أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 11 تشرين الأول 2012


جيش النظام يخوض معارك عنيفة لإبقاء طريق امداداته إلى حلب

سرمين (سوريا)، حاجي باشا (تركيا) – اف ب، رويترز

بعد يوم على اعلان المعارضة سيطرتها على مدينة معرة النعمان دارت امس معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة للسيطرة على طريق الامدادات الى مدينة حلب في الشمال، فيما واصلت قوات النظام عملياتها العسكرية للسيطرة على آخر معاقل المعارضة في محافظة حمص.

وفي تطور لافت، اجبرت طائرات مقاتلة تركية طائرة ركاب مدنية سورية على الهبوط في مطار أنقرة. واوضحت وكالة أنباء «أناضول» التركية ان الطائرة قادمة من موسكو واجبرت على الهبوط لتفتيشها للاشتباه بانها تنقل معدات عسكرية. وبث التلفزيون التركي ان السلطات في أنقرة منعت الطائرات المدنية التركية من التحليق في الأجواء السورية.

على الصعيد الميداني، من شأن احكام المعارضة سيطرتها على معرة النعمان ان تقطع طريق الامدادات الاستراتيجية الى حلب، وهي الطريق التي تعرضت لقصف المعارضة امس لمنع النظام من ايصال تعزيزات الى معرة النعمان بهدف استردادها.

ونقل مراسل لوكالة «فرانس برس» في منطقة ادلب عن المكتب الاعلامي للمعارضة السورية ان النظام ارسل التعزيزات من قاعدة مسطومة جنوب مدينة ادلب، وان الجيش انتشر على جزء من الطريق الممتدة على خمسين كيلومترا والمؤدية الى معرة النعمان لتأمين مرور قافلة الدبابات. غير ان مقاتلي المعارضة يحاولون اعاقة تقدم القافلة عن طريق استخدام قاذفات الصواريخ والعبوات الناسفة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة دارت امس عند مشارف خان شيخون لاعاقة تقدم قوات النظام، مشيرا الى ان طائرات النظام تقصف المنطقة لتأمين مرور التعزيزات.

وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علما ان المقاتلين المعارضين يسيطرون ايضا على سراقب. وتمر كل تعزيزات القوات النظامية نحو حلب حكما بهذه المدن الثلاث.

في هذا الوقت استمرت العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام لاستكمال السيطرة على مدينة حمص وبعض المدن الخارجة عن سيطرتها في الريف. وذكر مصدر عسكري سوري ان النظام يأمل في انهاء السيطرة على معاقل المعارضة في حمص وريفها، قبل نهاية الاسبوع الجاري. وتتعرض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حمص وريفها منذ خمسة ايام الى هجوم شامل من قوات النظام التي اقتحمت بعض احياء المدينة وبعض القرى في الريف. وذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة ان حمص «قد تعلن خلال الساعات او الايام القليلة المقبلة محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها». كما قالت ان «اياما قليلة تفصل ريف دمشق عن اعلانه منطقة آمنة بالكامل». ويطلق النظام عادة عبارة «المنطقة الآمنة» على المناطق التي يقول انه «طهرها من الارهابيين».

في موازاة ذلك، استمر التوتر امس بين انقرة ودمشق، وهدد رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزال سورية بالرد «بقوة اشد»، اذا استمرت في اطلاق النار على الاراضي التركية.

وسقطت عدة قذائف مورتر خارج بلدة عزمارين الحدودية السورية كما أمكن سماع دوي اطلاق نار كثيف من على الجانب التركي مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوري وقوات المعارضة على الحدود. وتصاعدت اعمدة الدخان ودوت التكبيرات وسط اطلاق النار.

ومنذ الاسبوع الماضي عززت القوات المسلحة التركية وجودها على الحدود التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر وبدأت ترد بشكل يومي على إطلاق النار والقصف عبر الحدود من شمال سورية.

ومع استمرار التصعيد على الارض، رفضت دمشق وقفا للنار من جانب واحد، كما طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي ان حكومته طلبت من بان ايفاد مبعوثين الى الدول التي تدعم «المجموعات المسلحة» وحثها على استخدام نفوذها من اجل وقف العنف من جانب هذه المجموعات قبل اي تدبير تتخذه السلطات في هذا الشأن.

على الصعيد السياسي، اعلن عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري ان المجلس سيسعى خلال اجتماعه المقرر في الدوحة الاسبوع المقبل الى تجديد هيئاته ثم توحيد سائر قوى المعارضة بغية تشكيل «حكومة انتقالية». وقال سيدا، بعدما تحدث امام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية في باريس، «ان المرحلة الانتقالية ستكون صعبة ونعلم ذلك. لكن الحكومة الانتقالية استحقاق ضروري ونأمل الحصول على نتائج بسرعة».

واضاف: «وفق النظام الداخلي (للمجلس الوطني) فان الرئيس ينتخب لمدة ثلاثة اشهر وعليه ان يحترم مبدأ التناوب. لدي رغبة كبيرة في احترام نظامنا الداخلي ورؤية زميل اخر يتولى هذا العمل»، من دون ان يوضح ما اذا كانت هناك شخصيات اخرى مرشحة.

وذكر سيدا بان «اكثر من عشرين كيانا سياسيا سوريا ومجموعات تركمانية وسريانية وقوميين عرب وكذلك شخصيات من المجتمع المدني» طلبوا الانضمام الى هيئات المجلس الوطني السوري الذي سيوسع قاعدته التمثيلية لتشمل «الشبان والنساء». واضاف «بعد هذا الاجتماع (الاسبوع المقبل) سنعقد لقاء اخر (في قطر ايضا) مع القوى الرئيسية للثورة السورية» على الارض، مشيرا الى «المجالس العسكرية والمجالس الثورية واللجان المحلية».

من جهة اخرى نفى الاردن امس وجود قوات اميركية خاصة فوق اراضيه لمساعدته على التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين ومواجهة اي خطر متعلق بالاسلحة الكيماوية.

وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة ان هذه القوات «قادرة ولديها الامكانات كافة لمواجهة أية تهديدات مستقبلية مهما كان نوعها». واوضح ان «وجود اية قوات صديقة او شقيقة في الاردن هو لغايات تنفيذ تمارين مشتركة تنفذها القوات المسلحة ضمن برامجها التدريبية السنوية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة»، مشيرا الى ان «هذا معمول به منذ عشرات السنين وليس بالامر الجديد وليس له أي علاقة بما يجري في المنطقة».

وجاء النفي الاردني رداً على ما ذكره مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية في بروكسل ان الولايات المتحدة نشرت حوالى 150 عسكريا في الاردن لمساعدته على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الاسلحة الكيميائية في سورية. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان هذه القوة تنتشر في مركز للتدريب تابع الجيش الاردني على بعد حوالى خمسين كيلومترا عن الحدود السورية.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت ان القوة الاميركية تضم مخططين واختصاصيين بقيادة ضابط اميركي كبير وتدرس سبل منع توسع رقعة النزاع السوري الدموي الى الحدود الاردنية.

دمشق: الطائرة كانت تحمل بضائع قانونية

دمشق – رويترز

أكدت سورية اليوم الخميس، ان “طائرة سورية أجبرتها المقاتلات التركية على الهبوط في مطار انقرة كانت تحمل بضائع قانونية”.

وقالت مديرة “مؤسسة الطيران العربية” السورية غيداء عبد اللطيف للصحفيين في دمشق “ان السلطات التركية اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالاقلاع من مطار انقرة وذلك بعد رفضه التوقيع على ان الطائرة هبطت اضطراراياً”، مضيفة “ان الطائرة لا تحمل أي مواد غير قانونية، والشحنة متوافقة مع القوانين والانظمة العالمية مع بوليصة شحن نظامية”.

مشيرة الى انه “عند تفتيش الطائرة تبين انه يوجد، طرود مدنية وتجهيزات الكترونية مسموح نقلها وادرجت نظامياً”

السلطات التركية تعثر على “شحنة تحوي مكونات صواريخ” في الطائرة السورية

انقرة – ا ف ب

صادرت السلطات التركية الاربعاء شحنة وصفت بالمشبوهة عثرت عليها في طائرة مدنية سورية كانت اعترضتها حين كانت في رحلة من موسكو الى دمشق، بحسب ما اعلنت قناة “ان تي في” التركية.

واضافت القناة ان “سلطات انقرة تعتقد ان “الشحنة تحوي مكونات صواريخ”. وتنتظر الطائرة التي تقل 35 راكبا، اذن السلطات التركية لتواصل رحلتها.

عاموس جلعاد يحذر من أبعاد سقوط الأسد ويشدد على عدم التدخل

القدس المحتلة – «الحياة الإلكترونية» – امال شحادة

خلافا لمواقف القيادة الاسرائيلية التي تدعو الى اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، اعتبر رئيس القسم السياسي والامني في وزارة الدفاع عاموس جلعاد، ان سقوط نظام الاسد سيؤدي الى حال فوضى عارمة تتواصل فيها المواجهات داخل سورية وتنعكس بشكل خطير على الجوار.

وكان جلعاد يتحدث امام خبراء دوليين في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، حيث جرى نقاش حول كيفية التعامل مع الاوضاع في سورية والتدخل الخارجي. ورأى جلعاد أن النظام الحالي قد يكون افضل من النظام الذي سيأتي بعد الأسد معتبراً أن سقوطه سيحول سورية الى دولة تسودها الفوضى وتفتقر الى نظام حكم والى زعيم يقودها بشكل افضل. وقال جلعاد:” لا يمكن لاي جهة ان تتوقع من الذي سيسيطر على سورية بعد الاسد”.

ورأى جلعاد انه من الضرورة اتخاذ خطوات فورية تساهم في التخفيف من حدة الاوضاع الأمنية التي تسود المنطقة قائلا:”صحيح أن السماء تبدو متلبدة بالغيوم الثقيلة، غير ان خطوات فورية وهامة يمكنها تفادي تطورات لا تريدها أية جهة، وفي مقدمها منح الفلسطينيين الأمل بالتوصل لسلام والمحافظة على عدم التدخل في سورية والمحافظة على اتفاقيات السلام القائمة، ومنع إيران من الوصول لقدرات نووية.”

وبالرغم من التوقعات بتصعيد أمني في سورية ينعكس بشكل مباشر على المنطقة، طمأن جلعاد بالقول:” النظام في سورية ما زال يسيطر ويتحكم بترسانة الأسلحة الكيماوية المتوفرة عنده ولحسن حظنا هناك إجماع في العالم بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية، وهو خط لا يتجاوزه السوريون أيضا كما أن إسرائيل لن تسمح بذلك”.

وكان للملف الايراني اهمية في نقاش الخبراء الامنيين الدوليين، وفي سياقه دعا جلعاد الى ان يكون التركيز على التعاون مع المجتمع لدولي من أجل منع إيران من حيازة قنبلة ذرية معتبرا أن إيران تكفيها قنبلة واحدة فقط، وأنها غير معنية بالتسلح نووياً على غرار سباق التسلح الذي ميز فترة الحرب الباردة، ولا بترسانة كالتي طورتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، على حد قول رئييس القسم السياسي والامني في وزارة الدفاع الاسرائيلية.

حصاد التصعيد التركي ضد سوريا:

أنقرة «وحيدة» وداود أوغلو «كارثة»!

محمد نور الدين

لا يبدو أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان قد بلغ أهدافه من وراء التصعيد العسكري ضد سوريا. فصورة الرجل الذاهب إلى الحرب والنافخ في نار التوتير والمورّط تركيا في المستنقع السوري، طغت على ما عداها في الداخل.

ولقد كان استنجاد اردوغان برئيس الأركان الجنرال نجدت أوزيل ليصد عنه الانتقادات المتزايدة واضحا، عندما هدّد اوزيل سوريا برد أعنف إذا استمرت انتهاكاتها. وقال «رددنا (على إطلاق النار السوري). اذا ما استمروا فسنرد بشكل اقوى»، مضيفا ان الردود التركية سببت «خسائر مهمة» في سوريا من دون ان يضيف اي تفاصيل.

ومن الواضح أن اوزيل كان يتحدث باسم اردوغان الذي كان له الفضل في تعيينه رئيسا للأركان قبل سنة، بعدما خرج اوزيل على إجماع القيادة العسكرية ورفض الاستقالة معها فكانت المكافأة تعيينه رئيسا للأركان. وقد حاول اوزيل دعم خطوات اردوغان التصعيدية الأخيرة بعدما بان أنها لم تجد القبول لدى الرأي العام التركي فصبّ اردوغان جام غضبه على المعارضة، التي لا تزال تنجح في التشويش وفي عرقلة خطط اردوغان الذهاب إلى حرب مع سوريا.

لكن لا يمكن أيضا عدم إدراج تصريح اوزيل في سياق توفير دعم اكبر للمعارضة السورية المسلحة، لإحداث تغيير ميداني على امتداد الحدود التركية ـ السورية وخلق مناطق عازلة بحكم الأمر الواقع. وبقدر ما تصعّد أنقرة على الجبهة تعتقد أنها ستصل إلى هذه الأهداف مع استبعاد لانفجار كبير، في ظل تأكيد قادة حلف شمال الأطلسي عدم التدخل العسكري في سوريا.

وإذا كانت ردة فعل حزب الشعب الجمهوري ورئيسه كمال كيليتشدار اوغلو «طبيعية» في انتقاد السياسية التركية تجاه سوريا، فإن ردة فعل الأكراد جاءت مخيبة لأردوغان، الذي مدّ لهم غصن زيتون أثناء المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية قبل عشرة أيام، فإذ بهم يتهمونه بأنه يريد احتلال المنطقة الشمالية الكردية في سوريا. وسرعان ما انكشف غصن الزيتون التركي رفضا قاطعا من جانب اردوغان للتعلم باللغة الكردية في المناطق الكردية، وهو أحد المطالب الرئيسية الكردية، فاتهمته النائبة الكردية صباحات تونجلي بأنه يرفض بذلك وجود عشرين مليون كردي في تركيا.

أما صلاح الدين ديميرطاش، رئيس حزب الديموقراطية والسلام الكردي والممثل في البرلمان بـ35 نائبا، فانتقد اردوغان قائلا إن عليه أن يشرح لماذا يريد الحرب مع سوريا وعليه أن يشكل جملة مفيدة واحدة حول ضرورة السلام. وأوضح أن «اردوغان مسكون بهاجس المنطقة الكردية في سوريا، وهو يستعد للحرب منذ سنة». وقال إن المحرضين على الحرب ضد سوريا يتحركون اليوم في تركيا براحة اكبر. وخاطب اردوغان قائلا «لو افترضنا أن تركيا دخلت سوريا فمن ستواجه هناك؟ أليس هناك أقرباؤك؟ وماذا ستفعل أنت هناك؟ هل ستحتل دمشق؟».

وتناوب الكتّاب الأتراك القريبون والمعارضون سياسة اردوغان على انتقاد التصعيد التركي ضد سوريا. فكتب محلل الشؤون الخارجية سامي كوهين في «ميللييت» قائلا إن «تركيا هي البلد الأكثر انشغالا بسوريا منذ بدء مشكلتها. لكن نداءاتها لحل المشكلة لم تلق دعما فعليا من الأمم المتحدة ولا حلف شمال الأطلسي. والاستراتيجية التركية في المنطقة لم تجد بعد ذلك الدعم الكافي من حلفائها، عندما بدأت المشكلات تظهر في وجهها وباتت تتحمل وحدها أعباء الأزمة السورية. حتى في الأحداث الحدودية الأخيرة اكتفى الأطلسي بدعوة سوريا وتركيا معا إلى الاعتدال. ومن الواضح أن الغرب والمجتمع الدولي لا يريدان حربا بين تركيا وسوريا. وانه لواقع أن تركيا تُركت وحيدة. وهذا يعني أن تركيا، وهي تخطط لخطواتها تجاه سوريا لم تحسب جيدا ردود الفعل الدولية. والوقت لم يفت لتعيد تركيا النظر في حساباتها وفقا لما تتطلبه هذه الحقائق».

وتركز انتقاد الكتّاب كذلك على وزير الخارجية احمد داود اوغلو شخصيا الذي كان مثار نقد لاذع من كمال كيليتشدار اوغلو، الذي وصفه بعدم الاتزان وانعدام الذكاء والذي يريد توريط تركيا في سوريا. فتساءل محمد علي بيراند في صحيفة «بوسطه» عما إذا كان داود اوغلو نجما أم كارثة على تركيا، قائلا إن «الرأي العام التركي يشهد نقاشا مثيرا حول وزير الخارجية أحمد داود اوغلو. المعارضة وصحافتها تريان انه وزير الخارجية الأسوأ في تاريخ الجمهورية. لقد خرج علينا بصفر مشكلات، فإذا كل المحيط معاد لنا. وهو الشخص الذي سعى إلى تطبيق نظريات كتابه العمق الاستراتيجي فأغرق تركيا في مستنقع الشرق الأوسط، ليس فقط لدى المعارضة إذ ان أوساطا كثيرة داخل حزب العدالة والتنمية تشعر بالقلق».

وأضاف «كان المديح يُغدق عليه، لكن مع الربيع العربي الذي تحول شتاء أسود هبّت العواصف وبدأت النظرة إلى داود اوغلو تتغير. لقد خسرت تركيا أرمينيا وإسرائيل وإيران والعراق وسوريا. لكن في المحصلة يجب ألا ننسى أن داود اوغلو لم يقم بهذه السياسة الخارجية بمفرده، ومن دون استشارة احد. لقد قادها مع رئيس الحكومة».

ولم تقتصر المخاوف على الشق العسكري والسياسي من التصعيد التركي، بل إن مجرد استمرار الأزمة انعكس خسائر على الصعيد الاقتصادي وأولاها تصفير التجارة التركية مع سوريا.

وقد نشرت صحيفة «راديكال» تقريرا عن ذلك قائلة انه «ليس واضحا ما اذا كانت تركيا ستدخل في حرب مع سوريا، لكن استمرار الأزمة سيضاعف من التأثيرات السلبية على الصادرات التي تشكل الشريان الحيوي للاقتصاد التركي. وبعدما كانت صادرات تركيا الى سوريا عام 2010 تلامس الملياري دولار هي تقارب الآن نقطة الصفر. كذلك فإن إشارات بدأت تعكس اتجاه العراق لاستخدام التجارة الخارجية ورقة في خلافه مع تركيا، وهو ما سيلحق ضررا جديا بصادراتنا. وإذا استمرت الأزمة السورية فيجب عدم التقليل من احتمالات تعرض المسيرة الاقتصادية للتوقف».

محمد نور الدين

القوات السورية تواصل هجومها على حمص: معارك للسيطرة على طريق الإمداد إلى حلب

تدور معارك عنيفة بين القوات السورية النظامية والمسلحين للسيطرة على طريق الإمداد إلى مدينة حلب، فيما تواصل القوات النظامية عملياتها العسكرية للسيطرة على آخر معاقل المقاتلين في محافظة حمص.

ونقل مراسل «فرانس برس» في منطقة ادلب، امس، عن «المكتب الإعلامي للمعارضة السورية» في مدينة سرمين في محافظة ادلب، أن المقاتلين يحاولون عرقلة وصول تعزيزات عسكرية أرسلتها السلطات السورية إلى مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها المعارضون امس الاول.

وأوضح المصدر أن النظام ارسل التعزيزات من قاعدة مسطومة جنوب مدينة ادلب، وأن الجيش انتشر على جزء من الطريق الممتدة على خمسين كيلومترا والمؤدية الى معرة النعمان لتأمين مرور قافلة الدبابات. وأشار إلى أن المقاتلين المعارضين يحاولون إعاقة تقدم القافلة عن طريق استخدام قاذفات الصواريخ والعبوات.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أشار إلى اشتباكات عنيفة عند مشارف خان شيخون لإعاقة تقدم القوات النظامية، مضيفا ان «الطائرات الحربية تقصف من جهتها المنطقة لتأمين مرور التعزيزات».

وكان «المرصد» اشار الى انسحاب القوات النظامية من كل الحواجز في معرة النعمان باستثناء واحد عند احد مداخلها، الا ان قناة «الاخبارية» السورية نفت سيطرة «الارهابيين» على المدينة. وتعتبر معرة النعمان إستراتيجية لوقوعها على الطريق العام بين مدينتي دمشق وحلب. وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علما ان المسلحين يسيطرون ايضا على سراقب. وتمر كل تعزيزات القوات النظامية نحو حلب حكما بهذه المدن الثلاث.

وأضاف المرصد «قتل في الاشتباكات في محافظة ادلب 15 مقاتلا معارضا وخمسة جنود نظاميين. كما قتل خمسة مواطنين في القصف على هذه المناطق». وتابع «قتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 50 شخصا».

في هذا الوقت، تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية لاستكمال السيطرة على مدينة حمص وبعض المدن الخارجة عن سيطرتها في الريف. وذكرت صحيفة «الوطن» إن حمص «قد تعلن خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها».

واشارت صحيفة «الثورة» الى «تطهير شارع الخندق في حي باب هود في حمص والقضاء على عدد من الارهابيين من جنسيات مختلفة».

(ا ف ب، رويترز، ا ب)

التقارب الروسي ـ العراقي والأزمة السورية: حلف جديد؟

هيفاء زعيتر

رسائل كثيرة حملتها زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى روسيا. قد لا يختلف اثنان على حساسية هذه الزيارة وأهميتها في ظلّ تشابك الأحداث في المنطقة، إلا أن الاختلاف يصبح جذرياً عند الدخول في خلفيات الزيارة وفي قراءة مضمون هذه الرسائل. ووسط التداعيات الكثيرة التي تحملها فكرة التقارب بين موسكو وبغداد، يبقى فهم انعكاساتها بشأن الأزمة السورية العنصر الأهم عند مقاربتها، من دون إغفال المواقف الأميركية والتركية والإيرانية في هذا الصدد، وبالطبع مع الأخذ بالاعتبار صفقة التسليح الضخمة التي أُنجزت بـ4,2 مليار دولار.

بداية، قبل التوغل في البعد الإقليمي والدولي للزيارة، لا بدّ من الأخذ بالاعتبار الموقف الداخلي منها، وهو منقسم بطبيعة الحال. الطرف الأول يرى أن المالكي بدأ يجيد اللعب بالأوراق الصعبة، ونجح في محاولة الانفتاح الدولي والخروج من دائرة النفوذ الأميركي ولو قليلاً. أما الطرف المقابل، فينظر إلى الزيارة، لا سيما قضية التسليح، على أنها نوع من أنواع التهديد الوجودي له. هذا ما يعكسه لـ«السفير» أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري الذي يُوضح أن الفئة الأكثر إحساساً بهذا التهديد هم الأكراد. هؤلاء شعروا أن وجود السلاح بيد المالكي يهدّد حلمهم التاريخي بالانفصال، والذي كان تعزّز مع احتدام الأزمة السورية.

الداخل العراقي استعاد كذلك انقسامه بين موال لحلف بغداد – طهران من جهة، ولحلف بغداد – واشنطن من جهة أخرى، ولذلك تراوحت المواقف بين مرحب بتعزيز الحلف الأول ومتخوف من ضمور الحلف الثاني. وبين الطرفين ظهر خط ثالث يؤكد أن النفوذ الأميركي لن يتضرّر جراء الزيارة لا سيما أن المالكي لا يمتلك القدرة للخروج من تحت مظلته. هذا الرأي يؤيده الكاتب والسياسي العراقي عبد الحليم الرهيمي الذي يؤكد لـ«السفير» على وجود «حلف استراتيجي» مع أميركا لا مصلحة للعراق بالمسّ به.

ويوضح الرهيمي، وهو عضو «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي، أن الهدف من الزيارة ألا يبقى ظهر العراق مكشوفاً نتيجة التزامه مع حليف دولي واحد (أميركا) من جهة، ومن جهة أخرى مناقشة الأزمة السورية التي يحاول فيها العراق أن يبقى متوازناً. كيف؟ يشرح الرهيمي أن الموقف الأميركي قد تغيّر حيث لمسنا مؤخراً تهدئة أكدها ما نشرته «نيويورك تايمز» عن طلب واشنطن من السعودية وقطر إيقاف تسليح المقاتلين السوريين، كما يعوّل المالكي على إقناع الروس بالوصول إلى تسوية تقضي بمساعدة المعارضة الشعبية غير المسلحة بعيداً عن الجهات المتطرفة وعن النظام، بما يؤسس لأرضية مشتركة لعمل الأطراف الدوليين في المرحلة المقبلة.

في الواقع، هناك ما يشبه التأكيد من أطراف مختلفة أن الأميركيين لم ينزعجوا من الفكرة، بل حتى ذهبوا لإعطائها «الضوء الأخضر» حسب الباحث الإيراني نجف علي مرزائي، وذلك على عكس ما يُحكى عن تعكير في الأجواء العراقية – الأميركية كان بدأ مع موقف العراق من الأزمة السورية والاتهامات له بالسماح لطائرات أسلحة إيرانية متجهة نحو سوريا بالمرور عبر أراضيه، وأتت الزيارة لتعززه.

ويلخص مرزائي، وهو مؤسس مركز «الحضارة» للتجديد الفكري، لـ«السفير» الفكرة بما يلي: تذهب منطقة الشرق الأوسط برمتها في اتجاه تصعيدي جنوني. في هذه الأثناء، تصعد مبادرات متفرقة من تركيا والسعودية والغرب، وإن اختلفت تفاصيلها إلا أنها جميعها يشترك في منطق تدمير المعادلات القائمة في ظل عدم وجود بديل.

التطور الذي أنتجته الثورات العربية كان له تأثيران أولهما تحول الشعب ليصبح رقماً صعباً وثانيهما وجود واقع جديد يسمح لإيران باصطياد تحالفات جديدة في المنطقة. أما ما عزّز إمكانية قيام الحلف الجديد الذي يُحكى عنه بين روسيا والصين وإيران والعراق وسوريا، فهو ذهاب أميركا نحو التهدئة وكذلك روسيا.

أهمية هذه المبادرة، برأي الباحث الإيراني، تنبع من كونها تشكل بديلاً لمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي الرباعية، والتي أدركت إيران سلفاً أنها قد أُجهضت. ويشرح مرزائي أنه في ظل المبادرة المصرية، فان إيران تكون وحيدة مقابل السعودية وتركيا ومصر، أما في المبادرة الجديدة فروسيا والصين وإيران والعراق إلى جانب سوريا يشكلون حلفاً قوياً لا سيما أنه يضم أعضاء في مجلس الأمن الدولي.

من هنا يشدّد مرزائي على «تفاؤله بفرصة نجاح هذه المبادرة، وإن كان لا بد أن تقترن بالمرونة من الطرفين»، حيث الجميع متفقون على دعم المعارضة غير المسلحة.

وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ينتظر عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من روسيا ليزور العراق، بحسب ما صرّح السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي فر.

في المقلب الآخر، يبدو أن الأتراك كانوا الأكثر تحسساً من هذه الزيارة. ونقلت أوساط تركية مخاوفها مما قد يتركه التقارب العراقي ـ الروسي من تبعات على المسألة السورية لا سيما في ظل إحساس رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان بأن شخصه وحكومته ومشــروعه السياسي رهن ما ستؤول إليه الأزمة السورية.

وفي هذا السياق، يشير الكاتب التركي والمحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط فائق بولوط إلى أن تركيا ليس بإمكانها تجاهل الزيارة، ومن الطبيعي أن تأخذ بالحسبان مستقبلاً أي تحرّك في ما يتعلّق بالأزمة السورية على ضوء هذه الزيارة. في وقت استبعد بولوط التوصل إلى إقامة حلف مبرم بين روسيا والعراق واصفاً الوضع بأنه يقتصر على إعادة تموضع.

وفي النهاية، مع احتدام الأزمة السورية وانتقالها من ساحة التوازنات الإقليمية إلى ساحة التوازنات الدولية قد لا يبدو العراق وحده قادراً على تغيير معادلات اللعبة، لكنه من دون شك يعدّ جزءاً رئيسياً من عناصر هذه اللعبة وانعكاساً لحراك إرادات عظمى تعيد تشكيل المنطقة.

دمشق: مليون برميل نفط شهرياً لروسيا

أعلنت دمشق، أمس، أنها ستصدر حوالي مليون برميل من النفط الخام إلى روسيا شهرياً.

وقال رئيس الحكومة وائل الحلقي، خلال لقائه رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي «لاتحاد الصحافيين السوريين» في دمشق، إن «سوريا ستبدأ بتصدير النفط الخام السوري إلى روسيا، وذلك خلال 25 يوماً».

وأوضح، كما نقل عنه موقع «سير يان نيوز»، أنه «سيتم تصدير النفط السوري الخام إلى روسيا بعد أشهر عديدة على التوقف، وسيتم تصدير مليون برميل كل شهر إلى روسيا كخطوة أولى وسنحصل على قيمتها إما نقداً أو عينياً».

وأشار الحلقي إلى أن «مادة المازوت في طريقها للحل الجذري، وذلك من خلال استيراد 210 آلاف طن من دول صديقة هذا الشهر، وفور ذلك سنبدأ بتوزيع الدفعة الثانية للمواطنين».

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وزير الخارجية وليد المعلم اطلع الحكومة، خلال اجتماع برئاسة الحلقي أمس، على «جهود وفد سوريا في الأمم المتحدة في توضيح حقيقة ما يحدث في سوريا بصفته إرهاباً دولياً ممولاً ومدعوماً من دول وقوى خارجية لزعزعة أمن سوريا واستقرارها بما يخدم المصلحة الأميركية والإسرائيلية». وأشار إلى أن «الوفد أكد ثوابت الموقف السوري في معالجة الأزمة عبر الحوار السياسي والمصالحة الوطنية ورفض وإدانة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية».

وأكد رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري محمد جهاد اللحام ورئيس مكتب المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا مختار لماني، في دمشق، «أهمية إيجاد حل سلمي للأزمة ووقف العنف والعمل على إطلاق حوار وطني يضم جميع أطياف الشعب السوري والحفاظ على وحدة سوريا وشعبها».

وقال لماني، لوكالة «سانا»، إن «هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها مع مختلف الأطراف في سوريا للاستماع إلى آرائهم بشأن الأزمة»، موضحاً أنه «بحث مع رئيس مجلس الشعب الجوانب المختلفة للأزمة في سوريا وما يمكن عمله، واستمع إلى موقف مجلس الشعب بشأنها».

(«السفير»، «سانا»)

الإبراهيمي في جدة .. وقوة أميركية في الأردن

تركيا تنقل التوتر مع سوريا .. إلى الجو!

نقلت تركيا التوتر مع سوريا الى الجو بعد إجبارها، امس، طائرة مدنية سورية آتية من موسكو على الهبوط في مطار انقرة لتفتيشها، وذلك بعد التوتر الحدودي بينهما جراء سقوط قذائف سورية على اراضيها ورد الجيش التركي بقصف الاراضي السورية، وتهديدها برد عسكري أقسى إذا تواصل سقوط القذائف على أراضيها، فيما أعلنت موسكو أن دمشق موافقة على إنشاء خط مباشر مع أنقرة لتخفيف حدة التوتر الحدودي بينهما، موضحة أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «سيصيغ، عقب زيارته إلى دمشق، أفكاراً لتسوية النزاع في البلاد، استناداً إلى إعلان جنيف» الذي لا يتضمن فكرة تغيير النظام في دمشق.

وأعلن المتحدث باسم المبعوث الدولي الى سوريا، أحمد فوزي، في بيان، ان الإبراهيمي وصل الى مدينة جدة «محطته الأولى في جولته الثانية على المنطقة»، موضحاً ان الإبراهيمي سيجري في السعودية «لقاءات موسعة تتناول الازمة في سوريا». ومن المتوقع ان يزور الابراهيمي تركيا ومصر بعد السعودية. وكانت تقارير اعلامية ذكرت ان الرياض تقاطع اجتماعات «اللجنة الرباعية» حول سوريا، التي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران.

في هذا الوقت، أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا معلومات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» بشأن وجود قوة أميركية خاصة على الحدود الأردنية السورية، وذلك لمواجهة أي خطر مستقبلي متعلق بالأسلحة الكيميائية السورية، في ما قد يشكل إحراجاً لعمّان التي سبق أن نفت، على لسان مسؤول عسكري، ما ورد في تقرير الصحيفة الأميركية في هذا الخصوص. وذكرت الصحيفة أن القوة البالغ عددها 150 عنصراً وتضم مخططين واختصاصيين، يقودها ضابط أميركي كبير وتدرس سبل منع توسع رقعة النزاع السوري إلى الحدود الأردنية.

وتدور معارك عنيفة بين القوات السورية النظامية والمسلحين للسيطرة على طريق الإمداد إلى مدينة حلب، فيما تواصل القوات النظامية عملياتها العسكرية للسيطرة على آخر معاقل المقاتلين في محافظة حمص. ونقل مراسل «فرانس برس» في منطقة إدلب عن «المكتب الإعلامي للمعارضة السورية» في مدينة سرمين في محافظة إدلب أن المقاتلين يحاولون عرقلة وصول تعزيزات عسكرية أرسلتها السلطات السورية إلى مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها المعارضون أمس الأول. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «قتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 76 شخصا». (تفاصيل صفحة 10)

تركيا

ذكرت وكالة «الأناضول» أن سلاح الجو التركي أجبر طائرة مدنية سورية على الهبوط في أنقرة

للاشتباه بأنها تنقل أسلحة. وأوضحت أن أربع طائرات «اف ـ4» واكبت الطائرة السورية التي تقل 35 راكبا، وكانت آتية من موسكو، وأجبرتها على الهبوط في مطار أنقرة لتفتيشها.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن بلاده ستواصل تفتيش الطائرات المدنية السورية التي تستخدم المجال الجوي التركي. وأضاف إن بلاده تلقت معلومات استخبارية بأن طائرة الركاب السورية، التي اجبرت على الهبوط في انقرة، تحمل شحنة «غير مدنية». وأعلن أن السلطات صادرت شحنة «غير قانونية» عثرت عليها في الطائرة.

وهدد رئيس الأركان التركي الجنرال نجدت اوزيل سوريا «برد أقوى» إذا ما تواصل سقوط القذائف على الأراضي التركية.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمام وزراء هيئة التعاون والاقتصاد والتجارة لدول منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، إن «ما يحدث في سوريا يؤثر على تركيا، ولكن ليس لدينا أية نية للتدخل بشؤون سوريا، بأي حال من الأحوال».

واعتبر أن «النظام السوري لم يصغ إلى تحذيرات تركيا ولم يف بوعوده، وتركيا لم تتمكن من أن تدير ظهرها للعنف والضغط والوحشية في سوريا».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن، في مقابلة مع راديو «فان» الارمني، أن «النظام لا يأمل المواجهة مع أحد، لكنه سيدافع عن كل ذرة تراب سورية».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، إن «التجربة تشير إلى أنه عند بدء التوترات فإن الطريقة الأفضل لإزالتها هي إنشاء خط اتصال مباشر». ورأى أن «الجانب السوري مهتم بإعادة الاتصال مع تركيا»، معرباً عن أمله في أن «تكون أنقرة أيضا مستعدة للتواصل مع دمشق»، مضيفاً «نحن مهتمون بأن يكون هناك قناة تواصل».

وأعلن لافروف أن «الإبراهيمي سيصيغ عقب زيارته إلى دمشق أفكاراً لتسوية النزاع في البلاد، استناداً إلى إعلان جنيف»، موضحاً «لقد زار الإبراهيمي المنطقة ودمشق أيضا، والآن سيتوجه إلى المنطقة مجددا، وبعــدها سيصيغ أفكـــاراً تستند، كما قال لي في نيويورك، على النقـــاط الرئيــسية لإعلان جنيف، وهذا شأن صحيح بالمطــلق».

(«السفير»، «سانا»،

 ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

خامنئي: إنها حربٌ على أمّة.. وسنتصدى لها

أسواق العملة تعيد فتح أبوابها في طهران

فتحت أسواق العملة في طهران أبوابها، في ظل حالة من الترقّب والانتظار، على أمل إيجاد حلول سريعة، تعيد بها الحكومة الإيرانية «الهيبة» لريالها.

وبين الحكومة وتجار العملة، اكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي، قدرة الشعب الإيراني في التصدي للحرب الغربية على «الأمة».

وأعلن خامنئي أمس، أن إيران قادرة على تجاوز العقوبات الاقتصادية «الوحشية» التي تفرضها عليها الدول الغربية بسبب برنامجها النووي.

وقال خامنئي إن «تلك العقوبات وحشية وغير منطقية، إنها حرب على أمة. لكن الشعب الإيراني سيعرف كيف يتصدى لها».

وتابع أن «الأعداء يبررون عقوباتهم بالقضية النووية، لكنهم يكذبون»، مؤكداً أن إيران مستهدفة بسبب «مقاومتها» و«استقلالها» في وجه القوى العظمى.

وأقر خامنئي بأن العقوبات خلقت «مشاكل» وخصوصاً «تقلبات نقدية»، لكنه أكد أن تلك المشاكل تعاظمت بسبب «أخطاء في الإدارة» من دون مزيد من التفاصيل. وقال المرشد الأعلى أن «ليس هناك مشكلة من تلك المشاكل لا تستطيع الأمة الإيرانية تجاوزها».

واتهم خامنئي الغربيين «بالكذب» عندما اقترحوا رفع العقوبات مقابل ضمانات يطالبون بها للتأكد من الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي. وأضاف أن «العقوبات على إيران ليست من اليوم بل إن الغربيين فرضوها منذ ثورة 1979 ولم تأت بنتيجة إطلاقا».

واستأنفت سوق الصرف المفتوحة نشاطها في طهران، حيث بلغ سعر الدولار 33 ألف ريال بعد توقف استمر أسبوعاً، على أثر انهيار العملة الإيرانية في الثالث من تشرين الأول الحالي.

وبدأت مكاتب الصيرفة الرسمية بيع الدولارات المعروضة وشراءها بسعر يدور حول 33 ألف ريال، وهو قريب من السعر الذي بلغه الأسبوع الماضي، وأعلى بكثير من السعر الذي حاول البنك المركزي فرضه منذ أسبوع.

إلى ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، أن مدير الوكالة يوكيا أمانو لا ينوي زيارة إيران في الوقت الراهن، وذلك بعد تصريحات لوزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي قال فيها انه سيزورها قريباً.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز)

الغارديان: إمدادات الأسلحة إلى المتمردين السوريين تجف جرّاء المنافسات والانقسامات

لندن- (يو بي اي): قالت صحيفة (الغارديان) الخميس، إن المنافسات العربية والسياسات الخليجية والانقسامات بين الغرب وروسيا والخوف من انتشار الأزمة السورية إلى خارج حدود البلاد، جعلت تزويد الأسلحة لمن وصفتهم بـ”المتمردين” السوريين قضية حسّاسة وغامضة.

وقالت الصحيفة إن “امدادات الأسلحة تجف ولا توجد أي مؤشرات في الخطوط الأمامية في مدينة حلب على وجود الأسلحة الثقيلة التي يطالب بها المتمردون، في حين أوشكت ذخيرتهم على النفاد”.

وأضافت أن مدينة انطاكية التركية تعج بالرجال الذين يملكون المال والنفوذ المرسلين من قبل أبرز القادة السياسيين السُنّة في العالم، أو من قبل كبار رجال الأعمال، وعلى رأسهم النائب اللبناني عقاب صقر.

وأشارت الصحيفة إلى أن صقر، عضو تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، وتم تكليفه بدور تزويد المعارضة السورية بالأسلحة وفقاً لزملائه في بيروت، وأصبح شخصية استقطاب بين أوساط المعارضة السورية المجزأة، وتعتبره جماعات المعارضة التي يزودها بالأسلحة المنقذ، في حين تحمّله جماعات المعارضة الأخرى التي لا تحصل على أسلحة منه مسؤولية تعثر قضيتها.

وذكرت أن عدم الرضا عن الدور الذي يلعبه النائب اللبناني صقر يذهب إلى مدى أبعد، حيث تعارض الولايات المتحدة دعوات السعودية وقطر إلى تزويد الجماعات السورية المعارضة بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات.

ونقلت الصحيفة عن أبو فرات، الذي وصفته بأنه قائد ميداني قوله “إنهم يزوّدنا بما يكفي للحفاظ على استمرار المعركة، ولكن ليس بما يكفي من الأسلحة لكسبها، وأنا على يقين بأن الوضع لن يتغير حتى بعد انتخابات الرئاسة الامريكية، لكنني لست متأكداً من أن الجميع يمكن أن يبقوا على قيد الحياة حتى ذلك الحين”.

كما نسبت إلى أبو وائل، والذي وصفته بأنه أحد مقاتلي “الجيش السوري الحر” في جبل الزاوية، قوله “إن الأسلحة تبدأ في التدفق إلينا كلما جاء عقاب إلى مدينة انطاكية، والمشكلة هي أنه حريص على معرفة إلى أين تذهب”.

وقالت (الغارديان) إن هناك مشكلة أخرى تتمثل في غياب التنسيق بين قطر والسعودية بشأن دعم المعارضة السورية، وهو الموضوع المحتمل للمحادثات التي جرت يوم أمس الأربعاء بين أمير قطر الشيخ حمد ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر.

وأضافت أنه تردّد بأن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ضاق ذرعاً بصعوبات الأزمة السورية الأمر الذي جعل الرياض، ووفقاً لنشطاء المعارضة السورية، ترعى فقط فصائل المعارضة السورية التي هي على خلاف مع الجماعات المدعومة من قبل قطر وتركيا، والمرتبطة بجماعة الأخوان المسلمين.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عربي وصفته بالمطّلع قوله “القطريون أكثر استباقية من السعوديين، والذين لا يهتمون بالديمقراطية ويريدون فقط التخلص من (الرئيس السوري) بشار (الأسد) وسيكونون سعداء بتسوية على غرار الحل اليمني تتخلص من الرئيس وتترك النظام سليماً”.

مصدر روسي بقطاع تصدير السلاح ينفي وجود أسلحة على متن طائرة سورية

موسكو- (رويترز): نفى مصدر في وكالة تصدير السلاح في روسيا في تصريحات لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء اليوم الخميس وجود أسلحة على متن طائرة الركاب السورية التي أجبرت على الهبوط في تركيا بينما كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق للاشتباه بأنها تحمل معدات عسكرية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه قوله “لم تكن هناك أسلحة ولا أي نوع من الأنظمة أو قطع المعدات العسكرية على متن الطائرة ولا يمكن أن تكون على متنها”.

وجرت مصادرة جزء من شحنة الطائرة في تركيا قبل أن تستكمل طائرة الركاب رحلتها ولم تكشف تفاصيل عن محتوياتها.

وكانت وزارة الخارجية التركية قالت إن مقاتلات عسكرية تركية “رافقت” طائرة مدنية سورية كانت تحلق في الأجواء التركية إلى مطار (أسن بوغا) في أنقرة، وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إن لديهم معلومات تفيد بأن حمولة الطائرة لا تتلائم مع قواعد الطيران المدني وقد أجبرت للنزول لتفتيشها.

سويسرا تشدد قواعد تصدير السلاح بعد العثور على قنابل سويسرية في سوريا

زوريخ- (رويترز): شددت سويسرا قوانينها لمنع إعادة تصدير الأسلحة إلى مناطق الصراعات وذلك بعد العثور على قنابل سويسرية الصنع في سوريا.

وجاء التحرك السويسري بعدما توصل تحقيق إلى أن الامارات أعطت الأردن قنابل كانت سويسرا قد باعتها لها في الأصل في عامي 2003 و2004 وتم نقلها فيما بعد إلى سوريا حيث تدور الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ 18 عشرا.

ووافقت الحكومة الأربعاء على تعديل لقانون تصدير العتاد الحربي حيث سيتعين على المشترين الأجانب للأسلحة السويسرية التعهد كتابيا بعدم تصدير أو بيع أو منح او إعارة الأسلحة دون موافقة السلطات السويسرية.

وسيسمح التعهد الكتابي الذي يجب أن يوقعه مسؤول كبير بوزارة الخارجية لسويسرا بإجراء عمليات تفتيش في الموقع بعد شحن الأسلحة. ويدخل التغيير حيز التنفيذ اعتبارا من أول نوفمبر تشرين الثاني.

ودفعت نتائج التحقيق الحكومة السويسرية يوم 21 سبتمبر أيلول إلى مطالبة الامارات بضمان عدم إعادة تصدير أسلحة استوردتها من سويسرا.

وينطبق التغيير على الدول الأخرى أيضا.

وكانت مادة قد أدخلت في القانون السويسري عام 2006 تقضي بمنع إعادة التصدير بوجه عام. وقالت متحدثة باسم أمانة الدولة للشؤون الاقتصادي السويسرية إن التغيير القانوني هدفه ضمان التزام اتفاقات الشراء بالقانون.

الأسد يتولى قيادة قواته بنفسه في خضم صراع متغير في سوريا

بيروت- (رويترز): تبدو الصورة طبيعية على نحو خادع. وقد نشرت على صفحة الرئيس السوري بشار الأسد على فيسبوك وتظهر فيها السيدة الأولى في سوريا أسماء الأسد وهي ترتدي سروالا من الجينز وقميصا وتصطحب ابنتها وأولادها الثلاثة في أول أيام العام الدراسي الجديد.

وارتدى اثنان من الأولاد في الصورة سراويل قصيرة من القماش المموه وقمصان باللون الكاكي وقبعات تماشيا مع أجواء حاكم تحت الحصار. لكن عندما أوصلت أسماء الابن الاكبر حافظ الذي سمي على اسم جده الحاكم القوي الراحل لسوريا إلى مدرسته لم يكن هناك سوى تلميذ واحد وصل إلى الفصل بسبب هجمات شنها المعارضون في دمشق في ذلك الصباح.

وبعد مرور أكثر من 18 شهرا على القتال في سوريا يقدر عدد القتلى بنحو 30 ألف شخص وتتفتت البلاد.

ورغم تفوق القوات الحكومية على المقاتلين في التسليح الا انهم ما زالوا قادرين على شن الهجمات وقتما شاءوا وتولى الأسد بنفسه قيادة قواته ولا يزال مقتنعا ان بامكانه الانتصار عسكريا.

وجهود الوساطة التي يقودها الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا تسير على غير هدى ولا يوجد مؤشر على أن الضغط الغربي على الأسد سيترجم إلى دعم عسكري حقيقي لقوات المعارضة السورية. وما زالت روسيا وإيران تدعمان دمشق.

ويقول مؤيدو الأسد إن الحكومة استعادت رباطة الجأش بعد سلسلة من الانشقاقات وهجمات المعارضين على أهداف حكومية استراتيجية منذ الصيف.

ولخصت صورة نشرت على موقع فيسبوك للأسد في الزي العسكري التحول الذي طرأ عليه منذ أن قتل هجوم بقنبلة في يوليو تموز القيادة الامنية لدائرته الداخلية بما في ذلك صهره ووزير دفاعه.

ويقول أشخاص التقوا بالرئيس السوري حديثا إن الأسد (47 عاما) تولى القيادة اليومية للجيش وتحدثوا عن رئيس واثق بنفسه ومتأهب للقتال ومقتنع بأنه سينتصر في النهاية عبر الأساليب العسكرية.

وقال سياسي لبناني يؤيد سوريا????? وتربطه صلات وطيدة بالأسد “لم يعد رئيسا يعتمد على فريقه ويصدر أوامره عبر مساعديه. هذا تغير جذري في تفكير الأسد.. والان هو مشارك في توجيه المعركة.”

وربما تكون نهاية اللعبة قد تغيرت أيضا في سوريا حيث قال السياسي اللبناني “لا يتحدث أحد الان عن سيطرة النظام على كل سوريا وإنما يتحدثون عن قدرة النظام على الاستمرار.”

وأضاف أن الناس كانوا يتساءلون حتى فترة قريبة عن المسؤول المقبل الذي سيعلن انشقاقه لكن مضى بعض الوقت ولم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش.

وقال السياسي اللبناني “القدرة القتالية مستقرة. ربما كان الإيرانيون والروس يساعدونهم. إن قدرتهم على الإدارة اليومية والسيطرة على الموقف تحسنت”.

وقررت الحكومة السورية تركيز جهودها على مناطق مهمة مثل العاصمة دمشق وحلب والطرق السريعة الرئيسية.

ويقول مراقبون اخرون للصراع عن كثب إنه إذا كان الأسد يعتقد أن بإمكانه الانتصار فإنه موهوم.

وقال دبلوماسي غربي “المشكلة هي أن النظام يعيش في عالم خاص به. من الواضح أن الناس يرفضون هذه الفكرة -أي رواية النظام لما يحدث- وهي أن النظام علماني يهاجمه متطرفون في معركة بين الخير والشر وأن بشار سيثبت يوما أنه على حق. بشار ليس ضحية. هو سبب العنف”.

وتحول الصراع إلى حرب اهلية شاملة تشهد مذابح وقتلا طائفيا بشكل شبه يومي وهو ما يقول بعض المراقبين انه يجعل مصير الاسد امرا غير ذي صلة تقريبا.

وقال مسؤول عربي “الجميع منومون مغناطيسيا بشكل ما بمسألة اذا كان بشار رئيسا ام لا واذا كان سيرحل ام لا… اخشى ان تكون المسألة اكبر من ذلك بكثير. المسألة هي معرفة اذا كانت سوريا ستعيش ام لا وكيف ستولد سوريا الجديدة”.

والصراعات داخل المعارضة وفشلها في التوحد تحت قيادة واحدة عامل ساعد الاسد على الاستمرار. ولا توجد حتى الان اي محاولات جادة لتوحيد المعارضة.

ويقول نشطاء ان بعض الجماعات المعارضة التي تضم اسلاميين متحمسين وليبراليين معتدلين اشتبكت مع بعضها البعض عسكريا. ويظهر خلافهم الديني والايديولوجي علنا على المواقع الاسلامية على الانترنت حيث يتبادل الافراد السباب.

واضاف المسؤول العربي “على المقاومة ان تنضج وان توحد عملها والتوقف عن مجرد ترديد شعارات ان بشار يجب ان يرحل.. بشار يجب ان يرحل. هناك اشياء اخرى يمكنهم عملها بداية من بعض الوحدة فيما بينهم”.

وقال “على المرء ان يجمع كل انواع لبنات البناء المتاحة له ويقيم بها بناء قادرا على الصمود. ومن المهم جدا ان ينتهي العنف الذي يبني جدران الكراهية بين الجيران. انه يتحذ صبغة طائفية بشكل متزايد”.

وفشلت المعارضة حتى الان في الحفاظ على مكاسبها في مواجهة قوة نيران القوات الحكومية. وفقدت كثيرا من القواعد التي كسبتها في ضواحي دمشق وفي غيرها. ويبدو ان ذلك ادى إلى احباط قادها إلى تبني تكتيكات مثل التفجيرات الانتحارية ومعارك الكر والفر.

وقال السياسي المؤيد لسوريا “النظام مستريح اكثر على الصعيد العسكري لكن من المنظور الامني فالبلاد تتفكك”.

-“من الممكن ان يقع انفجار في اي مكان ومن الممكن ان يحدث اغتيال والموقف تعمه الفوضى وقد خرج عن السيطرة”.

ومع تحول سوريا البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة إلى ساحة للاعبين الاجانب يخوضون فيها حروبهم بالوكالة توصل الوسطاء إلى نفس الاستنتاج وهو انه كلما طال امد الصراع كلما ابتعدت فرصة انقاذ سوريا.

واصبح الحديث عن الاصلاح السياسي -كما طالبت به اصلا احتجاجات سلمية كانت تريد مزيدا من الحريات السياسية والديمقراطية وانهاء المصالح الشخصية للاقلية العلوية الحاكمة في بلد تعيش فيه اغلبية سنية- امرا بعيدا عن الواقعية.

ويقولون ان الشيء الوحيد الذي يمكنه ان ينقذ سوريا هو التحول السياسي المنتظم.

وقال المسؤول العربي “يجب ان يتضمن الحل تغيير النظام لا رحيل رجل واحد فقط. المشكلة هي كيفية تنظيم هذا التغيير الكبير في بلد معقد وحيث يزيد القتال الامور تعقيدا. هذا شيء لن يحدث بالتأكيد في يوم وليلة”.

وذكر سفير غربي مطلع على الشأن السوري ان الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص للامم المتحدة يحاول التوصل إلى صيغة للحل.

وقال “بحكم ما حدث من دمار وقتل اذا لم تكن هناك حكومة انتقالية ذات جيش قوي فسوف تضيع سوريا لوقت طويل”.

والامال في مهمة الابراهيمي ضئيلة مع الوضع في الاعتبار استمرار تدفق المال والسلاح على قوات المعارضة بينما تحصل قوات الاسد على الدعم الروسي والايراني.

وقال السياسي اللبناني “الروس والايرانيون اكثر صلابة. فهم يدعمونهم بالمال وبالمساندة السياسية والخبرة الفنية”.

ورغم انهيار الايرادات ووقف مبيعات النفط ودخل البلاد من السياحة واالانخفاض في قيمة العملة المحلية فقد تجنبت البلاد حدوث انهيار لاقتصادها. لكن ذلك قد يكون مجرد مهلة مؤقتة للحكومة التي تنفق بسخاء على حملتها العسكرية. ولا يمكن الاعتماد على الدعم الايراني- حيث تتدهور قيمة العملة المحلية الايرانية ايضا- الى ما لا نهاية كما ان قدرة الحكومة السورية على الصمود امام الرياح الاقتصادية المعاكسة تتراجع بسرعة.

وقال السياسي اللبناني “ستكون الاشهر الخمسة او الستة القادمة حاسمة في المعركة وستختلف عن الاشهر الاربعة او الخمسة الماضية. سيكون الامريكيون قد انتهوا من انتخاباتهم وسيكون الروس قد حددوا موقفهم وسيكون الموقف في ايران قد تبلور.

“حتى الان لم يغير العرب موقفهم والامريكيون لا يريدون ان يكونوا حاسمين والروس لم يروا عاملا واحدا يجعلهم يتراجعون بوصة عن موقفهم. وبالنسبة للروس المسألة اكبر من مجرد قاعدة بحرية في طرطوس فهم قادرون على ضمانها من خلال مفاوضات لكن الامر يتعلق بدور روسيا في المنطقة”.

وبالنسبة للمواطن السوري العادي يبقى العنف والاضطرابات والفوضى هاجسه الاكبر.

ويقول سكان ان المتاجر تفتح ابوابها في دمشق خلال النهار لكن الحياة تتوقف مع اقتراب غروب الشمس. واقامت الحكومة والجيش حواجز على الطرق. وتقوم قوات الامن بالتفتيش وتقتحم المنازل وتلقي القبض على النشطاء.

ويسود شعور باليأس بين السكان. وتفشت اعمال الخطف على اساس طائفي ومقابل فدى مالية. وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ودمرتها الالة العسكرية الحكومية يتزايد الاستياء بين الناس الذين يعتبرون ان المعارضين جلبوا عليهم الخراب.

ويتوقع اكثر المحللين ان يطول امد المعركة. فالمخاطر كبيرة بالنسبة للاسد والاقلية العلوية التي يبلغ عددها مليوني شخص. ولا يمكن للاسد ان يختار الرحيل بسهولة.

وقال السياسي المؤيد لسوريا “يوجد اناس مرتبطون به واناس قاتلوا المعركة معه ولا يمكنه ان يتركهم ويغسل يديه منهم”.

ويقول مراقبون أن من المستبعد ان تتخلى روسيا عن علاقاتها مع سوريا وترحل من منطقة البحر المتوسط. ومن المستبعد ايضا أن تتخلى ايران عن شريكها الاستراتيجي.

وقال السياسي اللبناني “ليس من السهل على القيادة في ايران التخلي عن سوريا او تركها لأننا عندما نقول ان ايران تتخلى عن سوريا فهذا يعني انها تتخلى عن دور القوة الاقليمية وهو ما يعني انها ستخسر كثيرا من نفوذها الخارجي”.

لكن المسؤولين من الدول المتحالفة ضد الاسد ما زالوا يأملون ان يكون هناك فتيل لاطلاق عملية اسقاطه.

وحتى ذلك الحين تعمل القوى الاقليمية والغربية على اجراءات تطبق في حالة سقوط الاسد لتفادي ما جرى في العراق بعد سقوط صدام من فوضى بسبب الفراغ في السلطة.

وقال الدبلوماسي الغربي “سيكون هناك سبب ما يؤدي إلى سقوط النظام. سقوط دمشق او انقلاب في النظام او اي شيء اخر. لا يمكنني توقع اي فتيل سيطلق العملية لكن النظام سيسقط”.

صحيفة سورية: حكومة أردوغان تلعب بالنار على الحدود المشتركة

دمشق- (د ب أ): اعتبرت صحيفة تابعة للسلطات السورية الخميس أن حكومة العدالة والتنمية الإسلامية التركية برئاسة رجب طيب أردوغان “تعكس نيات واضحة في اللعب بالنار وعلى المكشوف”.

وذكرت صحيفة (الثورة) السورية في عددها الصادر الخميس أن “الارتباط بين ارتفاع صوت الصراخ السياسي والضجيج المفتعل وبين استغاثات الإرهابيين المرتزقة أمرً مألوفً واعتيادي”.

وهاجمت الصحيفة، التي تمثل الموقف السياسي للنظام الذي يحتكر الحكم في سورية منذ نحو نصف قرن، حكومة أردوغان، واصفة إياها بـ”النزقة وقصيرة النظر”.

وقالت :”بعد أن تكرر أكثر من مرة وبالرتم ذاته بل في بعض الأحيان يعلو الصراخ قبل أن تنطلق الاستغاثات كتمهيد للفشل سلفاً، فأن ذلك الصراخ الذي نسمعه اليوم، من قبل حكومة العدالة والتنمية يبدو مختلفاً في بعض جوانبه ويعكس نيات واضحة في اللعب بالنار وعلى المكشوف”.

وأضافت: “فقد أدرك الأتراك بعد أشهر من التجربة،أن النَفَس الضيق وقصر النظر اللذين يسيطران على أردوغان والنزاقة السياسية في التعامل مع خصومه في الداخل التركي لايمكن لها أن تبني رؤية سياسية واضحة…إصرار حكومة العدالة والتنمية على التفرد بالقرار والارتباطات الخارجية يهدد بجر تركيا إلى مأزق لن يقتصر على الاضمحلال في دورها الإقليمي الذي يواجه مأزقا واضحا بعد أن وجد فيه الأتراك منفذاً لعلاقات ومصالح اقتصادية من غير المسموح التفريط بها خصوصاً حين تكون ضحية مطامح شخصية وأوهام وزعامة كاذبة ومفتعلة”.

روسيا طلبت ايضاحات حول الطائرة السورية التي كان على متنها 17 روسيا

موسكو- (ا ف ب): اعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية مساء الاربعاء لوكالة انترفاكس وجود 17 روسيا على متن الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا بين موسكو ودمشق وان موسكو طلبت ايضاحات من انقره.

وقال المصدر “حسب المعلومات الاولية التي يجب التأكد منها، هناك 17 مواطنا روسيا بمن فيهم اطفال على متن الطائرة السورية” موضحا ان دبلوماسيين روسا انتقلوا الى مطار انقره لتولي الدفاع عن مصالحهم.

واضاف ان “السفارة الروسية في تركيا طلبت على الفور من وزارة الخارجية التركية ايضاحات كما طلبت الوصول الى المواطنين الروس الذين هم على متن هذا الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق”.

ونقلت وكالة ايتار تاس عن المتحدث باسم السفارة الروسية في انقره ايغور ميتياكوف قوله ان الدبلوماسيين الروس يتواجدون في مطار انقرة ولكن لم يحصلوا على الاذن للاجتماع بالركاب الروس.

واضاف ان “الدبلوماسيين اتصلوا ببعضهم هاتفيا وهم يعملون للحصول على اذن للوصول اليهم”.

وحسب الموقع الالكتروني لمطار موسكو-فنوكوف، كان من المقرر ان تقلع الطائرة السورية التي تحمل رحلتها الرقم ار بي 442 عند الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي ولكنها اقلعت عند الساعة 15,26 (11,26 تغ).

وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اعلن في انقرة ان السلطات التركية صادرت الاربعاء شحنة “غير قانونية” عثرت عليها في الطائرة المدنية السورية التي اعترضتها.

ونقلت وكالة انباء الاناضول عن الوزير قوله “هناك شحنة غير قانونية على متن الطائرة كان يفترض ان يبلغ عنها”.

واضاف “هناك مكونات في الطائرة يمكن وصفها بانها مثيرة للشك” دون تقديم تفاصيل.

وبحسب قناة (ان تي في) فقد يتعلق الأمر باجزاء صواريخ.

وتابع الوزير انه مع ذلك فان الطائرة التي تقل 35 راكبا يمكن ان يؤذن لها بمواصلة رحلتها.

والطائرة السورية وهي من نوع ايرباص-320 كان تم اعتراضها مساء الاربعاء من اربع طائرات من سلاح الجو التركي تولت مواكبتها واجبارها على الهبوط في مطار بانقرة لاجراء تفتيش أمني.

اوغلو: حمولة الطائرة لا تتلاءم مع قواعد الطيران.. وطائراتنا لن تعبر اجواء دمشق

مقاتلات تركية ترغم طائرة سورية على الهبوط لتفتيشها

الجيش الامريكي في الاردن لمراقبة الاسلحة الكيميائية السورية

بيروت ـ دمشق ـ عمان ـ انقرة ـ وكالات: ارغمت مقاتلات تركية طائرة سورية قادمة من موسكو على الهبوط في انقرة لتفتيشها، فيما استمر التوتر بين انقرة ودمشق، وهدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت اوزل سورية ‘برد اقوى’، اذا استمرت في اطلاق النار على الاراضي التركية، كما تواصلت المعارك مساء الاربعاء في عدد من قرى محافظة ادلب (شمال غرب) بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة تحاول اعاقة وصول تعزيزات عسكرية الى مدينة معرة النعمان التي استولى عليها المعارضون خلال الساعات الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال تلفزيون تي.آر.تي التركي الحكومي ان تركيا امرت طائرة ركاب سورية اقلعت من موسكو بالهبوط في انقرة امس الاربعاء وارسلت طائرات مقاتلة على عجل لمرافقة الطائرة اثناء الهبوط للاشتباه بحملها أسلحة.

وقالت وكالة انباء الاناضول التركية ان اربع طائرات اف-4 تابعة لسلاح الجو التركي واكبت الطائرة السورية التي تقل 35 راكبا واجبرتها على الهبوط في مطار اسينبوغا بأنقرة لتفتيشها. وقال التلفزيون التركي الحكومي ان تركيا تمنع طائراتها المدنية من التحليق فوق سورية لانعدام الامن.

وقال وزير الخارجية التركي داوود اوغلو ان هناك معلومات تفيد بان حمولة الطائرة لا تتلاءم مع قواعد الطيران المدني. وان جميع الرحلات التركية المدنية لن تستخدم الاجواء السورية لعدم امانها.

ومن بروكسل قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا امس الاربعاء ان فريقا من المخططين العسكريين الامريكيين موجود في الاردن لمساعدة الحكومة في التعامل مع اللاجئين السوريين وتعزيز قدراتها العسكرية والاعداد لأي مشاكل بخصوص مخزونات سورية من الاسلحة الكيميائية. كما اكد مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية لوكالة فرانس برس ان الولايات المتحدة نشرت حوالى 150 عسكريا في الاردن لمساعدة المملكة على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الاسلحة الكيميائية.

وقال بانيتا في مؤتمر صحافي في بروكسل ‘نعمل مع الاردن منذ فترة … بشأن عدد من الامور التي تطورت نتيجة ما حدث في سورية.’

واضاف ان هذه القضايا تشمل مراقبة مواقع الاسلحة الكيميائية ‘لتحديد افضل طريقة للرد على أي بواعث قلق في هذا المجال.’

وقال مسؤول امريكي طلب عدم نشر اسمه ان الفريق الصغير من المخططين لا يشارك في اي عمليات سرية ويقيم في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة شمالي العاصمة عمان منذ اوائل الصيف.

ورغم ان الولايات المتحدة لم تتدخل عسكريا في سورية فقد حذر الرئيس باراك اوباما الرئيس السوري بشار الاسد من ان اي محاولة لنشر او استخدام الاسلحة البيولوجية او الكيميائية ستمثل عبورا ‘لخط احمر’ يمكن ان يتسبب في تحرك امريكي.

وقال بانيتا اواخر الشهر الماضي ان سورية حركت بعض مخزونات اسلحتها الكيميائية لتأمينها بشكل افضل لكنه اكد ان مواقع الاسلحة الكيميائية الرئيسية في البلاد ما زالت سليمة ومؤمنة تحت سيطرة الحكومة.

لكن المخططين العسكريين الامريكيين في الاردن لا يركزون فقط على الاسلحة الكيميائية.

وقال بانيتا ‘نعمل ايضا معهم لتطوير قدراتهم بخصوص العمليات العسكرية في حال حدوث اي طاريء هناك’.

واضاف ‘وهذا سبب ان لدينا مجموعة من قواتنا هناك’.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة اواخر الشهر الماضي ان حوالى 294 الف لاجىء فروا من الصراع المندلع منذ 18 شهرا في سورية عبروا بالفعل الى الاردن والعراق ولبنان وتركيا او ينتظرون التسجيل هناك. واضافت ان ما يصل الى 700 الف سوري قد يفرون الى الخارج بحلول نهاية هذا العام.

الى ذلك وفي تصريح يعتبرالاول من نوعه اعلن مسول سياسي في المعارضة السورية ان المجلس الوطني السوري، التحالف المعارض السوري الرئيسي، ينوي الانتقال قريبا جدا الى سورية للاستقرار في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة.

وقال جمال الورد المكلف بالعلاقات مع الجيش السوري الحر ‘قريبا جدا سننتقل الى سورية في عمق الاراضي السورية. انها مسألة ايام’.

وافاد مصدر في المجلس الوطني السوري ان المباحثات حول الانتقال الى سورية ‘جارية منذ شهر’.

واضاف الورد اثناء زيارة لبلدة اطمة في محافظة ادلب (شمال غرب) على الحدود مع تركيا واحدى القواعد الخلفية الرئيسية للمعارضة ان رئيس المجلس عبد الباسط سيدا ‘سيزور (سورية) بانتظام وسيكون هنا ايضا اعضاء في اللجنة التنفذية’.

وللمرة الاولى منذ تعيينه في حزيران/يونيو على رأس المجلس الوطني السوري زار سيدا الاثنين بلدة باب الهوى المحاذية لتركيا في محافظة ادلب.

وقام سيدا بهذه الزيارة برفقة عدد من اعضاء المجلس وقادة من الجيش السوري الحر وتفقد خلالها مستشفى وسجنا يعتقل فيه جنود سوريون.

ويتوقع ان يجتمع المجلس الوطني السوري الاسبوع المقبل في الدوحة لضم مجموعات اخرى معارضة لنظام دمشق في حين تعرض لانتقادات لعجزه عن توحيد المعارضة السورية بعد اكثر من 18 شهرا على اندلاع حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وقتل في الاشتباكات في محافظة ادلب الاربعاء 21 مقاتلا معارضا وخمسة جنود نظاميين. كما قتل احد عشر مواطنا في القصف على هذه المناطق، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى تدمير ثلاث دبابات للقوات النظامية على الاقل.

وقتل 76 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الاربعاء، بينهم مراسل قناة ‘الاخبارية’ السورية التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون الرسمية، الذي اصيب في مدينة دير الزور (شرق) برصاص ‘ارهابيين’، حسبما افادت القناة في شريط اخباري عاجل.

دمشق تكذّب بان كي مون: اتفقنا على إيفاد مبعوثين إلى أنقرة والدوحة والرياض لوقف تدفق السلاح

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: وصفت وزارة الخارجية السورية التصريحات التي أدلى بها بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في باريس الثلاثاء حول وقف إطلاق النار في سورية من جانب واحد وما دار خلال اجتماع الوفد السوري برئاسة وليد المعلم وزير الخارجية معه بنيويورك مؤخراً بأنها تصريحات ‘مجتزأة وتتضمن نصف الحقيقة فقط’.

الخارجية قالت في بيان وزعه الناطق باسمها جهاد مقدسي وتلقت ‘القدس العربي’ نسخة منه: طرح الأمين العام فكرة تطبيق وقف إطلاق نار من جانب واحد فأبلغناه في جلسة المباحثات ذاتها أن سورية سبق وطبقت فعلياً هذا المقترح مرتين، الأولى خلال عمل بعثة المراقبين العرب، والثانية كانت سارية بتاريخ 12 نيسان (ابريل) الماضي خلال بعثة مراقبي الأمم المتحدة.

وأضاف بيان الخارجية السورية: في المرتين قامت المجموعات المسلحة باستغلال التزام الحكومة السورية فوسعت من انتشارها المسلح في بعض المناطق وتضاعفت الخسائر البشرية بين مدنيين وعسكريين جراء العمليات الإرهابية التي نفذتها هذه المجموعات خرقاً للتهدئة.

الخارجية السورية أوضحت في ذات البيان أن ‘الوفد السوري طلب من كي مون في الجلسة ذاتها أن يوفد مبعوثين من قبله إلى الدول المعنية وتحديداً السعودية وقطر وتركيا وهي الدول التي تمول وتؤوي وتدرب وتسلح هذه المجموعات المسلحة لكي تبدي هذه الدول التزاماً بوقف هذه الأعمال باعتبار أن هذه الدول هي دول مؤثرة على الجماعات المسلحة لكي تستخدم نفوذها لوقف العنف من الجانب الآخر’، ولفتت الخارجية إلى أنه بعد ذلك يتم إعلام الجانب السوري بنتائج مساعي الامين العام للامم المتحدة ليعرض الأمر على القيادة لاتخاذ الترتيبات اللازمة.

ايران تدعم سورية تكنولوجيا وتدرب اجهزتها على اختراق مواقع المعارضة الالكترونية وزرع انظمة تجسس فيها

تركيا لن تتدخل عسكريا الا في حالة تدهور الوضع ميدانيا وازدادت المعاناة الانسانية

لندن ـ ‘القدس العربي’: بعد اسلحة الجيش السعودي التي شاهدها مراسل ‘بي بي سي’ في مدينة حلب والتي قدمت دعما للمقاتلين ضد نظام بشار الاسد، كشفت صحيفة امريكية عن ادلة جديدة من الدعم الايراني للنظام السوري، حيث تقوم طهران بتقديم الاجهزة الالكترونية والخبرات بحيث تكون الاجهزة الامنية قادرة على ملاحقة وتحديد الناشطين السوريين عبر الانترنت او اجهزة التجسس.

ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤولين امريكيين قولهم ان ايران التي تملك خبرة واسعة في تعقب المعارضة زودت الحكومة السورية باجهزة اتصالات وتجسس اضافة للخبرات التقنية لكيفية مراقبة شبكات الانترنت. وقال المسؤولون ان الدعم هذا تمر تسهيله من خلال وزارة الاستخبارات الايرانية.

ومن الاساليب التي اشار اليها المسؤولون وتقوم الاستخبارات الايرانية بتدريب السوريين عليها وهي طرق اختراق منابر الحوار وغرفه على الانترنت، حيث يتظاهر رجال الامن بانهم من المعارضة وبعد تحديد الاشخاص ترسل وحدات الامن لقتلهم. وتقول الجماعات المتخصصة بأمن المعلومات والحرية الشخصية انها كشفت عن كم واسع من الطرق التي تستخدمها الجماعات المؤيدة للنظام كي تخترق المعارضة.

ومنها قيام ‘الهاكرز’ المؤيدين للنظام بزرع انظمة تجسس على اجهزة المعارضين من خلال رسائل الكترونية او عبر’سكايب’، ويتظاهرون انهم متعاطفون معهم لكن رسائلهم مفخخة بادوات للتجسس. ويمكن لهذا النظام تسجيل حركة المستخدم للانترنت، وقادر على نسخ المعلومات السرية، ولديه المرونة كي يتحول الى كاميرا فيديو ـ ويبكام – تسجل الاحاديث المتبادلة بين المعارضين. وتقول الصحيفة ان برنامج المساعدة الالكترونية بدأ العام الماضي كجزء من برنامج واسع لمساعدة النظام السوري على البقاء، ويشمل البرنامج على دعم عسكري وخبراء ومقاتلين من حزب الله، ومستشاريون من الحرس الثوري.

ونقلت الصحيفة عن مايك روجرز النائب عن ولاية ميتشغان قوله ان الامريكيين يعرفون ان ايران موجودة بمستويات متعددة، ويقدمون خبراتهم للنظام السوري الذي يرون في سقوطه مشكلة. ويضيف النائب ورئيس اللجنة المختارة في الكونغرس لشؤون الامن انه من الممكن الاستنتاج وجود اي شيء من الاسلحة والتمويل والتدريب والخدمات السايبرية المتقدمة.

دعم تجسسي من اوباما

ولهذا تقول الصحيفة ان ادارة اوباما الرافضة حتى الآن تسليح المعارضة بشكل مباشر، تقوم بتقديم اجهزه ‘غير قاتلة- عسكرية’ للمعارضة وتضم اجهزة اتصالات وخبرات امنية حيث ارسلت فريقا صغيرا من عملاء سي اي ايه للعمل من جنوب تركيا ومراقبة عمل الجماعات المسلحة وتقديم المساعدة لها كي تجمع معلومات عن تحركات الجيش السوري، كل هذا التردد لم يمنع الادارة من ارسال عسكريين لمساعدة الاردنيين على الحدود مع سورية، كما اوردت صحيفة ‘نيويورك تايمز’. ويقول مسؤولون ان النصائح التي تقدم للناشطين تقوم على تدريبهم كي يتجنبوا الوقوع في حيل النظام، وهي نصائح بسيطة وسهلة يمكن لاي متمرس بالكمبيوتر استخدامها وحماية هويته من الاكتشاف.

ونقلت ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول قوله ان تقديم المساعدة اللوجيسيتة طريقة افضل من ارسال جنود او دعم بالاسلحة.

الجيش الحر يهدد

وفي نفس الاطار هدد مسؤول في الجيش الحر الامين العام لحزب الله اللبناني بتلقينه درسا لا ينساه ان استمر بتقديم الدعم للنظام السوري. وقال ان الجيش قادر على نقل المعركة الى معقل الحزب في الضاحية الجنوبية من بيروت. ونقلت ‘اندبندنت’ عن فهد المصري، المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر قوله ان حزب الله سيضرب في عقر داره ان لم يسحب مقاتليه الذين يدعمون نظام الاسد مباشرة من سورية، وقال ‘اذا لم يتوقف حزب الله عن دعم نظام الاسد، فسنلقن حسن نصر الله درسا كبير في قلب منطقته في بيروت’. واضاف قائلا ‘نعرف كيف نجده وكل المجرمين من قيادات حزب الله، وانصح نصر الله ان لا يمتحن خبرتنا العسكرية او معرفتنا’، وزعم المصري ان مقاتلي الجيش الحر القوا القبض على 14 مقاتلا من حزب الله في الاسابيع القليلة الماضية قرب حمص. وكان حزب الله قد اعلن عن وفاة بعض مقاتليه وهم يؤدون واجبهم الجهادي منهم قيادي مؤسس للحزب بدون تحديد مكان الوفاة.

قوات خاصة في الاردن

وفي سياق آخر كشفت ‘نيويورك تايمز’ عن وجود 150 من رجال المهمات الخاصة الامريكيين من المخططين والخبراء العسكريين في الاردن، حيث ارسلتهم الادارة الامريكية بشكل سري لمساعدة القوات الاردنية المسلحة التعامل مع تدفق الالاف اللاجئين السوريين اليومي للاردن والتحضير للتدخل في حالة فقدت سورية سيطرتها على ترسانتها الكيماوية. ويقود الوحدة ضابط امريكي بارز حيث تتخذ من مركز تدريب عسكري في عمان مقرا لها. وتقوم في الوقت الحالي بالمساعدة في التعامل مع 180 الف لاجىء سوري في الاردن مما زاد من الضغوط على الاردن ذي القدرات الاقتصادية الضعيفة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على المهمة قولهم ان جزءا من عمل الفريق هو حماية ومنع انتقال عدوى الحرب الى داخل حدود الاردن الذي يعتبر واحدا من اهم حلفاء امريكا في المنطقة.

ويناقش المسؤولون افكارا من مثل انشاء منطقة عازلة بين الاردن وسورية تشرف على تنفيذها القوات الاردنية وتحظى الفكرة بدعم سياسي ولوجيستي من امريكا، ولكنهم يقولون ان الخطة هذه طارئة.

وينظر الى التواجد الامريكي في الاردن للتعامل مع سورية على انه تحضير لوضع حالة غيرت فيه الادارة الامريكية موقفها الرافض لعدم التدخل في الازمة السورية. ويعتقد ان الموقف هذا مرشح للتغير بعد الانتخابات في الشهر المقبل وتنصيب رئيس جديد، حيث تعهد المرشح الجمهوري ميت رومني بتسليح المعارضة بشكل مباشر، كما ان اوباما سيجد لا مفر من التعامل مع الازمة حالة بقائه في البيت الابيض لولاية ثانية.

ومما يدفع الولايات المتحدة الخوف على مصالحها هو التوتر بين سورية وتركيا وتبادل اطلاق النار منذ اكثر من اسبوع، حيث حظيت انقرة يوم الثلاثاء بدعم من حلف الناتو بتوفير الحماية فيما فسره البعض على انه تخطيط للتدخل. وتشهد سورية حربا على كل الجبهات في الشرق – حيث فقد النظام سيطرته على بعض المعابر وفي الشمال حيث لم يعد النظام موجودا وقرب الحدود مع لبنان حيث انتقلت المواجهات الى سهل البقاع وفي الجنوب حيث حاولت المعارضة السيطرة على معابر قرب الحدود مع الاردن. ويفسر التواجد الامريكي في الاردن على انه جزء من مراقبة نشاط الجهاديين الذين استغلوا الفوضى ودخلوا بالمئات الى سورية عبر الحدود التركية، وشهدت الحدود الاردنية مع سورية حالات اجتياز لاسلاميين اردنيين للجهاد في سورية.

بروفة

وكان الاردن ساحة لمناورة عسكرية فهم منها انها ‘بروفة’ للتدخل وذلك في شهر تموز (يوليو) واطلق عليها اسم ‘الاسد المتأهب’ وشارك فيها 12 الف جندي من 19 دولة بمن فيها قوات خاصة. وظل عدد منها في الاردن بعد العملية، حيث تضم خبراء اتصالات ومدربون ومخططون، ولم تنف البنتاغون وجود هذه القوة حيث قال المتحدث باسمها انها جزء من التعاون مع الشركاء الاردنيين. وعلى الرغم من الموقف المتحفظ من الازمة الا ان الادارة ووزارة الدفاع تحديدا اكدوا على ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها الخيار العسكري وهذه هي جوهر تصريحات ليون بانيتا، وزير الدفاع ومارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة.

وتخشى الادارة الامريكية من تطور المشهد الميداني في سورية الذي بدأت تسيطر عليه وتخترقه الجماعات الجهادية، فاعلان جبهة النصرة عن تفجير في مجمع امني في بلدة حرستا القريبة من دمشق سيؤكد هذه المخاوف. ومع ان الجماعات السورية المقاتلة مثل الجيش الحر اكدت عن عدم صلتها بالجبهة الا ان مجرد وجودها اعطى الاسد المبرر من انه يقاتل حربا منظمة من الخارج وتقودها جماعات اجنبية.

تركيا تريد ولا تريد

وكانت المعارك قد تواصلت بين الجيش السوري والمعارضة في اكثر من منطقة كانت اكبرها في معرة النعمان التي تعتبر مدينة استراتيجية حيث تفتح الطريق امام دمشق وحلب للمعارضة حالة تمت السيطرة عليها. ولم تتوقف كذلك المناوشات على الجبهة السورية – التركية حيث ارسلت انقرة مقاتلات لتعزيز قواعدها العسكرية في الجنوب. وعلى الرغم من كل هذه الاجراءات الا ان تركيا اكدت انها لا تريد التدخل عسكريا ابعد من حمايتها لحدودها. كما ان تصريحات اندريه فوغ راسموسين، وان كانت دعما صريحا وواضحا للناتو الا انها كانت واضحة في التأكيد على موقف الحلف بعدم التدخل، حيث تبدي الدول الاعضاء ترددا بفتح حرب جديدة خاصة ان الاولوية الآن هي الجبهة في افغانستان التي تعاني من تحديات امام استمرار عمليات طالبان.

ومع ان راسموسين اكد ان الدعم سيكون بكل الوسائل مشيرا الى خطط الناتو الجاهزة الا ان مسؤولين في بروكسل قالوا ان الخطط التي تحدث عنها الامين العام للحلف موجودة منذ عقود ولم يتم اعدادها كرد على الازمة السورية. وفي تركيا نفسها لا توجد هناك شهية للحرب، وبحسب فولكر بيرثيز، مدير المعهد الالماني لشؤون الامن الدولي الذي نقلت عنه ‘اسوشيتدبرس’ ان ما سيغير الحرب المحلية الطابع الى تدخل هو تغير مفاجىء على الارض، حيث قال انه في حالة تدهور الوضع الانساني واستمرار المجازر فحتى الروس لن يقفوا امام قرار في مجلس الامن، ومن سيقوم بمهمة حماية المدنيين افضل من الاتراك. ونفس الموقف عبر عنه جوشوا الفاريز محرر مجلة كليم في اسطنبول حيث قال انه من المستبعد ان تطلب تركيا من الناتو التزاما بحمايتها الا في حالة زيادة الهجمات العدائية من سورية بشكل كبير.

مسيحيون سوريون متمسكون بالبقاء في ارضهم رغم القلق على المصير

دمشق ـ ا ف ب: يؤكد عدد كبير من مسيحيي سورية تمسكهم بجذروهم وبقاءهم في ارضهم رغم الاحداث الدامية التي تشهدها بلادهم منذ حوالى 19 شهرا، لكنهم متخوفون على مصيرهم في حال وصول الاسلاميين الى سدة الحكم ما قد يدفعهم الى الهجرة.

ويقول فادي (29 عاما) الذي يدير متجرا للتحف الشرقية في دمشق القديمة ان الشرق مهد المسيحية، مضيفا ‘كل الازمات التي مرت على البلاد منذ الفي عام لم تتمكن من مسحنا من الخارطة الوطنية’، والكنائس والاديرة ‘التي نمارس فيها طقوسنا وصلواتنا ما تزال قائمة’ منذ مئات السنين.

ويذكر فادي الذي عانى قطاع عمله من الاحداث غير المسبوقة التي تمر بها بلاده بعبارة للمسيح ‘واردة في الانجيل وفيها +في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم+’.

ويرى فادي ان الوجود المسيحي في المنطقة مهم جدا ‘لاكتمال موزاييك البلد’، رافضا هجرة المسيحيين و’صبغ البلد بلون واحد’.

ورغم تأكيده على التمسك ‘بمهد المسيحية’ مع ابناء طائفته لانه ‘صاحب الارض وليس ضيفا عليها’، يستدرك فادي بانه قد يضطر للهجرة مؤقتا حتى انتهاء الازمة لانه لا يريد ان يصيبه مكروه ‘كشأن كل السوريين’.

ويشيد فادي مناشري (25 عاما)، الطالب سنة ثانية ماجستير صيدلة، بسوريا البلد ‘الحاضن ايجابي’ لكل الاديان، مؤكدا بقاءه في البلد، الا اذا ‘تغير الوضع السياسي’ واصبح ‘غير مناسب’، ما قد يدفعه الى السفر.

ويقول سلوم (35 عاما)، وهو موظف في مكتب سياحي اقفل بسبب قلة المورد، ان المسيحيين، رغم انهم اقلية، هم ‘مثل الخميرة للعجين ومن دونهم لا يصلح الخبز’.

ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة.

لكن سلوم الذي يبحث عن عمل جديد يستدرك انه قد يضطر ‘الى الهجرة مرغما في يوم ما’، مشيرا الى تخوفه من ‘حكم اسلامي وليس من تغيير النظام’.

ولطالما عاش المسيحيون في اطمئنان في سورية حيث الغالبية سنية والحكم في ايدي الاقلية العلوية (10 في المئة) منذ اربعين عاما.

الا ان كثيرين منهم يتخوفون من ان تفرز ‘الثورة’ حكما اسلاميا متطرفا مناهضا للحريات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود طويلة رغم انضمام اعداد منهم الى المعارضة و’الحراك الثوري’ خلال الاشهر الاخيرة خصوصا.

ويعبر ابراهيم حداد (53 عاما) عن تخوفه ‘من ان يحول دخول المتطرفين التكفيرين السلفيين البلد الى مأساة’، مشيرا الى ان السلفيين يختلفون عن المسلمين الذين ‘لا مشاكل بيننا وبينهم ونعيش معهم بمحبة واخوة’.

في المقابل، يرى المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي في مطرانية الروم الاورثوذكس ان ‘ليس هناك تخوف بمعنى التخوف في هذا الوقت’، مضيفا ‘عندما احتدت الاحداث وهجر المسيحيون من بيوتهم في بعض المناطق المسيحية، فان الشعب السوري كله تعرض للمخاطر وللعصابات المسلحة’.

واضاف ‘ان من حمل السلاح واتى سوريا لخرابها سيخرب سورية بكاملها ولا يميز بين كنيسة او جامع’.

الا ان جورج خ. (30 عاما) الذي يسكن في منطقة السليمانية في حلب ذات الأغلبية المسيحية، يعبر عن اعتقاده بان الثورة ‘صبغت باللون الاسلامي المتطرف، وتشهد على ذلك اسماء الكتائب المحاربة والمجاهدين الوافدين الى البلد للجهاد في سورية’.

ويقول جورج لوكالة فرانس برس انه يفكر حاليا في الانتقال الى لبنان مع انتظار الفرصة المناسبة للمرور الى دولة اوروبية، لان ‘المستقبل بات ضبابيا’، على حد قوله.

ويبدو ان المشهدين اللبناني ابان الحرب الاهلية (1975-1990) والعراقي بعد اسقاط نظام صدام حسين والحرب الامريكية والاعمال الطائفية التي ‘دفعت الى هجرة المسيحيين’، حاضرين في اذهان العديد من مسيحيي سورية. يضاف اليهما تسلم الاخوان المسلمين الحكم في مصر بعد الاطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك.

وتعتبر فاديا (48 عاما) ان الاضطرابات التي يمر بها الشرق الاوسط والتغييرات التي حدثت ‘غير مطمئنة’ على المدى البعيد.

وتقول ‘الفاتيكان لم يتمكن من حماية المسيحيين خلال الحرب اللبنانية ولم يتمكن من ذلك في العراق’.

وتتمنى المعلمة دعاء العمر (23 عاما) ان تكون هذه الازمة ‘لفترة زمنية وتمر’.

وتطالب الدول التي ‘تعتقد انها تقوم بدعم المسيحين’ بان ‘تشجع المسيحيين على البقاء في ارضهم بدلا من تسهيل هجرتهم وان ترسل لنا السلام’.

ويؤكد المطران لوقا الخوري على فكرة استهداف سورية باكملها ‘بسبب الحرب الكونية على سورية، لا شك ان هناك بعض الدول التي تريد تفريغ البلاد (من مسيحييها) وتريد الفتنة بين الشعب السوري’، مشيرا الى ان هذا الامر بدأ قبل الازمة الحالية.

ويوضح ان المسيحيين يجب ان يبقوا هنا ‘لان قبر المسيح هنا وقيامته هنا وصلب هنا وتعذب هنا’.

ويؤكد الخوري وقوف المسيحيين في وجه التدخل الخارجي لحل الازمة في سوريا، لان هذا التدخل ‘لن يرحم احدا لا مسيحيين ولا مسلمين (…) وهو لم يرحم احدا في ليبيا وفي العراق’.

ويضيف ‘التدخل الخارجي هو لخراب البلاد نحن نرفضه سورية ومسيحيا واسلاميا’.

دمشق لبان: تصريحاتك مجتزأة

موسكو تسعى إلى خط مباشر بين سوريا وتركيا… وأنقرة تجبر طائرة مدنية على الهبوط للاشتباه في نقلها أسلحة

في ردّ على تصريحات بان كي مون الأخيرة، رأت دمشق أنّ حديثه «يتضمّن نصف الحقيقة»، في حين أفادت موسكو عن استعداد سوريا وتركيا لإقامة خط اتصال مباشر، بالتزامن مع «موقف تصعيدي» جديد للجيش التركي

ردّت دمشق على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف إطلاق النار من جهة واحدة، معتبرةً أنّ أيّ تهدئة «هدفها ترتيب الأجواء للحوار السياسي» فقط، في حين جدّد رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان عدم نيّة بلاده التدخل في سوريا، بالتزامن مع تصريح رئيس أركان الجيش التركي أنّه سيردّ بقوة أشدّ إذا استمر القصف عبر الحدود مع سوريا، بينما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنّ دمشق وأنقرة مستعدّتان لإقامة خط اتصال مباشر.

وانتقدت سوريا تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي دعاها فيه إلى وقف إطلاق النار من جهة واحدة. وقالت إنّ أيّ تهدئة للمواجهات بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة يجب أن يكون الهدف منها الدخول في حوار سياسي. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي قوله إنّ تصريحات الأمين العام في باريس حول «إثارة موضوع تطبيق وقف إطلاق النار من جانب واحد مع الجانب السوري» خلال مباحثاته في نيويورك، وأنّ الجانب السوري قد طلب منه معرفة ماذا سيحصل لاحقاً «مجتزأة وتتضمن نصف الحقيقة». وقال مقدسي إن الجانب السوري طلب من بان في الجلسة ذاتها «أن يوفد مبعوثين من قبله إلى الدول المعنية، وأخصّ بالذكر السعودية وقطر وتركيا، وهي الدول التي تموّل وتؤوي وتدرّب وتسلّح هذه المجموعات المسلحة، لكي تبدي هذه الدول التزاماً بوقف هذه الأعمال».

في هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أنّه لا نية لدى بلاده للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. وقال، في كلمة ألقاها في اجتماع وزراء هيئة التعاون والاقتصاد والتجارة لدول منظمة التعاون الإسلامي، إن ما يحدث في سوريا يؤثر على تركيا، ولكن «ليس لدينا أيّ نية للتدخل في شؤون سوريا، بأي حال من الأحوال». وأضاف أنّ «سياساتنا لا تعتمد على مثل هذا النوع من الموازنات الجيوسياسية، ولا نعمل على إمرار سياسات معيّنة عن طريق سوريا، كل ما نريده هو أن تكون سوريا قوية بجانبنا».

وفيما قال رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل إنّ بلاده ستردّ بقوة أشدّ إذا استمر القصف عبر الحدود مع سوريا، أفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن مقاتلات تركية أجبرت طائرة سورية قادمة من موسكو على الهبوط في مطار «أسن بوغا» في أنقرة، للاشتباه في حملها أسلحة، كما خضعت للتفتيش من قبل الجهات الأمنية في المطار. وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، إن بلاده تلقت معلومات أن طائرة مدنية آتية من موسكو تحمل شحنة «غير مدنية»، فيما نفت سوريا وجود سلاح على متن الطائرة.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن دمشق وأنقرة مستعدّتان لإقامة خط اتصال مباشر. ونقلت وكالة «إيترتاس» الروسية عن لافروف قوله، عقب كلمة ألقاها أمام مجلس الاتحاد الروسي، إن «التجربة تشير إلى أنّه عند بدء التوترات فإن الطريقة الأفضل لإزالتها هي إنشاء خط اتصال مباشر». وأضاف «ستكون أبسط طريقة لإزالة سوء التفاهم. ونحن مهتمون بأن يكون هناك قناة تواصل، وسنشجّع الشركاء على تحقيق ذلك».

كذلك أعرب لافروف عن استعداد موسكو لعقد اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في أيّ وقت، وأشار إلى أن المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيصوغ عقب زيارته لدمشق أفكاراً لتسوية النزاع في البلاد، استناداً إلى إعلان جنيف. وتابع «أما في ما يخصّ زيارته لروسيا، فهو لديه دعوة، ولقد وعد بأنّه سيلبّيها، ونحن بانتظار اقتراحاته حول الموعد».

في السياق، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه لا يرى نهاية في الأفق للأزمة الدائرة في سوريا، رغم اللقاءات التي سيعقدها نهاية الأسبوع مع مسؤولين في الحكومة الروسية. ورأى هيغ، في حديث إذاعي، أنّه «لا يوجد طريق واضح للخروج من المأزق الدموي الحالي في سوريا، وتستمر الأزمة في أن تكون محبطة وموقعة للكآبة في النفس، إضافة إلى التدهور باتجاه أزمة إنسانية أكبر». وقال «نحن نواصل جهودنا لتحقيق تقدم دبلوماسي بما في ذلك مع روسيا التي سألتقي وزير خارجيتها (سيرغي لافروف) مرة أخرى في عطلة نهاية الأسبوع الحالي، لكن ليس هناك ما يشير إلى تحقيق أيّ اختراق».

من ناحية أخرى، أشار المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، ميت رومني، إلى أنّه سيحاول إنهاء «الحرب الأهلية في سوريا عبر التعاون مع حلفائنا في المنطقة، أيّ السعودية وتركيا، والتواصل مع أشخاص من داخل سوريا يمثلون أصوات الاعتدال ولا يرتبطون بالقاعدة أو الجماعات الجهادية».

في سياق آخر، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن وجهات نظر بلاده وروسيا تتفق على رفض التدخل الأجنبي في حلّ الأزمة السورية. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن المالكي قوله، في ختام لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، إن «روسيا والعراق تتفقان على ضرورة حلّ الأزمة السورية من دون تدخل أجنبي».

إلى ذلك، رأى رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، أنّ «المجلس سيسعى خلال اجتماعه المقرر في الدوحة إلى تجديد هيئاته، ثم توحيد سائر قوى المعارضة بغية تشكيل حكومة انتقالية»، فيما ينوي المجلس الوطني السوري الانتقال «قريبا جداً» إلى سوريا للاستقرار في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة، بحسب ما أعلن أحد مسؤوليه السياسيين. وقال جمال الورد، المكلف بالعلاقات مع الجيش السوري الحر، «قريبا جداً سننتقل إلى سوريا في عمق الأراضي السورية. إنّها مسألة أيام». وأفاد مصدر في المجلس الوطني السوري بأن المباحثات بشأن الانتقال إلى سوريا «جارية منذ شهر».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الجيش نحو الحسم في حمص

واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية للسيطرة على آخر معاقل المعارضين في محافظة حمص، فيما لفت معارضون في مدينة سرمين في محافظة إدلب إلى أنّ المقاتلين المعارضين يحاولون عرقلة وصول تعزيزات عسكرية أرسلها النظام إلى مدينة معرة النعمان لاستعادتها.

وأفيد أن الجيش السوري أرسل التعزيزات من قاعدة مسطومة جنوبي مدينة إدلب، وأنّه انتشر على جزء من الطريق الممتدة على خمسين كيلومتراً، والمؤدية إلى معرة النعمان لتأمين مرور قافلة الدبابات.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى اشتباكات عنيفة عند مشارف خان شيخون لإعاقة تقدم القوات النظامية، لافتاً إلى أنّ «طائرات النظام تقصف من جهتها المنطقة لتأمين مرور التعزيزات».

وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علماً بأن المقاتلين المعارضين يسيطرون أيضاً على سراقب.

وقتل في الاشتباكات في محافظة إدلب، يوم أمس، 15 مقاتلاً معارضاً وخمسة جنود نظاميين، كما قتل خمسة مواطنين في القصف على هذه المناطق، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى تدمير ثلاث دبابات للقوات النظامية على الأقل، فيما استمرت العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري لاستكمال السيطرة على مدينة حمص، وبعض المدن الخارجة عن سيطرته في الريف.

وذكرت صحيفة «الوطن» أنّ حمص «قد تعلن خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة محافظة آمنة، بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها».

من ناحيته، أفاد المرصد عن تجدّد «القصف على أحياء الخالدية، وجورة الشياح، وأحياء حمص القديمة من جانب القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء المحاصرة وفرض سيطرتها عليها».

وقال الناشط أبو بلال الحمصي، الموجود في حمص القديمة، عبر سكايب لوكالة «فرانس برس»، «إنّنا محاصرون كلياً، ولا منفذ أمامناً».

في موازاة ذلك، استمرت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق عدّة من ريف دمشق، وقال المرصد إنّه تمّ العثور على «أكثر من عشر جثث مجهولة الهوية في بئر قديمة، لا تزال ظروف استشهادهم مجهولة حتى اللحظة».

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأنّه في ريف دمشق «عثرت وحدة من قواتنا المسلحة، خلال ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة في مزارع جسرين في الغوطة الشرقية، على أسلحة متنوّعة بينها قناصات أمريكية الصنع».

وذكر مصدر عسكري للوكالة إنه «تمّ العثور أيضاً على معمل لتصنيع العبوات الناسفة وعدد من الصواريخ المحلية الصنع مخبّأة تحت الأرض في مزارع الغوطة الشرقية». وأضاف المصدر «أن وحدات قواتنا المسلحة قضت خلال عملية الملاحقة على عشرات الإرهابيين».

في سياق آخر، قتل مراسل قناة «الإخبارية» السورية، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، في مدينة دير الزور برصاص «إرهابيين»، حسبما أفادت القناة. وذكرت القناة أنّها «تنعى إلى محبّيها ومشاهديها شهيدها البطل مراسل الإخبارية في دير الزور محمد الأشرم، الذي استشهد في حيّ الموظفين برصاص الإرهابيين»، مشيرةً إلى أنّه قتل لأنّه كان «يحمل كاميرته ويعمل على توثيق إرهابهم وإجرامهم».

وأوضح مدير القناة، عماد سارة، أنّ الأشرم «أصيب برصاصة في الصدر وأخرى في القدم فيما كان يحمل بيده كاميرته».

إلى ذلك، توفي ثلاثة سوريين، يوم أمس، بعد وصولهم إلى تركيا متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها جراء المعارك في مدينة حلب.

وذكرت وكالة «أنباء الأناضول» أنّ 13 جريحاً سورياً وصلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى تركيا، توفي ثلاثة منهم رغم محاولات الأطباء الأتراك إنقاذهم. ودخل الجرحى إلى ولاية كيليس الحدودية التركية، بعد أن جرحوا بسبب المعارك في مدينة حلب. ونقل الجرحى حال وصولهم إلى مستشفى كيليس الحكومي، حيث تلقوا الرعاية الطبية اللازمة، فيما نقل أحدهم، وهو يعاني من جراح خطرة، إلى مستشفى في غازي عنتاب.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

حلب: «إحباط» محاولة للسيطرة على الجامع الأموي

باسل ديوب

حلب | اندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية في محيط الجامع الأموي الكبير في المدينة القديمة بحلب، حيث حاول عشرات المسلحين السيطرة على الجامع ظهر أمس، في وقت تواصلت فيه المواجهات بين الجيش السوري ومسلحي «الجيش الحر»، موقعة عشرات القتلى والجرحى.

وقالت مصادر التنسيقيات إن مسلحين من «الجيش الحر حرّروا الجامع الأموي ظهر اليوم (أمس)»، في حين أفاد مصدر رسمي بأنّ «مسلحين حاولوا التسلّل إلى الجامع بعد استهدافه والمنطقة المحيطة بقذائف الهاون، ما ألحق أضراراً به، واشتبكوا مع القوات التي تحرسه، والتي قتلت سبعة منهم». ودامت الاشتباكات نحو أربع ساعات، تمكّن خلالها المهاجمون من إحداث فتحتين في جدار السور الجنوبي للجامع عبر القذائف، قبل إن يضطروا إلى الانسحاب. وانتشر قناصة في الأبنية المطلّة على المنطقة من الجهات الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية التي ينتشر فيها مسلحو «الجيش الحر»، واستهدفوا التعزيزات التي حضرت للدفاع عن الجامع، فيما قتل خمسة من مسلحي «الجيش الحر» خلال هجومهم على حاجز للأمن العسكري في ساحة العواميد بالمدينة القديمة، في محاولة للتقدم باتجاه دوار السبع بحرات. وإثر ذلك الهجوم استهدفت نيران الجيش دوار باب الحديد والمنطقة الممتدة إلى السجن القديم، ومناطق باب النصر والبياضة لمنع تقدم مسلحين آخرين نحو المنطقة. كذلك استهدفت نيران الجيش، في الوقت نفسه، دوار قاضي عسكر إلى الشرق من باب الحديد، حيث تجمعت آليات مزوّدة برشاشات دوشكا وشاحنات صغيرة وسيارات إسعاف كانت تنقل إمدادات للمسلحين، الذين قتل منهم العشرات وفق المصدر. وفي محور كرم الجبل _ الشعار، واصلت وحدة من القوات المسلحة السورية تقدّمها وأوقعت ستة قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المسلحين، فيما تراجع المسلحون إلى الشوارع الفرعية في حيّ الشعار. وعرف من بين القتلى، وفق مصدر مطلع، أحمد لولك، وهو مقدّم فار من خدمته في فرع أمن الدولة بحلب، وأحد المقاتلين العرب ويدعى عبد الله أبو رباح العراقي، في حين ذكرت مصادر المعارضة مقتل مواطن مدني يدعى محمد محمود مدراتي، إثر قصف تعرّض له حيّ كرم الجبل.

ونتيجة معارك أمس أحكمت القوات المسلحة السورية السيطرة على حيّ الصفا المجاور لكرم الجبل، والمؤدي إلى دوار الصاخور. وفي منطقة باب جنين قتل ثلاثة مواطنين إثر سقوط قذيفة هاون على سيارة من نوع «سوزوكي» كانوا يستقلونها أثناء مرورهم أمام المصرف المركزي، فيما جرح نحو عشرة آخرين بالقرب من سوق خضر باب جنين، إثر سقوط قذيفة محلية الصنع.

مسيحيون سوريون: نخشى الإسلاميين إن حكموا

أ. ف. ب.

يؤكد عدد كبير من مسيحيي سوريا تمسكهم بجذروهم وبقاءهم في أرضهم بالرغم من الأحداث، لكنهم لا يخفون خوفهم من هجرة قسرية في حال وصول الإسلاميين الى سدة الحكم.

دمشق: يقول فادي (29 عامًا) الذي يدير متجرًا للتحف الشرقية في دمشق القديمة إن الشرق مهد المسيحية، مضيفًا “كل الازمات التي مرت على البلاد منذ الفي عام لم تتمكن من مسحنا من الخارطة الوطنية”، والكنائس والاديرة “التي نمارس فيها طقوسنا وصلواتنا لا تزال قائمة” منذ مئات السنين.

ويذكر فادي الذي عانى قطاع عمله من الاحداث غير المسبوقة التي تمر بها بلاده بعبارة للمسيح “واردة في الانجيل وفيها في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم”. ويرى فادي أن الوجود المسيحي في المنطقة مهم جدًا “لاكتمال موزاييك البلد”، رافضًا هجرة المسيحيين و”صبغ البلد بلون واحد”.

ورغم تأكيده على التمسك “بمهد المسيحية” مع ابناء طائفته لأنه “صاحب الارض وليس ضيفًا عليها”، يستدرك فادي بأنه قد يضطر للهجرة موقتًا حتى انتهاء الازمة لانه لا يريد أن يصيبه مكروه “كشأن كل السوريين”. ويشيد فادي مناشري (25 عامًا)، الطالب سنة ثانية ماجستير صيدلة، بسوريا البلد “الحاضن الايجابي” لكل الاديان، مؤكدا بقاءه في البلد، الا اذا “تغيّر الوضع السياسي” واصبح “غير مناسب”، ما قد يدفعه الى السفر.

ويقول سلوم (35 عامًا)، وهو موظف في مكتب سياحي اقفل بسبب قلة المورد، إن المسيحيين، رغم أنهم اقلية، هم “مثل الخميرة للعجين ومن دونهم لا يصلح الخبز”. ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة.

لكن سلوم الذي يبحث عن عمل جديد يستدرك أنه قد يضطر “الى الهجرة مرغمًا في يوم ما”، مشيرًا الى تخوفه من “حكم اسلامي وليس من تغيير النظام”. ولطالما عاش المسيحيون في اطمئنان في سوريا حيث الغالبية سنية والحكم في ايدي الاقلية العلوية (10 في المئة) منذ اربعين عامًا.

مستقبل ضبابي

الا أن كثيرين منهم يتخوفون من أن تفرز “الثورة” حكمًا اسلاميًا متطرفًا مناهضًا للحريات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود طويلة رغم انضمام اعداد منهم الى المعارضة و”الحراك الثوري” خلال الاشهر الاخيرة خصوصاً. ويعبر ابراهيم حداد (53 عامًا) عن تخوفه “من أن يحول دخول المتطرفين التكفيريين السلفيين البلد الى مأساة”، مشيراً الى أن السلفيين يختلفون عن المسلمين الذين “لا مشاكل بيننا وبينهم ونعيش معهم بمحبة وأخوة”.

في المقابل، يرى المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي في مطرانية الروم الاورثوذكس أن “ليس هناك تخوف بمعنى التخوف في هذا الوقت”، مضيفًا “عندما احتدت الاحداث وهجر المسيحيون من بيوتهم في بعض المناطق المسيحية، فإن الشعب السوري كله تعرض للمخاطر وللعصابات المسلحة”.

واضاف “أن من حمل السلاح وأتى سوريا لخرابها سيخرب سوريا بكاملها ولا يميز بين كنيسة أو جامع”. الا أن جورج خ. (30 عامًا) الذي يسكن في منطقة السليمانية في حلب ذات الأغلبية المسيحية، يعبر عن اعتقاده بأن الثورة “صبغت باللون الاسلامي المتطرف، وتشهد على ذلك اسماء الكتائب المحاربة والمجاهدين الوافدين الى البلد للجهاد في سوريا”.

ويقول جورج إنه يفكر حاليًا في الانتقال الى لبنان مع انتظار الفرصة المناسبة للمرور الى دولة اوروبية، لأن “المستقبل بات ضبابيًا”، على حد قوله.

حروب المنطقة في الأذهان

ويبدو أن المشهدين اللبناني ابان الحرب الاهلية (1975-1990) والعراقي بعد اسقاط نظام صدام حسين والحرب الاميركية والاعمال الطائفية التي “دفعت الى هجرة المسيحيين”، حاضران في اذهان العديد من مسيحيي سوريا. يضاف اليهما تسلم الاخوان المسلمين الحكم في مصر بعد الاطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك.

وتعتبر فاديا (48 عامًا) أن الاضطرابات التي يمر بها الشرق الاوسط والتغييرات التي حدثت “غير مطمئنة” على المدى البعيد. وتقول “الفاتيكان لم يتمكن من حماية المسيحيين خلال الحرب اللبنانية ولم يتمكن من ذلك في العراق”.

وتتمنى المعلمة دعاء العمر (23 عامًا) أن تكون هذه الازمة “لفترة زمنية وتمر”. وتطالب الدول التي “تعتقد أنها تقوم بدعم المسيحيين” بأن “تشجع المسيحيين على البقاء في أرضهم بدلاً من تسهيل هجرتهم وأن ترسل لنا السلام”.

ويؤكد المطران لوقا الخوري على فكرة استهداف سوريا باكملها “بسبب الحرب الكونية على سوريا، لا شك أن هناك بعض الدول التي تريد تفريغ البلاد (من مسيحييها) وتريد الفتنة بين الشعب السوري”، مشيراً الى أن هذا الامر بدأ قبل الازمة الحالية. ويوضح أن المسيحيين يجب أن يبقوا هنا “لان قبر المسيح هنا وقيامته هنا وصلب هنا وتعذب هنا”.

ويؤكد الخوري وقوف المسيحيين في وجه التدخل الخارجي لحل الازمة في سوريا، لأن هذا التدخل “لن يرحم احداً لا مسيحيين ولا مسلمين (…) وهو لم يرحم احدًا في ليبيا وفي العراق”. ويضيف “التدخل الخارجي هو لخراب البلاد نحن نرفضه سورياً ومسيحيًا واسلاميًا”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767228.html

معارضون سوريون يسيطرون على 5 كلم من الطريق السريع بين دمشق وحلب

أ. ف. ب.

معرة النعمان: ذكر صحافي من وكالة فرانس برس في المكان ان المعارضين المسلحين سيطروا على مقطع يمتد نحو خمسة كيلومترات على الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان التي يسيطرون عليها ايضا.

وتشكل معرة النعمان ممرا اجباريا لتعزيزات الجيش المتوجهة الى حلب التي تشهد معركة حاسمة منذ ثلاثة اشهر.

وجرت معارك عنيفة بالاسلحة الثقيلة والرشاشة طوال ليل الاربعاء الخميس في قطاع الطريق السريع الذي استولى عليه المعارضون في محيط شرق معرة النعمان.

وقال ضابط من المنشقين العقيد اكرم صالح لفرانس برس ان “الجيش حاول استعادة السيطرة، لكن العسكريين تمكنوا من صده”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767291.html

سياسي مثل بندر + دولة مثل قطر = زيارة هامة

سلطان القحطاني

اختار الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية، الدوحة لتكون محطته في أول زيارة معلنة يقوم بها منذ توليه رئاسة هذا الجهاز الحيوي، وذلك في إطار تحالف جديد بين الرياض والدوحة، وتلبية لرغبة كل منهما في تنسيق المواقف السياسية تجاه ما يحدث في المنطقة، وخصوصًا الملف السوري المتأزّم.

قالت وكالة الأنباء القطرية، في بيان لها، إن أمير قطر، الشيخ حمد، استقبل رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان في مكتبه، في الديوان الأميري، ظهر يوم الأربعاء، و”جرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الأخوية التي تربط بين المملكة وقطر والسبل الكفيلة بدعمها وتقويتها في المجالات كافة، بالإضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”، حسب البيان.

وأشارت في بيانها المقتضب، إلى أن الأمير بندر، ووفده المرافق، تناولوا طعام الغداء على مائدة ولي العهد الشاب الشيخ تميم، الذي أصبح يتولى عدداً من الملفات في بلاده، دون تفاصيل أوسع، عن سبب هذه الزيارة المفاجئة، أو طبيعة الملفات التي تم بحثها بين الجانبين.

أمير قطر

ولم تنشر صور لهذا اللقاء على غير العادة. وينظر إلى بندر على أنه واحد من أقوى الصقور السعوديين، الداعين إلى مواجهة إيران، وتحجيم نفوذها، بكافة الطرق، وهو ما تفكر فيه الدوحة أيضاً، بحماس لا حدود له، من خلال دعمها لفكرة تغيير النظام في دمشق، وإزاحة أهم حليف لطهران من المنطقة.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية بالغة، لعدة أسباب، أولها أن الزائر السياسي له حضور في ملفات المنطقة منذ أكثر من ربع قرن، وثانيها أن مضيفيه لديهم طموحات لا حدود لها، ورغبة مسعورة في الحركة على ارض الملعب، وليس آخرها أن البلدين لهما تدخل مباشر في عدد من النقاط الساخنة في المنطقة، وخصوصا سوريا.

وتقول معلومات نشرتها صحف دولية، أن مثلث الرياض – الدوحة – أنقرة، أصبح متعهدًا للملف السوري بشكل كامل، وأصبحت الحدود التركية المحاذية لسوريا، ممرًا آمنًا للأسلحة، وأجهزة الاتصالات المتطورة، لدعم الجيش الحر، في معركته مع قوات نظام الأسد.

ويتقاسم البلدان، السعودية وقطر، وخلفهما أميركا، الخوف من سوريا أصولية، بعد زوال نظام بشار الأسد، لذلك فإن التنسيق يتمحور حاليًا حول الآلية، التي يتم بها ضمان عدم وقوع دمشق، في قبضة التيارات الإسلامية المتطرفة.

ويزور بندر الدوحة بعد أن انهى بنجاح، عملية إعادة تفعيل البيت الداخلي الاستخباراتي، من خلال ترتيب مراكز القيادة، بتعيين نائب جديد له، فضلاً عن الاجتماعات المطولة التي فاجأت حتى موظفي الجهاز أنفسهم، وأقلقت دولاً لها اهتمام كبير بما يحدث داخل المملكة.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767272.html

دمشق: تصرف أنقرة معاد وعليها إعادة المحتويات المصادرة

أ. ف. ب.

طالبت دمشق الخميس تركيا بإعادة محتويات الطائرة التي قامت بمصادرتها بعد إجبارها على الهبوط في مطار أنقرة للاشتباه في أنها تنقل أسلحة.

أنقرة: أكدت مؤسسة الطيران العربية السورية الخميس أن السلطات التركية “اعتدت على طاقم الطائرة” الآتية من موسكو، والتي اعترضتها مقاتلات تركية واجبرتها على الهبوط في انقرة للاشتباه بانها تنقل اسلحة.

وقالت مديرة مؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبد اللطيف في تصريح اوردته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “السلطات التركية اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالاقلاع من مطار انقرة، وذلك بعد رفضه التوقيع على ان الطائرة هبطت اضطراريا”.

وذكرت الوكالة ان طائرة الركاب السورية وهي من طراز “ايرباص 320” وصلت الى دمشق الساعة 5,10 (2,10 تغ) اليوم.

وقالت عبد اللطيف “ان طائرات حربية تركية (…) اجبرت الطائرة على الهبوط بدون اعلام مسبق لكابتن الطائرة بقصد التفتيش ولم تطبق الاجراءات الدولية واعلام خط الطيران المدني التركى بذلك مسبقا، ما كاد ان يتسبب فى حادثة طيران نتيجة اقتراب الطائرات الحربية على مسافة غير مدروسة”.

واعتبرت ان ما حصل “عمل غير انساني، ويدل على خلل في طريقة التعامل مع الانظمة والقوانين التى تنص عليها اتفاقية شيكاغو للطيران المدني”. كما انتقدت “بقاء الركاب لساعات طويلة من دون تقديم أية خدمات اليهم، واعلامهم بما يجري” ما تسبب في “دب الذعر وتاثرت الحالة النفسية لديهم”.

واوضحت مديرة المؤسسة ان “الطائرة لا تحمل اية مواد غير قانونية، والشحنة متوافقة مع القوانين والانظمة العالمية مع بوليصة شحن نظامية”.

وذكرت ان المؤسسة ستقدم احتجاجا لدى اتحاد الطيران المدني واتحاد الطيران العربي وكل المنظمات الدولية والانسانية على هذا التعامل “اللا انساني”، داعية الى “فصل الجانب السياسي من كل دول العالم عن الطيران المدني الذي هو صلة تواصل بين الشعوب”. وتأتي هذه الحادثة في خضم توتر متصاعد بين البلدين الجارين.

في حين أعلن مصدر روسي في أجهزة تصدير الاسلحة الخميس لوكالة انترفاكس أن الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا اثناء قيامها برحلة من موسكو الى دمشق مساء الاربعاء وصادرت منها شحنة “غير قانونية” على حد قولها لم تكن تنقل اسلحة.

وقال المصدر طالباً عدم كشف اسمه “لم تكن هناك لا اسلحة ولا عناصر لصنع اسلحة على متن الطائرة”. وتابع أنه “لو اردنا تسليم سوريا معدات عسكرية أو اسلحة، لكان ذلك تم وفق الاصول وليس بطريقة غير قانونية، ولا سيما بوجود مدنيين على متن الطائرة”. ولفت الى أن موسكو حليفة دمشق التقليدية لم تعلق تعاونها العسكري مع سوريا.

وطالبت موسكو اليوم الخميس تركيا بتوضيحات مؤكدة أن انقرة عرضت الركاب الروس “للخطر”، كما ذكرت وزارة الخارجية الروسية. وقالت الوزارة في بيان إن روسيا “تطالب السلطات التركية بتوضيحات حول مبررات اعمال كهذه حيال مواطنين روس”، مؤكدة أن اعتراض طائرة الركاب من قبل مقاتلات تركية “عرض للخطر الركاب وبينهم 17 مواطنًا روسيًا”.

وقامت طائرتا اف 4 تابعتان لسلاح الجو التركي مساء الاربعاء بمواكبة طائرة ايرباص ايه 320 قادمة من موسكو ومتوجهة الى دمشق وارغامها على الهبوط في مطار انقرة للقيام بعمليات تفتيش أمنية.

بوتين يرجىء زيارة مقررة إلى تركيا

هذا وارجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة مقررة الى تركيا، حسبما اكد متحدث باسمه دون تحديد السبب او الموعد الاساسي لتلك الزيارة. وقال ديمتري بيسكوف لوكالة فرانس برس ان “الزيارة ارجئت وسيتم الاتفاق على المواعيد”، مضيفا ان “الزيارة ستحصل”.

وبحسب وسائل اعلام روسية وتركية فان الزيارة كانت مقررة في 15 تشرين الاول/اكتوبر. ورفض بيسكوف تحديد الموعد الاساسي لتلك الزيارة. كما رفض التعليق على سؤال حول ما اذا كانت الزيارة ارجئت بسبب الوضع في سوريا والتوترات المحيطة به.

وكانت وزارة الخارجية الروسية طالبت في وقت سابق الخميس تركيا بتوضيحات حول اعتراض طائرة ركاب سورية قادمة من موسكو وقالت ان انقرة عرضت حياة الركاب للخطر باجبار الطائرة على الهبوط في العاصمة التركية.

من جانبها، أعلنت مؤسسة الطيران العربية السورية الخميس أن السلطات التركية “اعتدت على طاقم الطائرة” القادمة من موسكو.

واوضحت مديرة المؤسسة غيداء عبد اللطيف في تصريح اوردته وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن “السلطات التركية اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالاقلاع من مطار انقرة، وذلك بعد رفضه التوقيع على أن الطائرة هبطت اضطراريًا”، مشيرة الى أن الطائرة لم تكن تحمل مواد غير قانونية.

شحنة غير قانونية

ونقلت وكالة انباء الاناضول عن وزير الخارجية التركي قوله يوم أمس: “هناك شحنة غير قانونية على متن الطائرة كان يفترض أن يبلغ عنها”. واضاف: “هناك مكونات في الطائرة يمكن وصفها بأنها مثيرة للشك” دون تقديم تفاصيل.

وبحسب قناة ان تي في فقد يتعلق الامر بأجزاء صواريخ. وسمحت السلطات التركية اخيرًا للطائرة التي كانت تقل 35 راكبًا، من بينهم 17 روسيًا حسب وكالة انترفاكس، بالاقلاع من انقرة عند الساعة 23:30 تغ، حسب ما ذكرت وكالة انباء الاناضول.

واكد اوغلو: “كما هي الحال حاليًا، فإن الحادث لن يؤثر على العلاقات التركية الروسية”. ومن ناحيته، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية مساء الاربعاء لوكالة انترفاكس “حسب المعلومات الاولية التي يجب التأكد منها، هناك 17 مواطنًا روسيًا بمن فيهم اطفال على متن الطائرة السورية”، موضحًا أن دبلوماسيين روسيين انتقلوا الى مطار انقرة لتولي الدفاع عن مصالحهم.

واضاف أن “السفارة الروسية في تركيا طلبت على الفور من وزارة الخارجية التركية ايضاحات كما طلبت الوصول الى المواطنين الروس الذين هم على متن هذه الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق”.

ونقلت وكالة ايتار تاس عن المتحدث باسم السفارة الروسية في انقرة ايغور ميتياكوف قوله إن الدبلوماسيين الروس يتواجدون في مطار انقرة، ولكن لم يحصلوا على الاذن للاجتماع بالركاب الروس. واضاف أن “الدبلوماسيين اتصلوا ببعضهم هاتفيًا وهم يعملون للحصول على اذن للوصول اليهم”.

وحسب الموقع الالكتروني لمطار موسكو-فنوكوف، كان من المقرر أن تقلع الطائرة السورية التي تحمل رحلتها الرقم ار بي 442 عند الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي ولكنها اقلعت عند الساعة 15,26 (11,26 تغ).

والطائرة السورية وهي من نوع ايرباص-320 كان تم اعتراضها مساء الاربعاء من اربع طائرات من سلاح الجو التركي تولت مواكبتها واجبارها على الهبوط في مطار في انقرة لاجراء تفتيش أمني.

وبعد الحادث، حذرت تركيا شركات الطيران التركية من دخول المجال الجوي السوري تفاديًا لتعرضها لاجراء انتقامي محتمل، بحسب قناة “ان تي في” التركية. وأدى هذا التحذير الى توقف لبعض الوقت في حركة الطيران وتغيير طرقات.

ووصل التوتر بين تركيا وسوريا الى الذروة. ومنذ قصف بلدة اكجاكالي التركية في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر، يرد الجيش التركي على كل قذيفة سورية تسقط في الاراضي التركية ويستهدف مواقع تابعة للجيش النظامي الموالي للرئيس بشار الاسد.

وكانت تركيا العضو في الحلف الاطلسي والتي تدعم المتمردين السوريين وتأوي حوالي مئة الف لاجىء سوري على اراضيها، قد قطعت علاقاتها مع نظام دمشق. وقد عززت وجودها العسكري على الحدود التي يبلغ طولها 900 كلم مع سوريا مع نشر بطاريات مدفعية ودبابات خصوصًا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767182.html

انتقال المعارك من سوريا الى الضاحية محتمل… ولكن

ريما زهار

تفرض تداعيات تورط حزب الله في الصراع الدائر في سوريا نفسها على المشهد الداخلي، وتثير مواقف متناقضة من فريقي 8 و14 آذار، كان آخرها اعلان الجيش السوري الحر عن انتقال المعارك من سوريا الى الضاحية الجنوبية في بيروت.

بيروت: يرى النائب قاسم هاشم ( كتلة التنمية والتحرير) في حديثه لـ”إيلاف” أنه يجب أخذ كل التهديدات على محمل الجد، خصوصًا وأن ما يسمى بالجيش السوري الحر في تركيبته هو مجموعات غير نظامية، تنتمي إلى تيارات مختلفة عقائديًا، وهي ليست اكثر من مجموعات مسلحة، تعتمد سياسة التحريض، وقد تكون الامور وصلت الى بعض الرؤوس الحامية في هذه المجموعات، الى بعض المغامرات، أو قد تدفع إليها بتحريض وتوجيه معين، وهي معروفة أنها خاضعة لإرادات خارجية تحركها لأهداف سياسية.

في حين تقلل 8 آذار/مارس من أهمية هذا الموضوع، 14 آذار/مارس تحمّل حزب الله المسؤولية، في هذا الخصوص يرى هاشم أن كلام 14 آذار/مارس في غير موقعه، ومن يتحمل المسؤولية في هذا الموضوع هو مجمل تطورات الازمة، ولكن يجب الا يغيب عن ذهن فريق 14 آذار/مارس، أنه من حاول زج لبنان بآتون الازمة السورية، من خلال اقحام لبنان بهذه الازمة بداية مع سياسة التحريض التي بدأها والحملات الاعلامية، وحملاته السياسية في الداخل وتسهيل عمليات تهريب السلاح والمسلحين واحتضانه لهذه المجموعات سرًا وعلنًا، واذا كان من مسؤولية ففريق 14 آذار/مارس هو من يتحملها بالكامل.

هل يدخل الموضوع ضمن تسجيل مواقف من فريقي 14 و8 آذار/مارس قبل الانتخابات؟ يجيب هاشم بأن العنصر المؤثر في الانتخابات يبقى ما يجري في سوريا، ففي كل مرة تستحضر قضية ومسألة يكون عنوانها الحملات الانتخابية كما جرى في السابق، المحكمة الدولية والسلاح كانا أبرز عناوين الحملات الانتخابية، واليوم اضيفت سوريا في كل المراحل منذ 2005، واليوم الازمة السورية ستكون احد ابرز العناوين للحملات الانتخابية، خصوصًا مع وجود اصطفاف حاد حولها من قبل الفرقاء وهذا ليس خافيًا على أحد.

هل الامر سيصبح واقعًا اذا ما سقط النظام في سوريا بمعنى أن المعركة ستنتقل من سوريا إلى الداخل اللبناني؟ يجيب هاشم:” هذه رهانات، فقد راهنوا على سقوط النظام خلال شهرين، كحد اقصى، فبعد اكثر من عام ونصف العام اين اصبحت هذه الرهانات؟ فلماذا نضع لبنان في هذا المضمار وفي كفة الرهانات التي لن توصل الى نتيجة بل تزيد من زعزعة الاستقرار، واخذ الامور الى غير مكانها على مستوى الحياة السياسية والتعاطي الامني، وطبعًا علينا أن نتعاطى مع الامور كما هي وبواقعية من دون رهانات خاطئة، لأن ذلك ستكون له انعكاسات سلبية على التطورات السياسية اللبنانية.

اما لماذا التركيز في الآونة الاخيرة على حزب الله في مختلف القضايا منها اتهامه باغتيال جبران تويني، وكذلك مسألة المقاتلين مع النظام السوري؟ فيجيب هاشم:” حزب الله مستهدف منذ العام 2005، سلاحًا وسياسة، وكلما لاحت قضية في الافق وكانت حاضرة بمستوى الحياة السياسية كان يستحضر حزب الله ليكون هدفًا للتصويب المباشر.

ويرى هاشم أن ما يسمى الجيش السوري الحر يكتسب كل هذه الثقة من السياسة التهويلية التي اعتدنا عليها، ولكنه قد يستند في بعض امنياته واحلامه الى احتضان قوى 14 آذار/مارس.

قوى 14 آذار/مارس

الصورة تبدو مختلفة كثيرًا لدى قوى 14 آذار/مارس التي تنظر بحذر شديد إلى ما قد يقوم به حزب الله في وقوفه إلى جانب طرف سوري ضد آخر، وهو ما ترى فيه إقحامًا غير مبرر مطلقًا بالشأن السوري، وبشكل يتعارض كليًا مع سياسة النأي بالنفس التي تدعيها الحكومة، خصوصًا وأن ما يفعله حزب الله بعدما انكشفت الحقيقة كما تقول مصادر بارزة في قوى 14 آذار/مارس يثبت صحة كلام المعارضة عن أن هذا الحزب ومعه بعض حلفائه يدفع لبنان إلى آتون الصراع الدائر في سوريا، بدعمه جيش النظام ضد الشعب المطالب بالحرية والديموقراطية، في تناقض واضح مع موقف الحكومة في ما يتصل بسياسة النأي بالنفس، وهذا من شأنه أن يرتد على لبنان بنتائج غاية في السلبية، بخاصة بعد التهديدات التي أطلقها الجيش السوري الحر بنقل المعركة إلى الضاحية الجنوبية، ردًا على مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب جيش النظام السوري.

وتشير المصادر إلى أن قوى 14 آذار/مارس ترى في إقدام حزب الله على مناصرة فريق سوري ضد آخر، خطرًا حقيقيًا يتهدد الوضع الداخلي من شأنه أن يحرض الشعب السوري على فئة من اللبنانيين، وهذا لن يكون أبدًا في مصلحة البلدين، وسيقود بالتأكيد إلى إحداث أزمة كبيرة في علاقات البلدين لا يمكن التكهن بنتائجها إذا أصرّ هذا الحزب على سياسته العدائية للشعبين اللبناني والسوري على حدٍّ سواء، في الوقت الذي يجب أن تقوم الحكومة بكل ما يلزم لحماية شعبها وسيادتها لتفادي مخاطر انتقال الأزمة السورية إلى الداخل اللبناني، وهذا ما جاء في مضمون الاتصالات التي أجراها رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة مع عدد من القيادات السياسية والروحية لوضعهم في صورة ما يقوم به حزب الله وانعكاساته على الساحة اللبنانية.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767245.html

مقاتلات تركيا تجبر طائرة ركاب سورية على الهبوط في أنقرة

كلينتون تعرب عن قلقها.. ولافروف: على دمشق وأنقرة إنشاء خط اتصال مباشر

بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط» موسكو: سامي عمارة

هدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت أوزيل سوريا أمس «برد أقوى» إذا ما استمرت في إطلاق النار على الأراضي التركية، في الوقت الذي شدد فيه وزير الغابات والشؤون المائية التركي على أن بلاده «لن تستخدم ورقة المياه للضغط على سوريا، مهما كانت الأسباب».. فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دمشق وأنقرة إلى إنشاء «خط اتصال مباشر» في محاولة لحل التوتر الحدودي، بينما أبدت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون قلقها من تطورات الأوضاع.

إلى ذلك، نقلت مصادر إخبارية، مساء أمس، أن المقاتلات التركية أرغمت طائرة ركاب سورية على الهبوط في مطار «أسينبوا» بالعاصمة التركية أنقرة. وبحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، فإن هذا الإجراء تم للاشتباه في أن الطائرة السورية، التي كانت قادمة من موسكو في طريقها إلى العاصمة السورية دمشق، محملة بالأسلحة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن شبكة «سي إن إن» التركية، أن السلطات التركية تلقت معلومات استخباراتية تفيد بوجود أسلحة في مخزن الحقائب داخل الطائرة، لذا قامت الطائرات الحربية التركية بإجبارها على الهبوط بمطار أنقرة. وأوضح المتحدث باسم الخارجية التركية، في اتصال لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطات التركية طالبت الطائرة بالهبوط، وأن التحقيقات ما زالت جارية. كما أضاف المتحدث أن تركيا حظرت على طائراتها المدنية المرور بالأجواء السورية، نظرا لـ«خطورة الأوضاع الفائقة» هناك.

من جانبه، قال الجنرال أوزيل خلال جولة على قرية أكجاكالي (جنوب شرقي تركيا) حيث قتل خمسة مدنيين مطلع الشهر بقصف سوري، ردت عليه المدفعية التركية: «رددنا (على إطلاق النار السوري).. إذا ما استمروا فسنرد بشكل أقوى»، مؤكدا أن الردود التركية سببت «خسائر مهمة» في سوريا، من دون أن يضيف أي تفاصيل، كما نقل التلفزيون التركي.

من جهتها، أشارت وكالة رويترز إلى أن شاهد عيان قال: إن عدة قذائف مورتر سقطت خارج بلدة عزمارين الحدودية في ساعة مبكرة من صباح أمس، كما أمكن سماع دوي إطلاق رصاص كثيف من على الجانب التركي. وفي إسطنبول، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن هدف تركيا هو تأمين السلام والاستقرار في المنطقة، وليس التدخل في السياسة الداخلية لسوريا. وأضاف: «لقد حذرنا الأسد.. ذكرناه بالإصلاحات التي يتعين عليه إجراؤها. وللأسف نظام الأسد لم يف بوعوده للعالم ولشعبه»، وتابع: «لا ينبغي لأحد، وليس بوسع أحد، أن يتوقع أن نظل صامتين في مواجهة القمع العنيف لحقوق الشعب المشروعة». كما أوضح أردوغان، في كلمته الافتتاحية في اجتماع الدورة الـ28 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري، بمنظمة التعاون الإسلامي «كومسيك»، أن «تركيا لم تفتعل الأزمة السورية، وإنما جاءت نتيجة أخطاء، وإصرار نظام الأسد على عدم تلبية المطالب الديمقراطية للشعب السوري». وتابع: «قدمنا معلومات موسعة للجامعة العربية والمجتمع الدولي بتطورات الوضع، وقمنا بالرد على سوريا لأضعاف القصف من عندهم، وموقف تركيا السياسي الذي اتبعته في مصر وتونس، هو نفس الموقف المتبع في سوريا، دون أي تغيير على عكس ما تدعي به بعض الأطراف».

وبالتزامن، شدد ويسل أر أوغلو، وزير الغابات والشؤون المائية، على «أهمية تقسيم مياه نهري الفرات ودجلة، بشكل عادل بين تركيا وسوريا والعراق»، مؤكدا أن «بلاده لن تستخدم ورقة المياه للضغط على سوريا، مهما كانت الأسباب». وحسب بيان صادر عن وزارة الغابات والشؤون المائية أمس نقلته وكالة الأناضول، قال أر أوغلو إنه «لا مشكلة لدى تركيا أبدا مع الشعب السوري، وإن تركيا لا تستخدم ولن تستخدم المياه كورقة ضغط على سوريا، مهما تدهورت العلاقات بين البلدين».

وفي غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعربت لنظيرها التركي أحمد داود أوغلو، في محادثة هاتفية مساء أول من أمس، عن قلق بلادها إزاء الحوادث على الحدود التركية السورية. وأن بلادها تدعم الخطوات التي تم اتخاذها بشأن الحوادث الأخيرة في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل، حسبما ذكرت «الأناضول».

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة الحوار المشترك بين تركيا وسوريا للتوصل إلى تسوية الأوضاع فيما بينهما، وأهمية إنشاء خط اتصال مباشر لتصفية كل ما يظهر من مشاكل وخلافات. وقال: إن «الجانب السوري مهتم بإعادة الاتصال مع تركيا، فيما تعرب موسكو عن أملها في أن تكون أنقرة أيضا مستعدة للتواصل مع دمشق»، موضحا: «نحن مهتمون بأن يكون هناك قناة تواصل». وأشار لافروف، في تصريحاته لصحافيين في أعقاب لقائه مع أعضاء مجلس الاتحاد، إلى استعداد روسيا للمشاركة في اجتماع مجموعة العمل الخاصة بسوريا في أي وقت، شريطة الاستعداد الجيد لهذا الاجتماع. وأضاف ضرورة تعهد كل أعضاء المجموعة بالتأثير على طرفي النزاع في الأزمة السورية.

واستطرد لافروف ليقول إن بلاده تعلق الكثير من الآمال على مهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، وما سوف يطرحه من أفكار تستند إلى بنود بيان جنيف، الذي كانت مجموعة العمل توصلت إليها في يونيو (حزيران) الماضي. وأضاف أن موسكو قامت بدعوته لزيارتها وتنتظر اقتراحات تحديده لموعد تلبية الزيارة.

النظام السوري يقول ان قواته تستعد لهجوم «نهائي» على حمص

العقيد الكردي لـ «الشرق الأوسط»: ادعاءات للتغطية على خسائر الجيش النظامي في إدلب

بيروت: ليال أبو رحال

أفادت صحيفة «الوطن» السورية، في عددها الصادر أمس، بأن حمص «قد تعلن خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها»، فيما نفى ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المزاعم، مؤكدين أن «الجيش النظامي لم يحرز أي تقدم خلال الأيام الأخيرة على الرغم من القصف العنيف ومحاولته اختراق المدينة عبر حيي الخالدية وباب هود تحديدا».

وفي حين ذكرت صحيفة «البعث»، الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا، أن القوات النظامية قضت «في كمين لها على عدد كبير من الإرهابيين حاولوا الهروب من منطقة الخالدية إلى منطقتي جورة الشياح والغوطة (…) مستخدمين مجارير الصرف الصحي»، أشارت صحيفة «الثورة» الحكومية إلى «تطهير» شارع الخندق في حي باب هود في مدينة حمص، والقضاء على عدد من الإرهابيين «من جنسيات مختلفة».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار أمس إلى «قصف مكثف على الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون في مدينة حمص، المحاصرة منذ أشهر من قبل القوات النظامية». وقال إن «القصف تجدد على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة من القوات النظامية السورية، التي تحاول اقتحام هذه الأحياء المحاصرة وفرض سيطرتها عليها».

وفي حين نفى أبو خالد، أحد الناشطين الميدانيين في حمص، لـ«الشرق الأوسط»، ما وصفه بـ«ادعاءات» الصحف السورية لناحية اقتحام أحياء في المدينة، أكد أن «عناصر الجيش الحر يتصدون ببسالة للقوات النظامية التي تحاول اختراق بعض الأحياء الضعيفة، كما هو الحال في باب هود»، مشيرا إلى أن «القوات النظامية لم تحرز أي تقدم داخل حي الخالدية، ولا تزال رابضة عند مدخله». وقال إن «أكثر من 800 عائلة لا تزال محاصرة داخل أحياء حمص القديمة، وتعاني أوضاعا إنسانية صعبة».

في موازاة ذلك، نفى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون القوات الأسدية قد سيطرت على أحياء حمص»، وأشار «إلى أنها تتقدم في أحياء وتتراجع في أخرى»، مؤكدا أن «ادعاءات الصحف هي للتغطية على الخسارة التي مني بها الجيش النظامي في مناطق عدة في إدلب بعد انسحابه من أكثر من 15 قرية حدودية».

ووصف الكردي «الحديث عن اقتحام حي الخالدية بأنه مشابه للحديث عن اقتحام حي صلاح الدين في حلب»، وشدد على أن «القوات الأسدية لا تتمكن أكثر من اقتحام مدخل الحي ثم الانسحاب منه على الرغم من حجم الدمار الذي تلحقه»، جازما بأن «الجيش النظامي لا يجرؤ على المبيت ولو لليلة واحدة داخل أي حي في حمص أو سواها من المدن الثائرة».

وفي التطورات الميدانية أمس، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «قصفا عنيفا بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ طال مدينة الرستن»، في موازاة «العثور على ست جثث داخل كتيبة الصواريخ في قرية الغنطو في تلبيسة».

وأفاد المرصد السوري بـ«تعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة إثر محاولة القوات النظامية اقتحام الحي»، لافتا إلى «مقتل 4 من عناصر القوات النظامية». كما تعرضت بلدة جوسية بريف حمص لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على القرية وقرى أخرى بريف حمص خارجة عن سيطرة النظام».

انشقاق أول ضابطة علوية عن نظام الأسد

قالت إن قوات الأمن «خائنة».. ووصفت الجولان بـ«المباع»

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت أمس أول ضابط «امرأة» من الطائفة العلوية، انشقاقها عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويأتي ذلك بالتزامن مع معلومات حول أول انشقاق جماعي من الطائفة ذاتها منذ يومين.

وفي فيديو بثه نشطاء على موقع «يوتيوب»، وأعادت قناة «سكاي نيوز عربية» بثه، أمس، ظهرت امرأة ترتدي اللباس العسكري، عرفت نفسها بأنها «العقيد في مرتبات مديرية تجنيد المنطقة الجنوبية زبيدة الميقي». وأعلنت الميقي انشقاقها عن ما وصفته بـ«كتائب الأسد الخائنة».

ووصفت العقيد الميقي مسقط رأسها الجولان بـ«المباع»، وذلك في إشارة لاحتلال الجولان من قبل إسرائيل منذ نحو 4 عقود. وقال النشطاء الذين نشروا الفيديو إنها تنتمي إلى الطائفة العلوية، وبذلك تكون أول ضابطة علوية تنشق عن النظام السوري.

ويتزامن انشقاق الميقي مع معلومات أشارت إليها «الشرق الأوسط» أول من أمس حول انشقاق سبعة ضباط كبار من الطائفة العلوية عن الجيش السوري النظامي وفرارهم إلى الأردن. وكان المنسق العام للمجلس العسكري في مدينة حمص وريفها خالد بكار، أكد أن «الضباط السبعة انشقوا عن النظام وغادروا مع عائلاتهم إلى الأردن»، فيما أعلن نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف، أن «قيادة الجيش الحر لم تبلغ رسميا بهذا الانشقاق، ولم يصل أي من هؤلاء الضباط إلى معسكراتنا في الأردن».

وأوضح الحمود، في تصريحه السابق لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك أقاويل سمعنا بها (الاثنين) عن انشقاق لواء وعدد من العمداء العلويين، لكن لم نتأكد منها بشكل رسمي، وبالتالي لا نستطيع أن نتبناها». وقال: «هذه الأخبار وردت بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات المسلحة داخل بلدة القرداحة (مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد)، وقد تكون هذه الأحداث دفعت بعض الضباط العلويين إلى التأكد من أن مصير النظام السوري إلى زوال، وبالتالي رأوا أنه من الأفضل أن ينشقوا وينجوا بأنفسهم وعائلاتهم.. لكن ذلك لم يثبت لدينا بشكل قاطع».

ناشطون يحذرون الجيش الحر من فقدان «حاضنته الشعبية»

بعد تزايد أخطائه و«غياب التنسيق والشرذمة وتجاهل شكاوى المدنيين»

لندن: «الشرق الأوسط»

انعكس تعقد الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا على مكونات الثورة، لا سيما كتائب الجيش الحر التي تزداد يوما بعد آخر عددا وتشعبا، كما تزايدت «أخطاؤها» مع اشتداد المعارك داخل المدن، الأمر الذي قال ناشطون إنه «ينعكس سلبا على الحاضنة الشعبية»، كما تكررت الدعوات لعملية «نقد ذاتي» تصوب خطى الثورة، بعد تصاعد حدة التوتر الطائفي في أكثر من منطقة.

ووجهت الناشطة السورية المعروفة رزان زيتونة انتقادات للجيش الحر تداولها الثوار تحت عنوان «الثورة تنقد ذاتها»، وطالبت زيتونة الجيش الحر «بتشكيل هيئات التحقيق المستقلة من النشطاء المحليين في المناطق، وتخصيص لجان محايدة لتلقي الشكاوى، وإتاحة الفرصة لإجراء رقابة ومحاسبة من الأهالي على سلوكيات الكتائب التي تمس حياتهم وممتلكاتهم وحرياتهم الشخصية».. وذلك بعد أن نبهت الجيش الحر إلى ضرورة أن «يعي جيدا ما يخضع له المدنيون من ضغوط هائلة، ومن خسارات لا توصف في الأرواح والممتلكات»، وأن «يساعدهم في تجاوز هذه الضغوط» من خلال «عودته جزءا منهم كما سبق وانبثق عنهم وكانوا حاضنته لأشهر كثيرة».

ورأت زيتونة أن ذلك لا يمكن أن يكون «باستمرار تجاهل شكاواهم من سلوك كثير من عناصره وكتائبه.. وتجاهله عدم وجود حد أدنى من التنظيم والتناغم بين كتاب المنطقة الواحدة، وعدم وجود حد أدنى من القواعد الأخلاقية والقانونية المعلنة التي يلزم عناصرهم بالالتزام بها». وأكدت زيتونة على أنه «كما شكل المدنيون حاضنة المسلحين بإمكانهم أن يكونوا عونا لهم في كثير من الأمور، فقط إذا قرر الجيش الحر أن يستمع لنداءاتهم وشكاواهم».

الناشطة والحقوقية زيتونة، المتوارية منذ بداية الثورة بسبب ملاحقتها من قبل قوات النظام، رأت أنه لا بد من الاعتراف بأن «النشطاء المدنيين قصروا جدا بحق أنفسهم ومناطقهم، حين تخلى الكثير منهم عن أدوارهم، إما ملتحقا بالمقاتلين، وإما تاركا إدارة الأمور المدنية للمسلحين»، مشيرة إلى أن «التنسيقيات ضعفت، ولم تأخذ المجالس المحلية دورها المفترض بعد حتى في المناطق المحررة». وقالت إنه في «مناطق محدودة، وعى كل من المقاتلين والمدنيين حاجة بعضهم إلى بعض، وبدأوا بالتماس إصلاح الأمور بمساعدة بعضهم بعضا، لكن ذلك لا يزال تجربة محدودة في المكان وعدد الكتائب». كلام زيتونة جاء بالتزامن مع انتشار فيديو لعبد السلام حربا، زعيم فصيل مسلح متشدد في منطقة القصير بريف حمص، ظهر فيه يخطب في مسجد ومعه مجموعة من مؤيديه يتوعد فيه «الكافرين وشاربي الخمر بالذبح والإلقاء في المجارير»، وكذلك توعد «المتعاملين مع النظام من المخبرين».. وأثار هذا الخطاب استياء غالبية المثقفين والناشطين على شبكة التواصل الاجتماعي، واستنكروا خطابه المتشدد وتهديداته بالقتل. وسبق لهذا الزعيم أن هدد أبناء الطوائف الأخرى من غير المسلمين السنة بالذبح ما لم يلتحقوا بالثورة، إلا أن ناشطين من منطقة القصير قللوا من أهمية هذا الخطاب، باعتبار أن «هذا الزعيم يمثل نفسه ومجموعته المحدودة». ومؤخرا بدأت شكاوى كثيرة تصدر من تصرفات وسلوكيات فصائل مسلحة تدعي الانتماء للجيش الحر بينما تمارس عمليات تشبيح ونهب وسرقة وخطف بهدف الحصول على فدية. وعلت الأصوات بين الأهالي التي تطالب الجيش الحر بوضع حد لهؤلاء، إذا كان هو بريئا منهم. كما انتقد نشطاء بشدة غياب الرؤية السياسية والعسكرية الموحدة والمنظمة للجيش الحر في حلب.

وأصدرت مجموعة تطلق على نفسها اسم «تجمع دعاة الشام» بيانا قالت فيه إن «الثورة وصلت إلى مرحلة من الاستعصاء والمراوحة في المكان والأفق المسدود»، واعتبرت أن «الثورة كانت خيرا مما هي عليه الآن وحاضنتها الشعبية كانت أكبر»، وأن «تصحيح الأخطاء بات واجبا، واستمرار تجاهلها سيحولها إلى مصائب تغير مسار الثورة».

كما أشار البيان إلى ما وصفه بـ«استهتار عدد من القيادات بتضحيات الناس وبكلفة الثورة العالية»، وأنهم «لا يعيرون اهتماما بحجم الدمار والخراب الذي تسببه تحركاتهم». واعتبر أن «ما وصلت إليه معركة حلب يؤكد وجود ضعف واضح في القيادات الميدانية»، و«جهل مطبق وقلة فهم لطبيعة المعركة في المدينة.. والفروق الجوهرية بينها وبين معركة الريف»، مشيرا إلى عدد من «الأخطاء الجسيمة التي وقعت في حلب».

واعتبر البيان أن دخول منطقة السبع بحرات، التي تضم عددا من المؤسسات والمصالح الحيوية للمواطنين، وتضررها «يؤثر بشكل مباشر على المواطنين دون أن يؤثر على النظام»، كما اعتبر أن دخول المناطق الصناعية والتجارية «أثر على اقتصاد الناس وأدى إلى بطالة آلاف العمال». ولفت البيان إلى «عدم قدرة كتائب الجيش الحر المشرذمة والمختلفة على حفظ أمن الناس»، وإلى «تباطؤهم في إقامة العقوبة على السارقين المندسين في صفوفهم»، وإلى «عدم إقامة شرع الله بين الثوار»، وذلك «بحجة عدم تفريق الكلمة وخوفا من الفتن القبلية والعشائرية». وتوجه البيان بخطابه إلى من سماهم «عقلاء القيادات وأصحاب الأحلام» بحثهم على «ترك هوى النفس والتعاون مع القيادات الحكيمة من أهل المدينة، بما يضمن تخفيف فاتورة الثورة على الناس.. مع ضرورة التأكيد على حرمة الأموال وأرواح وأعراض الناس».

ويشار إلى أن «تجمع دعاة الشام» تأسس في مارس (آذار) 2012، بحسب صفحته الرسمية على شبكة الإنترنت. ويضم «ائتلافا من علماء ودعاة ومثقفين ينتهجون الدعوة إلى الله سبيلا للإصلاح»، رافعين شعار «الكلمة الطيبة والعمل الصالح»، وهدفهم «إحداث نقلة نوعية في المجتمع بإعادة الحضور الإسلامي الفاعل إلى واجهة الأحداث، ليلعب دور القيادة والريادة والإمامة والإرشاد في حركة المجتمع على مختلف الأصعدة». ولم يكشف التجمع في موقعه وبياناته أي اسم للشخصيات التي تؤلفه.

معارك دامية في ريف إدلب وحلب ومداهمات في أحياء دمشق

اشتباكات جنوب العاصمة ومقتل مراسل قناة «الإخبارية» في دير الزور

بيروت: بولا أسطيح

أوقعت القوات النظامية السورية أكثر من 130 قتيلا بحسب لجان التنسيق المحلية يوم أمس، في مجمل أنحاء سوريا جراء حملتها العسكرية التي تركزت يوم أمس في ريف إدلب وحلب، إلى جانب حملة مداهمات في أحياء من دمشق.

وفيما تحدثت اللجان عن سقوط ما يزيد على 63 قتيلا في قصف بالطيران الحربي على باب جنين في مدينة حلب، تحرك الجيش النظامي السوري لتعزيز مواقعه قرب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب التي تخضع لسيطرة الثوار. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مروحيات ترافق تعزيزات عسكرية ضخمة انتقلت من حماه إلى معرة النعمان. وكان المرصد ذكر أن القوات النظامية انسحبت أول من أمس من كل الحواجز داخل معرة النعمان باستثناء حاجز واحد عند مدخلها، بعد معارك استمرت 48 ساعة. وقصفت طائرات حربية سوريا معرة النعمان، بينما أكد الثوار أنهم سيطروا على ثلاثة حواجز عسكرية قرب معسكر وادي الضيف بالمنطقة، كما تمكنوا من السيطرة على المركز الثقافي.

وذكرت «شبكة شام» الإخبارية أن كثيرا من عناصر «الجيش الحر» وقوات النظام أصيبوا في الاشتباكات التي تدور في كل من معرة النعمان، حيث تحاول قوات النظام اقتحامها، ودركوش واليعقوبية في إدلب، ومورك في حماه، وناحية ربيعة في اللاذقية، مشيرةً إلى أن قوات النظام تشن حملة دهم واعتقالات في قطنا، في ريف دمشق، وحي الرمل الجنوبي في اللاذقية.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء القصف المدفعي والصاروخي على كل من جسر الشغور والناجية وبلدة حيش في ريف إدلب، والغارية الشرقية، في ريف درعا. فيما أورت شبكة «شام» وقوع اشتباكات عنيفة في بلدات دركوش واليعقوبية والشغور بريف جسر الشغور بريف إدلب، وكذلك في مدينة خان شيخون مع رتل لقوات جيش النظام كان متوجها لمدينة معرة النعمان.

وفي دمشق أفاد ناشطون عن وقوع «انفجار سيارة مفخخة أمام إحدى الحواجز في حي الميدان بالقرب من أمن الدولة في دمشق»، مشيرين إلى أن «قوات الأمن تشن حملة دهم واعتقالات في منطقة التضامن في دمشق». إلى جانب ما ذكرته «شام» من وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد في حي القابون.

كما ذكر ناشطون آخرون أنه تم تكبيد جيش النظام خسائر فادحة مساء أول من أمس (الثلاثاء) على يد الجيش الحر تمثلت في تدمير خمس دبابات على الأوتوستراد الدولي بالقرب من حي القدم جنوب دمشق، مع سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف جيش النظام. كما هاجم الجيش الحر حاجز جيش النظام المتمركز عند مفرق الدحاديل في حي القدم، ودمر دبابة وسقط قتلى وجرحى في صفوف جيش النظام. كما استهدف الجيش الحر حافلة مليئة بعناصر أمن وشبيحة النظام في منطقة الزبلطاني وتم تدمير الحافلة كاملة، حسب الناشطين.

وفي ريف دمشق، أفاد محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة عن وقوع 3 مجازر، لافتا إلى أن المجزرة الأولى وقعت في داريا حيث سقط 17 قتيلا وجدوا في بئر للمياه، ولم تتمكن قوات الدفاع المدني من انتشال إلا 2 من الجثث وجدت مكبلة الأيدي وعليها آثار تعذيب. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أما المجزرة الثانية فهي التي اكتشفت أول من أمس في دير العصافير في الغوطة الشرقية وذهب ضحيتها 30 قتيلا»، موضحا أن 100 شخص لا يزالون مفقودين في البلدة. أما المجزرة الثالثة التي تحدث عنها السعيد فوقعت في جسرين في الغوطة الشرقية، حيث أعدمت قوات النظام 7 أبناء لوالد واحد من بيت درويش كانوا قد اعتقلوا منذ 3 أيام.

وأظهر مقطع فيديو وضعه ناشطون على موقع «يوتيوب» قيام المسلحين برمي عبوات ناسفة وقنابل بواسطة طريقة قديمة تشبه «المنجنيق» على أماكن مجهولة في مدينة حلب شمال سوريا. وأكد أحد الناشطين أن هذه القذائف «تسقط كيفما اتفق وبكثرة في الآونة الأخيرة، إذ إن هذا (المنجنيق) لا يمكن عن طريقه تحديد الهدف ولا حتى مداه، غير أنه من المؤكد أنه يلحق أضرارا جسيمة بالأبنية التي يسقط فيها».

بالمقابل، ذكر مصدر في محافظة ريف حلب لوكالة الأنباء السورية «سانا» أن وحدة من الجيش السوري دمرت مصنعا للصواريخ اليدوية وسيارة نقل مصفحة بمن فيها وثلاث سيارات مزودة برشاشات دوشكا، وسيارتي فان وتجمعا لتدريب للمسلحين، كما قضت على ستة مسلحين رماة قواذف «أر بي جي» وقناصين عند دوار الشعار بحلب.

هذا وقتل مراسل قناة الإخبارية السورية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، في مدينة دير الزور برصاص «إرهابيين»، حسبما أفادت القناة في شريط إخباري عاجل. وذكرت القناة «تنعي إلى محبيها ومشاهديها شهيدها البطل مراسل الإخبارية في دير الزور محمد الأشرم، الذي استشهد في حي الموظفين في دير الزور برصاص الإرهابيين»، مشيرة إلى أنه قُتل لأنه كان «يحمل كاميرته ويعمل على توثيق إرهابهم وإجرامهم». وأوضح مدير القناة عماد سارة في اتصال هاتفي مع «وكالة الصحافة الفرنسية» أن الأشرم «أصيب برصاصة في الصدر وأخرى في القدم فيما كان يحمل بيده كاميرته».

في غضون ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أنباء ترددت عن استغلال منشآت وسيارات للخدمات الطبية في ارتكاب أعمال عنف في سوريا. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، مارتن نسيركي، إنه ينبغي عدم استهداف المنشآت والمعدات الطبية والأفراد العاملين في الخدمات الطبية أو استغلالهم في أي أغراض عسكرية. وأضاف بيان صادر عن المنظمة الدولية أن على كل الأطراف احترام القانون الإنساني الدولي وضمان عدم استهداف المدنيين.

                      بانيتا يؤكد وجود عسكريين أميركيين في الأردن لمواجهة تبعات الأزمة السورية.. وعمان تنفي

تعزيزات عسكرية حدودية تحسبا من عناصر لحزب الله والحرس الثوري الإيراني

عمان: محمد الدعمة لندن: «الشرق الأوسط»

بالتزامن مع نفي مصدر عسكري أردني مسؤول لتقارير إخبارية تحدثت عن وجود قوات أميركية في الأردن لمواجهة تبعات الأزمة السورية، أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن واشنطن أرسلت قوات عسكرية إلى الحدود الأردنية السورية للمساعدة في بناء مقر في الأردن، ومساعدة اللاجئين السوريين أو مساعدة القوات المسلحة الأردنية لمواجهة أي أخطار تتعلق بالأسلحة الكيماوية.

وكشف بانيتا أمس عن أن الولايات المتحدة تتعاون مع دول الجوار السوري لمراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، معربا عن قلق بلاده بشأن مصيرها. وقال للصحافيين عقب لقائه بوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل: «ما زلنا قلقين بشأن سلامة هذه المواقع.. ونسعى للتأكد من أن هذه الأسلحة الكيميائية لن تسقط في اليد الخطأ».

وكشف أن فريقا أميركيا يعمل مع الأردن حول هذا الموضوع، وأن محادثات تدور مع تركيا في هذا الشأن. وقال، بحسب ما نقلته وكالة الأسوشييتد برس الأميركية: «نواصل العمل مع شركائنا في المنطقة ليس فقط لمراقبة الموقف، ولكن لمواصلة تقييم الوضع بالنسبة لأمن مواقع هذه الأسلحة». وأضاف: «لدينا مجموعة من قواتنا العاملة هناك للمساعدة في بناء مقر، وللتأكد من توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن، حتى نتمكن من التعامل مع جميع العواقب المحتملة لما يحدث في سوريا».

من جهته، أشار المتحدث الصحافي للبنتاغون جورج ليتل، المصاحب لبانيتا، إلى أن الولايات المتحدة والأردن اتفقتا على أن «زيادة التعاون والتخطيط الأكثر تفصيلا ضروري من أجل الاستجابة إلى عواقب وخيمة من وحشية نظام الأسد». وقال: إن الولايات المتحدة قدمت مجموعات من المواد الطبية وخزانات المياه، وغيرها من أشكال المساعدات الإنسانية لمساعدة الأردنيين في إعانة اللاجئين الفارين من سوريا إلى بلادهم. مشيرا إلى أن العسكريين كانوا هناك لمساعدة الأردن في التعامل مع طوفان من اللاجئين السوريين على حدوده، وتأمين مخزونات سوريا للأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

وتابع في بيان: «كما قلنا من قبل، لقد تم التخطيط لحالات الطوارئ المختلفة، سواء من جانب واحد أو مع شركائنا الإقليميين»، وقال: إن «هناك سيناريوهات مختلفة لتصرفات تستحق الإدانة من نظام الأسد، ويمكن أن تؤثر على شركائنا في المنطقة، ولهذا السبب وغيره الكثير، نحن نعمل دائما على التخطيط للطوارئ لدينا، ونتشاور مع أصدقائنا».

وأوضح مسؤول دفاعي أميركي من واشنطن، لوكالة الأسوشييتد برس، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن القوة مكونة من نحو 100 من المخططين العسكريين وغيرهم، ممن بقوا في الأردن عقب المشاركة في التدريب السنوي (المشترك) في مايو (أيار) الماضي؛ إضافة إلى عشرات ممن التحقوا بهم منذ ذلك الحين.. موضحا أنهم يعملون من خلال مركز عسكري مشترك بين الولايات المتحدة والأردن شمال عمان، سبق أن استخدمه الأميركيون لعدة سنوات.

وفي توقيت متزامن، نفى مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، وأكدته مصادر أخرى لوكالة الصحافة الفرنسية، عن وجود قوات أميركية في الأردن. وأكد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية قادرة، ولديها الإمكانات كافة، لمواجهة أي تهديدات مستقبلية مهما كان نوعها.

وأوضح المصدر أن وجود أي قوات صديقة أو شقيقة في الأردن هو لغايات تنفيذ التمارين المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة ضمن برامجها التدريبية السنوية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وهذا معمول به منذ عشرات السنين وليس بالأمر الجديد؛ وليس له أي علاقة بما يجري في المنطقة، حيث نفذت القوات المسلحة في صيف هذا العام تمرينا مع أكثر من 19 دولة شقيقة وصديقة.

وعلى صعيد ذي صلة، أكدت مصادر أردنية مطلعة أن القوات الأردنية عززت من تواجدها وتسليحها على الحدود الشمالية مع سوريا، بعد ورود معلومات استخبارية أن عناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني تنوي فتح جبهة مع القوات الأردنية على غرار ما حدث على الجبهة التركية.

وأكد شهود عيان في مدينة الرمثا مشاهدتهم لعشرات الآليات العسكرية متوجهة نحو الحدود الأردنية – السورية عبر المدينة فجر أمس، موضحين أنهم شاهدوا قرابة 50 «دبابة» أردنية محملة على ناقلات عسكرية قادمة من الطريق الدولي المؤدي لمدينة المفرق، ومتوجهة إلى الشمال الغربي، فيما تحدث أهال من بلدة الطرة عن مئات الجنود والآليات التي لم يشاهدوها بهذه الكثافة من قبل.

وحسب مصادر أمنية، فإن تلك التعزيزات على الحدود الشمالية جاءت في أعقاب سقوط قذيفة هاون سورية في بلدة الطرة دون أن تنفجر، إضافة إلى القصف الكبير داخل الأراضي السورية القريبة من المناطق الحدودية المتاخمة والملاصقة للقرى الأردنية، وهو ما وصفه بأنه «الأعنف والأشد منذ بدء الثورة». ووفق المصادر الأمنية، التي طلبت عدم نشر اسمها، فإن تلك التعزيزات طبيعية ولفرض سيطرتها على الحدود، وتحسبا لأي طارئ على الحدود الشمالية.

إلى ذلك، فر ثلاثة جنود سوريين أمس الأربعاء إلى الأردن، بعد إصابتهم بأعيرة نارية، أحدهم وصفت حالته بالحرجة. وقال مدير المستشفى الحكومي بمدينة المفرق (شمال شرق)، حمود السرحان، إن قسم الإسعاف والطوارئ استقبل الجنود مصابين بأعيرة نارية أطلقها عليهم الجيش السوري (النظامي)، وهم يحاولون دخول الحدود الأردنية – السورية، وفقا لقولهم، مشيرا إلى أن أحدهم «في موت سريري جراء إصابته بإصابات بالغة»، واصفا حال الاثنين الآخرين العامة بالمتوسطة.

اسكوتلنديارد لـ «الشرق الأوسط»: اعتقال شخصين بمطار هيثرو على خلفية اختطاف صحافي بريطاني في سوريا

تفتيش منزلين بشرق لندن

لندن: «الشرق الأوسط»

قالت السلطات البريطانية أمس إنها ألقت القبض على زوجين في مطار هيثرو في العاصمة لندن، للاشتباه في ارتكابهما جرائم تتصل بالإرهاب. وقالت الشرطة البريطانية، إنه تم اعتقال الزوجين بعد صولهما على متن طائرة جوية قادمة من مصر مساء أول من أمس، وتم اعتقال الزوجين البالغ عمرهما 26 عاما على أيدي ضباط من فرقة مكافحة الإرهاب للاشتباه في قيامهما بالإعداد والتحريض على أعمال الإرهاب، وتم اقتيادهما إلى مركز للشرطة بوسط لندن حيت تم احتجازهما. وفيما أشارت شرطة اسكوتلنديارد في بيان لها صباح أمس إلى أن الرجل والمرأة قادمان من مصر دون أن توضح جنسيتهما، أو ما إذا كانا عائدين من سوريا أم ذاهبين إليها. ولفت البيان إلى أن الضباط قاموا بتفتيش منزلين في شرق لندن بموجب قانون مكافحة الإرهاب كجزء من التحقيق. إلا أن متحدثا باسم الشرطة البريطانية كشف في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس أن التحقيقات تجري مع الزوجين في إطار تحقيق حول رحلة إلى سوريا لدعم نشاطات إرهابية مفترضة، وكشف المتحدث باسم اسكوتلنديارد أن التحقيقات تجري معهما على خلفية اختطاف واعتقال صحافي بريطاني بشمال سوريا يوليو (تموز) الماضي، وقد أوقفا في أحد مراكز الشرطة في لندن. وقالت مصادر مقربة من الشرطة البريطانية إن الرجل المعتقل طبيب جراح يعمل في بريطانيا وكان يعالج ضحايا الثورة السورية. ورفض وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ذكر أي تفاصيل عن اعتقال الشخصين لكنه قال لـ«بي بي سي» أمس إن السلطات البريطانية «حصلت على معلومات عن مقاتلين أجانب بمن فيهم بريطانيون يتوجهون إلى سوريا». وأضاف: «إنه ليس أمرا نوصي به. لا نريد أن يشارك بريطانيون في أوضاع عنيفة في أي مكان في العالم». وكان النائب البريطاني عن حزب العمال المعارض خالد محمود حذر في أغسطس (آب) الماضي من أن النزاع الدائر في سوريا يمكن أن يؤدي إلى انتشار أفكار التطرف بين أوساط الشبان المسلمين في بلاده وظهور جيل جديد من الجهاديين فيها.

وكانت «بي بي سي» كشفت في وقت سابق أن عشرات البريطانيين سافروا من بريطانيا إلى سوريا للمشاركة في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وتحالف بعضهم مع جماعات إسلامية متشددة. وقال مصور بريطاني يدعى جون كانتلي الذي احتجز في معسكر لجهاديين في سوريا لمدة أسبوع في يوليو مع زميل هولندي له، إن عددا من خاطفيه كانوا بريطانيين.

وأوردت تقارير أن وزارة الخارجية البريطانية تحقق في مشاركة مواطنين بريطانيين بعملية اختطاف نفذها مقاتلون إسلاميون في شمال سوريا وقاموا باحتجاز المصور البريطاني جون كانتلاي وزميله الهولندي جيرون أورليمانز لمدة أسبوع حين دخلا عن طريق الخطأ إلى معسكرهم أثناء عبورهما الحدود من جنوب شرقي تركيا إلى سوريا لتغطية الأحداث. وجاء اعتقال المشتبه بهما بعد يومين من نشر صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تحقيقا بعنوان «رومانسية الجهاد تغوي البريطانيين وتغريهم بالقتال في سوريا»، وكشفت فيه أن مجموعة تضم 50 بريطانيا «يقاتلون حاليا في سوريا إلى جانب الثوار والجماعات الإرهابية، مما يثير المخاوف من وقوع أولئك الرجال أسرى لفكرة الجهاد الرومانسية». وقالت الصحيفة إن مصرفيا سابقا وطبيبا، سبق له أن عمل في وزارة الصحة البريطانية، هما من بين عناصر تلك المجموعة التي تقاتل في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية بريطانية قولها إن غالبية أولئك الرجال «يتحدرون من خلفيات جنوب آسيوية وشمال أفريقية»، وقد التحقوا بالقتال الدائر في سوريا منذ بداية معركة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد في 15 مارس (آذار) عام 2011.

وكانت الشرطة البريطانية قد اعتقلت أيضا في شهر أبريل (نيسان) الماضي ثلاثة رجال من مدينة بيرمنغام في بريطانيا لدى وصولهم إلى مطار هيثرو على متن رحلة قادمة من سلطنة عمان، وذلك للاشتباه بتورطهم بالإرهاب. ونقلت بي بي سي في حينها عن شرطة مكافحة الإرهاب قولها إن الاعتقالات جرت «بشكل مخطط له مسبقا بناء على معلومات استخباراتية، ولم تكن ردا على أي تهديد مباشر للسلامة العامة».

العثور على 25 جثة لأشخاص اعدمتهم قوات النظام في قطنا

أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أنه تم العثور على 25 جثة لأشخاص قامت قوات النظام بإعدامهم ميدانياً في قطنا، في ريف دمشق، مشيرة من ناحية ثانية إلى سقوط قتلى والعديد من الجرحى اليوم جراء القصف المدفعي والصاروخي على مناطق عدة.

وأوضحت اللجان أن قوات النظام تستهدف بالقصف كلاً من جسرين وجديدة عرطوز ومزارع جرمانا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، والقصير وتلبيسة وحي الخالدية في حمص، ومعرة النعمان في إدلب وتلمنس في حلب، وسهل الغاب في حماة، مشيرة إلى أن قوات الأمن السوري أعدمت ميدانياً أحد الأشخاص في حديقة الزاهرة في دمشق.

من جهة أخرى، ذكرت “شبكة شام” الإخبارية أن الاشتباكات بين “الجيش الحر” وقوات النظام تدور في كل من رنكوس في ريف دمشق، والقصير ودير فول في حمص، والشيخ مسكين في درعا، وحيي الشعار والصاخور في حلب، لافتة إلى أن قوات الأمن تشن حملة دهم واعتقالات في ساحة باب مصلى في حي الميدان في دمشق.

200 قتيل بسوريا والقصف يتجدد

                                            تجدد القصف صباح اليوم على مدن وبلدات في إدلب وحلب وريف دمشق، بعد مقتل نحو 200 سوري أمس في عمليات عسكرية للجيش السوري واشتباكات دامية خاصة في إدلب حيث يسعى الجيش الحر إلى قطع الإمداد عن القوات النظامية التي تسعى بدورها إلى استعادة حمص.

وأحصت لجان التنسيق المحلية ما لا يقل عن 197 قتيلا بينهم نحو 50 وُجدت جثثهم في بلدات دير العصافير وداريا وجسرين وزملكا بريف دمشق في ما يبدو أنها إعدامات جماعية.

ووفقا للجان التنسيق, قتل 77 في دمشق وريفها, و35 في حلب, و25 في إدلب, وتوزع الباقون على محافظات حمص والرقة ودرعا واللاذقية وحماة.

وأحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من جهتها ما لا يقل عن 167 قتيلا معظمهم في دمشق وريفها وإدلب وحلب, وقالت إن من بين هؤلاء 23 قتلوا في قصف الجيش السوري لخان شيخون بإدلب.

قتال ضار

وكان الجيش السوري قد أرسل أمس تعزيزات كبيرة إلى ريف إدلب في محاولة لاستعادة معرة النعمان التي سيطر عليها الجيش السوري الحر في اليوم السابق. بيد أنه واجه مقاومة ضارية على تخوم معرة النعمان, وكذلك عند مداخل بلدة خان شيخون القريبة.

وتحدث ناشطون عن عشرات القتلى من الطرفين في المعارك. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش الحر صد محاولة القوات النظامية استعادة معرة النعمان رغم القصف الجوي والمدفعي العنيف.

وتصدى مقاتلو الجيش الحر أيضا لرتل عسكري كبير حاول التقدم إلى معرة النعمان عبر خان شيخون, وقال المركز الإعلامي لبلدة سرمين بإدلب إن المقاتلين تمكنوا من إعطاب ثلاث دبابات للجيش بواسطة العبوات الناسفة وقذائف الـ”آر بي جي”.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إنه في حال أضاف الجيش الحر خان شيخون إلى بلدتي معرة النعمان وسراقب اللتين يسيطر عليهما, فسيعزل تماما القوات النظامية في حلب. وتتلقى تلك القوات الإمداد عبر الطريق الدولية التي تربط دمشق بحلب وتمر بتلك البلدات الثلاث.

وغير بعيد عن إدلب, سيطر الجيش الحر أمس لبضع ساعات على المسجد الأموي الكبير وسط مدينة حلب قبل أن يستعيده الجيش النظامي بعد اشتباكات استمرت أربع ساعات، حسب مصدر عسكري سوري. وأشار مراسل الجزيرة إلى معارك عنيفة جرت أمس في حي الصاخور, وقال إن مقاتلي الجيش الحر باتوا يسيطرون على حي صلاح الدين بعد أن أجبروا الجيش النظامي على الانسحاب منه.

ميدانيا أيضا, قال سليم العمر مراسل شبكة شام للجزيرة إن الجيش السوري حاول أمس استعادة مناطق في ريف اللاذقية بينها بلدة فارس, مشيرا إلى اشتباكات دمرت خلالها اثنتان من دباباته, وأصيبت إحدى مروحياته.

وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش النظامي وكتائب لواء جبل التركمان قرب سد بلوران باللاذقية أدت إلى مقتل وجرح العشرات, وتدمير آليات للجيش السوري.

معركة حمص

وفي ما يتعلق بحمص التي ترزح تحت الحصار والقصف اليومي منذ شهور, تحدثت صحيفة الوطن السورية شبه الحكومية عن احتمال “تأمين” المدينة خلال ساعات. وتشير الصحيفة بذلك إلى ما يتردد عن هجوم كبير وشيك للقوات النظامية, مما يعني اجتياح معاقل الجيش الحر في الأحياء القديمة بالمدينة.

وكانت دمشق تحدثت قبل أيام عن اجتياح حي الخالدية في حمص, لكن الجيش الحر وناشطين أكدوا صد هجوم على الحي, وبثوا صورا لقتلى من الجنود النظاميين. وقال هادي العبد الله الناطق باسم الهيئة العامة للثورة للجزيرة إن الجيش السوري يحاول منذ خمسة أيام اجتياح الأحياء القديمة مثل الخالدية، لكنه فشل في ذلك.

وأضاف أن الجيش شن هجوما على الخالدية من ثلاثة محاور, وعلى مناطق أخرى في المدينة من خمسة محاور دون جدوى, لكنه أشار إلى تصاعد وتيرة القصف الصاروخي والمدفعي على المدينة.

وفي حمص أيضا, تحدثت وكالة الأنباء السورية عن قتل الجيش عشرات “الإرهابيين” في قرية برج قاعي.

دمشق تتهم أنقرة بالقرصنة

روسيا: الطائرة السورية لم تحمل أسلحة

                                            نفت روسيا اليوم الخميس وجود أسلحة على متن طائرة الركاب السورية التي أُجبرت على الهبوط في تركيا أمس الأربعاء بينما كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق للاشتباه بأنها تحمل معدات عسكرية، وفي الوقت نفسه اتهم وزير النقل السوري أنقرة بالقرصنة الجوية على خلفية الأزمة بين البلدين.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بوكالة تصدير السلاح في روسيا -طلب عدم ذكر اسمه- قوله “لم تكن هناك أسلحة ولا أي نوع من الأنظمة أو قطع المعدات العسكرية على متن الطائرة ولا يمكن أن تكون على متنها”.

وكانت مقاتلتان حربيتان تركيتان أجبرتا طائرة سورية قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط  في مطار أسن بوغا بالعاصمة أنقرة أمس الأربعاء.

واستكملت طائرة الركاب رحلتها بعد مصادرة جزء من شحنة الطائرة في تركيا، وذكرت محطة “أن تي في” الإخبارية ووسائل إعلام تركية أخرى نقلا عن مسؤولين أتراك أن الطائرة كانت تنقل أجزاء من أنظمة صواريخ.

وطلبت روسيا -التي توصف بأنها حليف قوي للنظام السوري وتمده بالسلاح- تفسيرا من تركيا بشأن إنزال الطائرة. ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر في الخارجية الروسية أن 17 روسيا بينهم أطفال كانوا على متن الطائرة، متهمة أنقرة بتعريض أرواح مواطنين روس للخطر.

غير أن مسؤولا في وزارة الخارجية التركية قال اليوم إن تركيا لم تتلق طلب استفسار رسميا من روسيا بشأن اعتراضها الطائرة السورية.

قرصنة

وفي سوريا، اتهم وزير النقل السوري محمود سعيد تركيا اليوم الخميس بـ”القرصنة الجوية”. ونقل تلفزيون المنار اللبناني عن الوزير قوله إن هذه الخطوة تتنافى مع معاهدات الطيران المدني.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أكد أن بلاده سمحت للطائرة بمغادرة أنقرة وعلى متنها 35 راكبا بعد مصادرة مواد “مثيرة للريبة” منها، وتحدث عن “شحنة غير قانونية” قال إنه كان يفترض التبليغ عنها طبقا للقواعد المعمول بها في مجال الطيران المدني.

وبعد الحادث، حذرت أنقرة شركات الطيران التركية من دخول المجال الجوي السوري تفاديا لتعرضها لإجراء انتقامي محتمل، وأدى هذا التحذير إلى توقف بعض الوقت في حركة الطيران وتغيير طرقات.

ومنذ قصف بلدة أكجاكالي التركية بالثالث الشهر الجاري، يرد جيش تركيا على كل قذيفة سورية تسقط في أراضيه، ويستهدف مواقع تابعة لجيش النظام الموالي للرئيس بشار الأسد.

وقطعت تركيا -وهي عضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو)- علاقاتها مع نظام دمشق، وعززت وجودها العسكري على الحدود التي يبلغ طولها 900 كلم مع سوريا مع نشر بطاريات مدفعية ودبابات.

الإبراهيمي استأنف مساعي التسوية

معارضة سوريا تبحث التوحد والانتقال للداخل

                                            يجتمع المجلس الوطني السوري المعارض الأسبوع القادم في الدوحة لإعادة هيكلة نفسه بهدف استقطاب قوى معارضة أخرى تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية, ويعتزم نقل مقره قريبا إلى سوريا التي ستستقبل في غضون أيام على الأرجح الموفد المشترك الأخضر الإبراهيمي الذي بدأ جولة جديدة في المنطقة.

وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا الأربعاء في تصريحات له بباريس إن إعادة تنظيم المجلس ستسبق محادثات تعقد في الدوحة أيضا مع معارضين آخرين لتشكيل حكومة انتقالية.

وغادر معارضون على غرار هيثم المالح المجلس الوطني منتقدين “عدم فاعليته”, كما أن هناك خلافات بين مكوناته, ويتهمه ناشطون ميدانيون بأنه لا يقوم بدوره في مساعدة المعارضين المسلحين.

ويتعرض المجلس الوطني السوري لضغوط من دول غربية وعربية لتوحيد صفوف المعارضة قبل إعلان حكومة انتقالية تمثل كل مكونات الشعب السوري, وتلقى أوسع اعتراف دولي ممكن.

اجتماع الدوحة

وقال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا الذي التقى مسؤولين فرنسيين في باريس “نريد أن نشكل هذه الحكومة (الانتقالية) بأسرع ما يمكن، لكن السرعة لا تعني التسرع.. إذا لم نتشاور بشكل صحيح مع القوى المعارضة الرئيسية على الأرض فستكون لدينا ساعتها حكومة ضعيفة لا نريدها”.

وأضاف سيدا -الذي يفترض أن يستقيل من منصبه الأسبوع المقبل- إن الخطوة الأولى على طريق إعادة هيكلة المجلس الوطني ليصبح ممثلا لكل أطياف المعارضة ستكون تشكيل جمعية عامة للمجلس بين 15 و17 ديسمبر/كانون الأول القادم.

ومن المقرر ضم جماعات سورية معارضة بينها لجان التنسيق المحلية, وجماعات رجال الأعمال, وجماعات أخرى أصغر تمثل الأكراد والتركمان والمسيحيين السوريين. وقال عضو في المجلس الوطني إن لجان التنسيق المحلية والمجالس العسكرية الثورية ستشارك في محادثات توحيد المعارضة بالدوحة.

وأعلن رئيس المجلس الوطني السوري في المناسبة أن المجلس يريد نقل عملياته إلى المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش الحر في شمال سوريا, وهو ما أكده مسؤول في المجلس لفرانس برس. وكان سيدا زار منطقة خاضعة للجيش الحر في إدلب والتقى قيادات عسكرية لبحث الوضع الميداني.

ويسيطر الجيش الحر على مناطق واسعة في محافظات حلب وإدلب واللاذقية, ويسعى إلى إخلاء المناطق المتاخمة لتركيا من الجيش السوري النظامي.

جولة ثانية

دبلوماسيا, بدأ الموفد الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الأربعاء زيارة إلى السعودية في مستهل جولة ثانية له تشمل دولا بالمنطقة بينها سوريا على الأرجح.

وكان الإبراهيمي قام بجولة أولى منتصف الشهر الماضي, زار خلالها سوريا والتقى الرئيس بشار الأسد, ومصر وتركيا. ولم تفض جولة الإبراهيمي تلك إلى أي تقدم نحو حل سياسي للأزمة في سوريا, بل إن الإبراهيمي أقر بأنه لا يملك خطا للتسوية.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الموفد المشترك إن الإبراهيمي الذي وصل إلى جدة الأربعاء سيبحث الأزمة السورية مع المسؤولين السعوديين. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال الثلاثاء إن الإبراهيمي “سيحاول” زيارة دمشق ولقاء الأسد. وفي وقت سابق ربط بان كي مون زيارة الموفد المشترك إلى سوريا بنجاح مشاوراته في المنطقة.

في السياق الدبلوماسي أيضا, قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن إيران مستعدة للتباحث مع السوريين بشأن الفترة الانتقالية. وأكد داود أوغلو في تصريح لبرنامج “بلا حدود” الذي أذاعته الجزيرة الأربعاء إن الإيرانيين أبلغوه بذلك مؤخرا، وهو ما قد يساعد على الحل في سوريا.

وبالتزامن مع بدء جولة الإبراهيمي الثانية إلى المنطقة, انتقدت دمشق الأربعاء تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة حثها فيها على وقف إطلاق النار من جهة واحدة. وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن تصريح بان بشأن طرح موضوع وقف إطلاق النار من جانب واحد “مجتزأ ويتضمن نصف الحقيقة فقط”.

وأضاف أنه تم الاتفاق في لقاء معه على “مبدأ أن التهدئة هدفها ترتيب الأجواء للحوار السياسي المنشود وليس لضرب استقرار سوريا واستغلال التزام الدولة”.

علي فرزات يتسلم جائزة ساخاروف

لبيب فهمي-بروكسل

تسلم رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات رسميا مساء أمس في بروكسل جائزة ساخاروف 2011 لحرية الفكر من رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز.

وكان علي فرزات قد حصل على جائزة ساخاروف، التي يمنحها البرلمان الأوروبي كل سنة للمدافعين عن حقوق الإنسان في العالم، مع كل من أسماء محفوظ من مصر, وأحمد الزبير أحمد السنوسي من ليبيا, ورزان زيتونة من سوريا, ومحمد البوعزيزي من تونس, لكنه لم يحضر حفل التسليم العام الماضي لإقامته في مصحة بالكويت للعلاج من آثار التعذيب في السجون السورية.

وقال شولتز “تمكن علي فرزات بتهكمه وقلمه الحاد من توجيه ضربة قاتلة لمصداقية نظام بشار الأسد والمحيطين به. تمكن من إبراز طبيعة هذا النظام الذي يجمع بين جنون العظمة والعنف والأنانية العمياء, كما بيّن بالقدوة الشخصية تفوق الحرية على الخوف”.

وأضاف أن ظهور فرزات في البرلمان الأوروبي يذكر الأوروبيين بأن لديهم مسؤولية تجاه المواطنين السوريين, قائلا إن “الحرب الحالية في سوريا مأساة إنسانية تقع على أبوابنا, ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف أكثر صرامة لوضع حد لهذا الوضع”. وتبلغ قيمة الجائزة خمسين ألف يورو (64 ألف دولار).

جائزة إنسانية

وفي كلمته بحفل التسليم, شكر علي فرزات البرلمان الأوروبي على الجائزة التي وصفها بالإنسانية وبالبعيدة عن الاعتبارات السياسية والاقتصادية. وقال للجزيرة نت “إنها مؤشر أو بوصلة تعرّف الفنان أين هو من الشارع ومن الناس. وأمر ضروري أن تكون هناك بين الفينة والأخرى منظمات حقوقية تدعم الفنان وتشجعه على المضي قدما ليكون له تأثير أكبر على الشارع”.

وأضاف “هذه الجوائز، حتى وإن لم يكن لها دور مباشر في الثورة التي يجب الاعتماد فيها على النفس لا على الآخرين، فإنها متنفس إعلامي مهم يسمح بالوصول إلى المنصات الدولية للتعريف بالثورة وأهدافها”.

وخاطب فرزات النواب الأوروبيين بالقول إن الثورة السورية لا تطلب التدخل الخارجي وإنما حماية المدنيين العزل, وإنها انتصرت قبل عام وثمانية أشهر عندما كسرت حاجز الخوف.

وفند ادعات البعض بسيطرة الاتجاهات الإسلامية على الثورة قائلا “هذه الثورة بمختلف طوائفها ومذاهبها يقتل منهم العشرات من أبنائها كل يوم، فقليل من يفرقون بين مذهب وآخر”.

ودأب البرلمان الأوروبي منذ أكثر من عشرين عاما على منح جائزة ساخاروف لشخص أو مؤسسة تميزت في كفاحها من أجل حرية الفكر والدفاع عن حقوق الإنسان.

ومن بين الفائزين السابقين الكوبي غييرمو فاريناس عام 2010, والصيني هو جيا عام 2008, والأمم المتحدة وأمينها العام (السابق) كوفي أنان عام 2003, ونيلسون مانديلا عام 1988.

وينتظر الإعلان عن الفائز بجائزة ساخاروف للعام 2012 يوم 26 من هذا الشهر. وتضم اللائحة النهائية كلا من آليس بيالياتسكي الناشط في مجال حقوق الإنسان من روسيا البيضاء, وهو معتقل حاليا, والمحامية الإيرانية ناصرين سوتوديه, والمخرج الإيراني جعفر باناهي, والمجموعة الغنائية الروسية بوسي رايوت.

فيديو للجيش الحر يكذّب خبراً بثه التلفزيون السوري

اقتحام حي الخالدية في حمص أكده الإعلام الرسمي ونفاه الإعلام المعارض

دمشق – جفرا بهاء، العربية

في خبر بثه التلفزيون السوري أمس الأول قال: “الجيش السوري يقتحم حي الخالدية بحمص”، وذاك بعد 4 أيام متواصلة من القصف المستمر، ليرد الجيش الحر ويكذب الخبر من خلال فيديو حصري لقناة “العربية” صوّر من داخل حي الخالدية.

الفيديو يعترف وعلى لسان عناصر من الجيش الحر أن الجيش النظامي التابع للأسد استطاع الدخول إلى جزء بسيط من الحي من خلال ثغرة ضعيفة غير محمية بالشكل الكافي.

ويؤكد الفيديو أن التصوير يتم داخل الخالدية، وبحسب الملازم بلال تركاوي أحد القادة الميدانيين في الحي فإن مكان وقوفه هو أمام مدرسة عمار بن ياسر التي ذكرت بالاسم في تقرير التلفزيون السوري عن اقتحام الخالدية. وأكد تركاوي أن الحر كبد الجيش النظامي دبابتين و13 عنصرا.

ويظهر عدد من أفراد الجيش الحر من كتيبة “الشهيد أبو النور علمدان” بحسب أحدهم، جالسين مع أسلحتهم يشرحون كيف قام الجيش الحر بصد اقتحام الجيش النظامي، مع الاعتراف بدخول ذلك الجيش إلى أجزاء قليلة.

وانقسمت الخالدية ما بين كتلتين إحداها يسطر عليها الجيش الحر بالكامل وأخرى تحت حصاره.

الخالدية التحدي الأكبر

إن كانت حمص تتلقى قذائف ورصاص النظام السوري بشكل يبدو فيه أن هذا الرصاص أكبر من أن يكون عملية عسكرية يقوم بها نظام ضد شعب، وبات من المعروف أن النظام ينتقم من حمص وأهلها لكثرة ما صمدت وصمدوا.

وبات حي الخالدية التحدي الأكبر للجيش الأسدي، فهو من الأحياء الأكبر في حمص أولاً، وهو بوابة الوصول إلى باب تدمر والبياضة، عدا عن أنه معقل لعدد كبير من الجيش الحر، والأهم من كل هذا أن النظام تكبد خسائر مادية وبشرية ومعنوية كبيرة في هذا الحي ما جعل من هزيمته هدفاً لرفع معنويات مؤيديه.

يقول أحد الناشطين من حمص إن سبب تركيزهم على حي الخالدية أن هذا الحي يعتبر بوابة الدخول إلى باب تدمر والبياضة، وبالتالي لن يبقى من خط دفاعي في حال سقوط الخالدية، وعلى الرغم من المعارك الشرسة الدائرة طوال الوقت بين الجيش الحر وجيش الأسد فإن الخالدية لا تزال خارج نطاق سيطرة الأسد.

الأسد أمر بتصفية الناشط الكردي مشعل تمو

الوثائق رصدت أوامر تنفيذ عملية نوعية تستهدف تركيا من خلال قتل تمو

دبي – العربية الحدث

كشفت “العربية الحدث” في حلقة، اليوم الأربعاء، ضمن سلسلة مجموعة الوثائق السرية المسربة، تفاصيل وتسلسل صدور الأوامر بشأن اغتيال الناشط الكردي مشعل تمو في سوريا.

وتوضح الوثيقة المؤرخة في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2011، وبناءً على توجيهات من الرئيس بشار الأسد، صدر أمر باغتيال الناشط الكردي مشعل تمو، حيث كُلف العقيد جودت حسن في جهاز المخابرات الجوية من العقيد الركن صقر منون بالتحرك إلى محافظة الحسكة السورية لتنفيذ حكم الإعدام في حق تمو، وتظهر الوثيقة بشكل واضح كلمة تصفية الناشط الكردي مشعل تمو على أن يعود جودت حسن فور إتمام العملية.

وتحمل وثيقة أخرى في طياتها إثباتاً واضحاً على أن الأسد هو من طلب تنفيذ عملية نوعية تستهدف تركيا من خلال قتل ناشط كردي، وهو أيضاً من حدد شخصية أو هدف هذه العملية، ففي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام الذي صدر فيه أمر بتصفية تمو، أرسل صقر منون العميد الركن في جهاز المخابرات الجوية السورية هذه الوثيقة والتي تحمل عنوان اغتيال مشعل تمو بأمر جميل حسن،

وفيها يخاطب منون الأسد ويقول: إنه وبناء على كتاب أرسله الأسد لفرع المخابرات الجوية في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول عام 2011 يطلب فيه الأسد تنفيذ عملية نوعية ضد القيادة التركية، تم تكليف المخابرات الجوية بمراقبة ورصد جميع تحركات الناشط الكردي مشعل تمو.. إذاً ومن هذا المنطلق تعتبر الوثيقة إثباتاً واضحاً على أن الأسد هو من طلب تنفيذ عملية نوعية تستهدف تركيا من خلال قتل ناشط كردي تتهم أنقرة بتنفيذه فيما بعد، وأن الأسد هو أيضاً من حدد شخصية أو هدف هذه العملية.

وتظهر الفقرة الثانية من الوثيقة، يفيد منون الرئيس الأسد أنه وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول توافرت معلومات عن تواجد الناشط الكردي مشعل تمو الذي يعتبر مصدر قلق للحكومة التركية، وابنه مارسيل والناشطة الكردية زاهدة راشكلو باجتماع يعمل ضد قيادة الأسد، وأنه وبأمر مباشر من اللواء جميل حسن رئيس جهاز المخابرات الجوية سابقاً قبل أن يقتل في تفجير مقر الأمن القومي، ومن ثم تم اقتحام المنزل الواقع في القامشلي وتصفية كل من بداخله.

نهر العاصي.. منفذ السوريين الوحيد إلى تركيا

أهالي حاجي باشا يساعدون اللاجئين السوريين عبر قوارب خشبية وحبال

نوال عياض – العربية

لجأ عدد من النازحين السوريين إلى نهر العاصي الفاصل بين سوريا وتركيا مسافة كيلومترين من أجل العبور إلى تركيا بواسطة قوارب خشبية صنعها الثوار بأنفسهم وتسحب إلى الجهة الثانية حيث يتم نقل الجرحى والحالات الخطيرة بحثا عن العلاج.

بات “نهر العاصي” نهر الثورة السورية المنفذ الوحيد للاجئين السوريين الفارين إلى تركيا من الحرب التي اشتدت جذوتها في سوريا، خصوصا بعد أن قصفت القوات السورية بالمدفعية جسر الربلة الذي كان يمر منه كل الجرحى في طريقهم إلى لبنان.

ويتجمع في عازمارين في ريف إدلب يوميا عشرات المدنيين أغلبهم من الجرحى والأطفال والنساء، وجهتهم الضفة الأخرى للنهر على الجانب التركي حيث يتلقون مساعدة من سكان قرية حاجي باشا الواقعة بين وسط بساتين الزيتون على الضفة التركية للنهر.

وقد أقام أطباء ومتطوعون وحدات مؤقتة للإسعافات الأولية مجهزة بسيارات إسعاف تقل الجرحى الى مستشفيات انطاكية الكبرى لتلقي العلاج فيما تقل حافلات النازحين إلى مخيمات هاتاي القريبة.

وأصبح نهر العاصي معبرا هاما للثورة، فمنه تصل الإمدادات الطبية واللوجستية للجيش الحر، خصوصا أن المناطق والمدن المحاصرة تطل عليه مثل إدلب وحماة وحمص.

الإبراهيمي يصل إلى السعودية لبحث الأزمة السورية

دبي – قناة العربية، الأمم المتحدة – فرانس برس

وصل الوسيط الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الأربعاء، إلى مدينة جدة السعودية، وهي محطته الأولى في جولته الثانية بالمنطقة، كما أعلنت الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم الإبراهيمي، أحمد فوزي، في بيان، إن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا سيجري في المملكة “لقاءات موسعة تتناول الأزمة السورية”.

وكان الإبراهيمي قام بأول زيارة له إلى الشرق الأوسط في منتصف سبتمبر/أيلول، وتخللتها زيارة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه منذ منتصف مارس/آذار 2011 انتفاضة شعبية سلمية تحولت إلى نزاع مسلح.

دمشق تتهم أنقرة بالقرصنة على طائرتها

مهران عيسى – أنقرة – سكاي نيوز عربية

اتهم وزير النقل السوري محمود سعيد تركيا بـ”القرصنة الجوية” الخميس، بعد أن أجبرت مقاتلتان تركيتان الأربعاء طائرة سورية مدنية قادمة من العاصمة الروسية موسكو على الهبوط في مطار “أسن بوغا”بأنقرة.

كما اتهمت دمشق أنقرة بالقيام بـ”تصرف معاد ومستهجن”، مطالبة السلطات التركية بإعادة محتويات الطائرة التي صادرتها.

وقالت سوريا إن الطائرة كانت تحمل “بضائع قانونية”.

وأعلنت مديرة مؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبد اللطيف لصحفيين في دمشق: “السلطات التركية اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالإقلاع من مطار أنقرة وذلك بعد رفضه التوقيع على أن الطائرة هبطت اضطرارايا”.

وأضافت: “الطائرة لا تحمل أية مواد غير قانونية والشحنة متوافقة مع القوانين والأنظمة العالمية مع بوليصة شحن نظامية”.

وتابعت: “عند تفتيش الطائرة تبين أنه يوجد طرود مدنية وتجهيزات إلكترونية مسموح نقلها وأدرجت نظاميا”.

وكانت السلطات التركية أعلنت أنها صادرت بعض المواد والمستلزمات على متن الطائرة يعتقد بأنها أجزاء صواريخ، قبل أن تسمح لها بمغادرة المطار.

ويأتي هذا الحادث في ظل تصاعد التوتر العسكري بين البلدين، حيث عززت القوات المسلحة التركية وجودها على الحدود التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر، وترد بالمثل على إطلاق النار والقصف عبر الحدود من شمال سوريا.

وسارع وزير النقل السوري الخميس، إلى القول إن ما أقدمت عليه أنقرة “يتنافى مع معاهدات الطيران المدني”، فيما أعلنت مؤسسة الطيران السورية إن الطائرة كانت تحمل بضائع قانونية.

وفي السياق نفسه، نفى مصدر بوكالة تصدير السلاح في روسيا وجود أسلحة و”لا أي نوع من الأنظمة أو قطع المعدات العسكرية على متن الطائرة، في تصريحات لوكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء الخميس.

وقال: “لو أردنا تسليم سوريا معدات عسكرية أو أسلحة، لكان ذلك تم وفق الأصول وليس بطريقة غير قانونية، لا سيما بوجود مدنيين على متن الطائرة”، مشيرا في المقابل أن بلاده “لم تعلق تعاونها العسكري مع سوريا”.

وكانت أنقرة كشفت أن إجبار الطائرة على الهبوط جاء بعد الاشتباه في حملها أسلحة على متنها.

وصادرت السلطات شحنة مشبوهة تحتوي على أجزاء مما يعتقد أنها لأنظمة تستخدم في الصواريخ، حسبمانقل موقع صحيفة الزمان التركية عن مسؤولين في المطار.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داودأوغلو، إن بلاده ستواصل تفتيش الطائرات المدنية السورية التي تستخدم المجال الجوي التركي.

فيلتمان يشدد على الحل السياسي بسوريا

نيويورك – سكاي نيوز عربية- ناصر الحسيني

اعتبر مدير دائرة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، أن دعم إيران وحزب الله للنظام السوري من جهة، وتسليح بعض الدول للمعارضة السورية من جهة أخرى يمنعان التوصل أي حل سياسي يوقف العنف في سوريا.

وفي مقابلة خاصة مع “سكاي نيوز عربية” في نيويورك، شدد فيلتمان علن أن الأولوية في الوقت الراهن هي لوقف العنف عبر تقديم حل سياسي تثق به كافة الأطراف في سوريا.

وقال إن المبعوث الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، يتواصل مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية قبل وضع خطة محددة ترسم أفقا سياسيا جديدا في البلاد.

وردا على سؤال بشأن رفض الرئيس السوري، بشار الأسد، والمعارضة التحاور، أكد فيلتمان أن ذلك يساهم في تعميق الأزمة السورية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه الخلاف الحاد يتعدى الحدود السورية إلى دول الجوار.

وقال إن الخلافات الإقليمية بشأن الملف السوري فضلا عن خلافات مجلس الأمن “أعاقت جهود الأمم المتحدة السياسية لتدارك الأوضاع في سوريا”.

وعن ارتفاع حصيلة القتلى اليومية في سوريا، شدد فيلتمان على ضرورة وقف العنف، واعتبر أن “ما يحدث في سوريا أمر مروع”.

سوريا.. 51 قتيلا واستمرار معارك حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استمرت الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر الخميس، لليوم الثاني على التوالي للسيطرة على طريق الإمدادات العسكرية الحكومية إلى مدينة حلب شمالي البلاد، في وقت أسفرت أعمال العنف عن مقتل 51 شخصا في مناطق عدة بسوريا حسب ناشطين.

وفي حين تدور اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في ريف إدلب في محاولة للسيطرة على خان شيخون ومعرة النعمان، قصف الطيران الحربي بالصواريخ بلدة حيش، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.

وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علما بأن المقاتلين المعارضين يسيطرون أيضا على سراقب. وتمر كل تعزيزات القوات النظامية نحو حلب حكما بهذه المدن الثلاث.

وكانت الاشتباكات في محافظة إدلب الأربعاء، أسفرت عن مقتل 21 مقاتلا معارضا و5 جنود نظاميين، كما قتل 11 مواطنا في القصف على هذه المناطق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار أيضا إلى تدمير 3 دبابات للقوات النظامية على الأقل.

أما في حلب فقد أسفر سقوط قذائف مدفعية على أتوستراد المطار عن سقوط عدد من الجرحى، في وقت تصدى الجيش الحر للطيران الحربي وأجبره على التراجع في مدينة الباب، حسبما أفاد “سكاي نيوز عربية” ناشطون في المعارضة.

وفي ريف دمشق قصفت المدفعية سهل رنكوس ومزارع تلفيتا وسط اشتباكات تدور بين الجيشين النظامي والحر، كما اندلعت اشتباكات أخرى في حي القدم على طريق دمشق درعا الدولي أسفرت عن تدمير دبابة ومقتل عناصر من قوات الأمن.

وفي ظل التصعيد المستمر على الأرض، رفضت دمشق الأربعاء وقفا أحادي الجانب لإطلاق النار، مشيرة إلى أنها طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة، بان غي مون، إيفاد مبعوثين إلى الدول التي تدعم “المجموعات المسلحة”.

وطلبت دمشق من بان حث تلك الدول على استخدام نفوذها من أجل وقف العنف من جانب هذه المجموعات قبل أي تدبير تتخذه السلطات في هذا الشأن.

قوات بريطانية بالأردن لكيماوي سوريا

أشرف سعد- لندن – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر إعلامية أن لندن أرسلت فريقا عسكريا صغيرا إلى الأردن ليكون على استعداد لمواجهة احتمال فقدان النظام السوري سيطرته على مخزونه من الأسلحة الكيمائية.

وقالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن وجود هذه الفرقة الصغيرة قد يكون مؤشرا على بدء “مهمة زحف” كما سمتها خشية تحول الصراع هناك إلى صراع إقليمي.

وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن هناك اتصالات مباشرة بين لندن والكثير من جيران سوريا لمنع تهريب هذه الأسلحة خارج الحدود.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن القومي في بريطانيا الأسبوع المقبل اجتماعا برئاسة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء ستكون الأزمة السورية على رأس أولوياته.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق البريطاني سيحاول منع وقوع المخزون الكيمائي الهائل لدى النظام السوري في أيدي الجماعات الإسلامية المتشددة خاصة حزب الله في لبنان.

مخاوف من وقف خدمات الإنترنت في سوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) —  فيما تستمر المواجهات بين النظام السوري والمعارضة، نشأ للأزمة وجه جديد يتمثل في حرب إلكترونية ظهرت عبر خدمات الهواتف المتحركة وشبكة الإنترنت، ففي حلب، الشهر الماضي، تلقى عدد من السوريين رسائل نصية قصيرة على هواتفهم النقالة تقول: “اللعبة انتهت.”

الغريب في الأمر أن المقاتلين من المعارضة السورية، خصوصا أولئك ممن يتخلصون من هواتفهم المتحركة بين فترة وأخرى تحسبا لمراقبة تحركاتهم من قبل النظام، لم يتلقوا هذه الرسالة، وهو ما يدل على استخدام النظام السوري المدنيين كوسيلة لإيصال رسائل إلى الثوار، كما يقول توفيق رحيم، المحلل في الشؤون العربية.

ويؤكد رحيم أن النظام السوري أدرك الآن أهمية الإنترنت وخدمات الهواتف النقالة في عمليات الاتصال بين المعارضة وقادتها في الخارج، وهو ما قد ثيري المخاوف من إمكانية قطع شبكة الاتصالات في سوريا، كما حدث في مصر خلال ثورة 25 يناير/ كانون الثاني.

من جانبها، تقول جيليان يورك، مديرة وحدة حرية التعبير الدولية في مؤسسة “الكترونيك فرونتير”: “هناك الكثير من الدلالات التي تشير إلى إمكانية حصول ذلك في سوريا، ففي مصر، لم يتوقع أحد ذلك.”

والشهر الماضي، تعطلت شبكة الاتصالات في حلب لمدة عشرة أيام، ما دفع النشطاء إلى استخدام هواتف الأقمار الصناعية للتواصل، حتى عودة الخدمة في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي.

أما في يوليو/ تموز الماضي، فقامت شركة الاتصالات السورية بإغلاق 61 من أصل 66 شبكة داخل البلاد، وهو ما أدى إلى قطع الإنترنت لنحو 40 دقيقة.

يقول دوغ مادوري، المحلل في شركة رينيسيس، التي تتابع حركة بيانات الإنترنت والاستخبارات في العالم: “كون الحكومة السورية هي التي تقدم خدمة الاتصالات في البلاد، فيمكنها قطع الشبكة في أي وقت. ولعل قطع الاتصالات خلال الأشهر الماضية نجم على ما يبدو عن تدمير شبكات الاتصالات على الأرض، ولهذا كانت مدته قصيرة، غير أن مناطق أخرى، كحلب مثلا، شهدت توقفا كاملا لخدمات الإنترنت لفترات طويلة جدا.”

أما فادي سالم، أكاديمي وناشط سوري، فيؤكد أن من مصلحة الأسد استخدام الناشطين لشبكة الاتصالات والإنترنت، إذ يمكنه من خلال ذلك الاستماع إلى ما يقولون، واختراقهم، بل والتجسس عليهم لجمع المعلومات.

ويضيف سالم بالقول: “الكثير من النشطاء لا يعتمدون على الإنترنت فقط، بل يستخدمون بشكل أساسي هواتف الأقمار الصناعية، فخلال الأيام العشرة من انقطاع الاتصالات في حلب، كانت لدى النشطاء القدرة على تحميل الفيديو والتحدث إلى محطات التلفزيون وغيرها.”

يذكر أن شركة الاتصالات السورية تحتكر خدمة الانترنت في البلاد، فعلى عكس لبنان، حيث يتمتع سكانه وعددهم ثلاثة ملايين مواطن بـ900 خط للإنترنت في أرجاء البلاد، لا يوجد في سوريا أكثر من 66 خط للإنترنت يستخدمها 30 مليون سوري.

تيرسي: نرى بوادر خطرة وإتجار بالبشر في سوريا

روما (11 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي إنه “سيكون لدينا الكثير مما يجب القيام به في الأشهر المقبلة، لمواجهة آثار الأزمة السورية”، في “محاولة دعم استقرار حشود اللاجئين وعدم جعلهم عرضة للاتجار بالبشر الخطير، والذي بدأت بوادره تلوح في الأفق” بالفعل

وفي جلسة إحاطة مشتركة أمام لجنتي الدفاع والشؤون الخارجية في مجلس النواب الايطالي، مع وزير الدفاع الأدميرال جانباولو دي باولا حول البعثات الدولية وعمليات التعاون الجارية، تحدث الوزير تيرسي عن “بعض السفن والقوارب التي وصلت إلى شواطئنا وعلى متنها بعض المواطنين السوريين”، وعن “تدفق أكبر نحو دول أوروبا الشمالية” وفق تأكيده

وأشار رئيس الدبلوماسية الايطالية إلى أن “الأزمة المستمرة في سوريا هي جلّ ما يقلقنا في الوقت الراهن”، وإختتم بالتشديد على “الدعم التام لمبادرة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الأخضر الإبراهيمي” على حد تعبيره

لافروف يناقش المسألة السورية مع الأوروبيين وعقوبات جديدة على دمشق الأسبوع القادم

بروكسل (11 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيناقش تطورات الأزمة السورية مع نظرائه الأوروبيين الأحد القادم.

وأوضح المتحدث أن لافروف سيشارك في عشاء لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي مساء الأحد القادم عشية إجتماعهم الدوري في اليوم التالي في لوكسمبورغ، وقال “نحن نقوم بدعوة وزراء من عدة دول لمناقشة المسائل الإقليمية ذات الإهتمام المشترك، وزيارة السيد لافروف تأتي في هذا الإطار”، حسب تعبيره

وأوضح المتحدث أن الإجتماع يهدف إلى مناقشة التطورات والعمل على تقريب وجهات النظر، خاصة أن الإتحاد الأوروبي يشارك بفاعلية في الإعداد لمؤتمر أصدقاء سورية المقرر نهاية تشرين الثاني/نوفمبر المقبل

وأضاف المتحدث أن الوزراء سيقرون حزمة جديدة من العقوبات ضد سورية الإثنين المقبل، بهدف تشديد الضغط على النظام في دمشق، دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل

وذكر أن الإتحاد كان فرض حظراً شاملاً على توريد الأسلحة لسورية، من بين العديد من العقوبات التي أقرها على كبار المسؤولين منذ إندلاع حركة الإحتجاجات قبل ما يزيد على عام ونصف

هذا وكانت مصادر أورروبية مطلعة قد أكدت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن المواقف بين موسكو وبروكسل بشأن حل القضية السورية لا زالت متباعدة، “وهذا على الرغم من أن الروس أصبحوا منذ عدة أسابيع أكثر تقبلاً لفكرة رحيل الرئيس بشار الأسد”، حسب قولها

وأشارت المصادر أن الخلاف مع الروس يتركز بشكل خاص على المرحلة الانتقالية، “هذه نقطة خلافية ليس فقط بين روسيا والغرب، بل مع أطراف أخرى، منها المعارضة السورية التي لا تزال بعيدة عن تقديم رؤية موحدة لمستقبل البلاد”، وفق تعبيرها

وأضافت المصادر أن العديد من الأطراف تصر على رحيل الأسد كشرط للبدء بمرحلة إنتقالية، بينما ترى أطراف أخرى، ومنها روسيا أن نهاية المرحلة الانتقالية قد تؤدي إلى تنحي الرئيس السوري

وشددت المصادر على أن المخاوف الروسية تتمحور أيضاً حول ما قد يتبع تنحي الأسد، مؤكدة أن إستمرار الإنقسام في صفوف المعارضة لا يساهم في تحريك الأمور قدماً إلى الأمام

وزير سوري سابق: وزير الخارجية التركي غير ملم بتركيبة القوى بالبلاد

روما (10 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى وزير سوري وقيادي سابق في حزب البعث أن طرح وزير الخارجية التركي أول أمس بتسليم الرئيس السوري صلاحياته لنائبه “سقط بحكم التقادم”، ورأى أن الوزير التركي “غير ملم بتركيبة القوى ومراكزها في سورية، وكيف يمكن قيادتها في حال قبول الرئيس السوري تفويض صلاحياته”

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قد اقترح أن يحل فاروق الشرع نائب الرئيس السوري محل الرئيس على رأس حكومة انتقالية في سورية لوقف الحرب الأهلية في البلاد ووصفه بـ “الرجل العاقل”، وقال إن المعارضة السورية تميل إلى قبول الشرع لقيادة الإدارة السورية في المستقبل.

وحول هذا الطرح قال مروان حبش، الوزير السوري وعضو القيادة القطرية السابق في حزب البعث، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “منذ أن طرحت الجامعة العربية مبادرتها لحل الأزمة في سورية، وتبنت فيها النموذج اليمني، كانت وجهة نظري أن ما طُبق في اليمن غير قابل للتطبيق في الحالة السورية”. وأضاف موضحا “إن طبيعة الصراعات في اليمن وتركيبة قوى هذه الصراعات، ووجود قيادات سياسية مؤهلة بسبب التعددية الحزبية تؤهل نائب الرئيس اليمني كي يستلم مهام رئيس الجمهورية. بينما لا وجود لمثلها في سورية، كما أن اقتراح وزير الخارجية التركي سقط بحكم التقادم ولا لزوم للتعليق عليه من أية جهة كانت رسمية أو غير رسمية، ناهيك بأنه غير ملم، على ما يبدو، بتركيبة القوى ومراكزها في سورية، وكيف يمكن قيادتها في حال قبول الرئيس السوري تفويض صلاحياته” حسب رأيه

وأضاف حبش “إن انتقال الحراك في سورية من سلميته لتطغى عليه لغة السلاح، أخرج المعارضة السورية السياسية من معادلة القبول أو عدمه، ناهيك عن تشتتها وتشرذمها، ورغم مؤتمراتها الكثيرة، نسمع بين فترة وأخرى عن افتتاح (دكان جديد) لبعض أشخاص معارضين يزيد في تشرذمها، وحملة السلاح هم أصحاب القول الفصل في قبول أية مبادرة، وحالياً تنتظر كل قوى الصراع ما سوف يقترحه الأخضر الإبراهيمي، رغم أن النظام وسلطته تبنوا منذ بداية الحراك (سلمياً ومسلحاً) الحل الأمني مترافقاً مع حل سياسي غير جدي، ثم حذفت مقولة الحل السياسي وبقي الحل العسكري لوحده” حسب قوله

وحول اهتمام المجتمع الدولي بمثل هذه الطروحات، قال حبش “تشير كل المؤشرات إلى أن القوى الإقليمية والدولية بكل أطروحاتها لا تجد ضرورة على المدى المنظور للاتفاق على حل جدي لما يجري في سورية، ومنذ بداية الأحداث التي مضى عليها عام ونصف، نسمع جعجعة ولا نرى طحناً” على حد تعبيره

طائرة مدنية سورية تغادر تركيا بعد تفتيشها ومصادرة “جزء من حمولتها

أقلعت طائرة مدنية سورية من العاصمة التركية أنقرة بعد ساعات من إجبارها على الهبوط وتفتيشها ومصادرة “جزء من حمولتها”.

وكانت السلطات التركية قد قالت إنها تشتبه في أن الطائرة تحمل أسلحة مرسلة من روسيا إلى سوريا.

جوناثان ماركوس – بي بي سي

طائرة سورية تجبر على الهبوط بالقوة في تركيا. السوريون يتهمون الاتراك “بالقرصنة”. تقارير تفيد بأن الجيش التركي وضع في حالة تأهب قصوى.

كلها مؤشرات الى ان الازمة بين دمشق وانقره تتصاعد بشكل خطير.

يأتي كل ذلك عقب اسبوع شهد قصفا مدفعيا متقطعا عبر الحدود، حيث رد الاتراك بقوة على قذائف سورية يبدو انه عبرت الحدود بطريق الخطأ. وصاحب ذلك تصعيد في الخطاب بين البلدين.

تقول تركيا إنها انما تصرفت لفرض الحظر الذي فرضت على توريد السلاح الى سوريا.

وكان المسؤولون الاتراك قد دأبوا على تفتيش السفن المتوجهة الى سوريا، كما سبق لهم ان صادروا شحنات كانت على متن طائرات ايرانية متوجهة الى سوريا.

ولكن الحادث الاخير يختلف بشكل كبير.

يبدو ان الازمة بين تركيا وسوريا تتفاقم، ومن شأن اي سوء تقدير من اي من الجانبين ان يقود الى نتائج لا تحمد عواقبها.

وقالت التقارير إن الطائرة، التي كانت في رحلة من العاصمة الروسية موسكو إلى العاصمة السورية دمشق، قد غادرت الأراضي التركية مساء الأربعاء وعلى متنها كل ركابها.

وطلبت روسيا إيضاحات من تركيا بشأن الطائرة.

وفي وقت لاحق، نفى مصدر في الوكالة الروسية المتخصصة بتصدير الاسلحة ان تكون الطائرة تحمل اي اسلحة ممنوعة.

ونقلت وكالة (Interfax AVN) الروسية للانباء المتخصصة بالشؤون العسكرية عن المصدر قوله “لم تكن ولا يمكن ان تكون هناك اي اسلحة على متن الطائرة.”

وكانت أنقرة قد قالت إنها تلقت “معلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة تنقل أسلحة إلى الحكومة السورية”.

وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية إن السلطات التركية “صادرت جزءا من شحنة الطائرة لإجراء مزيد من التحقيقات”.

غير أنها لم تحدد طبيعة الشحنة التي كانت أنقرة قد أعلنت إنه يشتبه في أنها “معدات عسكرية مرسلة من روسيا إلى دمشق”.

واشارت الوكالة إلى ان اربع طائرات اف-4 تابعة لسلاح الجو التركي رافقت الطائرة السورية التي تقل 35 راكبا واجبرتها على الهبوط في مطار بأنقرة لتفتيشها.

وكانت الطائرة وهي من نوع ايرباص-320 في رحلة من موسكو الى دمشق حين اعترضها الطيران الحربي التركي بحسب قناة “ان تي في” التركية.

وفي موسكو، أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية وجود 17 روسيا على متن الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا.

وقال المصدر في تصريح لوكالة انترفاكس الروسية إن موسكو طلبت ايضاحات من تركيا بشأن إجبار الطائرة السورية على الهبوط في أراضيها.

وقال المصدر “حسب المعلومات الاولية التي يجب التأكد منها هناك 17 مواطنا روسيا بمن فيهم أطفال على متن الطائرة السورية” .

وأضاف أن عددا من الدبلوماسيين الروس انتقلوا الى مطار انقره لمتابعة التطورات.

واضاف “السفارة الروسية في تركيا طلبت على الفور من وزارة الخارجية التركية ايضاحات كما طلبت الوصول الى المواطنين الروس الذين هم على متن هذا الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق”.

BBC © 2012

مصدر روسي ينفي وجود أسلحة على متن طائرة ركاب سورية

موسكو (رويترز) – نفى مصدر في وكالة تصدير السلاح في روسيا في تصريحات لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء يوم الخميس وجود أسلحة على متن طائرة الركاب السورية التي أجبرت على الهبوط في تركيا بينما كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق للاشتباه بأنها تحمل معدات عسكرية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه قوله “لم تكن هناك أسلحة ولا أي نوع من الأنظمة أو قطع المعدات العسكرية على متن الطائرة ولا يمكن أن تكون على متنها.”

وأجبرت طائرات نفاثة حربية طائرة الايرباص ايه-320 المتجهة الى دمشق وكانت تقل نحو 30 راكبا من موسكو على الهبوط في مطار أنقرة ليل الاربعاء بعد ان تلقت تركيا معلومات بأنها تحمل امدادات عسكرية.

وتمت مصادرة جزء من شحنة الطائرة في تركيا قبل أن تستكمل طائرة الركاب رحلتها ولم تكشف تفاصيل عن محتوياتها.

وروسيا هي من أكبر حلفاء الرئيس السوري بشار الاسد واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كان القصد منها اهالة الضغوط على الاسد كما باعت العام الماضي لقواته اسلحة بلغت قيمتها مليار دولار.

وقال مصدر وكالة تصدير السلاح ان روسيا لم توقف صادرات السلاح لدمشق على الرغم من صدور اشارات متضاربة من جانب موسكو بشأن ما اذا كانت قد استمرت في امداد دمشق بالسلاح بعد تصاعد العنف بين مقاتلي المعارضة وقوات الاسد.

وقال المصدر “اذا اردنا ان نرسل اي معدات فنية عسكرية او اسلحة سيتم هذا بالطريقة الصحيحة وليس من خلال اي سبل غير مشروعة وبالقطع ليس في طائرة مدنية.”

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو حزيران ان روسيا لا ترسل اسلحة الى سوريا يمكن ان تستخدم في الصراع المدني.

ونقلت انترافكس عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية قوله يوم الخميس ان روسيا طلبت توضيحا من السلطات التركية بشأن اعتراض الطائرة السورية التي أقلعت يوم الاربعاء من مطار كنوكوفو في موسكو.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

المعارضة تهاجم قاعدة للجيش السوري قرب بلدة استراتيجية

عمان (رويترز) – قال ناشطون من المعارضة إن مقاتلي المعارضة هاجموا قاعدة للجيش السوري قرب الطريق السريع الرئيسي في شمال البلاد يوم الخميس في محاولة لتعزيز سيطرتهم على خط امداد الى حلب بعد السيطرة على بلدة استراتيجية في المنطقة.

وقال الناشطون ان مقاتلي المعارضة استخدموا دبابة واحدة على الاقل استولوا عليها من الجيش وقذائف صاروخية وقذائف مورتر لضرب قاعدة وادي الضيف التي تبعد ثلاثة كيلومترات الى الشرق من بلدة معرة النعمان. وقال محمد كنعان وهو ناشط معارض بالمنطقة “مقاتلو المعارضة يهاجمون وادي الضيف منذ الليلة الماضية لكن الجيش مازال يقصف معرة النعمان منها. ومازالت الطائرات الحربية تواصل قصف المدينة.”

ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع اصابات. ومن الصعب التحقق من التقارير الواردة من سوريا لان السلطات السورية فرضت حظرا على معظم وسائل الاعلام المستقلة منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد في مارس اذار العام الماضي.

وقتل 30 على الاقل من مقاتلي المعارضة وعشرات من القوات الموالية للاسد يوم الاربعاء في معركة جنوبي معرة النعمان حيث قالت مصادر المعارضة ان مقاتليها تصدوا لمحاولة من الجيش السوري لاستعادة البلدة التي تقع على الطريق الرئيسي المؤدي الى تركيا على مسافة 280 كيلومترا الى الشمال من دمشق.

ويوجد في وسط البلدة التي تقع بين الصحراء وجبال مجمعات امن ومخابرات تشبه القلعة في تحصيناتها.

وقالت مصادر المعارضة ان سقوط معرة النعمان اضعف خطوط امداد الجيش الى حلب المحور التجاري في سوريا.

وتحشد تركيا قوات على امتداد حدودها التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر في الاسبوع الماضي بعد سقوط قذائف من شمال سوريا على الاراضي التركية الامر الذي ادى الى رد مماثل.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى