أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 28 تموز 2016

تفجير القامشلي «يوحد» القوات النظامية والمعارضة والأكراد ضد «داعش»

لندن، نيويورك، واشنطن، جنيف، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

قوبل التفجير الانتحاري في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، الذي أوقع عشرات الضحايا من المدنيين وتبناه تنظيم «داعش» الإرهابي أمس، بإدانة واسعة من دمشق والمعارضة العربية والكردية بالتزامن مع استمرار شن الطيران السوري غاراته على حلب وإحكام حصار أحيائها الشرقية. وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن التحالف الدولي بقيادة أميركا سيبحث فرص مهاجمة «داعش» في سورية من الجنوب، أي الأردن، ما يمثل توسيعاً للجهود العسكرية الأميركية في هذا الجزء من البلاد.

في غضون ذلك، يعقد مسؤولون أميركيون وروس في جنيف اليوم اجتماعين، يتناول الأول بمشاركة خبراء عسكريين وأمنيين إحياء اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية، فيما يتناول الثاني المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة بعد ارتفاع عددها إلى 19 جراء إحكام القوات النظامية حصار أحياء حلب الشرقية.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلت عن مصادر طبية وصول جثامين 44 قتيلاً، إضافة إلى 140 جريحاً، إلى عدد من مستشفيات القامشلي بعد تفجير «إرهابي انتحاري لسيارة مفخخة» في غرب المدينة، فيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن 48 قتيلاً بين مدنيين وعناصر من القوات الكردية. وتبنى تنظيم «داعش» بعد ساعات تنفيذ التفجير. وجاء في بيان تناقلته حسابات ومواقع مؤيدة للإرهابيين: «تمكن الأخ أبو عائشة الأنصاري من الوصول بشاحنته المفخخة إلى وسط كتلة مبان لمرتدي الأكراد» قبل أن «يفجر شاحنته المفخخة وسط جموعهم».

وذكرت القيادة العامة لقوات الأمن الكردية (أسايش) في بيان، أن التفجير نجم عن «شاحنة مفخخة». وأظهرت مقاطع فيديو التقطها مصور «فرانس برس» دماراً هائلاً في شارع واسع على جانبيه مبان مدمرة جزئياً ويتصاعد الدخان من عدد منها. وقال مصدر في «أسايش»: «إنه أكبر انفجار تشهده المدينة».

من جهة أخرى، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يدين التفجير الإرهابي في مدينة القامشلي من تنظيم داعش الإرهابي»، داعياً «المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة وعملية تساهم في الوصول إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية، كخطوة على طريق القضاء النهائي على الإرهاب، وتجفيف المصدر الأصلي له المتمثل بنظام الأسد والقوى الإرهابية الداعمة له». كما دان «المجلس الوطني الكردي» المنافس الرئيسي لـ «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تسيطر قواته العسكرية على القامشلي، بشدة «الهجمة الإرهابية… وندعو القوى كافة إلى وحدة الصف ضد قوى الظلام والإرهاب، بخاصة في هذه المرحلة المصيرية».

في حلب، قال «المرصد» إن «القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية في مدينة حلب تسبب بمقتل 16 مدنياً على الأقل، سبعة منهم في حي الصاخور وسبعة آخرون في حي الأنصاري الشرقي»، مشيراً إلى «وجود ضحايا تحت الأنقاض».

وقال وزير الدفاع الأميركي للقوات الأميركية في فورت براج بولاية نورث كارولاينا: «سنبحث بقوة فرص الضغط على داعش من الجنوب تعزيزاً لجهودنا القائمة والقوية»، مضيفاً: «هذا بالطبع ستكون له فوائد إضافية تتمثل في مساعدة أمن شركائنا الأردنيين وفصل مسرح العمليات في سورية عن مسرح العمليات في العراق في شكل أكبر». وأعلن ناطق باسم التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، فتح «تحقيق رسمي» بعد تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين الأسبوع الماضي قرب منبج شرق حلب. وكان «الائتلاف الوطني» دعا قبل أسبوع التحالف الدولي إلى «التعليق الفوري» لضرباته الجوية على «داعش» بعد أنباء عن سقوط عشرات القتلى المدنيين في هذه الضربات.

في نيويورك، اتهمت الحكومة السورية التحالف الدولي بتعمد تدمير منشآت نفطية في منطقة دير الزور، مشيرة الى أنها «تحتفظ لنفسها بحق المطالبة بالتعويض».

وسلم السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري رسالة الى الأمانة العامة للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن قال فيها إن التحالف نفذ «اعتداءات على المنشآت النفطية والغازية وبناها التحتية» في دير الزور. أضاف أن هذه الغارات تسببت بتدمير شبه كامل لبعض هذه المنشآت، فضلاً عن عرقلة عمل الطيران المدني بسبب تحليق طائرات التحالف في الممرات الجوية السورية.

وذكرت نشرة «النبأ» الأسبوعية الصادرة عن «داعش» أن طالب اللجوء السوري في ألمانيا محمد دليل (أبو يوسف الكرار) الذي فجر نفسه في مدينة إنسباخ الألمانية، شارك في عمليات «داعش» ثم «جبهة النصرة» في سورية، في وقت أفاد ناشطون معارضون بأنه كان مقرراً أن يظهر زعيم «‏جبهة النصرة» أبو محمد ‏الجولاني مساء أمس للحديث عن موضوع «‏فك الارتباط» عن تنظيم «القاعدة». وكان لافتاً أن إعلان ظهور الجولاني تضمن تقديمه على أنه قائد «جبهة فتح الشام»، ما قد يكون الاسم الجديد لـ «النصرة».

 

فرنسا وبريطانيا تدعوان الى رفع فوري للحصار «الكارثي» عن حلب

باريس – أ ف ب

دعت فرنسا وبريطانيا في بيان مشترك اليوم (الخميس) حلفاء سورية إلى انهاء حصار حلب مؤكدتين أن «وحدها روسيا يمكنها اقناع نظام (الرئيس) بشار الاسد بوضع حد للحرب».

وقال وزير خارجية فرنسا جان مارك ارلوت ونظيره البريطاني بوريس جونسون بعد لقائهما في باريس ان «حصار هذه المدينة حيث يعلق حوالى 300 ألف شخص، يجعل من المتعذر استئناف مفاوضات السلام».

وأكد الوزيران أن آثار «حصار حلب (ثاني أكبر المدن السورية) كارثية، ويمكن ان تؤدي إلى مغادرة لاجئين جدد»، ودعوا «رسمياً حلفاء النظام السوري إلى وقف فوري للعمليات». وطلبا «العودة في شكل كامل وعاجل، لتطبيق اتفاق وقف المعارك، وان يتم التقدم باتجاه إرساء سلطة انتقالية تملك صلاحيات تنفيذية كاملة».

وشدد الوزيران على أنه «لن يكون هناك حل سياسي دائم ولا عودة للاستقرار في سورية، طالما استمر ذبح المدنيين السوريين».

وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد الخميس عفواً على كافة المسلحين الذين يلقون السلاح، في الوقت الذي باتت فيه كافة أحياء حلب (شمال سورية) محاصرة تماماً منذ 17 تموز (يوليو).

من جهة ثانية أعلنت روسيا التي يدعم سلاح جوها قوات النظام السوري، بدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في حلب مع اقامة ممرات انسانية للمدنيين والمسلحين الذين يستسلمون.

ويمكن أن تؤدي هذه البادرة الى سيطرة تامة للنظام السوري على حلب ما سيشكل ضربة قاصمة للمعارضة المسلحة.

 

سقوط 48 قتيلاً في تفجير تبناه “داعش” في القامشلي والنظام يطلب من المعارضة في شرق حلب إلقاء السلاح

المصدر: (و ص ف، رويترز)

سقط 48 قتيلاً في تفجير نفذه تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، مع اعلان الجيش السوري النظامي أنه قطع كل الطرق المؤدية الى الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الهجوم “الذي استهدف شارعاً يحوي قسماً لقوات الأمن الداخلي الكردي (الأسايش) وهيئتي الدفاع والعدل بالحي الغربي في مدينة القامشلي… هو الأضخم على الإطلاق في المدينة”.

وأسفر التفجير الذي حصل في ساعة مبكرة عن مقتل 48 شخصاً على الأقل. وقال المرصد إن عدد القتلى “مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 140 جريحا بعضهم إصاباتهم بالغة”. وبث التلفزيون السوري أن عدد القتلى بلغ 44 شخصاً.

وتسيطر القوات الكردية على معظم أنحاء محافظة الحسكة وذلك بعد استعادتها السيطرة عليها من قبضة التنظيم المتشدد العام الماضي. وتشارك “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي ثبت أنها أكثر شركاء الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم فاعلية، في القتال ضد المتطرفين الموجودين في محافظة حلب بغرب سوريا.

وأعلن “داعش” مسؤوليته عن التفجير قائلاً إنه استهدف قوات الأمن الكردية. وكان التنظيم نفذ عدداً من التفجيرات في القامشلي وفي مدينة الحسكة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.

وعرض التلفزيون السوري مشاهد قال إنها من مكان شهد تفجيراً وظهرت فيها آثار دمار كبير وكميات هائلة من الأنقاض متناثرة على الطريق وتصاعد أعمدة دخان.

وكان التفجير قوياً الى درجة أنه حطم نوافذ متاجر في بلدة نصيبين التركية على الجانب الآخر من الحدود. وقال شاهد إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة في نصيبين.

وفي نيسان أسفر تفجير انتحاري عن مقتل ستة من أفراد “الأسايش”. وفي تموز أدى تفجير انتحاري أعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عنه إلى مقتل 16 شخصا على الأقل في الحسكة. وانتزعت “وحدات حماية الشعب” الكردية السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي من “داعش” في شمال شرق سوريا العام الماضي وهي تشارك الآن في هجوم تدعمه الولايات المتحدة أحرز تقدماً في مواجهة التنظيم المتشدد غرباً قرب الحدود التركية.

ورتّب الهجوم على “داعش” في منبج ضغوطاً كبيرة علي التنظيم، إذ قطع كل طرق الخروج من المدينة. وحققت قوات الائتلاف خلال الأسابيع الأخيرة تقدما مطرداً في سعيها الى طرد من تبقى من عناصر التنظيم في المدينة.

وكانت المنطقة الخاضعة لسيطرة “داعش” معبر إمداد رئيسياً ربط التنظيم بالعالم الخارجي من خلال الحدود التركية- السورية التي استغلها التنظيم في نقل الأسلحة والمقاتلين.

 

أحكام حصار حلب

وعلى جبهة أخرى، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن الجيش السوري أنه قطع كل طرق الإمداد إلى منطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة غداة دعوته الجماعات المسلحة هناك لإلقاء أسلحتها.

وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للجيش نقلته الوكالة: “حرصاً على حقن الدماء نمنح كل من يحمل السلاح في أحياء حلب الشرقية فرصة حقيقية لتسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه والبقاء في حلب لمن يرغب أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة”.

وحلب التي كانت كبرى مدن سوريا يوماً ما مقسمة إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وأخرى في قبضة الحكومة. والسيطرة الكاملة على المدينة ستمثل نصراً مهماً للرئيس بشار الأسد.

وبفضل التقدم الذي أحرزته القوات الموالية للحكومة حول طريق الإمدادات الوحيد المتبقي إلى القطاع الشرقي من المدينة هذا الشهر، بات طريق الكاستيلو في مرمى نيرانها مباشرة بصورة تجعل من الصعب جداً استخدامه، الأمر الذي يهدد بمحاصرة ما لا يقل عن 250 ألف شخص يعيشون في المناطق الخاضعة للمعارضة.

وأوضح المرصد أن الأجزاء الشرقية من حلب باتت تحت الحصار فعلاً منذ 11 تموز وأن التقدم الذي أحرزته القوات الموالية للحكومة أخيراً ساعدها في إحكام قبضتها على الطريق الوحيد المؤدي الى هذه المناطق.

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنه “اليوم لا يمكن نهائياً دخول أي شيء إلى حلب”.

وبحسب المرصد، قتل 16 مدنياً على الاقل في قصف لقوات النظام السوري لاحياء عدة في شرق مدينة حلب.

وقال عبد الرحمن: “تسبب القصف الجوي والمدفعي للاحياء الشرقية في مدينة حلب اليوم بمقتل 16 مدنياً على الاقل، سبعة منهم في حي الصاخور وسبعة آخرون في حي الانصاري الشرقي”، مشيراً الى وجود ضحايا تحت الانقاض.

ويستمر القتال في معظم أنحاء سوريا بعد إخفاق الجهود الديبلوماسية في إنهاء الصراع. وتقول الأمم المتحدة إنها تأمل في معاودة محادثات السلام السورية في آب.

 

“القاعدة” يسمح لـ”النّصرة” فكّ الارتباط عنه

أعطى تنظيم “القاعدة” الضّوء الأخضر لـ”جبهة النّصرة” لفكّ الارتباط عنه، وذلك في تسجيلٍ صوتيٍّ توجّه به “القاعدة” إلى “النّصرة” بالقول إنّ بوسعها “اتّخاذ أي خطوات لازمة للحفاظ على المعركة في سوريا”.

وتوجّه نائب زعيم “القاعدة” أيمن الظّواهري، أحمد حسن أبو الخير، إلى “النّصرة” بالقول “نوجّه قيادة جبهة النصرة إلى المضي قدماً بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين ويحمي جهاد أهل الشّام ونحثّهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر”.

ودعا أبو الخير “كلّ الفصائل المجاهدة على أرض الشّام” إلى الاجتماع والتعاون في ما بينها، بعدما “أصبح لإخواننا المجاهدين على ارض الشّام قوّة لا يستهان بها وحسن إدارة للمناطق المحرّرة”.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيّامٍ على تداول محلّلين وحسابات قريبة من “النّصرة” أنباء عن توجّه الجبهة إلى فكّ ارتباطها مع “القاعدة”.

إلى ذلك، وزّعت “المنارة البيضاء”، وهي المؤسّسة الّتي تُعنى بالشّؤون الإعلاميّة لـ”النّصرة”، صورةً رسميّةً لأوّل ظهورٍ علنيّ لمسؤول الجبهة الإرهابيّ أبو محمّد الجولاني

(“موقع السّفير”، رويترز

 

خط سلاح لا ينضب من البلقان إلى مسلحي سوريا

عرض استسلام في حلب وكارتر يريد معركة الجنوب!

خليل حرب

الاميركيون يريدون فتح جبهة الجنوب السوري؟ فصل بين مسارح العمليات في العراق وسوريا بحسب كلام وزير الدفاع اشتون كارتر بالامس غداة الحسم المهم في معركة حلب للجيش السوري والحلفاء. تصريح اميركي في توقيت ملتبس واهداف مضللة، خصوصا بعد الانزال الفاشل للقوة المدربة اميركيا واردنيا في البوكمال ومطار الحمدان والذي اباده «داعش» في اواخر حزيران الماضي.

آخر سفينة استأجرتها الولايات المتّحدة لنقل شحنات الموت من دول شرقي اوروبا، غادرت بلغاريا إلى جهةٍ مجهولةٍ في البحر الأحمر في 21 حزيران الماضي، أي قبل نحو شهر فقط، وكانت محمّلة بحوالي ألفٍ و700 طن من المدافع الثّقيلة والرّصاص وراجمات الصّواريخ والأسلحة المضادّة للدّبابات وقذائف الهاون والقنابل اليدويّة وغيرها من المتفجّرات. هذا جزء من تحقيق موسع نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، يدقق في شحنات ورحلات طيران ومسارات سفن شحن، قد تمثل الجزء الضئيل من حقيقة خط الاسلحة المفتوح من دول شرق اوروبا والبلقان نحو ارض الصراع السوري، بتمويل على ما يبدو من السعوديين والاماراتيين وعبر مطارات ومنافذ حدودية تركية واردنية. (تفاصيل صفحة 4)

فهل يندرج تصريح وزير الدفاع الاميركي ضمن سياق التحضير فعليا لمعركة الجنوب السوري التي يفترض ان يخوضها ما يسمى «جيش سوريا الجديد» بدعم اميركي، على غرار معركة «قوات سوريا الديموقراطية» في الشمال السوري؟

قد لا يعدو تصريح اشتون كارتر اكثر من محاولة مناكفة متعددة الاهداف. اولا ضد الروسي الذي يدفع ويتقدم ببطء نحو ادراج «جبهة النصرة» في لائحة المستهدفين بالضربات الجوية، وسط معاندة كل من البنتاغون ووكالة الـ «سي أي ايه»، وثانيا وربما الاخطر ضد ادارة اوباما في اسابيعها الاخيرة في الحكم وهي تحاول تمرير صفقة اخيرة مع الكرملين حول الاهداف السورية، وثالثا نحو المنتصرين في معركة حلب التي تبرهن الاحداث انها بيضة القبان في مستقبل الصراع في سوريا وعليها، ورابعا نحو بغداد التي وافقت للتو على تحويل «الحشد الشعبي» المتقدم غربا لتحرير باقي التراب الوطني العراقي من قبضة الارهابيين، الى منظومة عسكرية تابعة للدولة العراقية.

ويقال انها «الصفقة الاخيرة» ربما لان المواعيد باتت ملحة. آب هو شهر التسويات السياسية. وهنا ايضا اهمية انجاز حلب ـ الكاستيلو ـ الليرمون ـ بني زيد، اذ لعل المنجز على الارض، يعوض ـ او يدفع لاحقا لتحسين ـ رداءة الصفقة التي حملها جون كيري الى موسكو مؤخرا مراهنا على رغبة الروس في استعجال البحث عن تسوية ما.

 

فماذا قال كارتر؟

قال الوزير الاميركي أن «التحالف لا يزال يعمل على فتح جبهة جديدة ضد الجهاديين في جنوب سوريا» بالإضافة إلى المعارك الدائرة في شمال شرق البلاد. وقال كارتر امام عسكريين أميركيين في فورت براج في ولاية نورث كارولاينا، يستعدون للانتشار في العراق، «سنواصل بشكل حثيث البحث عن فرص لفرض ضغوط على التنظيم (في سوريا) من الجنوب استكمالاً لجهودنا الحالية الكبيرة في الشمال الشرقي»، مشيراً إلى أن الخطوة تحمل «فوائد إضافية تتمثّل في تحسين الأمن لدى جيراننا الاردنيين وفصل مسرح العمليات في سوريا عن مسرح العمليات في العراق».

قبل يومين، بات الجيش السوري والحلفاء على مشارف بني زيد، بعد تعزيز سيطرتهم على الليرمون والكاستيلو. وبالامس، تقدمت القوات السورية الكردية من حي الشيخ مقصود الى السكن الشبابي، في ما وصفه مصدر مطلع على المشهد العسكري، ببداية كماشة من الطرفين لتطويق «الجهاديين» الذين امطروا حلب طوال سنوات بقذائف الموت.

قبل ايام، كشفت صحف اميركية النقاب عن غارات روسية طاولت منطقة التنف الحدودية مع الاردن، واستهدفت من وصفهم الاميركيون بانهم من المجموعات المسلحة التي تدربها الاستخبارات الاميركية والبريطانية.

في مكان ما تسير التوجهات الاميركية سوريا، بغير ما تتمنى واشنطن. الطيران السوري يلقي مناشير استسلام للمسلحين المطوقين في حلب الشرقية، ويعرض عليهم تسليم السلاح وتسوية اوضاعهم. والان، يقول كارتر انه يريد فتح معركة البادية السورية، لكن يجدر التوقف عند مجموعة ملاحظات:

اولا ان الاميركيين، كما يظهر المشهد السوري، لا يستعجلون انتصارا على الارهاب بالكامل. افضل ما يريده الاميركيون الان، انجاز عسكري باهر، لا في منبج، ولا الفلوجة وبالتأكيد ليس في الحدود الجنوبية حيث «جيش شهداء اليرموك» و «حركة المثنى»، لانها كلها لا تخدم الصندوق الانتخابي لهيلاري كلينتون في تشرين الثاني المقبل.

ثانيا، ان البنتاغون والـ «سي أي ايه» يرفضان ورقة التفاهم التي حملها كيري الى نظيره سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين. تصريحات كارتر تصب في خدمة الاعتراض على التفاهم لانها تصور ان المعركة اساسا مع تنظيم ارهابي واحد يسمى «داعش».، بخلاف ما يرمي اليه الروسي بشمل «النصرة» وغيرها.

ثالثا، ان تصريحات كارتر تأتي على ابواب اجتماعات بين لافروف وكيري ولقاءات جنيف لمحاولة اخيرة ربما لطرح مشروع حل سياسي يقره اوباما كمكسب ديبلوماسي له وللديموقراطيين قبل انتهاء ولايته، لكن الواضح ان المسألة السورية برمتها رحلت الى الادارة الاميركية المقبلة.

رابعا، ان اخطر ما في تصريح وزير الدفاع الاميركي انه يقول بفصل مسرح العمليات في العراق عن مسرح العمليات في سوريا. ولعله الهدف الاستراتيجي الاكبر لفكرة معركة الجنوب السوري، ارتباطا بمعركة الرقة في الشرق السوري. يقول المصدر المطلع ان افضل ما انجزه «داعش» فصل الساحتين العراقية والسورية وامتدادهما شرقا نحو ايران، وغربا نحو لبنان والبحر المتوسط. «تفكيك ترابط جغرافية محور المقاومة»، كما وصفها. القول بمعركة الجنوب السوري تشي بما يدور في الذهن الاميركي، من الرغبة بابقاء الفصل الجغرافي قائما، خصوصا مع النجاحات التي حققتها القوات العراقية من جيش و «حشد شعبي» في الحرب ضد «داعش» في الغرب العراقي والتقدم نحو الموصل، والانجازات الاخيرة للجيش السوري والحلفاء في «ام المعارك» حلب.

خامسا، كيف تستوي التصريحات بشأن معركة الجنوب فيما الاميركي يواجه صعوبات في معركة منبج شمالا؟ كأنما وزير الدفاع الاميركي يقول انه يريد فتح مواجهة واسعة تخالف المنطق، من البادية الاردنية باتجاه ريف حمص الشرقي وصولا الى دير الزور وهي المناطق التي يتواجد «داعش» فيها حاليا.

تدمر استعادها الحلف السوري – الروسي مؤخرا، والان طوق حلب التي تمثل الميزان التحولي في معركة سوريا وليس أي ميدان اخر مع اهمية ميادين الشرق والجنوب وارتباطهما بالعراق وايران. لكن الارجحية تكمن في حلب والشمال التي تعني السيطرة عليهما امتلاك اليد العليا في توجيه الميادين السورية، خاصة اذا استمر الاتراك بـ «غض النظر» عن تطورات الشمال، بانتظار تبلور مشهد اكثر وضوحا بعد لقاء بوتين ورجب طيب اردوغان في 9 آب المقبل، للسياسة التي يعتزم الرئيس التركي المجروح، اتباعها سوريا واقليميا، وفي علاقاته مع كل من موسكو وواشنطن.

 

حلب

قُتل 18 مدنياً على الأقل في قصف للجيش السوري، أمس، على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وذكرت «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» في بيان نشرته «سانا» أن وحدات منها وبالتعاون مع «القوات الرديفة» تمكّنت من «قطع جميع طرق الامداد والمعابر التي كان الارهابيون يستخدمونها لإدخال المرتزقة والأسلحة والذخيرة إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب».

وتزامناً مع إعلان الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «أي تي في» اليونانية، أنه سيمنح العفو للإرهابيين الذين يتخلّون عن السلاح، دعا الجيش «كل من يحمل السلاح» في الأحياء الشرقية إلى «تسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه والبقاء في حلب لمن يرغب أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة»، داعياً المواطنين إلى التعاون معه «للمساهمة في وقف القتال وعودة الهدوء إلى حلب وإعادة الخدمات من كهرباء ومدارس ومشاف وعودة الحياة إلى طبيعتها السابقة».

 

تفجير القامشلي

وفي أكبر تفجير تشهده القامشلي منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمس سنوات، قُتل 44 شخصاً على الأقل وأُصيب العشرات بجروح في تفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في القسم الغربي من المدينة قائلا انه رد على «الجرائم التي ترتكبها طائرات التحالف الصليبي» على مدينة منبج، معقل التنظيم المحاصر من «قوات سوريا الديموقراطية». وأظهرت مقاطع فيديو دماراً هائلاً في شارع واسع على جانبيه مبان مدمرة جزئياً ويتصاعد الدخان من عدد منها، فيما يُهرول عشرات الناجين ومُصابون تسيل الدماء منهم وهم مذهولون ويصرخون في وسط الشارع وسط انتشار للقوات الكردية.

 

أوروبا الشرقيّة خزّانُ أسلحة إلى مسلحي سوريا.. بمساعدةِ عربيّة

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانيّة تحقيقا موسعا يتحدّث عن قيام دول أوروبا الشرقيّة بتمرير صفقاتٍ سرّيّة تجاوزت قيمتها مليار يورو، لبيع أسلحة خلال السّنوات الأربع الماضية إلى دولٍ في الشّرق الأوسط معروفٌ بأنّها تقوم بشحن الأسلحة إلى سوريا.

وتحدّث التّحقيق عن آلاف البنادق وقذائف الهاون وقاذفات الصّواريخ والأسلحة المضادّة للدّبابات والرّشاشات الثّقيلة الّتي يتمّ توجيهها من خلال خطّ أسلحة جديد من دول البلقان إلى شبه الجزيرة العربيّة والدّول المجاورة لسوريا. وأبدى التّقرير شكوكاً حول إرسال أغلب هذه الأسلحة إلى سوريا، بحيث يتمّ استخدامها لتغذية الحرب هناك.

وأعدّ التّحقيق فريقٌ من الصّحافيّين التّابعين لـ«شبكة التّحقيق الصّحافيّ في البلقان» (BIRN)، و«مشروع تقارير الفساد والجريمة المنظّمة» (OCGRP). وتناول بيانات تصدير الأسلحة وتقارير الأمم المتّحدة، كما حاز معدّوه على مسارات الطّائرات المحمّلة بالذّخائر والأسلحة، والبحث في عقود الأسلحة من خلال تحقيقٍ استمرّ عاماً كاملاً كشف كيفيّة إرسال الذّخائر شرقاً من البوسنة وبلغاريا وكرواتيا وتشيكيا ومونتينيغرو وسلوفاكيا وصربيا ورومانيا إلى دول الشّرق الأوسط.

ومنذ تصاعد وتيرة الحرب السّوريّة في العام 2012، وافقت الدّول الثّماني على إرسال ذخائر وأسلحة بقيمة مليار و200 مليون يورو إلى السّعوديّة والأردن والإمارات وكذلك تركيا، والّتي تُعدّ أسواقاً رئيسيّة لبيع الأسلحة إلى سوريا واليمن.

يتحدّث التّحقيق عن قيام تلك الدّول بمنح التّراخيص لتصدير الأسلحة «على الرّغم من مخاوف الخبراء، والمخاوف الّتي يبديها بعض من في تلك الحكومات، حول إمكانيّة وصول تلك الأسلحة إلى يد المعارضة السّوريّة المسلّحة»، موضحاً أنّ في الأمر خرقا للاتّفاقيّات الوطنيّة والدّوليّة ومعاهدات الاتّحاد الأوروبي وغيرها من الاتّفاقيّات الدوّليّة». ويُشير التّقرير كذلك إلى أنّ «الأسلحة والذخائر الآتية من شرق ووسط أوروبا تُستخدم من قبل الجيش السّوري الحرّ، المدعوم من قبل الغرب، لكنّها أيضاً تصل إلى مقاتلي الجماعات الإسلاميّة كجبهة النّصرة، وأنصار الشام، وتنظيم داعش، وكذلك الفصائل الّتي تُقاتل إلى جانب الرّئيس السوري بشّار الأسد، والمقاتلين السّنّة في اليمن».

عددٌ كبيرٌ من تلك الأسلحة والذّخائر حديث الصّنع، إذ يعود إلى العام 2015. هذا يُرجّح فرضيّة استمرار خطّ الأسلحة إلى الأراضي السّوريّة واليمنيّة من دول البلقان حتّى اللّحظة، الأمر الّذي اعتبره كلٌّ من الباحث في مراقبة الأسلحة بـ «منظّمة العفو الدوّلية» باتريك ويلكن، ومقرّر البرلمان الأوروبي حول الأسلحة بوديل فاليرو «غير شرعيّ»، خصوصاً أنّ «الأدلّة تتّجه نحو تحويلٍ منهجيٍّ لتلك الأسلحة نحو الجماعات المسلّحة، ما يعني انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان».

 

كيف بدأت الحكاية؟

في شتاء عام 2012 تمّ افتتاح خطّ الأسلحة. قامت عشرات طائرات الشّحن المحمّلة بأسلحةٍ وذخائر تعود إلى العصر اليوغوسلافي والّتي اشتراها سعوديّون، بمغادرة زغرب باتّجاه الأردن. بعد فترةٍ وجيزة، انتشرت لقطاتٌ حول وجود أسلحة كرواتيّة في سوريا.

نفت الحكومة الكرواتيّة ضلوعها بشحن أيّ سلاحٍ إلى سوريا، إلا أنّ السّفير الأميركيّ في سوريا بين العامين 2011 و2014 روبرت فورد أكّد أنّ زغرب شهدت اتّفاقاً لنقل الأسلحة بتمويلٍ سعوديّ.

لم تُشكّل تلك الحادثة سوى البداية. قام بعدها تجّارُ الأسلحة في أوروبا الشّرقيّة بشراء الأصول من حكوماتهم، وقاموا بالتّوسّط لبيع الأسلحة من أوكرانيا وبيلاروسيا.

وينقل التّحقيق عن بياناتٍ صادرة عن الاتّحاد الأوروبي وعن مصادر حكوميّة أنّ حكومات أوروبا الشّرقيّة وافقت على أسلحة وذخائر بقيمة 86 مليون يورو ليتمّ نقلها إلى السّعوديّة. وفي تلك الفترة، حصل الأردن على تراخيص أسلحة بقيمة 155 مليون يورو، في حين حصلت الإمارات على ما قيمته 135 مليون يورو، وتركيا 87 مليون يورو، ليصل المجموع بذلك إلى أقلّ بقليل من مليار و200 مليون يورو.

الخوف من انتقال الأسلحة والذّخائر من السّعوديّة إلى سوريا يبدو واضحاً في التحقيق. يُعبّر خبير الأسلحة جيريمي بيني عن ذلك، مرجّحاً أن تقوم السّعوديّة والأردن والإمارات وتركيا بنقل الأسلحة إلى سوريا واليمن، خصوصاً أنّ «جيوش تلك الدّول تستخدم أسلحة مشاةٍ غربيّة».

 

مسار نقل الأسلحة

استطاع معدّو التّحقيق تحديد مسار انتقال الأسلحة من دول أوروبا الشّرقيّة، وتعداد الرّحلات الّتي تمّ فيها نقل أسلحة من تلك الدّول إلى دول الشّرق الأوسط المذكورة في التّحقيق، وذلك بناءً على معلوماتٍ وردت من تلك الحكومات أو من قبل الاتّحاد الأوروبي نفسه.

تصدّرت صربيا اللّائحة بعدد رحلاتٍ بلغ 42. تسعةٌ وعشرون من تلك الرّحلات وصلت إلى جدّة في السّعوديّة، بينما وصلت ثماني رحلاتٍ إلى أبو ظبي في الإمارات. رحلةٌ واحدةٌ إلى الشّارقة، وأخرى إلى الأردن.

من سلوفاكيا إلى الشّرق الأوسط 17 رحلة نقل ذخائر وأسلحة. 16 منها إلى السّعوديّة، وواحدة إلى الأردن. ومن بلغاريا إلى الشّرق الأوسط سبع رحلات، ستّ منها إلى الأردن وواحدةٌ إلى أبو ظبي.

ويتحدّث التّقرير عن إحصاءاتٍ زوّده بها الاتّحاد الأوروبي تكشف قيام طائراتٍ من بلغاريا وسلوفاكيا بتسليم آلاف الأطنان من البضائع المجهولة منذ صيف 2014، إلى القواعد العسكريّة نفسها الّتي أشار إليها التّحقيق في السّعوديّة.

كما يكشف مسار توجيه الأسلحة الّتي يتمّ شراؤها من قبل السّعوديّين والأتراك والأردنيّين والإماراتيّين وإرسالها إلى سوريا، متحدّثاً عن مركزين قياديّين سرّيّين يُدعيان «مراكز العمليّات السّرية» في الأردن وتركيا. ويتمّ بعد ذلك نقل الأسلحة إلى سوريا برّاً أو جوّاً عبر استخدام طائراتٍ عسكريّة.

للولايات المتّحدة حصّةٌ في التّحقيق. يوثق معدّوه ثلاث رحلاتٍ بحريّة غادرت البحر الأسود، منذ كانون الأوّل عام 2015 باتّجاه سوريا. وقد تمّ تكليف تلك السّفن من قبل قيادة العمليّات الخاصّة (سوكوم)، المسؤولة عن الإمداد السري للأسلحة إلى سوريا، بحسب وثائق المشتريات الأميركيّة وبيانات تتبّع السّفن.

أمّا آخر سفينة استأجرتها الولايات المتّحدة، فقد غادرت بلغاريا إلى جهةٍ مجهولةٍ في البحر الأحمر في 21 حزيران. وكانت السّفينة محمّلة بحوالي ألفٍ و700 طن من المدافع الثّقيلة والرّصاص وراجمات الصّواريخ والأسلحة المضادّة للدّبابات وقذائف الهاون والقنابل اليدويّة وغيرها من المتفجّرات.

إلى ذلك، يتحدّث التّحقيق عن مستنداتٍ ووثائق تكشف ما يصل إلى «المستفيد السّوري» من أسلحة. من تلك التّقارير شهادات للمستخدم النّهائيّ، وهي وثيقة رسميّة تصدر عند استلام رخصة تصدير الأسلحة، وهي صادرة، في هذه الحالة، عن وزارة الدّفاع السّعوديّة، وتتوجّه فيها إلى تاجر أسلحة صربيّ.

تتضمّن تلك التّقارير تفاصيل أسلحة وذخائر مُرسلة إلى سوريا، مصدرها يوغوسلافيا السّابقة وبيلاروسيا وأوكرانيا وتشيكيا. ويذكر التّحقيق شهادة تصدير سلاح صدرت في كانون الثّاني من العام 2015، تمّ بموجبها منح شركة سلوفاكيّة الإذن بنقل آلاف الصّواريخ والأسلحة الثّقيلة وحوالي مليون رصاصة تساوي 32 مليون يورو باتّجاه أوروبا الشرقيّة.

وبالرّغم من أنّ العدد الدّقيق للأسلحة الّتي تمّ نقلها إلى الشّرق الأوسط غير معروف، إلا أنّ التّقارير المُعدّة من قبل الأمم المتّحدة وتقارير تصدير الأسلحة المحليّة تكشف أنّ مُعظم الأسلحة المُستخدمة في سوريا هي تلك الّتي كانت مخزّنة في أوروبا الشّرقيّة خلال الحرب الباردة.

في التّحقيق، يؤكّد قائدٌ في «الجيش السّوري الحرّ»، طلب عدم الكشف عن اسمه، «أنّ مصدر الأسلحة الّتي يستخدمها الجيش هو أوروبا الشّرقيّة»، موضحاً أنّ الجماعات الّتي تقاتل الجيش السّوري، ما عدا «داعش»، «تعاني للحصول على السّلاح».

 

«لائحة المُشتريات السّعوديّة»

منذ العام 2012، بلغ حجم واردات الأسلحة السّعوديّة من دول أوروبا الشّرقيّة الثّماني المذكورة في التّحقيق 829 مليون يورو. على الرّغم من أن مخزون كلّ صفقة يبقى سرّيّاً، إلا أنّ معدّي التّحقيق استطاعوا الحصول على شهادةٍ للمُستخدم النّهائيّ تُظهر رغبة المملكة الخليجيّة في الحصول على الأسلحة اليوغوسلافيّة القديمة.

يُحصي التّحقيق عدد الأسلحة «اليوغوسلافيّة» الّتي حصلت عليها السّعوديّة منذ أربع سنواتٍ وقد أتت على الشّكل الآتي:

ـ 10 آلاف قطعة سلاح من نوع «AK- 47»

ـ ستّة آلاف و301 رشّاش

ـ 18 ألفاً و500 قطعة من نوع «آر بي جي»

ـ 300 دبّابة

ـ 250 آليّة مضادّة للطّيران

ـ 90 راجمة صواريخ

ـ 364 مليوناً و550 ألف ذخيرة من مختلف الأنواع

إلى ذلك كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانيّة عن قيام الحكومة البريطانيّة بإعطاء الضّوء الأخضر لثلاثة ملايين و300 مليون جنيه استرليني كصادرات أسلحة إلى السّعوديّة خلال السّنة الأولى من الحرب على اليمن.

وأشارت الصّحيفة إلى أنّ الحكومة البريطانيّة وقّعت، بين نيسان 2015 وآذار 2016 صادرات بقيمة مليارين و200 مليون جنيه استرليني لأسلحةٍ تضمّنت طائراتٍ من دون طيّار وكذلك مروحيّات. وكشفت عن قيام الحكومة كذلك بتوقيع تراخيص لقنابل وصواريخ بقيمة مليار و100 مليون جنيه استرليني، إضافةً إلى توقيع تراخيص بقيمة 430 مليون جنيه للمركبات المدرّعة والدّبّابات للسّعوديّة.

(«السّفير»، «الغارديان»، «شبكة التّحقيق الصّحافيّ في البلقان (BIRN)، «الإندبندنت»)

 

القاعدة تقول لجبهة النصرة إن بوسعها التضحية بروابطها التنظيمية معها

بيروت – رويترز – أبلغ تنظيم القاعدة جبهة النصرة في تسجيل صوتي أذيع الخميس، أن بوسعها التضحية بروابطها التنظيمية مع القاعدة، إذا كان ذلك لازماً للحفاظ على وحدتها ومواصلة المعركة في سوريا.

 

وقال أيمن الظواهري زعيم القاعدة في التسجيل الموجه لجبهة النصرة، “إن أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة، وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أى رابطة تنظيمية”.

 

“فوحدتكم واتحادكم ووحدة صفكم تعلو فوق الانتماء التنظيمي والحزبي، بل يضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص، في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة.”

 

الجولاني يعلن فك ارتباط جبهة النصرة في سوريا عن تنظيم القاعدة

لندن ـ القدس العربي ـ اعلن زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني فك ارتباط الجبهة في سوريا عن تنظيم القاعدة وفق ما اعلن في خطاب تلفزيوني مسجل بثت قناة الجزيرة القطرية مقتطفات منه الخميس.

 

وقال الجولاني “نعلن وقف العمل باسم جبهة النصرة وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام” متوجها بالشكر الى “قادة تنظيم القاعدة على تفهمهم لضرورات فك الارتباط”.

 

مقتل 15 مدنيا على الاقل في ضربات للتحالف الدولي على بلدة في شمال سوريا

بيروت- أ ف ب- قتل 15 مدنيا على الاقل واصيب العشرات بجروح جراء ضربات للتحالف الدولي بقيادة امريكية على بلدة خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في ريف مدينة منبج في شمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تسببت ضربات جوية نفذتها طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي بعد منتصف الليل على بلدة الغندورة بمقتل 15 مدنيا على الاقل واصابة العشرات بجروح”.

 

ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على البلدة الواقعة على بعد نحو 23 كيلومترا شمال غرب مدينة منبج التي تحاصرها قوات سوريا الديموقراطية، اثر هجوم بدأته في 31 ايار/ مايو بمؤازرة التحالف الدولي بقيادة اميركية.

 

وتأتي هذه الحصيلة غداة اعلان متحدث باسم التحالف فتح “تحقيق رسمي”، بعد احصاء المرصد مقتل 56 مدنيا بينهم اطفال جراء ضربات للتحالف على بلدة التوخار قرب منبج في 19 تموز/ يوليو.

 

وقال الكولونيل كريس غارفر الاربعاء ان المسؤولين العسكريين في التحالف ناقشوا “المعلومات الداخلية والخارجية” التي بحوزتهم، واستنتجوا ان لديهم “ما يكفي” من معلومات ذات مصداقية حول عدد الضحايا المدنيين من اجل فتح تحقيق.

 

لكنه حذر من ان “الامر سيستغرق بعض الوقت” قبل ان يسفر التحقيق عن نتائج.

 

واثر الضربات على التوخار، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، التحالف الدولي الى “التعليق الفوري” لضرباته الجوية على تنظيم الدولة الاسلامية.

 

كما حثت منظمة العفو الدولية قوات التحالف على “مضاعفة جهودها لمنع سقوط ضحايا من المدنيين والتحقيق في انتهاكات محتملة للقانون الانساني الدولي”، موضحة انه “قد يكون القصف الذي خلف افدح خسارة في ارواح المدنيين” من قبل التحالف منذ بداية ضرباته في سوريا.

 

وتسببت الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي في سوريا منذ ايلول/ سبتمبر 2014، بمقتل نحو 600 مدني سوري، بينهم 136 طفلا، وفق حصيلة للمرصد السوري السبت.

 

مئات القتلى والجرحى في تفجير لتنظيم «الدولة» استهدف قوات كردية في القامشلي

كارتر: أمريكا تبحث توسيع ضرباتها الى جنوب سوريا

عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون الرسمي إن تفجيرا باستخدام شاحنة ملغومة أعلن تنظيم «الدولة» مسؤوليته عنه، أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا وإصابة أكثر من 170 آخرين في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا بالقرب من الحدود التركية أمس.

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن الهجوم «الذي استهدف شارعا يحوي قسما لقوات الأمن الداخلي الكردي (الأسايش) وهيئتي الدفاع والعدل بالحي الغربي في مدينة القامشلي هو الأضخم على الإطلاق في المدينة».

وتسيطر القوات الكردية على معظم أنحاء محافظة الحسكة، وذلك بعد استعادة السيطرة عليها من قبضة التنظيم المتشدد العام الماضي.

وتشارك وحدات حماية الشعب الكردية – التي ثبت أنها أكثر شركاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم فاعلية – في القتال ضد المتطرفين الموجودين في محافظة حلب في غرب سوريا.

وأعلن تنظيم «الدولة» مسؤوليته عن التفجير وقال إنه استهدف قوات الأمن الكردية.

وعرض التلفزيون السوري لقطات قال إنها من مكان شهد تفجيرا وتظهر فيها آثار دمار كبير وكميات هائلة من الحطام متناثرة على الطريق وتصاعد أعمدة دخان.

وكان التفجير قويا لدرجة أنه حطم نوافذ متاجر في بلدة نصيبين التركية على الجانب الآخر من الحدود. وقال شاهد إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة في نصيبين.

وانتزعت وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي من «الدولة» في شمال شرق سوريا العام الماضي، وتشارك الآن في هجوم تدعمه الولايات المتحدة حقق تقدما في مواجهة التنظيم المتشدد غربا قرب الحدود التركية.

من جهته قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أمس إن التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية سيبحث فرص مهاجمة التنظيم المتشدد في سوريا من الجنوب وهو ما يمثل توسيعا للجهود العسكرية الأمريكية في هذا الجزء من البلاد.

وأضاف «هذا بالطبع ستكون له فوائد إضافية تتمثل في مساعدة أمن شركائنا الأردنيين وفصل مسرح العمليات في سوريا عن مسرح العمليات في العراق بشكل أكبر».

وفي الآونة الأخيرة تركز الكثير من نشاط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة – والذي يشمل الضربات الجوية الداعمة للمعارضة السورية المسلحة – على شمال سوريا.

يأتي ذلك فيما يبحث الجيش الإسرائيلي طلبا من منظمة يهودية ـ أمريكية السماح لها بالنشاط في الجانب السوري للجولان، والذي يخضع بشكل كبير لتنظيمات المعارضة السورية. وتشير الأمور أن إسرائيل سوف تسمح لهذه المنظمة بالعمل وخلال أسابيع سوف تدخل شحنات المساعدة.

ويجري الحديث عن منظمة يهودية أمريكية يرأسها رجل الأعمال اليهودي موتي كهانا وفقا لما نشره موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس، والمعروف بنشاطه السابق في سوريا وارتبط اسمه في أكثر من مناسبة بتقديم معونات إغاثية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

وأشار الموقع أن هذه المنظمة قدمت طلبا للجيش الإسرائيلي بالسماح لها بالعمل الدائم في الجولان السوري والذي تسيطر عليه فصائل المعارضة السورية، وتقديم المساعدات المختلفة للسكان السوريين في هذه المناطق، والتي لا يوجد فيها وجود لقوات النظام.

وأضاف الموقع أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أكد بأنه يجري دراسة الوضع والبحث عن فصائل المعارضة التي ينوي الجيش الإسرائيلي التعاون معها لإدخال هذه المعونات.

بدوره قال رئيس المنظمة موتي كهانا إن إدخال هذه المعونات سوف يساهم في خلق الهدوء في الجولان السوري المحاذي للجانب المحتل من الجولان، وكذلك فإنه يظهر للعالم وكذلك للسوريين أن إسرائيل والمنظمات اليهودية تقدم لهم المساعدة.

 

المتحدث باسم «عصائب دمشق» لـ «القدس العربي»: سننتقم من الإيرانيين وبنك أهدافنا سيكون داخل العاصمة السورية

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: أعلنـت المعارضة في العاصمة السـورية دمشـق عن تشـكيل مسـلح أطلقوا عليه اسم «عصائب دمشـق للمهام الخاصـة» الذي يعتبر استهداف المقـار والمفـارز الإيرانية داخل المدينة أهم أولوياته»، محـاولا ضرب الهيمنة الإيرانية على مفاصل القـرار السوري، وزعزعة المشـروع الإيـراني في الوصول إلى حالة الاستقرار السـيادي على معـالم دمشـق وقـراراتـها.

وقال المسؤول الإعلامي لمجموعة «عصائب دمشق للمهام الخاصة» أبو مصعب الدمشقي في لـ «القدس العربي»، إن فريق عصائب دمشق قد أعلن عن بدء سلسلة عمليات «رد الاعتبار» من الإيرانيين الذين آلموا أهلنا في الغوطتين وفي حلب، وردع المحتل الإيراني في الوصول إلى القرار السيادي، فكان لا بد من توجيه ضربة لرأس الأفعى في جحرها، لذلك قامت وحدة المهام الخاصة أمس بعملية أمنية بامتياز، حيث لا يخفى على أحد التشديدات والاحترازات الأمنية في المنطقة بشكل عام والمدرسة الإيرانية بشكل خاص، والتي تتخذها الميليشيات الطائفية مقر عمليات لها، وتعتبر بمثابة مفرزة القوات المحتلة الإيرانية في حي كفرسوسة بقلب المدينة.

وأضاف: نتج عن تفجير غرفة عمليات الميليشيات الإيرانية، تدمير المفرزة، ومقتل 12 عنصرا من عناصر الميليشيات الشيعية الإيرانية واللبنانية بينهم جنرال استخبارات ايراني، فضلا عن جرح 24 آخرين، بيد أن الانتشار الأمني الكثيف، ومنع أي شخص من الاقتراب من مكان التفجير، والتكتم الكبير من قبل النظام، حال دون توثيق أكبر لحجم الخسائر التي لحقت بالقوات الطائفية.

وفي سؤال له عن سبب استهداف «المدرسة الإيرانية» على وجه الخصوص، قال أبو مصعب استهدفت وحدات المهام الخاصة المدرسة بعد ان تحولت إلى مقر للعلميات، فيما اعتبر المتحدث أن كل ما يشيعه النظام عن أنها مدرسة مدنية، هو عار عن الصحة.

واستطرد قائلا «كانت الفكرة من إنشاء فريق عصائب دمشق ضرب النظام في عقر داره، فبنك الأهداف الموضوع على طاولة العمليات كلها أهداف داخل دمشق، لتحقق هدف المشروع في ضرب كل تجمع لقوات النظام أو الميليشيات المساندة له سواء المحلية أو الأجنبية.

وفي سؤال له عن نصرة مدينة داريا والتنسيق مع ثوار الغوطة لضرب المربع الأمني للنظام السوري بالهاون أو الصواريخ، قال:لا نية لنا بالإقدام على هذه الخطوة، فريقنا مجهز للقيام بعمليات داخل دمشق، بأهداف محددة ومدروسة، أما بالنسبة لمدينة داريا فنعلم بوضعها الحرج، ولكن ليس باستطاعتنا القيام بأعمال من شأنها أن تقلب الموازين على الأرض، فنحن نعول بعد الله على ثوار الجنوب «درعا والقنيطرة «فهم وحدهم قادرون على قلب موازين المعركة وفتح الطريق إلى المدينة المحاصرة.

 

فرار جنود وضباط النظام السوري أسرى لدى «جبهة النصرة» من سجن في الريف الشرقي لدرعا في ظروف غامضة

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: تمكن 14 عسكريا من جيش النظام، بينهم ضباط، من الفرار من سجن «الكوبرا» التابع لجبهة النصرة بالقرب من بلدة كحيل في الريف الشرقي لدرعا ليصلوا إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام في بلدة خربة غزالة، مجتازين كيلو مترات عدة تنتشر فيها حواجز لـ»جبهة النصرة» و»الجيش الحر».

وقد نشرت صفحات موالية للنظام صورة جماعية للأسرى ممن ينتمي غالبيتهم إلى الطائفة العلوية والإسماعلية، والذين كانوا قد أسروا في معارك السيطرة على تل الحارة والجموع والجابية في ريف درعا الغربي.

أحد المعتقلين السابقين في سجن الكوبرا، قد أكد في حديث خاص لـ «القدس العربي»تحصين هذا السجن الكبير، وقال إنه عبارة عن «بلوكوس عسكري سماكته متر من الإسمنت المسلح الذي يستحيل اختراقه بأدوات بسيطة»، واصفا الحراسة التي تشرف على السجن بالقوية.

وفي رواية نسبت لأحد الأمراء في «جبهة النصرة» بدرعا، تحدث فيها «عن طول أمد هؤلاء الأسرى في السجن لدى النصرة، حيث أن غالبيتهم يعود تاريخ اعتقالهم لمنتصف عام 2014 أي قبل عامين من الآن، وعمدت النصرة إلى الاستفادة منهم في أعمال السخرة من حفر خنادق وغير ذلك، ووثوق بعض السجانين بهم، الأمر الذي ساعدهم في عملية الهروب وسبب الاحتفاظ بهم وعدم قتلهم طمعا في مبادلتهم، وإخراج أسرى من سجون الأسد».

وشرحت الرواية كيفية هروب المساجين «فعندما كان الحراس يصلون الفجر كان لدى الأسرى بعض الأسلاك ففكوا القفل واقتحموا المكان الذي فيه سلاح وقتلوا اثنين من الحرس، وركبوا سيارة تابعة للنصرة عابرين الحواجز على أنهم من النصرة، ولما وصلوا حاجز الجبهة في الغارية حاول الأخ المرابط إيقافهم إلا أنهم لم يتوقفوا وأطلق عليهم النار وحصل اشتباك خفيف، ولكن لم يتوقفوا وتمكنوا من الهروب إلى الخربة التي يسيطر عليها النظام.

في حين وصفت رواية الصفحات الموالية للنظام بـ «التلفزيونية» والتي تحدثت عن عملية نوعية في تحرير الأسرى، تمثلت في إرسال قوة عسكرية اقتحمت السجن وحررت المخطوفين. وقال الناشط مؤيد أبازيد لـ «القدس العربي»: «بالنظر لجغرافية المنطقة من الصعب التصديق أن يتم هروب هذا العدد وقطع مسافة خمسة كم وفيها عشرات الحواجز، دون أن يتعرض إليهم أحد، وكذلك دخول النظام في عملية نوعية، والوصول للسجن كذلك أمر غير منطقي إلا بالأفلام التلفزيونية».

وربط بين هذه الحادثة، وخروج عناصر من النصرة إلى ادلب مرورا بحواجز النظام قبل عام تقريبا قائلاً: «يبدو أن هناك اتفاقا بالتكتم بين النصرة والنظام، لكن تم فضح الأمر، وكما هو معروف فإن النظام استطاع أن يضرب عصفورين بحجر واحد، كسب عناصره الأسرى، وفي الوقت نفسه فضح النصرة، لكن فضح النصرة في هذه المرحلة، أتى مع نية الأخيرة فك ارتباطها بالقاعدة، كي يقطع أي صلة لها مع من بقي لها من الحاضنة الشعبية».

وأثارت هذه الحادثة موجة من الانتقادات للنصرة في درعا. وقال ناشطون إن النصرة هي ذاتها التي أسرت قائد المجلس العسكري في درعا العقيد أحمد النعمة وعددا من قيادات الجيش للحر بدرعا في منتصف عام 2014 وغيبتهم في سجن الكوبرا، دون تسليم ذويهم أي خبر عن مصير أبنائهم، بينما فشلت في الاحتفاظ بأسرى النظام وطمأنت أهلهم عبر وسائل الإعلام عن مصيرهم.

 

واشنطن: سيتم التوصل إلى تفاهمات وليس اتفاق مع الروس حول سوريا بداية الشهر المقبل

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكدت الخارجية الأمريكية أن المباحثات مستمرة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي للتوصل إلى تفاهمات وليس إلى اتفاق حول سوريا.

وأشارت الناطقة باسم الخارجية اليزابيت ترودو إلى أنه سيجري الإعلان عن ذلك إما في الأسبوع الأول أو الثاني من شهر آب/ أغسطس القادم.

وشرحت ترودو أن الهدف من هذا التفاهم هو أن تمارس روسيا نفوذها على نظام الأسد لوقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء سوريا، وتوحيد الجهود لمواجهة تنظيم «الدولة» و«جبهة النصرة».

ورفضت الناطقة التعليق عن نية «جبهة النصرة» الإعلان عن قطع علاقاتها مع تنظيم «القاعدة»، كما رفضت التعليق على انتهاء الأمريكيين من بناء قاعدة الرميلة العسكرية في شمال سوريا والمنطقة التي يسيطر عليها الأكراد وأسموها روجافا.

وكان رئيس الأركان الأمريكي دانثفورت قد عارض التوصل إلى أي اتفاق عسكري مع الروس لأنه لا يوجد أي ثقة بهم في سوريا.

ويبدو أن هذا هو السبب في تغيير وزير الخارجية الأمريكي وصف الاتفاق مع الروس إلى تفاهمات أمريكية روسية حول سوريا.

 

اجتماع أمريكي ـ روسي يهدف لمنع الحوادث في الأجواء السورية وسط اتهامات لموسكو باختراق البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: ابتعد كبار أعضاء الحزب الديمقراطي الذى اعلن ترشيح هيلاري كلينتون لانتخابات الرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل عن الجدل في قضية البريد الالكتروني رغم ضجة المندوبين حول القضية إلا ان مادلين البريت خرجت عن المحظور اثناء القاء كلمتها قائلة ان روسيا تحرص على ان يفوز دونالد ترامب في الانتخابات عبر نشر رسائل البريد الالكتروني للجنة الوطنية للحزب.

وقالت ان فوز ترامب في تشرين الثاني المقبل سيكون هدية لفلاديمير بوتين، وبالنظر إلى ما تعلمناه عن تصرفات روسيا في الآونة الأخيرة فإن حرص بوتين على فوز ترامب ينبغى ان يثير القلق عند كل مواطن أمريكي، وكان بوتين قد قال عندما تعرض لسؤال حول ترامب أن الأخير على مرتبة أولى في القيادة. ومن المعتقد ان روسيا كانت وراء اختراق رسائل البريد الالكتروني للجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي، وهي رسائل محرجة للغاية لأنها تفيد بأن هناك محاولات داخلية لتقويض فرصة بيرني ساندرز في معركته السابقة مع كلينتون كما تم نشرها على موقع ويكليكس في توقيت ملحوظ جاء بعد انتهاء مؤتمر الحزب الجمهوري وقبل أيام من بدء مؤتمر الحزب الديمقراطي في فيلادلفيا.

من جهة أخرى، التقى مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع الروسية معا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للتباحث في التدابير والإجراءات العسكرية التى تضمن التخفيف من الحوادث المحتملة في الاجواء السورية ضمن اطار مذكرة التفاهم لسلامة الطيران بين البلدين.

وشارك في اللقاء مساعدة وزير الدفاع للشؤون الدولية، اليسا سلوتكين والاميرال مايكل دومون نائب المدير العام للوزارة، ووفقا للسكرتير الصحافي للبنتاغون بيتر كوك فقد استهدف الحوار ضمان تمسك كل طرف للتدابير التى تم الاتفاق عليها سابقا للتخفيف من الحوادث فى الاجواء السورية.

وهذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ إلقاء الأخير الذى تم لمناقشة الغارات الروسية على موقع مدعوم من التحالف الدولي في منطقة النتف السورية، وأوضح كوك ان الاجتماع ناقش وضع تدابير اضافية لأزمة لتجنب مثل هذه الحوادث مشيرا إلى ان الجانبين اكدا على ضرورة الالتزام بتعزيز السلامة التشغيلية وتجنب وقوع الحوادث وسوء الفهم في المجال الجوي فوق سوريا.

إلى ذلك، لم يستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة تبث الاربعاء ان تحاول روسيا التدخل في حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية ذهبت بعيدا في اتهامها روسيا بتسريب رسائل الكترونية للجنة الوطنية الديمقراطية، قال اوباما لشبكة «ان بي سي نيوز» ان «كل شئ ممكن».

واظهرت رسائل الكترونية نشرها الجمعة موقع ويكيليكس الريبة والكره الذي يكنه مسؤولو الحزب الديمقراطي لبيرني ساندرز المنافس السابق للمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون.

واضاف اوباما ان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) يواصل التحقيق في عملية التسريب.

ونقت موسكو اي تورط لها في التسريبات التي اربكت الديمقراطيين خلال مؤتمرهم في فيلادلفيا بعد ان قالت حملة كلينتون ان خبراء بالانترنت قالوا ان روسيا تتحمل مسؤولية في ذلك وهدفها مساعدة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الاربعاء ان وكالات المخابرات الأمريكية لديها «قناعة قوية» بان الحكومة الروسية تقف وراء عملية التسريب. غير ان أجهزة المخابرات تجهل ما إذا كان الأمر يتعلق بتجسس روتيني او ان كانت تمثل قسما من عملية تهدف للتاثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال اوباما انه لا يستطيع ان يقول شيئا عن الدوافع الدقيقة ولا عن عملية تسريب الرسائل لكنه ذكر بتعليقات سابقة لترامب بشأن روسيا.

واضاف حسب مقطع من المقابلة ان «دونالد ترامب عبر مرارا عن اعجابه بفلاديمير بوتين». واضاف «واعتقد ان ترامب حصل على تغطية (إعلامية) مؤيدة له من روسيا في المقابل».

وتابع الرئيس الأمريكي ان «ما نعرفه هو ان الروس يقومون بقرصنة نظامنا. ليس الانظمة الحكومية فقط بل الانظمة الخاصة ايضا».

وكشفت الشركة الأمنية «كراودسترايك» انها واجهت اختراقا في نيسان/ابريل في انظمتها وتعرفت على «خصمين متطورين» مرتبطين بالاستخبارات الروسية. واكد جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس مساء الثلاثاء لقناة «سي ان ان» الأمريكية ان «فريق حملة هيلاري كلينتون يستخدم تخمينات اتهامية بشان عمليات قرصنة سابقة في محاولة لصرف الانتباه عن رسائلنا الالكترونية (..) لأن وقعها السياسية كبير في الولايات المتحدة».

وتابع انه لحماية مصادر الموقع «نحاول احداث الحد الأقصى من الإبهام»، واضاف ان «استبعاد بعض الفاعلين يعني تسهيل التعرف على مصادرنا، ولهذا نحن لا نفعل ذلك ابدا».

واضاف «ربما يخرج المصدر أو المصادر من الظل. قد نكون إزاء لحظة مهمة، بعضهم سيشعر بالحرج».

 

تدريبات عسكرية أميركية ـ إسرائيلية لمواجهة “داعش” و”حزب الله

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

كشف موقع القناة الإسرائيلية الثانية على الإنترنت، النقاب عن إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين قوات من البحرية الأميركية “المارينز” في صحراء النقب لمحاكاة سيناريوهات لمواجهة عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، فيما نقل موقع “والاه” خبر إجراء تدريبات بحرية، متسائلاً إن كانت لتوجيه رسالة إلى “حزب الله” اللبناني.

وقامت أثناء التدريب الذي أجري الأسبوع الماضي، وتحت جناح السرية وحدات من سلاح الجو والقوات البرية والبحرية الإسرائيلية بالتعاون مع البحرية الأميركية بخوض معارك تحاكي عمليات قتال ومواجهة مع تنظيم “داعش”. وتم كذلك تبادل الخبرات في مجال “مكافحة الإرهاب”، عبر الاستفادة، بحسب الموقع، من الخبرات الإسرائيلية في هذا المجال، وفي مواقع تحاكي نمط البناء في الشرق الأوسط.

 

ويستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق في صحراء النقب لخوض تدريبات خاصة، تم فيها بناء نماذج لبلدات عربية، خصوصاً من حيث طراز البناء، مع تخصيص مناطق تحاكي، شوارع وطرقاً ضيقة، كانت شيدت أساسا لمحاكاة واقع بلدات ومخيمات في الضفة الغربية المحتلة.

وتوفر منطقة التدريبات الواسعة في النقب، ظروفاً جغرافية وطبوغرافية تحاكي المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش” في سورية والعراق، من حيث حرارة الطقس والطبيعة الجغرافية الرملية.

 

وقامت القوات المشتركة بالتدرب على عمليات إنزال قوات عسكرية بالمروحيات، والقتال في مناطق مبينة ومأهولة، وقتال فوق الأرض، وفي الأنفاق.

 

إلى ذلك، شملت التدريبات، مناورات لإنقاذ وتخليص المصابين، وتفعيل خدمات طبية ميدانية، وقتال في ساعات الليل.

 

بموازاة ذلك، نشر موقع “والاه” اليوم تقريرا قال فيه إن قوات البحرية الأميركية أجرت تدريبات ومناورات مشتركة مع وحدة الكوماندو البحرية “شييطت 13″، تم خلالها محاكاة عملية إنزال واسعة على “شواطئ معادية” لإسرائيل. وكانت مهمة أفراد الكوماندو الإسرائيلي في هذه المناورات التي حملت بدروها اسم “كايا غرين”، تنفيذ عملية إنزال على الشاطئ، بالرغم من البحر الهائج، وتأمينه وإعداده لهجوم تشنه قوات “المارينز” تحت وابل الرصاص. وتساءل الموقع ما إذا كانت هذه المناورات رسالة لحزب الله أم لا؟

 

وقامت القوات الأميركية خلال هذه المناورات بنقل الجنود، وسيارات عسكرية والمعدات الخاصة (التي لم يفصح عنها) من السفينة في عرض البحر إلى الشاطئ، ومن هناك الاستعداد لشن هجوم بري على “منطقة العدو”.

 

وشاركت في هذه المناورات كافة الوحدات المرتبطة بناقلة الجنود “سان أنطونيو” الأميركية، وعليها معدات قتالية برمائية، للاستخدام في عمليات هجوم واسعة تشمل أيضا استخدام وتفعيل مروحيات ومركبات مصفحة. وتنشط هذه القوات الأميركية عموما في منطقة القرن الأفريقي، ولكن أيضا في الشرق الأوسط، وقد اجتازت في العقد الأخير قناة السويس أكثر من مرة.

 

واشنطن تسعى لنظام تهدئة في سورية لمدة أسبوع

موسكو ــ العربي الجديد

كشفت مصادر إعلامية روسية، أن واشنطن تحاول التوافق مع موسكو حول وقف روسي للعمليات الجوية لمدة 7 أيام، وأنها في الوقت نفسه تدافع عن فصائل معارضة مسلحة معادية لنظام بشار الأسد، وتصفها موسكو بـ”الإرهاب”؛ وتتمثل هذه الفصائل تحديداً في حركتي “أحرار الشام” و”جيش الاسلام”، اللتين تقدمهما واشنطن بصفتهما من المعارضة المعتدلة.

وأثناء المباحثات الأخيرة بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري، التي جرت في موسكو ما بين 14 و15 يوليو/تموز، واللقاء الذي عقد بينهما على هامش قمة آسيان في لاوس في 26 من الشهر نفسه، اقترح الوفد الأميركي العمل بـ”نظام التهدئة” لمدة 7 أيام بهدف الفصل بين المعارضة المعتدلة و”المجموعات الإرهابية”، بحسب ما نقلت صحيفة “أزفستيا” الروسية عن مصدر مطلع لم تكشف عن هويته.

ويتلخص الطلب الأميركي بأن توقف روسيا الضربات الجوية لهذه الفترة، على أن تلتزم بوقف إطلاق النار المجموعات المدعومة من واشنطن.

ونقلت الصحيفة الروسية عن مصدر وصفته بأنه قريب من المباحثات، أن “موسكو قالت سابقاً إن المجموعات أعطيت الوقت الكافي لتقرر بنفسها التخلي عن السلاح أم لا. وقدم نظام وقف إطلاق النار، الذي عُمل به لأشهر، صورة واضحة عمن يريد الاستمرار بالقتال ومن يبحث عن حل سياسي للأزمة. وهنا لا يجب أن ننسى أن فصائل من التنظيمات الإرهابية، وبشكل خاص (جبهة النصرة)، التي تتموضع في مناطق تواجد المعارضة المعتدلة نفسها، استغلت توقف القصف الجوي الروسي واستعادت جزئيا قدراتها القتالية. والآن إذا ما أوقفت العمليات الجوية فسيستغلون الأمر مرة أخرى”، على حدّ قول الصحيفة.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن المقصود هنا المعارك الدائرة في حلب ومحيطها، حيث زعمت أن “الجيش العربي السوري تمكن من تطويق المدينة وطرد المسلحين من المناطق الصناعية”.

وتابعت الصحيفة أنه إذا “ما تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على المدينة، فإن انتهاء الحرب يبقى مسألة وقت لا غير”. ونقلت عن خبراء لم تسمهم، أن “اقتراح واشنطن يرمي إلى منح المجموعات التابعة للولايات المتحدة الفرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تجميع قواتهم”.

كما نقلت عن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما، فلاديمير كومويدوف، قوله إنه “من الضروري في هذه المسألة ألا نكون سذجاً. يجب إدراك أن نظام التهدئة يمكن أن يستغل من قبل الإرهابيين لاستجماع قواهم. لقد حان الوقت للتهدئة المشتركة، وإنزال ضربات منسقة بالإرهابيين منذ زمن طويل. مهمتنا واحدة مع الأميركيين: الانتصار على (داعش). ولدينا تجربة 1945، حيث أظهر التنسيق بيننا جدواه حينئذ”.

 

نشطاء ينفون فتح النظام معابر إنسانية في حلب

لبنى سالم

نفى نشطاء سوريون يعيشون في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ما تشيعه وسائل إعلام النظام وما جاء في تصريحات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن فتح ثلاثة معابر إنسانية للمدنيين للخروج من الأحياء الشرقية للمدينة باتجاه مناطق سيطرة النظام.

 

وقال الناشط الإعلامي عمر عرب، لـ”العربي الجديد”: “أنا موجود قرب المعبر الآن، لم يفتح أي طريق، ولم يمر أحد إلى مناطق النظام حتى الآن”، وأضاف “ألقت الطائرات الحربية، صباح اليوم، منشورات على أحياء حلب الشرقية تقول فيها إنها ستفتح المعابر لمرور المدنيين، لا نعلم ما وراء هذه الخطوة، وإن كانت ستفتح في الساعات القادمة، فقد تكون نوعا من الضغط على المدنيين الذين يعيشون تحت خطر القصف والحصار، أو محاولة فعلية لتفريغ مناطقنا وتهجير ناسها، ليتسنى لهم اقتحامها والسيطرة عليها”.

بدوره، أكد الناشط الإعلامي براء الحلبي، أن “معبر بستان القصر مغلق، ولم تسجل أي حالة خروج من مناطق سيطرة الثوار إلى مناطق سيطرة النظام”، مضيفاً أن “كل ما يروّج له النظام عن ممرات إنسانية عارٍ عن الصحة”.

وأوضح السوري محمد الأسعد، أن “المناشير التي ألقتها الطائرات الحربية، اليوم، تضمنت بعضها خريطة لأربعة معابر تصل الأحياء الشرقية لحلب بمناطق النظام، وتتوزع على مناطق بستان القصر- المشارقة والحمدانية والحاضر والليرمون، فيما تتضمن أخرى تعليمات بطريقة الخروج من هذه المعابر، ومنها الوقوف قبل مسافة محددة من حواجز النظام، ورفع المناشير فوق الرؤوس، وانتظار إشارة من عناصر الحاجز، وتنفيذ جميع التعليمات التي يُملونها على العابرين. إضافة إلى مناشير دعت المقاتلين إلى العودة لحضن الوطن”.

وأضاف الأسعد “كيف لنا أن نأمن لهم بعد أن قتلوا أقاربنا وأصدقاءنا وجيراننا، هذا جزء من الحرب النفسية التي يمارسها النظام علينا بعد القصف والتجويع”.

ويتخوف 400 ألف مدني يعيشون في الأحياء الشرقية في مدينة حلب من حملة عسكرية شرسة تمهد لها قوات النظام وروسيا، بعد سيطرتها على طريق الكاستيلو، آخر شريان لها مع المناطق المحيطة، وسيطرتها على بني زيد، وإطباقها الحصار على المدينة بشكل تام.

وتشهد المدينة مع دخول اليوم الواحد والعشرين من الحصار؛ ارتفاعاً كبيراً في أسعار ما تبقى من المنتجات وفقدان جزء كبير منها، يقول سهيل الخطيب من حلب: “المحال التجارية أصبحت خالية تماماً من المنتجات الغذائية، لا أمل لنا أن نجد شيئا فيها، الخبز ارتفع ثمنه إلى مائة ليرة، لكنه غير متوفر في معظم الأيام. توقفت معظم السيارات ومولدات الكهرباء عن العمل بسبب انقطاع المازوت والبنزين، كما تشتكي النقاط الطبية من انقطاع الأدوية. كل هذا ولم تتوقف الطائرات الحربية عن القصف اليومي وإيقاع الضحايا”.

وفي الإطار، دعا نشطاء سوريون إلى اعتبار يوم 31 يوليو/تموز الجاري يوم غضب لحلب، التي تعيش أيامها الأصعب، في ظل خطر الحصار والقصف اللذين يهددان حياة مئات آلاف المدنيين.

ووفقاً لمركز حلب الإعلامي، فإن 1474 شخصًا على الأقل قتلوا خلال الشهرين الأخيرين، فيما وصف بحرب الإبادة التي تقوم بها الطائرات الروسية والسورية على أحياء مدينة حلب.

 

القطاع الطبي السوري ليس بصحة جيدة

رولا عطار

تستمر الحرب في سوريا ويستمر معها تدهور القطاعات الأساسية إقتصادياً واجتماعياً، ومنها القطاع الصحي. نتيجة تدمير عدد كبير من المراكز الصحية والمستشفيات، فضلاً عن صعوبة تأمين المواد الطبية، لندرتها أو لإرتفاع أسعارها.

 

ووفق تقرير صدر مطلع العام 2016، عن المركز السوري لبحوث السياسات، فإن توفر الخدمات الصحية في مناطق مثل الرقة ودير الزور وحلب وإدلب، تدنى منذ أواخر العام 2014 وخلال الربع الأول من العام 2015. وبلغ إجمالي المستشفيات خارج الخدمة 31 مستشفى، في تموز في العام 2015 مقارنة بـ19 مستشفى متضرراً بحلول كانون الثاني 2015.

 

وفي ظل هذا الواقع، يسجل الأطباء ارتفاعاً في المصاريف الإضافية، ومنها على سبيل المثال إضطرارهم إلى استخدام المولدات في تشغيل الأجهزة الطبية داخل العيادات، فضلاً عن إضطرارهم إلى إصلاح بعض المعدات الطبية بأسعار مرتفعة جداً، إذ فوجئ أحد الأطباء بوصول سعر قطعة في جهاز تفتيت حصى الكلى، إلى 6 مليون ليرة مع أن سعر الجهاز كاملاً لا يتجاوز 2 مليون ليرة.

 

ويرى رئيس فرع دمشق في نقابة الأطباء يوسف علي أسعد في حديث إلى “المدن”، أن الارتفاع الذي حصل في أجور المعاينات الطبية التي باتت تراوح بين 2500 و3000 ليرة، بينما كانت في السابق 500 ليرة حداً أعلى، هو انعكاس للظروف التي تمر بها سوريا. فالطبيب لديه التزامات معيشية وحياتية. هذا عدا عن العوامل الأخرى التي أثرت في عمل الأطباء السوريين، فساعات العمل أصبحت محددة من 12 ظهراً إلى 4 بعد الظهر، بسبب الظروف الأمنية. بينما في السابق كان دوام الأطباء ينقسم لفترتين قبل الظهر وبعد الظهر. يضاف إلى ذلك انخفاض أعداد المراجعين من المحافظات الأخرى (كالمنطقتين الشرقية والشمالية). ما يعني أن حجم أعمال الأطباء انخفض إلى 5% عما كان عليه قبل الأزمة.

 

أما وزارة الصحة، فقد التزمت “الحياد” في ما يخص التعرفة الطبية، بحسب ما يراه بعض العاملين في القطاع الطبي. ولم يتوقف نشاط الوزارة عند التغاضي عن التعرفة الطبية، بل إنها لا تراقب التعرفة المستشفيات والمختبرات ومراكز الأشعة وغيرها. ما أدى إلى اتساع الهوة بين الأسعار الحاليّة والأسعار التي كانت تضعها وتراقبها الوزارة.

 

وما يزيد الأزمة إتساعاً، هو إرتفاع سعر صرف الليرة منذ بداية العام الحالي حتى الشهر الخامس منه. فعلى الأثر طالبت المستشفيات برفع أسعار العمليات الجراحية نتيجة ارتفاع تكلفة المستهلكات الطبية. وبعدها، تم رفع أسعار المازوت والبنزين. وهو ما أثار موجة جديدة من المطالبات برفع الأسعار. ووزارة الصحة لم تصدر حتى الآن أي تعرفة طبية جديدة. علماً أن أسعار العمليات الجراحية ارتفعت بنسبة 25% مقارنة بين أسعار عامي 2010 و2015. أما أسعار الإجراءات الشعاعية فإرتفعت بنسبة 50%. في حين إرتفعت أسعار خدمات المختبرات الطبية بنسبة 150%.

 

وخلال الأعوام الخمسة الماضية، تم رفع سعر الدواء الوطني من خلال سلسلة تعديلات للأسعار، أولها كان في العام 2013، إذ ارتفعت الأسعار بنسبة 20%. تلاها إرتفاع بنسبة 37.5%. ثم في العام 2015 ارتفعت الأسعار بنسبة 55%، لتصبح الزيادة الإجمالية بين عامي 2010 و2015 بنسبة 155%، وفق ما تبينه دراسة صادرة عن المؤسسة العامة السورية للتأمين.

 

وفي السياق، يقول مدير قسم المستشفيات في وزارة الصحة سليمان مشقوق لـ”المدن” إن الوزارة لا تملك دراسة تبيّن كيف تغيرت الأسعار خلال سنوات الأزمة. ويشير إلى أنه قد لا تكون التعرفة الطبية ارتفعت، إنما الإشكالية في إنخفاض القدرة الشرائية. وهذا بالطبع يؤثر على عمل المستشفيات.

 

في المقابل، قطاع الصيادلة ليس أفضل حالاً من القطاعات الطبية، فإرتفاع أسعار الأدوية وانقطاع الطرق بين المحافظات السورية، وتراجع أعداد مراجعي العيادات الطبية، خصوصاً من المناطق الشرقية، كل ذلك أثر في عدد الوصفات الطبية التي تصرف من الصيدليات، ناهيك بانخفاض القدرة الشرائية للمواطن السوري، وفق الصيدلي ماهر المالح، في حديث إلى “المدن”. ويضيف أن الصيادلة يعانون من مشكلة تصريف الأدوية. ما يجعل عدداً كبيراً من الأدوية المنتهية الصلاحية تتكدس في الصيدليات. وهذا ما يرتب خسائر كبيرة. فضلاً عن أن الصيادلة يعانون من فقدان بعض الأنواع من الأدوية بسبب صعوبة استيراد الدواء الأجنبي أو توقف المعامل المحلية عن الإنتاج.

 

دي ميستورا: الجميع بانتظار الاتفاق الأميركي-الروسي..

حذّر المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الخميس، من نتائج فشل روسيا والولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق حول التعاون العسكري في سوريا.

 

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجموعة العمل الإنسانية، في جنيف، قال دي ميستورا إن “الجميع بانتظار” الاجتماع بين مسؤولين عسكريين روس وأميركيين في جنيف مخصص لبحث عملية التعاون المذكورة. وشدد على أنه في حال عدم نجاح المناقشات بين موسكو وواشنطن، فإن ذلك سينعكس سلباً على إمكان نجاح المفاوضات السورية، من دون أن يعني ذلك إلغاء الجولة المُقررة في آب/أغسطس المقبل. وأكد أن الأمم المتحدة “حريصة كل الحرص على أن تحاول وتحاول مرة ثانية وثالثة في حالة الفشل.. تلك هي فلسفتنا، لاسيما في ظل هذا الوضع المأسوي”.

 

من جهة ثانية، اعتبر دي ميستورا أنه “من السابق لأوانه” التعليق على ما أعلنته الحكومة السورية وروسيا عن خطة فتح ممرات للمدنيين في المناطق المحاصرة شرقي حلب، وعفو عن المقاتلين الذين يرغبون بالاستسلام، كاشفاً أن الأمم المتحدة “كغيرها” لم تُستشر في الأمر مسبقاً.

 

في غضون ذلك، اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” النظام السوري والقوات الروسية باستخدام القنابل العنقودية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وقالت إنها وثقت 47 هجوماً خلال الشهرين الماضيين.

 

وقالت المنظمة في تقرير، نشرته الخميس، إنه وعلى الرغم من نفي روسيا لاتهامات سابقة باستخدامها القنابل المحرمة دولياً في سوريا، فإن “الأدلة تزايدت على أن لديها مخزونات من هذه الذخيرة وأنها إما استخدمتها أو شاركت في هجمات جرى استخدامها فيها”.

 

وأوضح التقرير أن هذه القنابل استُخدمت في هجوم في إدلب، يوم 11 تموز/يوليو، قُتل فيه 10 أشخاص على الأقل، وأن صورة التُقطت قرب موقع الهجوم أظهرت قنبلة يجري إسقاطها من طائرة “سوخوي-34″، وهي طائرة تستخدمها القوات الجوية الروسية فقط، بحسب المنظمة.

 

وأضاف التقرير أن صوراً التقطت بعد هجوم آخر قرب معبر التنف في جنوب سوريا، أظهرت آثار قنابل عنقودية ومنها قنابل صغيرة لم تنفجر. وقال مقاتلون معارضون والولايات المتحدة إن الهجوم نفذته طائرات روسية.

 

وتقول المنظمة إن قوات النظام السوري تستخدم هذه القنابل جواً وبراً منذ منتصف 2012، لكن نائب مدير الطوارئ في المنظمة أولي سولفانج، قال إنه ومنذ أن استأنفت روسيا وسوريا عملياتهما الجوية المشتركة، سُجّل “استخدام قوي” لهذه الذخائر. ودعا سولفانج الحكومة الروسية إلى أن “تضمن على الفور ألا تستخدم قواتها أو القوات السورية هذا السلاح”.

 

لأن حلب تُباد.. الأحد يوم غضب عالمي

أطلق ناشطون سوريون حملة جديدة للتضامن مع مدينة حلب المنكوبة شمال البلاد، داعين للتظاهر في مختلف أنحاء العالم، بهدف “تسليط الضوء على الجرائم التي ترتكبها قوات النظام وحليفته روسيا بحق 400 ألف مدني محاصر”، وتخصيص يوم 31 تموز/يوليو الجاري كيوم غضب عالمي تعاطفاً مع أهالي المدينة.

 

وينشر المساهمون في الحملة عبر هاشتاغ #الغضب_لحلب، مجموعة كبيرة من الصور التي تبرز الجانب الإنساني المخيف الذي وصلت إليه المدينة جراء الحصار والقصف، إضافة لصور وشعارات تبرز التعاطف، وعبارات تدعو الفصائل المعارضة لتوحيد جهودها العسكرية معتبرين التعاطف العالمي الآتي من الحملة “قليل الأهمية في حال عدم وجود فارق عسكري على الأرض”.

 

هي “دعوة لكل من يحمل في قلبه إنسانية لمساندة المدنيين في حلب”، هكذا يقول الفيديو الترويجي للحملة الذي يتداوله الناشطون بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يعرض أبرز المعلومات والإحصائيات المتعلقة بموضوع الحملة، إلى جانب مقاطع تصور الحياة في المدينة منذ بداية الحصار الذي تطبقه قوات النظام على المدينة، بموازاة الحملة العسكرية العنيفة هناك.

 

واعتبر “مركز حلب الإعلامي”، الحملة رداً على حملة الإبادة الجماعية التي لم يشهد العالم مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قتل 1474 مدنياً جراء قصف النظام على المناطق السكنية التي تسيطر عليها المعارضة، مضيفاً عبر صفحته الرسمية في “فايسبوك”: “حلب يباد ساكنوها وتدمر بنيتها التحتية وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي”.

 

من جهته كتب الناشط الإعلامي البارز هادي العبدالله: “قاتل بالكلمة من حيث أنت، الغضب لحلب هي حملة موجهة بالدرجة الأولى للسوريين والعرب في دول الإغتراب وللعالم أجمع  لتوجيه النظر لحصار 400 ألف شخص داخل مدينة حلب. ولتكن الكلمة بجانب البندقية”.

 

وتطبق قوات المظام المدعومة بطيران روسي وميليشيات أجنبية حصاراً خانقاً على مناطق المعارضة منذ السابع من تموز/يوليو الجاري، إثر قطعه طريق الكاستيلو، الذي كان صلة الوصل الأخيرة مع العالم بالنسبة لأحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، علماً أن المدينة تشهد معارك مستمرة منذ صيف العام 2012.

 

أميركا تحصل على كنز ضخم من الوثائق حول أسرار داعش

حو عملية تهدف لتفكيك داعش

إيلاف- متابعة

استطاعت قوات تقاتل داعش مدعومة من الولايات المتحدة، الحصول على كنز ضخم من الوثائق والبيانات التي تخص التنظيم، وبتصريح من مسؤول عسكري أميركي يوم الاربعاء أن هذه البيانات والوثائق قد تلقي مزيدًا من الضوء على عمليات داعش.

 

تقول الولايات المتحدة الأميركية إنها تمكنت من الحصول على كم من المعلومات التي تخص تنظيم داعش. وقال المتحدث العسكري الأميركي في العراق الكولونيل كريس جارفر في إفادة صحافية إن المواد التي جرى جمعها مع انتقال المقاتلين من قرية إلى قرية حول بلدة منبج تشمل دفاتر وأجهزة كمبيوتر محمول ومحركات أقراص الناقل التسلسلي العام (يو.إس.بي) وكتبًا متقدمة في الرياضيات والعلوم أعيدت كتابتها مع إضافة مسائل مكتوبة بلغة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

منبج مركز استراتيجي للدولة الإسلامية

 

وجمع المقاتلون الذين تدعمهم الولايات المتحدة- وهم تحالف من القوات الكردية والعربية- أكثر من أربعة تيرابايت من المعلومات الرقمية. ويعكف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال الجماعة المتشددة على تحليل هذه المواد ومعظمها بالعربية.

 

وقال جارفر إن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً لان المعلومات كثيفة ودقيقة وتحتاج وقتاً للمعالجة والفهم نحو عملية تهدف لتفكيك تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وأضاف “أن مستشاري التحالف في ظل معرفتهم بأن منبج مركز استراتيجي للدولة الإسلامية وصفوا على نحو خاص للمقاتلين نوع المواد الرقمية وغيرها من المواد التي سيجمعونها خلال قتالهم قوات الجماعة”.

 

موضحاً أن المعلومات التي جرى جمعها حول منبج حتى الآن، ألقت الضوء على كيفية تعامل الدولة الإسلامية مع المقاتلين الأجانب لدى دخولهم سوريا. ومنبج منطقة استقبال رئيسية للمقاتلين الأجانب عند وصولهم.

 

قائلاً: “عندما يدخل مقاتلون أجانب يقومون بفحصهم ومعرفة اللغات التي يتحدثونها وتكليفهم بمهام ثم إرسالهم إلى المكان الذي سيذهبون إليه سواء كان في سوريا أو العراق.”

 

كشف النقاب

 

وكان مسؤولون أميركيون قد سربوا معلومات تفيد بأن مداهمة للقوات الأميركية الخاصة جرت العام الماضي في سوريا ضد قيادي بالدولة الإسلامية يدعى أبو سياف تمخضت عن العثور على سبعة تيرابايت من البيانات، مما كشف النقاب عن قيادة الجماعة وتمويلها وأمنها.

وحقق مقاتلو التحالف الذي تسانده الولايات المتحدة، تقدمًا تدريجيًا في الأسابيع الأخيرة لدى محاولتهم طرد مقاتلي الدولة الإسلامية في منبج.

 

الأسد يحرق حلب و«داعش» يفجّر القامشلي

حلب بقيت أمس تحت النار فيما اشتد الحصار على أحيائها الشرقية، وسجل قصف عنيف على تلك الأحياء قامت به قوات نظام بشار الأسد. وإلى الشرق، حيث يخوض «داعش» معارك شرسة مع الأكراد، عمد التنظيم المتطرف إلى تفجير شاحنة مفخخة في القامشلي، متسبباً بسقوط عشرات الضحايا.

 

أما اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الولايات المتحدة وروسيا في نهاية شباط الماضي، فكان وبالاً على السوريين، وخصوصاً حلب التي حوصرت تماماً هذا الأسبوع، حيث بلغ عدد الشهداء المدنيين منذ إعلان الاتفاق 3000 مدني.

 

فقد قتل 16 مدنياً على الأقل أمس في قصف لقوات النظام السوري على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، تزامناً مع إعلان قوات الأسد قطع كافة الطرق المؤدية الى تلك الأحياء.

 

وقال المرصد السوري: «تسبب القصف الجوي والمدفعي على عدد من الأحياء الشرقية في مدينة حلب بمقتل 16 مدنياً على الاقل، سبعة منهم في حي الصاخور وسبعة آخرون في حي الأنصاري الشرقي»، مشيراً الى وجود ضحايا تحت الأنقاض.

 

وأظهر شريط فيديو مبنى من طابقين مهدماً جزئياً ومحالاً تجارية تدمرت واجهاتها وأجزاء منها وتبعثرت محتوياتها من جراء القصف على حي الصاخور. وقال أحد عناصر الدفاع المدني ويدعى أحمد الفرج إن القصف استهدف سوقاً في الحي لافتاً الى إصابة ثمانية أشخاص بجروح.

 

وتتعرض الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب لقصف كثيف من قوات النظام، ما تسبب في اليومين الأخيرين بمقتل نحو ثلاثين شخصاً في حي المشهد.

 

وفي القامشلي قتل 44 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح أمس في تفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في المدينة ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا، وهو الأكبر في هذه المنطقة منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من خمس سنوات.

 

وذكرت القيادة العامة لقوات الاسايش الكردية في بيان أن التفجير نجم عن «شاحنة مفخخة». ونقل مراسل وكالة «فرانس برس« عن عناصر كردية في موقع التفجير أن «انتحارياً« كان يقود الشاحنة.

 

وقالت الشبكة السورية في تقرير نشرته أمس، إن قوات الأسد قتلت 3055 مدنياً، بينهم 483 طفلاً و359 امرأة، منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا في 27 شباط الماضي.

 

وفي واشنطن، أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس أن التحالف الدولي ضد «داعش» سيبحث فرص مهاجمة التنظيم المتشدد في جنوب سوريا. وقال كارتر للقوات الأميركية في فورت براج بولاية نورث كارولاينا «سنبحث بقوة فرص الضغط على داعش من الجنوب تعزيزاً لجهودنا القائمة والقوية«. وأضاف «هذا بالطبع ستكون له فوائد إضافية تتمثل في مساعدة أمن شركائنا الأردنيين وفصل مسرح العمليات في سوريا عن مسرح العمليات في العراق بشكل أكبر«.

 

قراءات متباينة في رسائل الجولاني

لم يمر اللقاء الذي أجرته الجزيرة ضمن برنامج بلا حدود مع أمير جبهة النصرة أبي محمد الجولاني دون أن يخلف موجة من ردودَ الفعل المتباينة.

وقد برز التباين أيضا في آراء وتحليلات ضيوف حلقة “28/5/2015” من برنامج “حديث الثورة” التي ناقشت المضامين التي انطوى عليها حديث الجولاني.

تغير كبير

مراسل الجزيرة في سوريا خلال الثورة أحمد زيدان لاحظ تغيرا وصفه بالكبير في خطاب النصرة شكلا ومضمونا.

وقال إن الجولاني بعث برسالة واضحة ولافتة إلى الغرب مفادها أنه ليس معنيا بقتال الغرب، بالإضافة إلى رسائل طمأنة باتجاه العلويين والدروز في سوريا.

وفي السياق نفسه اعتبر الخبير في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن الجولاني يخطو خطوات في داخل الفضاء السلفي الجهادي.

وذكر أن تنظيم القاعدة دخل -بعد موت أسامة بن لادن- في منظومة أنصار الشريعة تاركا منظومة العدو البعيد.

رسائل سلبية

في المقابل، اعتبر رئيس حزب الجمهورية السوري المعارض محمد صبرا أن حديث الجولاني في لقائه مع الجزيرة تضمن رسائل سلبية في مقدمتها إصرار أمير جبهة النصرة على ارتباط الحركة الوثيق بتنظيم القاعدة، من خلال تأكيده أنه يتلقى الإرشادات من زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وشدد صبرا على أن الجولاني بإصراره ذاك يحمّل السوريين تبعات هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وتابع المعارض السوري القول إن الجولاني بتأكيده ارتباطه العضوي بالقاعدة يبعث برسالة سلبية تؤكد أنه جاء إلى سوريا لخوض معركته الخاصة وليس لنصرة السوريين في ثورتهم، مشيرا إلى تصريحات الجولاني خلال المقابلة التي قال فيها إنه جاء بتكليف من الظواهري لإسقاط نظام بشار الأسد وإقامة الدولة الإسلامية في دمشق.

وفي هذا السياق، رأى الكاتب الصحفي يونس عودة أن الجولاني متمسك بالقاعدة وبتعليمات أيمن الظواهري.

الموقف الأميركي

أما كبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، فقد رأى أن ما قاله الجولاني لن يؤدي إلى تغيير السياسة الأميركية تجاه جبهة النصرة.

تجدر الإشارة إلى أن الجولاني قال في المقابلة إن جبهة النصرة غير معنية عند “سيطرتها” على دمشق بمواجهة أوروبا أو أميركا.

واستبعد تابلر أن تحظى النصرة بقبول الولايات المتحدة أو أي دولة غربية أخرى، مشيرا إلى أن الجميع قلقون من انتشار “الجهاديين” في سوريا.

بدوره، رأى الخبير في الجماعات الإسلامية أبو هنية أن التخوف الدولي والإقليمي اليوم يحوم حول مرحلة ما بعد الأسد، موضحا المخاوف من انهيار مفاجئ للنظام قد يؤدي إلى انفجار للأوضاع يتجاوز حدود الحرب الأهلية.

لكن صبرا أكد أن بداية الحل في سوريا لا يمكن أن تتحقق إلا بزوال نظام الأسد، داعيا المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين عبر إسقاط النظام.

وقال إن على الجميع -بعد سقوط النظام- أن يحتكم إلى إرادة السوريين الحالمين بدولة وطنية ديمقراطية.

 

تحذير من خطر جبهة النصرة مستقبلا على الغرب  

قال الكاتب ديفد إغناشيوس في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية إن جبهة النصرة في سوريا بدأت تشكل تهديدا جديدا بالنسبة للغرب، إضافة إلى التهديدات التي يشكلها تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأشار إغناشيوس إلى أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بدأت تحقق مكاسب على الأرض في قتالها ضد تنظيم الدولة، ولكن مسؤولين بدؤوا يركزون انتباههم على جماعة جهادية أخرى يخشون أنها تشكل تهديدا أكثر خطورة على المدى الطويل تتمثل في جبهة النصرة التابعة إلى تنظيم القاعدة.

 

وأوضح أن جبهة النصرة لعبت لعبة انتظار ذكية على مدى السنوات الأربع الماضية، وذلك من خلال دمج نفسها مع فصائل معتدلة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنها تجنبت إلى حد كبير القيام بعمليات إرهابية في الخارج.

 

وأضاف إغناشيوس أن جبهة النصرة نجت من أن تكون مستهدفة من جانب قوات الولايات المتحدة، وأنها طورت روابط وثيقة مع منظمات أخرى متمردة مثل أحرار الشام.

تحذير صارخ

واعتبر الكاتب أن طموحات تنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه أسامة بن لادن تبقى جزءا من جينات جبهة النصرة، وأن هناك أدلة متزايدة على أن جبهة النصرة بدأت تخطط لشن هجمات ضد أوروبا والولايات المتحدة، وأن نشطاء تابعين لها بدؤوا في الآونة الأخيرة باختراق مجتمعات اللاجئين السوريين في أوروبا.

وأشار إغناشيوس إلى أن تحذيرا صارخا صدر عن معهد دراسة الحرب -الذي تأسس في واشنطن في 2007 ويعنى بالشؤون العسكرية وتحقيق الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة- يتمثل في أن جبهة النصرة ستتمكن بحلول مطلع العام المقبل 2017 من إنشاء إمارة إسلامية في شمال غرب سوريا، وأنها ستندمج مع “أحرار الشام” التي يفترض أنها أكثر اعتدالا.

وأضاف أن الاندماج حتى لو لم يكن تاما فإنه سينجز هدفا رئيسيا من أهداف جبهة النصرة لتوحيد المعارضة في شمال سوريا تحت قيادتها، وأنه سيمهد الأرضية لجبهة النصرة لاستيعاب أو هزيمة عناصر المعارضة المستقلة المتبقية ذلك الحين.

 

خيارات سيئة

وقال الكاتب إن الخيار المؤلم بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما هو التعاون مع الروس لمكافحة جبهة النصرة، وهي تتحرك لملء الفراغ الناجم عن تقهقر تنظيم الدولة الذي بدأ يفقد الأراضي والشعبية في المنطقة.

وأوضح أن من بين أهداف الخطة التي وضعها وزير الخارجية الأميركي جون كيري القيام بعمليات أميركية روسية مشتركة ضد جبهة النصرة وتنظيم الدولة، وتخفيض هجمات الأسد على قوات المعارضة المعتدلة بحيث يمكنها الحصول على الأرض بدلا من جبهة النصرة في مرحلة ما بعد التنظيم.

لكن الكاتب شكك في خطة كيري، وقال إنها مناورة عالية المخاطر، وإن أنصاره يعتقدون أن خطته ولدت من حالة اليأس بدلا من أن تكون إستراتيجية مصوغة بوضوح وعناية، وإنها ستكون خطة فاشلة في نهاية المطاف.

 

نائب دي ميستورا إلى دمشق بدعوة من الأسد  

قال مسؤول روسي إن رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا أعلن عن عزمه التوجه لدمشق بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت دعا دي ميستورا روسيا وأميركا إلى العمل من أجل خفض القتال بسوريا.

 

وأفاد المندوب الروسي الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أليكسي بورودافكين بأن رمزي سيزور دمشق في الثلاثين من الشهر الجاري بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال بورودافكين -في تصريحات صحفية في جنيف- إنه ووفقا للمعلومات المتاحة لدى الممثلية الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة فإن الرئيس الأسد وجه يوم 24 يوليو/تموز الجاري دعوة خطية لعقد جلسة ثنائية لنائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في دمشق لبحث الخيارات المتاحة لإيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد.

 

ونقلت مراسلة الجزيرة رانيا دريدي عن بورودافكين قوله إن المعلومات المتوفرة لدى روسيا تفيد بأن الأسد مستعد للنظر في مقترحات تطبيع الوضع في سوريا وفقا لمقترح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.

 

من جهة أخرى أعرب بورودافكين عن أمل بلاده في أن يعجل دي ميستورا في عقد جولة جديدة من المحادثات السورية بعد العملية الإنسانية في مدينة حلب.

 

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال إن روسيا والحكومة السورية ستطلقان عملية إنسانية واسعة النطاق في حلب، واقترح على المنظمات الدولية العاملة في سوريا الانضمام إلى هذه العملية.

 

أما دي ميستورا فقال -عقب الاجتماع الأسبوعي لمجموعة العمل الإنسانية في جنيف- إن مسؤولين عسكريين أميركيين وروسا سيأتون إلى جنيف لبحث التفاصيل.

 

وأضاف “نحن جميعا في الانتظار وندعو روسيا والولايات المتحدة إلى تسريع مناقشاتهما بشأن الحد من العنف”.

 

وكان دي ميستورا أعرب الثلاثاء الماضي عن أمله في استئناف محادثات السلام السورية مع نهاية الشهر المقبل.

 

وهو ما أكده وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف حين قال إنه يأمل إحداث فارق مطلع ذاك الشهر.

 

وتعقيبا على العملية الإنسانية، قال دي ميستورا إن الأمم المتحدة “كغيرها” لم تستشر في الأمر مسبقا، لكنه حذر في الوقت نفسه من الوضع “الخطير للغاية” في حلب.

 

قوات النظام تحرق سيدة بمنزلها في تدمر  

قالت مصادر محلية إن عناصر من قوات النظام أحرقوا سيدة في منزلها بمدينة تدمر بعد عودتها إليه إثر فترة نزوح.

 

ووفق المصادر فإن فوزية محمود الدرويش (49 عاما) كانت قد نزحت من مدينة تدمر أثناء الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام المدعومة بقوات روسية.

 

وتضيف المصادر أن السيدة حين عادت إلى المدينة وجدت منزلها فارغا تماما، فبادرت بسؤال قوات النظام المنتشرة في المدينة عن محتويات منزلها المنهوبة، فاعتقلوها ووضعوها داخل المنزل ثم أحرقوه، مما أدى إلى وفاتها حرقا.

 

ودأبت المعارضة على اتهام النظام السوري بارتكاب انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان بالمناطق التي خرجت عن ربقته ثم عادت إليها. كما دأبت منظمات حقوقية على اتهامه بانتهاكات فظيعة من قتل وتعذيب وتشريد.

 

ووتش”: روسيا وسوريا تقصفان المدنيين بالذخائر العنقودية

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش روسيا والنظام السوري باستخدام ذخائر عنقودية محرمة دوليا على نطاق واسع ضد المدنيين السوريين خاصة حول مدينة حلب، مما أسفر عن ضحايا كثيرين في صفوفهم أثناء شهرين.

 

وقالت المنظمة في بيانها اليوم الخميس إنها منذ الـ27 من مايو/أيار الماضي وثقت47 هجمة للقوات الروسية والسورية بالذخائر العنقودية، مؤكدة أن تلك الهجمات خلفت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

 

وتابعت أن القصف بهذه الذخائر استهدف مناطق خاضعة للمعارضة السورية المسلحة، ورجحت المنظمة أن يكون عدد الضحايا أعلى مما قدرته.

 

وحسب ما ورد في البيان، فقد وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام 13 نوعا من الذخائر العنقودية في سوريا، وقالت إن عددا كبيرا من الهجمات بهذه الذخائر وقع شمال وغرب مدينة حلب وغربها أثناء الحملة الجوية التي نفذتها القوات الروسية والسورية لحصار أحياء حلب الشرقي الخاضعة للمعارضة.

 

وقالت المنظمة إن هناك أدلة متزايدة على استخدام روسيا ذخائر عنقودية وتخزينها في سوريا رغم إنكارها ذلك. وحث أوليه سولفانغ نائب مدير قسم الطوارئ في المنظمة الحكومة الروسية على “التأكد فورا من عدم استخدام قواتها أو القوات السورية هذا السلاح العشوائي بطبيعته”.

 

وبالإضافة إلى الذخائر العنقودية، أكد ناشطون سوريون أن سلاح الجو الروسي استخدم مؤخرا قنابل فوسفورية ضد المدنيين ومقاتلي المعارضة على حد سواء، خاصة في ريف حلب.

 

مسقط رأس الأسد يشيّع 66 ضابطاً وجندياً بأقل من شهر

العربية.نت – عهد فاضل

شهد شهر يوليو/تموز الحالي، تشييع 66 ضابطاً وجندياً في جيش النظام السوري، ينحدرون جميعهم من مدينة “القرداحة” مسقط رأس رئيس النظام السوري بشار الأسد. في معارك خاضوها دفاعاً عنه، مع قوات المعارضة السورية.

ويعود ارتفاع هذا العدد من قتلى النظام المنحدرين من مسقط رأسه، بحسب مصادر، إلى كمية التجييش التي حصلت في الآونة الأخيرة، بُعيد سقوط “كنسبّا” في الريف الشمالي للاذقية، بيد المعارضين السوريين، يوم الجمعة الأول من يوليو/تموز الجاري، في عملية عسكرية لفتت الأنظار إلى قوة تكتيكات المعارضة السورية على الأرض، عندما حيّدت الطيران العسكري الروسي، عبر الالتحام المباشر مع قوات النظام.

مع إشارة إلى أن أنصار الأسد أشاروا إلى أن أحد أسباب سقوط “كنسبّا”، وقتذاك، هو فساد ضبّاط من جيشه، في تلك المنطقة.

وكان للقرداحة، مسقط رأس النظام السوري، وحدها، هذا النصيب المرتفع من القتلى ضباطاً وجنوداً، علماً أنهم لم يقتلوا في معارك اللاذقية وحدها، بل قتلوا بأكثر من جبهة، وذلك في الفترة الواقعة ما بين الأول من الجاري وحتى تاريخ اليوم الخميس 28 يوليو، وفق ما طالعه “العربية.نت” في صفحات فيسبوكية تحرّر من القرداحة، وعلى رأسها الصفحة المعروفة باسم “القرداحة عرين الأسود”.

وكشفت المعلومات الواردة في تلك الصفحات، مقتل عدد كبير من الضباط رفيعي الرتبة، في خلال المدة الزمنية التي لم تتجاوز الـ 28 يوماً، وينحدرون جميعا من “القرداحة” التابعة لمحافظة اللاذقية.

ومن أسماء الضباط الذين أُعلن عن مقتلهم، العميد الركن عماد محمود عباس، العميد آصف منير محمد، العميد الركن عصام صافي إبراهيم، العميد الركن أكرم طاهر جديد، المقدم مهدي إبراهيم الزيني، العقيد علاء محمود وطفي، العقيد رائد جودت علي، المقدم ماهر رفيق جديد، الرائد محمد سليم خزام، الرائد وائل عبدالرحيم حبيب، الرائد عمار حسين محمد، النقيب سومر منيف سعود، الملازم غدير حسين محمد، الملازم أول علي نضال حميشة.

بالاضافة إلى مقتل أكثر من 50 جندياً تتراوح رتبهم ما بين الرقيب والرقيب أول والمساعد والمساعد أول، وذلك كله في 28 يوماً في الفترة الواقعة ما بين الأول من الجاري، وحتى نهار يوم الخميس 28 يوليو/تموز 2016.

يشار إلى أن البيئة الحاضنة لنظام الأسد، في الساحل السوري، أعلنت أكثر من مرة عن تململ ضرب صفوفها بسبب هذا العدد الكبير من القتلى الذين يسقطون دفاعاً عن نظامه وبقائه في الحكم، في الوقت الذي يبادر فيه الأسد، كما نشرت وسائل الإعلام التابعة له، إلى التعويض لذوي قتلاه الذين سقطوا دفاعاً عنه، بساعة حائط أو مبالغ مالية “لا تكفي حتى لشراء موبايل” كما قالت بعض الأصوات من المنطقة، وفي الوقت الذي يستشري فيه الفساد بين أنصاره والجماعات التابعة له، أو الموظفين المنضوين تحت حكمه، إلى درجة أن الجلسة الأخيرة لبرلمان الأسد شهدت استفهامات عن العنف والفساد والتشبيح والقتل الذي يضرب محافظة اللاذقية، مسقط رأس النظام، وتحولت بموجبه إلى مدينة خارجة على القانون بكل المعايير المحلية والدولية، وبرعاية مباشرة من نظام الأسد وعائلته، كمكافأة متواصلة منه إلى المقاتلين في جيشه.

 

الجولاني يعلن إلغاء “النصرة” وتشكيل جبهة جديدة بـ”توجيهات” من قيادة “القاعدة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أعلن أبو محمد الجولاني زعيم “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” في سوريا، الخميس، عن إلغاء العمل باسم “جبهة النصرة” وتشكيل كيان جديد يحمل اسم “جبهة فتح الشام”، مؤكدا أنها لن يكون لها علاقة بأي جهة خارجية.

 

ووجه الجولاني، في فيديو نشرته قناة “أورينت نيوز”، الشكر لقيادات “القاعدة” وخاصة زعيم التنظيم أيمن الظواهري، قائلا: “نشكر لهم كوقفهم في تقديم مصلحة أهل الشام وجهادهم وثورتهم المباركة، وتقديرهم لمصالح الجهاد العامة”، في إشارة إلى تسجيل صوتي منسوب للظواهري قال فيه إنه يمكن لجبهة النصرة أن “تضحي بلا تردد” بروابطها التنظيمية مع القاعدة إذا كان ذلك ضروريا للحفاظ على وحدة الجبهة ومواصلة المعركة في سوريا.

 

وأوضح الجولاني أن القرار جاء “انسجاما مع التوجهات والتوجيهات العامة لتلك القيادة المباركة، وانطلاقا من مسؤوليتنا في النظر لمصالح أهل الشام وجهادهم… وتقريبا للمسافات بيننا وبين الفصائل المجاهدة… ونزولاً لرغبة أهل الشام في دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا وروسيا في قصفهم وتشريدهم، لعامة المسلمين في الشام بحجة استهداف جبهة النصرة التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد”.

 

وقال الجولاني إنه تقرر “إلغاء العمل باسم جبهة النصرة وإعادة تشكيل جماعة جديدة ضمن جبهة تحمل اسم جبهة فتح الشام، علما أن هذا التشكيل الجديد ليس له علاقة بأي جهة خارجية”. وأضاف أن التشكيل الجديد يسعى لتحقيق بعض الأهداف، ومنها: “العمل على التوحد مع الفصائل لرص صف المجاهدين لتحرير أرض الشام من حكم الطواغيت والقضاء على النظام وأعوانه”.

 

الشبكة السورية لحقوق الإنسان: النظام وحلفائه ارتكبوا 80% من إجمالي جرائم الحرب بالصراع

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 28 يوليو 2016

روما-أكّد رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن “النظام السوري قام بـ 80% من إجمالي الجرائم والانتهاكات المًرتكبة في سورية”، وقال إن “أكثر من 30% من فصائل المعارض السورية تلتزم بقوانين الحروب والقوانين الإنسانية الدولية”.

وقال فاضل عبد الغني، رئيس ومؤسس الشبكة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الوثائق المتوفرة تؤكد على أن “ثلث فصائل المعارضة السورية على الأقل تلتزم بقوانين الحرب والمعاهدات الدولية”، وأكّد على أن البقية منهم “لم يرتكبوا جرائم مُمنهجة ومتكررة كالنظام”، وأعرب عن أمله أن “ينشر هذا الأمر بشكل أوسع بين مقاتلي المعارضة على اختلاف توجهاتهم”.

وكشف عن أن النظام السوري وحلفائه “ارتكبوا أكثر من 80% من إجمال جرائم الحرب في سورية، وهذا يشمل الجيش الحكومي وقوات الأمن والميليشيات المحلية والأجنبية شيعية التوجه، تليهم التنظيمات الإسلامية المتشددة (جبهة النصرة وتنظيم الدولة) بنسبة 9% من إجمالي الجرائم”، بينما “ارتكبت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وميليشياته 2% من الجرائم ومثل نسبتهم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بينما تسببت المعارضة السورية بمختلف توجهاتها بـ 7% من الانتهاكات”.

وشدد عبد الغني على أن وثائق الشبكة تجمع “وفق منهجية ومعايير وقواعد وأصول معتمدة من قبل المحاكم الدولية”، وقال “نريدها أن تكون مقبولة في المحاكم المحلية والدولية، ونمتلك أرشيفاً يمكن لهذه المحاكم الاعتماد عليه لتبدأ محاسبة مجرمي الحرب”.

وفيما يتعلق بأسباب عدم تمكّن منظمات المراقبة وحقوق الإنسان من رفع الملف لأي محكمة دولية، قال “من غير المعقول في ظل النظام الشمولي السوري الحالي أن تتم محاكمة المجرمين في القضاء المحلي غير المستقل، الذي يتبع فعلياً لسلطة أجهزة الأمن، ولا يوجد حالياً سوى خيار المحكمة الجنائية الدولية”. وأردف “هنا تبرز العقبة الأساسية، كون النظام السوري غير مصادق على ميثاق هذه المحكمة، وبالتالي فلا تعتبر مخولة لإصدار أي حكم قضائي بحقه، إلا إذا طلب مجلس الأمن ذلك من المحكمة، هنا تصبح المحكمة الجنائية الدولية مختصة”.

وتحدث رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن “خيارات أخرى غير المحكمة الجنائية الدولية لكنها تعود بنا مجدداً إلى مجلس الأمن الذي يتحكم بمصير شعوب وبلدان العالم، منها تشكيل محكمة دولية خاصة يكون كل قضاتها من دول غير الدولة التي ارتكبت فيها الجرائم الدولية، وتكون مرجعيتها القانون الإنساني الدولي”.

وقال “نسعى لأن يُحاكم رموز النظام، وأن لا يفلتوا من العقاب، وهناك تحديات ومقايضات سياسية سوف تُعقد، ولابد لنا من أن نرفضها جميعها كمنظمة حقوقية مدافعة عن حقوق الشعب السوري، وقد يكون تأجيل للمحاكمات لكن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم”.

 

الاتحاد الأوروبي يطلق نداء من أجل هدنة إنسانية في حلب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 28 يوليو 2016

بروكسل – دعا الاتحاد الأوروبي إلى إقرار هدنة إنسانية في شرق مدينة حلب، في شمال سورية، بعد إنقطاع طريق الإمداد الأخيرة لهذه المنطقة، ما أدى إلى حصار 300 ألف مدني.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر موقع باسم كل من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، والمفوض الأوروبي المكلف شؤون المساعدات الإنسانية، كريستوفر ستايلانديس.

وأشار المسؤولان الأوروبيان إلى ضرورة العمل على توصيل المساعدات الغذائية والطبية بشكل عاجل إلى المنطقة، حيث لم يتم السماح بدخول أي مواد إغاثية منذ السابع من الشهر الجاري، وقالا في البيان المشترك إنه “يتعين السماح بإجراء عمليات إجلاء طبي وتوفير المواد الأولية للسكان”.

وعبر كل من موغيريني وستايلانديس عن قلقهما من إمكانية نفاذ الأغذية والأدوية في المنطقة خلال الأسابيع القليلة القادمة، و”هذا سيؤدي إلى أزمة إنسانية حادة وهو الأمر غير مقبول”، كما جاء في البيان.

واعتبر المسؤولان الأوروبيان أن استخدام تجويع المدنيين كسلاح حرب مخالف للقانون الدولي، واشارا في بيانهما إلى أن “ما نحتاجه في الواقع هو رفع الحصار وإدخال المساعدات لكافة المناطق السورية، ما سيشكل خطوة أولى لوضع الحل على المسار الصحيح”.

وناشد البيان المشترك المجتمع الدولي بـ”التحرك والعمل بشكل جماعي لتعزيز فرص الحل السياسي للنزاع السوري، وذلك عبر وقف كل اشكال العمليات العدائية وفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية”.

وختم المسؤولان الأوروبيان بيانهما بالتأكيد على استمرار دعم الاتحاد الأوروبي لجهود المبعوث الدولي لسورية ستافان دي ميستورا.

 

مصدر: نحو ثمانمائة مقاتل عادوا من سورية لأوروبا ونصفهم عبروا مناطق النظام

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 يوليو 2016

ForeignFightersروما ـ قال قيادي في المعارضة السورية إن نحو 800 من مقاتلي وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي عادوا إلى أوروبا منذ إعلان تأسيس التنظيم في نيسان/أبريل 2013، وأشار إلى أن المعارضة السورية نبّهت في كثير من الأحيان المعنيين بالأزمة السورية في دول أوربية متعددة إلى خطورة هذه الأعداد إن كانت صحيحة.

 

وقال القيادي المعارض المقيم في باريس إن التقديرات التي تقولها فصائل المعارضة السورية، والتي يتحدث عنها مسؤولون أتراك، وبعض المصادر الاستخبارية الغربية، تشير إلى أن نحو 800 من الأوروبيين (من أصول عربية) عادوا إلى أوروبا بعد مشاركتهم بالقتال في سورية إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية وجند الأقصى، وأشار إلى أن هذا الخطر تم بحثه مع أكثر من مسؤول أوروبي، سياسي وأمني، معني بالأزمة السورية.

 

وحذّر المعارض السوري من أن قسماً من هؤلاء العائدين لم يرجعوا عبر تركيا، وإنما عبر دمشق أو لبنان، مما يؤكد ارتباطهم الوثيق أو علاقتهم بالنظام السوري، ونسبة هؤلاء قد تزيد عن النصف وفق تقدير فصائل المعارضة المسلحة.

 

وأوضح أن الغالبية المطلقة من العائدين من سورية إلى أوروبا هم من الأوروبيين من ذوي الأصول العربية، وأشار إلى أن السلطات الأمنية الأوروبية تتابع الحالات بشكل حثيث، لكنها تواجه صعوبات كبيرة لمعرفة وجرد جميع الأسماء والمشتبه بهم، خاصة وأن وثائق السفر الخاصة بهم لا تحوي تأشيرات دخول أو خروج من سورية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى