أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 17 تشرين الثاني 2016

 

كيس غذاء لكل عائلة… وغارات على شرق حلب

لندن، نيويورك، موسكو، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

استهدفت غارات مكثفة من الطيران الروسي والسوري محافظة ادلب في شمال غربي سورية والأحياء الشرقية المحاصرة في حلب حيث شارفت المساعدات الإنسانية القليلة المتبقية على النفاد. وجرى توزيع كيس غذاء واحد على كل عائلة يكفي اسبوعاً بدلاً من صندوقين يكفيان لشهر في ظل حصار مستمر منذ اربعة اشهر على ربع مليون شخص في هذه الأحياء. وأكد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي لـ «الحياة» العزم على «مواصلة الضغط بمختلف الوسائل الديبلوماسية» على الحكومة السورية بما في ذلك «دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة الى مناقشة المساءلة والمحاسبة» على شتى التجاوزات مع «الاحتفاظ بحق طرح كل البدائل على الطاولة» بما في ذلك التحرك في الجمعية العامة تحت عنوان «الاتحاد من أجل السلام» في حال توافقت الدول على ان «مجلس الأمن أخفق» في تنفيذ مسؤولياته.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين اكد «ضرورة الاستفادة من الخبرة القتالية التي اكتسبها العسكريون الروس في سورية، والاعتماد عليها لدى إعداد الجيش وتطوير أسلحة جديدة». وأضاف خلال لقائه قيادات وزارة الدفاع في المقر الرئاسي في منتجع سوتشي: «يجب العمل بمثابرة من أجل الإفادة من الخبرة، التي اكتسبناها خلال الأعمال القتالية ضد الإرهابيين الدوليين في سورية لدى إجراء التدريبات والاختبارات المفاجئة للقوات، كما يجب أن يأخذ المصممون والمهندسون في قطاع الإنتاج الحربي هذه الخبرة في الاعتبار لدى تطوير أنواع واعدة من الأسلحة».

وبثت قناة «روسيا اليوم» ان طائرات «سوخوي – 33» واصلت الإقلاع من حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنتسوف في البحر المتوسط لقصف ادلب وحمص التي تعرضت ايضاً لصواريخ كروز اطلقت من المتوسط. لكن الكرملين نفى ان يكون القصف استهدف حلب التي تكفلت بقصفها القوات النظامية السورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «الطائرات الحربية الروسية تستهدف منذ ليل الثلثاء – الأربعاء مناطق عدة في محافظة ادلب، في وقت تواصل قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي للأحياء الشرقية في مدينة حلب».

وارتفعت حصيلة قتلى القصف على الأحياء الشرقية الأربعاء الى «19 مدنياً بينهم خمسة اطفال». وبلغت بالنتيجة حصيلة قتلى القصف منذ استئنافه الثلثاء «27 مدنياً بينهم عشرة اطفال».

ويأتي تجدد القصف الجوي على حلب بعد ايام على استعادة القوات النظامية المناطق التي خسرتها عند اطراف حلب الغربية، بعد اسبوعين على هجوم شنته فصائل معارضة وإسلامية لفك حصار مستمر منذ اربعة اشهر على الأحياء الشرقية.

وأكد برنامج الغذاء العالمي لوكالة «فرانس برس» انه قام بآخر عملية توزيع مساعدات في الأحياء الشرقية الأحد. وكانت الأمم المتحدة اعلنت الخميس ان الحصص الغذائية الباقية في شرق حلب ستنفد الأسبوع الجاري. كما وزعت منظمة اغاثية في مدينة حلب الثلثاء آخر المساعدات المتوافرة. وقال مدير مؤسسة «الشام» الإنسانية في شرق حلب عمار قدح وهو يقف امام مخزن فارغ في حي المعادي «فرغت مستودعاتنا ولم يعد بإمكاننا التوزيع».

ويتضمن كيس الإغاثة الموزع كيلوغرامين من الرز وكيلوغرامين من العدس وكيلوغرامين من السكر بالإضافة الى ليترين من الزيت النباتي وبعض المعلبات التي بالكاد تكفي عائلة من خمسة اشخاص لمدة اسبوع.

وسارعت واشنطن الى التنديد بالتصعيد العسكري الجديد في سورية. واعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو «الأعمال التي تقوم بها روسيا والجيش النظامي غير مقبولة»، مشددة على «اننا ما زلنا نعتقد بأن الطريق الوحيد للمضي قدماً هو التوصل الى تسوية سياسية».

في نيويورك، تحدث المعلمي عن نتيجة التصويت على القرار في شأن حقوق الإنسان في سورية الذي حصل على دعم 116 دولة ومعارضة 15 دولة وامتناع 49 عن التصويت. وقال انها «نتيجة كبيرة تعبر عن نفسها وهي أعلى نسبة دعم بين القرارات» التي صدرت من اللجنة الثالثة للجمعية العامة.

وقال: «كل فقرات القرار كانت مهمة لأن كل واحدة كانت تدعو الى «رفع الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية من دون عواق وإلى إيقاف الغارات الجوية». وتضمن القرار 46 فقرة عامة شملت الإدانة والمساءلة والمحاسبة على انتهاكات لحقوق الإنسان في سورية على أيادي الحكومة ومَن يدعمها من ميليشيات وكذلك على أيادي «داعش» و «جبهة النصرة».

وأعرب عن دعم حكومته «لأي جهد يدعو الى تحريك قضية الشعب السوري» في الجمعية العامة وفي المجلس. وعلّق على التحرك الذي تقوم به مصر ونيوزيلاند في المجلس الذي يسعى إلى التقريب بين مشروعي قرارين سقطا قبل أسبوعين، أحدهما فرنسي – إسباني سقط بموجب فيتو روسي والآخر مشروع قرار روسي لم يحصل على الأصوات التسعة اللازمة لتبنيه.

وقال المعلمي: «نحن لا نعرف تفاصيل» مشروع القرار الذي تعده مصر ونيوزيلاند و «نحن نؤيد التحرك إذا نتج منه قرار يوقف الغارات والدمار ويحقق وقف النار ويدعو الى استمرار عملية التفاوض وفق المرجعيات الدولية».

وفي ما يتعلق بـ «الجديد» في موقف السعودية من القرار الذي صدر من اللجنة الثالثة حول حقوق الإنسان في إيران، قال المعلمي «الجديد هو تصويتنا لمصلحة القرار» علماً أن السنة الماضية امتنعت السعودية عن التصويت على القرار.

وقال: «هناك سببان» وراء دعم القرار هما «أولاً، اننا كنا غير راضين على فقرات اعتبرنا ان فيها مساساً بالشريعة الإسلامية. وتم حذف تلك الفقرات بسبب ضغوط سعودية» وأكد «كان تأييدنا للقرار مشروطاً بتحفظ ينص على ان هذا التأييد لا يشمل أي فقرة تُفسّر بأنها مخالفة للشريعة الإسلامية» على نسق «الحق بتطبيق عقوبة الإعدام وفق المواثيق الدولية».

والسبب الثاني «هو حجم المعاناة الإنسانية للشعب الإيراني الشقيق وحجم الانتهاك لحقوق الإنسان، بصفة خاصة ما يواجهه المسلمون السُنَّة في ايران وعلى وجه الخصوص ما يعانيه عرب الأهواز من اضطهاد مزدوج طائفي وعرقي».

 

التحالف الدولي: لا ندعم الهجوم التركي على مدينة الباب

واشنطن ـ أ ف ب

أعلن الناطق العسكري باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) العقيد جون دوريان، أمس، أن التحالف لا يدعم العمليات الحالية التي تشنها القوات التركية مع فصائل سورية معارضة حليفة لها على مدينة الباب شمال سورية.

وقال دوريان من بغداد: «اتخذوا (الأتراك) هذا القرار على المستوى الوطني»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة سحبت عناصر قواتها الخاصة الذين كانت نشرتهم من أجل دعم القوات التركية وحلفائها.

وتابع أن المحادثات الديبلوماسية الجارية بين تركيا والتحالف يجب أن تتوصل الى اتفاق حول الدور المستقبلي لـ «قوات سورية الديموقراطية» ومنع مواجهة مسلحة بينها وبين القوات التركية.

وبخلاف إرادة تركيا، تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها مواصلة الاتكال على التحالف العربي الكردي لـ «قوات سورية الديموقراطية»، خصوصاً لجهة التقدم نحو الرقة التي تعتبر المعقل الرئيس للتنظيم المتطرف.

وتعد أنقرة «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعد العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية»، منظمة «ارهابية»، وتخشى من اقامة حكم ذاتي كردي على حدودها.

وأضاف: «يجب تجنب أخطار أن يقوم شريكان مهتمان بهزم داعش بتحرك في الميدان يأتي بنتيجة غير مفيدة».

وشنت تركيا في 24 آب (أغسطس) الماضي عملية عسكرية واسعة داخل سورية أطلقت عليها اسم «درع الفرات»، سمحت بطرد «داعش» من آخر المناطق التي كان يسيطر عليها على طول الحدود مع تركيا.

وحالياً تتقدم القوات التركية وعناصر الفصائل السورية الموالية لها نحو الجنوب باتجاه مدينة الباب وتفصلهم عنها مسافة كيلومترين، وفق ما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ومن جهة ثانية، أعلن وزير الدفاع التركي إن تركيا تتوقع استلام أول طائرتين ضمن مجموعة مكونة من 24 طائرة «اف-35» مقاتلة من شركة «لوكهيد مارتن» في العام 2018.

وأوضح الوزير أن تركيا ستشتري في المجمل 24 طائرة على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة وأنها طلبت بالفعل حتى الآن ست طائرات من بينها الطائرتان اللتان ستسلمان في العام 2018.

 

قتلى في انفجار سيارة مفخخة شمال حلب

بيروت، حلب، دبي – أ ف ب، «الحياة»

قتل 25 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة، اليوم (الخميس)، استهدف أحد مقار فصائل المعارضة في مدينة اعزاز، قرب الحدود التركية في محافظة حلب شمال سورية.

وقال عضو المكتب السياسي في حركة «نور الدين زنكي» ياسر اليوسف إن من بين القتلى مدنيين وعسكريين. ونشرت الحركة صوراً لجثث وضعت في أكياس سوداء مصفوفة على رصيف.

واتهم اليوسف تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بالوقوف خلف التفجير، وأشار إلى أن «الكيفية والأسلوب تشير إلى داعش وبصماته واضحة». وتنشط الحركة المنضوية في تحالف «جيش الفتح» في شكل رئيس في محافظة حلب.

وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن استهداف «مستودع ذخيرة» للحركة في اعزاز، و«مقتل 10 مقاتلين على الأقل وسقوط عشرات الجرحى».

وتشهد مدينة اعزاز التي تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة في حلب، بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات مفخخة تبنى «داعش» بعضها.

في سياق متصل، أفاد المرصد بمقتل «25 مدنياً على الأقل في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام على الأحياء الشرقية» الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب. واستهدف القصف بالطائرات الحربية والمروحية والقذائف أحياء عدة، بينها المعادي والانصاري والصالحين ومساكن هنانو.

وهدأ القصف ليلاً لكنه تجدد عند الساعة العاشرة صباحاً، وتخلله غارات وبراميل متفجرة وراجمات صواريخ. واستهدفت إحدى الغارات مركزاً للدفاع المدني في حي باب النيرب، من دون وقوع إصابات.

واستأنفت قوات النظام الثلثاء بعد توقف لحوالى شهر قصفها الجوي للأحياء الشرقية في حلب، تزامناً مع إعلان روسيا حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب وحمص (وسط). ووثق المرصد مقتل حوالى 50 مدنياً في الأحياء الشرقية منذ استئناف القصف.

وفي إدلب، أفاد المرصد بمقتل ستة مدنيين على الأقل من عائلة واحدة بينهم طفلان، في قصف جوي روسي استهدف قرية كفر جالس في ريف إدلب الشمالي. وكانت الطائرات الروسية قصفت القرية مساء الثلثاء، متسببة بمقتل سبعة مدنيين بينهم طفلان.

 

أوروبا تنتقد اللاجئين: كلهم يريدون ألمانيا

بروكسيل، روما – أ ف ب، رويترز

أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن أسفه لرغبة جميع اللاجئين في الذهاب إلى ألمانيا، وذلك خلال نقاش جرى مساء أول من أمس، في بلدة سان فيتش البلجيكية الناطقة بالألمانية. وقال يونكر إن «اللاجئين يصلون إلى اليونان أو ايطاليا، وبدلاً من الموافقة على ايجاد ملجأ في مكان ما من أوروبا، باتوا جميعاً يريدون الذهاب الى المانيا. هذا لا يجوز». وتابع المسؤول اللوكسمبورغي: «اذا اعتمدنا التضامن في ما بيننا (بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي) فعلى اللاجئين أن يكونوا مستعدين للتوجه إلى المكان الذي يحدد لهم».

وأعطى يونكر بعدها مثالاً على لاجئين في اليونان تريد لوكسمبورغ استقبالهم. وقال: «لم يكن هناك احد راغب في التوجه إلى لوكسمبورغ وأكدوا جميعاً أنهم يريدون التوجه إلى ألمانيا».

وتابع: «عندما قلنا لهم إن لوكسمبورغ قريبة من الحدود مع ألمانيا امتلأت الطائرة بسرعة كبيرة». وشدد على ضرورة إفهام اللاجئين أن «أوروبا تريد مساعدتهم إلا أن عليهم أن يفسحوا المجال أمام تقديم هذه المساعدة لهم». ودعا جميع الفاعلين إلى السعي إلى إيجاد حل لمسألة اللاجئين.

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا غرق زوارق تقل مهاجرين قبالة السواحل الليبية منذ الاثنين إلى 10 قتلى و230 مفقوداً.

وقالت المفوضية العليا للاجئين أمس، إن فرق الإغاثة تطرقت الى احتمال وجود «عشرات» المفقودين بعد انقاذ 15 شخصاً الإثنين الماضي، كانوا على متن زورق على وشك الغرق. وأكد الناجون الـ 500 بعيد وصولهم صباح أمس، إلى ميناء كاتانيا الإيطالي في صقلية فقدان 135 شخصاً كانوا معهم على الزورق.

وتجمع مئات المهاجرين الذين يتحدر معظمهم من جنوب الصحراء الكبرى ملتحفين بطانيات رمادية على سطح سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي بينما كانوا ينزلون منها تحت المطر الغزير. ويُتوقع أن ترسو سفينة ثانية تابعة لمنظمة «إس.أو.إس مديترينيه» غير الحكومية في ميناء ايطالي خلال اليومين المقبلين لنقل حوالى 120 مهاجراً وجثث 9 أشخاص لقوا حتفهم خلال الرحلة المحفوفة بالأخطار عبر البحر المتوسط.

يُذكر أنه تم إنقاذ 950 مهاجراً قبالة الشواطئ الليبية خلال الأيام القليلة الماضية ما يرفع العدد إلى أكثر من 2700 منذ السبت الماضي.

 

قصف سوري لحلب وروسي لإدلب وعقوبات أميركية على النظام

المصدر: (رويترز، و ص ف، أ ب)

لليوم الثاني توالياً، استهدفت غارات جوية روسية أمس محافظة إدلب تزامناً مع غارات جوية لقوات النظام السوري على الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، حيث شارفت المساعدات الانسانية القليلة المتبقية النفاد في ظل حصار مستمر منذ أربعة أشهر.

ووافق مجلس النواب الاميركي الثلثاء على مشروعي قانونين يجدد أحدهما العقوبات على إيران عشر سنين ويفرض الآخر عقوبات جديدة على سوريا، في تأكيد لتصميم النواب الاميركيين على الاضطلاع بدور قوي في سياسة الشرق الأوسط أياً كان سيد البيت الأبيض.

وصوت مجلس النواب بغالبية 419 صوتاً على تمديد قانون العقوبات على إيران عشر سنين. وأقر القانون للمرة الأولى عام 1996 وفرضت بموجبه عقوبات على الاستثمارات في قطاع الطاقة في إيران وردع سعي إيران الى الحصول على أسلحة نووية.

وأقر المجلس أيضاً مشروع قانون يفرض عقوبات على الحكومة السورية ومؤيديها، بما فيهم روسيا وإيران، لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقال النائب إليوت إنغل، أكبر عضو ديموقراطي في لجنة الشؤون الخارجية، وهو راعي مشروع القانون: “حتى بعد الانتخابات الصعبة وتغيير من يتولون السلطة، لن تتعثر القيادة الأميركية على المسرح العالمي”.

 

غارات

وميدانياً، جددت قوات النظام السوري منذ الثلثاء غاراتها الجوية على الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، تزامنا مع اعلان روسيا حملة واسعة النطاق في محافظتي ادلب وحمص، ومع شن طائرات انطلقت من حاملة الطائرات “اميرال كوزنيتسوف” غارات أولى.

وتحدث مراسلون في شرق حلب عن غارات جوية استهدفت المنطقة طوال الليل واشتدت صباح أمس، مشيرين الى ان الطائرات الحربية لم تنفك عن التحليق في الاجواء، مع قصف جوي ومدفعي مستمرين.

وأكد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أن “الطائرات الحربية الروسية تستهدف منذ ليل الثلثاء- الاربعاء مناطق عدة في محافظة ادلب، وقت تواصل قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي للاحياء الشرقية في مدينة حلب”.

وارتفعت حصيلة قتلى القصف للاحياء الشرقية أمس الى “21 مدنياً بينهم خمسة اطفال”، لترتفع حصيلة الضحايا منذ تجدد الغارات الثلثاء الى “27 مدنياً بينهم ستة اطفال”.

وطاولة الغارات بالبراميل المتفجرة والقصف المدفعي على حي الشعار في حلب، محيط مستشفيي البيان والاطفال وبنك الدم الرئيسي.

وأفادت منظمة الاطباء المستقلين ان مستشفى الاطفال وبنك الدم اللذين تدعمهما تضررا جراء قصف بالبراميل المتفجرة، مشيرة الى أنها ليست المرة الاولى يتعرض المرفقان للاضرار نتيجة القصف.

وردت الفصائل المعارضة أمس باطلاق قذائف على الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في المدينة.

وتجددت الغارات الجوية على حلب بعد أيام من استعادة قوات النظام كل المناطق التي خسرتها عند اطراف حلب الغربية، اثر اسبوعين من هجوم شنته الفصائل المعارضة والاسلامية لفك حصار الاحياء الشرقية، حيث يعيش أكثر من 250 الف شخص.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي أنه قام بعملية توزيع المساعدات الاخيرة في الاحياء الشرقية الاحد.

وكانت الامم المتحدة حذّرت الأسبوع الماضي من ان الحصص الغذائية المتبقية في شرق حلب ستنفد هذا الاسبوع.

كذلك، وزعت منظمة للاغاثة في مدينة حلب آخر المساعدات المتوافرة لديها سكان الاحياء الشرقية.

الى ذلك، تحدث المرصد عن ارتفاع حصيلة القتلى جراء غارات لم يعرف ما اذا كانت روسية ام سورية على قرية باتبو في ريف حلب الغربي الى 19 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء.

ونفت موسكو تقارير عن شن طائراتها غارات على المدينة، مشيرة إلى أنها ملتزمة تعليق الغارات الجوية في المدينة منذ 29 يوماً.

 

إدلب

وفي محافظة إدلب، شملت الغارات الجوية مناطق عدة، بينها مدينتا جسر الشغور وخان شيخون، وأسفرت مساء الثلثاء عن مقتل “ستة أشخاص على الاقل، بينهم طفلة” في قرية كفرجالس في ريف ادلب الشمالي.

وتشارك في الحملة للمرة الاولى في تاريخ الاسطول الروسي حاملة الطائرات أميرال كوزنيتسوف” التي انطلقت منها طائرات “سوخوي-33” من لتقصف أهدافاً في سوريا.

ونددت واشنطن بالتصعيد العسكري الجديد في سوريا.

 

سباق تركي ـ كردي.. وتفرّغ روسي لـ«النصرة»

علاء حلبي

في اليوم الثاني لإعلان روسيا بدء حملتها العسكرية التي تستهدف عدداً من المناطق في ريفَي إدلب وحماه، أعلنت القيادة العسكرية الروسية، أمس، إطلاق عملية عسكرية على محور حلب الجنوبي الغربي، بالتزامن مع رفع الجيش السوري لمستوى الضغط على مسلحي أحياء حلب الشرقية.

في هذه الأثناء، بدأ المشهد الميداني في الشمال السوري يزداد تبلوراً بعدما حققت تركيا تقدماً مهماً عبر عملية «درع الفرات»، تمثل بالسيطرة على قرية قباسين المحاذية لمدينة الباب شمال شرق حلب، في وقت أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية انسحابها من مدينة منبج، حتى «تتفرغ» لقتال تنظيم «داعش» في مدينة الرقة، حيث حققت تقدما طفيفاً على هذه الجبهة.

وبحسب التغيُّرات الميدانية الأخيرة، بدا المشهد الميداني أكثر وضوحاً. تركيا والأكراد تفرَّغوا لمحاربة «داعش»، فيما تولت روسيا تقديم غطاء جوي لقوات الجيش السوري لمحاربة «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً). وفي هذا السياق، أطلقت روسيا عملية عسكرية تستهدف المحور الجنوبي الغربي لحلب، وهي خطوة جاءت حقيقة لاستكمال عمليات الجيش السوري التي بدأها قبل ثلاثة أسابيع، وتمكن خلالها من استرجاع المناطق التي اخترقها مسلحو «جيش الفتح» بقيادة «النصرة»، وتمكن الجيش في مرحلة لاحقة من تحقيق تقدم نحو مناطق أخرى تمتد إلى عمق ريف حلب الجنوبي.

وكثَّفت موسكو قصفها للمحور الجنوبي الغربي لمدينة حلب وصولاً إلى ريف إدلب، الأمر الذي يكرر سيناريو العمليات العسكرية في سوريا منذ دخول روسيا على خط القتال، حيث تمهد موسكو لتقدم قوات المشاة عبر قصف مركَّز تستهدف فيه مواقع الفصائل المسلحة وبنيتهم التحتية، ما يسهل من عملية تقدم القوات وتثبيت سيطرتها، وذلك من دون معارك ومواجهات مباشرة مكلفة.

وعلى الجبهة ذاتها، ذكر مصدر عسكري سوري لـ «السفير» أن فصائل «جيش الفتح» انسحبت من «أرض الجبس»، حيث تعمل قوات الجيش السوري على التقدم والتثبيت فيها، بينما يتابع الجيش قصف خان العسل ومنطقة الراشدين وعلى محور خان طومان.

وعلى جبهات أحياء حلب الشرقية المحاصرة، استهدف الجيش عدداً من مواقع الفصائل المسلحة في أحياء مساكن هنانو والشعار والسكري والصالحين، فيما ذكرت مصادر معارضة أن القصف تسبب بمقتل 21 مدنياً.

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن نحو 30 مدنياً قتلوا وأصيب المئات، لدى تفريق المسلحين احتجاجات عفوية شهدتها العديد من أحياء حلب الشرقية. وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف، في تصريح صحافي، أن أحياء حلب الشرقية تشهد تنامي مقاومة السكان المدنيين لإرهاب المسلحين، إذ خرجت في تلك الأحياء منذ بداية الأسبوع الحالي 11 تظاهرة احتجاجية.

وتشهد أحياء حلب الشرقية احتجاجات متتالية وتظاهرات لمواطنين يتهمون الفصائل المسلحة بالسيطرة على مصادر أرزاقهم واحتكار المساعدات، وفيما هاجم مواطنون غاضبون عدة مخازن خاضعة لسيطرة المسلحين، قوبلت هجماتهم بإطلاق نار وتم تفريقهم بالقوة في عدد من المناطق، كان آخرها حي بستان القصر.

إلى ذلك، بدأت القوات السورية استعداداتها لمعارك في ريف حمص، تستهدف الضغط على المسلحين الموجودين شمال المحافظة في مناطق الرستن وتلبيسة، حيث السطوة لعدد من الفصائل أبرزها «جبهة النصرة».

من جهة أخرى، أعلنت قوات «درع الفرات» بقيادة تركية السيطرة على قرية قباسين المحاذية لمدينة الباب، وذلك بعد مناوشات ليلية مع مسلحي تنظيم «داعش»، ما يجعل أنقرة على بعد خطوة واحدة من السيطرة على أكبر معاقل التنظيم الإرهابي شمال شرق حلب.

بالتوازي مع ذلك، أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) السيطرة على ثماني قرى جديدة شرق مدينة الباب، هي: البوغاز، وقنقوي، والأشلية، والكندرلية، وبرشايا، وسابويران، والشيخ ناصر، والكاوكلي. وبهذا التقدم تغدو قوات «قسد» على بعد نحو 15 كيلومتراً عن مدينة الباب، في وقت تتمركز القوات المدعومة تركياً على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات عن المدينة.

وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه «وحدات حماية الشعب» الكردية، المكوِّن الرئيسي لقوات «قسد»، انسحابها من مدينة منبج في أقصى شرق سوريا، في إجراء اعتبره مصدر كردي أنه «يأتي كتأكيد للقرار السابق الذي اتخذته الوحدات في الفترة الماضية»، موضحاً أن «الوحدات المنسحبة ستشارك في عمليات قسد في الرقة».

وفيما يمثل انسحاب الأكراد من منبج تلبية للرغبة التركية، وصف المبعوث الأميركي الخاص لـ «التحالف الدولي» بريت ماكغورك هذه الخطوة بأنها «حدث مهم».

وكتب ماكغورك على حسابه عبر موقع «تويتر»: «إن كل وحدات حماية الشعب الكردية ستغادر منبج بعد تدريب الوحدات المحلية على الحفاظ على الأمن في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية».

بدوره، رأى رئيس المكتب السياسي لـ «المقاومة الوطنية السورية» ريزان حدو، خلال حديثه إلى «السفير»، أن ما تفعله فصائل «درع الفرات» يشابه ما قامت به «قوات انطوان لحد في لبنان»، موضحاً أن تقسيم سوريا إلى شرق الفرات وغربه «هو تنفيذ للرغبة العثمانية الاستعمارية، وهو ما تعرفه المقاومة السورية»، مشدداً على أن جميع فصائل «درع الفرات» تمثل أهدافا للمقاومة السورية.

إلى ذلك، من المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، اليوم، في ليما عاصمة بيرو، على هامش اجتماع وزاري لمنتدى «أبيك» لبحث الوضع في حلب.

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف خلال تصريح صحافي، في معرض تعليقه على جدول أعمال اللقاء: «الوزيران يخططان لبحث ليس الوضع في حلب فحسب، بل مجمل المسائل (المتعلقة بالتسوية السورية)».

وأكد ريابكوف استمرار المشاورات بين الخبراء العسكريين الروس والأميركيين في جنيف من أجل البحث عن سبل تسوية الوضع في سوريا.

 

تطورات حلب.. هل ثمة اتفاق تركي ـ روسي؟

زياد حيدر

مع اقتراب قوات «درع الفرات» المدعومة تركياً من مدينة الباب السورية خلال الأيام الماضية، وتجدد النشاط الجوي العسكري الروسي والسوري فوق حلب بعد صيام 28 يوماً، تبدو ملامح اتفاق تركي ـ روسي، طالما جرى التكهن بشأنه، أكثر وضوحاً.

منذ أسابيع، ومع تشديد الحصار العسكري السوري على أحياء حلب الشرقية، وإعلان الهدنة الأولى، مع ممرات المغادرة الإنسانية والعسكرية الستة، ووقف الطلعات الجوية، تحدث ديبلوماسيون وخبراء عن اتفاق ربما يكون جرى بين موسكو وأنقرة، على المستويين العسكري والسياسي، يُبدي «تفهماً لقلق الأتراك من التمدد الكردي في شمال سوريا، ومخاطر وصل الكانتونات الثلاثة، الحسكة وعفرين وعين عرب»، مقابل تفهم الاتراك لـ «حاجة الروس والسوريين لاستعادة حلب، أو توحيدها»، كما يفضل المسؤولون في دمشق القول، بما يسمح بتوفير الشروط لانطلاق عملية سياسية جديدة سورياً.

وفي الحديث عن اتفاق من هذا النوع، كانت مدينة الباب هي حجر الزاوية، ولا سيما لكونها تقع جغرافياً وسط تقاطع طموح ثلاث قوى رئيسية، الأكراد لوصل جغرافيا الإدارة الذاتية بين الشمال الشرقي والشمال الغربي، وتركيا لمنع هذا الامتداد، وسوريا لخلق خط مواجهة وردع أمام قوى الاحتلال التركي، أو حلفائها بالقرب من مدينة حلب.

ورغم أن تصريحات السوريين، والمعلومات الميدانية المستقاة أو المُسرّبة من الجبهات هناك، كانت دوماً تتحدث عن استعدادات الجيش للتقدم نحو مدينة الباب، ومواجهة تنظيم «داعش» فيها، والأهمية التي تشكلها تلك المدينة على المستويين السياسي والعسكري، إلا أن أمر التحرك لم يُعط، وظلّت القوات منهمكة من جهة أخرى بمعاركها مع «جيش الفتح» على مشارف حلب الغربية.

من جهتهم، لم يحصل الأكراد متمثلين بـ «قوات سوريا الديموقراطية»، أو «وحدات حماية الشعب»، على إذن «دولي أميركي» بالتوجه نحو الباب، رغم المسافة القصيرة التي تفصلهم عنها في عفرين، وهي 12 كيلومتراً، بل دعيت هذه القوات تحت غطاء جوي دولي، وبمساعدة لوجستية أميركية للتقدم نحو الرقة، بالتزامن مع المعركة التي يخوضها التحالف ضد «داعش» في الموصل العراقية.

تركيا، على الجبهة الثالثة، تابعت تقدمها باتجاه الباب، وصولاً لبلدة قباسين التي احتلتها قوات «درع الفرات» أمس (تردد أنهم خسروها مساءً)، وذلك بعد انسحاب مفاجئ آخر لقوات «داعش» منها، الذي تقلصت قواته لعشرة مسلحين فقط في البلدة، وفقاً لتقارير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، وبعد تمهيد مدفعي تركي، وقصف جوي قامت به المقاتلات التركية الاثنين الماضي على 15 هدفاً للتنظيم في الباب، وهو قصف مفاجئ، ومن الصعب أن يجري من دون رضا موسكو، باعتبار أن الأجواء السورية تحميها القوات العسكرية الروسية في هذه الفترة.

الاقتراب من الباب، وانتهاء الانتخابات الأميركية بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، شجع على تحديد ساعة الصفر مجدداً لعملية مشتركة جديدة في حلب، ولكن بالاستعانة هذه المرة بالأسطول البحري الروسي المتمركز قبالة السواحل السورية، إضافة للقوى الجوية الحاضرة في قواعد حميميم وتي فور وغيرها.

المعركة ستنتهي لمصلحة القوات السورية وحلفائها، وهو أمر مفروغ منه، وفق كل القراءات التي تتحدث عن مرحلة ما بعد «توحيد حلب».

ويأتي الحديث عن انطلاق جهود تسوية، ربما بغياب أميركي في المرحلة الاولى، مع اعتبارات مهمة، بينها سيطرة الأتراك على مساحةٍ كبيرة من الشمال، وتمركز قواتهم وجهاً لوجه أمام الجيش السوري وحلفائه. يعرف الروس، كما يدرك السوريون، أن تركيا تريد لنفسها مكاناً في أي تسوية ستأتي، وذلك بعد فشل الرهان العسكري والديبلوماسي على سقوط النظام، أو رحيل رموزه.

في الوقت ذاته، تقدر دمشق الخطورة التي ينطوي عليها أي دور تركي في رسم مستقبل سوريا السياسي، والمتمثل بطموح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمدّ نفوذه، عبر لاعبين محليين، هم رهاناً بعض التركمان أو ممثلون عن تنظيم «الاخوان المسلمين»، إلى أفق مستقبل سوريا، عبر منحهم حصةً في التسوية السياسية المحتملة مستقبلاً، وهي تسويةٌ يعرف الجميع أن لا مفر منها، وأن توقيتها سيفرضه تفاهمٌ قادم بين الجانبين الأميركي والروسي، قد يذهب إلى حد الاعتراف بمحاصصة إقليمية، مبنية على توزع نفوذ القوى على الارض، وهي محاصصة ترفضها دمشق بالمطلق، وأخبرت الروس أنها ستقاتلها حتى النهاية، بسبب تأثيرها «المدمر على مستقبل سوريا الموحدة والمستقرة».

 

سجون «الثورة» في إدلب: خارج الرقابة.. خارج الحياة

بلال سليطين

خلال عقود من الزمن، اشتهرت عدّة سجون حكومية سوريّة بسمعتها السيئة، وكانت متفرّدة على الساحة المحلية حتى العام 2012 عندما بدأت تتناقل ألسنة الناس أسماء سجون جديدة بعضها حمل أسماء فصائل «ثورية» بعينها ولدت آنذاك، وبعضها كان عبارة عن غرفة صغيرة ضاقت بعشرات السجناء الذين كانوا يسمون آنذاك «مختطفين».

في العام 2014 ومع سيطرة الميليشيات وفصائل المعارضة المتشددة على جزء واسع من الجغرافية السورية، وضعت يدها على بعض السجون التابعة لوزارة الداخلية السورية، واستحدثت سجوناً جديدة خاصة في ريفي إدلب ودمشق.

أشهر سجون المعارضة في سوريا هي «التوبة» في ريف دمشق، و «حارم، الزنبقي، المركزي» في محفاظة إدلب، وهي سجون يُحتجز فيها آلاف الأسرى، بعضهم من الجيش السوري ومدنيون محسوبون على الحكومة السورية، والبعض الآخر أسرى من فصائل أخرى تم أسرهم خلال معارك بين الفصائل في ما بينها، إلى جانب مواطنين مدنيين من المناطق التي تسيطر عليها هذه الفصائل تم اعتقالهم لأسباب مختلفة على رأسها الاختلاف الفكري.

عدنان، مواطن من محافظة إدلب تم اعتقاله مع شقيقه في العام 2015 من قبل «جيش الفتح»، عقب سيطرة الأخير على المدينة، وسيق إلى السجن «المركزي» في المحافظة، حيث تم احتجازه فيه لبعض الوقت قبل أن يتم نقله إلى سجن آخر في الريف.

مصير السجناء مجهول

تقول والدة عدنان إنها أمضت لياليَ في البحث عن ولديها، قبل أن تعرف مكانهما وتذهب للاطمئنان عن أحوالهما في السجن.

عند باب السجن، قوبلت الأم بوجوه ملتحية ومتجهّمة، لم يجب أصحابها عن أي سؤال، فعادت إلى المنزل من دون إجابة تبرّد قلبها، بعدها عاودت الكرّة بصحبة ابنتها إلى أن لانت قلوب الحراس حسب تعبيرها، بعدما جفت دموعها أمامهم وبحثوا لها عن ابنها في جدول كتبت فيه الأسماء بحسب الأحرف الأبجدية، حيث تأكدت من وجود نجليها داخل السجن.

الزيارة ممنوعة

43 يوماً أمضاها الابنان في السجن، مُنعت عنهما الزيارات نهائياً، تقول الأم إنها توسلت السجّان كثيراً للسماح لها برؤية ابنيها لكن من دون جدوى، بينما يقول عدنان إن أحداً من زملائه في السجن لم يحصل على زيارة طيلة فترة وجوده هناك، حيث يمنع السجين هناك من رؤية أحد غير زملائه في السجن والسجانين.

الاعتقال وظروفه

اعتقل عدنان وشقيقه أثناء توجههما من مدينة إدلب إلى ريفها عقب سيطرة «جيش الفتح» على المدينة في آذار 2015، لم يكن لديهما تهمة محددة لحظة الاعتقال، فالأول موظف حكومي والآخر صاحب دكان، وقد أوضحا لمن اعتَقلهما أن سبب مغادرتهما للمدينة هو الخشية من أن تتعرض للقصف.

نُقل المعتقلان مع العشرات إلى منطقة تعج بالمغاور والكهوف وفيها أعلام متنوعة وجلادون كثر، يقول رائد وهو من بين المعتقلين «في تلك الليلة طلب منا أن نخلع كل ثيابنا، كان الطقس بارداً جداً، لقد تجمدت أطرافي وأصبت بالمرض في ذلك اليوم».

تعرّض عدنان ورفاقه للجلد عشرات المرات في السجن، يقول لـ «السفير» إنه «قبل كل جلسة تحقيق، هناك وجبة من الجلد الموجع، بعدها أذهب معصوب العينين للتحقيق ولا أرى المحقق نهائياً، لكنني لطالما سمعت أصوات أشخاصٍ بجانبه يقومون بتلقينه معلومات عني وعن عائلتي، حتى كنت كلما أثبت عدم صحة تهمة ما، اختلقوا لي تهمة جديدةً، وكلما شعروا بالضيق، استخدموا التهمة الجاهزة وهي تأييد النظام، وكانت هذه تهمتي الأخيرة على اعتبار أنني لم أقدم استقالتي من وظيفتي الحكومية».

إلى جانب عقوبة ما قبل التحقيق، هناك عقوبات جماعية، يقول يزن الموجود في تركيا حالياً في حديثه لـ«السفير» إنه تعرّض للجلد قرابة 20 مرة أثناء فترة اعتقاله، «خلال الضرب كان يطلب مني الاعتراف بأفعال لم أرتكبها ولا أعرفها، ويسألونني عن أشخاص آخرين، وعندما أعترف على أحد يتوقف الضرب، وقد اعترفت على الكثيرين واعتقلوا جميعهم وجلدوا معي رغم أننا جميعاً لم نرتكب الفعل الذي اعترفنا عليه وهو تأييد حركة حزم».

ويشير يزن إلى أن عشرات المعتقلين من الحركة موجودون في سجن «الزنبقي» منذ ثلاثة أعوام تقريباً، ويعيشون واقعاً مأساوياً، كما أن بعضهم تم إعدامه في السجن، إلا أن العشرات هم على قيد الحياة.

سجناء «الجيش الحر» الذين اعتقلوا خلال معارك أو خلافات مع شركائهم في المعارضة (النصرة، أحرار الشام، جند الأقصى … إلخ) أيضاً بينهم المئات يتوزعون على سجون «حارم» و«المركزي» و«الزنبقي» الذي يعد أسوأ السجون وأخطرها على الإطلاق، فالمعتقلون فيه لا يرون الشمس طيلة فترة اعتقالهم، كما أنه ليس مجهّزاً كسجن تجهيزا جيدا، فقد تم تحويل القرية كلها إلى سجون بعد تهجير أهلها، بينما باقي السجون تعد أفضل حالاً على اعتبار أنها بنيت لتكون سجوناً حكومية قبل سيطرة (الثوار) عليها حسب تعليق أحد الناشطين في إدلب.

نظام السجن

سجن «الزنبقي» يعدّ من أخطر السجون، وفيه قرابة الـ1700 سجين من محافظات سورية مختلفة، وقد وزّعوا على العنابر حسب التهم والانتماء الديني أو الطائفي، مع الفصل التام بين الرجال والنساء، إلا أنه لا يحوي نقطة طبية ولا حمامات (للاستحمام)، ما يجعل المرضى يصابون بأمراض جلدية، يقول رائد إنه كان يحكّ جلده حتى ينزف دماً نظراً لقلّة الاستحمام وانعدام النظافة والدواء، حيث كان الاغتسال يتم في المراحيض.

ويؤكد رائد أن هناك سجناء من الجيش الحر في تلك السجون ماتوا بعد إصابتهم بالطاعون.

أما عن الطعام، فهناك وجبتان رئيسيتان يومياً، واحدة عند الثانية عشرة ظهراً والثانية عند التاسعة مساءً، يقول رائد إن الإفطار عبارة عن بطاطا والغداء الليلي معدّ من البرغل، وهو طعام قليل جداً لم يكن يكفينا لكنه كان كفيلاً بإبقائنا على قيد الحياة.

المحاكمات

يؤكد أغلب السجناء الذين التقينا بهم أن أغلب السجناء في سجون إدلب على اختلاف الفصائل التي تسيطر عليها، ليس لديهم جرم قتالي ضدها ولا حتى جرم قانوني، بل جرائم اختلاف أو تقرير مدسوس من شخص كان السجين على خلاف معه في الحياة العامة وقرر الانتقام منه عبر اتهامه بتهمة ما كالكفر مثلاً أو تأييد النظام … إلخ.

آلية الاعتقال العشوائية تتوافق وآلية المحاكمات العشوائية أيضاً، وإن كان الادّعاء بأن المحاكمة تتم وفقاً للشرع، إلا أن هذا الشرع مرن جداً في بعض الأحيان ومتشدد في أحيان أخرى.

يقول عدنان إن الشيخ بإمكانه أن يفك حبل مشنقة بقرار شخصي منه، فإذا تدخل أحد الشيوخ من أجل إطلاق سراح سجين، ليس عليه سوى أن يفتش عن آية أو حديث مناسب للحالة ويستخدمها حجة أمام السجان لكي يتم إقناعه بها وبالتالي إطلاق سراح السجين حتى ولو كان حكمه الإعدام، وحتى لو كان مرتكباً لجرم كبير يستحق العقوبة عليه وقد ألحق أذىً بالغير.

وهناك طريقة أخرى بحسب عدنان الذي تنقل بين سجني «الزنبقي» و «المركزي» في ادلب، وهي الطريقة التي خرج بفضلها، وهي تعتمد على وساطة أحد المقاتلين المتقدمين من جبهة «النصرة» أو «أحرار الشام» وهما من أقوى الفصائل في إدلب، فبهذه الوساطة يخرج السجين بسهولة وعلى الفور، لكن عدنان واجه مشكلة بعد إطلاق سراحه بأن المقاتل الذي أخرجه من السجن طلب الزواج من شقيقته، ما دفعه وعائلته لمغادرة إدلب على الفور بعد خروجه من المعتقل.

وهناك وسيلة أخرى، تعتمد على دفع المال، لكن لا تعتبر رشوة بل دعماً للثورة وهي محصورة بمن لديه المال وهم قلّة في هذه المرحلة، حيث يأتي والد السجين مثلاً إلى أحد القياديين في الفصيل المشرف على السجن، ويقول له أريد التبرع للمجاهدين بمبلغ كذا وبعد أن يتبرع يطلب إطلاق سراح ابنه ويتم الأمر بكل يسر وسهولة.

الرقابة على السجون

لا تخضع هذه السجون التي باتت أعدادها كثيرة جداً لأي رقابة إنسانية، حتى أن أحداً لا يجرؤ على الاقتراب منها أو السؤال عما يحدث في داخلها، وسط واقع مأساوي يعيشه السجناء في داخلها، ما يجعلها أشبه بالقلاع المحصنة ضد الرقابة والإنسانية.

السفير

 

25 قتيلا مدنيا على الأقل في قصف للنظام السوري على احياء حلب الشرقية

بيروت- أ ف ب- قتل 25 مدنيا على الاقل الخميس في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري على الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “ارتفعت حصيلة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب إلى 25 مدنيا على الاقل”.

 

وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل 11 مدنيا، مشيرا إلى سقوط عشرات الجرحى.

 

واستهدف القصف بالطائرات الحربية والمروحية والقذائف أحياء عدة بينها المعادي والانصاري والصالحين ومساكن هنانو وبستان الباشا والفردوس.

 

وافاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية ان القصف هدأ ليلا لكن الغارات تجددت عند الساعة العاشرة صباحا، مشيرا الى ان القصف يتخلله غارات وبراميل متفجرة وراجمات صواريخ.

 

وقال إن احدى الغارات استهدفت مركزا للدفاع المدني في حي باب النيرب، من دون وقوع اصابات.

 

واستأنفت قوات النظام الثلاثاء بعد توقف لنحو شهر قصفها الجوي للاحياء الشرقية في مدينة حلب، تزامنا مع اعلان روسيا حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب وحمص (وسط).

 

ووثق المرصد مقتل حوالى 65 مدنيا في الاحياء الشرقية منذ استئناف قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي.

 

فيما تعلن «التزامها بوقف النار»: روسيا تقصف حلب بعنف… وتنسحب من الجنائية الدولية

وحدات الحماية الكردية تتقهقر إلى شرق الفرات

عواصم ـ «القدس العربي» وكالات: قُتل 42 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وأصيب العشرات، جراء قصف لطيران النظام وروسيا على الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب شمالي سوريا، خلال الـ24 ساعة الماضية، بحسب مسؤول في الدفاع المدني.

يجري هذا رغم أن الكرملين أعلن أمس الأربعاء أن وقف الضربات الجوية الروسية لأهداف في مدينة حلب لا يزال ساريا في الوقت الراهن، وذلك بعد يوم من قول الجيش الروسي إنه لم يقصف المدينة السورية منذ 28 يوما.

وقال بيبرس مشعل مسؤول في الدفاع المدني في حلب للأناضول، أمس الأربعاء، إن الطائرات الروسية وطائرات النظام لم تفارق سماء المدينة منذ ظهر أمس حيث أدى القصف إلى سقوط 42 قتيلاً وجرح 83 آخرين.

وأوضح مشعل أن القصف استهدف أحياء صلاح الدين، الأنصاري، السكري، الفردوس، القاطرجي، الميسر، المواصلات، الشعار، طريق الباب، الصاخور، وضهرة العواد، وباب النيرب.

وأشار إلى أن مدرسة في حي الشعار كانت من النقاط التي استهدفها القصف، ما أسفر عن جرح عدد من الأطفال.

ولفت إلى أن فرق الدفاع المدني وطواقم الإسعاف تجد صعوبة في الوصول إلى الأماكن المستهدفة بسبب تواصل القصف واستهداف كل شيء يتحرك.

ونوه بأن أحد المسعفين قتل بعد سقوط قذيفة بالقرب من سيارته خلال محاولته الوصول إلى إحدى النقاط المستهدفة.

جاء ذلك فيما أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية أمس الأربعاء انسحابها من مدينة منبج في ريف حلب الشرقي إلى شرق الفرات من أجل المشاركة في عمليات تحرير الرقة من سيطرة تنظيم «الدولة».

وقالت الوحدات في بيان إن انسحابها يأتي بعدما شاركت في تحرير مدينة منبج وريفها في 15 آب/أغسطس الماضي ثم قامت بمساعدة قوات التحالف الدولي في تأهيل القوات التابعة لمجلس منبج العسكري.

وجاء في البيان «بعد أن أكملت وحداتنا الموجودة في مدينة منبج وريفها مهامها في التحرير والدفاع عن أهلنا في منبج، نعلن عن انسحاب قواتنا إلى شرق نهر الفرات للمشاركة في حملة (غضب الفرات) لتحرير الرقة، وهي واثقة بأن القوات التابعة لمجلس منبج العسكري قادرة على القيام بواجباتها الدفاعية على أكمل وجه».

وشدد البيان على أن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي «على أتم الاستعداد لتلبية نداء شعب منبج العظيم والدفاع عنهم عند الضرورة».

من جهة أخرى وقع الرئيس فلاديمير بوتين أمرا تنفيذيا أمس الأربعاء يسحب توقيع روسيا من معاهدة تأسيس المحكمة الجنائية الدولية لتنضم بذلك إلى بعض الدول الأفريقية التي أعلنت الانسحاب من المحكمة.

وأفاد الأمر التنفيذي الذي بدأ سريانه على الفور أن روسيا لن تصدق على اتفاقية تأسيس المحكمة الجنائية الدولية التي وقعت عليها في عام 2000.

ولأنها لم تصدق على الاتفاقية لم تكن روسيا خاضعة لأحكامها على أي حال ولذلك يعتبر قرارها رمزيا.

وأثار تقرير أصدره مكتب الادعاء بالمحكمة يوم الاثنين غضب روسيا بسبب إشارته إلى ضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014 من أوكرانيا على انه صراع مسلح. وتدرس أيضا مزاعم عن جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية والجورجية أثناء حرب قصيرة في 2008.

وتتعرض روسيا كذلك لضغوط عالمية بسبب ضرباتها الجوية في سوريا، ويتهمها بعض المدافعين عن حقوق الإنسان والمسؤولين الأمريكيين بقصف مدنيين وأهداف مدنية. وتنفي روسيا ذلك.

وقالت وزارة الخارجية الروسية «للأسف فإن المحكمة لم تحقق الآمال التي كانت معقودة عليها ولم تصبح بحق كيانا مستقلا يمثل العدالة الدولية.»

وقد يلقى القرار الروسي ترحيبا من دول أفريقية مثل جنوب أفريقيا وغامبيا اللتين أعلنتا انسحابهما من المحكمة، لكن منتقدين يقولون إن الخطوة هي مثال آخر على مخالفة روسيا للأعراف الدولية.

وقالت ليز إيفانسون الناشطة في منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان «هذا يؤكد تراجع روسيا عن التزاماتها الدولية.. وإغلاقها الباب أمام الناس داخل روسيا للوصول لهذه المؤسسة القضائية المهمة.»

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين إن قرار سحب توقيع روسيا اتخذ «من أجل الصالح الوطني» وهو مجرد إجراء شكلي إذ أنه لا يغير شيئا فيما يتعلق بنطاق اختصاص المحكمة.

 

الأسد يشكّك بترامب وجاهز للتحالف معه ضد «الإرهاب»… وقال إن أردوغان مريض نفسياً

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: لم يُبدِ الرئيس السوري بشار الأسد تفاؤلاً واضحاً حيال السياسة المرتقبة للرئيس الأمريكي المنتخَب دونالد ترامب، مفضّلاً الحذر والترقب تجاه ما يمكن أن يسلكه ترامب إزاء الأزمة السورية.

وقال في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي إنه ليس لديه الكثير من التوقعات من الرئيس ترامب «ليس لدينا الكثير من التوقعات لأن الإدارة الأمريكية لا تتعلق بالرئيس وحده بل تتعلق بقوى مختلفة داخل هذه الإدارة، مجموعات الضغط المختلفة التي تؤثر على الرئيس ولذلك علينا أن ننتظر ونرى عندما يبدأ مهمته الجديدة أو يستلم مهام منصبه داخل هذه الإدارة كرئيس بعد شهرين».

وطالب الأسد واشنطن بعدم التدخل بشؤون بلاده وقال «لدينا تمنيات بأن تكون الولايات المتحدة غير منحازة وتحترم القانون الدولي ولا تتدخل في الدول الأخرى في العالم وبالطبع أن تتوقف عن دعم الإرهابيين في سوريا».

ولدى سؤاله حول ما إذا كان مستعداً للتعاون مع ترامب في محاربة تنظيم «الدولة»، أظهَر الأسد استعداداً لهذا الأمر، لكنه شكك بقدرة ترامب على محاربة التنظيم متسائلاً: هل يستطيع تحقيق ذلك؟ هل يستطيع أن يمضي في ذلك الاتجاه؟ ماذا عن القوى المهيمنة داخل الإدارة الأمريكية؟ وتابع الأسد: بالنسبة لنا لا يزال موضع شك ما إذا كان سيتمكن ترامب من الوفاء بوعوده أم لا، ولهذا نحن حذرون جداً في الحكم عليه، خصوصاً أنه لم يشغل أي منصب سياسي من قبل، ولهذا لا نستطيع أن نقول شيئاً عما سيفعله.

الأسد قالها بصراحة بأنه على استعداد للتحالف مع ترامب في محاربة داعش: إن كان سيحارب الإرهابيين، فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له في ذلك الصدد، مع الروس والإيرانيين، والعديد من البلدان الأخرى التي تريد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ «الرجل المريض»، وقال: إنه رئيس مصاب بجنون العظمة وليس مستقراً، إنه يعيش في الحقبة العثمانية ولا يعيش في الوقت الراهن، إنه منفصل عن الواقع. وتابع الأسد في معرض حديثه عن أردوغان: كل إرهابي أتى إلى سوريا، أتى عبر تركيا وبدعم من أردوغان، وبالتالي فإن محاربة أولئك الإرهابيين، هي بمثابة محاربة جيش أردوغان، لا أقول، الجيش التركي، بل جيش أردوغان.

وعندما سُئل الأسد: هل أنتم أحرار في تقرير مستقبل سورية، أم أنكم تعتمدون على استراتيجيات فلاديمير بوتين؟ قال: نحن أحرار تماماً، ليس جزئياً، بل أحرار تماماً في كل ما يرتبط بمستقبل سوريا، ثانياً، وهو الأكثر أهمية، أو الذي لا يقل أهمية عن الجزء الأول، هو أن الروس يبنون سياساتهم دائماً على القيم، وهذه القيم هي سيادة الدول، والقانون الدولي، واحترام الآخرين والثقافات الأخرى، وبالتالي، فإنهم لا يتدخلون بأي شيء يتعلق بمستقبل سورية أو الشعب السوري.

 

فيتو تركي يعرقل معركة الرقة في سوريا… وسعي لضم عشائر عربية لـ «درع الفرات»

عبدالله العمري

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن اعتراض تركي على مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في استعادة مدينة الرقة استجابت له الولايات المتحدة مؤخراً يقف وراء توقف العمليات القتالية منذ يومين.

وقال أحد قيادات المعارضة السورية من قوات درع الفرات، لم يكشف عن هويته، في اتصال مع «القدس العربي»، ان الضغوط التي مارستها تركيا على «رئيس الأركان الأمريكي خلال زيارته الأخيرة إلى انقرة اثمرت عن تغيير واضح في استراتيجيات الولايات المتحدة التي أوكلت مهمة تحرير الرقة إلى قوات سوريا الديمقراطية وتحديد مهمتها بالتقدم باتجاه الرقة لعزلها من محور واحد فقط دون المشاركة في اقتحامها»، حسب قوله.

وأشار إلى ان تركيا «تقدمت بشروط للولايات المتحدة نظير مشاركتها في تحرير الرقة من بينها تخلي القوات الكردية بشكل كامل عن المشاركة في عملية تحرير الرقة وعودتها إلى مواقعها التي انطلقت منها في مدينة منبج ومن ثم مغادرتها المدينة وعبورها إلى الجانب الشرقي من نهر الفرات في سياق زمني يتم الاتفاق عليه بين تركيا والولايات المتحدة».

واضاف، أن قوات «درع الفرات» ستتولى مستقبلاً مهمة اقتحام الرقة «وتحريريها بمساندة القوات التركية بعد الانتهاء من الاستعدادات اللازمة لذلك».

وحول طبيعة تلك الاستعدادات، أوضح المصدر، ان تركيا «باشرت اجراء اتصالات مع العشائر العربية في ريف الرقة ومحافظات أخرى لتشكيل وحدات إضافية تحت قيادة درع الفرات لتساهم كقوة كافية لتحرير الرقة، وفي الوقت نفسه ستكون قوة ردع لقوات سوريا الديمقراطية في حال حاولت التمرد على التفاهم التركي الأمريكي بعد اشتراكها في تحرير المدينة».

وأردف المصدر، ان العشائر العربية «لم تتخذ موقفاً نهائياً من الفكرة التي طرحتها تركيا والتي سبق وان رفضت طلباً من دولة خليجية للتحالف مع الأكراد، لكن الأطراف العشائرية اشترطت أولولية طرد القوات الكردية من مدينة تل أبيض التي تسكنها غالبية عربية لا زالت مهجرة عن ديارها ولا تسمح لها القوات الكردية بالعودة إليها حتى الان»، على حد قوله.

وكشف المصدر في «درع الفرات» عن «اتصالات اجراها وسطاء باسم الحكومة التركية مع قبيلة شمر وقوات الصناديد التابعة للقبيلة من اجل احتوائهم وضمهم إلى قوة درع الفرات بدلا من قتالهم مع قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك الحال مع قيادات عشائرية مهمة في قيادة التحالف العربي العامل ضمن قوات سوريا الديمقراطية أيضاً»، لكن المصدر قال، لم يتم التوافق على «أي شيء حتى الان، ولا تزال الاتصالات في مراحلها الأولى حيث لم تمض عليها سوى أيام قليلة».

وتحدث عن «صعوبات» تواجه «قوات الصناديد التي تتمركز في معظمها بريف الحسكة ضمن ما يعرف بكانتون الجزيرة الذي يخضع لسيطرة وحدات الحماية الشعبية الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية».

واضاف، ان معلومات توفرت لديه تفيد بان «الأمريكيين يرفضون فكرة سحب قوات الصناديد من قوات سوريا الديمقراطية وضمها إلى قوات درع الفرات».

ورجح المصدر من قوات درع الفرات، ان «تشهد الأيام والاسابيع المقبلة تركيز تركيا ودرع الفرات على تحرير مدينة الباب قبل ان يفرضوا شروطهم على الولايات المتحدة»، حسب قوله.

وأكد ان «هذه الخلافات تصب في صالح تنظيم الدولة الذي انسحب من جرابلس دون قتال لخلط الأوراق وادخل الأطراف العربية والتركية والكردية في خلافات وصراعات على المناطق قد تؤدي إلى نزاع مسلح واسع النطاق في عموم المناطق التي تشهد اشتباكات محدودة بين القوات الكردية والمعارضة السورية المتحالفة مع تركيا»، حسب رأيه.

 

المنسق العام بين الفصائل السورية لـ «القدس العربي»: المعارضة تملك خيارات عدة لفك الحصار عن حلب

مصطفى محمد

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يعتقد المنسق العام بين فصائل المعارضة، الدكتور عبد المنعم زين الدين، أن هدف روسيا من وراء تكثيف مقاتلاتها لقصفها الجوي على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب خلال اليومين الأخيرين، هو لغرض تأليب الحاضنة الشعبية على المعارضة، وخصوصاً في ظل الحصار المطبق المفروض من قبل قوات النظام والميليشيات الطائفية اللبنانية والعراقية على سكان تلك الأحياء.

وقال زين الدين الكاتب والباحث السوري، «تعول روسيا ومن خلفها إيران والنظام، على الموقف الدولي المتخاذل، وأيضاً على استنزاف الفصائل داخل أحياء حلب المحاصرة، من خلال شن معارك على أكثر من محور».

ويشير في حديثه لـ «القدس العربي»، إلى أن الهدف من تشكيل المعارضة لـ»مجلس قيادة حلب» الذي تم الإعلان عنه قبل يومين، هو تنظيم الأمور العسكرية والأمنية والمدنية في أحياء حلب، والعمل على فك الحصار عن المدينة.

ويعوّل زين الدين على دور كبير للمعارضة في الأحياء المحاصرة، لجهة فك الحصار، ويقول: «لا بد من التنسيق فيما بين الفصائل داخل وخارج حلب، للوصول إلى فك الحصار، ورغم الخطورة المرتفعة تستطيع الفصائل داخل حلب، شن معارك في عمق النظام، لأن ضريبة الهجوم قد تكون أقل منها في حال الدفاع».

وفي ما يتعلق بتوقف «ملحمة حلب الكبرى» من عدمه يرد بالقول: «إذا نظرنا لكل معارك حلب مؤخراً، ندرك أنها فصول لمعركة واحدة منذ بدء الحصار وللآن، وإن تغيرت المحاور، وهذا يعني أن المعركة تمر بمراحل تقدم وانحسار»، مشدداً «لن تنتهي هذه المعركة حتى تحقق أهدافها في كسر الحصار».

وعن أسباب خسارة المعارضة لمناطق عدة غربي المدينة كانت قد سيطرت عليها، مثل «منيان وضاحية الأسد وغيرها..» أوضح زين الدين، «لقد خسر الثوار هذه المناطق (حديثة التحرير) بعد السيطرة عليها لوقت قصير، والبقاء في هذه المناطق يحتاج لجهود مضاعفة»، مضيفاً « نتحدث عن مناطق تعد بمثابة القلاع للنظام، وعليه يعتبر مجرد التقدم إلى هذه المناطق نصر فريد من نوعه».

وأكمل في هذا الخصوص، «المعارك الأخيرة حافظت على معنويات أهلنا بحلب، وسير المعارك أثبت للجميع بأن لا خطوط حمراء (من قبيل حلب خط أحمر) أمام حركة الثوار»، وأردف قائلاً «لقد تكبد النظام والميليشيات خسائر كبيرة، وهذا ما يحاولون التكتم عليه»، واستدرك: «لكن الأهم من ذلك كله هو زعزعة معنويات عناصر الميليشيات وقوات النظام».

وتابع، «يعود سبب التراجع إلى شدة القصف الجوي بالدرجة الأولى، وهو ما وضع الثوار بين خيارين، إما استنزاف المقاتلين الشديد، أو التراجع عن هذه المناطق التي يستحيل البقاء فيها في حال الانسحاب من جزء منها»، مبيناً «بمجرد التراجع عن تلة مؤتة، كشفت منطقة الـ1070 شقة، والضاحية».

وقال زين الدين رداً على سؤال «القدس العربي» حول الخيارات العسكرية المتاحة أمام المعارضة في حلب «لدى الثوار عدة خيارات، من بينها تغيير محاور العمل العسكري، أو إعادة الهجوم من ذات المحاور لكن بوسائل جديدة في الهجوم، وكذلك اللجوء إلى طرق نوعية غير مألوفة، وأيضاً قد يتم اللجوء إلى فتح معارك جديدة بالتزامن مع معركة حلب لتشتيت قوات النظام وميليشياته».

وحول عدم فتح المعارضة لمعركة قطع طريق «خناصر» خط إمداد قوات النظام الوحيد إلى حلب قال «إن قطع طريق خناصر على النظام له جانبان إيجابي وسلبي، الإيجابي يتمثل بقطع طريق إمداد النظام البري، رغم صعوبة ذلك، بسبب وجود جهات عدة على الطريق بما فيهم التنظيم، أما الجانب السلبي فهو وفي حال محاصرة النظام، فهذا يعني أن المقاومة من قبله سوف تزداد، ونحن بحاجة إلى هروب العدو، كما حصل في معارك تحرير إدلب، عندما أبقينا على طريق له للانسحاب منه».

ورداً على سؤال آخر، لم يستبعد زين الدين مشاركة «درع الفرات» في معارك فك الحصار عن حلب، وذلك في حال تمت السيطرة على مدينة الباب، مختتماً «كل الخيارات واردة أمام الثوار».

 

الإعلام التركي يشن حملة ضخمة على أوروبا ويصفها بأكبر حاضنة وداعم للإرهاب

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: شن الإعلام التركي أضخم هجوم على الاتحاد الأوروبي واصفاً دول القارة بأكبر حاضنة وداعم للإرهاب الدولي، في حملة هي الأعنف منذ تصاعد الأزمة بين أنقرة وبروكسل على خلفية اتهام الحكومة التركية للاتحاد بدعم منظمات إرهابية معادية لأنقرة.

وبزخم غير مسبوق، دخلت أكبر الفضائيات الإخبارية التركية في موجات من التغطية الإخبارية والبث المباشر مع شبكة كبيرة من مراسليها في الدول الأوروبية، كما استضافت سياسيين حاليين وسابقين ومحللين سياسيين، وعنونت هذه الفضائيات الحملة بـ»أوروبا أكبر دعم للإرهاب».

وكُتبت عناوين من قبيل «لماذا تفتح أوروبا حضنها للمنظمات الإرهابية»، و»أوروبا باتت أكبر قاعدة لإقامة ممثلي المنظمات الإرهابية»، و»لماذا تعادي أوروبا تركيا»، فيما عرضت فضائيات مقربة من الرئاسة والحكومة التركية عبر شاشات ضخمة داخل استوديوهاتها صوراً لما تقول إنهم قادة في حزب العمال الكردستاني الإرهابي وعنونتها بمقر إقامتهم في الدول الأوروبية.

وتقول تركيا إن الدول الأوروبية تقدم الغطاء السياسي والقانوني لأتباع منظمة «بي كا كا» الإرهابية على أراضيها، وتسمح لهم بممارسة أنشطتهم السياسية وجمع الأموال لإرسالها لشراء الأسلحة التي تستخدم في الهجمات اليومية ضد المدنيين والعسكريين الأتراك وخلفت آلاف القتلى والجرحى منذ بداية العام الحالي.

كما تتهم الحكومة التركية دول الاتحاد بحماية أنصار منظمة فتح الله غولن التي تصفها الحكومة بالإرهابية بعد أن اتهمتها بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد، حيث ترفض الدول الأوروبية توقيف أو محاكمة أو تسليم المتهمين بالانتماء للجماعة.

وعلى موقع صحيفة «ديلي صباح» التركية الناطقة بالإنجليزية والمقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان نُشرت عشرات الأخبار والتقارير والمقالات التي تهاجم دول الاتحاد وتصفها براعية الإرهاب، فيما ألمح تقرير تصدر الموقع بجانب مقالين لمحللين كبار من أن الأزمة ستؤدي إلى انهيار اتفاق اللاجئين وإغراق أوروبا بمئات آلاف اللاجئين الجدد.

وعلى صدر الصفحة الأولى نشرت الصحيفة صورة كبيرة للمؤتمر الصحافي الذي جمع وزير الخارجية الألماني الذي يزور تركيا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الذي هاجم أوروبا بشدة في المؤتمر، وقال إن بلاده سئمت (استخدم مصطلح أشد بكثير في اللغة التركية) من الانتقادات الأوروبية لتركيا.

وخلال الأيام الماضية وعقب اعتقال السلطات التركية عددا من نواب حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في تركيا بتهم تتعلق بدهم الإرهاب، شن أنصار الحزب في أوروبا عشرات الهجمات ضد أهداف مدنية ودبلوماسية تركية في العديد من الدول الأوروبية، وقالت أنقرة إن السلطات الرسمية لم تعمل على وضع حد لهذه الهجمات أو اعتقال المنفذين المعروفين للسلطات، على حد زعمها.

وبعد أن دخلت الحرب الكلامية المتصاعدة بين تركيا والاتحاد مرحلة جديدة مع تبادل الاتهامات بـ«النازية» والقمع و»دعم الإرهاب»؟، لوحت أوروبا بفرض عقوبات وتجميد كامل لمفاوضات انضمام تركيا للاتحاد، فيما هددت تركيا بنسف الاتفاقيات الموقعة معه لا سيما اتفاقية اللاجئين.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم، الأربعاء، ألمانيا ودولا أوروبية أخرى مثل فرنسا والسويد وهولندا وبلجيكا بأنها «باتت مركزًا هامًا لمنظمتي «بي كا كا» و»فتح الله غولن الإرهابيتين»، مضيفاً: «نريد من الأوروبيين ترجمة أقوالهم إلى أفعال فيما يخص بمكافحة الإرهاب لأن هذه الأقوال لم تعد ذات معنى بالنسبة لنا».

واتهم أردوغان ألمانيا والغرب عامة بحماية الإرهاب، قائلًا: «نرى ذلك في البرلمان الأوروبي، والمظاهرات التي ينظمها الإرهابيون أمام المجلس وكما نراه في الدعم الذي يقدمونه لهؤلاء»، مضيفاً: «عرضنا للوفد الألماني أمس (الثلاثاء) وثيقة خاصة بالأموال التي جُمعت لصالح منظمة «بي كا كا» الإرهابية في ألمانيا خلال عام واحد، وهي بقيمة 13 مليون يورو».

من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن غالبية البلدان الأوروبية «لا تبدي موقفًا مبدئيًا تنتظره تركيا منها حيال مكافحة الإرهاب العالمي»، مشيراً إلى أن «حزب العمال الكردستاني يمارس أنشطة كثيفة وينشئ لوبيات في عموم أوروبا».

والأربعاء، قالت وكالة الأناضول إن المفوضية الأوروبية، استضافت «فيصل صاري يلدز» النائب عن حزب «الشعوب الديمقراطي» والهارب من القضاء بتهم تتعلق بنقل أسلحة لحزب العمال الكردستاني، حسب وصف الوكالة.

ورداً على ذلك، اعتبر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك أن «استقبال المفوض الأوروبي لسياسة الجوار، أشخاصًا مطلوبين قضائياً ليست وظيفته، واتخاذه موقفاً ضد تركيا أمر لا يمكن قبوله»، مؤكداً أن «هان» يُظهر موقفاً «يمنع توسع الاتحاد الأوروبي»، مطالباً الاتحاد بتحويل دعمه لتركيا من مستوى الكلمات وإصدار البيانات، إلى إظهار تضامنه عبر الإجراءات.

الكاتب التركي «محمد بارلاص» تسائل في مقاله بصحيفة صباح اليومية: «هل يتغير موقف الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا إذا قامت الأخيرة بتقديم الميداليات كمكافأة لأفراد الجيش الذين حاولوا الانقلاب على الحكومة في 15 يوليو/ تموز، وأطلقوا النار على الناس العزل وقصفوا البرلمان التركي ومناطق أخرى في بلادهم بالدبابات والطائرات؟». مضيفاً: «هل يرضى الاتحاد الأوروبي عن تركيا يا ترى إن قدّمت جائزة نوبل إلى رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الذي قام بدعوة مؤيديه إلى الشوارع ليلة 15 يوليو/ تموز، وتسبب بمقتل 42 شخصاً؟ هل سيتغير موقف الاتحاد الأوروبي إن سلّمت تركيا جميع المؤسسات التعليمية للتنظيم الموازي؟»، وختم مقاله بالقول: «في الحقيقة أن يكون المغفلون والحمقى هم سادة العالم أمر محزن للغاية، وخير مثال على هذا هو رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز».

من جهته، قال الكاتب التركي «متين كايا» في مقاله: «مثل أحمق المدينة الذي يظن أنه شرطي المرور فيشير إلى السيارات المارة التي لا تأخذه على محمل الجد لأنه لا يملك سلطة حقيقية، يفقد الاتحاد الأوروبي ما تبقى له من نفوذ سياسي على تركيا، وإن كان هذا النفوذ قد تلاشى لبعض الوقت على كل حال».

وأضاف: «كان آخر مثال على تلاشي هذا النفوذ التحذير الذي أصدره رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، في مطلع هذا الأسبوع من أنه ما لم تتراجع الحكومة التركية عن خطتها لإعادة عقوبة الإعدام، فإن بروكسل ستعيد تقييم طلب عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وقد تفرض عليها عقوبات».

 

مشروع إيراني لربط طهران وبغداد ودمشق بخط سكك حديد

بغداد ــ براء الشمري

تشير التصريحات الصادرة خلال الأيام الماضية على لسان المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم الرئيس، حسن روحاني، إلى وجود مشروع واضح المعالم لتنفيذ خط سكك حديد يربط العاصمة الإيرانية، طهران، ببغداد ودمشق، في وقتٍ رفض فيه مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، التعليق على تلك التصريحات.

 

وأكد مساعد المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، يحيى صفوي، على ضرورة إنشاء سكك حديد تربط إيران بالعراق وسورية للوصول إلى ميناء اللاذقية، مبيّناً، خلال مقابلة متلفزة نقلتها وكالة “فارس” الإيرانية، أن هذا الميناء سيساهم في “تحقيق التقدم الاقتصادي بين البلدان الإسلامية”.

 

وشدّد على ضرورة إلغاء تأشيرات الدخول بين إيران والعراق وسورية ولبنان وأفغانستان، داعياً إلى تنشيط قطاع السياحة الإسلامية، وإنشاء اتحاد اقتصادي.

وأضاف “إذا أرادت هذه البلدان تحقيق التقارب والوحدة فيما بينها، فإنه بالإمكان إنشاء سوق مشترك، وتعزيز علاقاتها التجارية”، مطالباً بمواجهة التحديات الجيوسياسية التي تواجه الدول الإسلامية.

 

ولفت صفوي إلى ضرورة إيجاد حلول للأزمات، لأن إسرائيل تحاول تحقيق أكبر قدر من مصالحها في العراق وسورية، مؤكداً أن “العنصر الأهم للنصر في هذين البلدين، هو الدعم الاستشاري الإيراني”.

 

إلى ذلك، دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس الأربعاء، إلى ربط العراق وإيران بسكة حديد تسهل عملية نقل الزوار الإيرانيين إلى العتبات المقدسة، مؤكداً، خلال كلمة ألقاها في محافظة ألبرز (غرب إيران)، على ضرورة ارتباط شبكة السكك الحديدية الإيرانية بنظيرتها العراقية، لنقل الزوار بين البلدين.

 

وفي سياق متصل، أكد السفير الإيراني في العراق، حسن دنائي فر، أن جميع الطرق المؤدية إلى مدينة كربلاء العراقية (100 كلم جنوب بغداد)، مفتوحة أمام الزوار الإيرانيين، موضحاً، خلال تفقده منفذ الشلامجة العراقي الواقع على الحدود الإيرانية، أن السلطات الإيرانية تمكنت هذا العام من تجاوز بعض العقبات والمشاكل التي يواجهها الزوار إلى المراقد المقدسة في العراق.

 

ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن دنائي فر قوله “لم يصلنا أي خبر يؤكد إغلاق الحدود البرية أو الجوية بين إيران والعراق”.

 

وتأتي تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول فتح الحدود، بعد يوم واحد من الكشف عن دخول سيارات شرطة إيرانية، مع أسلحتها وتجهيزاتها، إلى محافظة كربلاء العراقية، بحجة “توفير الحماية للزوار الإيرانيين”، وهو ما أكّده مصدر في وزارة الداخلية العراقية، لـ”العربي الجديد”، في سابقةٍ تعدّ الأولى من نوعها منذ احتلال العراق عام 2003.

 

35 كلم تفصل “قوات سورية الديمقراطية” عن مدينة الرقة

ريان محمد

واصلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، تقدّمها في ريف الرقة الشمالي، ضمن “حملة تحرير الرقة” التي تشنها تحت اسم “غضب الفرات”، حيث وصلت إلى منطقة تل السمن، وبات يفصلها عن مركز مدينة الرقة خمسة وثلاثون كيلو مترا، في ظل دعم الطيران الحربي للتحالف الدولي.

 

وذكرت “حملة تحرير الرقة”، عبر موقعها الرسمي، أنّ “قوات سورية الديمقراطية تمكنت من تحرير عدة قرى في ريف الرقة، بعد اشتباكات عنيفة مع عصابات “داعش” في جبهة عين عيسى، حيث تقدّم الجناح الأول المنطلق من هذه الجبهة إلى الجنوب الشرقي للبلدة، بعد تحرير ثلاث مزارع وتل ضامر الواقعة 16 كلم جنوب شرق البلدة، وتحرير قرية طويلعة (16.5 كلم جنوب شرق بلدة عين عيسى)، وتلة مالد بعد اشتباكات عنيفة مع داعش”.

 

وأشارت الحملة  إلى أنه “في الجناح الثاني، تم تحرير خمس قرى عرف منها قريتا جمجم ومشهد؛ وفي جبهة سلوك تقدمت القوات مسافة 6 كلم، بعد اشتباكات مع التنظيم الإرهابي في قريتي خنيز، وثلث خنيز الواقعتين 28 كلم جنوب غرب القنطري، وبذلك يكون المقاتلون تقدموا 28 كلم للأمام منذ انطلاق الحملة”.

 

بدورها، ذكرت حملة “الرقة تذبح بصمت” المناهضة لقوات “قسد”، أن”مليشيا قوات سورية الديمقراطية، سيطرت خلال الـ 48 ساعة الماضية، على قرى الهيشة، خنيز شمالي، خنيز الغانم، إضافة إلى أطراف بلدة تل السمن الاستراتيجية، والتي تبعد 35 كلم شمال مدينة الرقة، ويُتوقع أنّ يكون الهادف المقبل هو التقدم نحو بلدة حزيمة الواقعة على بعد 20 كلم من مدينة الرقة”.

 

وأضافت الحملة “أن المليشيات استطاعت التقدم جنوب بلدة عين عيسى، مسيطرة على عدد من القرى والمزارع جنوبي البلدة، في نية لها لفتح محور جديد باتجاه قرى المشاهدة، خربة هدلة، رويان، المزارع، حيث يهدف فتح المحور الجديد لتخفيف الضغط عن باقي المحاور، محدثين من خلاله شرخا في صفوف تنظيم داعش المدافع”.

وأعربت الحملة، التي تتكون من مجموعة ناشطين إعلاميين، عن اعتقادها “ببدء “قسد” بمحور جديد نحو بلدة الجرنية، الواقعة على بحيرة سد الفرات، حيث تمتاز المناطق المسيطر عليها مؤخراً، كونها مناطق سهلية مفتوحة جغرافياً. الأمر الذي يسهل السيطرة عليها والدفاع عنها بمساندة الطيران الحربي التابع لقوات التحالف الدولي، والذي لعب دوراً محورياً في تأمين تقدم القوات المهاجمة، الأمر الذي قلل من حدوث اشتباكات حقيقية مباشرة بين القوات المهاجمة والتنظيم”.

وأضافت أن هذه المناطق “تمتاز بوفرة قنوات الري، الأمر الذي استغله الطيران الحربي، بقطع كامل الجسور الزراعية التي تربط تلك المناطق ببعضها، مما حد من قدرة التنظيم العسكرية في الالتفاف أو التسلل إليها”.

وذكرت أن “التدخل الكبير لطيران التحالف الدولي، والذي لعب دوراً محورياً في حسم المعارك لصالح القوات الكردية المهاجمة، قد تسبب بدمار كبير في البنى التحتية والمنازل، وظهر ذلك عقب السيطرة على بلدة “الهيشة”، حيث تسبب القصف الجوي بتدمير أجزاء كبيرة من البلدة، مخلفاً قرابة الـ40 شهيداً مدنياً وعشرات الجرحى، إذ تسببت إحدى الغارات بمقتل 23 مدنياً”.

 

بدوره، قال الناشط الإعلامي صهيب الحسكاوي، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “مليشيا الوحدات الكردية تشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشباب بهدف سوقهم إلى المعارك الدائرة في ريف الرقة الشمالي”، مبينا أن “الوحدات بدأت اليوم اقتحام بلدة تل السمن، في ظل قصف مدفعي وتمهيد جوي غير مسبوق من قبل طيران التحالف الدولي”.

 

‏ولفت إلى أن “أكثر من 40 سيارة محملة بالمقاتلين جاءت من منبج اليوم إلى ريف الرقة الشمالي، ما حسن من وضعهم، في وقت يعتمد فيه التنظيم على أعداد قليلة نسبيا من عناصره في ظل تواجد طيران التحالف الدولي الكثيف”.

 

وبيّن أن “السيطرة على تل السمن تعلن انتهاء المرحلة الأولى، في حين ستهدف المرحلة الثانية إلى محاصرة الرقة، فالمناطق التي سيطروا عليها بالمرحلة الأولى، غالبيتها لم يكن فيها تواجد كبير للتنظيم، وفي هذه المرحلة سيطروا على أوتوستراد الحسكة حلب، وأبعدوا الخطر عن تل أبيض أحد أهم مقاطعاتهم، وباتت المسافة التي تفصلهم عن الرقة 40 كلم”.

 

برد الشتاء… منظمات تركيا تدفئ اللاجئين السوريّين

إسطنبول ــ باسم دباغ

تستضيف تركيا مليونَين و750 ألف لاجئ سوري. يقطن نحو 250 ألفاً منهم في مخيّمات اللجوء المنتشرة على الأراضي التركيّة، بينما يتوزّع الباقون على مختلف المدن. ومع حلول الشتاء، لا بدّ من مدّ هؤلاء وغيرهم – خارج البلاد – ببعض الدفء

 

تؤدّي منظمات المجتمع المدني التركية، إلى جانب المؤسسات الإغاثية التابعة للحكومة التركية، دوراً كبيراً في مساعدة اللاجئين السوريين. ويستفيد من تلك المساعدات لاجئون على الأراضي التركية وآخرون في مخيمات لبنان والأردن والعراق، بالإضافة إلى النازحين داخل سورية. وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أنّ المنظمات غير الحكومية التركية قدّمت مساعدات إغاثية وتعليمية وصحية للسوريين، تتجاوز قيمتها عشرة مليارات دولار أميركي.

 

اليوم، مع بداية فصل الشتاء، أطلقت منظمات كثيرة حملات واسعة النطاق تقدّم من خلالها مستلزمات التدفئة من فحم ومدافئ بالإضافة إلى ملابس سميكة وأحذية للاجئين داخل تركيا وخارجها. من تلك المنظمات، جمعية “ياردم إلي” العالمية للمساعدات الإنسانية، التي يوضح رئيسها فخري بولوت لـ “العربي الجديد” أنّهم في الجمعية أطلقوا حملة تحت شعار “جاء الشتاء، كي لا يرتعش إخوتنا”، وذلك في سياق مجموعة من الحملات عملوا عليها خلال السنوات السابقة لمساعدة اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، من ذوي الدخل المحدود. وتستهدف الحملة نحو 55 ألف لاجئ سوري من المقيمين في الولايات الحدودية التركية، مثل ولاية غازي عنتاب وكيليس وأورفة وهاتاي (لواء إسكندرون).

 

يقول بولوت إنّه “كان لا بدّ من التحرّك بهدف مساعدة إخوتنا السوريين من ذوي الدخل المحدود المقيمين في تركيا، لمواجهة برد الشتاء، وذلك في إطار عملنا الدؤوب لمحاولة تحسين حياة أولئك الذي يقيمون خارج المخيمات، وهم غالبية إخوتنا السوريين”. ويشرح أنّ “الحزمة الواحدة التي تخصص للعائلة السورية تتألف من بطانية ومدفأة وكميّة من الفحم. وتبلغ قيمة الحزمة 145 ليرة تركية (نحو 45 دولاراً) مع الإشارة إلى أنّ 100 ليرة (30 دولاراً) ثمن المدفأة”.

 

من جهتها، أطلقت “هيئة الإغاثة الإنسانية التركية” “حملة الشتاء من أجل سورية”. يقول نائب رئيسها عثمان أتالاي إنّ الهيئة ترتب أولياتها في ما يتعلق بتوصيل المساعدات إلى السوريين، بحسب توزعهم. ويشرح لـ “العربي الجديد” أنّ “الأولوية هي للسوريين داخل الأراضي السورية، وثمّ للمقيمين في جنوب تركيا وشرقها، وبعدها للاجئي مخيمات لبنان”، مشيراً إلى أنّ أوضاع اللاجئين السوريين عموماً، تزداد سوءاً خصوصاً مع حلول الشتاء”. يُذكر أنّ المساعدات التي تقدّمها الهيئة للاجئين تضمّ مختلف المواد الغذائية مثل الطحين وطعام الأطفال، وكذلك مواد التنظيف والبطانيات وملابس الشتاء.

 

إلى ذلك، أطلقت مؤسسة “منبر الأناضول” التي تضمّ 59 منظمة خيرية تركية تعمل في مختلف المجالات الإغاثية والتعليمة والصحية، حملة تحت شعار “البرد يضني والمساعدة تدفئ” توصل من خلالها حزم مساعدات للعائلات السورية حتى تتمكّن من مواجهة برد الشتاء. يقول الأمين العام لمؤسسة “إحسان للإغاثة والتنمية” – واحدة من منظمات منبر الأناضول -مصطفى جايلي إنّ “هذه الحملة تأتي في إطار حملات عدّة نعمل عليها لمساعدة إخوتنا السوريين من لاجئين ونازحين. وهي تركّز في الأساس على منطقة جرابلس السوريّة التي تحرّرت من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتخصّ كذلك بالاهتمام اللاجئين السوريين في الولايات التركية الجنوبية كعثمانية وعنتاب وكيليس وغيرها.

 

ويشير جايلي إلى أنّ “التبرّعات تأتي من مصادر مختلفة من داخل تركيا وخارجها. أمّا قيمة الحزمة الواحدة فهي 120 ليرة (نحو 40 دولاراً) يتبرّع بها شخص ما وتضمن الجمعية له إيصالها إلى طفل سوري. وتتضمّن الحزمة معطفاً وحذاءً وبنطالاً وقميصاً شتوياً وبطانية”. وإذ يؤكد جايلي أنّ هذه الحملة مستمرة طوال فصل الشتاء، يقول إنّ مؤسسة “إحسان للإغاثة والتنمية” تعمل على فتح متجر للألبسة والأغذية في جرابلس، بعدما فتحت مقراً لها في المنطقة في سبتمبر/ أيلول الماضي. ويشدّد جايلي على “ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام للمجال التعليمي في الداخل السوري”.

 

أمّا جمعية “صدقة طاشي” الخيرية التركية، فقد أطلقت حملة تحت شعار “جئنا لمواجهة الشتاء”. بحسب رئيس الجمعية كمال أوزدال، فإنّها “تستهدف إخوتنا اللاجئين والنازحين السوريين والعراقيين والذين اضطروا إلى ترك منازلهم، والذين يعيشون في مخيّمات في سورية والموصل (العراق) وقطاع غزّة (فلسطين) ولبنان، وذلك لتخفيف مصاعب الشتاء عنهم”. ويوضح لـ “العربي الجديد” أنّ “الحملة تقدّم الأغذية والخيم والبطانيات والأحذية والملابس الشتوية، وذلك في استكمال لحملات أخرى هدفها تقديم مختلف أنواع الدعم والمساعدات إلى السوريين في الداخل السوري تحديداً”.

 

في الإطار نفسه، أطلقت جمعية “ماء الحياة التركية” حملة تحت شعار “توصلكم للمحتاجين الحقيقيين”. يقول رئيسها مصطفى كويلو لـ “العربي الجديد” إنّه “منذ ما قبل بدء الحرب الأهلية في سورية، كنّا نقف إلى جانب الشعب السوري. وكنا أوّل من قدّم الدعم المعنوي والمادي، إذ من واجبنا الوقوف إلى جانب المحتاجين بغضّ النظر عن دينهم أو قوميّتهم. ولأنّه واجب الجميع العمل ما في وسعه لمساعدة اللاجئين السوريين، بدأنا حملة مساعدات تستهدف جميع إخوتنا السوريين، سواءً في المدن التركية أو في مخيمات اللجوء أو في الداخل السوري”. يضيف أنّه “من حين إلى آخر، نخصّص مساعدات للاجئيين السوريين في مخيمات لبنان”.

 

وكانت مجموعة من منظمات المجتمع المدني قد أطلقت في مدينة بوصة أياص، حملة لمساعدة السوريين في الداخل السوري تحت شعار “كي لا يرتعش إخوتنا”. فتقدّم حزم معونات، الواحدة منها بقيمة 212 ليرة (نحو 65 دولاراً) وتشمل حصّة غذائية ومدفأة وبطانية و40 كيلوغراماً من الفحم و50 كيلوغراماً من الطحين وستّة ليترات مياه.

 

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة التركية كانت قد أنفقت نحو 12.1 مليار دولار، لمساعدة اللاجئين السوريين في الداخل السوري وعلى الأراضي التركية. وتذهب هذه المعونات بمعظمها إلى مخيمات اللاجئين عند جانبَي الحدود التركية السورية. كذلك يتمتّع اللاجئون السوريون بتغطية صحية مجانية في المستشفيات الحكومية التركية، في حين لم تتجاوز مساهمة المجتمع الدولي 512 مليون دولار خلال نحو ستّ سنوات.

 

إعلام النظام السوري يستغل أجساد الضحايا

نور عويتي

رغم عدم وجود قانون دولي يحكم المؤسسات الإعلامية والمحطات التلفزيونية حول العالم بقوانين أخلاقية، إلا أن أغلب القنوات الإعلامية التزمت بمبادئ حقوق الإنسان التي نصت عليها اتفاقية جنيف. وهذا الالتزام الأخلاقي هو وحده الذي ردع القنوات الإعلامية عن عرض الأشلاء والجثث، أو تشويش وجوه الضحايا على الأقل.

إلا أنّ الإعلام في بعض الدول لم يلتزم بأخلاق المهنة المتعارف عليها، مثل إعلام النظام السوري، والذي بصفته ذراعاً للنظام، استعرض في سنوات الحرب، مشاهد دموية وأعضاء وأشلاء بشرية لا تتواجد عادةً بهذا الكم، حتى في أفلام الرعب العنيفة.

 

وتحت مسمى “الإعلام الحربي”، نقلت المحطات الإعلامية التابعة للنظام السوري بشكل يومي وبطريقة إعلانية بحتة العمليات العسكرية لجيش النظام و”انتصاراته”. كما نقلت أيضاً التفجيرات وصورا لأشلاء الجثث بعد المجازر، من خلال عدسة تعاملت مع الموت ببراغماتية، واستغلت الجسد السوري كوثيقة لإثبات نظرية المؤامرة التي تؤمن بها.

 

قناة “سما” الفضائية، وهي إحدى أبرز قنوات النظام، تنقل بشكل دوري صوراً من مستشفيات حلب. وعلى مدخل الإسعاف تقف المذيعة والكاميرا لترصد المسعفين والمصابين، وتطرح عليهم الأسئلة فور وصولهم، وتسارع إلى سؤالهم عن رأيهم في “الإرهاب الذي يتعرضون له”. فيلعب الحضور المزروعون في ممرات المستشفى دورهم، ويناشدون رئيس النظام أمام المنكوبين للاستمرار في عمليات الحسم العسكري، والضرب بيد من حديد. وتصوّر الكاميرا أثناء الحوار المبتذل والمكرر رجالا قطعت أذرعهم، وفي بعض الأحيان تزداد جرعة الشحن العاطفي، فتقوم بتصوير أطفال رضّع مصابين بجروح مريعة، وتسببت العمليات العسكرية في تشويههم، وتتوّج المراسلة المشهد بسؤال لا يلائم المشهد، وتقول “مين عمل فيك هيك؟”.

 

أمّا في أماكن التفجيرات والقذائف، فيُسارع التلفزيون السوري إلى تصوير الجثث والأشلاء، ويباغت المراسلين الحضور ليستغل حالة الذعر المخيّمة على المكان، ويتم ربط الصورة العنيفة

” بكلمات الحضور التي تنم عن الذعر، بالإضافة إلى جمل يكررها كادر العمل بعد كل حادثة، مثل “الله لا يوفقهم خربوا البلد”، “تعالوا شوفوا الحرية شو عملت فينا”.

 

يعمل النظام السوري بشكل ممنهج على استغلال الأوضاع الصعبة للمدنيين من أجل الترويج لفكرة أن الحرية المطالب بها هي ما تسببت في مآسي السوريين، وأن النظام هو الطرف الوحيد الذي يعمل على حماية المدنيين. ولذلك ترتبط المشاهد العنيفة والدموية في قنوات النظام بمفهومين: الأول، هو الاستفزاز العاطفي لإثبات نظرية المؤامرة. والثاني، هو الترهيب والتخويف من مصير المعارضة.

 

فمنذ عام 2011 وقنوات النظام تنقل صور العمليات العسكرية للجيش برفقة جثث منكّل بها لتبرز انتصاراتها، ودموية عقابها للمعارضين. وأفرز هذا النوع من الإعلام نموذجاً غريباً من الإعلاميين. فبعضهم تزاحموا لتصوير المشاهد الأكثر دموية بغرض كسب شهرة، ومنهم من استطاع أن يبني شهرته من خلال استفزاز المشاهد بالصورة، مثل مراسلة قناة “سما” في حلب، كنانة علوش، التي التقطت “سيلفي” مبتسمة بين جثث مقاتلي المعارضة.

ورغم فضحها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونقدها من قبل الموالين والمعارضين، إلا أن مسيرتها المهنية لم تتأثر، وما زالت إلى اليوم تعمل كمرسلة حربية في نفس القناة، وتضحك أثناء وقوفها بين الجثث والجرحى بشكل يناقض كل قوانين حقوق الإنسان المتعارف عليها إعلامياً واجتماعياً.

 

الرقة السورية… مدينة من أسماء وماء ودماء

حنين عتيق

هي الرقة مدينة ممتدة من عصور الإنسان الأولى على هذه الأرض إلى يومنا هذا. آثارها موزّعة في متاحف العالم، وستجد اسمها في متحف برلين، كما أن متحف الميتروبوليتان في أميركا يحتفي بخزفها الذي لا يقدر بثمن.

هي مدينة الرشيد ومدينة حكمته، وهي مدينة الأصابع الماهرة التي كانت ترسم لغتها وزخرفها على الأواني الخزفية لتعلم العالم لغة فنية نادرة، وهي مدينة الفرات ومدينة السد الذي يولد الكهرباء لمدن الجزيرة السورية ولمدينة حلب.

هي الرقة، المدينة التي عاشت في كل الحضارات التي عبرت بلاد الشام وبلاد الرافدين، فهي عروس الفرات واهب الحياة، نامت على كتفه منذ أكثر من خمسة آلاف عام، ولم تزل تحمل في كل حجر فيها متحفاً كاملا للتاريخ كي تتعرف فيها البشرية إلى نفسها.

لم يزل موقع تل البيعة فيها يشهد بآثارها على وجود الحياة في هذه المدينة منذ العصر البرونزي 3000 ق.م وعلى قيام مملكة نوبل القديمة العريقة في هذه الأرض والتي ازدهرت وتفوقت الى أن دمرها حمورابي في عام 1750 ق.م وهي التي كانت في العصر الآرامي عبارة عن إمارة آرامية تدعى (بيت آدين) وكانت عاصمتها تل برسيب وذلك في القرن الحادي عشر والعاشر والتاسع قبل الميلاد.

والرقة هي المدينة الأولى في زمن الإغريق فقد بناها الإسكندر الكبير بعد أن قطع نهر الفرات وقد سماها (نيكفوريوم) الاسم الذي حملته لفترة طويلة قبل العهد الهلنستي الذي جاء لها باسم جديد لتعيش فيه زمنا آخر، إذ إنها كانت قد سميت (قالينيقوس) وذلك تبعا لاسم الإمبراطور سلوقس الثاني أو قالينيقوس والذي كان أيضا يعني الأرض المنبسطة وكثيرة المياه وسلوقس هو مؤسس الدولة السلوقية الذي أسس مدينة جديدة أو جدد المدينة القديمة فيها في سنة 244-242 ق.م في منطقة تل البيعة الحالية التي بقيت قائمة حتى جاء العصر الروماني لتحمل هذه المدينة التي كانت تعيش في أسمائها اسما جديدا يدل على ما كان لهذه المدينة من قيمة عالية على مر حضارات الأرض بسبب موقعها الجغرافي كواسطة بين الشمال والجنوب وبين الغرب والشرق وكمدينة تزدهي بمياه الفرات مثلما ازدهى الفرات بها إذ حملت المدينة في العصر الروماني اسم (كالينيكيوم) وذلك أيضا اسم يعود إلى الإمبراطور الروماني غالينوس 266 بعد الميلاد. الذي جدد المدينة وأقام فيها.

لكن الرقة كانت قد تحولت إلى مركز عسكري محصن جدا بأسوار في عهد الإمبراطور الروماني جوليان، وكانت تعد مدينة حدودية مع الفرس. عصفت بالمدينة هزة أرضية، فجددها الإمبراطور ليون الثاني وفي عام 474م تعرضت المدينة لهزة أرضية عنيفة دمرتها، وسماها أيضا من جديد باسمه (ليونتوبوليس) ليضيف لأسمائها اسماً جديداً ولحياتها حياة أخرى، وفي سنة 529م منحها الإمبراطور جوستنيان منحة تجارية تربح منها، عندما قرر حصر التجارة في مدن الحدود مع الفرس بمدينة نصيبين وقالينيقوس (الرقة) وارثكساتا.

لكن المدينة عادت وسقطت عام 542م بيد كسرى أنوشروان ملك الفرس، وهو الإمبراطور الفارسي الذي عمد إلى توطين قبيلة مضر العربية فيها، ما جعل كل منطقة الجزيرة تعرف بديار مضر، وكانت الرقة (كالينيكوس) عاصمة لها.

دخل المسلمون المدينة عام 639 م وسموها الرقة لأنها أرض منبسطة تغمرها الماء ثم تعود عنها وقد كان للخلفاء الأمويين اهتمام كبير بها إذ أحبها الخليفة هشام بن عبد الملك وبنى فيها منزلا له، وشق فيها قناتين بنى فوقهما جسراً وتحولت المسافة بين القناتين إلى مدينة في قلب المدينة، وعرفت حينها بوجود سوق شعبي كبير، هو سوق هشام الكبير.

تربعت الرقة على عرش التاريخ بعد استلام الخليفة العباسي هارون الرشيد الحكم إذ إنه انتقل إليها لكي يعيش فيها أجمل أيامه، فقد عشقها وأراد لها أن تكون مدينته، لذا بنى فيها قصر السلام وقصر هرقلة والقصر الأبيض وزرعها كلها بالورود، كما أنه أقام ميناء للسفن فيها، وطبع المدينة بطابع جديد له روح العصر العباسي الى أن جاء المغول ودمرها تيمورلنك كما دمر بغداد، لكن المدينة عادت ونهضت من جديد، وعادت إليها حركتها التجارية المميزة جدا، وبالرغم مما فعل فيها تيمورلنك الذي يحمل عقلا أسود مثل الرايات السوداء التي تعيش فيها لم تزل إلى الآن تحمل أجمل أسمائها “الرقة: مدينة الرشيد”.

والرقة أيضا هي المدينة التي حصلت منذ سنوات على جائزة منظمة المدن العربية التابعة لجامعة الدول العربية لدورها المهم في صناعة الحضارة العربية والإسلامية، وهي الآن المدينة التي تدفع ضريبة طلبها الحرية في ثورة الكرامة السورية.

العربي الجديد

 

سوريا:”استملاك” منزل في منطقة مُهجّرة؟

في ظل مساعي التغيير الديموغرافي، يلجأ النظام لوسائل متعددة لإفراغ المناطق المتمردة واستبدال أهلها بمواليه. فسياسة الحصار والقصف المعروفة بـ”التجويع والتركيع” التي يتبعها  لفرض شروط الاستسلام والتهجّير على مناطق المعارضة، خلقت فراغاً، بات يتوجب ملؤه. وحين لا تكفي أعداد عناصر المليشيات الأجنبية، وعائلاتهم، لاستيطان مناطق المعارضة، فلا بأس من توزيعها على عناصر قوات النظام، خصوصاً العلويين منهم.

 

“المدن” حصلت على شهادة من “مساعد” في قوات النظام، من الطائفة العلوية، حول آليات التوطين في المناطق التي هُجّرَ أصحابها.

 

الأمر بسيط للغاية، إذ لا يتطلب سوى توجه العسكري الموالي للنظام إلى أي منطقة مُفرّغة من سكانها، ليضع يده على أي بيت يختاره. طبعاً، هناك بعض الإعتبارات تدخل في الحساب، إذ يبدو أن جوائز النظام لمريديه، وخصوصاً العلويين منهم، يتم صرفها في أحياء حمص، والجنوب الدمشقي.

 

“المساعد” قال إن أحد أصدقائه اتصل به، وأخبره بضرورة الحضور إلى منطقة الحسينية في ريف دمشق الجنوبي، والواقعة تحت سيطرة قوات النظام. الصديق أكد لـ”المساعد” أنه سيساعده في تأمين منزل له للزواج “فهو يعلم بحالتي.. فأنا من عائلة فقيرة ولا يكفيني راتبي لأقتني منزلاً أو أقوم بالعمار في الضيعة. ولا يخفى على أحد أسعار مواد البناء اليوم”.

 

توجّه “المساعد” إلى المنطقة، وكان قد أخبر صديقه أنه لا يستطيع تأمين مبلغ أكبر من 10 آلاف ليرة سورية، للإيجار شهرياً، “فراتبي لا يحتمل أكثر من ذلك، كوني عنصر احتياط واستلم 40 ألف ليرة شهرياً فقط لا غير”.

 

وعندما وصل “المساعد” وصديقه إلى المنطقة، صعدا إلى أحد البيوت، وقال الصديق: “ما رأيك بهذا البيت؟”، فقال له “المساعد” إنه لا يصلح للسكن، “فلا أبواب ولا شبابيك ولا ساعة كهرباء ولا ماء فيه”. غضب “المساعد” وبدأ بالصراخ على صديقه، الذي طمأنه وقال له: “ما رأيك أن تشتري هذا البيت، فهذا البيت لا أصحاب له”.

 

فقد عاد أهالي الحسينية المؤيدون للنظام إلى بيوتهم، ومن لم يعد هو “حكماً ضد الدولة” بحسب الصديق، الذي اختار لـ”المساعد” ذلك البيت، “كونه أحسن بيت موجود حالياً”.

 

القصة عادية إلى هذا الحدّ؛ لطالما سكن النازحون بيوت المهجّرين في الحروب الأهلية. لكن عندما سأل “المساعد” عن سعر البيت، أجابه الصديق: “50 ألف ليرة للعقيد نديم، والبيت سيكون لك”. 100 دولار أميركي ثمناً لمنزل في منطقة تبعد عن مركز دمشق ربع ساعة بالحافلة.

 

تعجّب “المُساعد” وقال: “ولكن أنا أشتري شيئاً ليس ملكي، وماذا إن عاد أصحابه إليه؟”. فأجاب الصديق بثقة: “ما تاكل هم، إن أعجبك البيت اشتريه من العقيد وسيصبح باسمك!”.

 

وبالفعل اشترى “المُساعد” المنزل من “العقيد”، وبدأت عملية نقل “ملكية” البيت لاسمه، بحسب ارشادات الصديق. والعملية بسيطة أيضاً، ولا تحتاج سوى إلى تقديم طلب إلى شركتي الكهرباء والماء، الحكوميّتين، ليقوم موظفوهما بتركيب عدادي ماء وكهرباء، جديدين للبيت، باسم “المساعد”. وبعد الحصول على العدادين، يتوجب أخذ إيصالات الدفع إلى “مصلحة العقارات”.

 

وإذا لم تكن في وارد متابعة الإجراءات مع “الدولة”، فبامكانك توكيل معقب المعاملات الأشهر في الحسينية “الزيبق”، الذي سيقوم بمتابعة الاجراءات القانونية في “مصلحة العقارات”، واستحضار رقم العقار، ورفع دعوى قضائية، تدعي أن “المالك” أضاع أوراق الملكية، وبحاجة لاستخراج أوراق ملكية جديدة. والدليل؟ الأمر بسيط أيضاً، ألم تدفع لتركيب عدادي الكهرباء والماء الجديدين، باسمك؟

 

بالفعل، وخلال 3 شهور، تواصل “الزيبق” مع “المساعد”، وذهبا سوية إلى “القصر العدلي”، وحصلا على صكّ “ملكية” للمنزل، موثقة من “كاتب العدل”.

 

سعادة “المساعد”، بـ”ملكيته” للمنزل الجديد، لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ إنه ومع كل منزل جديد، قد تتمكن من الحصول على مهنة جديدة أيضاً. فـ”المساعد” بدأ عملاً إضافياً، في شراء المنازل من “العقيد” نديم، وبيعها لأصدقاءه العسكر، بنسب ربح قليلة، تتوافق مع قيم الصداقة.

 

وفي سؤال افتراضي، ساقته “المدن”، عن إمكانية العسكري “السنّي” الموالي للنظام، في “استملاك” منزل بتلك الطريقة، جاءت الإجابة من “المساعد” بالنفي، “فالعقيد لا يوافق”.

 

لا تيأس، فلكل قاعدة شواذ. “المساعد” أخبر “المدن” عن حالة متطوعة “سنيّة” في مليشيا “حزب الله” تدعى أم خالد، وتسكن في عقربا. المليشيا اللبنانية تواسطت لأم خالد لدى “المخابرات الجوية” المسؤولة عن المنازل في عقربا، لاعطائها منزلاً من المنازل “الفارغة”. ولاؤها اللانهائي للنظام شفع لها، مع وجود واسطة “ثقيلة”.

 

حلب: خطة روسية لتقويض المعارضة

خالد الخطيب

استأنف طيران النظام وروسيا قصف الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، مجدداً، بعدما حققت مليشيات النظام أهداف عمليتها البرية التي بدأت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، لاستعادة الخسائر في الجبهات الغربية من المدينة. وأصبحت المليشيات قادرة على الانتشار أكثر وفتح جبهات جديدة ضد المعارضة التي انتقلت من الهجوم إلى الدفاع، بفعل الضغط الناري الهائل الذي تعرضت له براً وجواً.

 

وتتأهب المعارضة لصدّ هجوم بري متوقع للمليشيات في أكثر من محور، وقد بدأت علاماته بالظهور في زيادة القصف الروسي من الجو والبحر. ورصدت المعارضة تحركات المليشيات التي عززت من تواجدها في جبهات حلب الجنوبية والغربية، وداخل المدينة، الواقعة على تماس مباشر مع المعارضة المحاصرة.

 

ومع دخول الأحياء الشرقية في قائمة الأهداف الجوية خلال الساعات الـ48 الماضية، ارتفعت حصيلة القتلى إلى الضعف تقريباً، وسُجّلَ مقتل 140 شخصاً على الأقل، أكثر من نصفهم سقط داخل الأحياء المحاصرة، بينما توزع الباقون على ريفي حلب الغربي والجنوبي.

 

والعملية البرية المتوقعة التي تحضر لها المليشيات تشمل فتح جبهات ريف حلب الجنوبي من جديد، ومحاولة استعادة السيطرة على بلدة العيس والوصول إلى طريق حلب–دمشق الدولي، وإشعال جبهات خان طومان ومحيطها وخلصة وزيتان، والقرى والبلدات التي منيت فيها المليشيات بخسائر كبيرة في صفوفها في الربع الثاني من العام 2016 بعدما شنّ “جيش الفتح” سلسلة هجمات مرتدة كان لها الفضل في وقف زحف المليشيات. حينها تحوّلت الجبهات الجنوبية إلى محاور ثانوية بعدما فتحت المليشيات جبهات الشمال الحلبي والتي نجحت في حصار الأحياء الشرقية بعد قطع طريق الكاستللو في تموز/يوليو.

 

وتتعدى أهداف المليشيات مسألة الثأر في الجنوب الحلبي، وتسعى من خلال فتح الجبهات هناك إلى إحياء مسعاها الذي بدأت العمل على تحقيقه نهاية العام 2015 عبر مراحل، انطلاقاً من السيطرة الكاملة على ريف حلب الجنوبي، والوصول في النهاية إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب وفك حصارهما. وتعمل على هذه الخطة مليشيات “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني والعراقي، و”حركة النجباء” و”عصائب أهل الحق” العراقيان، والأفغان وغيرها من المليشيات الشيعية.

 

ولا تقل الجبهات الغربية وجبهات حلب المدينة أهمية عن الجبهات الجنوبية، فالمليشيات تمتلك أعداداً كبيرة من المقاتلين في حلب، تتجاوز 25 ألفاً، وصل عدد كبير منهم في الآونة الأخيرة بعدما أطلقت المعارضة معركتها الثانية وهددت الأحياء الغربية بشكل فعلي، واقتربت من هدفها في كسر الحصار.

 

والمحور الثاني للعملية البرية، يتضمن متابعة التقدم في جبهات غربي حلب بعدما استعادت المليشيات مواقعها في “ضاحية الأسد” ومنيان و”مشروع 3 آلاف شقة”. وتحاول المليشيات التقدم والسيطرة على مناطق سوق الجبس وعقرب والراشدين الخامسة والرابعة والشمالية والمنصورة والبحوث العلمية وشويحنة وكتلة مساكن الصحفيين وخان العسل. وهي الضواحي القريبة من المدينة والمتصلة بها بشبكة طرق تشكل تهديداً دائماً لمواقع مليشيات النظام في الأحياء الغربية، باعتبارها قواعد انطلاق للمعارضة ذات تحصين عالٍ.

 

العمل العسكري للمليشيات في جبهات حلب الغربية مستمر ولم يتوقف منذ استعادتها المواقع التي خسرتها، وشهدت جبهات عقرب وسوق الجبس وجمعية الزهراء معارك عنيفة، الأربعاء، حاولت فيها المليشيات التقدم مستفيدة من عشرات الغارات الروسية وصواريخ أرض-أرض بعيدة المدى.

 

وتبقى الوجهة الثالثة للعملية العسكرية هي الأكثر أهمية للمليشيات في حلب، والتي تهدف إلى السيطرة على الأحياء الشرقية، وإجبار المعارضة فيها على الاستسلام، والخروج منها. وستحاول المليشيات استئناف الهجمات البرية، واتباع سياسة القضم للأحياء الطرفية، وبالتحديد في المدينة القديمة والأحياء الشمالية؛ مساكن هنانو وبستان الباشا، والجنوبية والجنوبية الشرقية الواقعة قرب المطار كالشيخ سعيد وكرم الطراب والشيخ لطفي. ولوحظ توجه تعزيزات عسكرية جديدة للمليشيات، تضمن عناصر وعتاداً حربياً ثقيلاً وعربات وراجمات صواريخ، إلى جبهات شرق المدينة، وجنوبها الشرقي، قادمة من معامل الدفاع، خلال اليومين الماضيين.

 

تقدم مليشيات النظام جاء بعدما عملت روسيا على ضرب مفاصل المعارضة المسلحة، ومخازن أسلحتها وطرق امدادها، بشكل مركز، ما أثر بشكل عملي على أدائها العسكري، وأدى إلى إضعافها بشكل واضح. ثم عادت الحملة الروسية لزيادة وتيرة القصف، وتوسعت قائمة الأهداف بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية.

 

المراصد التابعة للمعارضة والتي تتابع حركة الطيران والصواريخ المنهمرة على حلب بدت مشغولة للغاية، وعلى مدار اليوم، ولا تتوقف عن التحذير من وقوع هجمات جوية روسية، تستهدف بشكل رئيس المباني والمنشآت الصناعية والخدمية والمدن والبلدات التي تشتهر بتصديرها لمقاتلي المعارضة في حلب. وتستهدف الغارات الروسية والصواريخ الاستراتيجية جميع المواقع والمباني في المحيط القريب من المدينة، والثكنات العسكرية والمباني العامة التي سيطرت عليها المعارضة. والتي تفترض الطائرات أنها مواقع عسكرية للمعارضة ومخازن أسلحة، كـ”الفوج 46″ والأتارب وكفرناها ودارة عزة وخان العسل وأورم الكبرى.

 

ولا تستهدف الضربات الروسية مقار المعارضة في تلك المواقع بل تركز على المدنيين كما حصل في بلدة باتبو في ريف حلب الغربي، الأربعاء، حينما أغارت الطائرات الروسية على البلدة وألقت 4 قنابل عالية التدمير تسببت في مقتل 20 مدنياً وجرح خمسين، ودمرت حياً بأكمله.

 

الغارات الروسية التي تجاوز عددها 500 غارة جوية على حلب، الثلاثاء والأربعاء وصباح الخميس، طالت أيضاً مواقع للمعارضة في ريف حلب الجنوبي، في تل حدية وتل باجر والعيس وبنان الحص وأطراف الطريق الدولي حلب–دمشق. كما استهدفت الغارات ريفي إدلب الشمالي والشرقي القريبين من حلب، باعتبارهما خطوط إمداد تستفيد منها المعارضة في حلب، وكانت الأهداف تتوزع بشكل رئيس في محيط سراقب.

 

ولم تكن المقاتلات الحربية الروسية من مختلف الأنواع، التي انطلقت من حميميم في اللاذقية، ومن حاملة الطائرات قبالة الشواطئ في المتوسط وحدها من تقصف حلب، بل كانت الصواريخ بعيدة المدى المنطلقة من البحر ومن ريف اللاذقية، ومن معامل الدفاع جنوبي حلب أيضاً.

 

وشملت الأهداف مواقع عسكرية ومدنية وخدمية عامة من بينها مشافٍ ومستودعات أدوية أخرجها القصف من الخدمة بشكل كامل، ومن بينها 4 مشافٍ في كفرناها والأتارب وعويجل.

قائد “فرقة السلطان مراد” العقيد أحمد العثمان، قال لـ”المدن”، إن القصف الروسي المتصاعد ساعد المليشيات في استعادة مواقعها، وأهّلها للتفكير في مواصلة الهجوم، وتوسيع جبهاتها. وباتت المليشيات مرتاحة بعدما انتهت من عملية استعادة مواقعها غربي حلب، وأمنت الخاصرة الضعيفة هناك، وأبعدت خطر المعارضة عنها نحو الضواحي الغربية التي أصبحت اليوم ساحة المعارك.

 

وأوضح العقيد العثمان أن الخطة الروسية لم تكن وليدة الأيام القليلة الماضية، إنما بدأت بتطبيقها بعد معركة “كسر الحصار” الأولى، واستعادة المليشيات لمنطقة الراموسة وإغلاق الطريق الذي فتحته المعارضة حينها. ومنذ ذلك التاريخ بدأت القاذفات الروسية العمل جدياً على إضعاف المعارضة عبر استهدافها وتوجيه ضربات نوعية لثكناتها ومقراتها، وخطوط امدادها التقليدية. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، نجحت روسيا إلى حد ما في هذه المهمة. ولعل التحضير الشاق والطويل للمعارضة لمعركتها الثانية يوضح مدى الصعوبات التي واجهتها كي تحشد طاقاتها لخوض جولة جديدة، والتي سرعان ما توقفت بفعل العامل الروسي ذاته، بالإضافة إلى حشد المليشيات للمزيد من قواها العسكرية البشرية والحربية.

 

وأشار العقيد العثمان إلى أن المليشيات في حلب لم تعد تعتمد اليوم على الدعم الإيراني فحسب، بل باتت تتلقى بشكل كبير دعماً متنوعاً من روسيا، فـ”حزب الله” حصل على معدات حربية روسية متوسطة وثقيلة، وطائرات استطلاع صغيرة، وأجهزة اتصال متطورة لقيادة العمليات جنوبي حلب التي من المفترض أن تكون بقيادته بالتعاون مع “النجباء” و”الحرس الثوري” الإيراني الذي يُركز على تأمين الطوق وتوسعته في الجبهات الغربية، عبر التمدد في الضواحي. وبحسب العقيد العثمان، فقد أصبحت المليشيات جاهزة لتعيد انتشارها من جديد بعدما فرغت من مهمتها الأساسية في “امتصاص الصدمة” وإيقاف هجوم المعارضة وحرمانها من فرصة كسر الحصار.

 

وأشار العقيد العثمان إلى أن المشهد الدموي عاد إلى الأحياء الشرقية المحاصرة، عبر استهدافها المتواصل بغارات المقاتلات الحربية ومروحيات البراميل، والمدفعية والصواريخ، وهي تعتبر مقدمات لأعمال عسكرية برية متوقعة خلال الساعات القادمة تهدف لتضييق الخناق على المعارضة وأكثر من 300 ألف مدني محاصر، للسيطرة عليها، بعدما فشلت كل المساعي الروسية لإفراغها عبر هدن ودعوات تسليم مخادعة.

 

وفي آخر التطورات الميدانية، قصفت المقاتلات الروسية، وتلك التابعة للنظام، الأربعاء والخميس، أكثر من 350 هدفاً توزعت على الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب؛ في كرم الطراب وكرم الجزماتي وطريق الباب وكرم البيك وضهرة عواد وجبل بدرو والشعار والصاخور والكلاسة والزبدية وصلاح الدين وقاضي عسكر والصالحين والفردوس وحلب القديمة. كما طال القصف الضواحي الشمالية في حريتان وعندان وبيانون، والغربية في كفرناها والمنصورة والراشدين وسوق الجبس وعقرب وجمعية الصحافيين وخان العسل وباتبو، والجنوبية في العيس ومحيطها وخان طومان وخلصة والزربة وزيتان.

 

وتزامن القصف المتنوع، جواً وبالمدفعية والصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، مع محاولات تقدم داخل وخارج المدينة، حيث شهدت جبهات الجندول والعويجة في الشمال أعنفها. واندلعت اشتباكات في كرم الطراب والشيخ لطفي في الجنوب الشرقي بشكل متقطع، وتمكنت المعارضة من التصدي للمليشيات غربي حلب في محور سوق الجبس وقالت إنها قتلت 10 عناصر للمليشيات على الأقل.

 

استعراض روسيا الدموي في سوريا..لإثارة ترامب

بسام مقداد

نشرت صحيفة “vzgliad” الثلاثاء، مقالة قالت فيها، إن نموذجاً جديداً من السلاح الروسي تم اختباره، للمرة الأولى، في سوريا، حيث عرضت وزارة الدفاع عمل الصواريخ المجنحة “أونيكس” إلى جانب صواريخ “كاليبر”. وهكذا تكون قد بدأت العملية “الحاشدة” للمجموعة الروسية في سوريا، وإن كان ليس بالشكل الذي تم التخطيط له في البداية.

وتقول الصحيفة إن روسيا كانت بصدد اختيار اللحظة المناسبة لبدء العملية منذ نهاية الأسبوع الماضي، حين وصل الأسطول الحربي بقيادة حاملة الطائرات “الأدميرال كوزنتسوف” إلى الشواطئ السورية. وخلافاً لما كان يتوقعه كثيرون من المراقبين، لم توجه المجموعة الروسية ضرباتها إلى حلب، بل قصفت أهدافاً في إدلب وحمص. وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله، إنها المرة الأولى في تاريخ البحرية الحربية الروسية، التي يتم فيها استخدام “الأدميرال كوزنتسوف”، وإن الضربات تم توجيهها “إلى مصانع، وليس مشاغل لإنتاج انواع مختلفة من وسائل القتل الجماعي للسكان.. وسوف يستمر توجيه الضربات لهذه الأهداف”.

وتنقل الصحيفة عن رئيس تحرير مجلة “ترسانة الوطن” فيكتور موراخوفسكي، تأكيده على نجاج التجربة الأولى لاستخدام “الأدميرال كوزنتسوف” ووسائل التوجيه والتصويب والدقة في إصابة الأهداف “التي تم اختيارها جيداً”. لكن موراخوفسكي يحذر من أن “الإعتقاد بأن كل هذا سوف يؤثر على نحو حاسم في الوضع في سوريا هو تفاؤل مبالغ فيه جداً”.

وتقول الصحيفة، إنه على الرغم من أن وزارة الدفاع، وبعد سقوط الطائرة “ميغ – k29” في البحر، لم توقف رسمياً جميع الطلعات من الحاملة، إلا أن هذا الحظر قد تم فعلياً الثلاثاء “إلى حين الإنتهاء من التحقيق في سقوط الطائرة”.

وتنقل الصحيفة عن خبير روسي آخر في “نزاعات الشرق الأوسط والقوات المسلحة في المنطقة” أنطون ماررداسوف قوله عن المشاهد التي بثتها وزاة الدفاع الروسية عن اختبارات “جميع الأسلحة المتوفرة لدى القوات المسلحة”، بأنها “مشاهد مثيرة للإعجاب لم نر مثلها سابقاً سوى لدى الأميركيين.. وهي تساعد في تحفيز المشاعر الوطنية”.

وتقول الصحيفة، إن الخبراء العسكريين والجيوسياسيين سبق أن أشاروا إلى أن الضربة المكثفة للقوات الجوية الروسية على حلب “ليست في صالح موسكو في الوقت الراهن”. فمثل هذه الضربة من شأنها أن تسفر في ظروف المدينة عن “ضحايا كثيرة وسط السكان المدنيين وردة فعل غاضبة لدى السكان السنة في المنطقة بأسرها”.

أما من وجهة النظر السياسية، فإن من شأن مثل هذه الضربة، بحسب الصحيفة، أن تشجع “الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على اختيار صقورٍ في إدارته، اكثر من اختيار الأشخاص الذين يميلون إلى التسوية في سوريا”. لكن مع ذلك ترى الصحيفة أن موسكو”تعتبرو أن الضربات المكثفة على إدلب وحمص تترك أثرها على الأحداث في حلب”.

وتنقل الصحيفة عن نائب رئيس مجلس الإتحاد لشؤون الدفاع والأمن فرانس كلينتسايفتش، قوله إن “الضربات الجوية، بمساعدة الأسطول البحري الروسي، لأهداف المقاتلين في محافظتي إدلب وحمص سوف يكون لها أيضاُ تأثير نفسي شديد يجعل تنظيف حلب، الذي لن يكون دون المشاركة الحاسمة من جانب القوات الجوية الروسية، يتم بنجاح أكبر”.

المدن

 

سوريا: الإدارة الكردية تغلق إذاعة “عامودا” وتعتقل كادرها

أغلقت قوات الأسايش التابعة الحزب الاتحاد الديموقراطي “PYD”، إذاعة “عامودا إف إم”، واعتقلت أربعة من أعضائها، إثر مداهمة مقر حزب “يكيتي” الكردي في عامودا بمحافظة الحسكة شمال شرقيّ البلاد، مساء الأربعاء.

 

وتناقلت وسائل إعلام كردية أن دورية تابعة لقوات “الأساسش” اعتقلت لعدة ساعات المذيعتين آفا خانو، نوشين أحمد، والتقنيين بيشنجك خانو وسيان حاج قاسم، وحققت معهم في جهة مجهولة بعدما اقتحمت مقر الإذاعة وكسرت أقفال الأبواب وصادرت المعدات الفنية فيها موقفةً بثها، بحجة العمل من دون ترخيص.

 

وفي بيان لها، استنكرت الإذاعة “هذه التصرفات اللامسؤولة من قبل حزب الاتحاد الديموقراطي، واستمرارهم في سياسة كم الأفواه”، داعية المنظمات الإعلامية والحقوقية الدولية للضغط على الحزب من أجل التراجع عن “سياساته التي لا تخدم سوى أعداء الشعب الكردي” على حد تعبيرها.

 

واحتكرت الإدارة الذاتية الكردية التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” لنفسها، حق إصدار الرخص لوسائل الإعلام والصحافيين، عبر إصدارها قانوناً للإعلام في المناطق التي تسيطر عليها، يمنحها صلاحيات واسعة ومطلقة فيما يخص التحكم بحرية التعبير، في وقت يرفض فيه حزب “يكيتي” وأحزاب كردية معارضة طلب الرخص من مؤسسات الإدارة الذاتية التي لا تعترف بها وتراها غير شرعية.

 

ما سر تدخل روسيا في معركة حلب؟

بي. بي. سي.

بددت ضربات جوية مدمرة فترة هدوء لم تدم طويلا في محيط مدينة حلب السورية، مع شن روسيا هجوما حاشدا آخر على ما تقول إنه “مواقع إرهابية” في سوريا.

 

وتقول موسكو إن طائراتها الحربية، التي تقلع لأول مرة من حاملة طائرات متمركزة قبالة ساحل سوريا، لا تستهدف حلب نفسها.

 

لكن التدخل الروسي المتزايد قد يؤدي إلى تغير موازين اللعبة في معركة السيطرة على المدينة الاستراتيجية، وكذلك الزخم في هذه الحرب الشرسة. وكان التوقيت متوقعا؛ فخلال عدة أشهر سيتولى رئيس جديد، بسياسة جديدة تجاه سوريا، مقاليد الحكم في الولايات المتحدة.

 

وكان قرار روسيا المفاجئ بالتدخل العسكري في سوريا، في سبتمبر/أيلول 2015، بمثابة نقلة حاسمة في الحرب الشرسة في سوريا.

 

وعندما سألنا مستخدمي الموقع الإلكتروني لبي بي سي عما يريدون معرفته عن حلب، كان السؤال الأكثر شيوعا هو “لماذا تساعد روسيا نظام الأسد؟”.

 

هناك روابط قائمة منذ فترة طويلة بين روسيا وسوريا، إذ يتلقى الكثير من الضباط السوريين تدريبات عسكرية وأسلحة من حلفائهم الروس.

 

لكن قرار روسيا بتقديم الدعم العسكري والسياسي والمعنوي لدمشق أنقذ على الأقل القوات السورية المستنزفة من الانهيار على خطوط المواجهة جراء الضغط الشديد من طيف من جماعات المعارضة المسلحة.

 

شهد العام الماضي تحركات لقوات وأسلحة روسية، من بينها نظام مدفعية متقدم، إلى جبهة القتال في سوريا

 

وأثناء زيارة قمت بها إلى دمشق بعد فترة وجيزة من بداية التدخل الروسي، أثنى الجنود والمسؤولون السوريون على العلاقات الثقافية مع روسيا، كما أبدوا امتنانهم للدعم الروسي وقت الحاجة إليه.

 

وعادة ما يقول المسؤولون الروس إن تدخلهم “منع تقدم الرايات السوداء” لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ورفعها في العاصمة دمشق. والتهديد الذي يشكله التنظيم حقيقي، لكن دعم الأسد كان تحركا لصالح موسكو على عدة جبهات.

 

وتحولت روسيا من لاعب محدود في المشهد السوري إلى أحد أهم القوى المؤثرة التي يمتد صدى تدخلها في أرجاء المنطقة.

 

وحذر مسؤولون أمريكيون منذ عام من أن التدخل الروسي سيحيل الأوضاع في سوريا إلى ما يشبه أفغانستان، التي انتهت بهزيمة مهينة وباهظة التكلفة أثناء الحرب الباردة.

 

لكن حتى بعض المسؤولين العرب المؤيدين للمعارضة أبدوا أحيانا في حوارات خاصة إعجابا بدعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لحليفه بقوة، وبتكلفة محدودة حتى الآن.

 

وأهم مواقع المصالح الروسية في سوريا هو ميناؤها البحري في طرطوس – وهو المنفذ الوحيد لروسيا في البحر المتوسط – وكذلك قاعدة حميميم الجوية، التي أُنشأت حديثا في الشمال الغربي، وهي القاعدة الروسية الوحيدة في الشرق الأوسط.

 

وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أقر البرلمان الروسي اتفاقية مفتوحة تسمح لروسيا بتحريك البضائع والأفراد داخل وخارج سوريا بدون تدخل من السلطات السورية، ليُعلن بذلك عن اتفاقية سرية كانت سارية لمدة عام.

 

وشهد العام الماضي المزيد من التحركات لقوات عسكرية وأسلحة، من بينها أنظمة مدفعية متطورة، إلى ميدان المعركة. كما أوردت وسائل الإعلام الروسية تقارير عن وجود قوات روسية خاصة وآلاف الروس العاملين لصالح شركات الأسلحة.

 

وتروج روسيا وسوريا لتحالفهما على أنه الفريق الفائز في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. واستعادة مدينة تدمُر، التي أصبحت مقرا للقوات الروسية، في مارس/ آذار الماضي دليل على ذلك.

 

استعراض للقوة

وتكرر القوات العسكرية الغربية والدبلوماسيين اتهامات لموسكو باستهداف قوى المعارضة التي يدعمها الغرب، وكذلك المدارس والمستشفيات، بما يجعل المدنيين في موضع أذى.

 

كما تستمر الاتهامات باحتمال ارتكاب جرائم حرب.

 

وبالنسبة لروسيا، فإن الاستعراض الأخير للقوة العسكرية له شأن أكبر من الحرب السورية. فهذا الأمر يعتبر أحد محاور معركة جيوسياسية تسعى فيها روسيا إلى اتخاذ ما تراه موقعها المستحق بين قوى العالم، بالتساوي مع الولايات المتحدة.

 

وغطت محادثات بلا نهاية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتفاوض بشأن حل دبلوماسي للأزمة السورية، على المسعى لنيل جائزة أخرى، وهي التعاون العسكري الذي يشمل تبادل معلومات الاستخبارات، وهو أمر تمنعه وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون).

 

وتمتد محاولات إعادة رسم الخريطة بالنسبة لروسيا إلى أوكرانيا وما وراءها، فيما تخوض موسكو حربا باردة جديدة مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).

 

وتتخذ إيران وجماعة حزب الله اللبنانية صف روسيا في موقفها من الحرب في سوريا، وتضخان أعدادا من المقاتلين من مختلف الجنسيات، بينهم عراقيون وأفغان.

 

وتختلف المصالح الإيرانية عن روسيا، لكنها ليست أقل أهمية، وهي الحفاظ على الممر الأرضي وإمكانية الوصول إلى قوات حزب الله في لبنان، وحماية الأضرحة الشيعية، وتقوية وجودها الجغرافي السياسي المتزايد في المنطقة على حساب المنافسين السنة، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

 

ورغم دعم روسيا وإيران للأسد وتفاهمهما معه، إلا أن الرئيس السوري لا يُذعن لهما بشكل تام. وطالما عُرف الأسد بكونه داهية في التلاعب بحلفائه الدوليين.

 

وعندما أعلن بوتين في مارس/آذار الماضي عن سحب “الجزء الأكبر” من القوات الروسية في سوريا بشكل مفاجئ، تحولت المفاوضات السورية على الفور إلى مناقشة إمكانية أن تملأ إيران هذا الفراغ.

 

وثمة تكهنات حول احتمال تخلي حلفاء الأسد عنه لصالح قائد جديد أقل إثارة للجدل. لكنهم حتى الآن يصرون على أن الأسد يتمتع بدعم شعبي، ومن مصلحتهم أن يبقى في السلطة.

 

والرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على استعداد للمشاركة في هذا التحالف لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة. وقال الأسد عن ترامب إنه “حليف طبيعي”.

 

وكان التدخل الروسي في سوريا بمثابة مجازفة من جانب الرئيس الروسي. وعادة ما يقول القادة الغربيون إنه أحسن استغلال فرصه المحدودة، على الأقل في ما يتعلق بمصالحه ومصالح حلفائه.

 

عشرات القتلى بغارات في حلب وإدلب  

قتلت غارات النظام اليوم الخميس أربعين شخصا بمدينة حلب، بينما لقي 25 شخصا مصرعهم جراء انفجار سيارة مفخخة استهدفت المعارضة ببلدة أعزاز شمالي حلب، في حين استهدفت الغارات مناطق أخرى بإدلب وريف دمشق وحماة وحمص.

 

وقال مراسل الجزيرة في حلب إن أربعين شخصا قتلوا وأصيب عشرات آخرون إثر إلقاء مروحيات النظام عشرات البراميل المتفجرة على أحياء حلب الشرقية المحاصرة، ومنها الميسر والشعار وكرم البيك وهنانو، ما يرفع حصيلة القتلى خلال يومين في الأحياء المحاصرة شرق حلب إلى أكثر من مئة وعشرة قتلى.

 

وأضاف المراسل أن البراميل المتفجرة استهدفت محطة مياه باب النيرب التي تغذي أغلب أحياء حلب بالماء، ما ألحق بها أضراراً جسيمة، بينما ذكرت شبكة شام أن صاروخا بالستيا سقط ببلدة عين جارة أدى إلى مقتل شخص وسقوط جرحى.

 

وشملت الغارات بلدات بمحافظة حلب، ومنها بلدة أورم الكبرى التي سقط فيها خمسة قتلى والعديد من الجرحى.

 

على صعيد آخر، قال ياسر اليوسف القيادي بحركة نور الدين زنكي  إن 25 شخصا من مدنيين وعناصر بالحركة قتلوا إثر انفجار سيارة مفخخة قرب مقر للحركة في بلدة أعزاز شمالي حلب، قرب الحدود مع تركيا.

 

غارات أخرى

من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة أن ستة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا وأصيب آخرون في غارات روسية استهدفت بلدة “كفر جالس” بريف إدلب، وذلك بعد يوم من استهداف البلدة بغارات مماثلة أدت إلى مقتل عدد من المدنيين.

 

وذكر ناشطون أن ريف إدلب شهد أيضا غارات على مدن وبلدات خان شيخون وجسر الشغور والشيخ مصطفى والنقير وكفرسجنة، ما تسبب بسقوط جرحى.

 

كما أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام قصفت بالبراميل المتفجرة مدرسة “بيريا” التابعة لوكالة الغوث الدولية ومباني سكنية محيطة بها في مخيم “خان الشيح” للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق الغربي، متسببا بأضرار كبيرة في المدرسة والمنطقة، وذلك تزامنا مع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.

 

وأكد ناشطون أن الغارات شملت قرى بالغوطة الشرقية وأنها تسببت بسقوط جرحى بينهم نساء وأطفال، وأن منطقة وادي بردى قرب دمشق تعرضت لقصف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.

 

من ناحيتها، قالت شبكة شام إن النظام شن غارات على بلدات بالريف الشمالي لحماة، وعلى مدينة تلبيسة بريف حمص، مضيفة أن حي الوعر بحمص شهد سقوط جرحى جراء القصف المدفعي.

 

وأضافت أن المعارضة قصفت مناطق عسكرية في مدينة داعل بمحافظة درعا، كما قصفت قوات النظام مناطق للمعارضة بجبل الأكراد في اللاذقية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

العبدة يطالب ترمب بعدم الاعتراف بشرعية الأسد  

طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بسحب الشرعية من نظام بشار الأسد وعدم النظر إليه كممثل للدولة السورية.

 

وفي مؤتمر عقده بإسطنبول اليوم الخميس، دعا العبدة الإدارة الأميركية المزمع تشكيلها إلى سحب الاعتراف بتمثيل الأسد للدولة السورية، كما طالب بريطانيا وفرنسا وبقية الدول باتخاذ قرارات من هذا القبيل.

 

وقال إن على الإدارة الأميركية الجديدة النظر إلى ما يحصل في سوريا بعين متوازنة، وإدراج المليشيات المذهبية العابرة للدول ضمن القوائم الإرهابية.

 

وحول تأكيد ترمب أن أولويته هي مكافحة تنظيم الدولة لا الإطاحة بنظام الأسد، قال العبدة إن الرئيس الأميركي المنتخب لم يستمع حتى الآن لتقرير متوازن حول سوريا.

 

واعتبر رئيس الائتلاف السوري أن ترمب استمع لوجهة نظر واحدة أقرب إلى الطرح الروسي والإيراني، “وهناك حاجة إلى الاستماع للائتلاف ومن يمثل المعارضة، حتى يكوّن انطباعا متوازنا وحقيقيا حول ما يحصل في سوريا”.

 

وفي سياق متصل قال العبدة إن “هناك جمودا من الجانب السياسي، والمفاوضات معطلة بشكل كامل”. واعتبر أن الجهات التي تعطل المفاوضات لها إستراتيجيات مختلفة عن الإستراتيجيات الدولية.

 

وأضاف أن المفاوضات بحاجة إلى طرفين يؤمنان بالحل السياسي، “بينما النظام ليست لديه هذه الرؤية، بل له مقاساته الخاصة المتعلقة بالهدن المحلية في المناطق المحاصرة”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

فرنسا: نظام الأسد وحلفاؤه يغذون الإرهاب بسوريا  

اتهم مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه بانتهاك أبسط قواعد القانون الدولي والإنساني في حلب، و”تذكية الإرهاب في سوريا”.

 

وتعهد المندوب الفرنسي الأممي بمواصلة بلاده الضغط السياسي علي النظام السوري وحلفائه حتى يتوقف القصف العشوائي على المدنيين.

 

وعقب انتهاء اجتماع لـمجلس الأمن الدولي فجر اليوم الخميس، قال ديلاتر للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك “إن قصف حلب وسكانها ليس حربا ضد الإرهاب، كما يدعي نظام دمشق، فهو وحلفاؤه يقومون بتغذية الإرهاب في الواقع، ويؤججون التطرف ومن ثمة الإرهاب”.

 

وأضاف ديلاتر قائلا “لقد دفعنا ثمنا باهظا جدا قبل عام في باريس، ولذلك فالأمر يمثل أولوية أمنية ووطنية بالنسبة لنا، والوضع في حلب وسوريا يزداد سوءا كل يوم.. استئناف الغارات ضد المرافق الطبية والمدنيين من قبل النظام السوري وحلفائه أمر لا يطاق”.

 

وتابع “إنهم يرتكبون جرائم حرب. ومنذ يوم الاثنين تم استهداف ثلاثة مستشفيات في شمال سوريا. وقتل أكثر من ثلاثين شخصا في حلب بينهم أطفال، وتعرضت خمسة مستشفيات ثلاث غربي حلب واثنان في إدلب لهجمات وقصف جوي خلال الفترة بين 13 و15 من الشهر الحالي”.

 

من جانب آخر، ذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان أنها وثقت وقوع 126 هجمة مشابهة للهجمات الخمس تلك بأنحاء سوريا خلال عام 2016.

 

وأمس الأول، بدأت حملة جوية عنيفة على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب بعد هدوء نسبي في وتيرة القصف لنحو عشرين يوما.

 

وتعاني أحياء حلب الشرقية الخاضعة للمعارضة حصارا بريا كاملا من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، وسط شحّ حاد بالمواد الغذائية والمعدات الطبية ما يهدد حياة نحو ثلاثمئة ألف مدني.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

“بوعزيزي” جديد يحرق نفسه في ساحل سوريا

صرخات الموالين بدأت تعلو قرب قاعدة حميميم الروسية

العربية نت – محمد الحسـن

ظاهرة الـ “بوعزيزي” عادت من جديد، لكن في ساحل سوريا هذه المرة، إذ أقدم رجلٌ سوري يدعى “رياض مصطفى ديدان” على إحراق نفسه في مدينة جبلة – ذات الغالبية العلوية – في ظل ظروف غامضة.

مواقع وصفحات موالية للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت سيناريوهات عدة حول حادثة “ديدان”، فمنها من قال إن الرجل لم يحرق نفسه، وإنما اشتعلت به النار أثناء انقطاع الكهرباء، عندما كان يحاول إشعال سيجارة، وهو يحمل “جركن” بنزين صغيرا غير محكم الإغلاق في يده، وحاول رميه عندما اشتعلت به النار، فانسكب البنزين عليه، وأمسكت به النيران، وهو الآن في حالة حرجة. في حين، قال سيناريو آخر إن “ديدان” كان يعاني من مشاكل نفسية، وأنه نازح إلى المدينة منذ عدة سنوات ويرجح أنه بالأصل من مدينة “حلب”.

المعلومات التي توفرت عن الحادث تشير إلى أن الرجل يبلغ من العمر 53 عاما، وهو من سكان حي العزة في جبلة، أقدم على سكب مادة المازوت على جسمه وإشعال النار فيه في سوق المدينة، ليهرع البعض لإطفاء النار ونقله إلى المشفى.

شبكة إعلام اللاذقية، نفت نقلا عن أحد معارف ديدان “جنونه”، حيث قال إن “رياض رجل طبيعي، ولا يعاني أي مرض عقلي”، ولكنه نفى علمه بالمسببات التي دفعته للإقدام على حرق نفسه.

وتفاعل الشارع السوري مع الخبر بتناقض واضح، ففي حين شتم الشبيحة الرجل واتهموه بمحاولة تقليد “البوعزيزي” لإشعال ثورة جديدة، اكتفى بعضهم بوصفه بالمجنون، ولكن آخرين أبدوا تعاطفهم مع حالته وتمنوا له الشفاء. وأبدى الموالون انزعاجهم من الحادثة كونها أعادت إلى الأذهان حادثةً وقعت عام 2011 وكانت سبباً في ازدياد وتيرة الثورة ضد النظام في جبلة، حين اختار رجل حرق نفسه بدل أن يدلّ قوات الأمن على مكان اعتقال ابنه.

ولم تعلق السلطات السورية على الحادث، كما منعت إدارة المشفى الوطني في جبلة (حيث يتم علاجه) مقابلة رياض أو التصريح عن حالته الصحية، بحسب ما ذكرته شبكة إعلام اللاذقية.

ومما وجدته “العربية.نت” من معلومات أخرى عن مثل هذه الحوادث في سوريا، هو ما جرى في وقت سابق من شهر كانون الثاني عام 2011، أي قبل اندلاع الثورة السورية، حين قام الشاب “حسن علي عقلة” من مدينة الحسكة، بإحراق نفسه اقتداءً بالشاب التونسي “البوعزيزي” وذلك احتجاجا على البطالة والأوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية في المدينة وقام النظام في ذلك الوقت بالتعتيم الإعلامي التام على هذا الحدث.

يذكر أن ما يزيد عن 50 شخصا في العالم العربي أقدموا على إحراق أنفسهم اقتداءً بـ “البوعزيزي”، في مجموعة من الدول العربية، مثل: مصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، وسوريا، وليبيا.

“منحبك بس جعنا”

صرخات الموالين للأسد، تأتي في ظل انهيار الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وحالة الفقر التي تحيق بهم في الوقت الراهن ناجمة عن ظروف اقتصادية ومعيشية تضرب كامل المدن السورية بمعارضيها ومواليها.

ويبدو أن هذه الصرخات، وصلت إلى الساحل، قريباً من قاعدة حميميم الروسية، فأصوات الموالين للنظام السوري هناك بدأت ترتفع للمطالبة بوقف تصدير المنتجات الزراعية المحلية إلى روسيا، مع انتشار الفقر وارتفاع الأسعار، بسبب عدم توفر كميات كافية من الخضراوات والحمضيات في الساحل، جراء تصدير قسم كبير منها إلى روسيا.

ووجه الموالون للنظام السوري رسائل إلى رئيس النظام بشار الأسد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي إحدى الرسائل: “دكتور نحن منحبك ونفتخر بك، ولكننا بدأنا نموت جوعاً، والفقر هو القاسم المشترك الأكبر بين عشرات آلاف المدنيين من أبناء الساحل، روسيا حليفة لنا ولكن هل يجب أن نموت لنثبت لها بأننا أوفياء”.

وعقبت شبكة الساحل على “فيسبوك” على ما آلت إليه الأمور في عموم المناطق الساحلية، بالقول: “الفساد استشرى لدى من يمسك زمام أمور المنطقة، والتمييز ليس له حدود، وعامة الناس بدون ماء بدون كهرباء، والكهرباء معدومة، وأسعار المواد غذائية، كل المسؤولين حرامية ولا ندري من يحمي من”.

 

النظام السوري ينفذ وعيده.. والأطفال يتحملون النتائج

بعد تحذيرات بإخلاء المدينة من المدنيين، باشر النظام السوري بقصف شرقي حلب.. والضحايا؟ المزيد من الأطفال.

الأطفال في شرق حلب أصغر من أن يتذكروا الحياة قبل هذا.

الحياة قبل الطائرات.. إسقاط القنابل على منازلهم والمستشفيات والمدارس.

هم أصغر من أن يفهموا لمَ قد يقوم أي شخص بذلك..

كيف يمكن لأي شخص فعل هذا أصلاً..

الفتاة المستلقية تحت البطانية الحمراء.. أصغر من أن تموت.

كانت إحدى الأطفال الذين قتلوا الأربعاء.

واحدة من عشرات القتلى..

هذا اليوم الثاني من أحدث هجوم جوي للنظام السوري على المدينة التي تسيطر عليها المعارضة.

“لقد عانت حلب يوماً دموياً للغاية.”

محمد عديل هو معلم.. وعلى وشك أن يصبح أباً.

زوجته حامل بالشهر السابع، بصبي.

“أنا سأصبح والداً! سيصبح لدي طفل، وأنا أخشى أن تموت زوجتي خلال الولادة.”

مثل معظم النساء الحوامل في شرق حلب، هي تعاني من سوء التغذية.

طبيبها لا يوجد لديه فيتامينات ليصفها لها.

الصيدليات، مثل الأسواق، فارغة تقريباً.

“هناك عدد قليل من الأشياء المتوفرة، وبكميات قليلة جداً وأسعار باهظة”.

كل الآباء يريدون الأفضل لأطفالهم.

ولكن في شرق حلب، حتى الأساسيات بعيدة المنال.

علبة واحدة من حليب الأطفال تكلف عشرين دولاراً.

أكثر بعشرين مرة من الدخل اليومي لبعض الأسر.

“توفيت طفلة بسبب عدم وجود الغذاء الصحي لها.”

منذر عتاقي ناشط للثورة السورية.

هو يرى عددا كبيرا جداً من الأطفال يتضورون جوعاً.

إنه ممتن أن ابنه البالغ من العمر أربعة أشهر لا يزال يرضع.

“من الصعب جداً أن تنظر إلى ابنك وتصلي ألا يمرض. لأنه إذا مرض، فلن تجد دواء له.”

– هل أنت أكثر قلقاً من أن يضرب ابنك بقنبلة أم من نفاد الطعام أو المرض؟

“أنا لا أسمح له بالخروج من المنزل على الإطلاق. أخبؤه في الغرفة الأكثر أماناً.”

ولكن حتى أأمن الغرف لن تصمد أمام القنابل القوية التي أسقطت شرق حلب.

هؤلاء الأطفال أصغر من أن يعرفوا الشعور بالأمان على حقيقته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى