أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 10 كانون الأول 2011

جمعة دامية في سورية والجامعة تنتظر رد المعلم

نيويورك – راغدة درغام؛ الرياض – ميسر الشمري؛ الدوحة – محمد المكي احمد؛ دمشق، انقرة – ا ف ب، رويترز

اكد نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي لـ «الحياة» ان الجامعة تنتظر الآن رد سورية على الرسالة التي وجهها الامين العام نبيل العربي الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في شأن الشروط السورية للتوقيع على بروتوكول المراقبين. وقال: «بعدما رد الأمين العام على وزير الخارجية السوري فاننا (في الجامعة العربية) ننتظر ردا من الاخوان في سورية في شأن ما اذا كانوا موافقين على تحديد موعد للتوقيع على البروتوكول، وبعد ذلك فان التطورات هي التي تفرض الخطوة المقبلة»، واوضح بن حلي ان اجتماع اللجنة الوزارية ومجلس الجامعة ينتظر الرد السوري وبالتالي فلا اجتماع اليوم للجنة العربية في قطر.

من جهتها قالت وزارة الخارجية السورية امس انها «تدرس» الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سورية. وقال جهاد مقدسي الناطق باسم الوزارة انها «تسلمت رد معالي الامين العام وما زال قيد الدراسة».

واوضح بن حلي ان الأمين العام للجامعة رد على المعلم بعدما اجرى مشاورات مع رئيس اللجنة العربية رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وأعضاء اللجنة وعدد من وزراء الخارجية العرب وإن «الأمر المنتظر هو رد الاخوان في سورية».

وردا على سؤال عما تضمنه رد العربي اكتفى بن حلي بالقول: «هناك أمور رد عليها الأمين العام وهي أننا كأمانة عامة للجامعة لا بد من الرجوع الى المجلس الوزاري العربي (وزراء الخارجية) للبت في الشروط (السورية) أو القرارات» التي اتخذها الوزراء العرب في وقت سابق.

في هذا الوقت أكد مصدر مسؤول في الجامعة أن هناك محاولات عربية ودولية لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي في مقابل إيجاد ملاذ آمن له وعائلته وضمان عدم ملاحقته قضائيا.

وقال مستشار الأمين العام للجامعة خالد بن نايف الهباس لـ «الحياة» :»ان هناك محاولات لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن الحكم مقابل إيجاد منفى آمن له ولعائلته»، مشيرا إلى أن هناك دولاً عربية وعالمية «تتمنى أن يتنحى الأسد وأن هذه الدول ترغب في إيجاد حل للأزمة في سورية على غرار الحل للأزمة في اليمن».

وأشار الهباس إلى أن الجامعة العربية ليست طرفا في المحاولات، لكنها أحيطت علما بها، وهناك دول عربية عرضت على الرئيس الأسد استضافته وعائلته إحساسا من هذه الدول بخطورة الوضع على المنطقة.

وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن دولة الإمارات العربية المتحدة عرضت على الأسد استضافته وعائلته، وأن دولاً كبرى قدمت ضمانات للرئيس السوري بعدم ملاحقته قضائيا في حال قبل التنحي عن الحكم وتسليم السلطة سلميا.

ولفتت المصادر التي تحدثت إلى «الحياة» إلى أن هناك خيارات غير عربية عرضت على الأسد، من بينها إيجاد منفى آمن له ولعائلته في أوروبا الشرقية.

من جهة اخرى قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو امس ان بلاده لا تستطيع ان تبقى متفرجة اذا وجدت ان مواجهة الامن السوري للانتفاضة ستهدد الامن في المنطقة. وكانت تركيا اعلنت الشهر الماضي انها لا تريد التدخل عسكرياً في سورية، لكنها مستعدة «لأي سيناريو»، بما في ذلك انشاء منطقة عازلة على الحدود مع جارتها الجنوبية. وتخشى تركيا ان يؤدي تفاقم النزاع الطائفي في سورية الى الامتداد الى داخل حدودها، بما يشكل خطراً على امنها الداخلي.

وعلى الصعيد الميداني شهدت المدن السورية اضراباً عاماً امس في ما سمّي «اضراب الكرامة». وانتشرت قوات الامن بكثافة واقامت الحواجز عند مداخل المدن وفي داخلها. وعمت التظاهرات مدن حمص وحماة ودير الزور وادلب ودرعا التي ما تزال خطوطها الهاتفية وامدادات الكهرباء فيها مقطوعة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان نحو 40 شخصاً قتلوا في المواجهات امس، معظمهم في محافظة حمص، كما قتل ثلاثة ضباط منشقين، اثنان منهم في حماة والثالث في حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة دارت في ريف دمشق بين مجموعة من المنشقين وقوات الامن في بلدتي سقبا ودوما. ودعت المعارضة السورية الى اضراب عام اعتباراً من غد الاحد والى اعلان العصيان المدني.

ورد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على تشكيك الرئيس الاسد باعداد القتلى، فاكد ان العدد الذي نشرته المنظمة الدولية وتجاوز اربعة آلاف منذ آذار (مارس) الماضي تم الحصول عليه من مصادر مختلفة، وهي مصادر «تحظى تماما بالمصداقية».

وفي نيويورك يتجه مجلس الأمن الى دعوة المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي لتقديم إحاطة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية يوم الثلثاء المقبل. وأكدت بيلاي أستعدادها لتقديم معلومات موثوقة الى مجلس الأمن حول «جرائم جدية ترتكب في سورية». وقال ديبلوماسي غربي «إن السفير السوري سيكون مرحباً به خارج الجلسة وعليه أن يجد طريقة لتلقي أجواء الجلسة من أصدقائه في ما لو بقي لديه أصدقاء».

وأوضحت مصادر مجلس الأمن أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال قادت التحرك لدعوة بيلاي الى هذه الجلسة. وأضافت أن التحرك الأوروبي حظي بتأييد غالبية أعضاء المجلس «وأن الفوز مضمون بأكثرية الأصوات اذا احيل طلب عقد الجلسة على التصويت الإجرائي بين أعضاء المجلس».

واشنطن حذّرت الأسد من اقتحام حمص: سيكون مسؤولاً عن كل شخص يُقتل

وقت حذّرت واشنطن السلطات السورية من شن هجوم واسع على حمص المدينة الاكثر اشتعالاً في وجه النظام، تحدثت “الهيئة العامة للثورة السورية” عن سقوط 44 قتيلاً برصاص قوى الامن السورية معظمهم في حمصن لدى قمع تظاهرات خرجت في “جمعة إضراب الكرامة”. وصدر التحذير الاميركي عقب تحذير تركي من ان انقرة لن تقف مكتوفة اذا هددت حملة قمع الاحتجاجات في سوريا الامن الاقليمي. وأعلنت وزارة الخارجية السورية انها “تدرس” رد جامعة الدول العربية على طلبها رفع العقوبات في مقابل استقبال مراقبين. (راجع العرب والعالم)

وصرّحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بأن الرئيس السوري بشار الاسد سيعتبر مسؤولاً عن كل شخص تقتله القوات السورية.

وقالت: “نحن نشعر بقلق بالغ من تطورات الاحداث في حمص. واستناداً الى معلومات نشرت اليوم، فإن الحكومة (السورية) في صدد التحضير لهجوم واسع على مدينة حمص”.

واشارت الى دعوة الجامعة العربية القيادة السورية للسماح بنشر مراقبين تابعين للجامعة في سوريا. كما دعت دمشق الى السماح للصحافيين الاجانب الدخول.

ولاحظت ان نظام الاسد كانت أمامه “فرصة جيدة لاثبات كونه ليس وراء اعمال العنف، لكنه قرر عكس ذلك”. وشددت على انه “في حال حصول الهجوم (على حمص)، لا يمكن (السلطات السورية) التنصل من مسؤولياتها”.

وخلصت الى “اننا نرى ان الرئيس الاسد يتحمل المسؤولية عما تفعله قوى الامن في بلاده، على رغم تصريحاته بعكس ذلك على شاشات التلفزيون”.

وفي لندن، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط السير بورت في بيان “ان الحكومة البريطانية تعرب عن بالغ قلقها من معلومات عن نشر تعزيزات من قوات الامن وعربات مدرعة في مدينة حمص المحاصرة… على الحكومة السورية ان تسحب فوراً قواتها من حمص وتتصرف مع ضبط النفس”.

دمشق تهاجم “الإي بي سي”

وفي دمشق، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي في مؤتمر صحافي بأن شبكة “إي بي سي” الاميركية للتلفزيون تعمدت تشويه مضمون حوار الاسد مع الشبكة.

وقال ان اللقاء استغرق 47 دقيقة، لكن ما بث هو سبع دقائق فقط في برنامج “صباح الخير أميركا”، و12 دقيقة أخرى مساء، مشيرا الى أنه أجري مونتاج متعمد للموضوع بشكل يسيء الى الاسد وسوريا معا.

وبث المقدسي خلال مؤتمره الصحافي مقاطع مما قاله الرئيس السوري وما عرضته القناة يتضح منها ان فقرات من الحوار حذفت لتظهر الاجابة وكأن الرئيس السوري ينفي مسؤوليته عن جرائم القتل التي حدثت، لكن النص الاصلي كان نفيه لقول المذيعة “قواتك” قائلا “هي ليست قواتي لكنها القوات السورية”.

وأشار الناطق الى ان القناة حاولت الوقيعة بين سوريا والامم المتحدة، فأظهرت الرئيس السوري يقول ان الامم المتحدة منذ زمن ليست ذات صدقية وإن وجود مندوب لسوريا هو لعبة نلعبها.

وأوضح التسجيل.. الكامل للحوار ان الرئيس السوري انتقد المؤسسة الدولية قائلا ان للأمم المتحدة نجاحات وفشلا وكان الفشل في ما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط وتاليا هي ليست ذات صدقية في ما يتعلق بالقرارات التي تخص المنطقة.

ولفت الى حذف الانتقادات التي وجهها الاسد الى الادارة الأميركية وأظهرت الحوار وكأن الرئيس السوري بعيد عن الواقعية، في حين أنه أشار الى انه لا حكومة تقتل شعبها الا اذا كان رئيسها مجنونا، وبالنسبة الي لقد جئت الى السلطة باختيار شعبي، لكن المجنون هو من يقتل آلاف الاميركيين في افغانستان ومن ينفق التريليونات لحماية مصالح المحتلين.

بان كي – مون

¶ في نيويورك (علي بردى) انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون  الأسد لتهجمه على المنظمة الدولية وصدقيتها، فأكد أن ثمة معلومات “موثوقا بها للغاية” أن قواته قتلت أكثر من أربعة آلاف شخص. وأفادت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي بصورة منفصلة أنه خلافاً لما قاله الأسد، فإن السلطات السورية تسلمت تقرير لجنة تقصي الحقائق عن الأحداث الدامية في سوريا.

وتوصل أعضاء مجلس الأمن، بعد “كباش” فرنسي – روسي، الى اتفاق على الإستماع الى إحاطة من بيلاي عن أوضاع حقوق الإنسان في كل من سوريا وفلسطين بعد ظهر الإثنين المقبل. وعلمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية أن “سجالاً احتدم” بين رئيس المجلس للشهر الحالي المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين ونظيره الفرنسي جيرار آرو. وأوضح ديبلوماسي أن الغالبية وافقت على الإستماع الى بيلاي مع “طلب الصين أن تشمل هذه الإحاطة وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، مشيرا الى أن تشوركين “اغتنم هذه الفرصة ليدعو الى جلسة يحق فيها لأي عضو أن يتحدث عن أوضاع حقوق الإنسان في الشرق الأوسط عموماً في جهد لعدم حصر احاطة بيلاي بالوضع في سوريا”.

غير أن آرو “اعترض بشدة” على الإقتراح الروسي، ملوحاً بطلب “تصويت اجرائي” على هذه المسألة عارفاً أنه سيحصل على الأصوات التسعة الكافية لمصلحته و”هذا ما دفع تشوركين الى التراجع والموافقة على ابقاء الأمر محصوراً بسوريا وفلسطين” وفي “جلسة مغلقة”.

تركي الفيصل

¶ في فيينا، قال مدير المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل الذي لا يتولى أي منصب عام الآن، إن جامعة الدول العربية لن تقف مكتوفة وتسمح باستمرار “المذبحة” للشعب السوري. وأعرب عن اعتقاده أن اجراءات عقابية اضافية ستفرض على سوريا في المستقبل القريب.

زيباري: الحكومة العراقية تقيم اتصالات مع معارضين سوريين في الداخل والخارج

أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة مسجلة بثت مساء الجمعة، أن الحكومة العراقية تقيم اتصالات مع معارضين سوريين من غير المعارضة المسلحة في الداخل والخارج، وأن هذه الاتصالات ستكون “مفتوحة أكثر”.

وقال زيباري في المقابلة التي بثت على قناة “العراقية” وخصص جزء كبير منها للأحداث في سوريا، “لدينا اتصالات مع المعارضين (السوريين) في الداخل والخارج، ولكن (المعارضة) المسلحة لا علاقة لنا معها”.

وأضاف “العلاقات والاتصالات موجودة ولكنها ستكون مفتوحة أكثر”، مشيرا إلى أن “موقفنا جيد والقيادات الحقيقية للمعارضة تقدر موقف العراق”، في إشارة إلى تحفظ العراق على فرض العقوبات الاقتصادية ضد سوريا التي أقرت في الجامعة العربية.

كما أكد زيباري أن “المطلوب من أصدقاء سوريا إفهامها بتنفيذ هذه المبادرة (العربية)، وهو من مصلحة سوريا وشعب سوريا، ولذلك فإن الدول التي لها علاقات ومصالح يمكن أن تلعب هذا الدور”، موضحاً أن “الرسالة التي تنقل سوف تكون محاولة توضيح للقيادة السورية”.

(ا ف ب)

أوروبا تدعو دمشق للتجاوب مع المبادرة العربية

سوريا تدرس رد العربي … وحمص تشتعل .. الريـاض تتـحـدث عـن عقـوبات إضافـيـة قـريبـة

أعلنت دمشق، أمس، أنها لا تزال تدرس الرد الذي تلقته من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي حول بروتوكول المراقبين، موضحة انه «لا يوجد حتى الآن دخان لا ابيض ولا اسود»، فيما حذر الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل دمشق من أن الدول العربية لن تسمح «باستمرار المجزرة» ضد الشعب السوري، معربا عن اعتقاده بأن الدول العربية ستفرض عقوبات إضافية «في المستقبل القريب»، وذلك بعد ساعات من توجيه أنقرة تحذيرا شديدا لسوريا من أنها ستتحرك لحماية نفسها إذا شكلت حملة القمع تهديدا للأمن الإقليمي.

وأيد قادة الاتحاد الأوروبي، بعد اجتماعهم في بروكسل أمس، «الإجراءات التي اتخذتها جامعة الدول العربية بخصوص سوريا»، ودعوا «النظام السوري للتعاون مع خطة العمل العربية بشكل كامل». وحثوا «أعضاء مجلس الأمن على الاضطلاع بالدور المنوط بهم تجاه دمشق على ضوء الأعمال القمعية التي تقوم بها السلطات ضد المواطنين».

وقال نشطاء إن «24 شخصا قتلوا، بينهم 10 في حمص»، فيما أعربت واشنطن عن «قلقها البالغ إزاء تطورات الأحداث في حمص. وقالت انه «بحسب معلومات نشرت، فإن الحكومة (السورية) بصدد التحضير لهجوم واسع على مدينة حمص».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في مؤتمر صحافي خصص لعرض مقتطفات حذفت من مقابلة الأسد مع «اي بي سي»، إن «المقابلة كان هدفها الاصطياد بالماء العكر وتم اقتطاع كلام الرئيس الأسد من أجل ضرب سوريا بمكون أساسي من مكوناتها (القوى الأمنية)».

وأعلن مقدسي أن السلطات السورية «تدرس» الرد الذي تلقته من العربي على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا. وقال «المعركة هي معركة إعلامية، وسنسير بالدبلوماسية حتى النهاية… ووصلنا رد الجامعة العربية ولا يوجد حتى الآن دخان لا ابيض ولا اسود لكن الرهان يبقى على الشعب السوري والحل السوري». وبدأ العربي زيارة إلى الدوحة، للمشاركة في «المنتدى الدولي الرابع لتحالف الحضارات».

تركي الفيصل

وحذر الأمير تركي الفيصل، في مؤتمر في فيينا، دمشق من أن الدول العربية لن تسمح «باستمرار المجزرة» ضد الشعب السوري، معربا عن اعتقاده بأن الأسد لن يتنحى «طوعيا».

وقال ان «الجامعة العربية لن تقف مكتوفة الأيدي وتسمح باستمرار المذبحة ضد الشعب السوري». وأضاف «تم فرض عقوبات، وأعتقد ان إجراءات إضافية ستتخذ في المستقبل القريب».

وعما اذا كان هناك أي احتمال بأن تساعد السعودية في التوسط في اتفاق لنقل السلطة مثلما فعلت مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قال الأمير تركي «لا اعتقد ذلك، لان الرئيس اليمني وقع في النهاية على الاتفاق رغم التأجيل ومحاولة التعطيل لكسب الوقت». وتابع «من الصعب حمل بشار الاسد على التوقيع على اتفاق» مماثل، مشيرا الى ان «الجامعة العربية والمجتمع الدولي عرضوا على بشار الأسد الفرصة لايجاد مخرج لكنه رفض، وهذا امر يدعو للاسف لانه يعني المزيد من إراقة الدماء».

وقال إن من الصعب معرفة كيفية التصرف مع الأسد الذي ينفي إصدار اوامر لقواته بقتل المتظاهرين المسالمين. وأضاف «هناك رئيس ينفي ببساطة ارتكاب اي أخطاء»، مضيفا ان هذا النوع من القيادة «غير مقبول».

داود أوغلو

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، في أنقرة، ان «تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأحد، لكن إذا لاح خطر على الأمن الإقليمي حينها لن يكون بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي». وأضاف «إذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في وجود لاجئين فإنها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضا، لذا فإننا لدينا مسؤولية وسلطة لأن نقول لهم كفى».

واعتبر انه إذا كان الأسد صادقا فعليه أن «يعاقب» قتلة معارضي النظام، وأن «يوافق على نشر مراقبي الجامعة العربية». وأضاف «ما زال بإمكانه أن يفعل ذلك».

وردا على دعوته إلى التعليق على تصريحات الأسد التي أكد فيها انه لم يأمر بقتل المتظاهرين، اعتبر داود اوغلو أن هذه التصريحات بمثابة «اعترافات». وقال «انه يوافق الآن على احتمال ان تكون قوات الامن قد ارتكبت خطأ». وتابع «كنت افضل ان يقول ذلك في نيسان».

وكان داود اوغلو قال، في حوار مع صحيفة «حرييت»، إن الحديث عن تدخل عسكري خارجي في سوريا مجرد شائعات، وإن الثقة التي اكتسبها حلف شمال الأطلسي من الحرب على ليبيا لا تعني تكرارها في سوريا، حيث لا تساند تركيا ولا فرنسا هذه الفكرة، كما أن الانسحاب الأميركي من العراق عامل آخر في عدم ترجيح هذا الخيار.

وحول فكرة المنطقة العازلة، قال الوزيــر التركي انه مطلب للمعارضة السورية وليســت مطلبا تركيا. وأضاف انه إذا أقيمت منــطقة عازلة فسوف يلجأ إليها السنّة، وحينها سوف يأخذ النــظام، بهذه الحجة، المنطقة الواقعة غرب خط حلب وحماه وحمص والتي تمتد إلى البحر المتوسط، كمنطقة علوية، وهذا سيفتح أمام تقسيم جغرافي لسوريا على أساس مذهبي.

لكن نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسق العام لأعمال الإغاثة والطوارئ فاليري آموس قال إن الأمم المتحدة لا تملك البيانات لتقييم ما إذا كانت الممرات الإنسانية أو المناطق العازلة التي اقترحتها بعض الدول المعنية ستكون مهمة أم لا. وأضافت «إذا لم نعرف ما هي الاحتياجات أين سنقيم تلك الممرات الإنسانية أو المناطق العازلة المقترحة؟».

وأضافت آموس، في استوكهولم، «إذا لم يكن لديهم ما يخفونه حسبما تزعم الحكومة فإنني أعتقد أن ذلك يبرر السماح لنا بأن نرى وأن يكون إعداد تقييم مناسب للآثار المترتبة على هذا بالنسبة للشعب السوري مسألة حاسمة بشكل مطلق».

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس ولندن وبرلين حصلت على الموافقة التي كانت طلبتها من الأمم المتحدة لكي يستمع مجلس الأمن الدولي إلى المسؤولة عن حقوق الإنسان نافي بيلاي بشأن سوريا، وهو ما قد يحصل «الثلاثاء.

بان كي مون

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ردا على انتقادات الأسد لحصيلة قتلى «القمع» التي نشرتها الأمم المتحدة، إن الحصيلة «ذات مصداقية».

وأكد بان كي مون، خلال زيارة لمخيم داداب للاجئين في كينيا، أن الحصيلة التي أعلنتها الأمم المتحدة حول مقتل أكثر من 4 آلاف منذ آذار الماضي «تحظى تماما بالمصداقية». وقال «كافة المعلومات ذات المصداقية تشير إلى أن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا على أيدي القوات الحكومية. وقد أوضحت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالفعل ذلك عبر كافة المصادر المختلفة وهي المصادر التي تحظى تماما بالمصداقية».

وقالت بيلاي، من جهتها، ان آخر مرة تحدثت عن الأوضاع في سوريا أمام مجلس الامن في آب كان عدد القتلى أكثر من ألفين. وأضافت «الآن العدد اكثر من أربعة آلاف. كان بالامكان انقاذ ارواح لو تقررت افعال بشكل اسرع. لست انا من يحدد نوعية ما يجب فعله، بل الامر متروك لمجلس الامن».

ووصفت بيلاي بعض الأدلة التي عرضت على الامم المتحدة وقالت ان «منها أن أباً سورياً أطلع محققي الامم المتحدة على صور لكيف تعرض ابنه البالغ الرابعة عشرة من عمره للتعذيب ومن ثم القتل». وأضافت «هذا هو ما سنطرحه على الرئيس الاسد ان كان الامر لا يتفق مع الصورة التي يصفها هو، اذ ان جهة ما تقتل المتظاهرين الابرياء هناك ونحتاج لمعرفة تلك الجهة».

العراق

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في مقابلة مع قناة «العربية»، إن «هناك جهدا مبذولا خشية خروج الملف السوري من يد الجامعة العربية وتدويله»، مضيفا إن «المبادرة العربية هي الحل الأمثل للأزمة التي تعيشها سوريا»، معربا عن أمله في إقامة حوار حقيقي يقود لتغيير الوضع السوري».

وتابع زيباري «إن المبادرة العربية قطعت مسافات طويلة جدا في حل الأزمة السورية، ولكن المطلوب حاليا هو تنفيذ بروتوكول الجامعة العربية، لأن استمرار التفاوض والجدل حول الموضوع يعني المزيد من الدماء والآلام».

وأعلن زيباري، في مقابلة مع قناة «العراقية»، ان الحكومة العراقية تقيم اتصالات مع معارضين سوريين من غير المعارضة المسلحة في الداخل والخارج، وأن هذه الاتصالات ستكون «مفتوحة اكثر»، مشيرا الى ان «موقفنا جيد والقيادات الحقيقية للمعارضة تقدر موقف العراق».

وتابع زيباري ان «المطلوب من أصدقاء سوريا إفهامها بتنفيذ هذه المبادرة (العربية)، وهو من مصلحة سوريا وشعب سوريا، ولذلك فإن الدول التي لها علاقات ومصالح يمكن ان تلعب هذا الدور». وأوضح أن «الرسالة التي تنقل سوف تكون محاولة توضيح للقيادة السورية».

وقال «لا يوجد حتى الآن قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، والناتو وأوروبا لديهم مشاكل، وأميركا مشغولة حاليا بالانسحاب من العراق والتهيئة للانتخابات». وأضاف «قراءاتنا وتوقعاتنا انه إذا لم تحصل استجابة للمبادرة العربية وقبولها بحسن نية والموافقة عليها يمكن أن تجنب سوريا مسألة العقوبات والمقاطعة، وحسب قول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فإنه في اللحظة التي توقع سوريا على البروتوكول العربي والمبادرة فإن كل المسائل الأخرى تنتفي لذلك، فإن العام المقبل سيكون حاسما بتقديري».

بريكس

وأكدت مجموعة دول «بريكس»، التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، «معارضتها بشكل قاطع لأي تدخل خارجي في شؤون سوريا».

ووجه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين رسالة باسم المجموعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تشدد على أنه «يجب استبعاد أي تدخل خارجي في شؤون سوريا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة».

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «الرسالة الروسية أحاطت الأسرة الدولية علما بالبيان المشترك الصادر عن لقاء نواب خارجية دول «بريكس» في موسكو مؤخرا، وأكد أن الصيغة الوحيدة المقبولة لحل الأزمة الداخلية في سوريا هي إجراء حوار عاجل بين جميع الأطراف بموجب المبادرة العربية وبما يراعي طموحات جميع السوريين».

وناقش وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والأردن ناصر جودة، في اتصال هاتفي، سبل المساهمة في التسوية السلمية للأوضاع المتأزمة في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن «الجانبين بحثا تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سبل المساهمة في تسوية الأزمة السورية الداخلية والعمل على إحراز التقدم في التسوية الشرق أوسطية».

وأضافت سويسرا أسماء 18 شخصا جديدا على لائحة السوريين الخاضعين لقيود في السفر، ما يرفع العدد إلى 74. وبين هؤلاء الأشخاص عسكريون وموظفون كبار في وزارة الداخلية. وأضافت ايضا اسما على لائحة الأشخاص المعنويين الخاضعين للعقوبات وهو البنك التجاري السوري. وباتت هذه اللائحة تضم 19 اسما.

ميدانيات

وأعلن نشطاء «مقتل 24 شخصا بنيران القوات السورية»، فيما أعربت واشنطن عن «قلقها العميق» من المعلومات التي نشرتها المعارضة السورية وتحدثت عن استعدادات يقوم بها النظام لشن هجوم واسع النطاق على مدينة حمص. وكانت مواقع انترنت سورية ذكرت أن القوات السورية أحكمت السيطرة العسكرية حول حمص، موضحة انه «يتم فصل المناطق لتجنب العنف الطائفي».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الرئيس السوري بشار الأسد «سيعتبر مسؤولا عن كل شخص تقتله القوات السورية». وأضافت «نحن نشعر بقلق بالغ إزاء تطورات الأحداث في حمص. وبحسب معلومات نشرت فإن الحكومة (السورية) بصدد التحضير لهجوم واسع على مدينة حمص».

وأشارت نولاند ايضا الى دعوة الجامعة العربية للقيادة السورية للسماح بنشر مراقبين تابعين للجامعة في سوريا. كما دعت دمشق الى السماح للصحافيين الاجانب بالدخول. وقالت ان نظام الاسد كانت امامه «فرصة جيدة لاثبات انه ليس وراء اعمال العنف، غير انه قرر عكس ذلك»، مضيفة انه «في حال وقع الهجوم (على حمص) فإن (السلطات السورية) لا يمكنها التنصل من مسؤولياتها».

ودعت الحكومة البريطانية دمشق الى «سحب فوري لقواتها من حمص» منددة مجددا بالعنف «غير المقبول» الذي يمارسه النظام إزاء المتظاهرين. وقال وزير الدولة البريطاني المكلف بشؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت، في بيان، «ان الحكومة البريطانية تعرب عن بالغ قلقها اثر معلومات عن نشر تعزيزات من قوات الامن وعربات مصفحة في مدينة حمص المحاصرة». وأضاف «على الحكومة السورية ان تسحب على الفور قواتها من حمص والتصرف مع ضبط النفس».

وذكرت «سانا» «توافدت حشود كبيرة إلى ساحة السبع بحرات في دمشق والكورنيش البحري بمدينة طرطوس وساحة المجاهد الشيخ صالح العلي في مدينة الشيخ بدر، كما خرجت حشود جماهيرية في مدينة صلخد بالسويداء، وفي منطقة الشدادة بالحسكة وقرية خربة الحمام بحمص والقرى المجاورة لها استنكارا لقرارات جامعة الدول العربية بحق الشعب السوري ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية، ودعما لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده الأسد».

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، ان «قوات الامن السورية فتحت النار على المدنيين في عدة بؤر احتجاجية ما اسفر عن مقتل 24 شخصا، بينهم اربعة اطفال». وأوضح ان «عشرة مدنيين قتلوا في حمص، وواحدا في ريفها، بينما قتل خمسة قرب دمشق واثنان في درعا، وأربعة في مدينة حماه واثنان في محافظة ادلب»، وأشار الى «اصابة العشرات بالرصاص».

وأضاف المرصد انه «ورغم انتشار قوات الامن بكثافة خرجت تظاهرات عدة لا سيما في درعا وإدلب وحمص وحماه ودير الزور تحت شعار «اضراب الكرامة» تمهيدا لاضراب عام متوقع الاحد».

وذكرت «سانا» «استشهد ضابط برتبة مقدم ومواطنان، بينهما فتاة، وأصيب 13 من عناصر حفظ النظام وأربعة مدنيين في اعتداءات نفذتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص ودرعا وإدلب واللاذقية، في وقت فكك فيه عناصر من وحدات الهندسة عبوات في دوما وحماه وحلب».

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ، د ب ا)

القرضاوي يفتي بجواز التدخل الدولي في سورية لوقف حمام الدم

وغليون يدعو ‘الجيش الحر’ لوقف الهجمات ضد الجيش النظامي

لندن ـ باريس ـ ‘القدس العربي’ ـ رويترز: افتى الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية والفقيه الاسلامي المعروف ان من حق السوريين الطلب من دول اجنبية وبدعم من الامم المتحدة التدخل في بلادهم في حالة فشل الدول العربية في وقف حمام الدم.

وقال القرضاوي انه كان ممن دعوا للثورات العربية قبل ان تبدأ وبعدها، وكان موقفه واحدا من اهم العوامل التي دعت الجامعة العربية لاتخاذ موقف متشدد من النظام السوري.

وقال القرضاوي في لقاء مع صحيفة ‘فايننشال تايمز’ البريطانية، ان طبيعة الثورات الشعبية في العالم العربي والتي بدت بدون قيادة هي صورة عن تغير من داخل الشعوب التي انتفضت ضد الظلم ‘واستجاب القدر لها’.

وطالب القرضاوي الدول العربية والإسلامية، ومن وصفهم بأحرار العالم، بالوقوف إلى جانب الشعب السوري، قائلا إن الثورتين اليمنية والسورية ستنتصران.

واعلن الشيخ القرضاوي أنه سيكون من حق السوريين طلب التدخل الدولي إذا لم يتمكن العرب من حمايتهم.

وكان القرضاوي ممن دعموا التدخل الاجنبي في ليبيا، ودعا في رسالة وجهها عبر قناة الجزيرة الجيش الليبي للتحرك وقتل الزعيم السابق معمر القذافي، لكن المراقبين لاحظوا انه لم يدع لقتل الرئيس السوري.

وفيما جاءت فتوى الشيخ القرضاوي بجواز طلب التدخل الدولي في سورية، قال برهان غليون زعيم المعارضة الرئيسية في سورية انه طلب من المنشقين العسكريين ان يقصروا عملياتهم على الدفاع عن المحتجين المناهضين للحكومة لكنه ابدى خشيته من الا يكون لديه النفوذ الكافي لمنع وقوع حرب اهلية.

وقال برهان غليون زعيم المجلس الوطني السوري انه حث قائد الجيش السوري الحر الذي ينضوي تحت لوائه المتمردون المسلحون على وقف العمليات بعد ان شنوا سلسلة هجمات على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال غليون في مقابلة اجرتها معه رويترز في وقت متأخر الخميس ‘نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب اهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للاخر’. واضاف ‘نريد تفادي نشوب حرب اهلية بأي ثمن.’

وقال غليون انه طلب من قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد ان ‘يقصر انشطته على حماية المتظاهرين… وألا يشن مطلقا هجمات او عمليات ضد قوات الجيش السوري.’

وقال غليون ان الاسعد وافق على ذلك لكنه اصر على ان ما يقوم به الجيش السوري الحر هي ‘عمليات دفاعية’.

وأضاف غليون ‘آمل ان يفي بوعده وان من الضروري لنجاح ثورتنا الحفاظ على طبيعتها السلمية وهو ما يعني القيام بمظاهرات شعبية’. وتابع ‘لا نريد التحول إلى ميليشيات تحارب ضد الجيش’.

وسقط الجمعة 25 قتيلا في سورية في ما اطلق عليها جمعة اضراب الكرامة وسط تحذيرات نشطاء من ‘مجزرة’ في حمص، في حين قالت الخارجية السورية انها ‘تدرس’ رد الجامعة العربية بشأن طلبها رفع العقوبات العربية مقابل استقبال مراقبين.

الى ذلك قال الشيخ القرضاوي بمقابلته مع ‘الفايننشال تايمز’ ان عودة الاسلاميين ووصولهم للسلطة امر محتوم لان ‘كل شيء ممنوع مرغوب فيه ونحن الاسلاميين كنا ممنوعين’، مشيرا الى معاناة الحركات الاسلامية في العالم العربي من بطش الانظمة الديكتاتورية ومنعها من النشاط السياسي، حيث قال ان الحركات الاسلامية والدعوة الاسلامية دائما كانت ممنوعة وبلا حظ وبدون مكان في المجتمع ‘والان وقد ذهب الطغاة فإن احدا لن يمنع الاسلاميين من اخذ موقعهم في المجتمع’.

ودعا الشيخ القرضاوي الحركات الاسلامية التي وصلت للحكم لأن تتبنى الوسطية والاعتدال وعدم فرض رؤيتها على المجتمع.

وسخر الشيخ من دعوات البعض الى فرض القيم والرموز الاسلامية على السياح في بلدان تعتمد على السياحة مثل تركيا حيث قال ان المهم هو ان يحترم الزوار قيم الدول وان لا يبالغوا في تصرفاتهم.

وقال انه دعا حزب النور السلفي الذي حقق مع الاخوان نتائج كبيرة في الانتخابات الاخيرة الى ان يتبنى تفكيرا جديدا ‘قلت لاخواننا السلفيين، هذه تجربتكم السياسية الاولى ويجب ان تتعاملوا مع الناس باعتدال وآمل ان يستجيبوا’.

ودعا الشيخ القرضاوي الغرب الى تبني رؤية جديدة للتعامل مع الاسلام. وقال ان الدول التي تشهد صحوات اسلامية وصعود الاسلاميين للحكم ستتعامل مع الغرب واسرائيل لكنها لن تقبل بالاستضعاف، خاصة ان اسرائيل فرضت سياساتها بالقوة.

وعبر الشيخ عن اعجابه بالنموذج التركي مع انه قال انه لا يوجد حتى نموذج تام للدولة الاسلامية اليوم. ويحظى الشيخ القرضاوي بمكانة في العالمين العربي والاسلامي وأيد الكفاح الفلسطيني، وهو مؤلف لاكثر من مئة كتاب، ويعيش في قطر التي منحته جنسيتها منذ خمسين عاما، ويشاهد برنامجه ‘الشريعة والحياة’ على قناة الجزيرة الملايين كل اسبوع.

واشارت الصحيفة ايضا الى ان هناك من ينتقدونه لانه برر قمع المواطنين في البحرين لتأييده حكومات دول الخليج بأن اعتبرها اضطرابات طائفية، ولم يدعم الانتفاضة الشعبية في المنامة.

والقرضاوي ممنوع من السفر الى امريكا وتعرض لهجوم من الصحافة البريطانية عام 2004 عندما دعاه عمدة لندن في حينه كين ليفنغستون لالقاء محاضرات. وهو من اهم دعاة الوسطية وترشيد الحركة الاسلامية وله فيها سلسلة من المؤلفات.

الفنانة السورية رغدة: أنا مع بشار الأسد لأخر قطرة في دمي

القاهرة- (د ب أ): هاجمت الفنانة السورية رغدة زميلتها المطربة أصالة بدعوى أنها أكثر المستفدين من وطنها، مشيرة إلى أن نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد “قام بعلاج قدمها من شلل الأطفال وهو ما أوصلها لهذه الشهرة”، واتهمتها بأنها باعت وطنها لإرضاء أطراف أخرى لم تسمها.

ونقلت صحيفة (الراي) الكويتية في موقعها الإلكتروني السبت عن رغدة قولها إن “سورية ليست تونس أو مصر لأن ثورة سورية تختلف عن تلك الدول،وقريبا ستنتهي تلك الأزمة وتلك المخططات والأجندات،ولن يحدث تدخل خارجي”.

وأضافت رغدة: “أنا مع (الرئيس السوري) بشار (الأسد) في وجه أي تدخل بسورية، فهو قائدنا للأبد وليس معنى ذلك أني مع الفساد أو بعض الرموز الفاسدة داخل سورية ولابد من محاسبتهم ونحن محتاجون لإصلاحات”.

وتساءلت رغدة :”لماذا تخرج المعارضة للخارج وتتكلم ولماذا لا يأتون لسورية ويتحدثون فنائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام نهب البلد كله وهو الآن في باريس وقد جلس مع الإسرائيليين والإخوان المسلمين”، مشيرة إلى أنها أوصلت هذه الرسائل إلى خدام عبر أحد الأشخاص المقربين من السلطة “لذلك قوطعت في التلفزيون السوري ثلاث سنوات بسبب رفضي السلام على خدام وهجومي عليه”.

وتقول رغدة: “أنا مستعدة للتحالف مع الشيطان وأي حاكم عربي ديكتاتور يقف في وجه الناتو وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية،وأقول للجميع إن الجيش السوري لم يقتل المتظاهرين،وأشعر بالضيق من تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تحدثت عـمن يجب أن يرحل ومن يبقى”.

وأكدت: “توجد منظمات أمريكية غير حكومية حصلت على تمويل من الكونجرس لتدريب 100 من شباب الجامعات من كل الدول العربية على كيفية الحشد للتظاهرات”.

وبالنسبة لمظاهرات سورية “يتم تضخيمها باستخدام برامج الجرافيك من خلال القنوات الإخبارية التي تسعى لفرض أجندة الدول التي تقوم بتمويلها،أولاد أشقائي خرجوا للمظاهرات في سورية مطالبين بالإصلاح السياسي ورفع حالة الطوارئ”.

وأشادت رغدة بقرار الرئيس بشار رفع حالة الطوارئ فورا “رغم خطورة ذلك بسبب الحدود السورية التي تختلف في طبيعتها عن بلدان أخرى”.

الامير تركي الفيصل: الدول العربية لن تسمح باستمرار ‘المذبحة’ في سورية

فيينا ـ رويترز: قال الامير تركي الفيصل وزير المخابرات السعودية السابق الجمعة ان الدول العربية لن تسمح باستمرار ‘المذبحة’ التي يتعرض لها الشعب السوري، مضيفا ان من غير المرجح أن يتنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة طواعية.

وتعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية لحل الازمة في سورية بسبب رفض الأسد خطة سلام طرحتها جامعة الدول العربية اوائل تشرين الثاني (نوفمبر).

وقال الامير تركي الذي ينظر إليه على انه صاحب نفوذ رغم عدم توليه حاليا لاي منصب عام خلال مؤتمر في فيينا ان الجامعة العربية لن تقف مكتوفة الايدي وتسمح باستمرار المذبحة ضد الشعب السوري.

وأضاف انه تم فرض عقوبات. واعرب عن اعتقاده بان اجراءات اضافية ستتخذ في المستقبل القريب.

وتدعو خطة الجامعة العربية الى عودة القوات السورية إلى ثكناتها والسماح بنشر مراقبين عرب في سورية.

وردا على سؤال عما اذا كان هناك اي احتمال بأن تساعد المملكة العربية السعودية في التوسط في اتفاق لنقل السلطة مثلما فعلت مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال الأمير تركي انه لا يعتقد ذلك، مشيرا إلى ان الرئيس اليمني وقع في النهاية على الاتفاق رغم التأجيل ومحاولة التعطيل لكسب الوقت. وتابع ان من الصعب حمل الرئيس السوري على التوقيع على اتفاق مماثل، مشيرا الى ان الجامعة العربية والمجتمع الدولي عرضا على الرئيس السوري الفرصة لايجاد مخرج لكنه رفض وهذا امر يدعو للاسف لانه يعني المزيد من اراقة الدماء.

وقال الأمير تركي ان من الصعب معرفة كيفية التصرف مع الأسد الذي ينفي اصدار اوامر لقواته بقتل المتظاهرين المسالمين. وقال ان هناك رئيسا ينفي ببساطة ارتكاب اي اخطاء، مضيفا ان هذا النوع من القيادة غير مقبول.

رئيس الاستخبارات السعودية: لا نريد ليبيا أخرى في سورية

الرياض- (يو بي اي): دعا رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز الحكومة السورية للتعاون مع جامعة الدول العربية لمعالجة الأزمة المستعرة في سورية منذ مارس الماضي، لأننا” لا نريد ليبيا أخرى في سورية”.

وحذر الأمير مقرن، وهو أخ غير شقيق للملك السعودي، من إضاعة الفرص وعدم التعاون مع الجهود العربية “التي لا تستهدف التدخل في الشؤون الداخلية لسورية أو التعدي على سيادتها الوطنية بقدر حرصها على حماية أبناء الشعب السوري من القتل”.

ونقلت صحيفة (الوطن) السعودية الصادرة السبت عن الأمير مقرن قوله “نحن لا نريد التدويل ولا نريد أن تدفعنا دمشق إليه لأنه سيأخذ الأمور إلى منحنى آخر ولن تبقى تحت سيطرة أو اختيار دمشق”.

وأوضح أن التدويل “ستكون له تبعات قد تعني التدخل العسكري وتكرار التجربة الليبية، فيما يمكن الاستفادة من التجارب التي نجحت فيها الوساطة لإخراج بعض الدول من حالة الفوضى واحتمالات الانقسام والدخول في حرب أهلية”، وذلك في إشارة إلى نجاح الجهد الخليجي في دفع أطراف الصراع في اليمن لتوقيع المبادرة الخليجية وآلياتها في الرياض والتي كفلت انتقال السلطة.

وجاءت تصريحات الأمير مقرن بن عبد العزيز، الذي قام قبل ذلك بإجراء عدة لقاءات مع الرئيس السوري بشار الأسد، عشية اجتماع لجنة المبادرة العربية الخاصة بالأزمة السورية بالدوحة.

وكانت وزارة الخارجية السورية قالت الجمعة إن السلطات “تدرس” الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سورية.

وأفاد المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي في بيان “تسلمت وزارة الخارجية رد الأمين العام وما زال قيد الدراسة”.

25 قتيلا بينهم اربعة اطفال في سورية في جمعة ‘اضراب الكرامة’ والمجلس الوطني السوري يحذر من حصول ‘مجزرة’ في حمص

حشود عسكرية كبيرة تطوق المدينة تقدر بالآلاف من الجند وعدد لا حصر له من الآليات العسكرية الثقيلة

القاهرة ـ نيقوسيا ـ دمشق ـ وكالات: قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا على يد قوات الأمن السورية في أنحاء البلاد في ما اطلق عليه جمعة ‘اضراب الكرامة’، فيما حذرت المعارضة من وقوع ‘مجزرة’ في حمص.

وقالت المجموعة إن 12 شخصا قتلوا بمحافظة حمص بوسط البلاد بينما وردت أنباء عن المزيد من حالات القتل بعدما فتحت قوات الأمن النار على محتجين معارضين للحكومة بمحافظتي حماة وادلب.

فقد قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان تسعة مدنيين قتلوا في مدينة حمص، موضحا ان القتلى سقطوا في احياء باب السباع وكرم الزيتون والبياضة بينهم طفلان في العاشرة والثانية عشرة. كما قتل طفل في الرابعة عشرة في عقرب في ريف حمص. كما اصيب 23 شخصا بجروح.

وقال المرصد ان شخصا توفي في مدينة حماة بوسط البلاد ‘متأثرا بجراح اصيب بها من قبل قوات الامن السورية’ في مظاهرة في حي طريق حلب قرب مسجد مصطفى جابر.

وفي محافظة درعا الجنوبية حيث بدأت الاحتجاجات قبل نحو تسعة اشهر، قال المرصد ان طفلة في الثانية عشرة وسيدة قتلتا في بلدة الصنمين وانخل اثر ما وصفه بإطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية، ما تسبب ايضا باصابة ثمانية بينهم ثلاثة حالاتهم حرجة.

وفي وقت سابق الجمعة حذر تجمع معارض من ‘مجزرة’ اتهم النظام بالتحضير لها في حمص، في بيان تلقته وكالة فرانس برس.

وجاء في البيان ان ‘الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها’.

واوضح البيان استنادا الى معلومات نقلها سكان حمص ان ‘حشودا عسكرية كبيرة تطوق المدينة حاليا تقدر بالآلاف من الجند ومعها عدد لا حصر له من الآليات العسكرية الثقيلة’ مضيفا ان ‘قوات النظام أقامت أكثر من 60 حاجزا في مختلف أنحاء المدينة داخل حمص وحدها’.

واضاف المجلس ان هذه ‘مؤشرات على حملة أمنية قد تصل الى درجة اقتحام المدينة بشكل كامل’.

ونبه الى ان ‘الاقدام على جريمة كهذه قد تروح ضحيتها ارواح كثيرة’ مضيفا ‘اننا نحمل النظام ومن ورائه جامعة الدول العربية ودول العالم مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين الآمنين خلال الأيام أو الساعات القادمة وتبعات ذلك على المنطقة ككل في المستقبل القريب’.

كما ناشد البيان ‘جميع المنظمات العالمية ذات العلاقة ومنظمات حقوق الانسان التحرك الفوري للضغط في المحافل الدولية من أجل توفير حماية فورية للمدنيين في حمص تحديدا وفي انحاء سورية كافة’.

واكد المجلس على ‘معرفتنا الاكيدة ومعرفة العالم اجمع بمدى وحشية هذا النظام وامكانية تكراره لجرائم كبرى على غرار جرائم مدينة حماة عام 1982’.

واوضح البيان ان ‘النظام يسوق تبريرا لجريمته المحتملة احداث عنف طائفي عمل جاهدا على اشعال فتيلها بكافة الاساليب القذرة التي تضمنت حرق المساجد وقصفها وقتل الشباب والتنكيل بهم واختطاف النساء والاطفال’.

كما اشار الى ان النظام ‘عمد (الخميس) الى احراق انابيب النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بما يسميه (العصابات المسلحة) في محاولة من جانبه لسحق المنتفضين بحجة الحرب على الارهاب’.

وفي تلك الاثناء تدور اشتباكات عنيفة في ريف دمشق بين ‘مجموعة منشقة’ وقوات الامن السورية في بلدة سقبا، وفق المرصد الذي قال ان شخصا قتل في مدينة دوما بريف دمشق واصيب 16 مواطنا برصاص الامن في حي عبدالرؤوف بالمدينة، غير انه قال ان اشتباكات ما تزال مستمرة بين الامن وما وصفه بمجموعة منشقة. وفي نفس المنطقة اعتقلت المخابرات خطيب جامع عقب صلاة الجمعة.

وشهدت محافظة ادلب بشمال غربي البلاد اطلاق رصاص وتظاهرات في انحاء متفرقة من المحافظة القريبة من الحدود التركية.

كما تحدث المعارضون عن محاصرة قوات الامن متظاهرين واطلاق النار عليهم عند خروجهم من عدة مساجد في انحاء البلاد، مع نصب نقاط تفتيش قرب المساجد بحي الجبيلة بمدينة دور الزور.

وما تزال انباء ترد من النشطاء في مناطق الاشتباكات المختلفة.

النظام السوري يمهد لمجزرة تأديبية ويستبق العصيان بقتل 35 مدنياً

• دمشق: تسلمنا ردّ الجامعة العربية وما زال قيد الدراسة

• مجلس الأمن يستمع إلى نافي بيلاي بشأن سورية

• 18 شخصاً جديداً على لائحة الممنوعين من السفر

• تركيا: لن نقف ساكنين إذا تعرض الأمن الإقليمي للخطر

بينما حذر المجلس الوطني المعارض أمس، من “أن النظام السوري يمهد لارتكاب مجزرة جماعية في حمص بهدف إخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب بقية المدن السورية المنتفضة من خلالها”، لا يزال الرصاص الوسيلة الوحيدة للنظام لقمع الاحتجاجات.

فعلى الرغم من إنكار الرئيس بشار الأسد خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة إصدار أي أوامر لإطلاق النار على المتظاهرين، أعلن ناشطو المعارضة السورية أن أكثر من 35 مدنياً قُتلوا بينهم أربعة أطفال وأصيب العشرت أمس، برصاص قوات الأمن في أنحاء متفرقة من البلاد في “جمعة إضراب الكرامة” الممهدة لإعلان العصيان المدني والإضراب اليوم.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تسعة مدنيين قُتلوا و25 أصيبوا في مدينة حمص، موضحاً أن القتلى سقطوا في أحياء باب السباع وكرم الزيتون والبياضة بينهم طفلان في العاشرة والثانية عشرة، فيما قُتل طفل في الرابعة عشرة في عقرب بريف حمص.

وفي محافظة درعا الجنوبية، أفاد المرصد بأن طفلة في الثانية عشرة وسيدة قُتلتا في بلدة الصنمين وإنخل إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن، ما تسبب أيضاً في إصابة ثمانية بينهم ثلاثة حالاتهم حرجة.

وكان “المجلس الوطني” المعارض حذر في وقت سابق أمس، من “مجزرة” اتهم النظام بالتحضير لها في حمص.

وجاء في البيان أن “الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في مدينة حمص تشير إلى أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب بقية المدن السورية المنتفضة من خلالها”.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن السلطات “تدرس” الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سورية.

وقال المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي في بيان، “تسلمت وزارة الخارجية رد معالي الأمين العام وما زال قيد الدراسة”.

في المقابل، أضافت سويسرا أسماء 18 شخصاً جديداً على لائحة السوريين الخاضعين لقيود في السفر، ما يرفع العدد إلى 74، بحسب بيان نُشر أمس. وبين هؤلاء الأشخاص عسكريون وموظفون كبار في وزارة الداخلية. وأضافت سويسرا أيضاً اسماً على لائحة الأشخاص المعنويين الخاضعين للعقوبات وهو البنك التجاري السوري. وباتت هذه اللائحة تضم 19 اسماً.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا حصلت على الموافقة التي طلبتها من الأمم المتحدة لكي يستمع مجلس الأمن إلى المسؤولة عن حقوق الإنسان نافي بيلاي بشأن سورية يوم الثلاثاء المقبل.

ومن جانبه، صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في العاصمة أنقرة أمس بأن “بلاده لا تريد التدخل في شؤون سورية الداخلية، لكنها لا تستطيع أن تقف ساكنة إذا تعرض الأمن الإقليمي للخطر، ومن واجبها أن تقول كفى لدمشق إذا عرضت أمن تركيا للخطر، بسبب القتال الذي تشنه على شعبها، وإجبار الناس على الفرار من البلاد”.

يذكر أن تركيا قالت الشهر الماضي إنها لا تريد أي تدخل عسكري في سوريا، لكنها مستعدة “لأي سيناريو”، بما في ذلك فرض منطقة عازلة داخل سورية.

(دمشق ـــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

دمشق تتهم اي.بي.سي الاميركية بتشويه تصريحات الاسد

أ. ف. ب.

دمشق: اتهمت سوريا الجمعة قناة اي.بي.سي الاميركية بتشويه تصريحات الرئيس بشار الاسد “عمدا”، خلال بثها مقابلة اجريت معه هذا الاسبوع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي ان قناة اي.بي.سي “قامت بتشويه مضمون المقابلة التي أجرتها مع الرئيس الاسد من خلال عمليات مونتاج”.

واضاف المتحدث ان القناة الاميركية “اقتطعت اجزاء من المقابلة بما يشكل حالة من التماهي بين ما بثته القناة وبين تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية قبل بث المقابلة والتي عملت الخارجية السورية على تصويبها سابقا”.

واوضح المتحدث السوري في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر الوزارة “اعتقدنا أن القناة ستبث المقابلة بالطريقة المثلى التى تعكس ما قاله الرئيس الاسد ولكن ما جرى من تشويه لم يكن مفاجئا”.

واضاف مقدسي “من حق كل قناة أن تقوم بمونتاج ولكن بما لا يؤدي الى تشويه المضمون وخاصة مع رئيس دولة وفي بلد مثل سوريا”.

وكانت سوريا اعربت الاربعاء عن استهجانها من تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية متهمة اياه ب “تشويه” تصريحات الاسد.

وفي مقابلة مع اي.بي.سي نيوز وبثت الاربعاء، نفى الرئيس الاسد اي مسؤولية عن مقتل الاف المتظاهرين في سوريا، مؤكدا ان “مجنونا” هو من يصدر امرا باطلاق النار على شعبه.

ولئن اقر الرئيس الاسد ان عناصر من القوات المسلحة قد تكون مضت بعيدا في القمع، ففانه ناى بنفسه عن المسؤولية في ذلك ، وقال “انا رئيس، ولست املك البلاد. وهذه ليست قواتي” الخاصة. واضاف “هناك فارق بين قمع سياسي متعمد وبعض الاخطاء التي يرتكبها بعض المسؤولين”.

البرلمان العربي يصف احداث سوريا ب”الابادة الجماعية

أ. ف. ب.

جدة: حذر رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الجامعة العربية السبت من استمرار “سياسة المهل” التي تمنحها للسلطات السورية معتبرا ان ما يجري حاليا في ها البلد “ابادة جماعية”.

وقال الدقباسي لفرانس برس ان “ما يحصل في سوريا ابادة جماعية ونناشد العالم ان يوقف النظام السوري عند حده (…) ونناشد الجامعة العربية ان توقف سياسة المهل التي تمنح للنظام السوري، واحذر من انها تشجعه على مزيد من القتل”.

ودعا الجامعة العربية الى ان “تحسم الامر باتخاذ اجراءات في مقدمتها وقف آلة القمع والقتل ومحاسبة القتلة على الجرائم التي ارتكبوها (…) ما يحصل في سوريا اعظم مما حصل في كوسوفو”.

وتؤكد الامم المتحدة ان اكثر من اربعة الاف شخص قتلوا برصاص القوات السورية منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري منذ منتصف اذار/مارس.

واضاف الدقباسي على هامش مؤتمر البرلمانات الخليجية في جدة ان “البرلمان العربي كان اول من ادان القمع الوحشي في سوريا (…) ونقلنا مقر الامانة العامة للبرلمان العربي من دمشق احتجاجا وسحبنا ارصدتنا”.

وحول تدويل الازمة السورية، قال ان “البرلمان العربي مع الجهود الدولية لوقف هذا القمع وهناك افكار كثيرة لكن الشعب السوري هو المسؤول عن الشان الداخلي فيما يتعلق بتدويل الازمة من عدمه”.

واشار الى “المسؤولية التاريخية للمعارضة السورية واناشدها توحيد مواقفها والتعامل باجندة واضحة بدلا من الخلافات فالشعب السوري مسؤول عن قراراته، نحن مع اتخاذ كل خطوة واجراء ملموس يوقف آلة القمع والقتل ويحاسب القتلة”.

وأفادت حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان، ان قوات الامن قتلت 41 مدنيا بينهم سبعة اطفال خلال تظاهرات الجمعة ضد النظام خصوصا قرب دمشق وحمص (وسط).

وقضى 12 مدنيا بينهم طفلان في العاشرة والحادية عشرة من العمر في حمص، وطفل آخر في الرابعة عشرة من عمره قرب قرية عقرب في هذه المنطقة، كما افاد بيان للمرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا.

وفي الشمال في حماة (210 كلم شمال دمشق) قتل خمسة مدنيين برصاص قوات الامن.

وقتل ثمانية عشر مدنيا منهم طفلان في دوما وسقبا وكفربطنة وحمورية وضمير وهي مدن في محافظة دمشق.

وقتلت امرأة وفتاة في محافظة درعا (جنوب) التي انطلقت منها التظاهرات قبل حوالى تسعة اشهر، كما اوضح المرصد السوري.

وفي محافظة ادلب قرب الحدود التركية، قتل مدنيان احدهما فتى في الخامسة عشرة من عمره في مدينة معرة النعمان. وقضى سائق سيارة اجرة برصاص اطلق عليه من حاجز في هذه المنطقة نفسها.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من اربعة الاف شخص قتلوا برصاص القوات السورية منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري منذ منتصف اذار/مارس.

وفي بيان تلقت فرانس برس نسخة منه حذر المجلس الوطني السوري من “مجزرة” اتهم النظام بالتحضير لها في حمص.

وقال ان “الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها”.

واوضح البيان استنادا الى معلومات نقلها سكان حمص ان “حشودا عسكرية كبيرة تطوق المدينة حاليا تقدر بالآلاف من الجند ومعها عدد لا حصر له من الآليات العسكرية الثقيلة”، موضحا ان “قوات النظام أقامت أكثر من 60 حاجزا في مختلف أنحاء المدينة داخل حمص وحدها”.

واضاف المجلس ان هذه “مؤشرات على حملة أمنية قد تصل الى درجة اقتحام المدينة بشكل كامل”.

وفي واشنطن اعربت المتحدثة بلسان الخارجية الاميركية عن “قلق بالغ” ازاء التقارير التي تحدثت عن استعدادات يقوم بها نظام الاسد لشن هجوم واسع النطاق على حمص.

واشارت المتحدثة بلسان الخارجية فيكتوريا نولاند الى ان الاسد سيعتبر مسؤولا عن كل شخص تقتله القوات السورية. ودعت الحكومة البريطانية دمشق الى “سحب فوري لقواتها من حمص” منددة مجددا بالعنف “غير المقبول” الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد ازاء المتظاهرين.

الغاء الاجتماع الوزاري العربي في الدوحة حول سوريا

قال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية ان الاجتماع الوزاري العربي للبحث في الملف السوري الذي كان مقررا السبت في الدوحة الغي.

واوضح هذا المصدر ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اقترح في الوقت نفسه عقد الاجتماع في السادس عشر او السابع عشر من كانون الاول/ديسمبر في مقر الجامعة في القاهرة.

وتضم اللجنة الوزارية العربية حول سوريا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزراء خارجية الجزائر وسلطنة عمان ومصر والسودان.

وكانت وزارة الخارجية السورية ذكرت الجمعة ان السلطات “تدرس” الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا.

وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم الوزارة في بيان “تسلمت وزارة الخارجية رد معالي الامين العام وما زال قيد الدراسة”.

وكان النظام السوري اعلن الاثنين استعداده لتوقيع بروتوكول مراقبي الجامعة العربية الذين سياتون الى سوريا للاطلاع ميدانيا على الوضع ومحاولة انهاء القمع الذي تقول الامم المتحدة انه اوقع اكثر من اربعة آلاف قتيل منذ آذار/مارس 2011.

وطلب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة الى الجامعة العربية نشرت الثلاثاء الغاء العقوبات التي قررتها الجامعة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر لتوقيع بروتوكول المراقبين.

وتشمل العقوبات العربية خصوصا تجميد المعاملات التجارية مع الحكومة السورية وحساباتها المصرفية في الدول العربية.

حيرة إزاء الحكمة وراء حوار الرئيس السوري مع باربرا وولترز

لقاء الأسد التلفزيوني إدانة للمؤسسة السياسية السورية في المقام الأول

صلاح أحمد من لندن

أنكر بشار الأسد في حواره الأخير مع محطة «ايه بي سي الأميركية» أنه مسؤول عن القمع الدموي للمطالبين بالحرية في بلاده. لكن القول إن هذه كذبة كبرى ما هو إلا أسهل الأحكام عليه… فهناك الكثير الذي كشفه الرئيس السوري من حيث لا يقصد.

الرئيس السوري خلال حواره مع باربرا وولترز

لندن: المعلقون الذين تابعوا لقاء بشار الاسد والمذيعة الأميركية المخضرمة باربرا وولترز على شاشة «ايه بي سي» اختاروا الطريق الأسهل على الإطلاق، وهو التركيز على «الأكاذيب» التي أطلقها الرئيس السوري.

نعم، هذه «كرة سهلة» دحرجها الأسد بنفسه، ومن حيث لا يقصد، لأولئك المنتقدين. فقد زعم أنه لم يصدر الأمر بالانقضاض على أيٍ من المتظاهرين. وليس هذا وحسب بل مضى ليزعم أن سائر المسؤولين في نظامه براء أيضا من أي أذى لحق بأولئك الذي خرجوا للمطالبة برحيله.

ولكن، تبعا لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، فإن حقيقة أن الأسد حاول إخفاء الحقائق لا تعني تلقائيا أنه سد الطريق على الذين يرغبون في التعرف إلى خبايا ما يحدث داخل سوريا ومؤسساتها.

والواقع أنه فتح لنا نافذة نطل من خلالها على أسلوب فهمه هو للتركيبة السياسية السورية واستراتيجيته المزمعة لاجتياز هذه المرحلة العسيرة في رئاسته.. فتعلمنا أشياء عدة.

من بين هذه أن بشار ليس رجل الشعب. ولنعد بالذاكرة إلى مطالع الثمانينات حين واجه أبوه حافظ الأسد انتفاضة الإسلاميين في أخطر تهديد من نوعه للنظام. فانقض عليهم بدموية تفوق التي يلطخ بها الابن يديه الآن.

ومع ذلك فقد تمكن الأب، في الآن نفسه، من الجمع بين هذه القدرة على القمع والنجاح في إقامة رابط بينه وبين السوريين وعلى حساب سلامته الشخصية في كثير من الأحيان.

 وفي هذا الصدد كتبت «نيويورك تايمز» في مارس / آذار 1982 أن حافظ الأسد ألقى خطابا في ذكرى توليه السلطة قبل أن يصعق الجميع بنزوله إلى الجماهير والسير معهم في تظاهرة لكيلومترات عدة في شوارع دمشق الرئيسة.

وكان محمولا على الأكتاف ومحاطا بحب شعبي لا مثيل له. ذلك انه كسر بنفسه الحائط الأمني المنيع الذي يحميه من رجل الشارع العادي في حدث غير مسبوق أذهل القائمين على أمنه قبل غيرهم.

قارن هذا بما فعله بشار – لجهة الالتصاق بالجماهير – حتى الآن: حوار مع هالة جابر من «صنداي تايمز» البريطانية في أواخر الشهر الماضي، ثم هذا الأخير مع باربرا وولترز على تلفزيون «ايه بي سي». لكنه لم يوجه مجرد كلمات يخاطب بها شعبه الذي يتطلع إلى سماع شيء منه في هذا الوقت الحالك.

ولهذا الأمر نفسه مغزاه المهم. فربما أبدى الرئيس السوري تأففه مما يعتبره «تخريبا» على يد الغرب (وبعض الدول العربية)، قائلا إن هذا لن يؤثر في الشعبية التي يتمتع بها داخل بلاده. لكن اختياره لمنبرين غربيين (صنداي تايمز وإيه بي سي) ليتحدث فقط عبرهما يناقض موقفه المعلن هذا.

وإحدى النقاط المهمة التي تكشف الكثير في لقائه مع وولترز هي روايته عن الكيفية التي تسلم بها السلطة في بلاده. فتبعا له نعلم أنه لم يرث السلطة عن أبيه الذي تولاها لثلاثين عاما بيد من حديد، وأن أباه نفسه لم يعدّه لخلافته ولم يكن يريد له الخلافة أصلا. كيف تسلم السلطة إذن؟ يجيب قائلا: «صرت رئيسا فقط نزولا عند رغبة الشعب»!

هذا هو نوع المناخ الذي خلقته المؤسسة السياسية السورية بحيث يتيح للرئيس إنكار أي علاقة لقوات أمنه بالعنف المخيف الذي يلاقيه المتظاهرون، وأيضا الإفراط في التوهم… فقط انظر الى قوله: «هذه ليست قواتي. إنها قوات عسكرية تابعة للحكومة». لا تعليق هنا ولكن أقل ما يمكن أن يقال هو إن شقيقه (ماهر) ضابط (برتبة عميد ركن)، وإن العابر للحدود اللبنانية – السورية يجد لافتة ضخمة تعلن له أنه يدخل «سوريا الأسد».

هذه هي المؤسسة السياسية التي تتيح لرئيسها أن يرفل كما شاء في أوهامه. ورغم أن المؤسسات السياسية قابلة، في الظروف العادية، للإصلاح، فإن السورية منها لا تخضع لهذه القاعدة لأنها لا تتعدى كونها إقطاعية حقيقية لا يمكن إزاحتها إلا عبر ثورة شاملة.

وبشكل عام فمن الصعب على المرء أن يفهم الحكمة وراء موافقة الأسد على حواره مع وولترز وما الذي كان يظن أنه سيجنيه منه وراءه. فقد بدا بمعزل عن الحقيقة والواقع، وأطلق الكلام على عواهنه فأتى بمتناقضات عديدة، وأصر، رغم كل شيء، على أنه يتمتع بوقوف الشعب السوري الى جانبه. وهكذا أصبح أول ما تعلمناه من هذا الحوار هو أن الرجل ليس جديرا بمنصبه.

واشنطن للأسد: ستكون مسؤولا عن كل قتيل

تحذيرات دولية من هجوم على حمص ومذبحة > جمعة «الكرامة» دامية > تركيا: لن نقف مكتوفي الأيدي إذا تهدد الأمن الإقليمي

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

تصاعدت المخاوف مساء أمس من تعرض مدينة حمص السورية إلى مجزرة مع محاصرتها بنحو 10 آلاف جندي وفقا للمعارضة السورية. وأبدت واشنطن ولندن قلقهما من مخاطر حدوث هجوم على المدينة، وعبرت الولايات المتحدة عن «قلقها العميق» من المعلومات التي نشرتها المعارضة وتحدثت عن استعدادات يقوم بها نظام الرئيس بشار الأسد لشن هجوم واسع النطاق على حمص. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، إن الأسد سيعتبر مسؤولا عن كل شخص قضى على أيدي القوات السورية التي قتلت منذ اندلاع الثورة في مارس (آذار) 4 آلاف شخص وفقا لحصيلة الأمم المتحدة. كما أعربت الحكومة البريطانية، في بيان، عن قلقها لأنباء الحشود التي تحاصر حمص. في غضون ذلك تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما جرى خلاله بحث التطورات الإقليمية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رد أمس على انتقادات الأسد لحصيلة قتلى القمع في بلاده التي نشرتها الأمم المتحدة، واكد بان كي مون إن الحصيلة «ذات مصداقية».

وبينما شهدت سوريا يوما داميا أمس تفاوتت حصيلته بين 24 و36 قتيلا حتى مثول الصحيفة للطبع، في مظاهرات جمعة «إضراب الكرامة», أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا حصلت على الموافقة التي كانت طلبتها من الأمم المتحدة لكي يستمع مجلس الأمن الدولي إلى المسؤولة عن حقوق الإنسان نافي بيلاي بشأن سوريا, الأمر الذي قد يمهد لتوفير ممرات آمنة للمدنيين.

بدوره، حذر وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو نظام الأسد، أمس، من أن تركيا «لن تقف مكتوفة الأيدي» إذا تعرض أمنها الإقليمي للخطر، جراء قمعه للشعب السوري.

المظاهرات تعم سوريا في جمعة «إضراب الكرامة».. والقتل يتصاعد

حي الميدان في دمشق يشتعل بالاحتجاجات وتفريق للمتظاهرين بالرصاص

جريدة الشرق الاوسط

شهدت سوريا أمس يوما دمويا جديدا، إذ قتل أمس 36 مدنيا حسب تقارير المعارضة، في جمعة «إضراب الكرامة»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إنه «في عاصمة شهداء الثورة السورية، حمص، استشهد 10 مواطنين بينهم طفلان، وفي قرية عقرب بريف حمص استشهد طفل يبلغ من العمر 14 عاما». وأضاف: «وفي ريف دمشق استشهد مواطن في مدينة دوما، وآخر في بلدة سقبا وثلاثة ببلدة كفربطنا، كما استشهدت طفلة وسيدة بريف درعا وفي مدينة حماه استشهد أربعة مواطنين واستشهد مواطنان اثنان في مدينة معرة النعمان بينهم طفل في 15 من عمره».

وخرجت مظاهرات يوم أمس الجمعة الذي كرس للدعوة إلى بدء إضراب عام يوم غد الأحد، للوصول إلى العصيان المدني العام، اعتبر ناشطون أنه وسيلة السوريين الوحيدة لإسقاط النظام، بعد المماطلة العربية والدولية، وخرجت المظاهرات يوم أمس كالعادة في أيام الجمع طيلة تسعة أشهر من عمر (الثورة) في سوريا.

وفي حمص خرجت المظاهرات في غالبية الأحياء البياضة والخالدية وباب السباع وبابا عمرو وباب هود والشماس وباب الدريب والإنشاءات والوعر وجورة الشياح والغوطة وتير معلة ودير بعلبه غيرها، وذلك رغم نشر القناصة وعناصر الأمن والشبيحة وتجول المدرعات في شوارع المدينة. وأظهر فيديو بثه ناشطون إطلاق نار على متظاهرين خرجوا في أزقة ضيقة في حي باب السباع ليحموا أنفسهم من إطلاق النار المباشر. واستمرت المظاهرة بالهتاف رغم إطلاق النار الكثيف وإلقاء القنابل الصوتية في محيط مكان المظاهرة.

كما جرى إطلاق نار كثيف وقصف على حي الإنشاءات وكذلك حي كرم الزيتون، وفي البياضة جرى قصف عنيف استهدف بعض المنازل، وقالت مصادر محلية إن القصف استمر لساعات وهشم أحد أسوار المساجد أسفرت عن إصابات عديدة بينها حالات خطيرة.

وفي ريف حمص خرجت المظاهرات في تلبيسة والحولة والقصير وتدمر والسخنة، وفي تدمر من غالبية الجوامع وتجمعت في ساحة الحرية وفي مدينة القصير أسفر إطلاق النار على المتظاهرين عن إصابة تسعة أشخاص بينهم حالتان خطيرتان.

وفي مدينة تلكلخ القريبة من حدود شمال لبنان، تم إرسال تعزيزات عسكرية وأمنية غير مسبوقة للحواجز الأمنية. وقال ناشطون إن في قرية المشيرفة القريبة من تلكلخ قامت المخابرات الجوية باعتقال كل من الناشطين ميخائيل رياض إلياس ونمر ميشيل اليوسف لوقوفهما إلى جانب الثورة علنا بعد مداهمة مكان وجودهما وإطلاق نار كثيف في المنطقة.

وفي مدينة حماه وريفها خرجت عدة مظاهرات تنتصر لحمص، وتدعو للإضراب العام، وقامت قوات الأمن بالتصدي للمظاهرات بالرصاص الحي والقنابل الصوتية. وسمع السكان دوي انفجار يترافق بإطلاق نار متفرق بعد خروج مظاهرات من معظم مساجد المدينة ظهر يوم أمس للمطالبة بإسقاط النظام. وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار على المصلين المتظاهرين في طريق حلب.

ولفتوا إلى أن الاتصالات قطعت لمدة يومين عن مدينة حماه وتم إعادة الاتصالات الأرضية فقط يوم أمس الجمعة، مع العلم أن كل ليلة منذ عدة أشهر يسمع أهالي حماه إطلاق رصاص كثيف وأصوات قنابل صوتية.

وفي مدينة دمشق العاصمة التي شهد وسطها التجاري مساء أول من أمس مظاهرة في شارع 29 أيار مقابل المركز الثقافي الروسي وتم تفريقها بإطلاق النار، وصف ناشطون حي الميدان يوم أمس بأنه كان يشتعل، لكثرة المظاهرات التي خرجت في أحيائه يوم أمس رغم الوجود الأمني المكثف. وقال ناشطون إن الشيخ أحمد معاذ الخطيب، وهو رجل دين معروف في دمشق، إنه أعلن بدأه الصيام والإضراب عن الطعام اعتبارا من يوم غد الأحد «احتجاجا على أعمال القتل والاعتقال لأبناء وبنات سوريا.. الحرية لأبناء وبنات الشعب السوري جميعا».

وفي دمشق أيضا خرجت عدة مظاهرات في أحياء العسالي القدم الحجر الأسود والقابون، وفي القابون كان هناك انتشار أمني غير مسبوق وحصار لغالبية المساجد وانتشار مكثف داخل الحارات، وجرت حملة اعتقالات مكان خروج المظاهرة مع إهانة لأصحاب المحلات هناك.

وفي ريف دمشق تم اقتحام عدة مدن وبلدات منذ الصباح بعشرات من السيارات العسكرية المملوءة بالجنود بهدف قمع المظاهرات والتي خرجت في غالبية المناطق الساخنة في ريف دمشق، وجرى قمعها بعنف. ففي عربين قالت مصادر محلية إنه حصل انشقاق في الجيش في ساحة البلدة وجرى وتبادل كثيف لإطلاق النار وتم اعتقال أطفال ونساء من البيوت وسوقهم بباصات الشبيحة وذلك خلال ملاحقة الجنود المنشقين.

وفي درعا، أطلقت قوات الأمن النار الكثيف من الحواجز المتمركزة في محيط بلدة النعيمة. منذ الصباح الباكر، وخرجت المظاهرات في غالبية بلدات وقرى حوران على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف وقطع كافة أشكال الاتصالات، وقال ناشطون إن اشتباكات بين قوات الأمن والجيش السوري وجنود منشقين من الجيش الحر جرت في بلدة تسيل في ريف حوران، أسفرت عن مقتل عنصر من الأمن وجرح العديد من رفاقه، واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات. كما تم إغلاق مدينة الصنمين ومحاصرتها بالكامل ومنع الدخول إليها والخروج منها. حيث وقعت اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر، كما شنت حملة اعتقالات واسعة في مدينة جاسم، وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي.

وفي إدلب وريفها خرجت مظاهرات بمدينة إدلب وريفها في كل من مدينة معرة النعمان وأيضا في بلدات الهبيط وكفرسجنة وحيش رغم الجو البارد والأمطار. وفي الريف الشمالي انطلقت مظاهرات أيضا في كل من: زردنا وكفردريان وسرمدا وترمانيين وتلعادة واطمة وقاح. وفي بلدة الدانا اعتقلت قوات الأمن مصطفى أحمد النجار عاما من أمام منزله. وخرجت مظاهرة حاشدة بمدينة معرة النعمان تطالب بإسقاط النظام وتؤكد التزامها بالإضراب. هذا وخرجت مظاهرات في جمعة إضراب الكرامة في شمال شرقي البلاد وشرقها في القامشلي وبلداتها وفي ريف حلب وفي دير الزور والبوكمال وغيرها من المناطق التي تعد بين بؤر الاحتجاج السورية.

المجلس الوطني السوري يحذر من وقوع مجزرة في حمص.. ويهيب بالمعنيين حماية المدنيين

إدلبي لـ «الشرق الأوسط»: 10 آلاف جندي وألوية مدرعات يحاصرون حمص.. وحفر خندق عميق جنوب غربي المدينة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

حذر المجلس الوطني السوري أمس من «تمهيد النظام السوري لارتكاب مجزرة جماعية في مدينة حمص بهدف إخماد جذوة الثورة فيها و(تأديب) باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها». ونبه، خلال بيان أصدره أمس، من «مغبة الإقدام على جريمة كهذه قد يروح ضحيتها أرواح كثيرة»، محملا انطلاقا من «معرفتنا الأكيدة ومعرفة العالم أجمع بمدى وحشية هذا النظام وإمكانية تكراره لجرائم كبرى على غرار جرائم حماه عام 1982، النظام ومن ورائه جامعة الدول العربية والنظام الدولي مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين الآمنين خلال الأيام أو الساعات القادمة وتبعات ذلك على المنطقة ككل في المستقبل القريب».

وجاء تحذير المجلس الوطني من ارتكاب مجزرة في حمص، غداة تقرير مفصل أصدرته «لجان التنسيق المحلية في سوريا» منذ يومين، أكدت فيه أن «الشهر الماضي بدأ يشهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد الحوادث ذات الطابع الطائفي، والتي تتمثل أساسا في أعمال الخطف والخطف المضاد، وتتم بشكل أساسي عبر سائقي الأجرة من عناصر الأمن والشبيحة، أو عبر دوريات الأمن وحواجزها التي تقوم بتسليمهم إلى الشبيحة، وتهدف إلى مقايضة المختطفين من الجهتين، أو طلب فدية مالية».

ونقلت «لجان التنسيق» عن ناشط في مدينة حمص قوله إن «الخطف على الهوية أصبح على الحواجز الأمنية أمرا مألوفا، حيث يتم خطفنا تحت أنظار المخابرات الجوية وأمن الدولة، وفي حالات كثيرة هم من يقومون بالاختطاف وتسليم المختطفين إلى الشبيحة».

وأوضحت لجان التنسيق المحلية، في التقرير عينه، أن «ما يدعم نظرية ضلوع أجهزة الأمن في جميع أو معظم حالات الاختطاف، أن تسليم المختطفين بعد نجاح عملية التفاوض، يجري في معظم الأحيان عبر عناصر أمنية أو حتى في فروع الأمن نفسها وفقا لشهادات كثيرة حصلنا عليها».

وفي سياق متصل، أفاد المجلس الوطني السوري أن «النظام يسوق تبريرا لجريمته المحتملة هذه أحداث عنف طائفي، عمل جاهدا على إشعال فتيلها بكافة الأساليب القذرة التي تضمنت حرق المساجد وقصفها وقتل الشباب والتنكيل بهم واختطاف النساء والأطفال، كما عمد في خطوة ذات دلالة إلى حرق أنابيب النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بما يسميه (العصابات المسلحة) في محاولة من جانبه لسحق المنتفضين السلميين بحجة الحرب على الإرهاب».

ووفق المجلس الوطني، فإن «حشودا عسكرية كبيرة تطوق المدينة حاليا تقدر بالآلاف من الجند ومعها عدد لا حصر له من الآليات العسكرية الثقيلة، كما أقامت قوات النظام أكثر من 60 حاجزا في مختلف أنحاء المدينة داخل حمص وحدها، وهي مؤشرات على حملة أمنية قد تصل إلى درجة اقتحام المدينة بشكل كامل».

وفي هذا الإطار، أكد عضو المجلس الوطني وأحد الناطقين الرسميين باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام السوري يسعى لكسر شوكة مدينة حمص، إذ إن أكثر من عشرة آلاف جندي وألوية مدرعات عدة يحاصرون أحياءها، في موازاة إقدام الجيش السوري على حفر خندق عميق جنوب غربي المدينة في بابا عمر وجوبر وتل الشور والسلطانية، حيث تتمركز خلفه دبابات الجيش».

وأشار إدلبي إلى أن «الخبراء العسكريين الذين سألناهم عن معنى هذه الخطوة لم يتبنوا أي سبب تكتيكي واضح حول الهدف منه»، مذكرا بأن مدينة حمص «شهدت 17 عملية اقتحام عسكري كبير منذ بدء التحركات الشعبية، مقابل 20 عملية شهدها ريف حمص، أي في الحولة والرستن وتلبيسة والقصير وتل كلخ».

وكان الجيش السوري دخل إلى مدينة حمص في 19 أبريل (نيسان) الفائت، ولم ينسحب منها منذ ذلك التاريخ، بل على العكس أضاف في كل مرحلة، وفق ما أكده أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط»، تعزيزات أمنية جديدة. وفي حين تقدر منظمات حقوقية سوريا عدد ضحايا الانتفاضة السورية بنحو 5000 قتيل، فإن 1500 منهم سقطوا في مدينة حمص وحدها.

وأفادت لجان التنسيق في هذا السياق أن «المدينة لا تزال منذ أكثر من ستة أشهر تحت احتلال عسكري وأمني مورست خلاله أفظع أنواع الانتهاكات والجرائم، من قصف عشوائي للأحياء والمنازل إلى أعمال القنص والقتل تحت التعذيب والتنكيل بالجثث، وفي الوقت نفسه استمرت المدينة في مظاهراتها السلمية بمختلف أحيائها، بحماية من قبل (الجيش الحر)، الذي بدأ مؤخرا بحماية المتظاهرين سلميا، بالرد على قوات أمن وجيش وشبيحة النظام أثناء تصديهم للمظاهرات واقتحامهم الأحياء والبلدات والاشتباك معهم بالأسلحة الخفيفة التي بحوزة عناصره».

وفي حين لا توجد أعداد دقيقة أو تقريبية للمختطفين من الجهتين، انطلاقا من أن أغلبها لا يتم الإعلان عنه بل يتم التعامل مع الحادثة بالتفاوض عبر الوسطاء، إلا أن لجان التنسيق أكدت أن «الأمور بدأت تأخذ منحى أكثر خطورة خلال الأيام القليلة الماضية، إذ تصاعدت الأمور يوم الاثنين، وحتى ساعة متأخرة من الليل، إلى حد انتشار أنباء مريعة عن حوادث قتل طائفي أودت بحياة (العشرات) من ضحايا التجييش الطائفي الذي يتحمل النظام وحده مسؤوليته، في ظل تضارب وتخبط في المعلومات وسيل من الإشاعات انتشر عبر صفحات (فيس بوك) وعبر المواقع الإلكترونية».

وأوردت لجان التنسيق أسماء أشخاص سقطوا بسبب أحداث طائفية، ممن تمكنت من توثيقها بينهم «ثمانية أشخاص من عائلة شويرتاني، يسكنون منطقة العباسية القريبة من حي الزهراء، واثنان آخران من عائلة العابد».

وفي موازاة دعوة لجان التنسيق المحلية في سوريا كل المعنيين إلى القيام بدور وطني مسؤول للحد من أي ردود فعل قد تنشأ عن هذه الأحداث الطائفية، أهاب المجلس الوطني «بجميع المنظمات العالمية ذات العلاقة ومنظمات حقوق الإنسان التحرك الفوري للضغط في المحافل الدولية من أجل توفير حماية فورية للمدنيين في حمص تحديدا، وفي أنحاء سوريا كافة».

القرضاوي يفتي بحق السوريين في طلب التدخل الدولي

جريدة الشرق الاوسط

نقلت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، أمس، عن الشيخ يوسف القرضاوي قوله إنه إذا لم يتمكن العرب من وقف المجازر بحق المدنيين يكون من حق السوريين طلب التدخل الدولي.

وفي مقابلة مع الداعية الإسلامي، قالت الصحيفة إن للقرضاوي ملايين المؤيدين بين المسلمين السنة، وتأتي أهمية المقابلة معه في ظل بروز دوره في الثورات العربية التي قادت إلى صعود الإسلاميين في عدد من دول الربيع العربي.

وتشير «فايننشيال تايمز» إلى أن إجازته التدخل العسكري في ليبيا ساعدت على تشجيع الموقف العربي وقتها، كذلك فإن دعوته للقضاء على النظام السوري تشكل دعما للموقف العربي الصلب تجاه نظام الأسد في سوريا. وتنقل الصحيفة عن يوسف القرضاوي قوله: إنه إذا لم يتمكن العرب من وقف المجازر بحق المدنيين يكون من حق السوريين طلب التدخل الدولي.

ويقول القرضاوي إن صعود الإسلاميين في الدول التي تشهد تغييرا أمر حتمي، ويبرر ذلك بقوله: «الممنوع مرغوب، ونحن (الإسلاميين) كنا دائما ممنوعين».

وتقول الصحيفة: «إن الشيخ، الممنوع من دخول أميركا، ينظر إليه على أنه يمثل صوت الاعتدال في الإسلام وإنه أكبر مؤثر في المسلمين السنة». وفي لقائه بالصحيفة ينصح القرضاوي الحركات الإسلامية في الدول العربية بتبني نهج الاعتدال.

ويتوقع أن تتغير السياسة الخارجية للدول العربية التي تشهد ثورات، ويقول: إن على الغرب أن يفكر كيف يتعامل مع الإسلام الصاعد في تلك الدول. ويضيف أنه لا يمكن أن تستمر إسرائيل في التصرف بسياسة تستند إلى القوة. ويقول القرضاوي: «ستكون الدول التي تشهد الصحوة ويحكم فيها الإسلاميون عاقلة وحكيمة في تعاملها مع الغرب وإسرائيل، لكنها لن تقبل القمع».

الجيش السوري الحر: التنسيق مع المجلس الوطني مستمر

غليون يدعو «الجيش الحر» لحصر عملياته بحماية المدنيين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»

أكد الرائد ماهر النعيمي، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد، لـ«الشرق الأوسط»، أن العلاقة بين الجيش والمجلس الوطني السوري «هي علاقة متكاملة يمثل فيها المجلس الواجهة السياسية للثورة، بينما يتولى الجيش المهمة العسكرية من دون أن يتدخل أحدهما في عمل الآخر». وأضاف أن «الطرفين يعملان بناء على تنسيق مستمر، ومتفقان على الخطوط العريضة للثورة، وأهمها الدفاع عن المدنيين وحمايتهم، وقد تم الاتفاق بين الطرفين على تشكيل لجان مشتركة للتنسيق المستمر بشأن الثورة وتحركاته».

في الوقت عينه، أكد النعيمي عدم وجود أي اتصالات بين الجيش السوري الحر وأي جهة عربية أو أجنبية، وقال: «نعمل بناء على أوامر واضحة، هي القيام بمهمتنا على قاعدة أساسية، هي مراعاة القانون الإنساني الدولي». وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية التي ينفذها، أكد النعيمي أنه في إطار المهمة الدفاعية له فقد تمكن الجيش الحر، الأسبوع الماضي، عندما اقتحم الجيش النظامي منطقة رنكوس في ريف دمشق بجنود وصل عددهم إلى 4000 شخص، من تدمير 3 دبابات و3 عربات «بي إم بي» وأكثر من 10 آليات تنقل الشبيحة. وفي هذا الإطار يلفت النعيمي إلى أن ريف دمشق عصي على النظام؛ نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية.

جاء ذلك في وقت قال فيه برهان غليون، رئيس المجلس الوطني، إنه طلب من المنشقين العسكريين أن يقصروا عملياتهم على الدفاع عن المحتجين المناهضين للحكومة، لكنه أبدى خشيته من ألا يكون لديه النفوذ الكافي لمنع وقوع حرب أهلية. وقال غليون إنه حث قائد الجيش السوري الحر على وقف العمليات، بعد أن شنوا سلسلة هجمات على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال غليون، في مقابلة أجرتها معه «رويترز»: «نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب أهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للآخر». وأضاف: «نريد تفادي نشوب حرب أهلية بأي ثمن».

ورد أحد الضباط المنشقين في الجيش السوري الحر على كلام غليون، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «غليون لا يعلم ألف باء العمليات العسكرية، ونحن نؤكد أن الجيش الحر لم يقُم، منذ تأسيسه، بعمليات هجومية على الجيش النظامي، بل كل تحركاته كانت دفاعية، وحتى العملية التي قمنا بها على الاستخبارات الجوية كانت لتحرير زملاء لنا، وسنبقى ندافع عن أهلنا ولن توقفنا أي جهة كانت». وعن تخوفه من الوصول إلى حرب أهلية، أكد الضابط: «لا نتخوف أبدا من الحرب الأهلية؛ لأننا الأخبر بتركيبة الجيش العربي السوري.

السوريون دعوا لإرسال الأسد إلى مستشفى المجانين.. وتوعدوا بقطع لسان نصر الله

أكدوا في جمعة «إضراب الكرامة» على وحدتهم الوطنية

جريدة الشرق الاوسط

بعد أسبوع دام في حمص شهد أعمال عنف أنذرت باشتعال حرب طائفية، انتبه المحتجون السوريون إلى خطورة المنعطف الذي تذهب إليه الثورة الشعبية السورية التي قالوا منذ انطلاقتها إنها ثورة سلمية، وهذا ما جعل الدعوات إلى الإضراب العام تتزايد لتصويب مسار الثورة، وتم التعبير عن ذلك بإطلاق اسم «إضراب الكرامة» على مظاهرات أمس (الجمعة)، للدعوة إلى إضراب عام ومن ثم عصيان مدني لإسقاط النظام، وأكد المتظاهرون في دير الزور في لافتات رفعوها يوم أمس على أن «سلاح الوعي هو العصيان المدني» وفي مدينة حمص أعلنوا أن «ثلاثة أيام فقط ويبدأ العصيان» المنتظر أن يبدأ يوم غد (الأحد).

أربعة عناوين رئيسية طغت على الهتافات واللافتات التي ارتفعت في مظاهرات يوم أمس: المخاوف من حرب طائفية، ومماطلة الجامعة العربية والمجتمع الدولي حيال النظام السوري، والموقف من خطاب حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله الأخير. إلا أن الأبرز كان التعليق على مقابلة الرئيس بشار الأسد مع قناة «إيه بي سي» الأميركية.

وأجمع المتظاهرون الذين خرجوا أمس على رفض خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وفي حوران غيروا اسمه ليكون «حسن نصر الشيطان..»، وتوعدوا بـ«قطع لسانه».

ونحت غالبية تعليقات المتظاهرين إلى السخرية مما قاله الأسد، باعتباره دليلا على جنونه. ففي مدينة حمص، نبه المتظاهرون إلى أن الحماصنة هم من تسببوا بالجنون للرئيس الأسد، وقد سبق وهتفوا: «نحن الحمصية ودينا الأسد عا لعصفورية»، وأن «الدليل القاطع جاء في المقابلة مع (إيه بي سي)». ورفع المتظاهرون في باب السباع يوم أمس لافتة «يا بشار حاج تكذب وتدور دمك بحمص مهدور»، وهم يهتفون: «يا بشار صبرك صبرك باب السباع يحفر قبرك».

وفي كفرومة في إدلب، تساءلوا في لافتات حملها الأطفال: «الأسد فقد العقل.. فكيف نقبل برئيس مجنون». أما في حوران فنبه المتظاهرون الضباط على أن الأسد قد تخلى عنهم، في تنصله من المسؤولية عن القتل. وفي بلدة عتمان في ريف درعا، وتعليقا على مقابلة الأسد، اعتذروا لوزير الخارجية وليد المعلم عما سبق أن قالوه بحقه؛ بأنه كاذب وغبي، وكتبوا على لافتة «بعد خطاب بشار يا محلاك يا وليد كنا فاكرين إنك حمار لا تؤاخذنا..ظلمناك فعلا ما بعرف خيره حتى تجرب غيره». وفي إدلب، وجهوا كلامهم للأسد «إن لم تستح فتكلم ما شئت يا أبو نص لسان لأنك مجنون».

أما في عربين، فجاءت السخرية والاستياء من كلام الأسد في صيغة أسئلة المسابقات «اختر إحدى الإجابتين: بشار الأسد؛ غير مسؤول أو مجنون»، لتكون الإجابة الحاسمة في داعل بريف درعا «إذا كنت مجنون أو لا تدري.. ارحل»، مع التذكير بالمثل الشعبي «مجنون رمى حجر بالبئر مائة عاقل ما بيطالعوه». واكتفى متظاهرون في عتمان بكلمة وحرف للمطالبة بإرسال الرئيس إلى مستشفى المجانين وكتبوا على اللافتات «ع العصفورية».

أما في ريف دمشق، فاستخدموا الأسماء الكاملة لجملة المناصب التي يتقلدها الرئيس، في لافتات تستغرب عدم مسؤوليته عما يحصل، وكتبوا «القائد العام للجيش والأمين القطري للحزب، حمار ليس مسؤولا عن شيء.. عفوا بالخطأ صار رئيس جمهورية»، و«الدكتور بشار الأسد الفريق القائد العام للجيش والقوات المسلحة والأمين القطري للحزب يتخلى عن المهام الموكلة إليه بعد 12 عاما من القتل والإجرام».

من جانب آخر، رد المتظاهرون يوم أمس على المخاوف من اشتعال حرف طائفية بعد أحداث عنف؛ قتل واختطاف، جرت في حمص الأسبوع الماضي، برفع لافتات «سوريا للجميع»، وقد رسم عليها كف ممدودة وكل إصبع فيها يعبر عن طيف من أطياف سوريا «إسلام مسيحية دروز علوية أكراد» وأنهم يد واحدة.

وفي عربين التي خرجت فيها مظاهرة صباحية قبل انتشار الحواجز والأمن، بحسب المتظاهرين، أكدوا على «الحظر الجوي هو الذي سيوقف القتل»، ونعتوا الرئيس بالحمار وقالوا له «الدبابة تبقى دبابة ولو لونتها أزرق» كتعليق على قيام النظام بصباغ المدرعات باللون الأزرق للقول إنها تابعة لوزارة الداخلية وقوى حفظ النظام، وليس للأجهزة الأمنية أو الجيش، داعين إلى تنفيذ «إضراب الكرامة لإسقاط النظام». وانتقدوا بألم المواقف العربية والدولية، وكتبوا «الشعب السوري يقتل بدم بارد.. والعالم العربي والغربي يشاهد».

وفي درعا أقسم المتظاهرون للحكام العرب بأن الشعب السوري يذبح «يا حكام العرب والله إننا نذبح».

وتساءل المتظاهرون في إدلب عن «أمة المليار ونصف كيف تترك الشعب السوري يقتل»، وقالوا «لا نطلبها إلا من الله الشعب يريد إعدامك يا بشار» دون أن يغفلوا عن الإشارة إلى أن «عدو الشعب السوري هو إيران».

خلافات بين المجلس الوطني و«الجيش السوري الحر».. تعوق الإطاحة بالأسد

نشار: نريدهم أن يعملوا فقط على توفير الحماية للمدنيين لا مهاجمة النظام

جريدة الشرق الاوسط

أنطاكيا (تركيا): دان بيليفسكي*

قال ناشطون سوريون بارزون إنه في الوقت الذي تقوم فيه حكومة الرئيس بشار الأسد بتكثيف حملتها القمعية داخل سوريا، لا تزال الخلافات حول التكتيك والاستراتيجية تولد انقسامات خطيرة بين فصائل المعارضة السياسية والمسلحة، مما أدى إلى إضعاف النضال ضد الأسد.

وقال جنود وناشطون مقربون من «الجيش السوري الحر»، الذي يشرف على الهجمات عبر الحدود من داخل مخيم للاجئين يحرسه الجيش التركي، يوم أول من أمس، الخميس، إن هناك حالة من التوتر الكبير داخل المجلس الوطني السوري الذي يرى أن دور «الجيش السوري الحر» يجب أن يقتصر على العمليات الدفاعية فقط. وقال الجنود والناشطون إن المجلس قد استولى خلال الشهر الحالي على الموارد المالية للجيش السوري الحر.

وأكد عبد الستار مكسور، وهو سوري قال إنه كان يساعد على تنسيق شبكة إمدادات الجيش السوري الحر: «إننا لسنا مع استراتيجيتهم. إنهم لا يقومون بشيء سوى الكلام، مع اهتمامهم الشديد بالسياسة، في الوقت الذي يقوم فيه نظام الأسد بذبح شعبنا». وكرر مكسور نفس العبارة التي يرددها غيره من المسؤولين العسكريين عند إجراء مقابلة معهم، حيث قال: «إننا نؤيد عملا عسكريا أكثر هجومية».

وتعكس هذه التوترات ما برز كواحد من أهم ملامح الثورة الممتدة منذ 9 أشهر ضد حكومة الأسد، وهو فشل المعارضة في سوريا في تقديم جبهة متضافرة. فالمعارضة في المنفى تعج بالانقسامات حول الشخصيات والمبدأ، بينما برز الجيش الحر، الذي شكله المنشقون عن الجيش السوري، كقوة جديدة، حتى وإن كان بعض المنشقين يتساءلون حول كيفية التنسيق في ما بينهم. ومن جهتها، لم تستوعب المعارضة داخل سوريا المعارضين الموجودين في المنفي بشكل كامل حتى الآن. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، وافق المجلس الوطني السوري، والجيش السوري الحر الذي يشن عمليات مسلحة ضد الحكومة السورية، على التنسيق في ما بينهما، وهي الخطوة التي جاءت في أعقاب مخاوف بعض أعضاء المعارضة من أن يؤدي الجيش السوري الحر إلى تقويض التزام المعارضة بحالة اللاعنف من خلال تنفيذ هجمات شرسة وتعضيد رواية الحكومة السورية من أنها تواجه مؤامرة خارجية. ويوم الخميس الماضي، تم تفجير خط أنابيب ينقل النفط إلى مصفاة تكرير في حمص، وهو ما أدى إلى تصاعد عمود هائل من الأدخنة السوداء في سماء المدينة. وقد أعزت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الهجوم إلى «جماعة إرهابية مسلحة»، وهي نفس العبارة التي تستخدمها الحكومة لوصف المحتجين. وقد أشار بعض النشطاء في حمص إلى أن الحكومة هي المسؤولة عن ذلك الهجوم، كجزء من محاولتها لمحاصرة المدينة.

وقد أدت الأزمة السورية إلى تغيير الوضع الجيوسياسي في المنطقة، وهو ما أدى إلى تعقيد ردود الفعل الدولية، حيث تحولت تركيا، التي كانت حليفا مقربا لسوريا، بشدة ضد حكومة الأسد. ومن جهة أخرى، عرقلت الصين، وروسيا، التي تربطها علاقات استراتيجية وثيقة بسوريا، كافة المحاولات لإصدار قرار من الأمم المتحدة ضد سوريا. وفي الوقت نفسه، تعمل إيران على توثيق علاقاتها مع سوريا، وهو ما يثير مخاوف من حدوث اضطرابات إقليمية.

وصرح مسؤولون أتراك بأن بلادهم تستضيف قوات المعارضة السورية لأسباب إنسانية بحتة. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية، أول من أمس، الخميس: «ليس لدينا نية لإرسال أسلحة أو جماعات مقاتلة من تركيا إلى أي بلد آخر، بما في ذلك سوريا».

وفي الأيام الأخيرة، تم تكثيف الاشتباكات على الحدود التركية – السورية بين المعارضين والجيش السوري، بحسب ما صرح به مسؤولون في المعارضة. وأعلنت الحكومة السورية يوم الثلاثاء الماضي أنها منعت 35 مسلحا من التسلل للأراضي السورية قادمين من تركيا. وقال الجيش السوري الحر إنه تم نقل الجرحى عبر الحدود لتلقي العلاج. ونفى مسؤولون أتراك وجود مواجهات عسكرية على طول الحدود مع سوريا، ولكن سكان قرية غوفيشي التركية الحدودية قالوا إنهم سمعوا أصوات تبادل إطلاق النار خلال الليل في الآونة الأخيرة.

وصرح نشطاء سوريون بأن الجيش السوري الحر يقوم بتنظيم شبكة تهريب من داخل تركيا إلى سوريا من أجل إدخال الجنود والأسلحة والإمدادات الطبية. وشوهدت مجموعة من المهربين في الآونة الأخيرة في قرية غورينتاس الجبلية الوعرة في تركيا وهم يكدسون الأسلحة في أكياس دقيق فارغة قبل أن يسرعوا بها بعيدا بواسطة درجات بخارية. وعندما سئلوا عن وجهتهم قالوا: «سوريا.. سوريا».

ويصر المجلس الوطني السوري على أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، بما في ذلك الفصائل المسلحة. واجتمع رئيس المجلس، برهان غليون، للمرة الأولى في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي مع قائد «الجيش السوري الحر»، العقيد رياض الأسعد، في محافظة هاتاي التركية، حيث وافق الأسعد على تقليل الهجمات على قوات الحكومة السورية. وامتنعت وزارة الخارجية التركية، التي تتولى النظر في طلبات وسائل الإعلام لإجراء مقابلات مع الأسعد، عن عقد لقاء معه.

وخلال مقابلة مطولة مع كبار أعضاء المجلس الوطني السوري في مكاتب المجلس الجديدة في إسطنبول، قال سمير نشار، وهو عضو في اللجنة التنفيذية للمجلس المكونة من 8 أعضاء، إن الجيش السوري الحر يبرز الآن بوصفه القوة المسلحة للمعارضة السورية، لكنه شدد على أن دعم المجلس له يقتصر على تقديم المساعدات المالية والإنسانية، وليس تقديم الأسلحة. وأضاف نشار: «نريدهم أن يعملوا فقط على توفير الحماية للمدنيين، لا مهاجمة النظام. ومن الأفضل التنسيق معهم بدلا من تركهم يفعلون ما يريدون».

يذكر أن الجيش السوري الحر، الذي يقول إنه يضم نحو 10 آلاف مقاتل، هو أصغر من أن يتصدى للقمع الوحشي الذي تقوم به حكومة الأسد. وقال أعضاء المجلس إن الجيش السوري الحر لا يملك ما يلزم من التجهيزات ولا يملك سوى البنادق التي يفر بها المنشقون عن الجيش. ووصف أحد المراقبين، كان قد قضى أسبوعين في سوريا في الآونة الأخيرة ليتابع حركة المحتجين، «الجيش السوري الحر» بأنه مجموعة من الجنود غير المنظمين، بعضهم لا يزيد عمره على 16 عاما ويحملون بنادق «كلاشنيكوف» رشاشة (AK-47S) ويظهرون في المظاهرات لحماية المدنيين، ويوجد بعضهم في كهوف قرب الحدود التركية ويهربون الأسلحة والإمدادات تحت جنح الظلام.

* خدمة «نيويورك تايمز»

أرسلان يزور الأسد على رأس وفد من مشايخ الدروز اللبنانيين للتضامن مع القيادة السورية

اللقاء تناول تشكيل تكتل دولي ممانع جديد «يبدأ بجنوب لبنان ويصل إلى الصين»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

اصطحب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، وفدا من مشايخ الطائفة الدرزية، يتقدّمهم الشيخ نصر الدين الغريب، «شيخ عقل» الطائفة الدرزية غير الرسمي والمدعوم من قبل الدروز المعارضين لوليد جنبلاط، في زيارة إلى العاصمة السورية دمشق. والتقى الوفد الرئيس السوري بشار الأسد للتعبير عن تضامنه مع القيادة السورية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها سوريا. وهذه هي الزيارة الثانية له إلى دمشق منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام السوري.

وبعد زيارته قصر المهاجرين، توجه الوفد الدرزي إلى مدينة السويداء في جبل العرب، محطته الثانية في سوريا، حيث أقيم له استقبال رسمي وشعبي حاشد شارك فيه وزراء ونواب وحشد من رجال الدين الدروز. وفي كلمة ألقاها في السويداء، أكد أرسلان أن «سوريا تتعرض لمؤامرة كبرى بسبب دفاعها عن فلسطين وكل القضايا العربية». وقال: «نحن موجودون في سوريا لنؤكد أننا سويا شعب واحد، وطن واحد، ونحن مع الرئيس بشار الأسد لأنه ضمانة الضمير الوطني العربي الصافي، لماذا سوريا تدفع الثمن أو يريدون من سوريا أن تدفع الثمن كما دفع الثمن قبلها لبنان؟»، معتبرا أن «هناك سببا واحدا وهو أن بشار الأسد لم يبع أرض فلسطين، ولا القدس الشريف ولا بلاد الرافدين ولا المقاومة في لبنان».

وسأل أرسلان: «ما هي البدائل تحت شعار ما يسمونه بالإصلاحات والديمقراطية؟ وأي ديمقراطية يريدون وينادون بها؟»، معتبرا أنهم «يريدون تزوير الواقع، همهم التضليل الإعلامي الكاذب، يريدون من سوريا أن لا تبقى قلعة صامدة في وجه المستعمرين». معتبرا أن «الشعب السوري واضح في خياره وفي انتمائه وطروحاته».

كما ألقى الشيخ الغريب، كلمة له في السويداء خلال زيارته مدينة السويداء السورية، قال فيها: «إننا نشعر اليوم باستعمار جديد يطل برأسه من وراء البحار، وكما هُزم في لبنان فهو مرشّح للهزيمة على كل أرض عربية»، مؤكدا «الاستعداد لمواجهة هذا الاستعمار مهما قست الظروف، فأرض العرب للعرب وليست لغيرهم ولو كره الكارهون، فمهما تجنّى الغرب وألقى التهم لن يستطيع إخضاعنا وتقسيمنا، وكلنا ملء الثقة بإخواننا في سوريا، فهم شعب حر يأبى الذل والهوان ولأية طائفة انتمى». وأضاف: «إن الدماء تمتزج بالدماء، والأرواح تتعانق في الأجواء وكلنا واحد في سبيل نصرة هذه الأمة، وستنقشع الغيوم وتطل شمس العروبة من وراء الأفق وتتحقق الأمنيات بقيادة حكيمة لطالما ناضلت من أجل شعبها وما زالت برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد». وعلّق المستشار الإعلامي لأرسلان، سليم حمادة، على أبعاد زيارة دمشق، فأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «للزيارة هدفين، الأول قومي عربي ينطلق من قناعة الأمير طلال بدور سوريا، والثاني ينطلق من موقف وموقع طائفة الموحدين الدروز». وقال: «لقد ذهبنا إلى دمشق لنستنكر الهجمة التي تتعرض لها سوريا، وهي هجمة إسرائيلية وليست غربية، هدفها النيل من وحدة الشعب السوري، وجرى حديث بين الرئيس الأسد والأمير طلال أرسلان عن تكتل ممانع جديد ينشأ في المنطقة، يبدأ من رأس الناقورة في جنوب لبنان، ويمرّ بروسيا وصولا إلى أقاصي الصين، وهذا التكتل لن يقبل بدعم العقوبات التي تفرضها على سوريا بدعم من قوى غربية». وأضاف: «لمسنا إصرارا أكيدا من الرئيس الأسد على إنجاز الإصلاحات في سوريا ليكون المواطن السوري عزيزا ويعيش بكرامة في بلده، لكن كل مطلب يخرج عن النطاق المحق يصبح أمرا غير محق». وأمل أن «لا يفهم أحد أن زيارة النائب أرسلان الثانية إلى دمشق، هي رسالة موجهة إلى أحد وخصوصا إلى الزعيم الوطني (رئيس جبهة النضال الوطني النائب) وليد جنبلاط، الذي نتفهّم موقفه المتمايز وحرصه على الأقليات في سوريا». وختم حمادة: «نحن من موقعنا الوطني نحمل أيضا هذه الأمانة، سيما وأن مصير الأقليات في هذا الشرق على كفّ عفريت إذا ما حلّت أنظمة متطرفة مكان الأنظمة القائمة حاليا».

ويدعو رئيس كتلة جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، دروز سوريا إلى عدم الانخراط في قمع المظاهرات ضد الأسد، على اعتبار أن زج الدروز في أعمال القتل «خطأ تاريخي».\\

دمشق تدرس رد العربي.. وأنقرة تحذر: من واجبنا أن نقول كفى

داود أوغلو: إذا لاح خطر على الأمن الإقليمي لن يكون بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي

جريدة الشرق الاوسط

في وقت أكدت فيه دمشق أنها تدرس الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا، حذرت تركيا مرة جديدة من أنها لا تستطيع أن تقف ساكتة إذا تعرض الأمن الإقليمي للخطر.

وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية في بيان «تسلمت وزارة الخارجية رد معالي الأمين العام وما زال قيد الدراسة». وكان النظام السوري أعلن الاثنين استعداده لتوقيع بروتوكول مراقبي الجامعة العربية الذين سيأتون إلى سوريا للاطلاع ميدانيا على الوضع ومحاولة إنهاء القمع. وطلب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة إلى الجامعة العربية نشرت الثلاثاء إلغاء العقوبات التي قررتها الجامعة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) لتوقيع بروتوكول المراقبين.

وفي هذه الأثناء، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس للصحافيين في العاصمة التركية، إن «تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكن من واجبها أن تقول (كفى) لدمشق إذا عرضت أمن تركيا للخطر بسبب القتال الذي تشنه سوريا على شعبها وإجبار الناس على الفرار من البلاد».

وكانت تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي قالت الشهر الماضي إنها لا تريد أي تدخل عسكري في سوريا، لكنها مستعدة «لأي سيناريو» بما في ذلك فرض منطقة عازلة داخل سوريا.

وتخشى تركيا التي زادت حدة انتقاداتها لسوريا التي كانت حليفة لها أن تمتد حرب أهلية شاملة على أساس طائفي عبر الحدود وتثير توترات بين الشعب التركي.

وقال داود أوغلو للصحافيين في إشارة إلى سوريا «تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأحد، لكن إذا لاح خطر على الأمن الإقليمي حينها لن يكون بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي». وأضاف: «إذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في وجود لاجئين فإنها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضا، لذا فإننا لدينا مسؤولية وسلطة لأن نقول لهم كفى».

وكانت تركيا في السابق من أقرب حلفاء سوريا في المنطقة وأقام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان علاقات وطيدة مع الرئيس السوري بشار الأسد. لكن العنف تفاقم في سوريا وتجاهل الأسد نصيحة أنقرة بوقف قمع المحتجين وتنفيذ إصلاحات عاجلة فتدهورت العلاقات إلى أن طالب أردوغان الأسد صراحة بالتنحي عن السلطة. وتمنح تركيا الآن حق اللجوء للمنشقين عن الجيش السوري ويوجد في تركيا مقر المجلس الوطني السوري الذي يضم شخصيات في المعارضة السورية. وحذت تركيا الأسبوع الماضي حذو جامعة الدول العربية وأعلنت قائمة من العقوبات الاقتصادية على سوريا وقالت إن العقوبات ستستهدف الحكومة السورية وإنها تشمل تجميد أصول حكومية وفرض حظر سفر على مسؤولين وتعليق تعاملات مالية.

واشنطن: الخوف من حرب أهلية ليس عذرا لتأييد الأسد

ردا على تحذيرات المالكي من سقوط النظام السوري

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

رغم حذر واشنطن من نقد حكومة العراق بسبب حساسية فترة خروج آخر جندي أميركي من العراق، ردت على تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأخيرة بأن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد سوف يسبب حربا أهلية في سوريا، وقالت الخارجية الأميركية إنها تؤيد رغبات الشعب السوري بوجوب رحيل الأسد، وإن التخوف من حرب أهلية يجب ألا يكون عذرا لعدم تحقيق ذلك. وكان المالكي قال: إن سقوط الأسد لن يؤدي إلى حرب أهلية في سوريا فقط، وإنما أيضا إلى عدم استقرار وإلى اضطرابات في كل منطقة الشرق الأوسط. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «الواضح أن هناك كثيرا من الأشياء المجهولة في سوريا. لكن الآن، الشيء المعروف والواضح هو أن هناك صرخة عامة جدا وسلمية للتغيير الديمقراطي. ونحن، لهذا، يجب أن ندعم هذه العملية. ويتعين علينا أن نؤيد الشعب السوري ليحقق طموحاته نحو الحرية». وأشار تونر إلى اجتماع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية، مع المعارضة السورية في الأسبوع الماضي، وقال: إنه «يؤكد حرصنا على مساعدتهم على رسم طريق نحو تحول ديمقراطي سلمي».

وكان تونر، قبل أسبوعين، قد رفض التعليق على امتناع العراق عن التصويت عندما صدر قرار الجامعة العربية حول سوريا. ورفض أيضا أن يجيب على سؤال بأن الموقف العراقي يتناقض وتصريحات أميركية كثيرة بأنه مع انسحاب القوات الأميركية من العراق، يستمر التنسيق بين البلدين في المواضيع المحلية والإقليمية، وقال: من دون الإشارة إلى اسم العراق: «كل ما نريد من جيران سوريا هو مواقف أقوى ضد نظام الأسد». وتتحاشى واشنطن أن تنتقد العراق أو اليمن ولبنان بسبب عدم تأييد قرار الجامعة العربية، لأن الموضوع، أولا، كان تصويتا داخل الجامعة العربية، وتراه الخارجية الأميركية شأنا عربيا داخليا. وثانيا، لأن الخارجية الأميركية تتفهم مواقف بعض هذه الدول، وخاصة لبنان الذي تربطه علاقة قوية وحساسة مع سوريا، وأيضا، العراق، بسبب وجود عشرات الآلاف من العراقيين في سوريا، وهم الذين كانوا هربوا بعد الغزو الأميركي للعراق سنة 2003. ورغم أن الخارجية الأميركية كانت أدانت اعتراض كل من الصين وروسيا على قرار مجلس الأمن، قبل شهرين، ضد سوريا، وكانت انتقدت الدولتين نقدا حادا، ترى أن وضع الدول العربية الثلاث يحتوي على حساسيات بسبب تعقد علاقات هذه الدول بسوريا وبغيرها من الدول العربية.

وعن هذا، قال تونر، قبل أسبوعين: إن هذه الدول الثلاث «اختارت ما تريد، وهي التي تفسر ما اختارت». وفي إجابة على سؤال، في المؤتمر الصحافي اليومي، عن أخبار بأن عودة روبرت فورد، السفير الأميركي، إلى منصبه في دمشق، وأيضا عودة سفراء غربيين تدل على أن الغرب قرر «التعاون» مع الأسد، استنكر تونر السؤال، وقال ضاحكا: «هذا لا يصدق. هذا تفسير خاطئ لعودة السفير فورد»، وأضاف تونر بأن فورد عاد ليكون آذان وأفواه وأعين الأميركيين هناك، وليواصل الضغط على حكومة الأسد، وليعبر عن تأييد الحكومة الأميركية للمعارضة. وأضاف: «وليعبر عن قلقنا واشمئزازنا إزاء القمع الوحشي لحركة المعارضة السلمية. وليكون شاهدا، وليعمل مع المجتمع المدني هناك لتحقيق تحول ديمقراطي»، وقال: «أن يقول شخص عكس ذلك لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة».

ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في لبنان وتزايد المخاوف على أمنهم

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: يجب إنشاء مخيمات تؤويهم وتوفر لهم الحماية الأمنية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

كلّما ازدادت الأوضاع الأمنية في سوريا تدهورا، كلّما تضاعف القلق على وضع النازحين السوريين إلى لبنان، في ظلّ تزايد تدفقهم إلى شمال لبنان وإقامتهم في نقاط ومناطق قريبة جدا من الحدود السورية، وهي مناطق يبقى للأمن السوري تأثير عليها، وهذا ما عبّر عنه عضو «المجلس الوطني السوري» محمد سرميني، الذي وصف حالة اللاجئين السوريين في لبنان بـ«المقلقة».

وأكد سرميني لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك مخاوف أمنية على حياتهم بفعل وجودهم بالقرب من الحدود السورية، مع توقعات بازدياد أعدادهم بسبب الأوضاع الصعبة في سوريا». وطالب الدولة اللبنانية بأن «تتخذ موقفا رسميا يقضي بحماية هؤلاء اللاجئين بعيدا عن الاعتبارات السياسية». وقال: «إن الهيئة العليا للإغاثة (التابعة لرئاسة الحكومة اللبنانية) تقوم بجهودها على صعيد تقديم المواد الغذائية والطبية، لكن هؤلاء يحتاجون إلى رعاية الحكومة اللبنانية لهم أمنيا قبل كل شيء»، مطالبا بـ«إنشاء مخيمات تؤوي هؤلاء اللاجئين، وتوفير الحماية الأمنية من الدولة لهذه المخيمات، وبما يسهّل عملية إحصائهم ومعالجة احتياجاتهم بدل تشتيتهم في العديد من المناطق اللبنانية».

وأشار إلى أن «الإحصاءات التي يحوزها المجلس الوطني تظهر أن عدد اللاجئين السوريين إلى لبنان يفوق الستة آلاف شخص وهو مرشح ليصل إلى ثمانية آلاف لاجئ، وفي تركيا 7300 لاجئ، أما في الأردن فهناك نحو 5000 لاجئ، لكن ليست لدينا مخاوف أمنية عليهم في تركيا والأردن بخلاف لبنان».

إلى ذلك، أعلن رئيس إدارة الكوارث في جهاز الإغاثة والطوارئ، في «الجمعية الطبية الإسلامية» عبد الله الدبوسي، أن الجمعية «لديها إحصاء شبه دقيق لعدد اللاجئين السوريين في شمال لبنان». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الإحصاءات الموجودة لدى ائتلاف الجمعيات الخيرية في لبنان، تشير إلى أن عدد النازحين في شمال لبنان هو 6490 لاجئا موزعين على قرى عكار، وفي طرابلس والضنية، في حين أن هناك عددا لا بأس به منهم في البقاع، حيث يوجد في مدينة بعلبك 75 عائلة وفي عرسال نحو 100 عائلة». وقال: «نحن كجمعية نهتم بالملفات الطبية والاستشفائية للمرضى النازحين، خلال تسييرنا لعيادة نقالة هي عبارة عن مستوصف مع طبيب وممرضة ومسعف وصيدلية، ونجول على مراكز اللاجئين مرتين أو ثلاثا في الأسبوع في قرى وادي خالد ومشتى حسن وحلبا والكواشرة وببنين لتقديم الخدمة الطبية للمرضى، وقد بدأنا هذا العمل منذ أبريل (نيسان) الماضي ولا نزال على نفس الوتيرة»، لافتا إلى أن «الهيئة العليا للإغاثة تغطي استشفائيا نحو 80 في المائة من حاجات المرضى، في حين تغطي الجمعية الفارق والذي هو عبارة عن تحاليل مخبرية وصور شعاعية ومعاينات وأدوية وغيرها». وأضاف: «لقد عالجت عيادتنا النقالة 5500 حالة منذ أبريل حتى الآن، كما أننا نستضيف حاليا في مستشفى الشفاء في طرابلس 80 حالة استشفائية هي عبارة عن غسيل كلى وعمليات جراحية وتوليد وغيرها، كما أنشأنا مركز إسعاف في عرسال (البقاع) لتقديم إسعافات أولية لجرحى يصلون من سوريا قبل نقل هؤلاء الجرحى إلى مستشفى في شمال لبنان».

ولفت الدبوسي إلى أن «النازحين يحتاجون إلى مراكز إيواء مثل مدرسة كبيرة أو مجمّع، باعتبار أن إقامة مخيّم أمر مرفوض من قبل الحكومة اللبنانية». ولفت إلى أن «هناك عائلات سورية تقيم في غرف من التنك التي لا تتلاءم وفصل الشتاء، كما أن هناك أشخاصا ينامون في سيارات (فان) بسبب عدم توفر الأماكن التي تؤويهم». وردا على سؤال عن مصدر التمويل الذي يمكّنهم من هذه المساهمات، كشف أن «ائتلاف الجمعيات الخيرية في لبنان» الذي يضم جمعيات: الأيادي البيضاء، الإرشاد والإصلاح، الإرشاد الخيرية، وقف إحياء التراث والجمعية الطبية الإسلامية، لديه علاقات مع مؤسسات إنسانية في الدول العربية لا سيما في المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة، كما أن الائتلاف نظم حملات تبرع على الطرقات العامة وفي المساجد في شمال لبنان، بالتعاون مع رابطة الطلاب المسلمين في بيروت وجمعت مبالغ لهذه الغاية ولاقت تجاوبا كبيرا من عامة الناس».

بان كي مون يرد على الأسد: حصيلة الأمم المتحدة ذات مصداقية

مجلس الأمن يوافق على الاستماع الأسبوع المقبل إلى نافي بيلاي حول الأزمة الإنسانية في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

رد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس على انتقادات الرئيس السوري بشار الأسد لحصيلة قتلى القمع في بلاده التي نشرتها الأمم المتحدة، وقال إن الحصيلة «ذات مصداقية». وأكد بان كي مون أن حصيلة قمع السلطات السورية الذي تؤكد الأمم المتحدة أن عدد القتلى فيه فاق أربعة آلاف منذ مارس (آذار) الماضي، «تحظى تماما بالمصداقية». وقال بان للصحافيين خلال زيارة لمخيم داداب للاجئين في كينيا إنه لا يمكنه تصديق أن أقل من أربعة آلاف شخص قتلوا، وهو ما تقوله الحكومة السورية.

وأضاف بان «جميع المعلومات ذات المصداقية تشير إلى أن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا على أيدي القوات الحكومية. وقد أوضحت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالفعل ذلك عبر جميع المصادر المختلفة وهي المصادر التي تحظى تماما بالمصداقية».

وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا «حصلت» على الموافقة التي كانت طلبتها من الأمم المتحدة لكي يستمع مجلس الأمن الدولي إلى المسؤولة عن حقوق الإنسان نافي بيلاي بشأن سوريا، وهو ما قد يحصل الثلاثاء المقبل. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي «لقد تمت الموافقة على حضورها». وأوضح المتحدث أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا وراء هذا الطلب. ولفت إلى أن التقرير الأخير للجنة التحقيق الدولية لمجلس حقوق الإنسان «يدل على أن التجاوزات تستهدف حتى الأطفال ولا تعرف حدودا». وأضاف فاليرو «نأمل بأن يسمح مجيء بيلاي بفتح آفاق جديدة، ولا سيما في ما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية وانتشار مراقبين ميدانيا للعمل على وقف الهجمات ضد المدنيين».

وكررت مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة أمس الطلب من السلطات السورية بالسماح لفرق الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بدخول سوريا لتقييم الوضع الذي يعيشه شعبها في الانتفاضة العنيفة المستمرة. وقالت فاليري أموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: «أكرر دعوتي للحكومة السورية كي تدعنا ندخل (إلى أراضيها)». وأبلغت أموس الصحافيين في استوكهولم: «نحن قلقون بشأن الآثار الصحية لما يجري. ليس لدينا صورة واضحة تماما بشأن أنحاء البلاد لأننا لا نستطيع الدخول الذي يمكننا من معرفة ما يجري بالضبط». وتابعت أموس: «إذا لم يكن لديهم ما يخفونه مثلما قالت الحكومة فعندئذ أعتقد أن السماح لنا بالدخول لرؤية الوضع على هذا النحو وإعداد تقييم واضح عما ينطوي عليه ذلك على الشعب السوري، يمثل أمرا حاسما تماما».

وقالت المسؤولة الدولية إن الأمم المتحدة لا تملك البيانات لتقييم ما إذا كانت الممرات الإنسانية أو المناطق العازلة التي اقترحتها بعض الدول المعنية ستكون مهمة أم لا. ومضت تقول: «إذا لم نعرف ما هي الاحتياجات، فأين سنقيم تلك الممرات الإنسانية أو المناطق العازلة المقترحة؟».

عشرات الشهداء في “جمعة إضراب الكرامة

تركيا ستتحرك إذا هُدّد الأمن الإقليمي

“المجلس الوطني”: نظام الأسد يحضّر لمجزرة في حمص

فيما تستمر آلات القتل الدموية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد في حصد المزيد من أرواح المحتجين المطالبين بإسقاط النظام الذين سقط منهم العشرات في “جمعة إضراب الكرامة” أمس، حذر “المجلس الوطني السوري” من نية القوات الأمنية والعسكرية السورية ارتكاب مجزرة في حمص لإخماد جذور الثورة، محملاً نظام الأسد ومن ورائه جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين في المدينة المحاصرة.

كذلك أعربت الولايات المتحدة أمس عن “قلقها البالغ” من معلومات تحدثت عن استعدادات يقوم بها نظام الأسد لشن هجوم واسع النطاق على حمص، كما دعت بريطانيا أمس دمشق الى “سحب فوري لقواتها” من حمص.

وأمام إصرار النظام السوري على سفك دماء شعبه، أكدت الحكومة التركية أنها لن تقف مكتوفة إذا هدّد الأمن الإقليمي، وكان رد من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تشكيك الرئيس السوري بحصيلة قتلى القمع التي نشرتها الأمم المتحدة، قائلاً إن الحصيلة “ذات صدقية”، فيما قالت رئيسة مفوضية حقوق الإنسان نافي بيلاي إنه كان يمكن إنقاذ أرواح لو تحرك مجلس الأمن في وقت سابق لوقف عمليات القمع والقتل.

ويتوقع أن تدلي بيلاي الثلاثاء المقبل في نيويورك بمداخلة أمام مجلس الأمن حول الوضع في سوريا، الأمر الذي سيزيد من الضغوط الدولية على دمشق.

وخلصت قمة أوروبية عُقدت في بروكسل أمس إلى تجديد الدعم الكامل لجهود الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا، وشدد زعماء الاتحاد على ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته كاملة حيال تلك الأزمة.

وأعلن المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون في بيان على صفحته على موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي، أن “الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية والفيديوات المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في مدينة حمص تشير إلى أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذوة الثورة في المدينة و”تأديب” باقي المدن السورية المنتفضة”.

وأشار إلى أن المعلومات الواردة من أبناء حمص تفيد أن حشوداً عسكرية كبيرة تقدر بآلاف الجنود ومعها عدد لا يحصى من الآليات العسكرية الثقيلة تطوّق المدينة، مضيفاً أن قوات النظام أقامت أكثر من 60 حاجزاً داخل حمص وحدها واعتبرها “مؤشرات على حملة أمنية قد تصل إلى درجة اقتحام المدينة بشكل كامل”.

وتابع المجلس أن النظام يبرر “جريمته المحتملة” بأحداث عنف طائفي “عمل جاهداً على إشعال فتيلها بكافة الأساليب القذرة التي تضمنت حرق المساجد وقصفها وقتل الشباب والتنكيل بهم واختطاف النساء والأطفال”. واتهم المجلس النظام السوري بـ”حرق أنابيب النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بما يسميه “العصابات المسلحة” في محاولة لسحق المنتفضين السلميين بحجة الحرب على الإرهاب”.

وحمّل البيان “النظام ومن ورائه جامعة الدول العربية والنظام الدولي مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين الآمنين خلال الأيام أو الساعات القادمة وتبعات ذلك على المنطقة ككل في المستقبل القريب”، كما أهاب بجميع المنظمات العالمية ذات العلاقة ومنظمات حقوق الإنسان التحرك الفوري للضغط في المحافل الدولية من أجل توفير حماية فورية للمدنيين في حمص تحديداً، وفي أنحاء سوريا كافة.

غليون قال في مقابلة مع وكالة “رويترز” نشرت أمس “نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب أهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة”. وأضاف “نريد تفادي نشوب حرب أهلية بأي ثمن”.

واعتبر غليون أن التدخل الأجنبي في سوريا قد يكون حتمياً إذا استمرت إراقة الدماء، لكنه أوضح أن الأسد سيتحمل المسؤولية إذا حدث ذلك. وقال “تقع على النظام الحالي مسؤولية تجنب وقوع حرب أهلية وتعني وقوف جيش ضد جيش وتدخل عسكري يريد الجميع تجنبه”. وأضاف “أعتقد أن مسألة (التدخل) ليست متروكة لنا لنطلبها، لكنها ستحدث من تلقاء نفسها على أي حال، إذا واصل.. النظام قتل المئات يومياً فلن يستطيع المجتمع الدولي أن يقف ساكناً ولا يفعل شيئاً”.

وأعربت الولايات المتحدة أمس عن “قلقها البالغ” من معلومات مصدرها المعارضة السورية تحدثت عن استعدادات يقوم بها نظام الأسد لشن هجوم واسع النطاق على مدينة حمص، وحثت النظام على السماح بدخول مراقبين مستقلين.

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الى أن الأسد سيُعتبر مسؤولاً عن أي عمليات قتل ستجري مع مواصلة القوات السورية هجوماً منذ تسعة أشهر تقول الأمم المتحدة إن أكثر من أربعة آلاف شخص راحوا ضحيته.

وأضافت “نحن نشعر بقلق بالغ إزاء تطورات الأحداث في حمص. وبحسب معلومات نُشرت اليوم (أمس) فإن الحكومة (السورية) ربما بصدد التحضير لهجوم جديد واسع وشديد الخطورة على مدينة حمص”. وأشارت نولاند أيضاً الى دعوة الجامعة العربية للقيادة السورية للسماح بنشر مراقبين تابعين للجامعة في سوريا، كما دعت دمشق الى السماح للصحافيين الأجانب بالدخول.

وقالت إن نظام الأسد أمامه “فرصة ممتازة لإثبات أنه ليس وراء أعمال العنف، غير أن من الواضح أنه قرر عكس ذلك”، مضيفة أنه “في حال وقع الهجوم (على حمص) فإن (السلطات السورية) لا يمكنها التنصل من مسؤولياتها”، غير أن نولاند قالت “نرى أن الرئيس الأسد يتحمل المسؤولية عما تفعله قوات الأمن في بلاده، برغم تصريحاته بعكس ذلك على شاشات التلفزيون”.

ودعت الحكومة البريطانية دمشق أمس الى “سحب فوري لقواتها من حمص” منددة مجدداً بالعنف “غير المقبول” الذي يمارسه نظام الأسد إزاء المتظاهرين.

وقال وزير الدولة البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط اليستار بورت في بيان “إن الحكومة البريطانية تعرب عن بالغ قلقها إثر معلومات عن نشر تعزيزات من قوات اأمن وعربات مصفحة في مدينة حمص المحاصرة”. وأضاف “على الحكومة السورية أن تسحب على الفور قواتها من حمص والتصرف مع ضبط النفس”.

وأضاف المسؤول البريطاني “نحن ندين الاستخدام المتواصل للعنف ضد المدنيين وندعو الحكومة السورية الى عدم تكثيف هذا الاستخدام أكثر”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رداً على انتقادات الرئيس السوري لحصيلة قتلى القمع في بلاده التي نشرتها الأمم المتحدة، إن الحصيلة “ذات صدقية”.

ورد بان ورئيسة المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي بقوة على رفض الأسد حصيلة الأمم المتحدة هذا الأسبوع. وأصر المسؤولان على أن حصيلة أكثر من أربعة آلاف قتيل نتيجة الهجوم على المتظاهرين “تحظى بصدقية بالغة” وأن على الأسد السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالدخول الى بلاده.

وقال بان للصحافيين خلال زيارة لمخيم داداب للاجئين في كينيا إنه لا يمكنه تصديق أن أقل من أربعة آلاف شخص قتلوا، كما يقول الأسد. وأضاف بان “كافة المعلومات ذات الصدقية تشير الى أن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا على أيدي القوات الحكومية. وقد أوضحت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالفعل ذلك عبر كافة المصادر المختلفة، وهي المصادر التي تحظى تماماً بالصدقية”.

ورد بان بالقول إن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا جرى التعامل معها “على أساس محايد تماماً ونزيه وموضوعي ويحظى بالصدقية”.

وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة “إنها شهادات شهود رأوا الأمور مرأى العين، الكثير من المعلومات تخرج من البلاد عبر سكايب”. وتابعت “ليس كافياً حقاً أن يرفض رئيس سوريا ببساطة كل هذا بالقول غير المستند الى أساس بأن الأمم المتحدة لا تحظى بصدقية”.

وقد طلب الأعضاء الأوروبيون بمجلس الأمن بيلاي إطلاع المجلس الذي يضم 15 بلداً الأسبوع المقبل على بينة من الموقف، فيما قال ديبلوماسيون إن محادثات “ساخنة” حول ذلك المقترح جرت الأحد.

وقالت بيلاي إن آخر مرة تحدثت عن الأوضاع في سوريا أمام المجلس في آب (أغسطس) الماضي كان عدد القتلى أكثر من ألفين. وأضافت “الآن العدد أكثر من أربعة آلاف. كان بالإمكان إنقاذ أرواح لو تقررت أفعال بشكل أسرع. لست أنا من يحدد نوعية ما يجب فعله، بل الأمر متروك لمجلس الأمن”.

وفي باريس، أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي أن بيلاي ستلقي كلمة حول سوريا أمام مجلس الأمن. وقال: “لقد تمت الموافقة على حضورها”. ورداً على سؤال عن موعد هذه الجلسة، أجاب أنها ستكون على الأرجح “الثلاثاء”.

وعقاباً للنظام السوري على جرائمه، أضافت سويسرا أسماء 18 شخصاً جديداً على لائحة السوريين الخاضعين لقيود في السفر ما يرفع العدد الى 74 بحسب بيان نُشر أمس. وبين هؤلاء الأشخاص عسكريون وموظفون كبار في وزارة الداخلية. وأضافت سويسرا أيضاً اسماً على لائحة الأشخاص المعنويين الخاضعين للعقوبات وهو البنك التجاري السوري. وباتت هذه اللائحة تضم 19 اسماً.

وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إن بلاده لا تريد التدخل في شؤون سوريا الداخلية لكنها لا تستطيع أن تقف ساكنة إذا تعرض الأمن الإقليمي للخطر.

وأكد للصحافيين أن من واجب تركيا أن تقول “كفى” لدمشق إذا عرضت أمن تركيا للخطر بسبب القتال الذي تشنه سوريا على شعبها وإجبار الناس على الفرار من البلاد.

وقال “تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأحد لكن إذا لاح خطر على الأمن الاقليمي حينها لن يكون بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي”. وأضاف “إذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في وجود لاجئين فإنها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضاً، لذا فإننا لدينا مسؤولية وسلطة لأن نقول لهم كفى”.

وخاطب الأسد قائلاً “إذا كان صادقاً فعليه أن يُعاقب فوراً قتلة” المعارضين، وأن “يوافق على نشر مراقبي الجامعة العربية”. وأضاف ان الأسد “ما زال بإمكانه أن يفعل ذلك”.

ورداً على دعوته الى التعليق على تصرحات الأسد التي أكد فيها أنه لم يأمر بقتل المتظاهرين، اعتبر داود أوغلو أن هذه التصريحات بمثابة “اعترافات”. وقال “إنه يوافق الآن على احتمال أن تكون قوات الأمن قد ارتكبت خطأ”. وتابع “كنت أفضل أن يقول ذلك في نيسان (ابريل)” الماضي.

ميدانياً، أعلنت “لجان التنسيق المحلية” على صفحتها في موقع “فيسبوك” أن أربعين شخصاً سقطوا أمس برصاص قوات الأمن وجيش النظام، بينهم سبعة أطفال وثلاث سيدات وأربعة جنود منشقّين: ثمانية عشر في حمص، سبعة في إدلب، تسعة في ريف دمشق (ثلاثة في كل من الضمير وكفربطنا وشهيدان في دوما، وشهيد في سقبا) وأربعة في حماه، واثنان في درعا (الصنمين وانخل).

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية السورية إن السلطات “تدرس” الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا. وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم الوزارة في بيان “تسلمت وزارة الخارجية رد معالي الأمين العام وما زال قيد الدراسة”.

(أ ف ب، رويترز، “المستقبل”)

دمشق تدرس الرد وتركيا تحذّر “عسكرياً”

أعلنت دمشق أمس، أنها تدرس الرد الذي تلقته من جامعة الدول العربية، على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين، فيما أفادت مصادر في الجامعة ألا اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية اليوم السبت كما كان معلناً، وأن اجتماعاً طارئاً لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في القاهرة خلال الأسبوع الحالي لبحث الموقف، في وقت حذرت أنقرة من أن تدخلاً عسكرياً قد يتحول إلى حقيقة في حال شعرت بأي تهديد للأمن الإقليمي، واعتبر الصليب الأحمر أن الوضع في سوريا خطير لكنه لا يرقى إلى “حرب أهلية” .

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في بيان “تسلمت وزارة الخارجية رد الأمين العام وما زال قيد الدراسة” .

وذكر مصدر رفيع المستوى باللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية أن مجلس الجامعة العربية سيعقد اجتماعاً وزارياً طارئاً، للرد على رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بشأن الموافقة المشروطة على توقيع بروتوكول المراقبين . وأوضح “أن الاجتماع يأتي استجابة لاقتراح  الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وقال إن عقد اجتماع للجنة الوزارية مستبعد، ولن يكون اليوم .

دولياً، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنه “إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد صادقا فعليه أن يعاقب قتلة معارضي النظام” . وأن “يوافق على نشر مراقبي الجامعة” . وقال إنه “ما زال بإمكانه أن يفعل ذلك” . وأضاف “تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأحد، لكن إذا لاح خطر على الأمن الإقليمي، حينها لن يكون بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي” . وأكد أن تركيا لديها “مسؤولية” ولديها “السلطة” لتقول لدمشق “كفى”، إذا عرضت أمن تركيا للخطر .

وأضافت سويسرا 18 اسماً على لائحة السوريين الخاضعين لقيود في السفر، واسما على لائحة عقوبات الأشخاص المعنويين وهو البنك التجاري السوري .

وأعلنت الخارجية الفرنسية أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا “حصلت” على موافقة من الأمم المتحدة، لكي يستمع مجلس الأمن الدولي إلى بيلاي بشأن سوريا، ما قد يحصل “الثلاثاء” .

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الوضع الإنساني في سوريا خطير، لكن لا ينطبق عليه وصف الحرب الأهلية . وقال رئيس اللجنة جاكوب كلينبرغر “أجري مناقشات مع خبرائنا القانونيين وأعتقد أنهم يشعرون أن الوضع لا ينطبق عليه هذا الوصف وفقاً لمعاييرنا، لكنه وضع إنساني شديد الخطورة” .

على الأرض، تباينت إعلانات الناشطين حول عدد القتلى الذين سقطوا أمس، وأعلن نشطاء أن 14 بينهم أربعة أطفال قتلوا، أغلبيتهم في حمص (وسط)، فيما قال آخرون إن الحصيلة بلغت 25 .

وقال رئيس المجلس الوطني المعارض برهان غليون إنه طلب من “المنشقين العسكريين” أن “يقصروا عملياتهم على الدفاع عن المحتجين المناهضين للحكومة”، لكنه أبدى خشيته من ألا يكون لديه النفوذ الكافي لمنع وقوع حرب أهلية . واعتبر أن التدخل الأجنبي في سوريا قد يكون حتمياً إذا استمرت إراقة الدماء، لكنه أوضح أن الأسد سيتحمل المسؤولية . وقال “أعتقد أن مسألة التدخل ليست متروكة لنا لنطلبها، لكنها ستحدث من تلقاء نفسها على أية حال، إذا واصل النظام قتل المئات يومياً فلن يستطيع المجتمع الدولي أن يقف ساكناً ولا يفعل شيئاً” .

قتلى جدد في سوريا و”الوطني” يحذّر من حرب أهلية

أعلن نشطاء سوريون أن 14 شخصاً بينهم أربعة أطفال قتلوا أمس، في أنحاء متفرقة من سوريا، أغلبية الضحايا في مدينة حمص، فيما قال آخرون إن الحصيلة بلغت 25 قتيلاً . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 9 قتلوا في حمص (وسط)، موضحا أن القتلى سقطوا في أحياء باب السباع وكرم الزيتون والبياضة بينهم طفلان في العاشرة والثانية عشرة . كما قتل طفل في الرابعة عشرة في عقرب في ريف حمص، وأصيب 23 بجروح . وأضاف أن شخصاً توفي في مدينة حماة (وسط) متأثراً بجروح أصيب بها في مظاهرة في حي طريق حلب . وفي درعا (جنوب)، قال إن طفلة في الثانية عشرة وسيدة قتلتا في بلدة الصنمين وإنخل، وجرح 8 بينهم 3 حالاتهم حرجة .

من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا في أنحاء البلاد، بينهم 12 شخصا قتلوا في حمص، بينما وردت أنباء عن مزيد من القتلى بمحافظتي حماة وإدلب .

ودارت اشتباكات عنيفة في ريف دمشق بين “مجموعة منشقة” وقوات الأمن السورية في بلدة سقبا، وفق المرصد الذي قال إن شخصا قتل في دوما بريف دمشق، وأصيب 16 في حي عبد الرؤوف بالمدينة .

من جهته، قال رئيس المجلس الوطني المعارض برهان غليون إنه طلب من “المنشقين العسكريين” أن “يقصروا عملياتهم على الدفاع عن المحتجين المناهضين للحكومة”، لكنه أبدى خشيته من ألا يكون لديه النفوذ الكافي لمنع وقوع حرب أهلية . وأضاف في مقابلة مع رويترز “نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب أهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة” . وتابع “نريد تفادي نشوب حرب أهلية بأي ثمن” .

وأعلن غليون أنه طلب من قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن “يقصر أنشطته على حماية المتظاهرين، وألا يشن مطلقا هجمات أو عمليات ضد قوات الجيش السوري” . وقال إن الأسعد وافق على ذلك، لكنه أصر على أن ما يقوم به الجيش السوري الحر “عمليات دفاعية” . وأضاف “آمل أن يفي بوعده وان من الضروري لنجاح ثورتنا الحفاظ على طبيعتها السلمية ما يعني القيام بمظاهرات شعبية” . وتابع “لا نريد التحول إلى ميليشيات تحارب ضد الجيش” .

واعتبر غليون أن التدخل الأجنبي في سوريا قد يكون حتمياً إذا استمرت إراقة الدماء، لكنه أوضح أن الأسد سيتحمل المسؤولية . وقال “تقع على النظام الحالي مسؤولية تجنب وقوع حرب أهلية وتعني وقوف جيش ضد جيش وتدخل عسكري يريد الجميع تجنبه” . وأضاف “أعتقد أن مسألة التدخل ليست متروكة لنا لنطلبها، لكنها ستحدث من تلقاء نفسها على أية حال، إذا واصل النظام قتل المئات يومياً فلن يستطيع المجتمع الدولي أن يقف ساكنا ولا يفعل شيئا” .

وفي وقت سابق الجمعة حذر المجلس من “مجزرة” اتهم النظام بالتحضير لها في حمص، في بيان جاء فيه إن “الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في حمص تشير إلى أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن” .           (وكالات)

زيارة العربي لبغداد هدفها سوريا

علاء يوسف-بغداد

قال مسؤولون وبرلمانيون عراقيون إن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للعراق تأتي في إطار الضغط على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لتعديل موقفها من الملف السوري.

وأكد النائب عن ائتلاف دولة القانون جواد البزوني أن زيارة العربي تهدف إلى زيادة الضغط على العراق من أجل عزل سوريا.

وأضاف البزوني في تصريحات صحفية أن العرب أدركوا الدور الكبير الذي يقوم به العراق في المنطقة وقوته ودوره في القضية السورية، وأن زيارة العربي تهدف إلى الطلب من العراق عدم الوقوف إلى جانب الحكومة السورية.

وطالب النائب البزوني الحكومة العراقية باستغلال هذه الزيارة لصالح الشعب العراقي، ومساعدته في الخروج من البند السابع ووقف التجاوزات على سيادة العراق من قبل دول الجوار، على حد قوله.

القمة العربية

وعن انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي -للجزيرة نت- أن الجامعة العربية لديها قرار “بعقد مؤتمر القمة العربية في العراق وبرئاسته في موعده المحدد نهاية مارس/آذار المقبل، وليس هناك تغيير في هذا حتى الآن، وستقوم الجامعة العربية بإرسال وفد في يناير/كانون الثاني إلى بغداد للوقوف على استعدادات العراق اللوجستية والسياسية لانعقاد القمة”.

من جانبه يرى عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني محمود عثمان أن أبرز محطة تناولتها زيارة العربي هي الملف السوري، وقال -للجزيرة نت- إن زيارة العربي جاءت بهدف أن يقوم العراق بدور مع النظام السوري، من أجل التجاوب مع قرارات الجامعة العربية والضغط على الحكومة السورية بهذا الاتجاه.

وأضاف أن العراق وعد العربي بالحديث مع الجانب السوري “كما أخبرنا بذلك وزير الخارجية هوشيار زيباري”. ويشير عثمان إلى أن المباحثات شملت أيضا موضوع عقد القمة العربية القادمة في بغداد.

وعن مدى نجاح وأهمية هذه الزيارة، قال عثمان إن نجاحها يرتبط بمدى قدرة العراق على لعب دور يؤثر على سوريا للاستجابة لقرارات الجامعة العربية، وأضاف أن أهميتها تأتي من أن زيارة العربي للعراق هي الأولى منذ تسلمه مسؤولية الجامعة العربية، كما أن العراق دولة محورية شاركت في تأسيس الجامعة العربية، حسبما صرح بذلك العربي نفسه.

تساؤلات

أما عضو البرلمان العراقي عن الحزب الإسلامي سليم الجبوري، فقال إن الحكومة العراقية على تماس مع الملف السوري وكان لها مواقف معينة قد تثير تساؤلات عديدة.

ويؤكد الجبوري -للجزيرة نت- أنه تم الاتفاق خلال المباحثات مع العربي على الحفاظ على الأمن الإقليمي والداخلي حتى في سوريا، ويضيف أنه تم التأكيد على حماية الشعب السوري ومنع الظلم والاضطهاد الذي يعانيه.

ويرى أن العراق في وضع يحتاج فيه إلى محيطه العربي وهذه الزيارة تأتي في هذا الإطار وتخدم هذا التوجه. ويشكك بموعد انعقاد القمة في بغداد العام المقبل، ويرى أن هذا الأمر مشكوك فيه لأنه مرتبط بالوضع الأمني داخل العراق.

وانتقد الجبوري موقف الحكومة تجاه الشعب السوري، قائلا “نحن كقوى سياسية لم يكن مفهوما لدينا موقف الحكومة تجاه الشعب السوري، خاصة وأنه يمثل ابتعادا عن الإطار العربي الذي نحن بحاجة للانسجام مع مواقفه”.

نار سوريا قد تشعل هشيم العراق

 الوضع في سوريا قد تكون له انعكاسات خطيرة على الوضع في العراق

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الوضع في سوريا سيؤثر على الوفاق السياسي الهش أصلا في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية منه نهاية الشهر الجاري.

ورأت الصحيفة أن القوات الأميركية كان لها دور أساسي في إبقاء التوافق السياسي في العراق صامداً بوجه المشكلات التي تعصف بهذا البلد منذ غزوه عام 2003. وتستطرد الصحيفة بالقول إن النهج والطابع الطائفي الذي بدأ يطغى على الوضع في سوريا قد يلقى صدى في العراق، الذي يعاني الوضع فيه أصلا من تأزم طائفي بين السنة والشيعة وتوتر عرقي بين العرب والأكراد.

يذكر أن في سوريا تنوعا عرقيا ودينيا مشابها إلى حد كبير لذاك الذي في العراق، لكن باختلاف جوهري في النسب المئوية.

وتقول الصحيفة في تقريرها الذي كتبته مراسلتها ليز سلاي في بغداد، إن السنّة هنا يتهمون الشيعة بإرسال قوات لنصرة نظام الأسد الشيعي العلوي، والشيعة يتهمون السنة بإرسال متطوعين للقتال مع جيش سوريا الحر الذي يمثل الأغلبية السنية في سوريا.

توبي دودج

وينقل التقرير عن المحلل السياسي البريطاني توبي دوج الذي له مؤلفات وكتب عن تاريخ العراق، قوله “سيكون للوضع في سوريا تأثير على القضايا المعلقة في العراق. الوضع السوري عامل عدم استقرار خاصة في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي”.

وفي هذا السياق برّر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري موقف بلاده بعدم التصويت لصالح مشروع العقوبات العربية على سوريا، بأنه لم يكن دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بقدر ما كان تحسبا لانعكاسات الوضع السوري على الوضع العراقي الخاص.

وتقول الصحيفة إن جورج بوش ونوري المالكي عندما وقعا المعاهدة الأمنية عام 2008، لم يتصورا اندلاع انتفاضة في سوريا تتزامن مع انسحاب القوات الأميركية في نهاية عام 2011 حسب المعاهدة.

لكن الصحيفة ترى أن سوريا ليست هي عامل عدم الاستقرار الوحيد الذي قد يضرب العراق بعد انسحاب القوات الأميركية منه، فهناك العديد من القضايا التي تشتعل تحت الرماد في العراق، وبدأت تظهر للعيان مع انسحاب الدفعات الأخيرة من الجيش الأميركي من العراق.

وتعطي الصحيفة المثال الأول لتلك القضايا والمتمثل بالصراع بين حكومة بغداد المركزية وحكومة إقليم كردستان العراق في الشمال بشأن السيطرة على موارد الإقليم. وساد التوتر بين الجهتين بعد توقيع حكومة كردستان عقدا مع الشركة النفطية الأميركية العملاقة إيكسون، وهي خطوة رأت فيها بغداد تجاوزا لهيبتها وسيادتها كحكومة مركزية يجب أن يكون لها اليد العليا في التصرف بموارد العراق الطبيعية.

المثال الآخر يتعلق بالتوتر المذهبي، وقد تجلى بإلقاء القبض على مئات من المتهمين بالتعاطف مع حزب البعث العربي الاشتراكي المحظور في العراق حالياً وأغلبهم من السنة، الأمر الذي دفع ثلاث محافظات عراقية سنية محاذية لسوريا لإعلان عزمها تشكيل أقاليم خاصة بها للحد من تسلط الحكومة المركزية التي يسيطر عليها الشيعة.

ويتخوف السياسيون العراقيون الشيعة من وصول حكومة سنية متدينة إلى الحكم في سوريا، حيث يعتقدون أنها قد تدعم السنة العراقيين في مطالبهم السياسية في العراق.

وتنقل الصحيفة عن مدير مركز العراق للدراسات والأبحاث في النجف، نعمة العبادي، قوله “إذا جاءت حكومة ديمقراطية وليبرالية في سوريا فسيكون الأمر طبيعيا، لكن إذا أتت حكومة للإخوان المسلمين فإن قصة السنة والشيعة في العراق سوف تطل برأسها من جديد”.

                      واشنطن بوست

46 قتيلا وتحذير من مجزرة بحمص

قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 46 شخصا قتلوا الجمعة برصاص الأمن السوري في مناطق متفرقة من البلاد التي شهدت مظاهرات تطالب بالحرية وإسقاط النظام، في جمعة تحمل شعار “إضراب الكرامة”.

وأوضحت لجان التنسيق أنه سقط 15 من مجموع القتلى في ريف دمشق، و17 في حمص، وسبعة في إدلب، وخمسة في حماة، واثنان في درعا.

وأفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الأمن السوري وجنود منشقين في حي الجورة غربي دير الزور الليلة. وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق -التي تضم بلدات سقبا وكفربطنا وحمورية وجسرين- أطلقت عناصر الجيش والأمن النار لتفريق المتظاهرين.

المجلس يحذر

وحذر المجلس الوطني السوري من مجزرة يخطط النظام لارتكابها في حمص التي يتعرض حي البياضة فيها لقصف وإطلاق نار كثيف، بهدف إخماد الثورة وتأديب باقي المدن المنتفضة.

وأكد بيان للمجلس أن النظام سيبرر ذلك بافتعال أحداث عنف طائفي على نحو سابق، كحرق المساجد وقصفها وقتل الشباب واختطاف النساء والأطفال.

وقال البيان إن الأمن أحرق أنابيب نقل النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بمن يسميهم العصابات المسلحة، محاولاً سحق المنتفضين السلميين بذريعة الحرب على الإرهاب.

وفي السياق ذاته، حذرت الخارجية الأميركية من احتمال أن تكون الحكومة السورية تحضر لاعتداء واسع النطاق على مدينة حمص خلال اليومين المقبلين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند إن مصادر في حمص أفادت بمعلومات حول هذا الهجوم الوشيك على المدينة.

نيران كثيفة

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بإطلاق نار كثيف وقذائف المدرعات من كافة الحواجز بشكل عشوائي على الأحياء والمنازل في تلبيسة.

وفي دير بعلبة، سجل انقطاع الكهرباء بالكامل عن الحي الجنوبي، وانقطاع تام للإنترنت، وإطلاق نار متقطع من جميع الحواجز المحيطة.

كما أفاد ناشطون باستهداف منازل المواطنين بالأسلحة المتوسطة وقذائف الهاون في الغوطة الشرقية بـريف دمشق التي تضم بلدات سقبا وكفربطنا وحمورية وجسرين، مما أدى إلى سقوط عدد من الأشخاص بين قتيل وجريح.

وأضاف الناشطون أن اشتباكات وقعت بين الجيش وعناصر منشقة عنه، وأن السلطات السورية دفعت بتعزيزات من الجيش والأمن إلى هذه المنطقة.

حملة عسكرية

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حملة أمنية وعسكرية غير مسبوقة تشن على المنطقة، ولأول مرة تدخل الدبابات مدن الغوطة الشرقية، مشيرة إلى أن عدد القتلى بلغ حتى الآن 11 فيما يوجد الكثير من الجرحى إصاباتهم خطيرة ولا يتمكن الناس من إسعافهم.

وأفادت الأنباء الواردة من محافظة إدلب بأن مدينة خان شيخون تعرضت لقصف مدفعي أدى لهدم منازل وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

وفي إنخل بمحافظة درعا، أفاد ناشطون بسقوط قتيل وعدد من الجرحى في إطلاق نار استهدف مظاهرة كانت تنادي برحيل النظام.

وفي الحارّة بـدرعا أيضا، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، بينما شهد مخفر غباب بحوران انشقاقا أدى إلى تبادل كثيف لإطلاق النار.

وفي حماة، أكدت الهيئة مقتل ضابطين منشقين وثالث لقي مصرعه في حلب. أما في القامشلي فأفادت الهيئة باعتقال العشرات في “جمعة إضراب الكرامة”، حيث تعيش المدينة حصارا منذ يوم أمس على أيدي الشبيحة وقوات الأمن.

مظاهرات

وخرجت المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد اليوم في مناطق عديدة. ومن المتوقع أن يبدأ الإضراب العام الأحد المقبل كخطوة أولى على طريق عصيان مدني شامل.

وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت القنابل المدمعة على مظاهرة انطلقت من أمام مسجد العرفي في دير الزور بعد صلاة الجمعة.

وفي بيانون، بحلب انطلقت مظاهرة حاشدة من ساحة الأحرار تنادي بإعدام الرئيس بشار الأسد.

وفي حي صلاح الدين بحلب، قال ناشطون إن من يوصفون بالشبيحة شنوا هجوما عنيفا على مظاهرة خرجت من مسجد أويس القرني، وقاموا بقطع جميع الطرق المؤدية إلى المسجد لمنع توافد المتظاهرين من المساجد القريبة في الحي.

وفي قدسيا بريف دمشق، انطلقت مظاهرة من الجامع العمري، وهتف المتظاهرون لحمص.

وفي دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة أطلقت النار والقنابل المدمعة على المتظاهرين بشكل كثيف قرب ساحة الحرية، بعد خروج مظاهرة من جامع الدقاق.

فعاليات احتجاجية

وتأتي الدعوة للتظاهر في سوريا اليوم فيما سميت “جمعة إضراب الكرامة” تمهيدا لسلسلة فعاليات احتجاجية تبدأ الأحد المقبل وتمتد حتى نهاية العام.

وتهدف هذه الفعاليات إلى التأكيد على سلمية الحراك الثوري.

وتشمل المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” إقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال. فيما تتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية.

أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. بينما يسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وستستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة والأخيرة.

دمشق: “أي بي سي” حرفت مقابلة الأسد

اتهمت سوريا قناة أي بي سي الأميركية بتحريف تصريحات الرئيس بشار الأسد عمدا خلال بثها مقابلة أجريت معه الأربعاء الماضي، كما اتهمتها بالتماهي مع ما قاله الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر الذي عمل على تشويه المقابلة والرسالة التي أراد الأسد توجيهها إلى الرأي العام الغربي والأميركي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي بدمشق أمس الجمعة إن قناة أي بي سي حرفت مضمون المقابلة التي أجرتها مع الرئيس الأسد عبر عمليات مونتاج اقتطعت أجزاء منها.

وأضاف المتحدث بأن دمشق كانت تنتظر من القناة أن تبث المقابلة بالطريقة المثلى التي تعكس ما قاله الأسد، واعتبر أن ما سماه التشويش الذي حدث لم يكن مفاجئا.

وأكد مقدسي أن من حق كل قناة أن تقوم بمونتاج لكن بما لا يؤدي إلى تشويه المضمون وخاصة مع رئيس دولة وفي بلد مثل سوريا.

وأجرى مقدسي -في المؤتمر الصحفي- مقارنة بين الحديث الذي أجراه الأسد مع القناة وبين المقاطع المجتزأة التي بثتها على شاشتها، وعرض الحديث الكامل للأسد في المقابلة والآخر الذي اجتزأت منه المحطة الأميركية.

وقال إن مدة تسجيل المقابلة 49 دقيقة، في حين ما تم بثه على المحطة هو سبع دقائق فقط في الفترة الصباحية و14 دقيقة في الفترة المسائية.

واعتبر المتحدث أن أعداء سوريا يستهدفونها سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا وطائفيا، “وعندما لم ولن ينجحوا لجؤوا إلى الجيش السوري البطل وتصويره على أنه يعمل وحده”.

محاور المقابلة

وتناول مقدسي محاور الحديث الذي بثّته القناة الأميركية من المقابلة وقسّمه إلى ثلاثة أجزاء، محور الجيش السوري، والانقطاع عن الواقع واللاعقلانية، والإساءة إلى الأمم المتحدة.

وعن محور الجيش السوري قال مقدسي إن الرئيس الأسد سئل عن هذا المحور خمس مرات (هل أنت مسؤول عن قواتك؟) فأراد الرئيس أن يصحح صيغة السؤال ويضعه بصيغته الهيكلية، وأوضح أن الجيش يعمل لحفظ السلم والأمن الأهلي، وأن أخطاء تقع، وهناك لجنة قانونية والكل تحت سقف المحاسبة.

وانتقد مقدسي من اتهم رئيس بلاده باللاعقلانية، وقال “اللاعقلاني والمجنون هو من يجر جيشه إلى حروب في أفغانستان والعراق، ومن قتل آلاف الجنود الأميركيين عدا عن القتلى العراقيين”.

وعن محور الإساءة للأمم المتحدة، قال مقدسي إن الرئيس الأسد لم يسئ إلى الأمم المتحدة، وأوضح أن ما قاله هو إن للمنظمة الدولية قصص نجاح، لكن نصيبها من الفشل وعدم المصداقية هو في الشرق الأوسط، لافتا بهذا الصدد إلى بقاء جزء من أراضي سوريا تحت الاحتلال، وكذلك القضية الفلسطينية.

وأكد أن هذا جوهر ما قاله الأسد عن الأمم المتحدة، لكن القناة بثت على لسان الأسد أن الأمم المتحدة غير ذات مصداقية.

يشار إلى أن الأسد نفى خلال المقابلة أي مسؤولية عن مقتل آلاف المتظاهرين في سوريا، واصفا من يطلق النار على شعبه بأنه مجنون.

ورغم أن الأسد أقر بأن عناصر من القوات المسلحة قد تكون مضت بعيدا في القمع، فإنه نأى بنفسه عن المسؤولية في ذلك، وقال “أنا رئيس، ولست أملك البلاد. وهذه ليست قواتي الخاصة”. وأضاف أن هناك فارقا بين قمع سياسي متعمد وبعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المسؤولين.

وكانت سوريا أعربت الأربعاء عن استهجانها من تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر التي وصف فيها الرئيس السوري بأنه إما منفصل عن الواقع أو مجنون، متهمة إياه بتشويه تصريحات الأسد.

قلق غربي من ارتكاب مجزرة في حمص.. وبريطانيا تدعو الجيش لسحب قواته

نحو 10 آلاف جندي يحاصرون المدينة

العربية.نت، بيروت – محمد زيد مستو

عبّرت الولايات المتحدة وبريطانيا عن قلقهما العميق من استعدادات نظام الرئيس بشار الأسد لشن هجوم واسع النطاق على مدينة حمص في وقت أفادت المعارضة السورية بأن نحو عشرة آلاف جندي سوري يحاصرون المدينة.

ودعت الحكومة البريطانية دمشق إلى سحب فوري لقواتها من حمص، واصفة العنف الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد إزاء المتظاهرين بأنه غير مقبول.

وتتهم المعارضة بدورها النظام بالتحضير لمجزرة والاستعداد لشن هجوم واسع النطاق بعد مقتل اثني عشر شخصا بينهم طفلان في المدينة.

كارثة إنسانية

وأفادت مصادر من داخل حمص في سورية، أن المدينة تعيش حالة “حرب حقيقية” تتخللها أزمة إنسانية كبيرة خلال الأيام الأخيرة، فيما تقوم قوات الأمن والجيش بحفر خنادق في محيطها.

وقال هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، إن المدينة تشهد كارثة إنسانية وسط منع السلطات من وصول الوقود والغاز إلى المدينة، وقطع الإمدادات الطبية عنها.

وأكد العبد الله أن “الديزل” وعبوات الغاز مفقودة في المدينة، متهماً السلطات السورية بإحراق صهريج “ديزل” حاول الأهالي إدخاله إلى المدينة قبل أيام، وقامت بالسيطرة على صهريج آخر، ثم باعته للأهالي في وقت لاحق بسعر مضاعف بلغ 50 ليرة (دولار أمريكي واحد) للليتر الواحد.

وشدّد المصدر على أن الحكومة السورية حولت المشافي الوطنية إلى ثكنات عسكرية، وحاصرت جميع المشافي الخاصة، في وقت تقوم فيه بمنع دخول الأدوات الطبية والأدوية إلى الأحياء السكنية، وتعتقل المسعفين والأطباء. مدللاً على ذلك باعتقال طبيب ناشط في مدينة الحولة، وهو مدير إداري بالمشفى الوطني وعضو بالهلال الأحمر، وسلم إلى أهله جثة هامدة عليه آثار التعذيب، بعد أن وجدوا في سيارته بعض الأدوية، حسب المصدر.

وفي حين أكد مصدر في مجلس الثورة بمحافظة حمص، أن قوات الأمن السورية أحاطت المدينة بالخنادق دون معرفة السبب، اعتبر المعارض السوري فايز سارة أن الهدف من هذه الخنادق هو السيطرة على مداخل المدينة.

بشار الأسد: الأزمة في نهايتها.. وبعض دول الخليج هي “الداء الوحيد” للعرب

موقع معارض: بشار لا يزال يعيش في “الفقاعة”

العربية.نت

اعتبر موقع سوري معارض أن نظام بشار الأسد لا يزال يعيش في “الفقاعة”، وذلك بعد تصريحات صحفية نقلت عن الأسد قوله إن الأزمة في بلاده انتهت، وتم الانتصار على ما سمّاها “المؤامرة الخارجية”.

وتحت عنوان ساخر نقل موقع “كلنا شركاء” تصريحات الأسد، حيث ورد في العنوان: “بشار ما زال يعيش بالفقاعة”.

وكانت صحيفة الأنباء الكويتية نقلت عن الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه بوفد من رجال الدين الدروز في لبنان تأكيده أن “سوريا انتصرت على المؤامرة الخارجية، وأن الأحداث أصبحت في نهاياتها، وكل الأمور تحت السيطرة، وهناك رسائل تأتينا من الذين ناصبوا سوريا العداء بأنهم سيعودون قريباً إلى سوريا”، على حد قوله.

ونقلت الصحيفة عن الأسد سخريته من العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على نظامه، قائلاً: شو بدهم يعملوا، لا يستطيعون فعل أي شيء، وكل ما يجري مؤامرة خارجية”، غامزا من قناة دول الخليج، مضيفاً: “بعض دول الخليج الداء الوحيد للعرب”.

وتابع الأسد: “لا أحد يستطيع محاصرة سوريا، هم بقراراتهم يحاصرون أنفسهم. إيران معنا، والعراق سيعود إلى أفضل حالاته بعد الانسحاب الأميركي، ولبنان إلى جانبنا والأردن رفض العقوبات، فماذا سيفعلون؟ لا أحد قادر على محاصرة سوريا”. كما تحدث الأسد عن الموقف التركي الأخير لجهة رفض انقرة أي هجوم على سوريا من أراضيها.

وقالت الصحيفة الكويتية إن الأسد هاحم مواقف رئيس جبهة النضال الوطني في لبنان النائب وليد جنبلاط دون أن يسميه، وقال: “هاجمني بشدة عام 2006، ودعا الأميركيين إلى احتلال سوريا وتغيير الخارطة السياسية، وذهب أبعد من ذلك، وفي اليوم الثاني ذهبت إلى السويداء وتناولت الغداء في أحد مطاعمها مع عائلتي دون أي مرافقة، وكان اللقاء مع أهل السويداء وجبل العرب رائعا وممتازا. فهناك أشخاص يغيرون مواقفهم كل فترة وهناك رجال ثابتون”.

كما نقلت الصحيفة عن الأسد قوله: “نحن ممسكون جيدا بالأرض، ووضعنا قوي وثابت ويحاولون هز الاستقرار بعمليات إرهابية مدعومة من الخارج”، مؤكدا أن “التهويل والإعلام لا ينالان منا، والخوف ليس موجودا في قاموسنا، ومعنوياتنا مرتفعة”.

ناشط سوري يصف آثار التعذيب على 3 قتلى من المتظاهرين

  الأوراق الرسمية تثبت خروجهم من مستشفى حكومي

العربية.نت

قال ناشطون في المعارضة السورية أن 34 مدنيا خطفوا وعُذبوا حتى الموت مؤخرا في مدينة حمص، واتهم الناشطون ميليشيات مسلحة تعمل لصالح النظام السوري بخطف الضحايا و قتلهم في حي الزهراء بالمدينة.

وعرض أحد الناشطين نموذجا لما حل بثلاثة من المختطفين، حيث نقل آثار التعذيب، والورقة التي تثبت استلام الجثة من المستشفى الوطني الحكومي.

حيث كشف الفيديو عن تعرض القتلى إلى الضرب بالمطارق، والتعذيب بالكهرباء، والتعليق بالجسد، والضرب بالخشب والمسامير.

معارض سوري لـ”العربية.نت”: الأسد مسؤول عن انتهاكات القوى الأمنية

أشار إلى مخاوف من الإسلاميين

دمشق – عامر عبد السلام

أكد المعارض السوري لؤي حسين، رئيس تيار بناء الدولة السورية، لـ “العربية.نت” أن الرئيس السوري يتحمل المسؤولية الكاملة عما نفذته أجهزة الأمن من انتهاكات بحق المواطنين السوريين، وذلك في تعليق له حول الحديث الذي أدلى به الأسد لشبكة تلفزيونية أمريكية ونفى فيه أن يكون قد أصدر أوامر بقتل محتجين.

وقال حسين: “نحن تعودنا من السلطة السورية تقديم عبارات تحتمل تفسيرات عديدة، لكن بغض النظر عن التفسير، فإن رئيس الجمهورية في سوريا هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، أي أنه قائد كافة القوى الموجودة، وبالتالي فهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن ما تقوم به هذه الأجهزة تجاه المواطنين من قتل وتعذيب واعتقال”.

وتابع: “وإذا كان الأسد لم يأمر عناصر جيشه بأن يعذبوا ويعتقلوا ويسرقوا، فإن ذلك لا يعفيه من مسؤولية أنه لم يقل لهم أن لا يقتلوا ولا يعذبوا ولا يعتقلوا ولا يسرقوا، فالسلطة مسؤولة دوماً عما تقوله وما لا تقوله، وعما تفعله وما لا تفعله خلافاً للمعارضة التي تكون دوما مسؤولة عما تقوله وتفعله فقط”.

وفي سياق آخر، توقع المعارض السوري ألا تنقلب الطائفة العلوية على السلطة، مشيراً إلى أمله في “مشاركتهم بالحراك السوري، أو بالحد الأدنى أن لا يعملوا ضد المتظاهرين”.

وأشار إلى أن “المظاهرات حينما بدأت في درعا لم تكن موجهة ضد السلطة، لكن السلطة أضرت بالناس حتى تحملوا مسؤولية إسقاط النظام، كما أن السوريين في حماة لم يحاسبوا السلطة على أحداث ارتكبتها عام 82، لكن السلطة قامت بمواجهة أهالي حماه بمدرعاتها حتى حمّلها الناس وزر أحداث 82″، لافتاً إلى “أن السلطة لا تملك آليات صنع القرارات بشكل واضح، ولا تعرف مصالحها التي كانت تستوجب ألا تلوث أركان السلطة بدماء السوريين، وكان من الممكن أن تحل القضية ببساطة”.

مخاوف من الإسلاميين

وعن رأيه بوجود الكثير من المخاوف لدى معظم الأقليات الإثنية والعرقية في سوريا من الحراك الشعبي السوري، أكد حسين أنه يعتقد بأن “لهم الحق في بعض المخاوف لكنها ليست نابعة من وجود إمكانية لأن تطيح الأكثرية العددية سواء كانت طائفية أو قومية بالأقليات العددية الموازية”، مشيراً إلى أنه يعتقد أن “الإسلاميين لا يستطيعون السيطرة على سوريا إلا بقدر علمانيتهم”.

واعتبر أنه “لا مانع من وجود حكومة إسلامية في سوريا تلتزم بتيار علماني”، مؤكداً في الوقت نفسه عدم وجود إمكانية لإقامة دولة إسلامية في سوريا الجديدة.

وشدد المعارض على أنه لا يعتبر “أن للإخوان المسلمين الحق في الفعل السياسي كونهم بالأساس جماعة وليسوا حزبا، وتسميتهم بالجماعة يعني أنهم يخصون المسلم فقط، وبالتالي لا يمكن لحزب فئوي أن يحكم الجميع”.

وأشار إلى أن “الإخوان تنظيم قديم وقوي ويحظى بدعم مالي دولي بغض النظر عن الجهات التي تموله وهي بالغالب خارج سوريا، وهم يستطيعون دوماً عقد المؤتمرات والاجتماعات والندوات خلافا للتيارات والأحزاب الأخرى”.

وقال إن “القوى السياسية في سوريا لن تقبل إلا بوجود تيار إسلامي علماني دون التيار الإسلامي الديني”.

وأوضح المعارض السوري أن “السلطة السورية غير جادة في موضوع التوقيع على المبادرة العربية، وانها تتلاعب بالجامعة وتستفزها حتى تنهي العمل بالمبادرة”، لكنه جزم بأن “النظام السوري سيوقع بالنهاية وسيتم الاتفاق مع الجامعة على البروتوكول، لأن المجتمع الدولي راغب في أن تكون المبادرة العربية هي الحل”.

وقال رئيس تيار البناء: “في حال تم إدخال مراقبين، يجب أن نبادر نحن بتشكيل آليات لحماية المدنيين وأنا مستعد للإدلاء بشهادتي الشخصية أمامهم، وعلى جسمي من الندب والآثار الكافية لوجود انتهاكات ونتمنى على الآخرين أن يتعاونوا معنا”.

وحول الدور العسكري التركي، أوضح أن “تركيا لم تصرح في أي مرة بشكل مباشر بأنها مع التدخل العسكري، وإنما المعارضين السوريين بالخارج هم من يحمّلون تركيا هذا الدور، لكن ربما يحاول الأتراك الاحتفاظ ببعض الأوراق لحماية حدودهم في المناطق الكردية”.

السلطة تحضّر لمسيرات تأييد بالتزامن مع الإضراب الشامل في سورية

روما (10 كانون الأول/ ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر سورية مطلعة إن السلطات السورية المعنية تقوم بالتحضير لمسيرات تأييد للنظام السوري غداً (الأحد) في العاصمة دمشق ومدن أخرى، في محاولة للتعتيم والرد على الدعوات للإضراب العام التي وجّهها المحتجون والمعارضون السوريون كخطوة أولى نحو عصيان مدني شامل

وفي الوقت الذي تتحدث فيه التنسيقيات والحركات الشبابية المعارضة السورية عن بدء بعض المناطق بالإضراب ابتداء من اليوم، تؤكد أوساط المعارضة على أن السلطات السورية تقوم بتهيئة ساحات رئيسية في دمشق لمسيرة تأييد في نفس يوم الإضراب للتعتيم على نجاحه إعلامياً إن تم تنفيذه على نطاق واسع

وكانت القوى الثورية الشبابية السورية قد دعت إلى إضراب عام يبدأ غداً (الأحد) تحت عنوان (إضراب الكرامة) في كافة المناطق السورية “إيماناً بالنضال السلمي اللاعنفي” وفق بيان الدعوة، وأيدت هذه الدعوة كافة القوى والتيارات السورية المعارضة، وعلى رأسها المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي، وتنسيقيات المحلية في عموم سورية، التي تعتبر المحرك الأساسي للتظاهرات، على أن يتصاعد هذا الإضراب تدريجياً حتى يصل إلى العصيان المدني الكامل، وأعلنوا أن هذا الإضراب سيكون “ثورة جديدة داخل الثورة السورية” حسب تعبيرهم

وأكّد المجلس الوطني على ضرورة أن يشمل الإضراب الجامعات والمدارس والاتصالات والمحلات التجارية والمواصلات وموظفي القطاع الحكومي، وأشار إلى أن المشاركة في الإضراب العام ستكون تصاعدية خلال هذا الشهر، وعلى أنه سيوّج بعصيان مدني شامل

فيما اعتبرت هيئة التنسيق أن الإضراب العام ومن ثم العصيان المدني هو “الطريق الأنجع لسلامة الوطن والثورة وتحقيق أهداف الشعب”، ودعت جميع السوريين في الداخل والخارج إلى المشاركة في الإضراب ودعمه، وأكّدت على أنها ستسخّر كافة إمكاناتها وقدراتها لدعمه

وزير الخارجية الايطالي: سنواصل العمل على نهج العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري

روما (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي دي سانتاغاتا ان بلاده “ستواصل نهج التصلب في نظام العقوبات المفروض على النظام السوري واعوانه المقربين” حسب تعبيره

وأوضح دي سانتاغاتا في مؤتمر صحافي جمعه ورئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بعد محادثات عقدها مع الأخير في روما اليوم “إن ايطاليا ستبذل ما بوسعها من اجل العمل مع الامم المتحدة حتى يتم توضيح هذا الطرح المتعلق بالضغط الاقتصادي” على حد قوله

وأقر رئيس الدبلوماسية الايطالية بانه “لاتوجد في الوقت الراهن ممرات انسانية لأن الحكومة السورية لا تعطي الاذن بدخول البلاد” وأضاف “نعمل في الوقت الراهن على تقديم المساعدات على الصعيدين الانساني والطبي في مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا” حسب تعبيره

وتابع القول “ما ان يتم نشر مراقبين تابعين للجامعة العربية فسيكون هذا عنصر استقرار يسمح بفتح ممرات انسانية ” واستطرد “انتشار المراقبين هذا لايزال نظرياً تماماً لان النظام لا يسمح بهم” على حد قوله

وشدد وزير الخارجية الايطالي خلال تصريحاته على ان “الشعب السوري يستحق مستقبلاًَ ديمقراطياً” معرباً عن استعداد بلاده “لمعالجة اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة” على حد قوله

كان تيرسي قد اجرى مباحثات مع رئيس المجلس الوطني برهان غليون والوفد المرافق له في مقر وزارة الخارجية في روما، حيث قدم الوفد السوري عرضاً للتطورات السياسية الاخيرة في البلاد، كما حث الجانب الايطالي على بذل مزيد من الجهد على المستوى الايطالي في سبيل ازالة العقبات القائمة أمام استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة

غليون: على المجتمع الدولي الضغط على روسيا لاستصدار قرار أممي

روما (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ناشد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون “سائر المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية الضغط على روسيا” حتى يمكن استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في أسرع وقت ممكن

وأوضح غليون في مؤتمر صحافي أعقب لقاءه ووفد من المجلس الوطني السوري مع وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي دي سانتاغاتا في روما اليوم “إن حماية الشعب السوري هي مسؤولية الأمم المتحدة” وأضاف ” في سورية لا توجد حرب أهلية بل نظام ديكتاتوري يسعى لقمع شعبه واستعداء كل طرف في المجتمع ضد الآخر” حسب تعبيره

وفي اشارة الى تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد لمحطة اي بي سي الأمريكية، قال غليون ”عندما يقول الاسد انه ليس مسؤولاً، فكأنه يقول انه عاجز أو أنه ليس رجل دولة” على حد قوله

وحول العلاقات الدولية لسورية في المستقبل، قال “الشعب السوري وعبر الحكومة القادمة التي ستتشكل، سيقرر نوع العلاقات القادمة للدولة” وأضاف “لن تكون لدينا قوالب جاهزة وسورية ستكون صديقة لكل البلدان التي تحترم حقوق الإنسان لشعبنا” حسب تعبيره

وحول الحصيلة المتعلقة بالضحايا المدنيين في صفوف المحتجين في سورية، قال رئيس المجلس الوطني “حسب المعطيات الرسمية فالأرقام تزيد عن أربعة آلاف لكن الشهود على الأرض اخبرونا بأن الضحايا تجاوزوا العشرة آلاف والمغيبين عشرين ألفاً والمعتقلين ما بين ستين إلى سبعين ألفاً” مذكراً “باالتزام ايطاليا في عملية الاغاثة الانسانية والطبية للشعب السوري” و”ربما تكون مستعدة لتقديم مساعدات مادية أيضاً” على حد قوله

مجلس الامن يناقش قضية سورية مجددا، وقتلى بمواجهات السبت

مجلس الامن سيناقش الشأن السوري مجددا رغم الاعتراضات

تزايدت الضغوط الدولية على سورية لدفعها الى القبول بوجود مراقبين دوليين على اراضيها، بعد ان وافق مجلس الامن الدولي الجمعة على طلب من فرنسا للاستماع الى ايجاز من نافي بيلاي، مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة حول القمع في سورية، على الرغم من مقاومة من دول مثل روسيا والصين والبرازيل.

وقال السفير الروسي، والرئيس الدوري الحالي لمجلس الامن الدولي فيتالي تشوركن، ان المجلس سيستمع الى بيلاي في جلسة سرية قد تعقد الاثنين.

وكانت روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا قد عبرت عن عدم رغبتها في ان تناقش مسألة سورية من وجهة نظر حقوق الانسان في نيويورك، وطلبت مناقشتها من مقر هيئة حقوق الانسان في الامم المتحدة، من مقرها بجنيف.

الا ان فرنسا وبريطانيا والمانيا والولايات المتحدة ظلت تدفع داخل مجلس الامن باتجاه مناقشة القضية السورية في اروقته.

واكدت بيلاي الجمعة خلال وجودها في نيويورك على ان عدد القتلى حتى الآن في سورية تجاوز اربعة آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات في مارس/آذار.

كما استنكرت بيلاي تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الاخيرة التي قال فيها ان الامم المتحدة تنتقص الى المصداقية، بالقول ان معلومات الامم المتحدة “موثوقة جدا”.

على الصعيد الميداني قال ناشطون سوريون ان تسعة مدنيين قتلوا السبت بنيرات قوات الامن السورية في مواجهات بحمص ودرعا وادلب، بعد يوم من سقوط نحو 40 قتيلا في انحاء البلاد خلال ما عرف بـ “جمعة اضراب الكرامة”.

“مجزرة”

وحذر المجلس الوطني السوري المعارض من “مجزرة” تحضر لها الحكومة السورية لها في مدينة حمص.

وقال المجلس في بيان له ان “الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جزوة الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها”.

وفي واشنطن اعربت المتحدثة بلسان الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند عن “قلق بالغ” ازاء التقارير التي تحدثت عن استعدادات يقوم بها الجيش السوري لشن هجوم واسع النطاق على حمص وحملت نولاند الاسد المسؤولية عن كل شخص تقتله قواته.

كما دعت الحكومة البريطانية دمشق الى “سحب فوري لقواتها من حمص” منددة مجددا بالعنف “غير المقبول” الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد ازاء المتظاهرين.

تحذير تركي

كما حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اغلو من ان بلاده لن تقف مكتوفة الايادي اذا هددت الازمة التي تمر بها سورية “الامن الاقليمي”.

وقال داود اغلو “تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لاحد لكن اذا لاح خطر على الامن الاقليمي حينها لن يكون بوسعنا ان نقف مكتوفي الايدي”.

وأضاف “اذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في نزوح لاجئين فانها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضا لذا فان علينا مسؤولية ونملك سلطة لان نقول لهم كفى”.

كما اعلن مدير المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل ان الدول العربية لن تسمح باستمرار ما سماه “مذبحة يتعرض لها الشعب السوري”، واستبعد ان يتنحى الاسد عن السلطة طوعا.

دعوة

وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون انه طلب من قائد “الجيش السوري الحر”، الذي يضم جنودا منشقين عن الجيش السوري، العقيد رياض الاسعد حصر عمليات “الجيش الحر” بالدفاع عن المتظاهرين وعدم شن اي هجمات على الجيش السوري الموالي للحكومة لتفادي “الانزلاق نحو حرب اهلية”.

واضاف “نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب اهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للاخر ونريد تفادي نشوب حرب اهلية باي ثمن”.

وفي جنيف دعت نائبة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الحكومة السورية الى السماح لموظفي المنظمة بالدخول الى الاراض السورية.

وقالت اموس “نحن قلقون بشأن الاثار الصحية لما يجري، ليس لدينا صورة واضحة تماما عن الوضع في سورية لاننا لا نستطيع الدخول ومعرفة ما يجري بالضبط”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سورية: 24 قتيلا على الاقل بينهم 4 اطفال

قال ناشطون سوريون ان 24 مدنيا على الاقل قتلوا اغلبهم في وسط سورية عندما اطلقت قوات الامن والجيش النار على مظاهرات خرجت في العديد من المدن السورية وسط انباء عن حشود عسكرية كبيرة حول مدينة حمص استعدادا لهجوم وشيك عليها.

فقد اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرة مدنيين قتلوا في حمص وواحد في ريفها بينما قتل خمسة قرب دمشق واثنان في درعا، واربعة في مدينة حماه واثنان في محافظة ادلب بشمال غربي البلاد.

وخرجت تظاهرات عدة الجمعة ولا سيما في درعا وادلب وحمص وحماة ودير الزور تحت شعار “اضراب الكرامة” تمهيدا لاضراب عام متوقع الاحد وفق ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان.

كما قالت السلطات السورية ان ثمانية من قوات الامن اصيبوا في مواجهات متفرقة.

تحذير

وحذر المجلس الوطني السوري المعارض من “مجزرة” تحضر لها الحكومة السورية لها في مدينة حمص.

وقال المجلس في بيان له ان “الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جزوة الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها”.

وفي واشنطن اعربت المتحدثة بلسان الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند عن “قلق بالغ” ازاء التقارير التي تحدثت عن استعدادات يقوم بها الجيش السوري لشن هجوم واسع النطاق على حمص وحملت نولاند الاسد المسؤولية عن كل شخص تقتله قواته.

كما دعت الحكومة البريطانية الجمعة دمشق الى “سحب فوري لقواتها من حمص” منددة مجددا بالعنف “غير المقبول” الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد ازاء المتظاهرين.

كما حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اغلو من ان بلاده لن تقف مكتوفة الايادي اذا هددت الازمة التي تمر بها سورية “الامن الاقليمي”.

وقال داود اغلو “تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لاحد لكن اذا لاح خطر على الامن الاقليمي حينها لن يكون بوسعنا ان نقف مكتوفي الايدي”.

وأضاف “اذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في نزوح لاجئين فانها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضا لذا فان علينا مسؤولية ونملك سلطة لان نقول لهم كفى”.

كما اعلن مدير المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل ان الدول العربية لن تسمح باستمرار ما سماه “مذبحة يتعرض لها الشعب السوري”، واستبعد ان يتنحى الاسد عن السلطة طوعا.

دعوة

وصرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون لوكالة رويترز انه طلب من قائد “الجيش السوري الحر” الذي يضم عددا من الجنود المنشقين عن الجيش السوري العقيد رياض الاسعد حصر عمليات “الجيش الحر” بالدفاع عن المتظاهرين وعدم شن اي هجمات على الجيش السوري الموالي للحكومة لتفادي “الانزلاق نحو حرب اهلية”.

واضاف “نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب اهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للاخر ونريد تفادي نشوب حرب اهلية باي ثمن”.

وفي جنيف دعت نائبة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الحكومة السورية الى السماح لموظفي المنظمة بالدخول الى الاراض السورية.

وقالت اموس “نحن قلقون بشأن الاثار الصحية لما يجري، ليس لدينا صورة واضحة تماما عن الوضع في سورية لاننا لا نستطيع الدخول ومعرفة ما يجري بالضبط”.

وقالت المسؤولة الدولية ان الامم المتحدة لا تملك البيانات لتقييم ما اذا كانت الممرات الانسانية أو المناطق العازلة التي اقترحتها بعض الدول المعنية ستكون ضرورية أم لا.

ومضت تقول “اذا لم نعرف ما هي الاحتياجات أين سنقيم تلك الممرات الانسانية أو المناطق العازلة المقترحة؟”.

واعلن المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الامن ان من المتوقع ان يعقد مجلس الامن جلسة مغلقة الاثنين للاستماع الى تقرير من مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي عن انتهاكات حقوق الانسان في سورية.

وكررت بيلاي الجمعة في نيويورك تأكيد الامم عن اعداد القتلى الذي سقطوا في سورية منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس الماضي والذي بلغ اربعة الاف شخص على الاقل.

وكانت دمشق اعلنت الخميس تدرس حاليا رد الجامعة العربية على تعديلات طلبت إدخالها على مبادرة الجامعة لحل الأزمة الراهنة هناك، وكذلك بروتوكول لنشر مراقبين في البلاد.

وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن “رد الأمين العام للجامعة العربية قيد الدراسة لدى القيادة السورية”.

وقد اكد نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية الخميس أن على دمشق التوقيع على قبولها مبادرة الجامعة باسرع وقت اذا كانت ترغب برفع العقوبات الاقتصادية التي تبنتها دول الجامعة العربية ضدها.

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الوزراية للجامعة في الدوحة السبت لاتخاذ موقف بشأن الرد السوري.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

دمشق: إيه بي سي شوَّهت مقابلة الأسد “لتتماهى مع موقف الخارجية الأمريكية

اتَّهمت سورية الجمعة محطة إيه بي سي التلفزيونية الأمريكية بممارسة “التشويه المتعمَّد” لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي كان قد أدلى بها للمحطة وجرى بثُّها بشكل مجتزأ يوم الأربعاء الماضي.

ففي مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة، قال الدكتور جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، إن تشويه تصريحات الأسد جاء “من خلال عمليات مونتاج اقتطعت خلالها أجزاء من المقابلة بما يشكِّل حالة من التماهي بين ما بثته القناة وبين تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، قبل بث المقابلة.”

توضيح

وكان مقدسي قد سارع لتوضيح ما ذهب إليه الأسد في المقابلة التي أجرتها معه المذيعة باربرا وولترز، وأُذيعت بشكل مجتزأ يوم الأربعاء الماضي.

واستهجن مقدسي تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية حول المقابلة حتى قبل بثِّها، متَّهما إياه بـ “تشويه” تصريحات الأسد.

وأشار مقدسي إلى أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “لجأ لضرب المقابلة حتى قبل بثِّها عبر القول إن الرئيس الأسد لا يتحمَّل مسؤولية ما يحدث لضرب موضوع له علاقة بكرامة السوريين وهو، الجيش العربي السوري.”

وفي مؤتمره الصحفي يوم الجمعة قال مقدسي: “لقد قامت قناة إيه بي سي بتشويه مضمون المقابلة التي أجرتها مع الرئيس الأسد من خلال عمليات مونتاج”.

“طريقة مثلى”

وأردف قائلا: “اعتقدنا أن القناة ستبث المقابلة بالطريقة المثلى التى تعكس ما قاله الرئيس الأسد. ولكن ما جرى من تشويه لم يكن مفاجئا”.

وتابع بقوله: “من حق كل قناة أن تقوم بمونتاج، ولكن بما لا يؤدي إلى تشويه المضمون، وخاصَّة مع رئيس دولة، وفي بلد مثل سورية”.

وخلال المؤتمر الصحفي، عرض مقدسي على الصحفيين مقتطفات من الحديث الذي أجراه الأسد كما بثَّتها المحطَّة الأمريكية، ومن ثمَّ أجرى مقارنة مفصَّلة بينها وبين الأجزاء الأصلية كما جرى تسجيلها مع الأسد، ومن ثمَّ عقَّب على كل جزء، مشيرا إلى تأثير عمليات المونتاج الكبيرة على مضمون وفحوى المقابلة.

وقال مقدسي: “لقد جرى تشويه مضمون المقابلة باللعب على ثلاثة محاور أساسية: الجيش، ومحور الانقطاع عن الواقع واللاعقلانية، والأمم المتحدة”.

“اجتزاء وتشويه”

وقال مقدسي: “”من حق المحطة أن تجري مونتاجاً للمقابلة من أجل اختصارها، لكن ليس من حقها التشويه”.

وذكَّر مقدسي بكلام الأسد في مطلع أبريل/ نيسان 2011 عندما أعلن بشكل قاطع التزامه بعدم موافقته على هدر أي قطرة دم سورية، وبتأكيد مستشارته، بثينة شعبان، بوصفها “شاهدة” على ما قاله الأسد بهذا الصدد.

وبدا واضحا أن المؤتمر جاء محاولة للرد على موجة الاستهجان الكبيرة على نأي الأسد بنفسه عن عمليات القتل التي ارتُكبت ولا تزال تُرتكب في بلاده.

وقال مقدسي: “إن حذف مقاطع بكاملها من المقابلة لا يعكس صورة إعلامية سليمة”.

“رئيس البلاد”

ولئن أقرَّ الأسد بأن عناصر من القوات المسلحة قد تكون مضت بعيدا في قمع المتظاهرين، فإنه نأى بنفسه عن المسؤولية عن مقتل محتجّين، عندما سُئل إن كانت قوَّته هي التي قتلت المدنيين السوررين، إذ ردَّ قائلا: “إنها ليست قواتي، بل هي قوات عسكرية تنتمي إلى الحكومة، وأنا لا أملكها، فأنا رئيس هذه البلاد”.

وأضاف: “هناك ثمَّة فارق بين القمع السياسي الممنهج، وبين بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المسؤولين”، مدلَّلا على مثل ذلك القمع الممنهج بما قامت به الولايات المتحدة للمعتقلين في غوانتنامو وأماكن أخرى من العالم.

ورفض الأسد محصلة الأمم المتحدة للقتلى في بلاده، والتي قدَّرتها المنظمة الدولية بأكثر من 4000 قتيل، إذ اكتفى بالقول إن 1100 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا.

وأبرزت المحطة تشكيك الأسد بمصداقية الأمم المتحدة. لكن بث تفاصيل اللقاء أظهر أن الرئيس السوري ردَّ مثل ذلك التشكيك إلى فشل المنظمة الدولية بتطبيق معظم القرارات التي كانت قد أصدرتها بشأن الأوضاع في المنطقة العربية.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

الغارديان من بلدة بنش السورية: قرويون باسلحة خفيفة يواجهون الدبابات

رغم انشغال الصحف البريطانية بالازمة الاقتصادية التي تواجهها القارة الاوروبية واتفاق القادة الاوروبيين على معاهدة جديدة وسط معارضة بريطانية عبر عنها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لكنها حفلت ايضا بالعديد من قضايا الشرق الاوسط.

كتب كبير مراسلي الجارديان غيث عبدالاحد تقريرا مطولا من بلدة بنش السورية القريبة من الحدود التركية تحدث فيه عن التحولات التي شهدتها البلدة منذ انطلاق الاحتجاجات التي تشهدها سورية ودخول قوات الامن اليها ومقتل 11 من ابناء البلدة واعتقال العشرات قبل عدة اشهر وخروج البلدة عن سيطرة الدولة فيما الدبابات تحاصرها الان تمهيدا لاقتحامها للمرة الثالثة.

طبول حرب

ففيما يستعد المقاتلون من ابناء البلدة باسلحتهم الحفيفة للتصدي لدبابات الجيش السوري تستمر المظاهرات اليومية في مركز البلدة رغم سيطرة جو من الخوف والترقب عليها.

في الليل يجتمع الاهالي في مركز البلدة فيما يقف نحو مائة منهم في صف وهم يرددون الشعارات والاغاني لمناهضة للاسد.

ويقف حمزة بشاحنته الصغيرة التي لم يعد يستخدمها لبيع اسطوانات الغاز المنزلي بل حولها الى اذاعة متنقلة في البلدة ويقرأ من ورقة صغيرة اناشيد مثل “يالله ارحل يا بشار” بينما الشباب يرددون خلفه نفس الهتافات وفي وسط الحشد يقف صبي يحمل طبلا كبيرا يضرب عليه مما يضفي مزيدا من الحماس على الجو.

وينقل المراسل عن شاب يدعى احمد وتعرض للاعتقال ثلاث مرات ويحمل بندقية وبعض الذخائر استعدادا لمواجهة الجيش “اني اشعر بالخوف لان ابي او اخي او ابن عمي يمكن ان يتعرض لعذاب فظيع اذا تم اعتقاله اما انا فانني افضل الموت مائة مرة بدلا من ان اقع بيد الامن مرة اخرى”.

التقرير فيه الكثير من التفاصل والمعلومات عن الاسلحة البسيطة التي يحملها ابناء البلدة والمتاريس التي اقاموها وتوزيع المهام بين المقاتلين والمتفجرات البدائية المصنوعة محليا من الاسمدة الزراعية لمواجهة عشرات الدبابات التي تتمركز على اطراف البلدة.

وينقل المراسل عن محمد الذي يلعب دور القائد العسكري للمقاتلين قوله ان الحل الوحيد للازمة في سورية هو رحيل بشار الاسد وحينها “سيسامحه الناس ويحقن دماء والا فان الحرب الاهلية ستنشب اذا استمرت هذه المواجهة”.

“مهلة”

وتناولت الديلي تليغراف الاوضاع في مدينة حمص السورية وقالت ان الجيش اعطى مهلة 72 لسكان المدينة لوقف الاحتجاجات والا فانه سيجتاح المدينة بعد ان تم استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية الى اطراف المدينة.

السلفيون دغدغوا مشاعر الفقراء

وتحدث تقرير الصحيفة عن الاوضاع الصعبة التي تعيشها المدينة وعن لجوء قوات الامن والجيش الى اساليب جديدة لمواجهة الاحتجاجات مثل حفر خناديق عميقة حول الاحياء التي تشهد مظاهرات واقامة المزيد من الحواجز ونقاط التفتش لمحاصرة هذه الاحياء وبالتالي اجبار سكان هذه الاحياء على المرور عبر نقاط التفتيش عند الخروج منها والدخول اليها وبالتالي التعرض للاعتقال.

“حملة تنظيف”

صحيفة الفايناشيال تايمز نشرت تقريرا كتبه احد مراسليها من العاصمة المصرية القاهرة تحدث فيه عن بروز حزب “النور” الذي يمثل السلفيين كقوة سياسية بارزة في جولة الانتخابات المصرية الاخيرة.

ويقول الكاتب ان اوساط السلفيين يتوقعون ان يحصلوا على نتائج افضل في الجولة المقبلة من الانتخابات والتي تشمل المناطق الريفية حيث لهم حضور قوي.

ويشير المراسل الى ان السلفيين وجدوا ان غضب المصريين من الطبقة الغنية والاثرياء يمكن الاستفادة منه لتحقيق مزيد من المكاسب.

وينقل الكاتب عن شاب مصري ذو مظهر عصري وغير متدين قوله انه سيصوت الاربعاء المقبل لحزب النور لانه “سيقوم بتنظيف البلاد من الفساد والسرقة واعادة الاموال التي نهبها الاغنياء والاخوان المسلمون لم يقوموا باي شيء خلال السنوات الماضية”.

وتنقل الصحيفة عن رئيس تحرير صحيفة “وطني” يوسف سيدهم في اطار تفسيره للشعبية التي حققها السلفيون ” لقد تمكنوا خلال الاشهر العشرة الماضية من كسب قطاع كبير من المتدينين الساخطين الفقراء لانه وعدهم بمستقبل افضل”.

وتقول الصحيفة ان 40 من المصريين يعيشون تحت خط الفقر والاحياء الفقيرة اصبحت معاقل لحزب النور.

وينفي مسؤولو الحزب عداء الحزب للاغنياء لكن احد مسؤوليه اكد “ستكون هناك حرب على المافيا لان النظام القديم احاط نفسه بطبقة من الموالين ومنحهم العديد من الامتيازات”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

وكالة: الجامعة العربية تجتمع نهاية الاسبوع لبحث الوضع في سوريا

القاهرة (رويترز) – نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية في مصر عن مصدر بالجامعة العربية قوله يوم السبت ان وزارء خارجية الجامعة سيجتمعون بالقاهرة نهاية الاسبوع الحالي لبحث الوضع في سوريا.

وقالت الوكالة نقلا عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه ان الوزراء سيبحثون الرد على موافقة دمشق المشروطة على السماح لمراقبين من الجامعة العربية بدخول سوريا.

زيباري يحث السوريين على تنفيذ مبادرة الجامعة العربية لتجنب التدويل

بغداد (رويترز) – قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي ان لجوء الجامعة العربية الى العراق لحلحلة الازمة السورية جاء بعد وصول مبادرة الجامعة الى “طريق مسدود” مؤكدا ان العراق سيحاول اقناع القيادة السورية بقبول المبادرة قبل فوات الاوان لان البديل سيكون تدويل الازمة.

وشجع زيباري القيادة السورية على قبول وتنفيذ المبادرة العربية قائلا ان مثل هذا التصرف سيكون مفيدا للسوريين وخصوصا مع عدم وجود تبلور لموقف دولي وبعكسه فان بدايات السنة القادمة ستكون حاسمة للقضية السورية.

وقال زيباري في لقاء مع قناة تلفزيون العراقية الرسمية “المبادرة العربية تجاه سوريا وصلت الى طريق مسدود… والى مداها النهائي.”

وزار نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية العراق يوم الخميس والتقى برئيس الحكومة والقيادات العراقية. وقال العربي ان زيارته هي للبحث في امكانية ان تقوم الحكومة العراقية باستثمار علاقتها مع سوريا لدعم وانجاح مبادرة الجامعة العربية.

وقال زيباري في المقابلة ان العراق لديه علاقات طيبة مع القيادة السورية واتصالات مع اطراف من المعارضة السورية تساعده على القيام بمثل هذا الدور. واشار الى ان العراق سيقوم “باتصالات حقيقية” مع المعارضة لحثهم على قبول اتفاق سلمي يفضي الى حل الازمة السورية كما قال ان العراق سيحاول اقناع القيادة السورية بضرورة انها العنف والبدء باجراءات اصلاحات.

ورفض زيباري تسمية قوى المعارضة التي لدى العراق اتصالات معها لكنه قال انها من الداخل والخارج وانها “قيادات حقيقية”.

واضاف “الاتصالات موجودة لكننا سننفتح عليها اكثر… وردودهم ايجابية.”

وكان العراق تحفظ على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا مؤخرا. وصوت العراق ايضا ضد قرار الجامعة بتعليق المشاركة السورية في اجتماعات الجامعة.

وتتضمن خطة السلام العربية ارسال مراقبين عرب الى سوريا وانسحاب القوات الحكومية من المناطق السكنية وبدء باتخاذ اصلاحات سياسية وهذا يتطلب محادثات بين الحكومة والمعارضة.

وتجاهلت دمشق العديد من المواعيد التي حددتها لها الجامعة العربية لتطبيق خطة السلام.

وقالت الامم المتحدة انه من المستحيل تقييم الوضع في سوريا قبل أن تسمح دمشق بدخول طواقم للاغاثة الانسانية.

ورغم تاكيد زيباري بان الموقف في سوريا “خطير” الا انه قال ان فرصة حل الازمة في سوريا بشكل سلمي ما زالت قائمة. وقال زيباري ان على القيادة السورية ان تستغل عدم تبلور موقف غربي حتى الان وان تقبل بالمبادرة العربية “لان البديل سيكون التدويل”.

وتوقع زيباري ان تكون “بدايات السنة القادمة حاسمة” للازمة السورية.

واضاف ان المطلوب الان من اصدقاء سوريا هو افهام السوريين ان “تنفيذ هذه المبادرة (العربية) من مصلحة سوريا وشعبها وان البديل هو التدويل والبديل هو خروج الملف خارج اطار مؤسسة الجامعة (العربية) .. وهذا تطور ليس من مصلحة احد… لا الدول العربية ولا سوريا.”

واشار الى ان العراق سيقوم “بتشجيع الحكومة السورية بعدم تفويت هذه الفرصة.”

وقالت صحيفة الصباح الرسمية التي تصدر في بغداد يوم السبت ان وفد الوساطة العراقي الذي سيتوجه الى دمشق “منح التفويض الكامل” من قبل الجامعة العربية.

وقال مصدر في وزارة الخارجية لرويترز طلب عدم نشر اسمه ان الوفد سيتوجه “قريبا جدا الى دمشق وانه يضم مسؤولين دبلوماسيين كبار”.

ويتوقع ان يقوم مجلس الامن الدولي هذا الاسبوع وبطلب فرنسي بعقد اجتماع مغلق للاستماع الى نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان لاطلاع المجلس على احدث التطورات التي تشهدها سوريا وبالاخص عمليات القمع التي تقوم بها السلطات السورية ضد المتظاهرين.

ويقول ناشطون ان نحو 4600 سوري قتلوا في الاحتجاجات والقمع العنيف الذي تقوم به الحكومة على مدى تسعة أشهر. وفر مئات الاشخاص عبر الحدود الى تركيا التي اقامت مخيمات لاستيعاب اللاجئين.

من وليد ابراهيم

لجنة جائزة نوبل للسلام تقول ان الاسد لا يمكنه تفادي التاريخ

اوسلو (رويترز) – توقع رئيس اللجنة المكلفة باختيار الفائزين بجائزة نوبل للسلام ان الرئيس السوري بشار الاسد سيستسلم “لرياح التاريخ” التي تجتاح العالم العربي وسيضطر الى قبول التغيير الديمقراطي.

ولدى تسليمه الجائزة في اوسلو لثلاث نساء بينهن ناشطة يمنية قال ثوربيورين ياجلاند “لا يمكن لدكتاتور على الامد الطويل ان يجد مأوى من رياح التاريخ هذه.

“هذه الرياح التي دفعت الناس لتسلق حائط برلين واسقاطه. انها الرياح التي تهب الان على العالم العربي.”

وقال رئيس اللجنة النرويجية لجائزة نوبل “حتى الرئيس (اليمني علي عبد الله) صالح لم يستطع مقاومة مطلب الشعب بالحرية وحقوق الانسان” في اشارة الى جهود الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011 . ووقع صالح في الاونة الاخيرة على مبادرة توسط فيها مجلس التعاون الخليجي تنص على تسليم السلطة لنائبه.

واضاف ياجلاند “الزعيمان في اليمن وسوريا اللذان يقتلان شعبيهما للاحتفاظ بالسلطة يجب ان يلاحظا التالي.. كفاح الجنس البشري من اجل الحرية وحقوق الانسان لا يتوقف.”

وكرمان في العاصمة النرويجية اوسلو لتقتسم الجائزة مع ليبيريتين هما الرئيسة المنتخبة حديثا الين جونسون سيرليف وناشطة حقوق الانسان ليما جبووي.

وقالت اللجنة في حيثيات منحها الجائزة انها تأتي احتفاء “بنضالهن غير العنيف من اجل امن النساء وحقوق النساء في مشاركة كاملة في العمل لاحلال السلام.”

وقال ياجلاند ان حقوق النساء يجب ان تحظى بتركيز رئيسي في اعقاب التغيير في الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث ينتهز الاسلاميون فرصة انتخابات اكثر حرية للوصول الى السلطة.

واضاف رئيس الوزراء النرويجي السابق “الربيع العربي الواعد سيصبح شتاء جديدا اذا اغفلت النساء مرة اخرى. الاسلام يجب ان يكون جزءا من الحل.

“ساعتها فقط ستكون هناك ديمقراطية وتنمية سلمية في هذا الجزء من العالم.”

وستحصل الفائزات على الجائزة في الذكرى 115 لوفاة صاحبها الفريد نوبل وسيقتسمن مكافأة قيمتها 1.5 مليون دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى