أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 15 حزيران 2017

 

 

 

مقترحات روسية لـ(تبادل أراض) في مناطق نفوذ أميركا وإيران/ إبراهيم حميدي

تحاول موسكو التوفيق بين تمسك واشنطن خلال المحادثات الأميركية – الروسية في عمان بإبعاد إيران عن جنوب سوريا وجنوبها الشرقي لاختراق «الهلال الإيراني»؛ من جهة، وسعي طهران والقوات النظامية السورية للسيطرة على مناطق على جانبي العراق لاختراق مناطق حلفاء أميركا جنوب سوريا وشرقها؛ من جهة ثانية.

وفي خلفية تفكير موسكو، بحسب مصدر روسي، هناك إمكانية لتوصل الأطراف المتحاربة إلى مقايضات بين أرض ومناطق نفوذ، تشمل دير الزور مقابل الرقة، ومعبر التنف مقابل البوكمال، ودرعا مقابل ريفها والقنيطرة، كما حصل سابقا في ريف حلب لدى مقايضة جرابلس بشرق حلب، ثم منبج مقابل الباب. وتكتسب «المنطقة الآمنة» الخامسة التي يجري التفاوض بين واشنطن وموسكو لإقامتها جنوب سوريا، أهمية، خصوصاً أنها تزامنت مع اتجاه من اللاعبين الكبار للبحث في تغيير مهام «قوات الأمم المتحدة لفك الاشتباك» في الجولان (أندوف)، لتصبح مخولة حمل السلاح واستخدامه في حالة الدفاع، إضافة إلى تفويض «حماية المدنيين» في الجولان.

وكانت واشنطن أبلغت موسكو عبر القناة العسكرية في العاصمة الأردنية بضرورة وقف قوات النظام وميليشيات إيرانية التقدم باتجاه معسكري التنف والزقف على حدود العراق. كما أنها أبلغت رئيس الوزراء حيدر العبادي بوقف تقدم «الحشد الشعبي» إلى الحدود، ثم قصفت مرات عدة هذه الميليشيات لمنع تقدمها، ورسمت «خطوطا حمراء» لها. وبالتزامن مع إبلاغ الجانب الروسي نظيره الأميركي الموافقة على «خطوط» واشنطن، نُقل عن مسؤول روسي قوله في اليومين الماضيين: «لن نسمح للأميركيين بالسيطرة الكاملة على منطقة الحدود السورية – العراقية»، ثم قدمت روسيا غطاء جوياً لقوات النظام وميليشيات إيرانية للتقدم شرقاً وصولاً إلى الحدود.

لكن اللافت، أن التقدم كان التفافيا وليس إلى معسكر التنف، لتجنب مواجة أميركية – روسية. وبحسب صحافي ميداني، فإن قوات النظام والميليشيات «وصلت إلى الحدود من محور البصيري إلى العليانية فالهلبة وجبل عش الغراب إلى شارة الوعر». وأشار إلى خطة في دمشق وطهران وموسكو للتقدم من «4 محاور هي: من تدمر إلى السخنة عبر حقل أرك النفطي، ومن تدمر إلى المحطة الثانية إلى الحدود، ومن الزلف شرق السويداء إلى التنف، ومن جنوب شرقي حلب إلى غرب الرقة وشمال شرقي حماة». والهدف، بحسب الصحافي، هو الوصول إلى دير الزور لطرد «داعش» منها.

العقدة بالنسبة إلى واشنطن في هذا التصور، وجود نيات للهجوم على معسكر التنف الخاضع لسيطرة قوات أميركية وبريطانية ونرويجية لتدريب فصائل في «الجيش الحر». لذلك، فإن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جددت نيتها «الدفاع» عن حلفائها من فصائل المعارضة، في وقت قال فيه مسؤول روسي إنه ليست هناك نية لدى بلاده للدخول في صدام عسكري مع الأميركيين، لكنها «ترسم حدود المناطق».

حظر «الحرس الثوري»

يطرح هذا رغبة موسكو بإمكانية الوصول إلى «تحديد» مناطق النفوذ بحيث تبقى أميركا وحلفاؤها مسيطرين على مناطق في ريف درعا والقنيطرة في الجولان جنوب سوريا إلى التنف من جهة، ثم مناطق في الرقة بعد طرد «قوات سوريا الديمقراطية» لـ«داعش» منها مع بقاء معسكر التنف، في مقابل أمرين: الأول؛ أن يسمح لقوات النظام وحلفاؤها بالتقدم إلى مدينة دير الزور للسيطرة عليها مقابل سيطرة حلفاء أميركا على الرقة عبر مجلس محلي منتخب ومدعوم من «سوريا الديمقراطية». تماماً كما حصل في ريف حلب الشمالي الشرقي لدى سيطرة «سوريا الديمقراطية» على منبج ثم تسليمها لمجلس محلي مقابل سيطرة فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي على الباب. هذه المقايضة حصلت بعدما سهلت تركيا دخول قوات النظام إلى شرق حلب مقابل توفير روسيا غطاء جويا لـ«درع الفرات» بدءا من جرابلس على حدود تركيا. وفي سيطرة قوات النظام وحلفائها على دير الزور ومناطق قرب البوكمال، تكون موسكو قطعت الرابط بين شرق سوريا وجنوبها الشرقي وتكون إيران أوجدت طريقاً من بغداد إلى دمشق بدلاً من الطريق السابق الذي يمر من التنف.

الثاني؛ السماح بوجود رمزي للنظام السوري في درعا عبر رفع العلم والوصول إلى معبر نصيب على حدود الأردن في مقابل إقامة «منطقة آمنة» بتفاهم روسي – أميركي على حدود هذه المنطقة وآليات عملها ومجلسها المحلي وعلاقتها التجارية والاجتماعية مع دمشق. لكن اللافت، بروز تطورين: الأول؛ أن المحادثات الروسية – الأميركية تتناول منطقة خامسة تختلف عن المناطق الأربع لـ«خفض التصعيد» بموجب اتفاق آستانة. واشترطت واشنطن عدم وجود «الحرس الثوري الإيراني» قرب الأردن وفي الجولان. الثاني؛ بدء مفاوضات غير معلنة لتغيير مهمة قوات «أندوف» التي تشكلت بعد التوصل إلى اتفاق فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في عام 1974. وبحسب مسؤول، فإن دولاً غربية اقترحت السماح بتسليح هذه القوات وأن تستخدم القوة لـ«أغراض دفاعية» إضافة إلى «حماية المدنيين» في الجولان؛ حيث تنتشر فصائل مسلحة مختلفة بما فيها تنظيمات تابعة لـ«داعش»، على أن تتم مناقشة هذا الأمر في مجلس الأمن نهاية الشهر الحالي. ولوحظ تقدم الشرطة العسكرية الروسية إلى السويداء، إضافة إلى توفير الجيش الروسي الغطاء لقوات نظامية ومن «الفرقة الرابعة» التي يقودها ماهر الأسد، هذه القوات التي تعد شريكا للجيش الروسي في إدارة قاعدتي طرطوس واللاذقية.

وبالتوازي مع المحادثات الأميركية – الروسية للوصول إلى تفاهمات وحدود المنطقة الخامسة، ومحادثات روسية – تركية – إيرانية لتحديد خطوط التماس في المناطق الأربع، يسعى كل طرف إلى تحسين موقعه التفاوضي والمناطق التي يسيطر عليها وفق الأولويات الاستراتيجية لكل طرف. وقال مصدر روسي: «لاحقاً، تجري مفاوضات للبحث عن العلاقة بين هذه المناطق وطبيعة النظام السياسي الجديد الذي تصر موسكو على أن يكون بموجب القرار (2254)، لكن إلى وقتذاك يجب أن يكون هناك وجود رمزي للدولة وعلمها وبعض مؤسساتها في كل المناطق».

الشرق الأوسط

 

سورية تسمح للأمم المتحدة بنقل مساعدات من حلب

جنيف – رويترز

أعلنت الأمم المتحدة أمس (الأربعاء)، أن سورية منحتها الإذن لنقل مساعدات بالشاحنات إلى مدينة القامشلي التي يهيمن عليها الأكراد، ما يخفف الضغط عن قاعدة تساعد آلافاً شردتهم الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وعلى رغم وقوع المدينة على الحدود مع تركيا إلا أن المعبر مغلق. واعتمدت الأمم المتحدة في نقل المساعدات إلى شمال شرقي البلاد منذ تموز (يوليو) 2016 على جسر جوي بين دمشق والقامشلي.

وذكر تقرير تابع للأمم المتحدة أن الحكومة السورية أبلغت منسق الشؤون الإنسانية بالمنظمة الدولية وبرنامج الأغذية العالمي في الثامن من حزيران (يونيو) الماضي، أنها وافقت لهما على إرسال مساعدات إنسانية براً من حلب إلى القامشلي.

وجاء في التقرير «بمجرد التأكد من سلامة الطريق سيتم فتحه لنقل كل المواد الغذائية وغير الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة».

وعمل الجسر الجوي بأقصى طاقته بواقع رحلتين يومياً على مدار ستة أيام أسبوعياً، واستخدم برنامج الأغذية العالمي الرحلات الجوية لتوفير الغذاء لأكثر من 172 ألف شخص في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة خلال الفترة بين منتصف آذار (مارس) وحتى نهاية أيار (مايو) الماضي.

وكان مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة قال قبل أيام إنه «على رغم فرار حوالى 95 ألف شخص من مدينة الرقة في سورية، إلا أنه لا يزال بالمدينة ما بين 50 ومئة ألف شخص آخرين».

وأضاف «على رغم ورود أنباء عن محاولات التنظيم منع المدنيين من الفرار من المدينة، تمكن ما يقدر بعشرة آلاف من سكان الرقة المغادرة منذ السادس من حزيران، عبر النهر والجسور المتضررة والطرق البرية».

وتفترض الأمم المتحدة أن 440 ألف شخص قد يحتاجون مساعدات بسبب هجوم الرقة. وقال برنامج الأغذية العالمي أمس إنه «سلم مساعدات إلى سبع مناطق يصعب الوصول إليها في محافظتي الرقة ودير الزور»، حيث تعطلت شحنات المساعدات الدورية نتيجة الصراع والحصار طوال أكثر على ثلاثة أعوام.

 

دي ميستورا: مفاوضات جنيف قد تستأنف في تموز

فينشتادغورديت (النروج) – رويترز

قال وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا اليوم (الأربعاء)، إنه قد يستأنف مفاوضات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف في تموز (يوليو) المقبل، وإن ذلك يعتمد على مدى ما يتحقق من تقدم في تشكيل مناطق «عدم التصعيد».

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت أمس، إن المحادثات بين روسيا وتركيا وإيران لبحث هذه المناطق ستجرى في آستانة عاصمة كازاخستان في أوائل تموز (يوليو) المقبل.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للصحافيين على هامش مؤتمر عن الوساطة من أجل السلام: «هناك نية لعقد اجتماع في آستانة في وقت ما في أوائل تموز (يوليو )، قبيل عقد (اجتماع مجموعة العشرين) في هامبورغ، وربما قبيل أن نستأنف مفاوضات جنيف كذلك».

وأضاف من دون أن يذكر موعداً محدداً: «إنها (المفاوضات) قد تجرى في يوليو، ستجرى بعد رمضان، ولكن أيضاً بعدما نكون قد ساعدنا في وتأكدنا من نجاح عدم التصعيد فعلياً».

وينتهي شهر رمضان يوم 24 حزيران (يونيو) الجاري. وتعقد اجتماعات «مجموعة العشرين» في يومي السابع والثامن من تموز المقبل.

ورد دي ميستورا على سؤال عما إذا كان قد تم الالتزام موعد نهائي في الرابع من حزيران الجاري لتحديد هذه المناطق، وما إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق حول من الذي سيديرها ويراقبها قائلاً إن ذلك لم يحدث.

وقال: «إنها مسألة معقدة. ففي الوقت الذي نتحدث فيه الآن تعقد اجتماعات في شأن ذلك بالتحديد».

وقال دي ميستورا إن الاجتماع المقرر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش «قمة العشرين» قد يكون حاسماً في هذا الأمر.

وتابع: «عندما تتفق روسيا وأميركا على بعض المحددات فإن الأطراف الأخرى يكون من السهل التأثير عليهم نوعاً ما… هناك فرصة».

 

أميركا تنقل راجمات صواريخ بعيدة المدى لقاعدة التنف السورية

عمان – رويترز

قال مصدران في الاستخبارات في المنطقة اليوم (الأربعاء)، إن القوات الأميركية نقلت منظومة راجمات صواريخ جديدة بعيدة المدى توضع على شاحنات من الأردن إلى قاعدة أميركية في التنف في جنوب سورية قرب الحدود العراقية والأردنية لتعزز بشدة وجودها في المنطقة.

وقال المصدران إن نظام راجمات الصواريخ الأميركية المتطورة سريعة الحركة «هيمارس» موجود الآن في القاعدة الصحراوية التي شهدت تعزيزات عسكرية في الأسابيع الأخيرة مع تصاعد التوتر بعدما ضربت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات تدعمها إيران للحيلولة دون اقترابها من قاعدة التنف.

وقال مصدر كبير في الاستخبارات: «وصلت (المنظومة) الآن إلى التنف وهي تمثل تعزيزاً كبيراً للوجود العسكري الأميركي هناك». ولم يذكر تفاصيل.

وأضاف أن نظام «هيمارس» نشر بالفعل في شمال سورية مع قوات تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بدعم من واشنطن.

 

وفد عسكري سوري يزور بغداد لمناقشة أمن الحدود

بغداد – رويترز

قالت وزارة الدفاع العراقية اليوم (الأربعاء) إن وفداً عسكرياً سورياً «عالي المستوى» عقد محادثات في بغداد مع نظرائه العراقيين في شأن أمن الحدود، في الزيارة العلنية الأولى من نوعها منذ سنوات التي تهدف إلى تنسيق القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وذكرت وزارة الدفاع في بيان أن رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي التقى أمس «وفداً رفيع المستوى» من وزارة الدفاع السورية «لبحث التنسيق والتعاون الأمني» بين البلدين. وأضاف أن اللقاء تناول «مجال العمليات العراقي – السوري باعتبار أن له عدواً مشتركاً متمثلاً بتنظيم داعش الإرهابي».

ولم يفصح البيان عن تفاصيل عن أعضاء الوفد السوري. وقالت مصادر عسكرية عراقية إن الزيارات السابقة التي كان يجريها مسؤولون سوريون كبار كانت تعقد سراً.

وأوضح رئيس أركان الجيش العراقي أن الطرفين ناقشا استمرار تبادل معلومات استخباراتية لتوفير المرونة للقوات الجوية العراقية لقصف أهداف على مقربة من الحدود ومنع المتشددين من الدخول من بلد إلى آخر.

وشق الجيش السوري والميليشيات المتحالفة معه طريقهم في جنوب شرقي البادية السورية ووصلوا إلى الحدود العراقية في الأسبوع الماضي، على مقربة من قاعدة التنف حيث تدرب القوات الأميركية الخاصة مقاتلين محليين لقتال «داعش».

ميدانياً، قال قائد في الشرطة إن القوات العراقية صدت فجر اليوم هجوماً مضاداً كبيراً نفذه مقاتلون من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ارتدى كثير منهم سترات ناسفة في منطقة إلى الجنوب من المدينة القديمة في الموصل، وهي المنطقة المتبقية تحت سيطرتهم في المدينة.

وذكر القائد أن عشرات المقاتلين من تنظيم «داعش» لقوا مصرعهم خلال العملية.

وقال سكان إن مقاتلي «داعش» سيطروا على عدد من المباني في حي الدندان قبل إجبارهم على التقهقر في اشتباكات عنيفة.

وفي بيان نشر على الإنترنت، قال التنظيم إنه قتل 40 من أفراد قوات الشرطة الاتحادية في غرب الموصل ودمر ثماني مركبات عسكرية.

 

دمشق تحكم سيطرتها على مثلث آرك في البادية في ضربة لـ «داعش»

لندن، دمشق – «الحياة»

قالت القوات النظامية السورية إنها مع المجموعات الحليفة لها أستطاعت التقدم بعمق البادية السورية وسيطرت على منطقة ومثلث آرك والمحطة الثالثة لضخ النفط شرق مدينة تدمر. كما وجه الطيران السوري ضربات ضد تنظيم «داعش» في ريفي الرقة وحلب. وأفاد مصدر عسكري في تصريحات لوكالة الأنباء السورية (سانا) بأن وحدات من القوات النظامية والمجموعات الحليفة لها واصلت تقدمها في ملاحقة «داعش» في عمق البادية السورية وأحكمت سيطرتها على المحطة الثالثة لضخ النفط شرق مدينة تدمر بنحو 40 كلم ومنطقة ومثلث آرك والتلال المشرفة بعمق 3 كلم وعرض 6 كلم».

وأشار إلى أن القوات النظامية «قامت على الفور بتثبيت نقاطها في المنطقة وتصدت لهجوم عنيف شنته مجموعات إرهابية من داعش لإستعادة المنطقة بعد تكبيدها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد».

ولفت المصدر إلى أن عناصر «داعش» قاموا بتدمير المحطة الثالثة لضخ النفط وتفجير آبار النفط والغاز قبل فرارهم منها.

وسيطرت القوات النظامية على مساحة 100 كيلومتر مربع جنوب مدينة تدمر وشمالها الشرقي أول من أمس، وذلك بعد يوم من السيطرة على عدد من النقاط المهمة في منطقة ضهور الغنايم شمال سد أبو كلة بـ7 كلم وقتل عدد من «داعش» وتدمير آلياته.

من ناحيته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بإستمرار الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، و «داعش» من جهة أخرى في محور حقل آرك النفطي بريف حمص الشرقي، على الطريق الواصل بين مدينتي تدمر والسخنة، ببادية حمص الشرقية. وعلم «المرصد السوري» أن القوات النظامية بعد سيطرتها على حقل آرك النفطي، تمكنت من تحقيق تقدم والسيطرة على الحقل، متقدمة بذلك نحو مدينة السخنة التي تعد آخر مدينة يسيطر عليها «داعش» في محافظة حمص. وسيطر «داعش» على مدينة السخنة في النصف الأول من أيار (مايو) 2015. ويأتي تقدم القوات النظامية نحو المدينة الإستراتيجية بعد عملية عسكرية واسعة وضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام وقصف من القوات النظامية على السخنة خلال الأسابيع الماضية. وتعد مدينة السخنة «بوابة» قوات النظام للوصول إلى ريف محافظة دير الزور. ويتيح تقدم القوات النظامية نحو الحدود الإدارية للبادية السورية مع محافظة دير الزور، تنفيذ عملية عسكرية في محافظة دير الزور التي يسيطر «داعش» على معظمها، ويذكر أن بلدة السخنة تبعد نحو 50 كلم من الحدود الإدارية للبادية مع دير الزور. في موازاة ذلك، قالت القوات النظامية إنها وجهت ضربات ضد أرتال لتنظيم «داعش» كانت تحاول الفرار من ريفي الرقة الغربي وحلب الشرقي.

وذكر مصدر عسكري لـ (سانا) أن الطيران الحربي نفذ غارات مكثفة على مقرات وأرتال «داعش» في الريف الغربي لمحافظة الرقة والريف الشرقي لمحافظة حلب.

وأشار إلى أن الغارات الجوية أدت إلى «تدمير المقرات والآليات المستهدفة بالكامل والقضاء على العشرات». كما أفاد بأن القوات النظامية وحلفاءها سيطروا على 37 بلدة ومزرعة في ريف حلب الجنوبي الشرقي وريف الرقة الغربي بعد القضاء على أكثر من 500 من عناصر «داعش» في الأيام القليلة الماضية. فيما أفاد «المرصد» بقصف الطيران الحربي مناطق في بادية تدمر ومدينة السخنة بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام و «داعش» على محاور في الطريق الواصل بين تدمر والسخنة ببادية تدمر الشمالية الشرقية.

وفي محافظة دير الزور، أفاد «المرصد السوري» بحدوث اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، و «داعش» من جهة أخرى، في محيط مطار دير الزور العسكري وحي الرصافة بمدينة دير الزور، ترافق مع قصف الطائرات الحربية مناطق في أحياء العمال والرصافة والحميدية والبانوراما وقرى مراط وحطلة والجفرة.

وفي محافظة درعا، أفاد «المرصد» بأن الطيران الحربي شن 12 غارة على الأقل على أماكن في درعا البلد بمدينة درعا، ومنطقة غرز بشرق درعا.

وقصفت فصائل المعارضة تمركزات للقوات النظامية في درعا المحطة بمدينة درعا وسط اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى في أطراف حي المنشية بمدينة درعا وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. بينما تعرضت مناطق في بلدة طفس بريف درعا الغربي، لقصف من جانب القوات النظامية ما أدى لقتل شخص وأضرار مادية. وقصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة داعل بريف درعا الأوسط.

وفي الرقة، قتل رجل وزوجته و3 من أولادهما جراء قصف طائرات «التحالف الدولي» مناطق في قرية كسرة شيخ جمعة، بريف الرقة الجنوبي. وتواصل قوات عملية «غضب الفرات» قصفها المكثف على مناطق في مدينة الرقة، ترافق مع قصف التنظيم بقذائف الهاون تمركزات لـ «قوات سورية الديموقراطية» في حيي المشلب والرومانية في المدينة، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة مع «داعش» على محاور في الأطراف الشرقية لمدينة الرقة بالتزامن مع قصف طائرات «التحالف الدولي» واستهدافها عدة مناطق في المدينة.

وتأتي هذه الاشتباكات فيما تحاول «قوات سورية الديموقراطية» فرض سيطرتها على كامل شرق المدينة، وتضييق الخناق أكثر على «داعش» بعد السيطرة على عدة أحياء في شرق وغرب المدينة. وأفاد «المرصد» بأن الاشتباكات تدور في أطراف حي حطين غرب مدينة الرقة.

 

موسكو تعلن انضمام 47 بلدة لمناطق «خفض التوتر»

موسكو، لندن – «الحياة» – قالت وزارة الدفاع الروسية أن 47 بلدة في محافظة إدلب انضمت إلى اتفاق الهدنة ومناطق «خفض التوتر».

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية بثته وكالة «انترفاكس»: «خلال يوم واحد تم التوقيع على 47 اتفاقاً في شأن انضمام المراكز السكنية في محافظة إدلب إلى الهدنة». وبذلك بلغ العدد الإجمالي للمدن والمراكز السكنية السورية التي انضمت للهدنة حتى الآن ألفاً و619 بلدة ومركزاً. وتتواصل المفاوضات مع فصائل المعارضة المسلحة في محافظات حلب، ودمشق، وحماة، وحمص، والقنيطرة، في شأن الانضمام إلى مناطق «خفض التوتر». أما المجموعات المسلحة التي أعلنت التزامها ببنود «خفض التوتر» فهي 219 مجموعة.

في موازاة ذلك، قال المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا إنه قد يستأنف محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف في تموز (يوليو) المقبل، موضحاً أن ذلك يعتمد على مدى ما يتحقق من تقدم في تشكيل مناطق «خفض التوتر».

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت أول من أمس، إن المحادثات بين روسيا وتركيا وإيران لبحث هذه المناطق ستجرى في آستانة عاصمة كازاخستان في أوائل تموز.

وقال المبعوث الأممي للصحافيين على هامش مؤتمر عن الوساطة من أجل السلام في النروج «هناك نية لعقد اجتماع في آستانة في وقت ما في أوائل (تموز) يوليو، قبيل عقد (اجتماع مجموعة العشرين في) هامبورغ، وربما قبيل أن نستأنف محادثات جنيف كذلك». وأضاف من دون أن يذكر موعداً محدداً «إنها (المحادثات) قد تجرى في تموز، ستجرى بعد رمضان، ولكن أيضاً بعد أن نكون قد ساعدنا وتأكدنا من نجاح خفض التوتر فعلياً».

وتعقد اجتماعات مجموعة العشرين يومي السابع والثامن من تموز.

وقال دي ميستورا إن الاجتماع المقرر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين «قد يكون حاسماً» في هذا الأمر. وتابع «عندما تتفق روسيا وأميركا على بعض المحددات فإن الأطراف الأخرى يكون من السهل التأثير عليهم نوعاً ما… هناك فرصة». ورد دي ميستورا على سؤال عما إذا كان قد تم الالتزام بموعد نهائي لتحديد هذه المناطق وما إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق حول من الذي سيديرها ويراقبها قائلاً: «إن ذلك لم يحدث». وتابع: «إنها مسألة معقدة. ففي الوقت الذي نتحدث فيه الآن تعقد اجتماعات بشأن ذلك بالتحديد».

 

الأمم المتحدة: ضربات التحالف على مدينة الرقة توقع خسائر كبيرة بين المدنيين

أمريكا تنقل راجمات صواريخ بعيدة المدى إلى جنوب سوريا

عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: قال محققون في جرائم حرب تابعون للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إن الضربات الجوية المكثفة التي يشنها التحالف دعما لحملة تنفذها قوات مدعومة من واشنطن على الرقة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، تسبب «خسائر مذهلة في أرواح المدنيين».

وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق لمجلس حقوق الإنسان «نلفت على وجه الخصوص الانتباه إلى أن تكثيف الضربات الجوية التي مهدت الطريق لتقدم قوات سوريا الديمقراطية في الرقة لم يسفر سوى عن خسائر مذهلة في أرواح المدنيين كما تسبب في فرار 160 ألف مدني من منازلهم ونزوحهم داخليا».

ولم يقدم بينيرو عددا للقتلى المدنيين في الرقة، حيث تتسابق قوى متنافسة لانتزاع الأراضي من «الدولة الإسلامية». كما يتقدم الجيش السوري في المنطقة الصحراوية الواقعة إلى الغرب من المدينة.

في الوقت نفسه عبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان عن قلقها من استخدام التحالف الذي يحارب «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، وتقوده الولايات المتحدة، أسلحة الفوسفور الأبيض الحارق، قائلة إنها تعرض المدنيين للخطر حين تستخدم في المناطق المأهولة.

وقال ستيف جوس مدير قسم الأسلحة في «هيومن رايتس ووتش»، «بغض النظر عن طريقة استخدام الفوسفور الأبيض فإن هناك مخاطرة عالية بأن يسبب ضررا مروعا وطويل الأمد في المدن المزدحمة مثل الرقة والموصل وأي مناطق أخرى مأهولة بالمدنيين».

وأضاف «على القوات التي تقودها الولايات المتحدة أن تتخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر على المدنيين عند استخدام الفوسفور الأبيض في العراق وسوريا».

وفي كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف لم يشر الوفد الأمريكي إلى الرقة أو الضربات الجوية. ووصف الدبلوماسي الأمريكي جيسون ماك الحكومة السورية بأنها «المرتكب الأول» لانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في البلاد.

وقال بينيرو إنه إذا نجحت حملة التحالف الدولي فإنها يمكن أن تحرر السكان المدنيين، وبينهم نساء وفتيات إيزيديات «استعبدهم التنظيم جنسيا لنحو ثلاث سنوات ضمن إبادة جماعية مستمرة ولا يتم التعامل معها».

وأضاف «يجب ألا تأتي حتمية مكافحة الإرهاب على حساب المدنيين الذين يجدون أنفسهم يعيشون رغم إرادتهم في مناطق يوجد فيها داعش».

وقال بينيرو إن الاتفاقات العشرة بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة لإجلاء المقاتلين والمدنيين من مناطق محاصرة، بما في ذلك شرق حلب «تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب» لأن المدنيين ليس أمامهم «خيار».

وندد مندوب سوريا في الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا بالانتهاكات التي يرتكبها ما وصفه بالتحالف غير المشروع بقيادة الولايات المتحدة الذي يستهدف البنية التحتية وقتل مئات المدنيين، بما في ذلك مقتل 30 مدنيا في دير الزور.

قال مصدران في المخابرات في المنطقة، أمس الأربعاء إن القوات الأمريكية نقلت منظومة راجمات صواريخ جديدة بعيدة المدى توضع على شاحنات من الأردن إلى قاعدة أمريكية في التنف، جنوب سوريا قرب الحدود العراقية والأردنية، لتعزز بقوة وجودها في المنطقة.

وقال المصدران إن نظام راجمات الصواريخ الأمريكية المتطورة سريعة الحركة (هيمارس) موجود الآن في القاعدة الصحراوية التي شهدت تعزيزات عسكرية في الأسابيع الأخيرة، مع تصاعد التوتر، بعدما ضربت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات تدعمها إيران للحيلولة دون اقترابها من قاعدة التنف.

وقال مصدر كبير في المخابرات «لقد وصلت (المنظومة) الآن إلى التنف وهي تمثل تعزيزا كبيرا للوجود العسكري الأمريكي هناك». ولم يذكر تفاصيل. وأضاف أن نظام هيمارس نشر بالفعل في شمال سوريا مع قوات تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» بدعم من واشنطن.

ونشرت واشنطن نظام صواريخ هيمارس على الحدود التركية لضرب مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية». واستخدمت المنظومة عدة مرات على الحدود الأردنية لضرب متشددين تمركزوا في المنطقة الصحراوية في جنوب شرق سوريا.

وتحت ضغط شديد تراجع المتشددون من المنطقة الصحراوية خلال الشهور الثلاثة الماضية. وتتنافس المعارضة المدعومة من واشنطن مع قوات الحكومة السورية وفصائل تدعمها إيران، حيث يحاول كل طرف انتزاع أراض من تنظيم «الدولة».

وتقع التنف قرب معبر حدودي بين سوريا والعراق على الطريق السريع الرئيسي بين بغداد ودمشق. وطرد مقاتلو المعارضة التنظيم من هذه المنطقة العام الماضي لأهداف منها منع إيران من استخدامها لإرسال أسلحة إلى الحكومة السورية.

وتريد المعارضة استخدامها أيضا كمنصة انطلاق للسيطرة على المزيد من الأراضي على الحدود، والزحف نحو دير الزور، وهي مدينة كبيرة على نهر الفرات تملك الحكومة جيبا فيها يحاصره تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

30 قتيلاً في معركة في ريف حلب… والجيش النظامي يسيطر على حقل أراك النفطي في حمص

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 28 شخصاً على الأقل قتلوا نتيجة القتال الدائر خلال الـ 24 ساعة الماضية في الريف الغربي لمدينة حلب شمال غربي سوريا، بين مسلحي المعارضة، ومقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية». وأوضح المرصد أن القوات الكردية قامت بنصب كمين متقدم لمسلحي المعارضة في ريف حلب، حيث جرى استهدافهم خلال تقدمهم في المنطقة، حيث قتل 28 منهم وتم تدمير 3 آليات، بينما نقل المرصد عن مصادر وصفها بالـ «موثوقة» أن مقاتلاً واحداً من الوحدات قتل في هذه الاشتباكات التي تركزت في محيط دارة عزة ودير سمعان بالريف الغربي لحلب.

وذكر المرصد أن الاشتباكات تسببت أيضاً في وقوع إصابات بعضها خطير، ما قد يرجح أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع.

جاء ذلك فيما قال قائد عسكري في الجيش السوري إن قوات الجيش السوري والقوات الموالية له سيطرت ليل الثلاثاء/الأربعاء على حقل أراك النفطي شمال شرقي مدينة تدمر بريف حمص الشرقي في وسط سورية بعد انسحاب عناصر تنظيم «الدولة ـ داعش» منه.

وأضاف القائد العسكري أن «القوات الحكومية السورية والقوات الرديفة سيطرت على حقل أراك النفطي (40 كم شمال شرقي مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي) مساء الثلاثاء بعد انسحاب عناصر تنظيم داعش من الحقل بعد عملية عسكرية انطلقت منذ خمسة أيام»، وأن مسلحي «داعش» انسحبوا ليلاً من حقل أراك ومن قرية أراك ـ 1 كم شمال الحقل ـ باتجاه مدينة السخنة 30 كم عن حقل أراك.

وأكد أن «حقل أراك النفطي هو آخر حقل نفط وغاز كان تحت سيطرة تنظيم داعش في ريف حمص الشرقي، وبذلك أصبح طريق الجيش السوري باتجاه مدينة السخنة آخر معاقل داعش في ريف حمص ليضيق الخناق على عناصر التنظيم داعش وقاعدتهم بلدة عقيربات في ريف حماة».

وكان الجيش السوري والقوات الموالية له التي انطلقت من ريف الرقة الغربية باتجاه بادية الرقة قطعت الثلاثاء طريق اسريا في ريف حماة الشمالي الشرقي مع طريق الرصافة الرقة في ريف الرقة الجنوبي وبذلك أصبحت بلدة عقيربات قاعدة داعش الرئيسية محاصرة بعد تقدم القوات الحكومية وسيطرتها على حقل أراك النفطي .

 

توتر عقب اعتقال النظام السوري معارضا سياسيا ومتظاهرون يحاصرون مقر قيادة الشرطة في السويداء

عبد الرزاق النبهان

حلب ـ «القدس العربي» : تتواصل الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء جنوب سوريا، وذلك على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري الجمعة الماضي، المعارض السياسي السوري جبران سلامة مراد، حيث يفرض عشرات المحتجين بينهم رجال دين حصاراً على مقر قيادة الشرطة في المحافظة للمطالبة بالإفراج الفوري عنه وسط تهديدات المتظاهرين بتصعيد الاحتجاجات في حال لم تستجب سلطات النظام لمطالبهم.

ويقول الناشط الإعلامي وعضو «شبكة السويداء 24» الملقب بأبو ريان المعروفي: «إن أجهزة المخابرات في نظام الأسد اعتقلت المعارض السياسي «جبران سلامة مراد» في ساحة تشرين في مدينة السويداء، الأمر الذي دفع مجموعة من أقاربه وأصدقائه للهجوم على حاجز «الكوم» التابع للمخابرات العسكرية واحتجزوا رئيس المفرزة، بالإضافة إلى عنصر أمن، وقاموا بمساندة رجال دين من المحافظة بنصب حواجز طيارة داخل المدينة، واحتجزوا خمسة عناصر ليرتفع عدد عناصر النظام المحتجزين إلى سبعة».

وأضاف لـ«القدس العربي»، «جرت مفاوضات بين اﻷجهزة اﻷمنية وعائلة المعارض جبران، حيث تعهد مسؤولون من النظام بإطلاق سراحه الاثنين، إلا أن أجهزة المخابرات لم تلتزم بوعودها واتهمت المعتقل «جبران» بانتمائه لتنظيم «جبهة النصرة»، ونشروا صوراً له يرفع لافتات تنادي باسقاط النظام ووحدة السوريين في محافظة درعا». وأشار المعروفي إلى «مماطلة النظام السوري بإطلاق سراحه، ما دفع العشرات من المحتجين بالإضافة إلى رجال دين لفرض حصار على مقر قيادة الشرطة في مدينة السويداء لساعات، وحرق إطارات بالتزامن مع إطلاق نار بالهواء والتهديدات باقتحام المبنى، كما قاموا بمنع ضباط وعناصر الشرطة من الخروج أو الدخول إلى القسم».

وأوضح المعروفي أن «المحتجين قاموا بأسر مقدم في المخابرات الجوية وعنصر على حاجز للمخابرات الجوية في بلدة الثعلة بريف المحافظة الغربي بدون مقاومة، إلا أنهم أطلقوا سراحه كبادة حسن نية منهم لإنهاء الخلاف، وإطلاق سراح جبران والإبقاء على عناصر الأمن المحتجزين، في حين نفى المعروفي الأنباء التي تتحدث عن حشد قوات النظام لاقتحام بلدة القريا، حيث يحاول النظام احتواء الخلاف بأقل الخسائر حسب المعطيات التي مرت بها المحافظة خلال الايام الماضية».

وحمّل الناشط السياسي غازي عبود مسؤولية التصعيد الذي تشهده مدينة السويداء للنظام السوري، مطالبة بالإفراج الفوري عن الناشط السياسي جبران سلامة مراد دون قيد أو شرط، مع رفض إلصاق تهمة انتمائه لجبهة النصرة التي هي بعيدة كل البعد عن الحقيقة وفق كلامه.

وأدان في تصريحاته لـ«القدس العربي»، «التضليل الإعلامي الذي تمارسه الصفحات الإعلامية الموالية للنظام السوري التي نشرت صوراً ادعت من خلالها انتماءه لجبهة النصرة والتي لا علاقة لها بالاتهامات التي نسبته إليه». يشار إلى أن محافظة السويداء تشهد منذ أشهر، العديد من الاحتجاجات الشعبية، بسبب ممارسات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري من خلال اعتقال ناشطين من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من الشبان من أجل الالتحاق ضمن صفوف قواته بحجة الخدمة العسكرية الإلزامية.

 

المعارضة السورية تخشى أن يعمق خلاف قطر مع السعودية الانقسامات… وتزايد المخاوف وسط مؤشرات على تقارب الدوحة مع طهران

بيروت ـ عمان ـ من توم بيري وسليمان الخالدي: أدت المواجهة بين قطر والسعودية إلى إثارة قلق معارضين سوريين يتوقعون أن تعمل الأزمة بين دولتين من أكبر الدول المانحة لهم على تعميق الخلافات في صفوف المعارضة السورية للرئيس بشار الأسد.

فإلى جانب تركيا والولايات المتحدة كانت قطر والسعودية الداعمين الرئيسيين للمعارضة وقامتا بتسليح عدد من الجماعات التي تقاتل للإطاحة بالرئيس المدعوم من إيران. ومع ذلك فقد كان الدعم الخليجي غير متناسق الأمر الذي غذى انقسامات أدت إلى انتكاس المعارضة.وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر كما حظرت وسائل النقل معها قبل أسبوع واتهمتها بإثارة الاضطرابات في المنطقة ودعم الإرهاب والتقارب الشديد مع إيران. وتنفي الدوحة هذه الاتهامات. وهذا هو أكبر صدع في العلاقات بين دول الخليج العربية منذ سنوات.

وقال مصطفى السراجي من جماعة «لواء المعتصم» في شمال سوريا إنه يتوقع أن يصبح الوضع في سوريا مأساويًا لأن الجماعات التي تساندها دول مختلفة ستضطر لاتخاذ مواقف معادية تجاه بعضها البعض. وأضاف أنه يطالب «أشقاءنا» في السعودية وقطر بألا يحملوا الشعب السوري أكثر مما يحتمل. ولا تتحمل الانتفاضة السورية وجود مزيد من الصراعات الداخلية في صفوفها.

فالمعارضة تخسر أرضاً لصالح دمشق منذ نشر قوات عسكرية روسية في سوريا دعماً للأسد عام 2015. ويبدو الآن أن الأسد في وضع قوي رغم أن المعارضة ما زال لها مواطئ أقدام بالقرب من دمشق في الشمال الغربي والجنوب الغربي. وفي خريطة المعارضة السورية المفتتة ذهبت المساعدات القطرية لجماعات في أغلبها إسلامية التوجه اعتبرت قريبة من جماعة الإخوان المسلمين التي تعاديها السعودية والإمارات ومصر.

ومن المعتقد أن تركيا، التي وقفت موقفاً داعماً لقطر في الأزمة الخليجية، أيدت الجماعات ذاتها التي أيدتها قطر في شمال سوريا بما فيها جماعة «أحرار الشام الإسلامية» المحافظة.

كما أن من المعتقد على نطاق واسع أيضاً أن قطر لها علاقات مع جماعة ترتبط بتنظيم «القاعدة» معروفة باسم «جبهة النصرة». وقد غيرت هذه الجماعة اسمها منذ انفصلت رسمياً عن التنظيم وأصبحت الآن جزءًا من تحالف تحرير الشام الإسلامي. وفي حين أن قطر تنفي رسمياً صلتها بجبهة النصرة فقد توسطت في إطلاق سراح رهائن تحتجزهم هذه الجماعة ومنهم أمريكيون وراهبات يونانيات أرثوذكس وأفراد من قوى الأمن اللبنانية.

من ناحية أخرى تدل الشواهد على أن المساعدات السعودية تستهدف الجماعات المدعومة من خلال برامج تديرها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وهي برامج شاركت فيها قطر أيضاً إلى جانب دعمها للجماعات الأخرى. كما لعبت الإمارات دوراً كبيراً في ذلك البرنامج مع الأردن الذي يعتبر حليفاً قوياً للولايات المتحدة. ولهذه الجماعات نفوذ أكبر في جنوب سوريا مقارنة بالشمال.

 

انقسام الشمال والجنوب

 

قال مصدر بالمعارضة مطلع على الدعم الأجنبي للمعارضين «سيزيد ذلك الانقسام بين الشمال والجنوب إذ أن الشمال تموله أساساً قطر وتركيا والجنوب يدعمه الأردن والتحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال مسؤول كبير في المعارضة إن الأزمة الخليجية «ستؤثر بالتأكيد علينا. فالناس معروفون إما مع السعودية أو مع قطر أو مع تركيا. الانقسام واضح». ومما يزيد من قلق المعارضة أن الأزمة قربت قطر من إيران التي أرسلت طائرات محملة بمواد غذائية إلى الدوحة. وأضاف «أي تقارب بين قطر وإيران أو أي دولة وإيران مصدر قلق بالنسبة لنا». وقال مسؤول تركي كبير إن من الأهمية بمكان ألا تكتسب الأزمة القطرية «أبعاداً أخرى». وأضاف «هذه التطورات ستكون لها آثار مؤكدة على التطورات في سوريا وستتضح آثارها في الميدان. فقد تضعف العناصر التي تؤيدها قطر قليلاً في الميدان».

وتخشى مصادر المعارضة أن تثير الأزمة الخليجية جولات جديدة من الصراع خاصة في الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث يقاتل «جيش الإسلام» المدعوم من السعودية «فيلق الرحمن» المدعوم من قطر من حين لآخر منذ أكثر من عام. وساهمت هذه الاشتباكات في استرداد القوات الحكومية بعض المناطق.

وقد أصدرت السعودية ومصر والإمارات والبحرين الأسبوع الماضي قائمة بأسماء عشرات وصفتهم بأنهم إرهابيون على صلة بقطر من بينهم الشيخ عبد الله المحيسني السعودي الموجود في سوريا والمعروف بحشد التأييد للجماعات الإسلامية. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد وضعت اسمه ضمن قائمة سوداء بسبب دعمه لجماعة جبهة النصرة وقالت إنه جمع ملايين الدولارات للجماعة. (رويترز)

 

مخيمات نازحي الرقة… العيش على العدم

لبنى سالم

تزامناً مع استمرار المعارك بين كل من قوات سورية الديمقراطية بدعم التحالف الدولي وتنظيم (داعش) في مدينة الرقة السورية، تزداد أعداد النازحين الفارين من المعارك والقصف بحثاً عن الأمان، ويقصد النازحون عبر رحلة مضنية مليئة بالمخاطر تجمعات النازحين في ريف الحسكة، حيث تتواجد كبرى مخيمات استقبال النازحين، وما إن يصلوا إليها حتى تبدأ معاناة جديدة، إذ يضطرون للعيش على العدم.

مخيم الكرامة، الذي أُنشئ في مارس/آذار من العام الحالي على ضفة أحد فروع نهر الفرات بين كل من دير الزور والرقة والحسكة، تحوّل اليوم إلى أكبر مخيم لنازحي الرقة، وتشير إحصائيات المنظمات الإنسانية التي تعمل في مخيم الكرامة، إلى أنه يستقبل يومياً حوالى 300 عائلة، وقد وصل عدد النازحين فيه لحوالى 70 ألف شخص، 55 بالمائة منهم من الأطفال و15 بالمائة من المسنين، ويصل عدد السيدات الأرامل إلى 30 بالمائة.

في هذا المخيم لا يحصل معظم الواصلين الجدد من النازحين حتى على خيمة تأويهم، فيما تضم العديد من الخيام أكثر من عائلة، كما يتم حرمان العديد من العوائل المحتاجة من المساعدات المحدودة التي تقدمها المنظمات المتواجدة هناك.

 

ويقول أكرم حسن سليمان مدير منظمة “روج آفا” التي تنشط في المخيم، إنّ “عدد الخيام لا يتعدى ألفي خيمة، أكثر من نصفها مهترئة، هناك حاجة كبيرة لتأمين 800 خيمة أخرى على الأقل، إضافة إلى إسفنجات وبطانيات وخزانات مياه. العائلات التي لا تتلقى مساعدات لا تملك أوراقاً ثبوتية، أما الأطفال دون سن 4 من العمر فمعظمهم غير مسجل بدفتر العائلة ولا تحسب حصص غذائية لهم”.

اويفتقد المخيم إلى أي شكل من أشكال الصرف الصحي أو مصدر للكهرباء، ما يهدد حياة الآلاف بانتشار الأوبئة، وكان قد شهد خلال الفترة الماضية وفيات لأطفال لم يحصلوا على الرعاية الصحية اللازمة.

أما مخيم عين عيسى الذي يأوي حوالى 8400 نازح، نصفهم من الأطفال، 20 بالمائة منهم من كبار السن، فلا تزال حوالى 150 عائلة من سكان المخيم تبيت في العراء بالقرب من المخيم.

يقول سليمان “حتى اليوم لم تتم تغطية 50 بالمائة من احتياجات النازحين في المخيم، هناك حاجة ماسة إلى أدوية الأمراض المزمنة والمستلزمات الطبية، يوجد 185 مريضاً بحاجة فورية للدواء، و85 من ذوي الاحتياجات الخاصة، هناك حاجة لأدوية الإسهال للأطفال مع دخول فصل الصيف، تحتاج النساء والحوامل إلى غرف إسعافية”.

ويضيف “يفتقد سكان المخيم إلى مسلتزمات الحياة الأساسية في الخيام كالفرش والبطانيات وعدة المطبخ، كما لا يتوفر في المخيم صهاريج مياه كافية”.

ويقول محمد عبد الفتاح وهو ناشط سوري من أهالي الرقة، “قبل أيام زرت المخيم للبحث عن أقاربي الذين خرجوا من الرقة، يعيش الناس بوسائل بدائية، يطهون وينامون في العراء، الكثيرون ممن يعيشون في خيمة واحدة ينتظرون وعوداً بوصول خيام جديدة، الجميع يتحدث عن ويلات القصف وفظائع تنظيم (داعش)، الكثيرون ينتظرون أخباراً من أقاربهم الذين لم يصلوا إلى المخيم بعد وانقطعت أخبارهم، فلا وسائل اتصال تساعد للبحث عن المفقودين”.

يُذكر أن عدداً من المنظمات الإنسانية تعمل في المخيمين على توفير جزء من احتياجات النازحين، خاصة الحصص الغذائية، ومنها منظمة “روج آفا” و”أطباء بلا حدود”.

 

النظام السوري يقترب من كسر الحصار البري مع العراق

إسطنبول – عدنان عبد الرزاق

قالت مصادر مطلعة من دمشق لـ”العربي الجديد”: إن قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات إيرانية، تتقدم للسيطرة على معبر الوليد المعروف بـ”التنف”، على الحدود السورية العراقية، مؤكدة أن استعادة المعبر من تنظيم داعش باتت “مسألة وقت”.

وحسب محللي اقتصاد، ستؤدي هذه الخطوة في حالة اكتمالها إلى كسر الحصار البري المفروض على النظام السوري عبر فتح منافذ تجارة برية مع العراق ومنها إلى إيران.

وأكدت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن قوات الأسد تمكنت من السيطرة على عدد كبير من المواقع والنقاط الاستراتيجية في عمق البادية بمساحة 20 ألف كيلومتر منذ بدء العمليات جنوب وشرق مدينة تدمر، وباتت قريبة من المعابر والحدود العراقية.

وأشار بيان صادر عن قيادة جيش الأسد، السبت الماضي، إلى سيطرة “القوات المسلحة السورية والحلفاء” على مساحات واسعة في البادية السورية ووصولهم إلى الحدود العراقية.

وقال الأستاذ بجامعة ماردين التركية، عبد الناصر الجاسم، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إن سيطرة قوات الأسد على المعابر الحدودية مع العراق، ستعيد له الكثير من المكاسب الاقتصادية وتكسر الحصار الذي تم فرضه منذ سيطرة الجيش الحر وتنظيم “داعش” على المعابر مع الأردن والعراق، في عام 2015، حيث كانت تبلغ نسبة تجارة النظام السوري مع العراق وعبر المنافذ الحدودية نحو 31% من حجم التجارة الخارجية قبل اندلاع الثورة عام 2011.

ويشير الجاسم إلى أن حجم التبادل التجاري عبر المعابر السورية العراقية الثلاثة، وصل لنحو 3 مليارات دولار قبل الثورة.

واعتبر المتحدث أن سيطرة قوات النظام السوري على المعابر مع العراق، ستكسر العقوبات الدولية المفروضة عليه، لأنها ستكون منفذاً للنظام باتجاه حلفائه بالعراق وإيران، والعكس.

وسيطر تنظيم “داعش” في أيار/ مايو 2015 على معبر الوليد المعروف بـ”التنف”، الحدودي بين سورية والعراق، بعد إعلانه السيطرة على مدينة تدمر في ريف حمص، وانسحاب قوات الأسد من المعبر.

وتشير البيانات الجمركية بوزارة الخارجية بحكومة بشار الأسد إلى تراجع التبادل التجاري بين سورية ولبنان، المنفذ البري الوحيد، عام 2015، ليسجل نحو 245 مليون يورو، بنسبة تراجع تجاوزت 55%، مقارنة بعام 2014. واستمر التبادل التجاري بين البلدين بالتراجع عام 2016 مسجلاً 217 مليون يورو.

 

سوريا:تأثير الأزمة الخليجية يظهر في مناطق “عدم التصعيد

قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الأربعاء، إنه قد يستأنف محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، في يوليو/تموز المقبل، لكنه لفت إلى أن ذلك سيكون مرتبطاً بما سيتم تحقيقه في محادثات تشكيل مناطق “عدم التصعيد”.

 

وتعثّرت محادثات تشكيل مناطق “عدم التصعيد” بالتزامن مع الأزمة الخليجية، حيث أشار وزيرا خارجية روسيا وتركيا إلى ان الخلاف الخليجي القائم حالياً سيؤثر على محادثات السلام السورية في أستانة وجنيف.

 

وتم الإعلان عن تأجيل محادثات أستانة مرتين، وقالت الخارجية الروسية إن الموعد الجديد المفترض سيكون في أوائل تموز/يوليو المقبل في أستانة.

 

من جهة ثانية، أفادت وكالة “رويترز” أن محققين في جرائم حرب تابعين للأمم المتحدة، وثقوا مقتل 300 مدني نتيجة ما وصفوها بضربات التحالف الجوية “المفرطة” على مدينة الرقة السورية التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” وتشهد معركة تقودها “قوات سوريا الديموقراطية” بدعم من التحالف الدولي.

 

وقال رئيس لجنة التحقيق بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة باولو بينيرو للصحافيين، الأربعاء، إن “الضربات الجوية للتحالف اشتدت على أنحاء المدينة. ومع تسارع وتيرة العملية بشدة تتقطع السبل بالمدنيين في المدينة تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية القمعي بينما يواجهون خطرا داهما إذا تحركوا بسبب الضربات الجوية المفرطة”.

 

وقالت كارين أبو زيد وهي مفوضة في اللجنة المستقلة “لقد وثقنا الوفيات الناجمة عن ضربات التحالف الجوية فقط ولدينا نحو 300 حالة وفاة، بينهم 200 في مكان واحد.. في المنصورة.. قرية واحدة”.

 

ميدانياً، قتل 9 أشخاص جراء استهداف الطيران الحربي على بلدة طفس في الريف الشمالي الغربي من محافظة درعا جنوب سوريا، وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن من بين القتلى 3 أطفال.

 

وأشار المرصد إلى أن ضحايا القصف معظمهم من عائلة واحدة نازحة من بلدة أخرى في ريف درعا، ولفت إلى أن حالات بعض الجرحى خطرة. كما جددت قوات النظام قصفها على منطقة غرز بالتزامن مع استهدافها لمناطق في بلدة صيدا في ريف المدينة الشرقي.

 

القصف على درعا تزامن استمرار قوات النظام والمليشيات المساندة لها في محاولة اقتحام مواقع المعارضة داخل المدينة. وقالت المعارضة المسلحة إنها صدت هجوماً وقتلت عناصر لقوات النظام، بالإضافة إلى عنصرين من حزب الله، وقيادي في مليشيا عراقية.

 

في المقابل، أعلنت قوات النظام سيطرتها على منطقة ومثلث آرك، والمحطة الثالثة لضخ النفط شرق مدينة تدمر. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن تقدم النظام الجديد في البادية جاء بعد معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأضاف المصدر أن “إرهابيي داعش قاموا بتدمير المحطة الثالثة لضخ النفط وتفجير آبار النفط والغاز قبل فرارهم منها”.

 

معركة الرقة لا تترك سوى “خيارات مميتة” أمام سكانها

أعربت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن قلقها من استخدام التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، الفوسفور الأبيض في عملياته العسكرية ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق.

 

وقالت المنظمة في تقرير، نُشر الأربعاء، إن “استخدام الفوسفور الأبيض بالضربات المدفعية من قبَل التحالف بقيادة الولايات المتحدة (…) يثير أسئلة خطيرة حول حماية المدنيين”. وأكد التقرير أن “القوات الأميركية تستخدم الفوسفور الأبيض في الموصل في العراق، وفي الرقة معقل داعش في سوريا. لكن سبب استخدام قوات التحالف غير واضح”. ويمكن استخدام الفوسفور الأبيض لأسباب عسكرية، كخلق ستار دخاني أو إرسال إشارات ووضع علامات أو حتى كسلاح حارق.

 

وتأتي هذه الاتهامات بعد أيام عن نشر حملة “الرقة تذبح بصمت”، التي تنشط سراً في الرقة وتوثق انتهاكات “داعش”، شريط فيديو يظهر قصف الرقة بالفوسفور الأبيض، ويبيّن الفيديو الذخائر وهي تنفجر في الهواء قبل أن تتساقط على شكل كتل من النار. وقُتل في ذلك اليوم 23 مدنياً في قصف التحالف ومحيطها، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي رجّح أيضاً استخدام الفوسفور الأبيض مشيراً إلى “غارات جوية”.

 

وأشارت “هيومن رايتس ووتش” أيضاً إلى شريط فيديو من الموصل يظهر “استخدام قذائف أرضية تحتوي على الفوسفور الأبيض”، ولفت التقرير إلى أنه في الموصل “انفجرت القذيفة بالقرب من الأرض، في ما يبدو أنه محاولة لتقليل الآثار”، فيما تظهر الفيديوهات في الرقة “الذخائر تنفجر أعلى في الهواء، ناشرة الفوسفور الأبيض على مساحة أوسع بكثير”.

 

المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون، لفت في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” أن التحالف “يحتفظ بحق استخدام كافة الإمكانيات المتاحة لهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية بما يتناسب مع قانون النزاع المسلح”، موضحاً أنه “وفقاً لقانون النزاع المسلح، يستخدم الفوسفور الابيض للحجب والتعتيم والإشارة بطريقة تراعي تماماً الاثار العرضية على المدنيين”.

 

غير أنّ مدير قسم الأسلحة في “هيومن رايتس ووتش” ستيف غوس، قال إنه لا يهم كيفية استخدام الفوسفور الأبيض، مؤكداً أن هذه المادة “تشكل خطراً وضرراً مرعباً وطويل الأمد في المدن المأهولة مثل الرقة والموصل، أو أي منطقة أخرى مكتظة بالسكان”. ودعا غوس التحالف إلى اتخاذ “كل التدابير الممكنة لتقليل الضرر على المدنيين عند استخدام الفوسفور الأبيض في العراق وسوريا”.

 

وتواجه المنظمات الإنسانية عقبات عديدة في قدرتها للاستجابة للأزمة الإنسانية المتصاعدة في الرقة إبان انطلاق المعركة الهادفة لطرد مقاتلي “داعش”، خاصة في ظل صعوبة إيصال مساعدات إنسانية إلى المدينة التي تتواجد في منطقة شبه صحراوية معزولة.

 

وقالت منسقة الطوارئ في منظمة “أطباء بلا حدود” بوك ليندرز لوكالة “فرانس برس” إن الإمدادات الإنسانية “محدودة جداً فيما حاجات السكان كبيرة جداً”.

 

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، كان يعيش حوالى 300 ألف مدني داخل الرقة قبل أن يتمكن التنظيم من السيطرة عليها في صيف 2014. وخلال الأشهر الأخيرة، فرّ أكثر من 169 الف شخص من محافظة الرقة على وقع تقدم “قوات سوريا الديموقراطية” في المعركة مع “داعش”. ويعيش الآلاف منهم حالياً في مخيمات مكتظة تفتقر للمواد الأساسية.

 

وبحسب تقرير “فرانس برس”، فإنه لا يدخل عبر الحدود التركية والعراقية المغلقة، في معظم الوقت، سوى جزء بسيط جداً من الدعم. وتغلق تركيا المعابر الحدودية بينها وبين مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا، أما المعبر مع العراق فلا يزال مفتوحاً، لكنّ الحركة عليه بطيئة. وفي مواجهة هذا الوضع، تعمد الأمم المتحدة أحياناً إلى إيصال المساعدات جواً من دمشق إلى القامشلي في عملية “معقدة ومكلفة”.

 

وبالرغم من هذه الجهود، تبقى هذه المساعدات غير كافية لتأمين احتياجات السكان، وفق ما يقول المتحدث الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية دايفيد سوانسون، الذي أشار إلى أن الأمم المتحدة تدرس إمكانية نقل المساعدات من حلب إلى القامشلي، لتقطع بذلك مسافة تبلغ أكثر من 400 كيلومتر، لكن هذا الخيار بحاجة إلى التأكد من سلامة الطريق.

 

وأمام أهالي الرقة “خياران مميتان”، إذ يعاني اللاجئون إلى المخيمات من مشاكل صحية عديدة بدءاً من النقص في السوائل وصولاً إلى أمراض مزمنة لا تتوفر القدرة على علاجها، أو ينتهي الأمر بالكثير من الأشخاص الفارين في مناطق قريبة جداً من جبهات القتال يصعب على المنظمات الإنسانية الوصول اليها.

 

ولا يتمكن الكثيرون أصلاً من مغادرة المدينة بسبب عنف وتهديدات واعتقالات ينفذها “داعش” لمنع المدنيين من الفرار. ويخاطر الفارون بالمرور في مناطق اشتباك أو في حقول الغام أو حتى أن يتم استهدافهم “بالخطأ”، ظناً من طائرات التحالف أنهم عناصر في التنظيم.

 

السويداء:من تجميد”الخدمة الإلزامية” إلى منع”الاعتقال السياسي”/ همام الخطيب

اعتصم العشرات من أبناء محافظة السويداء، خلال اليومين الماضيين، أمام مبنى “قيادة الشرطة” في السويداء، للمطالبة بإطلاق سراح الناشط السياسي جبران مراد، الذي اعتقل في 9 حزيران/يونيو، من قبل حاجز لفرع “الأمن السياسي” في مدينة السويداء، على خلفية نشاطاته السياسية في الثورة السورية.

ومراد، كان قد اعتقل سابقاً ثلاث مرات منذ العام 2011، من قبل الأجهزة الأمنية، وبعد تضييق الخناق عليه خرج إلى محافظة درعا ومنها إلى الأردن، وعاد مؤخراً إلى محافظة السويداء.

وسبق الاعتصام أمام مبنى “قيادة الشرطة” قيام “رجال الكرامة”، وتحديداً “بيرق العز” و”بيرق الفهد”، وأقرباء المعتقل، بأسر عناصر وضباط أمن. ولم تتوقف عمليات الأسر إلى الآن، بغية تدعيم الموقف في التفاوض لإطلاق سراح مراد. وبلغ عدد الأسرى من القوى الأمنية 15 عنصراً منهم ضابط برتبة مقدم وصف ضابط، وسط معلومات عن إطلاق سراح الضابط من دون التحقق من الأسباب. وترافق الاعتصام مع إطلاق المعتصمين النار في الهواء، وإشعال الإطارات أمام مبنى “قيادة الشرطة”، والتهديد باقتحامه بقوة السلاح وأسر قائد الشرطة.

وتعاملت القوى الأمنية مع الأحداث ببرود شديد ولم تتخذ خيار المواجهة، بل سعت للتهدئة عبر “مشايخ العقل” وبعض الزعامات التقليدية، وقدمت الوعود بإطلاق سراح المعتقل. كما نشرت الفصائل التابعة لها، والمشكّلة من أبناء محافظة السويداء، في المدينة، لتفتعل صداماً بين أبناء المحافظة، من معتصمين وفصائل، إن تصاعدت الأحداث إلا أن هذا لم يحدث إلى الآن.

الوعود المتتالية “الكاذبة” التي قدمتها القوى الأمنية بقرب إطلاق سراح مراد، أججت الموقف في مدينة السويداء، ودفعت المحتجين إلى أسر المزيد من العناصر الأمنية، ورجحت خيار المواجهة لدى المحتجين، إلا أن دعوات السلم الأهلي ما زالت تلقى آذاناً صاغية إلى الآن.

وسبق أن شهدت محافظة السويداء اعتصامات مشابهة، لكن على خلفية اعتقال مطلوبين للخدمة العسكرية، وغالباً ما كانت الأجهزة الأمنية تطلق سراحهم فوراً، وذلك منذ عام 2015 عندما تشكل شبه إجماع شعبي على رفض الخدمة الإلزامية إلا من يريد تأديتها وفق رغبته. وكان لحركة “رجال الكرامة” دور كبير في تثبيت الظاهرة وحمايتها وتعميقها، ما أدى إلى امتناع أكثر من 30 ألف مطلوب وفار عن الالتحاق بصفوف قوات النظام.

سارعت الشبكات الإعلامية التابعة للقوى الأمنية في المحافظة إلى وسم المعتقل جبران مراد، بـ”الإرهاب” وزعمت انتماءه إلى “جبهة النصرة” والجماعات “التكفيرية”، ووصفت الحراك الشعبي لاطلاق سراحه بـ”المشبوه”، وأنه تنفيذ لأجندات تدفعها وتدعمها قوى من خارج المحافظة. كما أشاعت ماكينة النظام الإعلامية أن المعتصمين أحرقوا مبنى قيادة الشرطة ويريدون تخريب الممتلكات العامة ومؤسسات الدولة وإشاعة الفوضى وخرق السلم الأهلي في المحافظة.

ويرى ناشطون في الاحتجاجات الأخيرة خطوةً غير مسبوقة في طريق كسر هيبة السلطة وخلق “توازن رعب” مع الأجهزة الأمنية، ما قد يحد من ممارساتها القمعية والتعسفية، ويجعلها تفكر مليّاً قبل أن تقوم بهذه الممارسات. بينما يرى آخرون أن السلطات الأمنية سوف تستثمر بهذه الأحداث وتخلق مزيداً من الفوضى في المحافظة، وقد تزج بأبناء المحافظة في مواجهة بعضهم. كما أن تلك الأحداث قد تدفعها إلى الخروج من مأزقها الذي يتجلى بعدم قدرتها على بسط الأمن في المحافظة وتغول المليشيات عليها وعدم قدرتها على ضبطهم وضبط عمليات الخطف والسلب والنهب والقتل والفوضى. ذلك الواقع الذي ساهمت في ترسيخه وتغذيته ليبقى “غولاً” في مواجهة المبادرات الأهلية والحراك المجتمعي، إلا أن “السحر قد ينقلب على الساحر”. وقد تكون الأحداث الأخيرة فرصة الأجهزة الأمنية لتعليق فشلها في ضبط الفوضى ومكافحة الجريمة على شماعة “الأيادي الخفية” التي تلعب بأمن المحافظة وتهددها؛ أي إن المعارضة الموسومة دائماً من قبل السلطة بـ”العمالة” لجهات دولية وخارجية هي المسؤولة عن تلك الفوضى، وبالتالي تكون تلك الأحداث فرصة للقوى الأمنية لتنفيذ المزيد من التفجيرات والاغتيالات وإلحاق مسؤوليتها بالمعارضة و”رجال الكرامة”، والتي تسعى جاهدة لتصفيتهم وسحب سلاحهم منذ تفجيرات أيلول/سبتمبر 2015.

الأيام القليلة القادمة سوف تقرر مجريات الأحداث في المحافظة؛ فإذا رضخت الأجهزة الأمنية لمطالب المحتجين وأطلقت سراح المعتقل السياسي سيكون هذا كسراً لهيبتها وإرادتها وهو بعيد عن طبيعتها الأمنية المتصلبة و”عنجهيتها”، ومرده إلى عدم رغبة الأجهزة الأمنية بالمواجهة حالياً ضمن محافظة السويداء، وإبقائها محافظة “آمنة”، ريثما تتفرغ لها. وإذا تعنتت السلطة في إخراج المعتقل مراد، ستدفع المحتجين إلى المزيد من التصعيد، وهو ما يبرهن على أنها قد حسمت خياراتها في المواجهة مع “رجال الكرامة” والمحتجين، وضرب المعارضة و”رجال الكرامة” في آن واحد.

المدن

 

إدلب.. ساحة صراع مفتوحة أمام كل الأطراف

يعتبر المراقبون أن إدلب ستكون أرض معركة وجودية للمعارضة السورية المسلحة وأغلب الفصائل الإسلامية والجهادية ذات الثقل التي تحتشد في هذه المحافظة الاستراتيجية الواقعة شمال غربي البلاد والتي تطل على تركيا وتشكل همزة الوصل بين المنطقتين الساحلية والوسطى والمنطقتين الشمالية والشرقية.

 

إدلب (سوريا) – يتابع المراقبون مجريات تقدم قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، في معركة الرقة ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية، وعينهم على إدلب التي يعتبر الخبراء أن أرضها ستكون جبهة المعركة الأعنف والمواجهة الأشدّ.

 

تتركز في إدلب مختلف القوات المؤثرة في الصراع السوري وعدد كبير من فصائل المعارضة المسلحة. وتنتشر تخمينات حول إمكانية قيام النظام السوري مدعوما بروسيا وإيران باجتياح المحافظة وتوجيه ضربة عسكرية قاصمة لها، خاصة بحجة الحرب ضدّ الإرهاب.

 

ويعتقد الخبير العسكري إبراهيم الجباوي أن هناك توقعات بذلك، ويصرح لـ”العرب” قائلا “لا شك أن اختيار إدلب كمكان استقطاب للمهجّرين والذين تعتبرهم روسيا وإيران والنظام إرهابيين الهدف منه هو أولا وفق التفاهمات الروسية الأميركية محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، وبالتالي سيتم شن حرب على إدلب التي باتت تأوي الإرهاب من وجهة نظر النظام وحلفائه”.

 

لكن من الناحية العملية، يستبعد الجباوي أن تسمح الولايات المتحدة وحلفاؤها بأي هجمات من قبل النظام وحلفائه، فهناك تقاسم لمناطق محاربة الإرهاب وتقاسم لمناطق النفوذ. ومثلما تعدّ الرقة منطقة نفوذ أميركية لا يسمح فيها للنظام وروسيا المشاركة في محاربة الإرهاب، فإن إدلب يمكن أن تكون أيضا منطقة محظورة على النظام ومتروكة ضمن مناطق نفوذ تركيا. ويرى الجباوي أنه لا تتوفر القوة لدى النظام لشن مثل تلك الهجمات إلا إذا ساندته الميليشيات الطائفية بدعم روسي كامل.

 

ويشير إبراهيم الجباوي إلى أنه من الناحية النظرية “يمكن لإيران أن تزود النظام بالعدد البشري الذي يساعده على فتح مثل تلك المعركة المزدوجة ولكن هذا أيضا يتطلب إفراغ النظام لباقي الجبهات في سوريا، وهذا ما لا يكون في صالح النظام إلا إذا اعتمد فقط على الميليشيات الجديدة بدعم روسي وإيراني كامل”.

 

ويشير الباحث السياسي السوري أحمد رياض غنام إلى أن المبررات لاقتحام إدلب متوفرة لدى النظام. ويقول لـ”العرب” مبينا “قدم تنظيم النصرة والقوى المتحالفة معه كل مبررات قصف إدلب. وما لم تتم تصفية هذا التنظيم فإن مدينة إدلب ستتحول إلى منطقة صراع دائم واقتتال داخلي ينهك كافة القوى ويحولها إلى بؤرة توتر دائم سيسهل في المستقبل اجتياحها”.

 

بيئة مضطربة

 

يعتبر الموقع الجغرافي لمحافظة إدلب عنصرا مؤثرا على مدى حدوث معركة كبرى هناك ولا سيما أنها قريبة جدا من الساحل السوري، أهم معاقل النظام، وبالتالي فإن فتح معركة إدلب يعني أيضا فتح معركة الساحل، مما يعني عودة التصعيد من الطرفين بشكل قد يخل بتوازن القوى على الطرفين وربما تنقلب الأمور ضد النظام في حال فتحت معركة الساحل التي لطالما بقيت ساكنة.

 

ويعتقد المحلل السياسي السوري مؤيد أسكيف أن ما تعرضت له محافظة إدلب على مدار سنوات الحرب جعلتها بيئة مضطربة. ويقول لـ”العرب” إن “إدلب كانت مسرحا لعمليات النظام العسكرية والمنافسات الإقليمية ونالت نصيب الأسد من المجازر في كل مدنها وقراها منذ بدايات الثورة السورية وذلك بسبب طبيعة إدلب وموقعها الجغرافي وتركيبتها الديموغرافية ومحاذاتها للحدود التركية وباعتبارها نقطة وصل أساسية بين الساحل وحلب المدينة المركزية في سوريا”.

 

ويرى أسكيف أن إدلب لها خصوصيتها الجغرافية من وجهة نظر إقليمية أيضا، حيث “يمكن أن تشكل حاجزا في وجه أي تمدد كردي إلى المتوسط من جهة، وحاجزا بين علويي سوريا وتركيا من جهة أخرى”. وتقف تركيا على جبهة إدلب مصممة على تعويض إقصائها من معركة الرقة، التي يقودها أساسا الأكراد الذين عارضت أنقرة تسليح واشنطن لهم.

 

ويرى أسكيف أن الاقتتال الجاري بين الفصائل المختلفة وخصوصا تنظيم القاعدة، ممثلا في هيئة تحرير الشام، يعطي المزيد من القوة للنظام للسيطرة مجددا على المحافظة. ويعتقد أن “المحافظة الكثيفة سكانيا بالأساس والمتشظية من كل النواحي صارت هدفا سهلا للنظام إذا ما قرر إعادة السيطرة عليها”.

 

ويرى الجباوي أنه إذا ما استمر الاقتتال الجاري في إدلب بين التطرف والاعتدال فهذا من شأنه أن يجعل النظام وحلفاءه أكثر طمعا بزيادة مساحة سوريا المفيدة المزعومة وأكثر تشجيعا لهم بشن هجوم كبير على مناطق الريف الإدلبي الجنوبي.

 

ويقول “إذا لم تكن هناك تفاهمات أميركية روسية على حل الأزمة السورية فإنني اعتقد أن شرارة الحرب قد تنطلق من جديد ولا ننسى أن تركيا لن تسمح بإقامة دويلة متطرفة بمحاذاة حدودها أما في حال تمت تلك التفاهمات فإن سيناريو الضربة يتلاشى كثيرا”.

 

ويرى الجباوي أنه لا يمكن الاستهانة أو التقليل من قوة فتح الشام في إدلب “بالتأكيد أن حركة فتح الشام (النصرة سابقا) هي المتحكم حاليا في الشأن الأدلبي وما يدل على ذلك شنها الهجمات بين الحين والآخر ضد القوى الثورية المعتدلة هناك لإنهاكها وتأمين نفسها من أيّ مقاومة”.

 

تدخل تركيا

 

دخلت إدلب ضمن اتفاقية مناطق تخفيف التصعيد التي وقعت عليها روسيا وتركيا وإيران في آستانة. وقد سجلت تحركات للجيش التركي في محافظة إدلب. ورصد مركز إدلب الإعلامي دخول جرافات تابعة للجيش التركي إلى الأراضي السورية من جهة إدلب.

 

أنقرة إلى جانب الدوحة لها كلمتها النافذة عند الفصائل الإسلامية وهي قادرة على التحكم بزمام الأمور من خلال حجم الدعم المقدم لهم

ويبدي المعارض السوري زكوان بعاج قلقه من أن تحاول تركيا ضم محافظة إدلب. ويضيف لـ”العرب” موضحا “في حال بدء تقسيم سوريا وظهور الدولة الكردية، فإنه ليس من المستبعد أن تحتفظ تركيا بمحافظة إدلب تحت وصايتها وحمايتها، حيث لن يسمح موقع إدلب الجغرافي بوصول الدولة الكردية إلى شواطئ البحر المتوسط، بالطبع التوافقات الدولية هي سيدة الموقف وخاصة مع الإدارة الأميركية”.

 

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن هذه الرقعة الشاسعة على طول الحدود الجنوبية لتركيا يمكن أن تصبح في المرحلة المقبلة التحدي الأقسى والأكثر دموية. وبالنظر إلى تركيبة الفصائل المتواجدة في المحافظة لا يتوقع الخبراء أن تحقق قوات النظام، إن حصل تصعيد، تقدما، فأغلب الفصائل المعارضة المتواجدة في تلك المنطقة قريبة من تركيا.

 

ويرى الجباوي أن أنقرة إلى جانب الدوحة لها كلمتها النافذة عند الفصائل الإسلامية. ويعتقد الجباوي أن تركيا قادرة على التحكم بزمام الأمور من خلال كلمتها النافذة وحجم الدعم المقدم إلى تلك الفصائل. ويوضح لـ”العرب” قائلا “كلنا كان يلاحظ ذلك في معارك حلب الأخيرة، فحينما تسمح تركيا وتدعم كانت تلك الفصائل تحدث خرقا في الطوق المفروض على حلب وحينما تتفاهم مع روسيا كانت توعز إلى تلك الفصائل بالانسحاب ما مكن النظام وحلفاءه من السيطرة على حلب”.

 

ويؤيد هذه الرؤية أحمد غنام الذي يرى أنه مع حسم أمر المناطق الآمنة المتفق عليها بين روسيا وتركيا فإن “القوى المدعومة بشكل كبير من أنقرة قادرة على تغيير الواقع الإدلبي، خاصة وأن كلمة تركيا مسموعة لدى العديد من الفصائل الإسلامية”. و”ستبقى إدلب منطقة نفوذ تركية نتيجة التقارب الجغرافي والاجتماعي والعقدي”.

 

في المقابل، يرى أسكيف أنه لا يمكن التكهن بمدى قدرة تركيا على ضبط الأوضاع هناك وهذا مرتبط بمدى التوافق الأميركي التركي والروسي التركي وستظل المحافظة عرضة للمنافسات الدولية. ويذهب المعارض السوري زكوان بعاج في ذات الطريق مشيرا إلى أنه عمليا لا يلاحظ تطورا في العلاقات الأميركية التركية على الأرض في سوريا.

 

ويقول لـ”العرب” مؤكدا “بالطبع العلاقات الأميركية التركية نظريا أفضل مما كانت عليه سابقا في عهد إدارة الرئيس أوباما، إلا أننا لم نلاحظ تغييرا واضحا ميدانيا في سوريا، حيث يستمر الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية في تحرير الرقة ومناطق مختلفة في الوقت الذي رفضت فيه القوات التركية المشاركة في تحرير الرقة إلى جانب قوات «قسد»”.

 

أما رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق والمحلل السياسي سمير النشار فيرى أنه لم يعد مسلّما أن مصير إدلب سيكون بيد تركيا، وذلك بعد عودة الدور الأميركي لمسرح الأزمة السورية بقوة بعد حادثة ضرب خان شيخون بالكيمياوي. ويضيف أن هذا “قد جعل النظام يشعر أنه مراقَب دوليا، وربما تراجع عن هدفه الأكبر وهو توجيه ضربة كبرى لإدلب”.

 

هل تدفع الأزمة السورية ثمن الخلاف الخليجي؟/ عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

وسط الزلزال الخليجي الذي ضرب الشرق الأوسط، باتت الأوساط الدولية تخشى أن تصل تبعات هزاته الإرتدادية إلى عمق سوريا، التي لاتزال مشتعلة منذ 6 سنوات، وشهدت طيلة تلك الفترة مساهمات خليجية فاعلة لحلها.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان أول المهروين إلى التحذير من الأزمة الخليجية بين قطر من جانب والسعودية والإمارات والبحرين من جانب آخر، في أنها قد تؤثر على الحل في سوريا، حيث أكد ذلك هاتفياً للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز هاتفياً، الثلاثاء 13 يونيو/حزيران 2017،

وقال موقع “روسيا اليوم”، نقلاً عن بيان للمكتب الإعلامي للكرملين، إن بوتين عبّر خلال الاتصال “عن أسفه لأن التوتر الحالي لا يسهم في الجهود المشتركة لتسوية الأزمة السورية”.

كما كرر بوتين أسفه لما آلت إليه العلاقات بين دول الخليج، في اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، معتبراً أن الأزمة “ستعيق” حل الأزمة السورية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”.

وبذات السياق يلتقي ستافان ديمستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، في موسكو السبت، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، للتباحث في الأزمة السورية على وقع الأزمة الخليجية.

ولم يغب الجانب الإنساني حيث حذرت دولة الكويت، الأربعاء 14 يونيو/حزيران، من أن تداعيات الوضع الإنساني في سوريا أضحت تهدد مجمل الوضع السياسي الدولي، ما يتطلب وقف هذا النزيف الإنساني السوري، وإيجاد حل شامل ودائم لهذه الأزمة يواكب تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة أراضيه.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين، أدرجت منظمات خيرية قطرية تعمل في سوريا على لائحة الإرهاب، أبرزها “قطر الخيرية” ما قد يعيق إقامة وسير أعمال المشاريع الإنسانية المشتركة بينهم في سوريا.

ويخشى من أن انقسام المحور المؤيد للثورة السورية، وتموضع تركيا وقطر في خط بعيد عن السعودية، أن يكون عائقاً في وجه انفراج الأزمة السورية.

كما يخشى أيضاً من أن يكون للأزمة الخليجية المفتعلة في صالح إيران، ومليشياتها الطائفية التي تعمل على زيادة الارهاب في المنطقة.

وفي هذا السياق عبر المعارض السوري، أنور الحسن، عن خشيته من أن تؤدي هذه الأزمة إلى إضعاف دور المعارضة لصالح إيران.

وأضاف في حديث لـ “الخليج أونلاين”: “مؤسسات وأطراف المعارضة كلها حزينة للذي يجري في الخليج، ونتمنى أن تحل الأمور بين الأشقاء بسرعة وبالحوار”.

وأوضح قائلاً: “ما من شك أن الأزمة الراهنة الرابح منها هو المحور الإيراني، ونحن كغيرنا من الملكومين على ما يجري نتمنى أن تذهب هذه الغمة بأسرع وقت ممكن وقلوبنا تدعو الله كل يوم لأجل ذلك”.

وأشار الحسن إلى أن “السعودية وقطر، كانتا خير عون للسوريين الذين لم يرحمهم نظام الأسد” مبيناً أن الأخير “هو الأكثر سعادة بمجريات هذه الأزمة، لأن مجريتها تزيح النظر عن جرائمه التي يرتكبها كل يوم هو وحلفائه الإيرانيين والروس”.

واستشهد المعارض السوري بـ “العمليات العسكرية التي يقوم بها نظام الأسد في درعا، حيث يواصل إمطارها يومياً بمئات البراميل والقذائف المتفجرة”، مناشداً في ذات الوقت أطراف الأزمة الخليجية “إلى سرعة حل خلافاتهم حتى لا تسقط الأمة أكثر في براثيين الإرهاب الإيراني”، حسب قوله.

-انتعاش إيران

ولسوء حظ السوريين أيضاً جاءت الأزمة بين الأطراف الخليجية الأكثر دعماً لقضيتهم، في وقت تحشد فيه قوات “سوريا الديموقراطية”، لحسم معركة الرقة والانتقال إلى معركة دير الزور التي ستكون هي خاتمة الوجود “الداعشي” في سوريا.

كما جاءت أيضاً في وقت أشد ما يكون لإلقاء حجر في بركة الحل السياسي الراكدة بسبب تعنت النظام، وفي وقت تحتاج المنطقة لثنائي الدبلوماسية الخليجية “قطر والسعودية” لممارسة ضغوط على روسيا لدفع الأسد على التعاطي بجدية مع المفاوضات.

كما تجد تركيا اليوم نفسها وحيدة في سوريا، بفعل الشقاق الحاصل، الأمر الذي يعقد من دوره السياسي والعسكري الفاعل هناك، كما يقول الدكتور ناصر المحمد، الكاتب والباحث السياسي في المركز السوري للدراسات السياسية.

المحمد شدد في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، على أن “الإنقسام الخليجي يأتي في وقت حرج تمر به الأمة، والمنطقة اليوم لا تستحمل أي أزمات جديدة، خاصة أن نار هذه الأزمات بحاجة إلى الجهود القطرية – السعودية المشتركة لإطفائها، والأزمة الحالية تصب الزيت على نار هذه الأزمات”.

وأوضح أن “ملالي إيران يسعون للصعيد بالماء العكر لتعميق الإنقسام الخليجي، وفي نفس الوقت تحقيق أكبر تقدم ممكن في الجبهة العراقية – السورية – اللبنانية- التي باتت مستعمرة إيرانية، وكلنا شاهدنا كيف صلى قاسم سليماني عالحدود السورية – العراقية، وهذه أقوى صورة تعكس لنا انتعاش إيران جرى الأزمة الخليجية”.

 

نكبة درعا تتواصل بنيران الأسد

تتواصل نكبة محافظة درعا على يد نظام بشار الأسد، الذي يستهدفها منذ أسابيع بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية موقعاً عشرات الضحايا في محاولة لإعادة السيطرة على المنطقة التي أبكرت في الثورة عليه.

 

فقد استهدف الطيران الحربي التابع للنظام السوري بلدة طفس بريف درعا الغربي، ما أدى إلى سقوط 11 مدنياً غالبيتهم من الأطفال والنساء نتيجة الغارات على الأحياء السكنية والمدنيين.

 

ونقلت مصادر أن معظم الشهداء من المهجرين من بلدة عتمان التي تُسيطر عليها قوات النظام بريف درعا، حيث استهدف الطيران الحربي مدرسة تؤوي نازحين.

 

وأعلن مجلس محافظة درعا الحرة أن الأحياء المحررة من المدينة وبلدات اليادودة والنعيمة وأم المياذن مناطق منكوبة بسبب استمرار قصف قوات النظام.

 

وتعرضت أحياء المدينة للقصف بأكثر من 10 غارات و26 برميلاً متفجراً و12 صاروخ «فيل»، بالإضافة لتعرض مدينة طفس لأربع غارات، في حملة جوية مستمرة.

 

وذكر مراسل «عنب بلدي» أن الغارات الجوية تتركز بشكل أساسي على بلدة غرز القريبة من النعيمة في ريف درعا، إلى جانب قصف بالبراميل المتفجرة على أحياء درعا البلد.

 

ووثّقت وكالة «نبأ» التي تنقل أخبار المحافظة، سقوط أكثر من 15 صاروخ «أرض- أرض» على حي طريق السد والمخيم الذي فشلت قوات الأسد في السيطرة عليه مرتين خلال الأيام العشرة الماضية.

 

كما أن محاولات الميليشيات الشيعية لا تزال مستمرة للتقدم على جبهات المخيم وحي المنشية، حيث تدور معارك عنيفة جداً منذ أكثر من 10 أيام وسط غارات جوية وقصف عنيف جداً، من دون تمكن المهاجمين من التقدم شبراً واحداً، حيث دمر الثوار رتلاً تابعاً للميليشيات الشيعية على طريق

 

خربة غزالة كان متجهاً إلى مدينة درعا، كما استهدفوا معاقل الأسد داخل مدينة خربة غزالة بقذائف المدفعية الثقيلة.

 

وتصاعد الهجوم البري والجوي على درعا منذ مطلع حزيران الجاري، في ظل الحديث عن استعداد قوات الأسد لعملية عسكرية فيها.

 

وذكر مراسل «عنب بلدي» في المدينة أن العملية العسكرية قد تبدأ في درعا في غضون أيام، بعد حشودٍ لقوات الأسد وصفت بالكبيرة، انطلقت من دمشق ابتداءً من أواخر أيار.

 

ويخضع نحو 60 في المئة من مدينة درعا لسيطرة فصائل المعارضة، التي سيطرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على معظم أنحاء حي المنشية في درعا البلد.

 

وتهدف قوات الأسد في عمليتها المرتقبة استعادة مدينة درعا بالكامل، وضمان وصولها إلى الحدود مع الأردن، وبالتالي احتمال افتتاح المعابر البرية مجدداً بين البلدين.

 

(شبكة بلدي، عنب بلدي، شام)

 

بوتين: نحتاج دعما أميركيا وعربيا لتسوية الأزمة السورية  

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده بحاجة إلى الدعم من قبل الولايات المتحدة والسعودية والأردن ومصر من أجل تسوية الأزمة في سوريا.

 

وقال -خلال حديث للمخرج الأميركي أوليفر ستون الذي أنتج فيلما عن الرئيس الروسي- إن موسكو ليست معنية بتأجيج النزاع في سوريا وإنما حريصة على إقامة الحوار من أجل الحفاظ على وحدة أراضيها.

 

وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا تعي تماما أن القيادة السورية ارتكبت بعض الأخطاء في بناء العلاقات داخل البلاد.

 

واعتبر بوتين أن بلاده معنية بالأزمة في سوريا، خاصة أن آلاف المسلحين المنحدرين من روسيا ومن أراضي ما كان يسمى الاتحاد السوفياتي يقاتلون في سوريا بصفوف “مجموعات إرهابية”، وهناك خشية من عودتهم مستقبلا إلى بلدانهم، فروسيا تريد القضاء عليهم قبل انتقالهم.

 

وعن موقف الرئيس السوري بشار الأسد تجاه المعارضة في بلاده أشار بوتين إلى أنه أجرى حوارا مع الأسد قبل اتخاذ القرار ببدء العملية العسكرية الروسية في سوريا، وتبين أنه ليس فقط على استعداد للحوار مع المعارضة بما فيها المسلحة، بل على استعداد للتفاهم مع المعارضة على دستور جديد للبلاد، ومستعد للموافقة على وضع الانتخابات الرئاسية المقبلة تحت رقابة دولية.

 

وأكد بوتين أن موسكو مستعدة لدعم الجماعات السنية في سوريا التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، مشيرا إلى موافقة الأسد وعسكريين سوريين على ذلك.

 

وفي معرض حديثه عن العملية العسكرية الروسية في سوريا لفت بوتين إلى أن الطيران الروسي في فترات معينة وجه ما بين 70 و120 ضربة جوية يوميا، فيما وجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ما بين ضربتين وخمس ضربات.

 

وقال بوتين إن “عدد الإرهابيين في صفوف داعش بلغ ثمانين ألف شخص تقريبا، ثلاثون ألفا منهم مرتزقة أجانب من ثمانين دولة في العالم، بما في ذلك روسيا”.

 

يذكر أن روسيا بدأت عملية عسكرية في سوريا في 30 سبتمبر/أيلول 2015 بطلب من الأسد لمواجهة “التنظيمات الإرهابية”، وبموازاة ذلك تبذل روسيا جهودا دبلوماسية لتسوية الأزمة، بما في ذلك في إطار العملية السلمية بجنيف، وفي أستانا باعتبارها إحدى الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

معركة تكسير العظام بين واشنطن وطهران بالرقة ودير الزور

واشنطن – بيير غانم

سقوط الرقة مسألة وقت، لكن ما يحدث بعد ذلك، أكان في المدينة أو على الساحة السورية فمسألة تحمل كل التعقيدات وتداخل المصالح الإقليمية.

يعتبر الأميركيون أن قوات سوريا الديموقراطية والمتعددة الأعراق، شريك جيّد في المعركة ضد #داعش بحسب في وزارة الخارجية الأميركية عندما تحدث الى #العربية.نت، وأبدى أمله في أن يعود أبناء المدينة إليها بعد تحريرها.

ينظر الأميركيون الى مرحلة ما بعد داعش في المدينة، بمشابهة ما حدث في مدينة منبج حيث شكّل السكان مجلساً للحكم المحلي يسيّر شؤون المدينة وقد التزم الأميركيون بتقديم مساعدات للمدينة مثل نزع الألغام والحصول على مياه الشرب وبعض الخدمات الضرورية.

تركيا تشترط خروج الأكراد من الرقة

تبدأ تعقيدات الموقف في الرقّة من جهتين. أولاً تركيا، ففي حين ستكون حكومة أنقرة سعيدة بمغادرة اللاجئين أراضيها وأن يعودوا الى مدينتهم، اشترط الأتراك على الأميركيين خروج كل الأكراد من المدينة فور تحريرها، كما طلبوا أن يعيد الاكراد وقوات سوريا الديموقراطية الاسلحة الثقيلة التي تسلّموها من الأميركيين.

ليس هناك اعتراف رسمي اميركي بهذا الاتفاق مع الاتراك، لكن الانطباع ان البنتاغون وافق على هذا الشرط الذي وضعه الرئيس التركي طيب رجب #أردوغان. فالرئيس التركي لم يتمكّن من التوافق مع الاميركيين على خطة لتحرير الرقّة بمساعدة قوات تدرّبها تركيا، وأكد للأميركيين مرات عديدة، بما في ذلك خلال لقائه الرئيس الاميركي دونالد #ترمب الشهر الماضي، انه لا يمكن محاربة الارهاب من خلال تنظيم ارهابي ويقصد هنا “وحدات حماية الشعب” ويعتبر ان هذا التنظيم هو ذاته تنظيم حزب العمال الكردستاني.

الأهم من كل هذا إن تركيا أبلغت الأميركيين أنها ستضرب الأكراد السوريين في الرقة، في اعادة لسيناريو منبج، كما انها ستضرب وحدات حماية الشعب “واي بي جي” المنتشرة في #سوريا لو وقع اي هجوم اعتداء من قبل الاكراد على اراضي تركيا.

مخاوف من تسليم الرقة للنظام

التعقيد الثاني في الرقة يأتي من تحركات النظام السوري مدعوماً من الميليشيات الايرانية وروسيا. فقد اشار مسؤول في المعارضة السورية الى ان النظام يحرّك قوات على مقربة من قوات سوريا الديموقراطية وخلفها، وسيكون مستعداً للدخول الى مناطق محررة من داعش من دون ان يشنّ معركة ويخسر عناصر او يبذل جهوداً.

كما أبدى هذا المسؤول خلال حديثه مع العربية.نت خشيته من ان تسلّم قوات سوريا الديموقراطية مدينة الرقّة الى النظام السوري بعد تحريرها، او ان لا يغادر الاكراد المدينة، واشار الى ان الاكراد ينارسون التفرقة العرقية ويفرضون على اهالي المناطق التي يسيطرون عليها “مبدأ الكفيل” اي انهم يفرضون على اللاجئ ان يكون لديه كفيل محلّي مقيم، وتأمن القوات الكردية له، ويكون هو الضامن للاجئ عندما يعود الى بيته وارضه.

سقوط رمز الخلافة

يعتبر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية “ان أهم ما في سقوط الرقة هو اثبات عدم شرعية الخلافة التي قامت عليها داعش”

ربما يبدو هذا الهدف ضئيلاً، لكنه يقع في جوهر الاستراتيجية الاميركية لدحر داعش، فالرقة هي عاصمة الخلافة وسيطرة التنظيم الارهابي على دابق والموصل وإقامة عاصمة في الرقة أعطى للتنظيم “شرعية” في صفوف شباب يعيشون في الولايات المتحدة واعتبروا انه من الضروري الالتحاق بـ “الدولة” أو مبايعة البغدادي وشنّ هجوم إرهابي على اراضي الولايات المتحدة.

اما مع سقوط “العاصمة” فيعني نهاية الهام التطرّف والمتطوّعين وربما يكون بداية النهاية لسقوط فكرة داعش وهذه الموجة من الارهاب حول العالم.

دير الزور أهم

عند سقوط الرقة ستتوجّه الانظار بسرعة إلى مسرح آخر في سوريا، حيث تسعى إيران وميليشياتها، ومن خلال تحالفها مع النظام السوري وروسيا، وتريد وصل الطرقات بين طهران والعراق بسوريا ومن بعدها لبنان.

دير الزور ومحيطها ثري بالنفط والغاز وتسيطر على الطريق الدولي مع العراق. وتشير بيانات القيادة المركزية الاميركية يومياً الى غارات يشنّها طيران التحالف على محيط المدينة، لكن لا مؤشرات حتى الآن على ان الاميركيين لديهم قوات برّية كافية لشنّ هجوم على المدينة مثلما حدث في الرقّة.

في المقابل، يحتفظ النظام السوري بقاعدة عسكرية كبيرة في محيط المدينة، واشارت بعض المعلومات الامنية الى انه نقل الى هذه المنطقة اعداداً من القوات الموالية له الى قاعدة عسكرية ومطار يحتفظ بهما منذ اندلاع الثورة السورية، ويريد النظام التأكد من انه سيتمكن من انتزاع المدينة من داعش، والسيطرة على الطريق الدولي الذي يعبر محيط المدينة الى الحدود العراقية عند معبر البوكمال.

خطط كثيرة

يثير هذا الحشد قلقاً كبيراً لدى الأميركيين والمعارضة السورية في الوقت ذاته. المعارضة السورية ترى ان الحلّ الوحيد للاحتفاظ بدير الزور ومنع الايرانيين من احتلالها، هو التوصل الى تفاهمات على الارض مع الاكراد والاتراك والمعارضة السورية وكلّها خيارات صعبة.

الخيار الأكثر دراماتيكية، هو ان تعتبر ادارة دونالد ترمب ان معركة دير الزور مصيرية وان تقرّر الادارة ارسال قوات برّية كبيرة الى محيط دير الزور، والتوصل الى تفاهم مع روسيا على ان المنطقة لن يتمّ تسليمها للإيرانيين، وان لا يعود اليها النظام السوري، بل ان أهل المدينة يستعيدونها ويبقون فيها في ظل حكم محلي وبانتظار الحلّ السياسي.

أخطر ما في المرحلة المقبلة هو ان الايرانيين والنظام السوري وروسيا يرغبون دائماً بتحدّي الاميركيين، وعلى الرئيس الاميركي ومجلس الامن القومي التفكير في الكثير من المجازفات السياسية والعسكرية والاقليمية، فمن مفارقات العصر ان كل المصالح الدولية والاقليمية تجمّعت في مدينة اسمها #دير_الزور.

 

بوتين: نحسن قدرات قوات الأسد.. ونختبر أسلحتنا

موسكو – رويترز

قال الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين، اليوم الخميس، إن خطط روسيا متوسطة الأجل في #سوريا تشمل تحسين قدرة قوات #النظام_السوري، مما يسمح بنقل القوات الروسية في البلاد إلى القواعد الروسية القائمة هناك.

وقال بوتين خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع المواطنين “نهدف إلى التأسيس لعملية تسوية سياسية (في سوريا) بين كل الأطراف المعنية”.

وأضاف أن الطيران الروسي سيواصل المساعدة عندما تقتضي الضرورة بعد تعزيز قدرات جيش النظام السوري.

وقال بوتين أيضاً إن المجمع الصناعي للجيش الروسي استفاد كثيرا من اختبار أحدث أسلحته في سوريا.

 

إعادة نشر عناصر (حزب الله) في سوريا..المواجهات المحتملة/ حنين غدار

معهد واشنطن

منذ سقوط حلب، نقل «حزب الله» بشكل استراتيجي معظم قواته في سوريا إلى أنحاء أخرى من البلاد، وجاء ذلك إلى حد كبير لإضفاء الشرعية على وجوده المحلي، وتعزيز قوته هناك، وتحسين أمن الحدود الجنوبية. وبالتزامن مع تحركات الميليشيات الشيعية من إيران وأفغانستان والعراق، تركزت أحدث عمليات الحزب اللبناني على ثلاثة مناطق رئيسية هي: التنف وتدمر ودرعا. وعلى الرغم من أن هذه المواقع بعيدة عن بعضها البعض من الناحية الجغرافية، إلّا أنها ضرورية من الناحية الاستراتيجية للرؤية الواضحة لنظام الأسد إلى مستقبل سوريا. وتمثل إعادة نشر عناصر «حزب الله» أيضاً تحولاً تكتيكياً نحو منطقة البادية وجنوب سوريا عموماً – في محاولة شبه مؤكدة لعرقلة الخطط الأمريكية الرامية إلى الحد من التصعيد في المنطقة وإجبار واشنطن على قبول وجود إيراني على طول الحدود السورية -العراقية.

أهمية التنف والزكف

خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان معبر التنف الحدودي مسرحاً لتصاعد المواجهة بين القوات الأمريكية والقوات الموالية للأسد. والآن وبعد أن تردد أن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في سوريا قد وصلت إلى الحدود مع العراق، ينتظر الفريقان ردّ فعل واشنطن. وبما أن هذه الميليشيات طوّقت بشكل أساسي القوات المدعومة من الولايات المتحدة في الزكف والتنف، عجز المتمردون المحليون – لا سيما المنتمين إلى «جيش مغاوير الثورة» – عن إشراك تنظيم «الدولة الإسلامية» والسيطرة على دير الزور والبوكمال، علماً بأنهما مَرْكزان إستراتيجيان رئيسيان تابعان للجماعة الجهادية على طول نهر الفرات. وبالتالي، أصبحت المبادرة بيد «حزب الله» والميليشيات الشيعية الأخرى في سوريا.

ومن ناحية أخرى، فإن الميليشيات الشيعية في العراق – بقيادة قاسم سليماني، قائد «قوة القدس» التابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني – تقترب من الحدود، في محاولة للانضمام إلى القوات الموالية للأسد. وقد أعلنت مراراً وتكراراً أنها تعتزم عبور الحدود بهدف “دعم المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونشر «حزب الله» أيضاً آلاف المقاتلين في ريف تدمر شرق حمص، حيث يقال أنه استحوذ على مناطق استراتيجية قرب بلدتي السخنة وآراك على طول الطريق السريع المؤدي إلى دير الزور، التي تختزن عدداً كبيراً من حقول الغاز والنفط. وبالإضافة إلى الحدّ من قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على الوصول إلى الموارد الهيدروكربونية وإعادتها إلى النظام، فإن السيطرة على السخنة ستسمح للمليشيات الشيعية الإيرانية بالتقدّم نحو دير الزور من منطقة تدمر والتنف على السواء.

ومن الناحية الاستراتيجية الأكثر شمولية، إن هذه التطورات قد تسمح لإيران بربط وكلائها في سوريا والعراق واستكمال ما يسمى بـ”الجسر البري” إلى منطقة البحر المتوسط. كما أنها قد تمكّن القوات البرية الموالية للأسد من التقدّم دون أي عوائق نحو الفرات. أما بالنسبة للمتمردين المدعومين من الولايات المتحدة، فإن المسار الوحيد المتبقي للنفاذ إلى دير الزور هو من جهة الشمال، عبر «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد. ورغم أن هذه القوات ستحظى بدعم القوات الجوية الأمريكية إذا ما تحركت جنوباً، فقد أصبحت الآن أكثر احتمالاً بأن تدخل في مواجهة مباشرة مع قوات نظام الأسد في طريقها لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

تقسيم درعا

في حين تتجه كافة الأنظار نحو التنف والحدود السورية -العراقية، تشهد الحدود مع الأردن أيضاً بعض التطورات الخطيرة بسبب إعادة نشر عناصر «حزب الله». وكانت عمّان قد أعربت مؤخراً عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد بأن مقاتلي «حزب الله» يعززون القوات السورية في محاولتها استعادة محافظة درعا، التي تعدّ طريق إمدادات رئيسي لتسليم الأسلحة الأردنية إلى الجماعات المتمردة “المعتدلة”.  لكن يبدو أن معظم عمليات «حزب الله» تهدف إلى تقسيم المحافظة إلى جزئين بدلاً من السيطرة عليها بالكامل. ومن خلال قيامه بذلك، يأمل الحزب على ما يبدو بتحقيق ثلاثة أهداف: الوصول إلى أجزاء أكبر من مرتفعات الجولان ليشكّل تهديداً أكبر على إسرائيل، وقطع خطوط الاتصال إلى المتمردين في درعا، وضمان أمن دمشق بشكل أفضل ضد الهجمات المحتملة من قبل هؤلاء المتمردين.

وحالياً، تتركز معظم العمليات العسكرية لـ «حزب الله» على المنشية على طول الحدود الأردنية. ويبدو في الوقت الراهن أن القوات المتمردة في الجنوب المدعومة من واشنطن وعمّان قد نجحت في عرقة هذا التقدّم، ملحقةً بالحزب خسائر فادحة. فعلى سبيل المثال، خسرت الميليشيا الشيعية في يوم واحد الأسبوع الماضي خمسة عشر مقاتلاً خلال هجوم على المنشية.

ويدرك «حزب الله» تماماً المواعيد النهائية للحد من التصعيد التي فرضتها مفاوضات السلام التي أجريت في الأستانة، كازاخستان، في أيار/مايو والتي نصّت على وقف الأعمال العدائية في درعا وبعض المناطق الأخرى لمدة ستة أشهر على الأقل. بيد أنّ هذه المدة الزمنية لم تثنِ الحزب عن الهجوم الذي ينفذه حالياً. كما يدرك «حزب الله» أيضاً الخط الأحمر الذي رسمته الضربات الجوية الأمريكية الشهر الماضي في التنف، إلا أنه يتابع مع ذلك تقدّمه نحو الحدود ويختبر صبر الولايات المتحدة. وكما حصل في حملتيْه المكلفتيْن في حلب والقصير، من الواضح أن الحزب يعتبر أن هناك أهمية استراتيجية للحدود، وأن جهوده هناك مدعومة من براميل النظام المتفجرة والغطاء الجوي الروسي. وفي ظل غياب أي تدخل أمريكي ملحوظ، سيكون تحقيق «حزب الله» لأهدافه في درعا مسألة وقت فقط.

وإلى جانب قطع خطوط الإمدادات الأردنية إلى المتمردين في الجنوب، تمثّل مسألة الحدود تهديداً محلياً بالنسبة للمملكة أيضاً. ففي نهاية الأسبوع المنصرم، قتل حرس الحدود الأردنيون خمسة متسللين يُشتبه بأنهم اقتربوا من الحدود من التنف. ووفقاً للجيش، تقدّمت تسع مركبات نحو الأردن آتيةً من سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما دفع بحرس الحدود إلى إطلاق النار بغية وقفها. وذكرت مصادر أردنية للموقع الإخباري “المُدن” بأن هذه الخطوة قد تكون جزءاً من مسعى إيراني يرمي إلى تعريض منطقة التخفيف من التصعيد جنوب سوريا للخطر، وهو ما تردد أن المسؤولين الأمريكيين والروس ناقشوه في عمّان الأسبوع الماضي.

ومهما كانت الحال، من شأن العجز عن إقامة مثل هذه المنطقة أن يفتح المجال أمام المزيد من المواجهات. ويصب الحفاظ على الهدوء جنوب سوريا في مصلحة الأردن وإسرائيل والولايات المتحدة في الوقت الذي تتصاعد فيه حدّة الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» في أماكن أخرى. ولا يبدو أن «حزب الله» مهتم في محاربة جميع هذه الأطراف في الوقت الراهن، لكن هدفه المتمثل في إضعاف القوات المتمردة في درعا قد يكون سبباً كافياً لإثارة نزاع على طول الحدود.

سيناريوهات المواجهة

في ظل تقدّم الميليشيات الشيعية التابعة لإيران عبر البادية نحو دير الزور والبوكمال، يبدو أن هدفها الرئيسي يتمثل بالاستيلاء على المناطق الخاضعة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» سابقاً وليس بالضرورة محاربة التنظيم، علماً أن المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة يتقدمون نحو المناطق نفسها، وإن كان ذلك من جهة الشمال. وبالتالي، قد تصبح دير الزور موقع مواجهة كبيرة بين هذه الفصائل، حيث تدعم روسيا القوات الإيرانية بينما تدعم الولايات المتحدة وكلائها.

غير أن الميليشيات الشيعية التابعة لإيران تسعى، قبل وصولها إلى هناك، إلى إحكام قبضتها على المناطق الواقعة بين تدمر وشرق السويداء من أجل جمع المتمردين من الجنوب في جيوب معزولة ووقف أي محاولة أمريكية لتوسيع منطقة سيطرتها خارج التنف. وكانت روسيا قد وفّرت تغطية جوية مستمرة لهذه العمليات. وطالما أن القواعد الأمريكية في التنف والزكف غير مستهدفة بشكل مباشر، يبدو أن الميليشيات الشيعية لن تتعرض لأي ضغوط لوقف عملياتها في أماكن أخرى.

وخلال الأسبوع الماضي، قال قائد وحدة في «حزب الله» في بيروت لصحيفة “كريستيان ساينس مونيتور”: “يجتمع التابعون لنا في منطقة التنف حالياً، إذًاً قطعاً سيكون هناك صراع”. وربما كان يشير إلى مواجهة برية محتملة بين القوات المدعومة من إيران وتلك المدعومة من الولايات المتحدة. ولكن في حين جاءت ملاحظته في سياق الحديث عن الحدود العراقية-السورية، يبدو أن الطرفين يستعدان لمعارك أكبر وأكثر صعوبة في محيط دير الزور وأبو كمال.

ومهما كانت الظروف، لا تزال المنطقة الحدودية التي سيطرت عليها الميليشيات الشيعية في الأسبوع الماضي منكشفة ومعرضة للهجمات، ولذلك فمن المرجح أن تواجه صعوبة كبيرة في الحفاظ على السيطرة هناك. وقد تتمكن القوات المتمردة من استعادتها بسهولة نسبية إذا حظيت بدعم جوي مستدام من الولايات المتحدة. غير أن الهدف الأوسع المتمثل بمنع وكلاء إيران من التقدّم نحو دير الزور يتطلب ممارسة ضغوط على روسيا من أجل وضع حدّ لغطائها الجوي للحملات الموالية للنظام حول الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية». وعلى الرغم من أن «حزب الله» يبدو عازماً على أخذ زمام المبادرة لتحقيق أهداف إيران في المنطقة، إلّا أنّ الجهود الدبلوماسية الأمريكية المتضافرة مع روسيا – إلى جانب الجهود العسكرية التي ترفع تكلفة الحملات الجارية بالوكالة في الجنوب – يمكن أن تغيّر حسابات الحزب وتساهم في تفادي مواجهة أكبر. وفي خلاف ذلك، يشير مجرى الأمور إلى أن المواجهة بين الولايات المتحدة ووكلاء إيران أصبحت وشيكة.

حنين غدار، صحفية وباحثة لبنانية مخضرمة، وزميلة زائرة في زمالة “فريدمان” الافتتاحية في معهد واشنطن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى