أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 03 كانون الثاني 2015

واشنطن محايدة في «حوار موسكو»

باريس – رندة تقي الدين – لندن – «الحياة»

أعلن «الائتلاف الوطني السوري» انطلاق اجتماع هيئته العامة الثامن عشر في مدينة إسطنبول التركية، الذي سيتم خلاله انتخاب قيادة جديدة سيكون عليها اتخاذ موقف من الدعوة الروسية لعقد حوار بين المعارضة والنظام في موسكو أواخر هذا الشهر. وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية في باريس، أن القيادة الروسية أبلغت المعارضة السورية أن مصير الرئيس بشار الأسد «لن يناقش» خلال اجتماع موسكو، وستجري اللقاءات في ذهنية استمرارية الحوار الوطني، كما هو موجود في نص «جنيف- ١». وقالت مصادر ديبلوماسية غربية أن موقف الإدارة الأميركية من الحوار الذي ترعاه روسيا «حيادي».

 

وسيستمر اجتماع «الائتلاف» في إسطنبول يومين وسيكون «مغلقاً». ويناقش المجتمعون، كما جاء في بيان «الائتلاف»، «آخر التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، لا سيما المبادرة الروسية وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا (تجميد القتال في حلب)، بالإضافة الى مناقشة نتائج الزيارات الأخيرة لقيادة الائتلاف إلى كل من القاهرة والرياض». وستتم في هذا الاجتماع أيضاً انتخابات لاختيار رئيس جديد لـ «الائتلاف» خلفاً للرئيس الحالي هادي البحرة، وكذلك اختيار هيئة رئاسية جديدة من أمين عام خلفاً لنصر الحريري، ونواب جدد للرئيس، كما سينتخب هيئة سياسية جديدة، وفق ما أعلن «الائتلاف» في موقعه على الإنترنت.

 

وفي باريس، قالت مصادر ديبلوماسية غربية إن موسكو طلبت من الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة، أن تعمل كي لا يكون إعلامها «سلبياً» إزاء الاجتماعات التي ستعقد بين بعض عناصر المعارضة السورية والنظام في العاصمة الروسية في ٢٧ و٢٨ كانون الثاني (يناير) الجاري. وتابعت أن موسكو أبلغت المعارضة السورية أن مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد أو رحيله «لن تُناقش» خلال اجتماع موسكو، وأضافت أن الرسالة التي بعثت بها موسكو إلى المعارضة هي عقد مؤتمر في ذهنية استمرارية الحوار الوطني، كما هو موجود في نص جنيف- ١. لكن المصادر رأت أن موسكو تسعى إلى التركيز على الحوار الوطني الوارد في «جنيف- ١» من دون التطرق إلى ما هو أهم في هذا البيان، وهو هيئة الحكم الانتقالية ومسألة تخلي الأسد عن سلطاته لها.

 

وقالت مصادر فرنسية لـ «الحياة»، إن اجتماعات موسكو تهدف إلى تقسيم المعارضة السورية التي ما زالت مختلفة في ما بينها في شأن قبول الدعوة الروسية أو رفضها. ويُتوقع أن تتمثل الحكومة السورية في حوارات موسكو بوفد يضم بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري.

 

وقال معارض سوري لـ «الحياة» في لندن أمس، إن القاهرة اشترطت على «الائتلاف الوطني السوري» المعارض و «هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي» استبعاد أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» من قائمة الشخصيات التي ستشارك في اجتماعات القاهرة يومي ٢١ و٢٢ الشهر الجاري، تحضيراً لحوارات موسكو.

 

وفي دمشق، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون الحكومي، «إن الدعوة الروسية واضحة وصريحة فهي تدعو إلى لقاء له صفة التشاور والتمهيد لخطوات لاحقة قد يكون بينها مؤتمر حوار سوري- سوري، كما أنها تأتي من دون شروط مسبقة وتعكس حرص روسيا كدولة على حل الأزمة في سورية». وتابع «أن السيادة الوطنية والإرادة الشعبية ليستا مادة للحوار».

 

وكان لافتاً تعليق الزعبي على استضافة القاهرة حوارات بين فصائل المعارضة السورية («الائتلاف» و «هيئة التنسيق»)، إذ قال: «نحن كنا تاريخياً حريصين على مصر ونتمنى أن تلعب دوراً بارزاً في كل قضايا الأمة، ولكن حتى يكون لها دور في معالجة الأزمة في سورية يجب أن تكون لها علاقات كاملة وتامة ومميزة مع الدولة السورية، وليس فقط مع مجموعات محددة من المعارضة».

 

في غضون ذلك، استمرت المعارك العنيفة في حي جوبر شرق دمشق أمس، في وقت أعلنت 3 فصائل مسلحة توحدها في محافظة درعا الجنوبية، وسرت أنباء عن مقتل خليجي يُعتبر من «الشرعيين» البارزين في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال مواجهات مع «وحدات حماية الشعب» في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في ريف حلب الشمالي.

 

«داعش» يعتقل المرتدين لـ «البنطال» في دير الزور

بيروت – إفي

 

اعتقلت الشرطة الإسلامية «الحسبة» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة الميادين في ريف دير الزور، كل من شاهدته يلبس بنطالاً.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الشرطة الإسلامية قامت باقتيادهم إلى مقر «الحسبة»، وأبلغت ذويهم بضرورة إحضار «ملابس فضفاضة» ليرتدوها، ومن ثم تخلي سبيلهم بعد حضور ذويهم إلى المقر.

 

وأشارت الشرطة الاسلامية أيضاً إلى أنها مزقت بناطيل بعض المواطنين في الشارع بواسطة أدوات حادة ومن ثم تركهم من دون اعتقالهم، لإجبارهم على ارتداء لباس فضفاض.

 

يذكر أن مقاتلي «داعش» يرتدون في المناسبات ما يشبه الزي الأفغاني، وقميص فضفاض حتى منتصف الساق.

 

لبنان يفرض تأشيرة دخول على السوريين… للمرة الأولى

بيروت – أ ف ب

 

فرضت السلطات اللبنانية على السوريين الحصول على تأشيرة لدخول البلد، في خطوة هي الاولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين سورية ولبنان الذي يستقبل حالياً اكثر من مليون لاجئ سوري. وأعلنت المديرية العامة للأمن العام على موقعها الالكتروني عن “وضع معايير جديدة تنظم دخول السوريين الى لبنان والاقامة فيه”، وتقوم على فرض التأشيرة او الاقامة، على ان تدخل هذه المعايير حيز التنفيذ بدءاً من يوم الاثنين المقبل. وكانت عملية التنقل بين البلدين اللذين يتشاركان في حدود تمتد بطول 330 كيلومتراً تتم من خلال ابراز الهوية الشخصية فقط، من دون الحاجة الى اي مستندات اخرى. وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس اليوم (السبت) ان “هذه المرة الاولى في تاريخ العلاقات بين البلدين التي يطلب فيها لبنان تحديد سبب دخول السوري، والهدف منع اللجوء وتنظيم دخول السوريين بصورة اكثر جدية”. وتشمل المعايير الجديدة المفروضة على السوريين أنواعاً مختلفة من التأشيرات والاقامة، هي: التأشيرة السياحية والاقامة الموقتة وتأشيرات اخرى للراغبين في الدراسة في لبنان، او للسفر عبر مطاره او احد موانئه البحرية، او للقادمين للعلاج او لمراجعة سفارة اجنبية. ونصّت المعايير الجديدة على حصر دخول السوريين بهذه الاسباب إلا “في حال وجود مواطن لبناني يضمن ويكفل دخوله وإقامته وسكنه ونشاطه”. وسيكون على السوري الراغب في دخول لبنان للسياحة ان يقدم حجزاً فندقياً، ومبلغاً يوازي ألف دولار أميركي، وهوية أو جواز سفر، على أن يمنح تأشيرة “تتناسب مع مدة الحجز الفندقي قابلة للتجديد”. اما زيارة العمل، فأصبحت مشمولة بإقامة موقتة لمدة اقصاها شهر، على ان يقدم الراغب بالحصول عليها “ما يثبت صفته كرجل اعمال، مستثمر، نقابي، موظف في القطاع العام السوري، رجل دين”، او “تعهداً اجمالياً او افرادياً بالمسؤولية من شركة كبيرة او متوسطة او مؤسسة عامة لحضور اجتماع عمل او للمشاركة في مؤتمر”. كما يمنح القادم للعلاج تأشيرة لمدة 72 ساعة فقط قابلة للتجديد لمرة واحدة، على ان يقدم “تقارير طبية او افادة متابعة علاج لدى احد المستشفيات في لبنان او لدى احد الاطباء بعد التأكد من صحة ادعائه”. وفي تشرين الأول (أكتوبر)، طلبت السلطات اللبنانية من الامم المتحدة وقف تسجيل النازحين القادمين من سورية، بعد ايام من قرارها الحد من دخولهم الى البلد في شكل مشدد.

 

الائتلاف يناقش المبادرة الروسية الخطيب: تنحّي الأسد ضرورة للحلّ

وسط الجهود الروسية لجمع النظام السوري والمعارضة في موسكو سعياً الى وضع حد للحرب السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات، بدأ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اسطنبول أمس اجتماعات تستمر ثلاثة ايام للبحث في سلسلة من المسائل، منها المبادرة الروسية، الى انتخاب رئيس جديد للائتلاف.

وفي الاسابيع الاخيرة، تنقل ديبلوماسيون روس بين فريقي النزاع في محاولة لاقناعهم بالمشاركة في المحادثات التي يقول الكرملين إنه يأمل في اجرائها بعد 20 كانون الثاني الجاري. ولم يستبعد الائتلاف المشاركة فيها الا أنه شدد على أن أية تسوية تفاوضية يجب أن ترتكز على اتفاق جنيف الذي ينص على عملية انتقال سياسي من خلال تأليف حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة. وقال رئيس الائتلاف هادي البحرة ان اجتماعات بين معارضين في الداخل وفي المنفى تجرى في القاهرة للتوصل الى موقف مشترك اثناء مفاوضات مقبلة.

أما النظام السوري، فقد أبدى السبت استعداده للقاء المعارضة.

 

الخطيب

وفي ما بدا رداً على الدعوة الروسية، قال الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب في بيان باسم “سوريا الوطن” إن على الرئيس بشار الأسد أن يتنحى في إطار أي حل سياسي للحرب الأهلية.

وتلقى 28 معارضاً سورياً دعوات من روسيا لعقد اجتماع متوقع منتصف كانون الثاني للتحضير للحوار المحتمل مع النظام. ومن هؤلاء رئيس الائتلاف هادي البحرة، والرئيسان السابقان معاذ الخطيب وعبد الباسط سيدا.

وتضم اللائحة ايضا اعضاء في معارضة الداخل الذين هم في المناطق الي يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الاسد وبينهم حسن عبد العظيم وعارف دليلة وفاتح جاموس.

ودعي أيضا قدري جميل، وهو نائب سابق لرئيس الوزراء السوري اقيل من منصبه في 2013 وهو يقيم علاقات جيدة مع موسكو.

وموسكو الحليفة الرئيسية لنظام بشار الاسد، تريد ان يشكل هذا اللقاء “غير الرسمي” فرصة للحوار بين المعارضة في الخارج والداخل من أجل “طرح أفكار” تسمح بالتوصل الى تسوية للنزاع السوري الذي أوقع أكثر من 200 ألف قتيل منذ آذار2011.

 

التلّي يتدخل لحل الخلاف في وادي بردى

القلمون: مجموعات إسلامية تؤسس «مجلس شورى»

عبد الله سليمان علي

تستمر المعارك للشهر الثاني على التوالي في القلمون بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» من جهة وفصائل إسلامية أخرى من جهة ثانية، مع استمرار حالة الاستقطاب الشديد التي تعيشها الفصائل المسلحة في المنطقة، والتي أدت مؤخراً إلى تشكيل عدة تحالفات عسكرية، وسط معلومات عن تدخل زعيم «جبهة النصرة في القلمون» أبو مالك التلي لحل الخلاف في وادي بردى المجاور.

وفي خطوة، تُحتسب لمصلحة «الدولة الإسلامية»، أعلنت مجموعة من الفصائل، أهمها «ألوية تحرير الشام» و «مغاوير القلمون» و «شهداء مهين»، تشكيل ما أسمته «مجلس شورى المجاهدين في القلمون الشرقي»، وذلك بعد أيام من اتفاق «لواء الغرباء» و «أسود السنّة» على تأسيس معسكر «صقل المجاهدين».

وقال قائد «ألوية تحرير الشام» فراس بيطار، الذي ألقى بيان تأسيس المجلس، إن الهدف هو «الحفاظ على مقاصد الشريعة الخمسة، وهي الدين ــــ النفس ــــ العرض ــــ المال ــــ العقل، بالإضافة إلى تحصين الثغور والاستمرار في التصدّي لقوات (الرئيس بشار) الأسد في المنطقة، وتجنّب الاقتتال بين الفصائل الإسلامية والثورية في المنطقة».

ولا يخفى أن «داعش» يشعر بالارتياح تجاه أي موقف حيادي تتخذه بعض الفصائل، لأنه يعني بالنسبة له تقليل القوة التي يقوم بمواجهتها، لذلك فإن تشكيل هذا المجلس ووقوفه على الحياد يُعتبر، في ظل حالة الاقتتال المستمرة، نقطة لمصلحة «داعش»، سواء أقصد مؤسسوه ذلك أم لم يقصدوا.

وتواصلت المعارك في منطقة القلمون الشرقي بين «الدولة الإسلامية» من طرف و «جبهة النصرة» و «جيش الإسلام» و «أسود الشرقية» من طرف ثانٍ.

وإذ دخلت هذه المعارك شهرها الثاني، فإن دائرتها تتسع باستمرار وتشمل مناطق جديدة يوماً بعد يوم. فبعد بير القصب، التي انطلقت منها المعارك، انتقلت إلى المحسة في ريف حمص، ثم امتدت إلى القريتين. وفي اليومين الماضيين اندلعت الاشتباكات في بئر المحروسة القريبة.

وبينما نشر «المكتب الإعلامي في ولاية دمشق» التابع لـ «داعش» صوراً تُظهر تقدم مسلحيه في القريتين، سارع إعلاميو «جيش الإسلام» إلى نشر صور تظهر تقدم الأخير في بئر المحروسة وتطهيرها من مسلحي «الدولة الإسلامية».

وتعتبر المعارك الجارية في منطقة القلمون الشرقي شديدة الأهمية بالنسبة للمصير الذي ينتظر القلمون الغربي، لأن نجاح «داعش» في السيطرة عليها يعني إحكام الحصار على القلمون الغربي وقطع خطوط الإمداد عنه، الأمر الذي يتيح له ممارسة ضغوط إضافية على الفصائل الموجودة هناك، ومنها «جبهة النصرة» لتقبل بمبايعته أو على الأقل تمتنع عن قتاله. مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الترقب التي سادت في منطقة وادي بردى بعد نشوب أول اشتباكات من نوعها، الأسبوع الماضي، بين بعض الفصائل ومجموعة مبايعة لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي تتخذ من دير مقرن مقراً لها، علاوة على ما كشفت عنه «السفير» قبل أيام من وجود خلافات بين تيار من «جبهة النصرة» في منطقة وادي بردى و «حركة أحرار الشام».

وهذا ما دفع «جبهة النصرة» إلى اتخاذ بعض الإجراءات لمنع تطور الأمور ووقفها عند نقطة يمكنها السيطرة عليها. فمن ناحية عمدت «النصرة» إلى كسب ود المتشددين في المنطقة ممن تخشى ميولهم إلى «داعش»، وذلك عبر إعطاء مؤشرات على أنها في سبيل تطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة، وكانت خطوتها الأولى هي فرض الزي الشرعي على النساء.

ومن ناحية ثانية، سرّب إعلاميون مقربون من «النصرة» أن أبا مالك التلي يقود وساطة لحل الخلافات في منطقة وادي بردى، مستفيداً من موقعه المتميز الذي اكتسبه بعد رسالته الأخيرة التي رفض فيها وصف «الدولة الإسلامية في القلمون» بأنهم خوارج، خلافاً لموقف القيادة العامة لجماعته، من دون أن يذكر الإعلاميون أي تفاصيل أخرى حول مسار الوساطة واحتمالات نجاحها.

من جهة ثانية، قال مصدر في المعارضة السورية، لوكالة «فرانس برس» أمس الأول، إن 28 معارضاً تلقوا دعوة من روسيا لعقد اجتماع في موسكو نهاية كانون الثاني الحالي، بهدف التحضير لطاولة حوار مع السلطات.

وأوضح المصدر أن بين المدعوين رئيس «الائتلاف الوطني» السوري المعارض هادي البحرة، والرئيسين السابقين لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب وعبد الباسط سيدا. وتضم اللائحة أيضا أعضاء في معارضة الداخل، بينهم حسن عبد العظيم وعارف دليلة وفاتح جاموس. ودُعي أيضا قدري جميل، وهو نائب سابق لرئيس الوزراء السوري أقيل من منصبه في العام 2013.

وأعلنت مجموعة «سوريا الوطن»، المرتبطة بمعاذ الخطيب، في بيان أنه يجب على الرئيس بشار الأسد أن «يتنحى في إطار أي حل سياسي للحرب».

ووضع الخطيب بياناً، على صفحته على «فايسبوك»، اعتبر فيه أنه «لن يكون هناك حل من دون رحيل رأس النظام والمجموعة التي ساقت سوريا إلى المصير البائس الذي وصلته اليوم». وقال الخطيب إن البيان صادر عن مجموعة «سوريا الوطن» وموجه إلى الشعب السوري. ولم يتضح ما إذا كان الخطيب هو زعيم هذه الجماعة ومن هم الأعضاء الآخرون.

في هذا الوقت، بدأ «الائتلاف» اجتماعاته في اسطنبول لبحث الدعوة الروسية لعقد مباحثات مع السلطات السورية. وسينتخب، خلال جلسات الاجتماع التي تستمر ثلاثة أيام، رئيساً جديداً لـ «الائتلاف».

 

داعش” يصدر شهادة في الطب خلال 3 سنوات

أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” عن افتتاح كلية للطب في محافظة الرقة المعقل الرئيسي له في سوريا، لمدة دراسة 3 سنوات فقط، تشمل الجانبين النظري والعملي وعلى ستة مراحل.

وبحسب ناشطين في منطقة الرقة، وضع “ديوان الصحة” التابع للتنظيم، في ملصق إعلاني تم توزيعه في عدد من المناطق، شروط التقدم لكلية الطب أولها “ألا يقل عمر المتقدم عن 18 عاماً وألا يزيد عن 30″، وأيضاً “أن يكون حاصلاً على شهادة الثانوية العامة (الفرع العلمي) بمعدل 80 في المئة فأكثر”.

ومنح الإعلان تسهيلات للذين منعتهم ما وصفها بـ”ظروف الحرب” من الحصول على الشهادة الثانوية بالتقدم لـ”امتحان تنافسي شريطة أن يكون معدله في الشهادة الإعدادية 80 في المئة فما فوق”.

وذكر الإعلان مدة شهر للتقدم إلى الامتحانات في مقر كلية الطب في مدينة الرقة، لكنه لم يبيّن المكان بالتحديد، وفتح الأمر أمام الذكور والإناث.

(الأناضول)

 

جوبر: سنة جديدة من حرب الأنفاق

وسام عبد الله

مع بداية السنة الجديدة يبقى التقويم اليومي لحياة الدمشقيين ملتصقاً بالأوضاع الميدانية والاقتصادية والاجتماعية، وينتظرون بشكل خاص الساعة التي يعلن فيها الجيش السوري سيطرته على حي جوبر الدمشقي، لكي يقلبوا يوماً جديداً في انتظار التقاء التقويم بين الميدان السوري واللقاء بين الأطراف السورية في موسكو.

ولا يزال اسم حي جوبر يأخذ حيزاً من عناوين المعارك في سوريا، فالدمشقيون ينتظرون إعلان الجيش انتقاله إلى الطرف المقابل لأوتوستراد المتحلق الجنوبي، وتقدمه لاحقاً إلى المناطق التي ستليه من زملكا وعربين وصولا إلى دوما.

وتستمر المعارك المتنقلة في حي جوبر بين الأبنية والأنفاق.

ويقول مصدر ميداني، لـ «السفير»، عن وضع المعارك داخل الحي: «قام المسلحون بتفخيخ معظم الأبنية، ما يشكل الخطوة الأصعب أمام وحدات الجيش التي تعمل على تفكيكها».

وعن كيفية التعامل مع الأنفاق، يوضح المصدر أنه إما يتم تفجيرها، كما حدث مؤخرا حين كشفت الوحدات عن نفق يمتد إلى كراجات العباسيين، أو عن طريق الأنفاق المتبادلة حيث يتم حفر نفق بالتوازي مع نفق حفره المسلحون وتفجيره.

وسهل تداخل جوبر مع باقي المناطق في الريف الدمشقي من جهتها الشمالية تنقل المسلحين إلى داخل الحي وتحديدا من زملكا. ويقول المصدر «يعبر المسلحون عن طريق معبر جدية الذي يصل بين زملكا وجوبر، وهو يقع على المتحلق الجنوبي على الطريق الممتد بين منطقة الكباس وجسر زملكا، وهو نفق بنته الحكومة السورية قبل الأزمة لتسهيل العبور بين زملكا وجوبر من تحت المتحلق».

ويشير المصدر الميداني إلى أن المجموعات المسلحة التابعة لزهران علوش لا تتجاوز نسبتها 10 بالمئة من المسلحين، في حين أن أبرز المجموعات هي «ألوية الحبيب المصطفى» و «فيلق الرحمن» و «جيش الأمة» و «جند الشام»، مشيرا إلى أن دوما هي الخزان الأساسي للمجموعات التي تمدها بالمقاتلين والعتاد.

وتشكل الأحوال الجوية عاملا مهما في الحرب، ففي ساعات الليل ينخفض الضباب في مدينة دمشق وريفها، ما يشكل حالة من الاستنفار والتأهب لرصد تحركات المسلحين، بحسب المصدر الميداني.

وكان ملفتاً قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة ميدانية إلى جوبر، عشية رأس السنة الجديدة، بعد ارتفاع حدة المعارك الأسبوع الماضي، وسماع اصوات المدفعية والطيران والصواريخ بين جوبر وعين ترما وزبدين.

 

البحرية الايطالية تنقذ سفينة ثالثة تنقل سوريين

وصل حوالي 360 مهاجراً، اليوم، إلى كوريغليانو في كالابري، جنوب ايطاليا، بعدما نزلوا من سفينة الشحن التي أنقذتها البحرية الايطالية، بعدما تخلى عنها طاقمها، ونقلوا إلى مراكز إيواء، حيث انضموا إلى مئات آخرين، وصلوا قبل أسبوعين في الظروف نفسها.

وكانت البحرية الايطالية أشارت في بادئ الأمر، إلى وجود 450 مهاجراً على متن سفينة الشحن “عز الدين”، التي هجرها طاقمها وحرمت من الكهرباء، قبل أن تعلن وجود 360 شخصاً هم: 232 رجلاً و54 امرأة و74 قاصراً، وكلهم في صحة جيدة.

ووصل إلى السواحل الايطالية منذ 20 كانون الأول العام الماضي، حوالي ألفي شخص من الرجال والنساء والأطفال، غالبيتهم من السوريين، على متن ثلاث سفن شحن. وآخرها سفينة “عز الدين” التي وصلت، مساء أمس، إلى كالابري، في ختام رحلة بدأت من طرطوس في سوريا، وكان يفترض أن تنتهي في سيت في فرنسا.

(أ ف ب)

 

مقاتل في جيش النظام السوري يعود لدياره بعد سنة من انتشار نبأ مقتله… ويتفاجأ بزواج زوجته من أخيه!

أليمار لاذقاني

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» جاءهم خبر وفاة ولدهم في الجيش، الشاب الذي ترك خلفه عائلة كبيرة في قرية «علوية» بريف اللاذقية، فما كان منهم إلا أن زوجوا ابنهم الثاني «خ. س» والذي يبلغ الثانية والعشرين من عمره فقط لزوجة أخيه المتوفي، كإفتاء خاص من شيخ القرية الذي ارتجل في هذا الأمر.

زوجة شقيق «خ. س» تبلغ الثلاثين من عمرها، وأخوه المتوفي كان يبلغ الخامسة والثلاثين، «وأهله أرادوا ان يسدّوا الفراغ الناجم عن مقتل ابنهم الأكبر»، على حد قول «م. أ» جار هذه العائلة في القــــرية، الذي بين أن «شيخ القرية اقترح عليهم تزويج كنّتهم لأخ الفقــــيد الصغير على الرغم من سنه الصغير، فقد أقنعهم بأن الأطفال الصغار يحظون بفرصة لوالد آخر، وجـــرّت الأم لهذه المهزلة إصغاء لرغبات أهل زوجها، هذه الأم لا تملك من مقوّمات الدفاع عن نفسها شيئاً فقوانين التعويض تقضي بأنّ تعويض الوفاة للرجال ومسكن العائلة يعود بمعظمه لأهل الفقيد».

يوضح «م. أ» بعد مرور أكثر من ستة أشهر على هذا الزواج، طرق الفقيد باب «خ. س» وزوجته، فهذا بيته، لكنه عاد بعد أن قضى سنةً كاملةً وهو مخطوف يحلم بلحظة لقاء زوجته وأطفاله، ولم يعلم حيث كان مختطفاً أن النظام أعلن وفاته في إحدى المعارك، وكذلك لم يعلم أنّ عزاءه قد انقضى منذ زمن، وانّ أخيه قد تزوّج زوجته.

يتابع «عندما فتح أخي الباب استغرب لهذه الحال، واستغرب عندما راحت زوجته تشهق بالبكاء من خلفه، كما صمت أخيه «خ. س» طويلاً ولم ينطق ببنت شفة عن أسئلته المتتالية، لكن زوجته قالت له بأنها لم تعد زوجته بل زوجة أخيه».

لم يستطع (الفقيد) تحمّل الأمر، بحسب «م. أ»، فمات بالذبحة القلبية على باب بيته، وعودته للحياة كانت كارثةً على الجميع وغيابه بهذه الطريقة كان الكارثة الأكبر، فمن يتحمّل المسؤوليّة عما حدث.

يبين «م. أ» أن «خ. س» أصيب بالجنون، كما أنّ أهله أصبحوا غريبي الأطوار قليلي الكلام، كما أن الزوجة التي تصاب أحياناً بنوبات هذيان تمزق ثيابها وتحاول قصّ شعرها، والضحيّة الأكبر هم الأطفال.

بدوره، قال أحد الناشطين من «الطائفة العلوية» فضل عدم ذكر اسمه إن: النظام عمد ومنذ انطلاقة الثورة إلى تعزيز دور الذكر ومحاباته على حساب المرأة فقد ألغى معظم حقوق الأرامل وزوجات المفقودين ليبقى للذكور الدور الأكبر، ذلك ليحافظ على العقل الذكري المتخلف الذي هو الوحيد الذي يخدمه في القتال.

وبين ان هذه العقلية هي نفسها العقلية الطائفية المتعصبة، وهي توأم العقلية التي تلغي وجود المرأة، لذا فقد كان نظام الأسد ومنذ اللحظات الأولى من انطلاقة ثورة الحريّة والكرامة بالمرصاد لكل أشكال الانفتاح خاصّةً في البيئات العلوية.

 

الائتلاف السوري يواصل اجتماعاته في إسطنبول ويناقش المبادرات الدولية

إسطنبول – الأناضول – واصلت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، السبت، اجتماعات الدورة 18 في مدينة إسطنبول التركية، بمناقشة الأوضاع الميدانية في عموم سوريا، حيث يقدم وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة سليم إدريس تقريره إلى الهيئة العامة.

 

وحسب معلومات المكتب الإعلامي للائتلاف، فإنه من المقرر مناقشة مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا حول تجميد القتال في حلب، ومناقشة ما جرى في اجتماع القاهرة المرتقب، والمبادرة الروسية، من أجل إجراء حوار بين النظام والمعارضة، فيما يبقى ملف انتخاب هيئة رئاسية جديدة للائتلاف لليوم الأخير، أي غد الأحد، إن لم تمدد الاجتماعات.

 

وانطلقت الجمعة الاجتماعات، ومن المقرر استمرارها 3 أيام، ويتضمن جدول الأعمال مناقشة آخر التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، ولا سيما المبادرة الروسية، وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، بالإضافة لمناقشة نتائج الزيارات الأخيرة لقيادة الائتلاف إلى كل من القاهرة والرياض.

 

من ناحية أخرى، تناقش الهيئة العامة النظام الأساسي للائتلاف، والعلاقة الناظمة بين مؤسساته المختلفة، فضلا عن إجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للائتلاف، خلفاً لهادي البحرة الرئيس الحالي، وكذا اختيار هيئة رئاسية جديدة، مكونة من أمين عام، خلفاً لنصر الحريري الأمين العام الحالي، ونواب رئيس جدد، كما سيجري انتخاب هيئة سياسية جديدة.

 

وتوقع نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف، الجمعة، أن تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اجتماعا موسعا يضم أطياف المعارضة السورية المختلفة، في النصف الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، بهدف التوصل إلى رؤية سياسية موحدة ووضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا.

 

وكان ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، اقترح الخميس قبل الماضي أن يلتقي ممثلون عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري، موضحاً أن الاقتراح يتضمن “استضافة اجتماع 20 أو 25 ممثلاً عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية على حد سواء”.

 

وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، واستخدمت حق النقض (الفيتو) أربع مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على “الجرائم والمجازر”، التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل نحو 4 أعوام.

 

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة.

 

تنظيم «الدولة» أحبط محاولتي إنزال للتحالف في الرقة والعملية كانت تهدف لتحرير الطيار الأردني معاذ الكساسبة

لندن ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: قالت مصادر مطلعة من مدينة الرقة لـ»القدس العربي» إن قوات التحالف الدولي حاولت تنفيذ عملية إنزال، فجر أمس الجمعة، كانت تهدف لتحرير الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة الذي وقع في الأسر عقب إسقاط طائرته الأسبوع الماضي.

وأضافت المصادر لـ»القدس العربي» أن تنظيم الدولة كان يحتجز الكساسبة في إحدى البنايات في منطقة الشبابي قرب شارع الساقية، مؤكدا أن عملية الإنزال الفاشلة وقعت في نفس المنطقة.

وكشفت المصادر لـ»القدس العربي» أن طائرات قوات التحالف نفذت عدة غارات على المدينة وبالتحديد في منطقتي الفرقة 17 والفروسية بالتزامن مع عملية الإنزال الفاشلة. وأوضحت أنه عقب ذلك حاولت مروحيتين تنفيذ عملية إنزال لجنود تابعين لقوات التحالف في ريف الرقة الشرقي إلا أن العملية فشلت حيث جوبهت بإطلاق كثيف للنيران من قبل التنظيم، وحاولت قوات التحالف القيام بعملية إنزال أخرى في حي السكن الشبابي حيث كان يحتجز الكساسبة إلا أن المحاولة جوبهت بنيران قوية من قبل عناصر التنظيم، حسبما أكدت المصادر.

وقالت تنسيقية سورية معارضة، أمس الجمعة، إن طائرات التحالف الدولي حاولت تنفيذ عمليتي إنزال في محافظة الرقة شمالي البلاد، واصفة الأمر بأنه «محاولة لإنقاذ رهائن».

وفي بيان نشرته على موقعها الالكتروني، ذكرت تنسيقية «الرقة تذبح بصمت» المتخصصة بنقل أخبار محافظة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم «الدولة» في سوريا، أن المحافظة شهدت الليلة قبل الماضية تحليقاً مكثفاً لطيران التحالف هو الأول من نوعه منذ بداية ضربات التحالف ضد «الدولة» قبل نحو 4 أشهر، حيث حلقت أكثر من طائرة حربية وطائرات استطلاع في سماء المدينة وريفها وشنت 13 غارة جوية على منطقة الفروسية والفرقة 17 القريبتين من مدينة الرقة.

وأضافت أن الطائرات «كانت تحلق على علو منخفض جداً وأثناء الضربات كان هناك إنزال لقوات التحالف في الريف الشرقي لمدينة الرقة»، مشيرة إلى أنه فيما يبدو «محاولة لإنقاذ رهائن، إلا أنه وقع اشتباك بين قوات التحالف وعناصر تنظيم الدولة في المنطقة»، من دون توضيح أي تفاصيل.

الجدير بالذكر أن هذه المحاولة ليست الأولى لإنقاذ رهائن لدى «الدولة» في الرقة حيث كشفت «القدس العربي» عن عملية انزال أردنية ـ أمريكية مشتركة جرت في تموز/يوليو الماضي في الريف الشرقي لمدينة الرقة في محاولة لإنقاذ رهائن غربيين أمريكيين وبريطانيين ولكنها فشلت أيضا حيث كان تنظيم «الدولة» قد نقل الرهائن قبل 24 ساعة من عملية الإنزال، وهو ما اعترف به البنتاغون وقتها.

 

قياديان في الائتلاف السوري المعارض: اجتماع موسع لأطياف المعارضة في القاهرة في النصف الثاني من الشهر الحالي

مجموعة عمل قرطبة تعلن تأسيس جسم سياسي معارض

■ عواصم ـ وكالات: توقع نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف السوري المعارض، أمس الجمعة، أن تستضيف العاصمة المصرية، القاهرة، اجتماعا موسعا يضم أطياف المعارضة السورية المختلفة، في النصف الثاني من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، بهدف التوصل إلى رؤية سياسية موحدة ووضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا.

وأوضح الحريري أن تحضيرات تجري لعقد لقاء تشاوري عام، في القاهرة، يحضره ممثلون عن مختلف تيارات المعارضة السورية، للوصول إلى رؤية سياسية مشتركة، ووضع خارطة طريق وخطة تنفيذية لما ورد في بيان «جنيف1».

وينص بيان مؤتمر «جنيف 1» الذي عقد بإشراف دولي في حزيران/يونيو 2012، على وقف العنف وإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقل الصحافيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.

إلا أن الخلاف على مصير بشار الأسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ أي من تلك المقررات، وأفشل جولتين من مفاوضات «جنيف 2» التي عقدت ما بين كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، الماضيين، في التوصل لحل سياسي للأزمة.

وأضاف الأمين العام أن الاجتماع سيكون عقب منتصف كانون الثاني/يناير الحالي، من خلال تحديد يوم في الفترة ما بين 15 إلى 20 من الشهر نفسه، موضحاً أن صعوبات لوجستية، لم يبينها، حالت دون عقد الاجتماع قبل هذا الموعد.

وبحسب الحريري فإنه من الممكن أن يستغرق الاجتماع الذي وصفه بأنه (سوري-سوري) دون أي مشاركة عربية أو مصرية ليوم أو ليومين.

من جانبه، قال قاسم الخطيب عضو الائتلاف المقيم في القاهرة، إنه سيتم توجيه دعوة لما بين 50 إلى 75 «شخصية وطنية سورية» لحضور الاجتماع الموسع المزمع عقده في القاهرة.

وحول بعض الشخصيات والتيارات التي من الممكن أن تدعى للاجتماع، أوضح، أن الشيخ معاذ الخطيب (الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض)، وقدري جميل (أمين الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير التابعة للمعارضة الداخلية) وشخصيات من تيار بناء الدولة وهيئة التنسيق الوطنية (التابعتان للمعارضة داخل سوريا) سيكونون من ضمن المدعوين.

واتفق كل من الحريري والخطيب على أن «لقاء القاهرة ليست له علاقة بمباحثات موسكو1 وأن التحضير له جاري منذ شهرين»، فيما أوضح الأخير أنه «فور انتهاء اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي يعقد الاجتماع الجاري في اسطنبول التركية، سيتم تشكيل لجنة مشتركة من الائتلاف وهيئة التنسيق تقوم بمتابعة التحضير لاجتماع القاهرة».

وأضاف الخطيب أن «اللقاء سيكون برعاية وزارة الخارجية المصرية، التي ستوفر جميع الإمكانيات اللوجستية لعقده، دون التدخل في موضوعات النقاش أو الشخصيات المدعوة»، حسب قوله.

في السياق نفسه، لفت الحريري إلى أن القاهرة لم تقم في هذا الصدد بالتصريح أو التلميح لنا لعقد مفاوضات مع النظام السوري فيها، لكنها أبدت استعدادها لاستضافة مؤتمر للحوار الوطني للمعارضة وهو ما يجري العمل عليه حالياً لعقده في الموعد المذكور.

وفي حوار أجرته معه، الثلاثاء الماضي، 3 صحف مصرية حكومية، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده تبحث دعوة ممثلي المعارضة والنظام للحوار في القاهرة.

وأوضح السيسي بالقول «موقف مصر في المنطقة ووزنها ووضعها، يوفر لها فرصة جيدة من خلال قبول أطراف الأزمة أو الصراع لدورها، لدينا فرصة حقيقية وقبول لدى أطراف الأزمة كلها سواء المعارضة أو النظام (السوريين)، ونبحث دعوة ممثلي المعارضة والنظام للحوار في القاهرة».

إلى ذلك أصدرت مجموعة عمل قرطبة، بياناً تأسيسياً، أعلنت فيه عن تشكيل جسم سياسي سوري معارض، بوصفه جزءاً من الثورة السورية، وتتطلع فيه إلى «تشكيل تنظيم سياسي ديمقراطي، يهدف إلى تأطير قطاعات واسعة من الشعب السوري بكافة مكوناته، من عرب وأكراد وتركمان وسريان وآثوريين وشركس وإيزيديين وأرمن باختلاف دياناتهم ومذاهبهم، كي يكون له ثقل حقيقي بين قطاعات الشعب السوري على الأرض، ويتوجه إلى تعزيز وجوده في الداخل وفي دول المهجر، بغية العمل معاً من أجل دعم ثورة الشعب وتحقيق أهدافها، وحمايتها وتصحيح مسارها، واستعادة السيادة والسلطة للشعب السوري». وعاهدت المجموعة الشعب السوري «على العمل من أجل إبراز وجه سوريا الوطني والحضاري أمام العالم، وأن تكون عامل استقرار في المنطقة، والعمل على خلق فهم صحيح لدى الدول الفاعلة عن الثورة السورية، وعن تطلعات السوريين إلى الحرية والكرامة والعدالة».

وذكر البيان أن مجموعة عمل قرطبة، عقدت «لقاءات تشاورية لمختلف المكونات والفعاليات السورية، ثم عقدت ورشة عمل بتاريخ 27 و28. 12. 2014 في العاصمة النمساوية، فيينا، في لقاء ضم نخباً من الحراك السياسي والثوري، من أجل الإشهار السياسي للمجموعة، بوصفها جزءاً من الثورة السورية، ولتحديد الرؤية والأهداف والنظام الداخلي والمهام السياسية القادمة».

وأكد البيان على ثوابت مؤتمر قرطبة، الذي عقد في 8 و9 . 01. 2014، بمدينة قرطبة الإسبانية، وضم ممثلين عن مختلف المكونات الاجتماعية والفعاليات السياسية السورية. وصدر عن اللقاء «إعلان قرطبة»، أكد فيه المجتمعون «على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وعلى استعادة القرار الوطني المستقل، والعمل على عقد مؤتمر وطني عام من أجل اختيار الممثلين الحقيقيين للشعب السوري، وتوحيد صفوفهم وجهودهم في العمل على إسقاط النظام الاستبدادي ومن يمثله، ورفض رموزه في أية عملية انتقالية، من أجل تحقيق تطلعات السوريين في الحرية والكرامة، والوصول إلى نظام مدني تعددي وديمقراطي، يعبر عن التنوع المجتمعي والسياسي، ويضمن الحريات لكافة المكونات في التعبير عن نفسها واحترام لغتها وثقافتها ورصيدها الحضاري».

واعتبر إعلان قرطبة أن «الطريق إلى أي حل سياسي يمر عبر إطلاق سراح المعتقلين فوراً ودون تأخير وفك الحصار عن المناطق المحاصرة والتوقف عن القصف الوحشي في مختلف المناطق السورية، وإيصال المساعدات إلى جميع المناطق داخل سوريا، وإعطاء ضمانات فعالة لعودة مئات آلاف النازحين». كما اعتبر أن «أزمة اللاجئين السوريين في دول الجوار والعالم أزمة تهدد السلم والأمن الدوليين».

وطالب الإعلان بالعمل «على إخراج كافة الميليشيات الطائفية التابعة لإيران وحزب الله والعراق وكافة القوى الغريبة الخارجة عن إرادة الثورة السورية والتي تفرض نفسها على الساحة الداخلية، وأن»أي حل سياسي يجب ألا يكون تسوية تشجع على مبدأ الإفلات من العقاب والمحاسبة وبالتالي تأكيد مبدأ محاسبة المرتكبين على جرائمهم».

يذكر أنه، ومنذ منتصف آذار/مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، ما تزال مستمرة حتى اليوم، وذهب ضحيتها أكثر من 200 ألف شخص بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، بينما تقول منظمات حقوقية ان عدد الضحايا يتجاوز 300 ألف شخص.

 

قذائف «الدولة الإسلامية» ليست بعيدة عن قاعدة الأسد.. فهل يرد عليها الجنود الأمريكيون؟!

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» عندما أرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما قواته مرة ثانية للعراق أكد أن العودة الجديدة ستكون بدون ضحايا ومخاطرها أقل من الغزو الشامل الذي قام به الرئيس جورج دبليو بوش عام 2003 والذي كلف الخزينة الأمريكية تريليون دولار، وآلافا من الجنود الأمريكيين وأساء لسمعة وموقف أمريكا في العالم.

ورغم هذا التأكيد فالقوات الأمريكية العاملة الآن في العراق ليست بعيدة عن مرمى وهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. ففي غرب محافظة الأنبار يعمل اكثر من 300 جندي أمريكي في قاعدة تقع وسط المواجهات بين القوات العراقية المدعومة من العشائر السنية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ذوي العتاد الجيد.

ولم تسلم القاعدة العسكرية من ضربات المقاتلين حيث استهدفوها بالمدافع والمقذوفات الصاروخية. ومنذ منتصف كانون الأول/ديسمبر استهدفت الطائرات الأمريكية المناطق المحيطة بالقاعدة 13 مرة.

وحتى هذه اللحظة لم تتكبد القوات الأمريكية ضحايا. ولكن العنف المحيط بها أشار للمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الجنود الأمريكيون حيث يتم نشرهم في كل أنحاء العراق كجزء من توسيع العمليات الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية كما تقول صحيفة «واشنطن بوست».

كل هذا رغم تأكيدات الرئيس الأمريكي أن العملية الأمريكية ضد تنظيم داعش لن تستدعي وضع «بساطير» على الأرض.

 

خلسة في الليل

 

وتقول الصحيفة ان الجيش الأمريكي نقل الجنود إلى قاعدة الأسد الجوية بالمروحيات وتحت غطاء الليل في محاولة منه لحمايتهم من القتال الدائر غرب العاصمة العراقية بغداد، وللتغطية على الدور الأمريكي في الحرب.

وفي بداية العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة أرسل الرئيس الأمريكي مستشارين وجنودا للعمل مع القوات العراقية في بغداد والقوات الكردية في إربيل إضافة لحماية المنشآت الأمريكية في العراق خاصة السفارة هناك.

وتوسع انتشار القوات الأمريكية إلى مناطق جديدة مثل الأنبار وإلى معسكرات التدريب التي أقيمت حول العاصمة.

ويعترف المسؤولون العسكريون أن العراق لا يزال منطقة خطرة، ولا يمكن مقارنة الوجود الأمريكي الحالي في العراق بالسابق حيث وصل عدد القوات الأمريكية إلى 160.000 جندي في بعض الأحيان. وخلافا للدور الذي لعبته القوات الأمريكية في السابق فالمستشارون يقومون بمهمة محددة وهي تقديم الإستشارة للقوات العراقية وتدريب الجنود ولهذا فعملهم محصور في القواعد العسكرية ومراكز التدريب.

ومنه قاعدة الأسد في الأنبار، المحافظة التي تعتبر من المناطق الملتهبة ويسيطر فيها تنظيم داعش على كل من الفلوجة وبلدة هيت.

وفي حالة سقوط الأنبار فستكون بغداد في خطر بسبب سهولة وصول التعزيزات العسكرية من سوريا التي يسيطر فيها التنظيم على معظم المناطق الشرقية فيها. وفي محاولة لوقف تقدم داعش يقوم الطيران الأمريكي ودول التحالف الدولي بشن غارات مستمرة على المناطق المحيطة بقاعدة الأسد.

ويقول متحدث باسم مجلس محافظة الأنبار إن القوات العراقية تقوم بعمليات لاستعادة بلدة البغدادية التي تبعد 10 أميال، حيث يستخدم المقاتلون هذه المناطق لقصف القاعدة التي يعمل فيها الأمريكيون.

ويرى الشيخ نعيم القعود، من مشائخ البونمر في الأنبار والتي تعرض أبناؤها لمجزرة في بلدة هيت قبل شهرين إن المقاتلين الإسلاميين يقتربون من القاعدة. ودعا إلى غارات جوية جديدة على المنطقة وعمليات أمريكية للدفاع عن الأنبار.

 

مشكلة اتصال

 

وترى جيسيكا لويس من معهد دراسات الحرب ومقره في واشنطن أن هدف المقاتلين يتركز على منع القوات العراقية من استخدام القاعدة لعرقلة جهود التنظيم من السيطرة على ما تبقى من مواقع استراتيجية في الأنبار.

ونظرا لوقوع قاعدة الأسد بين المناطق التي يسيطر عليها التنظيم فهو بحاجة لوصل هذه المناطق كي يكون قادرا على احتلال بقية المحافظة. فلا يزال داعش يقاتل في مدينة الرمادي. ويقلل مسؤولون أمريكيون من أهمية القصف المدفعي الذي يقوم به المقاتلون على القاعدة حيث يرون أنه «متفرق وغير فعال».

ويواصل المقاتلون معاركهم أيضا في مناطق أخرى مثل التاج شمال بغداد حيث يتمركز مستشارون عسكريون أمريكيون هناك. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارتن ديمبسي قد توقع في خريف العام الماضي قيام تنظيم الدولة بقصف بغداد.

وهو أمر غير اعتيادي فالقصف المدفعي مستمر ومنذ عام 2003 حيث استهدف المقاتلون السفارة الأمريكية والمنطقة الخضراء والقواعد العسكرية في كل أنحاء البلاد.

ومن أجل التقليل من المخاطر تم تعزيز الإجراءات الأمنية في مواقع التدريب خاصة التي يعمل فيها المستشارون الأمريكيون.

وكان هؤلاء قد بدأوا بتدريب أول فوج من المتطوعين العراقيين من خلال برامج لياقة بدنية في الصباح ومن ثم تعليمات حول كيفية إطلاق النار وأساليب حرب المدرعات.

 

أول فوج

 

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز»عن مسؤولين عسكريين في العراق إن أول فوج من المتطوعين الذين لبوا نداء المرجعية الدينية العراقية آية الله علي السيستاني قد أكملوا تدريبات أساسية وسينضمون للفرق العسكرية التي تقاتل تنظيم الدولة في منتصف شهر شباط/فبراير.

ويقول المسؤولون إن الهدف هو تدريب 5.000 متطوع خلال الأسابيع الستة المقبلة. ونقلت الصحيفة عن الميجر جنرال بول فانك، المسؤول الأمريكي الذي يشرف على البرنامج قائلا «هؤلاء هم الوطنيون الجدد للعراق والذين سجلوا أسماءهم للبرنامج تلقوا تدريبات أساسية وهم الآن جاهزون للتدريب المتقدم».

وترى الصحيفة إنه وبعد ستة أشهر من تقدم تنظيم الدولة الإسلامية بدأت البعثة الأمريكية للتدريب تأخذ شكلها. فقد تم استقبال 1.600 متطوع في القواعد العسكرية التي يعمل فيها الأمريكيون، قاعدة التاج والأسد التي يعمل فيها أيضا 200 أمريكي من قوات المارينز الخاصة.

وتقارن الصحيفة برنامج التدريب الحالي بالتدريب السابق الذي كلف 25 مليار دولار وهي أموال انفقت على مدار ثمانية أعوام قبل أن تنهار القوات العراقية أمام تقدم قوات تنظيم الدولة الإسلامية في الصيف الماضي.

وتقول الصحيفة إن برنامج التدريب يركز الآن على بناء القوة العسكرية التي تقوم بقتال تنظيم الدولة الإسلامية وليس التصدي للمشاكل التي يواجهها الجيش العراقي مثل الفساد المستشري وفقر القيادة.

ومع وجود مستشارين أمريكيين يعملون إلى جانب الضباط العراقيين إلا أن عملية إعادة تركيب الجيش العراقي وبناء قوته من جديد لن تبدأ إلا بعد هزيمة داعش. وتقول الجنرال دانا بيتارد، نائبة الجنرال جيمس تيري الذي يقوم بمراقبة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ان المسألة التي توجه برنامج التدريب هي تزويد المقاتلين بالأساليب القتالية الأساسية للقيام بهجوم مضاد.

وتشير الصحيفة أن معظم المتطوعين الذين تلقوا تدريباتهم هم من الشيعة ممن جاءوا من جنوب العراق.

ويعترف المسؤولون الأمريكيون أن الحملة من أجل استعادة المدن الكبيرة في مناطق السنة من يد تنظيم الدولة الإسلامية تحتاج لمشاركة قوات سنية للقتال والحفاظ على المناطق التي يتم إخراج المقاتلين منها. وحتى الآن لم يسجل سوى 250 متطوعا من أبناء العشائر تم تدريبهم وتسليحهم بمساعدة من الأمريكيين.

وتعتبر مشاركة السنة في الحرب على داعش حيث شعروا بالإحباط نتيجة للمعاملة التمييزية والاضطهاد الذي مارسته عليهم حكومة نوري المالكي.

 

حملة الربيع

 

وتشير الصحيفة إلى ان برامج التدريب والتسليح تتزامن مع التخطيط الجاري وعلى مستوى عال بين الضباط الأمريكيين والعراقيين، حيث تناقش التفاصيل والجدول الزمني للعملية الواسعة المتوقع بدايتها في الربيع المقبل والتي بدأت ملامحها بالتشكل مع زيادة الغارات الأمريكية على الموصل والمناطق المحيطة بها.

وتشير الصحيفة للعمليات التي تقوم بها القوات العراقية بالتعاون مع الميليشيات المدعومة من إيران والتي منعت تقدم تنظيم الدولة الإسلامية باتجاه العاصمة بغداد، فيما تقدمت قوات البيشمركة واحتلت مناطق كانت خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي الوقت الذي يركز فيه الأمريكيون على تدريب المقاتلين على الأساليب الأساسية لحرب الدروع يعاني الجيش العراقي من مشاكل تتعلق بإدارة القواعد العسكرية وإيصال الإمدادات خاصة المياه للجنود.

وكان على الجنود الأمريكيين القيام بمهام ترتيب القواعد وملأ أكياس الرمل، وفي معسكر التاج كان عليهم تكليف العراقيين بتنظيف ساحة إطلاق النار من الأعشاب. ويقول رائد أمريكي في قاعدة الأسد الجوية «ينتظرون منا تزويدهم بالمياه والطعام وكل شيء»، ويتساءل الرائد عما سيحدث حالة تعرضت القاعدة لهجوم من داعش، فهل يجب عليهم الدفاع عنها أو الهرب منها؟ وتتعرض القاعدة لهجمات دائمة، وهناك مخاوف من تعرض المدربين لإطلاق نار من العراقيين أنفسهم حيث قال الرائد أنه قلق دائما و «قد تدربنا على أن نكون حذرين دائما».

وبالإضافة للتدريبات الأساسية يتلقى المتطوعون دروسا في كيفية قراءة الخرائط وكيفية جمع المعلومات الأمنية وقواعد الإشتباك وكيفية معاملة المدنيين، وفي كل جمعة هناك حصة لتدريب الأخلاق.

وتشارك في عمليات التدريب كل من بريطانيا وأستراليا والنرويج. وتعتبر الجهود سباقا مع الزمن تهدف لوقف زخم تقدم قوات داعش للمناطق المدنية ولهذا يركز المدربون على حرب المدن. وبناء على الظروف التي يعمل فيها المدربون والطبيعة المحدودة للمهمة هناك شعور بأن قدرة الولايات المتحدة على تشكيل الأحداث تظل محدودة.

ولهذا يقول الجنرال فانك ان العراقيين بحاجة للاستفادة من هذه الفرصة و «هم يعرفون أنها نهاية الفرص لهم، وحان الوقت للوقوف على قدميك وتغيير الأحداث».

 

«حركة حمو» في درعا… تشكيل جديد موال للنظام السوري يتمتع بصلاحيات كبيرة

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» : أسس النظام السوري ميليشيا أطلق عليها اسم «حركة حمو» وهي اختصار لجملة «حركة المقاومة الوطنية بحوران»، وذلك بعد الخسارة الكبيرة التي منيت بها قوات النظام السوري في الجبهة الجنوبية في كل من درعا والقنيطرة، في محاولة لخلق فصيل قوي يحقق له توازنا للرعب عبر إعطائه صلاحيات كبيرة أيضا، وكان منها حرق منزل رئيس فرع الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة في مسقط رأسه في بلدة قرفا بالريف الغربي لدرعا بالقرب من الشيخ مسكين، بحسب ناشطين.

وأوضح الناشط الإعلامي أبو يعرب من مدينة الشيخ مسكين، الأسباب وراء حرق قصر رستم الغزالة، قائلا إن «هدف حمو من هذه الحركة هو إبعاد الثوار عن التقدم نحو قرفا ذات الأهمية الكبيرة لموقعها الحساس على الأتستراد الدولي، وإيصال رسالة لهم بوجود قوة فوق قوة رستم غزالة وفوق الجميع قادرة على حماية قرفا من زحف الثوار».

بدوره قال ياسر الرحيل عضو الهيئة السورية للإعلام إن «الهدف الأساسي من تشكيل حركة حمو كان، بعد الخسائر بحوران أصبح هناك تخوف لدى الشبيحة باللجان الشعبية والجيش فقرر النظام تطويع شباب جدد بحلة جديدة برواتب أكبر مع صلاحية أكثر لجذب الشباب». وحول الصدى الذي لقيه تشكيل حركة حمو في حوران، قال الرحيل «طبعا في كل مجتمعات العالم هناك ضعاف نفوس أكيد وأناس بلا قضية همهم الأول هو المنفعة الشخصية، ولكل واحد منهم وقت وزمان للتطوع، فهنالك أشخاص قبلوا براتب وسلطات عنصر الجيش، وآخرون يبحثون عن سلطة ومال بمكان أنسب للتطوع كحركة حمو هذه».

وعن صحة استطاعة حمو حسب ما تزعم أن تقوم باختراقات داخل المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر بين الرحيل أن أي طرف في الثورة السورية تم اختراقه فمن الممكن لكن ليس بسهولة البدايات، فنتيجة مرور أربع سنوات على عمر الثورة، ومعرفة الثوار بطرق الاختراق وأساليب النظام والسبب الوحيد وراء الاختراق سيكون هو الشبكة العنكبوتية، والتي يتم من خلالها تسريب معلومات قليلة إلا ان الثوار عرفوا خطرها بالفترة الاخيرة.

يشار إلى أن حركة حمو، ظهرت في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، وأول ضحية لها كان شخص مدني من بلدة الغارية الغربية، تمّ خطفه من مكان اعتقاله في مطار المزة العسكري قرب دمشق. ولكن ذلك، لم يجعل منها حركة ذات وزن، إلا أن تبنيها تفجير قصر رستم غزالة، قد يكون إشارة على قوتها، وارتباطها بأعلى القيادات في النظام السوري.

ولا يتوانى النظام السوري بأساليبه الكثيرة عن استقطاب الشباب السوري للقتال إلى جانبه، وذلك عبر تشكيل ميليشيات تدعم بالمال والسلاح الوفير في محاولة منه لتعويض النقص الحاد في العناصر البشرية في صفوف الجيش السوري والقوى الأمنية.

 

سورية: مقتل 1438 وأسر67 من قوات النظام الشهر الماضي

دمشق – أنس الكردي

أحصى اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، خسائر النظام السوري خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، فأوضح أنّ عدد قتلى النظام واللجان الشعبية بلغ 1438 قتيلاً، في حين قتل 57 عنصراً من المليشيات التابعة له.

 

وأشار اتحاد التنسيقيات إلى أنّ “قوات المعارضة تمكّنت، الشهر الماضي، من أسر سبعة وستين عنصراً من قوات النظام، وستة عناصر من “حزب الله” اللبناني، كما دمّرت 181 مدرعة وآلية تابعة للنظام، وعدداً كبيراً من الحواجز التابعة لجيش النظام”.

 

كما أوضحت المنظمة السورية، أنّ سيطرة قوات المعارضة على وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب، كانت الخسارة الأكبر التي تلقاها النظام خلال الشهر الماضي.

 

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثّقت، في المقابل، قتل قوات النظام السوري ما لا يقل عن 1049 مدنياً خلال الشهر الماضي، بينهم 203 أطفال، و105 نساء، إضافة إلى 97 قضوا تحت التعذيب في سجون الاستخبارات السورية.

 

إلى ذلك، سجّلت الشبكة مقتل 375 مقاتلاً على أيدي قوات النظام، بينما بلغت نسبة الأطفال والنساء 29 في المائة من عدد الضحايا، ما اعتبرته الشبكة استهدافاً صارخاً للمدنيين من قبل النظام السوري.

 

الحرس الثوري الإيراني يحبط اختطاف طائرة متجهة إلى دمشق

طهران – فرح الزمان شوقي

أعلنت فرقة الحماية التابعة للحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، إحباطها عملية اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية، كانت متجهة، في وقت سابق، من العاصمة طهران إلى دمشق.

 

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن رئاسة هذه الفرقة، أن “منفذ العملية يحمل الجنسية الإيرانية وصعد على متن الطائرة بشكل قانوني، وقام بإخافة الركاب والهجوم على بعضهم بعد إقلاعها، فتدخل فريق الحرس الأمني الموجود على متنها واعتقله”.

 

وأشارت فرقة الحرس إلى أن “تنظيم الدولة الإسلامية داعش وبعض المجموعات المتشددة في المنطقة تشكل حاليا تهديداً على الطائرات الإيرانية حيث تسعى هذه الأطراف لتوجيه ضربات لإيران”.

 

ولفت رئيس فرقة الحماية التابعة للحرس الثوري العقيد، علي باقري إلى “وجود تهديدات من العام 2010 تواجه قطاع الطيران الإيراني وبعض الجهات تضع نصب عينيها تنفيذ عمليات اختطاف للطائرات وهو ما لم ينجح حتى الآن”.

 

وأضاف باقري أن “الحرس الثوري الذي يتولى مهمة حماية الطائرات المدنية التابعة للخطوط الجوية الإيرانية، تقع على عاتقه مهمة حماية علماء إيران النوويين أيضاً، وقد احبط خلال العامين الماضيين محاولات اغتيال لأحد هؤلاء العلماء، متهما اسرائيل بالتخطيط لقتلهم”، مشيداً بـ”جهود الحرس الثوري لإحباط كل هذه المخططات التي تستهدف إيران من الداخل”.

 

يذكر أن وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، أعلن في وقت سابق اعتقال أفراد، وإحباط مخططات لتنفيذ هجمات في البلاد بين المدنيين في مراسم عاشوراء الدينية الأخيرة، أو خلال مسيرات يوم القدس العالمي.

 

حوار موسكو.. المعارضة تريد تفاوضاً وروسيا تقترح تشاوراً

فادي .أ. سعد

حوار موسكو.. المعارضة تريد تفاوضاً وروسيا تقترح تشاوراً يواصل الائتلاف السوري اجتماعاته التي بدأت الجمعة في تركيا، لبحث ملفات عديدة، في مقدمتها الرئاسة الجديدة والأمانة العامة للائتلاف

 

طغت الدعوات التي وجهتها موسكو إلى شخصيات في المعارضة السورية، من الداخل والخارج، على أجواء التفاؤل التي خلفها الحوار الذي جرى أواخر الشهر الماضي في القاهرة، بين كل من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهيئة التنسيق الوطنية في سوريا.

 

الدعوات الروسية وجهت إلى شخصيات لا يمثلون كيانات بقدر ما يمثلون أنفسهم على نحو فردي، الأمر الذي أثار اعتراض هيئة التنسيق الوطنية، التي قامت بتوجيه اعتراضها إلى وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، تطالبه فيها “توجيه الدعوة إلى الكيانات السياسية للمعارضة وليس إلى أشخاص معارضين مختارين من قبل روسيا” كما طالبت الهيئة في رسالتها أيضاً أن “يتم حساب بعض المدعوين من مؤيدي النظام ضمن وفد النظام وليس ضمن وفد المعارضة” في إشارة من الهيئة ربما إلى كل من قدري جميل وسهير سرميني ومجد نيازي، والثلاثة معارضون للمعارضة السورية أكثر من كونهم معارضين للنظام.

 

 

وحول ما اذا كانت الرسالة التي وجهتها الهيئة إلى لافروف ستغير في موقفها أو تعرقل قبولها للدعوة، قال مدير مكتب هيئة التنسيق في القاهرة، فايز حسين، لـ”المدن” إن “الهيئة لا ترفض أي دعوة من أحد. تذهب وتقول رأيها في أي مكان تدعى إليه”.

 

 

وفي ما يخص حوار المعارضة السورية في القاهرة والتفاهمات التي تحاول التوصل إليها قبل التوجه إلى موسكو، أعرب حسين عن اعتقاده بأن “حوار القاهرة مهم جداً لتوحيد رؤية المعارضة في الحل السياسي، الذي يتم التفاوض عليه مع النظام برعاية دولية”. وأكد أن مصر “تتبنى حوار السوريين للوصول إلى حل سياسي، وهي تقول أن لا حل في سوريا إلا الحل السياسي”.

 

 

من جهته، اعتبر مدير مكتب الائتلاف في القاهرة، قاسم الخطيب، حوار المعارضة في القاهرة أمراً ايجابياً ومشجعاً يحسب لصالح هيئة التنسيق، وأضاف لـ”المدن” إنه “من الواضح ان طرح الاخوة في هيئة التنسيق يختلف الآن عن موقفهم سنة 2011″. فتصريحاتهم أقوى من تصريحات الائتلاف بما يخص القضية السورية، ولمسنا موقفاً جدياً من قبلهم بما يخص رحيل الأسد”. وابدى الخطيب ثقته بمستقبل الحوار مع هيئة التنسيق في القاهرة، شاكراً مصر التي “لم تلوث يديها بدم الشعب السوري” على إفساحها المجال لعقد مثل هذا اللقاء.

 

 

من جهة ثانية، أصدر المكتب السياسي في منبر النداء الوطني، الذي تشكل باندماج المنبر الديموقراطي بعد انهياره وابتعاد أحد مؤسسيه، ميشال كيلو، وحركة النداء الوطني، التي يقودها المعارض اليساري سمير العيطة، بياناً أعلن فيه تأييده للحوار بين الهيئة والائتلاف، وقال إنه “سيشارك أيّ جهد لإنضاج هذا الحوار ولإصدار وثيقة مبادئ توافقيّة، تكون كافة أطياف المعارضة أطرافاً أساسية فيها”. وتمنى المنبر على “جميع القوى السياسية والمدنيّة الأخرى الانخراط بشكلٍ إيجابيّ لتوحيد الموقف المعارض في هذه المرحلة الحساسة، لما فيه المصلحة الوطنيّة”.

 

 

إلى ذلك، يواصل الائتلاف السوري اجتماعاته التي بدأت الجمعة في تركيا، لبحث ملفات عديدة، في مقدمتها الرئاسة الجديدة والأمانة العامة للائتلاف، إلى جانب بحث خطة دي مستورا “الشفهية”، فضلاً عن الدعوات الروسية الموجهة لأعضائه، التي لم يبدِ موقفاً واضحاً منها، إلا أن أحد أعضائه، أحمد رمضان، سجّل موقفاً شبيهاً من موقف هيئة التنسيق برفضه لمبدأ توجيه الدعوات الروسية لشخصيات سياسية وليس لكيانات سياسية، معتبراً في مقاربة من زاوية مختلفة أن مبادرة موسكو “محاولة لإعادة تكوين المعارضة السورية وفق المزاج والمصلحة السورية”، وهي وجهة نظر تتقاطع أيضاً مع وجهة نظر عضو الهيئة السياسية للائتلاف، بدر جاموس، الذي ذهب أبعد من ذلك بالقول إن ما يجب أن يحصل في موسكو مفاوضات بين النظام والمعارضة، وليس لقاءاً تشاورياً كما هي الصيغة الحالية، وذلك بعد تصريحات لدبلوماسيين أوروبيين، قالت إن موسكو أبلغت المعارضة أن مصير الأسد لن يناقش في الاجتماع.

 

حوار موسكو : المعارضة تشكك في النوايا الروسية

المدن – عرب وعالم

تلقى 28 معارضاً سورياً، دعوة من روسيا لعقد اجتماع في منتصف كانون الثاني/يناير، بهدف التحضير لحوار محتمل مع النظام، بحسب ما أعلن مصدر في المعارضة السورية، الخميس. وقال المصدر إن من بين المدعوين: رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، والرئيسان السابقان للائتلاف معاذ الخطيب وعبد الباسط سيدا. وتضم اللائحة أيضاً، أعضاء في معارضة الداخل الذين يتواجدون في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وبينهم المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم، وعارف دليلة وفاتح جاموس. ودعي أيضاً رئيس حزب الإرادة الشعبية، نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل، الذي يقيم في موسكو.

 

وتريد موسكو، أن يشكل هذا اللقاء “غير الرسمي”، فرصة للحوار بين المعارضة في الخارج والداخل، بهدف “طرح أفكار” تسمح بالتوصل إلى تسوية للنزاع السوري. وفي حال نجاحه، ستتم دعوة ممثلين عن “الحكومة” السورية إلى موسكو، لتبادل وجهات النظر مع المعارضين ولإطلاق حوار بين أطراف النزاع.

 

من جهة أخرى، قال الناطق باسم هيئة التنسيق منذر خدام، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، إن المنسق العام للهيئة بعث رسالة خطية إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، طالب فيها بأن “توجه الدعوة إلى الكيانات السياسية للمعارضة وليس إلى أشخاص معارضين مختارين من جانب روسيا”. وطالب أيضاً بأن “يتم حساب بعض المدعوين من مؤيدي النظام ضمن وفد النظام، وليس ضمن وفد المعارضة”.

 

وجاء في رسالة عبد العظيم أن “على السلطة أن تبادر إلى خلق مناخ ملائم للحوار يسمح للمعارضة بأن تثق هذه المرة بجديتها، ويكون ذلك بالشروع بتنفيذ البنود الستة لخطة المبعوث الدولي-العربي السابق كوفي أنان، كبادرة حسن نية، خصوصاً لجهة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين”.

 

بدوره، أعلن معاذ الخطيب، عن منطلقاته تجاه أية مبادرات أو مؤتمرات لحل الأزمة السورية، وأشار إلى تأسيس تيار جديد باسم “مجموعة سورية الوطن”. وقال الخطيب: “لن يجتمعَ شملُ سورية ثانيةً أرضاً وشعباً بوجودِ النظامِ ورأسه، لذا فلا حلَّ من دونِ رحيلِ رأسِ النظامِ والمجموعةِ التي ساقت سورية إلى المصير البائس الذي وصلته اليوم”. وأكد أنه لا بد “من إجراءاتٍ جدية لأية مؤتمراتٍ ترعاها جهاتٌ داعمة للنظامِ، وأولها إلزامهُ بإيقافِ القصف الوحشي لشعبنا، والذي يستهدفُ المشافي والمدارسَ والمدنيين والأماكن السكنية، مما هو من أكبرِ الجرائم في تاريخ الإنسانية”. موضحاً أنه “لا يمكنُ أن تكونَ الجهاتُ المولودةُ من رَحِمِ النظامِ ممثلَةً لثورةِ شعبنا العظيم”.

 

عضو الوفد المفاوض في جنيف ورئيس حزب الجمهورية المعارض محمد صبرا، حذّر من أن “الهدف من مؤتمر موسكو، تجهيل من هو الطرف الثاني الشريك للنظام بإنجاز عملية الانتقال السياسي، لأن تنفيذ أي التزام يحتاج لطرفين معلومين بالذات، وموسكو تريد إلغاء الائتلاف باعتباره طرف ثاني، والقول أن صفة المعارضة هي الشريك الثاني وهذا يسمح للنظام بالتحلل من التزاماته القانونية، وفق بيان جنيف لعدم وجود طرف ثاني ينجز معه عملية الانتقال السياسي”. وأوضح صبرا “عندما تقول موسكو أن الطرف الثاني هو المعارضة، فهذا يعني أن كل من يحمل هذه الصفة يدخل في مفهوم المعارضة”. واعتبر صبرا “أن موسكو تريد أن تفتح ثغرة تسمح للنظام بالتخلص من تنفيذ بيان جنيف الملزم بموجب القانون الدولي، وذلك عبر إلغاء وجود الطرف الثاني وتحويله من طرف لأطياف غير محددة”.

 

في حين اعتبر المعارض ميشيل كيلو، أن المبادرة الروسية تأتي في زمن “ليست المسألة السورية فيه أولوية أميركية”، حيث تركز واشنطن فيه على العراق ومحاربة الإرهاب، و”تدفش القضية السورية إلى وقتٍ لا يعرف اليوم أحد متى يأتي، إن كان سيأتي أصلاً”. كيلو يرى أن الروس يعتقدون بأن “انشغالات أميركا تتيح لهم حرية حركة طليقة نسبياً، تخدم مخرجاتها مصالحهم بالدرجة الأولى، وأن هناك فرصة لنجاحهم في استدراج حضور معارض كثيف إلى موسكو، مع تفادي التخلص من بشار الأسد مدخلاً إلى الحل السياسي، أو شرطاً له، مع ما يمكن أن يفضي إليه ذلك في ظل أوضاع، هم الذين سيرسمون معالمها، بما يعنيه ذلك من أرجحية ينالونها على الصعيدين، السوري والإقليمي”.

 

وبحسب كيلو “في منطق الروس، هناك ممنوعات ثلاثة، لا يجوز الاقتراب منها، هي: تحديد نتائج التفاوض بصورة مسبقة وخارج اتفاق الطرفين. تحديد أدوات الحل، كالقول بضرورة وجود الهيئة الحاكمة الانتقالية أداة تعمل لبلوغه. وجود مرجعية دولية سابقة للحل تعمل على تحقيقه، أو فرضه، في حال فشل الطرفان السوريان في التوصل إليه”. بكلام آخر، “يقول الروس: اذهبوا وانخرطوا في تفاوض مع النظام، ليس هدفه محدداً مسبقاً، وليس فيه تحديد، أيضاً، للأداة التي ستوصلكم إليه، ولآلية بلوغ مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية، وهي توافقكم مع أهل النظام على مشاركتهم برضاهم في الهيئة الحاكمة الانتقالية، كما يقول نص وثيقة جنيف”.

 

كيلو تساءل: “وماذا يعني إسقاط المرجعية الدولية وإحلال مرجعية روسية محلها، غير الإبقاء على النظام وإفشال الحل السياسي الدولي الذي كانوا قد قبلوه هم والنظام، ويعلنون، الآن، تخليهم عنه، لصالح تفاوض مباشر، هدفه، كما قال نائب وزير الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس بوتين، إصلاح النظام؟”.

 

كيلو اعتبر بأن الذاهبين إلى موسكو، سيكتشفون بأنهم “يقبضون على سراب، وأن القصد من لقائهم مع النظام ليس حرية شعبهم وأمنه، بل شقهم والتلاعب بهم، واحتواء بعضهم، وان هذا هو الهدف الحقيقي المضمر للتفاوض، فضلاً عن حرقهم وطنياً، وتحويلهم إلى أعداء لوطنهم، يضعون يدهم في يد الأسد، ويؤخرون سقوطه. عندئذ، سيندم من لن يفيدهم ندم، وسيكتشفون أنهم خُدعوا، لأنهم كانوا راغبين في أن يُخدعوا”.

 

بدوره، اعتبر الكاتب سلامة كيلة، أن الأوراق التي تسربت وتتعلق بنقاط التوافق في إطار المعارضة، وحول خريطة طريق لحل قائم على مبادئ جنيف 1: “هي أوراق جدية ومهمة، حيث تنطلق من إبعاد الصفين الأول والثاني في السلطة في سورية أساساً للحل، وبالتالي، ترتيب صيغة الدولة في المرحلة الانتقالية. وربما هذه هي الورقة الأنضج في ما طُرح منذ بدء الثورة، خصوصاً بعد الاستعصاء، ثم الميل إلى تقديم حلول سياسية”.

 

كيلة يعتقد بأن موسكو لم تستفد من تجربة جنيف 2، و”لهذا، قررت أن يأتي الوفد نفسه الذي أفشل تلك التجربة، وأن يكون بشار الأسد السلطة التي يجب الحوار معها. وكأنها ما زالت تريد حلاً في ظل السلطة القائمة. وبهذا، هي لا تريد الحل، بل ما زالت تتمسك بسلطة لا إمكانية لحل في ظلها”. كيلة اعتبر أن “هذا ليس نتيجة تشنّج، بل نتيجة فهم الواقع السوري الآن، والذي يقول إنه حتى وإنْ وافقت كل المعارضة على الحل في ظل الأسد، فإنه لن ينجح، لأن ما جرى ثورة تريد إسقاط النظام، وبغض النظر عمّا آلت إليه، لم تعد الجرائم التي ارتكبتها السلطة تسمح بأن يظل مرتكبها في السلطة”.

 

 

عضو الائتلاف ورئيس اللجنة القانونية هيثم المالح، رفض الدعوات الروسية لشخصيات معارضة دون غيرها، لأن “روسيا ليست طرفاً حيادياً نزيهاً، بل هي طرف فاعل وقاتل رئيسي ضد الشعب السوري عموماً”. وعن اللقاء مع هيئة التنسيق في القاهرة، يقول المالح: “يريد الائتلاف أن يقتلع هذا الضرس.. وأن النقطة الأهم حالياً لتجاوز الحاجز الذي يصطنعه المجتمع الدولي ويضعه في طريقنا بدوام التشكيك بشرعية المعارضة وتمثيلها للثورة السورية، هي العمل على نقطة توحيد رؤية المعارضة وإعادة تحديد ثوابتها”.

 

النصرة تهاجم مواقع لحزب الله بفليطة السورية  

أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بمقتل ثلاثة من عناصر حزب الله اللبناني بالإضافة إلى عدد من جنود الجيش السوري في مواجهات مع جبهة النصرة في محيط بلدة فليطة السورية المحاذية للأراضي اللبنانية. وأضاف المراسل أن حدة الاشتباكات تراجعت في المنطقة التي شهدت عمليات كر وفر بين الجانبين.

 

ويأتي هذا بعد هجوم على عدة محاور نفذته الجبهة على محيط البلدة الواقعة في ريف دمشق، واستهدف عناصر حزب الله والجيش السوري النظامي.

 

كما تفيد الأنباء باستمرار الاشتباكات بين الجانبين في عدة محاور بمرتفعات جبال القلمون ، حيث تحاول الجبهة تحقيق المزيد من التقدم هناك.

 

ويعد محيط بلدة فليطة مسرح معارك بين الجبهة وحزب الله منذ أشهر، ففي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قتلت الجبهة وجرحت عددا من مقاتلي الحزب في اشتباكات عنيفة، كما تنفذ الجبهة سلسلة هجمات وكمائن تستهدف مواقع مشتركة للجيش النظامي ومقاتلي الحزب في الجبال المحيطة بفليطة.

 

قصف وتكتل

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري أن الطيران الحربي شن غارات على عدة نقاط ينتشر فيها مقاتلو المعارضة بالقلمون، ومنها معبر مرطبية ومعبر الميري ومعبر وادي عجرم، فضلا عن محيط بلدة فليطة.

 

وكان لواء شهداء القلمون قد بث قبل يومين تسجيلا مصورا لإعلان عدد من فصائل المعارضة تشكيل “مجلس شورى المجاهدين” في منطقة القلمون الشرقي، ويضم المجلس ألوية تحرير الشام ولواء شهداء مهين ولواء شهداء القلمون (سرايا المداهمة) ولواء مغاوير القلمون (تجمع كتيبة أبي بكر الصديق) وكتيبة الصوارم وسرية الجنيد.

 

معارك المعارضة السورية وتنظيم الدولة بالقلمون.. إلى أين؟  

وسيم عيناوي-القلمون

تعددت الروايات حول أسباب اندلاع المواجهات بين تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل عسكرية سورية معارضة في القلمون الشرقي قبل أيام، دون سابق إنذار.

 

ودارت المعارك ضمن منطقة بئر القصب إلى الشرق من مدينة الضمير تحديدا، بشكل خالف كل التوقعات التي كانت تشير إلى قلة أتباع تنظيم الدولة في تلك المنطقة، وأسفرت عن سقوط قياديين من “جيش الإسلام” إضافة لقتلى من الطرفين.

 

وأكدت كتائب معارضة موجودة في المنطقة -من خلال بيانات أصدرتها- أن سبب المعارك مع تنظيم الدولة يعود لمبايعة كتائب سورية معارضة من المنطقة له، وقطعهم طريقا إستراتيجية في بئر القصب بعد مداهمة مقرات لجيش الإسلام.

نقطة وصل

وتعتبر منطقة القلمون الشرقي -التي تضم مدنا كالرحيبة وجيرود والقطيفة والضمير- منطقة إستراتيجية مهمة على مستوى ريف دمشق، فهي نقطة وصل بين الغوطة ودرعا جنوبا، إضافة إلى ريف حمص والبادية السورية شمالا.

 

وبئر القصب هي الأكثر أهمية في المنطقة لأنها على الطريق الواصلة بين الغوطة ودرعا والقلمون باتجاه الحدود الأردنية التي تعتبر خط إمداد أساسي لكتائب المنطقة التي تتركز في جبال البترا في منطقة الرحيبة، وهي أكبر مركز تجمع لكتائب الثوار هناك.

 

وقد جعل ذلك المنطقة مثار نزاع بين العديد من الفصائل، كان آخرها محاولة تنظيم الدولة السيطرة عليها، ولكن كتائب المعارضة السورية فيها حالت مجتمعة دون ذلك.

 

مقرات مرتدين

ويؤكد الإعلامي في جيش الإسلام مروان القاضي أن ظهور تنظيم الدولة في المنطقة كان عند مبايعة أحد الفصائل -ويُسمى “كتيبة المكحل”- للدولة الإسلامية، ويقوده شخص يعرف بأبو المعتصم “وهو أحد عناصر المخابرات السورية سابقا”، بحسب الإعلامي.

 

ويضيف في حديث للجزيرة نت قائلا، “في بادئ الأمر انضمت هذه الكتيبة إلى بعض العناصر المهاجرة المناصرة للتنظيم ليشكلوا قوة عسكرية قامت عقب بيعة المكحل مباشرة بالهجوم على مقرات لجيش الإسلام في منطقة بئر القصب، وسيطرت عليها بالكامل بحجة أنها مقرات للمرتدين ويجب تطهيرها”.

 

ويشير القاضي إلى أن هذا “الهجوم استدعى استنفار قوات جيش الإسلام في جبال البتراء، فأرسلت رتلا لاستعادة ما تمت خسارته في منطقة البئر معززا بالدبابات، إلا أن كمينا للتنظيم أدى إلى إيقاع ثلاثة قتلى من جيش الإسلام وإعطاب دبابة”.

 

أعدادهم قليلة

ويرى عضو تنسيقية مدينة جيرود، صقر جيرود، أن “تنظيم الدولة لم يكن يشكل خطرا كبيرا على المنطقة في بداية الأمر، فأعدادهم قليلة جدا وليست كما يتم تصويرهم إعلاميا”.

 

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن هناك صعوبة في وصول مؤازرة لهم بسبب إغلاق حدود الأردن بالكامل في وجه المهاجرين، وصعوبة وصولهم من الشمال السوري إلى منطقة بئر القصب بسبب تركز قوة كبيرة من الجبهة الإسلامية والجيش الحر في منطقة البتراء القريبة من الرحيبة.

 

وأكد جيرود أن اجتماع عناصر كتيبة المكحل مع عناصر من المهاجرين شكل كتيبة لا يتجاوز عدد أفرادها ثمانين شخصا، قضى قسم منهم في معركة بئر القصب الأخيرة.

 

التنظيم والنظام

وأشاد جيرود بتشكيل هيئة شرعية مشتركة تضم جميع الفصائل الإسلامية والجيش الحر بعد سلسلة من الاجتماعات، مؤكدا أن الهدف من هذه الهيئة التوحد في سبيل قتال تنظيم الدولة والنظام السوري في آن واحد.

 

وكان عدد من مؤيدي تنظيم الدولة قد نشروا على موقع التواصل الاجتماعي أن أحداث بئر القصب “بدأت بهجوم قوات جيش الإسلام على مقرات لكتائب التنظيم في المنطقة، أسموها “لواء الشباب الصادقين”، بعد إعلان مبايعتها لتنظيم الدولة مباشرة، مما دفع الكتيبة المبايعة للدفاع عن نفسها وقتال “المرتدين”.

 

وأشارت تغريدات مترافقة مع صور نشرتها حسابات تابعة لتنظيم الدولة أن التنظيم بدأ يعزز قواته في بئر القصب للشروع بعملية واسعة هدفها فك الحصار عن الغوطة الشرقية، مع التأكيد على ضرورة البدء بطرد قوات المعارضة منها.

 

فليطة.. قرية ترسم البطولات في القلمون  

بسمة أتاسي-القلمون

في بلدة صغيرة تتواجد في إحدى أكبر المناطق الجبلية بسوريا، يجلس أحد قادة المعارضة المسلحة خلف مقعد سيارته الرباعية مستمعا لأول مرة إلى نشيد يترنم به أعداؤه، حيث يتوعدونه ورفقاءه بـ”أيام سوداء”.

 

قام صفوان عودة بتغطية سيارته بالطين لتمويه وجودها على المقاتلات السورية، كانت قريته “فليطة” تعرف سابقا بتجارة المخدرات، لكنها اليوم في قلب معركة حاسمة بالصراع السوري الدائر الآن.

 

تقع فليطة على طريق تموين يربط لبنان بـيبرود أكبر معقل للمعارضة في جبال القلمون.

 

ووجد عودة وكتيبته أنفسهم في قلب معركة أخذت أبعادا جهوية وطائفية واسعة، فالقرية تواجه هجوم القوات السورية النظامية المدعومة من طرف مقاتلي حزب الله وآلته الدعائية.

 

“احذر يا جيش الإرهاب.. زمن الهزائم قد ولى.. حطمنا جيش اليهود.. وهلا دورك بيبرود”.. تتردد هذه الأنشودة التي يؤديها متعاطف مع حزب الله من هاتف عودة.

 

عودة الشاب ذو الـ29 ربيعا والضابط السابق في الجيش السوري الذي انشق عنه عام 2012 وضع يده على لحيته وهو مصغٍ بانتباه للمقطع، ثم قال بهدوء “الأنشودة محاولة لرفع معنوياتهم ودليل على إفلاسهم”.

 

أنشودة “احسم نصرك في يبرود” انتشرت كالفيروس في الوسائط الاجتماعية المختلفة، وتزامنت إذاعتها مع بداية هجمات يقوم بها الجيش النظامي للاستحواذ على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المرابطون في جبال القلمون، وهي منطقة إستراتيجية بين دمشق وحمص.

 

غير أنه قبل ثلاثة أسابيع، عندما حاولت قوات النظام التوغل في قرية “فليطة”، صد عشرات مقاتلي المعارضة وحدات النظام مستخدمين قاذفة صواريخ مضادة للدبابات نصبوها على إحدى الهضبات. وحاول النظام بعد ذلك مجددا التوغل بهجمات برية.

 

تورا بورا سوريا

فليطة تتواجد على ارتفاع أكثر من ألفي متر عن سطح البحر، وشكلت أرضها الصخرية حصنا طبيعيا للمعارضين يصد عنهم هجمات المدفعية والقصف الجوي.

 

“إذا أميركا اتبهدلت وضاعت بجبال تورا بورا، كيف ما رح يتبهدل النظام هون؟” يتساءل عودة.

 

عودة قال إن طائرة مقاتلة حامت فوق القرية وألقت عليها قنبلة قبل أن تختفي خلف السلسلة الجبلية اللامتناهية، وتردد صوت طلقة مدفعية 23 مم خلفها لإسقاطها، ولكن دون جدوى، وذكر لنا أن مقاتليه سبق أن أسقطوا ثلاث طائرات في أسبوع واحد.

 

وفاجأت المقاومة الشرسة لمقاتلي “فليطة” كلا من النظام السوري ومقاتلي المعارضة الذين لم يتوقعوا دفاعا بهذه القوة، لا سيما أن القرية التي اشتهرت سابقا بتجارة المخدرات نجت من الدمار الذي حاق بالمناطق الأخرى في السنوات الثلاث الماضية، حيث كان لبارونات المخدرات مصلحة في الإبقاء على المنطقة آمنة لترويج المخدرات المصنوعة محليا بكل المناطق السورية.

 

وبحسب ما قيل للجزيرة نت، فإن النظام السوري منح لتجار المخدرات الحرية في الترويج لبضاعتهم مقابل ضمان ولائهم، لكن هذا الولاء تم اختباره ميدانيا عندما استولى مقاتلو المعارضة على القرية، حيث تم إعدام عدد من مروجي المخدرات اشتبه في كونهم عملاء لنظام الأسد، وأجبروا الباقين على الفرار إلى لبنان.

 

وكان أبو عباس أحد الفارين المعروفين، وقد سبق اعتقاله والحكم عليه بالإعدام عام 2007، لكن النظام أطلق سراحه عقب الأزمة السورية في 2011، وذلك بهدف مواجهة “المد الثوري” على القرية الحدودية التي تشكل عمقا إستراتيجيا كبيرا.

 

ويظهر المنزل الفاخر الذي سكنه أبو العباس في فليطة بشكل مميز عن البنايات الأخرى، فهو مكون من ثلاثة طوابق وتم استعماله مصنعا لإنتاج حبوب “الكبتاغون”، ويستعمل مقاتلو المعارضة الآن مولده الكهربائي لتزويد البنايات المجاورة بالكهرباء التي قطعت منذ شهرين.

من مواطن إلى لاجئ

بعد ثلاثة أسابيع من القتال كل زاوية من زوايا القرية تحمل علامة الحرب: نوافذ البيوت التي تطل على السهول الخضراء المرصوفة بأشجار الكرز مهشمة، والقذائف اخترقت عدة مبانٍ تبعد كيلو مترين عن جبهة القتال، والطرق الصخرية غير المعبدة مليئة بالحصى، كما تحتل عشرات الشاحنات المحملة بالطين الطرقات الضيقة، وهي شاحنات يستخدمها مقاتلو المعارضة.

 

لم يتطلب الأمر سوى بضعة أيام ليتحول المواطنون الذين يبلغ عددهم 12 ألفا إلى لاجئين يعيشون في أكواخ حجرية بمنطقة خالية بين لبنان وسوريا، أو يقطنون خيما وملاجئ في بلدة عرسال اللبنانية.

 

كان رامز ذو الستة عقود المدني الوحيد الذي التقت به الجزيرة نت عندما زارت القرية، وقد غادرت زوجته وبناته إلى عرسال، في حين انتقل أبناؤه إلى دمشق، غير أن رامز لا يريد ترك منزله دون حراسة.

 

“ناس ما لهم قلب يتركون بيوتهم على الرغم من سوء الأوضاع هون”، يقول رامز وهو يرتدي معطفا جلديا أسود فوق ثوبه الرمادي، مضيفا “ما في كهرباء، ما في طحين للخبز، ننزل كل يوم على عرسال حتى نجيب حاجاتنا الأساسية”.

 

وتتواجد عرسال على بعد بضعة كيلو مترات فقط، لكن الطريق خطرة جدا خاصة أثناء الغارات الجوية التي تتصاعد وتيرتها.

 

ومع ذلك، يتنقل كثير من السوريين ذهابا وإيابا بين فليطة وعرسال لمعاينة منازلهم وإحضار الطعام لمن بقوا في القرية.

 

ويقوم أبو عبدو -وهو من مواليد فليطة الذين غادرت عائلاتهم إلى عرسال- بتزويد مقاتلي المعارضة بالوقود عبر شاحنته، ويقول إنه يدفع تكلفة ذلك من جيبه.

 

لقد سقطت مدينة القصير السورية المتواجدة على مقربة من الحدود اللبنانية بأيدي النظام السوري في يونيو/حزيران 2013، وذلك بعد دعم مقاتلي حزب الله القوات النظامية وخوض معركة دامت أسابيع، كان ذلك يشكل خسارة رمزية كبيرة للثوار الذين احتلوا عناوين الصحف العالمية، ولهذا يؤكد أبو عبدو “نحن صرنا لاجئين ويا دوب معنا مصاري تكفينا، بس بالرغم من هيك نشيل اللقمة من فمنا حتى نطعم الثوار.. ما بدنا الحزب يدخل على فليطة مثل ما دخل على القصير”.

 

“يا مقاوم روح الله معك.. القصير بتشهد والنبك”.. هكذا تقول الأنشودة نفسها التي تدعم حزب الله، وكلما أمعن عودة في الاستماع لهذه الكلمات المستفزة بدا انزعاجه واضحا.

 

أخذ صديق عودة الجالس قربه في السيارة الهاتف، واستبدل الأنشودة بأنشودة تدعم المقاتلين على الإيقاع نفسه للأنشودة الأولى.. “احفر قبرك في يبرود.. حلمك نصرك في يبرود.. أوهامك يا حزب اللات”.

 

تبسم عودة وقال “أنا أحبها بهذه الصيغة.. وسأذيعها للثوار من خلال جهاز اللاسلكي.. ستكون يبرود بإذن الله مقبرة لحزب الشيطان”.

 

تلة الثلاجة.. موقع جديد بيد ثوار القلمون  

وسيم عيناوي-القلمون

أعلن ثوار منطقة القلمون السورية قبل أيام سيطرتهم بالكامل على تلة الثلاجة الواقعة في قرية فليطة، بعد عملية مشتركة لعدة فصائل تابعة للجيش السوري الحر وجبهة النصرة.

 

وتلة الثلاجة منطقة إستراتيجية تشتهر ببرودتها، وتطل على مساحات واسعة تقع تحت سيطرة قوات النظام وحزب الله اللبناني، وقد سببت قلقا لثوار القلمون فترة طويلة بسبب مرتفعاتها العالية.

 

وتأتي عملية السيطرة على تلة الثلاجة ضمن سلسلة معارك خاضتها المعارضة المسلحة مؤخرا في القلمون، مستغلة الضغط الكبير في الداخل اللبناني على حزب الله.

 

ويوضح الناشط الإعلامي أحمد القصير أن هذه العمليات تهدف للسيطرة على تلال إستراتيجية تعتبر المفتاح الأساسي للسيطرة على بعض القرى.

 

بسط النفوذ

ويضيف أن السيطرة على تلة الثلاجة ضرورية لبسط المعارضة نفوذها مجددا على فليطة الواقعة حاليا تحت قبضة النظام، ويشير إلى أنه لم يكن بالإمكان التقدم باتجاه القرية دون السيطرة على التلة.

 

ويشير إلى أن النظام رد على عملية السيطرة بقصف جوي عنيف بالطيران الحربي والمدفعية، وبالراجمات من النقاط المحيطة بقرية فليطة.

 

ويؤكد أن القصف استمر ساعات طويلة حتى بعد سقوط التلة، بل طال مساحات واسعة بالمنطقة في عملية انتقامية.

 

وأوضح الحساب الرسمي لجبهة النصرة على موقع تويتر أن خسائر حزب الله والنظام كانت فادحة، إذ فاقت 25 قتيلا، مشيرا إلى أن بعض الجثث ما تزال بيد الثوار.

 

وأكد القائد الميداني في تجمع القلمون الغربي النقيب أبو عمر هذه المعلومات.

 

وقال إن عنصر المفاجأة كان عاملا رئيسيا في سقوط هذا العدد من القتلى الذين كان معظمهم من حزب الله، وفق روايته.

 

ويضيف للجزيرة نت أن العملية تمت بعد تحضير دام أسبوعا كاملا، وبمشاركة أكبر الفصائل الموجودة في القلمون ضمن غرفة عمليات واحدة.

 

الفصائل المشاركة

وأوضح أن أبرز الفصائل المشاركة في العملية هي جبهة النصرة، وتجمع القلمون الغربي، إلى جانب فصائل أخرى، وقال إنهم غنموا عتادا متوسطا وخفيفا وآلية مدرعة لم تتضرر من المعركة.

 

ويصف أبو عمر معركة السيطرة على تلة الثلاجة بالمفصلية، على الرغم من أن كتائب الثوار لم تتقدم باتجاه المدن التي تعتزم طرد قوات النظام وحزب الله منها.

 

ويعلل ذلك بأن سياسة الاستنزاف الكبير كانت الأكثر جدوى في الفترة الأخيرة، وأنها ستجبر قوات النظام وحزب الله على الانسحاب من مدن بالقلمون، وفق تقديره.

 

ويضيف أن السيطرة تباعا على تلال إستراتيجية، كتلة الثلاجة، ستقود المعارضة لبسط نفوذها على قرى بالقلمون مثل فليطة ورأس المعرة.

 

اتهامات لقوات النظام في حماة بخدمة من يدفع  

المثنى الحارثي-حماة

ثلاث سنوات مرت وقوات النظام السوري تحكم سيطرتها على مدينة حماة بشكل كامل، فلا يخلو حي أو شارع في المدينة من حاجز لهذه القوات، وسيرتهم مليئة بأعمال القتل والقنص وأعمال السلب والنهب للبيوت أثناء حملات الاعتقالات، بالإضافة إلى التخريب الممنهج.

 

ويتحدث أحمد -وهو صاحب أحد المحلات التجارية في سوق حماة- للجزيرة نت عن أنه إذا أراد أحدهم تحصيل أي مبلغ مالي من أحد التجار فما عليه إلا أن يقصد تاجرا معينا -لم يشأ ذكر اسمه- ليقوم بإحضار الشبيحة أو عناصر من قوات النظام من أجل تحصيل ذلك المبلغ، مضيفا “إن كنت تعرف العناصر بشكل شخصي فيمكنك الذهاب إليهم مباشرة”، حسب قوله.

 

أما ماهر -وهو طالب في الثانوية- فيروي حادثة كان شاهد عيان عليها قائلا: “حصلت مشكلة في المدرسة بين طلاب في الثانوية، فما كان من أحدهم إلا أن خرج ووقف عند باب المدرسة واستدعى عناصر الحاجز الذين يعرفهم”.

 

ويضيف للجزيرة نت “لبت العناصر نداءه فجاؤوا بسيارات عليها رشاشات ونزلوا مسرعين، وبعد أن حدثهم الشاب حول ما جرى قاموا بضرب الطلاب ضربا مبرحا ثم انسحبوا مجددا إلى مواقعهم”.

 

تدخلات سافرة

ويتحدث أبو فاروق -وهو ناشط من المدينة- عما جرى بكلية الآداب، قائلا إن شبانًا ليسوا طلابا حاولوا الدخول إلى حرم الجامعة وعندما منعهم أمن الجامعة من الدخول استدعى أحدهم عناصر من قوات النظام فقام أحدهم برمي قنبلة في ساحة الجامعة ولحسن الحظ لم تنفجر القنبلة وإلا لأودت بحياة الكثيرين، حسب قوله.

 

ويضيف “قبل أيام، حصلت سرقة لأحد المحلات التجارية في وسط المدينة وتم إفراغ محتويات المحل بالكامل مع العلم أن المحل يبعد 20 مترا فقط عن حاجز الحزب القديم في وسط المدينة مما يشير بأصابع الاتهام إلى عناصر الحاجز نفسه أو أنهم قاموا بغض النظر عن السارق لكونه متفقا معهم”.

 

أما في دوائر الدولة المسؤولة عن تسيير أمور المواطنين، فتبدو ظاهرة تدخل قوات النظام جلية حسب موظفين يعملون فيها.

 

ويؤكد محمد -وهو موظف في دائرة النفوس التابعة للنظام السوري- أنه يتعرض يوميا هو وزملاؤه لمضايقات من قبل عناصر الأمن والشبيحة الذين يأتون مرافقين للمراجعين ويفرضون عليهم تسيير أمور المراجعين بشكل مستعجل أو غير قانوني.

 

ويضيف للجزيرة نت “يكفي أن يأتيك عنصر يحمل بندقيته على كتفه مع أحد المراجعين حتى تفهم أنه يجب عليك أن تقدم الخدمات لذلك المراجع وأن تنهي له ما يريده بالسرعة القصوى حتى ولو خالفت جميع القوانين، فتلك البندقية على كتف العنصر هي تهديد ضمني بالموت أو الاعتقال”.

 

مبادرة دي ميستورا الشفهية على طاولة الائتلاف السوري

دبي – قناة العربية

 

يناقش الائتلاف الوطني السوري في اليوم الثاني من اجتماعاته في اسطنبول المبادرة الروسية وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وأكد عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور بدر جاموس أن الاجتماع الثامن عشر للهيئة العامة للائتلاف ناقش في يومه الأول آخر التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية.

 

وانتقد جاموس دعوة روسيا لمؤتمر عام في موسكو لأطراف المعارضة، مشيراً إلى أن هناك تحفظات عديدة عليها، من بينها آلية الدعوة. وطالب جاموس بوجود أطراف حقيقية تمثل الشعب السوري.

 

وكان العديد من الانتقادات قد وجه إلى المبادرة الروسية، أو ما بات يعرف بلقاء موسكو، لاسيما لجهة دعوتها أطرافا وشخصيات معارضة بصفتهم الشخصية وليس بصفتهم يمثلون كيانات سياسية لها حضورها وتمثيلها.

 

وفاة أب سوري حاول حماية طفلته من الصقيع

العربية.نت

أفادت مصادر إعلامية يونانية يوم الجمعة بالعثور على طفلة سورية تبلغ من العمر 4 سنوات إلى جانب جثة والدها، الذي كان يحاول حمايتها من البرد في “إيفروس” شمال اليونان.

 

وفي التفاصيل أن فلاحاً عثر على الطفلة والجثة على بعد 300 متر من نهر “إيفروس” وأبلغ السلطات المعنية بالأمر، وبحسب الأوراق التي عثر عليها مع الرجل فهو يحمل الجنسية السورية، ويبلغ من العمر 32 عاماً. ونقلت جثته للمشفى الجامعي في ألكسندربولوس، ولم تصنف الحادثة على أنها ناجمة عن جريمة.

 

وقد رجح المعنيون أن الطفلة كانت قد قضت 10 ساعات مع والدها قبل العثور عليها وتحويلها للمشفى الجامعي، حيث تلقت الإسعافات الأولية، قبل أن يبلغ الأطباء منظمة “ابتسامة طفل” عنها. ووصل الأخصائيون الاجتماعيون إلى المستشفى مع المنقذين لأخد الطفلة إلى تيسالونيكي، حيث أدخلت المستشفى العام للمدينة، وجرى فحصها وتقييم حالتها الصحية، وبعد أن وجد الأطباء أنها في صحة جيدة، بدأت منظمة “ابتسامة طفل” بالتعاون مع منظمات عالمية جهود عملية إعادة جمعها مع عائلتها.

الائتلاف السوري يناقش انتخاب رئيسه ولقاء موسكو

دبي – قناة العربية

 

انطلقت الجمعة في اسطنبول اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري، لانتخاب رئيس جديد للائتلاف وهيئة رئاسية وأمين عام وهيئة سياسية.

 

وستستمر ثلاثة أيام يناقش فيها المجتمعون عدة قضايا منها الوضع الميداني والملفات الداخلية والحراك السياسي لا سيما اجتماع موسكو المرتقب.

 

وقد تسرب منذ فترة أسماء ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس الائتلاف هم ميشيل كيلو ورياض حجاب وموفق نيربية، لكن الأخير أعلن تراجعه وعدم نيته الترشح لكن الائتلاف لم يعلن عن أية أسماء. وبحسب تصريحات أعضاء في الائتلاف فإن الشخصية المنتخبة ستكون توافقية وفق قاعدة من سيقود فريق الائتلاف في المرحلة السياسية الحالية وليس على سبيل إقصاء أي أحد خارج إطار المشاركة في العملية السياسية.

 

كما سيبحث الائتلاف في اجتماعه خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والتوصل إلى موقف موحد حولها إلى جانب بحث الملفات الميدانية والحوار مع باقي فصائل المعارضة السورية الجارية في القاهرة بالإضافة إلى المشاركة في مؤتمر موسكو المزمع عقده في السادس والعشرين من يناير الحالي في العاصمة الروسية.

 

وقد يشكل اجتماع موسكو المرتقب صلب المباحثات لا سيما أنها أخذت حيزاً كبيراً من الأخذ والرد والتصريحات كان آخرها تحفظ الائتلاف وهيئة التنسيق الوطني على صيغة الدعوة الروسية للاجتماع فالائتلاف يصر على دعوته كائتلاف معترف فيه من 120 دولة رافضاً توجيه الدعوة لأفراد أو أعضاء فيه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى