أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 15 تشرين الأول 2016

 

 

 

لقاء لوزان يناقش خطتين روسية وتركية و «أصدقاء سورية» يبحثون تأخير سقوط حلب

لندن – إبراهيم حميدي

يسعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء لوزان اليوم الى الحصول على دعم دولي – إقليمي لمبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، لإخراج عناصر «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) من شرق حلب وبدء وقف للنار وإدخال مساعدات إنسانية واستئناف مفاوضات جنيف وفق المعايير الروسية، فيما يسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى البحث مع حلفاء أميركا الدوليين والإقليميين عن «خيارات ملموسة» لإقناع موسكو بتغيير موقفها بناء على مقترحات قدمها رؤساء أجهزة الاستخبارات في مجموعة «أصدقاء سورية» بينهم مدير «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي أيه) جون برينان خلال لقاء عقد في عاصمة أوروبية قبل أيام.

ومن المقرر أن يشارك في اجتماع لوزان لافروف وكيري ووزراء خارجية دول اقليمية، وسط أنباء عن عدم مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قد يكلف مساعداً له حضور اللقاء. واستبق الرئيس فلاديمير بوتين الدعوة الى هذا الاجتماع بإيفاد مبعوثه الشخصي للشؤون السورية الكسندر لافرنييف الى طهران ودول اقليمية لطرح أفكار ملموسة لعرضها قبل طرحها في لوزان.

ووفق مسؤول غربي، فإن لافرينييف طرح سلة أفكار، تبدأ بتطبيق مبادرة دي ميستورا لإخراج عناصر «النصرة» من شرق حلب وإعلان وقف للنار في حلب وإغاثة المناطق المحاصرة واستئناف مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة القابلة بهذا المسار. وقال بوتين في مقابلة مع قناة “تي اف 1” الفرنسية انه اتفق مع الرئيس بشار الأسد على «تبني دستور جديد وإجراء انتخابات بموجبه تحت رقابة دولية صارمة». وزاد: «إذا لم يصوت الشعب للأسد سيحدث تغيير السلطة بطريقة ديموقراطية، لكن ليس من طريق التدخل المسلح من الخارج. أفهم أن ذلك قد لا يناسب البعض، وهذه الطريقة الديموقراطية لحل المسألة. لكننا لا نفقد التفاؤل ونأمل بإقناع زملائنا وشركائنا بأن هذا الطريق الوحيد للحل”. وكان كيري وافق في تراجع إضافي عن مواقف واشنطن السابقة، على مشاركة الأسد في انتخابات رئاسية مفترضة.

في المقابل، عُلم أن محاوري لافرينييف في المنطقة شككوا بمبادرة إخراج «النصرة» من شرق حلب لثلاثة أسباب: «الأول، العدد الذي يذكره دي ميستورا عن وجود 900 عنصر ليس صحيحاً لأن عناصر النصرة في شرق حلب اقل من هذا الرقم بكثير. ثانياً، ليس معروفاً ما هي الخطة الشاملة وما سيحصل بعد خروج عناصر النصرة. الثالث، أن الروس يتحدثون عن خروج جميع الفصائل المسلحة». واقترح مسؤول عربي الموافقة على دخول عدد مواز من المقاتلين المعارضين من «الجيش الحر» بدلاً من عناصر «النصرة» الخارجين من شرق حلب، إذا كانت مشكلة موسكو مع «النصرة» فقط.

في موازاة ذلك، يحمل وزير الخارجية التركي مولود جاووش اوغلو الى لوزان خطة من ست نقاط. وأفادت صحيفة «أكشام» التركية امس بأن الخطة التي وُضعت بعد زيارة بوتين الى انقرة تشمل «وقفاً للنار بين كافة الأطراف المتنازعة وبدء عملية إيصال مساعدات إنسانية في شكل عاجل ونشر مستشفيات ميدانية في مواقع بحاجة إلى ذلك، إضافة الى تعاون قوات التحالف الدولي وروسيا في مكافحة تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» الإرهابيين بعد ضمان الهدنة، ووضع خريطة طريق حول التسوية في سورية بين حكومة البلاد والمعارضة». ونصت أيضاً على «إنشاء منطقة آمنة في سورية لتجنب موجة جديدة من اللاجئين وضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سورية وتقليل كل الأخطار التي قد تؤدي إلى الإضرار بوحدة سورية ونشوب نزاعات على أساس عرقي وطائفي».

وتختلف أولويات لافروف عن الوزراء الآخرين بين تركيزه على حلب واستعادة السيطرة عليها والمسار العسكري و «الفصل بين المتطرفين والمعتدلين» عبر تقديم «مقترحات مستحيلة» وبين دول أخرى تضع وقف النار ضمن سياق سياسي، وفق المسؤول الذي أشار الى انزعاج لندن وباريس من استبعادهما من لقاء لوزان الذي يعقبه اجتماع في لندن لوزراء خارجية «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» بمشاركة كيري. وأفادت الخارجية البريطانية أمس بأن اللقاء سيبحث «الوضع السيئ في سورية والمناقشات الأخيرة في مجلس الأمن» حيث إنه «سيركز على تحقيق تقدم في خفض العنف وتحسين المساعدات الإنسانية» الى المناطق المحاصرة.

واستبق هذا اللقاء الوزاري اجتماع لرؤساء أجهزة الأمن في هذه الدول بينهم مدير «سي آي أيه» في عاصمة اوروبية لبحث مقترحات ملموسة وإجراء مراجعة لجميع الخيارات التي بحثها الرئيس باراك اوباما امس مع مسؤولي مجلس الأمن القومي في واشنطن. والتقدير الاستخباراتي، يفيد بأن القوات النظامية السورية مدعومة من روسيا وايران ستواصل «قضم» مدينة حلب بحيث تسقط في شكل كامل خلال 4 أو 6 أشهر و «فرض هذا الواقع على الإدارة الأميركية الجديدة» الربيع المقبل.

وتم تناول بعض المقترحات لـ «تبطيء» عملية سقوط حلب وتخفيف العنف والمعاناة الإنسانية، كان بينها تسليم فصائل مختارة من «الجيش الحر» صواريخ «غراد» بمدى يصل الى 40 كيلومتراً لإعاقة تقدم القوات البرية في شرق حلب وتسليم بعض المقاتلين مضادات جوية متطورة اكثر من مضادات جوية موجودة لدى «أحرار الشام» وأدت الى إسقاط طائرات قاذفة ومروحية سورية. وبدا واضحاً وجود رفض لفتح الجبهة الجنوبية وبدء «الجيش الحر» معارك بين دمشق والأردن بسبب وجود تفاهم بين عمان وموسكو على وقف القصف الجوي مقابل وقف الهجمات من المعارضة.

لكن أكثر الاقتراحات رواجاً بين «أصدقاء سورية» هو البحث في زيادة العقوبات على روسيا والضغط عليها للسير في حل سياسي، إضافة الى نقل ملف سورية الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفع عدد الدول الداعمة لذلك من 62 الى مئة دولة. وشكت دول غربية من عدم وجود حماسة اقليمية للتصعيد ضد روسيا وزيادة التعاون بين موسكو وأنقرة.

واقترح أحد المشاركين أن تكون سورية «ساحة لوقف التمدد الروسي، لأنه إذا لم نفعل ذلك الآن فإن المحطة المقبلة قد تكون شرق اوروبا».

 

غارات الجمعة تخفض توقعات اجتماع لوزان

لندن، باريس، موسكو، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

خفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، سقف التوقعات من اجتماع لوزان اليوم الذي يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظراؤه الإقليميون قبل لقاء لوزراء خارجية «النواة الصلبة» لمجموعة «أصدقاء سورية» في لندن غداً، في وقت استمرت الغارات الروسية والسورية على حلب الجمعة، الأمر الذي أنهك قوات الدفاع المدني وسط إبلاغ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نيته طرح موضوع «وقف مجزرة حلب» في القمة الأوروبية الأسبوع المقبل، فيما أعلن الرئيس بشار الأسد أنه مصمم على استعادة كامل المدينة و «تنظيف» إدلب.

وقال لافروف من يريفان: «لا أتوقع شيئاً خاصاً»، مؤكداً رغبته في «القيام بعمل ملموس ومعرفة إلى أي مدى سيكون الشركاء على استعداد لتطبيق قرار مجلس الأمن» الرقم 2254 الصادر في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2015. وأضاف أن «موقفنا في لوزان سيكون في غاية الوضوح. سنقترح خطوات ملموسة ستكون ضرورية لاحترام قرار مجلس الأمن واحترام الاتفاقات الروسية- الأميركية».

وهذه الخطوات تتبع خطاً مرسوماً ليس من جانب روسيا، لكن «بقرار من المجتمع الدولي وافق عليه مجلس الأمن»، على قول لافروف، مضيفاً أن موسكو لن «تقترح أي شيء آخر».

وللمرة الأولى منذ انهيار هدنة بدأت الشهر الماضي، سيلتقي لافروف كيري ووزراء خارجية تركيا والسعودية وربما قطر اليوم، قبل توجهه إلى لندن للقاء وزراء «أصدقاء سورية» للبحث في «الوضع السيئ في سورية والمناقشات الأخيرة في مجلس الأمن مع تركيز على تحقيق تقدم في خفض العنف وتحسين المساعدات الإنسانية» إلى المناطق المحاصرة، وفق بيان للخارجية البريطانية.

وصادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، على اتفاق بين دمشق وموسكو يتناول انتشار قوات جوية روسية في قاعدة حميميم الجوية (غرب) «لفترة غير محددة». وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.

في باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أن «على النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني أن يوقفوا القصف على حلب، وأن حجتهم هي محاربة الإرهاب لكنهم يدمرون حياة ٢٥٠ ألف شخص، إذ إن ما يجري في حلب مجزرة بحق رجال ونساء وأولاد وندعو مجدداً إلى التفاوض السياسي، وهذا عبر شرط مسبق وهو وقف القصف على الشعب». جاء ذلك بعد لقاء هولاند بوفد من المثقفين الفرنسيين والسوريين المناضلين من أجل سورية بينهم فاروق مردم بيك وهاله العبدالله. وأوضح مردم بيك لـ «الحياة»، أن هولاند «عبر عن ثبات السياسة الفرنسية تجاه سورية والرفض الفرنسي القاطع للخطة الروسية التي تقوم على قصف المدنيين بحجة قتال الإرهابيين والنتيجة لهذا العمل طرد السكان من المدن وهذا ما يحدث في حلب مثل مدن أخرى»، وأن فرنسا قد تقوم بمبادرة أوروبية لاتخاذ موقف صارم من روسيا والقصف على سورية. وقال مصدر فرنسي مطلع إن هولاند سيثير مع نظرائه الأوروبيين خلال القمة الأوروبية في بروكسيل الأسبوع المقبل «موضوع سورية ومجزرة حلب لاتخاذ موقف من روسيا».

وفي مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، قال الأسد إن استعادة حلب ستشكل «منطلقاً للتحرك إلى مناطق أخرى وتحريرها من الإرهابيين». ورداً على سؤال حول الخطوة المقبلة وإمكان قطع الصلة بين تركيا وإدلب (شمال غرب)، قال الأسد: «لا يمكن قطع تلك الصلة، لأن إدلب محاذية لتركيا (…) وينبغي أن نستمر في تنظيف هذه المنطقة ودفع الإرهابيين إلى تركيا كي يعودوا من حيث أتوا أو قتلهم».

في نيويورك، قال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن الولايات المتحدة أعدت «أفكاراً لمشروع قرار يتضمن عقوبات على سورية في ضوء التحقيق الدولي الذي أثبت مسؤولية الحكومة السورية وتنظيم داعش عن استخدام أسلحة كيماوية في هجمات عسكرية»، لكن التوقعات في الأمم المتحدة تشير إلى أن روسيا ستعترض على هذه الأفكار، ما يجعل تبنيها في المجلس غير ممكن.

ولم تصدر الولايات المتحدة أي تأكيد لهذا التحرك، على رغم أن سفيرتها في الأمم المتحدة سامنثا باور كانت أشارت عند صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية قبل شهرين إلى ضرورة أن يعمل أعضاء مجلس الأمن «معاً، وسريعاً لكي نفرض تبعات على مرتكبي هذه الانتهاكات في سورية، سواء قامت بها دول أو جهات من غير الدول».

ويترقب ديبلوماسيون التقرير التالي الذي ستقدمه لجنة التحقيق إلى مجلس الأمن في ٢١ الجاري، والمتوقع أن يكون التقرير الأخير للجنة، ما لم يتفق مجلس الأمن على تمديد ولايتها التي تنتهي آخر تشرين الأول (أكتوبر). وأوضحت مصادر ديبلوماسية أن العقوبات التي قد يتضمنها مشروع القرار تهدف إلى تأسيس نظام عقوبات على سورية، غير موجود حتى الآن في مجلس الأمن، وهو ما يتطلب لإقراره موافقة روسية، وهو أمر مستبعد حتى الآن.

 

غارات على حلب والمعارضة تنتقد تغييبها عن لوزان

بيروت – أ ف ب

تعرضت أحياء عدة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب اليوم (السبت) لغارات كثيفة تزامنت مع استمرار الاشتباكات على محاور عدة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في حين انتقدت المعارضة السياسية تغييبها عن لقاء لوزان قبل ساعات من بدئه.

ميدانياً، أفاد «المرصد» بـ «غارات استهدفت صباح اليوم أحياء مساكن هنانو والميسر وضهرة عواد والإنذارات ومناطق أخرى تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب»، تزامنت مع «استمرار الاشتباكات على محاور عدة وتحديداً في حي الشيخ سعيد جنوباً وحي بعيدين شمالاً، ومنطقة حلب القديمة». وترافقت هذه المواجهات مع غارات كثيفة على مناطق الاشتباك وفق «المرصد».

ويأتي استمرار المعارك والقصف، غداة إحراز قوات النظام تقدماً جديداً في الأطراف الشمالية للأحياء الشرقية، ما جعل أحياء عدة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية تحت مرمى نيرانها. وقُتل ثمانية مدنيين على الأقل أمس نتيجة الغارات على أحياء القاطرجي والشعار وطريق الباب، وفق حصيلة أوردها «المرصد السوري» اليوم.

وبدأت قوات النظام السوري في 22 أيلول (سبتمبر) هجوماً للسيطرة على الأحياء الشرقية ترافق مع غارات روسية وأخرى لقوات النظام كثيفة تسببت بمقتل حوالى 400 شخص. وأعلن الجيش الروسي الخميس الماضي استعداده لضمان «انسحاب آمن» للمسلحين المعارضين من الأحياء الشرقية مع أسلحتهم في خطوة سبقت محادثات حول سورية تنطلق اليوم في لوزان.

وبعد ثلاثة أسابيع من الخلاف، تستأنف الولايات المتحدة وروسيا اليوم في مدينة لوزان السويسرية لقاءاتهما حول سورية من دون آمال كبيرة في تحقيق اختراق جدي. ويعقد هذا الاجتماع بحضور تركيا والسعودية وقطر وإيران. ولم تدع الدول الغربية وبخاصة فرنسا وبريطانيا اللتان تبنتا أخيراً موقفاً متشدداً حيال موسكو محمّلَيْن إياها مسؤولية «جرائم حرب» في الأحياء الشرقية في حلب، للمشاركة في الاجتماع.

وانتقدت المعارضة السورية اليوم عدم دعوتها إلى محادثات لوزان، محملة الروس والأميركيين مسؤولية تدهور الوضع في سورية. وقال نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أبرز ممثلي المعارضة السياسية، عبد الأحد اسطيفو أن «تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو إحدى الإشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الأوراق».

واعتبر ان «القاسم المشترك بين الاجتماعات كافة التي عقدت منذ بيان جنيف 2012 حتى اليوم، هو تغييب السوريين والاحتكار الأميركي – الروسي»، مضيفاً «هذه المحادثات لن تؤدي سوى إلى تضييع الوقت والمماطلة وسفك المزيد من الدم السوري».

وتابع اسطيفو انه «منذ شباط (فبراير)، نتحدث عن هدنة سيتم على أساسها وقف الأعمال العدائية، لكن ما يحصل على الأرض هو العكس تماماً. فالمناطق المحاصرة تزداد عدداً وتجويعاً، وبتنا نعاني حالياً من التهجير القسري» مشدداً على أن «المسؤولية بشكل أساسي يتحملها الأميركيون والروس».

إلى ذلك، قال أحد قادة مقاتلي المعارضة و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلين مدعومين من تركيا بدأوا هجوماً على قرية دابق الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال غربي سورية اليوم.

لكن مصادر عسكرية تركية قالت إن العملية التي تهدف للسيطرة على دابق بدأت في وقت سابق من هذا الشهر على رغم أن قصف المدفعية والضربات الجوية تستهدف القرية إلا أن اليوم لم يشهد تطورات جديدة على الأرض.

وقال أحد المصادر «العملية التي تهدف إلى السيطرة على دابق بدأت منذ عشرة أيام مضت. بدأنا جهود استعادة السيطرة على المنطقة من الجنوب. المقاتلات والمدفعية التركية تضرب أهدافا لداعش».

 

«داعش» يكشف تمرداً في صفوفه … ويعدم العشرات

بغداد، الرياض – «الحياة»

مع تواتر المعلومات عن قرب إطلاق معركة الموصل خلال أيام قليلة، زار رئيس الحكومة حيدر العبادي كركوك، والتقى قادة «البيشمركة» و «الحشد الشعبي» لمناقشة الاستعدادات لتحرير بلدة الحويجة. في هذا الوقت لوح الرئيس التركي بـ «الخطة باء» البديلة، إذا لم يتم إشراك قواته في المعركة.

وتفيد المعلومات المتداولة من داخل الموصل، بأن «داعش» يتمركز في مناطق محددة، معظمها في الجانب الأيسر من المدينة، وقد أجلى عائلات قادته، خلال الأيام الماضية إلى الخارج، وغير أماكن إقامة بعضهم، خصوصاً بعدما كشف تمرداً بقيادة أحد مسؤوليه يقضي بمساعدة الجيش، وأعدم 58 من عناصره المتمردين.

لكن سياق المعركة الذي يتوقع أن يتم من ثلاثة محاور رئيسية ما زال موضع نقاش، فبعدما حسم العبادي مسألة مشاركة «الحشد الشعبي» في الهجوم، واعتبره جزءاً من القوات النظامية، استعر الخلاف على مشاركة الجنود الأتراك الموجودين في قاعدة بعشيقة، وميليشيا «الحشد الوطني»، بقيادة المحافظ السابق أثيل النجيفي.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن بلاده ستلجأ إلى «خطة بديلة للتدخل في العراق إذا رفض التحالف الدولي مشاركتها في تحرير الموصل. وأضاف خلال كلمة في مدينة قونية نُقلت على الهواء مباشرة، أن أنقرة «ستبلغ شركاءها الدوليين رغبتها في المشاركة بعملية التحالف (في الموصل) خلال الأيام المقبلة». لكنه لم يوضح الخطة البديلة إذا رفض طلبه.

وكانت الأركان التركية أعلنت أن رئيسها خلوصي أكار سيشارك في اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في الولايات المتحدة.

في هذا الوقت، غير العبادي مؤشرات المعركة باتجاه بلدة الحويجة التابعة لكركوك، ما أطلق تكهنات بإمكان استعادتها قبل الموصل، وقال خلال زيارته الجبهة، حيث ترابط «البيشمركة»، إن «القوات وصلت إلى المراحل النهائية لتحرير الحويجة والموصل وإعادة النازحين»، وإن العراق «يملك الآن الفرصة الفضلى لتحقيق الوحدة»، وأضاف أن «العراقيين وحدهم يقاتلون على الأرض» و «عمليات شرق دجلة ستتولى تحرير الحويجة بقيادة اللواء علي فاضل عمران».

من جهة أخرى، أفادت وكالة «رويترز» بأن «داعش» أعدم 58 عنصراً من مسلحيه بتهمة التمرد والتخطيط لمساعدة الجيش عند بدء المعركة. ونقلت عن مواطنين يسكنون في أماكن ما زالت تتمتع بخدمات الاتصالات في المدينة، أن «المتآمرين قتلوا غرقاً ودفنت جثثهم في مقبرة جماعية في أرض بور»، وبينهم مساعد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قاد المشاركين في المخطط، على ما أفادت روايات خمسة من السكان، فضلاً عن تأكيد هشام الهاشمي، وهو خبير في شؤون «داعش» يقدم المشورة إلى الحكومة في بغداد، والعقيد أحمد الطائي من قيادة العمليات في محافظة نينوى. ولم تنشر الوكالة اسم قائد المخطط لتفادي زيادة الأخطار الأمنية على أسرته كما لن تكشف أسماء الذين تحدثوا إليها من داخل المدينة.

وكان هدف «المتآمرين» تقويض دفاعات «داعش» خلال المعركة المتوقع أن تكون الأكبر في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.

وقال الهاشمي: «قبض على المنشقين، بعد اعتقال أحدهم ومعه رسالة على هاتفه تتحدث عن نقل أسلحة. واعترف أثناء الاستجواب بأن الأسلحة مخبأة في ثلاثة مواقع كي يستخدمها المتمردون، دعماً للجيش». وأضاف أن «التنظيم دهم ثلاثة منازل استخدمت لإخفاء هذه الأسلحة في الرابع من الجاري».

وفي بغداد، قال الناطق باسم وحدة مكافحة الإرهاب صباح النعماني، إن «هؤلاء المتمردين كانوا من داعش وانقلبوا ضده في الموصل… وهذا مؤشر واضح إلى أن هذه المنظمة الإرهابية بدأت تفقد الدعم، ليس من السكان وحدهم، بل حتى من المنتمين إليها». أما الناطق باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، وينفذ غارات على أهداف للتنظيم في سورية والعراق، فلم ينف أو يؤكد هذه المعلومات.

وفي الرياض اعلن السفير السعودي في العراق ثامر السبهان عبر حسابه الرسمي في «تويتر» تسمية عبدالعزيز الشمري قائماً بأعمال السفارة السعودية في العاصمة العراقية، وقال: «كل الدعاء للأخ عبدالعزيز الشمري في مهمته قائماً بالأعمال في سفارة المملكة في بغداد، وبإذن الله تكون خادماً أميناً لدينك ولقيادتك ووطنك وفقك الله». يأتي ذلك في الوقت الذي طلبت الخارجية العراقية في آب (أغسطس) الماضي من نظيرتها السعودية استبدال السفير ثامر السبهان، إلا أن السبهان علق في حينه بأنه يحاول تأدية واجبه، مستبعداً أي تغيير في السياسة السعودية تجاه العراق.

ولم تصدر الخارجية السعودية حتى وقت متأخر أي توضيح.

 

تقدم للنظام شرق حلب ولقاء لوزان اليوم بتوقعات محدودة

المصدر: (و ص ف، رويترز،روسيا اليوم)

أحرز الجيش السوري أمس تقدماً في الاحياء الشرقية في مدينة حلب وسط غارات جوية كثيفة عشية محادثات أميركية – روسية في لوزان في حضور قوى اقليمية في مسعى جديد لانهاء هذا النزاع الدموي.

 

وتتعرض الاحياء الشرقية في مدينة حلب منذ ثلاثة أسابيع لهجوم لقوات النظام بدعم جوي روسي، كما تشن الطائرات الحربية السورية والروسية منذ أربعة أيام غارات عنيفة عليها استهدفت مناطق سكنية وأوقعت عشرات الضحايا.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان قوات النظام السوري حققت تقدماً جديداً في الاطراف الشمالية للاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة. وباتت احياء عدة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية تحت مرمى نيرانها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “إن هذا التقدم هو الاهم منذ اسبوع، وهدفه هو فتح طريق جديد الى المطار في شرق المدينة”.

وترافقت الاشتباكات مع غارات جوية روسية وسورية طوال الجمعة على الاحياء الشرقية.

وصرح الناطق باسم الدفاع المدني أو ذوي “الخوذ البيض” ابرهيم أبو الليث: “التصعيد قوي جدا وكان لدينا عمل كثير خلال هذه الفترة. لم تنم فرق الدفاع المدني منذ اربعة أيام بسبب القصف على الأحياء الشرقية… حتى الآليات تعبت”.

وروى مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في الاحياء الشرقية أن أشخاصاً لا يزالون عالقين تحت الانقاض منذ أيام ولم يتمكن الدفاع المدني من اخراجهم.

ورأى عبد الرحمن أن “كثافة الغارات تظهر نية الروس استعادة الاحياء الشرقية باي ثمن”.

وقال نائب قائد تجمع “فاستقم” المعارض في حلب ملهم عكيدي إن الغارات الجوية الروسية لا تقدم مساعدة تذكر للقوات البرية الحكومية في حرب المدن الدائرة هناك. وأضاف أنه في الوقت الذي شملت الغارات كثيراً من مناطق المدينة، فإنها تجنبت الجبهات التي يتقاتل فيها الجانبان عن قرب خوفاً كما يبدو من قصف الطرف الخطأ.

وأشار الى أن قوات المعارضة أعدت نفسها جيداً لحصار فرض هذا الصيف وهي تعد حالياً لهجوم مضاد.

 

لوزان

ويعقد لقاء دولي اليوم السبت في لوزان بسويسرا يضم وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري بمشاركة نظرائهما من السعودية وتركيا وربما قطر فضلا عن موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا.

ونقلت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها عن مصدر في وزارة الخارجية أن ايران والعراق ومصر ستشارك في الاجتماع ايضاً.

وعبر لافروف عن نظرة تشاؤمية الى المحادثات، اذ قال الجمعة: “لا أتوقع شيئاً خاصاً”. وأبدى في الوقت عينه رغبته في “القيام بعمل ملموس ومعرفة الى أي مدى سيكون الشركاء على استعداد لتطبيق قرار مجلس الامن” في اشارة الى القرار 2254 الصادر في 18 كانون الاول 2015 والذي يتبنى بموجبه مجلس الامن اعلان فيينا.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن روسيا تدعم مشاركة إيران والعراق ومصر في محادثات لوزان في شأن الأزمة السورية. وقال إن الأطراف المشاركين سيناقشون إعادة إطلاق الهدنة في سوريا.

وغداة محادثات لوزان، سيعقد كيري اجتماعاً دولياً ثانياً في لندن حيث يرجح ان يلتقي نظراءه الاوروبيين من بريطانيا وفرنسا والمانيا.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: “لا أعتقد أنه يمكن توقع أي اختراقات. وأود فقط أن أقول إننا نسعى الى تفعيل هذه الجهود المشتركة حول سوريا”.

 

الاسد

وتشكل مدينة حلب الجبهة الابرز في النزاع السوري والاكثر تضررا منذ نشوبه عام 2011، وتعد حالياً محور المحادثات الدولية في شأن سوريا، إذ ان من شأن اي تغيير في ميزان القوى فيها ان يقلب مسار الحرب التي تسببت بمقتل أكثر من 300 الف شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.

وفي مقابلة مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، صرّح الرئيس السوري بشار الاسد ان استعادة حلب ستشكل “منطلقا للتحرك الى مناطق أخرى وتحريرها من الارهابيين”.

وسئل عن الخطوة التالية وامكان قطع الصلة بين تركيا وادلب، فأجاب: “لا يمكن قطع تلك الصلة لان ادلب محاذية لتركيا … وينبغي ان نستمر في تنظيف هذه المنطقة ودفع الارهابيين الى تركيا كي يعودوا من حيث اتوا او قتلهم”.

وغالبا ما يرسل مقاتلو المعارضة ممن يرفضون التسوية مع النظام اثر اتفاقات في مناطق معينة الى محافظة ادلب.

وهذا ما حصل الخميس في بلدتي قدسيا والهامة قرب دمشق، حيث خرج اثر اتفاق مع الحكومة السورية أكثر من 1200 شخص هم مقاتلون مع عائلاتهم. ووصل هؤلاء الى محافظة ادلب.

وقال احد المدنيين الذين أجلوا وهو في الخمسينات من العمر :”نعرف ماذا يريدون، هدفهم ان يحولوا ادلب الى قطاع غزة جديد في سوريا”.

 

بوتين

في غضون ذلك، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق بين دمشق وموسكو على انتشار قوات جوية روسية في قاعدة حميميم العسكرية في سوريا “لفترة غير محددة”.

وينص الاتفاق أيضاً على اعفاء القوات الجوية الروسية في حميميم من الضرائب والرسوم الجمركية. ويستفيد العسكريون الروس وعائلاتهم من حصانة ديبلوماسية.

ونشر نحو 4300 عسكري روسي في سوريا وتقيم غالبيتهم في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية ، معقل الاسد.

من جهة أخرى، صرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن بوتين بحث أخيراً مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في احتمال تزويد أنقرة أنظمة دفاع جوي روسية. وقال: “تطرقا إلى أنظمة عدة مضادة للصواريخ… يمكن أن تدرس روسيا تصديرها أنواعاً مختلفة إذا رغب الجانب التركي”، في اشارة إلى الاجتماع بين الزعيمين لدى مشاركة بوتين اخيراً في منتدى عالمي للطاقة في اسطنبول.

 

اقتراب الساعة الصفر وفرار قادة الصف الأول عبر «طريق الجرذان»

الموصل: «داعش» بين القتال والهروب إلى سوريا

عبد الله سليمان علي

تفتقر معركة الموصل المرتقبة في غضون أيام، إلى عنصر التشويق الذي كان يحيط بالمعارك ضد تنظيم «داعش» وهو في ذروة قوته وتمدده. نتيجةُ المعركة تبدو محسومة سلفاً، بل يمكن تحديد تاريخ انتهائها حتى قبل أن تبدأ، إذ من غير المتوقع أن تطول لما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة إلا في حال حصول مفاجآت غير محسوبة.

تنظيم «داعش» الذي يراقب احتدام الخلافات بين المتحالفين ضده، يدرك أن معركته في الموصل خاسرة ولا يمكن تغيير نتيجتها، لذلك اتخذ قراراً بخوض المعركة بأقل عدد ممكن من مقاتليه مع ترحيل القسم الأكبر من قادة الصف الأول وعائلاتهم إلى سوريا.

وتؤكد طبيعة التعيينات في «ولاية نينوى» أن التنظيم لا يراهن على إنجازات عسكرية مميزة في معركة الموصل، حيث أولى مهمة القيادة في المدينة إلى شخصيتَين توصفان بأنهما أقل خبرة بكثير من قادته الذين قتلوا في أوقات سابقة أمثال حجي بكر وأبو عبدالرحمن البيلاوي. فعلى رأس «الولاية» يتربع أبو شاكر الجبوري، أما القيادة العسكرية فيتولاها أبو عبدالله العفري.

وبحسب خالد القيسي، وهو صحافي عراقي خبير بشؤون الحركات «الجهادية»، ونشر مؤخراً الهيكلية القيادية الجديدة لتنظيم «داعش»، فإن هذين القياديَّين غير مؤهلين لا عسكرياً ولا إدارياً لقيادة معركة من وزن معركة الموصل. ومن القيادات الأخرى في «الولاية» يبرز إسم كل من شفاء النعمة أبو عبد الباري، مسوؤل الحسبة، وأبو معاذ نظام الدين الرفاعي، مسؤول القضاء.

ولهذا التعيين دلالات عدة، منها أن التنظيم بعد مقتل غالبية قادته المؤسسين بات يفتقر إلى كوادر ذوي كفاءة عالية، ما اضطره إلى تعيين الأقل خبرة في مناصب حساسة تحتاج إلى شخصيات مؤهلة ولديها مخزون من التجارب تستند إليه في قيادة الميدان العسكري. ولكن قد لا يكون هذا الاستخلاص دقيقاً بما فيه الكفاية، لأن بعض المراقبين يرى أن التنظيم في هذه المرحلة حريص على الحفاظ على كوادره المتبقية في صفوفه ويرفض الزج بها في معارك خاسرة.

في هذا السياق، علمت «السفير» من مصادر متطابقة أن «غالبية قادة الصف الأول في تنظيم داعش غادروا العراق واتجهوا نحو سوريا، وأبرز الواصلين زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وذلك بناء على نصيحة من المسؤول عن شؤونه الأمنية والذي كان معروفاً في سوريا باسم أبو يحيى العراقي وتولى منصب «والي البادية» لفترة من الزمن». وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن أبو يحيى إسمه الحقيقي هو إياد الجميلي، عراقي الجنسية، وهو من أقرب القيادات إلى زعيم التنظيم.

ومن أبرز القيادات الأخرى التي وصلت إلى سوريا مستبقةً بدء معركة الموصل، إياد عبدالرحمن العبيدي وهو رئيس المجلس العسكري ونائب البغدادي في العراق، وعمر زيدان السلطي، أردني الجنسية، وتولى مؤخراً رئاسة مجلس الشورى المركزي في التنظيم، في سابقة من نوعها حيث كان هذا المنصب محصوراً بالعراقيين. ووصل كذلك القائد الطاجيكي غول مراد حليموف الذي حل محل عمر الشيشاني بعد مقتله في قيادة كتائب التنظيم.

ولا شك أن انسحاب هذه القيادات ومن ورائها قيادات أخرى لم تعرف أسماؤها بعد، من الموصل قبل أيام قليلة من المعركة المرتقبة، يعد دليلاً قاطعاً على أن التنظيم بات يتعامل مع المدينة باعتبارها أصبحت غير آمنة وربما بحكم الخارجة عن سيطرته. ومن جهة ثانية، فإن هذا الانتقال الآمن لكبار قادة التنظيم وعائلاتهم من العراق إلى سوريا يكذّب رواية «التحالف الدولي» حول تمكنه من قطع الطرق البرية بين الموصل والرقة.

لكن هذا الانسحاب لا يعني بأي حال من الأحوال أن «داعش» سيسلم المدينة من دون قتال، بل على العكس، اذ تؤكد جميع المعطيات أن التنظيم يواصل تحضيراته واستعداداته لخوض معركة طويلة وصعبة. لكنه اضطر وهو يضع خطته الدفاعية أن يوازن بين ضرورة خوض المعركة وبين حاجته للمحافظة على كوادره وعناصره وما تبقى لديه من إمكانات، لأنه حتى لو خسر معركة الموصل، فما زال لديه مشوار طويل من المعارك في سوريا وبعض مناطق العراق التي لا يزال يسيطر عليها.

ويراهن «التنظيم على الدفاع عن معقله في مدينة الموصل ربما أكثر من معقله في مدينة الرقة السورية، هذا ما أكده لنا منشق قيادي عن تنظيم داعش، رغم أني أعتقد أن التنظيم يراهن على الرقة» حسب ما قال لـ «السفير» الدكتور جاسم محمد، رئيس «المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات».

وأضاف جاسم محمد أن «التنظيم سوف يدافع وبشدة عن معقله في مدينة الموصل، وليس كما يروج، فالموصل تعني لهم الكثير. وبعد أكثر من سنتين في هذه المدينة يعني التنظيم استطاع التمترس. المشكلة أن مدينة الموصل ذات بنى تحتية كثيفة ومناطق سكانية حضرية واسعة يتمترس فيها ويستخدم المدنيين دروعا بشرية».

ولا تخرج استعدادات التنظيم في الموصل عن إطار تجاربه القتالية في مدن أخرى مثل الفلوجة والرمادي. فهو سيعتمد على ثلاثية «العبوات الناسفة والقناصين والانتحاريين» بالدرجة الأولى، استناداً إلى قناعته بأن المعركة هي معركة استنزاف قبل كل شيء والمطلوب ليس المحافظة على الأرض بل إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف مهاجميه. مع الإشارة إلى أن التنظيم اتخذ بعض الخطوات الوقائية التي من شأنها عرقلة تقدم القوات العراقية في الموصل من قبيل حفر خندق حول المدينة وتدمير الجسور التي تربط بين شطريها.

وبرغم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها التنظيم في العراق، وبشكل خاص خسارته الجسيمة لقسم من «كتيبة الأوزبك» في معركة جزيرة الخالدية في الأنبار مؤخراً، إلا أن التنظيم ما زال يمتلك عدداً من الكتائب التي من المتوقع أن يزج بها في معركة الموصل، وأهمها «كتيبة مؤتة» التي قتل قائدها قبل أيام، و «كتيبة البتار» و «جند الولاية» و «كتيبة الفاروق» بالإضافة إلى وحدات من «القوة المركزية». ويعتقد الصحافي العراقي منتظر العمري أن «التنظيم سوف يزج بعناصره العراقيين (غالبيتهم من المنسحبين سابقاً من الشرقاط والقيارة والحويجة) في خطوط الصد الأمامية، لأن الأفراد العراقيين المجندين ثبت للتنظيم أنه لا يمكن الاعتماد عليهم في مراكز العمليات، لذلك حوّلهم الى الخطوط الأمامية لعرقلة تقدم القوات العسكرية». وقد تعكس هذه الملاحظة رغبة التنظيم في المحافظة على مقاتليه الأجانب استعداداً للمرحلة اللاحقة التي من المتوقع أن يشن خلالها حرب عصابات وعمليات انتحارية كنوع من الانتقام لخسارة الأراضي التي كان يسيطر عليها. وأشار العمري إلى أن التنظيم «سيركز دفاعاته في بعض أحياء المدينة وليس جميعها حيث تفيد المعلومات أنه نشر غالبية مقاتليه في سبعة أحياء فقط»، وحول هذه النقطة أكد القيسي أن «قوة التنظيم الأساسية تتمركز في الشطر الأيمن من المدينة أكثر من الأيسر».

وبخصوص النتائج العسكرية المتوقع أن تؤدي إليها المعركة، اشار منتظر العمري إلى أنه يتوقع «ألا تؤدي هزيمة التنظيم في الموصل إلى انتهائه في العراق، ليس لأنه ما زال يسيطر على بعض المناطق سواء في حزام بغداد أو جزء من الشرقاط أو مدن راوة وعنة والقائم المحاذية للحدود السورية، بل لأنه سينتقل إلى العمل السري وحرب العصابات»، ولفت إلى سيناريو يجري طرحه وهو «أن يبقى التنظيم مسيطراً على جزء من الشريط الحدودي بين سوريا والعراق على نحو مشابه للوضع بين سوريا ولبنان، عازياً ذلك إلى الرغبة في الاستمرار بتوظيف التنظيم لضرب المخطط الإيراني، حسب بعض التقارير الإعلامية، الذي يقوم على إيجاد ممر بري من الموصل إلى حلب في سوريا وصولاً إلى البحر المتوسط.

لكن جاسم محمد استبعد هذا السيناريو لسببَين: «الأول لأن التنظيم لا يمتلك الوسائل العسكرية لتنفيذه، والثاني لأن الطبيعة الجغرافية مختلفة بين النموذجين». لكن جاسم محمد أكد أن المعركة سيكون لها تداعيات على الوضع في سوريا خصوصاً في ظل المعلومات حول هروب قادة التنظيم إليها، متوقعاً في هذا السياق أن «تغض كل من واشنطن وتركيا النظر عن انسحاب مقاتلي التنظيم إلى سوريا، وفتح طريق آمن سمي طريق الجرذان»، مشيراً إلى أن أميركا لم تتردد بالكشف عن ذلك، «وهي تبرر الأمر بأن فتح ممرات آمنة لتهريب أو تسرب مقاتلي داعش يقلل خسارة المدنيين». لكنه لفت إلى اعتقاده «بأن واشنطن وتركيا وأطرافا راعية أخرى، تراهن على تضخيم الجماعات المتطرفة خاصة خلال احتدام المعارك والجدل حول حلب».

 

العبادي واردوغان

إلى ذلك، بانتظار ساعة الصفر لمعركة الموصل، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن التحضيرات العسكرية لتحرير مدينتَي الموصل والحويجة وصلت إلى المراحل النهائية، في حين شدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على نية أنقرة المشاركة في المعركة، برغم الاعتراضات العراقية، لافتاً إلى وجود مجموعة خطط «ألف» و «باء» وحتى «جيم» لتطبيقها في الموصل.

وانتقد العبادي «ارتفاع الأصوات التي تحاول عرقلة تحرير بقية مدننا وبالأخص ونحن نقترب من تحقيق النصر النهائي»، متسائلاً: «أين كنتم عندما احتلت هذه العصابات المدن».

وفي سياق معركة الموصل، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن بلاده عازمة على المشاركة في عملية لقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في مدينة الموصل.

من جهته، قال اردوغان إن تركيا ستنفذ «خطة بديلة» إذا لم يرغب «التحالف» بقوات تركية في عملية الموصل. وتابع أنه «في حال رفض التحالف سنُفَعِّل الخطة باء، وإذا لم تنجح هذه أيضاً سننتقل إلى الخطة جيم، فتركيا ليست دولة قبلية وليعلم الجميع ذلك». وأضاف: «لقد دعوتمونا إلى بعشيقة، واليوم تطلبون منا الرحيل؟ آسف، لكن مواطني موجودون هنا: إخواني التركمان والعرب والأكراد موجودون هنا، وهم يقولون لنا تعالوا وساعدونا».

 

المعارضة تنتقد تغييبها عن اجتماع لوزان

أوباما: لنواصل المحادثات مع “الدول الرئيسية” حول سوريا

التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة، فريقه للأمن القومي لبحث القتال ضدّ تنظيم “داعش” والحرب في سوريا.

وأشار استعراض للاجتماع نشره البيت الأبيض إلى أن أوباما أصدر تعليمات لفريقه بمواصلة المحادثات المتعدّدة الأطراف مع “الدول الرئيسية” سعياً للتوصّل إلى حل ديبلوماسي للحرب.

ولم يذكر الملخص المقتضب الخيارات الأميركية الأخرى في سوريا.

بعد ثلاثة أسابيع من الخلاف، تستأنف الولايات المتحدة وروسيا، السبت، في مدينة لوزان السويسرية لقاءاتهما حول سوريا، من دون آمال كبيرة في تحقيق اختراق.

وأشار مسؤول أميركي يُرافق وزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى لوزان ليل الجمعة-السبت، إلى أن اللقاء لا يهدف إلى تحقيق نتيجة فورية بل إلى دراسة افكار للتوصّل إلى وقف الأعمال القتالية.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته: “لا أتوقّع اعلاناً مهماً في ختام هذا اللقاء وستكون العملية بالغة الصعوبة”.

ويُعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، تُشارك فيه كلّ من الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا والعراق ومصر وقطر، لبحث الأزمة السورية.

وكانت طهران عدلت عن عدم المُشاركة بعد دعوة العراق ومصر إلى المحادثات.

وانتقدت المعارضة السورية، السبت، عدم دعوتها الى محادثات لوزان، محملة الروس والأميركيين مسؤولية تدهور الوضع في سوريا.

وقال نائب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” عبد الاحد اسطيفو إن “تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو احدى الاشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الأوراق”، معتبراً أن “هذه المحادثات لن تؤدي سوى إلى تضييع الوقت والمماطلة وسفك المزيد من الدم السوري”، مشدّداً على أن “المسؤولية بشكل أساسي يتحمّلها الأميركيون والروس”.

وقُبيل اجتماع لوزان، دعت أربع منظمات دولية غير حكومية، السبت، إلى وقف “فوري” لإطلاق النار في مدينة حلب.

وفي رسالة مفتوحة موجّهة إلى المسؤولين الديبلوماسيين، طلب رؤساء المنظمات غير الحكومية “سايف ذي تشلدرن” و”لجنة الانقاذ الدولية” و”المجلس النروجي للاجئين” و”أوكسفام” الدولية، إلى تطبيق وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة على الأقل في الاحياء التي تُسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب، من أجل السماح بإجلاء الجرحى وإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى هذه الاحياء المحاصرة.

ميدانياً، حقّق الجيش السوريّ تقدماً جديداً في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بحسب ما ذكر “المرصد السوريّ لحقوق الانسان” المُعارض.

وأفاد “المرصد” بأن القوات السورية تقدّمت في الأطراف الشمالية للأحياء الشرقية وبأنّ أحياء عدة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية أصبحت تحت مرمى نيرانها، مضيفاً أن هذا التقدّم هو الأهمّ منذ أسبوع، وأنّ الهدف منه فتح طريق جديد الى مطار حلب في شرق المدينة.

وقال نائب قائد تجمع “فاستقم” المُعارض في حلب ملهم عكيدي، الجمعة، أن قوات الحكومة السورية لن تتمكن مطلقاً من انتزاع السيطرة على شرق حلب من أيدي المعارضة، لكن مصدراً عسكرياً سوريا أكد أن العملية تسير وفق المقرر.

وفي ريف دمشق، حرّر الجيش السوريّ بلدة دير خبية في غوطة دمشق الغربية.

(“السفير”، ا ف ب، رويترز)

 

إيران تنتقد البيان المشترك لوزراء خارجية مجلس التعاون وتركيا وتصفه بانه “مشحون بالتهم والاكاذيب

طهران- (د ب ا): انتقدت وزارة الخارجية الايرانية البيان الختامي الصادر عن الاجتماع المشترك لوزراء خارجية مجلس تعاون الخليجي وتركيا، وتصفه بانه” مشحون بالتهم والاكاذيب”.

 

وشددت الخارجية الايرانية في بيان اصدرته السبت على أن تردي الأوضاع في سوريا واليمن والبحرين والعراق وليبيا جاء نتيجة تدخل اغلب الدول المجتمعة في الرياض، والتي تحاول تبرير سياساتها الفاشلة باتهام الاخرين، بحسب وكالة الانباء الايرانية (إرنا).

 

واشار البيان إلى أن إيران من المبادرين لطرح مشروع إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل واذا كانت الدول المذكورة صادقة في ذلك، فأن طهران مستعدة للتعاون معها في تنفيذ هذا المشروع.

 

وقال بيان الخارجية، “التدخل اللامسؤول لهذه الدول في شؤون سائر الدول أدى الى اتساع نطاق انعدام الأمن والحروب والارهاب وانتهاك سيادة الدول المجاورة لها، ولذلك، فان هذه الدول ليست في موقع يؤهلها لتنصح الآخرين بعدم التدخل في شؤون المنطقة.

 

وذكر البيان ايضا أن هذه الدول اتخذت موقفا من المساعي التي تبذل من أجل تحرير كافة مناطق حلب من سيطرة الجماعات الإرهابية التي تتلقى الدعم منها والتي حولت أوضاع حلب وسائر المناطق السورية إلى اوضاع كارثية نتيجة الجرائم والمجازر التي ترتكبها.

 

وادانت الخارجية مزاعم هذه الدول بشان الجزر الإيرانية الثلاث ورأت في ذلك مؤشرا على التدخل الفاضح في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.

 

واكدت انه رغم ما تطلقه هذه الدول من دعوات لبناء علاقات مع سائر دول العالم وفقا لميثاق الامم المتحدة والمعايير الدولية فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية “لا ترى أي صدق في هذه الدعوات” وتعتقد أن البيان الصادر عن اجتماع الرياض” مشحون بالتهم و الأكاذيب”.

 

وكان الاجتماع الوزاري المشترك الخامس للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا الذي عقد مؤخرا، قد دعا إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية التوصل إلى حل سلمي يضمن انتقالا سياسيا في سورية.

 

وأعرب البيان عن أسفه لعدم تمكين مجلس الأمن من اتخاذ قرار بشأن حلب، كما أدان التصعيد العسكري من قبل النظام السوري وحلفائه على المدينة، مؤكداً في الوقت ذاته دعم جهود المبعوث الأممي، ستافان دي ميستورا، في التوصل إلى حل سياسي للأزمة مع الالتزام بوحدة الأراضي السورية.

 

قيادي معارض: مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يهاجمون دابق

بيروت – رويترز – قال أحد قادة مقاتلي المعارضة وكذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مقاتلين مدعومين من تركيا بدأوا هجوماً على قرية دابق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب سوريا السبت.

 

وقال المرصد إن دابق ذات أهمية رمزية للتنظيم الذي نشر هناك نحو 1200 من مقاتليه.

 

عشرات الغارات تستهدف شرق حلب وأنباء عن توحد كبير لفصائل المعارضة

بوتين يصادق على اتفاق بقاء قوات في سوريا «لفترة غير محددة»

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر رفيعة المستوى في المعارضة السورية أن مشاورات تجري لتوحيد عدد من الفصائل (الثورية) في الشمال السوري.

وقال قيادي رفيع المستوى في الجيش السوري الحر «إن هناك مشاورات للاتحاد بين فصائل الزنكي، وأحرار الشام، وفيلق الشام» من أجل التوحد في كيان مشترك خلال الفترة المقبلة.

وأكد القيادي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «المشاورات التي تجري الآن من أجل وضع الأسس الناظمة لعملية الاتحاد بين الفصائل الثلاثة للإعلان النهائي عن التوحد، خلال الأيام القليلة المقبلة».

من جهته قال الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشّام أبو يوسف المهاجر لوكالة الأنباء الالمانية (د ب أ) إنّ «ما يحكى عنه غير صحيح حتّى الآن»، مشيراً في «الوقت ذاته إلى وجود محادثات من أجل الاتحاد مع كل الفصائل بما فيها جبهة فتح الشّام».

هذا وصادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق بين دمشق وموسكو حول انتشار قوات جوية روسية في قاعدة حميميم العسكرية في سوريا «لفترة غير محددة» كما أعلن الكرملين الجمعة.

وهذا الاتفاق الذي وقع في 26 آب/اغسطس 2015 يتيح نشر قوات جوية روسية بشكل دائم في هذه القاعدة التي تستخدمها موسكو لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وينص الاتفاق أيضا على إعفاء القوات الجوية الروسية في حميميم من الضرائب والرسوم الجمركية. ويستفيد العسكريون الروس وعائلاتهم من حصانة دبلوماسية.

ونشر حوالي 4300 عسكري روسي في سوريا وتقيم غالبيتهم في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، معقل الرئيس السوري بشار الاسد.

واستقبلت قاعدة حميميم على مدى 12 شهرا قاذفات وطائرات هجومية فيما نشر الجيش الروسي أيضا عشرات المروحيات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي من نوع اس-400 في تشرين الثاني/نوفمبر.

ولروسيا أيضا منشآت في طرطوس في شمال غرب سوريا وتعتزم تحويلها قريبا إلى «قاعدة بحرية روسية دائمة» كما أعلن نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف الاثنين الماضي.

جاء ذلك فيما شن الطيران السوري وحليفه الروسي ليلا عشرات الغارات المكثفة على الأحياء الشرقية التي تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن صباح الجمعة «تستهدف ضربات جوية مكثفة مناطق تقع في الأحياء الشرقية لمدينة حلب منذ فجر اليوم وحتى الآن» من دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة للضحايا بعد.

وتنفذ القوات الجوية منذ ثلاثة أسابيع غارات على الأحياء الشرقية لمدينة حلب عندما أعلنت شنها هجوما عليها في 22 أيلول/سبتمبر بهدف استعادتها من الفصائل المقاتلة التي تسيطر عليها منذ صيف 2012.

وأشار عبد الرحمن إلى «أن كثافة الغارات تظهر نية الروس باستعادة الأحياء الشرقية بأي ثمن».

وأعلن الجيش الروسي الخميس استعداده لضمان «انسحاب آمن» للمسلحين المعارضين من أحياء شرق حلب مع أسلحتهم قبل يومين من استئناف المباحثات الروسية الأمريكية حول سوريا.

ويرى محللون أن هذا الاقتراح هو مناورة من أجل تخفيف الضغط والتظاهر بتقديم بدائل دبلوماسية.

ويقول المختص بالقضية السورية توماس بييريه «ليس هناك تغيير في الاستراتيجية الروسية حيث يبقى الهدف إنهاء وجود المسلحين في حلب».

ومنذ هجوم قوات النظام في 22 أيلول/سبتمبر وثق المرصد مقتل أكثر من 370 شخصا بينهم 68 طفلا في القصف الروسي والسوري على الأحياء الشرقية التي يعيش فيها نحو 250 ألف شخص.

وأعلنت الولايات المتحدة وروسيا، اللتان «علقتا» في مطلع الشهر الحالي حوارهما حول سوريا، أنهما ستجريان لقاءين دوليين تشارك فيهما دول أساسية عربية وغربية الأول اليوم السبت في لوزان في سويسرا، والثاني في لندن الأحد.

 

تقارير صحافية ألمانية: إمام في برلين هو من دفع «البكر» إلى التطرف

علاء جمعة

 

برلين ـ «القدس العربي»: كشف موقع شبيغل أونلاين أن المشتبه به جابر البكر والذي وجد مشنوقا في زنزانته في مدينة لايبزيغ قد تعرض «لغسيل دماغ من إمام في برلين»، أثناء مكوثه في ألمانيا، الأمر الذي ساقه إلى التطرف. وتمكنت شبيغل من إجراء مقابلة هاتفية مع شقيقه علاء البكر من سوريا والذي أكد للموقع الألماني أن شقيقه لم يكن مهتما بالسياسة في سوريا، وأنه بعد رحيله إلى ألمانيا تعرض «لغسيل دماغ من أحد الأئمة في برلين»، والذي كان يعرض عليه مقاطع فيديو، حيث أمره بالعودة إلى سوريا والقتال هناك وفقا لأقوال علاء البكر.

ووفقا للموقع الألماني فقد سافر جابر البكر في أيلول/ سبتمبر 2015 إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا حيث تواصل في مدينة الرقة مع تنظيم «الدولة» كما صرح علاء البكر والذي أضاف أن التواصل بينه وبين العائلة انقطع بعدها ليعود إلى ألمانيا في فترة لاحقة.

إلى ذلك نفى ثلاثة لاجئين سوريين، وصفتهم وسائل الإعلام الألمانية في وقت سابق بأنهم «أبطال» بسبب دورهم في اعتقال شخص يشتبه أنه إرهابي وأنه كان يخطط لشن هجوم على مطار في برلين، أي صلة لهم بمخططات البكر. وكان اللاجئون قد قيدوا اللاجئ السوري جابر البكر بأسلاك كهربائية بعد أن تغلبوا عليه واحتجزوه في شقة في مدينة لايبزيغ شرق ألمانيا بعد أن أدركوا أنه كان مطلوبا لدى الشرطة، رافضين عرضه بتقديم المال لهم لإطلاق سراحه، بينما كانوا ينتظرون وصول الشرطة. لكن في تطور مثير للأحداث، شنق البكر (22 عاما) نفسه في سجنه يوم الأربعاء الماضي، مما أثار فضيحة سياسية واسعة، حيث رفضت حكومة ولاية «ساكسونيا» أمس الجمعة إجراء تحقيق مستقل بشأن ملابسات الانتحار. غير أنه قبل وفاته، زعم البكر أن اللاجئين الثلاثة، الذين قدموا له مأوى بعد أن نجا بشق الأنفس من الشرطة مطلع الأسبوع الماضي، كانوا مشاركين في الخطة الإرهابية، التي وصفتها السلطات أنها تندرج في «سياق تنظيم»الدولة الإسلامية «.

ووجهت الحكومة الألمانية اتهامات للسلطات القضائية في ولاية ساكسونيا في قضية انتحار السوري المشتبه في صلته بالإرهاب. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس الجمعة في برلين إنه عندما تحدث واقعة انتحار في إحدى مؤسسات السجون، فإن هذا يعني أن «خطأ ما قد حدث، وأن علامات التحذير لم يتم رصدها مبكرا، وأن هناك فشلا في التقديرات».

وذكر زايبرت أنه لم يعد من الممكن استجواب البكر بعد انتحاره، وقال: «هذا يصعب عمل المحققين». وأضاف زايبرت أن المستشارة أنغيلا ميركل تؤيد مطالب وزير الداخلية توماس دي ميزير بإجراء تحقيق سريع وشامل في الواقعة. يذكر أنه تم القبض على البكر يوم الاثنين الماضي في مدينة لايبزيغ الألمانية.

وأعلن الادعاء العام في لايبزيغ أمس أن تقرير الطب الشرعي أكد أن المتهم انتحر في زنزانته بشنق نفسه بقميص، وأضاف أنه لم يتبين وجود أي عوامل خارجية في عملية الانتحار. وحسب بيانات الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، كان المتهم الحاصل على وضع لاجئ يخطط لشن هجوم تفجيري في أحد مطارات برلين، وأعد لهذا الهجوم على نطاق واسع.

إلى ذلك أكد طبيب ألماني مختص بمتابعة صحة نزلاء السجون ان انتحار المشتبه به ربما يعود إلى قصور في خبرات وزارة العدل في ألمانيا في التعامل مع الإسلاميين الموقوفين لديها.

وقال يوه باوش في تصريحات خاصة لإذاعة جنوب غرب ألمانيا إن مثل هؤلاء الأشخاص يعدون نوعية جديدة من السجناء في السجون الألمانية. وأضاف «ليس لدى أي منا، سواء أطباء أو أخصائيين نفسيين ولا حتى أي مختصين آخرين، خبرة مثبتة عمليا في التعامل مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين لديهم القدرة في نهاية المطاف على الانتحار.

 

مسؤول أمريكي يؤكد استمرار بيع تنظيم «الدولة» الغاز للنظام السوري

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكد دانييل غلاسر مساعد وزير المالية الأمريكي لشؤون التمويل الإرهابي ان تنظيم «الدولة» مازال مستمراً ببيع الغاز وليس النفط للنظام السوري ولا يحصل على أموال كثيرة مقابل ذلك بل على بضائع يحتاجها او ما يعرف بنظام المبادلة التجارية.

وتحدث في ندوة في واشنطن الخميس، وشرح مصادر تمويل تنظيم «الدولة» في العراق بقوله «انه في عام 2015 حصل التنظيم على أكثر من مليار دولار أتى معظمها من بيع النفط والغاز بقيمة 500 مليون دولار بينما حصل على ضرائب فرضها في مناطقه الواسعة الممتدة ما بين الموصل والرقة وتقدر بـ30 مليون شهرياً أي أن في عام 2015 بلغ مجموع الضرائب التي جمعها التنظيم حوالي 360 مليون دولار». وقال غلاسر «إننا نحاول ألا نسميها ضرائب بل أتاوات وابتزاز حتى لا نمحهم الشرعية».

وأشار غلاسر إلى ان التنظيم حصل على 500 مليون دولار كانت في فرع البنك المركزي العراقي في الموصل وبعض البنوك الأخرى. وأشار غلاسر إلى ان تنظيم «الدولة» حصل على فدى لقاء الإفراج عن بعض المختطفين من اوروبا تقدر بـ47 مليون دولار وما تزال الولايات المتحدة ضد دفع الفدية.

وقامت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 2016 بحرق حوالي مليار دولار للتنظيم عبر استهدافها أماكن تخزين هذه الأموال، وكما تقوم بتدمير أماكن انتاج النفط وخطوط النقل.

وأضاف غلاسر ان التنظيم يعتمد على بيع النفط محلياً داخل مناطقه، ويضيف غلاسر ان الولايات المتحدة نجحت بإقناع الحكومة العراقية بوقف تحويلات رواتب الموظفين الحكوميين في الموصل والتي تبلغ 170 مليون دولار شهرياً وتم وضع هذه الأموال في صندوق خاص.

ولكن غلاسر اعترف ان هناك 1900 محل في العراق لتغيير وصرف العملة يستغله تنظيم «الدولة» ويتم عبرها إجراء تحويلات مالية.

وان وزارة المالية الأمريكية تحاول إقناع الحكومة العراقية تحفيض عدد هذه المحلات لتغيير العملة، كما أنها تحاول تحديث النظام المالي العراقي الذي يقوم على الدفع عداً ونقداً (الكاش) لأنه يسهل اختراق تنظيم «الدولة» للسوق العراقية .

وتم تجميد 90 بنكاً وفرعاً لبنوك عراقيه في مدينة الموصل بعد أن حاول التنظيم استخدامها. وأشار غلاسر انهم يعملون مع الحكومة الكردية في شمال العراق على وقف غسيل الأموال التي يضخها تنظيم «الدولة» للمنطقة. وأكد غلاسر انه لا يوجد تمويل خارجي لتنظيم الدولة الإسلامية ولكن، هناك استمرار للتمويل الشخصي من قبل بعض الأفراد من دول الخليج العربية لـ»القاعدة» او فروعها مثل «النصرة» في سوريا، وسيقوم بزيارة هذه الدول قريباً ويجتمع في الكويت في مؤتمر تترأسه السعودية وأمريكا وإيطاليا لمتابعة منع التمويل لـ»القاعدة».

وأشار إلى ان قطر قامت مؤخراً بإلقاء القبض على ممولين لـ «القاعدة» وتحويلهم للقضاء. وعندما سئل عن تمويل إيران للإرهاب أجاب غلاسر «اننا مازلنا نعرب عن قلقنا لاستمرار إيران بتمويل الإرهاب مثل تمويل حزب الله بمئات الملايين من الدولارات ولكن ماتزال إيران على لائحة الدول التي تدعم الإرهاب وكذلك مازال حزب الله يعتبر منظمة ارهابية».

وأشار غلاسر إلى انه تم تحقيق وقف تعامل البنوك اللبنانية مع حزب الله واتباعه ولكن إيران مازالت تنقل الأموال إلى حزب الله. وشدد ان «قوات القدس» التابعة للحرس الثوري الإيراني هي على لائحة المنظمات الإرهابية وان الحرس الثوري الإيراني محظور التعامل معه في النظام المالي الدولي وان كان يحاول انشاء شركات وهمية للتغلغل في الغرب. وحول تمويل الميليشيات الشيعية في العراق قال غلاسر انه لم يجر وضعها على لائحة الإرهاب ولا يمكن منع تمويلها.

 

توحد جديد لأبرز فصائل المعارضة السورية… وصراع خفي مع مشروع «الإمارة الإسلامية»

عبدالله العمري

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: اتخذت قيادة «جبهة فتح الشام» إجراءات احترازية في مناطق سيطرتها لمنع الفصائل الأخرى من العمل مستقبلاً بعد توتر علاقاتها مع «حركة أحرار الشام» إثر قبول الجبهة بيعة «جند الأقصى» المسؤولة عن مقتل القيادي في الحركة أبو منير النموس الأسبوع الماضي بعد أيام من وقوعه أسيراً بيد «جند الأقصى».

وقال مصدر من المعارضة السورية المسلحة لـ «القدس العربي»، ان قيادة «جبهة فتح الشام تتعرض لضغوط من قيادات شرعية معتبرة داخل الجبهة ترى بضرورة المفاصلة النهائية مع حركة احرار الشام على خلفية تبني الحركة منهجاً جديداً بعيد كل البعد عن المنهج الشرعي للجبهة».

وكشف المصدر ان سبب ذلك يعود إلى «قيام دار الغرباء للنشر التابع لحركة احرار الشام بتوزيع كتيب على مقاتلي الحركة يتضمن عدم التسرع في تطبيق الشريعة الإسلامية في مناطق سيطرتها والعمل على ذلك وفق سنن التدرج المعروفة، والقبول بحكم مدني مستقبلاً تشارك فيه كل المكونات السورية دون استثناء، وضمان حرية الأديان وحرية الاعتقاد والرأي»، حسب قول المصدر.

وأضاف ان الأسابيع المقبلة سوف «تشهد مفاصلة كاملة بين حركة احرار الشام وجبهة فتح الشام التي تتهمها قيادات من الحركة بالعمل التدريجي لفرض واقع حكم بنظام الامارة الإسلامية بدون ان تعلن عنه وهو يناقض التفاهم بينهما المبني على إدارة وحكم المناطق المحررة بنظام إدارة مدني»، على حد قوله.

من جهة ثانية، تحدث لـ»القدس العربي» القيادي الميادني في المعارضة فارس الابراهيم عن «نجاح مساعي الفصائل في الوصول إلى صيغة توحد بين أهم ثلاثة فصائل سورية ممثلة في حركة احرار الشام وفيلق الشام وحركة نور الدين زنكي يأمل القائمون على الفكرة ان يحصلوا على حق تمثيل الثورة السورية»، على حد قوله.

وأضاف، ان الفصائل «حسب معلومات يتداولها مقاتلون منها قد تلقوا وعوداً من الداعمين والدول الحليفة باعتراف دولي بأنها ممثلة للثورة السورية وخطابها السياسي يمثل خطاب الثورة السورية ومواقفها في الخارج».

وأشار الإبراهيم إلى ان «الخطوة الأخيرة تأتي بعد فشل التحركات التي قام بها ناشطون وقياديون في الفصائل وخارجها للخروج بصيغة وحدة اندماجية تضم أغلب فصائل الثورة السورية لكن الخلافات مع جبهة فتح الشام حالت دون تحقيق ذلك ما دعاها إلى التوحد من دون اشراك الجبهة».

مُضيفاً ان الخلافات مع جبهة فتح الشام كانت «تتمحور حول الأحقية في قيادة التشكيل المنتظر، وتوزيع التمثيل في الهيئة القيادية، والموقف من التدخل التركي في شمال حلب والقتال إلى جانب القوات التركية، إضافة إلى الموقف من القوات الأمريكية التي تتواجد في مناطق بلدة الراعي وغيرها في شمال حلب أيضاً، وغيرها من المسائل الخلافية».

وختم المصدر من المعارضة حديثه مع «القدس العربي» مؤكداً على «ان الواقع الميداني والموقفين الإقليمي والدولي من فصائل الثورة السورية فرض على حركة احرار الشام البحث عن فصائل أخرى أكثر قرباً إليه من جبهة فتح الشام من جوانب تتعلق بالمنهج الشرعي بعد ان فشلت في جر جبهة فتح الشام بعد فك ارتباطها بتنظيم القاعدة إلى خندق الاعتدال المطلوب دولياً وإقليمياً في وقت ذهبت الجبهة بعيداً عن هذا الخندق حين قبلت بيعة جند الأقصى واعتبارهم من المجاهدين الاطهار»، وفقا لما قاله المصدر.

 

مشافي حلب تلجأ إلى «بتر الأطراف» كحل طبي وحيد

مصطفى محمد

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: على الرغم من الآثار السلبية المترتبة على إجرائها، يجد الأطباء في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة أنفسهم وبشكل متزايد مضطرين، أمام افتقار مشافيها لجراحي الأوعية الدموية إلى ما يصفونه بـ»الخيار الأصعب»، أي بتر طرف الجريح، رغم قابلية الحالة للتدخل الجراحي الذي قد يحول دون ذلك، لكن في مكان آخر وزمان آخر، بعيد عن هذه الأحياء التي تشهد موجات قصف يومية بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً منها وغير المحرمة، مخلفة أعداداً من الجرحى قد تعجز منظومة طبية متكاملة في مدينة تشهد استقراراً عن تطببيها في وقت واحد، وليس في مدينة تتعرض رغم كل ذلك إلى حصار بري أيضاً كحلب.

ويقول مدير صحة حلب الحرة عبد الباسط إبراهيم لـ «القدس العربي»، إن « عوامل عدة تدفع بالأطباء داخل أحياء حلب إلى بتر العضو الجريح، من أهمها وجود جراح وعائي واحد في كل المدينة، ونقص المعدات الطبية «المنافس وغرف العمليات»، وكثرة الحالات الاسعافية التي تصل المشافي بسبب قصف الطائرات الروسية والسورية، لأحياء عدة في وقت واحد».

من جهته يوضح الممرض الطبي العامل في مشفى «الصاخور» الذي خرج عن الخدمة مطلع الشهر الحالي بعد استهدافه ليومين متتالين بالقنابل الارتجاجية، عمر إبراهيم، أن اللجوء إلى بتر الأعضاء كتدخل جراحي تحدده طبيعة الحالة أولاً، ومن ثم وتيرة القصف، مبيناً لـ «القدس العربي»، أنه « في حالات المجازر، نضطر إلى بتر الطرف للحيلولة دون وفاة المصاب، لأن اسعافه يقتضي إجراء عملية جراحية وعائية، في الوقت الذي تكون فيه كل الغرف مشغولة»، مضيفاً «لكن تأتينا في بعض الأحيان حالات طبية يكون البتر الحل الوحيد المتاح للتعامل معها طبياً، حيث يكون الطرف متهشماً أو مبتوراً بشكل جزئي من آثار التعرض للقصف».

ويعرب إبراهيم عن أسفه من ترك الجرحى الذين يحتاجون إلى علاج معقد لمواجهة مصيرهم، في سبيل إنقاذ أكبر عدد ممكن من الجرحى الذين يحتاجون إلى تدخل طبي سريع، ويعقّب «لا خيار آخر أمامنا غير هذا».

ويشير إلى «وجود 12 جهاز تهوية آلية (منفسة) في مشافي المدينة، وإلى استحالة التدخل الجراحي العصبي بدون وجوده»، ويضيف «مع كل هذا الضعف الطبي، كيف تستطيع المنطومة الطبية تقديم الطبابة لعشرات الحالات التي تصل إلى قسم الاسعاف في غضون أقل من ساعة».

وما يخشاه إبراهيم أن تطول فترة الحصار، بدون أن يسمح بدخول المساعدات الطبية للمدينة، حيث قال «إن مخزون المشافي من المواد الطبية وخصوصاً المواد المخدّرة في تناقص، وهذا الأمر إن استمر على ما هو عليه، قد يتحول إلى كارثة».

وتجنباً لوقوعها، يعود مدير صحة حلب الحرة، ليناشد الأطراف الفاعلة في القضية السورية بضرورة التدخل للحفاظ على المشافي والمراكز الصحية، ومنع استهداف ما تبقى منها في أحياء حلب، مضيفاً «الوضع الصحي في المدينة يزداد خطورة مع كل يوم جديد، لأن المخزون الطبي من الأدوية والمستهلكات الطبية، يُستهلك بدون تعويض، والكادر الطبي أيضاً يُجهد»، وينهي حديثه لـ»القدس العربي» مخاطباً الدول الدولية والإقليمية بالقول: «لن نطالبكم بوقف قصف المدينة بشكل كامل، بل نطالبكم بوقف قصف المشافي على الأقل، ليتسنى لنا معالجة جرحى همجية إنسانيتكم التي عجزت عن إيقاف نزيف الدماء في سوريا».

يذكر أن الأحياء الشرقية من مدينة حلب تتعرض لحملة «إبادة» من قبل روسيا والنظام السوري والميليشيات الداعمة له، منذ أسابيع، بهدف السيطرة على المدينة، وإفراغها من السكان.

 

مصدر سوري: «دمشق مطمئنة»… أوباما لن يُقدم على ضربة عسكرية

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: لا شيء في العاصمة دمشق يوحي بأن القيادة السورية متخوفة من ضربة عسكرية أمريكية محتملة تطال الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، حتى أن أي تغيير تكتيكي في المشهد الميداني لانتشار القوات السورية النظامية لم يحصل ولا يبدو أنه سيحصل.

يكشف مصدر سوري مطلع لـ «القدس العربي» أن دمشق تدرك جيداً واستناداً لمعطيات ومعلومات أن إدارة الرئيس أوباما ليست في وارد القيام بعمل عسكري ضد سورية وأن هذه الإدارة سبق لها أن درست الخيارات المتعلقة بهكذا خطوة ليتبين معها أنها خطوة محفوفة بالمخاطر وغير مضمونة النتائج. ويضيف المصدر أن أوباما في أسابيعه الأخيرة ليس في وارد توجيه ضربة عسكرية لسوريا إضافة إلى أن حسابات هكذا ضربة ستصطدم بالقوة الروسية العسكرية لاسيما أنظمة الدفاع الجوي المتطورة من طراز (إس 400 ) و(إس 300). ولدى سؤال المصدر ذاته حول تسريبات جديدة تتحدث عن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيبحث مع مساعديه الخيار العسكري في سوريا، اعتبر المصدر أن ذلك يأتي في إطار الضغط السياسي على دمشق وموسكو لفرملة ما يجري ميدانياً في مدينة حلب شمالاً. مضيفاً: أية ضربة إمريكية لدمشق ستتحول مباشرة إلى مواجهة روسية – أمريكية ولو كانت مواجهة محدودة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر اتفاقية مع الحكومة السورية تسمح لروسيا باستخدام قاعدة حميميم الجوية في سوريا لأجل غير مسمى.

وإذا كانت دمشق قد حصلت على منظومة «بانتسير» الصاروخية الروسية للدفاع الجوي فإن ذلك سيجعل حسابات أية ضربة عسكرية أمريكية مختلفة ومحفوفة أكثر بالمخاطر.

 

الائتلاف” قُبيل اجتماع لوزان: الحل بضرب النظام السوري عسكرياً

أنس الكردي

على وقع اجتماع لوزان، والحراك العربي والدولي لإيجاد حل سياسي في سورية، أوضح “الائتلاف السوري المعارض”، أمس الجمعة، أنّ الحل المطلوب لوقف القتال في سورية وإحياء العملية السياسية يتمثل بـ”توجيه ضربات عسكرية جراحية” لمواقع النظام السوري والمليشيات التي تدعمه، مشيراً إلى تحول كبير في مواقف الدول لتبني الخيار العسكري.

وقال نائب رئيس الائتلاف، عبد الأحد اسطيفو، للمكتب الإعلامي للائتلاف، “نحتاج إلى عمليات جراحية في سورية، لحلحلة الوضع ووقف جرائم النظام من قتل المدنيين، وتهجيرهم بشكل قسري”.

ولفت إلى أن “هناك ضرورة لاستهداف مواقع النظام العسكرية التي يشن منها الحرب ضد الشعب السوري، إضافة إلى المطارات العسكرية التي تنطلق منها الطائرات، وكانت السبب وراء معظم الضحايا، فضلاً عن واقع المليشيات الإرهابية التي تهاجم المدنيين”.

وطالب نائب الرئيس مجدداً بتزويد “الجيش السوري الحر” بالأسلحة النوعية لحماية المدنيين ومنع النظام وحلفائه من شنّ حملات عسكرية ضد المناطق المحررة، مشيراً إلى “تحول كبير في مواقف الدول، وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، والتصريحات من هناك تقول إن فرص الخيار العسكري تزداد وقد تصبح هي الوحيدة”.

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع اجتماع الرئيسي الأميركي باراك أوباما مع فريقه للأمن القومي، للتباحث حول الخيارات المحتملة في سورية. وقال البيت الأبيض إن أوباما أصدر تعليمات لفريقه بمواصلة المحادثات المتعددة الأطراف مع الدول الرئيسية، سعياً للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب في سورية.

وتشهد مدينة لوزان السويسرية، اليوم السبت، اجتماعاً دولياً بشأن سورية بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا ودول إقليمية، فيما يصفه مراقبون بـ”الفرصة الأخيرة”، لجهة تبني الخيار السياسي في سورية، قبيل تفرغ الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية.

 

أوباما بعد اجتماع الأمن القومي: الخيار دبلوماسي في سورية

واشنطن ــ العربي الجديد

التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الجمعة، فريقه للأمن القومي لبحث القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والحرب في سورية، وفقاً لبيان البيت الأبيض.

وأوضحت وكالة “رويترز” أن أوباما ومستشاريه ناقشوا في الاجتماع الخيار العسكري والخيارات الأخرى في سورية، في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات السورية والروسية قصف مدينة حلب وأهداف أخرى، بحسب مسؤولين أميركيين.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم يرون أن من غير المحتمل أن يأمر أوباما بشنّ الولايات المتحدة غارات جوية على أهداف حكومية سورية، وشددوا على أنه قد لا يتخذ أي قرارات خلال اجتماع مجلس الأمن القومي.

وأشار استعراض للاجتماع نشره البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة أوقفت المحادثات الثنائية مع روسيا بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار في سورية. وأضاف أن أوباما أصدر تعليمات لفريقه بمواصلة المحادثات المتعددة الأطراف مع “الدول الرئيسية” سعياً للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب الأهلية. ولم يذكر الملخص المقتضب الخيارات الأميركية الأخرى في سورية.

ويعود وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف إلى المحادثات السورية، اليوم السبت، في اجتماع لوزان السوري، بعد ثلاثة أسابيع من إخفاق وقف إطلاق النار الذي توصلا إليه بشق الأنفس.

وتجنب كيري بوضوح عقد محادثات ثنائية جديدة مع لافروف. وستؤدي دعوته لوزراء خارجية كل من تركيا، والسعودية، وقطر، وإيران للانضمام إليهما في المحادثات في مدينة لوزان السويسرية إلى توسيع المباحثات لتضم أقوى مؤيدي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.

وتتزايد الضغوط العربية والدولية لوقف هجوم عنيف بدأه النظام السوري قبل ثلاثة أسابيع للسيطرة على المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمدينة حلب، إذ تقول الأمم المتحدة إن 275 ألف مدني يعيشون في المدينة وثمانية آلاف من المعارضين المسلحين يتحصنون ضد القوات السورية والروسية والمدعومة من إيران.

 

قطع زجاج وبقايا روث طيور بمساعدات أممية للزبداني

أنس الكردي

علن المجلس المحلي لمدينة الزبداني شمال غربي دمشق، مساء أمس الجمعة، أن المساعدات الإغاثية التي دخلت إلى المدينة عبر الأمم المتحدة قبل عشرين يوماً يحتوي بعضها على قطع زجاجية وبقايا روث طيور، وإن نسبة الأكياس غير الصالحة من مادة الأرز بلغت نحو 65 في المائة. في حين أن 300 عائلة محاصرة في المدينة منقطعة عن العالم، وتنتظر المساعدات.

 

وأوضح المجلس في بيان، أنه “بعد فتح أكياس الأرز التي وصلت من ضمن المساعدات الإغاثية في 25 سبتمبر/أيلول الماضي عبر الأمم المتحدة، تبين أن فيها قطعا زجاجية بأحجام مختلفة، وفي بعضها بقايا روث طيور”.

 

ولفت البيان إلى أن “المجلس المحلي بيّن ذلك لمديرة المكتب السياسي للمبعوث الأممي إلى سورية عبر اتصال هاتفي، وعليه كلفت شخصا من منظمة أوتشا لاستلام العينات من الأرز غير الصالح، أثناء إدخال مادة الملح التي لم ترسل في القافلة السابقة”.

 

تابع البيان المذيل باسم رئيس المجلس جميل التيناوي أن “مليشيا حزب الله اللبناني المحاصِرة للزبداني منعت دخول الوفد الأممي واستلام العينات”، مضيفاً أن “الأمور تزداد سوءاً مع فتح المزيد من أكياس الأرز، إذ وصلت نسبة هذه الأكياس غير الصالحة إلى 65 في المائة من الكمية الإجمالية للأرز الذي دخل بالقافلة السابقة”.

 

وأشار المجلس إلى أن المدنيين المحاصرين في المدينة هم بحاجة ماسة للأرز، مطالباً بتعويض الكمية التي دخلت في القافلة المذكورة”، مبيناً أن “عدد أكياس الأرز التي دخلت في قافلة المساعدات هي 200 كيس، وزن الكيس الواحد 10 كيلوغرامات”.

 

وتقول مصادر محلية من الزبداني، إن “حزب الله هو الحاكم الفعلي في المدينة، وقراره يعلو فوق كل القرارات، إذ يتولى حصار المناطق بالمطلق، ويتاجر بإدخال المواد الغذائية، ويبيعها للمنظمات الإنسانية بأسعار خيالية، إذ بيع كيلو الأرز أيام الحصار الخانق بـ 1200 ليرة سورية، في حين يبلغ سعره الرسمي أقل من 500 ليرة سورية”.

 

وكان رئيس المجلس المحلي في مدينة الزبداني، جميل العيناوي، أوضح في وقت سابق لـ”العربي الجديد” أن نحو 300 عائلة محاصرة داخل المدينة في رقعة من الأرض لا تتجاوز بضعة كيلومترات، وتعاني من فقدان معظم الأدوية والأغذية، إلى جانب ندرة الكوادر الطبية”، مشيراً إلى “أنّ المدنيين منقطعون بشكل تامّ عن العالم وهم ينتظرون الموت بصمت”.

 

الصراع السوري إلى لوزان: تحركات دولية بآمال منخفضة

عدنان علي

تظهر كافة التصريحات والتسريبات، الصادرة أمس الجمعة، والتي تسبق الاجتماع الدولي حول سورية، المقرر اليوم السبت، في لوزان السويسرية، أن الآمال المعلقة عليه للتوصل إلى اتفاق ما يوقف أو يحد من عمليات القتل في سورية شبه معدومة في ظل استمرار التصعيد الميداني من النظام السوري وروسيا، في حلب خصوصاً. ويستفيد النظام السوري وروسيا من الموقف الأميركي غير الحاسم إزاء الخيارات الممكن اعتمادها في سورية لوقف قتل المدنيين، وهو ما يفسر الشكوك التي استبقت ظهور نتائج الاجتماع الذي عقده الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث الخيار العسكري وخيارات أخرى في سورية. واستبق مسؤولون أميركيون اللقاء بالإعلان أنه من غير المرجح أن يأمر أوباما بضربات جوية أميركية على أهداف للنظام السوري. وذكر المسؤولون أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء واشنطن بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بمزيد من الأسلحة المتطورة، وفق وكالة “رويترز”.

من جهتها، تراقب المعارضة السورية حركة المشاورات الدولية والإقليمية المكثفة، محذرة من خطورة الإجراءات التي يقوم بها النظام. وفي السياق، وجّه المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، أمس الجمعة، رسالةً عاجلةً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يحذّر فيها مما يقوم به النظام السوري من تهجير قسري وتغيير ديموغرافي واسع النطاق وفاضح، تحت مسمى الهدن المحلية والمصالحات، لا سيما في ريف دمشق. وكان حجاب قد أجرى، أول من أمس الخميس، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، عرض خلاله الوضع المأساوي في سورية، وخاصة ما يجري في حلب وريف دمشق، وفق ما أفاد مصدر في المعارضة السورية. وبحسب المصدر ذاته، فقد طلب حجاب من الحكومة البريطانية دعم الجهود الرامية لوقف جرائم النظام وحلفائه خارج مجلس الأمن الدولي، الذي ألحق به الفيتو الروسي المتكرر شللاً كاملاً إزاء الانتهاكات المروعة بحق الشعب السوري.

لا توقعات خاصة روسية

وقبل ساعات من انعقاد لقاء لوزان، حرص وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على التأكيد أنه ليست لديه “توقعات خاصة” لهذه المحادثات. وقال للصحافيين في العاصمة الأرمينية يريفان، أمس الجمعة، إن روسيا لا تعتزم طرح مبادرات جديدة لحل الصراع في سورية. في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة “أكشام” التركية أن أنقرة تعتزم تقديم خطة من 6 نقاط لتسوية المسألة السورية خلال اجتماع لوزان، تتضمن وقف إطلاق النار، وإيصال مساعدات إنسانية بشكل عاجل، وتعاوناً عسكرياً بين قوات التحالف الدولي وروسيا بهدف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وجبهة “فتح الشام”، وإنشاء منطقة آمنة في سورية من أجل تجنب موجة جديدة من اللاجئين، ووضع خارطة طريق مشتركة حول التسوية في سورية، إضافة إلى التعهد بالحفاظ على وحدة أراضي سورية.

وفي تقاطع مع الموقف الروسي القائم على المضي في التصعيد الميداني ضد المدنيين بذريعة مكافحة الإرهاب، أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد أن قواته مستمرة في حملتها العسكرية على مدينة حلب، التي كثّفتها منذ انهيار اتفاق الهدنة في 19 من سبتمبر/ أيلول الماضي، وأسفرت حتى الآن عن مقتل مئات المدنيين في المدينة المحاصرة. وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية إنه “ينبغي الاستمرار في تطهير هذه المنطقة ودحر الإرهابيين إلى تركيا ليعودوا من حيث أتوا أو لقتلهم، ليس هناك خيار آخر”، معتبراً أن “حلب ستكون نقطة انطلاق مهمة جداً للقيام بهذه الخطوة”، على حد وصفه.

ويستمر النظام السوري بالتذرع باستهداف الإرهابيين في حربه ضد المدنيين، وتحديداً في حلب، وسط تضخيم لأعداد المقاتلين التابعين لـ”جبهة فتح الشام”. وفي السياق، كشفت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن “عدد المقاتلين الإسلاميين الذين لا يشملهم أي اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق حلب، أي يجوز استهدافهم، أقل بكثير من تقديرات للأمم المتحدة”. وكان المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أعلن الأسبوع الماضي أن هناك 900 من مقاتلي جبهة “فتح الشام” كحد أقصى من بين ثمانية آلاف مقاتل للمعارضة في المجمل داخل الجزء المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب. لكن “رويترز” نقلت عن مصادر عديدة أن عدد مقاتلي جبهة “فتح الشام” الذي تحدث عنه دي ميستورا، كبير للغاية وأن العدد الحقيقي لا يتجاوز 200 وربما أقل من 100. وقال دبلوماسي غربي إن وجود الجبهة ربما لا يتعدى كونه “رمزياً”.

لكن هذه التأكيدات لا تجد أي صدى لها لدى النظام السوري أو روسيا التي تعمل بشكل متسارع على زيادة تواجدها العسكري في سورية. وفي السياق، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، على اتفاق انتشار قوات جوية روسية في قاعدة حميميم العسكرية في سورية “لفترة غير محددة”. هذا الاتفاق الذي وقّع في 26 أغسطس/ آب 2015، يتيح نشر قوات جوية روسية بشكل دائم في هذه القاعدة. كما ينصّ على إعفاء القوات الجوية الروسية في حميميم من الضرائب والرسوم الجمركية. ويستفيد العسكريون الروس وعائلاتهم من حصانة دبلوماسية. ويسمح لروسيا بنقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والمواد الضرورية، لإنجاز المهمات الموضوعة أمام المجموعة الروسية، وضمان أمن عسكرييها داخل الأراضي السورية، دون أي ضرائب على عبور حدود البلاد. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الاثنين الماضي، نيتها تحويل مركز الإمداد المادي – التقني الروسي في ميناء طرطوس السوري إلى قاعدة عسكرية بحرية دائمة، ومن المتوقع أن تنشر فيها 5 سفن حربية كبيرة وغواصات وطائرات من طيران البحرية.

يأتي ذلك مع كشف صحيفة “إزفيستيا” الروسية، أمس الجمعة، أن حاملة الطائرات الروسية “الأميرال كوزنيتسوف” ستبحر هذا الشهر باتجاه سواحل سورية، مع كامل حمولتها من الطائرات والأسلحة، لتتوجه بعد إنجاز مهمتها هناك، إلى السواحل المصرية. ورجحت مصادر في وزارة الدفاع الروسية أن تشارك السفينة والطائرات على متنها في ما سمته عمليات محاربة الإرهاب خلال وجودها في المتوسط، أي في عمليات القصف الروسية داخل سورية.

صدامات سياسية

وبينما تتراجع الآمال بإمكانية خروج محادثات لوزان بأي اختراق، تواصلت، أمس، المشاورات السياسية متعددة الأطراف لبحث الملف السوري. وفي السياق، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، خلال مؤتمر صحافي، أمس، إن المستشارة أنجيلا ميركل على تواصل مستمر مع بوتين بشأن الصراع في شرق أوكرانيا والحرب في سورية.

ولا تبدو التحركات الدولية مبشرة كثيراً، بعد أن تحوّلت إلى صدامات سياسية بين الدول الإقليمية والدولية، أكثر منها جهوداً جدية لإنهاء المحنة السورية، وفق ما رأى وائل علوان، المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن، الفصيل المعارض الرئيسي العامل في الغوطة الغربية في ريف دمشق. وقال علوان في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “المسألة السورية اليوم في غاية التعقيد وقد لا تسعف التحليلات في رسم سيناريوهاتها المختلفة”، لكنه شدد على ضرورة التركيز على سياسة نظام الأسد على الأرض التي تعمل على تدمير البنى التحتية لبعض المناطق وإحداث تغييرات ديمغرافية فيها، خصوصاً في المدن القريبة من الساحل أو في محيط دمشق، مستفيداً من التغطية الروسية العسكرية والسياسية.

ولفت علوان إلى أن المعارضة السورية تعوّل على التحرك القطري – السعودي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يستهدف التركيز على الجانب الإنساني والمجازر التي ترتكب في سورية. وتوقّع ألا يحدث تراجع في الموقف الروسي، إلا إذا كانت هناك جدية دولية في التعامل معه، خصوصاً من الأطراف الغربية، مشدداً على أهمية تسليح المعارضة و”الذي أدى التأخر فيه، ليس إلى تقوية روسيا ونظام الأسد، وترجيح كفتهم على الأرض، بل إلى نمو التطرف في سورية”، ذلك أن ضعف الفصائل “المعتدلة”، بحسب علوان، يفقدها حاضنتها الشعبية، ويسهم في رفع شعبية القوى المتطرف، على حد قوله.

ويُستتبع لقاء لوزان بلقاء آخر أعلنت عنه واشنطن، يجري الأحد في لندن، بمشاركة شركاء واشنطن الغربيين والإقليميين الأساسيين، يركز على “بحث النهج متعدد الجوانب في مجال حل الأزمة السورية، بما في ذلك الوقف المستمر للعنف واستئناف عمليات إيصال المساعدات الإنسانية”. ويرى مراقبون أن هذا اللقاء قد يكون مرآة حقيقية لما يتم التوصل إليه في لوزان، لجهة دعم نتائج لقاء لوزان أو التصعيد ضد موسكو لحثها على وقف الهجمات على حلب والمناطق السورية الأخرى، وإدخال المساعدات الإنسانية. في اليوم التالي، أي الاثنين، من المقرر أن يبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل مسألة فرض عقوبات جديدة على روسيا، بسبب الوضع في سورية، وإن كانت هذه النقطة غير مدرجة رسمياً على جدول أعمال اللقاء. وقال دبلوماسيون إن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وضعوا مسودة بيان، تتهم نظام الأسد وحلفاءه باستخدام عنف “ربما يصل إلى جرائم حرب” في حلب.

وأعرب المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني، عن اعتقاده بأن موسكو وواشنطن تريدان “إبعاد أوروبا عن المشهد السوري، والاستفراد بالعرب وتركيا”. ورأى اللاذقاني في حديث لـ”العربي الجديد”، أنه “ليس في جدول أعمال روسيا في لقاء لوزان سوى إحياء اتفاق التهدئة مع واشنطن، بينما لن يكون مؤتمر لندن الذي يأتي بعده مباشرة أكثر من جلسة استماع لساعي البريد جون كيري الذي سيخبر الأوروبيين بما جرى في لوزان”.

واعتبر اللاذقاني أن اجتماع أوباما مع مساعديه حول خيارات عسكرية في سورية لا يمكن أن يكون جدياً إلا إذا كان هناك ضغط حقيقي من جنرالات البنتاغون والاستخبارات المركزية الأميركية حول ضرورة لجم الروس قبل فوات الأوان. واستدرك بالقول: “لكن الرئيس الذي جلس متفرجاً على كل المجازر التي جرت في سورية، لا يمكن أن يتحمس في الشهر الأخير من رئاسته الفعلية في البيت الأبيض، وهذا ما يدركه بوتين جيداً”.

ميدانياً، واصلت الطائرات الروسية قصف مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين في أنحاء متفرقة من المدينة وريفها. وفي ريف دمشق، وصلت قوات النظام السوري إلى أطراف بلدة ديرخبية بعدما تقدّمت، الخميس، في ظل قصف غير مسبوق على المنطقة.

أعلن “فيلق الشام” تنفيذ عملية نوعية في حماة أسفرت عن مقتل 6 ضباط روس وعدد من الضباط الإيرانيين

 

فيما أعلن “فيلق الشام”، التابع للجيش السوري الحر، عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت موكباً لضباط روس وإيرانيين في مدينة حماة. وقال المكتب الإعلامي التابع للفيلق إن العملية النوعية، التي نفذت صباح أمس الجمعة وسط مدينة حماة، أسفرت عن مقتل 6 ضباط روس رفيعي المستوى، بينهم ضابط برتبة فريق، إلى جانب عدد من الضباط الإيرانيين وبعض المترجمين، من دون ذكر تفاصيل أخرى.

في هذه الأجواء، لا تزال الأمم المتحدة عاجزة عن إيصال مساعدات إنسانية للمحاصرين في الجزء الشرقي من مدينة حلب، ما يزيد من الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة حول عجزها عن القيام بأي تحرك تجاه الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم مكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، جان لارك، في تصريحات لوكالة “الأناضول”، أمس، إن عشرين شاحنة مساعدات أممية تنتظر في المنطقة الفاصلة بين الحدود التركية والسورية، منذ 13 سبتمبر/ أيلول الماضي، لعدم تمكنها من دخول المناطق المحاصرة. وأضاف: “نحن غير قادرين على إيصال المساعدات لحلب، سواء عن طريق البر أو الجو”.

 

إسحبوا الشبان من المقاهي إلى الجبهة!”..قالت الصحافية الروسية للأسد

انحرفت مقابلة رئيس النظام السوري بشار الأسد مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية عن مسارها، عندما بدأت الصحافية داريا أسلاموفا فجأة، بإعطائه دروساً “قيمة” حول كيفية إدارة البلاد والإعلام من واقع التجربة الروسية خلال الحرب العالمية الثانية.

 

وبدلاً من أن تتخذ المقابلة شكل السؤال والجواب التقليديين، تحولت أسلاموفا في منتصف الحوار إلى انتقاد مظاهر الحياة الطبيعية في العاصمة دمشق مطالبة بإرسال كافة الشباب إلى جبهات القتال بدل جلوسهم في المقاهي وتدربهم في مراكز اللياقة البدنية: ماذا يفعل هؤلاء هنا؟ أرسلوهم جميعاً إلى الجبهة، أنا لا أفهم لماذا لم تقوموا بتعبئة عامة للجيش كما فعلنا نحن في الحرب الوطنية؟ بشكل عام عندما كان لدينا حرب كبيرة أرسلنا جميع الرجال إلى الجبهة”!

 

وأكملت أسلاموفا انتقاداتها الحادة، وكأنها ولا تحاور “رئيس دولة” ذا قيمة اعتبارية مفترضة، بل تكتب مقالة رأي حول جدوى الإعلام السوري الذي توحي برامجه التلفزيونية بحياة مثالية في البلاد بعكس الحرب الفعلية، مضيفة باستهجان: “أشاهد ذلك وأفكر، يا إلهي أنا في بلد أسمع فيه عن كيفية انفجار الألغام في المدن، وهنا أرى كأن شيئاً لا يحدث، يبدو لي وكأن هذا مبالغ به”.

 

ويحاول الإعلام السوري بشكل دائم عكس صورة غير واقعية عن مناطق سيطرة النظام بأنها تعيش حالة من الرفاهية والسعادة المطلقة، مثل الحفلات الصاخبة على الشواطئ أو الملاهي الليلية، وازداد ذلك في الفترة الأخيرة مع كمية المهرجانات السياحية التي يروج لها النظام تحت شعارات “الاستمرار في الحياة” أو “الصمود”.

 

في السياق، رأت أسلاموفا بأن هذه الصورة السلمية التي يحاول الإعلام الرسمي فرضها، كاذبة وغير حقيقية وتضر بالروح الوطنية للموالين: “لا تعجبني هذه الصورة للحياة السلمية، هذا غير موجود هنا”، مستشهدة بحالات من روسيا ومن تجارب عائلتها الشخصية حول كيفية إدارة البلاد “أيام الحرب الوطنية العظمى” أي الحرب العالمية الثانية.

 

لا تشكل هذه النصائح سوى حقيقة الوصاية التي تمارسها روسيا على البلاد، ليس على المستوى الرسمي فقط، بل على المستوى الإعلامي والشعبي، منذ إعلان التدخل العسكري الروسي المباشر إلى جانب النظام في حربه ضد الشعب السوري، العام 2015، حيث باتت البلاد أقرب لمنطقة روسية جديدة بالنسبة لإعلام الكرملين على ما يبدو، ويظهر الأسد هنا وكأنه موظف حكومي روسي أو رئيس بلدية ريفية صغيرة تحاسبه صحافية من العاصمة بشراسة على أخطائه.

 

وبدأت تلك الوصاية بالتوضح منذ الأيام الأولى للتدخل عندما تحولت برامج التلفزيون الرسمي لعرض الأغاني والمسلسلات الدرامية التلفزيونية، فيما باتت أخبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتصريحاته أكثر أهمية من أخبار الأسد نفسه، كما تحولت الأخبار السورية إلى نوع من أخبار المحليات بالنسبة للإعلام الروسي (سبوتنيك، روسيا اليوم، ..) وتحديداً تلك المتعلقة بقاعدة حميميم والنشاطات الروسية المختلفة في البلاد عسكرياً ومدنياً.

 

مليشيات النظام تكمل سيطرتها على أطراف حلب الشمالية

خالد الخطيب

حققت مليشيات النظام تقدماً جديداً في الأطراف الشمالية الشرقية لأحياء حلب الشرقية المُحاصرة. وسيطرت المليشيات على العويجة وتلتها وبستان البياضين والبريج والمياسات وتلتها، وتل الأصفر وتل بكرنايا، والمناشر ومنطقة المجبل، وأجزاء من حي الأرض الحمرة “العشوائيات”، ومواقع ومعامل في محيط دوار بعيدين. وهي مناطق طرفية تقع بين المنطقة الصناعية ومستشفى الكندي شمالاً، وبين أحياء مساكن هنانو وبعيدين والحيدرية جنوباً. واشتبكت المليشيات مع المعارضة في حي السكن الشبابي ومحيط مساكن هنانو.

 

القائد العسكري في “تجمع فاستقم كما أمرت” العقيد أحمد كردي، أكد لـ”المدن” أن تأخير انطلاق معركة حلب سيكون كارثياً على الوضع الميداني في حلب، فالتطورات الأخيرة غير مطمئنة وهي حتماً ستؤثر على المشهد العسكري عامة في الأحياء المحاصرة، وعلى أداء المعارضة داخل المدينة، الذي بدا متماسكاً منذ بدء الهجمات البرية والإعلان عن اجتياح المدينة.

 

وأوضح العقيد كردي، أن المعارضة لم تتوقف عن التحضيرات للمعركة، وهناك عدد كبير من القوات الرديفة التي تم تدريبها وتجهيزها خلال الفترة الماضية، وأصبحت مستعدة الآن للدخول في المعركة. وأكد أن معركة كسر الحصار لن تتوقف عند حد معين من الأهداف، وستكون الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام من ضمنها.

 

وجاء التقدم الكبير بعد هجوم بري واسع اشتركت فيه مليشيات عراقية وأفغانية ومليشيات “حزب الله” و”لواء القدس” و”قوات خاصة” روسية. ومهدت المليشيات لتقدمها بقصف مدفعي وصاروخي مكثف استهدف مواقع المعارضة المتقدمة وخطوط امدادها، بالصواريخ الحرارية، التي أطلقت من التلال المشرفة على مناطق واسعة تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة.

 

واستفادت المليشيات من الدعم الجوي الروسي الذي قصف المواقع المستهدفة بالعملية البرية بأكثر من 100 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية والارتجاجية. وتركز القصف الجوي بشكل كبير على خطوط المعارضة الأولى في أطراف الأحياء الشمالية الشرقية المحاصرة في الحيدرية وبعيدين ومساكن هنانو والسكن الشبابي.

 

وبذلك، تكون المليشيات قد أنهت تواجد المعارضة بالقرب من المدينة الصناعية في الشيخ نجار شمالاً، ووصلت فعلياً إلى مشارف الأحياء الشمالية الشرقية، وبدأت تهدد المعارضة المتمركزة في الأحياء الشرقية بعدما سيطرت على أجزاء من حيي الأرض الحمرة والسكن الشبابي، اللذين شهدا معارك طاحنة وحرب شوارع تفوقت فيها المليشيات التي تمتلك ترسانة من الأسلحة الثقيلة التي حولت المساكن العشوائية إلى مناطق مدمرة.

 

والعشوائيات هي مساكن مبنية في العادة من طبقة واحدة أو طبقتين ك”منازل عربية” ولا توفر لمقاتلي المعارضة الحماية المطلوبة من الغارات الجوية، وقذائف الصواريخ والمدفعية.

 

ويأتي التصعيد العسكري من قبل النظام وحلفائه في الشمال الشرقي من المدينة المحاصرة، بعدما فشلوا في إحراز تقدم بري في حي الشيخ سعيد في المناطق الجنوبية الغربية من الأحياء المحاصرة. والعمل العسكري في المحورين الشمالي والجنوبي يهدف إلى وصل المناطق الغربية التي تسيطر عليها المليشيات في حلب الغربية، مع مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري.

 

والخيار الأول المتمثل في السيطرة على حي الشيخ سعيد يحقق للمليشيات السيطرة على المحلق الجنوبي الشرقي الواصل بين حلب الغربية والراموسة مع منطقة المطار، الأمر الذي فشل حتى الآن، في حين أن التقدم الأخير للمليشيات في أطراف حلب الشمالية الشرقية يُمكنها من إحكام الطوق على المعارضة المحاصرة، وفتح جبهات جديدة معها ضمن المدينة.

 

وتعتبر الجبهات الشمالية الشرقية هشة للغاية ولا تتمتع بالتحصينات التي تمتاز بها جبهات الداخل وقلب المدينة أو الجبهات الجنوبية الغربية، في الشيخ سعيد والعامرية وصلاح الدين وغيرها، فالأخيرة، هي جبهات ومحاور قتالية تقليدية كانت منذ سنوات خطوط تماس مع المليشيات، ما يفسر قوة تحصيناتها والفشل في اجتياحها رغم الهجمات المستمرة والتمهيد الناري العنيف.

 

أما المحاور التي وصلت قوات النظام إليها حديثاً؛ بعيدين ومساكن هنانو والحيدرية وعين التل ومنطقة المحالج، فلم تكن يوماً خطوط تماس، وهي تفتقد لأي تحصينات هندسية تُمكِّن المعارضة من المقاومة فيها، الأمر الذي بات مصدر قلق وتخوف بالنسبة للمعارضة التي بدت عاجزة عن تغطية جبهات جديدة في أطراف الأحياء المحاصرة.

 

وتتزامن التطورات الأخيرة مع استقدام المليشيات الشيعية تعزيزات عسكرية جديدة في المحاور الجنوبية والشرقية، من المتوقع أن تستهدف عملياتها أحياء كرم الطراب وكرم حومد ومنطقة الكروم القريبة من أطراف الأحياء المحاصرة جهتي الجنوب والشرق. وتهدف التعزيزات في تلك المحاور إلى إبعاد المعارضة عن المحلق الجنوبي، ودفعها نحو الداخل وتضييق الخناق عليها. وإذا تحقق ذلك فعلاً تصبح كامل الجبهات داخل وخارج الأحياء الشرقية المحاصرة مشتعلة ومن الممكن أن تتقدم فيها المليشيات.

 

ويفرض الواقع الميداني المتغير أخيراً تحدياً كبيراً على المعارضة في حلب، ومن المحتمل أن يهدد صمودها، ويشتت جهودها العسكرية في أكثر من جبهة ومحور قتال. ومن المحتمل أن تحقق المليشيات تقدماً جديداً في الأحياء الشمالية الشرقية، خاصة في حي مساكن هنانو، في ظل الدعم الجوي الروسي والقصف المدفعي والصاروخي الذي يستهدف المنطقة.

 

وما تزال الغارات الجوية الروسية تحصد أرواح المدنيين في حلب المحاصرة، مستمرة في استهداف البنى التحتية والمرافق العامة من المشافي والمخابز ومراكز الدفاع المدني. وشهدت أحياء الفردوس والمشهد والصالحين وكرم حومد ومساكن هنانو وباب النيرب والمرجة وبستان القصر والصاخور والمعادي والشيخ سعيد والعامرية وجسر الحج وطريق الباب وحلب القديمة، غارات جوية بالصواريخ الفراغية والقنابل الارتجاجية والعنقودية. وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي طال ذات الأحياء، مخلفاً أكثر من عشرين قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين، الجمعة والسبت.

 

أوباما لن يرفع السلاح بوجه الأسد

أنهى البيت الأبيض حالة الانتظار التي رافقت الإعلان عن اجتماع فريق الأمن القومي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ليعلن أن الاجتماع خلص إلى ضرورة استئناف التحركات الدبلوماسية من أجل حل الأزمة السورية سياسياً، بالإضافة إلى القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وقبيل الاجتماع، كانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن بعض الخيارات التي سيتم نقاشها بين أوباما ومستشاريه تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات.

 

وأضاف المسؤول، أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية، غالباً، ما تكون متداخلة في ما بينها، وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.

 

وفي ملخص مقتضب عقب انتهاء الاجتماع، قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة أوقفت المحادثات الثنائية مع روسيا بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار في سوريا. وأشار إلى أن أوباما أعطى التعليمات لفريقه من أجل مواصلة المحادثات متعددة الأطراف، مع “دول رئيسية”، من أجل إنهاء الأزمة السورية بحل سياسي.

 

في موازاة ذلك، يلتقي وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف للاجتماع في لوزان، السبت، بعد 3 أسابيع من تدهور المحادثات بينهما على خلفية التصعيد الروسي والسوري الأخير في مدينة حلب.

 

من جهة ثانية، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن محادثات لوزان في سويسرا قد تبحث إعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. وأشار إلى أن موسكو دعت ممثلين عن إيران -التي قاطعت الاجتماع- والعراق ومصر للانضمام للاجتماع أيضاً.

 

وسيجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وتركيا وقطر والسعودية، في لوزان، بدعوة من وزارة الخارجية الأميركية، وسط أنباء عن إمكان توسيع الدعوات لتضم أطرافاً من الحكومة السورية، والمعارضة بشقيها السياسية والمسلحة.

 

هل حصلت المعارضة السورية على أسلحة مضادة للطيران؟

مصدرها مازال مجهولاً

إيلاف- متابعة

رجّحت تقارير صحافية سورية وعربية حصول المعارضة السورية المسلحة على صواريخ مضادة للطائرات تُحمل على الكتف، وذلك بعد نشر صور لمسلحين يستعملون صواريخ “كوبرا” التي لم تكن تمتلكها المعارضة في السابق.

 

إيلاف – متابعة: تداول ناشطون سوريون مقطعًا مصوراً لصاروخ “كوبرا” مع أحد فصائل الجبهة الجنوبية في مدينة “داعل” بمحافظة درعا، جنوب سوريا، وسط أنباء عن تلقي دفعات جديدة من الصواريخ المضادة للطيران في سوريا، وهو ما نفاه قياديون بالمعارضة.

 

ونشر ناشطون صورًا قالوا إن “لواء الكرامة” الذي يسيطر على مدينة درعا أطلقها على طائرة روسية، إلا أنها لم تصبها “بعد أن ألقت ببلالين حرارية” أبعدت الصاروخ، بحسب ما أكده “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي قال إن المعارضة استخدمته ضمن “دفعات جديدة من أصدقاء الشعب السوري”.

 

بدوره، أكد القائد الميداني في الجيش الحر أحمد الزعبي، لموقع “كلنا شركاء” المعارض، إنه “بالفعل خلال الساعات الماضية تم استخدام صواريخ مضادة للطيران في ريف درعا الغربي”، نافيًا أن تكون دعمًا من دول خارجية، مشيراً إلى أن “الثوار حصلوا عليها إبان سيطرتها على اللواء 82 في مدينة الشيخ مسكين مطلع العام 2015”.

 

وأضاف أن الصواريخ التي حصلت عليها تشكيلات الثوار هي من الجيل القديم، فمداها لا يتجاوز الـ2500 متر، بينما ارتفاع الطيران الحربي الذي يقصف الأحياء السكنية يتجاوز الـ5000 متر، وهذا النوع من الصواريخ يتم استخدامه منذ العام 2013، حيث حصلت تشكيلات الثوار على كمية منه إبان سيطرتها على اللواء 38، ببلدة صيدا شرق درعا في شهر مارس من العام 2013، وحاولت الاستفادة منها، وخصوصًا عندما يحاول الطيران الحربي الإغارة على الأحياء السكنية من ارتفاعات منخفضة، وهي لا تعتبر مؤثرة كثيرًا.

 

وأكد الزعبي أنه لا صحة لاستلام تشكيلات الثوار صواريخ حرارية من أي جهة، بعكس ما تم الترويج له خلال الساعات الماضية من خلال استغلال صورة الصاروخ، بحسب تعبيره.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان قال (حسب مصادره) إن عناصر من الفصائل استخدموا صواريخ “كوبرا” يوم الاثنين 10 أكتوبر للتصدي لطائرات حربية شنت سلسلة غارات على بلدة داعل بريف درعا الشمالي التي يسيطر عليها «لواء الكرامة» التابع لـ”الفيلق الأول” المنضوي تحت لواء «الجبهة الجنوبية».

 

وذكر المرصد أن هناك معلومات «تؤكد وصول مئات المضادات من نوع (كوبرا) إلى الفصائل في سوريا، قادمة من أسواق أوروبا الشرقية بتمويل عربي، فيما دخلت آلاف الصواريخ من نوع (غراد) إلى مجموعات من الفصائل العاملة في مناطق سورية عدة، بالتزامن مع دخول دفعة من صواريخ (تاو”) الأميركية إلى مجموعات أخرى في سوريا».

 

وحسب وكالة (قاسيون) المعارضة، تنتشر الأحاديث بكثرة مؤخرًا عن تسلم المعارضة دفعات من الصواريخ المضادة للطائرات، على خلفية فشل المساعي الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا من جهة، وروسيا من جهة أخرى، خصوصاً بعد استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لتقويض مساعي المشروع الفرنسي-الإسباني في مجلس الأمن، والذي أراد وضع حد للغارات الجوية كلياً التي تستهدف مدينة حلب السورية.

 

موسكو وواشنطن تعلنان عن محادثات حول سوريا السبت والاحد

أ. ف. ب.

موسكو: اعلنت وزارة الخارجية الروسية الاربعاء ان لقاء دوليا حول سوريا يضم وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري ووزراء خارجية من المنطقة، سيعقد السبت في لوزان بسويسرا، فيما اعلنت الخارجية الاميركية عن عقد اجتماع حول الازمة السورية في لندن الاحد.

 

وسيشارك في اجتماع لوزان بسويسرا في 15 اكتوبر وزيرا الخارجية الاميركي والروسي و”وزراء من دول اساسية عدة في المنطقة لدراسة امكانية اتخاذ اجراءات تتيح تسوية النزاع السوري”، فيما يرجح ان يطلع كيري نظراءه الاوروبيين على التطورات في محادثات الاحد.

 

ميدانيا قتل سبعة مدنيين على الاقل الاربعاء جراء قصف جوي ومدفعي استهدف حي الفردوس، الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في شرق حلب، وفق ما اورد المرصد السوري لحقوق الانسان، بعد يوم من اتهام روسيا بتصعيد غاراتها على المدينة.

 

ويتهم الغرب موسكو بارتكاب جرائم حرب عبر قصفها الجوي، فيما يتزايد التوتر بعد انسحاب الولايات المتحدة في الثالث من اكتوبر من المحادثات الثنائية مع موسكو بعد انهيار وقف اطلاق النار.

 

ورغم انهيار العلاقات، الا ان لافروف صرح في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاربعاء انه يامل في ان تساعد المحادثات التي ستجري في سويسرا على “اطلاق حوار جاد” يستند الى اتفاق الهدنة المنهار الذي تم التوصل اليه بوساطة موسكو وواشنطن.

 

وقالت الامم المتحدة ان مبعوث الامم المتحدة ستافان دي ميستورا دعي الى المشاركة في المحادثات، الا ان الامال ضئيلة في التوصل الى انفراج ينهي النزاع الضاري المستمر منذ خمس سنوات، واودى بحياة نحو 300 الف شخص.

 

اجراءات عقابية

عقب انهيار الجهود الدبلوماسية بشان سوريا، دعت بعض الاوساط الغربية الى فرض اجراءات عقابية على موسكو، فيما ردت روسيا بتعزيز قواتها في البلد الذي مزقته الحرب. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء الدول الغربية من فرض عقوبات ضد موسكو بسبب سوريا، مؤكدا ان روسيا لن تسمح بان تعزل.

 

وقال في منتدى استثماري في موسكو “يجب أن لا نسير في طريق الضغوط والابتزاز، ولكن يجب ان نبحث عن حل وسط”. اضاف “لقد قلت مئة مرة اننا مستعدون للبحث عن هذه الحلول الوسط. ونود كثيرا ان يعاملنا شركاؤنا بهذه الطريقة”.

 

وفي وقت سابق من هذا الاسبوع الغى بوتين زيارة مقررة الى فرنسا بسبب الخلاف حول سوريا، والاربعاء انتقد باريس بسبب طرحها مشروع قرار في الامم المتحدة بشان حلب اعترضت عليه روسيا. وقال بوتين امام منتدى اقتصادي في موسكو ان الفرنسيين “طرحوا مشروع القرار رغم علمهم انه لن يتم تبنيه (..) من اجل دفع روسيا الى استخدام الفيتو”. وقال “لماذا؟ لتصعيد الوضع وتأجيج الهستيريا المحيطة بروسيا”.

 

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت ان بوتين “رفض المجيء الى باريس لمناقشة الوضع في سوريا” لأن “ذلك كان سيعتبر محرجا جدا” له. وحذرت الامم المتحدة من كارثة انسانية في شرق حلب المحاصر، وقالت ان تلك المنطقة يمكن ان تدمر بشكل تام بنهاية العام.

 

دعا البابا فرنسيس الاربعاء الى “وقف إطلاق نار فوري” في سوريا يستمر “على الاقل الوقت اللازم” لإجلاء المدنيين ضحايا عمليات القصف.

 

وقال البابا في اللقاء الاسبوعي في ساحة القديس بطرس “أجدد دعوتي بشكل ملحّ، وأناشد بكل قوتي المسؤولين ليتم التوصل الى وقف إطلاق نار فوري يفرض ويحترم، على الأقل الوقت اللازم لإفساح المجال امام إجلاء المدنيين، وفي المقام الاول الأطفال العالقين تحت قصف دموي”.

 

إيران تتراجع وتقرر المشاركة في اجتماع لوزان بعد دعوة مصر والعراق

توجه وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» صباح اليوم السبت إلى مدينة لوزان السويسرية للمشاركة في الاجتماع الدولي الذي يعقد هناك حول سوريا.

 

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية وأفريقيا «حسين جابري أنصاري» يرافق «ظريف» إلى هذا الاجتماع الذي يعقد اليوم في لوزان.

 

ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية إيران وروسيا وأمريكا وتركيا والسعودية والعراق ومصر وقطر.

 

وكانت جميع الأخبار الواردة قد نفت مشاركة وزير الخارجية الإيراني في اجتماع لوزان.

 

وكان من المقرر أن يعقد اجتماع خماسي حول سوريا، حيث لم تكن إيران ترغب في المشاركة به لكن عقب المشاورات التي حصلت وإضافة ثلاثة دول إلى قائمة المشاركين في الاجتماع قرر الوزير «ظريف» المشاركة في الاجتماع.

 

وذكرت وزارة الخارجية العراقية أنها تلقت دعوة للمشاركة في الاجتماع، دون أن توضح موقعها من الدعوة.

 

كما صرح المستشار «أحمد أبو زيد»، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن «سامح شكري» وزير الخارجية تلقى اتصالاً مساء الجمعة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري»، وجه فيه الدعوة لمصر للمشاركة في اجتماع لوزان الخاص بسوريا السبت.

 

وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي أكد على أهمية مشاركة وزير خارجية مصر في هذا الاجتماع على ضوء الدور المهم الذي تضطلع به مصر في دعم جهود التسوية السياسية للأزمة السورية، وما تتمتع به مصر من مواقف متوازنة من شأنها أن تعزز من الجهود المبذولة لدعم الحل السياسي للأزمة السورية، والإسهام الإيجابي في قدرة اجتماع لوزان على تحقيق أهدافه.

 

وأوضح «أبو زيد» أنه على ضوء تلك التطورات، فقد تقرر مشاركة وزير الخارجية في الاجتماع لرئاسة وفد مصر، وسيتوجه شكري الى لوزان صباح السبت من فيينا حيث أنهى زيارة كان يقوم بها إلى العاصمة النمساوية.

 

إعادة إطلاق الهدنة

وكان «ميخائيل بوغدانوف» نائب وزير الخارجية الروسي قد ذكر في وقت سابق، أن روسيا تدعم مشاركة إيران والعراق ومصر في مباحثات لوزان حول الأزمة السورية.

 

وقال «بوغدانوف»، «نحن مع حضورهم (إيران والعراق ومصر) وتحدثنا عن ذلك مع الأمريكيين، معربا عن اعتقاده بأن بداية عملية التسوية السورية ينبغي أن تكون ضمن مجموعة ضيقة من البلدان التي لها تأثير مباشر على السوريين.

 

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن الأطراف المشاركة في مباحثات لوزان ستناقش إعادة إطلاق الهدنة في سوريا.

 

وكان وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» قال إن الشرط الأساسي لاستئناف نظام وقف إطلاق النار بسوريا هو تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية السورية.

 

وأضاف في تصريحات صحفية معرض تعليقه على توقعات روسيا من لقاء لوزان: “اتجاهات العمل كلها واضحة: وقف العنف في سوريا، ومحاربة الإرهابيين، وضمان الوصول الإنساني إلى السكان المحتاجين، وإطلاق عملية سياسية فورا بمشاركة كافة الأطياف السورية، بما في ذلك الحكومة والمعارضة برمتها دون أي شروط مسبقة».

 

وشدد على أن هذه المبادئ ليست حصرا على الموقف الروسي، بل هي ناجمة عن قرارات المجتمع الدولي.

 

من جهته، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «مارك تونر» الجمعة أن الولايات المتحدة لا تتوقع اختراقا بشأن سوريا في اجتماع لوزان.

 

وقال «تونر» في مؤتمر صحفي له: «لا أعتقد بأنه يمكن توقع أي اختراقات. وأود فقط أن أقول إننا نسعى لتفعيل هذه الجهود المشتركة بخصوص سوريا».

 

واتفق «لافروف» و«كيري»، هذا الأسبوع، على عقد اجتماع في سويسرا لبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لإيجاد حل للأزمة السورية.

 

وقطع«كيري» المحادثات مع نظيره الروسي، الأسبوع الماضي؛ بسبب تصاعد الهجمات من قبل طيران «الأسد» وروسيا على مدينة حلب، شمالي سوريا؛ الأمر الذي أوقع العشرات من القتلى في صفوف المدنيين.

 

واستئناف الحوار رغم الهجوم يدل على قلة الخيارات المتاحة أمام البلدان الغربية بشأن الأزمة  السوريي؛ فهي تخشى من زيادة إمدادات الأسلحة لمقاتلي المعارضة لينتهي بها المطاف في أيدي الجماعات المتشددة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

 

بدء اجتماع لوزان بشأن سوريا عقب سلسلة لقاءات  

بدأ الاجتماع الرسمي للمشاركين في لقاء لوزان بشأن سوريا، وذلك عقب سلسلة من اللقاءات الجانبية، آخرها بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وسط تشاؤم بشأن الخروج بنتائج فورية.

 

وأفاد مراسل الجزيرة رائد فقيه أن ممثلي مصر والأردن والعراق سينضمون إلى الاجتماع الرسمي في وقت لاحق.

 

وقبل انطلاق هذا الاجتماع، التقى الوزير الروسي لافروف مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا، قبل أن يجتمع لافروف مع نظيره الأميركي في أول لقاء ثنائي منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي عندما أعلنت واشنطن تعليق التنسيق مع موسكو على خلفية اتهامات متبادلة بشأن انتهاك وقف إطلاق النار في سوريا.

وقبيل هذا اللقاء اجتمع كيري مع نظيره السعودي عادل الجبير، تمهيدا للاجتماع الدولي الذي تشارك فيه كل من الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وقطر وتركيا، إضافة إلى إيران والعراق.

 

كما بحث الجبير في اجتماع آخر مع وزيري الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والتركي مولود جاويش أوغلو الموضوعات المطروحة في جدول أعمال لقاء لوزان.

تشاؤم

وقال مراسل الجزيرة رائد فقيه إن اللقاءات الجانبية تكتسب أهمية خاصة، لأن اجتماع لوزان برمته جاء على عجل ومن دون جدول أعمال واضح، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات قد تسهم في بلورة القضايا المطروحة.

 

ولكن المراسل ذكر أن جميع المصادر الدبلوماسية التي تحدث إليها لديها شبه إجماع على أنه لا يمكن التعويل على اجتماع لوزان، ولكنهم أشاروا إلى أن ثمة محاولة لتحريك الجمود السياسي.

 

ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي أن المحادثات ستكون صعبة جدا، وأنها لن تتوصل إلى حل فوري، لكنها قد ترسي قاعدة لعملية جديدة.

 

وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم كشف هويته- أن الولايات المتحدة التي لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على انفراد مع موسكو ترغب في حضور دول المنطقة “الأكثر تأثيرا على الوقائع على الأرض” إلى طاولة المفاوضات.

 

أما مكتب كيري فقد أعلن أن “الموضوع الرئيسي للاجتماع سيكون الوحشية المستمرة في حصار حلب”.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يعتزم طرح أفكار جديدة في لوزان، وأضاف “لا أتوقع شيئا محددا من هذا الاجتماع”.

 

ولكن نائبه غينادي غاتيلوف قال إن روسيا تريد مناقشة عرض دي ميستورا بالإضافة إلى عناصر اتفاق الهدنة الذي فشل الشهر الماضي ولا سيما عمليات توصيل المساعدات الإنسانية وانسحاب قوات الطرفين من طريق الكاستيلو، وهو طريق إمداد رئيسي.

 

ونقلت وكالة الصحافة عن مصادر دبلوماسية أن اجتماع لوزان سيدرس خطة اقترحها مؤخرا دي ميستورا، وتهدف إلى تأمين خروج آمن لمقاتلي تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).

 

وقبيل اجتماع لوزان أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا، وإدخال المساعدات فورا، وإجراء مفاوضات سياسية من أجل بدء عملية انتقالية.

 

وكانت الهدنة التي اتفقت عليها موسكو وواشنطن في سبتمبر/أيلول الماضي قد انهارت بعد أيام من إعلانها، وذلك جراء التصعيد العسكري الروسي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

كاتب: لماذا لا يتظاهر ائتلاف “أوقفوا الحرب” ضد روسيا؟  

انتقد كاتب بصحيفة غارديان البريطانية امتناع  ائتلاف “أوقفوا الحرب” في بريطانيا عن التظاهر ضد روسيا، قائلا إن هذا الائتلاف لو أراد حقا وقف الحرب السورية ما امتنع عن التظاهر ضد موسكو.

 

وذكر جوناثان فريدلاند في مقال له بالصحيفة أن كريس ناينهام نائب رئيس الائتلاف قال في برنامج “توداي” بالقناة الرابعة بتلفزيون “بي.بي.سي” إن الائتلاف لن ينظم أو يشارك في أي احتجاج خارج السفارة الروسية بلندن لأن ذلك من شأنه “إلهاب الهستيريا والتعصب” ضد روسيا.

 

وتساءل الكاتب “إذا كانت إثارة الهستيريا هي رد الفعل الخاطئ على المآسي التي يعانيها أهالي حلب، فما هو رد الفعل الصحيح؟” وتساءل عن المشاعر الطبيعية المتوقعة عندما يشاهد الناس صور القتلى من النساء والرجال العزل وأطفالهم المدفونين في الرماد؟

 

الرئيس بوتين مهتم بصورته في العالم وينفق الملايين على قناة دعايته “روسيا اليوم” لتجميله ولا يرغب في رؤية صور الاحتجاجات الكبيرة أمام سفارات بلاده بعواصم العالم

واستمر في تساؤلاته عن المشاعر التي يجب أن نبديها عندما نرى لقطات من طائرة مسيّرة تقوم بمسح ما يبدو أنه مدينة من الأشباح يلفها الخراب؟ وعندما نسمع طفلا يبلغ من العمر 12 عاما منهمكا منذ السابعة صباحا في البحث عن شيء يأكله وسط أكوام الحجارة والتراب في حلب ويقول عندما تنفجر قنبلة قريبا منه “نحمد الله على ما وهبنا”.

 

واتهم الكاتب ائتلاف “أوقفوا الحرب” بأن هدفهم ليس وقف الحرب بل معاداة الدول الغربية، قائلا إنها روسيا تشارك الرئيس السوري بشار الأسد في قصف المستشفيات بالقنابل، وقصف قوافل المساعدات وبالهجمات المزدوجة لاستهداف من يهبون ليغيثوا ضحايا قنابلها وبراميل نظام الأسد المتفجرة.

 

وانتقد فريدلاند بمرارة ما يقوله ائتلاف “أوقفوا الحرب” من أن ما يحدث في سوريا أمر يقرره الشعب السوري وحده، قائلا إن هذا القول يعني أن من يرى أسرة تحاصرها النيران داخل منزل يحترق يمكن أن يكتفي بالقول إن إطفاء النار أو إنقاذ أفراد الأسرة أمر تقرره هذه الأسرة وحدها.

 

وانتقد أيضا اكتفاء الائتلاف بالمطالبة بالحوار والحل السلمي، قائلا إن وزراء الخارجية يتحاورون على مدار الساعة ولأشهر إن لم يكن سنوات.

 

وأضاف الكاتب أن المطلوب هو أن يضغط هذا الائتلاف على روسيا لوقف حربها بسوريا، مفندا زعم الائتلاف بأن التظاهر ضد روسيا لن يحقق شيئا.

 

وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم بصورته في العالم وينفق الملايين على قناة دعايته “روسيا اليوم” لتجميله ولا يرغب في رؤية صور الاحتجاجات الكبيرة أمام سفارات بلاده بعواصم العالم.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

إندبندنت: موسكو ودمشق لا تأبهان بالتهديد العسكري  

علقت افتتاحية الإندبندنت على مأساة حلب بأنها تفوق الوصف وأنه يصعب التصديق بأنه قبل أشهر قليلة فقط بدت القوى الغربية وروسيا كحلفاء في الصراع السوري متحدين ضد تنظيم الدولة ولديهم رغبة واضحة في وضع حد لهذا الصراع الممتد.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الآن بين القوى الأجنبية المتورطة في سوريا وصلت إلى مستوى متدن خطير لم تشهده من قبل، حيث طالبت الإدارة الأميركية بالتحقيق مع روسيا بشأن جرائم حرب، وقد دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الشعب إلى الاحتجاج أمام السفارة الروسية في لندن وحذر الرئيس فلاديمير بوتين من أنه يخاطر بجعل دولته منبوذة.

وأيدت الصحيفة رأي جونسون بضرورة الإبقاء على فكرة القيام بعمل حركي في حلب -إشارة إلى تدخل عسكري- قيد النظر، لكن المشكلة الأكبر لبريطانيا وحلفائها هي أن التهديدات المبطنة بتدخل عسكري ليس لها وزن يذكر في موسكو أو دمشق.

 

وفكرة أن الولايات المتحدة وغيرها يمكن أن تنشئ منطقة حظر طيران من جانب واحد أقرب إلى ضرب من الخيال منها إلى الحقيقة لأن محاولات القوات الجوية الأميركية وغيرها لإبقاء القاذفات الروسية والسورية على الأرض إما أنها سوف يجري تجاهلها أو سوف تؤدي إلى مواجهة حقيقية.

 

وبالمثل فإن إمكانية تعقب وتدمير طائرات النظام المسؤولة عن إسقاط البراميل المتفجرة تحمل مخاطر كامنة بهجمات انتقامية من قوات الأسد أو حلفائه، والأمن العالمي محفوف بالمخاطر بما فيه احتمال مواجهة مسلحة بين روسيا والغرب.

 

وأشارت الصحيفة إلى خيارات أخرى يمكن أن تناقش، منها زيادة الجهود الإنسانية وتحسين مراقبة الطلعات الجوية التي تنفذها المقاتلات الروسية وإصدار تحذيرات لسكان حلب بناء على ذلك عندما تكون هناك مظنة هجوم وشيك.

 

وعلقت الصحيفة بأن لب المسألة هو أن المعارضة الدولية للأسد ليس لديها الإرادة لاتخاذ الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يكون فعالا ضده في النهاية، ألا وهو هجوم عسكري كاسح.

 

وهذا يعكس جزئيا افتقاد الشعوب في أميركا وبريطانيا وأماكن أخرى لحماسة التورط في حرب أخرى بالشرق الأوسط، وكذلك لأنه لا توجد ضمانات بأن إسقاط الأسد الآن سيجعل الوضع أفضل، فقد تزداد الأمور سوءا بسهولة وتتحول من حرب شرسة بالوكالة إلى مواجهة عالمية.

 

وختمت الصحيفة بأن المهمة عسيرة وسوف تتطلب كل ما يمكن من الضغط الدبلوماسي الذي يمكن أن يستثمره الغرب والأمم المتحدة، وخاصة بشأن روسيا، إذا لم يقدر لسكان حلب المحاصرين فيها أن يبادوا تماما كما يفعل بمدينتهم.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

المعارضة السورية ومنظمات تطالب بوقف قصف حلب  

حصلت الجزيرة حصريا على نسخة من رسالة رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري عشية الاجتماع المزمع عقده في لوزان السويسرية اليوم السبت لبحث القضية السورية بمشاركة قوى دولية وأطراف إقليمية.

 

وتتضمن رسالة العبدة مطالب الائتلاف السوري المعارض من اجتماع لوزان وأهمها الوقف الفوري للقصف على حلب، وفك الحصار عن المدينة.

 

وتطالب أيضا بإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف أي عمليات تهجير قسري نتيجة الهدن المحلية التي تتم في المناطق المحاصرة.

 

وتدعو رسالة الائتلاف إلى سحب جميع المليشيات الطائفية، خصوصا مليشيات الحشد الشعبي وحزب الله من جميع الأراضي السورية.

 

كما تدعو إلى اعتبار استخدام الأسلحة الفتاكة مثل القنابل الارتجاجية والعنقودية والصواريخ الفراغية وقنابل النابالم جرائم حرب وضد الإنسانية.

 

ووفق مصادر للجزيرة فإن العبدة بعث الرسالة أيضا وبنفس المحتوى إلى كل من السعودية وقطر وتركيا.

 

وكانت رسالة أخرى قد وجهها المنسق العام للهيئة العليا لـالمفاوضات السورية رياض حجاب لكيري عشية اجتماع لوزان، دعا فيها لإنقاذ مدينة حلب عبر وقف العمليات العدائية ووقف إطلاق النار بشكل كامل.

 

وتضمنت رسالة حجاب مطالب الائتلاف السوري المعارض من المجتمعين بلوزان، وأهمها العمل على وقف العمليات العدائية وإطلاق النار بشكل كامل في حلب، وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

 

منظمات غير حكومية

في هذه الأثناء، دعت أربع منظمات دولية غير حكومية إلى وقف “فوري” لإطلاق النار في حلب التي دمرها القصف، وذلك قبل ساعات من اجتماع لوزان الذي تقوده كل من الولايات المتحدة وروسيا.

 

وفي رسالة مفتوحة موجهة للمسؤولين الدبلوماسيين، طالب رؤساء منظمات “سيف ذي تشلدرن” ولجنة الإنقاذ الدولية والمجلس النروجي للاجئين وأوكسفام الدولية بتطبيق وقف النار لمدة 72 ساعة على الأقل في الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بحلب، من أجل السماح بإجلاء الجرحى وإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية هذه الأحياء المحاصرة.

 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان أصدرته هيلي تورنينغ شميت رئيسة “سيف ذي تشلدرن” أنه “منذ انهيار آخر وقف لإطلاق النار، قتل أكثر من 130 طفلا في شرق حلب، وأصيب نحو أربعمئة آخرين في قصف عشوائي وبلا هوادة”.

 

وتتعرض الأحياء الشرقية في حلب منذ ثلاثة أسابيع لهجوم من قوات نظام بشار الأسد بدعم جوي روسي، كما تشن الطائرات الحربية السورية والروسية منذ أربعة أيام غارات عنيفة استهدفت مناطق سكنية وأوقعت عشرات الضحايا.

 

ومنذ بدء الهجوم الأخير يوم 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 370 شخصا بينهم 68 طفلا بسبب القصف الروسي السوري على الأحياء الشرقية لحلب. فضلا عن مقتل 68 شخصا جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

في سابقة من نوعها..اتحاد أوروبا يدين روسيا لدعمها الأسد

دبي – قناة الحدث

أصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، في سابقة من نوعها، بياناً يدين الحملة العسكرية الروسية في سوريا.

واستطاع البيان، بحسب فورين بوليسي، تجاوز التردد الأوروبي الطويل في توجيه الاتهام بشكل مباشر إلى موسكو في دعمها لنظام الأسد، من خلال شن حملة قد ترقى إلى جريمة حرب.

وذكر التقرير أن مسودة أولى للبيان الأوروبي لم تتطرق لروسيا، لكن إصرار فرنسا وبريطانيا وألمانيا أدى إلى إدانة موسكو في نسخة معدلة للبيان.

وقد عارضت دول أوروبية لديها مصالح اقتصادية مع روسيا توجيه الإدانة إلى موسكو، ومن بينها اليونان، إسبانيا، النمسا، جمهورية التشيك، وقبرص.

ومن المرتقب خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبرغ، الاثنين المقبل، دعم فرض عقوبات على ما يقارب من 20 مسؤولاً في النظام السوري المتورطين في حملة القصف على حلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى