أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 03 تموز 2014

11 مجموعة مسلحة تهدد بالتخلي عن قتال «داعش» في سورية
نيويورك، لندن – «الحياة»
استمرت المواجهات أمس بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وبين فصائل إسلامية سورية معارضة على رأسها «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» في بلاد الشام) و «جيش الإسلام». وفي وقت سُجّل تقدم جديد لـ «داعش» على «النصرة» في محافظة دير الزور على الحدود السورية الشرقية مع العراق، أفيد أن «جيش الإسلام» تمكّن من طرد مسلحي «داعش» من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية.

في غضون ذلك، هددت 11 مجموعة مقاتلة في شمال سورية وشرقها أمس بإلقاء السلاح، ما لم يقم «الائتلاف الوطني السوري» بتزويدها بالأسلحة خلال أسبوع لمواجهة هجوم تنظيم «داعش» الذي يقوده أبو بكر البغدادي. (للمزيد)

في غضون ذلك، تستمر المفاوضات الشاقة بين روسيا والدول الغربية والأردن في مجلس الأمن حول مشروع القرار الإنساني المتعلق بإيصال المساعدات إلى سورية، في وقت رجّح السفير الفرنسي جيرار آرو أن المشاورات ستستمر أسبوعاً على الأقل «لأننا نريد تحقيق نتائج فعلية ولا نريد أن نواجه بفيتو روسي». وقال: «نريد أن نحصل على قرار يحدث فرقاً على الأرض وفي المقابل تريد (السلطات) السورية أن تظهر أن لها سيطرة على المناطق التي لا تسيطر عليها ولهذا نحن مستعدون للقبول ببعض التغييرات الرمزية من دون أن يكون لذلك القدرة على تقويض الهدف الذي نعمل عليه». وأضاف «نحاول التوصل إلى لغة متوازنة ولكن ذلك لم يتحقق حتى الآن».

وكان مقرراً أن تعقد الدول الثلاث التي أعدت مشروع القرار، أستراليا ولوكسمبورغ والأردن، اجتماعاً مع ممثل عن البعثة الروسية لمواصلة البحث في آلية مراقبة مرور المساعدات، والتي تصر روسيا أن يكون للحكومة السورية دور فيها.

وقال ديبلوماسي غربي إن «الحكومة السورية تمنع منذ انطلاق الأزمة وصول المساعدات إلى مناطق المعارضة ولا نريد أن نعطي الحكومة في هذا القرار السلطة لمواصلة العرقلة».

ووفق مشروع القرار المقترح، فإن مجلس الأمن «يقرر إنشاء آلية مراقبة تحت سلطة الأمين العام للأمم المتحدة، بموافقة الدول المجاورة المعنية، لمراقبة تحميل كل شحنات المساعدات الإنسانية التابعة لهيئات الأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين، في منشآت الأمم المتحدة ذات الصلة، لعبورها معابر باب السلام وباب الهوا واليعربية وتل شهاب، لتأكيد الطبيعة الإنسانية لهذه الشحنات». كما «يقرر أن آلية الأمم المتحدة للمراقبة ستنشر على وجه السرعة لمدة أولية من ١٢٠ يوماً من تاريخ تبني القرار»، و «يقرر أن كل الأطراف السوريين سيسمحون بمرور المساعدات الإنسانية التي تنقلها الأمم المتحدة بشكل سريع ومن دون عرقلة مباشرة إلى الشعب على امتداد سورية، بناء على تقويم الحاجات ومن دون أي أهداف سياسية، وإزالة كل العقبات».

وكتبت وكالة «أسوشيتد برس» من بيروت أمس تقريراً عن «النجم الصاعد» في صفوف «داعش» في سورية عمر الشيشاني. وأشارت إلى أن الشيشاني يظهر تكراراً في فيديوهات «داعش»، بعكس زعيمه أبو بكر البغدادي الذي لا يظهر سوى في تسجيلات صوتية. وظهر الشيشاني في شريط فيديو نهاية الأسبوع إلى جانب مقاتلين وهم يعلنون إزالة الحدود بين العراق وسورية. وصدر الشريط بعد ساعات فقط من إعلان «داعش» قيام دولة «الخلافة» وعلى رأسها البغدادي. وقال الشيشاني البالغ من العمر 28 سنة، وفق ما جاء في الشريط: «هدفنا واضح والجميع يعرف لماذا نقاتل. طريقنا صوب الخلافة». وأضاف: «سنعيد الخلافة، وإذا لم يتح لنا الله إعادة الخلافة، نسأله أن يمنحنا الشهادة».

وأشارت «أسوشيتد برس» إلى أنه ربما بات القائد العسكري الأعلى لـ «داعش» بعد مقتل الشخص العراقي الذي كان يتولى هذا المنصب ويُعرف باسم أبو عبدالرحمن البيلاوي الأنباري الذي قُتل في الموصل في بداية حزيران (يونيو) الماضي.

والاسم الحقيقي لعمر الشيشاني هو طارخان باتيرشفيلي، وهو من أصل شيشاني لكنه من مواليد سهل بانكيسي في جورجيا الذي يقطنه شيشانيون. وقد خدم في جيش جورجيا قبل أن يتم تسريحه. وقد سافر إلى تركيا في العام 2010 قبل أن يظهر في سورية عام 2013 بوصفه قائداً لـ «جيش المهاجرين والأنصار».

مقاتلون في المعارضة السورية: سلحّونا لمواجهة “داعش” وإلاّ سننسحب!
بيروت – أ ف ب
هددت مجموعات مقاتلة من المعارضة السورية تتواجد في مناطق تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، بإلقاء السلاح وسحب مقاتليها ما لم تقم المعارضة السورية بتسليحها خلال اسبوع لمواجهة التنظيم.

وتقاتل هذه المجموعات في ريف حلب الشمالي والرقة (شمال) ودير الزور (شرق)، وهي مناطق تشهد منذ كانون الثاني (يناير) معارك بين تشكيلات معارضة للنظام وتنظيم “داعش” الذي كان قبل ذلك يقاتل الى جانب هذه الكتائب ضد النظام.

ورأت هذه المجموعات في بيان لها أن ” ثورتنا، ثورة شعبنا وأهلنا، الثورة التي خسرنا لأجلها دماء شبابنا وأطفالنا، تعيش حالة من الخطر بسبب تنظيم البغدادي، وخصوصاً بعد إعلانه الخلافة”.

ووقع على البيان لواء “الجهاد في سبيل الله” و”لواء ثوار الرقة” و”تجمع كتائب منبج” و”الجبهة الشرقية احرار سورية” وغيرها… ولا يعرف حجم هذه المجموعات وقوتها، لكن اهميتها تكمن في تواجدها في مناطق تقع تحت سيطرة “الدولة الاسلامية” بشكل شبه تام.

يشار الى أن “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أعلن في وقت سابق عن قيام “الخلافة الاسلامية” وتنصيب أبو بكر البغدادي “خليفة”، كما أعلن تغيير اسمه الى “الدولة الاسلامية”. وجاء ذلك في شريط فيديو بث على موقع “يوتيوب” يوم الأحد.

كيري: المسلحون ليسوا كلهم من «داعش» ولا تكفيريين وتدخل إيران سيدفعنا إلى خيارات أخرى… المالكي: الإرهابيون لم يتركوا لنا مجالاً لتوحيد العراقيين بلا تمييز وسنقبر أجندات المغرضين
طهران – محمد صالح صدقيان
حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري العراقيين علی اختيار شخصية قيادية لرئاسة الحكومة، تستطيع جمع الأطراف العراقية في اطار يعالج السياسات الإقصائية السابقة ويعمل علی تقاسم السلطة مع المكونات العراقية.

وانتقد كيري، الذي اجتمع مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأسبوع الماضي، بعض السياسات التي اتخذتها حكومته وأججت مشاعر السنّة في العراق، معرباً عن قلقه من استياء الأكراد والسنّة وبعض الشيعة من الحكومة الحالية. كما أعرب عن قلقه من تزايد النفوذ الإيراني في العراق.

«الحياة» حصلت علی محضر الاجتماع، وفي ما يأتي نصه:

< رحب المالكي بضيفه وزير خارجية الولايات المتحدة والوفد المرافق، قائلاً: «من دواعي سرورنا أن يزور العراق معاليكم لتطّلعوا في شكل مباشر على خطر الإرهاب الذي يواجه العراق والمنطقة والعالم ولتستمعوا الى تفاصيل الجهود التي تبذلها القوات المسلحة العراقية والأجهزة الامنية لوقف تمدد هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن العراق والمنطقة واستقرارهما وسلامتهما. كنا ننتظر هذه الزيارة ونرجو ان تكون مبعث فهم أعمق للمشكلة التي نواجهها، وسنكون صريحين معكم كما عهدتمونا. في هذه المقدمة لن ادخل في التفاصيل لأنني على يقين بأن سفيركم الموقر شرح لكم التفاصيل كاملة لأننا ننسق معه ونطلعه على مجريات الأحداث أولاً بأول.

> كيري:

أشكركم على ترحيبكم بنا، مثلما قلت، إننا على اطلاع كامل على ما يجري الآن في

العراق ونتابع مجريات الأمور فيه بدقة متناهية واهتمام بالغ، ولا نخفيكم أننا قلقون جداً مما حصل ويحصل على الأرض. إن هدفنا وهدفكم يلتقيان في محاربة الإرهاب وعدم السماح للقوى المتطرفة بالنجاح وفرض إرادتها على اية بقعة في العالم وفي هذه المنطقة خصوصاً. إننا مصممون على عدم السماح للقوى الإرهابية بالسيطرة على العراق والقضاء على الديموقراطية الوليدة في هذا البلد الذي عانى كثيراً على مدى عقود، وقدمنا وقدمتم من أجل ذلك تضحيات كبيرة. لكنني أود أن أشير، بصراحة، وبعيداً من الكلمات الديبلوماسية، الى أن بعض السياسات التي مورست تحت ضغط الأحداث منذ نهاية عام 2011 أججت مشاعر شريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي، وأقصد السنّة، لأنهم يشعرون بأن دورهم ومساهمتهم في بناء العراق قد أُضعِفا وهُمِّشا مجتمعياً وسياسياً واقتصادياً. اننا مع وحدة اراضي العراق وسيادته، وإشاعة السلام والأمن والمساواة لكل ابناء الشعب العراقي بمختلف مكوناتهم، ونبذل كل الجهود في الحفاظ على أمنه واستقراره. إن تحقيق ذلك يتطلب منكم ومن القوى السياسية في العراق بذل جهود استثنائية للتوحد ونبذ الخلافات السياسية في ما بينكم من أجل مستقبل بلدكم وشعبكم، ويتطلب منكم شخصياً الابتعاد عن ممارسة بعض السياسات التي تساهم في تأجيج الموقف وتوسيع الخلاف بين مكونات الشعب العراقي على أساس عرقي وطائفي. نحن على قناعة ومن خلال حواراتنا المستمرة مع زعماء اطراف العملية السياسية، أن أمام الشعب العراقي الآن فرصة لتجاوز هذه الأزمات والتشنّجات لكي يختار قيادة مستعدة ألاّ تُقصي احداً وأن تتقاسم السلطة مع المكونات الأخرى. هذه القيادة يجب ان يوافق عليها كل الأطراف السياسية وتكون مقبولة من الشعب العراقي، ولها القدرة على إخراج العراق من هذه الأزمة وتجد الحلول الجذرية للأزمة السياسية والعسكرية الحالية. أؤكد لكم أننا لن نختار من يحكم بلدكم، لكننا قلقون من استياء الأكراد والسنّة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق، وسنكون سعداء بأن يختار العراقيون قيادة مستعدة ان لا تقصي أحداً وأن تتقاسم السلطة مع الأطراف الأخرى كما ذكرت. إننا على اتصال مباشر مع الأطراف الأخرى السياسية، وهذا هو ما أكدوه لنا. سألتقي زعماء بعض تلك الأطراف ثم أزور أربيل للقاء السيد مسعود بارزاني والاستماع منه في شكل مباشر حول تقويمه للوضع ورأيه في تشكيل الحكومة.

> المالكي:

أشكركم معالي الوزير على هذا الإيضاح. أريد ان أؤكد لكم انني وزملائي بذلنا ونبذل اقصى جهودنا وعملت شخصياً وما زلت لكي أجمع السياسيين العراقيين الى كلمة سواء، لخدمة شعب العراق وتوطيد أمنه واستقراره وبنائه وإعماره. لكن هناك بعض القوى السياسية، ولأغراض خاصة، تختلق الأزمات وتثير الحساسيات لأغراض بعيدة من مصلحة العراق وشعبه.

أشرتم الى وجود بعض الممارسات والسياسات التي تؤجج الموقف. انني أفهم ما تقصده معالي الوزير، ولكن انظر الى مَنْ في هذه القاعة، أليس هذا دليلاً على أننا لا نتّبع مثل تلك السياسات، إذ يمثلون تقريباً كل المكونات العراقية المذهبية والعرقية؟ إن الذين يروّجون لمثل هذه الادعاءات المغرضة لهم أجنداتهم الخاصة وربما مدفوعون من الخارج. إننا نعمل على قبر تلك الأجندات من اجل العراق ووحدته، وإننا بعيدون كل البعد من النهج الطائفي، لكن هناك طائفيين تكفيريين يتهموننا بالطائفية للنيل منا ومن سياساتنا التي تخدم كل شرائح المجتمع العراقي. كما تعلم ان الانتخابات التي جرت نهاية نيسان (ابريل) الماضي كانت انتخابات نزيهة وشفافة، وقد فازت كتلتنا بـ 92 مقعداً في البرلمان، وتكليف مرشح الكتلة (النيابية) الأكبر بتشكيل الحكومة الجديدة مسألة دستورية ينبغي الالتزام بها.

(فقرة محذوفة من نص المحضر)

> كيري:

السيد المالكي، دعني أكون صريحاً معك. لا نريد التدخل في شؤون العراق الداخلية وخلافاته المذهبية والسياسية والعرقية، ولكن علينا التزام أخلاقي أمام كل الشعب العراقي وأمام الشعب الأميركي والعالم بعد 2003. هذا الالتزام هو أن ندعم تطلعات الشعب العراقي في الحرية والبناء والازدهار والديموقراطية، وإننا ملتزمون بذلك. ولكي يكون الدعم مكثفاً ومستمراً وفعالاً، على القادة العراقيين اتخاذ الخطوات الضرورية لتحقيق تلك التطلعات لا غمطها، وتوحيد شرائح المجتمع العراقي لا تفريقها، واذا تم ذلك من قبل القادة العراقيين هذا الدعم سيكون فعالاً ومستمراً كما قلت. وكما ذكرت لك، إنها لحظة مهمة لمستقبل البلد وعلى زعماء العراق ان يجتمعوا في صورة عاجلة ويتفقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة انقاذ وطني، ويقفوا معاً متّحدين ضد المتشددين. وكما تعلمون، الرئيس أوباما تحت ضغط شديد من الكونغرس. إن اعضاء الكونغرس على اطلاع واسع على الممارسات الطائفية، وتفضيل طائفة على أخرى، وإصدار فتاوى تحريضية وتحشيد المدنيين للقتال، ان ذلك لن يكون في مصلحة الشعب العراقي ولا في مصلحة دول المنطقة، وستكون يدنا مقيّدة اذا استمرت هذه السياسات. ان الاستمرار فيها لن يكون في مصلحة الشعب العراقي على المدى القصير او البعيد. ان التخلي عنها ونبذها نعتبرهما المدخل الصحيح لتوحيد جهود السياسيين العراقيين، لتشكيل حكومة وحدة وطنية بمعناها الدقيق ومن دون اقصاء. إن ما نشاهده الآن على الساحة العراقية هو نتائج لتلك السياسات غير الحصيفة. اننا واضحون معكم كل الوضوح لأننا حلفاء وأصدقاء، وتهمنا مصلحة شعب العراق وأمنه في الدرجة الأساس.

> المالكي:

أتفق معكم معالي الوزير في بعض النقاط وأختلف في أخرى.

أولاً: كما تعلمون اننا منذ انتخابات عام 2008 نبذل كل الجهود لتوحيد الشعب العراقي من دون تمييز في العرق والطائفة والدين. لكن الإرهابيين لم يتركوا لنا أي مجال لإكمال مهمتنا والتفرّغ لبناء العراق بل واجهونا بالمفخخات والأحزمة الناسفة. ان السياسة التي مارسناها وأنتم على اطلاع كامل على حيثياتها، كان هدفها تنفيذ ما اتفقنا عليه في لقاءاتنا مع المسؤولين الأميركان وبالتنسيق مع سفرائكم في بغداد، وفي المقدمة محاربة الإرهاب. اننا بحاجة الى دعم سياسي وعسكري عاجل من بلدكم الصديق. الإرهابيون يحصلون على دعم كبير من بعض دول الجوار وأنتم تعرفون مَنْ أعني . وإذا استمر هذا الدعم سنكون في وضع حرج وربما يؤدي ذلك الى تدخل دول جوار أخرى في الشأن العراقي، وهذا سيلحق بكم وبنا ضرراً كبيراً ويوسّع المواجهة.

ثانياً: على الولايات المتحدة، كدولة حليفة وصديقة للعراق قدّمت تضحيات كبيرة لتحريره من الديكتاتورية، ان تساعدنا في هذه الأوقات الحرجة لمحاربة الخطر المشترك، وأعني ارهاب «داعش»، هذه القوة الإرهابية التي تريد فرض إرادتها ومنهجها على العراقيين والمنطقة بقوة السلاح. فمن واجب الدول المحبة للسلام والديموقراطية وبلدكم الصديق في المقدمة، مساعدة العراق ومؤازرته لاجتثاث جذور الإرهاب والتكفيريين ومن يقف وراءهم من البعثيين المجرمين.

> كيري:

نعم، إننا معكم في محاربة الإرهاب وفي كل مكان وليس في العراق وحده، ودفعنا من أجل ذلك تضحيات كبيرة. وكما قلت لك منذ البداية، سأكون صريحاً معك. نعم، «داعش» منظمة ارهابية بل ومتطرفة حتى في الارهاب، لكن المعلومات الدقيقة والأكيدة من مصادرنا تفيد بأن المسلحين والمتمردين ليسوا كلهم من «داعش» ولا من المنظمات التكفيرية، وهناك مسلحون من تنظيمات أخرى معتدلة وليست تكفيرية كما تقول، يدعمها أبناء العشائر العربية في المنطقة الغربية وبعضها قاتلت معنا ضد تنظيم القاعدة عام 2006 و2007، انهم يطالبون برفع المعاناة عنهم والتهميش والإقصاء، وسبب معاناتهم في ما نعتقد هو نتيجة ممارسة بعض السياسات غير الحصيفة. إن الولايات المتحدة ملتزمة في مساعدة العراق، لكنها ترغب أولاً في ان ترى تشكيل حكومة وحدة وطنية سريعاً، تضم مزيداً من الأطراف السياسية بخاصة السنّة والأكراد، والتخلي عن السياسات غير الحكيمة. وكما أكد الرئيس أوباما، ليس في نيتنا التدخل عسكرياً، أعني إرسال قوات مقاتلة للتصدي للمسلحين، وهذا شأنكم الداخلي ينبغي أن تعالجوه بأنفسكم، في الوقت ذاته لا نستبعد خيارات أخرى قد تتطلبها الحاجة وفق تطور الحالة.

الحقيقة أننا دُهشنا من سرعة انهيار القوات العراقية في مدينة الموصل والمدن التي تلتها. وما زلنا ندرس الوضع ونقوّمه من كل جوانبه، بخاصة وقوع الأسلحة الأميركية في يد المتمردين وكيف سيتصرفون بها. كيف تفسرون انهيار الجيش بهذه السرعة؟ ذكرت تدخل دول الجوار في الشأن العراقي. إنني أعلم من تقصد، إننا على اتصال مستمر مع دول الجوار، خصوصاً السعودية وتركيا، وهما دولتان مسؤولتان ومنضبطتان، وقد أكدوا لنا حيادهم وأنهم يحاربون الإرهاب كما نحاربه، لكن قلقنا الشديد هو من النفوذ الإيراني المتفاقم في الشأن العراقي، ولا نعتقد بأن تدخل إيران سيفيد العراق والمنطقة لأن من شأنه تأجيج الوضع لا تهدئته. ربما سأزور بعض دول المنطقة اذا سمحت ظروفي بذلك وسأبحث الموضوع معهم بتفصيل أكثر، وفي كل الأحوال هناك تنسيق عالٍ بيننا وبينهم في هذا الصدد. الأكراد قلقون جداً من تطورات الأحداث على الأرض، سأزور اربيل بعد

لقائنا وألتقي الرئيس مسعود بارزاني لأستمع منه مباشرة عما يقلقه. كذلك سألتقي بعض القيادات السنّية وغيرها لأحيط بالموضوع من كل جوانبه.

أؤكد لكم أن الحل الأمثل لهذا الوضع الخطير الذي يهدد وحدة أراضي العراق ومستقبله هو حل الخلافات بين أطراف العملية السياسية وسرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية، خصوصاً بعد الانتخابات الديموقراطية التي أُجريت نهاية نيسان. اننا قلقون جداً من وقوع الأسلحة الأميركية في أيدي المسلحين ومن إمكانية استخدامها لغير أغراض الدفاع عن العراق، او لمهاجمة بعض أصدقائنا في المنطقة. ان اختيار شخصية قيادية تجمع كل الأطراف العراقية مسألة في غاية الأهمية في هذه المرحلة. لقد قرر الرئيس أوباما ارسال 300 مستشار عسكري للتنسيق معكم، وسوف لا يشاركون في العمليات القتالية، بل يقتصر عملهم على تقديم المشورة ووضع الخطط العسكرية بالتنسيق مع القادة العسكريين العراقيين.

> المالكي:

لن نسمح بأي تدخل خارجي في شؤوننا، ولكن من حقنا أن ننسق مع أصدقائنا وحلفائنا لمواجهة الإرهاب، وتداعيات الهجمات الإرهابية. نرجوكم أن تقنعوا السعودية وقطر بالكف عن دعم الإرهابيين في العراق، كما فعلتا في سورية. ذكرتَ تدخل إيران في شؤوننا، دعني أوضح ذلك لكم: ايران دولة صديقة وجار لنا ينبغي ان نقيم علاقات متميزة معها من اجل أمن المنطقة وسلامتها، ولا خشية من جانبها في هذا الصدد، بل هي تريد مساعدة العراق والعراقيين. ان تراجع الجيش في الموصل كان نتيجة عدم التزام بعض القادة الأوامرالصادرة إليهم أولاً وتأثير التدخل الخارجي من بعض دول الجوار ثانياً، والمؤامرة التي اشترك فيها بعض السياسيين المشاركين في العملية السياسية.

> كيري:

أود أن أؤكد لك، ان الولايات المتحدة ستكون قلقة جداً من أي تدخل عسكري إيراني مباشر في العراق، ولدينا معلومات تفيد بأن هناك بعض الوحدات القتالية أو الاستشارية الإيرانية تعمل في العراق، كما لاحظنا أن هناك شحناً طائفياً في إيران للتطوع للقتال في العراق. هذا العمل سوف لا يكون مريحاً ويحفّز الدول الأخرى في المنطقة على اتخاذ خطوات لحماية أمنها وأمن شعوبها. وهذا سيؤثر سلباً في جهودنا لتهدئة التشنج في المنطقة.

> المالكي:

أود معالي الوزير أن أوضح لكم…

> كيري:

دعني أكمل حديثي ثم قل ما عندك.

> المالكي:

آسف على المقاطعة… تفضل.

> كيري:

إننا لا نتحدث جزافاً، بل وفق معلومات دقيقة. التدخل الإيراني بهذا الشكل سيدفعنا الى خيارات أخرى، لأن من شأنه إدخال المنطقة في وضع غير مريح بل مقلق بشدة. إن ضبط النفس في مثل هذه الحالات ضروري ومن الحكمة ان تبتعد دول الجوار من التدخل المباشر وغير المباشر في هذا الصراع. أوضحنا قلقنا للجانب الإيراني في اجتماع فيينا ونعلم ان ايران دولة مسؤولة، ونرجو ان يفهموا مصدر قلقنا وأبعاده.

> المالكي:

إن الدفاع عن الأماكن المقدسة من صميم واجبات الشيعة في كل مكان. إنه ليس شحناً طائفياً بل استعداد استباقي لمنع وقوع المحظور لا سمح الله.

> كيري:

هل لديكم معلومات استخباراتية تفيد بأن المتمردين المسلحين أو الإرهابيين من جماعة «داعش» ينوون الهجوم على العتبات المقدسة لديكم؟

> المالكي:

تنظيم «داعش» تنظيم ارهابي طائفي وفرع لتنظيم «القاعدة»، وتعلمون كيف فجّروا مرقد الإمامين العسكريّين عام 2006. نعتقد بأن ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ستكون مفيدة جداً وستحد من تقدمهم (عناصر التنظيم) نحو العاصمة أو تمركزهم في المدن التي دخلوها، وتمنعهم من التقدم نحو بغداد وكربلاء والنجف.

> كيري:

تلك الحادثة كانت مأسوية، راح ضحيتها مئات من الأبرياء ونرجو ألاّ تتكرر، كما أرجو أن لا توقظوا التاريخ الدموي، لأن ذلك لن يكون في مصلحة الجميع، بما فيه إيران. إن توجيه ضربات جوية للمتمردين المسلّحين بمن فيهم «داعش» موضوع حساس جداً، وينبغي أخذ الكثير من الحيطة والحذر لضمان عدم إيذاء هذه الضربات المدنيين ولكي لا يعطى الانطباع بأننا نهاجم السنّة والمدنيين. أشكركم على هذا اللقاء، وكما أكدت لكم، الولايات المتحدة ستقف إلى جانب الشعب العراقي وهي عازمة على دحر المنظمات الإرهابية، وفي مقدمها «داعش»، كونها تشكل خطراً على العراق والمنطقة والعالم.

إن واشنطن ملتزمة الاتفاق- الإطار الاستراتيجي مع العراق، لاسيما التعاون الأمني والتسليحي، ومستعدة لتجسيد ذلك ميدانياً وهذا لا يتم من طرف واحد فقط، بل ان الاتفاق

الشامل لحل الخلافات السياسية بينكم وبين السنّة والأكراد سيعزز موقفنا في الدفاع عن العراقيين، واتخاذ الخطوات الكفيلة ضد توسع «داعش».

> المالكي:

نثق بأصدقائنا وحلفائنا الأميركيين ونشكركم لهذه الزيارة والمناقشات الصريحة والمفيدة التي أجريناها، وكلنا أمل بأن تترجموا ما وعدتم به على أرض الواقع. ونحن سنفعل ما يمليه علينا واجبنا، وإن شاء الله سنشكل الحكومة الجديدة مطلع تموز (يوليو) المقبل، خلال اجتماع البرلمان الجديد واختيار الرئيس الجديد للجمهورية.

> كيري:

أراك متفائلاً جداً.

– المالكي:

هكذا علمتنا تجارب السياسة والحياة.

> كيري:

شكراً جزيلاً، التفاؤل شيء جيد لكن الواقعية افضل».

البغدادي ورث الزرقاوي في تقديم قتال الشيعة على محاربة الأميركيين
عمان – حازم الأمين
شهدت البيئات «السلفية الجهادية» تجاذباً حاداً بعد إعلان أمير «داعش» أبو بكر البغدادي «الخلافة». واذا كان الداعية الأردني أبو محمد المقدسي، الذي أُفرج عنه من السجن قبل أسابيع، أعلن استمرار انحيازه إلى «جبهة النصرة» ورفضه «خلافة» البغدادي، إلا أن من الواضح أن «داعش» وبعد «إنجازاته» العراقية صار أكثر جاذبية لكثيرين من «الجهاديين» من حول العالم. انشقاقات كثيرة شهدتها «النصرة» أخيراً لمصلحة تنظيم «الدولة» في العراق، ويتوقع مراقبون مزيداً من الانشقاقات. (للمزيد)

وإذا كانت عراقية «داعش» مأخذاً على التنظيم في بيئة السلفيين، إلا أنها «باب الخلافة» بحسب مناصريه، وما إعلانها سوى «مقدمة لضم مزيد من المساحات في الإقليم». وعراقية «داعش» الواضحة في هوية أمرائه وفي غلبة المقاتلين العراقيين فيه، يبدو أنها بدأت تظهر في الفارق بين ممارسات التنظيم في سورية وممارساته في العراق. فهو في الأولى أشد بطشاً وأكثر تمسكاً بتطبيق «الحدود»، بينما يبدي في العراق مرونة في علاقاته مع الفصائل التي تقاتل الجيش العراقي، ومع العشائر والسكان.

وواضح أن قدرة التنظيم الكبيرة على التجنيد وعلى المشاركة في المعارك، مكّنته من شباب التيار «السلفي الجهادي»، فيما يبدو أن الجيل الأول والثاني من هؤلاء يميلان في الانقسام الى «جبهة النصرة»، بالتالي إلى تنظيم «القاعدة» الدولي. في الأردن يبدو هذا الأمر واضحاً، وفي العراق أيضاً. ويبدو كذلك أن البغدادي ورث «أبو مصعب الزرقاوي» في بيئة «السلفيين الجهاديين»، خصوصاً لجهة خلاف الأخير مع أيمن الظواهري ومع «أبو محمد المقدسي»، في تقديم قتال الشيعة على محاربة الأميركيين.

في العراق اليوم، هذا الشعار أكثر جاذبية من شعارات «القاعدة»، ويملك القدرة على جذب المقاتلين والأنصار من خارج بيئة «الجهاديين» ومن أبناء العشائر. ويبدو أن «داعش» «باشرت» بناء قوة تأتمر بها من المتطوعين هم من خارج بيئتها المباشرة، ويتولون القتال باسمها، على أن يتم دمج «من يصلح» منهم في جسم التنظيم لاحقاً.

«الحياة» أعدت تحقيقاً من حلقتين، يُنشر اليوم وغداً حول بنية «داعش» في العراق وعلاقاته مع العشائر والفارق بين ممارساته في العراق وممارساته في سورية، وعن تحول الشرائح الشابة من «السلفيين الجهاديين» في الأردن من تأييد «النصرة» وفق ما أفتى به شيوخهم، الى تأييد «داعش» بفعل «إنجازاتها» في العراق… علماً أن السلفيين الجهاديين الأردنيين هم من أكثر أقرانهم في الدول الأخرى مساهمة في القتال في سورية والعراق، إذ تُقدَّر أعدادهم هناك بحوالى 1200 مقاتل، بالإضافة إلى أن أكثر من 300 أردني قُتلوا في سورية.

المالكي يحذر الأكراد من «فكرة» الانفصال وتقرير المصير
بغداد – «الحياة»
رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الإجراءات التي اتخذها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في كركوك والمناطق المتنازع عليها، مؤكداً أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه قبل اجتياح «داعش» الموصل، وقبل انتشار «البيشمركة» الكردية في هذه المناطق. وحذر الأكراد من «خطورة فكرة بالانفصال وتقرير المصير».(للمزيد)

وفيما سجل الجيش العراقي تقدماً في هجومه على تكريت، استمرت اعتداءات مسلحي «داعش» على الأقليات المسيحية والشيعية والأيزيديين والشبك في الموصل وسهل نينوى، فهدموا عدداً من الكنائس ودمروا محتوياتها، وخطفوا راهبتين وثلاثة أيتام.

وأعلن المالكي في كلمته الأسبوعية عفواً عن «كل العشائر والأفراد المغرر بهم الذين قاتلوا الدولة، باستثناء الملطخة أيديهم بالدماء، لأن ولي الدم هو المسؤول عن العفو».

ورداً على تصريحات بارزاني الذي أكد إنجاز تطبيق المادة 140 من الدستور في المناطق المتنازع عليها، قال المالكي: «ليس من حق أحد استغلال الظروف التي تمر بها البلاد وتجاوز الدستور، فالمادة 140 لم تنته، كما صرح رئيس إقليم كردستان»، مشيراً إلى أن تصرف الإقليم «خلال الأحداث الأخيرة كان غير مقبول، سيما أن كل القوات العسكرية ستعود إلى مواقعها بعد انتهاء الأزمة»، محذراً «الشعب الكردي من خطورة فكرة الانفصال وتقرير المصير».

من جهة أخرى، سجل الجيش العراقي، مدعوماً بالغارات الجوية، تقدماً في اتجاه تكريت، وأكد النائب ( من كتلة الصدر) حاكم الزاملي لـ «الحياة»، أن «70 في المئة من تكريت الآن في يد القوات الأمنية». وتوقع «تحريرها بالكامل خلال يومين». وعن سامراء قال إن «الوضع فيها مستقر في شكل عام، بعد وصول مقاتلي سرايا السلام (ميلشيات الصدر) التي ستكون مهمتها حماية المراقد المقدسة في المدينة».

إلى ذلك، ناشد رئيس أساقفة الكلدان لويس ساكو رجال الدين والعشائر في الموصل العمل لإطلاق راهبتين وثلاثة أيتام اختطفهم تنظيم «داعش»، فيما أعلن مسؤول عن طائفة الشبك تعرض قرى الأقلية لهجمات أسفرت عن خطف ثلاثين شاباً، وتفجير إحدى الحسينيات.

وضاعف إعلان «داعش» «الخلافة الإسلامية» مخاوف الأقليات في نينوى، من المسيحيين والشبك والأيزيديين والمسلمين الشيعة، مع ارتفاع نسبة الاعتداءات التي طاولت مراكزهم الدينية، وصدور فتاوى تدعو إلى إخلاء مناطقهم واعتبار الموظفين منهم في مؤسسات الدولة مفصولين من الخدمة.

وقال مستشار محافظة نينوى لشؤون الأقليات دريد زوما لـ «الحياة»، إن عملية خطف الراهبتين «تمت لدى وصولهما إلى دير مار كوركيس في الحي العربي، وكانتا قادمتين من محافظة دهوك»، وأضاف أن «المسلحين استولوا أخيرا على مبنى مطرانية الكلدان في الموصل، وحطموا محتوياتها، من أيقونات وصلبان، وكذلك استولوا على مطرانية السريان الأورثوذكس، ورفعوا على أسطحها رايات داعش، بالإضافة إلى تعرض كنائس أخرى لاعتداءات مماثلة منذ سيطرة المسلحين على المدينة».

وقال شهود إن قوى أمنية حاولت مساء أول من امس رفع حواجز من أمام منزل الصرخي، فحدثت احتكاكات مع أنصاره، وإن قوة كبيرة استقدمت لاعتقاله، فرفض أتباعه تسليمه ما فجر مواجهات عنيفة امتدت إلى معظم مناطق كربلاء، واستخدم الجيش المروحيات في المواجهة. ونفذت الأجهزة الأمنية في معظم مدن الجنوب حملات دهم لاعتقال العشرات من أنصار الصرخي الذي شكك في حديث مسجل بفتوى المرجع الشيعي علي السيستاني الأخيرة باسم «الجهاد الكفائي». وأصدر مكتبه بياناً ربط فيه بين الهجوم عليه وما اعتبره «مواقف وطنية صدرت عنه تضمنت رفض تقسيم العراق».

قاسم سليماني “أقوى مسؤول أمني” في الشرق الأوسط
نيقوسيا – أ ف ب
الجنرال الايراني قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” الذي يساعد القوات العراقية في مواجهة زحف المقاتلين الاسلاميين المتطرفين، عسكري في الظل يعمل بسرية كبيرة.

ومن المواجهات التي خاضها مع القوات الاميركية في العراق الى الأدوار التي لعبها في النزاعين السوري والعراقي، اكتسب الجنرال سليماني (57 عاما) الذي نادرا ما تلتقط صور له، لقب “أقوى مسؤول أمني” في الشرق الأوسط.

وساعد سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون المعارضون في سورية بعدما بدا ان النظام السوري على وشك الإنهيار، وذلك لأن سورية تشكل نقطة أساسية في محور طهران – بغداد – دمشق – بيروت، في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة.

واليوم تشير تقارير اعلامية عدة الى ان الجنرال سليماني موجود في العراق لدعم رئيس الوزراء نوري المالكي، حيث يجهد الجيش العراقي لصد الهجوم الكاسح الذي يشنه مقاتلون متطرفون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ونجحوا خلاله في احتلال مناطق واسعة.

ويقود هؤلاء المقاتلين تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) الذي اعلن الأحد الماضي “قيام الخلافة الاسلامية” وبايع زعيمه ابو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”.

وبحسب التفاصيل النادرة عن سيرته، فان سليماني انضم الى الجيش الإيراني في 1980 في بداية الحرب مع العراق التي أوقعت ما بين مليون و1,5 مليون قتيل من الجانبين على مدى ثمانية أعوام، ثم ارسل الى الحدود الأفغانية لمكافحة تهريب المخدرات.

وفي العام 1998، عين قائدا لـ “فيلق القدس”، وحدة النخبة المكلفة عمليات سرية في الخارج والتابعة لـ “الحرس الثوري” الايراني. واتهمت الولايات المتحدة سليماني في 2008 بتدريب الميليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق.

وتقول اسرائيل ان “فيلق القدس” يقف وراء الهجمات ضد اسرائيليين في صيف 2012.

وسليماني الذي يكرس نفسه لخدمة الجمهورية الاسلامية، وصفه المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي في 2005 بأنه “شهيد حي”.

وخلال احدى اطلالاته النادرة، كشف سليماني صاحب اللحية الرمادية الكثة في كانون الثاني (يناير) 2012 عن مدى نفوذه. وقال في خطاب اوردته وسائل اعلام ايرانية ان “ايران موجودة في جنوب لبنان والعراق. وفي الواقع هاتان المنطقتان متأثرتان الى حد ما بعقيدة واعمال الجمهورية الاسلامية”، قبل ان تقر طهران بارسال مستشارين عسكريين لمساعدة النظام السوري في مواجهة مقاتلي المعارضة المسلحة.

وفي شباط (فبراير) الماضي، اعتبر سليماني انه “ما من بلد او قوة باستثناء ايران قادرة على قيادة العالم الاسلامي اليوم، نظرا لدعم ايران للحركات الثورية والاسلامية والمقاتلين، وكذلك دفاعها عن المسلمين من المعتدلين”.

وقال مصدر ديبلوماسي لوكالة “فرانس برس” أن سليماني “يعرف سورية وكأنه ولد فيها، ويعرف جيدا العراق ايضا”. وأضاف “انه يحظى أيضا باحترام شديد من قبل عناصر فيلق القدس بفضل مسيرته وشخصيته”.

وعزز العراق وإيران العلاقات السياسية والإقتصادية والأمنية بينهما بعيد سقوط نظام صدام حسين في 2003، وكان سليماني أحد أبرز الأطراف الذين ساهموا في ذلك.

وفي العام 2010، وفيما كان العراق يغرق في الفوضى السياسية بعد الإنتخابات التشريعية، أشارت معلومات الى ان الجنرال الايراني نظم اجتماعا في قم التي تبعد نحو 140 كيلو متر جنوب طهران، وافق خلاله الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر على دعم ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة.

وبحسب وسائل اعلام، فإن هذا الاتفاق كرس عمليا تحول السلطة السياسية العراقية من الولايات المتحدة نحو ايران، لا سيما بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية 2011.

وكان نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك قال في 2011 حيال سليماني ان “كل الاشخاص المهمين في العراق يذهبون لرؤيته”.

وفي السنة نفسها، قال مسؤول اميركي كبير ردا على اسئلة صحيفة “غارديان” البريطانية “لا أحد كان يعرف من هو سوزي، والأمر مشابه بالنسبة له. كان في كل مكان لكن بدون أن يظهر ولو مرة”. ويشير المسؤول بذلك الى فيلم بعنوان “ذي يوجوال ساسبكت” يتناول شخصية باسم كيسر سوزي.

ونقلت صحيفة “نيويوركر” الأميركية عن مسؤول عراقي العام الماضي قوله إن سليماني وجه رسالة الى القياديين الأميركيين في العراق بعد انتهاء حرب 2006 في لبنان مع اسرائيل وفي فترة تراجعت فيها أعمال العنف في بغداد، قال فيها “اتمنى أن تكونوا قد نعمتم بالسلام والهدوء في بغداد. لقد كنت مشغولا في بيروت”.

المالكي للأكراد: لا لـ”تقرير المصير”
محافظ نينوى يطالب بإقليم مستقل!
سعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى وضع حد لتهديدات إقليم كردستان بشأن إجراء استفتاء على الاستقلال، حيث توجه إلى قادة الإقليم بالقول، أمس، “انتم اخترتم وبنص الدستور أن تكونوا جزءا من العراق… ولا يوجد في دستورنا شيء اسمه تقرير المصير”، محذراً في الوقت ذاته الداخل العراقي والدول المجاورة من تداعيات إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” دولة “الخلافة”.
وأتى كلام المالكي الذي أعلن عفوا عن العشائر التي تورطت في اعمال ضد الدولة، في وقت كانت أطراف داخلية تسعى إلى رفع عنوان جديد ضد الحكومة وبشكل مشبوه، حيث دعا محافظ نينوى أثيل النجيفي، المتهم ضمنياً من قبل حكومة بغداد بـ”التآمر” لإسقاط الموصل، إلى تشكيل “إقليم السنّة” لإدارة مناطقهم بأنفسهم، مشيراً إلى “فقدان الثقة” بقوات الجيش.
وغداة فشل البرلمان العراقي الجديد في إكمال مهام الجلسة الأولى له، كان لافتاً أمس، الاتصال الذي أجراه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي. وأكد بايدن “دعم الولايات المتحدة القوي للعراق في حربه ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام”، فيما أضاف البيان الصادر عن البيت الأبيض أنّ الطرفين شددا على أهمية انتقال العراقيين “على وجه السرعة” لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتعتبر أهمية الاتصال الاميركي بالنجيفي مرتبطة بمسألة أنّ انتخاب رئيس للبرلمان العراقي الجديد تشكل الخطوة الأولى على المسار الدستوري المفضي إلى تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، في وقت من المعروف أنّ النجيفي يأمل بالاتفاق على شخصية رئيس الحكومة المقبل قبل انتخاب رئيس للبرلمان. وفي وقت لاحق، قال النجيفي أمس، إنّ “بايدن أكد لي ضرورة التغيير في العراق”، معتبراً أنّ “المالكي أصبح من الماضي”. وأضاف “لا أتحمل أي مسؤولية في الأزمة… وسنحاول تسوية أزمة الرئاسات الثلاثة”.
وفي كلمته الأسبوعية أمس، رفض المالكي استغلال إقليم كردستان للأوضاع الحالية في البلاد لفرض السيطرة على الأراضي المتنازع عليها في شمال البلاد، وقال “ليس من حق احد أن يستغل الأحداث التي جرت لفرض الأمر الواقع كما حصل في بعض تصرفات إقليم كردستان”، في إشارة إلى سيطرة اربيل على أجزاء من محافظة كركوك الغنية بالنفط ومناطق في شمال محافظة ديالى. وأوضح أنّ “هذا أمر مرفوض وغير مقبول”. وشدد المالكي على ضرورة “ألا تستغل الأحداث في أي تمدد وتحرك أو أي توسع أو أي سيطرة”، مؤكدا أنّ “السلاح يعود والمناطق التي دخلتها القوات تعود وكل شي يعود إلى وضعه الطبيعي”.
وفي سياق مرتبط بتلويح إقليم كردستان بإجراء استفتاء بشأن الاستقلال، قال “انتم اخترتم وبنص الدستور أن تكونوا جزءا من العراق الذي نظامه ديموقراطي اتحادي فدرالي… ولا يوجد في دستورنا شيء اسمه تقرير المصير”. وأكد كذلك أنّ “الذي يتحدث كثيرا عن الدستور والالتزام بالدستور، عليه أن يعطينا شيئا اسمه تقرير المصير في الدستور بل تقرير المصير تحقق ولا يجوز أي عمل آخر، لا استفتاء ولا غير استفتاء، إلا بعد تعديل دستوري”.
وأعلن المالكي “أنبّه الشعب الكردي المظلوم المضطهد أنّ ذلك سيضر بكم، وسيلقي بالإقليم بمتاهات لا تخرجون منها”. وتابع “أقولها بكل جرأة وصراحة، ستكون الإجراءات في المرحلة المقبلة عنيفة وشديدة. لا اقصد بعنيفة القوة، إنما في موضوع الإصلاح، يجب أن نتخذ خطوات إصلاحية قوية، حتى لو كان فيها ما يسمى عملية جراحية من اجل أن نوحد الشعب ونوحد الكلمة”.
وفي كلمته أيضاً، قال المالكي إنّ “دولة الخلافة اليوم… هي رسالة للدول في المنطقة أنكم أصبحتم ضمن الدائرة الحمراء. كانت داعش تتحدث عن دولة العراق والشام اليوم تتحدث عن دولة الخلافة في المنطقة فلا يتصور جزء من العراق انه سيكون بعيداً عنها ولا تتصور دولة مجاورة أنها ستكون بعيدة عن هذه المخططات” التي قال عنها إنها “ستبوء بالفشل حتما وسترتد أفكارهم وخططهم إلى نحورهم بهمة المقاتلين البواسل من الجيش والشرطة والمتطوعين المجاهدين المقاتلين من أبناء الشعب العراقي”.
كذلك، أصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عفوا عن “كل العشائر وكل الناس الذين تورطوا بعمل ضد الدولة”، في خطوة تصالحية تهدف إلى تقويض دعم المسلحين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من العراق.
وأتى حديث المالكي الموجه إلى السلطات في اربيل في وقت كشف النائب عن “الحزب الديموقراطي الكردستاني” عرفات كرم، أمس، أنّ رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني وجه رسالة إلى المرجع الديني السيّد علي السيستاني طالبه فيها بالتدخل لإنهاء “الحالة الحرجة” في العراق.
وأشار كرم إلى أنّ “البرزاني أكد خلال رسالته على العلاقة الطيبة بين الأكراد والشيعة والتاريخ والتضحيات المشتركة لمحاربة نظام صدام حسين”، لافتاً إلى أن “الرسالة طالبت بوقف الهجمات من قبل بعض الأطراف الشيعية على الأكراد كون تلك الهجمات تهدد الأكراد والشيعة ووحدة العراق ومصير شعبه”. وأشار كرم إلى أن “رسالة البرزاني أكدت على أن بقاء المالكي في السلطة سيتسبب في تقسيم العراق”، مشدداً على “ضرورة معالجة الوضع العراقي سياسياً”.
وفي سياق منفصل، قال محافظ نينوى أثيل النجيفي، في بيان أمس، إنّ “مشروع الإقليم أصبح حاجة ملحة ولا يمكن للسنة بعد اليوم البقاء ضمن السياقات السابقة سواء أكان ذلك قبل استعادة أراضيهم من داعش أم بعدها”. وأضاف “لم تعد لدينا أي ثقة بالجيش الذي فر وترك إدارة المدينة (الموصل) والمواطنين لوحدهم، كما انفضحت كل الممارسات السيئة التي كان يقوم بها، وفي المقابل لم تبق أي جهة سنية مؤثرة لا تؤمن بأنّ الإقليم وفرصة إدارة السنة لمناطقهم هي الفرصة الوحيدة المتبقية”.
على صعيد آخر، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارتن ديمبسي، مساء أمس الأول، إنّه من الأدوار الرئيسية للقوات الأميركية المتواجدة في العراق الآن هو تقييم قدرة قوات الأمن هناك على التماسك، وما إذا كان قادتهم واثقين من قدرتهم على القيام بدورهم. وبحسب ديمبسي، تتواجد بعض القوات في مركز للعمليات المشتركة مع قوات الأمن العراقية، لتقديم صورة أفضل حول كيفية تطور الوضع، في حين يزور آخرون وحدات عراقية للرد على بعض أسئلة رئيسية.
وفي سياق الحديث عن متابعة الولايات المتحدة للأوضاع في العراق، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد، أمس، أنّ واشنطن سلمت العراق 45 صاروخاً من طراز “هلفاير” في إطار اتفاقية التعاون الإستراتيجي بين البلدين.
وتحاول القوات العراقية مؤخرا استعادة مناطق من أيدي المسلحين، بينها مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين. وقال محافظ صلاح الدين احمد عبد الله الجبوري لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، إنّ القوات العراقية “تتقدم ببطء لأنّ جميع المنازل والسيارات المحترقة (على الطريق إلى تكريت) مفخخة، في موازاة العبوات الناسفة التي زرعت”.
في هذه الأثناء، أعلنت السلطات العراقية أمس، أنّ مقاتلات نفذت غارات جوية استهدفت مواقع متشددين من “داعش” في أنحاء عدة في البلاد. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا إنّ “قيادتي القوة الجوية والدفاع الجوي نفذت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 121 طلعة جوية لأهداف منتخبة في جميع القواطع. وكانت هناك ضربات نوعية ومركزة في قاطع الشرقاط وأيضا في مركز تكريت وفي ناحية أو قاطع العظيم بمحافظة ديالى… شرق العظيم. وأيضا شمال جرف الصخر وأيضا في منطقة حديثة”.
من جهتها، اعتبرت مجموعة خبراء في “المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية” في لندن أنّ ثلاث مقاتلات من طراز “سوخوي”، التي التقطت لها صور أثناء هبوطها في العراق في شريط فيديو بثته وزارة الدفاع، وصلت على الأرجح من إيران وليس من روسيا كما أعلن سابقا. وأعلن العراق في 26 حزيران الماضي انه اشترى من روسيا أكثر من عشر طائرات من طراز “سو-25″، وهي طائرات تهاجم قوات برية، لصد الهجوم الذي تشنه جماعات متشددة.
في سياق منفصل، قالت مصادر أمنية إن ما يصل إلى 45 شخصا قتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن العراقية وأتباع رجل دين متشدد في مدينة كربلاء أمس. وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية، بحسب وكالة “رويترز”، إنّ الاشتباكات اندلعت حينما حاولت الشرطة وعناصر من الجيش اعتقال رجل الدين محمود الصرخي قرب منتصف ليل الثلاثاء في مدينة كربلاء. واشتبك الصرخي وأتباعه المسلحون في الماضي مع القوات الأميركية وقوات الأمن العراقية وأنصار السيّد علي السيستاني.
(“السفير”، أ ف ب، رويترز، أ ب)

من ينتج النفط السوري.. ولمن يذهب ثمنه؟
محمد بلوط
قبل يومين، قال فابيوس، من الهند، إن الحكومة السورية تشتري نفطاً من “الجهاديين” الذين سيطروا على مناطق في العراق وسوريا “ما يؤكد الطابع الملتبس لهذا الصراع”.
فمن يسرق النفط السوري، ومن يبيعه ومن يشتريه، وأين الالتباس؟
الأرجح أن الوزير الفرنسي يجهل أن الاتحاد الأوروبي قد جعل من نهب النفط السوري عملاً شرعياً بقرار اتحادي اتخذ في نيسان العام 2013، لكي تتمكن “حكومة” أحمد الطعمة “المؤقتة”، التابعة إلى “الائتلاف الوطني السوري”، من تمويل نفسها، ببيع جزء من النفط السوري الواقع تحت العقوبات الأوروبية والأميركية (غير الشرعية) في السوق الدولية.
ومنذ ذلك الحين لم يبع “الائتلاف” السوري برميلاً واحداً، ولم يتسن لـ”وزارة الطاقة الائتلافية” في مقرها التركي في غازي عينتاب أن تملأ صفيحة واحدة من خزانات النفط السوري عند بوابات تل أبيض السورية القريبة، حيث يتم نقله وتصفيته لحساب أمراء الحرب و”الجهاد” السوريين والعرب والأجانب، وبيعه إلى شركات تركية.
ولم ينتظر أمراء “جبهة النصرة”، مثل فيصل البلو، قبل أن يسجنه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، قرار رفع العقوبات عن النفط السوري، لكي يباشر مع ثمانية من أمراء الحرب في المنطقة “تصنيع سرقة النفط السوري، وشراء مصاف تركية، بعد تفكيك وبيع محالج قطن حلب، وصوامع رأس العين، لتمويل الإنشاءات النفطية الحدودية”.
ومقارنة بالاحتياطي النفطي العراقي، لا يشكل 380 ألف برميل يومياً من النفط السوري عرضاً كافياً أو مغرياً لشن الحرب من أجله، على ما يردده خبراء الأسواق النفطية. لكن النفط السوري كان ولا يزال يلوح في خلفية المشهد، خصوصا في مناطق إنتاجه الأساسية في الشرق السوري. لا حاجة إليه في الغرب، ولكن آلة الحرب المحلية تحتاجه، فيما تمتد يد “الخلافة الإسلامية” إلى إعادة توحيد “الجهاد” والرايات والآبار والعشائر في بيعة واحدة، بعدما تفرقوا شيعاً وآباراً ومصافي ووسطاء، وهو دور يضطلع به جانب مهم من اقتتال إخوة “الجهاد” على ضفتي الفرات، ومن هجوم “خوارج” أبو بكر البغدادي، على “مرتدي” زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني في معقلهم الأخير في الشحيل، وطردهم إياهم من أرياف دير الزور الشرقي والغربي ودخول البوكمال، ومحاصرة أحياء المعارضة في قلب مدينة دير الزور، تحت نيران متقاطعة مع الجيش السوري، على المقلب الآخر للحصار.
ومنذ أن استولت “النصرة” قبل عامين على الرقة، باسم البغدادي، يواصل القائد العسكري لـ”داعش” في سوريا عمر الشيشاني تثبيت قواته في الشرق السوري والعمل كقوة إقليمية على حماية موردها الاستراتيجي الذي يدر عليها يوميا ما لا يقل عن مليون دولار من بيع خمسين ألف برميل، بحسب تقديرات وزارة النفط السورية للكميات التي يجري إنتاجها من الآبار المنهوبة.
وفي دير الزور وجنوب الحسكة، يتقاسم النفط “أبناء” البغدادي و”النصرة” و”أحرار الشام” وكتائب محلية وتجمعات عشائرية، تقاتل تحت مسميات “جهادية” من العقيدات والبكير والبكارة والقرعان والبوخابور وغيرهم. أما في الرميلان في الشمال الشرقي، فيبسط “حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي سيطرته على واحد من أضخم الحقول والمنشآت النفطية السورية. ويقترب عمر الشيشاني، في ضوء معارك الأيام الماضية، من تحقيق أهداف “أميره” البغدادي، والزبائن الأتراك، بتثبيت السيطرة على منابع النفط السوري وتوحيد شباك البيع، وحماية طرق نقله من دير الزور نحو الرقة شمالا فالحدود التركية.
وخلال معارك الأشهر الماضية، رست خريطة النفط السوري على الصورة الآتية: تمكنت “دولة” البغدادي من استعادة أهم المواقع النفطية حول دير الزور. وانتقلت السيطرة على معمل غاز “كونيكو” من يد زعيم “الهيئة الشرعية ومفتي النصرة” عمار الحداوي إلى عمر الشيشاني، الذي ألغى اتفاقا سابقا بين الحداوي وعشائر الخشام بمنحها ثلث إنتاج الغاز، وقام بتهجير أهالي البلدة التي كانت قد بايعت “النصرة”. وباتت “الدولة” تسيطر على المعمل الذي يضخ الغاز إلى محطة توليد الطاقة في حمص.
وسيطر الشيشاني على حقل الجفرة النفطي منتزعاً إياه أيضاً من هيئة الحداوي “الشرعية”. وكانت “النصرة” قد منحت 30 بئراً من الحقل لعشائر العقيدات، لحمايته وضمان ولائها. وانتزعت “الدولة” محطة التحويل “تي تو” من “جيش أهل السنة والجماعة”، وهي محطة تقع على خط النفط العراقي السوري. وأصبحت محطة “ديرو” في عهدة الشيشاني، بعدما بايعته عشائر قرى الصعوة والزغير ومسلحوها. أما حقل التنك، أحد أهم حقول المنطقة، فيتقاسمه تحالف من “أحرار الشام” و”لواء جعفر الطيار” و”ابن القيم” و”أهل الأثر” مع مجموعة من عشائر وعائلات المنطقة.
وتسيطر عشائر الغرانيج سيطرة واسعة على حقل التنك، إذ يستغل عبد الحميد الحماد وأقاربه ألف برميل يومياً. وينتج حبيب ذياب الدوري 1300 برميل يومياً. ويحصل كريم البدوي على ألف برميل، ويذهب 900 برميل إلى توفيق العيفان، ويحصل أبو سراج على ألفي برميل لحسابه يومياً. وتحصل عشائر قرية أبو حمام على حصتها أيضا من حقل التنك. وتعد عائلة البحر الأوفر حظاً، إذ تبيع يوميا أربعة آلاف برميل. وتنتج الآبار التابعة لآل النهر 1500 برميل، بينما تنتج آبار حميد الزعلان 2500 برميل، ويحصل آل العمر على 1500 برميل يومياً. ويدير الشقيقان عميري ووائل الحمود بئراً لا تنتج أكثر من 200 برميل يومياً، فيما تعمل عائلة الدعيمي على إنتاج ألفي برميل من عشر آبار في حقل التنك. وتتقاسم عائلتا جمعة والميسر بئر المرسوم التي تنتج ألف برميل يوميا.
ومن المفترض أن تحسم معارك الأيام المقبلة مصير حقل العمر، مع وصول جنود البغدادي إلى المدخل الشمالي لمدينة الشحيل، معقل “النصرة”. ويعد العمر حقلا مهما على سلم الإنتاج في دير الزور. وكانت “النصرة” قد خصت “الهيئة الشرعية” بعشرة آلاف برميل يوميا، وحصلت عشائر قرى درنج وسويدان وجزيرة والجرذي والطيانة وذيبان والحوايج على 12 ألف برميل يوميا من جنوب شرق الحقل. وتسيطر عائلات قرى الشحيل على 10 آلاف برميل غرب الحقل.
أما أبرز العائلات التي تستغل حقل العمر فهي السياد، التي تحصل على عائدات أربعة آلاف برميل يوميا، تليها المزعل بـ3500 برميل. أما عائلة الفياض فتكتفي بألف برميل يوميا. ويتقاسم نواف وعطو ورشو السرحان إنتاج 500 برميل يوميا.
أما حقول الخراط، والتيم، والورد، فمعظم آبارها، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد تعرض إلى أضرار كبيرة. وقد عهد ببعضها، ولا سيما التيم، إلى 12 شخصاً، من قرى وبلدات الموحسن والمريعية والطوب والبوعمر والبوليل، للإشراف على الإنتاج القليل الذي لا يتجاوز 300 برميل يومياً.

اتفاق مخيم اليرموك يتعثر مجدداً
زياد حيدر
عاد اتفاق مخيم اليرموك الأخير للجمود الذي صاحب كل الاتفاقات التي وقعت من قبل. وطلب الموافقون على الاتفاق من طرف مسلحي المخيم، مهلة جديدة في محاولة للتخلص من معوقات جديدة، تمثلت في دخول مجموعة عسكرية جديدة على الخط، حيث هددت مجمل الموقعين على التسوية بالقتل في حال ساروا فيها.
وقال رئيس “جبهة النضال الشعبي” خالد عبد المجيد إن مجموعة “مجاهدي فلسطين”، أو “القراعين”، كما تلقب نفسها، أرسلت مجموعة عسكرية إلى المخيم، ومنعت تنفيذ باقي الخطوات المرتبطة باتفاق “تحييد المخيم”، لا سيما نشر مجموعة عسكرية مشتركة بين المسلحين والفصائل الفلسطينية على نقاط التماس مع محيطه.
و”القراعين” كما تشير إحدى الموسوعات التاريخية، اسم لقبيلة مقدسية تعود أصولها إلى مكة. وتشير المعلومات إلى أن المجموعة غير المعروفة جاءت من الحجر الأسود، وتتبع إلى مشايخ مقربين من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”-“داعش”، ولها امتدادات دينية داخل المخيم.
وظهر ممثلون عن المجموعة في شريط مسجل أظهر شباناً يافعين يحملون السلاح، بعضهم ملثم والبعض الآخر غير ملثم، وتمتد خلفهم الراية السوداء. وتلا أحد الشبان بياناً أعطى خلاله “فرصة أخيرة للنظام لتنفيذ اتفاق تحييد المخيم، عبر فتح طرقاته أمام المدنيين وسائر المناطق المحاصرة خلال 48 ساعة، وإن لم يتم ذلك، فسنستأنف عملنا العسكري مع مفاجآت”.
وأكد البيان أن المجموعة ستقاتل “أعداء الله في حلب وإدلب وحماه وحمص والشام وريفها ودير الزور والأنبار والموصل وتكريت والقائم وبغداد وكل شبر من أرض الإسلام”، وأنها “لا تتبع إلى أي لواء في المجلس العسكري والائتلاف المسيّس، أو إلى أي تنظيم فلسطيني أو ما شابه ذلك”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يرسل مسلحو الحجر الأسود إنذاراً لمنع أية تسوية مع الدولة السورية، علماً بأنّ الحي يجاور اليرموك، وتسبقه سمعته منذ سنوات ما قبل الأزمة، باعتباره حاضنا لبيئة إسلامية متشددة تضم عشرات المطلوبين بتهمة “الانتماء إلى منظمات تكفيرية”.
وتشير معلومات غير مؤكدة إلى ان “داعش” يمتلك قرابة 900 مقاتل في الحجر الأسود.
من جهته، قال عبد المجيد إن اجتماعاً بين الجهتين المعنيتين بالاتفاق حصل منذ يومين، ولم يتحقق بعد ذلك أي تقدم. وبرزت العقدة منذ ثلاثة ايام، حين بدأت إجراءات “تسوية أوضاع المسلحين الموجودين في المخيم” بغرض ضمهم إلى “قوة مشتركة مع الفصائل الفلسطينية” تنحصر مهامها بالانتشار على “حدود المخيم” المحددة بخمسين نقطة لمنع أي اختراق للتسوية المأمولة.
وتشمل الخطوة الثالثة والأخيرة من التسوية وقف إطلاق النار وإخراج المقاتلين الغرباء، على أن يلي ذلك تسليم السلاح الثقيل وتشكيل القوة المشتركة.
واعتبر مشاركون في الاتفاق الذي أنجز قبل حوالى 10 أيام أن فرصه كبيرة لأنه برعاية طرفين رئيسيين، يتفاوضان مباشرة للمرة الأولى. والطرف الأول هو الدولة السورية، ممثلة بأحد الأجهزة الأمنية، أما الثاني فهو تنظيم “أكناف بيت المقدس” المقرب من حركة “حماس”.
ورأى عبد المجيد أنه من “الصعب حل مشكلة المخيم، من دون حل مشكلتي الحجر الأسود وحي القدم قبلها، باعتبارهما مصدر توتر رئيسي في تلك المنطقة”، علما أنه ما من مبادرات معروفة في هذا الصدد.
من جهة ثانية، ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان”، في بيانات، إن “اشتباكات عنيفة دارت بين القوات السورية ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية في بلدة المليحة ومحيطها، فيما شن الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة عدرا”، في حين “قتل 14 مقاتلاً من جيش الإسلام والكتائب الإسلامية الموالية له في اشتباكات مع داعش في بلدة ميدعا بالغوطة الشرقية، التي سيطر عليها جيش الإسلام”.

مبايعات «الجهاد العالمي» لـ«داعش»: تمدّد حقيقي.. أم مجرّد حملة دعائية؟
عبد الله سليمان علي
ثمة تسريبات تتحدث عن تسجيل صوتي قريب لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري يبدي فيه رأيه بإعلان «الخلافة» ومؤاخذاته الشرعية والفقهية على هذه الخطوة.
وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه، فإن الموقف من إعلان «الخلافة» بدأ يترك أثره على الجسد «الجهادي» في العالم.
وخلال الأيام الماضية التي تلت الإعلان عن تأسيس «دولة الخلافة الإسلامية» واختيار أبي بكر البغدادي «خليفة للمسلمين»، تتالت الأنباء عن بيعات حصل عليها البغدادي بصفته «خليفةً» وذلك من فصائل عديدة موجودة في أكثر من بلد.
فهل تشير هذه البيعات إلى تمدد حقيقي لـ«داعش» يتيح له فرصاً جديدة للتمركز في بلدان أخرى غير سوريا والعراق، أم أن الأمر مجرد حملة دعائية تستهدف التضخيم من خطوة «الدولة الإسلامية» ومضاعفة آثارها؟.
ولا شكّ أن «داعش» كان يتمتع بشبكة علاقات واسعة مع مختلف الفصائل الجهادية المنتشرة في العديد من الدول الإسلامية، ورغم أن هذه العلاقات مرّت بمرحلة من الجزر تسبب بها الخلاف الذي نشأ بين «الدولة الإسلامية» من جهة وتنظيم «القاعدة العالمي» من جهة ثانية، إلا أنها لم تنقطع بشكل نهائي.
واستغل قياديو «داعش» بعض الخطوط التي حافظت على حرارتها بينهم وبين بعض قيادات التنظيمات «الجهادية» لإقناع هؤلاء بالانضمام إلى تنظيمهم أو «خلافتهم» وإعلان مبايعات متفرقة لـ«أميرهم» البغدادي، لاسيما أن نداء المتحدث باسم «داعش» أبي محمد العدناني، الذي وجهه إلى أفرع «القاعدة» في العالم لإبداء رأيها بالتنظيم وبالخلاف مع «القاعدة»، قوبل بصمت مطبق من قبل قيادات الصف الأول في هذه الفصائل باستثناء «إمارة القوقاز» التي لم تخف تأييدها لـ«جبهة النصرة».
لذلك لم يكن مستغرباً أن يتضمن البيان الذي أصدرته مجموعة من تنظيم «قاعدة المغرب»، بقيادة القاضي أبو عبدالله عثمان العاصمي، استنكاراً لصمت قيادة التنظيم الذي تنتمي إليه وعدم تصريحه بموقفه من نداء العدناني، وهذا ما دفع المجموعة إلى تصوير مقطع فيديو تعلن فيه نصرتها وتأييدها لـ«داعش» ومبايعتها للبغدادي «خليفة للمسلمين».
لكن وبرغم امتناع قيادة تنظيم «قاعدة المغرب» عن تلبية نداء العدناني، إلا أنها سجلت موقفاً يمكن أن يكون له تداعيات في مستقبل الأيام على صعيد العلاقة بينها وبين «داعش». فقد استغل التنظيم الأحداث الأخيرة في العراق والتقدم الميداني الذي أحرزه «المجاهدون»، ليقدم مبادرة نحو الصلح وتسوية الخلافات، حيث دعا «المجاهدين، وعلى رأسهم مجاهدو الدولة الإسلامية في العراق والشام، إلى اغتنام هذه الفتوحات وهبوب رياح النصر، للألفة والاجتماع وتناسي ما مضى من التصادم والنزاع، وفتح صفحة جديدة مع إخوانهم»، طالباً منهم «التواصل مع العلماء العاملين، رموز التيار الجهادي، لأن حال الأمة لا يصلح إلا بصلاح العلماء والأمراء».
كما دعا «كل الجماعات الجهادية الصادقة في الشام إلى إعلان وقف الاقتتال والصلح»، الأمر الذي يشير إلى أن التقدم الميداني الذي حققه «داعش» في العراق ويستمر في تحقيقه في المنطقة الشرقية من سوريا، وخصوصا في الشحيل، معقل «جبهة النصرة»، بمواجهة خصومه، بدأ بتغيير وجهة نظر بعض فروع «القاعدة» إليه، وحرصهم على عدم معاداته أو قطع شعرة معاوية بينهم وبينه، وربما ساعد هذا الموقف المتقدم الصادر عن فرع «القاعدة في المغرب» مجموعة العاصمي في حسم أمرها ومبايعة البغدادي.
وليست هذه البيعة الوحيدة التي حصل عليها «داعش» بعد إعلان «الخلافة»، فقد وردت أنباء شبه مؤكدة أن جماعة «أنصار بيت المقدس» في غزة قدمت مبايعتها أيضاً. كذلك فعلت مجموعة الشيخ مأمون حاتم أحد قادة «أنصار الشريعة» في اليمن والمعروف بتأييده لـ«داعش» قبل «الخلافة».
ومن خراسان بايعت مجموعة من حركة «طالبان باكستان»، يقودها الشيخ أبو يزيد عبد القاهر الخراساني، بحسب بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتم نفيه حتى الآن.
ومن المتوقع أن تميل غالبية فروع «أنصار الشريعة»، سواء في تونس أو ليبيا، إلى التقارب مع «داعش» وبناء علاقات قوية معه، رغم أنه لم ترد أي معلومات عن مبايعتهم. ولكن من المعروف أن قيادات في «أنصار الشريعة» في تونس تحديداً قدمت إلى سوريا وبايعت البغدادي، وعلى رأس هؤلاء الشيخ كمال رزوق وبلال الشواشي، والأخير كان «أميراً في جبهة النصرة» قبل أن ينشق عنها ويؤسس «كتيبة العقاب» المستقلة، لكنه بعد إعلان «الخلافة» بايع وطلب من أنصاره الامتثال بفعله.
وتبدو مثل هذه البيعات غير مؤثرة وغير قادرة على إحداث فرق من شأنه تغيير موازين القوى بين «داعش» وبين «القاعدة»، وهو ما دفع البعض إلى التقليل من شأنها والدعوة إلى عدم تضخيم تأثيرها. وبرغم دقة هذا التوصيف، إلا أن مسار الأحداث في المنطقة، وما يشوبه من تعقيد يقارب الفوضى أحياناً لدرجة يغدو معها من الصعب تمييز الصفوف ومعرفة من مع من ومن ضد من، يدفع الكثيرين إلى إبداء أقصى درجات الحرص والحذر وعدم الاستهتار بالأنباء التي تتحدث عن تمدد «داعش» وانتشاره من بلد إلى بلد، ولو عبر مجموعات صغيرة أو خلايا نائمة. ويستشهد هؤلاء بأبي مصعب الزرقاوي، وأنه عندما قدم إلى العراق في العام 2003 لم يكن معه سوى 13 شخصاً، ومع ذلك نجح في تأسيس ما أصبح اليوم أقوى تنظيم في المنطقة.
ولا يفوت البعض أن يشير إلى أن القتال ليس هو الأداة الوحيدة التي يحتاج إليها «داعش»، وبالتالي فإن المسافة البعيدة التي تفصل المجموعات التي بايعت عن الشام والعراق لا يمنعها من تقديم خدمات جليلة إلى «داعش»، حيث يمكنها، عبر خلاياها ومجموعاتها، أن تؤدي دوراً في جمع التبرعات المالية، أو التنسيق لإخراج الراغبين في «النفير» والالتحاق بأرض «الجهاد»، أو في التواصل مع رجال دين في بلادهم وإقناعهم بوجهة نظر التنظيم، كما يمكنهم لعب دور استخباري أمني لمصلحة «داعش» لجمع المعلومات عن خصومه وتقديمها إليه ليستخدمها في الوقت المناسب، لاسيما وأن الجهاز الأمني لـ «الدولة الإسلامية» يوصف بأنه الأقوى بين الفصائل وأكثرها فاعلية بين أمثاله في الفصائل الأخرى.

القضاء الأوروبي يلغي عقوبات فرضت على وزير سوري سابق
لوكسمبورغ- (أ ف ب): الغى القضاء الاوروبي الخميس العقوبات التي فرضت على وزير سوري سابق، معتبرا أن وضعه لا يكفي لاثبات تورطه في القمع الذي يمارسه نظام بشار الاسد.
وقالت محكمة الاتحاد الاوروبي إن مجلس الدول الاعضاء للاتحاد “قلب بلا مسوغ قانوني دليل الاثبات عندما اعتبر انه من الممكن ان يستنتج، بدون فحص دقيق وموضوعي لعناصر التبرئة” ان محمد نضال الشعار “كان ما زال يقيم علاقات وثيقة مع النظام السوري بعد مغادرته الحكومة”.
وفي اطار العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي ضد النظام السوري، ادرج اسم الشعار في 2011 على لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر الى الاتحاد الاوروبي والذين جمدت ودائعهم.
وكان الشعار وزيرا للاقتصاد والتجارة من 14 نيسان/ ابريل 2011 الى 23 حزيران/ يونيو 2012.
وقالت المحكمة ان ادراج الشعار كان “قانونيا” بقدر ما كان اعضاء الحكومة يعتبرون “مسؤولين متضامنين مع سياسة القمع التي تتبعها الحكومة”.
واضافت انه بعد استقالته “من الممكن اعتبار ان الشعار ما زال يقيم علاقات وثيقة مع النظام السوري شرط ان يكون هذا الافتراض قابلا للاثبات ومتكافئا ويحترم حقوق الدفاع″.
وأكد القضاة أن المجلس “لم يقدم مثل هذه العناصر مما جعله يقلب دليل الاثبات بلا مسوغ قانوني”.
وتابع ان “المجلس ارتكب بذلك خطأ تقييم عندما اعتبر ان ادراج اسم الشعار مبرر بوضعه كوزير اسبق فقط”.
واشارت المحكمة الى ان الشعار ادلى بتصريحين اكد فيهما انه لم يمارس يوما مسؤوليات سياسية مهمة ولم يكن يوما عضوا في حزب البعث في سوريا وانه عارض دائما استخدام العنف و”الحل الامني”.

الدولة الاسلامية تسيطر على مجمل ريف دير الزور ومقاتلون في النصرة يبايعون أو ينسحبون
بيروت- (أ ف ب): سيطرت “الدولة الاسلامية” على مجمل ريف محافظة دير الزور السورية الحدودية مع العراق بعد انسحاب مقاتلي جبهة النصرة وفصائل اخرى ضمن المعارضة السورية من بلدات ومدن في الريف الشرقي، أو مبايعتهم “الدولة”، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “بات كل الخط الممتد من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق وصولا الى مدينة الباب في محافظة حلب (شمال) مرورا بمحافظة الرقة، تحت سيطرة الدولة الاسلامية”.
واوضح ان مدينة الميادين ابرز مدينة في ريف دير الزور الشرقي “اصبحت تحت سيطرة الدولة الاسلامية، بعدما اخلت جبهة النصرة مقارها في المدينة حيث رفعت الدولة الإسلامية راياتها”.
وكانت فصائل عدة بينها مجموعات تابعة للنصرة في منطقة العشارة القريبة من الميادين ومحيطها اعلنت في شريط فيديو نشر ليلا على حسابات جهاديين على الانترنت “توبتها من مقاتلة الدولة الإسلامية”، وتبرؤها من الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وكان ريف دير الزور الغربي اصلا تحت سيطرة “الدولة الاسلامية” قبل اندلاع هذه الجولة من المعارك قبل اسابيع بين “الدولة الاسلامية” من جهة وفصائل مقاتلة بينها جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا.
وتزامنت جولة العنف مع هجوم نفذته “الدولة الاسلامية” في شمال وغرب العراق تمكنت خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة وامنت تواصلا بين جانبي الحدود.
واعلنت “الدولة الاسلامية” الاحد اقامة “الخلافة الاسلامية” منصبة “خليفة” عليها زعيمها ابو بكر البغدادي.
وبذلك، باتت مجمل محافظة دير الزور تحت سيطرة “الدولة الاسلامية”، باستثناء مدينة دير الزور التي تتقاسم السيطرة عليها القوات النظامية وكتائب في المعارضة المسلحة، ومطار دير الزور العسكري الواقع تحت سيطرة النظام، وبعض النقاط في بلدات في الريف لا تزال في منأى عن المعارك.
وكان المرصد السوري اورد قبل ايام معلومات حول “مفاوضات غير معلنة تجري بين جبهة النصرة والدولة الاسلامية بوساطات عشائرية من أجل وقف اطلاق النار في محافظة دير الزور”.
الا ان قياديي جبهة النصرة لا يزالون يجاهرون بعدائهم ل”الدولة الاسلامية” على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن ابرز المناطق التي توقف فيها القتال خلال الساعات الماضية بلدة الشحيل التي تعتبر معقلا لجبهة النصرة ويتحدر منها قياديون من الجبهة، ومدينة العشارة والقرى المجاورة.
وفي الشحيل، اعلنت فصائل عدة ابرزها “جيش الاسلام” الذي يقاتل في مناطق عدة من سوريا، مبايعتها ل”الدولة الاسلامية”.
وبدا في شريط الفيديو الذي تضمن البيان، عدد من الرجال، معظمهم بلباس الاسلاميين المتشددين. واعلن البيان “البراءة إلى الله (…) وتوبتنا إليه من التنظيمات التي قاتلت الدولة وناصبتها العداء”.
كما اعلن التبرؤ “من المجالس العسكرية والثورية وهيئة الأركان والائتلاف” الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. واضاف “قررنا إعلان البيعة للدولة الإسلامية ولخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، علماً بأننا لسنا مسؤولين عمن يخل أو يحاول الإخلال بهذا الاتفاق ومحاسبته إن أمكن”.
وتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بشريط آخر اعلنت فيه “عشائر مدينة العشارة والقرى المجاورة لها ومنها سويدان الجزيرة وسويدان شامية ودرنج، وجميع الفصائل المتواجدة في هذه المناطق من جيش حر وأحرار شام وجبهة نصرة”، الامر نفسه.
وقال البيان ان “ابناء القرى المذكورة من الجيش الحر (…) تطلب من الدولة الإسلامية انتداب شرعيين للتبين في بعض الأمور، وإن كافة مقاتلي هذه الفصائل ملتزمة بيوتها، وتبرأ إلى الله من مقاتلة الدولة الإسلامية”.
وكان فصيل جبهة النصرة في مدينة البوكمال اعلن الاسبوع الماضي مبايعته ل”الدولة الاسلامية” التي تمكنت من احكام سيطرتها على المدينة.
ولم تعلن جبهة النصرة التي تنادي ايضا باقامة دولة اسلامية، على مستوى قيادتها (ابو محمد الجولاني)، اي موقف من اقامة “الخلافة”.
كما لم يعلق تنظيم القاعدة على ما حدث.
وكان زعيم القاعدة ايمن الظواهري أعلن في الماضي ان جبهة النصرة هي الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، ودعا “الدولة الاسلامية في العراق والشام” بزعامة البغدادي الى التركيز على العراق.

تحميل آخر شحنة من الأسلحة الكيميائية السورية على سفينة للبحرية الأمريكية تمهيدا لتدميرها
روما- بيروت- (د ب أ): تم تحميل آخر شحنة من الأسلحة الكيماوية السورية التي أزيلت الأسبوع الماضي من البلاد ضمن خطة نزع السلاح الكيماوي السوري الدولية، على متن سفينة حربية أمريكية أمس الأربعاء حيث من المقرر أن يتم تدمير الشحنة خلال الأسابيع المقبلة.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) في واشنطن مساء الأربعاء أن العملية قد اكتملت.
وراقب العملية التي جرت في ميناء جويا تاورو جنوبي إيطاليا مسؤولون من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
وقال وزير البيئة الإيطالي جيان لوكا جاليتي للصحفيين في جويا تاورو: “حتى الآن، تسير الأمور بشكل جيد”.
وتم نقل 600 طن متري من المواد ، من بينها غاز الخردل وسلائف كيميائية لغازات السارين والسومان من سفينة الشحن الدنماركية التي حملت المواد الكيميائية من اللاذقية في سورية إلى إيطاليا ومن ثم إلى السفينة الأمريكية (يو إس إس كيب راي).
وتوسطت الولايات المتحدة وروسيا لإقرار خطة نزع الأسلحة الكيماوية السورية في أيلول/ سبتمبر الماضي، وكانت بمثابة نجاح نادر، بينما تعثرت الجهود الدولية الأخرى لإنهاء الحرب الأهلية في سورية.
وجذب الصراع السوري الذي بدأ باحتجاجات سلمية مناوئة للحكومة في آذار/ مارس 2011، مئات المقاتلين الأجانب للقتال للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وفي الشهور الأخيرة، خاض المعارضون المسلحون قتالا ضد بعضهم البعض في سورية، مما جعل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) يحقق مكاسب على الأرض وخاصة بالقرب من الحدود مع العراق.

اعتقال امرأة في كولورادو بتهمة تقديم دعم مادي للدولة الإسلامية في العراق والشام
دنفر- (رويترز): قال مسؤولون يوم الأربعاء إن السلطات الاتحادية الأمريكية في دنفر اعتقلت امرأة متهمة بتقديم دعم مادي لمسلحين إسلاميين يقاتلون حكومتي سوريا والعراق والتآمر لارتكاب جريمة ضد الولايات المتحدة.
وتقول دعوى جنائية أقيمت في المحكمة الجزئية الأمريكية في كولورادو إن تشانون مورين كونلي المولودة عام 1996 حضرت تدريبات على التكتيكات العسكرية والأسلحة النارية في فبراير شباط من هذا العام قبل محاولتها السفر إلى سوريا للقاء شريك متآمر معها لم يذكر من اسمه في وثائق المحكمة إلا الحرفان واي إم.
وقالت الدعوى إن كونلي التقت بواي إم عبر الإنترنت في وقت ما في عام 2013 وأنه أبلغها أنه عضو نشط في جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام. وأطلقت الجماعة على نفسها اسما جديدا هو “الدولة الإسلامية” في مطلع هذا الأسبوع.
وحجبت قضية كونلي حتى يوم الجمعة الماضي حينما أمر قاض اتحادي بإعلان معظم تسجيلاتها. وتم تحرير معظم التفاصيل ومنها فيما يبدو الأسماء والعناوين من الدعوى الجنائية التي قدمها مسؤولون اتحاديون يوم الأربعاء.
وجاء في وثائق المحكمة ان كونلي كانت تعلم أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام مصنفة على أنها منظمة ارهابية أجنبية. وقالت الدعوى إن كونلي وواي إم “كان يشتركان في الرأي بأن الإسلام يقتضي المشاركة في الجهاد العنيف ضد غير المؤمنين.”
واعتقلت السلطات كونلي في مطار دنفر الدولي في ابريل نيسان بينما كانت تستعد لركوب طائرة متجهة إلى ألمانيا.
وقالت وثائق المحكمة إنه قبل سفرها إلى سوريا كان من المقرر ان تكتسب مهارات إضافية وتدريبا لتقديم دعم للمسلحين وان تقاتل بنفسها إذا اقتضتت الضرورة.
وجاء في شهادة مشفوعة بقسم ضمن وثائق المحكمة أنه في مقابلة اجريت في ديسمبر كانون الأول عام 2013 قالت كونلي لمسؤولي مكتب التحقيقات الاتحادي إنها انضمت إلى جماعة (يو اس آرمي اكسبلوررز) لتتدرب على التكتيكات العسكرية والأسلحة النارية وانها “كانت تنوي استخدام ذلك التدريب في السفر إلى الخارج من أجل الجهاد”.
وقالت الشهادة “حينما سئلت هل لا تزال تريد تنفيذ خططها مع علمها أنها غير قانونية قالت كونلي أنها تريد”.
وإذا أدينت كونلي فإن أقصي حكم قد يصدر في حقها هو السجن خمس سنوات او غرامة 250 الف دولار أو كليهما.

أبو محمد المقدسي يهاجم «دولة الخلافة»
فصائل سورية معارضة تهدد بإلقاء سلاحها أمام «داعش» ما لم تحصل على دعم عسكري
عواصم ـ وكالات: هددت فصائل سورية معارضة تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» بمناطق في شمالي سوريا وشرقها، امس الأربعاء، بإلقاء سلاحها في حال عدم تلقيها الدعم العسكري، ممهلة قيادات المعارضة أسبوعاً واحداً لتزويدها بما يلزمها من أسلحة وذخائر.
وفي بيان مشترك أصدرته، ووصلت مراسل «الأناضول» نسخة منه، طالبت الفصائل كلاً من الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة وهيئة أركان الجيش الحر بتقديم الدعم اللازم لها وتزويدها بالأسلحة والذخائر لمواجهة «الدولة الإسلامية»، محذرة بأنه في حال عدم تقديم الدعم العسكري اللازم فإن ذلك سيؤدي إلى خسارة الكثير من المناطق بشمال وشرق البلاد لصالح التنظيم.
وأشار البيان إلى أن سبب انتصارات تنظيم «الدولة الإسلامية» على الفصائل المقاتلة له يعود إلى قلة السلاح لدى الأخيرة، معترفاً بتحقيق التنظيم تقدماً على الأرض مؤخراً في عدة مناطق بدير الزور(شرق) والرقة (شمال).
وأمهلت الفصائل الموقعة على البيان جميع الجهات التي توجهت إليها بطلبها مدة أسبوع واحد ينتهي الثلاثاء المقبل، لإرسال التعزيزات، لمواجهة التنظيم وإيقاف تقدمه باتجاه المدن التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وهددت أنه في حال عدم تلبية النداء ستقوم تلك الفصائل «مرغمة» برمي السلاح، وسحب من وصفتهم بـ»المجاهدين» من المناطق المذكورة.
جاء ذلك فيما هاجم منظر التيار السلفي الجهادي، عاصم البرقاوي الملقب بأبي محمد المقدسي، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، معتبرا إعلان الأخير لقيام الخلافة الإسلامية «سفكا للدماء.»
وقال المقدسي، في بيان نشره على حسابه الشخصي على «فيسبوك»، في أول موقف معلن له عقب إطلاق سراحه من السجون الأردنية منتصف حزيران/ يونيوالماضي بعد إتمام مدة محكوميته إن «إعلان داعش الخلافة يهدد بسفك الدماء وفلق هامات المسلمين بالرصاص، وإننا لا نثق بعقلية الممسكين بسلاح هذا التنظيم».
وكانت السلطات الأردنية اتهمت المقدسي بتجنيد مقاتلين الى جانب حركة طالبان في أفغانستان، وحكمت عليه عام 2011 بالسجن لمدة خمس سنوات.

قيادي في الإئتلاف: رياض حجاب وهادي البحرة وسالم المسلط وموفق نيربية مطروحون لخلافة الجربا ولا أستبعد المفاجآت
■ اسطنبول ـ وكالات: قال قيادي في الائتلاف السوري المعارض، امس الاربعاء، إن هنالك 4 أسماء يتم تداولها لشغل منصب رئيس الائتلاف خلفاً لأحمد الجربا الذي انتهت ولايته الثانية مطلع تموز/ يوليو الجاري، إلا أنه في الوقت لم يستبعد حصول «مفاجآت» في اللحظات الأخيرة.
وأوضح القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن كلاً من رياض حجاب رئيس الوزراء المنشق عن النظام وعضو الائتلاف، وهادي البحرة وسالم المسلط عضوا الهيئة السياسية للائتلاف، وموفق نيربية عضو الهيئة العامة فيه، وممثل الائتلاف في الاتحاد الأوروبي، هم أبرز من يتم تداول أسمائهم لخوض انتخابات رئاسة الائتلاف المقررة أن تتم في اجتماع الهيئة العامة المقرر عقده الأسبوع القادم.
ولفت إلى أن هنالك حالة من الشد والجذب الحاد داخل الائتلاف حول الأسماء المطروحة، مشيراً إلى أنه لم يعلن أي من الشخصيات الأربع أو غيرها رسمياً عزمه خوض الانتخابات، وذلك حتى الساعة (9:30) تغ.
ولم يستبعد القيادي حصول مفاجآت بترشح شخصيات غير مطروحة في اللحظات الأخيرة، وهذا لم يتم معرفته إلا بعد فتح باب الترشح رسمياً. في سياق متصل، قال القيادي إن حجاب هو المرشح الأوفر حظاً، ويوجد شريحة واسعة داخل الائتلاف تدعم ترشحه، إلا أنه (حجاب) قرر عدم خوض الانتخابات إلا إذا كان هنالك توافق حول اسمه.
وأضاف أن «حجاب شخصية قيادية مشهود لها بالخبرة والكفاءة الإدارية عندما كان مسؤولاً في النظام قبل انشقاقه، وفي صفوف الثورة كذلك، إلا أنه قرر عدم الدخول في سباق يسوده التشكيك والتجاذبات التي تصل أحياناً إلى مستوى غير أخلاقي»، حسب وصفه.
وشغل حجاب (48 عاماً) عدة مناصب قيادية في النظام السوري تدرج فيها من مناصب قيادية في حزب البعث (الحاكم)، كما شغل منصب محافظ في عدد من المحافظات السورية، قبل تعيينه وزيراً للزراعة، ومن ثم تعيينه رئيساً للوزراء عام 2012 قبل أن ينشق عن النظام بعد شهرين ويفر مع عائلته إلى الأردن وينضم إلى الثورة.
وفي الوقت نفسه، لفت القيادي إلى أن تمديد فترة رئاسة الائتلاف لتصبح سنة واحدة بدلاً من ستة أشهر ستطرح للمناقشة خلال اجتماع الهيئة العامة المقبل، مشيراً إلى أن هذا المقترح سيطبق على الفترة التي تلي ولاية الجربا.
وأعادت الهيئة العامة للائتلاف، مطلع العام الجاري، انتخاب الجربا لولاية ثانية مدتها 6 أشهر، انتهت مطلع الشهر الجاري، على حساب حجاب الذي ترشح مقابله لرئاسة الائتلاف، حيث حصل الجربا على 65 صوتاً مقابل 52 صوتا لمنافسه.
وتأسس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في العاصمة القطرية الدوحة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012م، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسبات الدولية، وحظي باعتراف الكثير من العواصم العربية «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، وقررت عدد من الدول مؤخراً مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا اعتبار ممثليه «بعثات دبلوماسية» لديها.

تركيا ولبنان والأردن الممر الأسهل أمام المقاتلين الأجانب إلى «دولة الخلافة»
إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع اعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» عن إقامة الخلافة الإسلامية ودعوته إلى شد الرحال لـ«دولة الخلافة»، بالتزامن مع اتساع سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق، تتزايد التكهنات والتساؤلات حول عدد المقاتلين الأجانب الذين يحاربون إلى جانب التنظيم، وكيف تمكنوا من الوصول إلى سوريا والعراق من معظم دول العالم.
التنظيم الذي يتزعمه القيادي «أبو بكر البغدادي»، يضم عدة آلاف من المقاتلين في سوريا والعراق، ويشكل الأجانب النسبة الأكبر من عناصره في الدولتين، وذلك بعد انفصاله عن تنظيم «جبهة النصرة» الامتداد الرسمي لتنظيم القاعدة، بحسب ما اعترف به زعيمه أيمن الظواهري في تسجيل صوتي قبل أشهر.
مختصون في مجال الجماعات الإسلامية يؤرخون، أن بدايات التنظيم كانت في العراق عام 2006، تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق»، وبعد بدء الثورة السورية وتشكل الفصائل المقاتلة، أعلن «البغدادي» عام 2013 دمج فرع التنظيم في سوريا إلى فرع العراق، تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
تركيا التي تلقت اتهامات داخلية وخارجية كبيرة بتسهيل دخول المقاتلين الأجانب إلى سوريا من خلال أراضيها، نفى رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، قبل أيام، هذه الاتهامات، مؤكداً أن حكومته منعت أكثر من خمسة آلاف مقاتل إسلامي أجنبي يشتبه بأنهم كانوا يسعون للتوجه إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري.
أردوغان شدد على أن حكومته تتخذ «جميع الإجراءات» لوقف تدفق المقاتلين الإسلاميين القادمين من الخارج «الذين يستخدمون تركيا نقطة عبور» للدخول إلى سوريا، وقال: «لقد منعنا دخول أكثر من 5300 شخص قادمين من الخارج كانوا يعتزمون الإنضمام إلى جماعات متطرفة في سوريا، ونقوم باحتجاز من نشتبه في أنهم ارهابيون ونرحلهم».
ويرى مراقبون، أنه إذا كانت تركيا قد تمكنت من منع أكثر من خمسة آلاف مقاتل من الوصول إلى سوريا، فمن شبه المؤكد أن آلاف غيرهم تمكنوا من الوصول عبر الحدود التركية مع سوريا، والتي تمتد على طول أكثر من 900 كيلو متر، مما يصعب مراقبتها أو التحكم فيها أمنياً.
وكان وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو كشف أن عدد المقاتلين التونسيين في سوريا يناهز 2400 مقاتل، وأن وزارة الداخلية منعت ما بين 8700 و8800 تونسي من السفر إلى سوريا، مؤكداً أن بلاده تسعى للوقوف في وجه «عمليات تسفير الشباب التونسي إلى سوريا».
لكن وقف عمليات التسفير هذه يبدو أصعب ما تواجهه أجهزة المخابرات العالمية في الأشهر الأخيرة، التي شهدت تنامي تجنيد الشباب وإرسالهم إلى سوريا والعراق. وهو الأمر الذي بات يشكل أرقاً كبيراً لدول الاتحاد الأوروبي التي تخشى على أمنها القومي من عودة المقاتلين إلى بلادهم. وقال أردوغان: «إن المسلحين الأجانب يشكلون تهديداً للأمن القومي التركي»، ودعا إلى التعاون بشكل أكبر بين أنقرة والدول الأوروبية لمكافحة ما أسماه «الإرهاب».
تركيا التي دعمت المعارضة السورية المسلحة في مسعى للإطاحة بنظام الأسد، شهدت عددا من الحوادث الأمنية والاشتباكات بين الجيش التركي ومسلحين ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، أثناء عودتهم من سوريا إلى بلادهم من خلال أراضيها، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر الأمن التركي والمسلحين، خلال الأشهر الماضية.
وإن كانت تركيا بنظر المراقبين الممر الأسهل لدخول الأجانب كونها لا تفرض حصول تأشيرة الدخول «الفيزا» على معظم الجنسيات ومنها دول المغرب العربي، التي يعتقد أن التنظيم استقطب أعداداً كبيرة منها، إلا أن لبنان والأردن كانا ممران مهمان لدخول المقاتلين إلى سوريا.
فلبنان الذي يشهد اضطرابات أمنية كبيرة منذ الأزمة السورية، يشترك بحدود طويلة مع سوريا لا تخضع لرقابة أمنية مشددة، وخاصة بعد تمكن المعارضة السورية من السيطرة على مناطق من الحدود المشتركة بين البلدين، مما مكن عددا كبيرا من اللبنانيين وعددا أقل من الأجانب من الالتحاق بالتنظيم.
وبجانب تركيا ولبنان، كان الأردن أيضاً خياراً لدخول المقاتلين الأجانب إلى سوريا بنسب أقل من لبنان وتركيا، لكن ذلك لم يمنع دخول عدد كبير من الأردنيين إلى سوريا، وانضمامهم إلى «الدولة الإسلامية»، حيث قدرت مصادر في المملكة وجود قرابة ألف مقاتل أردني في سوريا.
وتعتبر الأردن التي تشترك بحدود مع سوريا تمتد لمسافة 375 كلم، من أكثر الدول التي تضررت من الأزمة السورية نتيجة لجوء أكثر من مليون مهاجر سوري إلى أراضيها. وتوسع سيطرة مسلحي التنظيم على مناطق واسعة من حدودها المشتركة مع العراق وسوريا، ما فرض عليها تحديات أمنية كبيرة وخشية من تنفيذ التنظيم هجمات على أراضيها.
ووفق بعض الإحصاءات غير الموثقة، فإن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا وصل إلى حوالي 11 ألف مقاتل من 74 دولة، في حين تقدر مصادر بحثية واستخبارية عالمية، أن أكثر من 60٪ من هؤلاء المقاتلين، ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، والآخرون إلى الجماعات القريبة من القاعدة.
وقبل أيام، أعلنت فرنسا التي قدر وزير داخليتها، أن 250 من مواطنيها يقاتلون في سوريا «خطة صارمة» في محاولة لمنع المجندين من التوجه للقتال هناك. في الوقت الذي أحصت فيه بلجيكيا مشاركة نحو 300 شخص من مواطنيها في القتال الدائر في سوريا من بينهم 50 عادوا و20 قتلوا، منذ عام 2012.
وتشير الدراسات إلى أن عدد «الجهاديين» البريطانيين في سوريا يتراوح بين 200 مقاتل و1200 التحق معظمهم بصفوف جبهة النصرة و»الدولة الإسلامية»، وعبرت العديد من الأوساط البريطانية عن تخوفها من 300 شخص عادوا إلى أراضيها بعد تلقيهم تدريبات ومشاركتهم في القتال في سوريا.
وأظهر تقرير دولي نشر مؤخراً، أن مقاتلي التنظيم في سوريا والعراق يستخدمون بشكل أساسي وكبير شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تجنيد أعداد جديدة من الشباب واستقدامهم إلى مناطق القتال.
وعقدت الدول الأوروبية التسع المعنية بشكل كبير بملف المقاتلين الأجانب في سوريا، اجتماعاً في بروكسل، في الثامن من ايار/ مايو الماضي، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والمغرب والأردن وتونس وتركيا، لبحث خطوات لمنع تدفق المقاتلين من بلادهم إلى سوريا.
وكشفت دراسة بحثية عن أن الغالبية العظمى من المقاتلين الأجانب يأتون من بريطانيا بنسبة 25.4 في المئة، ثم من فرنسا 14 في المئة، وألمانيا 12.3 في المئة، ثم السويد 8.8 في المئة، وهولندا 7 في المائة، وأخيراً بلجيكا بنسبة 5.3 في المئة.
يأتي هذا بينما تستحوذ دول أوروبا الشرقية، ألبانيا والبوسنة وبلغاريا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا، مجتمعة على 6.1 في المئة من عدد المقاتلين الأجانب في سوريا بينما يشكل مقاتلون من أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية 7 في المئة.

نظام الأسد ضرب المعارضة بـ«داعش» واليوم يخشى على نفسه من كابوس صنعه
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: يعيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الأزمات ويستفيد منها في إطالة بقائه، فقد استفاد من «الخطوط الحمراء» التي رسمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد هجمات الغوطة الكيماوية في آب/ اغسطس 2013 واستفاد من الإقتتال الذي دار بين فصائل المقاتلين المعارضين له من جهة وبينهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش سابقا والدولة الإسلامية حاليا، واستفاد من سيطرة مقاتلي هذا التنظيم على مناطق في العراق بشكل يهدد هذا البلد بالتمزق إلى كانتونات بناء على أسس طائفية وعرقية.
ففي كل الحالات حاول الأسد إثبات رواية نظامه عن الحرب الأهلية السورية التي يرى أنها بين جيشه وقوات من المقاتلين الأجانب «الإرهابيين»، وأن نظامه يعتبر حاجزا للغرب ضد التطرف الإسلامي الذي يهدد حدود أوروبا.
فقد دفعت سياسات النظام أعداء الماضي للتحالف على الأرض العراقية، فالطيارون الروس سيطيرون في الأجواء العراقية لملاحقة داعش مع الطائرات الإيرانية وطائرات الإستطلاع الأمريكية رغم تأكيد كل طرف أن لا تعاون مباشر بينهما.

تهديد

ورغم الدور الذي تقول المعارضة السورية ان نظام الأسد لعبه في نمو داعش من خلال الإفراج عن مئات من المعتقلين الإسلاميين، وتجنبه ضرب مقرات داعش في الرقة إلا بعد سيطرة التنظيم على شمال وغرب العراق تعتبر تهديدا للنظام السوري.
ويعلق ديفيد غاردنر في صحيفة «فايننشال تايمز» على الدور السوري بقوله إن بشار الأسد ونظامه ينظر إليهما كمستفيدين وحيدين من الهجوم الجهادي الذي حدث مثل البرق والذي كهرب العراق وسوريا الشهر الماضي، حيث سُويت الحدود بين البلدين بالتراب وأدى لأن تنصب خلافة إسلامية سنية نفسها على هذه المناطق. لكن الصورة ليست كما تبدو عليه فالنظام كما يقول الكاتب يعاني من أزمة جراء صعود داعش وأن ميزان القوة الإستراتيجية ليس واضحا.
فمن يتحدثون عن انتصار الأسد يشيرون إلى ظهور داعش كتبرير لرواية نظامه عن الإنتفاضة التي اندلعت في 15 آذار/ مارس 2011، حيث قدمها الأسد باعتبارها مؤامرة أجنبية تهدف لزرع تنظيم القاعدة المتطرف في قلب الشام، وليس باعتبارها جزءا من تحرك شعبي متساوق مع الدفق الشعبي العربي أو ما عرف بالربيع العربي ضد الإستبداد.
ومن هنا يرى الكاتب أن ضرب النظام على وتر الطائفية وتلاعبه المثير للسخرية بها ضد الغالبية السنية وقراره شن حرب شاملة ضد شعبه وقرار الغرب حجب الدعم العسكري عن المعارضة وتركه في يد الوهابية السعودية وقطر ودول أخرى، مما أدى في النهاية لدخول ألوف المتطوعين الجهاديين للساحة السورية ودفع بداعش للأمام، وتحولت مشكلة الأسد، مثل السحر إلى قضة إقليمية وأدت لفزع دولي.
وعليه فقصة داعش تكشف عن تداخل بين المصالح الغربية والإقليمية ومصالح الأسد «فانقلاب داعش أدى لإضفاء حس درامي على موقف الطاغية وأن وحشيته هي الحل الوحيد لوحشية الجهاديين التي يحمي منها الذين حاولوا الإطاحة به».
ويشير الكاتب لما قاله رئيس تحرير صحيفة «الوطن» المؤيدة للنظام وضاح عبد ربه «على الغرب الإعتراف بالأخطاء التي ارتكبها من خلال تشجيعه كل هؤلاء الذين حاولوا بناء أنفسهم في المنطقة»، مضيفا إنها «لم تعد مشكلة سوريا»، «طبعا يجب أن تكون جزءا من التحالف، وهي من يقوم بالعمل كله».

فك زواج المصلحة

ويرى غاردنر أن كلام الصحافي المؤيد للأسد واضح في سطحيته، وتظهر الأحداث مدى ضعف هذا النقاش والمعضلة التي يواجهها الأسد من المغامرة الأخيرة لداعش مشيرا أولا إلى أن قوات الأسد وحتى الغارات الأخيرة لم يستهدف إلا نادرا داعش، فقد استخدم هذا التنظيم الجهادي بمثابة البعبع وأدى لاستنزاف طاقات المقاتلين من جماعات المعارضة السياسية الرئيسية.
ولكن الأسد قرر فك ارتباطه وزواج المنفعة مما يعني عمليات انتقامية منه، خاصة أن هذا العدو ا اصبح أكثر قوة بعد حصوله على أسلحة وعتاد من قواعد الجيش العراقي التي سيطر عليها إضافة للأموال التي راكمها من مغامرته الأخيرة.
ويضيف الكاتب إن نظام الأسد يعيش حالة فزع حقيقية خاصة بعد سحب القوات التي لعبت دورا حاسما في بقائه في السلطة من سوريا للعراق، أي الميليشيات الشيعية.
وهو ما أدى لإحداث ثغرات في دفاعات النظام السوري، بعيدا عن المناطق التي خسرها على الحدود الشرقية.
ويحاول قاسم سليماني الذي قام ببناء شبكة من الميليشيات في سوريا يعمل على تكرار نفس الأمر في العراق. ومن هنا يتساءل غاردنر إن كانت إيران التي تعاني من عقوبات دولية قادرة على الإستمرار بدعم الأسد؟.
والأمر الثالث الذي يشير إليه الكاتب هو أن داعش أصبح كابوسا في قلب الشرق الأوسط وهذا يعني قيام صناع السياسة بإعادة تقييم سلسلة الاخطاء التي أدت لولادة هذا الكابوس وما يجب عمله إزاء كل هذا.
ومن هنا يتحدث عن الأثر الذي لعبه الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 حيث بدأ البلد بالإنهيار وزادت عمليات التفكك بسبب السياسات الطائفية التي انتهجها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو الشخص الذي جلبه الإحتلال ووضعه في السلطة.
تماما كما أدت سياسات الأسد الطائفية لوضع داعش قدمه في سوريا.
ويشير الكاتب إلى مطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الكونغرس إقرار ميزانية 500 مليون دولار أمريكي لتدريب وتسليح المعارضة لكن داعش يمثل تهديدا إستراتيجيا يحتاج من الولايات المتحدة والقوى الأخرى مواجهته في عمليات تتوسع من العراق وتشمل سوريا حيث لم يقم نظام الأسد بعمل الكثير لمواجهة تهديده. ومن هنا فمن الصعب رؤية استقرار أو ما يشبهه يعود لمنطقة الشرق المهشمة والأسد أو المالكي في السلطة.

حزب الله عراقي

وفي هذا السياق أشارت صحيفة «التايمز» البريطانية للجهود الإيرانية في العراق ومحاولات إنشاء ميليشيا عراقية جديدة على غرار ميليشيا حزب الله اللبناني وإن بشكل مصغر. ففي معسكر صحراوي قرب مدينة كربلاء يتم تدريب مقاتلين شيعة لمواجهة المقاتلين السنة الذين اجتاحوا العراق.
وقد تم اختيارهم بناء على مستواهم التعليمي، وقدراتهم الجسدية، ويتضمن برنامج التدريب على عمليات تحرير الرهائن، وحروب العصابات. ويبدو النظام المتبع قاس وتم تنظيمه بناء على برامج التدريب المعمول بها في حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على بناء الجيش الوطني الذي انهار امام هجمات المقاتلين السنة وداعش فإن ميليشيات كهذه قد تثبت إنها المنقذ للبلد ام أنها المحفز للدمار الطائفي.
وانهارت أربع وحدات دربتها القوات الأمريكية، وتقوم الحكومة العراقية بوضع قوات جديدة مكانها إضافة للميليشيات التي انتشرت في كل مكان والتي استجاب المتطوعين فيها لدعوات آية الله السيستاني، واستجاب لدعوات المرجعية حوالي 35.000 شخص.
ورغم تصريحات المرجعية أن الدفاع عن بغداد هو لكل العراقيين إلا ان المعسكر قرب كربلاء لا يوجد فيه متطوعون سنة، وقال المتدربون إن هناك عددا من المستشارين العسكريين الإيرانيين.
ونقل عن إداري في المعسكر قوله « في المخيم الثاني لدينا عدد منهم لكن ليس في هذا المخيم الآن». وأضاف «لدينا مستشارون عسكريون (إيرانيون) مثل الأمريكيين ولكن ليس في هذا المعسكر. وقد نفى محافظ كربلاء عقيل الطريحي وجود مستشارين عسكريين إيرانيين، ولكنه اعترف بدور تلعبه قوات بدر التي تلقت تدريبا في إيران في إعداد المقاتلين. ويقول عدد من المتطوعين في المعسكر ان الالاف من مقاتلي بدر تم نشرهم في الصحراء لمراقبة أي تقدم نحو كربلاء.
وتنفي طهران أي دور علني لدعم حكومة نوري المالكي. ونقل عن نائب وزير الخارجية أمير عبداللهيان قوله «ليس لدينا جيش أو قوات مسلحة تعمل على التراب العراقي». ولكن المسؤولين في واشنطن يقولون إن إيران تعمل على نقل معدات ومساعدات عسكرية كبيرة سرا للعراق، وتقوم بنقل 140 طن من الأسلحة للعراق يوميا، أي حمولة طائرتين. ويأتي الدعم العسكري الإيراني وعمل المستشارين الأمريكيين في شمال بغداد في وقت بدأت تتكشف فيه فصول انهيار فرق في الجيش العراقي.

قصر الأخيضر

ففي تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» جاء إن المشاهد البائسة من بلدة عين التمر التي يقع فيها قصر- قلعة الأخيضر والتي تحكي عن تشتت قوات الحكومة، حيث يطير الذباب على سقفها العالي فوق عشرات من الجنود المنهاري المعنويات والذين يقضون اليوم وهم نائمون على أرضيتها الحجرية.
وتقول إن «كانت هذه القلعة التي تعود للقرن الثامن حتى نهاية حزيران/ يونيو معلما سياحيا لكنها اليوم ملجأ لبقايا الكتيبة التاسعة. ولا يوجد لدى هؤلاء الرجال أي مهمة يقومون بها فهم بعيدون عن مواقعهم التي كان من المفترض الدفاع عنها مسافة 300 ميل وقد تجمعوا حول زوارهم لاستعادة انسحابهم المهين».
ويقول أحدهم «لقد تم بيعنا» وهز البقية رؤوسهم بالموافقة «كل واحد منا كان مستعدا للقتال». وفي هذا تحميل القادة مسؤولية الهزيمة، وتقول الصحيفة إن شهادات أفراد الفرقة التاسعة أكدها مسؤولون، وتقدم صورة عن جنرالات غير جاهزين لقيادة الحرب بسبب سوء إدارتهم لها، والعجز وفي النهاية الخيانة تحت رعاية نوري المالكي.
وتشير مقابلات الصحيفة إلى أن حالات من الخيانة والجبن أصابت قيادة وصف الفرق التي كانت تدافع عن الحدود، وقام بعض الجنود بخلع زيه، وأخرون بالهروب فيما غير أخرون مواقعهم للطرف الأخر، لكن في حالة الفرقة التاسعة عبر أفرادها عن استعدادهم للقتال إلا أن ضباطهم وكبار القادة أثروا عليهم، ولم يقدموا لهم الطعام والماء مما أجبر الكتيبة على ترك مواقعها في حر الصحراء.
وتكشف شهادات وتجربة جنود الفرقة التاسعة عن حالة من المحسوبية. ويقول أعضاء فرقة حرس الحدود هذه إن الإنهيار السريع مثير للدهشة خاصة بعد سنوات من التدريب الغربي للقوات هذه.

من القائم للوليد

وتشير الصحيفة الى إن ملحمة الجنود من مقاتلين إلى آبقين بدأت قبل ثلاثة أسابيع عندما سيطر داعش على الموصل وتقدم نحو مدينة تكريت. فالكتيبة التاسعة هي جزء من الفرقة الرابعة لحرس الحدود المرابطة في البصرة، حيث اشعلت دعوات آية الله السيستاني حماسها ورقص الجنود ببنادقهم امام الصحافيين وويهام المالكي قائد الفرقة عندما كانوا يحضرون للتقدم شمالا للدفاع عن القائم، وغادرت الكتيبة البصرة في 14 حزيران/ يونيو، ولم يكن لدى الجنود سوى الماء والطعام الذي حملوه وغير كاف لمواجهة درجة حرارة عالية. ويقول عدد من الجنود إن النظام الذي نظمته وزارة الداخلية لإمداد الجنود صالح لوقت الحرب. وهو يعتمد على عقود مع شركات ورجال أعمال يقومون بإيصال المواد الغذائية لمقر الفرقة، و»عندما يكون الجو حارا والاوضاع الأمنية سيئة لا يقوم المتعهدون بنقل الطعام أو الماء». وصلت الكتيبة القائم في 17 حزيران/ يونيو لكن الإمدادات بدأت تقل ولم تعد القوات قادرة على القتال.
ويقول أفرادها أنهم حصلوا على قطعة كعك صغيرة وكمية قليلة من الماء. وبدأت المعنويات بالإنهيار حيث تراجعت فرقة من القائم مما دعا أفراد الكتيبة التاسعة لمشاركتها بما لديها من طعام قليل.
ورفض السكان المساعدة إما لأنهم وقفوا مع داعش أو لخوفهم من انتقامها. ومع تراجع المواد لدى الكتيبة، غادر قائدها القايم الجنرال صادق رشيد عبدالعال لتقديم شكوى للقادة الكبار ولم يسمع عنه منذ ذلك الوقت.
وفي 22 حزيران/ يونيو تلقى الجنود امرا بالإنسحاب من القائم والتوجه للوليد، وكان قرارا أثار دهشتهم لأن القائم مهمة للدفاعات العراقية، وانطلقوا في الساعة الخامسة صباحا بدون ماء أو طعام ودخلوا في مناطق المقاتلين.
وتعرضوا في الطريق لكمين مما أدى لجرح أحدهم. وعندما وصلوا للوليد وجدوا الفرقة الرابعة التي طلبت الماء. وفي اليوم التالي جاء قائدان احدهما المالكي الذي حضر مع فريق للتصوير وبدأ بتوزيع الماء على الجنود لكنهم رفضوا وطلبوا توضيحات عن سبب سحبهم من القائم.
وأشهر بعضهم البنادق وطردوا المالكي الذي تقول إنه من نفس عشيرة رئيس الوزراء المالكي، حيث كان في العمارة قبل ان يفصل عام 2008 من الجيش بسبب دعمه لجيش المهدي، ثم أعيد لمنصبه بتدخل من الشيخ سلام المالكي، النائب في البرلمان وشيخ عشيرة بني مالك.
ويقول جنود الكتيبة إن المالكي لا قدرة له على القيادة ولا يتمتع بجاذبية شخصية، ومع تقدم داعش كان الجنرال مهتما بتنظيم مناسبات رسمية كي يصورها التلفزيون والمقابلات فيه كي يظهر أمام عدساته.
ويتحدث الجنود عن زيارته للكتيبة التاسعة وقد بدأت تنهار حيث لاحقه الجنود وهرب إلى مبنى قريب من مكانهم. وتم ملاحقة جنرال آخر وهو حسين العوضي.

بدء تقسيم الغوطة الغربية بجدار عسكري لإطباق الحصار على معضمية الشام ودرايا في ريف دمشق
هبـه محمـد:
دمشق ـ «القدس العربي» بدأ نظام الأسد في ريف دمشق بمشروع جديد يقضي بتقسيم الريف الغربي للعاصمة دمشق، من خلال حشده لقوات عسكرية ضخمة مؤلفة من مئات العناصر وعشرات الآليات الثقيلة على الجبهتين الشرقية والغربية من مدينة معضمية الشام، واللتان تعتبران الخط الواصل ما بين معضمية الشام وداريا، وامتداداً لنهر مروان بن عبد الملك الذي يربط ما بين المدينتين وتهدف العملية المزمع بدأها من قبل قوات الأسد باقامة ساتر ترابي بارتفاع مترين، يقطع أوصال المدينتين، للتفرد بالقرار العسكري والسياسي لكل منهما على حدا.
ويقضي وجود هذا الساتر إلى منع المدنيين في مدينة داريا من الدخول إلى مدينة معضمية الشام هرباً من البراميل التي تلقيها طائرات النظام العامودية يوميا على المدينة.
يعتمد الأسد في تطبيق مشروع الفصل بين المدينتين على خيارين أحلاهما مُر، حيث أجرى النظام عدد من الاتصالات مع مدينة داريا في الفترة السابقة لإيصال رسالة إلى قيادة المدينة أن النظام يرغب بعقد هدنة مؤقتة مع كتائب المعارضة المسلحة في مدينة داريا، على غرار الهدنة الموقعة مع ثوار مدينة معضمية الشام مطلع العام الحالي، وتكليف لجنة من داخل داريا للتفاوض مع نظام الأسد.

احراق غابات معضمية الشام

كان جيش النظام والميليشات المقاتلة ضمن صفوفه قد أحرقت مساحات هائلة من غابات الزيتون في مدينه معضمية الشام، بقطر يزيد عن مائتي وخمسين متر مربع وبطول يتجاوز ألفي متر، ويمتد الحريق من كتيبه الكيماء في الجبهة الشمالية الغربية الخاضعة تحت سيطرة النظام من الغابة وحتى القسم الجنوبي الغربي من البساتين المعروفة بـ بساتين «الشياح» وهي المنطقة الفاصلة ما بين بساتين مدينتي معضمية الشام و درايا في الغوطة الغربية والخاضعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
علماً ان مدينه معضمية الشام أبرمت في بداية العام الحالي هدنة تنص على وقف اطلاق النار والافراج عن المعتقلين وعودة المهجرين الى ديارهم بأمان. وقد أكد مدير المركز الإعلامي لمدينة معضمية الشام صدى الشامي باتصال معه لـ «القدس العربي» أن قوات النظام أحرقت غابات المدينة وأشجار الزيتون من الجهة الغربية، بغية كشف طرق وأماكن تمركز كتائب المعارضة المسلحة.

النظام السوري يكثف من قصف ريف حلب الشمالي بالبراميل
ياسين رائد الحلبي
عندان ـ ريف حلب ـ «القدس العربي» اعلنت فصائل عسكرية من المعارضة السورية عن تشكيل غرفة عمليات «صدى الشهباء» في الريف الشمالي لحلب، وذلك للبدء بعمليات عسكرية على بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، وقالت الغرفة في بيانها انها تهدف الى ضرب مواقع الميليشيات الايرانية واللبنانية والعراقية و»الشبيحة» وقوات النظام السوري داخل البلدتين ووصفت البلدتين بـ»المستنقع الإيراني» .
عندما بدأ مقاتلوا المعارضة السورية المسلحة بتكثيف القصف على مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين قام النظام بإرتكاب مجازر عدة في غضون ايام في الريف الشمالي وهذا رداً على قصف المدينتين وانتقاماً لهما.
النظام السوري لم يوقف قصفه للريف الشمالي قبل قصف المعارضة المسلحة لمدينتي نبل والزهراء لكن العملية التي اطلقتها المعارضة سرعت وتيرة القصف وكثافته، وقام النظام باستهداف أكثر المناطق حيوية بالريف الشمالي وذلك «لأجل ايران وحزب الله والغالي بيرخص لنبل والزهراء» كما يقول اهالي المنطقة.
يقول عبد الجبار أوسو مسؤول العلاقات في غرفة عمليات صدى الشهباء ان «هذه الغرفة شكلت من بعض الفصائل لتقوم بقصف مواقع الميليشيات داخل المدينتين وليس للبدء بعمل بري ولو كان هذا الخيار مؤقتاً ولكن سنكتفي الآن بالقصف المركز واليومي وسنستمر بالقصف حتى يتم ايقاف القصف على المدنيين الآمنيين في حلب وريفها» .
ومن جهة اخرى فقد قام الطيران المروحي بإلقاء برميل متفجر على مدينة عندان جارة نبل والزهراء وذلك بعد البدء بعملية صدى الشهباء، وقد سقط البرميل على الساحة العامة والسوق الرئيسي في عندان ما أدى لمقتل أكثر من 20 شخصاً وجرح العشرات واحتراق العديد من السيارات وتفحم بعض الجثث وتهدم مباي واحتراق محلات تجارية في السوق الرئيسي .
الحاج احمد من مدينة عندان كان شاهداً على احتراق ابنه وحفيده امامه وقال لـ»القدس العربي»، «لقد شاهدتهما يحترقان داخل السيارة ولم نستطع ان نفعل لهم شيئا، هذا هو ردهم على معركة اطلقت بجوارنا فقد احرقوا الحجر والبشر، ولكن على من قام بهذه العملية ان يكملها بأي ثمن وإلا سنتعبرهم في صفوف الخائنيين لدمائنا فعليهم دك معاقل الشبيحة بقوة دون توقف ولا انقطاع فمن يزرع الشوك عليه ان يحصده».
وتباينت الآراء بين المؤيد والمعارض لمعركة صدى الشهباء فالبعض اعتبر ان المعركة هي جلبت الموت لمدن الريف الشمالي والبعض الآخر علق ساخراً «هل كان بشار الأسد يضع داخل البراميل التوت والرز قبل بدء المعركة؟» .
وعلمت «القدس العربي» عن نية وجهاء بلدتي نبل والزهراء إجراء اتصال غير مباشر بالمدن المجاورة ولكن لم يعلم احد حتى اللحظة مضمون الرسالة التي حملها وجهاء ومشايخ من مدن الريف الشمالي للقادة العسكرية لغرفة صدى الشهباء والذين اصروا على ان النظام يجب ان يوقف القصف على حلب وريفها حتى يتوقف القصف على نبل والزهراء؟
وفي السياق ذاته صعدت قوات النظام قصفها على بلدات الريف الشمالي في الساعات الأخيرة بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والراجمات والمدفعية وذلك رداً على اعلان العملية العسكرية .
ما بين غضب الشهباء ورد النظام المتواجد في كل الحالات ولكن بنسب متفاوتة وما بين سنة وشيعة الريف الحلبي يبقى المتضرر الأول هو المدنيين والذين فرض عليهم الأمر الواقع ان يكونوا تحت الحمم النارية لكل رد انتقامي من قبل النظام وسلاحه الجوي.

الرقة السورية: أسيرة “داعش” والفقر والجفاف
دمشق ـ ريان محمد
لم يقطع تنظيم “داعش” الكهرباء عن محافظة الرقة التي يتخذها معقلاً رئيسياً له في سورية، إلا أنها تُحرم من الكهرباء لنحو 20 ساعة يومياً، جرّاء انخفاض منسوب المياه في “بحيرة الأسد” الواقعة على سد الفرات، وهي المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء في المنطقة، الأمر ينعكس على ري الأراضي الزراعية لأسابيع عدة.

ويعيش أهالي الرقة في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية سيئة، إذ يعمل معظمهم في الزراعة، التي تضررت بشكل كبير جراء الجفاف ونقص منسوب مياه الفرات، إضافة إلى المواجهات

“داعش” يفرض الزكاة على أصحاب محاصيل القمح والقطن ومثيلة لها على أصحاب المحال التجارية

العسكرية، وانعدام الأمن والأمان، مما تسبب في خروج مساحات واسعة من الأراضي من دائرة الإنتاج، حيث يعتبر القمح والقطن المحصولين الرئيسيين في المحافظة. يضاف إلى ذلك أن “داعش” قرر اقتطاع 5 في المئة من المحصول تحت مسمى الزكاة، كما فرض على المحال التجارية ثلاثة آلاف ليرة سورية، تحت المسمى ذاته.

من جهتهم، يعيش مقاتلو التنظيم حياة رخاء خلال فترة “اللاحرب” الطويلة، إذ إنها الأقل عرضة لقصف النظام، فتجدهم يتنقلون في مطاعم المدينة ومقاهيها، حاملين أجهزة اتصال حديثة. وتشير بعض التقارير إلى أن راتب المقاتل في “داعش” يصل إلى نحو ألف دولار شهرياً، نحو (169 ألف ليرة سورية).

وفي ظل ارتفاع الأسعار الجنوني الذي تشهده سورية، مع وصول حجم التضخم إلى حوالي 300 في المئة، تعتبر الأسعار في الرقة أعلى بقليل من نظيرتها في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وأدنى منها في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة. وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من السكر 120 ليرة، والبرغل 100 ليرة، والعدس بـ 175 ليرة، والخبز (ربطة 12 رغيفا) بـ 100 ليرة، والرز بـ 200 ليرة للكيلوغرام واللحمة بـ 1400 ليرة، أما المازوت فبلغ سعر الليتر بـ 75 ليرة، والبنزين بـ 200 ليرة.

ويقول الناشط الإعلامي في الرقة، أبو إبراهيم االرقاوي، لـ”العربي الجديد” إن “داعش يكسب ودّ الناس جرّاء ظهوره بمظهر المراعي للأوضاع المعيشية للناس، إذ إنه حدّد الأسعار، ودعا أصحاب المحال التجارية لوضع أسعار بضائعهم بشكل واضح وباللغة العربية، مع مراعاة أن تكون الأرباح معتدلة”.

ويوضح الناشط الرقاوي أن “الناس بدأت تعتاد الحياة في ظل داعش، وتؤقلم نفسها على تشدّده، مقابل شبه استقرار كانوا يفتقدونه في ظل سيطرة فصائل مسلحة أخرى، وذلك في ظل سقوط النظام من حساباتهم”.

من جهة ثانية، ألغى “داعش” المدارس العادية والتدريس، وحوّل الأطفال إلى “الحلقات

“داعش” يلغي المدارس ويحوّل الطلاب إلى الحلقات الشرعية في الجوامع

الشرعية” في الجوامع، حيث يتعلمون فيها تعاليم التشدد والطاعة العمياء، وهو ما يهدد بضياع جيل بأكمله.

ويقول ناشطون، لـ”العربي الجديد”، إن “سياسة العقاب العلني، الذي أمعن “داعش” في تطبيقها بحق الناس، جعلهم يتجنبون عناصر التنظيم، بل في أحيان كثيرة، يوجد هناك من يتملق التنظيم وعناصره، في محاولة لتجنب أذاه.

ويلفت هؤلاء إلى “وجود أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب بين أفراد التنظيم، ممن يغالون في التطرف والتشدد، ولا يعتبرون الأهالي ملتزمين دينياً، مما يجعلهم يلاحقونهم، في أداء الفرائض”.

وأطلق التنظيم العديد من الأحكام على المناطق التي يسيطر عليها، بينها منع الرجال من حلق لحاهم وتسريح شعورهم، وكذلك منع وضع صور نساء على هواتفهم الجوالة، كما منعت النساء من الجلوس على الكراسي، أو التجول من دون “محرم شرعي”، إضافة إلى وجوب وضع النقاب ولبس العباءة، ومن يخالف يعاقب بالجلد علناً.

ويتوقع متابعون أن تكون دير الزور، المحافظة السورية الثانية التي تسقط بيد تنظيم “داعش”، على حساب تقهقر تنظيم “جبهة النصرة”، بعد اشتباكات ومواجهات عديدة بينهما، يفسرها خبراء في التنظيمات الجهادية إلى تناحر شخصي بين زعيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، وزعيم “النصرة”، أبو محمد الجولاني، وهو تناحر يعود إلى أيام تتلمذهما على يد زعيم تنظيم “القاعدة” في العراق، أبو مصعب الزرقاوي.

وتُعتبر مدينة الرقة، عاصمة تنظيم “داعش”، بعد أن كانت تحت سيطرة “جبهة النصرة”، و”حركة أحرار الشام الإسلامية”، بالإضافة إلى كتائب من “الجيش الحر”، والذين تعرضوا لضربات قوية من “داعش”، عقب إعلان زعيم الأخير حل تنظيم “الجبهة”، إذ بايع القسم الأكبر من عناصرها زعيم “داعش”، في حين انهزمت كتائب “الحر” أمام “داعش”.

“الأسد” يفاقم ديون سورية ويبدد احتياطي النقد لقمع الثورة
دمشق ــ عدنان عبد الرزاق
أظهرت بيانات رسمية دولية ومحلية، أن النظام السوري بدد احتياطي النقد الأجنبي للبلاد البالغ 18 مليار دولار، واستدان خارجياً أكثر من 11 مليار دولار، بعدما كانت الديون صفراً قبل عام 2011، وذلك لإبرام صفقات تسليح مع حلفائه لقمع الثورة.

ويقول خبراء اقتصاد إن الديون الخارجية، التي تفاقمت إثر تمويل حرب النظام على الشعب، تهدد الأجيال القادمة من السوريين، حيث وصل حجم الديون الداخلية والخارجية، بحسب تقرير حديث لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لنحو 34 مليار دولار.

وتوقع صندوق النقد العربي أخيراً ارتفاع الدين الخارجي لسورية وحده إلى نحو 11.6 مليار دولار بنهاية العام 2014، فيما تشير التقديرات إلى أن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد السوري منذ بداية حرب النظام في مارس/آذار 2011، حتى نهاية 2013 تبلغ نحو 200 مليار دولار.

تبديد الاحتياطي

قال الخبير الاقتصادي الدكتور عماد الدين المصبح، لـ”العربي الجديد”، إنه قبل عام 2011 كادت الديون الخارجية المترتبة على سورية تقارب الصفر، فضلاً عن وجود احتياطي نقدي يقدر بنحو 18 مليار دولار.

وأضاف المصبح “خلال الثورة بدد النظام هذا الرصيد تماماً من أجل تمويل آلته الحربية ضد الشعب السوري، بالإضافة إلى ترتيبه ديوناً على الاقتصاد تجاه إيران وروسيا اللتين دعمتاه بتقديم سلاح ومعونات اقتصادية بديون طويلة الأجل”.

وتابع “النظام لا يعبأ بترتيب ديون أكثر على كاهل الشعب السوري، الذي أدمته الأسلحة التي اشتراها بهذه الديون”.

أجيال تحصرها الديون

ويشير أحد المحللين الاقتصاديين الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الأجيال المقبلة ستكون محاصرة بالديون، وسيصار إلى تحميلها أعباء عبر فرض الضرائب والرسوم لسدادها أو، ما سيؤثر سلباً في مستوى المعيشة ويجعلهم أسرى قرارات وإملاءات الدول الدائنة.

وأضاف “لن تكون هناك خيارات كثيرة لسداد الديون، فإما رهن الثروات والمقدرات أو بيع القطاع الحكومي والخصخصة”.

زيادة الفقر

وحسب تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع المركز السوري لبحوث السياسات بداية يونيو/حزيران الماضي، فإن الدين العام لسورية بلغ ما نسبته 73% من الناتج القومي، والذي تم تقديره بـ 47.9 مليار دولار.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف الشعب السوري أصبح فقيراً مع دخول 7.9 ملايين مواطن تحت خط الفقر، منهم 4.4 ملايين سوري تحت خط الفقر الشديد.

سوريا : النظام يقصف.. والائتلاف ينعقد
أكد نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي، بين رودز، الأربعاء، أن المعارضة السورية ليست مقتصرة على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وإنما تقاتل أيضاً ضد نظام الأسد، محملاً النظام السوري المسؤولية في ظهور التنظيم. وقال: “نرى أن دعم المعارضة السورية ليس فقط مقتصراً على عملها ضد داعش، بل ضد نظام الأسد”. موضحاً أن مصدر التهديد الإرهابي ليس داعش، بل النظام السوري الذي أوجد أزمة إنسانية خلقت فجوة لداعش، وساعدت على تمددها.

وكانت داعش قد أحكمت سيطرتها الثلاثاء، على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرق سوريا، على الحدود مع العراق. وذلك بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام مع مقاتلين معارضين، بينهم عناصر من جبهة النصرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتدور اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة المسلحة، في بلدة المليحة ومحيطها بريف دمشق. كما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة عدرا. وسيطر جيش الإسلام الثلاثاء على بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية، بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية قتل فيها 14 مقاتلاً من جيش الإسلام، في حين تستمر الإشتباكات بين الطرفين في منطقة المرج. كما شن الطيران الحربي خمس غارات جوية استهدفت أطراف مدينة دوما في ريف دمشق، مما أسفر عن جرحى ودمار واسع بالأبنية، حيث تشهد المدينة منذ أيام استهدافاً متواصلاً من قبل قوات النظام بالمدفعية. وجرت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف دوما أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة عدد بجروح. وكانت قوات المعارضة قد تمكنت من السيطرة على موقع لقوات النظام في بلدة الطيبة، بالغوطة الغربية في ريف دمشق. وذلك بعد معارك بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. واستهدفت قوات النظام البلدة بالمدفعية وقذائف الهاون.

على صعيد آخر، أكد مصدر في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، أنه سيتم تعديل النظام الداخلي للائتلاف خلال أيام، لتصبح مدة ولاية الرئيس سنة بدلاً من ستة أشهر. وقال: “هناك توجه عام لتعديل مادة بالنظام الداخلي للائتلاف تحدد مدة ولاية الرئيس ونوابه، لتمتد لسنة كاملة قابلة للتجديد بدلاً من ستة أشهر”. وأضاف: “غالباً سيتم إقرار هذه التوجهات خلال اجتماعات الهيئة السياسية التي ستعقد الأربعاء والخميس في اسطنبول بتركيا، خاصة مع وجود شبه توافق بين أعضاء الائتلاف على هذا الأمر”. وأضاف المصدر: “سيتم انتخاب رئيس جديد وثلاثة نواب وأمين عام، كما سيتم انتخاب هيئة سياسية جديدة للائتلاف، ومن المرجح أن يعود أعضاء بارزون لم يترشحوا من الهيئة السابقة للهيئة الحالية، بعد أن تم تأجيل فكرة مجلس الاستشاريين أو الحكماء”.

قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق سورية مختلفة
الولايات المتحدة: الأسد مصدر الإرهاب وليس داعش
وكالات
اتهمت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء ظهور “داعش”، مؤكدة أن مصدر التهديد الإرهابي يأتي منه وليس من الدولة الإسلامية. وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي إن نظام الأسد خلق فجوة للتنظيم ساعدت على تمدده.

إيلاف من بيروت: وجهت الولايات المتحدة انتقادات لاذعة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، متهمة إياه بالوقوف وراء ظهور تنظيم “داعش”. واعتبرت الولايات المتحدة أن مصدر التهديد الإرهابي يأتي من رأس النظام السوري لا من التنظيم.

وأكد نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي بن رودز أن المعارضة السورية “ليست مقتصرة على مواجهة داعش، وإنما تقاتل أيضاً ضد نظام الأسد”، محملاً النظام السوري المسؤولية في ظهور التنظيم. وأضاف رودز أن “مصدر التهديد الإرهابي ليس تنظيم داعش بل النظام السوري، الذي خلق أزمة إنسانية خلقت فجوة للتنظيم ساعدت على تمدده”.

ضلوع الأسد

وكانت صحيفة تايمز البريطانية تناولت في مقال نشر أمس الجدل بشأن تسليح الدول الغربية للمعارضة في سوريا، والتهديد الذي يمثله تنظيم داعش. ويقول المقال إن الكونغرس الأميركي مطالب بالموافقة على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما، بمنح 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة.

وشدد كاتب المقال أنثوني لويد على أن معقل تنظيم “داعش” في سوريا، وبالتالي لابد من إلحاق الهزيمة بالتنظيم في سوريا.

ووجه الكاتب اتهاماً صريحاً لبشار الأسد بالضلوع في إنشاء تنظيم الدولة، سواء من خلال إصراره على مواصلة العنف أو من خلال شبكة مخابراته وعملائه. وحذر لويد من يفكر في التقارب مع نظام بشار ولو مرحلياً من أجل مواجهة تنظيم “داعش”، هو كمن يعالج أعراض المرض ويهمل أسبابه.

براميل متفجرة

ميدانيًا، قال ناشطون سوريون معارضون إن 35 شخصاً على الأقل قتلوا جراء اشتباكات وقصف بالبراميل المتفجرة في مناطق مختلفة الأربعاء. فألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة الزبداني وقرية بسيمة في منطقة وادي بردى وداريا في الغوطة الغربية بريف دمشق.

ووقعت اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية على أطراف بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، بينما تعرضت منطقتا عدرا البلد وعدرا العمالية بريف دمشق لأربع غارات جوية.

وفي محافظة حلب، شنّت طائرات سورية غارة جوية على عدة مدن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار كبيرة بالمباني السكنية. كما سقط قتلى إثر قصف صاروخي على مدينة طيبة الإمام بحماة وقصف بالبراميل المتفجرة على مدينة كفرزيتا، بينما تعرض حي الوعر في مدينة حمص لقصف مدفعي.

وفي محافظة إدلب، قتل عدد من المدنيين وأصيب آخرون جراء القصف بأربعة براميل متفجرة على مدينة بنش في ريف إدلب، وردّ مسلحو المعارضة بقصف مواقع في بلدة الفوعة الموالية للنظام بقذائف الهاون.

الدولة الإسلامية تسيطر على ريف دير الزور

وسيطرت “الدولة الاسلامية” على مجمل ريف محافظة دير الزور السورية الحدودية مع العراق بعد انسحاب مقاتلي جبهة النصرة وفصائل اخرى ضمن المعارضة السورية من بلدات ومدن في الريف الشرقي، او مبايعتهم “الدولة”، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الخميس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “بات كل الخط الممتد من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق وصولا الى مدينة الباب في محافظة حلب (شمال) مرورا بمحافظة الرقة، تحت سيطرة الدولة الاسلامية”.

واوضح ان مدينة الميادين ابرز مدينة في ريف دير الزور الشرقي “اصبحت تحت سيطرة الدولة الاسلامية، بعدما اخلت جبهة النصرة مقارها في المدينة حيث رفعت الدولة الإسلامية راياتها”.
وكانت فصائل عدة بينها مجموعات تابعة للنصرة في منطقة العشارة القريبة من الميادين ومحيطها اعلنت في شريط فيديو نشر ليلا على حسابات جهاديين على الانترنت “توبتها من مقاتلة الدولة الإسلامية”، وتبرؤها من الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وكان ريف دير الزور الغربي اصلا تحت سيطرة “الدولة الاسلامية” قبل اندلاع هذه الجولة من المعارك قبل اسابيع بين “الدولة الاسلامية” من جهة وفصائل مقاتلة بينها جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا.

وبذلك، باتت مجمل محافظة دير الزور تحت سيطرة “الدولة الاسلامية”، باستثناء مدينة دير الزور التي تتقاسم السيطرة عليها القوات النظامية وكتائب في المعارضة المسلحة، ومطار دير الزور العسكري الواقع تحت سيطرة النظام، وبعض النقاط في بلدات في الريف لا تزال في منأى عن المعارك.

ومن ابرز المناطق التي توقف فيها القتال خلال الساعات الماضية بلدة الشحيل التي تعتبر معقلا لجبهة النصرة ويتحدر منها قياديون من الجبهة، ومدينة العشارة والقرى المجاورة.

أبو عمر الشيشاني قائداً عاماً لقوات دولة الخلافة
نصر المجالي
رجحت تقارير إعلامية تعيين المقاتل الشيشاني “أبو عمر الشيشاني” قائدًا لقوات تنظيم “الدولة الإسلامية”، التي تقاتل القوات العراقية وتتقدم إلى بغداد راهناً.

نصر المجالي: قالت التقارير إن طرخان باتيراشفيلي، الملقب بـ”أبو عمر الشيشاني”، سيتولى الموقع خلفاً لـ” أبو عبد الرحمن البيلاوي الأنباري”، الذي قتل اثناء اشتباكات مع الجيش العراقي.

وتقول صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية إن الشيشاني يتميز عن زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي، بإهتمامه بوسائل الإعلام، وكان أعلن بصوته في أحدث تسجيل صوتي منسوب إليه أن غايته إقامة دولة الخلافة.

ويشار إلى أنّ طرخان باتيراشفيلي، الذي يحمل جواز السفر الجورجي، كان مقاتلاً بالجيش الجورجي (جمهورية جورجيا في جنوب القوقاز) حتى إعفائه من الخدمة العسكرية لأسباب صحية، بعد سجنه بتهمة إحراز السلاح من دون رخصة.

نشأة مسيحية

وتقول التقارير عن الشيشاني إنه نشأ مسيحياً من القومية الجورجية، لكن أمه كانت مسلمة من شعب “الكيست الشيشان” وكان وُلِد في بلدة بيركياني بوادي بانكيسي، في جورجيا العام 1968 وظل يدين بالمسيحية حتى بلغ سن الـ 42 سنة.

والشيشاني قاتل في حرب الشيشان الأولى وحرب الشيشان الثانية ضد روسيا، كما شارك في المعارك مع الجيش الجورجي ضد روسيا خلال حرب عام 2008، التي انتهت بهزيمة ساحقة لجورجيا، التي أجبرتها روسيا على الحد من تدفق المجاهدين إلى چچنيا عبر مضيق پانكيسي.

رُقي باتيراشفيلي (الشياشني) إلى رتبة رقيب وعلى إثرها تم تسريحه من الخدمة بعد سجنه بتهمة شراء وتخزين السلاح، لكن أطلق سراحه في يونيو (حزيران) 2010 لإصابته بمرض السل، ليواصل القيام بدوره في معاونة تسلل المجاهدين إلى الشيشان، ولكن من دون منصب رسمي.

مشروع داعش

ومن هناك، توجه الشيشاني إلى تركيا ومنها دخل إلى سوريا. والتحق بتنظيم “داعش” في عام 2013، وبعد أن أبدى إعجابه بمشروع “داعش” لإقامة الخلافة الإسلامية، عُيّن أميراً للمنطقة الشمالية في التنظيم.

وكانت تقارير إعلامية لم تثبت صحتها أفادت عن مقتل عمر الشيشاني في الشمال السوري، حيث بدأت رحلة قتاله، وانتهت في الرقة حيث توفي متأثراً إثر مواجهات مع جبهة النصرة وحلفائها في دير الزور.

وإلى ذلك، فإن أبو عمر الشيشاني كان تحدث في حوار أجرته مجلة (سنا الشام) التابعة لتنظيم (داعش) في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 عن اسباب مجيئه إلى سوريا، حيث يقول: عندما كنت سجيناً في جورجيا عاهدت الله عز وجل إن خرجت من السجن حياً لأجاهدنَّ في سبيل الله، وبعد خروجي من السجن كانت سوريا أولى المحطات، فعزمت على الذهاب إليها، ولكني في أول الأمر رأيت المظاهرات، وكانت شعارات الناس فيها غير إسلامية كالحرية والديموقراطية، وهي ليست من دين الله عز وجل، فهم يطلبون الحرية لينالوا الديموقراطية، فرأيتُ التوجه إلى أرض اليمن، وأقمت في مصر بانتظار أن ييسّر الله لي الذهاب إلى اليمن، ولكن الله لم ينعم عليّ بذلك، ثم أتيت إلى سوريا.

في سوريا

أما عن بدايات وجوده في سوريا يقول الشيشاني: في أول مجيئي إلى سوريا رأيت الناس يدخنون، وكثير منهم يحلقون لحاهم ولا يوفِّرونها، ويسمعون الأغاني، ورايات الثورة لا تحوي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وقلت في نفسي إلى أين جئت؟ لقد شكّلت هذه الأمور لي حاجزاً، وكانت أولى الصور التي رأيتها عندما أتيت إلى سوريا.

ويضيف: في بداية الأمر نظرت إلى الحال فوجدت أنه لم تكن هناك فكرة للدولة، ورأيت أن المسلمين لا يزالون ضعفاء، ولكن عاهدت الله أن أجاهد هنا، فإن قتلت فشهادة في سبيل الله، امتثالاً لأمر الله تعإلى بأن أدافع عن هذا الشعب المظلوم كما قال تعإلى، “وإن استنصروكم بالدين فعليكم النصر”، في البداية كانت هناك بعض المجموعات والكتائب غير أننا لم ننضم إليهم لأسباب مختلفة منها أنهم لم يكونوا مستقيمين تماماً، لذا كنا نعمل وحدنا.

وعن سبب انضمامه للدولة الإسلامية، يقول الشيشاني: السبب الرئيسي الذي دفعني إلى الانضمام إلى الدولة الإسلامية أن لديهم مشروعاً حقيقياً وناجحاً بإذن الله لبناء دولة، كما أنني لم أجاهد لكي أحكم أو أصنع اسماً لي أو للكتيبة، ولكن كنت أعمل لكي أطبق شرع الله في الأرض، ولإعادة الخلافة الإسلامية، فوجدت أن الدولة على عكس المجموعات والكتائب الأخرى لديها مشروع فعّال لإقامة دولة إسلامية على منهاج النبوة، بما يتفق مع رغبتي، بل مع أمر الله.

حملة إلكترونية تحض على زيادة المساعدات للسوريين المنكوبين
ماذا يحصل لو كانت الحرب في فرنسا بدلًا من سوريا؟
لميس فرحات
لو أن الحرب الطاحنة التي تفتك بسوريا كانت تدور في فرنسا، لكان الدمار سيمحو مدينتي “كان” و”أفينيون” بالكامل، بينما ستخلو 37 مدينة رئيسية من السكان بشكل تام.

لميس فرحات من بيروت: في إطار حملة دولية لزيادة الوعي وتقديم المساعدات للشعب السوري، سلّط صحافيان كنديان الضوء على الدمار الذي أحدثته الحرب في سوريا، وما سيكون حجم الألم والخراب لو أن هذا الصراع يدور في فرنسا، أو في أي دولة أخرى غير سوريا.

وتحمل الحملة الالكترونية عنوان “لو كنا سوريا”، وتهدف لمساعدة الناس على فهم حجم الدمار والخسائر في الأرواح الذي حل بسوريا، من خلال إظهار المآسي التي قد تعانيها شعوب الدول العظمى، لو أنها ذاقت الكأس المرة التي تشربها سوريا.

كارثة فرنسية

شانون غورملي ودرو غوف صحافيان كنديان أرادا من الشعب الفرنسي أن يتخيل ما كان ليحدث لو أن 160 ألف مواطن من بلادهم لقوا حتفهم منذ العام 2011، وما سيكون الحال عليه لو أنهم كانوا من بين مليون شخص تشردوا وفروا من بيوتهم إلى العراء.

وهذا يعني أن سكان المدن الجنوبية مثل “كان” و “آفينيون” سيكونون في عداد الأموات، في حين أن 37 من أكبر البلدات والمدن في البلاد ستصبح مهجورة بالكامل. كما أن حوالي 6,5 ملايين لاجئ سيفرون إلى الريف، وأكثر من 2.8 مليون آخرين سيهربون من فرنسا الى البلدان المجاورة.

حجم المأساة

إلى ذلك، سيتم إرغام زهاء 4.8 ملايين طفل على مغادرة منازلهم، ما يعادل كل تلاميذ المدارس الثانوية في فرنسا.

وقال غورملي وغوف: “أننا عاجزون عن فهم حجم المأساة، لذلك لا نفعل ما يكفي لمساعدة الشعب السوري، ولا نقدم التسهيلات على الحدود ولا المساعدات الانسانية الكافية”. وأضافا: “لكن إذا استطعنا أن نتخيل الأزمة في بلادنا، فربما قد ندعم الشعب السوري بمزيد من العزم”.

دول عظمى أخرى

وتمتد هذه المقاربة أيضًا لتصل إلى دول عظمى أخرى. فلو كانت ألمانيا مكان سوريا، سيكون جميع من في ليفركوزن في عداد الأموات، وستتحول برلين وميونيخ وفرانكفورت ودورتموند إلى مدن أشباح مهجورة”.

أما اذا كانت المملكة المتحدة مكان سوريا، فإن جميع من في مدينة ريدينغ سيكونون قتلى، وستتحول لندن إلى مدينة مهجورة.

وتدعو الحملة الناس من كل الدول أن يتخيلوا ما كان سيحدث لهم لو أن الحرب كانت على أراضيهم بدلًا من سوريا، وبالتالي مطالبة حكوماتهم بزيادة حجم المساعدات التي يتم إرسالها إلى الشعب السوري المنكوب.

11 فصيلا تمهل «الحر» أسبوعا لإرسال تعزيزات أو إلقاء السلاح
الائتلاف السوري يبحث تمديد ولاية الرئيس إلى سنة
بيروت: «الشرق الأوسط»
في وقت يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى جذب عدد كبير من المقاتلين إلى صفوفه، بعد إعلانه «دولة الخلافة»، تواجه قيادة المعارضة السورية تحديا جديدا مع تهديد 11 فصيلا في الجيش الحر سحب مقاتليه وإلقاء السلاح، ما لم يجر تزويدهم بأسلحة تمكنهم من مواجهة تمدد مقاتلي «الدولة الإسلامية».
وأمهلت الفصائل التي تقاتل في ريف حلب الشمالي والرقة (شمال) ودير الزور (شرق) في بيان أمس: «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة المؤقتة وهيئة الأركان وجميع قادة الثورة السورية مدة أسبوع من تاريخ إصدار هذا البيان لإرسال تعزيزات ودعم كامل لمواجهة تنظيم البغدادي ودحره خارج أرضنا وإيقاف تقدمه في المدن المحررة».
وهددت الفصائل في حال تجاهل تلبية النداء «برمي السلاح وسحب المقاتلين»، مؤكدة في الوقت ذاته «الصمود في وجه الخوارج حتى آخر رصاصة في بنادقنا». وحذرت من أن «ثورتنا، ثورة شعبنا وأهلنا، الثورة التي خسرنا لأجلها دماء شبابنا وأطفالنا، تعيش حالة من الخطر بسبب تنظيم البغدادي، وخصوصا بعد إعلانه الخلافة» قبل أيام.
ومن أبرز المجموعات الموقعة على البيان: «لواء الجهاد في سبيل الله» و«لواء ثوار الرقة» و«تجمع كتائب منبج» و«الجبهة الشرقية» و«أحرار سوريا». ورغم أن حجم هذه المجموعات وقوتها غير معروف، لكن أهميتها تكمن في وجودها في مناطق تقع تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي تعليق على إعلان هذه الفصائل، قال عضو المجلس الأعلى لقيادة الأركان أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط» إن كتائب عدة في المعارضة تشكو من نقص الذخيرة والسلاح منذ فترة طويلة، ولذا هي تطالب المجتمع الدولي بدعمها لمواجهة النظام وتنظيم «داعش» في آن معا. ورأى أنه «من حق الكتائب المعترضة أن تهدد بالانسحاب أو رمي السلاح لنقص إمدادات السلاح إليها»، لافتا إلى أن «داعش» لا تتفوق على كتائب الجيش الحر بكمية الأسلحة التي تمتلكها فحسب، بل أيضا بنوعية السلاح الموجود لدى مقاتليها.
وقال العاصمي إنه «من الجيد أننا بعد ثلاث سنوات لا نزال صامدين ومع كل إمكانات الجيش النظامي و(داعش) ما زلنا نسيطر على نحو 60 في المائة من مساحة سوريا، على الرغم من كل ما نتعرض له». وأبدى عتبا كبيرا على المجتمع الدولي الذي قال إنه «الملام الأول على توسع نفوذ (داعش) باعتبار أن هذا التنظيم صنيعة تردده». وأضاف: «المجتمع الدولي هو الذي قوى (داعش) على حساب ضعف الثوار وإمكانياتهم»، مشيرا إلى أن «مقاتلي هذا التنظيم يواجهون فصائل الجيش الحر اليوم أكثر مما يواجهون القوات النظامية، لكن معنوياتنا مرتفعة».
ويظهر إعلان فصائل الحر حالة الضعف التي باتت تعتري المعارضة السورية المسلحة قياسا بقوة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسعى إلى اجتذاب أعداد جديدة من المقاتلين لتغطية المسحات الواسعة التي أصبحت تحت سيطرته في سوريا والعراق، حيث دعا زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الجهاديين في العالم لـ«الهجرة إلى دولته».
وقال البغدادي في أول رسالة صوتية له بثت على مواقع جهادية بعد إعلان «دولة الخلافة»: «يا أيها المسلمون في كل مكان من استطاع الهجرة إلى الدولة الإسلامية فليهاجر فإن الهجرة إلى دار الإسلام واجبة»، داعيا إلى «اغتنام الفرصة ونصرة دين الله بالجهاد في سبيل الله».
وتأتي هذه الدعوة بعد توسيع تنظيم «الدولة» نفوذه فوق مساحة جغرافية تمتد من شرق حلب في سوريا مرورا بالرقة ودير الزور، وصولا إلى العراق، لا سيما مدن الموصل والأنبار وديالى، ما يعني أن عدد عناصره الذي يقدّره مركز «بروكينغز» للأبحاث في الدوحة بـ13 ألف عنصر، لم يعد يكفي للاحتفاظ بهذه المساحة.
وقال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية والمتخصص في شؤون الفكر الإسلامي محمد أبو رمان لـ«الشرق الأوسط» بأن «الدولة تحتاج إلى عناصر بشرية إضافية، لأنها جزء مهم من العمل العسكري والأمني للتنظيم»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «دعوة البغدادي تأتي في سياق أدبيات الحركات الجهادية التي تركز على الانتقال إلى دولة الإسلام». وبحسب أبو رمان، فإن البغدادي أراد أن يقول في رسالته إن «دولته ليست شكلية وإنما خلافة حقيقية»، متوقعا أن «تتأثر أعداد كبيرة في العالم بهذه الرسالة على خلفية أفكارهم المتطرفة».
وبعد ساعات على رسالة البغدادي، بثت مؤسسة «دابق» للإنتاج الإعلامي الجهادي شريط فيديو يظهر مجموعة من الشبان في هولندا يبايعون «الدولة الإسلامية». وقال شخص يتوسط ستة شبان آخرين خلال الشريط: «نبارك لأمتنا العظيمة إقامة الدولة الراشدة، بارك الله فيك يا خطيب الأمة وخليفة أبي بكر البغدادي». وبعد إنهائه حديثه هتف الجميع «دولة الإسلام باقية».
وحاول زعيم «الدولة الإسلامية» في رسالته الصوتية إضفاء بعد عالمي على أهدافه الجهادية، إذ طالب الجهاديين بأن «ينهضوا وينتقموا للانتهاكات التي ترتكب بحق المسلمين في عدد من الدول من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى ميانمار»، قائلا: «ارهبوا أعداء الله فالدنيا زائلة فانية والآخرة دائمة باقية، أما إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم ويكفيكم ما وصلكم من مشاهد في أفريقيا الوسطى ومن قبلها في بورما».
وطالب مقاتلو الدولة الإسلامية إلى «وقف التطلع إلى الدنيا والاستمساك بالسلاح دفاعا عن أعراض المسلمين وأسراهم ومساجدهم وحرماتهم وحقوقهم المسلوبة في الصين والهند والصين وفلسطين والصومال وأفغانستان وبورما وتونس وليبيا ومصر وإيران واليمن والعراق وسوريا وفي القوقاز والفلبين وإندونيسيا وفي أفريقيا الوسطى وفي مشارق الأرض ومغاربها».

المرصد السوري: “النصرة” تترك معاقلها شرق سوريا لـ “داعش
تعهد مقاتلو العشائر المحلية بالولاء له ”
24- رويترز
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة انسحبوا من بلدتين في شرق سوريا اليوم الخميس، وتركوا معظم محافظة دير الزور الحدودية تحت سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الآخذ في التقدم.

وقال المرصد إن “جبهة النصرة انسحبت من الميادين وشهيل معقل الجماعة بالمنطقة في حين تعهد مقاتلو العشائر المحلية بالولاء لتنظيم (داعش) الذي اجتاح أيضاً محافظات سنية في العراق.

وأضاف المرصد أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسمى في السابق الدولة الإسلامية في العراق والشام يسيطر حالياً على مساحة من سوريا تبلغ خمسة أمثال مساحة لبنان.

غارات ومعارك بريف دمشق وقتلى بحلب
استهدفت قوات النظام السوري مدنا وبلدات عدة في ريف دمشق بالقذائف والبراميل المتفجرة، وسط اشتباكات بالمليحة، وإعلان جيش الإسلام التابع للمعارضة بدء ما سماه معارك اجتثاث تنظيم الدولة الإسلامية من الغوطة الشرقية، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى بقصف على حلب.

وقال ناشطون إن جيش النظام قصف منذ أمس الأربعاء المليحة بعدة صواريخ من نوع أرض أرض أصابت البلدة ومحيطها، وأضافوا أن اشتباكات دارت على جميع محاور البلدة.

كما قصفت قوات النظام أغلب مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وشنّت أربع غارات على بلدتي عدرا وعدرا العمالية.

وأضاف ناشطون أن غارات بالبراميل استهدفت قرى بريف دمشق منها داريا ووادي بردى ومدينة الزبداني، في المقابل دمّر مقاتلو المعارضة دبابة للنظام في محيط بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي.

اشتباكات وبراميل
وفي حلب دارت اشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في محيط جمعية الزهراء، وسقط خمسة قتلى جراء غارتين جويتين على مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، كما أغار الطيران على مدينة مارع مما أدى إلى مقتل طفل وإصابة عدد من المدنيين.

في سياق متصل قال ناشطون سوريون إن كتائب المعارضة استهدفت بصاروخ (تاو) أميركي الصنع دبابة لقوات النظام شرقي مدينة بصر الحرير في ريف درعا.

من جهته أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن الطائرات المروحية ألقت عدة براميل متفجرة على بلدة إبطح في ريف درعا، كما استهدف القصف المدفعي بلدة اليادودة، وقد قُتل عدد من قوات النظام في اشتباكات مع كتائب المعارضة في مدينة بصرى الشام بريف درعا.

وفي ريف درعا أيضا أصيب خمسة أشخاص بجروح وُصفت بالخطيرة جراء قصف من مدفعية النظام على بلدة الكرك الشرقي.

على صعيد مواز أفاد ناشطون بأن البراميل المتفجرة استهدفت مدينة بنش بريف إدلب قبيل موعد الإفطار بقليل، مما تسبب بمقتل شاب وإصابة عدد آخر من المدنيين، تم نقلهم إلى مشفى المدينة.

معارك الفصائل
من جهة أخرى قال ناشطون سوريون إن مقاتلي جيش الإسلام التابعين للجبهة الإسلامية أعلنوا بدء ما سموه معارك اجتثاث تنظيم الدولة الإسلامية من الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وقال جيش الإسلام إنه سيطر على بلدة ميدعا بعد معركة أدت إلى انسحاب مقاتلي التنظيم منها، وتعهد بإكمال حملته ضد ذلك التنظيم حتى إنهاء وجوده في الغوطة الشرقية.

وفي دير الزور قتل وأصيب عشرات جراء قصف متبادل بين المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي الوقت نفسه نفذ تنظيم الدولة الإسلامية حملات دهم واعتقال شملت عدداً من المواطنين في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، وذلك بعد يوم من سيطرته عليها عقب اشتباكات مع جبهة النصرة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت أمس الأربعاء مقتل 37 شخصا في مختلف المدن السورية حتى اللحظة، بينهم سيدة وستة أطفال وثمانية تحت التعذيب وخمسة من مقاتلي الجيش الحر.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

صحيفة “تايمز”: الأسد ضالع في إنشاء تنظيم “داعش”
العربية.نت
تناولت صحيفة “تايمز” البريطانية الجدل القائم بشأن تسليح الدول الغربية للمعارضة في سوريا، والتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.

وفي مقال نشرته الصحيفة بقلم أنثوني لويد، قال الكاتب إن الكونغرس الأميركي مطالب بالموافقة على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما، بمنح 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية “المعتدلة”.

واعتبر لويد أن عدم التدخل في سوريا جلب جملة من المشاكل، منها أن مئات البريطانيين التحقوا بتنظيم “داعش”، الذي عزز موقعه في العراق، وحول الوضع إلى كارثة هناك، وهذا ما سيدفع بملايين العراقيين إلى النزوح عن مناطقهم، مثلما يفعل ملايين السوريين حاليا.

وأصر لويد على أن معقل تنظيم “داعش” في سوريا، حيث نشأ وتعزز، رغم كل نشاطاته في العراق، وبالتالي لابد من إلحاق الهزيمة بالتنظيم في سوريا.

ودعا كاتب المقال إلى تسريع برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة الذي بدأ في قطر، لأن عناصر “داعش” حصلوا على أسلحة أميركية من جيش المالكي.

كما دعا لويد الدول الغربية إلى تحسين صورتها أمام “السوريين السنة”، الذين يتهمون تلك الدول بالتخاذل عن التصدي لقوات بشار الأسد، التي تدمر المدن والقرى بالبراميل المتفجرة، وتقتل الأطفال والنساء في البيوت والمدارس.

ووجه الكاتب اتهاماً صريحاً لبشار الأسد بالضلوع في إنشاء تنظيم الدولة، سواء من خلال إصرار بشار على مواصلة أعماله الوحشية، أو من خلال شبكة مخابراته وعملائه.

وحذر لويد من أن يفكر في التقارب مع نظام بشار ولو مرحلياً من أجل مواجهة تنظيم “داعش”، هو كمن يعالج أعراض المرض ويهمل أسبابه.

الجربا يلتقي بارزاني أثناء زيارته أربيل
العربية.نت
قام السيد أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، بزيارة رسمية اليوم الأربعاء لمدينة أربيل، حيث التقى مع الرئيس مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، ومسرور بارزاني، مستشار أمن الإقليم، للتباحث في آخر المستجدات على الساحة السورية والأحداث الأخيرة الجارية في العراق، لتحديد سبل مكافحة الإرهاب في البلدين بعد تنامي خطر مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” في الآونة الأخيرة.

النصرة تتوعد حزب الله: مجاهدونا في لبنان بالآلاف
العربية.نت
أكد أ‌مير جبهة النصرة في القلمون بسوريا أبو مالك الشامي أن “معركة الجبهة مع حزب الله لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال”، مضيفا: “إننا استطعنا اختراق اﻷ‌طواق اﻷ‌منية في كل المناطق في لبنان”.

أبو مالك الشامي، ووفق تسجيل صوتي نُشر على حساب جبهة النصرة على موقع يوتيوب ليل أمس الأربعاء، توجه إلى السجناء الإسلاميين في سجن رومية وباقي السجون، الذين وصفهم بـ”الأسرى المسلمين”، بالقول “قلوبنا عندكم وما هي إلا أيام معدودة وتفرج بإذن الله الكربات”.

وتابع الشامي أنه أصبح لدى الجبهة مجاهدون باﻵ‌ﻻ‌ف و”هم ينتظرون اﻹ‌ذن ليبدأوا المعركة داخل لبنان وعلى قرى الروافض حصراً”.

وقال: “إلى أهالينا في القلمون وإلى المسلمين في كل مكان، والله لن يهنأ لنا بال ولن تقر لنا عين حتى نشفي صدوركم، منكّلين بهؤﻻ‌ء المجرمين، وسنردّ لهم الصاع بأضعاف مضاعفة”.

وجاء في كلمة الشامي “إلى أهلنا في لبنان لا بد أن تقوموا قومة رجل واحد، كفاكم ذﻻ‌ً وهواناً وكفانا انتظاراً لسكين الذبح بيد حزب الرافضة”.

قتلى بقصف على حلب وريف دمشق
قال نشطاء المعارضة السورية إن 35 شخصاً على الأقل قتلوا جراء اشتباكات وقصف بالبراميل المتفجرة في مناطق مختلفة من سوريا، الأربعاء.

ففي ريف دمشق، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة الزبداني وقرية بسيمة في منطقة وادي بردى وداريا في الغوطة الغربية بريف دمشق.

ووقعت اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية على أطراف بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، فيما قصفت القوات الحكومية البلدة بأربع صواريخ أرض-أرض، بينما تعرضت منطقتا عدرا البلد و عدرا العمالية بريف دمشق لأربع غارات جوية.

وفي محافظة حلب، شنت طائرات سورية غارة جوية على مدن مارع واعزاز وحريتان وتل رفعت، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار كبيرة بالمباني السكنية.

وفي المدينة نفسها، سقط عدد من الجرحى جراء ثلاث غارات جوية على حي الزبدية، وقتل شخص وأصيب آخرون بقصف ببرميل متفجر على حي مساكن هنانو.

كما سقط قتلى إثر قصف صاروخي على مدينة طيبة الإمام بحماة وقصف بالبراميل المتفجرة على مدينة كفرزيتا، بينما تعرض حي الوعر في مدينة حمص لقصف مدفعي.

وفي محافظة إدلب، قتل عدد من المدنيين وأصيب آخرون جراء القصف بأربعة براميل متفجرة على مدينة بنش في ريف إدلب، ورد مسلحو المعارضة بقصف مواقع في بلدة الفوعة الموالية للنظام بقذائف الهاون.

وفي ريف درعا، سقط قتلى وجرحى جراء قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة تسيل، كما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على بلدة إنخل.

ووقعت اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، وقتل عدد من أفراد القوات الحكومية باشتباكات في مدينة بصرى الشام.

14 لاجئة يلخصن ثمن الحرب الذي تدفعه المرأة السورية
نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية نساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السوريةنساء مضطهدات على خطوط جبهات الحرب السورية
رغم أن زينب البالغة من العمر 42 عاماً قد فقدت ابنها وزوجها في هجمتين منفصلتين من القوات النظامية، والتي أدت أيضاً إلى إصابة دائمة لحقت بعيني ابنها الثاني، فقد وجدت الدعم في منظمة غير حكومية محلية في غازي عنتاب بتركيا، حيث تقود مشروع طهي نسائي.
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته إن النساء في سوريا تعرضن للاعتقال والاحتجاز التعسفيين، والأذى البدني، والتضييق، والتعذيب أثناء النزاع السوري، من جانب القوات النظامية، والمليشيات الموالية لها، والجماعات المسلحة المعارضة للحكومة. ستقوم لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (لجنة السيداو) بإجراء استعراض لوضع السيدات السوريات يوم 4 يوليو/تموز 2014 في جنيف.
يتتبع التقرير المكون من 47 صفحة، ” مازلنا هنا: سيدات على جبهات النزاع السوري” مصائر 17 سيدة سورية أصبحن الآن لاجئات في تركيا، ومن خلال التوصيف بالكلمة المكتوبة والتصوير الفوتوغرافي، يوثق التقرير تأثير النزاع السوري على المرأة بصفة خاصة. تعرضت السيدات اللواتي تتبعهن التقرير لانتهاكات على أيدي القوات النظامية وتلك الموالية لها، وكذلك على أيدي الجماعات المسلحة المعارضة للحكومة، مثل لواء الإسلام، وجماعات متطرفة مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وقالت ناشطات وعاملات إغاثة إنهن تعرضن للتهديد والاعتقال والاحتجاز التعسفيين والتعذيب على أيدي قوات حكومية أو قوات المعارضة المسلحة. كما تعرضت كافة المحتجزات الست السابقات اللواتي استعرضهن التقرير للإساءة البدنية أو التعذيب أثناء الاحتجاز، وتعرضت سيدة واحدة للاعتداء الجنسي عدة مرات. قالت سيدات أخريات إنهن وقعن ضحايا للقيود التمييزية المفروضة على ملبسهن وتحركاتهن. وأصيبت سيدات عديدات أو فقدن بعض أفراد عائلاتهن في اعتداءات عشوائية عديمة التمييز على المدنيين من جانب القوات الحكومية.

وقالت لايزل غيرنهولتز مديرة قسم حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش: “لم تُعف المرأة من وحشية النزاع السوري في أي جانب من جوانبه، إلا أنها ليست مجرد ضحية سلبية. إن المرأة تتولى مسؤوليات متزايدة ـ سواء كان هذا باختيارها أو بضغط الظروف ـ ولا ينبغي أن تدفع الثمن ترهيباً واعتقالاً وإساءة، بل وتعذيباً “.

ويعد استعراض اللجنة الأممية فرصة لتسليط الضوء على محنة المرأة في سوريا ـ وبوجه خاص أن الحكومة السورية والعديد من الأطراف غير التابعة للدولة ترتكب انتهاكات بحق السيدات والفتيات في مناخ من الإفلات التام من العقاب، بحسب هيومن رايتس ووتش. يتعين على اللجنة حث الحكومة السورية على التوقف عن عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفيين وكافة أشكال العنف ضد النساء، والتحقيق في تلك الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها. واللجنة أثناء استعراضها مسؤولة عن تقييم مدى تقيد الدولة الطرف بالتزاماتها بموجب اتفاقية السيداو والتوصية بإجراءات يتعين عليها اتخاذها لتحسين وضع السيدات والفتيات.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والحكومة السورية وغيرهما من الأطراف المعنية ضمان التمثيل والمشاركة التامة والجدية للمرأة في مباحثات أو مفاوضات السلام المقبلة كلها، وكذلك ما يتلوها من عمليات لوضع السياسات وإقرار السلم.

يستند التقرير إلى مقابلات مع 27 لاجئة ومع ممثلي 7 من مقدمي الخدمات في غازي عنتاب وكلس بتركيا في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2014. قال عدد من السيدات لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات نظامية أو جماعات مسلحة غير تابعة للدولة مارست بحقهن التضييق أو التهديد أو الاحتجاز بسبب نشاطهن السلمي، بما في ذلك التخطيط والمشاركة في مظاهرات سلمية، وتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين المحتاجين. ووصفت سيدات أخريات خبرتهن بعد تولي عمادة أسرهن أو إعالتها فعلياً حينما اعتقلت القوات الحكومية أقاربهن الذكور، أو حينما أصيبوا أو قتلوا في هجمات عشوائية عديمة التمييز على مناطق مدنية بأيدي جماعات مسلحة.

كانت مايسة، 30 سنة، تقدم المساعدة الطبية لأفراد جماعات مسلحة معارضة للحكومة، وتعمل في قناة فضائية مؤيدة للمعارضة، قبل احتجاز قوات أمنية حكومية لها في دمشق في أبريل/نيسان 2013. اعتدى عليها أفراد قوات الأمن بالضرب طوال الليل بخرطوم أخضر غليظ: “كانوا يصفعونني على وجهي، ويجرونني من شعري، ويضربونني على قدمي وعلى ظهري وفي كل مكان”. تمت الإشارة إلى السيدات اللواتي تتبعهن التقرير بالاسم الأول فقط، أو باسم مستعار، حسب الوضع الأمني الخاص بكل منهن.

وقد قامت جماعات مسلحة غير حكومية أيضاً بالتضييق على سيدات من اللواتي استعرضهن التقرير واحتجازهن، وفرض سياسات تمييزية على السيدات والفتيات، بما في ذلك القيود على الملبس وحرية التنقل. كانت بريفان، 24 سنة، وهي سورية كردية، تقدم المساعدة الطبية لأشخاص يعيشون في مخيم اليرموك المحاصر في دمشق حين احتجزتها جماعة لواء الإسلام المسلحة غير التابعة للدولة. تم الإفراج عن بريفان بعد 10 أيام، ولكن حين حاولت إعادة افتتاح صيدليتها البدائية في المخيم، هددتها داعش لأنها ترتدي الحجاب دون العباءة. قالت: “قالوا لي: ‘إذا رأيناك بهذا الشكل ثانية فسوف نقتلك. إذا رأيناك في هذه المنطقة سنشنقك‘”.

وقالت أخريات لـ هيومن رايتس ووتش إنهن أصبن أو فقدن أقارب لهن في هجمات عشوائية عديمة التمييز على مناطق مدنية. وصارت العديدات منهن العائل الرئيسي لأسرهن نتيجة للنزاع. قتل أربع من أطفال أمل الخمس في قصف بالقنابل البرميلية على حلب في يوليو/تموز 2013. وبعد هذا بقليل تعرض زوجها لسكتة دماغية أصابته بشلل جزئي وإعاقة في الكلام، وتضطلع أمل، 44 سنة، بدور راعيته. في مارس/آذار رحلت الأسرة إلى تركيا لطلب العلاج الطبي والرعاية التأهيلية للزوج. وهناك كانوا ينامون بمنتزه في العراء ويعتمدون على الصدقات لتناول الوجبات.

ومنذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/آذار 2011، أجرت هيومن رايتس ووتش بعثات للتحقيق في سوريا، وتركيا، ولبنان، والأردن، وكردستان العراق لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان بأيدي كافة أطراف النزاع، بما في ذلك عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفيين، والتعذيب، والقيود التمييزية على السيدات والفتيات، والإعدام دون محاكمة، وهدم الأحياء دون وجه حق، واستخدام الأسلحة الكيماوية والمحرقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى