أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 7 أيار 2015

 

 

 

 

«داعش» يشن هجوماً واسع النظاق في دير الزور شرق سورية

بيروت – أ ف ب

شن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) أمس (الاربعاء) هجوماً واسع النطاق على الاحياء الخاضعة لسيطرة القوات النظامية في دير الزور (شرق سورية)، في محاولة منه لبسط سيطرته بالكامل على هذه المدينة الاستراتيجية، وأيضاً على المطار العسكري المجاور لها، حسبما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «التنظيم المتطرف فجر خلال الهجوم سيارة مفخخة واحدة على الاقل يقودها انتحاري»، مؤكدا ايضا ان «اشتباكات عنيفة تدور في الاحياء الشرقية للمدينة والتي تسيطر عليها القوات الحكومية».

وافاد عبد الرحمن عن حصول معارك بين القوات الحكومية ومقاتلي «داعش» في محيط المطار العسكري.

ويسيطر التنظيم المتطرف على القسم الاكبر من محافظة دير الزور وعلى نصف المدينة التي تحمل الاسم نفسه وتعتبر كبرى مدن المحافظة، بحسب الناشط محمد الخليف.

واوضح خليف أن «المعارك الاشرس بين النظام والدولة الاسلامية تجري في هذه الاثناء في احياء الصناعة والرصافة والعمال شرق المدينة». واضاف ان هذه الاحياء تعتبر استراتيجية نظرا لقربها من مطار دير الزور العسكري ومن «المربع الامني» التابع للنظام في المدينة والذي يحاصره مقاتلو التنظيم المتطرف منذ اربعة اشهر.

وفي حال نجح الهجوم الذي يشنه التنظيم حالياً، وسيطر بالتالي على كامل مدينة دير الزور ستكون هذه ثاني عاصمة محافظة تقع في قبضته بعد الرقة (شمال) التي اصبحت معقله الاساسي في سورية.

وبحسب عبد الرحمن فإن المعارك اسفرت في حصيلة اولية عن «مقتل 4 عناصر من قوات النظام بينهم ضابط برتبة عميد»، مؤكدا ان الاشتباكات تجري «وسط قصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة دير الزور (…) تزامناً مع قصف لتنظيم الدولة الإسلامية على مطار دير الزور العسكري”.

وتعتبر دير الزور عقدة مواصلات رئيسة في سورية، اذ تتقاطع فيها طرق رئيسة عديدة احدها يربطها بالحدود العراقية شرقاً وآخر يتجه شمالاً لربطها بمحافظة الحسكة الحدودية مع تركيا والتي تجري فيها معارك عنيفة بين مقاتلي التنظيم وميليشيات كردية.

 

الأسد يعترف بـ «النكسات» ويندّد بـ «روح الإحباط»

لندن، نيويورك، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

ظهر الرئيس بشار الأسد أمس، وسط دمشق لرفع معنويات أنصاره والجيش النظامي، وتجاوز «روح الإحباط واليأس» بعد إقراره بـ «نكسات» تعرضت لها قواته في شمال سورية وجنوبها، بالتزامن مع «انهيار» جديد، مع استعادة مقاتلي المعارضة نقطة استراتيجية شرق دمشق. وربطت واشنطن هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية والمنطقة برحيل الأسد عن الحكم. ورحب «الائتلاف الوطني السوري» بدعم القمة الخليجية عقد مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض «يساهم بعملية انتقالية». (للمزيد)

وقال الأسد خلال زيارة إلى «هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء» في دمشق لمناسبة «عيد الشهداء» أمس: «نخوض حرباً لا معركة، والحرب مجموعة من المعارك الكثيرة. وعندما تحصل نكسات يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع، أن نعطي الجيش المعنويات ولا ننتظر منه دائماً أن يعطينا»، مندداً بـ «ما يفعل البعض اليوم» من «تعميم روح الإحباط وروح اليأس بخسارة هنا أو خسارة هناك»، في إشارة الى خسارة قوات النظام مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكر معمل القرميد في شمال غربي البلاد ومدينة بصرى الشام ومعبر نصيب على حدود الأردن جنوب سورية، التي ساهمت في خفض سعر الليرة السورية مقابل الدولار الى مستويات قياسية.

من جهة أخرى، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور في مقابلة أجرتها معها شبكة «بي بي أس» التلفزيونية العامة، إن «الرئيس (باراك) أوباما على قناعة راسخة بأنه لا تمكن معالجة مشكلة (تنظيم) الدولة الإسلامية في شكل دائم طالما أن مشكلة الأسد لم تلقَ حلاً».

وقال «الائتلاف» في بيانه إنه «يرحب بالدعوة الموجهة من دول مجلس التعاون الخليجي لعقد مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض ونؤكد على الدور الفعال للمجلس، وعلى رأسه السعودية في دعم الشعب السوري حتى تحقيق مطالبه لنيل الحرية والكرامة، كما نؤكد على دورهم في المساهمة بعملية انتقالية لمرحلة ما بعد سقوط الأسد بناء على قواسم مشتركة من أجل بناء سورية المستقبل»، مشدداً على «أولويات الثورة في إسقاط نظام الأسد وزمرته الحاكمة في أي مفاوضات أو مبادرات».

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الفصائل المقاتلة والإسلامية استعادت المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام في بلدة ميدعا شرق دمشق، عقب انهيار قوات النظام فيها وإجبارها على الانسحاب من المنطقة التي تعتبر خط إمداد للمعارضة وسيطرت عليها قوات النظام قبل يومين.

وفي نيويورك، انطلقت في مجلس الأمن بدفع أميركي مشاورات تهدف الى تحديد المسؤولية عن استخدام غاز الكلورين كسلاح في سورية من خلال إنشاء هيئة تحقيق دولية جديدة مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وتوقع ديبلوماسي غربي أن «تطرح الولايات المتحدة في مجلس الأمن خلال أيام قليلة» مشروع قرار ينص على إنشاء هيئة التحقيق الجديدة التي يفترض أن تكون مهمتها تحديد الجهة التي استخدمت الكلورين».

وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن البحث مع روسيا «جار» في شأن مشروع القرار، وإن طرحه في مجلس الأمن «بات قريباً».

وفي المقابل، قال مصدر آخر إن «الحكومة السورية كانت طلبت أيضاً من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التحقيق في استخدام جبهة النصرة وتنظيم داعش الكلورين في مواقع محددة» في سورية، وإن «المفاوضات لا تزال جارية بين دمشق والمنظمة في هذا الشأن». واعتبر أن «طلب تحديد المسؤولية عن استخدام الكلورين يجب أن يشمل هذه الاعتداءات في حال التوصل الى اتفاق في شأنه في مجلس الأمن».

ويتوقع أن تقدم مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة في اجتماع مجلس الأمن اليوم «تصور الأمانة العامة حول إمكان التحرك قدماً في هذا الإطار»، لا سيما أن «اقتراح تشكيل هيئة التحقيق الجديدة يفترض أن يأتي من جانب الأمين العام بان كي مون»، وفق ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن.

 

«نيويورك تايمز» تحث أوروبا على فتح ابوابها للمهاجرين

نيويورك (الولايات المتحدة) – أ ش أ

حثت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية اليوم (الأربعاء) أوروبا للتحلي بالشجاعة وفتح أبوابها أمام المهاجرين، مؤكدة أن هذا الأمر سيعمل على وقف كوارث “غرق المهاجرين غير الشرعيين” في البحر المتوسط الذي أصبح بمثابة “مقبرة مائية” لهم.

وطالبت الصحيفة بتغيير الاعتقاد الراسخ بأن دخول المهاجرين سيؤدي إلى انهيار اقتصاديات أوروبا ومجتمعاتها.

ورأت الصحيفة، أن آلاف الأشخاص يموتون غرقًا وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا، منهم نحو ألف و250 مهاجراً في نيسان (أبريل) الماضي.

واعتبرت أن المدافعين عن سياسة “أوروبا الحصينة”، يصرون على أنه في حال ما تخلت أوروبا عن الضوابط الصارمة التي تفرضها على دخول المهاجرين، ستعاني من توافد أعداد كبيرة منهم، ما سيؤدي إلى انهيار اقتصاد الدول الأوروبية ومجتمعاتها، وهو خوف مترسخ وكأن المهاجرين أشخاص متوحشين يقفون على بوابات أوروبا.

واكدت أن معظم الأشخاص لا يرغبون في ترك أوطانهم على الاطلاق، ولا يرغب الكثيرون منهم أيضاً في مغادرة بلادهم إلى الأبد وبعضهم لا يستطيع ذلك، مضيفة أن الذين يهاجرون من بلادهم لا يذهبون جميعًا إلى المكان نفسه، وبعيدًا عن كونهم عبء على المجتمع، فإن لدى هؤلاء الوافدين الجدد الكثير ليسهموا به.

وأشارت الصحيفة إلى وجود دليل على ذلك، ففي العامي 2004 و2007، سمح الاتحاد الأوروبي بدخول 10 دول أكثر فقراً في عضويته، ولأن مواطني الاتحاد الأوروبي لديهم الحق في التحرك بحرية بين دول الاتحاد، كان من الممكن لكل مواطني تلك الدول في وسط وشرق أوروبا البالغ عددهم 100 مليون شخص أن يهاجروا إلى دول أكثر ثراء، غير أن نحو أربعة ملايين من سكان دول أوروبا الشرقية فقط هاجروا إلى دول أكثر ثراء منذ العام 2004، بينما يوجد الكثير يأتون ويذهبون.

واستشهدت الصحيفة بمثال آخر هو الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي عندما كانت نادراً ما تسيطر على حدودها مع المكسيك، ما أدى إلى عبور بعض مواطني المكسيك داخل الحدود الأميركية للمشاركة في أعمال موسمية، غير أن القليل فقط منهم استقر هناك، مؤكدة ان معظم الأشخاص لا يفضلون اقتلاع أنفسهم من جذورهم.

وأضافت “نيويورك تايمز” أنه نظرا لأن ديون أوروبا الهائلة واستثماراتها الضعيفة وتراجع عدد سكانها أشياء تثير مخاوف حدوث ركود اقتصادي على المدى الطويل، يمكن أن يكون زيادة عدد المهاجرين هو العلاج الذي تحتاجه القارة التي تشيخ خلال العقود القادمة.

وأوضحت الصحيفة أنه من دون الهجرة، من المتوقع أن ينخفض عدد السكان في سن العمل بدول الاتحاد الأوروبي من 336 مليون شخص في العام 2010  إلى 300 مليون شخص في العام 2030، بينما سيرتفع عدد الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا من 87 مليون شخص إلى 123 مليون شخص خلال الفترة نفسها، ولفتت إلى أن الوافدين الجدد بإمكانهم أيضا مساعدة الأشخاص المسنين.

ورأت أن الأفضل من ذلك هو أن الوافدين الجدد الذين يتسمون بالنشاط والتنوع يمكن أن يساعدوا في استكشاف أفكار وأعمال جديدة من شأنها أن ترفع مستوى معيشة الأوروبيين، ففي بريطانيا على سبيل المثال، يبلغ عدد المهاجرين من رجال الأعمال ما يقرب من ضعف عدد السكان المحليين.

واختتمت الصحيفة، مقالها بالتأكيد على أن أعظم فوائد انفتاح أوروبا على المهاجرين سيكون بالطبع وقف كوارث غرقهم المتكررة في البحر المتوسط، واتاحة الفرصة لأشخاص أكثر فقرا للتمتع بقفزة أكبر في مستوى معيشتهم أكثر مما قد تقدمه لهم أي مساعدات خارجية، مشددة على ضرورة تحلي أوروبا بالشجاعة للانفتاح أمام المهاجرين.

 

حمص «عاصمة الثورة السورية» تنتعش مجـددا وتنتفض عسكريا في وجه الأسد

الكتائب الإسلامية تتوحد ضمن غرفة عمليات واحدة وتسيطر على نقاط استراتيجية هامة

سلامي محمد

ريف حمص ـ «القدس العربي» انتعاشٌ في شتى المجالات تحققها المعارضة السورية المسلحة تباعاً، عقب المنجزات العسكرية والتنظيمية التي اكتسبها «جيش الفتح» في الرقعة السورية، والتي ولدت نتائج متتالية متوسعة الأطياف، حيث حظي «جيش الفتح» بتأييد شعبي وعسكري في المدن السورية، لتبدأ في الآونة الأخيرة تشكيلات المعارضة السورية بتشكيل «جيش الفتح» في أكثر من منطقة مستندين لما حققه ذلك التنظيم في ادلب المدينة وريفها، ومدى الالتفاف الشعبي حول قيادات تلك الفصائل.

وصل صدى تلك النتائج الى محافظة حمص وسط سوريا، التي انتفضت عسكرياً بشكل منظم ومرتب ضد النظام السوري والميليشيات الموالية له في ريف حمص، بعد ان انطوت غالبية التشكيلات العسكرية الإسلامية إضافة إلى جبهة النصرة والجيش الحر ضمن غرفة عمليات واحدة أطلقوا عليها غرفة «نصرة المستضعفين»، والتي ضمت عدة فصائل عسكرية أبرزها: «حركة أحرار الشام، جبهة النصرة، جيش التوحيد، فيلق حمص، أهل السنة والجماعة، أجناد حمص».

تأتي الخطوة الجديدة للمعارضة السورية بعد ان أعلنت بالأمس أيضاً عن تشكيل»جيش فتح القلمون» بريف دمشق، حيث توحدت غالبية التشكيلات والكتائب الإسلامية والجيش الحر ضمن غرفة عمليات واحدة، وقالت المصادر الإعلامية والعسكرية في القلمون ان تشكيل غرفة عمليات «جيش القلمون» يهدف إلى مواجهة الحشود العسكرية الضخمة التي يقوم تجميعها حزب الله الشيعي اللبناني، الساعي للسيطرة على جبال القلمون بشتى الطرق.

ونجحت المعارضة السورية في غرفة عمليات «نصرة المستضعفين» في حمص في تأمين المنطقة الممتدة بين قرية ‏أم شرشوح ونهر العاصي، بعد سيطرتهم على عدة حواجز لقوات النظام السوري، بحسب ما أكده المكتب الإعلامي لـ»حركة أحرار الشام الإسلامية»، الذي أعلن أيضاً عن تمكن غرفة العمليات من السيطرة على حواجز «الديك، والمداجن، وبيت القرميد» في ريف حمص الشمالي، كما سيطرت التشكيلات المعارضة للأسد على منطقة «حوش الزبالة، وحاجز زكبو» في مدخل بلدة تسنين الموالية لقوات النظام.

وأكد المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام الإسلامية أن معارك المعارضة في ريف حمــــص تهــــدف إلى تثبيت نقاط التمركز العسكرية على جبهــــة أم شرشوح بريف حمص، والسيطرة على بلدة تسنين، ومحاصرة قرية كفرنان، والعـــمل بعدها على فك الحصـــار عن بلدة الحولة وفتح الطريق بالكامل بين تلبيسة شمالاً والحولة غرباً.

وفي حال تمكنـــت المعارضة السورية من تحقيق الأهداف التي ترمي اليها، تعود محافظة حمص لساحة المعارك من جديد بعــــد غياب طال لأشهر طـــويلة، بعد أن عملت قوات النظام السوري على إخراج المقاتلين من حمص القديمة إلى الريف الشمالي من حمص، ومع عودة المعارك في حمص رحب عشرات الناشـــطين السوريين بعودة حمص «عاصمة الثورة السورية» إلى ســـاحة المعارك مع قوات النظام، ومساندة القوات العسكرية للمعارضة في محافظتي ادلب وحماة على حـــد سواء، لتبقى نتائج المعارك مرهونة على ما سوف تحــمله الأيام القلــيلة القادمة من مواجهات بين النظام السوري والمناوئين لنظام الحكم.

 

جملة إجراءات يتخذها النظام السوري لمعالجة تدهور سعر صرف الليرة والمواطن هو الخاسر الأكبر

أحمد الدمشقي

ريف دمشق ـ «القدس العربي» تتأرجح الليرة السورية بين الانهيار والارتفاع مقابل العملات العالمية وعلى رأسها الدولار، وواصلت معها معاناة المواطن السوري، وتخبط النظام لإيجاد مخرج من هذه الأزمة الاقتصادية التي عصفت به، فمنذ بداية الثورة السورية شهدت السوق السورية تقلبات عنيفة جداً مع بدء انخفاض سعر الليرة منذ الأيام الاولى وبشكل متواصل إلى اليوم، ليصل سعر الصرف مؤخراً إلى 320 ل س وليستقر في الأيام الحالية عند عتبة 275 ليرة سورية للدولار بعد أن كان سعر الصرف يتراوح بين 45 و50 ليرة سورية قبل الثورة السورية، ومن غير المعلوم بشكل دقيق حجم الخسارة الحقيقية في الاقتصاد السوري مع استمرار التدمير وتدفق المال الإيراني والروسي لدعم نظام بشار الاسد بالإضافة لطبع مزيد من الأموال وضخها في الأسواق.

ومع تواصل تذبذب سعر الصرف وانهياره في معظم الأحوال يسعى السوريون للحصول على ملاذ آمن لدخلهم ومدخراتهم وبالتالي الحفاظ على أرزاقهم وثمن قوتهم الذي بات أحد التحديات اليومية في سوريا، فالأسعار ترتفع تبعاً لارتفاع الدولار والدخل لا يزال على حاله تقريباً منذ اندلاع الثورة حيث كان يساوي معدل الدخل قبل الثورة 300 دولار فيما يعادل اليوم أقل من 150 دولارا على الرغم من زيادات الأجور التي أعلن عنها النظام، وعلى ذلك اتجه معظم السوريين للعمل والإدخار بالدولار الأمريكي أو بالعملات الأجنبية المستقرة؛ وهو ما فاقم من الأزمة ودفع النظام لاتخاذ عدد من الإجراءات للحد من انتشار الورقة الخضراء في السوق، والعمل على إجبار الناس على التعامل بالليرة السورية حصراً حتى بالحوالات التي ترسل بالعملات الأجنبية لاستعادة جزء من احتياط العملات الصعبة الذي خسر معظمه.

من هذه الأساليب التي اتبعها النظام التضييق على المواطنين بشكل كبير جداً وأصبح التفتيش على الحواجز بحثاً عن الدولار أمر طبيعي وأساسي في مهام قوات الاسد التي اعتقلت المئات مؤخراً بتهمة حيازة العملة الأمريكية والإضرار بالاقتصاد الوطني، وهو ما يعني السجن لفترات طويلة، والمرور على مختلف أفرع الأسد الأمنية، والتعرض للتنكيل والتعذيب وربما القتل كما حدث مع عز الدين الذي اعتقل على أحد حواجز العاصمة دمشق بسبب العثور على ورقة من فئة 20 دولارا في جيبه، وقضى بسببها 4 أشهر في سجون الأسد، ولم يكن ليخرج لو لم يدفع كل ما يملك مما يدخر من الأموال لضابط من قوات الأسد، حيث قام أحد أقربائه بالاتفاق معه على دفع مبلغ مليون ليرة للإفراج عن عز الدين الذي قال إنه كان قاب قوسين أو أدنى من الموت تحت التعذيب في المعتقل، وأضاف أن عشرات التهم وجهت له، منها تمويل الإرهابيين، والتواصل مع داعمين للمجموعات المسلحة خارج البلاد. لم تكن هذه الطريقة الوحيدة التي اتبعها النظام لدفع الناس للعزوف عن استخدام الدولار فتلاعب بأسعار الصرف فجعلها غير مستقرة، وبالتالي غير آمنه فعمد إلى بث إشاعات مفادها أن كميات كبيرة جداً من الدولارات الأمريكية المزورة ضخت في الأسواق السورية، وهي استراتيجية استعملها النظام لأكثر من مرة، ففي أواخر 2013 عندما تجاوز سعر الصرف 300 ليرة طرح كمية صغيرة من الدولار المزور، وادعى أن عصابة تقوم بتزوير العملة بطريقة من الصعب جداً كشفها، وضختها في الاسواق بكميات ضخمة، مما أدى إلى تخوف الناس من التعامل بالدولار، وارتفاع العرض وانخفاض الطلب.

ومن الطرق التي اتبعها النظام في مسعاه لضبط الأسعار إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تسعى لتقويض سعر الصرف ومنع استقراره، وبالتالي الضغط على العملة التي يلجأ لها الناس بالأصل للحفاظ على قيمة ثابتة، ومن ثم خفض الأسعار بشكل تدريجي بالتزامن مع حملات إعلامية على قنوات النظام التي اتهمت عدداً من صفحات التواصل الاجتماعي التي تعنى بأسعار الصرف بالعمالة، ودعت إلى إعدام مديريها، واتهمهم أنهم في تركيا وقاموا بتطوير برامج على الأجهزة الذكية لمتابعة تحديثات أسعار الصرف أولاً بأول، وبالتالي السيطرة على المعلومات.

وعصفت الحرب في سوريا باقتصاد البلاد ففي بلد بلغت فيه نسبة الفقر 80٪ وخسر الملايين أعمالهم، ومدخراتهم، وأملاكهم ارتفع سعر كيلو البندورة مثلا من 25 الى 250 ليرة بسبب ضعف العملة وارتفاع الكلفة، وأصبح الحفاظ على قيمة الدخل إن وجد معضله بحد ذاتها.

 

تواصل المعارك بين فصائل المعارضة السورية و«حزب الله»

الائتلاف يحذر من ارتكاب التنظيم اللبناني مجازر في القلمون

عواصم ـ وكالات: تتواصل، لليوم الثاني على التوالي، المعارك بين فصائل المعارضة السورية المسلحة، المنضوية تحت غرفة عمليات جيش الفتح، وميليشيات حزب الله اللبناني، في منطقة «القلمون»، المحاذية للحدود السورية اللبنانية في ريف دمشق الشمالي.

وأفاد العقيد الركن «بكور السليم»، قائد تجمع قوات الشهيد «أحمد عبدو»، العاملة في القلمون لمراسل الأناضول أمس الأربعاء، أن «جيش الفتح  شن هجوماً مباغتاً، على ثلاثة محاور في القلمون الغربي، وهي: محاور «الجبة» و»عسال الورد» و»المعرة»، سيطر من خلالها على خمس نقاط، واغتنم مدفع 57 و دبابة 72 وناقلة جنود وعربة دوشكا».

وأضاف السليم «حاولت قوات حزب الله الالتفاف على فصائل المعارضة، من جهة «جرد بريتال»، لكن الفصائل تصدت لها، وقتلت 7 مقاتلين من الحزب»، مؤكداً أن «جيش الفتح حضر للمعركة بشكل يمكنه من إحراز انتصارات في المنطقة».

وأوضح السليم أن أهمية منطقة القلمون الغربي، بالنسبة للنظام السوري، تكمن في تأمين طريق الشمال الغربي، الذي يصل الساحل بالعاصمة دمشق من الجنوب، أما أهميتها لحزب الله، فهي تأمين خط الإمداد من وإلى النظام السوري والميليشيات العراقية، وميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وإبعاد أي خطر عن مواقعه داخل لبنان، على الشريط الحدودي من مدفعية الجيش الحر.»

يشار إلى أن النظام السوري مدعوماً من عناصر حزب الله، تمكن قبل نحو عام من السيطرة على معظم مدن وبلدات القلمون الغربي، أبرزها: النبك و يبرود والقطيفة وعين التينة، فيما تتمركز قوات المعارضة السورية في التلال والجبال المحيطة.

جاء ذلك فيما حذر عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بدر جاموس من مجازر محتملة  لحزب الله في القلمون بريف دمشق، في ظل الحشد الذي ينفذه الحزب، لخوض معركة في المنطقة»، داعياً إلى «تدخل عربي ودولي تجاه سلوك الحزب».

وأضاف جاموس في بيان صادر عن الائتلاف، أمس الاربعاء، «أن من يسمع زعيم هذه الميليشيا يخطب ويهدد ويعلن عن معاركه على سوريين عبر وسائل الإعلام، يعتقد أنه يتحرك بضوء أخضر أممي، له ولنظامه الإيراني، في التوسع والعدوان، ولا يحسب أي حساب لقانون ولا لمواثيق دولية.»

ودعا جاموس «الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني لضبط الحدود، وأن تتحمل مسؤولياتها حيال تنظيم حزب الله، ولو في الإنكار على تلك الميليشيا اعتداءاتها المتكررة على شعب سوريا وأرضها، موجهاً تحية «للثوار الصامدين في جبال القلمون»، مضيفاً «إننا نشدّ على أيديهم من أجل الاستمرار في حماية المدنيين ما استطاعوا».

 

معركة القلمون: تواصل تخبّط “حزب الله

عبسي سميسم

لا تزال المعطيات الميدانية على الأرض وردود الفعل الإعلامية حول معركة القلمون، تشير إلى إرباك وتخبّط لعناصر “حزب الله”، يقابله تنظيم ونضج ميداني وإعلامي لدى “جبهة النصرة” التي تقود العمليات ضد الحزب في منطقة القلمون الغربي، على الرغم من الترويج الإعلامي الكبير من قِبل الأخير للمعركة وتصويرها على أنها مصيرية وحاسمة، ومتوعداً بتحقيق نصر ساحق من خلالها، يعيد إلى الحزب وشريكه النظام السوري شيئاً من هيبتهما بعد الهزائم المتلاحقة التي لحقت بهما خلال الفترة الماضية.

فعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته الجبهة يوم أمس الأربعاء، فإن اليوم الذي سبقه شهد اشتباكات عنيفة بين الطرفين في جرود القلمون الغربي، تكبّد فيها “حزب الله” خسائر كبيرة تقدر بعشرات القتلى بينهم خمسة قياديين من الحزب.

وأكد الناشط الإعلامي، أبو أحمد القلموني، لـ”العربي الجديد”، أنّ معارك عنيفة كانت لا تزال مستمرة حتى ظهر أمس في جرود القلمون الغربي، وخصوصاً في محيط منطقتي عسال الورد والجبة، على الحدود السورية مع لبنان، وسط قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام السوري.

وأكّد القلموني، أنّ “مسلحي المعارضة تمكّنوا، ليل أمس الأول الثلاثاء، من قتل قياديين في حزب الله بعد مهاجمة مقرّاتهم في المنطقة ذاتها، وهم علي عليّان، وحمزة زعيتر، وحسين لويس، وتوفيق نجار، وحسن عاصي، في حين تجاوزت حصيلة قتلى حزب الله، خلال ثلاثة أيام من المعارك، الأربعين قتيلاً”، مشيراً إلى أنّ “عناصر الحزب كانوا ينادون بعضهم بعضاً، أمس، عبر أجهزة اللاسلكي، لإعادة تجميع أنفسهم، وسحب الجثث”.

في المقابل، ساندت قوات النظام، “حزب الله” في هذه المعركة من خلال سلاح الجو، الذي بدأ يقصف أماكن تمركز فصائل المعارضة والمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها تلك الفصائل، إذ بدأت اعتباراً من أمس الأول بقصف كافة مناطق القلمون، فتلقّت مدينة الزبداني وحدها، ليل أمس الأول، أكثر من ثمانية براميل متفجرة ألقاها الطيران الحربي، مع أنّ المدينة ومحيطها لم يشهدا أي معارك خلال اليومين الماضيين.

وقد نجحت جبهة “النصرة” في امتصاص فورة “حزب الله” الذي حاول رفع معنويات قواته من خلال الترويج الإعلامي، بإعلانها تشكيل “جيش الفتح في القلمون”، رمز انتصارات المعارضة في الشمال السوري، والمكوّن من فصائل السيف العمري، ولوائي الغربال، ونسور دمشق وكتيبة رجال القلمون، بالإضافة إلى “النصرة”. كما قامت الجبهة بهجمات استباقية استطاعت من خلالها خلط أوراق الحزب وإجباره على خوض المعركة بحسب التوقيت الذي حددته هي، ولم تعطه الوقت لتأمين قواته من خلال إجراء هدن مع فصائل معارضة في مناطق القلمون وخصوصاً في منطقة الجبة.

وأكد مصدر عسكري من غرفة عمليات “جيش الفتح في القلمون”، أن التوحّد بين الفصائل لم يأتِ من عبث، فالفصائل كلها كانت تدرك أن “حزب الله” ينوي القيام بعمل كبير في المنطقة، الأمر الذي استدعى توحّد الفصائل بغض النظر عن توجهاتها، لمواجهة العدو المشترك الذي يستهدفها جميعاً، مستفيدة من تجربة إدلب. ولفت المصدر إلى أن تلك الفصائل كانت لديها كل مقوّمات التوحّد في الفترة السابقة ولكنها لم تفعل، إلا حين استهدفها خطر لا يمكنها مواجهته من دون توحيد جهودها.

 

وعن تواجد عناصر لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في القلمون، أكد المصدر أن “هناك أعداداً من التنظيم في المنطقة، ولكنهم مسالمون إلى الآن ولم يقوموا بأي رد فعل سلبي تجاه فصائل المعارضة”، موضحاً أن “عناصر داعش في المنطقة هم سوريون بغالبية تفوق الـ90 في المائة من مجموع عناصرهم في المنطقة”، لافتاً إلى “أنهم لا يتجاوزون الـ200 عنصر وهم متمركزون في منطقة الرحيبة ولم يشاركوا إلى الآن في المعارك الدائرة بالقلمون الغربي”.

وعن التنسيق بين “داعش” و”النصرة”، قال مصدر عسكري من “النصرة” إن “هناك خلافاً عقائدياً بين التنظيم والجبهة في القلمون كما في باقي المناطق، ولكن ما يضبط الأمور بينهما في القلمون هو بيان لأمير النصرة في المنطقة أبو مالك الشامي منذ أكثر من سنة، قال فيه “من له خلاف مع الدولة يأتي ويحله مع النصرة وأن أي اعتداء على الدولة هو اعتداء على النصرة”، ومنذ ذلك الحين لم يحصل نزاع مباشر بينهما، ولكن في معركة القلمون الحالية لم يحصل أي تنسيق بين التنظيم والجبهة، والأمور بين الفصيلين مرشحة للتصعيد في أي لحظة”.

وتسيطر قوات النظام في القلمون الغربي على مراكز مدينتي النبك ويبرود، وقرى عسال الورد ورأس المعرة، في حين تتمركز فصائل المعارضة في الجرود المحيطة، على عكس مدينة الزبداني التي تتجمّع داخلها فصائل “أحرار الشام الإسلامية”، وتحيط بها حواجز قوات النظام من كافة الجهات.

 

جنيف 3: “انتفاضة” ضد دي ميستورا في “الائتلاف

ألكسندر أيوب

لم تعد مآخذ المعارضة السورية، المتمثلة في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السورية، مقتصرة على التوجّس والحذر من المشاركة في مؤتمر جنيف التشاوي، إذ أعلنت صراحة امتعاضها من المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وشكّكت بنواياه، ووصل الأمر بإحدى التكتلات الرئيسية في “الائتلاف” إلى إعلان رفضه المشاركة في مؤتمر جنيف.

وحذّر “التجمع الوطني السوري”، وهو أحد تكتلات “الائتلاف” السوري المعارض، يعتبر ميشال كيلو و”الإخوان المسلمين” من أبرز رموزه، في بيان أمس الأربعاء، من “الانسياق” وراء خطة المبعوث الدولي إلى سورية، ومن التعامل معها بتبسيط وعفوية، داعياً جميع من تلقى الدعوات للمشاركة في المشاورات، لـ”التمسك بمطالب الشعب والثورة في الحل الديمقراطي الذي اعتبرته وثيقة جنيف أساس أي حل دولي عادل ومقبول، شرطه رحيل بشار الأسد وبطانته المجرمة، وإقامة هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات”. وأشار البيان إلى أن دي ميستورا “لا يبدو مقتنعاً بأنّ هذه هي مطالب الشعب السوري الحقيقية، وإلا لما دعا إلى مشاورات بلا برنامج أو جدول أعمال، أو غاية معلنة، ولا تنطلق من وثيقة جنيف، وما قررته من آليات ومداخل للحل”.

واتهم دي ميستورا بمحاولة إنكار وجود “الائتلاف” كممثل شرعي للشعب السوري تم الاعتراف به رسمياً من قبل 114 دولة، مشككاً في “خطط ونوايا المبعوث الدولي، وفي مواقفه الشخصية من ثورتنا ومؤسساتها”. لكنّه أضاف أنّ هذا الموقف من دي ميستورا “لا يعني أن الائتلاف سيقاطع الأمم المتحدة ومؤسساتها”.

وكان دي ميستورا قد أعلن مشاركة أكثر من 40 مجموعة بالإضافة للحكومة السورية وعدة دول إقليمية بالإضافة لدول الجوار السوري في مشاورات جنيف، مشيراً إلى وجود عسكريين وسيدات سوريات وقادة دينيين، لافتاً إلى أنه في نهاية يوليو/ تموز هناك عملية تقييم للنتائج التي سنتوصل إليها.

وكان عدد من أعضاء “الائتلاف” قد أعلنوا عن عدم رغبتهم بالمشاركة بمشاورات جنيف، وفي مقدّمتهم رئيس تجمع “الإخوان المسلمين” في “الائتلاف”، فاروق طيفور، الذي قال إن الائتلاف لم يحسم أمره بعد بالذهاب إلى جنيف. وقالت مصادر داخل المعارضة السورية، لـ”العربي الجديد”، إن رئيس الائتلاف الوطني السوري، خالد خوجة، بعث رسالة إلى فريق دي ميستورا أعلمهم فيها أن وفد “الائتلاف” لحضور مشاورات جنيف سيكون 12 شخصاً، وأنّ الوفد سيحضر إلى جنيف في 11 مايو/ أيار الحالي وسيشارك في الجلسات المخصصة له في 12 و13 و14.

بدوره، أوضح نائب رئيس “الائتلاف”، هشام مروة، لـ”العربي الجديد”، أن “دي ميستورا إذا كان جدّياً في تطبيق بيان “جنيف 1″ لإحداث تقدّم على مستوى الحل السياسي، فذلك لا يجري وسط الأجواء التي تتم فيها اللقاءات، إذ وجه دعوات  لعشرات الأطراف من المعارضة السورية، منها أحزاب ناشئة ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات مختلفة، وكأنه يريد أن يوصل رسالة بأن هؤلاء مستحيل أن يتفقوا على رأي معيّن”.

وأضاف المروة: “في مقابل ذلك، يدرك المبعوث الدولي أنّ هناك قرارات دولية تقدم جهة معينة للتفاوض؛ فالائتلاف حصل بتاريخ 12/12/ 2012 على اعتراف أكثر من 100 دولة، كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، إضافة إلى قرار جامعة الدول العربية الصادر في العام 2013، والذي يعتبر “الائتلاف” المحاور الرئيسي والممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري”، مشيراً إلى أنّ “(الائتلاف) حرص على تمثيل مختلف قوى الثورة السورية، وما يزال منفتحاً على مختلف قوى المعارضة، إذ إنّ مفاوضات جنيف السابقة لم تقتصر على (الائتلاف)، بل شاركت فيها مجموعة من مختلف قوى المعارضة السورية”.

ولعلّ توجس “الائتلاف” من تلك المشاورات يتشابه مع قلقه من مؤتمري موسكو والقاهرة، اللذان عدّهما محاولة للالتفاف على بيان  “جنيف 1″، تحت شعار توحيد المعارضة السورية أو “التشاور مع جميع الأطراف”، إذ حاولت تلك المؤتمرات إحداث ثغرة تسمح للنظام بالتخلّص من تنفيذ بيان جنيف المُلزم بموجب القانون الدولي، وذلك عبر تعويم وجود الطرف الثاني (المعارضة)، وتحويله من طرف واحد من المفترض أنه ممثل بـ”الائتلاف”، إلى أطياف غير محددة.

وتُظهر مراجعة وثيقة جنيف، التي تفترض وجود طرفين مفاوضين لإتمام أيّ حلّ سياسي، أنّ النظام محدّد وواضح، باعتباره الطرف الأول، بينما لم يتمّ تحديد “الطرف الثاني”، الشريك في العملية السياسية، بل حُدّد بصفته لا باسمه.

وعلى الرغم من التطور البارز، المتمثل بصدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 262/67 في 15 مايو 2013، والذي يرد في الفقرة 26 منه “الترحيب بإنشاء الائتلاف باعتباره يضم المحاورين الذين يمثلون فعلياً تلك القوى اللازمة لعملية الانتقال السياسي، ونقلها من التعريف بالصفة للتعريف بالذات”، إلا أن هذا القرار صادر عن الجمعية العامة، وقراراتها هي مجرد توصيات وليست قرارات ملزمة.

وكان “الائتلاف” قد قاطع مؤتمري موسكو والقاهرة لقناعته أنّها تسعى إلى تفصيل معارضة سياسية على مقاس النظام السوري، وتقديمها كجهة محاورة للنظام في أي عملية سياسية مستقبلية. ولعلّ هذه النقطة هي ما تثير هواجس “الائتلاف” في مشاورات جنيف، وتدفعه نحو المقاطعة، خصوصاً مع ما كشفه مصدر من داخل الائتلاف لـ”العربي الجديد” حول التسريبات التي وصلت إليهم، عن طبيعة المشاورات الثنائية في جنيف، والتي تؤكّد أن المبعوث الدولي إلى سورية يهدف، من خلال المشاورات، إلى إحراج المعارضة السورية، وكشف عدم امتلاكها أي تصور للمرحلة المقبلة، بهدف إجبارها على خفض مستوى المطالب والقبول بالهدن المحلية.

وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم نشر اسمه، أن “دي ميستورا سيطرح على المعارضة السورية أسئلة دقيقة ومحرجة حول تصورات المرحلة الانتقالية ومؤسسات الدولة من الجيش والوزارات، بالإضافة إلى الشخصيات المقبولة لديهم من نظام بشار الأسد”. وأوضح أن “الأسئلة المحرجة، التي لا تمتلك المعارضة أجوبة عليها، تأتي مرافقة لدعوة دي ميستورا إلى 40 جهة للمشاورات الثنائية في جنيف، معظمها من المعارضة، وهذا ما يوحي بتشرذم المعارضة وعدم وجود جهة حقيقية تمثلها”.

لكن في المقابل، فإن الدعوة للمشاورات اليوم ليست موجهة من موسكو أو القاهرة، وإنما من قبل الأمم المتحدة، ما قد يدفع الائتلاف إلى الذهاب والمشاركة في لقاءات جنيف، ولكن تحت بند عدم اتهامه بعرقلة أي مفاوضات سياسية، وليس إدراكاً منه بكون تلك المشاورات حاسمة في الثورة السورية.

وتجدر الإشارة إلى أن المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، أكّد خلال مؤتمره الصحافي، الثلاثاء، في العاصمة السويسرية جنيف، أن “اللقاءات انطلقت اليوم، وليس هناك سقف زمني، وهذه العملية ممكن أن تستمر أسابيع، وممكن أن يضاف إليها الكثير من الأطراف، وفي نهاية يوليو/ تموز، هناك عملية تقييم للنتائج التي توصلنا إليها”. وشدّد المبعوث الدولي على أنّ مشاورات جنيف “ليست مباحثات سلام، وإنما هي محادثات تسعى إلى فتح نقاش جاد مع مختلف الأطراف المعنية، لإيجاد حل للأزمة السورية”.

 

المعارضة السورية نحو تشكيل مرجعية تفاوضية من 50 شخصية للذهاب إلى الرياض

بيروت: ثائر عباس وكارولين عاكوم

رحب الائتلاف السوري المعارض بدعوة مجلس التعاون الخليجي لعقد مؤتمر جامع للمعارضة السورية في الرياض، من المرجح أن يكون نهاية الشهر الحالي، للإعداد للمرحلة الانتقالية لما بعد نظام الرئيس بشار الأسد.

 

وقال القيادي في «الائتلاف» سمير النشار، إن التوجه هو لتشكيل هيئة مؤلفة من نحو 50 شخصية سياسية وعسكرية ودينية، ممثلين لأغلب قوى الثورة والمجتمع المدني ورجال الدين، لتشارك في المؤتمر وتكون مرجعية للتفاوض في أي حل سياسي.

 

من ناحية ثانية، وردا على الإشاعات التي ترددت عن اغتيال الأسد، اضطر رئيس النظام للظهور على شاشة التلفزيون الرسمي، أمس، وبدا متشنجا، وبرزت شرايين ظهري الكفين بشكل واضح.

 

بدورها، ذكرت مصادر في المعارضة أن الأسد قرر تعيين العميد توفيق حيدر رئيسا لمكتب الأمن القومي، بدلاً من اللواء علي مملوك، الذي يعد آخر ضباط ما يوصف بـ«الحلقة الضيقة» المحيطة برئيس النظام، بعد الأنباء المتضاربة عن سوء وضعه الصحي ومعلومات تقول إنه وضع تحت الإقامة الجبرية إثر اكتشاف علاقته بالمخابرات التركية.

 

الأسد يظهر متشنجًا ويعترف بخسائر قواته في إدلب

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

ردا على الشائعات التي ترددت عبر صفحات السوريين حول اغتيال الرئيس بشار الأسد وقرب سقوط نظامه المترنح، اضطر الأسد للظهور على شاشة التلفزيون الرسمي يوم أمس الأربعاء منتهزًا مناسبة إحياء ذكرى «شهداء 6 آيار»، فيما ذكرت مصادر في المعارضة أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قرار تعيين العميد توفيق حيدر رئيسا لمكتب الأمن القومي، بدلاً من اللواء علي مملوك، بعد الأنباء المتضاربة عن سوء وضعه الصحي رغم نفي وكالة الأنباء السورية (سانا) الأمر، على الرغم من معلومات تقول إنه وضع تحت الإقامة الجبرية بعد اكتشاف علاقته بالمخابرات التركية، وفق ما أفادت بعض مواقع المعارضة السورية.

وبدا الأسد في الصور التي بثتها وسائل الإعلام الرسمية متشنجا، وبرزت شرايين ظاهر الكفين بشكل واضح كما بدت عضلات وجهه مشدودة، وهو يوجه كلمته محاطا بمجموعة من الشباب والشابات قيل إنهم طلاب مدرسة أبناء الشهداء، كانوا يتدافعون للوصول إليه فيما تجهد مرافقته لإبعادهم عنه.

ويعد هذا الظهور العلني للأسد الأول بعد ظهوره مطلع العام الحالي لدى مشاركته في احتفال المولد النبوي، وجاء ظهوره يوم أمس الأربعاء في مدرسة أبناء الشهداء عقب نشر خبر عبر موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» يفيد باغتيال الرئيس السوري على يد أحد حراسه. ونقلت قناة روسيا اليوم عن مكتب رئاسة الجمهورية العربية السورية نفي الخبر واعتباره من «الشائعات التي تأتي ضمن حملة التحريض الإعلامية التي تشنها وسائل إعلام معادية لسوريا».

وفي اعتراف واضح بخسارة قواته في معارك شمال وغرب سوريا قال الأسد إن «كل حرب لها مكاسب وخسائر» مبررًا انتكاسات قواته في الشهر الماضي بأنها «جزء من طبيعة الحرب». وتعهد بتحرير بلدة جسر الشغور من قبضة داعش (على حد قوله)، وإرسال قوات قريبًا لمساعدة جنود يحاصرهم مقاتلو المعارضة على مشارف جسر الشغور.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن الأسد شارك هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء في التكريم الذي تقيمه لأبناء «شهداء الحرب على سوريا الذين أكملوا مسيرة آبائهم وانتسبوا إلى الكليات العسكرية بمختلف صنوفها». وشبه الأسد في كلمته الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بجمال باشا الذي قام بإعدام شهداء السادس من آيار في دمشق.

وفي سياق عزل مملوك، ترى المعارضة السورية أن التسريبات المتعلقة بالمملوك هي تمهيد لـ«إنهائه» سياسيا أو جسديا، على غرار قيادات النظام التي ارتبطت بقضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. كذلك، فإن للمملوك ارتباط بقضية الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة الموقوف بتهمة نقل متفجرات من سوريا إلى لبنان بالتنسيق مع المملوك بهدف اغتيال شخصيات سياسية لبنانية.

ويعد مملوك آخر ضباط المخابرات من الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد بعد انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان ومقتل نائب وزير الدفاع السابق آصف شوكت ورئيس الاستخبارات العسكرية جامع جامع ورئيس الأمن السياسي رستم غزالة، وكلهم في ظروف غامضة.

والعميد حيدر علوي من مواليد قرية البودي بريف جبلة، التي تعتبر من أكبر روافد النظام السوري بشبيحتها، وينتمي إلى عشيرة الحدادين العلوية، وهي نفس العشيرة التي ينتمي إليها محمد مخلوف، خال بشار الأسد، الذي كان يدعم توفيق حيدر بقوة.

والعميد توفيق حيدر الذي تسلم رئاسة مكتب الأمن القومي في سوريا، مؤسس ومدير الفرع الخاص، وهو فرع من الاستخبارات مقره مبنى رئاسة الحكومة، ويعتبر أحد أذرع جهاز الاستخبارات الجوية، وله دور خفي وخطير في عملية تثبيت أقدام النظام السوري وضرب الثورة السورية.

ولحيدر تاريخ حافل أيضا في لبنان، حيث كان يعرف بـ«رئيس مفرزة شتورا» حين كان برتبة عقيد، وبقي في منصبه حتى خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005. وتشير معلومات إلى أنه أخذ معه تمثال باسل الأسد، شقيق بشار الأسد الذي لقي حتفه بحادث سيارة، وكان موضوعا قرب حاجز المخابرات السورية في شتورا، عندما صدر قرار الانسحاب من لبنان.

 

حزب الله يهاجم اجتماعاً لـ”النصرة” على الحدود

عمان – رويترز

أعلن تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني أن مقاتلي الميليشيات هاجموا اجتماعاً لقادة “جبهة النصرة” وثوار آخرين في سوريا في منطقة جبلية وعرة على امتداد الحدود اللبنانية-السورية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم بينهم القائد المحلي للجبهة.

وفي وقت لاحق، قال التلفزيون إن قوات الأسد وحلفاءها، في إشارة لحزب الله، استولوا على جزء من تل استراتيجي في منطقة خربة النحلة الحدودية في شرق لبنان، التي تشرف على منطقة القلمون الجبلية السورية، حيث يتحصن مقاتلون متشددون.

وكان أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، قد أكد، أمس الثلاثاء، أن الحزب سينفذ هجوما داخل سوريا في المنطقة الجبلية على امتداد الحدود بين البلدين. ولم يحدد نصرالله موعدا لبدء الهجوم، لكن وسائل إعلام محلية والمعارضة السورية تكهنت بأن الهجوم يمكن أن يبدأ في منطقة القلمون.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجوم اليوم وقع في تلك المنطقة.

ومنذ العام الماضي استعادت قوات الأسد، بدعم من حزب الله، جانبا كبيرا من منطقة القلمون الاستراتيجية الواقعة شمالي دمشق، لكن مئات من المقاتلين السوريين المتشددين تراجعوا إلى الجبال لينفذوا هجمات كر وفر.

وكانت منطقة القلمون، بالإضافة إلى الحدود السهلة الاختراق، مسارا مهما لدخول الأسلحة والمقاتلين من لبنان إلى سوريا.

 

كارتر: إقامة منطقة آمنة في سوريا يتطلب “مهمة قتالية

واشنطن – فرانس برس

قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الأربعاء إن اقامة منطقة إنسانية آمنة في سوريا يتطلب “مهمة قتالية كبيرة” تقاتل خلالها القوات الأميركية المتطرفين والنظام السوري.

وتدعو تركيا منذ فترة إلى إقامة منطقة آمنة على طول الحدود بين سوريا وتركيا لحماية المدنيين، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم توافق على هذه الفكرة بعد.

وأكد كارتر أمام أعضاء من الكونغرس الأميركي على التحديات التي تنطوي عليها إقامة منطقة عازلة، وحذر من أن حكومات أخرى في المنطقة قد لا تكون مستعدة للمساهمة في إقامة مثل هذه المنطقة.

وقال كارتر أمام أعضاء اللجنة الفرعية لمخصصات الدفاع إنه “سيكون علينا خوض قتال لإقامة مثل هذه المنطقة، وبعد ذلك القتال من أجل الحفاظ على مثل هذه المنطقة، ولهذا فإن هذه مسألة يصعب التفكير فيها”.

وقال السيناتور ديك دوربان، أحد أعضاء اللجنة الأربعة إنه “رغم أن هذا (ما يحدث في سوريا) قد لا يبدو عملية إبادة بالمعنى القانوني الكلاسيكي، إلا أن الأزمة الإنسانية الأكبر في وقتنا الحالي ولا يوجد نهاية لها في الأفق”.

وقال كارتر إن تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة من جهة وقوات النظام السوري من الجهة الأخرى “ستتحدى” هذه المنطقة الآمنة.

وصرح الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة أن القادة الأميركيين وضعوا خططا طارئة لإقامة منطقة آمنة بالتشاور مع نظرائهم الأتراك.

وقال ديمبسي في نفس الجلسة “نحن نخطط لمثل هذه الطوارئ منذ فترة”.

وأضاف أن القوات الأميركية قادرة على إقامة منطقة عازلة في سوريا، إلا أن هذا قرار سياسي كبير، وسيعني أن القوات المتمركزة في مناطق أخرى لن تكون متوفرة للقيام بمهمات أخرى، وأضاف “المسألة عملية عسكريا، ولكن القيام بها يحتاج إلى قرار سياسي”.

وأضاف أنه لكي يكون ذلك “عمليا وفعالا، يجب أن يشارك فيه شركاء إقليميون”.

 

رئيس الائتلاف السوري المعارض لـCNN: لا نتعاون مع النصرة.. نقاتل داعش والنظام فيظهر ذلك وكأنه تعاون.. والدعم الأمريكي بطيء وقليل

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال خالد خوجة، رئيس الائتلاف السوري المعارض، إن الجيش السوري الحر لا يتعاون من جبهة النصرة التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في سوريا، لافتا إلى أن قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” وقتال قوات النظام يُظهر على الأرض وكأن الجيش الحر يتعاون مع النصرة.

 

وأكد خوجه في مقابلة حصرية مع CNN، الأربعاء: “نحن ندين بشدة جبهة النصرة.”

 

وحول الدعم الأمريكي، قال خوجة إنه “قليل وبطيء،” مضيفا: “لدينا القدرة على قتال الإرهابيين والإرهاب الذي يقوده النظام، نحن بحاجة لضم المزيد من المقاتلين من الجيش السوري الحر في برامج التدريب لتسريع العملية،” مشددا على أنه ومن بين مقاتلي الجيش الحر البالغ عددهم 70 ألفا يحتاج إلى تدريب 30 ألفا.

 

وأضاف: “ما نحتاجه هو معدات عسكرية لحماية المناطق المحررة ولأننا لم نحصل على معدات عسكرية متطورة لا يمكننا حماية الشعب من البراميل المتفجرة التي يلقيها نظام بشار الأسد من السماء.”

 

مسؤولون أمريكيون: البنتاغون يستعد للبدء بتدريب المعارضة السورية المعتدلة الأسبوع الجاري لقتال داعش بمواقع في الأردن وتركيا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال مسؤولون أمريكيون، الأربعاء، إن وزارة الدفاع “البنتاغون” تستعد للبدء بتدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” الأسبوع الجاري.

 

وبين المسؤولون أن التدريبات ستجري بمواقع في كل من الأردن وتركيا، لافتين إلى وصول الدفعة الأولى من الدربين الأمريكيين من أصل 400 مدرب إلى هذه المواقع، حيث سيتم تدريب هذه القوات على استخدام الأسلحة المحمولة والتواصل فيما بينهم وتكتيكات أرض المعركة بالإضافة إلى الجانب الطبي.

 

ويشار إلى أن ثلاثة آلاف مقاتل من المعارضة السورية أبدوا اهتمامهم للمشاركة في برنامج التدريب الأمريكي، حيث اجتاز 400 منهم التدقيق الأمني المبدئي بانتظار إصدار الموافقة النهائية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى