أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 24 نيسان 2015

قوات المعارضة تقترب من اللاذقية

لندن – «الحياة»

واصلت فصائل إسلامية سورية تقدمها في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، مهددة بتوجيه ضربة شديدة لحكم الرئيس بشار الأسد في حال نجحت بقطع خطوط إمداداته مع محافظة اللاذقية لتكون بذلك اقتربت أكثر من معاقله وخزانه البشري على الساحل السوري. وأعلن ناشطون ومعارضون أن قرابة 10 آلاف من عناصر «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» السوري) و «حركة أحرار الشام الإسلامية»، يشاركون في معركة إدلب وسيطروا بالفعل على عدد من المواقع الاستراتيجية للنظام ووصلوا إلى «دوار اللاذقية» داخل مدينة جسر الشغور، التي حوّلها النظام إلى مركز لمحافظة إدلب بعد طرده من مدينة إدلب أواخر الشهر الماضي.

ورحّب «الائتلاف الوطني السوري» أمس بتقدم المعارضة في إدلب، على رغم أن فصائل «جيش الفتح» لا تدين بالولاء له بل تجاهر بخلافها معه، مثلما هو الحال مع «جبهة النصرة». وقال «الائتلاف» على موقعه إن «الثوار سيطروا على معسكر القرميد في ريف إدلب بشكل شبه كامل إثر المعركة التي أطلقها جيش الفتح لتحرير المعسكر، كما سيطر الثوار على حواجز تلة إسفن والحرش وحاجزي معمل المخلل ومعمل البطاطا، كما دمروا العديد من آليات قوات الأسد وقتلوا العشرات من جنوده». وتحدث «الائتلاف» عن «بدء تراجع عناصر قوات الأسد وهروبها باتجاه أريحا»، إلا أنه أضاف أن «الثوار تمكنوا من قتل قائد معسكر القرميد أثناء محاولة هروبه من المعركة». ويتألف معسكر القرميد من عدد من الحواجز العسكرية الضخمة المزودة بمدرعات ومدافع.

وأشار «الائتلاف» أيضاً إلى أن «الثوار أطلقوا «معركة النصر» للسيطرة على مدينة جسر الشغور بإدلب وقطع طريق إمداد قوات نظام الأسد بين أريحا وريف اللاذقية. وتمكن الثوار من السيطرة على ثلاثة حواجز من المدخل الشمالي للمدينة حتى الآن وما زالت المعارك مستمرة، حيث استهدف الثوار المثلث الأمني لقوات الأسد داخل المدينة بصواريخ الكاتيوشا، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات منهم».

من جهتها، أكدت وكالة «مسار برس» المعارضة أن «كتائب الثوار سيطرت صباح الخميس على حاجز عين السبيل قرب جسر الشغور بعدما فجرت عربة نقل جنود مدرعة من نوع «بي إم بي» عند الحاجز… عقب ساعات من السيطرة على حاجزي زليطو والساقية في محيط المدينة». وتابعت الوكالة أن الاشتباكات بين الطرفين «مستمرة داخل مدينة جسر الشغور».

وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جهته أن «الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر، في محيط معسكري المسطومة والقرميد جنوب مدينة إدلب ومحيط مدينة جسر الشغور، ما أدى إلى إعطاب دبابة لقوات النظام على طريق جسر الشغور– محمبل، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وسط تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات، على مناطق في محيط مدينة جسر الشغور». وأشار «المرصد» في تقرير لاحق إلى سماع أصوات اشتباكات قرب دوار اللاذقية في داخل مدينة جسر الشغور.

 

أوروبا تعزز قدرات مراقبة حركة «زوارق الموت»… والإنقاذ

بروكسيل – نورالدين الفريضي { طرابلس – «الحياة»

استنفار أوروبا قدراتها لمواجهة أزمة تدفق «زوارق الموت» للمهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط والذين غرق حوالى ألف منهم قبل أيام، وتوقع إيطاليا وصول 200 ألف مهاجر أراضيها بحراً هذه السنة، قررت قمة استثنائية عقدها الاتحاد الأوروبي حول المهاجرين في بروكسيل أمس، مضاعفة القدرات اللوجستية للمراقبة والإنقاذ قبالة سواحل ليبيا.

وتقدر مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بـ36 ألفاً عدد المهاجرين الذين عبروا المتوسط الى سواحل أوروبا الجنوبية هذه السنة، وبـ١٨٠٠ عدد الغارقين. ويشكل السوريون معظمهم بحوالى ٨٨٦٥ مهاجراً، يليهم الأريتريون والصوماليون والأفغان والنيجريون.

وناقش القادة الأوروبيون إجراءات أمنية واستخباراتية وعسكرية قد تتطور إلى استهداف مهربي البشر في اليابسة، وتدمير زوارقهم في سواحل ليبيا قبل أن يستقلها المهاجرون. لكن تخوف بعض دول الاتحاد، مثل ألمانيا والسويد والنمسا، من أخطار الانزلاق في مغامرة التدخل الخارجي، دفع القمة الى تكليف وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغريني «بحث الجوانب القانونية والعملانية» للإجراءات التي تبقى نقاشاتها مفتوحة في انتظار ما ستؤول إليه محادثات الأطراف الليبية في المغرب.

وتحتاج المجموعة الدولية الى محاور رسمي في ليبيا يسمح لها بتقديم دعم أمني وعسكري لتأمين الوضع، خصوصاً حماية الحدود، علماً أن الحكومة الليبية الموازية التي تسيطر على العاصمة طرابلس حذرت من خطوات آحادية للاتحاد الأوروبي لمهاجمة مواقع يستخدمها مهربو البشر، وحضت الاتحاد على التشاور معها حول مواجهة الأزمة.

وأبلغت مصادر في طرابلس «الحياة»، أن هذا التحذير نابع من مخاوف أن تفاقم ضربات محتملة المشكلة بدلاً من حلها، كما قد ينعكس ذلك سلباً على الحوار عبر ربطه بملف المهاجرين.

وقالمحمد الغيراني، وزير الخارجية في الحكومة الموازية، بأن حكومته «عرضت مرات المساعدة في التعامل مع المهاجرين الذين ينطلقون من شواطئ تخضع لسيطرتها. والدول الأوروبية لا تستطيع أن تقرر أن تقصف وحسب، إذ كيف ستعرف أن هذه الضربات لم تصب شخصاً بريئاً أو صياداً. لذا الأفضل أن نفعل ذلك معاً».

وعلمت «الحياة» أن الاتحاد الأوروبي أوفد خبراء أمنيين الى تونس الأسبوع الماضي لـ «بحث خيارات حماية حدود ليبيا»، وتقديمها إلى موغريني.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس: «إذا ظل العالم غير مبالٍ تجاه ليبيا التي تظل بلا حكم وتسودها الفوضى، لن تكفي زيادة قدرات المراقبة في البحر». وتابع: «يكمن الحل في تنمية الدول المصدّرة للهجرة، ما يتطلب إصلاح أخطاء ارتكبها آخرون».

وسيُعزز الاتحاد الأوروبي فوراً مهمات المراقبة والإنقاذ بحراً، مع مضاعفة موازنة وكالة «فرونتكس» التي تتولى مراقبة الحدود الأوروبية، من 3 إلى 6 ملايين يورو، تمهيداً لزيادة الموارد المخصصة لمهمة «ترايتن» البحرية في إيطاليا ومهمة «بوسايدن» في اليونان.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، أن بلاده سترسل قطعاً بحرية بينها سفينتا مراقبة وثلاث مروحيات للمساهمة في أعمال المراقبة والإغاثة، «لكن شرط نقل الذين يجري إنقاذهم الى أقرب مكان آمن وهو غالباً إيطاليا، من دون أن يعني ذلك منحهم طلب لجوء إلى بريطانيا».

واللافت مطالبة وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل بـ «توزيع عادل» للاجئين على أوروبا. وقال خلال تفقده مركزاً للاجئين في مدينة ماغديبرغ (شرق): «ليس مقبولاً أن ترفض أكثر من 12 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي استقبال لاجئين. نريد أن نعرض على الناس القدوم إلى هنا في شكل شرعي كي لا يحاولوا الحضور من خلال عصابات تهريب يجب تدميرها».

وفي برلين، بدأت منظمة العفو الدولية احتجاجاً خارج مقر المستشارة أنغيلا مركل التي طالبتها بضمان «عمليات إنقاذ شاملة في البحر». وقالت سلمين كاليسكان، الأمينة العامة للمنظمة في ألمانيا: «الحقيقة أن إيطاليا متروكة وحدها في ما يتعلق باستقبال اللاجئين».

 

المعارضة السورية تتقدّم في جسر الشغور ودوميستورا بدأ إرسال الدعوات إلى جنيف

المصدر: (و ص ف، أ ش أ)

أعلنت المعارضة السورية سيطرتها على حواجز ونقاط عسكرية عدة كانت قوات النظام تتمركز فيها بمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب، وذلك بعد معارك لتحرير معسكر القرميد.

وأوضحت أن معركة أطلق عليها “النصر” تهدف الى السيطرة على مدينة جسر الشغور الواقعة في ريف إدلب الغربي، إضافة الى قطع طريق الإمداد الذي يصل مدينة أريحا وريف اللاذقية.

وفي هذا السياق، استهدفت قوات المعارضة بسيارة مفخخة حاجز زليطو على مدخل جسر الشغور، وسيطرت على حاجز الكم على أطراف بلدة السرمانية، كما استولت على دبابة وأسلحة متوسطة. كذلك استهدفت حواجز السكر وبشلامون والأفندي والكازية التابعة لقوات النظام، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة.

من جهة أخرى، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الفي شخص على الاقل، غالبيتهم من جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، قتلوا في سوريا خلال سبعة اشهر من غارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

سياسياً، أعلنت خولة مطر مديرة مكتب المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دو ميستورا، أن المبعوث الأممي بدأ الاربعاء إرسال دعوات الى الأطراف المعنيين بلقاء جنيف حول التسوية السورية، مشيرة إلى أن المشاورات ستكون مع كل طرف على حدة، ولمدة ثلاثة أيام. وقالت: “لا أستطيع حالياً تحديد عدد المشاركين، ما زلنا نرسل الدعوات، والمشاورات تبدأ خلال الشهر المقبل وتستمر مدى شهرين”.

وأضافت أن مشاركة إيران وغيرها من الدول المعنية بالأزمة السورية لم تحدد بعد.

وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن مدعوة للمشاركة في مشاورات جنيف حول سوريا، وأبدى استعداد بلاده للمشاركة فيها. وقال: “إن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دو ميستورا، وضع الخطوط العريضة لخطة العمل لهذه المشاورات “والتي تنطوي على إرسال دعوات إلى ممثلين لجماعات المعارضة، وممثلي البلدان الرئيسية المشاركة في العملية السورية، وهي “الخمسة الأعضاء، إلى اللاعبين الخارجيين المؤثرين الآخرين”.

 

أطفال “داعش” يمرحون في ساحة الإعدام

يثبت تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” يوماً بعد يوم أنه عازم على تنمية “جيل إرهابي” بشكل كامل، حيث يعمل جاهداً على استقطاب الأطفال بمختلف الأساليب والإغراءات.

ويعمد “داعش” إلى استهداف الأطفال عبر توجيه وسائله الإعلامية نحوهم بشكل مباشر، سواء عبر نشر تسجيلات لعمليات إعدام ينفذها أطفال، أو عن طريق تسجيلات لمعسكرات تدريبهم، وغيرها من التسجيلات المشجعة على ارتكاب الجرائم.

وفي هذا الإطار، نشر التنظيم صوراً جديدة لعملية إعدام مواطن سوري كردي، في ريف الحسكة، بتهم تفاوتت بين “الإرتداد عن الإسلام”، وبين “محاباة القوات الكردية”، حيث أظهرت هذه الصور مجموعة من الأطفال الآسيويين باللباس الأفغاني القصير والزي العسكري، يحيطون بساحة الإعدام لمشاهدة عملية قطع الرأس بالسيف قبل أن يهلل الجميع، فتغدو عملية الإعدام كـ “نزهة للأطفال”.

يذكر أن تنظيم “داعش” قام بتجنيد عدد كبير من الأطفال الذين قاموا بتنفيذ عمليات انتحارية في سوريا والعراق، كما أقام معسكرات تدريبية عديدة للأطفال، معتمداً على الأطفال الذين جاؤوا مع ذويهم والمنضمين للتنظيم من خارج سوريا والعراق بشكل أساسي، إضافة إلى عشرات مئات الأطفال من البلدين الجارين.

 

«النصرة» تشن أعنف هجوم في ريف إدلب

استخدام مكثف للدبابات والمدافع وصواريخ «تاو» الأميركية

علاء حلبي

في وقت يمهد فيه الجيش السوري لتقدمه نحو مدينة إدلب عبر تمدده على محاور محيطة في المدينة، حاولت «جبهة النصرة» قلب الطاولة، عبر شن هجوم ثلاثي على خطوط إمداد الجيش السوري في جسر الشغور ومحيط مدينة إدلب ومنطقة الغاب وسط سوريا، عبر ثلاث معارك منفصلة متصلة، حملت أسماء «النصر»، «جيش الفتح لتحرير القرميد»، و«غزوة الغاب»، اشتعلت من خلالها المحاور الثلاثة بمعارك استمرت لساعات، انتهت بفشل الهجوم، من دون أية تغيرات تذكر على خريطة السيطرة.

الى ذلك، أعلنت خولة مطر، مديرة مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، أن المبعوث بدأ بإرسال دعوات للأطراف المعنية بلقاء جنيف حول التسوية السورية، مشيرة إلى أن المشاورات ستكون مع كل طرف على حدة، ولمدة ثلاثة أيام. وقالت مطر، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، «بدأ دي ميستورا، من الأمس، إرسال بعض الدعوات، لكن ما زلنا في المرحلة الأولى، ولا يزال الموضوع في بداياته من حيث مسألة الدعوات والمشاورات». وكانت الأمم المتحدة ذكرت أن دي ميستورا يعتزم دعوة الأطراف السورية إلى عقد اجتماعات في جنيف بحلول منتصف أيار المقبل.

المعارك الثلاث التي قادها تنظيم «النصرة»، وأعلن انطلاقها السعودي عبد الله المحيسني، عبر سلسلة تغريدات على موقع «تويتر»، حيث حشدت «الجبهة» بالتعاون مع حلفائها أكثر من 10 آلاف مقاتل (المحيسني قال في «تغريدة» إن عدد المقاتلين يبلغ 12 ألف مقاتل)، بدأتها بستة تفجيرات كبيرة استهدفت حواجز الجيش السوري، بينها ثلاث عمليات انتحارية عند حاجز السرمانية في الغاب، وحاجز القرميد قرب إدلب، وجسر الشغور، تبعها تقدم للمسلحين، مدعومين بدبابات ومدرعات، بالتزامن مع قصف عنيف استهدف المحاور الثلاثة بمئات القذائف والصواريخ المتفجرة.

وأوضح مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن «المعارك التي فتحها المسلحون سارت وفق تكتيك معقد متشابك، واستخدموا خلاله مختلف أنواع الأسلحة»، مشيراً إلى أن «أكثر الأسلحة التي حاول المسلحون جعلها حاسمة تمثلت بالمفخخات والانتحاريين، مقرونة بتحرك الآليات الثقيلة، إضافة للاستعمال المكثف للصواريخ الحرارية، والتي كان معظمها صواريخ تاو أميركية الصنع».

وقامت «جبهة النصرة» بتصوير عدد كبير من عمليات استهداف آليات الجيش بالصواريخ الأميركية، الأمر الذي يفتح الباب أمام التساؤل عن الكمية التي تملكها «النصرة»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، والتي تصنفها واشنطن بأنها «إرهابية»، خصوصا أن الولايات المتحدة أعلنت، في مرات عديدة، أنها قامت بتسليح الفصائل التي تعتبرها «معتدلة» ببعض الصواريخ، وفق شروط صعبة تقتضي بالتسليم على دفعات، حيث يتم تسليم الفصائل دفعة بعد استخدام الدفعة الأولى، الأمر الذي ينفي أن تكون «النصرة» حصلت على هذه الصواريخ من مخازن «حركة حزم» و «جبهة ثوار سوريا» في ريفي إدلب وحلب، ويفتح الباب أمام تساؤلات عديدة عن «الدور التركي في دعم التنظيم»، خصوصاً أن تركيا قامت بفتح حدودها لتدفق المقاتلين.

المصدر الذي شدد على أن قوات الجيش السوري امتصت الهجوم رغم تعقيده، وتمكنت من الحد من خطورته، أوضح أن المسلحين قاموا بدراسة المعركة بشكل معمق، وبدأوها بالتزامن مع بداية منخفض جوي كبير تمر به المنطقة، الأمر الذي ساهم بتحييد سلاح الجو السوري بشكل كبير، ومهد أمامهم الطريق نحو التوغل ومحاولة السيطرة على النقاط العسكرية الثلاث، وهو ما اعتبره «دليلاً إضافياً على تدخل قوى إقليمية في المعارك وتحديد محاور الهجوم وموعده».

وخلال حديثه عن تكتيك المسلحين، ركز المصدر على بروز استخدام مسلحي «جبهة النصرة» للآليات الثقيلة، من دبابات ومدرعات ومدافع ثقيلة، في تطور لافت لعملها، الذي كان يعتمد، حتى فترة قريبة، على العربات الخفيفة المزودة بالرشاشات الثقيلة، الأمر الذي حول الجبهة إلى «ما يشبه جيشا نظاميا». وهذا يفتح الباب للتساؤل عن الدور التركي في الهجوم، خصوصاً وأن هذه العربات الثقيلة تحتاج إلى صيانة بشكل دوري، واستبدال قطع معينة، مثل سبطانات المدافع وجنازير المدرعات، وهو أمر لا يمكن تنفيذه إلا على يد مختصين في ورشات ذات مستوى فني عال. وفي ظل غياب استيلاء المسلحين على المزيد من العتاد الثقيل، منذ شهور، يجب التساؤل عن الجهة التي مازالت تقوم بتوفير قطع الغيار الضرورية وعمليات الصيانة هذه.

وفي وقت تناقلت فيه محطات معارضة أخباراً عن سيطرة «جبهة النصرة» على معسكر القرميد، الذي يشكل أحد ابرز نقاط انطلاق الجيش السوري نحو مدينة إدلب، ونقطة تأمين كبيرة لمعسكر المسطومة، النقطة العسكرية الأبرز للجيش السوري والفصائل التي تؤازره في الريف الشمالي، نفى مصدر عسكري هذه الأخبار جملة وتفصيلاً، مشدداً على أن المحطات الفضائية «تشن كعادتها حرباً إعلامية بالتزامن مع الحرب على الأرض»، موضحاً أن «جبهة النصرة» سيطرت على حاجز متقدم للجيش في محيط معسكر القرميد (حاجز معمل البطاطا)، لكنها لم تحرز اي تقدم داخل المعسكر، أو على محور الغاب، أو حتى مدينة جسر الشغور، التي تشكل السد المنيع في وجه تمدد المسلحين نحو الساحل السوري، ويعني سقوطها عسكرياً فتح الباب أمام هجمات على الساحل السوري المحصن، الأمر الذي يعني أن الجيش السوري لن يسمح بسقوطها.

وقال مصدر عسكري في مدينة جسر الشغور إن مجموعة، مؤلفة من 15 مسلحاً من «جبهة النصرة»، تسللت إلى إحدى النقاط في محيط جسر الشغور من الجهة الشمالية، لكن الجيش السوري قضى عليهم، في حين طالت القذائف معظم أنحاء المدينة بالإضافة إلى منطقة الغاب، وقرية جورين الإستراتيجية وسط سوريا.

وخاضت قوات الجيش السوري معارك عنيفة في معسكر القرميد ومحيط جسر الشغور، حيث تواصلت الاشتباكات حتى فجر أمس، حيث تحسنت الأجواء وتمكن سلاح الجو السوري من شن سلسلة غارات على مواقع تمركز المسلحين، الأمر الذي ساهم بإفشال الهجوم.

وتوقع مصدر عسكري، وصف الهجوم بأنه «الأعنف حتى الآن»، أن يعاود المسلحون هجومهم مستغلين الظروف الجوية السيئة، الأمر الذي يفتح الباب أمام سلسلة معارك ضارية من المتوقع أن تشهدها المحاور الثلاثة، وسط تحصين شديد للجيش السوري في هذه النقاط، بالتزامن مع التحضيرات لمتابعة العملية التي كان قد بدأها لاستعادة إدلب.

 

أوروبا تسقط في الامتحان الأخلاقي: متاجرة سياسية بأزمة لاجئي المتوسط!

وسيم ابراهيم

مراقب محايد للقمة الأوروبية الطارئة، حول مآسي البحر المتوسط، يمكنه أن يردد جملة واحدة: «إنظر إلى أوروبا كي تسقط في امتحان أخلاقي».

بدل أن تكون قمة لإنقاذ أرواح من ألقى بهم اليأس في البحر، صارت قمة لتصفية الحسابات السياسة ودعاية انتخابية تتاجر بأزمة انسانية.

دقيقة الصمت التي قضوها حدادا على آلاف الغرقى، قابلتها دقائق من الصمت خوفا من الإجابة على الأسئلة المحرجة.

قادة الدول الأوروبية جعلوا أولويتهم مكافحة موجات اللجوء، وفي هذا السياق، جاء تشديدهم على ضرورة التحرك العسكري لتدمير شبكات التهريب. آخر شيء أرادوه هو حماية الأرواح. أحدهم قال، من دون أدنى حرج، إنه مستعد لفعل كل شيء إلا استقبال اللاجئين على أراضي دولته. هذه النقطة جاءت لتضيف مزيداً من السقوط الأخلاقي، بعدما صارت محطة خلاف: حتى لو أنقذنا اللاجئين، ويمكننا فعل ذلك، فإنّ المشكلة أين سنضعهم؟ ربما الأفضل أن يستمروا في الغرق، وفقا لأصحاب هذا المنطق.

عملياً، لم يفعل الزعماء الأوروبيون سوى إعادة صياغة خطة تحرك النقاط العشر، التي أعلنها وزراء داخليتهم وخارجيتهم قبل أيام. أبرز ما فيها تكرار العزم على إطلاق عملية عسكرية قبالة سواحل ليبيا، لتدمير كل ما يستخدمه المهربون من قوارب وسفن. هذه العملية ستستلزم مضاعفة موارد وكالة الرقابة الحدودية «فرونتكس»، كي يمكنها توسيع مهام عمليتها في المتوسط «ترايتون»، وتحتاج الى مساهمة عسكرية معتبرة، من أسلحة ومعدات، تقدمها الجيوش الاوروبية وأساطيلها البحرية.

حينما سألت «السفير» وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني عن تهديدات ميليشيات طرابلس باستهداف أي تحرك عسكري أوروبي إن لم يكن بالتنسيق معها، كان جوابها معبرا. سمعت السؤال إلى نهايته، ثم صمتت تماما، وغادرت من دون أن تقول كلمة واحدة.

بعض الزعماء، ممن دولهم الأكثر تعرضا لأزمة اللجوء، أكدوا أن لا غنى عن العمل العسكري مهما كانت مخاطره. سألت «السفير» رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات عن المخاطر، وإمكانية ردّ الميليشيات الليبية، فقال بلهجة قاطعة إن «المخاطر ستكون أكبر إذا لم يتم القيام بشيء في نهاية المطاف».

لكن مصادر ديبلوماسية أوروبية تحدثت الى «السفير» عن الصورة الإجمالية لمعالجة هذا التحدي. في البداية تؤكد المصادر على أن «لا تراجع عن إطلاق مهمة عسكرية ضد المهربين»، موضحة أن «تهديدات ميليشيات سخيفة، تريد أن تبتزنا لتحصل على الاعتراف، لن توقف خطوة قررها أعلى مستوى في السياسة الأوروبية».

لتلافي أي إحراج، سيحاول الأوروبيون الضغط بأقصى ما يمكن على الأطراف الليبية للوصول إلى اتفاق سياسي. هذا الاتفاق يمكنه تسهيل إطلاق العملية العسكرية، لكونها تحتاج تفويضا لتشريعها، إما بطلب من السلطة الشرعية في ليبيا، أو عبر قرار من مجلس الأمن ليس مضمونا بسبب التردد والحذر الروسي.

ولذلك، تقول المصادر إن الاتحاد الأوروبي «يمارس الآن ضغوطا هائلة على الأطراف الليبية. نريدهم أن يصلوا إلى اتفاق في المغرب، ليس خلال الأسابيع المقبلة، بل خلال الأيام المقبلة إن أمكن».

مع ذلك، قالت مصادر أخرى إن الأمر لم يحسم بعد بسبب محاذيره وتردد بعض الدول، لكنه لا يزال يراوح في سياق أزمة «ربما كبيرة».

غير أن المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أعلنت بأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة. قالت حينما وصلت إلى القمة أن نقاشاتها هي استكمال لما بدأه وزراء الداخلية والخارجية، لكن «خطة العمل ستأتي خلال أيام»، لتكون أكثر تفصيلا حول الخيارات العملية الممكنة.

لكن المستشارة الالمانية وضعت يدها على جوهر الأزمة الحالية، حتى لو من باب التصريح بأضعف الايمان وليس فعله. قالت إن أزمة موجات اللجوء ومآسيها والرد عليها وضعت «على المحك (قضية) القبول بالاتحاد الأوروبي وقيمه على امتداد العالم، فهذا الموضوع ذو أهمية قصوى».

لكن ما الذي لدى رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ليقوله في هذا المحك؟

لم يمكنه قول أسوأ مما قال. الرجل على كل حال على مشارف انتخابات مصيرية له، في 7 أيار المقبل، واختار استغلال القمة لدعاية انتخابية مهما كان ثمنها الأخلاقي.

ذكّر بأن بلده لديها أكبر ميزانية دفاع أوروبية، مشددا على أنه مستعد لأن يرسل إلى المتوسط إحدى أهم بوارج الاسطول البحري الملكي («المتراس اش ام اس»)، مع مروحيات وسفن دوريات. كاميرون مستعد لذلك «لإنقاذ الأرواح»، لكن لديه شرطاً حاسماً: أن «يتم إرسال الناس الذين نلتقطهم (ننقذهم) إلى أقرب بلد، والمرجح أنه إيطاليا، على ألا يكون لديهم الملاذ التلقائي لطلب اللجوء في بريطانيا».

إيطاليا هي أبعد ما يكون عن القبول بهذا الشرط، وهي التي تشكو أصلا من تحملها عبئا قدَرياً لاستقبال آلاف اللاجئين. لكن كاميرون بحاجة لهذا الاعلان، حتى لو كان متأكدا أن شروطه غير واردة أصلا. الحملة الانتخابية على أشدها، لدرجة أن نايجل فاراج، زعيم الحزب المعادي للمهاجرين («حزب الاستقلال») أعلن أنه مستعد لإرسال الاسطول البريطاني من أجل تنفيذ علميات البحث والانقاذ.

على المنوال ذاته، استثمر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأزمة الانسانية ليحاول كسب نقاط من غريمه نيكولا ساركوزي. اعتبر أن لا شيء سينفع لحل أزمة اللجوء. لا استخدام القوة، ولا زيادة المصادر للبحث والانقاذ، بل ستكون «الفوضى هي السائدة» طالما بقيت «المشكلة الرهيبة لبلد غير محكوم». قال ملمحا لسياسة ساركوزي إنه «حان الوقت لإصلاح أخطاء الأمس»، متسائلا: «بعد ثلاث سنوات ونصف من التدخل العسكري (في ليبيا) كيف يمكن القول إنه ليست هنالك حتى الآن إجابة على ما يجب أن تكونه الخطوة التالية».

برغم كل هذه التشابكات، فإنّ بعض القادة الأوروبيين بدوا متفائلين بإمكانية الوصول إلى قرارات حازمة تحت ضغط أزمة انسانية ليست هناك مؤشرات على تراجعها. هكذا قال رئيس وزراء ايرلندا أيندا كيني، ردا على سؤال لـ «السفير»، إن «القضية هنا هي حماية الناس الأبرياء الذين يفرون من ويلات الحرب»، قبل أن يضيف أن المهمة تبقى في عهدة «السياسة والقيادة السياسية التي تدور حول ابتكار حلول لهذه المشكلات».

غير ذلك، كرس زعماء دول التكتل الأوروبي الخطوط العريضة المعروفة: العمل مع دول الطرف الثالث، دول عبور اللاجئين، لتمكينها من المساهمة في إيقاف موجات العبور إلى أوروبا. المقصود تحديدا دول مثل تونس ومصر والنيجر، التي يعمل الأوروبيون فيها على مشروع تجريبي لإقامة معسكر تجميع للاجئين. بالإضافة الى ذلك، هناك مشروع تجريبي آخر، هدفه «تقاسم الأعباء»، عبر محاولة توزيع خمسة آلاف لاجئ على الدول الأوروبية.

كل هذه الخطط لا تلقى قبولا من قيادات سياسية عارفة بدقائق هذه القضايا، بعدما صارت في موقع يمكنها من الحديث بحرية عنها. رئيس وزراء بلجيكا السابق غي فيرهوفستات، وهو الآن رئيس كتلة الليبراليين في البرلمان الأوروبي، قال في حديث الى «السفير» إن كل محاور التحرك جيدة لكنها «لا تحل المشكلة»، مضيئاً على ما يراه نواقص مستحكمة. وأوضح أنه «يجب تمكين اللاجئين من طلب اللجوء في سفارات وقنصليات الدول الأوروبية، فلماذا لا نفعل ذلك؟ ولماذا لا نستصدر تأشيرة إنسانية في وقت الأزمات؟».

النواقص برأيه جلية أيضا من ناحية الامكانات العملية. يقول عن ذلك: «ليست لدينا وكالة أوروبية لحماية الحدود، فوكالة (فرونتكس) صغيرة وتعتمد على مساهمات تبرعية من الدول الاعضاء. هذا جنون تماما، لأنه اذا كان لديك حدود فحمايتها التزام مشترك»، قبل أن يضيف إن «ما تملكه الوكالة ربما جيد للتعامل مع ساحل بلجيكا، وهو ليس أكثر من 80 كيلومتراً، لكن ليس بالتأكيد لعمليات في المتوسط، لأنها غير قادرة على ذلك حتى لو تمت مضاعفة إمكاناتها عشر مرات وليس مرتين».

 

بحجة التخابر السري مع إسرائيل… اغتيال قيادات في «اللجان الشعبية» الموالية للنظام السوري والتابعة لـرامي مخلوف في القنيطرة

سلامي محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي» انتقل ملف الاغتيالات التي يشتهر بها النظام السوري على مدار عقود من الزمن إلى الميليشيات المسلحة الموالية، والتي كان قد أسسها مع انطلاقة الثورة السورية لمواجهة الانتفاضة الشعبية ضد نظام حكم آل الأسد، وشهدت محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد، تصفيات واغتيالات ما بين قيادات ميليشيات الدفاع الوطني، وتبرير تلك الاغتيالات أن من تم تصفيتهم كانوا عملاء سريين لإسرائيل ضمن تلك القوات.

ولكن الاغتيالات التي طالت كلا من قيادات ميليشيات» اللجان الشعبية» الموالية للنظام السوري في القنيطرة «فادي الحاج، علي الحاج، ربيع الخبي»، جاءت عقب خلافات حادة نشبت ما بين قيادات تلك الميليشيات في بلدة خان أرنبة في القنيطرة، ووجه عناصر اللجان أصابع الاتهام إلى قائدها أمجد جيمود» بتصفية قادة اللجان الثلاثة، إلا أن الأخير برر اغتيال القيادات بحجة أنهم كانوا على علاقة استخباراتية مع إسرائيل، وذلك بحسب ما أكد رائد طعمة عضو المكتب الإعلامي لـ «ألوية سيف الشام» التابعة للجبهة الجنوبية، خلال حديث خاص مع «القدس العربي».

كان فادي الحاج قائــــد اللجان الشعبية لـ «جمعــــية البســـتان» في بلدة خان أرنبة بمحافظة القنيطرة، وجمعـــية البستان هي منظومة مسلحة تابعة لرامي مخلوف (ابن خال الرئيس الســـوري) بشار الأسد، وهي منظمة مسلحة موالية للنظام السوري، امتهنت التشبـــيح خلال أعوام الثورة ولها عدة أفرع في البلاد ومن بينها فرع خان أرنبة في القنيطرة.

وأضاف للقدس العربي «لقد وصلتنا معلومات مؤكدة من مصادرنا في داخل القنيطرة، أن قادة اللجان الشعبية الثلاث (فادي الحاج، علي الحاج، ربيع الخبي)، الذين لقوا حتفهم في ظروف غامضة في القنيطرة جنوب غربي البلاد كانوا ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة اللجان والنظام السوري بشكل كامل، جاء عقب تفجير ضخم أودى بحيات الثلاثة، إضافة إلى جرح آخرين».

وأن التفجير حصل بعد توجههم إلى المنطقة الواقعة ما بين منطقتي المشاعلة والصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة الأوسط، لتفكيك بعض الألغام الأرضية التي قاموا بزرعها في وقت سابق، وسبب تفكيكها جاء عقب انفجار لغم في الجرافات العسكرية التابعة لهم قبل مقتلهم بيومين، وبعد مقتلهم حدث تعتيم إعلامي كبير حول نعي القادة القتلى، أو الحديث حول مقتلهم من قبل مصادر النظام الإعلامية أو المقربة منه.

وأردف عضو المكتب الإعلامي لألوية سيف الشام في حديثه عقب مقتل قائد لجان «جمعية البستان – فادي الحاج»، واثنين من القادة التابعين لهم أحدهم أخوه علي الحاج، حاول مجد جيمود» قائد ميليشيا فوج الجولان»، إغلاق موضوع الانفجار، عبر نسبه أنه تم بفعل «المجموعات الإرهابية»، ولكن بعد تحقيق عناصر ميليشيا جمعية البستان حول مصرع قائدهم وأخيه وقيادي آخر، ومعاينتهم للمنطقة التي شهت التفجير، تبين أن منطقة الانفجار يستحيل وصول المعارضة السورية المسلحة إليها، مستندين إن المنطقة هي تحت مرمى سرية «العجايز» العسكرية.

كما أن الاستفسار من الجرحى الذين كانوا برفقة القيادات التي تم اغتيالها، أكدوا عدم حدوث أي خطأ في تفكيك الألغام، إنما حدث الانفجار بعد وصولهم مباشرة وتم الكشف من مصادر داخل اللجان الشعبية عن حدوث خلاف حاد بين «فادي الحاج – قائد ميلشيا جمعية البستان، ومجد حيمود – قائد فوج الجولان»، وان الخلاف نشب عقب قيام الأخير بكتابة تقرير بأحد عناصر جمعية البستان وهو رضوان الشبعاني بتهمة التخابر مع الإرهابيين والتسبب باعتقاله من قبل فرع الأمن العسكري في بلدة سعسع، الأمر الذي قام على إثره قائد ميليشيات جمعية البستان» بتهديد «مجد – قائد فوج الجولان» بالقتل إن لم يخرج «رضوان» من الفرع وحدثت مشادة كلامية، فقام «مجد حيمود قائد فوج الجولان» خلالها بوصف فادي الحاج بأنه خائن وعميل لإسرائيل، ومتواطئ مع الإرهابيين والتعاون معهم بعملية استهداف، ومقتل قادة حزب الله في القنيطرة قبل أشهر.

ووجه عناصر اللجان الشعبية في جمعية البستان أصابع الاتهام إلى قائد فوج الجولان» بتصفية «فادي الحاج وأخيه، متحدثين أن العملية جرت ضمن تعاون كبير قدمه لهم حزب الله اللبناني في المنطقة لتدبير الانفجار الذي أودى بحياة قائد لجان جمعية البستان.

ومن جهة أخرى، أعلن الجيش الأول التابع للجبهة الجنوبية في المعارضة السورية، عن نجاح مقاتليه الاثنين منتصف الأسبوع الحالي، من اغتيال قائد فوج الجولان أكبر الألوية التابعة لميليشيا الدفاع الوطني في محافظة القنيطرة، إضافة إلى مقتل اثنين من مرافقيه، وجرح آخرين.

وقال المكتب الإعلامي للجيش الأول، ان مقاتلـــين تابعيـــن له تسللوا إلى مقر قيادة فوج الجولان في مزرعة المشاعلة على أطراف مدينة البعث في ريف القنيطرة، وزرعوا عبوة ناسفة قرب المقر ثم فجــــروها، وأنهم حصلوا على معلومات تؤكد مقتل قائد الفـــوج فادي الحاج، واثنين من عناصره وهم ربيع الخبي، وعلي الحاج، ويعتبر فوج الجولان أكبر التنظيمات التي تتبع لميليشيات الدفاع الوطني في ريف القنيطرة، ويتكون من أكثر من ألف مقاتل جميعهم من المتطوعين في الدفاع الوطني أو ما يعرف بـ «الشبيحة».

 

حواجز النظام السوري تبدأ بالتدقيق والتضييق على أهالي طرطوس… وأحد الناشطين: الحواجز باتت عبئا على الأهالي

أليمار لاذقاني

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» يتحدث محمد، وهو أحد سكان ضواحي طرطوس، وأحد النشطاء المعارضين، لـ «القدس العربي» عن ماهية هذه الحواجز ودورها، وكيف بات أهالي طرطوس ينظرون إليها، يقول: أولى الحواجز التي نصبها نظام الأسد كانت في المناطق الموالية له وذلك في مفــارقة غريــــبة، حيث كانت آلة الضخ الإعلامية لديه تعــمل على توجيه الرأي العام نحو فرضية المندســـين والذين وفق رواياته قد تسللوا إلى التظاهرات ليقـــوموا بأعمال تضر بالنظـــام، وأيضا إلى المناطق التي تعود لطائفــــته لخلق المشاكل هناك، ومن هنا بدأت لعبته الطائفية التي ربما نجح بها إلى حد كبير.

يتابع محمد ليتحدث عن دور هذه الحواجز قائلا: «تحولت هذه الحواجز من مطلب شعبي وظاهرة قد تشعر المخدوعين بالأمان، إلى عبء لا يطاق على الجميع، فراحت مظاهر الاحتفاء بهم والترحيب والتعاون الكبير معهم تختفي، ليحل محلها موقف الحياد منها، والتعامل معها على أنها أحد أشكال الروتين الذي مازال نظام الأسد يصر عليه في أكثر مناطقه أمنا، وراحت هذه الحواجز تخفف شيئا فشيئا من التفتيش والتدقيق الذي كان يجعل أمر التنقل شاقا على الجميع، إلى أن أصبحت مجرد ظواهر من شأنها فقط التدليل على سيطرة النظام على هذه المنطقة».

ويجيب عن سبب التطورات على طريقة عمل الحواجز في الفترة الأخيرة فيقول: ما حدث الأسبوع الماضي كان مفاجئا حيث بدأت تلك الحواجز بالتفتيش الدقيق على البطاقات الشخصية، وعلى حمولة السيارات ضمن إشاعات يبثها النظام عن علمه بنشاط خلايا لتنظيم الدولة في الساحل السوري، وإشاعات أخرى تفضي بأن نظام الأسد قد ألقى القبض على إحدى تلك الخلايا في بانياس، وإلى حد كبير استطاع أهالي الساحل كظم غيظهم من دجل النظام الذي بات معروفا لديهم، إلى أن طفح الكيل بأحدهم على حاجز طرطوس الرئيسي وراح يصرخ بالسيارات التي تتجمع أمامه: «اذهبوا وادخلوا إلى المدينة ولا تردوا على هؤلاء الحثالة، إنهم كالتنظيم لا يريدوننا أن نعيش»، وسط ذهول الجميع من جرأة هذا الرجل البسيط ودهشتهم، راحت السيارات تضج بمزاميرها طيلة خمس دقائق مما جعل الضابط الذي يشرف على الحاجز وهو ضابط من الأمن العسكري، يشعر بأن الأمر سيتطور سريعا مما دفعه لتسيير السيارات بشكل سريع ودون تفتيش أو حتى تفقد الهويات، ما أدى إلى عودة الحاجز إلى وضعه الطبيعي مجرد «كليشة» تؤكد بقاء النظام.

ويضيف محمد «لم يأخذ الشبان المطلوبين للاحتياط، ولم نشهد أية اعتقالات، كل ما في الأمر أن النظام كان يحاول خلق مشكلة وبلبلة في الساحل لتخويف الناس من تنيظم الدولة، الأمر الذي بات واضحا عند الجميع، وربما بات تهديده للأهالي بتنظيم الدولة علنيا أيضا وقد يظهر بمظاهر أكثر وضوحا في القادم من الأيام».

 

تحوّلات القلمون الشرقي: “داعش” يتمدّد والنظام يتفرّج

رامي سويد

شهدت منطقة القلمون الشرقي، الواقعة شمال شرق العاصمة السورية دمشق، تطورات متلاحقة في الأيام الأخيرة؛ فبعد التقدّم الذي أحرزته قوات المعارضة السورية على حساب قوات النظام السوري في المنطقة، وجّه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ضربة قوية لقوات المعارضة في المنطقة عبر سيطرته على منطقة محسة الاستراتيجية التي تعتبر أهم نقطة على خط إمداد قوات المعارضة باتجاه مناطق البادية الشامية والشمال السوري.

 

وأعادت هذه التطورات من جديد احتمال إحراز “داعش” المزيد من التقدم في المنطقة كي يتمكن من تأمين خط إمداد يصل مناطق سيطرته في مدينة الرقة وريفي حمص وحماة الشرقيين بمنطقة بير القصب الواقعة إلى الشرق مباشرة من العاصمة السورية، وإلى الشمال من محافظة السويداء، والتي يسيطر عليها “داعش”. وتشن قوات الأخير انطلاقاً من هذه المناطق هجمات على نقاط تمركز المعارضة السورية في أطراف غوطة دمشق الشرقية، وعلى قوات النظام السوري في ريف السويداء الشمالي.

 

وتسارعت التطورات في منطقة القلمون الشرقي منذ إعلان “جيش تحرير الشام”، أحد أكبر فصائل المعارضة في المنطقة، والذي يقوده النقيب المنشق عن قوات النظام السوري فراس البيطار، عن إطلاق معركة باسم “ضرب النواصي” الأسبوع الماضي، وذلك بهدف التقدّم من سلسلة جبال القلمون الشرقية نحو الطريق السريع دمشق بغداد الدولي، والذي يتمتع بأهمية استراتيجية عالية بالنسبة لقوات النظام السوري. ويصل هذا الطريق دمشق بمعبر التنف الحدودي، آخر المعابر التي ما تزال قوات النظام السوري تحتفظ بالسيطرة عليها على الحدود السورية العراقية. وفاجأت قوات “داعش” المعارضة السورية المسلحة في منطقة القلمون الشرقي بهجوم كبير شنته ضدّها بعد التقدّم الكبير الذي أحرزته في المنطقة، حيث هاجم منطقة محسه الاستراتيجية الواقعة إلى الجنوب من مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي وفي المدخل الشمالي لمنطقة القلمون الشرقي.

 

وأوضح أبو فواز الديري، القيادي الميداني في “جيش أسود الشرقية”، وهو أحد تشكيلات المعارضة الكبيرة التي انسحبت من مدينة دير الزور وريفها منذ سيطرة “داعش” عليها نحو منطقة القلمون، لـ”العربي الجديد”، أن قوات “داعش” هاجمت فجر الثلاثاء الماضي نقاط تمركز “جيش أسود الشرقية” وقوات “جيش الإسلام” و”لواء الصناديد” التابعة جميعاً لقوات المعارضة السورية في منطقة محسة الاستراتيجية، لتندلع اشتباكات عنيفة استمرت ساعات دون أن تصل أي مؤازرة لقوات المعارضة المتمركزة في المنطقة، ذلك أن قوات “جيش تحرير الشام” كانت منشغلة بقتال قوات النظام السوري في المناطق الواقعة إلى الشرق من مدينة الضمير. كما أن قوات كتائب المعارضة التي تتمركز إلى الشرق من مدينة النبك امتنعت عن أرسال أي مؤازرات بحجة وقوفها على الحياد في ما يخص الصراع مع “داعش”، وكان في مقدّمة هذه الكتائب التي لم ترسل أي مؤازرات كتيبة الحبيب المصطفى التي تتمركز في منطقة راوبي الطحين القريبة.

وأكد الديري أن هجوم “داعش” الكبير أجبر قوات المعارضة المتمركزة في محسة على الانسحاب بعد مقتل نحو ثلاثين من عناصرها أثناء الاشتباكات، ليسيطر على المنطقة الاستراتيجية التي تعتبر بوابة منطقة القلمون الشرقية الشمالية.

وقال إن قوات “داعش” التي هاجمت محسة تسللت من مناطق سيطرتها في ريف حمص الشرقي، وتحديداً من منطقة جب الجراح عبر البادية السورية في مناطق صحراوية لتصل إلى المناطق الواقعة إلى الشرق من مدينة القريتين، وحصل على مساعدة من إحدى كتائب المعارضة الموجودة في المنطقة. وتتعاون هذه الكتائب مع “داعش” كي تتمكن من عبور المنطقة بالقرب من حواجز قوات النظام السوري، التي انسحب بعضها من المكان أثناء مرور أرتال “داعش”، لتصل هذه الأرتال إلى منطقة محسة وتهاجمها وتسيطر عليها.

ويسيطر “داعش” على منطقة بير القصب، على بعد نحو خمسين كيلومتراً جنوب شرق دمشق، إضافة إلى مساحات واسعة من مناطق البادية المحيطة بها وصولاً إلى أطراف بلدة الحقف، في الريف الشمالي لمحافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوب سورية.

 

وكانت قوات “داعش” قد شنت في العاشر من الشهر الجاري هجوماً كبيراً على تل ضلفع ومحيطه القريب من مطار خلخلة العسكري في ريف محافظة السويداء، ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام السوري وقوات جيش التحرير الفلسطيني التي تملك مقرات عسكرية في المنطقة.

 

كما عمل “داعش” من أجل السيطرة على تل ضلفع، بسبب إطلالته على مطار خلخلة العسكري وإطلالته على طريق دمشق السويداء، بسبب بُعدها أقل من عشرين كيلومترا فقط عن منطقة اللجاة التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في ريف درعا الشمالي الشرقي، إلا أن الاشتباكات العنيفة في المنطقة انتهت بانسحاب قوات “داعش” منها.

 

عرب ريف كوباني..من الحرب إلى الحصار

طالب تنظيم “الدولة الإسلامية” أهالي قريتي القبة والجعدة، العربيتين، والمحاذيتين لنهر الفرات، شرقي حلب، بمغادرة قراهم باتجاه مدينة منبج. التنظيم اعتبر أن هذه القرى أصبحت “بلاد كفر” بعدما سيطرت عليها مؤخراً قوات “وحدات حماية الشعب” الكردية بمساندة فصائل من الجيش السوري الحر.

 

وتشهد القرى العربية في ريف كوباني “عين العرب”، حصاراً خانقاً، منذ سيطرة الفصائل المناهضة للتنظيم على المنطقة، حيث تمنع “الدولة الإسلامية” الأهالي من الذهاب بقوارب الصيد باتجاه مدينة منبج الواقعة تحت سيطرتها، للحصول على احتياجهم، والعودة. فالتنظيم يرفض تموين أهالي القرى، ويطالبهم بالرحيل الكامل عن مناطقهم. ويتحدث المدنيون في هذه القرى، عن قيام عناصر التنظيم بإطلاق الرصاص على القوارب التي تحاول الوصول إلى مدينتي منبج وجرابلس، ما دفعهم للإحجام عن المحاولة من جديد. علماً أن نهر الفرات، هو الممر الوحيد بالنسبة لهذه القرى، للوصول إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريف حلب الشرقي.

 

كما تشدد القوات الكردية إجراءاتها على دخول سكان القرى العربية إلى كوباني؛ حيث تمنع الوحدات الكردية أهالي القرى العربية من الدخول إلى كوباني، إلا بعد الحصول على تصريح من القوات الأمنية لوحدات الحماية “الأساييش”. ويقول الأهالي بأنه من الصعوبة بمكان الحصول على هذه التصريحات.

 

الأهالي في هذه المنطقة المتصارع عليها، يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع، وخاصة لجهة المعاناة من ارتفاع الأسعار، وفقدان معظم المواد الأساسية. وتعلل “الإدارة الذاتية” الكردية تحفظها على دخول السكان العرب إلى المناطق الكردية من كوباني وريفها، بسبب “الخشية من تسرب عناصر ينتمون لداعش، يمكن أن يقوموا بعمليات تخريبية في المناطق التي تم طرد التنظيم منها”.

 

عضو المكتب السياسي في “التجمع الديمقراطي الكردي الحر” عمر علوش، نفى هذه الاتهامات، ودعا وسائل الإعلام والصحافيين إلى زيارة المنطقة، للوقوف على حقيقة الأمر عن كثب، وعدم الاكتفاء بنقل الإشاعات، وما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي. وقال علوش لـ”المدن”، إن المواد الإغاثية التي تصل كوباني، لا تفي حاجة سكان المدينة وريفها أصلاً، وإن ما وصل إلى قريتي القبة والجعدة العربيتين، أكثر مما وصل لكوباني، والريف الكردي.

 

وأضاف علوش، أن ظروف الحرب مع تنظيم الدولة “تفرض علينا اتخاذ اجراءات أمنية مشددة، ولذلك، فإننا نمنع الدخول والخروج من مدينة كوباني، إلا من خلال مداخل المدينة الرسمية، والتي تقوم قوات الحماية بتأمينها، عبر تطبيق تدابير مشددة، وهي إجراءات تطبق على القادمين من القرى الكردية والعربية، على حد سواء”.

 

لكن الصحافي عبد الرزاق نبهان، المتواجد في المنطقة منذ بدء المعارك فيها، أكد أن حصاراً شبه كامل، وتضييقاً واضحاً تتعرض له القرى العربية، في ريف عين العرب، من جانب تنظيم الدولة والقوات الكردية. وقال نبهان لـ”المدن”: “بكل أسف فإن معاناة القرى العربية كبيرة جداً على هذا الصعيد، حيث يسد تنظيم الدولة المنفذ الوحيد الذي يصل هذه القرى بمدينة منبج، الواقعة تحت سيطرته من خلال نهر الفرات، بينما تبالغ قوات الحماية الكردية، في الإجراءات الأمنية التي تتخذها، قبل السماح لهؤلاء السكان، بالوصول إلى مدينة عين العرب”. وأضاف نبهان، أن هذا الواقع، أدى إلى فقدان معظم المواد الأساسية في القرى العربية، التي تم طرد التنظيم منها مؤخراً، وكان من نتائج خسارة “داعش” للمواجهات فيها، أن اعتبرت المناطق التي فقدتها “ديار كفر”، بعد سيطرة القوات الكردية والجيش الحر عليها.

 

ويصنف تنظيم الدولة كل من الوحدات الكردية والجيش الحر، على أنهما “قوى مرتدة”، ما يعني حسب الرؤية الشرعية التي يتبناها، تحريم إقامة المسلمين في مناطقهم، في ظل توافر أرض تحكمها قوة إسلامية، وتمثلها “دولة الخلافة” التي يقيمها التنظيم. وأشار نبهان إلى قيام “الدولة الإسلامية” بحرمان هذه القرى من التيار الكهربائي، الأمر الذي فاقم من معاناة سكانها، خاصة في ظل عدم قدرة، أو رغبة، أي من الجمعيات والمنظمات الإنسانية في الدخول إلى المنطقة، وتقديم المساعدة لسكانها.

 

عملياً تبدو معاناة المدنيين من كل القوميات في منطقة عين العرب الملتهبة، مستمرة، رغم انتهاء العمليات العسكرية الأساسية فيها، والتي أسفرت عن هزيمة تنظيم الدولة هناك. ورغم ذلك، لا يبدو أن حلاً يلوح في الأفق، يمكن أن يضع حداً لهذه المعاناة، إلا بحسم الحرب الدائرة في المنطقة، والتي قسمت القرى والبلدات الممتدة على مساحة واسعة من ضفاف نهر الفرات، على أسس عرقية وطائفية.

 

جهاديو سوريا: نحن الحزم

يستدلُ المتابعون للملف السوري على اقتراب “عاصفة حزم” في سوريا، من خلال متابعة بعض التصريحات الصادرة عن كتاب وصحافيين خليجيين، أو حتى من خلال كلمة مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، التي تلاها في اجتماع بمجلس الأمن، الليلة الماضية.

 

في حقيقة الأمر، لم يلمّح المعلمي، في كلمته، إلى عاصفة في سوريا. لكن، كمثالٍ على حجم التوتر والترقب لما بعد العملية العسكرية في اليمن، فهِمَ مندوب سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن المعلمي يصبّ في قناة تلك التصريحات التي تحدّثت عن طقس إقليمي مواتٍ للتحرك في سوريا، من خلال قول المندوب السعودي إن بلاده التي أثبتت قدرتها على “الحسم والحزم” في اليمن، لن تدخر جهداً في مساعدة الشعب السوري “بما يحافظ على وحدة سوريا، وسلامة أراضيها، وحقوق أبنائها بمختلف فئاتهم وطوائفهم ومعتقداتهم”، وهذا الكلام اعتبر الجعفري أن فيه “جاهلية سياسية تحريضية” تستدعي أن يربأ بنفسه عن الرد، لكنّه استفاض في الرد، فساوى بين “الصهيونية والسعودية والوهابية والجاهلية والتكفيرية”- كلّ تلك التوصيفات معاً هي السعودية، التي تحداها بقوله “فلترنا السعودية ماذا تستطيع أن تفعل ضد بلادي، وعندها سنقطع اليد التي ستمتد إلى سوريا، وسنعاقب السعودية بما تستحق”.

 

تلك المناكفة بين مندوبي سوريا والسعودية ليست جديدة بطبيعة الحال، إذ سبق أن تراشق الرجلان بالبلاغة والشعر في جلسات سابقة في أروقة الأمم المتحدة، لعلّ أبرزها تلك التي انعقدت مطلع العام الماضي، حين تورط  الجعفري واستعان ببيت للشاعر السوري عبدالغني النابلسي، فأخطأ فيه، فما كان من المندوب السعودي، نجل الفقيه اللغوي يحيى المعلمي، إلا أن يصحح له البيت، ويردّ عليه حين وجّه صفات مثل “الزعرنة” إلى السعودية، بالقول إلى رئيس الجلسة: “في ما يتعلّق بعبارات الزعرنة والدناءة وقلّة الأدب، فإنني أسلم له بالتفوق المطلق، ولن أنحدر إلى محاولة مجاراته في تلك العبارات”.

 

نقاش أسباب توقف عملية “عاصفة الحزم” ونتائجها والاحتمالات السورية لها ما يزال مبكراً، استمرار الغارات لا يشير إلى أنها انتهت تماماً، والنتائج الفعلية لما حققته ستقاس من حيث تنازلات الحلف الإيراني في اليمن، مقارنة مع حجم “البذخ” العسكري الذي تم ضخّه ضد قوات صالح والحوثي. ومن هذا المنطلق، كان لتوقف العملية صدىً في سوريا، لاسيما أن بعض الأحاديث كانت ترى في العملية أهدافاً عديدة، من ضمنها لجم المتشددين العرب، الذين غزوا سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني، من خلال القول إن جيشاً عربياً الآن يواجه التمدد الإيراني في المنطقة، لصرف نظرهم عن فكرة القتال ضد الخصوم من خلال تنظيمات تستند في صراعاتها مع الآخرين على الفتاوى واستنهاض هويات ما قبل الدولة، فيتم السيطرة على معسكر الجهاديين الكبير.

 

على النطاق الخليجي يبدو أن ذلك الهدف تحقق، إذ انتشرت مقاطع مصورة كثيرة للداعية السعودي المعروف، محمد العريفي، الذي نظّر كثيراً للجهاد في سوريا، على الحدود السعودية – اليمنية بالزي العسكري، يحيي الجنود ويعلن مساندته لهم في المسعى الذي تقوده المملكة لإعادة الاستقرار إلى اليمن كدولة.

 

في سوريا كان الوضع مختلفاً. فالرهان على نجاعة فكرة احتواء المتشددين قضى عليه الإعلان المفاجىء عن توقف العملية، وأظهر، بشكل جلي، أن فريق المتشددين المقاتلين في سوريا، كان يكظم غيظاً تجاه الخطوة السعودية واحتمال توسّعها لتشمل سوريا. وتلك الحال تفجّرت بنرجسية عالية، دعت أحد أبرز منظري التيار السلفي الجهادي، عبدالله المحيسني، وهو نجل القارىء المعروف ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، محمد المحيسني، إلى استغلال إعلان المملكة توقف “عاصفة الحزم” بسلسلة لقاءات تنظيرية هاجم فيها الخطوة السعودية، عقدها في إدلب، التي خضعَت لسيطرة فصائل إسلامية عديدة يعتبر المحيسني صاحب الكلمة الفصل بين شرعيّيها، في الوقت الذي كانت فيه المقاتلات السعودية تضرب مواقع صالح والحوثيين في اليمن، وهو ما دعا البعض إلى ربط العملية في اليمن بسيطرة الفصائل الإسلامية على مدينة إدلب، بالقول إن دعماً ما وصل إلى تلك الفصائل حتى حسمت معركة إدلب سريعاً، وهو لا ينفصل عن التطورات في اليمن.

 

يقول المحيسني “(انتهت) عملية عاصفة الحزم ولم ينته الحوثيون! رسالة إلى الشعوب المسلمة، أن حصنكم الحصين إخوانكم المجاهدين، الذين مرغوا أنوف الروس والصليبيين”. في كلام المحيسني دعوة صريحة إلى التخلي عن الرهان على تدخّل عربي، أو على الأقل سعودي، للقيام بعملية مماثلة ضد الأسد في سوريا، وفي ذلك حيّز جديد للمتشددين حتّى يثبّتوا مواقعهم ومكانتهم كقوّة ضاربة ضد الأسد في سوريا. المحيسني أعلن، بعد “دعوة الشعوب المسلمة” للارتماء في “حصن المجاهدين”، إنطلاق معركة جديدة في مناطق بين ريفي حماه وإدلب.. “الله أكبر انطلقت غزوة من أكبر غزوات المسلمين..” قال المحيسني.

 

سوريا: المعارضة تحاصر قوات النظام بين حماه وإدلب

بدأت عملية اقتحام “معسكر القرميد”، ليل الإربعاء-الخميس، بتنفيذ “جبهة النصرة” المنضوية في غرفة عمليات “جيش الفتح” هجوماً بسيارة مفخخة على حاجز “البطاطا”، وسيطرت بعدها على نقاط حراسة المعسكر في الحرش وتل آسفن ومعمل البطاطا، في ريف إدلب.

 

وأطلقت كبرى فصائل المعارضة الإسلامية المسلحة، ظهر الأربعاء، “معركة النصر” التي تهدف للسيطرة على مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، إضافة إلى قطع طريق الإمداد الواصل بين مدينة أريحا وريف اللاذقية. وأبرز الفصائل التي تشارك في المعركة هي: “جيش الإسلام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”حركة أنصار الشام”.

 

المتحدث الإعلامي لـ”ألوية الحمزة” التابعة لـ”فيلق الشام” عبد الرحمن الخطيب، قال لـ”المدن”، إنه “خلال الساعات القليلة القادمة سيتم الإعلان عن تحرير معسكر القرميد بشكل كامل، حيث استهدف الثوار المعسكر بمدافع جهنم وصواريخ غراد ومدافع 130 وحققوا فيه إصابات مباشرة”. وأشار الخطيب، إلى تمكّن أحد مقاتلي “جبهة النصرة” من الانسحاب بعد ركنه لعربة مدرعة “B.M.B”، وتفجيرها على حاجز معمل البطاطا القريب من معسكر القرميد، وتحرير الحاجز  بالكامل، إضافة إلى تحرير حاجز “المخلل”، والسيطرة على تل أسفن ومنطقة الحوش، واللذين يعدان خطوط الدفاع الرئيسية عن المعسكر.

 

مراسل “اتحاد ثوار حماة” المعتز بالله الحموي، أوضح أن منفذ العملية أبو سامر الحموي، تمكّن للمرة الثالثة على التوالي، من ركن عربة مفخخة وتفجيرها عن بعد. وسبق للحموي أن فجّر سيارة مفخخة عن بعد، بحاجز السمان في طيبة الإمام، وأخرى في معسكرالخزانات بمدينة خان شيخون.

 

وأكد المتحدث الإعلامي، الخطيب، أن مقاتلي “جيش الفتح” يخوضون معارك شرسة على جبهة نحليا وقرية المقبلة القريبتين من مدينة أريحا، إضافة إلى قرية معترم ومعسكر المسطومة، مستخدمين خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

 

من جهته، قال مراسل “جبهة النصرة” في إدلب، إن “الاشتباكات العنيفة، عادت الخميس، في محيط معمل القرميد بريف إدلب، وإلى أجزائه الشرقية، بعد انخفاض وتيرتها ليل الأربعاء. وسيطر مقاتلو جيش الفتح على عدد من النقاط”. المراسل أشار إلى أن قوات النظام انسحبت من معسكر القرميد، الذي يعتبر أقدم نقاط تمركزها في محافظة إدلب. وأكد مقاتل في “النصرة”، انسحاب قوات النظام المتحصنة داخل المعسكر ليل الأربعاء-الخميس، متجهة إلى داخل معسكر المسطومة جنوبي مدينة إدلب.

 

وفي السياق، أشار المكتب الإعلامي التابع لـ”حركة أحرار الشام”، إلى استهداف الحركة للمربع الأمني داخل مدينة جسر الشغور، بصواريخ “كاتيوشا”، واستهداف حواجز المياه والكازية والبراد، ضمن “معركة النصر”. وأضاف المكتب الإعلامي أن “المرصد العام” بمحافظة إدلب، أعلن تحرير حاجزي ترمانين والقاهرة المحيطين بجسر الشغور، واستهداف حاجز السرمانية بعملية “انغماسية” سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.

 

وأفاد مصدر مقرب من “جيش الإسلام” لـ”المدن”، أن 600 مقاتل من قواته، مدربين تدريباً عالياً على أيدي خبراء، يخوضون المعركة. ويمتد عمل “جيش الإسلام” على محور بلدة فريكة الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي أريحا وجسر الشغور، وهو أوسع محور في المعركة.

 

وكانت “جبهة النصرة” قد أعلنت قبل أيام، استهدافها لمدرسة البنات والمستوصف في مدينة أريحا، بريف إدلب. وأوضحت “النصرة” في بيان لها، نشر على صفحات الانترنت، أن عنصرين من عناصرها استطاعا التسلل إلى مدرسة البنات والمستوصف، ثم قاما بتفجير أحزمتهما الناسفة ما أدى إلى مقتل أكثر من 70 عنصراً من قوات النظام. وأضافت أن اشتباكات دارت بينها وبين قوات النظام لمدة نصف ساعة، في المنطقة.

 

وتتزامن “معركة النصر” مع إطلاق معركة أخرى في سهل الغاب بريف حماة الغربي، لوضع النظام ضمن فكي كماشة بين إدلب وحماة. وأفاد الناشط الإعلامي حسين رعدون، أن المعركة بدأت باستهداف الثوار بالمدفعية الثقيلة والهاون، لحواجز تل حمكي والقرقور وجورين وتل واسط والمشيك. كما استهدفت صواريخ “غراد” حاجز الزيارة. وأضاف رعدون أن الفصائل المقاتلة دمرت خمس دبابات وثلاثة مدافع، وحررت ثلاثة حواجز في سهل الغاب.

 

ويشارك في هذه المعركة كل من “تجمع صقور الغاب” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة الشام” و”لواء صقور الجبل” و”جبهة صمود” و”الفرقة الأولى الساحلية” و”أجناد الشام”. وتهدف المعركة للسيطرة على حواجز قوات النظام، ورداً على قصف الطيران الحربي للمدنيين في الشمال السوري.

 

وتأتي هذه المعارك بعد أقل من شهر على خسارة النظام مدينة إدلب بالكامل، على يد غرفة عمليات “جيش الفتح”، لتصبح معظم مناطق المحافظة تحت سيطرة قوات المعارضة، باستثناء بضعة مراكز عسكرية لقوات النظام.

 

سوريا: الائتلاف بأزمة مالية.. ولا علم له بكيان جديد

يمر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي شُكل منذ عامين ونصف، في واحدة من أكثر الأزمات التي واجهته صعوبة. فالائتلاف الذي يعاني من مأزق علاقاته بالداخل السوري، تعصف به حالياً أزمة مالية حادة تكاد توقف نشاطاته “المحدودة” أصلاً، بحيث بات محتملاً إنفراط عقده لصالح تشكيل جديد يمثل معارضة الداخل والخارج على حد سواء.

 

زيارة الائتلاف الأخيرة الى الدوحة جاءت، بالدرجة الأولى، في سياق محاولته ايجاد حل للأزمة المالية التي يعاني منها، على ما أكدت مصادر مطلعة لـ”المدن”، وكمحاولة لتأمين دعم سياسي إضافي له، بعد تجاهل دوره في الفترة الأخيرة. وقد أصبح الائتلاف عاجزاً عن تأمين أجور موظفيه في أمانته العامة والمكاتب الأخرى التابعة له، وهي الأزمة نفسها التي تعاني منها الحكومة السورية المؤقتة.

 

وفي ظل تزايد الحديث عن دور مرتقب للتقارب السعودي-التركي-القطري في الملف السوري قد يؤدي، في أول الأمر، الى تشكيل كيان جديد بديل للائتلاف الوطني، فإن تفاصيل هذا الكيان لا تزال غامضة حتى بالنسبة الى الائتلاف نفسه، إذ أكدت المصادر نفسها لـ”المدن” أن الائتلاف الوطني لم يُبلّغ بعد من أي جهة بفكرة تأسيس كيان بديل أو مواز له، مشيرة الى أن كلاً من “قطر وتركيا ما تزالان تدعمان الائتلاف سياسياً بشكل كامل، وأن أي طرح لتشكيل كيان جديد حتى اللحظة عار عن الصحة بالكامل”. وهذا ما أكده أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، في تشديده على الدعم الكامل للائتلاف الوطني ومؤسساته.

 

وتشير تقارير صحhفية الى أن المملكة العربية السعودية قد وجهت دعوات لما يقارب ثلاثين شخصية سورية، من الداخل والخارج السوري، لحضور اجتماع تعقده في السعودية لتوحيد رؤى المعارضة، لتكون قادرة على التفاوض مع نظام الأسد في ظل تأمين دعم دولي لها. إلا إن أعضاء الائتلاف الوطني وجهت إليهم هذه الدعوات بصفتهم الشخصية، لا بصفتهم التنظيمية، مما قد يوحي بتخلي السعودية عن الائتلاف الوطني، إن صحت التقارير.

 

من جهة ثانية، أكد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني في تصريحات له أن “الائتلاف ليس قلقاً بسبب هذه الدعوات والمؤتمرات، لأنها تسعى الى توحيد رؤى المعارضة السورية، والائتلاف جزء من هذه المعارضة”. وأضاف مروة أن الائتلاف قاطع “مؤتمر موسكو لأننا لم نلمس جدية من النظام والجانب الروسي. أما مؤتمر القاهرة فنحن لم نُدعَ إليه ولم يكن واضحاً بما يكفي. ولكننا نرحب بأي مؤتمر يعمل على تقريب وجهات النظر بين أطياف المعارضة السورية”.

 

وتبدو الزيارات واللقاءات التي يعقدها الائتلاف تسير في الاتجاه نفسه الذي أشار إليه مروة، خصوصاً زيارة رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة الى السعودية مطلع الشهر الحالي، وإلتقائه بمجموعة من القادة العسكريين.

 

كوارث المهاجرين:أوروبا تلوح بعمل عسكري في ليبيا!

يعقد الاتحاد الأوروبي قمة طارئة في بروكسل، الخميس، لبحث ملف المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر الأبيض المتوسط، إثر تفاقم أزمة حوادث الغرق، التي أدت إلى سقوط أكثر من 1750 مهاجراً منذ مطلع العام، وهو عدد تضاعف 30 مرة عن حصيلة الفترة نفسها من سنة 2014. ومن المتوقع أن يتفق قادة دول الإتحاد الأوروبي على دعم عمليات البحث والإنقاذ وتعزيز المكافحة ضد مهربي البشر.

 

الدافع الأول لعقد القمة كان السخط الشعبي على وفاة حوالى 700 مهاجر، الأحد الماضي، إثر غرق زورق الصيد الذي كان يقلّهم من ليبيا إلى أوروبا. ويتعرّض القادة الأوروبيون إلى ضغوط للرجوع عن قرار، اتُخذ العام الماضي، بتقليص عمليات “ماري نوستروم” المخصصة للبحث والإنقاذ في البحر المتوسط، للتحرك من أجل منع غرق المزيد من المهاجرين في المتوسط.

 

وقال دبلوماسي أوروبي في تصريحات إعلامية إنه من المتوقع أن “يوافق قادة الاتحاد الأوروبي على تعزيز عمليات الاتحاد في البحر المتوسط، ربما من خلال مضاعفة الأموال والمعدات المتاحة لبعثتين تابعتين للاتحاد مكلفتين القيام بدوريات الحدود”، وأشار إلى أن قادة الاتحاد “سيبحثون مشروعاً تجريبياً لإعادة توطين ما بين خمسة وعشرة آلاف مهاجر من دول البحر المتوسط في دول أوروبية أخرى في الاتحاد”.

 

رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، كان من أول الداعين إلى عقد هذه القمة، خاصة وأن السلطات الإيطالية تحملت إنقاذ أكثر من 100ألف شخص في البحر خلال العام الماضي ثم توقفت في أعقاب الخلاف حول التمويل. وانتقد رينزي بحدة الافتقاد إلى “الوحدة الأوروبية” في التعامل مع أزمة المهاجرين غير الشرعيين، ودعا إلى اتخاذ موقف موحد من تهريب البشر إلى أوروبا، واصفاً إياه بأنه يمثل “عبودية القرن”.

 

وقال رينزي إن ليبيا مشكلة محورية، إذ إنها نقطة البداية لحوالى 90 في المئة من المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا عبر البحر، وقال إن الأمر لا يتعلق بزيادة أعداد قوارب الإنقاذ، وإنما بمنع قوارب المهاجرين من مغادرة ليبيا، حيث يستغل مهربو البشر أزمتها السياسية والفلتان الأمني على سواحلها حيث تسيطر قوات “فجر ليبيا”، لتكون مركزاً لإطلاق القوارب التي تحمل المهاجرين الهاربين من أزمات الشرق الأوسط وإفريقيا.

 

وكان البرلمان الإيطالي، قد أقرّ الأربعاء، قراراً يلزم رئيس الحكومة بمطالبة الأمم المتحدة بتقييم إمكانية فرض حظر بحري على الموانئ الليبية لمواجهة الهجرة غير النظامية، فيما لم يوافق البرلمان على بند في القرار يشير إلى “استخدام القوة المسلحة لمنع قوارب المهاجرين من الوصول إلى السواحل الإيطالية'”.

 

وبالإضافة إلى مناقشة الخطوات التي ستتخذها الدول الأوروبية المطلة على مياه المتوسط، لمكافحة هذه الظاهرة، من المتوقع أن يبحث القادة الأوروبيون، في شن عملية عسكرية ضد قوارب المهربين في ليبيا. وكشفت وثيقة سربتها وكالة الصحافة الفرنسية، إن القمة ستطرق إلى احتمال القيام بعمل عسكري ضد المهربين في ليبيا، والقضاء على السفن قبل أن تستخدم من قبل المهربين. وتدعو الوثيقة أيضا وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إلى “البدء فوراً بالتحضيرات من أجل عملية محتملة أمنية ودفاعية بما يتوافق مع القانون الدولي”. وتقول الوثيقة إنه يجب “القيام بجهود منهجية لكشف هويات وضبط والقضاء على السفن قبل أن تستخدم من قبل المهربين”.

 

في المقابل، أعلنت الحكومة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس إنها ستتصدى لأي خطوات أحادية الجانب يتخذها الاتحاد الأوروبي لمهاجمة مواقع يستخدمها مهربو البشر، وطلبت من الاتحاد التشاور معها بشأن خطط مواجهة أزمة الهجرة. وقال وزير الخارجية في الحكومة الليبية المنافسة للحكومة المعترف بها دوليا في طبرق، محمد الغيراني، في مقابلة مع صحيفة “تايمز اوف مالطا”، الخميس، إنه “لا يمكنك أن تقرر أن تقصف وحسب. لنفترض أنك قصفت موقعا ما. كيف ستعرف أنك لم تصب شخصاً بريئاً.. صياداً؟ هل تملك أوروبا دقة شديدة؟ لذلك نقول دعونا نفعل هذا معاً”.

 

وأكد الغيراني أن حكومة طرابلس “تفعل ما بوسعها حتى تتعاون أوروبا معنا في التصدي للهجرة غير الشرعية لكنهم يقولون لنا دائما إننا لسنا الحكومة المعترف بها دولياً”. وأضاف: “الآن لا يمكنكم اتخاذ قرار بمثل هذا التحرك. عليكم الحديث معنا”، مهدداً أن أي “هجمات أوروبية أحادية سيتم التصدي لها”.

 

الإعلام السوري يصالح الأرمن.. نكاية بأردوغان

فتح الإعلام الرسمي السوري “صفحة جديدة” مع الأرمن، وخصص مساحة واسعة اليوم للحديث عن ذكرى “المجزرة الأرمنية” للمرة الأولى في تاريخه، بعد سنوات من التعتيم على الموضوع في حقبة “الوفاق مع تركيا” قبل الثورة السورية.

 

ونقلت قناتا “الفضائية السورية” و”الإخبارية السورية” الرسميتان مباشرة من العاصمة الأرمينية يريفان، وقائع إحياء “الذكرى المئوية الأولى للإبادة الجماعية بحق الشعب الأرمني على أيدي العثمانيين”، مع تغطية مرافقة في استوديوهات القناتين في دمشق، علماً أنها المرة الأولى التي يتناول فيها الاعلام الرسمي واقعة المجزرة، ويفتح لها مساحة في قنواته.

 

وتناولت التغطية اسقاطات وتصريحات سياسية وتعليقات من الاعلاميين، تفاوتت بين التنديد “بالإجرام العثماني عبر التاريخ” وإسقاط المجزرة الأرمنية على الواقع المعاصر بشكل يعكس العداء الحالي بين النظام السوري وتركيا، متمثلة في رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وصولاً الى طرح “رغبة العثمانيين الجدد اليوم في القيام بإبادة جديدة بحق العرب”.

 

يأتي هذا الضخ الإعلامي بالتزامن مع قرار بلدية دمشق تغيير اسم إحدى ساحات حي باب توما في المدينة القديمة إلى “ساحة شهداء الإبادة الأرمنية”، وهو تغيير جديد يضاف إلى شوارع دمشق التي شهدت في الفترة الماضية تغييراً ممنهجاً في أسمائها نحو أسماء شخصيات ورموز “وطنية”.

 

معقل النظام غرب سوريا مهدد بعد إطلاق المعارضة معركة «جسر الشغور»

النظام يدفع بتعزيزات إلى ريف اللاذقية.. والمعارك تتسع إلى سهل الغاب

بيروت: نذير رضا

قال مصدر بارز في المعارضة السورية في شمال سوريا لـ«الشرق الأوسط»، إن قواتها «اقتربت من الوصول إلى مدينة جسر الشغور» بريف إدلب الغربي، بعد سلسلة هجمات أطلقتها أول من أمس، تمكنت خلالها من السيطرة على بعض المواقع العسكرية بريف المدينة، بهدف السيطرة عليها، ما يهدد معقل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة اللاذقية غرب البلاد.

وقال المصدر إن التقدم الذي أحرزته المعارضة أمس «يسهل عملية الوصول إلى مدينة جسر الشغور» الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في محافظة إدلب ونقل إليها النظام مقراته الإدارية، قبيل سيطرة قوات المعارضة على مركز المحافظة أواخر الشهر الماضي. وأشار إلى أن القتال «بات على مداخل المدينة، وقد يُحسم الدخول إلى جسر الشغور خلال وقت قصير، نظرا لأن القوات النظامية لم تستجب لمطالب جنودها في المدينة بدفع تعزيزات باتجاههم والقتال معهم»، لافتا إلى أن المقاتلين النظاميين في المدينة «لا يستطيعون صد الهجمات المكثفة التي بدأت قبل يومين ويشارك فيها مقاتلون من مختلف الفصائل المقاتلة في الشمال».

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن الاشتباكات العنيفة تواصلت أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط معسكر القرميد ومحيط مدينة جسر الشغور، ما أدى لسيطرة الأخيرة على خمسة حواجز في محيط المعسكر والمدخل الشمالي للمدينة، فضلا عن إعطاب دبابة لقوات النظام على طريق جسر الشغور- محمبل.

وأشار إلى أن المعارك امتدت إلى محيط معسكر المسطومة ومحيط مدينة جسر الشغور، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في قرية عين السودة بريف جسر الشغور، وسط معلومات عن توجه رتل لقوات النظام باتجاه منطقة أريحا.

وتعد مدينة جسر الشغور المحاذية لريف اللاذقية غرب مدينة إدلب، آخر المدن الخاضعة لسيطرة القوات النظامية في المحافظة، فيما يعتبر معسكر «المسطومة»، أكبر القواعد العسكرية الخاضعة أيضا لسيطرة النظام. وتشن قوات المعارضة منذ 25 مارس (آذار) الماضي، هجمات مكثفة للسيطرة على كامل محافظة إدلب الاستراتيجية الحدودية مع تركيا، وتمكنت من السيطرة على المدينة أواخر الشهر الماضي.

ويهدد هذا التقدم النظام السوري في محافظة اللاذقية المتاخمة غربا لجسر الشغور، التي تعد معقلا لنظام الأسد ومؤيديه، وتمكنت المعارضة العام الماضي من السيطرة على قرى حدودية بالمحافظة مع تركيا، قبل أن يستعيد النظام سيطرته عليها. وكانت القوات الحكومية أطلقت معركة الشهر الماضي لاستعادة السيطرة على بلدات خاضعة لسيطرة المعارضة بريف اللاذقية، خصوصا في جبلي الأكراد والتركمان المحاذيان لمحافظة إدلب، وتقدمت في خمس قرى.

وتتمثل استراتيجية المعارضة بتهديد معاقل النظام في ريف اللاذقية، عبر فتح جبهات في مناطق يسيطر عليها في ريف إدلب الجنوبي والغربي وريف حماه الشمالي وسهل الغاب، المحاذي لجبال منطقة اللاذقية. وأطلق المعارضون على المعركة اسم «معركة النصر» التي تهدف إلى تحرير جسر الشغور ومعسكر القرميد وسهل الغاب من القوات النظامية بشكل كامل.

وقال معارضون إن القوات النظامية دفعت بتعزيزات إلى ريف اللاذقية وتمركزت عند خطوط التماس مع فصائل المعارضة العاملة في المنطقة. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن حشودا عسكرية «ضخمة» تابعة للقوات النظامية ومؤلفة من الجنود والمعدات والأسلحة الثقيلة، بالإضافة إلى سيارات محملة برشاشات ومدافع، تمركزت في كل من برج 45 بجبل التركمان، ومدينة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، وفي قمة النبي يونس وقريتي دورين وكفرية بريفها الشرقي.

وأفاد ناشطون بتنفيذ الطيران الحربي 8 غارات على مناطق في محيط معسكري المسطومة والقرميد ومناطق أخرى في جبل الأربعين بريف إدلب، في حين تعرضت مناطق في بلدة سرمين لقصف من قبل قوات النظام، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة كورين. وفي المقابل، فيما استهدفت الكتائب الإسلامية بصاروخ، آلية ذخيرة لقوات النظام في حاجز الكمب بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لمقتل 5 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

واستخدمت قوات المعارضة سلاح القصف بالصواريخ أيضا لمناطق سيطرة النظام في محافظة إدلب، إذ أفاد ناشطون باستهداف الكتائب الإسلامية، مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، بعدد من الصواريخ. كما أفاد «المركز الصحافي السوري» بأن كتائب مقاتلة «قصفت بالمدفعية حواجز النظام في معمل السكر وبشلامون والبراد والكازية والمربع الأمني في جسر الشغور بريف إدلب الغربي».

وامتدت المعارك جنوبا باتجاه سهل الغاب أيضا المحاذي لريف اللاذقية، إذ أفاد ناشطون بأن مقاتلين من «جيش الفتح»، تمكنوا من تدمير دبابة للقوات النظامية على حاجز بيت شحود في قرية القاهرة بسهل الغاب في ريف حماه، وذلك بعد استهدافها بصاروخ «تاو» مضاد للدروع، مما أسفر عن احتراقها بشكل كامل.

وأفاد ناشطون أيضا بأن فصائل المعارضة سيطرت على قرية السرمانية بريف حماه الشمالي، ما مكنها من قطع طريق الإمداد الذي تستخدمه القوات النظامية إلى مدينة جسر الشغور بريف إدلب، فيما تواصلت المعارك في قرية فورو بسهل الغاب.

 

المعارضة السورية تقتل إيرانيين وأفغانا في معارك درعا  

بث مقاتلو المعارضة السورية في درعا جنوب سوريا صور جثث قالوا إنها لمقاتلين إيرانيين وأفغان ومن جنسيات أخرى، كانوا يقاتلون إلى جانب النظام السوري في درعا وريف دمشق، كما عرضوا تسجيلا لأسير يعتقد أنه إيراني.

 

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية قد نشرت الأسبوع الماضي صور تشييع ثلاثة مقاتلين إيرانيين في مدينة ري جنوب طهران، قالت إنهم قضوا خلال دفاعهم عن مقام السيدة زينب في ريف دمشق.

 

وأكدت وسائل إعلام إيرانية من جهتها أن عدد قتلى العناصر المنتسبين إلى الحرس الثوري الإيراني الذين يساندون جيش نظام الأسد في سوريا، بلغ قرابة المائتين.

 

وأوردت تلك الوسائل أسماء وجنسيات العناصر المنتسبة إلى الحرس الثوري الإيراني الذين لقوا مصرعهم في معارك ضد قوات المعارضة السورية في الحرب الدائرة منذ أربعة أعوام، والبالغ عددهم 186 شخصا، وهم 19 قائدا من رتب مختلفة و167 عنصرا بينهم 14 أفغانيا وخمسة باكستانيين.

 

ويقاتل إلى جانب جيش النظام السوري مسلحون من جنسيات لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية،  وفق ما تقوله المعارضة التي كثيرا ما تعلن أن قواتها تمكنت من قتل وأسر العديد منهم في المعارك الدائرة في عموم البلاد.

 

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة قد اتهم الشهر الماضي إيران باحتلال سوريا، مشيرا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد سوى راع لمصالح طهران.

 

وأكد خوجة أن رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يدير المعارك في سوريا بشكل مباشر ويعين قادتها، مما يعني سقوط نظام الأسد، على حد قوله.

 

وتنفي إيران وجود قوات عسكرية لها في سوريا، غير أنها اعترفت بإرسال خبراء عسكريين لمساعدة دمشق في الحرب.

 

المعارضة المسلحة تقتحم مدينة جسر الشغور  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

 

بدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة مساء الخميس اقتحام مدينة جسر الشغور غربي إدلب (شمال سوريا)، كما تمكنت من السيطرة على حاجزي قرية السرمانية والكمب في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد مرور يومين على إطلاق المعارضة معركتين كبيرتين في المنطقة.

 

وأفاد الناشط الإعلامي في إدلب مجد الخالد أثناء حديثه للجزيرة نت بأن مقاتلي فصائل المعارضة بدؤوا اقتحام مدينة جسر الشغور بالمدرعات، مؤكدا أن المعارك باتت تدور وسط المدينة وتحديدا في دوار الصومعة.

 

وأشار الخالد إلى أن المقاتلين يخوضون معارك شرسة مع قوات النظام والمليشيات التي تؤازره، متوقعا أن يتم تحرير كامل المدينة خلال ساعات إن استمر تقدم الثوار على الوتيرة ذاتها، حسب قوله.

 

وكانت قوات المعارضة سيطرت في وقت سابق الخميس على حواجز معمل السكر وزليطو والساقية على المدخل الشمالي للمدينة، تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي والصاروخي الذي تنفذه الفرقة الساحلية الأولى من التلال الشرقية لجبل الأكراد المشرفة على المدينة، وباقي الفصائل من جهة الشمال.

 

وبالتوازي مع معركتي “تحرير سهل الغاب” و”النصر”، تخوض فصائل المعارضة معارك شرسة للسيطرة على معسكر القرميد القريب من مدينة إدلب، وقد تمكنت من السيطرة على أربعة حواجز في محيط المعسكر.

خسائر كبيرة

وأحصى الناشط مجد الخالد مقتل 37 عنصرا من قوات النظام، وتدمير تسع دبابات وعربات مدرعة، إضافة إلى عدة مدافع لقوات النظام باستخدام صواريخ تاو.

 

وأكد أبو الفاروق -وهو قائد ميداني في الجيش الحر- أن خسائر النظام أكبر بكثير مما هو معلن، وأشار إلى أن عنف المعارك وكثافة النيران تجعل إحصاءها أمرا عسيرا.

 

كما أكد أن أهم ما أنجزه المقاتلون حتى اليوم الثاني من عمر المعارك هو تمكنهم في معارك بريف اللاذقية من قطع طريق إمداد النظام من اللاذقية إلى مدينة جسر الشغور، عند قرية السرمانية وحاجز الكمب.

 

وقال أبو الفاروق للجزيرة نت إن توقف وصول الإمدادات لعناصر النظام في جسر الشغور يسهل اقتحامها والسيطرة عليها، مشيرا إلى أن الطقس الماطر خفف كثيرا من الطلعات الجوية للنظام بما تحمله من براميل متفجرة وصواريخ لا يمتلك لها الثوار رادعا.

 

وأكد أن مسلحي المعارضة التقطوا محادثة لقيادي في جيش النظام يدعو فيها العناصر إلى الانسحاب من جسر الشغور وحواجز سهل الغاب، والتجمع في قرية جورين الموالية شمال سهل الغاب أسفل منحدرات جبل الأكراد من جهة الشرق.

 

من جهته أشار القائد السابق في الجيش الحر المقدم محمد حمادو إلى أن الانتصارات المدوية التي يحققها المقاتلون تعود إلى وحدة كلمتهم وتخطيطهم الدقيق للعملية، وأشار إلى أن تزامن المعارك على ثلاثة محاور أربك جيش النظام وقطع أوصاله.

 

وكانت مجموعة كبيرة من الفصائل العسكرية الإسلامية والمعتدلة أعلنت الأربعاء بدء ثلاث معارك متزامنة ضد مواقع النظام في سهل الغاب بريف حماة الشمالي وفي مدينة جسر الشغور وفي معسكر القرميد قرب مدينة إدلب.

 

أفغاني يعترف: دخلت درعا مع 600 آخرين

العربية.نت

أسر الثوار في معارك محافظة درعا الأخيرة العديد من عناصر قوات النظام، والميليشيات المساندة لهم من إيران، وأفغانستان خلال الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الطرفين في الأيام القليلة الماضية في الشمال الشرقي من المحافظة، ونشر ناشطون صوراً لأوراق ثبوتية لبعض الأسرى تبين أنهم يحملون الجنسية الأفغانية، وأشرطة مصورة توضح قليلاً كيفية استقدام نظام بشار الأسد للميليشيات الأجنبية وإغرائها بالأموال، من أجل الزج بها في ساحات المعارك ضد الثوار.

ونشرت ألوية العمري مساء الخميس، بحسب ما أوردت شبكة سوريا مباشر، مقطعاً مصوراً لأحد الأسرى من الميليشيات الأجنبية التي كانت تقاتل مع قوات النظام في منطقة اللجاة بريف درعا جنوب سوريا.

واعترف الأسير أنه من أفغانستان، وأن النظام استقدمه مع 100 عنصر آخرين ليقاتلوا في صفوفه ضد المعارضة المسلحة منذ 14 يوماً.

وتبين بحسب الشريط المصور ونقلاً عن اعترافات الأسير، أنه دخل من مدينة إزرع إلى منقطة اللجاة بريف درعا بصحبة 600 عنصر.

وكان الثوار قد تصدوا في 20 من شهر أبريل الجاري لمحاولة اقتحام بلدة بصر الحرير من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية والأفغانية وعناصر من حزب الله اللبناني، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لكن هجوم قوات النظام المباغت على المنطقة مكنتها من السيطرة على عدة قرى صغيرة في منطقة اللجاة.

وكانت فرقة عمود حوران بثت مقطع فيديو على موقع يوتيوب، يظهر فيه 4 أسرى من ميليشيات أفغانية، أثناء محاولتهم التسلل إلى بصرى الحرير، بعد سيطرة المعارضة عليها منذ أيام. وذكر أفغاني عضو بإحدى الميليشيات التابعة لفيلق القدس والذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني في وقت سابق أن الأفغان الذين ينضمون إلى القتال في سوريا، يأتون بدافع الحصول على المال، ولكي لا يتم طردهم من إيران، وأيضا لأداء فريضة الجهاد، بحسب قوله.

 

زعيم المعارضة التركية يتعهد بطرد السوريين إن فاز

أنقرة – باسل الحاج جاسم

تعهد كمال قليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض العلماني، بطرد اللاجئين السوريين من تركيا في حال فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية العامة المزمع إجراؤها في 7 يونيو المقبل. جاء ذلك خلال حفل أقامه حزبه في ولاية مرسين.

واعتبر قليتشدار أوغلو أنه سيعيد السلام إلى الشرق الأوسط قائلاً: “أتعهد بإحلال السلام في الشرق الأوسط. سنعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وسنقول لهم عذراً اذهبوا إلى بلادكم. لن نتدخل في شؤون أي دولة، كل إنسان يجد سعادته في الأرض التي ولد فيها، أحدهم أرسل السلاح إلى هناك، ونحن سنرسل صداقتنا وأخوتنا إلى هناك. نحن أقرباؤهم، وسنجلس معهم لنتحدث سويا، ومعاً سنحل المسائل العالقة في بلدانهم، نحن من سيعيد السلام إلى الشرق الأوسط، نحن نحب الإنسان ونحترمه، وهذا هو مبدؤنا”.

وكان اللافت مقابلة أنصار قليتشدار أوغلو له خلال حديثه عن طرد السوريين بتصفيق حماسي شديد.

ويُعد حزب الشعب الجمهوري (علماني التوجه) أكبر أحزاب المعارضة التركية، لكنه لم يستطع الوصول إلى السلطة منذ انتقال تركيا إلى التعددية السياسية عام 1946.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد قال في وقت سابق: “إن من يعد بإرسال السوريين إلى بلادهم عندما يصبح رئيسا للوزراء لن يتولى في يوم من الأيام هذا المنصب، ولن يكون قادرا أبدا على إعادة أي أحد إلى بلاده”.

 

مستشار سابق: مبعوث الأمم المتحدة لسوريا يفتقر للخبرة

الأمم المتحدة – رويترز

انتقد مستشار سياسي سابق لمبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا، ستافان دي ميستورا، رئيسه السابق بشدة أمس الخميس بسبب فشل مساعي المبعوث في التوصل لوقف لإطلاق النار في مناطق بالبلد الذي يعيش ثورة عمرها أعوام.

لكن الأمم المتحدة دافعت بشدة عن دي ميستورا قائلة إنه يتمتع بخبرة تمتد لعقود، وإن الإحباط بسبب عدم قدرة العالم على حمل أطراف الصراع على وقف إراقة الدماء يتم توجيهه بشكل خاطئ تجاه الدبلوماسي الإيطالي السويدي المخضرم.

وقال المستشار السابق معين رباني لقناة الجزيرة إن دي ميستورا “يفتقر للخبرة”. وأضاف أنه “لم يكن أهلا للمهمة.”

وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من دي ميستورا في وقت سابق أن يركز “بشكل أكبر على إعادة اطلاق العملية السياسية” في مسعى لإنهاء الصراع الذي قتل نحو 220 ألف شخص وشرد الملايين.

ويعمل دي ميستورا منذ أكتوبر من أجل التوصل إلى هدنة في مدينة حلب الشمالية. وأعلن في 17 فبراير أن الحكومة السورية على استعداد لتجميد قصفها الجوي والبري لمدة 6 أسابيع لاختبار الخطة. لكن الهدنة لم تتحقق.

وفيما يتعلق بمبادرة الهدنة، تحدث رباني عن “الغياب الكامل للعمل التحضيري” وقال إن “دي ميستورا كان يفتقر للخبرة”.

وأكد رباني، الذي غادر فريق دي ميستورا في وقت سابق هذا العام، إن ميستورا “لم يكن أهلا للمهمة، ولا أعني ذلك كنقد شخصي، لكنه لا يملك الخليفة الملائمة ولا الخبرة”.

ومن جانبه، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان ديواريتش أن القول بأن العمل التحضيري لمبادرة الهدنة لم يكن كافيا، غير صحيح.

وذكر أن “الأمم المتحدة لا تملك رفاهية الاستسلام. نحن نركز على الوصول لحل سياسي، لكن الأمر في النهاية يرجع للأطراف المشاركة بشكل مباشر لكي تتفق على الجلوس. وسنواصل كل جهد لتحقيق ذلك”.

 

هولاند: فرنسا ستستضيف ما بين 500 و700 لاجئ سوري

بروكسل- فرانس برس

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده ستستضيف ما بين 500 و700 لاجئ سوري. ويأتي هذا التحرك ضمن برنامج مخصص بالدرجة الأولى للاجئين السوريين بهدف الحد من محاولاتهم عبور البحر المتوسط للجوء إلى أوروبا.

وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي في ختام القمة الطارئة في بروكسل حول الهجرة غير الشرعية إنه “عندما جرى الاعلان عن رقم 5 آلاف، قالت فرنسا إنها ستتحمل قسطها أي بين 500 الى 700” لاجئ سوري.

 

وبحث القادة الأوروبيون في قمتهم الخميس خطة للرد على تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط إلى السواحل الاوروبية تتضمن اجراءات عدة بينها استضافة “خمسة آلاف شخص على الأقل” سبق وأن حصلوا على صفة لاجئ في الدول المضيفة خارج الاتحاد الاوروبي.

وهذا البرنامج مخصص بالدرجة الاولى للاجئين السوريين بهدف ثنيهم عن محاولة عبور المتوسط.

تدمير قوارب التهريب

كما أعلن هولاند الخميس أن بلاده ستطرح في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يجيز تدمير قوارب تهريب المهاجرين غير الشرعيين في البحر الأبيض المتوسط. وقال إن”القرار اتخذ بتقديم كل الخيارات من أجل أن يكون بالإمكان ضبط السفن أو تدميرها”، مضيفاً أن “هذا لا يمكن القيام به إلا في إطار قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي وفرنسا ستتخذ المبادرة مع دول أخرى”.

 

وأوضح الرئيس الفرنسي أنه سيتباحث الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن مشروع القرار الفرنسي.

 

سوريا ..#معركة_القلمون بين داعش والمعارضة

العربية.نت

تشهد منطقة القلمون معارك ضارية بين مقاتلي المعارضة السورية وداعش الذي يحاول السيطرة على منطقة المحسة بهدف قطعِ طرق الامداد عن المعارضة.

هذا وجرت عدة معارك بين الجبهة الجنوبية وتنظيم داعش في مناطق القلمون الشرقي، طرد على اثرها داعش من قرى عديدة، كقرية العليانية، كما مني بخسائر كبيرة مادية وبشرية.

يذكر أن القلمون هي منطقة حدودية مع لبنان يسيطر على جزء كبير منها ميليشيات حزب الله وقوات النظام التي تتهمها المعارضة المسلحة بتسهيل دخول داعش لمنطقة المحسة واحتلال أجزاء كبيرة منها مقارنة بالأجزاء البسيطة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

وقد أتى توسع داعش في القلمون بغية ضمان استمرار تنقله بسهولة من معاقله الرئيسية في شرق سوريا باتجاه ريف دمشق وجنوب البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن مناطق القلمون الشرقي والغربي تشهد معارك دامية بين الجيش الحر وكتائب الثوار من جهة و حزب الله و الحرس الثوري وقوات الأسد وتنظيم داعش من جهة أخرى.

 

داعش يذبح رجلاً بالحسكة بتهمة موالاة الأكراد

العربية نت

أعدم تنظيم “داعش” الإرهابي رجلاً في إحدى الساحات العامة بريف الحسكة، وسط تجمهر العشرات من مقاتليه، ومعظمهم من جنسيات غير سورية، وأطفال من جنسيات آسيوية ومواطنين آخرين.

وقام عناصر التنظيم بفصل رأس الرجل عن جسده بالسيف، بعد أن ألبسوه “اللباس البرتقالي”، بعد اتهامه بسبّ الذات الإلهية وموالاة الوحدات الكردية.

وفي دمشق أيضاً أعدم تنظيم داعش ليل الاثنين – الثلاثاء، مقاتلين معارضين اثنين بتهمة القتال ضد عناصره في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في عملية نادرة في العاصمة.

وقال المرصد الثلاثاء إن “تنظيم داعش أعدم رجلين اثنين في جنوب دمشق، وقام بفصل رأسيهما عن جسديهما” بعد اتهامهما بأنهما من “مرتدي الصحوات”، وهي التسمية التي يطلقها التنظيم المتطرف على كل المقاتلين في الفصائل المعارضة التي تحارب ضده.

وأضاف المرصد: أن التنظيم خطف المقاتلين من حي القدم وأعدمهما في الحجر الأسود، مشيراً إلى أن التنظيم كان أقدم في المنطقة نفسها في 21 مارس على إعدام 3 مقاتلين آخرين بالتهمة ذاتها وبالطريقة نفسها.

 

المعارضة تسيطر على حواجز عسكرية بريف إدلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة تدور بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في محيط معسكري المسطومة والقرميد، وبالقرب من مدينة جسر الشغور بريف إدلب غربي البلاد.

 

وقال ناشطون إن المعارضة المسلحة تمكنت من السيطرة على عدة حواجز ونقاط عسكرية، شمالي جسر الشغور، وإنها تمكنت من اغتنام دبابتين وتدمير ثالثة من طراز “تي 63”.

 

أجانب مع القوات الحكومية

 

بث مقاتلو المعارضة السورية في درعا صور جثث قالوا إنها لمسلحين إيرانيين وأفغان، كانوا يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية في درعا وريف دمشق، كما عرض مقاتلو المعارضة تسجيلا لأسير يعتقد أنه أفغاني كشف عن بعض المعلومات حول المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في صفوف القوات الحكومية.

 

ونشر ناشطون صوراً لما يبدو أنها أوراق ثبوتية لبعض الأسرى تبين أنهم من أفغانستان، ومعلومات أخرى حول الإغراءات المادية لهم للقتال في سوريا.

 

ووفقاً للشريط، اعترف الجندي الأفغاني، بأنه انضم للميليشيات الموالية للقوات الحكومية مع 100 عنصر آخرين منذ 14 يوماً.

 

وقال إنه دخل من مدينة إزرع إلى منطقة اللجاة بريف درعا بصحبة 600 عنصر.

 

يأتي هذا فيما أكدت وسائل إعلام إيرانية أن عدد قتلى العناصر المنتسبين إلى الحرس الثوري الإيراني الذين يساندون القوات الحكومية السورية، بلغ قرابة المائتين.

 

مقتل 50 مسلحا من داعش

 

من ناحية ثانية، لقي ما لا يقل عن 50 عنصراً من تنظيم داعش مصرعهم خلال الاشتباكات مع فصائل سورية معارضة في حي الزين بمنطقة الحجر الأسود في العاصمة دمشق.

 

ووفقاً لشبكة سوريا مباشر، فقد قتل 50 عنصراً من مسلحي تنظيم الدولة “داعش” خلال عملية عسكرية نفذها ما يعرف بـ”جيش الإسلام” ليلاً بشكل مباغت، مشيرة إلى أن من بين القتلى قائد تنظيم داعش في المنطقة المعروفة باسم “أبو دريد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى