن هجوم كبير على حلب اكبر المدن السورية التي تسيطر قوات المعارضة المسلحة على معظم انحائها منذ العام الماضي.

وقال نشطاء ان هجوما ضاريا على اجزاء من حلب وريفها بالقرب من الحدود التركية وقع خلال الليل مما اسفر عن بعض من اعنف الاشتباكات منذ اشهر.

ويمثل استخدام الاسلحة الكيماوية سببا مباشرا لواشنطن كي تتدخل. وقال رودس ان واشنطن تعتقد الان ان ما بين 100 و150 شخصا قتلوا جراء استخدام الحكومة الغاز السام في هجمات على المعارضة.

وقال “اوضح الرئيس ان استخدام الاسلحة الكيماوية او نقل الاسلحة الكيماوية لجماعات ارهابية خط احمر. لقد قال ان استخدام الاسلحة الكيماوية سيغير حساباته وقد كان.”

وتقول الحكومة السورية ان قوات المعارضة هي التي تستخدم الاسلحة الكيماوية ووصفت البيان الامريكي بأنه عامر بالاكاذيب.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان البيت الابيض اعتمد على معلومات ملفقة حتى يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام مثل هذه الاسلحة رغم سلسلة البيانات التي أكدت امتلاك “جماعات ارهابية في سوريا لاسلحة كيماوية”.

ويضع التهديد الصريح بدخول الحرب واشنطن في صدام دبلوماسي مع موسكو التي استخدمت حقها في نقض قرارات مجلس الامن الدولي ثلاث مرات لاعاقة قرارات كان من الممكن ان تستخدم للتهديد باستخدام القوة ضد الاسد.

ويقول مسؤولون امريكيون ان اوباما سيحاول اقناع بوتين بالتخلي عن دعم روسيا للاسد عندما يجتمع الرئيسان في قمة مجموعة الدول الثماني في ايرلندا الشمالية الاسبوع القادم.

ودعت واشنطن وموسكو معا إلى عقد مؤتمر للسلام في جنيف في اول محاولة منذ عام يقوم بها طرفا الحرب الباردة للتوصل إلى حل دبلوماسي للازمة لكن الامال في اجراء محادثات سلام تبدو في الوقت الحالي محل شك.

وتقول الامم المتحدة إن 93 ألف شخص على الاقل قتلوا في سوريا وان الملايين اضطروا للنزوح عن ديارهم.

وقال البيت الابيض انه سيقدم الان “الدعم العسكري المباشر” للمعارضة السورية. وقال مسؤول امريكي طلب عدم الكشف عن هويته ان هذه المساعدات ستتضمن من الان اسلحة على خلاف المساعدات “غير الفتاكة” التي كانت واشنطن تقدمها في الماضي.

ويضع هذا القرار واشنطن متقدمة بخطوة امام حلفائها في باريس ولندن اللتين اجبرتا الاتحاد الاوروبي على رفع الحظر على تسليح المعارضة السورية هذا الشهر لكنهما تقولان انهما لم تتخذا بعد القرار بتسليحهم.

ويتلقى مقاتلو المعارضة السورية بالفعل اسلحة خفيفة من السعودية وقطر. وطلبت المعارضة المسلحة اسلحة اثقل من بينها الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات.

ويجتمع مسؤولون امريكيون واوروبيون بسالم ادريس قائد المجلس العسكري الاعلى يوم الجمعة في تركيا.

ووصف قاسم سعد الدين القائد بالمجلس العسكري الاعلى قرار اوباما بارسال الاسلحة للمعارضة بأنه “قرار شجاع جدا”.

وقال ان المعارضة تامل في ان تصل الاسلحة خلال الاسابيع القادمة لكن المحادثات ما زالت مستمرة بشأن كيفية وتوقيت ارسالها لكنه قال ان المعارضة تامل ايضا أن يبدأ ظهور بوادر التغيير خلال الاسبوعين القادمين.

من باريزا حافظي واريكا سولومون

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

اوباما يناقش الازمة السورية مع بوتين في قمة مجموعة الثماني

واشنطن (رويترز) – قال البيت الابيض يوم الجمعة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماع مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية يوم الاثنين وسيناقش معه الازمة في سوريا وموضوعات الحد من انتشار الاسلحة.

وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي في ادارة اوباما مشيرا إلى ان موضوعات مكافحة الارهاب والحرب في افغانستان والحد من التسلح ستكون ايضا مدرجة على جدول الاعمال “الواضح ان لديهما جدول اعمال موسعا لمناقشته.”

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

البيت الأبيض: اوباما سيبحث في قمة الثماني سبل إنهاء الحرب في سوريا

واشنطن (رويترز) – قال البيت الأبيض يوم الجمعة إن الرئيس باراك اوباما سيبحث كيفية مساعدة سوريا على إيجاد سبيل لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين خلال مؤتمر قمة الثماني المقرر عقده في ايرلندا الشمالية الاسبوع المقبل.

وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي ان البيت الابيض اعلن امس انه سيقدم المزيد من الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية التي تقاتل الرئيس بشار الاسد بعد ان توصل الى ادلة مؤكدة عن استخدام القوات الحكومية اسلحة كيماوية في الحرب.

(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)

خطيب المسجد الحرام يدعو لنصرة المقاتلين في سوريا

دبي (رويترز) – حث خطيب الجمعة 14 يونيو حزيران 2013 بالمسجد الحرام في مكة المصلين على دعم مقاتلي المعارضة السورية “بشتى السبل” في احدث سلسلة من الحملات الخطابية على الرئيس السوري بشار الأسد مما يعكس تنامي التوتر الطائفي عبر الشرق الأوسط.

تأتي دعوة الشيخ سعود الشريم في وقت يشهد زخما في ساحات القتال لصالح الأسد بعد اشهر قليلة من توقعات محللين بقرب نهايته وهو ما يجعل احتمال إلاطاحة به سريعا وانتهاء الحرب امرا بعيد المنال في المستقبل القريب.

واتخذت الانتفاضة التي يقودها السنة ضد الاسد المدعوم من ايران بعدا طائفيا منذ اعلان حزب الله اللبناني الشيعي خوضه الحرب رسميا الى جانب الاسد.

وفي خطبته بالمسجد الحرام ندد الشيخ الشريم بالاسد ووصفه بالطاغية الذي تورط جنوده في اغتصاب نساء وقتل اطفال وتدمير منازل على مدار العامين المنصرمين.

وقال في خطبته “ان ذلك كله عباد الله يضع على كل عاتق نصيبه من المسؤولية امام الله من قادة وحكام وعلماء ومصلحين ومفكرين وشعوب ليقف المسلمون أمام موقف واع موحد تجاه طوفان التكالب والتمالؤ على أخواننا في سوريا.”

ومضى يقول “فالله الله ..إن اخواننا بحاجة إلى مزيد جهود وبذل المساعي والإصرار على إزاحة هذا الظلم والعدوان الذي لا رأفة فيه ولا رحمة بشتى السبل بلا استثناء.”

وتقدم السعودية مهد الاسلام والحليف الاقليمي الرئيسي للولايات المتحدة في مواجهة إيران دعما ماليا للمعارضة السورية.

وبعد مساعدة حزب الله لقوات الاسد في استعادة بلدة القصير الاستراتيجية في وقت سابق من يونيو حزيران أعلن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين توقفه عن دعم المصالحة السنية الشيعية ودعا بدلا من ذلك “للجهاد” في سوريا.

وجرى التصديق على دعوته في مؤتمر لعلماء المسلمين استضافته القاهرة الخميس لبحث الموقف في سوريا.

(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية – محمد هميمي)

من سامي عابودي

ميركل تدعو إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث الوضع في سوريا

برلين (رويترز) – دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الجمعة لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتوصل إلى موقف مشترك بشأن سوريا بعد ما أبدت الولايات المتحدة استعدادها لتسليح المعارضة السورية واحتمال فرض منطقة حظر جوي.

وقال البيت الأبيض إن الحكومة السورية تجاوزت “خطا أحمر” باستخدامها غاز الأعصاب وأنها تتجه لتسليح مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد. وقال دبلوماسيان غربيان إن واشنطن تدرس إقامة منطقة حظر جوي بالقرب من الحدود السورية مع الأردن.

وقالت ميركل في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) “يجب مناقشة هذا على نحو عاجل في مجلس الأمن الدولي. نأمل أن يصل المجلس الى نهج موحد.” وأضافت أن السعي لعقد مؤتمر دولي للسلام بشأن سوريا لا يزال الخيار الأفضل.

وتابعت قائلة إن موقف ألمانيا الذي يقضي بعدم إرسال أسلحة للمعارضة السورية لم يتغير.

وقالت فرنسا وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة إن من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى