أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 16 شباط 2013

 

معركة المطارات تشتد والهدف المقبل قاعدة النيرب

دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، ا ب

تواصلت المعارك امس في محيط مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية القريبة وسيطر مقاتلو المعارضة بعد الظهر على كتيبة للدفاع الجوي تقع غربي بلدة حاصل والى الشرق من مطار حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي اعادت قبل ايام السيطرة عليها. وتعتبر هذه الكتيبة مهمة نظراً الى قربها من مطار حلب الذي يبعد عنها اقل من عشرة كيلومترات.

وقالت مصادر مقاتلي المعارضة ان 150 شخصاً على الاقل من قوات النظام والمعارضة من بينهم ضباط كبار من جيش النظام، قتلوا في المواجهات التي تهدف المعارضة من ورائها الى السيطرة على هذين الموقعين بعد ان تمكنت من السيطرة على اللواء 80 التابع للدفاع الجوي الذي كان مسؤولاً عن توفير الحماية العسكرية لهذه المنطقة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام قصفت امس محيط مطاري حلب الدولي والنيرب، ورد المقاتلون بقصف متقطع بصواريخ محلية الصنع على مطار النيرب. وقال ان النظام يتحضر لعملية واسعة لاستعادة السيطرة على اللواء 80 الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الاربعاء بينما يحاول هؤلاء السيطرة على مطار النيرب وتدمير مدرجات مطار حلب الدولي التي يستخدمها النظام لاغراض عسكرية.

وفي محافظة ادلب حصلت عمليات خطف متبادل ذات طابع طائفي في اليومين الماضيين اذ قامت مجموعات مسلحة موالية للنظام ليل الخميس – الجمعة بخطف سبعين رجلا وامرأة كانوا متوجهين على متن اربع حافلات صغيرة الى مدينة ادلب، وتمت عملية الخطف قرب حاجز للقوات النظامية. ومعظم الخاطفين هم من قريتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، بينما يتحدر معظم المخطوفين من قرى سراقب وسرمين وبنش ذات الغالبية السنية. وكان قد سبق هذه العملية قيام مجموعة مسلحة بخطف اربعين مدنيا على الاقل غالبيتهم من النساء والاطفال من الشيعة من الفوعة وكفريا، كانوا على متن حافلة في طريقهم الى دمشق.

وبعد يوم على اجتماع الائتلاف السوري في القاهرة الذي أكد استبعاد الرئيس بشار الاسد والقيادة الامنية – العسكرية عن اي حل سياسي في سورية، اتهمت دمشق امس الحكومة التركية بالضغط على المعارضة السورية لترفض برنامج الحل السياسي الذي طرحه الاسد، وبعثت وزارة الخارجية السورية برسالتين الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة جاء فيهما ان الحكومة التركية «صعدت من مواقفها المعادية لسورية عبر السعي لعرقلة تنفيذ البرنامج السياسي الذي طرحه السيد رئيس الجمهورية وما تبعه من خطوات عملية اتخذتها الحكومة السورية لتنفيذه كحل سياسي سلمي للازمة، وممارسة الضغوط على بعض اطراف المعارضة السورية لرفض هذا البرنامج.

ونفى الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي لـ»الحياة» أي علاقة له بما تردد عن مشروع حل سياسي في سورية يتضمن إنشاء مجلس للشيوخ. وأكد «أنني لم أسمع بهذه الخطة ولم نعلم أي شيء عمن كتبها». وأكد بيان صدر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه «ليس للأمين العام ولا الممثل الخاص معرفة بما سمي خطة الحل» مؤكداًَ أن الإبراهيمي وفريقه «يواصلان العمل مع كل الأطراف المعنية نحو تسوية سلمية للنزاع في سورية». وأشار البيان الى ترحيب بان والإبراهيمي «بانفتاح رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب واستعداده للمناقشة مع ممثل عن الحكومة السورية»، وأن الأمين العام «قال في مناسبات عدة إن موقف الخطيب فرصة لإطلاق عملية ذات صدقية».

من جهة اخرى يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم بعد غد الاثنين في بروكسيل مسألة رفع الحظر عن مبيعات السلاح الى سورية، فيما لا يزال الوزراء منقسمين حول هذا الموضوع ومع قرب نهاية العقوبات الاوروبية التي سبق ان فرضها الاتحاد على النظام السوري والتي تنتهي آخر هذا الشهر. وتريد بعض الدول بقيادة بريطانيا انتهاز هذه الفرصة ليقرر الاتحاد الاوروبي رفع الحظر على الاسلحة بهدف توزيد المعارضة بما تحتاجه غير ان غالبية الدول الاخرى تبدي ترددا حتى ان بعضها يعارض هذا الامر بشدة.

“الإئتلاف الوطني السوري” يتشدد في شروطه: الأسد خارج الحل

أوديرنو: الجيش الأميركي جاهز للتدخل لكن أوباما يريد حلاً سياسياً

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

أكد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ان الحل السياسي للأزمة المستمرة  التي دخلت امس شهرها الـ23، يجب ان يستثني الرئيس بشار الاسد ورموز النظام،  يوم أحرز المقاتلون المعارضون تقدما في محيط مطارات محافظة حلب في شمال البلاد، بينما دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى بدء حوار سياسي فوراً في سوريا بين المعارضة ومن وصفهم بالذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده أن تنحي الأسد عن السلطة أمر مستحيل لأن الأسد قرر البقاء ولن يتراجع عن قراره، وان المعارضة لا تملك خطة بناءة لحل الازمة.

 وفي بيان غداة اجتماع عقدته هيئته السياسية في القاهرة، قال الائتلاف ان “بشار الأسد والقيادة الأمنية – العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت حال البلاد إلى ما هي عليه الآن، خارج إطار هذه العملية السياسية وليسوا جزءاً من أي حل سياسي في سوريا، ولا بد من محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم”.  واضاف ان الحل “يعني جميع السوريين بمن فيهم الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيون وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد أبناء الشعب السوري والذين لا يمكن ان يكون بشار الأسد وأركان نظامه ممثلين لهم”.

 وكان رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب ابدى في نهاية كانون الثاني الماضي استعداده المشروط للجلوس مع ممثلين للنظام ممن لم “تتلطخ ايديهم بالدماء”، مؤكداً ان الحوار سيكون على “رحيل النظام”، في خطوة أثارت انتقاد اطراف في المعارضة نفسها.

ورأى الائتلاف ان شروطه تشكل، الى بنود اخرى، “اطار” الحل السياسي للنزاع السوري.  وشدد على ان “باب الحل السياسي … لن يفتح إلا عبر تغيير موازين القوى على الأرض”، بما يعني مده المقاتلين “بكل أسباب القوة”.

في غضون ذلك، افادت مصادر اوروبية ان دول الاتحاد الاوروبي لا تزال منقسمة حيال رفع حظر الاسلحة الى سوريا، والذي من المقرر ان يناقشه وزراء الخارجية الاثنين في بروكسيل. واشارت الى ان مهمة الاتحاد تقضي بدعم المعارضة وحماية المدنيين، وفي الوقت عينه تجنب تهريب الاسلحة خوفا من وقوعها في ايدي المجموعات الاسلامية.

 وفي واشنطن، صرح رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال ريموند اوديرنو أن خطط التدخل في سوريا جاهزة، إلا أن الرئيس باراك أوباما يريد حلا ديبلوماسيا للأزمة السورية. وقال في ندوة في معهد بروكلين للأبحاث في واشنطن: “الرئيس أوباما يعتقد أنه يمكن التعامل مع الأزمة في سوريا ديبلوماسيا بالعمل مع شركائنا… لذلك قررنا أن نكون على استعداد إذا دعت الحاجة”. وحذر من أن التدخل في سوريا يجب أن يأخذ في الاعتبار الأوضاع السياسية الداخلية هناك، مشيرا إلى أن أسلحة الدمار الشامل في سوريا باتت في مأمن.

داود أوغلو

وفي أنقرة،  تساءل داود أوغلو خلال الاجتماع الـ 71 للجنة البرلمانية التركية- الأوروبية المشتركة عن دعاة الحوار للانتقال السياسي في سوريا، مشيراً الى أن معاذ الخطيب على رغم كل آلام السوريين وجروحهم وتقديمهم 70 ألف قتيل وتجاوزه كل مشاعر السوريين، عرض الحوار على من لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، إلا أن النظام رد بتصعيد الهجمات. وتساءل: “ماذا يجب على المعارضة أن تفعل لتحريك المجتمع الدولي، على رغم أنهم تعرضوا للظلم والقتل، وعلى رغم أنهم لم يزودوا أي إمكانات؟. وخلص الى أنه جاء وقت السؤال عن كل ما سبق، ودفع الحوار السياسي ليبدأ فوراً.

لافروف

* في موسكو، صرّح لافروف في مقابلة مع  شبكة “إي آر دي” الألمانية للتلفزيون نشرت نصها وزارة الخارجية الروسية أن “المعارضة لا تقدم أي بديل سياسي. الأمر الوحيد الذي يوحّد المعارضة هو قلب النظام. وهذا مفهوم. هم لا يحبون هذا النظام. وهم تعبوا منه. غير أن المعارضة خلال هاتين السنتين لم تبلور أي خطة بنّاءة”.

وخاطب المعارضين: “أنتم تكرهون النظام ولكن يجب أن تكون لديكم أجندة لبلادكم وليس للنظام بل لشعبكم، أجندة تتضمن رؤيتكم السياسية لكيفية الوصول إلى سوريا الجديدة”، لكن “المعارضة ويا للأسف فشلت حتى الآن في وضع أجندة”.

وأضاف: “إن كانت أولوية البعض عدم إنقاذ حياة الناس بل إسقاط الأسد بطريقة أو بأخرى، فالأسد لن يرحل وهو قال أنا سوري وولدت هنا وأدافع عن شعبي وسأموت في سوريا، وهو لن يصغي إلينا ولا إلى الصينيين ولا إلى الإيرانيين ولا الى أي أحد”.

المعارضة السورية تبلور خطابها السياسي

 وارتفع فجأة معدل الذكاء السياسي لقوى المعارضة السورية متمثلة في “الائتلاف الوطني”. من موقع فقدان المبادرة والتشرذم الداخلي، انتقل “الائتلاف” إلى إقرار بيان حدّد فيه إطار تبنيه لمبادرة معاذ الخطيب بالحوار مع ممثلين عن “أجهزة الدولة” و”الشرفاء” من البعثيين، مستبعداً من التفاوض الدائرة الصغرى حول بشار الأسد من قيادات أمنية وعسكرية، ومطالباً في الوقت نفسه بدعم المعارضة سياسياً وعسكرياً بشكل ينعكس على “موازين القوى على الأرض”.

وفيما نشرت وزارة الخارجية الروسية تصريحات للوزير سيرغي لافروف اتهم فيها المعارضة السورية بعدم امتلاك “رؤية سياسية” واضحة، أكد “الائتلاف” سعيه إلى إقامة “دولة ديموقراطية مدنية تساوي بين جميع السوريين”، وتمسكه بوحدة الأراضي الوطنية.

وكان ملحوظاً أيضاً توجه بيان “الائتلاف” إلى روسيا التي دعاها إلى إثبات ما تعلنه عن عدم تمسكها ببقاء الأسد، ومخاطبته أيضاً لايران على أساس خلاصة لا شك في إدراك طهران لها وهي أن “الأسد ونظامه لم يعد لهما أي حظ بالبقاء” وأن مواصلة دعمها للنظام سيؤدي إلى تأجج صراع “طائف ليس في مصلحة أي من الأطراف”، وفي ذلك مخاطبة مباشرة للعقل السياسي الايراني الذي يبحث بالتأكيد عن “خطة ب” يحافظ من خلالها على مصالحه أمام حتمية عدم تمكن النظام من الآن فصاعداً من ضمان هذه المصالح.

وبعد مناقشة آخر المستجدات لخص المجتمعون في القاهرة بثماني نقاط رؤيتهم للحل السياسي، أبرزها “إن بشار الأسد والقيادة الأمنية-العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت حال البلاد إلى ما هي عليه الآن خارج إطار هذه العملية السياسية وليسوا جزءاً من أي حل سياسي في سوريا، ولابد من محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم”، مقابل التأكيد على أن “الحل السياسي ومستقبل بلادنا المنشود يعني جميع السوريين بمن فيهم الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيين وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد أبناء الشعب السوري والذين لا يمكن أن يكون بشار الأسد و أركان نظامه ممثلين لهم”.

وأكد “الائتلاف” أن أي مبادرة تستند إلى هذه المحددات “يجب أن يكون لها إطار زمني محدد وهدف واضح معلن”، وعلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وبخاصة روسيا والولايات المتحدة الأميركية، أن “تؤمّن الرعاية الدولية المناسبة والضمانات الكافية لجعل هذه العملية ممكنة وأن تتبنى الاتفاق الذي يمكن أن ينتج عنها عبر قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي”.

واعتبر “الائتلاف” أن الحل السياسي لن يتحقق إلا “عبر تغيير موازين القوى على الأرض، بما يعني ذلك من إمداد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة الأركان العسكرية المشتركة بكل أسباب القوة”.

في المقابل، وفيما شهدت الحدود السورية-التركية سقوط قذائف على الجهتين، اتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما الى مجلس الامن الدولي والى بان كي مون الامين العام للامم المتحدة، تركيا بانها “تلعب دورا هداما في الازمة السورية وتستمر في تدخلها السافر في الشؤون الداخلية السورية بصورة مباشرة وغير مباشرة، الامر الذي ينتهك ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي”.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه كلما طال القتال الجاري بسوريا بين الثوار والقوات الموالية للأسد زادت مخاطر “تشكيل جيل جديد من المتشددين المدربين على القتال سيمثل تهديدا لبريطانيا ودول أوروبية أخرى”. وأضاف هيغ أن بلاده “لم تفقد إيمانها بالربيع العربي”، لكنه وصف سوريا بأنها “المقصد الرقم واحد للجهاديين في كل مكان في العالم اليوم”، وحذر -في خطاب يحدد إستراتيجية بريطانيا لمكافحة الإرهاب، من أن الثورة السورية “ستكون الحالة الأكثر حدة لانتفاضة يختطفها الإسلاميون”.

تحذير في واشنطن من مخاطر توسّع نفوذ «النصرة» في دول الجوار

تحوّل في الموقف الأميركي: مبادرة «حل سلمي» في سوريا

جو معكرون

للمرة الأولى هذا الأسبوع يصدر كلام أميركي جديد حول سوريا. البنتاغون استخدم عبارة «حل سلمي» في سوريا، وحذر من خطورة توسع نفوذ جبهة «النصرة»، ووزارة الخارجية تحدثت عن جهود سياسية لتغيير حسابات أركان النظام السوري في النظرة إلى النزاع الداخلي.

هناك صمت أميركي منذ أشهر حول سوريا، بدأ ربما منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة. كل مسؤول أميركي يتحدث عن سوريا كان يركز على البعد الإنساني مع حوالي 700 ألف لاجئ في دول الجوار وحوالي 2,5 مليون نازح داخل سوريا، ومقتل حوالي 70 ألف شخص حتى الآن. الطلب الوحيد من لبنان خلال الأشهر الأخيرة، على سبيل المثال، كان عدم إغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين. لكن فترة المراجعة هذه يبدو أنها على مشارف النهاية، حيث بدأ وزير الخارجية جون كيري يرسل المؤشرات الأولية التي تعكس مدى تعاونه مع فريق عمل البيت الأبيض حول القضايا الخارجية.

هذا التحول لا يقتصر على مبنى «هاري ترومان» في «فوغي بوتوم». مصادر البنتاغون تقول إن «جبهة النصرة» لديها تعاون مباشر مع تنظيم «القاعدة»، وهي تمثل الآن «خطراً إرهابياً حقيقياً» على المنطقة، ونفوذها بدأ يتسع ليطال دولاً مجاورة. الاستخبارات الأردنية تحذر منذ عام من هذه القضية، وبحسب المصادر فإن الملك الأردني عبدالله الثاني أبلغ قيادات الأمم المتحدة خلال زيارته إلى نيويورك في أيلول الماضي مدى خطورة امتداد وصول هذه الأسلحة إلى هذه المجموعات المتشددة.

في لبنان أيضاً، هناك قلق أميركي من توسع نفوذ «جبهة النصرة». وتتحدث المصادر الأميركية عن «مجموعات انتحارية» أصبحت فاعلة على الأرض اللبنانية. وزير الدفاع ليون بانيتا تحدث هذا الأسبوع عن قلق واشنطن من قتال «النصرة» إلى جانب المعارضة السورية، وأن «حزب الله يبدو أكثر نشاطاً هناك أيضاً». لكن يقول مسؤول أميركي آخر لـ«السفير» إن المعارضة السورية «متعددة الأوجه، وجهودها للإطاحة (بالرئيس السوري بشار) الأسد لا يبدو أنها تعتمد على أي مجموعة واحدة».

كيري يقول إن لديه أفكاراً لتغيير حسابات الرئيس السوري، لكن هناك حاجة إلى التشاور حولها لإقناع الأسد بـ«حتمية» تنحيه عن السلطة ضمن «أرضية مشتركة» بين واشنطن وموسكو تمهد لمرحلة انتقالية. بالأمس صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند بأن واشنطن تتحدث مع موسكو حول وقف دعمها العسكري والاقتصادي للنظام السوري

وتطلب منها دعم مبادرة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» احمد معاذ الخطيب لإجراء حوار مع أركان من النظام السوري، لكن كيري لا يزال ينتظر أن يرد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على اتصاله الهاتفي.

كيري أظهر في تصريحاته الأخيرة مدى أهمية الملف السوري بالنسبة إليه، مؤكداً أن جولته المرتقبة هذا الشهر إلى أوروبا والشرق الأوسط ستركز على إيجاد حل لهذا النزاع وليس لبلورة أفكار حول المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. الاقتراح الأردني هو إيجاد حل وسط بين مطلب النظام عدم إجراء حوار إذا كان الشرط تنحي الأسد، ومطلب المعارضة بالتنحي الفوري للأسد، وعبدالله الثاني سيتوجه إلى موسكو قريباً لمتابعة البحث في الملف السوري، ما يعكس حجم القلق الأردني الرسمي. كيري أيضاً تشاور مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قبيل توجهه إلى المنطقة، لتوسيع قاعدة التشاور ومحاولة إيجاد صيغة تقبل بها الأطراف الإقليمية.

لكن التحول الأميركي لا يعني إعادة النظر بالموقف الأميركي من نظام الأسد، ولا يعني فتح خطوط اتصال أميركية مباشرة معه. طبيعة التحول تبدو كأن هناك نظرة أميركية متساوية بين النظام و«جبهة النصرة». تقول المصادر إن هناك مسعى حالياً للتواصل بين وزارة الخارجية الأميركية وأركان المعارضة السورية لبلورة إجماع حول هذا الأمر، وهناك تشاور روسي ـ أميركي على خط مواز أيضاً لعقد لقاء مع النظام السوري. صيغة هذا الاجتماع لن تكون عائقاً بالنسبة إلى الأميركيين، أي اجتماع خماسي أو متعدد الأطراف. النقطة الوحيدة المستبعدة هي أن لا لقاء ثنائياً مباشراً بين أي مسؤول أميركي وأحد أركان النظام السوري، في وقت تندرج فيه هذه الجهود ضمن خريطة طريق لمرحلة انتقالية سلمية تقضي بتنحي الأسد.

هذا البديل الأميركي المطروح لمقاربة الملف السوري يأتي بعد التخلي نهائياً عن خطة تسليح المعارضة السورية التي وضعها الصيف الماضي كل من المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بتراوس ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. والبنتاغون أقر مؤخراً بأنه وافق عليها لكن من دون إظهار أي إفراط في الحماسة لدعمها. هناك قرار مركزي في البيت الابيض أنه مهما تكن الضغوط التي تواجهها واشنطن نتيجة عدم تدخلها عسكرياً في سوريا او عدم تسليحها المعارضة هي افضل مقارنة مع سيناريو تجد نفسها فيه متورطة في نزاع تتحمل مسؤوليته على المدى البعيد.

التغيير لا يقتصر على الإدارة فقط، الكونغرس أيضاً بدأ بطرح التساؤلات. رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز اعتبر أنه ليس هناك «حل جيد في سوريا» وأن «أفضل شيء يمكننا أن نأمله هو أن يمضي قدماً الخيار الأسوأ الأفضل. نحتاج إلى تحويل دفة الأمور بسرعة في سوريا، وأنا لا اعني الفوز. اعني فقط أن نكون في وضعية حيث يمكننا تخفيف الأمور السيئة التي ستحدث في سوريا خلال الأشهر المقبلة».

السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وخلال جلسة استماع في لجنة القوات المسلحة هذا الأسبوع، اعتبر أن سوريا بمثابة «عدوى ستؤدي إلى سقوط ملك الأردن».

لكن المحاولة التي حصلت مؤخراً لجمع المعارضة والنظام في موسكو فشلت، حيث اتضح أن الأرضية لاختراق كهذا ليست جاهزة بعد، وإذا كان المسعى الأميركي ـ السوري جدياً فلا بد من جهود لإقناع الطرفين بضرورة التفاوض على وقع القتل اليومي والعمليات المتبادلة بين الجانبين، وفي ظل بعض المكاسب الميدانية للمعارضة في الفترة الأخيرة التي ترى فيها واشنطن ضغطاً إضافياً لدفع النظام إلى التفاوض.

الإدارة الأميركية تعتقد أن «جبهة النصرة» تلعب دوراً رئيسياً، لكنها ليست كل مشهد معارضة سورية لا مركزية، وهي تراقب عن كثب مجرى المعارك في دمشق ومدى قدرة المعارضة على إحداث اختراقات ميدانية فيها. جهد كيري والإدارة هو من المحاولات الأميركية الجديدة لإنهاء تداعيات الأزمة السورية بأقل ضرر ممكن، لكن الأشهر المقبلة ستظهر حجم الثقل الذي سيضعه البيت الأبيض وراء هذه المبادرة وضمن أي مهلة زمنية، كما ستظهر الأشهر المقبلة ما اذا خرج الميدان السوري عن سيطرة القوى العظمى، أو لا يزال لدى هذه القوى القدرة على إدارة نزاع دموي يقترب من ختام عامه الثاني.

 «الائتلاف» يتمسك برحيل النظام ويطالب بتسليح المعارضين

لافروف: المعارضة لم تقدم رؤيتها للمستقبل والأسد لن يتنحى

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المعارضة السورية لم تقدم رؤيتها السياسية لمستقبل البلد، مكررا أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يتنحى عن الحكم، فيما أعلن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أمس، أن أي حل سياسي للازمة لا يمكن أن يشمل الأسد وأركان نظامه، مكررا مطالبته بتسليح المعارضين «لتغيير موازين القوى على الأرض».

في هذا الوقت، اجري وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي اتصالين هاتفيين منفصلين مع وزيري خارجية مصر محمد كامل عمرو وتركيا احمد داود اوغلو «لبحث آخر المستجدات علي الساحة الإقليمية، والوضع في سوريا».

وقال لافروف، في مقابلة مع قناة «أ ار دي» الألمانية بثت أمس، إن «المعارضة لم تقدم حتى الآن أي خطة سياسية. لم يقدم ممثلوها كيف يرون ويتصورون مستقبل سوريا. إن ما يقولونه فقط هو لا بد أن يرحل الأسد». وأضاف «لقد بذلت الدول الغربية ودول الخليج العربي وتركيا العديد من الجهود لتوحيد المعارضة، وتم بالفعل تشكيل الائتلاف، ولكن على الرغم من ذلك تبقى العقيدة السياسية للمعارضة غير بناءة». وتابع «إذا لم تقدم المعارضة السورية رؤيتها السياسية لمستقبل سوريا، فإننا لن نستطيع فهم هل هي موحدة بالفعل أم لا».

وأكد لافروف انه «قبل مناقشة شخصيات وهيكل القيادة السورية لا بد من توقيع اتفاقية ترسم ضمانات واضحة لجميع الأطياف السورية، الإثنية منها والطائفية. ضمانات بأن هذه المجموعات ستشعر بالراحة والأمن في سوريا الجديدة». وقال «أعتقد أن هذه ستكون بمثابة الخطوة المهمة الأولى في أي حوار وطني»، مشددا على أنه ينبغي على المعارضة أن تظهر اهتمامها ورغبتها في ذلك.

وأعلن أنه «يعارض أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات ضد سوريا»، مضيفا «من الواضح أن من يريد افتعال ذريعة للتدخل في النزاع السوري من الخارج سيستخدم إي إجراء لمجلس الأمن على الفور». وأكد أن «روسيا تعطي أولوية قصوى لإنقاذ حياة الناس في سوريا، ومن أجل ذلك تطالب بوقف القتال من دون شروط مسبقة».

وعن شرط المعارضة رحيل الأسد، قال لافروف إن «من يقول إنه لا يمكن أن يبدأ التفاوض بين الحكومة والمعارضة إلا عندما يستقيل الرئيس السوري فعليه أن يعرف أنه (الأسد) لا يعتزم الرحيل»، مشيرا إلى أن «أحدا لا يستطيع أن يقنعه بالتراجع عن قراره». وأضاف «قال (الأسد) أنا سوري وولدتُ هنا وأدافع عن شعبي وسأموت في سوريا، ولن يستمع إلينا والصينيين والإيرانيين أو غيرهم».

«الائتلاف»

وأعلن «الائتلاف السوري» المعارض، في بيان بعد اجتماع لجنته السياسية في القاهرة، أن أي حل سياسي للازمة لا يمكن أن يشمل الأسد وأركان نظامه. واتى اجتماع اللجنة بعد تصريحات لرئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب أبدى فيها استعدادا مشروطا للحوار مع ممثلين للنظام، ولاقت انتقادات في صفوف المعارضة.

وذكر «الائتلاف» في البيان إن «بشار الأسد والقيادة الأمنية ـ العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت حال البلاد إلى ما هي عليه الآن خارج إطار هذه العملية السياسية، وليسوا جزءا من أي حل سياسي في سوريا، ولابد من محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم». وأضاف إن «الحل السياسي ومستقبل بلادنا المنشود يعني جميع السوريين بمن فيهم الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيون وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد أبناء الشعب السوري، والذين لا يمكن أن يكون بشار الأسد وأركان نظامه ممثلين لهم».

واعتبر أن هذه الشروط المطروحة تشكل، إلى بنود أخرى، «إطار الحل السياسي» للنزاع السوري. وطلب من أعضاء مجلس الأمن أن «تؤمن الرعاية الدولية المناسبة والضمانات الكافية لجعل هذه العملية ممكنة، وان تتبنى الاتفاق الذي يمكن أن ينتج عنها عبر قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي». وشدد على أن «باب الحل السياسي الذي يضمن حقن الدماء والاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة لن يفتح إلا عبر تغيير موازين القوى على الأرض، بما يعني ذلك من إمداد الائتلاف وهيئة الأركان العسكرية المشتركة بكل أسباب القوة».

سوريا وتركيا

وذكرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين، بعثت بهما إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، إن الحكومة التركية «صعدت من مواقفها المعادية لسوريا عبر السعي لعرقلة تنفيذ البرنامج السياسي الذي طرحه رئيس الجمهورية، وما تبعه من خطوات عملية اتخذتها الحكومة السورية لتنفيذه كحل سياسي سلمي للازمة التي تمر بها سوريا، وممارسة الضغوط على بعض أطراف المعارضة السورية لرفض هذا البرنامج».

وأضافت الوزارة إن «الحكومة التركية تستمر في تدخلها السافر في الشؤون الداخلية السورية بصورة مباشرة وغير مباشرة، وبشكل يخالف القانون الدولي ما يشكل تهديدا للسلم والأمن في المنطقة والعالم». واعتبرت أن تركيا قامت «بتحويل أراضيها إلى مراكز تجميع وإيواء وتدريب وتمويل وتسليح وتهريب المجموعات الإرهابية المسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة بشكل أساسي وجبهة النصرة».

ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، خلال اجتماع اللجنة البرلمانية التركية ـ الأوروبية المشتركة في أنقرة، إلى «بدء حوار سياسي وبشكل فوري في سوريا، بين المعارضة والذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، رغم أن النظام رد على مبادرة رئيس الائتلاف الوطني احمد معاذ الخطيب بمزيد من الهجمات». وأضاف «ماذا يجب على المعارضة أن تفعل لتحريك المجتمع الدولي، رغم أنهم تعرضوا للظلم والقتل، ورغم أنهم لم يزودوا بأي إمكانيات؟».

(«السفير»، «سانا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز)

وزراء خارجية أوروبا يجتمعون الإثنين..في غياب الإبراهيمي: نقاش التسليح السوري .. و«تقييم دقيق» حول «حزب الله»

وسيم ابراهيم

إيجاد صيغة تحسم خلافات الدول الأوروبية حول حظر الأسلحة على سوريا ونقاش التحقيقات البلغارية حول تورط «حزب الله» في تفجير حافلة بورغاس.. قضيتان رئيسيتان في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين بعد غد الاثنين في بروكسل، كما أوضح مسؤول أوروبي رفيع المستوى للصحافيين، أشار إلى أن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لن يأتي إلى بروكسل. ففي القاهرة ما هو أهم بكثير، على ما يبدو.

بالنسبة لحظر الأسلحة، فلا تزال الخلافات قائمة، بين دول ترفض إحداث أي تغيير في صيغة الحظر الحالية «الشاملة» لجميع أطراف الصراع في سوريا، ودول أخرى، تتقدمها بريطانيا، تريد إيجاد صيغة «تمييزية» ما، تطبّق الحظر على النظام السوري وتستثني المعارضة. الخلافات ذاتها، لكن هناك سقفا زمنيا يتطلب حسمها، فنهاية هذا الشهر هي الموعد الأخير لتمديد العقوبات الأوروبية على سوريا سنة أخرى.

وفي سياق شرحه لأبعاد الخلافات، قال المسؤول الأوروبي، الذي فضّل عدم كشف هويته، أن الصورة الكاملة للتشكيلات التي تقدم نفسها بوصفها المعارضة المسلحة «غير واضحة أبداً، فهناك مجموعات الجيش السوري الحرّ، وهناك الجهاديون، وهناك الميلشيات المحلية وكل منها لديه أجندته وأهدافه، وتحقق هيمنة كبيرة».

هذا «التعقيد» يفسّر برأيه تباعد مواقف الدول الأوروبية من تسليح المعارضين. إضافة لذلك، فهو يرى أن الصراع في سوريا «لا يمكن حتى تسميته حرباً بمعنى الكلمة. هناك محور حرب يمتد من حلب إلى الحدود الأردنية، وغير ذلك هناك مناطق آمنة»، معلّقاً «الوضع صعب ومعقد على الأرض، ولا يمكن القول إن بعض المناطق تحت سيطرة النظام أو المعارضة، فهذا واقع متبدل من وقت لآخر».

مصدر أوروبي مطلع على نقاشات هذه القضية يقول لـ «السفير» إن «من غير المتوقع الخروج باتفاق أخير يوم الاثنين» حول حظر الأسلحة، لكن في الوقت ذاته «يجب على الوزراء الخروج باتفاق سياسي. عليهم إعطاء الخطوط العريضة، وفي أي اتجاه ستذهب صيغة الحظر. كل النقاشات السابقة كانت على مستوى التقنيين والخبراء. ما لدينا الآن موقف من دول تريد رفعا كاملا، وعلى الطرف الآخر هناك دول تريد إبقاء الحال كما هو تماما». أيا كانت الصيغة فهي تحتاج إلى إجماع أوروبي لإقرارها.

اللافت في هذا السياق، أن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ سيتجه ليخوض هذا النقاش، بعد حديثه في لندن أمام مركز للدراسات العسكرية عن سوريا بوصفها «المقصد رقم واحد للجهاديين». إصرار بريطانيا على رفع الحظر، أو تمييز المعارضة، سيعني أنها تعتبر تسليح المعارضين السوريين خيارا لتحجيم كتائب «الجهاديين»، خصوصاً أن هيغ يتحدث عن خطر المقاتلين «الجهاديين» إذا «ظلوا على قيد الحياة».

أما الإبراهيمي فلن يجتمع بالوزراء الأوروبيين. تمّ الإعلان رسميا عن زيارته إلى بروكسل منذ أكثر من شهر، لكن المسؤول الأوروبي قال إن الإبراهيمي لديه «جدول أعمال مثقل» في القاهرة. هل للأمر علاقة باجتماعات «الائتلاف الوطني» السوري المعارض، وما هو هذا الشيء «المثقِل» لجدول الإبراهيمي الذي يدور هناك؟ أم أراد تسجيل موقف من الأوروبيين الذين يناقشون موضوع رفع حظر التسليح فيما يدفع باتجاه الحل السياسي (مع ان المصدر الأوروبي استبعد ذلك)؟ على كل حال، الموعد مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تأجل إلى اجتماع مقبل في آذار.

لدى وزراء الخارجية أيضا قضية التحقيقات البلغارية حول تورط «حزب الله» في تفجير حافلة بورغاس. هذه المرة سيشتغل الضوء الأحمر لميكرفون وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف مطولاً، فنظراؤه ينتظرون منه شروحات تفصيلية حول نتائج التحقيقات البلغارية.

المصدر الأوروبي قال لـ«السفير» إن مسألة وضع «حزب الله» على القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية «تعتمد على كيف سيتجاوب الوزراء الأوروبيون مع التحقيقات البلغارية. من حيث المبدأ يمكن للدول الأعضاء إثارة الأمر ومتابعته رداً على نتائج التحقيقات». لكن المسؤول الأوروبي لفت انتباه الصحافيين إلى الحاجة إلى «تقييم دقيق» لنتائج التحقيقات البلغارية ودراسة الخطوات اللاحقة بناء على هذا التقييم. ومن حيث المبدأ، سياسياً، لا تزال هناك خلافات، ودول أوروبية ترفض الخوض في مسألة ضمّ «حزب الله» إلى القائمة السوداء.

مدير المطاحن في سوريا: إيران تزودنا بما نريده

كشف مدير الشركة العامة للمطاحن في سوريا أبو زيد كاتبي أن «إيران فتحت الخطوط البرية مع سوريا بشكل كامل لتزويدنا بجميع كميات الطحين التي نطلبها»، مشيراً إلى «توقيع اتفاقية مقايضة لتوريد 100 ألف طن طحين إيراني مقابل القطن والحمضيات وزيت الزيتون السوري».

وأشار كاتبي، في تصريح لصحيفة «الوطن» السورية نشر أمس، إلى «تسلم سوريا 20 ألف طن من هذا الطحين خلال 45 يوما ذهبت إلى الحسكة والقامشلي ودمشق، والتوريد مستمر».

وأعلن كاتبي «توقيع العديد من عقود الاستيراد، أولها الاتفاقية مع أوكرانيا لتوريد 100 ألف طن خلال العام 2013، وصل العقد الأول منه 10 آلاف طن»، مشيرا إلى أنه «أرخص العقود التي حصلنا عليها بتكلفة 356 يورو للطن الواحد. وهناك عقد مع شركة خاصة يتم تنفيذه الآن، بكمية 30 ألف طن طحين».

وأكد «تغذية جميع المحافظات السورية بالطحين، عدا حلب، لأن كافة الطرق النظامية المؤدية إليها مغلقة»، مشيراً إلى أن «العصابات المسلحة تقوم في حلب بسرقة القمح من الصوامع والمخازن الحكومية لطحنها في مطاحن خاصة في المحافظة وبيعه للأفران، وأن قسماً من الطحين يأتي تهريباً من تركيا». («السفير»)

نولاند: النظام السوري تحت ضغط كبير وإذا كان الأسد يريد الأفضل لبلاده فعليه السماح ببدء المفاوضات السياسية

واشنطن- (يو بي اي): أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند ان النظام السوري يتعرض لضغط كبير ويحارب على جبهات متعددة، مشيرة إلى انه إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يريد الأفضل لبلاده فلا بد له أن يسمح بانطلاق المحادثات السياسية.

وقالت نولاند خلال مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية انه “يبدو ان المعارضة (السورية) حققت تقدماً كبيراً هذا الأسبوع، فقد سيطرت على أمن مطار فيما يرد النظام بالقصف الجوي ولا يضرب المدنيين وحسب بل ضرب بعض قواته ما يعكس يأسه”.

وإذ أشارت إلى القتال جنوب دمشق وشرقها، بالإضافة إلى سقوط عدة مدن بيد المعارضة، قالت نولاند “من الواضح ان نظام الأسد بات يتعرض لضغط ملحوظ ويقاتل على جبهات متعددة”.

وسئلت إن كان لدى واشنطن انطباع بأن أيام الأسد باتت معدودة ومن الممكن أن يسقط النظام السوري في أي وقت، فأجابت ان الأمر صعب جداً “ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بشيء حوله”.

وأضافت انه “إذا كان الأسد يهتم فعلاً بما هو الأفضل لبلاده، وإذا كان يهتم بما هو الأفضل لمن هم في جانبه، فعليه أن يسمح ببدء المفاوضات السياسية”.

ورداً على سؤال عما إذا كان صحيحاً ان الأسد لا يعي ما يدور من حوله ومدى صعوبة الوضع، قالت نولاند انها لا يمكنها أن تقرأ ما في رأس الرئيس السوري “لكن تقدم الثوار والمعارضة والضغط على الجيش السوري والقوات التي ما زالت مخلصة له يترك تأثيراً أقله على قواته”.

وشددت على ان أمريكا تنتظر لترى كيف تتطور الأمور، “وما نسعى وراءه الآن هو استمرار تقوية ائتلاف المعارضة السوري لجهة ارتباطته المباشر باللاعبين السياسيين والمجتمعات المحررة داخل سوريا، ومعاً يمكنهم المضي بالعملية الانتقالية قدماً”.

وختمت بالقول ان “المسالة هي متى نصل إلى نقطة نكون فيها فعلاً في عملية انتقالية، وعندها نبحث في الأمور الأخرى”.

المعارضة المسلحة تسيطر على مركز للهجانة في درعا ومعارك بمحيط مطارات حلب

بيروت- (ا ف ب): سيطر مقاتلون معارضون للنظام السوري السبت على مركز للهجانة (حرس الحدود) قريب من الحدود الاردنية، بينما تستمر الاشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

في محافظة درعا (جنوب)، افاد المرصد ان “مقاتلين من عدة كتائب سيطروا على كتيبة الهجانة للقوات النظامية قرب بلدة زيزون” القريبة من الحدود الاردنية.

واشار الى تعرض البلدة على الاثر لقصف من القوات النظامية، ما اسفر عن مقتل وجرح واسر عناصر الكتيبة والاستيلاء على اسلحة واليات ثقيلة، مضيفا ان “حجم الخسائر في صفوف الكتائب المهاجمة لم يعرف بعد”.

وتسيطر القوات النظامية على كل المعابر الحدودية الرسمية بين الاردن وسوريا، الا ان مقاتلي المعارضة يتواجدون في بعض النقاط الحدودية الصغيرة التي لا توجد فيها معابر رسمية.

وفي حلب (شمال)، يواصل مقاتلو المعارضة منذ ايام هجماتهم على مواقع للقوات النظامية في منطقة حلب، بهدف تحييد المطارات والحد بالتالي من قدرات الطيران الحربي السوري وغاراته.

وقد تمكنوا من احراز تقدم في نقاط عدة، واستولوا على مراكز عسكرية وعلى مطار الجراح العسكري.

وفي محافظة حمص، تتعرض قرى محيطة بمدينة القصير احد معاقل مقاتلي المعارضة في المحافظة، للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد وناشطين.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان “القصف شديد جدا ويتم براجمات الصواريخ والهاون والدبابات على القرى والمناطق المحيطة بالقصير بمعدل ست قذائف في الدقيقة الواحدة”.

وكانت القوات النظامية صعدت عملياتها العسكرية خلال الفترة الاخيرة في مدينة حمص ومناطق اخرى من المحافظة الواقعة في وسط البلاد.

في محافظة القنيطرة (جنوب غرب)، وقعت “اشتباكات عنيفة”، بحسب المرصد، “في محيط حاجز الشرطة العسكرية عند دوار بلدة خان ارنبة سيطر على اثرها مقاتلون على الحاجز”، قبل ان ينسحبوا منه مجددا الى بلدة جباثا الخشب بسبب كثافة القصف الذي تعرضوا له من القوات النظامية.

وكان المعارضون استولوا على دبابة من الحاجز عملوا على اعطابها قبل انسحابهم، بحسب المرصد.

وتقع جباثا ضمن منطقة وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل، بينما خان ارنبة على حدودها.

في محافظة الحسكة (شمال شرق)، قال المرصد ان اشتباكات وقعت ليل الجمعة السبت “اثر هجوم نفذه مقاتلون من جبهة النصرة على منزل كان يتحصن فيه عناصر القوات النظامية في قرية قرب مدينة الشدادي، واسفرت عن مقتل “أمير من جبهة النصرة ومصرع سبعة عناصر من القوات النظامية”.

وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 170 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء البلاد.

تركيا تضرب أهدافا في سورية بعد سقوط قذيفة هاون داخل حدودها

عواصم ـ وكالات: ذكرت وكالة أنباء ‘الاناضول’ التركية الجمعة أن اسطنبول قصفت أهدافا عسكرية سورية ردا على سقوط قذيفة هاون انطلقت من سورية على الجانب التركي من الحدود.

وانفجرت قذيفة الهاون على بعد نحو كيلومتر من قاعدة عسكرية تركية في منطقة غابات بمحافظة هاتاي جنوب تركيا.

وكانت العلاقات بين الجارتين قد تدهورت منذ بدء نظام بشار الاسد حملته الدامية ضد معارضيه في آذار/مارس 2011 .

وأرسلت الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا لتركيا بطاريات صواريخ باتريوت لمساعدة حليفتها في حلف شمال الاطلسي (الناتو) في الدفاع عن حدودها حيث تسقط صواريخ من سورية على مناطقها المدنية.

الى ذلك نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة في مقابلة مع قناة ‘إيه آر دي’ التلفزيونية الألمانية وجود قوات روسية في سورية باستثناء بضع عشرات من الموظفين الفنيين في مرفق الدعم البحري في طرطوس.

جاء ذلك فيما اعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض الجمعة ان اي حل سياسي للازمة المستمرة منذ 23 شهرا، لا يمكن ان يشمل الرئيس بشار الاسد واركان نظامه، وذلك في بيان حصلت وكالة ‘فرانس برس’ على نسخة منه.

السفير البابوي في سورية: ‘نمشي فوق دماء الضحايا والعالم يغسل يديه

الفاتيكانـ ا ف ب: اعرب السفير البابوي في سورية المونسينيور ماريو زيناري الخميس عن حزنه العميق لوقوف العالم باسره مكتوف اليدين ازاء ما يحصل في هذا البلد حيث ‘نمشي فوق دماء الضحايا’ بينما المجتمع الدولي ‘يغسل يديه’.

وقال السفير البابوي لاذاعة الفاتيكان ‘نحن نعيش جمعة عظيمة (ذكرى صلب السيد المسيح) تدوم وتدوم، ولا يمكن بعد رؤية نور الفصح منها (…) اخشى ان يتكرر ما حصل يوم الجمعة العظيمة: اي غسل اليدين (كما فعل الحاكم الروماني بيلاطس البنطي خلال محاكمة المسيح)’، منتقدا بشدة وقوف المجتمع الدولي في موقف المتفرج حيال ما يحصل في هذا البلد.

واضاف ‘نمكث في اماكننا نتفرج على سورية وهي تتحول الى انقاض والمجتمع الدولي لا يعلم ما عساه يفعل. عدد الضحايا مهول بالفعل: نشعر وكأننا نمشي فوق دماء هؤلا الضحايا، ضحايا العنف (…) هذه الدماء التي تلطخ نعال احذيتنا بكل معنى الكلمة’.

واكد انه ‘لا يجوز ان يغسل العالم يديه’ مما يجري في سورية.

وينال المسيحيون في سورية حصتهم من اعمال العنف في البلاد على الرغم من انهم غير مستهدفين بشكل خاص، بحسب شهادات عدد من الاساقفة. ويفر الكثير من المسيحيين من قراهم ومدنهم الى الخارج. ويشعر المسيحيون بانهم متروكين حتى من الكنائس الغربية.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس مطلع شباط/فبراير، انتقد المطران انطوان اودو اسقف حلب للكلدان ورئيس كاريتاس سورية، الغرب الذي ‘لا يولي اي اهمية للمجموعات المسيحية’ في الشرق الاوسط. وقال لدينا انطباع بأن لا احد يصغي الينا! فهم لا يكترثون لوجودنا او لرحيلنا! اولوية الغرب هي القوة الاقتصادية والمجتمع الاستهلاكي. وهو لا يرى الاهمية التاريخية لوجودنا. فمن جهة، ثمة مجتمعات علمانية، ومن جهة اخرى، ثمة مسلمون يزدادون تعصبا. والمسيحيون عالقون بين هذه العقلية العلمانية وهذه العقلية الاصولية’.

معارك في محيط المطارات في حلب والمعارضة تسجل انتصارات

أ. ف. ب.

فيما تتواصل المعارك في محيط منطقة المطارات في حلب، سجلت المعارضة السورية انتصارات تريد تعزيزها بخطوات أخرى من شأنها الحد من قدرات الطيران الحربي.

بيروت: سيطر مقاتلون معارضون للنظام السوري اليوم السبت على مركز للهجانة (حرس الحدود) قريب من الحدود الأردنية، بينما تستمر الاشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

في محافظة درعا (جنوب)، افاد المرصد ان “مقاتلين من كتائب عدة سيطروا على كتيبة الهجانة للقوات النظامية قرب بلدة زيزون” القريبة من الحدود الاردنية. وأشار الى تعرّض البلدة على الاثر لقصف من القوات النظامية، ما اسفر عن مقتل وجرح واسر عناصر الكتيبة والاستيلاء على اسلحة واليات ثقيلة، مضيفا ان “حجم الخسائر في صفوف الكتائب المهاجمة لم يعرف بعد”.

وتسيطر القوات النظامية على كل المعابر الحدودية الرسمية بين الاردن وسوريا، الا ان مقاتلي المعارضة يتواجدون في بعض النقاط الحدودية الصغيرة التي لا توجد فيها معابر رسمية. وفي حلب (شمال)، يواصل مقاتلو المعارضة منذ ايام هجماتهم على مواقع للقوات النظامية في منطقة حلب، بهدف تحييد المطارات، والحد بالتالي من قدرات الطيران الحربي السوري وغاراته.

وقد تمكنوا من احراز تقدم في نقاط عدة، واستولوا على مراكز عسكرية وعلى مطار الجراح العسكري. وفي محافظة حمص، تتعرّض قرى محيطة بمدينة القصير احد معاقل مقاتلي المعارضة في المحافظة، للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد وناشطين.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان “القصف شديد جدا، ويتم براجمات الصواريخ والهاون والدبابات على القرى والمناطق المحيطة بالقصير بمعدل ست قذائف في الدقيقة الواحدة”. وكانت القوات النظامية صعدت عملياتها العسكرية خلال الفترة الاخيرة في مدينة حمص ومناطق اخرى من المحافظة الواقعة في وسط البلاد.

في محافظة القنيطرة (جنوب غرب)، وقعت “اشتباكات عنيفة”، بحسب المرصد، “في محيط حاجز الشرطة العسكرية عند دوار بلدة خان ارنبة سيطر على اثرها مقاتلون على الحاجز”، قبل ان ينسحبوا منه مجددا الى بلدة جباثا الخشب بسبب كثافة القصف الذي تعرّضوا له من القوات النظامية. وكان المعارضون استولوا على دبابة من الحاجز عملوا على اعطابها قبل انسحابهم، بحسب المرصد. وتقع جباثا ضمن منطقة وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل، بينما خان ارنبة على حدودها.

في محافظة الحسكة (شمال شرق)، قال المرصد إن اشتباكات وقعت ليل الجمعة السبت “اثر هجوم نفذه مقاتلون من جبهة النصرة على منزل كان يتحصن فيه عناصر القوات النظامية في قرية قرب مدينة الشدادي، واسفرت عن مقتل “امير من جبهة النصرة ومصرع سبعة عناصر من القوات النظامية”.

تأتي هذه التطورات غداة مقتل 170 شخصًا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا، ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء البلاد.

خطف اكثر من 300 مدني بينهم نساء واطفال خلال يومين في شمال غرب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وسكان السبت، في عمليات ذات طابع طائفي لا سابق لها بهذا الحجم منذ بدء النزاع قبل 23 شهرا.

وبدأت هذه العمليات الخميس مع اقدام مجموعة مسلحة على خطف اكثر من اربعين مدنيا من قريتي الفوعة وكفريا وغيرها من القرى الشيعية معظمهم من النساء والاطفال. وبعد ساعات، اقدمت مجموعات موالية للنظام على خطف اكثر من سبعين شخصا من قرى سنية.

وسجلت في وقت لاحق الخميس والجمعة عمليات خطف طاولت العشرات من المدنيين السنة.

وقال المرصد في بيان السبت “ارتفع الى اكثر من 300 مواطن عدد المخطوفين من مدن وبلدات سراقب وبنش وسرمين وقيمناس ومعرة النعمان ومعرتمصرين في محافظة ادلب بينهم العديد من الاطفال والنساء (…) ردا على عملية اختطاف حافلة ركاب يوم الخميس الماضي كانت تقل اكثر من 40 من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا من أتباع المذهب الشيعي”.

ونقل المرصد عن مصادر اخرى ان عدد المخطوفين قد يكون اكبر بكثير.

واكد احد سكان الفوعة الذي رفض كشف اسمه وهو في التاسعة والعشرين من العمر لوكالة فرانس برس خبر الخطف، مشيرا الى ان “مسلحين من أبناء الفوعة وكفريا خطفوا باصات متجهة من وإلى بلدة سرمين وعدد من القرى الأخرى (في ادلب) تقل مئات المدنيين”.

واشار الى انه “تم في وقت لاحق اطلاق النساء والأطفال وبقي الرجال فقط محتجزين”، مضيفا انه لا يعرف الاعداد بالضبط.

وتقع الفوعة وكفريا الى شمال شرق مدينة ادلب على طريق حلب ادلب الرئيسي، وتحيط بها قرى سنية.

ويؤكد سكان ان “حوادث الخطف تتكرر في المنطقة” بين سنة وشيعة، الا انها المرة الاولى التي تطاول نساء بهذا العدد. وغالبا ما تنتهي هذه الحوادث بعمليات تبادل مخطوفين بين ابناء المذهبين.

وتشهد قرى في محافظة حمص (وسط) ايضا عمليات خطف ذات طابع طائفي.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/793537.html

هيغ: جهاديو سوريا الأخطر على الغرب

بريطانيا ترسم استراتيجتها لمكافحة الإرهاب.. وتجدد الالتزام برفع الحظر عن تسليح المعارضة

باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط

بينما تزداد المؤشرات على احتمال اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارا برفع حظر السلاح عن المعارضة السورية في اجتماعه بعد غد في بروكسل، أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، الليلة قبل الماضية، أن سوريا باتت اليوم «الوجهة الأولى للجهاديين»، محذرا من أنه كلما طال أمد النزاع الدائر في هذا البلد زاد «خطرهم» على الغرب.

وقال هيغ، في كلمة ألقاها في لندن حول «مكافحة الإرهاب في الخارج»، إن بلاده «لم تفقد إيمانها» بانتفاضات الربيع العربي التي أطاحت منذ بداية 2011 إلى الآن بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي واليمني علي عبد الله صالح والعقيد الليبي معمر القذافي. لكنه قال إن «سوريا هي اليوم الوجهة الأولى للجهاديين في العالم أجمع، ومن بين هؤلاء هناك أشخاص مرتبطون ببريطانيا وبدول أوروبية أخرى». وأضاف هيغ في كلمته أن الثورة السورية «ستكون الحالة الأكثر حدة لانتفاضة يختطفها الإسلاميون».

وكانت الخارجية البريطانية قد أكدت في غير مناسبة أنها تتعامل «بمنتهى الجدية» مع تقارير عن وجود بريطانيين ضمن المسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصا بعد حادثة خطف المصور الصحافي البريطاني جون كانتلي وزميله جيرون أورليمانيس، اللذين أكدا سماعهما للهجات بريطانية ضمن المجموعة الخاطفة. وأضاف هيغ الذي تحدث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (روسي)، وهو مركز للدراسات العسكرية، أن هؤلاء «الجهاديين قد لا يشكلون أي خطر علينا عندما يذهبون إلى سوريا، ولكن إذا ظلوا على قيد الحياة يمكن أن يعودوا مزودين بآيديولوجية أكثر تصلبا وبخبرة في الأسلحة والمتفجرات».

يشار إلى أن لندن تحاول الضغط على الاتحاد الأوروبي لتخفيف حظر الأسلحة المفروض على سوريا بهدف تسهيل وصول المزيد من المساعدات العسكرية إلى المعارضة السورية. وتنتهي صلاحية الحظر الحالي نهاية فبراير (شباط) الحالي، ومن المنتظر أن يعقد في بروكسل الأسبوع المقبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لتدارس المطلب البريطاني بتوريد أسلحة ومواد غير فتاكة مثل السترات الواقية من الرصاص ومعدات الاتصال للثوار.

كما وجه هيغ رسالة إلى المسؤولين الروس بالقول «كلما طال أمد الصراع تزايد خطر هذا الأمر، وهي نقطة يجب ألا يغفلها صناع القرار في روسيا وغيرها»، وحث روسيا والصين على دعم جهود مجلس الأمن الدولي من أجل التوصل إلى حل للصراع «وإلا واجهنا خطر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية».

واستخدم هيغ خطابه لوضع خطط لتنفيذ برنامج طموح لحشد الدعم لحقوق الإنسان في دول حليفة للندن بهدف مقاومة الإرهاب الدولي. وأشار إلى أن الهدف من مبادرة «شراكات العدالة وحقوق الإنسان» هو تمكين المملكة المتحدة من تبادل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالأنشطة الإرهابية مع بلدان لا تتمتع برصيد عال في ما يتعلق بحقوق الإنسان، من دون أن يؤدي ذلك إلى تعذيب أو إساءة معاملة المشتبه بهم. وقال «عندما نكتشف خيوطا لمؤامرة إرهابية تحاك في بلد ثالث، فسنكون مستعدين لتبادل هذه المعلومات لمنع تنفيذ هذه المخططات». وأضاف أن المملكة تتوقع أن يؤدي ذلك إلى اعتقال، والتحقيق، ومحاكمة المتورطين وفقا «لالتزاماتنا القانونية، ومع احترام حقوقهم الإنسانية في كل مرحلة». وتأتي هذه المبادرة بعد مقتل ستة بريطانيين الشهر الماضي في محطة «تيقنتورين» في منطقة عين أميناس بالجزائر التي تشارك في إدارتها شركة «بريتش بتروليوم».

وعلى صعيد متصل، من المفترض أن تبدأ في 5 يونيو (حزيران) المقبل محاكمة كل من جبير شودري وشاجول إسلام، بتهمة الضلوع في خطف المصورين اللذين كانا يغطيان النزاع السوري في يوليو (تموز) العام الفائت. وفي اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط» من لندن أمس، رفضت الخارجية البريطانية الكشف عن عدد «الجهاديين» البريطانيين في سوريا، لكن الناطق باسم الخارجية شدد على أن «الحكومة البريطانية تأخذ على محمل الجد وجود عدد منهم ضمن صفوف المقاتلين الأجانب في سوريا»، مضيفا أن الخارجية تنصح بعدم السفر إلى سوريا، وأن «أي شخص، بمن فيهم الرعايا السوريون، يعرضون أنفسهم للخطر، لا سيما أن السوريين (الثوار) أعلنوا بشكل صريح أنهم بحاجة إلى معونات ومساعدات وليس مقاتلين».

وفي سؤال حيال ما إذا كانت الاستراتيجية الجديدة ستشكل تقهقرا لمساعي بريطانيا من ناحية رفع الحظر الأوروبي على توريد السلاح للمعارضة السورية، أكدت الخارجية في بيان أرسلته لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة المتحدة ستحضر اجتماع مجلس وزراء الخارجية الأوروبي المقرر عقده الاثنين 18 فبراير المقبل في بروكسل بهدف رفع الحظر. وأشار البيان إلى قناعة المملكة بوجوب رفع الحظر بداية مارس (آذار) المقبل، وذلك للتأكد «من أن جميع الوسائل التي تطلبها المعارضة لحماية المدنية متاحة». وأضاف البيان «وجوب تعديل الحظر الحالي المفروض على الأسلحة بحيث يستهدف نظام الأسد والميليشيات التابعة له».

وفي ما يتعلق بالربط بين الاستراتيجية التي تحدث عنها هيغ والدعم العسكري للمعارضة السورية، أشار البيان إلى أن «المملكة المتحدة لم تتخذ قرارات من شأنها أن تغير دعمها المقدم للائتلاف الوطني أو السوريين عامة»، مؤكدا أن الهدف الأساسي لرفع الحظر المزمع هو «إرسال رسالة قوية للأسد مفادها أننا لن نستبعد أي خيار لإنهاء العنف وحل الأزمة».

ويعد اجتماع الاثنين المقبل الثاني من نوعه بعد الاجتماع الوزاري نهاية الشهر الماضي الذي باشر بدراسة الملف المذكور منكبا على تفحص وثيقة أعدها مكتب كاثرين أشتون، ممثلة السياسية الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، التي اقترحت خمسة خيارات يتعين على الوزراء الـ27 اختيار واحد منها بالإجماع.

وتتأرجح الخيارات المقترحة «حتى الآن» ما بين الإبقاء على الحظر كما هو ولمدة مماثلة للفترة السابقة (أي ثلاثة أشهر) أو تقصيرها لشهرين مثلا لتكون بمثابة «إشارة سياسية» للنظام السوري ومن يدعمه، أو إقرار رفع «جزئي» للحظر أو الرفع التام. وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» إنه في حال بقي الانقسام القائم الآن بين العواصم الأوروبية على حاله، فإن أحد المقترحات التي قد تطرح على الطاولة هو إعطاء الدول الأوروبية الأعضاء حق تقرير ما تريد أن تفعله بنفسها، أي كسر القرار الجماعي والتعاطي انفراديا مع الواقع السوري.

وتبدو أوروبا منقسمة إزاء ملف تصفه مصادر فرنسية بأنه «معقد وبالغ الحساسية». وأكثر الدول تحفظا على رفع الحظر هي الدول الإسكندينافية، وتاليا فرنسا التي كانت أول من دعا إلى رفع الحظر. وتتذرع باريس، بحسب ما فهم من تصريحات رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند قبل أيام بمناسبة القمة الأوروبية، بوجود «مبادرات سياسية» لتأجيل رفع الحظر، في إشارة إلى ما طرحه رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة أحمد معاذ الخطيب الذي اقترح «حوارا مشروطا» مع النظام السوري وللوساطة التي ما زال يؤديها المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي ومساعيه للتقريب بين المواقف الروسية والأميركية.

غير أن الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو قال في مؤتمره الأسبوعي أمس إن أحد العوامل التي يأخذها الأوروبيون بعين الاعتبار هو التساؤل عمن يمكن أن يصل إليه السلاح. وبكلام آخر، فإن باريس ومعها العديد من الأوروبيين، تريد أن تعرف لمن يعطى السلاح، وأين سيستعمل، وكيف يمكن استعادته عندما يسقط النظام.

وترى فرنسا أن «التحدي الكبير ليس السلاح أو عدمه، بل بلورة حل سياسي انطلاقا من مقترحات الخطيب والإبراهيمي». غير أن المشكلة تكمن في أن الكثير من المراقبين الغربيين يقولون إن الخروج من حال المراوحة الميدانية «لن يتم ما دامت الأمور لم تتغير ويشعر واحد من الطرفين بأن زمن التفاوض قد أتى لتجنب المزيد من الخسائر». وبحسب المصادر الدفاعية الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإن الانطباع العام المكون لدى الأجهزة يفيد بأن الأسد «لم يرم بكامل قوته في الميدان، وأنه ما زال لديه احتياطي عسكري واسع» يستطيع اللجوء إليه رغم ما خسره من مناطق. ونقلت مصادر فرنسية أخرى عن الجانب الروسي قوله إن الانسحابات التي قامت بها قوات الأسد من بعض المناطق كانت «طوعية» لتحاشي تشتيت جيشه وللمحافظة على ما يعتبره «مناطق استراتيجية»، أي الخط المنطلق من درعا جنوبا وصولا إلى دمشق وامتدادا منها إلى وسط سوريا فالواجهة البحرية.

لاجئون سوريون يختفون فجأة من البصرة في ظروف غامضة

الحكومة المحلية ترجح عودتهم إلى إقليم كردستان

البصرة: فارس الشريفي

رغم استقبال العراق خلال الأشهر الماضية الآلاف من اللاجئين السوريين في مخيمات أعدت بإقليم كردستان ومدينة القائم على الحدود مع سوريا، فإن وصول عدد منهم إلى البصرة التي تقع على نحو 550 كيلومترا جنوب بغداد، واختفاءهم بعد ذلك بظروف غامضة، أثار المخاوف لدى بعض المنظمات غير الحكومية والناشطين في المدينة بشأن مراعاة حقوق الإنسان ومدى تقبل الحكومات المحلية وإبداء المساعدة للاجئين السوريين على أراضيها.

وكانت 18 عائلة إضافة إلى عدد من الأفراد يقدر مجموعهم بأكثر من 200 شخص من اللاجئين السوريين، قد وصلوا إلى مدينة البصرة مطلع الأسبوع الماضي ليسكن بعضهم في فنادق على نفقتهم الخاصة وآخرون على الأرصفة، بينما أبدى مكتب الهلال الأحمر في المدينة استعداده لفتح مخيم لهم، ليفاجأ بعد ذلك بخروجهم من البصرة بظروف غامضة. وقال مصدر في جمعية الهلال الأحمر العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجمعية علمت بوجود 18 عائلة بالإضافة إلى عدد من اللاجئين السوريين بإجمالي فاق 200 فرد وصلوا إلى مدينة البصرة وسكن بعضهم في أربعة فنادق بمنطقة العشار وسط مركز المدينة. وأضاف المصدر، أنه «تمت زيارة العوائل التي لم تكن تحمل أوراقا ثبوتية وتم إعداد العدة لإنشاء مخيم في البصرة خاصة أن مخازن الجمعية تكفي لإغاثتهم، بينما وافقت رئاسة الجمعية في بغداد على فتح المخيم». وتابع بالقول لكن عند التوجه لهم أمس (أول من أمس)، فوجئنا بأنهم اختفوا، وعند سؤال الحكومة المحلية في البصرة ومكتب وزارة حقوق الإنسان قالوا إنهم رحلوا إلى إقليم كردستان. وعند التوجه بالسؤال إلى أصحاب الفنادق عن اللاجئين السورين وأسباب رحيلهم عن البصرة رفض معظم العاملين في الفندق رفضا قاطعا الخوض في هذا الموضوع، باستثناء واحد أشار إلى أنهم خرجوا مجبورين. وكانت دائرة الهجرة والمهجرين في البصرة قد كشفت عن نزوح 18 عائلة سورية لاجئة من مخيم دوميز في دهوك إلى المحافظة، مشيرة إلى أن المفوضية السامية للاجئين طلبت إقامة مخيم للاجئين في البصرة إلا أن الحكومة المحلية في المحافظة اعتذرت متحججة بهشاشة الوضع الأمني. وقال هاشم العيبي، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس محافظة البصرة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المدينة غير مهيأة لاستقبال اللاجئين السوريين، وهذا ما تم نقله بالفعل لهم عند لقاء ممثلين عن الحكومة المحلية باللاجئين». وأضاف أن «أهم الأسباب هي عدم وجود قاعدة بيانات أمنية لهم في المدينة وضعف البنى التحتية لإقامة مخيم في البصرة فتم الاعتذار منهم». ولاقى موقف الحكومة المحلية تجاه قضية اللاجئين السوريين استهجان بعض المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وناشطين مدنيين. وقال الشيخ محمد الزيداوي، ناشط مدني، لـ«الشرق الأوسط»: «موقف الحكومة المحلية في البصرة لا يعكس أخلاق المدينة ومبادئ حسن الجوار، خاصة أن السوريين استضافوا العراقيين قبل عام 2003 وبعده، لكن هذا الأمر يعكس مدى المراهقة السياسية من قبل من يعتلون سدة الحكم في البصرة».

وتابع بالقول «هناك إمكانات في البصرة وهناك كرفانات خاصة وخيم ومواد إغاثة لدى الحكومة المحلية، ومن السهولة أن تستخدمها في إنشاء مخيم للاجئين السوريين، كما أن الوضع الأمني في المدينة يتيح ذلك لكن موقفها غير مفهوم ومرفوض من قبل أبناء المدينة».

قرى وأحياء موالية تعيق تقدم المعارضة في الداخل السوري

تحولت إلى ثكنات ومراكز للجيش النظامي

بيروت: «الشرق الأوسط»

مع بدء الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري، لعبت الأحياء والقرى المؤيدة للنظام في مختلف المدن والمناطق السورية دورا كبيرا في مساعدة القوات النظامية خلال قمعها للمظاهرات التي كانت تخرج من الأحياء المعارضة. لكن في الوقت الراهن يؤكد ناشطون معارضون أن «القرى الموالية تحولت إلى خزان لما يسمى بـ(اللجان الشعبية)، حيث تم تجنيد الشبان ودفعهم إلى إقامة حواجز على الطرق، ثم ما لبثت أن تحولت هذه اللجان إلى (ميليشيات) مسلحة ترافق القوات النظامية في عملياتها العسكرية». وبحسب ناشطين فإن «المدفعيات النظامية تتركز في الأحياء والقرى الموالية، فيما يقوم سكان هذه الأحياء بعمليات خطف ونهب وحرق للمنازل التي يتم اقتحامها».

وتتوزع في مدينة حمص وسط سوريا الكثير من الأحياء الموالية التي يتحدر أهلها من الطائفة العلوية، ومنها الزاهرة والنزهة والعباسية والأرمن ووادي الذهب. ويشير أحد الناشطين المعارضين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذه الأحياء تم استحداثها بعد وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى السلطة، حيث استقدم سكانها من منطقة (المخرم) الريفية شرق حمص». وأضاف: «معظم سكان هذه الأحياء ينتمون إلى أجهزة الأمن والجيش.. الأمر الذي يجعل مساعدتهم للنظام الحاكم بديهيا».

ووفقا للعقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في «الجيش السوري الحر»، «فقد خرجت من هذه الأحياء مع بداية الثورة تشكيلات أطلق عليها (اللجان الشعبية) من أجل قمع المظاهرات التي كانت تخرج سلمية في ذلك الوقت، فهاجموا الأحياء المنتفضة، مثل السبيل والبياضة والخالدية وباب السباع، وأهانوا الأهالي». ويشير الحمود لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «اللجان التي كانت تقوم بقمع المظاهرات تحولت حاليا إلى كتائب مسلحة تدعى (كتائب البعث)، وتم توزيعها على حواجز عسكرية لمساعدة القوات النظامية»، مؤكدا «وجود عصابات مدعومة من النظام تخرج من هذه الأحياء لتخطف الناس وتعتقلهم وتسرق منازلهم قبل حرقها». ويوضح الحمود أن «هناك خطوط تماس واضحة باتت تقسم مدينة حمص إلى أحياء للنظام وأخرى تحت سلطة (الجيش الحر)، ما يجعل تأثير الأحياء الموالية ضعيفا نسبيا مقابل تأثيره القوي في العاصمة دمشق». ورغم أن الأحياء التابعة للنظام في دمشق لا تتجاوز الثلاثة، فإن مساكن الضباط وعائلاتهم التي تنتشر بالقرب من القطع العسكرية المتمركزة في ضواحي العاصمة تشكل عائقا كبيرا أمام عمليات «الجيش الحر»، وفقا للعقيد حمود.

وتتوزع هذه المساكن بين ضاحية الأسد في حي حرستا ومنطقة الديماس والكسوة، إضافة إلى مساكن الفرقة الرابعة التي تقع في منطقة السومرية. وبحسب ناشطين معارضين فإن «أهالي هذه المساكن تسلحوا وانخرطوا في ميليشيات تدعم القوات النظامية».

وفي ريف حماه، حيث يعيش موزاييك طائفي يجمع السنة والعلويين والمسيحيين والإسماعيليين، تنتشر الكثير من القرى الموالية التي تحوي تجمعات عسكرية تتمثل بـ«الأمن العسكري» وفوج للقوات خاصة. ومن هذه المناطق مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية، وقرية قمحانة التي يعيش فيها خليط من السنة والعلويين، وقرية معان في الريف الشمالي ذات الغالبية العلوية، إضافة إلى السقيلبية والربيعة كفربهم. ويكشف الناشط المعارض أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط» عن أنه «قد تم ترحيل النساء والأطفال من بعض هذه القرى وتحولت إلى ثكنات عسكرية تتركز فيها آليات القوات النظامية». وأشار إلى «ارتكاب بعض سكان هذه القرى مجازر بحق أهالي المناطق الثائرة، مثل مجزرة القبير التي نفذها شبيحة من القرى المجاورة».

أما في ريف إدلب (شمال سوريا)، فيشير ناشطون معارضون إلى أن «قريتي الفوعة وكفريا ذات الأغلبية الشيعية تساعدان الجيش النظامي الذي يركز مدفعيته في هاتين القريتين لقصف القرى المجاورة التي تدعم الثورة». ويكشف أحد أعضاء «تنسيقية حلب للثورة السورية» عن «عمليات تجنيد لشبان من قريتي اللبول والزاهرة الشيعيتين الواقعتين في شمال غربي حلب؛ لضمهم إلى اللجان الشعبية الموالية للنظام الحاكم، والموكل إليها مهمة قمع «الثوار».

روسيا ترفض المعايير المزدوجة.. وتحذر من مغبة استمرار الوضع الراهن في سوريا

العربي ووزراء خارجية مصر والكويت وليبيا يزورون موسكو الأسبوع المقبل

موسكو: سامي عمارة

أكد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية المبعوث الشخصي للرئيس الروسي للشرق الأوسط، تمسك موسكو بما سبق أن أعلنته حول ضرورة إجراء لقاء جديد بأسرع وقت ممكن لمجموعة العمل حول سوريا، محذرا من مغبة استمرار الوضع الراهن هناك الذي قال إنه يمكن أن يسفر عن انهيار البلاد.

وأشار بوغدانوف إلى أن بلاده لا تزال عند موقفها مما سبق أن أعلنته حول أهمية انضمام لاعبين خارجيين مؤثرين مثل السعودية وبعض الدول المجاورة ومنها لبنان والأردن ومصر إلى جانب إيران. وقال إن بلاده تنطلق في دعوتها إلى توسيع إطار «مجموعة العمل» حول سوريا من مبدأ «كلما كثر عدد اللاعبين الخارجيين المؤثرين الذين سيقفون على أرضية واحدة، زادت فعالية جهودنا لوقف حمام الدم في سوريا والتوصل إلى حل بناء للأزمة».

وفي كوناكري عاصمة غينيا، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يقوم حاليا بجولة أفريقية، إلى التخلي عن المعايير المزدوجة في تسوية النزاعات. وأكد في ختام لقائه مع نظيره الغيني فرانسوا فال، أول من أمس، وجوب التخلي عن المعايير المزدوجة خاصة في مالي، مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة المتعلقة بالربيع العربي ستكون «درسا جيدا» لمن يلجأ إلى المعايير المزدوجة. وأضاف أن «كل الخطوات التالية في مالي يجب أن تتخذ، مع الأخذ بعين الاعتبار مواقف قيادة مالي أولا، وثانيا العمل الذي تقوم به دول إكواس (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)»، موضحا أن اهتمام بلاده بتنسيق أعضاء هذه المجموعة يأتي لمواقفها تجاه «دعم المطالب الشرعية للحكومة المالية بتقديم المساعدة من أجل تصفية الأخطار الإرهابية».

وأعاد لافروف إلى الأذهان أن مجلس الأمن الدولي كان قد تبنى قرارين حول مالي سمحا بنشر القوة الأفريقية بموافقة حكومة مالي. وكانت موسكو سبق أن أعلنت على لسان أناتولي إيسايكين رئيس هيئة صادرات السلاح الروسية تأييدها مطالب تقديم الدعم العسكري التي تقدمت بها الحكومة الشرعية في مالي، مؤكدا أن موسكو تبحث إرسال المزيد من الدعم العسكري إلى جانب ما سبق أن أرسلته منذ أسبوعين من أسلحة ومدرعات وطائرات عسكرية إلى مالي.

ومن اللافت أن موسكو تحرص في الآونة الأخيرة على تكثيف نشاطها في المنطقتين العربية والأفريقية، بينما من المقرر أن تستقبل الأسبوع المقبل عددا من وزراء خارجية البلدان العربية ومنها مصر وليبيا والكويت إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية الذي يصل إلى العاصمة الروسية للمشاركة في المنتدى العربي الروسي الذي يعقد لأول مرة في العاصمة الروسية.

وكانت موسكو وجهت الدعوة أيضا إلى كل من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومعاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، وإن حرصت على تأكيد أنه ليست هناك أي خطة للجمع بينهما حول مائدة حوار مباشر.

تبادل خطف مدنيين من الشيعة والسنّة في شمال غرب سوريا

                                            خطف اكثر من مئة مدني في شمال غرب سوريا، في عمليات يخشى ان تكون ذات طابع طائفي، في حين تبادلت قوات الاسد الثوار القصف في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري (شمال) وسط استعداد الطرفين لشن هجوم متبادل.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مجموعات مسلحة موالية لنظام الاسد خطفت ليل الخميس ـ الجمعة سبعين رجلا وامرأة متوجهين على متن اربع حافلات صغيرة الى مدينة ادلب (شمال غرب)، مشيرا الى ان الحادث وقع قرب حاجز لقوات الاسد.

واوضح المرصد ان الخاطفين قدموا من قريتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، بينما يتحدر معظم المخطوفين من قرى سراقب وسرمين وبنش السنية، بحسب المرصد.

واتت العملية بعد ساعات من قيام مجموعة مسلحة بخطف اربعين مدنيا على الاقل غالبيتهم من النساء والاطفال، وهم شيعة من الفوعة وكفريا، كانوا على متن حافلة في طريقهم الى دمشق.

وتخوف المرصد من ان تكون عمليات الخطف هذه “ذات طابع طائفي”، في بلد متنوع التركيبة الدينية. وتتألف سوريا البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، من غالبية سنية، واقليات علوية (التي ينتمي اليها الاسد) ومسيحية ودرزية.

وتواصلت أمس اعمال العنف لا سيما في شمال البلاد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال ان القوات النظامية تقصف “محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، في حين يرد المقاتلون بقصف متقطع بصواريخ محلية الصنع على مطار النيرب”.

واوضح ان “النظام يتحضر لعملية واسعة لاستعادة السيطرة على اللواء 80” المكلف حماية المطارين، والذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الاربعاء الماضي بعد اشتباكات “ادت الى مقتل ما لا يقل عن 150 شخصا من الطرفين، بينهم ضباط كبار من القوات النظامية”.

واشار عبد الرحمن الى ان المقاتلين “يحاولون السيطرة على مطار النيرب وتدمير مدرجات مطار حلب الدولي التي يستخدمها النظام لاغراض عسكرية”.

ولفت المرصد الى ان اشتباكات تدور في محيط بلدة تلعرن في ريف مدينة السفيرة “مع رتل من القوات النظامية متجه من حماة (وسط) ويحاول التقدم الى محيط المطارين”.

وحقق مقاتلو المعارضة تقدما في الايام الماضية باتجاه المطارات العسكرية في حلب وسيطروا على مطار الجراح علما انهم يحاصرون مطار منغ، ضمن محاولتهم لتحييد المطارات التي يستخدمها سلاح الطيران، وهو نقطة تفوق للنظام في مواجهة السلاح المتواضع في ايدي المقاتلين.

وفي دمشق، قصفت القوات النظامية حي جوبر (شرق) الذي يضم جيوبا لمجموعات مقاتلة معارضة، مثله مثل بعض الاحياء الجنوبية المتاخمة لريف دمشق.

وفي الريف، تعرضت احياء في مدينة حرستا (شمال شرق) للقصف من القوات النظامية التي ارسلت تعزيزات اضافية الى مدينة داريا (جنوب غرب)، والتي تحاول منذ فترة فرض كامل سيطرتها عليها.

من جهة اخرى، ردت المدفعية التركية أمس على قذيفة هاون اطلقت من سوريا وسقطت في اراضيها من دون ان تؤدي الى اضرار، بحسب ما افادت وكالة الاناضول للانباء.

ولم يعرف مصدر القذيفة التي سقطت في منطقة احراج في بلدة يايلاداغ بمحافظة هاتاي (جنوب شرق) الواقعة على الحدود.

في هلسنكي، اعلنت الجمارك الفنلندية أمس ان معدات عسكرية مصدرها روسيا ووجهتها سوريا تمت مصادرتها على متن سفينة كانت تخضع للمراقبة في ميناء فوساري الفنلندي في هلسنكي.

واوضح بيان انه خلال عملية مراقبة، عثر مفتشو الجمارك على قطع غيار لدبابات داخل مستوعب على السفينة “ام اس فينسان”.

ووفق المعلومات الاولية للجمارك، فان المستوعب مصدره روسيا وكان متجها الى سوريا.

وبدأت الوحدة الجنائية في الجمارك تحقيقا في قضية تصدير غير قانوني لمعدات عسكرية. واضاف البيان ان المحققين اعتقلوا اربعة مشتبه بهم ينتمون جميعا الى طاقم السفينة.

وتملك السفينة المذكورة شركة “فينلاينز” وهي من اكبر شركات النقل البحري في منطقة بحر البلطيق.

وحظر الاتحاد الاوروبي اي عملية بيع او تسليم او نقل او تصدير لاسلحة الى سوريا.

وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده بأن تنحي الأسد عن السلطة أمر مستحيل لأن الأسد قرر البقاء ولن يتراجع عن قراره.

وقال لافروف، في تصريحات إعلامية نقلتها وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية أمس: “إن من يقول إنه لا يمكن أن يبدأ التفاوض بين الحكومة والمعارضة إلا عندما يستقيل الرئيس السوري فعليه أن يعرف أن (الأسد) “لا يعتزم الرحيل”, مشيرا إلى أن أحدا لا يستطيع أن يقنعه بالتراجع عن قراره.

أضاف لافروف: “(الأسد) قال أنا سوري وولدت هنا وأدافع عن شعبي وسأموت في سوريا.. ولن يستمع إلينا أو الصينيين والإيرانيين أو غيرهم”.

وأشار لافروف إلى أن روسيا لا تدافع عن الأسد أو أية شخصية أخرى في سوريا.. “فلا نهتم بالشخصيات ونهتم بمصير سكان سوريا”.

وأعلن عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس ان الائتلاف مستعد للتفاوض على رحيل الاسد مع أي من أعضاء حكومته الذين لم يشاركوا في الحملة الصارمة ضد الثورة.

وكان معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف، أطلق المبادرة بشروط عامة الشهر الماضي من دون التشاور مع الائتلاف وهو ما فاجأ أعضاء الائتلاف السبعين. وانتقدت كتلة قوية داخل الائتلاف يهيمن عليها الاخوان المسلمون المبادرة واعتبروها اضرارا بالثورة.

ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية السوري وليد المعلم محادثات هذا الشهر في موسكو أحد أهم حلفاء سوريا في الخارج.

وتأمل الحكومة الروسية ان يزورها الخطيب قريبا في محاولة لتحقيق انفراجة في الصراع الدائر منذ عامين تقريبا.

مصادر في المعارضة إن من شأن تأييد الائتلاف رسميا لمبادرة الخطيب أن يمنحها ثقلا أكبر على الساحة الدولية ويقوض حجة أنصار الأسد بان المعارضة منقسمة بصورة لا يمكن معها النظر اليها كطرف جاد.

وبعد اجتماع عقد في القاهرة ليل الخميس ـ الجمعة لأعضاء المكتب السياسي للائتلاف المكون من 12 عضوا، قال وليد البني عضو المكتب إن المكتب وافق على مبادرة الخطيب لكنه وضع خطوطا عريضة لمحادثات السلام ستطرح للموافقة عليها من جانب أعضاء الائتلاف بكامل اعضائه الخميس المقبل.

وقال عضو آخر في الائتلاف إن اجتماع الائتلاف بكامل أعضائه سيحاول احياء خطط لتشكيل حكومة مؤقتة وهي الخطط التي قوضتها انقسامات داخل صفوف الائتلاف.

وقال البني لـ”رويترز” إن الأسد وحلفاءه في الجيش والمخابرات لا يمكن أن يكونوا جزءا من المفاوضات.

اضاف البني من القاهرة: “نرغب في التفاوض مع أي مسؤول مدني بشأن ازاحة بشار وانهاء الاستبداد”. وأكد أن “بشار وزمرته لن يكونوا طرفا في أي محادثات ولن نعتبر الموجودين من جانب الحكومة ممثلين عنه”. وتابع البني أن أعضاء حزب البعث الذي يتزعمه الأسد والذي يحكم سوريا منذ انقلاب عام 1963 يمكن ان يشاركوا في المحادثات المقترحة إذا كانت “أيديهم نظيفة من الدماء”.

وأوضح البني إن اجتماع المكتب السياسي للائتلاف بحث سبل التعامل مع ايران وروسيا، وهما الحليفان الرئيسيان للأسد، بعد أن اجتمع الخطيب مع وزيري خارجية البلدين في ميونيخ هذا الشهر.

وردا على سؤال عن شائعات بأن الخطيب قد يلتقي المعلم في موسكو، قال البني إنه لم يتحدد موعد لزيارة الخطيب وانه لا يعلم أي شيء عن اجتماع محتمل مع وزير الخارجية السوري.

وأعلن الخطيب أنه على استعدادا لاجراء محادثات مع ممثلين عن الأسد في المناطق التي تهيمن عليها المعارضة في شمال سوريا في مسعى لوضع نهاية للصراع.

(أ ف ب، رويترز، أ ش أ)

قصف مكثف لحمص ومعارك حول مطار حلب

                                            كثفت القوات النظامية في سوريا قصفها على العديد من المناطق في حمص وريفها، خاصة في أحياء حمص القديمة والقصور وجورة الشياح والقرابيص والحولة، في أعقاب يوم دام خلف 107 قتلى بينهم 32 مدنيا.

وأظهرت صور مسربة بثها ناشطون قصفا براجمات الصواريخ على مناطق في حمص ليلا بشكل متواصل ومكثف، بينما أعلن الجيش الحر سيطرته على مبنى الأمن العسكري ومنطقة دوار البلد بخان أرنبة في ريف مدينة القنيطرة جنوب سوريا.

وتحدثت شبكة شام عن اشتباكات عنيفة في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة بين الجيش الحر وقوات النظام، مشيرة إلى أن الجيش الحر تمكن من تحرير دوار البلدة واغتنام دبابة. وأشارت الشبكة في الوقت نفسه إلى تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء مدينة دير الزور.

واطلع فريق الجزيرة على اللواء 80 الذي سيطر عليه الثوار ويبعد نحو 15 كيلومترا شرق مدينة حلب. وكانت كتائب المهاجرين وجيش محمد وفرسان السنة و لواء التوحيد قد تمكنوا الثلاثاء الماضي من السيطرة على اللواء الذي يعتبر خط الدفاع الأول عن مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق إن مقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية وكتيبة المهاجرين سيطروا “على كتيبة الدفاع الجوي التي تقع غرب بلدة حاصل وشرق مطار حلب الدولي”، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي استعادت الكتيبة قبل أيام. وذكر المرصد أن الكتيبة “مهمة” لقربها من مطار حلب الدولي الذي يشهد محيطه ومحيط مطار النيرب العسكري القريب منه، اشتباكات متقطعة وقصفا.

اشتباكات متفرقة

من ناحية أخرى، دارت اشتباكات في محيط بلدة تلعرن في ريف مدينة السفيرة مع رتل للقوات النظامية يحاول التقدم إلى محيط مطاري حلب والنيرب. وفي محيط مطار كويرس العسكري القريب من مدينة الباب، اندلعت اشتباكات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ستة من عناصر القوات النظامية.

يشار في هذا السياق إلى أن مقاتلي المعارضة حققوا تقدما في الأيام الماضية باتجاه المطارات العسكرية في حلب، وسيطروا على مطار الجراح مع استمرار حصارهم لمطار منغ، في محاولات لتحييد سلاح الطيران الذي يمثل نقطة تفوق للنظام.

كما دارت اشتباكات قرب بلدة حيش وفي محيط معسكري وادي الضيف والحامدية، حيث يفرض المقاتلون حصارا على المنطقة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية.

أما في دمشق، فقد قتلت طفلة جراء سقوط قذيفة على حي التقدم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق. وتضم الأحياء الجنوبية لدمشق جيوبا لمجموعات مقاتلة معارضة، على غرار الأحياء الشرقية، ومنها جوبر الذي يتعرض لقصف متواصل.

وكانت أعمال العنف والمواجهات التي تصاعدت أمس الجمعة قد أدت إلى مقتل 107 أشخاص هم 32 مدنيا و42 مقاتلا معارضا و33 جنديا نظاميا، وفق حصيلة غير نهائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

مخاوف طائفية

وعلى صعيد آخر، وفي محافظة إدلب تحدث المرصد عن خطف أكثر من مائة مدني، وسط مخاوف من أن تكون ذات طابع طائفي.

وقال المرصد إن مجموعات مسلحة موالية للنظام خطفت ليل الخميس سبعين رجلا وامرأة متوجهين على متن أربع حافلات صغيرة إلى مدينة إدلب، موضحا أن الخاطفين قدموا من قريتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، بينما ينحدر المخطوفون من قرى سراقب وسرمين وبنش السنية.

وقد حذرت الأمم المتحدة مؤخرا من أن النزاع في سوريا بات “طائفيا بشكل واضح”، ويهدد الأقليات في البلد المؤلف من غالبية سنية، وأقليات علوية ومسيحية ودرزية.

وكان آلاف السوريين قد تظاهروا أمس الجمعة في مناطق مختلفة في جمعة أطلقوا عليها “وكفى بالله نصيرا”. وشملت المظاهرات محافظات دمشق وريفها وإدلب وحلب ودرعا وحماة ودير الزور. وهتف المتظاهرون للحرية وطالبوا بإسقاط النظام ووقف القصف والحصار على المدن السورية.

وطالب المتظاهرون في هتافاتهم بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه، كما رفعوا لافتات تطالب المعارضة والكفاءات السورية خارج البلاد بالعودة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال سوريا لإعادة بناء ما دمره النظام.

أميركا تدعو الأسد للتفاوض والمعارضة تشترط

                                            دعت الولايات المتحدة الأميركية الرئيس السوري بشار الأسد السماح بانطلاق المحادثات السياسية مع المعارضة، مشيرة إلى أن النظام يتعرض لضغط كبير. وفي حين أكد الائتلاف الوطني السوري المعارض أن أي حل سياسي للأزمة لا يمكن أن يشمل الأسد وأركان نظامه، انتقد وزير الخارجية الروسي الائتلاف قائلا إنه لا يملك خطة بنّاءة لحل الأزمة.

فقد أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن النظام السوري يتعرض لضغط كبير ويحارب على جبهات متعددة، وأضافت أنه يبدو أن المعارضة السورية حققت تقدماً كبيراً هذا الأسبوع، فقد سيطرت على مطارات “في حين يرد النظام بالقصف الجوي ولا يضرب المدنيين وحسب، بل ضرب بعض قواته مما يعكس يأسه”.

وإذ أشارت إلى القتال جنوب دمشق وشرقها، بالإضافة إلى سقوط مدن عدة بيد المعارضة، قالت نولاند من الواضح أن نظام الأسد بات يتعرض لضغط ملحوظ ويقاتل على جبهات متعددة.

وسئلت إن كان لدى واشنطن انطباع بأن أيام الأسد باتت معدودة ومن الممكن أن يسقط النظام السوري في أي وقت، فأجابت بأن الأمر صعب جداً ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بشيء بشأنه.

وأضافت أنه إذا كان الأسد يهتم فعلاً بما هو الأفضل لبلاده، وإذا كان يهتم بما هو الأفضل لمن هم في جانبه، فعليه أن يسمح ببدء المفاوضات السياسية.

وشددت على أن أميركا تنتظر لترى كيف تتطور الأمور، “وما نسعى وراءه الآن هو استمرار تقوية ائتلاف المعارضة السوري لجهة ارتباطه المباشر باللاعبين السياسيين والمجتمعات المحررة داخل سوريا، ومعاً يمكنهم المضي بالعملية الانتقالية قدماً”.

شروط الائتلاف

من جانبه أكد الائتلاف الوطني السوري المعارض أن أي حل سياسي للأزمة لا يمكن أن يشمل الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه. ووفقا لبيان صدر بعد اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف في القاهرة، فإن هذه الفئة يجب أن تحاسب على ما اقترفت من جرائم.

وفتح الائتلاف الباب أمام “الشرفاء” في أجهزة الدولة والبعثيين والقوى السياسية التي لم تتورط في جرائم للانضمام إلى الحل السياسي. ورأى الائتلاف أن هذه الشروط المطروحة تشكل، إضافة إلى بنود أخرى، إطار الحل السياسي للنزاع السوري.

وطلب من أعضاء مجلس الأمن ولا سيما روسيا والولايات المتحدة أن “تؤمن الرعاية الدولية المناسبة والضمانات الكافية لجعل هذه العملية ممكنة، وتبني الاتفاق الذي يمكن أن ينتج عنها، عبر قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي”.

وطالب البيان روسيا بأن تثبت أنها غير متمسكة بالأسد من خلال ما وصفها بخطوات عملية. وحذّر إيران من أن استمرار دعمها للأسد يحمل مخاطر اندلاع صراع طائفي في المنطقة.

وشدد على أن “باب الحل السياسي لن يفتح إلا عبر تغيير موازين القوى على الأرض، بما يعني ذلك من إمداد الائتلاف وهيئة الأركان العسكرية المشتركة بكل أسباب القوة”.

من جانبه قال عضو المكتب السياسي للائتلاف وليد البني إنه لم يتحدد موعد لزيارة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب إلى روسيا، موضحا أن المكتب السياسي سيطرح مبادرة الخطيب للموافقة عليها من جانب أعضاء الائتلاف بكامل أعضائه يوم الخميس.

انتقاد روسي

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المعارضة السورية لم تبلور خطة بنّاءة لحل الأزمة ولا تقدم بديلاً سياسياً.

وتوجه لافروف إلى المعارضة بالقول “أنتم تكرهون النظام ولكن يجب أن يكون لديكم أجندة لبلادكم وليس للنظام بل لشعبكم، أجندة تتضمن رؤيتكم السياسية لكيفية الوصول إلى سوريا الجديدة”.

وجدد القول إن روسيا لا تحمي الأسد وإنها لا تهتم بالشخصيات، بل بمصير الشعب السوري، وأشار إلى أن الذين يشترطون رحيل الأسد قبل اتخاذ أي خطوة “يجب أن يقبلوا المسؤولية عن المزيد من الضحايا السوريين لأن الحرب سوف تستمر”.

وبشأن الخطة التي طرحها الرئيس السوري في يناير/كانون الثاني الماضي لحل الأزمة، قال لافروف إن هذه الأفكار “لم تكن على الأرجح” مرضية للجميع، وطالب الأسد باقتراح بعض التحسينات على ما اقترحه، على الرغم من إقراره بأن الخطة هي خطوة إلى الأمام لإنقاذ البلاد من الدمار الكامل ومن التفكك.

وأوضح لافروف أن بلاده تمد سوريا بأنظمة دفاع جوي مخصصة لحماية البلاد وليست موجهة للاعتداء على المواطنين، ونفى وجود عسكريين روس في سوريا باستثناء بضع عشرات الأشخاص الموجودين في نقطة الإمداد والصيانة التابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس، مشيراً إلى أن هذه نقطة توفير خدمات الصيانة للسفن البحرية وليست قاعدة عسكرية.

تساؤلات بشأن مغزى عدد القتلى بسوريا

أثارت الكاتبة البريطانية شارماين نارواني تساؤلات متعددة بشأن دقة الأرقام المتعلقة بعدد الضحايا في سوريا وغيرها من البلدان، وكذلك بشأن الأهداف الكامنة وراء تضخيم بعض الجهات لهذه الأعداد في الحروب والصراعات، داعية إلى توخي الدقة وعدم استغلال هذه النقطة لأهداف سياسية.

وقالت شارماين في مقال نشرته لها صحيفة ذي غارديان البريطانية إن الأمم المتحدة تعلن عن أرقام عالية تبعث على الصدمة لضحايا الصراع في سوريا، موضحة أن المفوضة السامية لحقوق الإنسان في المنظمة الدولية أعلنت أن محصلة ضحايا السوريين تقترب من سبعين ألفا.

وتساءلت هل تساعد هذه الإحصاءات في إنقاذ أرواح السوريين، أم أنها تسهم في إحراج أطراف الصراع المتعنتين ودفعهم بالتالي إلى حل سياسي، أم أنها تزيد من تبادل الاتهامات وتعميق الانقاسامات وتصعيد الأزمة؟

وقالت الكاتبة إن عدد الضحايا والإصابات في الحروب الحديثة صار له مدلولات سياسية، فهو قد يسهم في تنبيه المجتمع الدولي إلى حجم العنف والمعاناة، وإلى مخاطر الصراع داخل البلد المعين وخارجه.

استغلال الضحايا

وأضافت شارماين أن عدد الضحايا قد يتم استغلاله وتضخيمه والتلاعب به أيضا بهدف تحقيق مصالح وأهداف سياسية، وذلك كما عليه الحال في سوريا والعراق ودارفور وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها.

وفي إطار التأكيد على ما تقوله، أشارت إلى أن الحكومة الليبية أعلنت حديثا أنه تم تضخيم عدد القتلى خلال أعمال العنف التي شهدتها البلاد عام 2011، وأن الحكومة أعلنت أن العدد الحقيقي للقتلى لا يتجاوز خمسة آلاف من كل جانب.

وقالت الكاتبة إن العدد الأخير لضحايا ليبيا يبتعد كثيرا عن العدد الذي كان يتم إعلانه في السابق والذي تمثل في عشرات الآلاف من الضحايا، والذي سهل عملية قيام حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتدخل “الإنساني”.

وأضافت أن الحكومتين الأميركية والبريطانية لم تتمكنا من تقدير عدد ضحايا غزو العراق، وذلك رغم وجود قوات هاتين الحكومتين في البلاد، وأن الحكومتين نفسيهما تقتبسان أرقاما مفصلة بشأن الضحايا في سوريا، وذلك رغم عدم تمكنهكما من الوصول إلى المصادر الضرورية لتأكيد صحة المعلومات.

وعودة إلى ضحايا سوريا، تقول الكاتبة إن عددهم قفز من 45 ألفا إلى ستين ألفا في وقت سابق من العام الجاري، موضحة أن هذه الأرقام جمعها فريق من الخبراء الإحصائيين في منظمة بينيتك الأميركية برئاسة ميغان برايس، وذلك برعاية من جانب الأمم المتحدة وبهدف دمج البيانات من سبع قوائم منفصلة.

وأشارت إلى أن السياسيين ووسائل الإعلام يستخدمون هذه الأرقام معتبرين إياها صحيحة، وقالت إنها تستخدم للدعوة إلى التدخل العسكري الأجنبي في الصراع على حساب التسويات الدبلوماسية المحتملة.

ونسبت إلى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن -والذي تعتبر معلوماته من ضمن هذه القوائم- وصفه خطوة الأمم المتحدة بأنها لأغراص “سياسية”، وأنها لأهداف”دعائية”، مضيفة أن عبد الرحمن نفسه يشكك في المعلومات الأممية في ما يتعلق بعدد الضحايا في سوريا.

قسوة النظام

وأضافت الكاتبة أن تضخيم عدد القتلى في سوريا من شأنه أن يدلل على مدى قسوة نظام الرئيس بشار الأسد، وعلى مدى وحشية النظام في قتله المدنيين المسالمين.

وتابعت أن فريق منظمة بينيتك قدم تحليلات مفادها أن نسبة النساء من ضحايا سوريا يبلغ 7.5% فقط، مما يعني أن غالبية الضحايا من الذكور، وأن الشريحة الأكبر تتراوح أعمارهم بين عشرين وثلاثين عاما، وأنه يمكن تصنيفهم على أنهم في “سن الخدمة العسكرية”.

وتقول إن تقديرات مدير المرصد السوري تفيد بأن ثلثي الضحايا رجال مسلحون، مضيفة أن هذا يشكك في دقة الأرقام التي تتداولها الأمم المتحدة وجهات أخرى، أو تلك المنسوبة إلى مجازر بين المدنيين، وأن الأمم المتحدة نفسها تشير إلى أن “التحليل لم يكن قادرا على التمييز بوضوح بين المقاتلين وغير المقاتلين”.

كما دعت الكاتبة وسائل الإعلام إلى توخي الدقة أثناء التعامل مع الإحصاءات المتعلقة بعدد القتلى، وكذلك في ما يتعلق بكونهم مدنيين أم مسلحين، وبكيفية قتلهم، وكذلك بشأن الطريقة التي تمت من خلالها عمليات الإحصاء، وذلك لأن المبالغة وعدم الدقة في عدد القتلى من شأنه التحريض وتصعيد وتيرة الصراع.

المصدر:غارديان

رجال دين دروز يدعون أبناءهم للانشقاق عن جيش الأسد

ناشطون سوريون بثوا صوراً تظهر سيطرة الجيش الحر على مطار الجراح

دبي – قناة العربية

جدد عدد من رجال دين طائفة الموحدين الدروز دعوة أبنائهم للانشقاق عن جيش النظام والعودة إلى بيوتهم لأنهم “يدافعون عن قادة يقتلون أبناء الوطن” حسب ما جاء في بيان نشرته مواقع التواصل الاجتماعي.

ميدانياً، تدور اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام قرب مطار كويرس العسكري في حلب. وفي ريف دمشق دك الجيش الحر مواقع للأمن في عدرا بقذائف الهاون واستخدموا راجمات الصواريخ لقصف مواقع قوات النظام في حفير في ريف دمشق

وعلى بعد عشرين كيلومتراً من العاصمة دمشق، تمركزت كتائب الجيش الحر وقامت بتجهيزات عسكرية لتنفيذ عملية نوعية ضد مواقع للأمن التابعة للواء 39 في مدينة عدرا في ريف دمشق، حسب ما أفادت به سانا الثورة.

وفي الجهة الأخرى من ريف دمشق، بثت سانا الثورة تسجيلات مصورة تظهر عناصر من لواء الإسلام التابع للجيش الحر وهو يستخدم راجمات الصواريخ لقصف مواقع تتمركز فيها قوات النظام في بلدة حفير.

هذا وأعلن الجيش الحر سيطرته على سرية الهجانة في زيزون في درعا، بعد أن سيطروا أمس على كتيبة السهوة في ريف درعا واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. ومن أحد أهم إنجازات الجيش الحر حسب ما وصفها الناشطون السيطرة على حاجز الشرطة العسكرية في دوار خان أرنبة في محافظة القنيطرة بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

صور لسيطرة الحر على مطار الجراح

من جهة أخرى، بث ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت، صوراً تظهر سيطرة الجيش السوري الحر على مطار الجراح العسكري في حلب، بحسب قناة “العربية”، السبت.

إلى ذلك، أظهرت صور نشرها الجيش الحر استيلاءه على كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات ورادارات، إضافة إلى ذخائر وآليات، وذلك في موقع كتيبة السهوة في درعا التي سيطر عليها أمس الخميس، والتي توصف بأنها أضخم كتائب النظام في سوريا.

وحقق الجيش الحر عدداً من الانتصارات الاستراتيجية على الأرض خلال الأسبوع الماضي، منها استيلاؤه على حقل نفطي في محافظة الحسكة شرقي البلاد.

وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإنه بعد ثلاثة أيام من المعارك بين قوات النظام والجيش الحر، استطاع الأخير السيطرة على قرية الشدادي وعلى حقل جبيسة النفطي القريب منها والذي يعتبر من أكبر الحقول النفطية في البلاد.

الأسد ليس جزءاً من الحل

سياسياً، أكد رئيس المكتب القانوني في ائتلاف قوى المعارضة السورية، هيثم المالح، في اتصال مع “العربية” أن الائتلاف سيبحث في العشرين من الشهر الحالي مسودة مبادرة جديدة تهدف لإسقاط النظام السوري والتأسيس لمرحلة انتقالية.

وفيما تحفظ المالح عن الحديث عن بنود المبادرة، أكد عضو المكتب التنفيذي هشام مروة، أنها تتضمن رؤية سياسية لتشكيل حكومة مؤقتة تعمل على قيادة المرحلة الانتقالية.

وفشلت مبادرة رئيس ائتلاف قوى المعارضة السورية، معاذ الخطيب، بعدما رفض النظام السوري الاستجابة للحوار مع المعارضة.

أما عنوان المبادرة الجديدة التي تصيغها الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف فهو إنهاء حكم بشار الأسد، والتأسيس لمرحلة انتقالية جديدة، والتأكيد على أن الرئيس السوري والقيادة الأمنية والعسكرية المسؤولة عن القرارات ليسوا جزءاً من أي حل في سوريا.

“الحر” يحرز تقدما باتجاه مطار حلب الدولي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد مراسل سكاي نيوز عربية في حلب أن “الجيش السوري الحر” أحرز تقدما باتجاه مطار حلب الدولي، السبت، وذلك إثر سيطرة المعارضة المسلحة على اللواء 80 المخصص لحماية المطار.

وقال الناشط السوري هادي العبد الله لـ”سكاي نيوز عربية”، السبت، إن “معارك عنيفة” اندلعت في المحافظة بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر، تركز أغلبها في محيط مطار النيرب العسكري.

وأضاف أن عددا من مقاتلي الجيش الحر وعناصر من القوات الحكومية قتلوا في الاشتباكات الدائرة للسيطرة على المطار الدولي في محافظة حلب، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية جوية بالقرب منه.

وأعلن مركز حلب الإعلامي أن الجيش السوري الحر أحرز تقدماً على جبهة مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، وذلك بعد أيام من انطلاق عملية أطلق عليها “الثأر لشهداء النهر”. كما أشار المركز أن المعارضة المسلحة استطاعت السيطرة على اللواء 80 دفاع جوي القريب من المطار.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له، السبت، إلى أن نحو 150 شخصا قتلوا في الاشتباكات المستمرة من أجل السيطرة على مطار حلب الدولي، الذي يعتبر نقطة حيوية بالنسبة للقوات الحكومية المتمركزة فيه.

وقتل 50 شخصاً في أحدث الاشتباكات المسلحة وأعمال العنف التي اندلعت في مدن سورية عدة، السبت. وأفاد ناشطون عن قصفت الدبابات حي جوبر في دمشق، وشن الجيش حملات دهم واعتقال في حي سويقة القريب من العاصمة، في حين تجدد القصف بالمدفعية على ريف دمشق وعلى بلدة داريا تحديدا.

من فيديو بثه ناشطون يظهر قصفا شنته القوات الحكومية من جبل قاسيون

من فيديو بثه ناشطون يظهر قصفا شنته القوات الحكومية من جبل قاسيون

بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الحر في حلب ماجد عبد النور، السبت، إن الاشتباكات بين القوات الحكومية والجيش الحر مازالت مستمرة في محيط مطار مينغ العسكري، وأن “الجيش الحر يضيق الخناق يوميا على القوات الحكومية” الموجودة في المطار.

وأشار عبد النور في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” إلى “اشتباكات متواصلة” في محيط مطار كويرس العسكري في حلب، في محاولة من الجيش الحر للسيطرة عليه. وأضاف أن عناصر الجيش الحر يتمركزون حاليا على بعد مئات الأمتار عن ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة بعد أن سيطروا على الأحياء المحيطة بالساحة.

866 قتيلا في أسبوع

قتل خلال الأسبوع الماضي أكثر من مائة طفل، و44 امرأة، و11 ناشطا إعلاميا، و4 أطباء.

إلى ذلك، بلغ إجمالي عدد القتلى في مختلف المناطق السورية خلال الأسبوع المنصرم 866 قتيلاً، بينما يستمر العنف والاشتباكات في البلد الذي دخل مرحلة صنفت بالحرب الأهلية بعد الانتفاضة ضد النظام التي انطلقت في مارس 2011.

وأوضح ناشطون في تقرير حديث أن عدد الأطفال من إجمالي قتلى الأسبوع الماضي بلغ 102، بينما قتلت 44 امرأة، إضافة إلى 11 ناشطاً إعلامياً و4 أطباء، بحسب تقرير صادر عن المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية.

وأوضح التقرير إن غالبية القتلى قضوا في محافظات حلب (239 قتيلاً) ودمشق وريفها (229 قتيلاً) وحمص (93 قتيلاً).

وكان عدد الضحايا في مختلف المحافظات السورية الجمعة قد بلغ 92 قتيلاً، بحسب ما نقلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في آخر تقاريرها الجمعة.

واستمرت المعارك والاشتباكات في مناطق عدة من سوريا السبت، فتعرضت بلدة حجيرة بريف دمشق لقصف بقذائف المدفعية، كما استهدف قصف صاروخي منطقة تل شهاب بريف درعا.

وفي حلب وريفها، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية في أحياء حلب القديمة، وكذلك في محيط معسكر الشبيبة ومعمل القرميد في بلدة النيرب بإدلب.

وقال ناشطون إن القوات الحكومية السورية نسفت عدة مبان متاخمة لمطار المزة العسكري في دمشق في محاولة للتصدي لأي هجوم محتمل للمعارضة المسلحة.

وبث ناشطون صورا على الانترنت تظهر قصفا جوياً على منطقة كفر بطنا في ريف دمشق القريبة هي الأخرى من المطار.

40 ألفا يفرون من الشدادي

من ناحية ثانية، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الجمعة إن ما يقدر بنحو 40 ألفاً فروا من بلدة الشدادي شرقي سوريا بعد معارك عنيفة على مدى 3 أيام.

وأضاف أنه قام بتوزيع حصص غذائية إضافية في بالمنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، وأوضح أن فريقاً من البرنامج زار المنطقة و”قدر أن نحو 40 ألف شخص فروا من الشدادي إلى مدينة الحسكة”.

وقالت جماعة تراقب أعمال العنف إن مقاتلي المعارضة سيطروا على الشدادي الخميس بعد الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 30 منهم و100 من عناصر القوات الحكومية.

مصادر بالجيش السوري الحر: 125 ألف مقاتل حول دمشق

روما (16 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كشفت مصادر مرتبطة بالجيش السوري الحر عن وجود عدد كبير من الكتائب المسلحة حول العاصمة السورية دمشق قدّرت عددها بنحو 150 ألف مقاتل، على حد وصفها

وقالت في اتصال عبر سكايب لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يوجد في ريف العاصمة السورية الممتد من الزبداني غرباً وحتى حدود النبك شرقاً بما فيها الغوطة الشرقية والغربية نحو 125 ألف مقاتل من كتائب ثورية مسلحة مختلفة أبرزها لواء الإسلام ولواء التوحيد وأبابيل حوران ولواء الجنوب بالإضافة إلى ألوية تابعة لجبهة النصرة”

وأضافت المصادر “أكبر تجمع للقوى الثورية المسلحة هي مدينة دوما وما حولها، هناك نحو 50 ألف مقاتل يدافعون عن هذه المنطقة، وبعض ألوية من تلك التي تحاصر دمشق تضم 20 ألف مقاتل كامل التجهيز”

وحول نسبة العسكريين المنشقين من الجيش النظامي في هذه الكتائب المسلحة، قالت “ليسوا النسبة الكبرى، من الصعب تحديد عددهم أو نسبتهم بدقة، لكن التصور الأولي يؤكد على أن نسبة ضباط وعناصر الجيش المنشق تشكل بين 20 و30% من القوات الثورية المسلحة حول دمشق، أما الباقي فهم من المدنيين” وفق تقديرها

وبالمقابل نفت المصادر أن يكون هناك نيّة في الوقت الراهن للقوى الثورية المسلحة أن تبدأ معركة دمشق، وقال “على المدى المنظور لا نية للمقاتلين بالهجوم على دمشق في هذه الأيام، لكن المعركة لابد منها، وسيكون دخول القوات الثورية للعاصمة سريعاً ومركزاً، وستكون مسألة حماية المدنيين بعين الاعتبار”

وزير الدفاع الفرنسي يدعو الى عملية انتقالية في سوريا من دون الاسد

دعا وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان في ابوظبي الى تحرك في سوريا، لتشجيع القيام بعملية انتقالية من دون الرئيس بشار الاسد.

وقال الوزير الفرنسي امام المشاركين في مؤتمر حول الدفاع في الخليج يعقد في ابوظبي “حيال الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري حتى الان، فإن من الضروري التحرك من اجل تجاوز الانقسامات من اجل انتقال سياسي”.

واضاف ان التغيير في سوريا يفترض ان يكون “عملية انتقالية لا مكان فيها للرئيس الاسد”.

وفرنسا عضو دائم في مجلس الامن الدولي حيث ما زالت روسيا والصين تعرقلان اي امكانية لحل سياسي للحرب في سوريا التي اسفرت حتى الان عن 70 الف قتيل خلال حوالى سنتين، كما تفيد حصيلة للامم المتحدة.

اشتباكات

وسجلت اشتباكات فجر السبت بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد عن استمرار سماع اصوات قذائف في المنطقة.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في رسالة ان “القصف شديد جدا ويتم براجمات الصواريخ والهاون والدبابات على القرى والمناطق المحيطة بالقصير بمعدل ست قذائف في الدقيقة الواحدة”.

وكانت القوات النظامية صعدت عملياتها العسكرية خلال الفترة الاخيرة في مدينة حمص ومناطق اخرى من المحافظة الواقعة في وسط البلاد.

خطف

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن مسلحين موالين للحكومة قاموا باختطاف 300 شخص شمال غربي سوريا مقابل خطف 42 شيعيا الأسبوع الماضي.

وقال مدير المركز رامي عبدالرحمن إن الخطف والخطف المضاد قد يؤدي إلى اندلاع أحداث عنف طائفية في محافظة إدلب ذات الأغلبية السنية.

وكان 42 شيعيا، معظمهم من النساء والأطفال، قد اختطفوا أثناء توجههم من قريتي فوقا وكفاريا الشيعيتين الى العاصمة دمشق.

وقال عبدالرحمن إن هوية خاطفي الشيعة غير معروفة.

وطالبت ممثلة الأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي في مناطق النزاع، زينب حوا بنغورا، بإطلاق سراح النساء، وقالت إنها تلقت أنباء عن قيام مسلحين بخطف واغتصاب فتيات ونساء.

BBC © 2013

المحددات الثمانية للائتلاف المعارض للحل السياسي في سوريا

انعقدت الهيئة السياسة المؤقتة للائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية في القاهرة في يوم الخميس بتاريخ ١٤-٢-٢٠١٣ بحضور جميع أعضائها و ذلك لمناقشة آخر المستجدات على الصعيدين الميداني و السياسي. وبحث أعضاء الهيئة المست…جدات الداخلية والإقليمية والدولية. وحرصاً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على رفع المعاناة عن الشعب السوري وحماية وحدته الوطنية و تجنيب بلادنا ويلات الدمار التي يمعن النظام المجرم في اقترافها، و منعا للتدخلات الخارجية و مخاطرها، ترى الهيئة السياسية أن محددات الحل السياسي لابد أن تستند إلى النقاط الجوهرية التالية:

1- تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري في العدالة والحرية والكرامة، وحقن أقصى ما يمكن من دماء السوريين وتجنيب البلاد المزيد من الدمار والخراب والمخاطر الكثيرة التي تحدق بها، والمحافظة على وحدة سوريا الجغرافية والسياسية و المجتمعية بما يحقق الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني يساوي بين السوريين جميعاً.

2- إن بشار الأسد والقيادة الأمنية – العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت حال البلاد إلى ما هي عليه الآن خارج إطار هذه العملية السياسية وليسوا جزء من أي حل سياسي في سوريا، ولابد من محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم.

3- إن الحل السياسي ومستقبل بلادنا المنشود يعني جميع السوريين بمن فيهم الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيين وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد أبناء الشعب السوري والذين لا يمكن أن يكون بشار الأسد و أركان نظامه ممثلين لهم.

4- إن أي مبادرة تستند إلى هذه المحددات يجب أن يكون لها إطار زمني محدد وهدف واضح معلن.

5- على الدول الأعضاء في مجلس الأمن ،وبخاصة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، أن تؤمن الرعاية الدولية المناسبة و الضمانات الكافية لجعل هذه العملية ممكنة وأن تتبنى الاتفاق الذي يمكن أن ينتج عنها عبر قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي.

6- ننتظر من روسيا الاتحادية أن تحول أقوال مسؤليها لجهة عدم تمسكهم ببقاء بشار الأسد إلى خطوات عملية، وإن أي تفاهم روسي مع السوريين يجب أن يكون عبر ممثلين شرعيين وحقيقين للشعب السوري، وأن تدرك أن أي تفاهم من هذا النوع لا يمكن أن يجد طريقه إلى التنفيذ على أرض الواقع طالما أن عائلة الأسد وأركان نظامه موجودون على رأس السلطة.

7- على القيادة الإيرانية أن تدرك أن سياستها بدعم بشار الأسد تحمل مخاطر اندلاع صراع طائفي في المنطقة، و ذلك لن يكون في مصلحة أي طرف من الأطراف. على إيران أن تدرك أن بشار الأسد و نظامه لم يعد لهما أي حظ بالبقاء ومن المحال أن ينتصرا على إرادة الشعب.

8- المطلوب من أصدقائنا وأشقائنا أن يدركوا أن باب الحل السياسي الذي يضمن حقن الدماء والاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة لن يفتح إلا عبر تغيير موازين القوى على الأرض، بما يعني ذلك من إمداد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة الأركان العسكرية المشتركة بكل أسباب القوة.

رحم الله شهداء ثورتنا و نصر شعبنا العظيم الصامد

انقسام في الإدارة الأميركية حول تسليح المعارضة السورية

هل سيتوقف التاريخ أمام رفض باراك أوباما تسليح المعارضة السورية، فيعتبر هذا الرفض كواحد من ملامح حكمته، أم كخطأ تراجيدي فادح؟

بصورة مفاجئة، اتخذت المسألة بعداً خاصاً، الأسبوع الماضي، في مجلس الشيوخ، عندما اعترف مسؤولان رفيعان في البنتاغون بأنهم، في صيف 2012، ساندوا هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، ودافيد باتريوس، وزير الدفاع، في توصيتهما بتزويد معارضي بشار الأسد بالسلاح.

والمسؤولان هما ليون بانيتا، وزير الدفاع آنذاك، والجنرال مارتن دمبسي، قائد الجيش الأميركي. وقد أعلنا، في خضم النقاش الذي كان جارياً في مجلس الشيوخ بأن الرئيس أوباما وضع الفيتو على اقتراح هيلاري كلينتون وليون بانيتا.

هذه الخلافات داخل الإدارة الأميركية، بعدما صارت علنية، أحدثت ضجة قوية، الى حدّ أنها تفوّقت على قضية أخرى لا تقلّ حساسية، وهي الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي في 11 أيلول الماضي. والجلسة دامت أربع ساعات بفضل السناتور جون ماكين، خصم أوباما في انتخابات 2008، والمؤيد لتسليح المعارضة السورية. فقد أوصل هذه الجلسة الى ذروتها عندما طرح على ليون بانيتا ومارتن دمبسي سؤالاً: “كم من الناس يجب أن يموتوا قبل أن توصوا بدعم عسكري؟ في آذار الماضي قتل 7500 سوري. والآن بلغنا ستين ألف قتيل سوري!”. ثم مفصلاً سؤاله، ثانيةً: هل دعمَ البنتاغون اقتراح السيدة هيلاري كلينتون والجنرال دافيد باتريوس بتزويد المعارضة بالسلاح؟ “هل دعمتم اقتراحهما؟”. نعم “دعمناه” أجاب، تباعاً، ليون بانيتا والجنرال دمبسي.

منذ أيام، كشفت صحيفة “الوشنطن بوست” أنه، في صيف 2012، تضافرت جهود وزيرة الخارجية ومدير “السي.آي.إي.”، من أجل دعم “خطة” تقوم على “التحقيق المعمق بأوضاع المعارضين السوريين، وعلى تدريب المقاتلين من بينهم، وتزويدهم بالسلاح”. وقتها، بدا الصراع كأنه يأخذ منحى جديداً. كان النظام السوري مزعزعاً بعد تفجيرات الثامن عشر من تموز في دمشق، والذي تلاه هجوم على مدينة حلب. القصف الجوي الذي لجأ اليه النظام السوري أعاد ميزان القوى لصالحه(…).

الولايات المتحدة تشرف على تزويد المعارضين السوريين بالسلاح الخفيف؛ وهذا السلاح يأتي من قطر والعربية السعودية عبر تركيا. ولكن واشنطن لا تزوّد هؤلاء المعارضين إلا بأجهزة رؤية واتصال، مناظير وهوائيات. وهي تعارض بشدة تزويدهم بالأسلحة المضادة للطائرات، خوفاً من استخدامها ضدهم لاحقاً.

منذ صدور الفيتو الرئاسي الأميركي على تصدير الأسلحة هذه، استمر المعارضون المسلحون بتسجيل النقاط؛ ولكن بكلفة إنسانية عالية جداً، وبتسلّل التطرّف الى صفوفهم بشكل مقلق. هذا التطور دفع الأوروبيين الى مناقشة احتمال رفع هذا الحظر. والبريطانيون هم أكثر الأوروبيين دفاعاً عن هذه الوجهة. الفرنسيون أقل منهم حماسة، فيما يعارضها الاسكندنافيون بشدّة(…).

أما في الولايات المتحدة، فإن شيئاً لم يصدر عن أوباما، يشي بإمكانية تغيير موقفه. في نهاية الشهر الماضي سألته قناة “سي.بي.إس” عن الموضوع، فأجاب بأنه يصعب عليه حسمه، متابعاً: “نحن لا نقدم خدمة لأحد عندما نستعجل الأمور قبل النظر اليها بتمعّن، أو عندما نأخذ على عاتقنا أموراً من دون التفكير بكافة المسؤوليات المترتّبة عليها”.

كان يمكن لاستخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد حمص الشهر الماضي، أن يثني أوباما عن موقفه. إذ طالما أعلن بأن هذا السلاح هو “خط أحمر”، وله “مضاعفات خطيرة”. ولكن وزراة الخارجية أعلنت بعد ذلك انها لا تستطيع التأكّد من استخدام النظام السوري لهذا السلاح.

أما طلائع العهد الجديد، فلا تبدو مختلفة. جون كيري، وزير الخارجية الجديد، أعلن أخيراً: “نحن ننظر إلى أي إجراءات، خصوصاً الديبلوماسية منها، يمكن أن نتخذها للتخفيف من حدة هذا العنف”(…).

[بقلم فيليب برنار، صحيفة “لوموند” الفرنسية (11 شباط 2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى