أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 29 كانون الأول 2012

 

موسكو نحو «جنيف 2» مع واشنطن بناء على خطة الابراهيمي

موسكو – رائد جبر

لندن، دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، ا ف ب – يصل الى موسكو اليوم المبعوث الدولي العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي لاجراء محادثات مع المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية ينتظر ان يطلعهم خلالها على تفاصيل عرضه تشكيل حكومة انتقالية «كاملة الصلاحيات». وكانت موسكو قالت أنها ستُعلن موقفها من هذا العرض بعد المحادثات.

واشار نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس إلى أن «خطة الإبراهيمي» ستغدو محور مناقشات جديدة يعقدها الروس مع الأميركيين بحضوره. وقال إن «القرار النهائي في شأن ترتيب لقاء جديد على مستوى نائبي وزيري الخارجية مع الابراهيمي سيُحدد بعد زيارته الى موسكو لكن المتوقع أن يتم مباشرة بعد عطلة عيد رأس السنة».

من جهة اخرى قالت مصادر دبلوماسية لـ»الحياة» في لندن، ان موافقة روسيا واميركا على مبادرة الابراهيمي بتشكيل «حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات» يعني صدورها في قرار دولي بموجب الفصل السادس، يتضمن عدداً من العناصر بينها نشر قوات حفظ سلام دولية لمراقبة وقف العنف ودعم تنفيذ الخطة الانتقالية.

واشارت الى ان الابراهيمي سيلتقي مساعدي وزير الخارجية الاميركي وليم بيرنز والروسي ميخائيل بوغدانوف في جنيف بداية العام المقبل، للبحث في صياغة «جنيف 2» الذي يستند الى خطوات تنفيذية لـ «بيان جنيف» الذي صدر باتفاق ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن و»مجموعة الاتصال» في نهاية حزيران (يونيو) الماضي.

وقالت المصادر ان هذه المقترحات التنفيذية ستنطلق من «صندوق الادوات» الموجود لدى الابراهيمي وفيه «بيان جنيف» وخطة المبعوث السابق كوفي انان وقرارات الجامعة العربية، بحيث تتضمن قوانين جديدة للعمل السياسي في سورية وتمهد لانتخابات برلمانية.

وتوقعت المصادر صدور قرار دولي في بداية شباط (فبراير) المقبل، في حال جرى التوافق الروسي – الاميركي وتم دعمه بتوافق الدول الدائمة العضوية وعدد من دول المنطقة.

وحض لافروف امس في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره المصري محمد عمرو، السلطات السورية على ابداء استعداد جدي للحوار مع المعارضة، وقال إن موسكو «أكدت في كل محادثاتها مع القيادة السورية على ضرورة تحويل الكلام المُعلن عن الاستعداد للحوار إلى ممارسة ملموسة». واضاف أنه دعا الجانب السوري خلال المحادثات مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى طرح خطوات محددة للحوار مع المعارضة، كما وجه لافروف دعوة الى المعارضة السورية بأن «تبحث عن سبل الحوار بدلاً من التركيز على هدف اسقاط النظام قبل أي حوار».

وكان ميخائيل بوغدانوف أعلن أن بلاده وجهت دعوة إلى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد معاذ الخطيب، ليلتقي ممثليها في موسكو أو جنيف أو القاهرة. غير ان الخطيب استبعد الذهاب الى موسكو واقترح الاجتماع مع الروس في دولة عربية و»ان يكون هناك جدول أعمال واضح». وطالب الخطيب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتقديم اعتذار للشعب السوري عن دعم نظام الاسد. كما رفض العقيد عبد الجبار العقيدي الذي يرأس «المجلس العسكري» في محافظة حلب الموافقة على مبادرة الابراهيمي وقال «كل ما يقوله الابراهيمي نحن غير موافقين عليه. ولا نقبل الا بمحاكمة بشار الأسد وأركان نظامه بالكامل.»

وسارت تظاهرات في مناطق عدة من سورية امس تحت شعار «خبز الدم» تطالب باسقاط النظام، وهاجم قسم كبير منها الاخضر الابراهيمي. وفي حي الوعر في مدينة حمص رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها «الابراهيمي يقدم شهادة البراءة للقاتل»، واخرى جاء فيها «شهداؤنا بالمئات وانت ضائع بين انفاق المؤامرات». وفي مدينة درعا رسم متظاهرون «بطاقة حمراء للابراهيمي»، تشبه البطاقة التي تعطى للاعبي كرة القدم لمعاقبتهم واخراجهم من الملعب.

وقال المرصد ليل أمس ان مقاتلين من المعارضة استولوا أمس على حقل التنك النفطي في محافظة دير الزور شرق سورية، كما استولوا على آليات للقوات النظامية وقتلوا وجرحوا عددا من عناصرها و»استشهد خلال الاشتباكات ثلاثة مقاتلين من الكتائب».

وتُعتبر الدعوة الروسية لـ «الائتلاف السوري» ابرز دليل على اعتراف موسكو بتقدم المعارضة على الارض وبتراجع قدرة النظام على الاستمرار. فقد خففت وزارة الخارجية الروسية خلال الايام الاخيرة لهجتها المعادية للمعارضة السورية المتمثلة في «الائتلاف» الذي اعترف به الغرب ممثلاً للشعب السوري.

وقال الكسي مالاشنكو المحلل لدى مركز كارنيغي في موسكو «ادركت روسيا قبل فترة طويلة ان الاسد لن يبقى في السلطة ولكن كان من الصعب عليها ان تعترف بذلك صراحة». واضاف انه كان على روسيا ان تغير لهجتها وتتخذ موقفاً اكثر تشدداً إزاء النظام في وقت ابكر.

ولكنها تسعى الآن الى اللحاق بالقطار بعدما غادر المحطة. وهدفها اليوم هو انقاذ ماء الوجه.

لافروف مع وقف العنف في سوريا… والابراهيمي يرى الحل صعباً

اعلن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن الأولويّة بالنسبة لروسيا هي وقف العنف وتشكيل هيئة انتقاليّة في سوريا. مشيراً الى أن الصراع في سوريا يتخذ شكلاً طائفياً وأن مجموعة العمل في جينيف هي الأساس ويجب إدخال دول أخرى إليها كالسعوديّة وإيران.

وشدد لافروف على أنه “يجب البدء بالحوار بين السوريين”، لافتاً إلى “اننا رأينا في المرحلة الأخيرة أن العمليات الإرهابية إزدادت في سوريا بما في ذلك القاعدة”، مشيراً إلى أن الابراهيمي يقوم بجولات مكوكية يحاور من خلالها جميع الأفرقاء في سوريا ويعمل على جميع التسويات لحل الأزمة السورية.

وأوضح لافروف أن “هدف الائتلاف الوطني السوري هو إسقاط النظام السوري، وهذا يخالف ما اتفقنا عليه في جنيف”، قائلاً: “نحن على قناعة أن هذا الأمر لا مخرج له ويعتبر طريقا مسدودا والوضع سيستمر على حاله”، مشيراً إلى أن “الرئيس السوري بشار الأسد أعلن بشكل علني وعبر اللقاءات مع الإبراهيمي، أنه لا يريد الرحيل وسيبقى في مكانه ويحمي سوريا ولا سبيل لتغيير هذا الموقف”.

أما الإبراهيمي، فاعتبر من جهته أن “إنغماس سوريا في مزيد من العنف والفوضى وانهيار الدولة يضعنا في موقف محرج أمام الجميع، والخياران الوحيدان المتاحان أمام سوريا هما البدء بعمليّة سياسيّة جديّة أو بقاء الأزمة كما هي”. واوضح انه “في حال سادت الهستيريا دمشق فانه على الاقل سيتوجه مليون نازح الى لبنان او الاردن ومن الصعب جداً استضافة اللاجئين في المناطق المجاورة”، كما انه “في حال لم يتخذ السوريون الاجراءات اللازمة فان هذا النزاع سيتحول الى عواقب وخيمة وعلينا العمل ما في وسعنا على نقل العملية السياسية على اساس اتفاقية جنيف”.

وتمنى لافروف أن يتلقى الإبراهيمي الدعم من كل الجهات بما في ذلك الحكومة السورية.

الائتلاف السوري المعارض يطالب موسكو بالاعتذار

و”جبهة النصرة” تريد “ملء الفراغ” بعد الأسد

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

يبدأ الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي محادثات في موسكو اليوم بعد زيارة لسوريا استغرقت أربعة أيام قابل خلالها الرئيس بشار الاسد واقترح تأليف حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة من غير ان يشير الى مصير الاسد نفسه، الامر الذي انعكس استياء في أوساط المعارضة السورية التي خرجت تظاهراتها في يوم الجمعة للتنديد به وباقتراحه. ولقيت دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” لزيارة موسكو للبحث في الازمة السورية، رفضاً فورياً من رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب الذي طالب في مقابلة مع قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية روسيا بالاعتذار عما وصفه بدعم النظام السوري.

وعشية اطلاع الابرهيمي المسؤولين الروس على نتائج محادثاته مع الاسد، كررت موسكو موقفها القائل بأن مصير الاسد يجب ان يقرره الشعب السوري بعيداً من الشروط المسبقة، وتوقعت اجراء مزيد من المحادثات الثلاثية التي تضم نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ووكيل وزارة الخارجية الاميركية وليم بيرنز والممثل الخاص المشترك. ص 11

ومع استمرار العنف والهجمات في أكثر من منطقة سورية، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلي المعارضة سيطروا على حقل التنك النفطي في محافظة دير الزور بشرق سوريا. وكان “الجيش السوري الحر” استولى في 4 تشرين الثاني على حقل الورد، أكبر حقول دير الزور، ثم على حقل الجفرة، وحقل العمر الذي عادت القوات النظامية واستعادته.

وأعلن زعيم “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة الشيخ أبو محمد الجولاني بوضوح للمرة الاولى ان الجبهة تعمل على ارساء حكم الشورى الاسلامي وتنظيم الحياة في سوريا استعداداً لملء الفراغ بعد انهيار نظام الاسد.

وقال في كلمة مسجلة بثتها “مؤسسة المنارة البيضاء للانتاج الاعلامي” التي تتولى عادة نشر اشرطة “جبهة النصرة” على شبكة الانترنت، متوجها الى عناصر الجبهة، إن “مرحلة انهيار السلطة تترك فراغاً انتم خير من يملأه”.

وتقول واشنطن التي أدرجت “جبهة النصرة” على لائحتها للمنظمات الارهابية، ان الجبهة مرتبطة بتنظيم “القاعدة” في العراق. وهي تتألف من غالبية من السوريون، ولكن بين اعضائها أيضاً جهاديين أجانب من جنسيات مختلفة.

وفي التسجيل الذي أورده موقع “يوتيوب”، توجه الجولاني “بالشكر الجزيل لاهلنا واحبابنا الذين نزلوا الساحات مستنكرين قرار ادراجنا تحت قائمة الارهاب”. وحمل على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، متهما اياهما بـ”مد عمر النظام” السوري.

 انشقاق 3 صحافيين

■ في باريس، أعلن ثلاثة صحافيين يعملون في الإعلام السوري الرسمي انشقاقهم عن نظام دمشق وإنضمامهم الى المعارضة السورية. والصحافيون هم لمى الخضرا وبدور عبد الكريم وكمال جمال بيك.

وأكد الثلاثة انهم قرروا الفرار من سوريا بعدما تعرض زميلهم محمد السعيد للقتل على أيدي مجموعة جهادية في تموز الماضي وانتقلوا من سوريا الى لبنان قبل ان يصلوا الى باريس منذ أيام بمساعدة السلطات الفرنسية.

مقتل ناشط من “كتائب القسام”  في إدلب

كشف النقاب في قطاع غزة  أمس عن مقتل ناشط فلسطيني من “كتائب عز الدين القسام”  الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس”، خلال المواجهات المسلحة بين “الجيش السوري الحر” والجيش النظامي السوري في محافظة إدلب بشمال سوريا.

وقالت وسائل إعلام محلية في قطاع غزة إن الناشط محمد قنيطة التحق قبل أربعة أشهر بـ”الجيش السوري الحر”، وقتل قبل يومين من جراء إصابته في المعارك الدائرة في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب.

ونعت مساجد مخيم الشاطئ غرب غزة قنيطة الذي يقطن في المخيم، ووصفته بأنه أحد أبطال “كتائب القسام”، التي لم تعلق رسمياً على الأمر.

موسكـو تستقبـل الإبـراهيمـي بـرهـان مـزدوج: خطوات محدّدة من دمشق للحوار .. وحكماء المعارضة

حثت موسكو، قبل ساعات من وصول المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إليها، النظام السوري على «طرح خطوات محددة» من أجل الحوار مع المعارضة، لكنها كررت رفضها الموافقة على الشرط المسبق لجماعات المعارضة الخارجية والدول الداعمة لها، تنحي الرئيس بشار الأسد، فيما أعلنت القاهرة أنها متفقة مع موسكو على رفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، معتبرة في الوقت ذاته، أنه «من الصعب أن يكون للحكم السوري الحالي مكان في المستقبل».

وسارع المكتب الإعلامي للأمم المتحدة إلى توضيح دعوة الإبراهيمي، في دمشق أمس الأول، إلى «تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات» تقود سوريا إلى الانتخابات، والتي فسرها معارضون على أنها تفتح الباب أمام بقاء الأسد في سدة الحكم حتى إجراء الانتخابات في العام 2014. وأشار المكتب إلى أن الإبراهيمي لم يحدد ما إذا كان على الأسد البقاء في الحكم حتى نهاية ولايته، مضيفا أن المبعوث قال إن «الفترة الانتقالية يجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، وأنه يجب تشكيل حكومة بأسرع ما يمكن، وأنه يأمل بإمكانية حل الأزمة في العام 2013 لأنه لا يمكن ان تستمر حتى العام 2014».

في هذا الوقت، استعرت «حرب المطارات» في سوريا، مع شن المسلحين هجوماً على مطار حلب الدولي، بعد أيام من تهديدهم بإسقـــاط أي طائرة تحــاول الهبـــوط فيه، فيما يواصلون محاولاتهم للسيطرة على مطار «منغ» العســكري في ريف حلب ومعسكر وادي الضــيف في محافظة ادلب.

ويعقد الإبراهيمي اجتماعاً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، قد يفتح الطريق أمام عقد اجتماع ثلاثي جديد بين المبعوث الأممي ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي قال «سنستمع إلى ما سيقوله لنا الإبراهيمي وبعد ذلك نتخذ قرارا بخصوص لقاء جديد» ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، موضحا أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يعقد في كانون الثاني المقبل، بعد عطلة الأعياد في روسيا.

وحاولت موسكو الانفتاح على رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب، عبر دعوته للمشاركة في المفاوضات، لكن الخطيب اشترط أن يعتذر لافروف عن دعم موسكو النظام السوري كمقدمة لإمكانية عقد لقاء مع مسؤولين روس.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو، «شجعنا فعليا كما نفعل منذ أشهر القيادة السورية على تنفيذ ما أعلنته عن استعدادها للحوار مع المعارضة».

وأعلن أنه «دعا الجانب السوري خلال مباحثاته مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى طرح خطوات محددة للحوار مع المعارضة، والذي أعلنت الحكومة السورية عن استعدادها له»، مشيرا إلى أن «القيادة السورية منفتحة لبحث مختلف المبادرات في إطار اتفاقات جنيف».

وتابع «أعتقد أن تقييماً واقعياً مفصلاً للوضع في سوريا سيدفع الحكماء في المعارضة إلى البحث عن وسائل لبدء حوار سياسي».

لكن المتحدث باسم «الائتلاف» وليد البني رفض هذا الأمر، وقال لوكالة «رويترز» إن «الائتلاف جاهز لإجراء مباحثات سياسية مع أي أحد ولكن على الأسس التي انطلق بها وهي أن لا حوار ولا مفاوضات مع نظام بشار الأسد… كل شيء يجري بعد رحيل نظام بشار الأسد بكل مرتكزاته. يمكن الجلــوس مع السوريين جمــيعا لنحدد مستـقبل سوريا».

وشدد لافروف على أن موسكو لا تزال ترفض دعم الدعوات التي تطلقها بعض الدول لتنحي الأسد، مؤكدا أنها مسألة تعود إلى الشعب السوري. وقال «سنلتقيه (الإبراهيمي) لتكوين فكرة شاملة، تتضمن وجهات نظر الطرفين» في النزاع الدائر في سوريا، مكررا أن «على الأسرة الدولية الامتناع عن تحريض هذا الطرف أو ذاك على العنف أو وضع شروط مسبقة. مع الاحترام الشديد للأسرة الدولية، الشعب السوري هو من يقرر مستقبل الأسد».

وقال عمرو، من جهته، إن «مصر اتخذت موقفا واضحا منذ بداية الأزمة السورية، وهذا الموقف مبني على رفض التدخل العسكري الأجنبي في سوريا لما له من أضرار». وأضاف «هناك اتفاق بين الموقف الروسي والموقف المصري. إننا معا نعارض أي تدخل عسكري أجنبي لتحقيق الحل في سوريا».

وتابع «نعتقد أن التغيير في سوريا آت من دون شك، يجب أن يكون تغييرا محكوما، يحافظ على وحدة سوريا وعلى النسيج المتعدد لكل أطياف الشعب السوري»، موضحا «يجب أن يكون الحل ضمن إطار سوري – عربي، من دون أي تدخل عسكري لما ينتج من ذلك من أضرار».

وقال عمرو إن «النظام السوري ما زال يستخدم العنف الشديد والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، وهذا أمر غير مقبول، ولذلك من المهم الآن النظر في عملية انتقال منظّمة للسلطة تكون فيها سوريا محكومة ديموقراطيا، في سبيل الحفاظ على وحدة سوريا وأراضيها». وعبر عن اعتقاده أنه «من الصعب أن يكون للحكم السوري الحالي مكان في المستقبل»، مضيفا «يجب أن نفكر في عملية انتقال محتومة للسلطة».

(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ب، ا ش ا)

أهالـي اليرمـوك يراقبـون معركـة المخيّـم بحـذر: بيـن التمسـك بالبقـاء أو تكـرار تغريبـة الرحيـل

طارق العبد

في مخيم اليرموك، يختلط المشهد الفلسطيني بالسوري، ويتلوّن الحال بين معارك متقطعة وعائلات تعود لتبقى، وأخرى تعود لتلملم ما بقي من بيوتها ثم تشد الرحال مجدداً.

من ناحية ثانية، يترسّخ الانقسام الفلسطيني بين الفصائل السياسية التي إما تقف إلى جانب الحراك الشعبي أو مع النظام، بينما تدين الفئة الثالثة بالولاء لأحد الطرفين ولو سراً.

وفي المحصلة، لا يمكن فصل المخيم عن جواره من أحياء دمشق الجنوبية التي باتت ساحة حرب يومية ومعارك كرّ وفرّ بين النظام ومسلحي المعارضة الذين يحشدون من جديد لاقتحام دمشق.

من حي الميدان الدمشقي العتيق إلى الزاهرة فالتضامن ثم المخيم يتبدل الوضع تدريجاً، من هدوء إلى ترقب فاستنفار ثم صمت… ربما يكون صمت استراحة المحاربين، أو صمت ما قبل العاصفة.

وعلى عكس المعتاد تبدو الحركة نشطة يوم الجمعة استثنائيا، فالأهالي ينشطون بحركة الذهاب والإياب خصوصاً في شارع الثلاثين وبوابة المخيم سيراً على الأقدام وفي السيارات بعد تفتيش دقيق من الحواجز الأمنية التابعة للنظام. بعضهم قرّر الاستقرار في المنطقة و«يلي بدو يصير يصير» وآخرون حسموا أمر النزوح من جديد.

«مكتوب على الفلسطيني إذاً أن يعيش تغريبة النزوح من الأجداد إلى الأحفاد»، يقول السائق الذي يتعهد بإيصالك إلى أي نقطة تشاء في المخيم. وفي الداخل، ستنسى للحظات أنك في سوريا، تظن نفسك في رام الله أو نابلس أو غزة.

في الأزقة والحارات الضيقة تختلط صور الزعماء الفلسطينيين وتحضر جميع الفصائل. الفتحاويون يرفعون صور أبي عمار والحمساويون يكتفون بصور الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، بينما تغيب صور خالد مشعل. كذلك تطل صور شهداء المقاومة في غزة إبان العدوان الأخير وصور نايف حواتمة والحكيم جورج حبش وأحمد سعدات وأيضا أحمد جبريل، مع العلم بأن الأخير تتركز صورته في منطقة تدعى الخالصة حيث يقع مقر الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وحيث تعرض المقر لاستهداف من نيران «الجيش الحر».

في أحد الأزقة في شارع اللوبيا، يتجه المئات رجالاً ونساءً حاملين ما خفّ حمله وثبتت تدفئته. يشير أحمد، وهو ابن الرابعة والثلاثين عاماً، إلى أنه قرر وزوجته البقاء في المخيم لأن كل سبل النزوح قد سُدّت أمامهم. يضيف الرجل قائلاً «نزحت مع عائلتي لمخيم السبينة ثم جرمانا لكن الوضع كان مأسوياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لا يمكنني تقاسم رغيف الخبز مع أشخاص لا يجدون ما يسدون به رمقهم، لذلك غادرنا إلى مخيم خان الشيح على أطراف العاصمة من دون أن يكون الحال أفضل. حتى اللجوء إلى لبنان يبدو مستحيلاً، فلا أستطيع تأمين عمل هناك هذا إن وصلت بالفعل، فالحصول على تصاريح أمنية يبدو غاية في الصعوبة مع ضيق الحال المالية. كل هذا دفعني للعودة للمخيم مع أول نباً عن سريان الاتفاق الهش بوقف إطلاق النار.

لكن حال أحمد لا تشبه توتر عبد العزيز، الذي صُعق بمشهد الأشلاء المتناثرة في بيته في شارع فلسطين. يقول ابن عكا «لن أبقى دقيقة واحدة في المخيم، أعرف أن النزوح مصيبة لكنه أهون علي من مشاهد الدمار والموت التي رأيتها أثناء الاشتباكات اليومية ومجزرة مسجد عبد القادر الحسيني»، مضيفاً «بالأمس حاول صديقي إقناعي بالبقاء، لكن انفجاراً هز المنطقة في منتصف الليل جعلني أحسم قرار النزوح الممهور بالدم».

من جهته، بدا أسامة متماسكاً وهو يشرح حقيقة المعركة التي وقعت في المخيم بقوله «يمكن الدخول إلى المخيم من عدة أحياء دمشقية مجاورة أبرزها التضامن والحجر الأسود حيث تسيطر كتائب الجيش الحر، التي تعتبر المخيم نقطة مهمة للسيطرة بوجود فصائل الجبهة الشعبية القيادة العامة الموالية للنظام»، ويردف «هكذا دخل المقاتلون بسرعة للمخيم وتراجع عناصر الجبهة بسرعة وصولاً إلى قصف مقرهم وسيطرة الحر على جزء كبير من المخيم، من دون تدخل قوات الجيش والأمن السوري التي اكتفت بقصف الحجر الأسود، بينما تقدم المسلحون ليسيطروا تقريباً على كافة أرجاء المخيم باستثناء مقر البلدية في شارع فلسطين».

يُذكر أن اتفاق التهدئة الذي حصل أوقف دخول الجيش السوري وسمح بخروج المعارضة المسلحة ومعها عناصر الجبهة الشعبية القيادة العامة. وينفي الشاب أن يكون تراجع «الشعبية» قد اقترن بتقدم حماس والجهاد الإسلامي للواجهة.

يُذكر، في السياق، أن حركة «الجهاد الإسلامي» نفت أمس «الافتراءات» التي كانت أشارت إلى مشاركة عناصر من الحركة إلى جانب النظام أو «الجبهة» ضدّ المعارضين في معركة اليرموك.

من جهة أخرى، لا يسيطر فصيلة من دون الآخر في داخل المخيم على تنظيم أوجه الحياة، على حد تعبير أسامة الذي يستشهد بمسيرة «العودة» قبل أيام والتي اختفت منها كل رايات الفصائل، ورفع الجميع العلم الفلسطيني فقط، بينما عملوا على تشكيل فرق تطوعية لتنظيف المخيم ورفع آثار الدمار تمهيداً لعودة بقية الأهالي.

في المقابل، لا يبدي أحد من أهالي المخيم، الفلسطينيون منهم أو السوريون تفاؤلاً باستمرار تحييد المنطقة عن الصراع العسكري المستمر، فهي ليست المرة الأولى التي يتم الزجّ فيها بالمخيم ومن فيه في أتون المعارك المستمرة لاقتحام دمشق خاصة. والأحياء المجاورة، كالحجر وببيلا ويلدا والتضامن، ما زالت مسرحاً يومياً للاشتباكات، حيث تسري توقعات بدخول «الجيش الحر» من جديد وهو ما يحدث بالفعل على أطراف المخيم وبشكل يومي. ما يعني كذلك رداً من الجيش النظامي، لن يكون الأول، وقد سبقته محاولات عدة خاصة في الصيف انتهت بالاتفاق بين فصائل المقاومة على تحييد المخيم. كان ذلك قبل أن يسقط الأخير مع أول رصاصة أو قذيفة هاون سقطت قرب المنطقة التي تعيش حتى اليوم وضعاً إنسانيا صعباً، لكنه يبقى افضل من حال بقية المخيمات التي تحولت المدارس فيها إلى مقار لإيواء النازحين، وعجزت الفصائل ولجان الإغاثة عن دعمها ومساعدتها لا سيما مع ازدياد برودة الطقس والعواصف.

نهب منظم لآثار سوريا: التهريب عبر لبنان وتركيا

سلّطت صحيفة «فايننشال تايمز» الضوء على التراث الأثري في سوريا، الذي «يختفي قطعة قطعة» نتيجة «تهريبه عبر الحدود»، في ظلّ الفوضى المدمرة التي تطال الآثار أساسا.

وكانت «اليونسكو» قد قرعت ناقوس الخطر بشأن الأضرار التي تلحق بالمواقع التراثية في سوريا، بما في ذلك المسجد الأموي والسوق المقبّب في حلب، والذي كان قد احترق قسم كبير منه خلال الاشتباكات بين النظام ومسلحي المعارضة.

وبحسب الصحيفة «منذ اندلاع الأزمة السورية وردت تقارير عن سرقة بعض الآثار وتدمير البعض الآخر، إلا أن الأمر يصبح الآن منظّماً. باتت السرقة ممنهجة، والتهريب يتم عبر لبنان وتركيا إلى مختلف أنحاء العالم، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما حصل في العراق خلال الاحتلال».

ما يعزّز هذه التجارة إبان الفلتان الأمني هو الغنى غير العادي الذي تشهده سوريا في المواقع الأثرية، فهي كانت الحاضنة لكثير من الحضارات القديمة، بما فيها الحضارة الرومانية، وهي تحتوي كذلك على العديد من الكنائس والمساجد التي تُستخدم بشكل متواصل منذ الأيام الأولى للمسيحية والإسلام.

أما بخصوص نهب القطع الأثرية، فتؤكد الصحيفة أن العمليات تتم عبر لبنان وتركيا بإشراف خبراء يقومون بالتأكد من صحتها، وبيعها للعديد من دول العالم، ومن بينها أميركا، وذلك بحسب أناس ضالعين في هذه التجارة. هؤلاء يشيرون إلى تجارة تدرّ ذهباً، فـ«سعر التمثال الصغير يصل بأقل تقدير إلى 30 ألف دولار». في وقت، كشف آخر أنه تلقى قطعة بقيمة 300 ألف دولار.

وتنقل الصحيفة عن أحد الناشطين في بلدة أفاميا الأثرية قوله إن «عمليات التنقيب، وخاصة البحث عن الفسيفساء، تجري على قدم وساق، وقد أصبحت مصدراً نادراً للدخل لأناس فقدوا عملهم جراء الحرب الدائرة».

كما تورد كلامأ لأحد التجار في المجال معلقاً فيه «لا وجود للمشاعر في التجارة»، في وقت تلفت إلى أن الصفقات الأثرية تتزايد تحت سيطرة مسلحي المعارضة.

في المقابل، يعترف رئيس الهيئة السورية للآثار والمتاحف بالمشكلة العميقة، بينما يؤكد أن هيئته كثفت حماية المواقع الأثرية من خلال العمل مع السكان. كما يوجه رسالة إلى دور الجوار بضرورة أن تكون «أقوى وأكثر مناعة إزاء السارقين، وذلك لأجل حماية تراثنا الإنساني».

(«السفير»)

مسلحو المعارضة يغرقون في الصراع على «الغنائم»!

كثيرة كانت التقارير التي تناولت الانقسامات الحادة التي تمزّق صفوف المعارضة المسلّحة، بعد أن باءت الجهود الغربية والعربية لتوحيدها بالفشل. وكلما كانت حدة الصراع تزداد شراسة، كلما كانت هذه الانقسامات تكبر وتتخذ منحى أكثر خطورة مع تمدّد المتطرفين في المشهد العسكري، بالطول والعرض.

لكن هناك ظاهرة جديدة، أو أقله مستفحلة، تهدّد حسب المراقبين بجرّ الصراع إلى منحى مختلف وبتدمير الوحدة بين قوات المعارضة تدميرا نهائيا: أعمال نهب وسلب وصراعات على الغنائم وشراء ولاءات، مظاهر تطغى على عمليات المسلحين الذين يُفترض أنهم يحملون راية «إسقاط النظام».

وهكذا، وفقاً لتقرير مطوّل نشرته «الغارديان» البريطانية، يغرق المسلحون اليوم في تقاسم الغنائم والصراع على المكاسب المادية، في وقت تشتعل الضغائن في ما بينهم.. أما متاجر حلب ومخازنها فـ«لم يبق واحد منها إلا وتمّ نهبه».

وفي السياق، نقلت الصحيفة عن أحد قادة مجلس حلب العسكري العقيد حسام أحمد قوله إن «العديد من مسلحي المعارضة قُتلوا أثناء الصراع على تقسيم الغنائم»، مضيفاً «لو قُتل هؤلاء أثناء المعركة لكان الأمر عادياً، لكن أن يُقتلوا لسبب مماثل.. إنها كارثة على الثورة».

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الاستيلاء على المركبات الحكومية والأسلحة كان بمثابة عامل حاسم بالنسبة للمعارضة منذ بداية الصراع السوري، إلا أنه وفقا لحسام وقادة آخرين، فإن الحرب السورية اتخذت منحى جديدا يتمثل في «تحول أعمال السلب والنهب إلى أسلوب حياة». مع العلم أن تقسيم «غنائم الحرب» أصبح بمثابة المحرك الرئيسي بالنسبة للعديد من قادة الكتائب التي تسعى لتعزيز نفوذها.

ونسبت الصحيفة إلى قائد آخر في المعارضة، يُدعى «أبو إسماعيل»، قوله «في بداية الحراك السوري كانت قوات المعارضة المسلحة متحدة، أما الآن فقد انقسمت بين تلك التي تحارب في سبيل الثورة وأخرى تقاتل بعضها البعض من أجل تقسيم غنائم الحرب»، موضحا أن عدداً من قوات المعارضة المسلحة تستخدم عمليات السلب للانتقام من أهالي حلب، الذين يعمل معظمهم في التجارة، ولم يدعموا المعارضة منذ بداية الأزمة.

ونقلت الصحيفة عن «أبو إسماعيل» قوله إن العديد من الكتائب المقاتلة التي دخلت إلى حلب صيف هذا العام «جاءت من الريف ومعظم أفرادها فلاحون فقراء حملوا معهم قروناً من الأحقاد تجاه أثرياء المدينة»، موضحاً أن «المعارضين يريدون الانتقام من شعب حلب لأنهم شعروا أنه خانهم».

وفيما أكد أن «المعارضين كانوا مجموعة ثورية موحّدة.. لكنهم مختلفون الآن وهناك فئات موجودة في حلب للنهب وكسب المال فقط، وجماعات أخرى للقتال»، اعترف «أبو إسماعيل» بأن الوحدة التي يقودها «مارست النهب لإطعام مقاتليها، وحصلت على وقود الديزل من مخصّصات مدرسة، وقايضت صفائح الماء بالخبز».

وأشارت «الغارديان» إلى أن الكتيبة التي يقودها «أبو إسماعيل» مرغوب فيها أكثر من الكتائب المسلحة الأخرى بسبب امتلاكها إمدادات الغذاء والوقود، في حين يفقد غيره من القادة الميدانيين مقاتليهم لعدم قدرتهم على إطعامهم ويضطر هؤلاء لتركهم والانضمام إلى مجموعات أخرى، لا سيما إذا فقدت كتيبة ما مموّلها.

وتشير الصحيفة إلى ما قاله أحد القادة الميدانيين عن هجوم شنته إحدى الكتائب على حي الأشرفية الكردي في حلب، لكنه سرعان ما فشل بعد أن نجح هجوم مضاد من النظام، لأن المقاتلين انشغلوا بجمع الغنائم بدل التركيز على القتال.

وتلفت الصحيفة إلى أن هناك العديد من الروايات، عن صراع المكاسب، قادمة من حلب. وعلى سبيل المثال ما يحكيه أحد الصيادلة عن انضمامه إلى أحد مستشفيات المعارضة ثم طرده منها. أما السبب فيرويه قائلاً «عندما سيطر المعارضون على مخزن للدواء باعوه بأكمله، وعندما ذهبت إليهم لأقول إن ليس من حقهم بيع الدواء فيما هناك من يحتاجون إليه، اعتقلوني وهددوني بكسر قدميّ إن عدت ثانية».

(«السفير»)

الإبراهيمي إلى روسيا… ولافروف يحضّ النظام على بدء الحوار ويرفض مطالبة الأسد بالاستقالة

كثفت روسيا الاتصالات الدبلوماسية بهدف التوصل إلى حلّ للأزمة السورية. وينتظر وصول الأخضر الابراهيمي إلى موسكو اليوم، كما دعت رئيس الائتلاف المعارض أحمد الخطيب لزيارتها، إلا أن الأخير رفض

بالتزامن مع وصول موفد جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي إلى موسكو اليوم، حثّت روسيا النظام السوري على تنفيذ دعوته إلى الحوار مع المعارضة، كما دعت رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب إلى زيارتها، إلا أن الأخير رفض الدعوة، معتبراً «تنحي الرئيس السوري شرطاً أساسياً للبدء في أيّ مفاوضات».

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع نظيره المصري محمد كامل عمرو، «شجّعنا فعلياً كما نفعل منذ أشهر القيادة السورية على تنفيذ ما أعلنته عن استعدادها للحوار مع المعارضة».

وكان الوزير الروسي يردّ على سؤال عن اجتماعه، أول من أمس، مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وقال لافروف إنّ موسكو ما زالت ترفض دعم الدعوات التي تطلقها بعض الدول إلى استقالة (الرئيس السوري بشار الأسد)، مؤكداً أنّها مسألة تعود إلى الشعب السوري. وعن زيارة الإبراهيمي، أشار إلى أنّنا «سنلتقيه لتكوين فكرة شاملة، تتضمن وجهات نظر الطرفين» في النزاع الدائر في سوريا. وقال إنّ «على الأسرة الدولية الامتناع عن تحريض هذا الطرف أو ذاك على العنف، أو وضع شروط مسبقة». وأضاف «مع الاحترام الشديد للأسرة الدولية، الشعب السوري هو من يقرر» مستقبل الأسد. ولفت إلى أنّّ «تقويماً واقعياً مفصّلاً للوضع في سوريا، سيدفع الحكماء في المعارضة إلى البحث عن وسائل لبدء حوار سياسي».

في السياق، أعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أنّ «الخارجية» الروسية وجّهت دعوة إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب للمشاركة في مفاوضات بهدف حلّ النزاع السوري. وأوضح أنّ اللقاء يمكن أن يعقد في موسكو أو خارج روسيا، على سبيل المثال في جنيف أو القاهرة. وأضاف «سنستمتع إلى ما سيقوله لنا الأخضر الابراهيمي، وبعد ذلك نتخذ قراراً بخصوص لقاء جديد ثلاثي بين روسيا، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة». وأوضح أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يعقد في كانون الثاني بعد عطلة الأعياد في روسيا. في موازاة ذلك، أشار رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب إلى أنّ «الجرائم التي ترتكب في سوريا تجري بسلاح روسي»، مضيفاً: «لا بدّ لموسكو من إصدار بيان إدانة واضح لتلك الجرائم». وفي حديث تلفزيوني، رأى أنّ «تنحي الرئيس السوري بشار الأسد شرط أساسي للبدء في أي مفاوضات». وقال الخطيب «نحن قلنا على نحو صريح لن نذهب إلى موسكو.. يمكن أن نجتمع في دولة عربية حصراً. يكون هناك جدول أعمال واضح. فإذا كنا لا نمثل الشعب السوري فلماذا يدعوننا؟ وإذا كنا نمثل الشعب السوري فلماذا لا يستجيب، وتصدر روسيا بيان إدانة واضحاً لتوحش النظام، ومطالبة صريحة بتنحي الأسد الذي هو شرط أساسي في أي مفاوضات».

في المقابل، صرّح المتحدث باسم الائتلاف الوطني المعارض، وليد البني، أنّ «الائتلاف جاهز لاجراء مباحثات سياسية مع أيّ أحد، لكن على الأسس التي انطلق بها. وهي أنّه لا حوار ولا مفاوضات مع نظام بشار الأسد… كل شيء يجري بعد رحيل نظام بشار الأسد بكل مرتكزاته، يمكن عندئذ أن نجلس مع السوريين جميعاً، ونحدّد مستقبل سوريا».

من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، جورج صبرا، أنّ «المشكلة الحقيقية مع المجتمع الدولي تكمن في أنه لا يوفر للجيش الحر الوسائل المناسبة للدفاع عن الشعب السوري، رغم تأييد دول أصدقاء سوريا في مؤتمر مراكش حق السوريين في الدفاع عن أنفسهم». ولفت إلى أنّ «الائتلاف الوطني المعارض سيبقى يحاول طرق كل الأبوب، من أجل الدفاع عن الشعب السوري»، مشيراً إلى أنّ «الجيش الحر لن يقصر في ابتداع الوسائل المناسبة للدفاع عن سوريا وشعبها». وأكد أنّ «جميع البنادق في سوريا اليوم وطنية شريفة، وفي الاتجاه الصحيح، ولا يوجد ما يُثبت حتى الآن أن جبهة النصرة قامت بأعمال تصنف بأنها إرهابية، لا داخل سوريا ولا خارجها».

وفي برلين، صرّح ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية أنّ «هناك مؤشرات واضحة على أنّ عملية تآكل النظام السوري مستمرّة، إن لم نقل تتسارع». وكان المتحدث يرد على سؤال طرحه صحافي عن الموقف الروسي.

إلى ذلك، اتهم زعيم «جبهة النصرة» الاسلامية، أبو محمد الجولاني، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بـ«إطالة عمر النظام» عبر اعطاء المهل، وارسال المراقبين والسعي إلى الهدن. وذلك في شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب» على شبكة الانترنت. ورأى أنّ «أميركا تنفّس عن غيظها، وتعبّر عن فشل دورها في المنطقة، وذلك بوضع جبهة النصرة على قائمة الارهاب جزاءً لها على معونتها للشعب السوري». وأشار إلى أنّ القرار الأميركي «يلقى غضباً شعبياً عارماً في الأوساط الاسلامية، وتنهال عليه بيانات الشجب والاستنكار من أكثر من مئة منظمة ومؤسسة وجماعة». ولمّح الجولاني، أكثر من مرة في كلمته، إلى أنّ مرحلة ما بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد ستكون مرحلة حكم «المجاهدين».

في سياق آخر، أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، بعد لقائه رئيس المفوضية الدولية لحقوق الانسان محمد شاهد أمين خان، عن «استحسان سوريا مبادرة المفوضية التي تأخذ بعين الاعتبار الواقع المجتمعي في سوريا، وتنبذ كل الحركات الأصولية المتزمتة الإرهابية». ولفت إلى أنّ «المفوضية ونقابة المحامين السوريين وافقوا على توقيع برتوكول تعاون واعتراف متبادل لمزيد من التعاون الدبلوماسي»، مشيراً إلى أنّه «جرى الاتفاق على أنّ الفريقين سيقومان مع المعارضة الوطنية بالتفاوض للوصول إلى قواسم مشتركة لحلّ الأزمة الحاصلة في سوريا مطلع السنة المقبلة».

(أ ف ب، رويترز، أ ب)

منفى مريح ينتظر الأسد في بلدة روسية وسط غابات الصنوبر

عبدالاله مجيد

                      GMT 12:30 2012 السبت 29 ديسمبر

 ربما ينضم الرئيس السوري بشار الأسد إلى عدد من الزعماء المخلوعين في بلدة بارفيخا الروسية ذات الطبيعة الخلابة وسط غابة من اشجار الصنوبر، ويضغط المجتمع الدولي على روسيا لتنفيذ ذلك.

 ذات يوم قبل اعوام قليلة على انتقال الرئيس القرغيزي السابق عسكر اكاييف الى بلدة بارفيخا الروسية ذات الطبيعة الخلابة وسط غابة من اشجار الصنوبر قرب موسكو ، كان اكاييف يعيش اوقاتا عصيبة. ففي ذلك اليوم كان حشد غاضب يتظاهر خارج قصره ، وسيارة مقلوبة تحترق امامه فيما تسلق محتجون السياج وأخذوا يحطمون نوافذ الطابق الأرضي ويخلعون الأبواب. ثم وصل إشعار من احد المستشارين الأمنيين بأن ساعة الرحيل أزفت.

وقال اكاييف لأحد الصحافيين بعد سقوطه في آذار/مارس 2005 انه غادر بالملابس التي كان يرتديها فقط. وبعد ايام وصل الى هذه البلدة للاقامة في منتجع حكومي منضما الى رهط من الأقران. فان هذه البلدة ذات الفيلات الأنيقة والمتاجر الفاخرة التي أُنشئت حول منتجع اكاييف ، اصبحت موطن “نصف دزينة” أو نحو ذلك من الزعماء المخلوعين وافراد أسرهم.

وتوفر بارفيخا في هدوئها الثلجي ملاذا ممكنا لرئيس النظام السوري بشار الأسد الذي تضغط الحكومات الغربية على روسيا منذ الصيف لتيسير رحيله بمنحه اللجوء فيها.

ورغم ان مقاتلي المعارضة السورية المسلحة يزحفون على دمشق فان الدبلوماسيين الروس نفوا حتى الآن ان موسكو تفكر في منح الأسد ملاذا آمنا في اطار خطة أوسع لحل النزاع. ولكن الروس هرعوا من قبل لانقاذ حكام متحالفين معهم في اللحظة الأخيرة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مارك كاتز استاذ الادارة الحكومية والسياسة في جامعة جورج مايسون الاميركية قوله “ان لدى الروس خبرة في إخراج رؤساء الدول قبل لحظات على فوات الأوان ، ولعلهم يحاولون الإشارة الى الأسد بأن هناك عرضا متاحا ولكن نافذة الفرصة لن تبقى مفتوحة زمنا طويلا”.

ويلفت مراقبون الى ان رحيل حكام حزموا حقائبهم على جناح السرعة واستقلوا طائرات الى هذه البلدة هربا من حشود المتظاهرين في الشوارع أو لعلعة الرصاص المقتربة من قصورهم ، أسفر عن حل نزاعات في يوغسلافيا السابقة وجورجيا وقرغيزيا وبلدان اخرى. ويضيف هؤلاء المراقبون ان روسيا تقترب من الموافقة على تسوية تشتمل على رحيل الأسد ، إذا لم يفت الأوان في هذه المرحلة من النزاع حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق من العاصمة ويطلقون قذائف الهاون على القصر الرئاسي في حي المهاجرين وسط دمشق.

في غضون ذلك، اتفق المبعوث الدولي الخاص الى سوريا الأخضر الابراهيمي ودبلوماسيون روس على احياء مبادرة تعثرت الصيف الماضي بعد اصرار الروس على ألا تتضمن استبعاد الأسد عن القيام بدور في أي حكومة انتقالية. ولا يُعرف ما إذا كان الروس سيتراجعون عن إصرارهم السابق وما إذا كان الأسد سيهبط بطائرة في هذه البلدة.

ورغم ان الزعماء المنفيين لا يعيشون كلهم في قصور ريفية منيفة في بارفيخا فان العديد منهم يعيشون حياة مترفة. وتؤكد تقارير عديدة ان حياة هادئة ممتازة تتوفر في بارفيخا لأفراد النخب التي قادت أنظمة كانت قبل سقوطها متحالفة مع الاتحاد السوفيتي السابق أو روسيا. وشهدت البلدة افتتاح متاجر للسلع الفاخرة تبيع منتجات غوتشي ورالف لوران وازياء دولتشي اند غابانا التي قد تلبي رغبات اسماء الأسد المعروفة بأناقة ملبسها.

وقال بوريسلاف ميلوشيفيتش شقيق سلوبودان ميلوشيفيتش الزعيم الصربي السابق الذي توفي عام 2006 اثناء محاكمته بارتكاب جرائم حرب ، ان افراد العائلة الذين استقروا في بارفيخا يعيشون حياة كريمة منذ اختفاء النزاع اليوغسلافي عن الأنباء. وتعيش ميريانا ماركوفيتش ارملة الزعيم الصربي السابق في فيلا ونجلها ماركو ميلوشيفيتش في فيلا أخرى منفصلة. وتحدث بوريسلاف ميلوشيفيتش في اتصال هاتفي مع صحيفة نيويورك تايمز عن تسعة اعوام من حياة ماركوفيتش في المنفى قائلا انها حياة “اعتيادية” تماما في نمطها اليومي مؤكدا مجيء اشخاص من صربيا لزيارتها. واضاف “انها تستقبل ضيوفا باستمرار وتعيش حياة محترمة طبيعية”.

وتعكف ماركوفيتش على تأليف كتاب يضم المقابلات الصحافية التي أُجريت مع زوجها في حين ان نجلها متزوج من روسية انجبت له ابنة.

وأكد بوريسلاف ميلوشيفيتش ان سكان الحي لن يعترضوا على انتقال الأسد وافراد عائلته الى بارفيخا. وقال ان القبول بمجيء اسماء الأسد واطفالها بصفة خاصة سيكون “التفاتة انسانية”.

في غضون ذلك امتنعت ماركوفيتش عن استقبال صحافي لإجراء مقابلة معها عندما طُرح عليها المقترح في اتصال هاتفي. ولم يتسن العثور على رقم هاتف اكاييف الذي انتقل للاقامة في بارفيخا هربا من الاحتجاجات في بلده قرغيزيا عام 2005. ولكن البائعة انا شكودا التي تعمل في معرض لبيع سيارات بنتلي قالت إنها ترى حيدر نجل اكاييف باستمرار في البلدة. وباع المعرض سيارة بنتلي موديل فلاينغ سبار الى العائلة بعد عام أو نحو ذلك على انتقالها الى البلدة. وقالت شكودا ان عائلة الرئيس القرغيزي المخلوع “كانت تملك مالا أكثر بكثير يوم وصولها”.

وتنعزل بارفيخا التي يسكنها في الغالب اثرياء روس حديثو النعمة عن موسكو بزحمة الشوارع ولكنها عدا ذلك بديل لطيف عن نجومية المثول امام محكمة صورية أو القتل في عملية اعدام جماعية على طريق ترابية.

وتضم البلدة طرقا ريفية ضيقة تخترق غابة من اشجار الصنوبر حيث يختفي كل بيت وراء سور عال وتراقب عدسات التلفزيون ذو الدائرة المغلقة المارة من زوايا مختلفة.

وبعد خمس سنوات على خلع اكاييف لاقى خلفه كورمان بيك باكييف مصيرا مماثلا في انتفاضة شعبية عندما اقتحم محتجون القصر الرئاسي. ولكنه هرب الى بيلاروسيا متفاديا الاحراج الذي يمكن ان يسببه تحول حاكمين احدهما اسقط الآخر الى جارين في حي واحد.

وكانت سمعة موسكو بوصفها مدينة ذات احضان مفتوحة لمن يسقط من الحكام المستبدين تعززت عام 2004 عندما وضع عمدتها وقتذاك يوري لوجكوف طائرته الخاصة تحت تصرف اصلان اباشيدزة زعيم مقاطعة اجاريا الانفصالية في جورجيا للهروب بها قبل ان تدخل القوات الحكومية عاصمته باتومي. وتردد ان اباشيدزة يعيش الآن في بارفيخا.

ولكن الحكام الذين لاذوا بموسكو لم يعيشوا كلهم حياة هادئة في منفاها. فان زعيم المانيا الشرقية اريك هونيكر وزوجته مارغوت هربا الى موسكو من قاعدة جوية سوفيتية في المانيا. واقام الاثنان في السفارة التشيلية ولكن الرئيس بوريس يلتسن اعادهما الى المانيا. وهرب زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان من سوريا الى موسكو عام 1998 ولكن روسيا رفضت استقباله ووضعته على طائرة الى افريقيا حيث وقع في قبضة اعدائه الاتراك الذين سجنوه في جزيرة منذ ذلك الحين.

ويرى مراقبون انه لم يبق متسع من الوقت لعائلة الأسد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل ايام ان روسيا لا تريد التوسط بشأن لجوء الأسد الى بلد ثالث. واكد ان دولا في المنطقة اقترحت على روسيا ان تنقل الى الأسد انها مستعدة لاستقباله. واضاف لافروف “إذا كان هؤلاء يرغبون في تقديم ضمانات اليه فليتفضلوا”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782931.html

الإبراهيمي مخيرا الأسد.. الجحيم أم الدبلوماسية؟

أ. ف. ب.

وصل الموفد الدولي للجامعة العربية لسوريا إلى موسكو اليوم للبحث في حلول للأزمة السورية المستمرة، وعبر وزير الخارجية الروسي عن تفاؤله بايجاد حل سياسي.

موسكو: اعلنت روسيا، القوة العظمى الوحيدة التي تقيم علاقات وثيقة مع النظام السوري، السبت ان الرئيس بشار الاسد يصرّ على البقاء في الحكم “حتى النهاية” ومن المتعذر إقناعه بغير ذلك.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ان “الاسد قال مرارا انه لا ينوي الذهاب الى أي مكان، وانه سيبقى في منصبه حتى النهاية … وليس ممكنا تغيير هذا الموقف”.

وصرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي السبت ان روسيا تعتبر ان الحل السياسي لتسوية الازمة في سوريا ما زال ممكنا.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع الابراهيمي في موسكو “نحن مجمعون على القول إن فرص التوصل الى حل سياسي ما زالت متوفرة”.

أما الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي فحذر السبت في موسكو من أن سوريا تواجه في الوقت الراهن خيارا “بين الجحيم والحل السياسي”.

وقال الابراهيمي “اذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، يتعين علينا جميعا ان نعمل بلا كلل من أجل حل سياسي”.

وكان موفد الجامعة العربية والامم المتحدة لسوريا الاخضر الابراهيمي وصل الى موسكو اليوم السبت لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تسعى بلاده الى تسوية للازمة السورية بينما رفضت المعارضة التفاوض.

وسبق لوزير الخارجية الروسي أن صرح في مؤتمر صحافي الجمعة ان بلاده تريد من اللقاء مع الابراهيمي “تكوين فكرة شاملة، تتضمن وجهات نظر الطرفين” في النزاع الدائر في سوريا.

وحثت روسيا النظام السوري الجمعة على الحوار مع المعارضة، كما دعت رئيس الائتلاف السوري المعارض لزيارة موسكو، الأمر الذي رفضه الأخير داعيا روسيا الى الاعتذار عن مواقفها الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وفوجئت روسيا بموقف المعارضة السورية برفض دعوتها الى الحوار.

وقالت تصريحات من موسكو ان الرئيس السوري بشار الاسد مصرّ على البقاء في السلطة ولا يمكن اقناعه بغير ذلك.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782941.html

 214 قتيلا والميغ تقصف ريف دمشق

                                            أفادت لجان التنسيق المحلية بأن 214 شخصا قتلوا اليوم بسوريا على يد الجيش النظامي، معظمهم في حمص ودمشق وريفها وحلب، فيما كثف الطيران الحربي قصف عدة مناطق، خاصة منها المناطق الشرقية والغربية من ريف دمشق.

وبث ناشطون صوراً تظهر انتشال الأهالي في دوما بريف دمشق لجثث ذويهم إثر قصف قوات النظام للمدينة بمقاتلات الميغ. وكانت شبكة شام قد ذكرت أن قوات النظام شنت منذ ساعات الفجر الأولى عدة غارات بالطائرات الحربية، وألقت براميل متفجرة على المدينة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير منازل بأكملها.

كما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ ومقاتلات الميغ مدن وبلدات حوش عرب والمليحة ومسرابا ومدينة الزبداني ومعضمية الشام.

وفي ريف حماة، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدات اللطامنة وكفر زيتا ومورك وحلفايا بريف حماة.

قصف كرناز

كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط عشرة قتلى وعدة جرحى جراء غارة جوية شنتها مقاتلات الميغ على بلدة كرناز بريف حماة، كما أدت الغارات إلى تهدُّم عدد كبير من المنازل.

وفي ريف حلب، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام قصفت بالمقاتلات مدينة تل رفعت، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح عشرات آخرين، فضلا عن هدم منازل عدة. كما شنت الطائرات غارات جوية على مدينة إعزاز موقعة قتلى وجرحى.

من جانب آخر، قال الناشطون إن القصف المدفعي والجوي طال عدة مدن وبلدات بحمص والبوكمال. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات النظام استهدفت حي الخالدية بمدينة حمص، كما سمع دوي انفجارات شديدة بالحي.

كما تحاصر عشرات الآليات العسكرية بلدة بصر الحرير بمحافظة درعا تمهيدا لاقتحامها، بعد أن سيطر عليها مقاتلو الجيش الحر إثر اشتباكات عنيفة استمرت 48 ساعة، وأسفرت عن مقتل 10 عناصر من الحر و12 من القوات النظامية.

وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام، وكتائب أخرى بمحيط معسكر وادي الضيف وعين قريع وحاجز الحامدية، كما تسمع أصوات انفجارات شديدة بمحيط حاجز للقوات النظامية بمنطقة حيش، تترافق مع اشتباكات عنيفة وقصف من قبل قوات النظام على قرى التح وبابولين وتلمنس.

وتأتي أحداث اليوم بعد جمعة سقط فيها نحو 140 شخصا برصاص النظام، معظمهم في حلب وحمص ودمشق وريفها، وشهدت مناطق مختلفة في سوريا مظاهرات مناوئة للنظام تحت عنوان “جمعة خبز الدم”.

الإبراهيمي: الحل السياسي أو الجحيم

لافروف: الصراع بسوريا يتجه للطائفية

                                            قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تأمل بدء مرحلة جديدة من الحوار بين النظام السوري والمعارضة لوقف إطلاق النار هناك، وأعرب عن تخوفه من اتجاه الصراع هناك للطائفية، في حين اعتبر الأخضر الإبراهيمي أن البديل عن الحل السياسي هو الجحيم.

وأضاف لافروف -في مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي بالعاصمة الروسية موسكو- أنه من غير المجدي اشتراط رحيل الأسد قبل بدء الحوار لأن ذلك معناه سقوط المزيد من الضحايا، محذرا من أن الصراع في سوريا بدأ يتخذ طابعا طائفيا.

وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب اشترط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد للدخول في مفاوضات دعته إليها روسيا أمس الجمعة.

وقال الخطيب -في تصريحات للجزيرة- إنه جاهز للحوار، لكنه لن يذهب إلى موسكو التي طالبها بإدانة واضحة للنظام السوري وإعلان جدول أعمال واضح للحوار، وشدد على أن تنحي الأسد هو شرط أساسي في المفاوضات.

وقال الوزير الروسي -في المؤتمر الصحفي- إنه “فوجئ” برفض الخطيب دعوته للحوار، داعيا إلى إشراك دول من المنطقة مثل السعودية وإيران في مجموعة العمل الدولية المعنية بالأزمة في سوريا، مشددا على ضرورة العمل من أجل الاستقرار في سوريا والمنطقة، وحذر من أن التخلي عن “الأسس التي تم اعتمادها” قد يفاقم الوضع.

وأضاف أن هناك دولا أخرى تدعم قوى المعارضة السورية على الأرض بالأسلحة، نافيا أن تكون بلاده تفعل ذلك مع النظام، ورفض التعليق على اتهامات المعارضة السورية لروسيا بأنها تدعم نظام الأسد.

وحول رفض رئيس ائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب زيارة موسكو التي دعته للحوار، قال لافروف إنه “حين تم تشكيل هذا الائتلاف المعارض لفت انتباهنا أن أساس هذا الائتلاف هو إسقاط النظام ومؤسساته، وهذا يخالف ما اتفقنا عليه في جنيف، ولذلك فهو يرفض الحوار ويشترط رحيل الأسد، وهو ما نعتبره طريقا مسدودا”.

وأوضح أن بلاده تحاول عبور هذه المرحلة بمساعدة الولايات المتحدة والدول ذات العلاقة في المنطقة، وطالب جميع اللاعبين الخارجيين المؤثرين على أطراف النزاع بإرسال إشارات متساوية لجميع الأطراف من أجل وقف العنف، بدلا من تقديم شروط مسبقة.

عواقب وخيمة

من جهته، حث الأخضر الإبراهيمي جميع الأطراف على التصرف بمسؤولية داخل سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هناك رغبة في مساعدة السوريين في التوقف عن سفك المزيد من الدماء والقتل.

وقال الإبراهيمي إن البديل هو عملية سياسية فعلية وحقيقية يقودها الشعب السوري، محذرا من أن البديل عن العملية السياسية هو “الجحيم”، وأضاف “إذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، فيتعين علينا جميعا أن نعمل بلا كلل من أجل حل سياسي”.

وحذر المبعوث العربي والدولي إلى سوريا من تطور واستمرار القتال الدائر حاليا حول العاصمة السورية دمشق بشكل خطير، إذ قد يؤدي هذا إلى فرار ملايين من المقيمين في العاصمة، موضحا أن أمامهم في هذه الحالة وجهتان فقط، إما لبنان أو الأردن وكلا البلدين لا يستطيعان دعم واستيعاب هذا العدد من الأشخاص الذي يقدر بخمسة ملايين شخص.

وردا على سؤال حول إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا، قال الإبراهيمي إن مثل هذه القوات لا يمكن أن توجد بدون قرار من مجلس الأمن الدولي، مما يعني ضرورة موافقة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وكذلك موافقة سوريا (حكومة ومعارضة)، وإلا فسيتم التعامل مع القوات على أنها جيش أجنبي.

وتقول روسيا إنها تؤيد جهود الإبراهيمي الذي يروج لخطة سلام طرحت قبل شهور تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. ومنذ فترة طويلة تعد خطة الأمم المتحدة هذه مجرد حبر على ورق، بعد أن انهارت في البداية بسبب مسألة ما إذا كانت الحكومة الانتقالية ستضم الأسد أو حلفاءه.

رسالة من رشا الأخرس إلى أسماء الأسد: يا من كنت ابنة عمي

سخرت من تجاهلها للمذابح.. وحذرتها من مصير مظلم عقب انتصار الثورة

العربية.نت

تحت عنوان “يا من كنت ابنة عمي”، نشرت صفحة “شبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة”، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، رسالة بليغة ومؤثرة أرسلتها رشا الأخرس إلى ابنة عمها أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد، تبشرها بانتصار الثورة، وتطالبها بالإحساس بمعاناة أطفال سوريا، وخاصة حمص مسقط رأسها، وتدعوها للشعور بمعاناة كل أم سورية فقدت طفلها في مذابح الأسد.

وانتقدت رشا الأخرس سياسة الصمت المطبق التي تمارسها ابنة عمها حول مذبحة حلفايا، ومعاناة أهل سوريا بسبب عدم حصولهم على الخبز، وسألتها: “هل تأكدت من أن أطفالك تناولوا فطورهم كالمعتاد؟ أم أنك شعرت بالعجز لأنك لم تجدي ما يسد رمقهم، ولو لقمة خبز”.

وتابعت: “ألم تسمعي بمجزرة حلفايا؟ أظن أنك كنت مشغولة بالترتيب لحفلة الميلاد، ولم تعرفي أن أهل حمص باتوا لاجئين ومشردين ونازحين”.

وقالت: “سيأتي يوم وستنتصر فيه الثورة السورية، وسينتقم الله منك، ولن أغضب وقتها مما سيجري لك لأن دمك لم يعد يعنيني”.

نص الرسالة

يا من كنتِ ابنة عمي، أرجو أن تجمعي أطفالك حولك ثم تبدئي بقراءة سطوري.

انظري جيداً في عيني ابنك، هل رأيت فيهما طفلاً جعل من الأرض الباردة حذاء له؟ وآخر يعانق رغيف الخبز وكأنه عثر على كنز بعد رحلة شاقة؟ وثالثا مقطع الأوصال ورغم ألمه الابتسامة لا تفارق وجهه؟ ورابعا يحتضن أمه الشهيدة ظناً منه أنها ستعود إليه إن شعرت بحرقة دموعه؟ أنا متأكدة من أنك لم تشاهدي أي شيء فكل ما تشاهدينه هو عين زرقاء ورثها عن أبيه.

تلمسي رأس ابنتك جيداً هل ما زالت مكانها؟ ما شعورك إن جاؤوكِ بها منفصلة عن جسدها؟ تخيلي فقط ثم أجيبيني.

هل تأكدت من أن أطفالك تناولوا فطورهم كالمعتاد، أم أنك شعرت بالعجز لأنك لم تجدي ما يسد رمقهم، ولو لقمة خبز!!

ألم تسمعي بمجزرة حلفايا، أظن أنك كنت مشغولة بالترتيب لحفلة الميلاد.

نسيت أن أخبرك يا ابنة الزوات أن حبيبتي حمص تدمرت، صحيح ولما تهتمي، لم يربطك بها شيء، لم ترسمي يوماً خطوطاً على رصيفها لتلعبي (الحيز) مع أولاد الحارة، ولم توصلي يوما (سكبة الأكل) للجيران، ولم تتمشي في شوارعها أثناء مراهقتك ويسمعك أحدهم (تلطيشة) لترضي غرورك، ولم تعيشي أول قصة حب فيها.

هل زرت يوماً السوق المسقوف، وشممت تلك الرائحة العجيبة التي تذكرك بمن مروا به من آلاف السنين، لقد تدمر كل شيء.

هل وصلك خبر أن الحماصنة الآن مشردون بين نازح ولاجئ وشهيد. يا لغبائي نسيت أنك لا تحبين سماع الأخبار الحزينة، فقلبك الرقيق لا يحتمل.

وهلا خلصت فزلكة بالفصحى، وبدي أحكي معك جوز كلام بالعامية، ثورتنا رح تنتصر، ويكون بعلمك أنت مسؤولة قدامنا وقدام ربنا على كل شي صار بالبلد، وربنا رح ينتقم منك ومن كل ظالم، ووقتها بحب خبرك أني ما رح أزعل أبداً لأنو دمك ما بقى يعنيني… وإذا بقدر غيّر دمي ما رح قصّر أبدا.

مسؤولون أمريكيون: الأسد يعيش في عزلة وخوف تام

اختصر في ظهوره الإعلامي لاسيما المباشر واقتصر تواصله على الحلقة الضيقة

العربية.نت

يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد يملك إلا القليل المتبقي من تلك الصورة القوية التي رسمها لنفسه، فالرجل بات يعيش “حالة من العزلة التامة والخوف”، لاسيما بعد أن حصر تحركاته إلى حدها الأدنى وقلّص دائرة الأشخاص الذين يتعاطى معهم.

على الأقل هذا ما أوردته صحيفة “واشنطن بوست” في عددها الصادر اليوم، لافتة إلى أن “التقارير عن الظروف داخل النظام السوري في الأيام الأخيرة” تعكس انطباعاً عن أن الأسد بات معزولاً وخائفاً، وأنه يتفادى الظهور الإعلامي خاصة المباشر والمقابلات التلفزيونية. ونقلت عن مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين قولهم إن الأسد “بعيد من الأنظار ويحصر تواصله مع دائرة صغيرة من العائلة والمستشارين الذين يثق بهم”. وأضافت أنه “يركز على أمنه الشخصي”.

مراقبة وجباته خوفاً من الاغتيال

ولفتت الصحيفة إلى أن الأسد “عزز حمايته الأمنية وبات يتنقل بين غرف نوم مختلفة كل ليلة وزاد الرقابة على طهي وجباته لتفادي أي عمليات اغتيال”. كما نقلت عن “مسؤولين استخباراتيين شرق أوسطيين رووا تقارير عن منشقين لم تثبت صحتها بأن الأسد توقف عن الذهاب الى الخارج خلال النهار خوفا من تعرضه لإطلاق نار من قناص أو نيران أخرى”.

واقع الأرض قد يحسم الأمور بسرعة

وقال مسؤول استخباراتي شرق أوسطي إن “تحركات الأسد تعكس حالة من الخوف المستمر”، فيما أفاد مسؤول في الأمم المتحدة أن “الأمور تسير بسرعة كبيرة.. والحوادث على الأرض قد تحسم الأمور قبل مجلس الأمن أو العواصم”.

إلا أن مسؤولين أمريكيين رفضوا البحث في الظروف داخل دائرة الأسد وأكد أحدهم “أن الأسد قد يكون ما زال يعتقد أن سوريا له، إنما الضغط النفسي جراء مواجهة خصم لديه إصرار وموارد بدأ يتضح على الأرض”، ورأى المسؤول أن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقوله إن مصير الأسد لا يهم موسكو “كان له أثر كبير” في دمشق.

وفي الوقت نفسه، حذر المسؤول الأمريكي من “المبالغة في قراءة نقاط ضعف النظام السوري”، مشيرا الى أن “قلب النظام مثل البندق الصلب ولم يتشقق بعد… ومن الصعب القول متى ستأتي نقطة الانهيار”، لأن الأسد “لا يبدو من النوع الذي ينسحب ويهرب”.

اشتباكات عنيفة في اليرموك بين الحر وقوات النظام

الأمم المتحدة تعلن عن اجتماع في الكويت لجمع المساعدات الإنسانية

دبي – العربية

أفادت لجان التنسيق السورية بمقتل 140 شخصاً أمس بنيران قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها وحلب، في آخر التطورات الميدانية.

كما أعلن تجمع أحرار حوران أن قوات النظام السوري قصفت المستشفى الوطني في مدينة طفس.

من جهته تحدث المركز الإعلامي عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد في مخيم اليرموك بدمشق.

وأفاد ناشطون بانفجار سيارتين مفخختين في مخيم اليرموك، مما أدى إلى سقوط قتلى ودمار هائل في منطقة ساحة الريجة مسرح أحد التفجيرين.

في هذه الأثناء أوردت شبكة شام أن الجيش الحر تمكن من تحرير مدينة بصر الحرير بريف درعا، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام انتهت بسيطرة الجيش الحر على الحواجز العسكرية المتواجدة في المدينة ودحر قوات النظام التي كانت تحاول اقتحامها.

اجتماع في الكويت لجمع المساعدات الإنسانية

من جهة أخرى، أعلن مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الأمين العام بان كي مون سيرأس في 30 من يناير/كانون الثاني المقبل في الكويت اجتماعاً للجهات المانحة لسوريا لجمع مزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين.

وأشار المتحدث إلى أن هذا المؤتمر الدولي سيشكل المناسبة المنتظرة للبحث في نقص التمويل للمساعدات الإنسانية في سوريا.

تجدر الاشارة الى أن الأمم المتحدة ذكرت أن وكالاتها بحاجة الى مليار ونصف المليار دولار لتوفير التمويل الكافي حتى يونيو/حزيران المقبل لمساعدة ما يصل إلى مليون لاجئ سوري و4 ملايين متضرر من النزاع ولم يغادروا بلدهم.

2500 ضابط سوري يقبعون في “السجن الأحمر” بصيدنايا

الملازم أول المنشق معن خضر يكشف لـ”العربية” يوميات العذاب في أبشع سجون الأسد

دبي-قناة العربية

كشف ضابط سوري منشق، قبع في سجن صيدنايا سيئ السمعة عن وجود 2500 ضابط من رتب مختلفة، زجّ بهم نظام الأسد هناك منذ ما يزيد عن عام.

وقال الملازم أول المنشق، معن خضر، في مقابلة مع قناة “العربية” إن “2500 ضابط سوري مسجونون بالسجن الأحمر بصيدنايا، بينهم ضابط اسمه حسين هرموش، وقد سمعت اسمه بالصدفة الصيف الماضي”.

وأضاف خضر “بحدود علمي لا يوجد جيش بالعالم يسجن هذا العدد – 2500 ضابط – خلال سنة واحدة، من رتبة عميد لعقيد، وضباط من الكلية الحربية، وضباط من الفرقتين التاسعة والسابعة. وعندما يسأل العالم أين الجيش السوري نقول لهم إنهم موجودون بالسجون”.

وبخصوص المحاكمة العسكرية، فهي محاكمة صورية وسرية، عبارة عن جلسة واحدة، وتنتهي بأحكام ثقيلة. واللافت للانتباه، حسب معن خضر، أن السجانين هم من فئة العسكريين المجندين صغار السن، ما بين 18 و20 سنة، تعرضوا لغسيل مخ شديد، لتعذيبنا.

وفي حديثه لقناة “العربية” اعترف معن خضر بأنه “لم يتخلص بعد من خوفه، بسبب بقاء 5 آلاف إلى 6 آلاف سجين يعانون هناك، وكشف أن زملاءه بالسجن طالبوه بنقل هذه الرسالة للعالم أجمع”.

وبشأن طريقة خروجه من السجن، قال معن خضر: “أنا خرجت بعفو رئاسي في 26 -10-2012 وبعد ذلك انشققت عن الجيش السوري، ثم توجهت بعدها إلى مدينة “الأبيض” ولاحقاً دخلت التراب التركي، وتهمتي كانت التنسيق مع 15 ضابطاً بكلية الإشارة بحمص، لنقل أخبار الثورة عبر برنامج “سكاي بي” لعناصر الجيش السوري الحر، حتى يكون الجيش على اطلاع بما يجري حوله”.

أما فيما يتعلق بأقسى مظاهر التعذيب التي آلمت معن خضر، فهو السباب والشتيمة المستمرة، حيث يقول “مرة تم تعذيب أحد السجناء وتم شتم أخته بقسوة وطلب منه السجّان تكرار كلمات بذيئة في حق أخته، مقابل أن يسمح له بحق الزيارة العائلية داخل السجن. وكذلك التعذيب بالكهرباء، حيث يقول معن “لدينا زميل سجين تم إدخاله إلى “المنفردة” وتم تعذيبه لأربع ساعات بالدولاب وبالكهرباء. وهناك كثيرون فقدوا السمع أو البصر أو أعضاء بالجسم بسبب هذا التعذيب”

ومدير السجن الأحمر، وهو طلعت محفوظ، مشهود له بالإجرام، حيث كان في سجن تدمر ثم جلبوه إلى سجن صيدنايا، وهو يشرف على “التفنن الدائم” في اختراع أساليب التعذيب.

وقد تم تخصيص هذا السجن منذ 20-10 -2011 لاستقبال العسكريين المنشقين والمسلحين من المدنيين الذين رفعوا السلاح في وجه ظلم نظام الأسد.

صيدنايا: تعذيب على مدار الساعة

وتعكس قصة الملازم أول المنشق، معن خضر، رحلة أنين واعتقال دامت عاماً في أقبية صيدنايا المعتمة بداخل “السجن الأحمر” في سوريا قبل أن ينتقل إلى فسحة الحرية في اسطنبول، مجبراً على ارتداء بزته العسكرية بشكل مقلوب، نكاية في إذلاله، وأسيرا لصوت سجان يأذن بساعة الأكل والنوم والدخول إلى الحمام.

وفي يوميات معن خضر بالجسن: وحينما تدق الساعة الخامسة صباحاً يصدح صوت السجان عالياً، في سجن صيدنايا الشهير، والذي يعج بثمانية آلاف سجين. وهنا يفتح الملازم أول معن خضر ليواجه اللحظات الأولى من يوم جديد مليء بالخوف والترقب، حيث يمضي عقوبة التحريض على الانشقاق والتنسيق مع المنشقين.

يبدأ معن وزملاؤه العشرون الذين يشاركونه الزنزانة الباردة والمعتمة، بالجلوس على الأرضية العارية، مسندين ظهورهم إلى الفراغ، ويفرض قانون السجن أن يلبس السجناء بزاتهم العسكرية مقلوبة، للإمعان في إذلالهم.

ويجلس السجناء على هذه الوضعية ساعات وساعات، حيث يمنع عنهم تغيير وضعية الجلوس والاستناد لشيء ما وكذلك ممنوع الكلام إلا همساً، ولا تسمح إلا حركة واحدة تخص التوجه إلى الحمام.

وبحلول الثامنة صباحاً، موعد أول وآخر وجبة في اليوم، وقبل الأكل هناك طقوس يفرضها السجان عليهم، حيث يجبرون على الانبطاح أرضاً ووجوهم إلى الأرض، ولا يسمح لهم لا بالنظر إليه ولا بالكلام معه، وهو من جهته يسمعهم “ما طاب” له من الكلام السيء. أما الوجبة فهي في الغالب خبز يابس أو يغطيه بعض العفن، وبضع ملاعق من الأرز وبيضة لكل واحد منهم، وأحياناً القليل من اللحم أو الفواكه.

وبعد الوجبة يحين موعد العودة إلى العقوبة السابقة لساعات وساعات، لا ينفع معها سوى التفكير في الحالة التي يوجدون عليها هم وأهلهم خارج السجن يحاربون قوات الأسد.

وفي مسلسل التعذيب بالسجن الأحمر يقول معن خضر، إنه يبدأ بمجرد ارتفاع صوت أحدنا بالحديث مع زميله، وهنا يتم أخذ السجين إلى الحبس الانفرادي لتعذيبه بالكهرباء أو ما يعرف بـ”الدولاب”، وهو تعذيب دوري مرة أو مرتين في الشهر، يقع على السجين ضرب مبرح تظهر آثاره على الظهر ومختلف مناطق الجسم.

ولا تنتهي هذه الدوامة إلا بحلول الساعة التاسعة ليلا، عندما يعلن السجان الدخول للخلود إلى النوم من يوم مليء بالكوابيس في عز النهار.

هي إذن أيام عاشها معن خضر طوال 11 شهرا كغيره من آلاف السجناء هنا في “السجن الأحمر” بصيدنايا.

سوريا.. 383 قتيلا بينهم 227 بمجزرة دير بعلبة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد القتلى في سوريا، السبت، إلى 383 شخصا، بينهم 227 قتلوا في ما وصفه ناشطون بأنه “مجزرة” وقعت في حي دير بعلبة في مدينة حمص حيث قتل أيضا عدد من الأشخاص في حي البياضة جراء استخدام الجيش السوري غازات سامة، حسب ما أفاد ناشطون في المعارضة.

وقال متحدث باسم شبكة شام لـ”سكاي نيوز عربية” إنه “عثر في مبنى مدرسي في دير بعلبة على أكثر من 150 قتيلا ذبحوا وأحرقت جثامينهم من قبل قوات النظام السوري”.

وأوضح أن أعمال القتل وقعت إثر انسحاب مقاتلي “الجيش الحر” من الحي بعد نفاذ ذخيرتهم. وأشار المتحدث إلى أن عدد الضحايا قابل للزيادة لعدم انسحاب قوات الجيش السوري من المنطقة حتى الآن.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر في وقت سابق أن الجيش السوري سيطر على حي دير بعلبة المحاصر في مدينة حمص التي تشهد أزمة إنسانية خطيرة بسبب المعارك.

وقال المرصد إن “القوات النظامية سيطرت على دير بعلبة بمدينة حمص بعد انسحاب مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة من الحي على إثر عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية استمرت لعدة أيام”. وأضاف المرصد أن العملية “رافقها قصف عنيف واشتباكات متواصلة ومحاولات اقتحام متعددة وسط حصار للحي”.

وتابع أن “الحي يعيش ظروفا إنسانية مزرية ووردت أنباء عن سقوط شهداء وجرحى لم يتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقها بسبب صعوبة التواصل مع نشطاء الحي”.

من جهة أخرى اقتحم مقاتلون من كتائب سورية عدة تجمعا كبيرا للقوات النظامية السورية جنوب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية شمال غربي سوريا.

وقال المرصد السوري في بيان “اقتحم مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أخرى معسكر الحامدية للقوات النظامية، وتدور الآن اشتباكات عنيفة مع عناصر المعسكر تترافق مع أصوات انفجارات شديدة”. وأشار إلى انشقاق دبابة مع كامل عناصرها من المركز الذي يضم عددا من الدبابات والعناصر.

في الوقت نفسه، استهدف مقاتلون معارضون معسكر وادي الضيف بالقذائف، وقد أصابت إحداها دبابة، ما أسفر عن احتراقها، بحسب المرصد.

وبدأ الهجوم على وادي الضيف والحامدية منذ أيام، ويقول مقاتلون وناشطون إن مقاتلي المعارضة مصممون هذه المرة على الاستيلاء عليه. ونفذت طائرات حربية غارة جوية على محيط وادي الضيف، في محاولة لوقف تقدم المجموعات المقاتلة.

وأوضح مقاتلون معارضون على الأرض أن جبهة النصرة الإسلامية “تقود الهجوم على وادي الضيف”، مشيرين إلى إطلاق اسم “البنيان المرصوص” على العملية.

واستولى مقاتلو المعارضة في التاسع من أكتوبر على مدينة معرة النعمان القريبة من وادي الضيف والواقعة على طريق دمشق حلب، ما أعاق الإمدادات بالذخيرة والتموين إلى حلب (شمال). ومنذ ذلك الحين، تحاول القوات النظامية أعادة فتح الطريق، فيما تحاول المعارضة استكمال السيطرة على معسكر وادي الضيف.

من ناحية ثانية، بث ناشطون سوريون معارضون شريطا مصورا على الإنترنت يظهر انشقاق العميد إبراهيم المحمد الخليفة معاون قائد شرطة حماة، وانضمامه للمعارضة.

الإبراهيمي يحذر من “تدويل الأزمة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حذر المبعوث الدولي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من “تدويل الأزمة السورية”، مشددا على أن ذلك “ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها”.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة موسكو السبت، إن الصراع “يزداد عرقية وطائفية”، مشيرا إلى أن حل الأزمة السورية حاليا “أمر بالغ الصعوبة”، وأن “تغيير السلطة الآن لن يؤدي إلى تحسن الأوضاع هناك”.

وأوضح المبعوث أنه بات من الصعب على الدول المجاورة لسوريا استضافة المزيد من اللاجئين، مع استمرار القتال بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة في أنحاء متفرقة من سوريا.

وألمح الإبراهيمي إلى إمكانية اللجوء إلى قوات حفظ سلام في سوريا في حال وافق مجلس الأمن الدولي على ذلك، ومن جهته وافق لافروف على ذلك “شريطة موافقة طرفي النزاع على وقف القتال”.

وقال لافروف إن “الحل التفاوضي في سوريا مازال ممكنا”، مشددا على أن بلاده لا تدعم طرفا ضد آخر في الأزمة السورية.

وتابع وزير الخارجية الروسي: “نتصل بجميع الأطراف في سوريا. أولويتنا تتمثل بوقف العنف وبدء العملية السياسية ونركز على اتفاقية جنيف لحل الأزمة”.

وقال لافروف إن “الصراع في سوريا يتجه نحو الطائفية”، محذرا من وجود مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة هناك بقوله: “تنظيم القاعدة يستخدم سوريا لتحقيق أهدافه”.

وشدد لافروف على أن “على المعارضة السورية ألا تطالب برحيل الأسد. الرئيس السوري قال للإبراهيمي أكثر من مرة إنه لن يرحل وسيبقى في منصبه”.

وأبدى لافروف “استغرابه” من رفض رئيس الائتلاف الوطني المعارض معاذ الخطيب دعوة موسكو للحوار، موضحا: “فوجئت برد الخطيب. يبدو أنه ليس له باع في السياسة”.

أوضح: “معارضة الخارج في سوريا لن تستطيع أن تؤثر كثيرا على الوضع بالداخل”.

وتكثف روسيا التي تعد واحدة من آخر الدول التي تدعم النظام السوري، اتصالاتها الدبلوماسية في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة السورية.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال الجمعة إن الخارجية وجهت دعوة إلى الخطيب للمشاركة في مفاوضات بهدف حل النزاع السوري.

لكن رئيس الائتلاف الوطني المعارض رفض دعوة روسيا إلى موسكو وطالبها بتقديم اعتذار لدعمها الأسد.

وقال الخطيب: “قلنا بشكل صريح لن نذهب إلى موسكو. يمكن ان نجتمع في دولة عربية حصرا على أن يكون هناك جدول أعمال واضح”.

وأضاف: “إذا كان لدى الحكومة الروسية جدول أعمال واضح في دولة محايدة وعبر السيد الأبراهيمي، سنتشاور في الأمور ونرد عليهم. أما موضوع كسب وقت إضافي، فالشعب السوري لم يعد عنده وقت من أجل هذا الموضوع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى