أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 9 أيلول 2012


إقتحام مخيم اليرموك بالدبابات وتسليح الأقليات لـ«حرب الطوائف»

القاهرة – محمد الشاذلي؛ لندن، دمشق، بيروت، بافوس، موسكو – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب

شهدت امس مدينة حلب وضواحيها معارك شرسة في حين اقتحمت قوات المشاة النظامية السورية، تعززها الدبابات، مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في محاولة لمنع قوات المعارضة من التمركز فيه، فيما ذكرت وكالة «رويترز» ان النظام يسلح الأقليات استعداداً لما قد يصبح «حرب الطوائف». ويتوقع ان يجري الممثل المشترك للأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي في القاهرة، بعد وصوله اليوم، محادثات موسعة مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي قبل ان يعقدا اجتماعاً ثلاثياً مع الشيخ حمد بن جاسم رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري. ويسبق اللقاء زيارة متوقعة للابراهيمي الى دمشق الاسبوع الجاري.

وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي لـ»الحياة» أن لقاء العربي والإبراهيمي يركز على مضمون مهمة الاخير واتصالاته المرتقبة مع دمشق وخطة العمل التي سيتبعها. وإن ترتيبات تجري لعقد إجتماع ثلاثي بين العربي والإبراهيمي وحمد بن جاسم.

ولفت بن حلي إلى اهتمام مجلس الجامعة بأن تأخذ مهمة الابراهيمي في الاعتبار النقاط الست للمبعوث السابق كوفي أنان وما صدر عن مؤتمر جنيف (مجموعة العمل الدولية من اجل سورية) في 30 حزيران (يونيو) الذي طالب بوقف العنف بأشكاله كافة ومباشرة عملية سياسية في سورية.

ميدانيا، قال ناشطون من المعارضة لوكالة «رويترز» إن قوات النظام اقتحمت مخيم اليرموك وداهمت المستشفى بعد قصف استمر أربعة أيام على الضاحية الواقعة في جنوب دمشق حيث يختبئ معارضون.

وتفضل قوات الرئيس بشار الأسد استخدام سلاحي الجو والمدفعية لضرب المناطق التي يختبئ فيها المعارضون ولا تنشر قوات المشاة إلا بعد فرار الكثيرين من المنطقة المستهدفة.

وأعرب ناشطون عن خوفهم على السكان المدنيين من الهجوم البري الجديد.

وقال الناشط السوري «أبو ياسر الشامي» إن أصدقاء له يقيمون في مخيم اليرموك فروا من المنطقة صباحا بعدما اجتاحته القوات الحكومية.

وأضاف الشامي، عبر موقع سكايب: «اقتحمت قوات الأسد مستشفى الباسل في اليرموك واعتقلت عدداً كبيراً من المدنيين الجرحى».

والفلسطينيون منقسمون في شان دعم الأسد لكن هناك دلائل على أن اعداداً متزايدة منهم بدأوا الآن في تأييد الانتفاضة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له إن القذائف إنهالت على حي الحجر الأسود المجاور لليرموك.

وذكرت «رويترز» ان الجماعات الأهلية في دمشق اصبحت تسلح نفسها في المناطق المسيحية والدرزية والشيعية فاتحة الحدود الطائفية على مصراعيها في انحاء العاصمة بالتحالف مع قوات الاسد.

ونسبت الى سمير (32 عاما)، احد اربعة رجال معهم بنادق ويحتسون الشاي تحت مدخل من الحجارة في الحي المسيحي من المنطقة التاريخية العتيقة في دمشق: «نحن نحمي منطقتنا من الارهابيين… نفتش جميع السيارات القادمة واي شخص نشتبه به». ويضع سمير، وهو سائق سيارة اجرة يضع رسماً للسيدة مريم وصليبا ووشماً على ذراعيه، ويصف بـ»الارهابيين» المعارضة التي تحارب النظام.

وقالت «رويترز» ان نقاط تفتيش، يحرسها شبان وفي بعض الاحيان مراهقون، اقيمت خارج غالبية احياء الاقليات الطائفية. وقال شاب، على أحد الحواجز، ان «قوات الامن تسلح الاقليات، انها تستعد لحرب طائفية».

وروت الوكالة قصصاً عما جرى في مناطق مختلفة من العاصمة وضواحيها حيث استُغلت «الأقليات» لاثارة النعرات الطائفية وجعلها تخاف من الانضمام الى الثورة وتجييشها للدفاع عن النظام.

وقال مقيم درزي في جرمانا القريبة من دمشق يدعى نادر ان «قوات الامن انشأت اللجان الشعبية»، مضيفاً «يقولون ان اللجان تساعدنا على حماية انفسنا لكنها حقا لا تريد سوى اشعال فتيل الفتنة الطائفية في دمشق».

وقال عمرو طبيب الاسنان إن اللجان «مصدر خوف، انهم بلطجية هكذا بوضوح وبساطة، هؤلاء الرجال فوق القانون».

وفي منطقة شيعية من الحي القديم في دمشق يقوم حسن، وهو شاب سمين، بدوريات في الشارع المؤدي الى الحي السني القريب. وقال: «قبل ايام قليلة وقعت هنا معركة بالاسلحة النارية، ثلاثة من رجالنا اصيبوا. اتصلنا بقوات الامن لدعمنا، لكنها لم تأت مطلقاً هذا يظهر تماما انه ينبغي لنا الدفاع عن انفسنا».

وفي حلب، ذكرت وكالة «فرانس برس» ان القوات النظامية صدت أمس هجوما استهدف ثكنة. ونقلت عن احد شهود العيان قوله ان القوات النظامية «صدت هجوما للمعارضة المسلحة بعدما استعادت عند السادسة صباحاً الجزء الذي دخله المسلحون الى ثكنة عسكرية في حي هنانو شرق المدينة».

واوضح شاهد آخر ان القوات النظامية استخدمت الدبابات والمروحيات لدفع المقاتلين المعارضين الى خارج الثكنة، مشيراً الى انها دمرت ست سيارات رباعية الدفع كان يستخدمها المهاجمون.

وذكر مصدر عسكري ان المهاجمين كانوا يحاولون «الاستيلاء بقوة كبيرة على اسلحة في مخزن قريب في ظل نقص كبير في عتادهم».

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان بلدة عندان تعرضت «للقصف من الطائرات الحربية بعد استهداف حاجز الليرمون»، كما تعرض حي الميسر للقصف، بحسب المرصد.

وقال سكان في الميدان وسط حلب «ان مقاتلي المعارضة يحاولون السيطرة على الحي فيما تمنعهم حتى الآن ذلك القوات النظامية التابعة لسلاح الجو السوري.

واعلن المرصد ان «العشرات سقطوا بين شهيد وجريح جراء القصف على حي الحلوانية في حلب».

ومع دعوة الاتحاد الاوروبي في ختام اجتماعات عقدها في بافوس (قبرص) الى تشديد العقوبات على النظام السوري أعلنت روسيا أمس انها ستدفع مجلس الامن الدولي الى المصادقة، خلال اجتماع في نهاية ايلول (سبتمبر) الجاري على «اتفاق جنيف» الذي تناول مبادىء انتقال سياسي في سورية، الا ان واشنطن سارعت الى التحذير من «ان هكذا قرار لن يمر الا اذا ارفق بعقوبات في حال عدم التزام دمشق به».

وقالت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو- ماركوليس، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد «ان الدول الاعضاء توصلت الى «توافق» على تشديد العقوبات على نظام الرئيس الاسد».

التوتر «الرسمي» اللبناني – السوري إلى العلن

بيروت – «الحياة»

بدأ التوتر في العلاقة الرسمية بين لبنان وسورية يخرج من الغرف الضيقة الى العلن مع تزايد مآخذ النظام في سورية على الرئيس اللبناني ميشال سليمان وانخراط بعض حلفائه في الحملة المنظمة ضده، وكان آخر مظاهرها تأكيد انزعاج دمشق من مبادرته الى الكشف عن أن قائد الجيش العماد جان قهوجي تلقى السبت الماضي اعتذاراً من القيادة العسكرية في سورية عن استمرار الخروق للحدود اللبنانية في منطقة عكار في شمال لبنان، والتي تسببت في قتل عدد من المواطنين وجرحهم وألحقت أضراراً مادية في الممتلكات والمزروعات.

وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية لبنانية أن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري نقل الى عدد من أركان الدولة أن دمشق عاتبة على الرئيس سليمان باعتباره تبلّغ اعتذاراً سورياً على الخروق التي يتسبب بها الجيش السوري لعدد من البلدات الحدودية في عكار وأن السلطات في دمشق فتحت تحقيقاً لجلاء الأسباب، واعدة بعدم تكرارها.

وأكدت المصادر الوزارية أن المآخذ السورية على الرئيس سليمان أخذت تتراكم تدريجاً وأن بدايتها كانت مع طلب الأخير من وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور استدعاء السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي وتسليمه رسالة احتجاج رسمية على مواصلة الجيش السوري خروقه للحدود اللبنانية في منطقة عكار.

ولفتت الى أن سليمان رفض أن يلوذ بالصمت حيال ما أورده النظام في سورية في رسالته التي سلمها سفيره في الأمم المتحدة بشار الجعفري الى مجلس الأمن، خصوصاً حول وجود قواعد عسكرية لـ»الجيش السوري الحر» في شمال لبنان واتهامه أيضاً بعض القوى السياسية في لبنان بأنها وراء باخرة الأسلحة «لطف الله – 2» التي أوقفتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لحظة استعدادها للرسو في مرفأ طرابلس لتفريغ حمولتها من الأسلحة والعتاد العسكري لمصلحة المعارضة في سورية.

وأوضحت المصادر أن رئيس الجمهورية لم يكن في وارد الدخول في سجال مع النظام في سورية «لكنه أراد الرد على بعض ما ورد في الرسالة السورية من مغالطات، واستند في رده على ما تبلغه من قيادات الأجهزة الأمنية الرسمية التي أجمعت على عدم صحة ما ورد في هذه الرسالة». وقالت إن من المآخذ السورية على لبنان الرسمي موافقته على استقبال النازحين من سورية الى لبنان ورفضه إعادتهم الى ديارهم، إضافة الى امتناعه عن الاستجابة لطلب دمشق تسليم عدد من المطلوبين بذريعة أنهم يتآمرون عليه من لبنان.

لكن المآخذ السورية على لبنان بلغت ذروتها مع تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف الوزير السابق ميشال سماحة بتهمة نقل متفجرات من سورية الى لبنان بطلب من المسؤول الأمني السوري اللواء علي المملوك وتكليف ميلاد كفوري بتفجيرها في عكار بهدف إحداث فتن مذهبية في المنطقة.

وازدادت وتيرة هذه المآخذ، كما قالت المصادر الوزارية، مع استقبال الرئيس سليمان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن وتنويهه بالإنجاز الذي تحقق، رغم أنه لم يوجه اتهامه لأي مسؤول سوري، أكان أمنياً أم سياسياً.

إلا أن دمشق، ووفق المصادر نفسها، أبدت انزعاجها من الكلام الذي نقل في حينه عن لسان الرئيس سليمان، وفيه انه ينتظر اتصالاً من نظيره السوري بشار الأسد في هذا الخصوص شبيهاً بالاتصال الذي كان أجراه مستوضحاً حجم الملفات التي أدت الى ادعاء القضاء السوري على شخصيات لبنانية من كل المواقع الحكومية والنيابية والقيادات العسكرية والحزبية، علماً أن سليمان كرر موقفه هذا في أكثر من مناسبة.

وعاد رئيس الجمهورية أمس، على هامش جولته في مسقطه عمشيت في جبيل لوضع حجر الأساس لإعادة تأهيل مرفأ الصيادين في البلدة وتوسعته، الى التأكيد أنه لن يتراجع أبداً عن هذه التهنئة، وقال: «أتمنى بكل صدق وإخلاص ألاّ يكون لأي جهة رسمية سورية علاقة بهذه المتفجرات».

وتطرق سليمان الى اللقاء الذي جمعه مع رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم على هامش انعقاد قمة دول عدم الانحياز في طهران، وأكد «للمشككين أن لا لقاء سرياً جرى في إيران ونحن لم نعتد اللقاءات السرية، فاللقاء كان علناً والمبادرة أتت منهما لإلقاء التحية وقد تحدثنا عن الوضع، والكلام الذي قلته لهما هو عينه الذي قلته في اليوم الأول عندما ضُبطت المتفجرات».

وشدد سليمان على «أننا لن نلجأ الى الاتهام، وهذه القضية من عمل القضاء الذي أطلب منه أن يقوم بواجبه وأن يحكم بالعدل وألاّ يخضع لإملاءات الخوف والتهديدات، ولبنان لن يكون ساحة، ومن يحاول أن يزرع الفتنة فيه لن يتوفّق ولن ينجح».

يضاف الى ذلك أن النظام في سورية كما ينقل عنه بعض حلفائه في لبنان، يأخذ على سليمان أنه وراء طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من سفير لبنان في سورية ميشال خوري إبلاغ الخارجية السورية بالخروق السورية لعدد من البلدات العكارية.

على خط مواز، نفذت وحدات من الجيش اللبناني ليل أول من أمس حملة دهم في حي آل المقداد في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية بحثاً عن مطلوبين بناء لاستنابات قضائية صادرة عن النيابة العامة، بغية توقيفهم بتهمة الإخلال بالأمن وقطع الطرقات المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجاً على اختفاء حسان المقداد في دمشق.

وتضاربت المعلومات حول عدد الموقوفين، وبينهم اثنان من آل المقداد، فيما نفى أمين سر «رابطة آل المقداد» ماهر المقداد أن يكون في عداد المطلوبين، وقال لـ «الحياة»: «أنا في منزلي والأجواء مكهربة والجيش ينتشر على أسطح البنايات ونحن لا نوجه سلاحنا ضده». وأضاف أن «أحداً لا يعرف أين هم المخطوفون (تركي و4 سوريين) وهم اختفوا مع خاطفيهم، عندما دخل الجيش الى المنطقة».

ويشار الى أن مداهمات الجيش تحصل للمرة الأولى في هذه المنطقة التي أقام فيها مركزاً ثابتاً، وثمة من يرجح أن تكون خطوة الجيش هذه مدخلاً لمعرفة مكان المخطوفين تمهيداً للإفراج عنهم، لا سيما أن تحرك الجيش يحظى بغطاء سياسي من حركة «أمل» و «حزب الله».

توافق أوروبي على تشديد العقوبات على دمشق

جرّاح فرنسي يؤكد تزايد أعداد “المجاهدين” في حلب

توصّل الاتحاد الاوروبي لدى اجتماعه في قبرص امس الى “توافق” حول تشديد العقوبات على النظام السوري.(راجع العرب والعالم)

وانتقد وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلله في عمان موقف روسيا والصين من النزاع في سوريا، معتبرا ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد “يتآكل وسيسقط”، وان على المجتمع الدولي ان يقف صفا واحدا.

 وصرح في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة عقب زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة :”ادعو الدول الاخرى في مجلس الأمن التي لا تزال مترددة، الى تغيير آرائها ومواقفها وان تسحب حمايتها لنظام الأسد”. واضاف ان “ما أراه هو أن مجلس الأمن يفشل وهناك سياسة لمنع كل ما يقربنا من التقدم في مجلس الأمن، وهذه من وجهة نظرنا سياسة خاطئة تماما”. واوضح “نحن ننتقد هذا في موسكو، وكذلك في بيجينغ”.

  وقال: “نحن نعتقد انه (الاسد) سيسقط، وان وقته قد انتهى وأن هذه الفظائع لم تعد مقبولة بأي حال من الأحوال، لذلك نحن نعتقد ان من الضروري أن نقف متحدين كمجتمع دولي”. واشار الى ان بلاده ستعمل في غضون الاسابيع المقبلة وخلال ترؤسها مجلس الامن “على عزلة هذا النظام وزيادة الضغط على الأسد”. واكد ان “من الضروري أن تتحد مجموعات المعارضة السورية المختلفة للتوصل الى أرضية مشتركة من أجل الديموقراطية وسوريا جديدة يسودها القانون”، مشيرا الى ان “هذا أمر مهم للغاية بالنسبة الينا لأننا نرى أولى علامات التآكل في نظام الأسد”.

ورفض فكرة التدخل العسكري في سوريا، وقال: “علينا ان نعمل معا من اجل التوصل الى حل سياسي، فهذا امر ضروري”. واضاف ان “ما يقلقني هو أن علينا مساعدة الشعب في سوريا من ناحية، ومن ناحية أخرى العمل لمنع تأزم الاوضاع في المنطقة بأسرها”.

 دولة اسلامية

 وفي باريس، قال الجرّاح الفرنسي جاك بيريه الذي عالج مقاتلين في حلب إن مقاتلين اسلاميين يسعون لتحويل سوريا الى دولة دينية يتزايدون في صفوف المعارضة المسلحة التي تقاتل لاسقاط الرئيس ويعتقدون انهم يخوضون “حربا مقدسة”.

وعاد بيريه الذي شارك في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود الخيرية من سوريا مساء الجمعة بعدما أمضى اسبوعين يعمل سرا في مستشفى بمدينة حلب المحاصرة في شمال البلاد.

وفي مقابلة مع “رويترز” بشقته في وسط باريس قال بيريه (71 سنة) إنه بخلاف ما شاهده في زياراته السابقة لحمص وإدلب في وقت سابق من السنة الجارية فإن نحو 60 في المئة ممن عالجهم هذه المرة كانوا من مقاتلي المعارضة نصفهم على الأقل ليسوا سوريين. وأوضح “في الحقيقة كان ما رأيته شيئا غريبا. إنهم يقولون بشكل مباشر إنهم ليسوا مهتمين بسقوط بشار الأسد بل مهتمون بكيفية الاستيلاء على السلطة بعد ذلك وإقامة دولة اسلامية تطبق الشريعة لتصبح جزءا من الإمارة العالمية”.

 ومن بين الجهاديين الأجانب شبان فرنسيون قال انهم يستلهمون نهج محمد مراح وهو متشدد اسلامي من تولوز قتل سبعة أشخاص في آذار باسم تنظيم “القاعدة”.

 واضاف انه أثناء زياراته السابقة لسوريا في آذار وايار رفض ما ردده البعض من أن المقاتلين الاسلاميين يهيمنون على المعارضة المسلحة لكنه الآن مضطر الى اعادة تقويم الوضع.  وتحدث عن علاج العشرات من الجهاديين من دول عربية أخرى لكن ايضا كان بينهم على الأقل شابان فرنسيان.

وقال : “بعضهم كانوا فرنسيين ومتعصبين تماما بشأن المستقبل… كانوا حذرين للغاية حتى مع الطبيب الذي يعالجهم. لم يثقوا بي لكنهم أبلغوني ذات مرة أن محمد مراح نموذج يحتذى”.

  المعارك

 ميدانيا، اقتحمت قوات الحكومة السورية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ودهمت مستشفى في المخيم بعد هجوم بالمدفعية استمر أربعة أيام على الضاحية الواقعة في جنوب دمشق والتي يختبئ فيها معارضون. كما صدت القوات النظامية هجوما استهدف ثكنة في حلب.

موقف أردوغان يزداد صلابة مع استمرار الأزمة السورية

أشرف أبو جلالة

تعتبر مواقف رئيس الوزراء التركي الأخيرة تتويجاً للغة القوية ضد النظام السوري من جانب قائد محافظ يبدو أنه يطمح للعب دور البطل الرئيسي في إسقاط الأسد.

في ظل تصاعد الأحداث المأساوية التي تشهدها سوريا، مع تواصل القتال بين الثوار والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد، لم يعد لدى تركيا ما تخاف عليه أن تخسره من مصالح في سابق تعاملاتها مع نظام الأسد، حيث وجه قبل بضعة أيام رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، انتقادات لاذعة إلى الرئيس السوري، خلال اجتماع أجراه مع أعضاء من حزبه الحاكم، العدالة والتنمية، بعد أن قال فيه: “إن المجازر التي تحدث في سوريا ويزداد زخمها نتيجة تعامل المجتمع الدولي معها بلامبالاة، آخذة في الازدياد. وقد تحول النظام في سوريا الآن إلى دولة إرهابية. ونحن لا نمتلك الترف لنكون غير مباليين بما يدور هناك من تصعيد في الأحداث”.

واعتبرت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن ذلك الموقف جاء ليشكل تتويجاً للغة القوية على نحو متزايد من جانب قائد محافظ للغاية يبدو أنه بحاجة لتحقيق الاستقرار السياسي في سوريا وكذلك لعب دور البطل الرئيسي في إسقاط نظام الأسد.

وعبَّر أردوغان عن أسفه لتلقيه دعم محدود من جانب حلفاء تركيا. وفي تصريحات أدلى بها لمحطة سي إن إن في الخامس من الشهر الجاري، قال أردوغان إن الولايات المتحدة “تفتقر للمبادرة” في التعامل مع الأزمة التي تشهدها سوريا حالياً.

وتابع قائلاً: “كانت هناك عدة أمور متوقعة من الولايات المتحدة. ولم ترق واشنطن حتى الآن لمستوى تلك الطموحات. وهو ما قد يعود إلى وضعية ما قبل الانتخابات”.

وأشارت المجلة في السياق ذاته إلى الانتقادات المتزايدة التي يواجهها أردوغان من جانب النخب السياسية الليبرالية، ومضت تنقل عن سولي أوزيل، المعلق السياسي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة قادر حاس في اسطنبول، قوله: “لا يوجد في البلاد من يضغط عليه لكي يشارك بالعمليات في سوريا”. لكن مع قدوم موجة الربيع العربي، فقد دعم بقوة الثوار الذين يعملون من اجل الإطاحة بالنظام القائم.

وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط لدى مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، إن رئيس الوزراء التركي يهدف اليوم لأن يكون شخصية دبلوماسية بارزة تربطها علاقات جيدة بالغرب والشرق الأوسط، الذي يكون بمقدوره التخلص من المشكلات التي تعج بها حدوده.

وتابع ألترمان حديثه بالقول: “وهناك طرق بالتأكيد يمكن لسوريا أن تساعد من خلالها أردوغان على الخروج منتصراً من كل ذلك، لكن هناك طرق أخرى من الممكن أن تخلق له كثير من الفوضى”.

وأعقبت فورين بوليسي بقولها إنه ومنذ نشوب الأزمة السورية في آذار (مارس) العام الماضي، وأردوغان يسير على حبل مماثل لحبل البهلوان بين التدخل والعزلة. وقد تعهد مؤخراً بأنه في حال اقتراب أي وحدة عسكرية سورية من الحدود، فإنه سيتم التعامل معها كتهديد وكهدف عسكري. ومع هذا، فإنه أوضح كذلك أن مروحيات سورية قامت باختراق الأجواء التركية خمس مرات بدون أي رد من جانب بلاده.

وأضاف سلمان الشيخ مدير مكتب معهد بروكينغز في الدوحة “لا يريد الأتراك تدخلاً سريعاً في سوريا. ويخشى معظمهم أن يتورطوا هناك. ومع هذا، فقد يرد الأسد بتصدير التهديدات الأمنية لتركيا للرد على دعم أنقرة لمقاتلي المعارضة السورية”.

وعاود أوزيل ليقول “أخفق رئيس الوزراء وحزبه في إقناع شعبه بأن السياسات التي يتبعها صحيحة. وينطوي ذلك على الناس الذين يعتبرون أنصاره في واقع الأمر”. فيما عاود الشيخ ليقول: “مازال يفتقر أردوغان إلى الدعم الذي يتيح له إمكانية التدخل في سوريا. لكن هذا الأمر يتعارض كذلك مع مصلحة الأمن القومي الحيوية”.

وختمت المجلة بلفتها إلى أنه من المعروف عن الرئيس السوري إثارته للمشكلات مع الأكراد باعتبارها طريقة للفت انتباه تركيا. وهنا عاود ألترمان عن الإستراتيجية التي ينتهجها الأسد بهذا الخصوص، وأضاف: “شاهدنا العام الماضي نشاطاً متزايداً من جانب حزب العمال الكردستاني بهدف معاقبة تركيا. وتعتبر القضية التركية نقطة احتكاك في هذا كله، وهي أداة يستخدمها الناس للرد على بعضهم البعض”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760467.html

أم محمد: لو أني أعلم خاتمتي ما كنت بدأت!

سطام الرويلي

عند الدخول إلى مخيّم “الزعتري” الخاص باللاجئين السوريين في الأردن تجول في خاطرك صورة المعتقلات، إلا أن الفارق يكمن في صور الأطفال والنساء. بعض من سألناهم يتهمون المخيم بأنه يفتقد ترتيب المقومات والأساسيات الآدمية،.. “إيلاف” تمكّنت من ولوج هذا المخيم لتنقل معاناة سيدة مريضة تقطن في خيمة متهالكة ومكتظة باللاجئين.

أم محمد في خيمتها داخل مخيم الزعتري في الأردن

سطام الرويلي: أم محمد هي أم لبنت وولد، وزوجها مقعد، تعاني أمراضًا عدة، وتقول إن ما أصابها من معاناة في مخيم الزعتري دفعها إلى التفكير بالعودة إلى بلادها، رغم ما ينطوي على ذلك من مخاطر قد تكون حياتها ثمناً لها.

ربما كانت تلك السيدة تحلم لدى سفرها بأن تكون حرة تروح وتغدوا كما كانت في بلادها قبل الدمار والقصف الذي تمطره سماء درعا صبحاً وعشية، وربما كانت تتخيل أن مخيم اللاجئين سيكون منتجعاً لا يخلو من الرفاهية تقضي فيه الباقي من عمر النظام.

تتحدث أم محمد عن صعوبة وقسوة الحياة في المخيم، وتقول إن الحياة في هذا المكان لاتقلّ بؤساً عن الحياة تحت القصف في درعا، في هذا المخيم الصغير يكتظ أكثر من 27 ألف لاجئ سوري هربوا من جحيم المعارك الجارية في بلادهم.

في جولة “إيلاف” داخل مخيم الزعتري صادفها الكثير ممن يشرحون معاناتهم في هذا المخيم المزدحم باللاجئين ومن مختلف الفئات العمرية، أحدهم أخبرنا عن معاناة تلك السيدة التي أصرّ زوجها المقعد على العودة إلى مدينة درعا القريبة من الحدود الأردنية، نظرًا إلى صعوبة الحياة بالنسبة إلى رجل بمثل صحته في هذا المخيم الذي -وحسب ماتقول الأم – غير صالح للأسوياء فكيف برجل مقعد!.

لكن ذلك الرجل المقعد بحسب حديثهم خرج من المخيم، ولا يعرف مصيره إن كان بالفعل قد عاد، أو أن هناك من ذهب به إلى مشفى داخل الأردن لاستكمال علاجه والعناية به.

وعبر من يعرفون تلك العائلة عن قرب، ذهب فريق “إيلاف” إلى حيث تتواجد داخل خيمة متواضعة تفتقر أبسط مقومات الحياة الآدمية، وكان عدد من أقارب تلك العائلة يشاركونهم السكن فيها، حتى بدت مزدحمة جداً بالشباب والبنات والأطفال الذين تسيطر على وجوههم حالة البؤس والمعاناة.

تقول أم محمد لـ”إيلاف:”: “حالنا ماترونه؛ فهو لا يسر لاعدو ولا صديق. فأنا امرأة كبيرة، ولا أستطيع مزاحمة الرجال على السيارات التي توزع الأكل والشرب والملابس، ونحن في هذه الخيمة يكاد أن يقتلنا العطش أحيانًا لولا بعض المحسنين الذين يشفقون على حالنا بين فترات متباعدة”.

تضيف: “تمر أيام، ولا يتسرب إلى حلوقنا الماء البارد في هذا الجو الحار، فيما لا يستطيع سوى الأقوياء الحصول على الثلج من السيارات التي تحمله داخل المخيم، وحتى لو وصلنا بعض الماء البارد من بعض المشفقين على حالنا.. فإنه يتحول إلى حميم خلال دقائق بسبب درجات الحرارة العالية وعدم وجود حافظات للمياه والطعام”.

وبحسب مشاهدات “إيلاف” فإن المنطقة التي زرناها، وهي تمتد لعشرات الخيام، لا يوجد فيها برادات للمياه، بل تمر سيارة بين الفترة والأخرى محمّلة بأكياس الثلج، ويتدافع عليها اللاجئون حتى ينفذ من دون أن تكمل سيرها، ولا يخلو الأمر من مشادات بين موظفو التوزيع وبين النازحين.

تكمل السيدة حديثها: “أنا امرأة مريضة بالسكري والضغط، وكلما ذهبت للاصطفاف مع طوابير المرضى في المستشفيات الميدانية التي يصل الإنتظار فيها إلى أكثر من خمس ساعات ينهكني التعب، وأعود إلى خيمتي بدون دواء، كل ما لديّ من أدوية للضغط والسكري هو ما استطعت جلبه معي من سوريا، وبعضها شارف على انتهاء مدة صلاحيته”.

لكن المستشفى الميداني المغربي القريب جداً من بيت السيدة، يكاد يكون خالياً في معظم عياداته، وحين سألنا رئيس المستشفى (في حوار موسع سينشر لاحقاً) نفى هذا الأمر، وقال إن الوضع، كما ترى، ولا يوجد ضغط كبير على خدماتنا.

بالعودة إلى حديث السيدة عن كيفية نومهم في هذه الخيمة المزدحمة، تقول الأم: “ننام وأرجل بعضنا عند رؤؤس بعضنا؛ فلا خصوصية للإناث، وبإمكان كل من يمر أمام هذه الخيمة رؤيتنا”.

وتشير إلى أنهم يجدون صعوبة بالغة في الذهاب إلى دورات المياه، التي تكتظ بالبشر، ويضطرون إلى الانتظار حتى ساعات متأخرة من الليل، لأخذ دورهم، مؤكدة أن الطريق إلى دورات المياه محفوفة بالمخاطر خلال الليل، “فالمخيم فيه بعض سيئو الخلق وعديمو التربية”.

تشرح الأم المريضة وجهاً آخر من المعاناة “هنا يستغل بعض الباعة ما نحن فيه من ظروف، قيرفعون الأسعار بشكل كبير، هذا إضافة إلى رداءة ما يبيعونه لنا من خضر وطعام فاسد في كثير من الأحيان، ولا يصلح للاستعمال البشري”.

وتضيف في معرض ردها على أسئلة “إيلاف”: “انظروا إلى هيئتنا وملابسنا؛ أطفالنا ملابسهم متسخة ومجرثمة، والماء لا نجده للشرب، فكيف إذا كان لغسيل الملابس، ويضطرون للمشي في الرمضاء من دون أحذية”.

في نهاية حديثها مع “إيلاف” تقول الأم: “أنا أفكر جديًا بالعودة إلى بلادي، فالحياة في هذا المخيم فيها من التعب ما يوازي الذي عشناه في سوريا”، مؤكدة أنه لم يعد يخيفها نظام أهان وأذل الشعب.

كثيرون غير هذه السيدة كانوا يتواجدون إلى جانبها، إلا أن معظمهم رفضوا التصوير، خوفاً على حياتهم وحياة ذويهم ممن ما زالوا داخل سوريا، والوحيدة التي قبلت التقاط الصور لها هي الأم، التي ظلت تردد عقب مغادرتنا “لم يعد أي شيء يخيفني من هذا النظام”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760482.html

مقاتلون يحلمون بـ”عذارى الجنة” وجنود يرشدونهم إلى “باب السماء

أ. ف. ب.

في موازاة الاشتباك بالرصاص والقذائف والصواريخ، يخوض طرفا النزاع في حلب حربًا كلامية تبدأ في منطقة السيد علي يوميًا بسيناريو واحد: يصرخ المعارضون المسلحون “الله اكبر”، فيرد عليهم الجنود “ستصعدون إليه قريبًا”.

حلب: غداة مواجهات شرسة بين القوات السوري والمقاتلين المعارضين طردت القوات النظامية قبل نحو اسبوعين المناهضين للنظام من حي الجديدة المسيحي الواقع عند طرف هذه المنطقة ليتحول اثر ذلك الى خط للتماس يرزح تحت رحمة القناصة.

ويفصل اقل من 50 مترا بين طرفي النزاع اللذين لا تلتقي اعين عناصرهما، انما تتقاطع اصواتهم ونداءاتهم وشتائمهم الساخرة في اغلب الاحيان. ويقول المجند احمد (22 عاما) “يتعاملون معنا على اساس اننا كفار ونستحق الموت، ونحن نسخر منهم ونقول لهم انهم لن يجدوا عذراء تقبل باي منهم في الجنة”.

ويؤكد عسكريون انهم القوا القبض في السابق على مقاتلين كانوا يحملون في جيبوهم ملابس داخلية نسائية ظنا منهم انهم سيتمكنون من اهدائها الى “العذارى الحور العين اللواتي وعدوا بهن في الجنة بعد ان يستشهدوا”.

ويشير جنود آخرون الى ان بعض المقاتلين في الجانب الآخر يدخلون المعركة وهم يحملون “جواز سفر للجنة” منحهم اياه شيخ سلفي، ويقول احد الجنود “نستطيع برصاصاتنا ان نساعدهم على الوصول الى باب السماء”. وغالبا ما يرد المقاتلون وخصوصا الاسلاميين على جنود القوات النظامية متوعدين اياهم بـ “نار جهنهم”.

ويسخر بدوره الجنرال في الحرس الجمهوري الذي يقود العمليات العسكرية في غرب حلب من المعارضين المسلحين، قائلا “هم يدعون انهم يقاتلوننا حتى يتناولوا طعام الغداء على طاولة الرسول، لكن هل تظنون فعلا ان النبي قد يفكر في مشاركتهم الطعام؟”.

ومنذ بداية النزاع الذي قتل فيه اكثر من 26 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يؤكد النظام انه يخوض مواجهة مع متطرفين تمولهم دول عربية وذلك بهدف القضاء على التعايش بين الطوائف في سوريا.

ويشكل السنة غالبية سكان سوريا (80 بالمئة) علما ان الاقلية العلوية (10 بالمئة) التي يتنمي اليها الرئيس بشار الاسد تسيطر على مقاليد الحكم منذ عقود. وظلت حلب بعيدة عن النزاع المسلح المستمر منذ منتصف اذار/مارس 2011، الا ان لغة السلاح فيها اليوم هي الاكثر شيوعا.

ويبدو حي الجديدة المسيحي الذي تنتشر فيه الابنية الحجرية والمطاعم والمتاجر التي تبيع التذكارات والاغراض القديمة، مهجورا من سكانه الذين كانت تكتظ بهم طرقاته، وفارغا من السياح الذين بداوا يبتعدون عن سوريا منذ اكثر من عام ونصف العام.

وتقول ام عبدو (52 عاما) التي تغطي راسها بمنديل ملون وهي تنظر من بعيد الى شقتها التي غادرتها قبل نحو اسبوعين وتحاول تفقدها “اراها، لكنني لا استطيع الوصول اليها. انه امر محبط”.

وفي مكان قريب، يستريح جنود بعد تبادل شرس لاطلاق النار، ويقول عصام الذي وضع قطعة قماش على راسه تحميه من الشمس “الرجال المسلحون (المعارضون) متوترون اليوم بالاخص بعدما حصلوا على ذخيرة تتيح لهم اطلاق النار كما يشاؤون”.

وفيما تتنقل الاهانات بسهولة ذهابا وايابا، فان ايا من الطرفين لا يجروء على التقدم باتجاه الطرف الآخر في منطقة يحمل زجاج وجدران منازلها ندبات واثار النزاع. واغلق مطعم “سيسي” الاكثر شهرة في حلب ابوابه منذ شهرين، فيما يبقى محمد صبار (37 عاما) وحده في متجره يحاول بيع الملابس الداخلية وثياب النوم النسائية.

ويقول “لم ابع قطعة واحدة منذ شهر لان الطريق خطيرة والزبون المعتوه هو الوحيد الذي قد يقصدني. آتي الى هنا فقط لانني اشعر بالملل في منزلي”. جوزف (46 عاما)، الذي يصنع حقائب نسائية ويرسلها الى ليبيا، هو الوحيد الذي لا يشتكي من الوضع الحالي. ويقول “ابيعها لليبيات اللواتي يرسل بلدهن الينا العاطلين عن العمل لمقاتلة جنودنا”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760464.html

الأردن يناشد العالم للمساعدة على استضافة اللاجئين السوريين

أشرف أبو جلالة

أوضاع إنسانية متردية يعيشها اللاجئون السوريون، الذين يقدر عددهم بـ 25 ألفًا، في مخيم الزعتري في الأردن، ممن هربوا من أهوال الحرب المشتعلة في بلادهم، حيث يعيشون ومن حولهم ضمن أسلاك شائكة، ويرتدي كثيرون منهم أقنعة واقية للحماية من الغبار، في الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون إلى إمدادهم بقدر كافٍ من المأوى والطعام والشراب.

أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة يعانيها اللاجئون السوريون في الأردن

أشرف أبوجلالة من القاهرة: نشبت هناك حالة من الغضب مرتين، خلال الآونة الأخيرة، حيث أطلقت الشرطة في أواخر شهر آب/ أغسطس الماضي قنابل مسيلة للدموع من أجل تفريق بعض أعمال الشغب، لكن ذلك لم يحدث إلا بعد تعرّض 28 جندياً لإصابات مختلفة، أحدهم أصيب بكسر في الجمجمة. وبعدها اتخذ قرار بطرد 150 لاجئاً وإعادتهم مرة أخرى إلى سوريا.

وسبق لوكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أشارت إلى أن الصراع الذي تشهده سوريا حالياً تسبب حتى الآن في نزوح أكثر من 228 ألف لاجئ إلى دول الجوار، وهو ما أسفر عن زيادة أجواء عدم الاستقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً.

وتركز الاهتمام الدولي على تركيا، حيث تمت استضافة أكثر من 80 ألف سوري في سلسلة من المخيمات على طول الحدود، لكن الأردن الصغيرة، مقارنةً بتركيا، حيث يعيش فيها 6.5 ملايين نسمة فقط، تستضيف أكثر من 72 ألف لاجئ من سوريا، كما هو مسجل لدى الأمم المتحدة، اضافة الى أن هناك آلافاً يعيشون مع أصدقائهم أو أقربائهم أو آخرين.

ورغم النواقص العديدة في مخيم الزعتري، فإنه قد أصبح المقصد الرئيس للسوريين الفارين من الأردن. وقالت الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي إن ما يقرب من 1400 سوري كانوا يصلون إلى هناك بشكل يومي، وإن ذلك العدد هو ضعف العدد الذي كان مسجلاً قبل أسبوع، ما أدى إلى تضخم العدد الموجود هناك إلى ما يقرب من 25 ألف لاجئ.

لفتت في هذا الصدد صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إلى أنه من المؤكد أن يتزايد ذلك العدد، مع تواصل القتال من دون هوادة. وسبق للأردن أن أكد، شأنه شأن تركيا، أنه بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات الدولية. ورغم معدلات البناء القوية التي تتم في مخيم الزعتري، إلا أن مسؤولين أردنيين وعمّال إغاثة أوضحوا في هذا السياق أن ذلك المخيم ربما لن يعود قادراً على استيعاب المزيد من اللاجئين السوريين.

ومضت الصحيفة تنقل عن محمد عرموش، المسؤول عن المخيم، قوله: “الأمر كله يحتاج صبرًا. ونحن نقوم ببناء حمّامات، ونقوم بتثبيت أعمدة كهرباء، لكن الأمر صعب”.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن أعمال الشغب، التي نشبت هناك يوم الـ 28 من الشهر الماضي، وهي الثانية في أسبوع، جاءت لتجسد تلك الصعوبة التي تحدث عنها عرموش. وطبقاً لما ذكرته تقارير رسمية، فقد شعرت الجموع المحتشدة هناك بحالة من الغضب بسبب الظروف التقشفية التي يعيشونها، ما دفعهم إلى رشق الشرطة بالحجارة.

وأضافت الصحيفة أن الكثير من اللاجئين هناك لجأوا إلى المستشفيات الميدانية، التي يديرها أطباء مغاربة وفرنسيون، بسبب ارتفاع حرارة الطقس واستمرار حركة الغبار.

وأرجع كثير من قاطني المخيم والعمال السبب وراء الفوضى إلى تدفق أشخاص لا صحبة لهم. وقال أحد اللاجئين وهو في مطلع الأربعين من عمره، ولديه طفلان، وقد لاذ بالفرار من درعا قبل شهرين: “قدم إلى هنا أحد الأشخاص من سوريا، وفي أول يوم له، شعر بالضيق بسبب الغبار، وكان يظن من جانبه أنه سيحصل على شقة وتاكسي. بينما كل ما نريده نحن هو أن نعيش في سلام. ونحن نشكر الله لأننا هنا”.

وختمت الصحيفة بنقلها عن نادين حداد، عاملة إغاثة لدى جماعة “أنقذوا الأطفال”، قولها إنهم يقدمون إلى الأطفال ألعاباً وأنشطة ترفيهية أخرى، كالرقص والموسيقى، وذلك في مسعى من جانبهم إلى إرجاع دورة الحياة الطبيعية التي كانوا ينعمون بها.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760338.html

محللون عسكريون يناقشون احتمالات انهيار الجيش النظامي في سوريا

عبدالاله مجيد

دأبت وزارة الخارجية الأميركية على القول إن جيش النظام السوري يزداد ضعفًا، لكنّ محللين عسكريين مستقلين يقولون إنه ما زال قادرًا على التعامل مع قوات المعارضة المسلحة.

عناصر من الجيش السوري الحر الذين يحاربون النظام

إعداد عبد الإله مجيد: مازال جيش النظام السوري، بحسب محللين، قوة متماسكة قادرة على مواصلة عملياته في المستقبل المنظور رغم الضعف الذي أصابه في حرب استنزاف يخوضها ضد تشكيلات قتالية تزداد قوة ومهارة في أساليب الكر والفر.

وتتناقض التقويمات القائلة إن جيش النظام السوري ما زال قوة لا يستهان بها مع أشهر من التصريحات التي أوحى فيها مسؤولون في إدارة الرئيس أوباما بأن الانشقاقات وأعمال العنف المتصاعدة بوتائر متسارعة مارست ضغوطًا شديدة على قدرات الجيش النظامي.

وكانت هذه الموضوعات تتكرر في الإيجازات الصحافية لوزارة الخارجية الأميركية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية باتريك فنتريل في 9 آب/أغسطس “نحن نعتقد أن الجيش يعمل فوق طاقته بصورة متزايدة، ونعتقد أن الاقتصاد واقع تحت ضغط متزايد، ونعتقد أن الثوار يكتسبون قوة متزايدة”.

لكن رغم عملية التفجير التي أسفرت عن مقتل أربعة من كبار القادة الأمنيين والعسكريين في نظام الأسد في تموز/يوليو الماضي، فإنه لم يطرأ أي تغيير يذكر على استراتيجية النظام العسكرية المتمثلة في استخدام الجيش، الذي يعتمد على الآليات بدرجة كبيرة لتطويق مناطق الثوار ودكّها بالمدفعية والقصف الجوي قبل التوغل فيها بقوات المشاة والشبيحة.

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن الباحث المتخصص في النزاع السوري في معهد دراسة الحرب في واشنطن جوزيف هوليداي إن الجيش السوري “ما زال قادرًا على مواجهة التهديدات التي يتعامل معها، وهو يدفع بأسلحة أكثر فأكثر من ترسانته إلى المعركة”.

لا يعني هذا أن مقاتلي المعارضة المسلحة لم يرفعوا كلفة النزاع وأثمانه على الجيش النظامي. فمنذ اندلاع المواجهات أُجبر الجيش النظامي على استدعاء وجبات من الاحتياط، وما زال يستخدم ميليشيات الشبيحة لإسناد قوات المشاة.

وقال الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جيفري وايت إن جيش النظام يتكبد نحو 40 قتيلاً كل يوم، واستدلالاً على ذلك فإن عدد الجرحى يزيد أربع مرات على هذا الرقم. “وبالتالي يمكننا أن نرى أن هناك نزيفًا مطردًا في قوى الجيش بسبب القتال”.

ورغم استمرار جنود أفراد في الانشقاق، فإن انشقاقات جماعية لم تحدث حتى الآن، كما يلاحظ الباحث هوليداي الذي يعزو ذلك، من بين أسباب أخرى، إلى استراتيجية النظام في ربط وحدات مؤلفة من مجندين بوحدات أكثر احترافًا وأحسن تدريبًا.

لكن الباحث وابت يعتقد أن الاتجاه العام ليس لمصلحة جيش النظام، وأن المعارضة المسلحة ستنتصر في نهاية المطاف. وهو يرى أن الحقيقة الماثلة في أن الثوار ينازلون قوات الجيش للسيطرة على مناطق في حلب ودمشق، تكشف عن مواطن ضعف الجيش النظامي.

ولاحظ وايت أن مدينة حلب تقدم مثالاً ساطعًا. فهي تتسم بأهمية حاسمة بالنسبة إلى النظام، ولكنها منطقة متنازع عليها، “وهذه هزيمة للنظام، على ما أظن. إنها ليست هزيمة حاسمة، ولكن عجز النظام عن استعادة المدينة هزيمة له”.

هوليداي من جهته يرى خلاف ذلك، ويقول إن مقاتلي المعارضة يحاولون ضرب خطوط الإمداد، ولكن ما يترتب على ذلك أن النظام يتوثق من توافر كل ما يحتاجه في المكان الذي يحتاجه فيه. واستبعد هوليداي أن تخسر قوات النظام معركة حلب.

وقال محللون إن خلط وحدات المجندين بوحدات محترفة، كما أشار هوليداي، جعل من الصعب تحديد أي الوحدات تخوض قتالاً وأين مسرح عملياتها القتالية. ولكن الباحث هوليداي يشير إلى أن الفرقة المدرعة الرابعة وقوات الحرس الجمهوري تنهض بالعبء الأكبر من القتال قرب دمشق. ويقود الفرقة الرابعة ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد.

وتمكن مقاتلو المعارضة من تدمير كميات كبيرة من معدات الجيش النظامي، وأتقنوا بصفة خاصة استهداف العربات المصفحة بقاذفات آر بي جي والعبوات الناسفة.

وقال الباحث وايت إن جيش النظام كان يستخدم في البداية دبابات تي ـ 72 الأكثر تطورًا بين الدبابات الروسية لدى الجيش السوري، “والآن نراه يستخدم بعض الدبابات من طراز تي ـ 54 وتي ـ 55″، الأقدم بكثير في مؤشر إلى خسائره المتزايدة.

ولكن الجيش النظامي لم يستخدم حتى الآن كل ما لديه من الأسلحة الثقيلة. ورغم القصف المدفعي والصاروخي العنيف لمناطق الثوار فإن عددًا من المنظومات الصاروخية والمدفعية لم تُستخدم حتى الآن. وقال الباحث وايت إنه يعتبر هذه المنظومات “أهم أفضلية يتفوق بها الجيش السوري على الثوار”.

وتوقع وايت أن يحصل الثوار في النهاية على اسلحة مضادة للطائرات أو أن يتعلموا استخدام ما لديهم من اسلحة ضد الطائرات النفاثة والمروحيات التي بدأ جيش الأسد يستخدمها بصورة متزايدة. وكان استخدام الطائرات النفاثة لقصف مواقع المعارضة من التطورات التي أدت الى ارتفاع حجم الخسائر في آب/اغسطس الى 5384 قتيلاً أو ما يربو ثلاثة اضعاف على عدد القتلى في ايار/مايو، وهو اعلى رقم شهري حتى الآن، منذ اندلاع النزاع قبل 18 شهرًا، بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونتر.

وقال الباحث وايت إن هذا لا ينال من أفضلية النظام في المدافع، وأضاف إن مقاتلي المعارضة سيواجهون صعوبة بالغة في التعامل مع مدفعية النظام.

وذهب وايت إلى أنه من المستبعد أن تنتهي أعمال العنف حتى إذا انهار جيش النظام، متوقعًا أن يستغل بعض القادة العسكريين حالة الدمار والخراب لإقامة مناطق تحت سيطرتهم. وقال “إنها لن تكون نتيجة واحدة فقط للجيش”.

وأشار الباحث هوليداي إلى الشبيحة بوصفهم من النتائج المحتملة لتفكك الجيش. إذا استُخدمت ميليشيات الشبيحة كوحدات مشاة في عموم البلاد وتتهمها منظمات حقوق الإنسان والثوار بارتكاب فظائع مروعة.

وقال الباحث هوليداي إن الشبيحة قوة لا يستهان بها “ليس لأنهم يُستخدمون كجنود مشاة فحسب، بل هم أيضًا سيناريو كابوسي لما يمكن أن يؤول إليه الجيش”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760334.html

دروز إدلب السوريّة يؤيدون الثورة ويتجنّبون النزاع المسلح

أ. ف. ب.

تدعم الأقليّة الدرزية في سوريا التي تتمركز في محافظة إدلب، الثورة التي يقودها السنة ضدّ نظام الأسد، مع تحفظ كبيرا تجاه استعمال السلاح للتغيير. كما تستضيف القرى الدرزية العديد من اللاجئين الذين فروا من اعمال القصف التي يقوم بها الجيش النظامي وتستهدف مناطق يتمركز فيها المقاتلون المناهضون للنظام.

قلب لوزة: يبدي الدروز في محافظة ادلب شمال غرب سوريا تأييدهم للحركة الاحتجاجية التي يقودها “اخواننا السنة”، انما من دون ان ينخرطوا في النزاع المسلح الدامي ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وفي منطقة جبلية تنتشر فيها بساتين الزيتون وتفترش ارضها طريق حجري يقود نحو آثار بيزنطية، تقع 14 قرية درزية تعيش في وئام مع الجيران السنة.

ويطلق سكان منطقة الجبل الاعلى المحاذية للحدود مع تركيا غرب حلب (شمال) اسم “جبل الدروز الصغير” على الموقع، تيمنا بجبل الدروز في محافظة السويداء في جنوب سوريا.

مقاتل سوري معارض بالقرب من  “جبل الدروز الصغير” في إدلب

وتشكل الاقلية الدرزية نحو 3 بالمئة من مجموع سكان سوريا، وتاتي بعد الاقليتين المسيحية والعلوية والغالبية السنية، علما ان عددا كبيرا من ضباط الجيش السوري هم دروز، وبينهم جنرال قاد الهجوم على حي بابا عمرو في حمص في الاول من اذار/مارس.

ويقول ابو احمد القيادي المحلي النافذ في قرية قلب لوزة المشهورة بكنيستها البيزنطية العائدة الى القرن الرابع انه “منذ سنوات والجميع، الدروز مثل السنة، يتطلعون الى رحيل نظام المستبد بشار” الاسد.

ويضيف الرجل الخمسيني ذو الشارب الكثيف انه “حين بدات التظاهرات قبل 18 شهرا، كنا نرغب المشاركة وارسال ممثلين عنا الى مدينة كفرتخاريم المجاورة حيث كانت الثورة رائعة”.

ويتابع ابو احمد ان “الثوار هنا طلبوا منا عدم التحرك حتى نحافظ على قريتنا كملجأ لسكان القرى الاخرى الراغبين باللجوء اليها في حال دخول الجيش الى قراهم”.

بدوره، يؤكد ايهم القائد المحلي الآخر ان “لا احد هنا يؤيد بشار. قد يكون هناك القليل من الحزبيين الذين يتجنبون الظهور”، مضيفا ان العديد من العسكريين المنشقين الدروز ياتون الى هذه القرية باذن ولا يعودون الى الثكنات.

وتعيش منطقة الجبل الاعلى المحرومة من الكهرباء والمعزولة عن المدن، معتمدة على الاكتفاء الذاتي جراء زراعة الزيتون والدخان.

ويقول ايهم وهو يجلس تحت صورة للزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط انه “مع اندلاع الحرب، ارتفعت الاسعار بشكل كبير، واصبحنا نعتمد على كل ما نجده هنا”.

وتستضيف القرى الدرزية في هذه المنطقة العديد من اللاجئين الذين فروا من اعمال القصف التي يقوم بها الجيش النظامي وتستهدف مناطق يتمركز فيها المقاتلون المناهضون للنظام في محافظة ادلب. وتم ايواء اللاجئين في المنازل والمدارس والابنية الرسمية.

رغم دعمهم للإحتجاجات ضدّ الأسد، ينأى دروز سوريا بأنفسهم عن المظاهر المسلحة

ويتردد صدى هذا الاستقبال في كل القرى السنية. ويقول احد سكان قورقانية التي تستهدفها قنابل المروحيات بشكل روتيني “علاقاتنا جيدة جدا، من قبل بدء الثورة حتى. العديد من الاشخاص هنا يلجأون اليهم”.

ويطاول القصف احيانا بعض القرى الدرزية في الجبل الاعلى حيث يملك الجيش النظامي حاميتين مهمتين في حارم وسلقين على بعد نحو 20 كلم من هذه المنطقة.

ويجتاز عناصر الجيش السوري الحر بحرية هذه القرى الدرزية، حتى انهم يقابلون احيانا بالهتافات لدى عودتهم من احدى العمليات.

وبناء على طلب من احد قادة الجيش السوري الحر يدعى ابو سعيد تم وضع احد المستوصفات بتصرف المقاتلين المعارضين الجرحى.

ورغم ذلك، فانه من الصعب العثور على درزي يقاتل الى جانب المعارضة المسلحة.

ويقول ايهم “نحن اولا لا نملك السلاح، وثانيا لا نريد اراقة دماء اخواننا. كل دروز سوريا يؤيدون الثورة ويتضامنون مع اللاجئين، لكننا نخشى شبح الحرب الاهلية”، في اشارة مبطنة الى العلاقة المتوترة بين دروز السويداء وسنة درعا في جنوب سوريا.

ويقول ابو احمد “النظام يريد تقسيم السوريين لكننا لن نقع في الفخ”.

ويتدخل ايهم ليقول ان “الجيش لم يحاول بعد دخول منطقتنا، وقد وعدنا اخواننا السنة بان يحموننا في حال حصل ذلك، وسترون حينها ان سمعتنا كشعب محارب ليست حبرا على ورق”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760371.html

                      قصف على أحياء دمشق.. واشتباكات عنيفة في حلب

بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»

دارت اشتباكات عنيفة في حلب في محاولة من قوات الجيش النظامي استعادة السيطرة على ثكنة «هنانو» العسكرية، كما شهدت أحياء دمشق الجنوبية، لا سيما حي التضامن، اشتباكات عنيفة وسط سماع أصوات إطلاق نار مدفعي عنيف على المنطقة.

في هذا الوقت، أوضح نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، أن «الوضع العام على الأرض لا يزال على حاله»، مؤكدا أن «النظام أدخل كل أسلحته وقدراته القتالية الآن في هذه المعركة بما فيها الطيران وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة». وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أنه ليس هناك من تقدم على الأرض في الأيام القليلة الماضية بالنسبة لعمليات الجيش الحر، إلا أن هناك توازنا قويا إلى حد ما على صعيد الهجمات والهجمات المضادة، فنحن ما زلنا نناور وقادرين على المبادرة، كما أن عاملي الوقت والأرض لصالحنا». ولفت إلى «أهمية ما قامت به مجموعة من مقاتلي الجيش الحر لجهة تحرير نحو 350 معتقلا من سجن هنانو داخل ثكنة عسكرية في حلب»، لافتا إلى أن «هؤلاء المحررين أصبحوا كتيبة من المقاتلين انضمت إلى الجيش الحر، وخصوصا أن المحررين هم مجندون وعناصر ورتب كانوا في الجيش النظامي وجرى اعتقالهم بسبب رفضهم تنفيذ الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين».

في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قسما من مدينة حلب انقطعت عنه مياه الشرب بعد تدمير أنبوب رئيسي للتوزيع في حي بستان الباشا شمال المدينة. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «أنبوبا رئيسيا لتوزيع المياه دمر قرب مقر شركة المياه العامة في بستان الباشا. إن الأمر خطير لأن هذا الأنبوب ينقل المياه إلى كل المدينة».

وأوضح أنه «لا نعرف كيف دمر الأنبوب، لكن كانت هناك غارات جوية ومعارك في هذا القطاع».

وأكد مدير الشركة للصحافيين أن «مشكلة وقعت في الأنبوب». وقال «لا أعرف حجمها لأنه لا يمكنني إرسال فريق إلى المكان للتحقق» من الأمر.

وبثت شبكة الناشطين في لجان التنسيق المحلية شريط فيديو على «يوتيوب» يظهر تسربا كبيرا للمياه من أنبوب. ويظهر الشريط أيضا المياه تسيل في الشارع وتبلغ مدخل أحد المباني.

واتهمت لجان التنسيق المحلية «طيران (الرئيس السوري بشار) الأسد بتدمير الأنبوب الرئيسي لنقل مياه الشفة في المدينة».

وقال سكان إن نصف المدينة، وخصوصا الأحياء الشرقية والشمالية، محروم من المياه.

ويقع الأنبوب بمحاذاة حي بستان الباشا وحي الميدان. ووقعت معارك عنيفة بين جنود نظاميين ومعارضين مسلحين كانوا يحاولون العودة إلى حي الميدان، وهي منطقة تسيطر عليها قوات أمنية تابعة لسلاح الجو السوري.

وقال ناشطون بالمعارضة إن قوات الحكومة السورية اقتحمت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وداهمت مستشفى بالمخيم أمس بعد هجوم بالمدفعية استمر أربعة أيام على الضاحية الواقعة في جنوب دمشق والتي يختبئ فيها معارضون.

وتفضل قوات الرئيس بشار الأسد استخدام سلاحي الجو والمدفعية لضرب المناطق التي يختبئ فيها المعارضون ولا تنشر قوات المشاة إلا بعد فرار كثيرين من المنطقة المستهدفة.

وأعرب ناشطون عن خوفهم على السكان المدنيين من الهجوم البري الجديد. وقال الناشط السوري أبو ياسر الشامي إن أصدقاء له يقيمون في مخيم اليرموك – وهو مخيم مكتظ باللاجئين الفلسطينيين قتل فيه عشرة أشخاص في قصف أمس الجمعة – فروا من المنطقة صباح اليوم بعد أن اجتاحته القوات الحكومية.

وقال الشامي عبر موقع «سكايب»: «اقتحمت قوات الأسد مستشفى الباسل في مخيم اليرموك واعتقلت العديد من المدنيين الجرحى» حسب «رويترز».

ويقول ناشطون إن الأسد يحجم عن استخدام قوات المشاة لأن الجيش يتألف في معظمه من مجندين ينتمون إلى الأغلبية السنية يخشى انشقاقهم.

وقال بعض الجنود المنشقين إن الروح المعنوية منخفضة في الثكنات وإن الضباط العلويين فقط هم من يصدرون الأوامر.

وفي بيان صادر عن كتيبة «الأقصى» من لواء «أحرار فلسطين» التابعة للجيش الحر قال مقاتلون إنهم موجودون في حي التضامن ولن يخرجوا منه، وإنه لم يسقط منهم قتلى كما ذكر الإعلام الرسمي للنظام، وإنما أصيب بعض عناصر الكتيبة أثناء الاشتباكات. ونوه البيان إلى بعض عناصر اللجان الشعبية التابعة للنظام في مخيم اليرموك قاموا بإطلاق النار على بعض عناصر الجيش السوري الحر مما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة أربعة بجروح مختلفة، وحذرت الكتيبة «القيادة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن تترك مخيم اليرموك منطقة ملاذ آمن وإلا فإنها سترى مقارها التشبيحية رمادا على الأرض»، وأكدت الكتيبة أن هدفها هو «إسقاط النظام السوري ومقاتلته»، وليس مقاتلة الفصائل الفلسطينية، «ولكن إذا قاموا بالاعتداء مرة ثانية على أحد عناصرنا فقد أعذر من أنذر».

ويعد هذا أول بيان عن الكتائب المقاتلة في سوريا يشير بشكل صريح إلى وجود فلسطينيين يقاتلون إلى جانب الجيش الحر ضد النظام السوري، تحت شعار «واحد واحد واحد.. فلسطيني سوري واحد».

وأعلن ناشطون في تنسيقيات الثورة السورية، أن «أكثر من 103 شهداء سقطوا (أمس) بنيران قوات النظام في كل المحافظات السورية»، وأكد هؤلاء الناشطون لـ«الشرق الأوسط»، أن «نحو نصف هؤلاء (43) سقطوا في العاصمة دمشق وريفها نتيجة القصف العنيف الذي تعرضت له الأحياء السكنية، بينهم 15 شهيدا أعدموا ميدانيا في دوما و12 شهيدا أعدموا ميدانيا في حي التضامن في العاصمة، بينما سقط 29 في حلب بينهم 20 شهيدا أعدموا ميدانيا في حي الأعظمية». وأشار الناشطون أيضا إلى «سقوط 5 شهداء في درعا، والباقون سقطوا في إدلب وحمص واللاذقية ودير الزور».

من جانب آخر، قال ناشطون إن قوات النظام اقتحمت أمس بلدات ببيلا وبيت سحم وعقربا في جنوب العاصمة بأعداد كبيرة من الجنود وعناصر الأمن والشبيحة مدعومين بالدبابات والآليات الثقيلة بالتزامن مع «حملة اعتقالات والاعتداء على المدنيين بالضرب المبرح والتنكيل بهم وقيامهم بحملة دهم واعتقالات وتخريب ونهب للمنازل التي تركها سكانها بسبب القصف المتواصل والمحال التجارية وسرقة محتوياتها»، وفي حي سيدي مقداد جرت اشتباكات عنيفة بعد محاولة قوات النظام مداهمته بأعداد كبيرة من الأمن والشبيحة والذين قاموا بمحاصرة الحي ونشر القناصة على مداخله، كما قتل شخصان برصاص قناص في حي الأندلس.

وفي دمشق، تدور اشتباكات في حي التضامن في جنوب العاصمة بين القوات النظامية ومقاتلين مناهضين للنظام بعدما تعرض الحي للقصف «في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه»، بحسب المرصد الذي تحدث أيضا عن قصف طال حي الحجر الأسود القريب.

وذكر المرصد أن القوات النظامية اقتحمت «مستشفى الباسل» في مخيم اليرموك بحثا عن جرحى من المقاتلين من حي التضامن المجاور، وأن هذه القوات تستخدم المروحيات في استهدافها للحي، مشيرا إلى «معلومات» حول إصابة مروحية.

وأعلن أنه تم العثور على جثتي مواطنين في الحي، بينما عثر على جثامين 4 رجال مجهولي الهوية قتلوا بالرصاص في مناطق مختلفة من ريف دمشق.

وفي مدينة حمص (وسط) جرت اشتباكات قتل خلالها أحد عناصر الجيش الحر، وفي بلدة الحارة في درعا (جنوب)، حيث قتل وجرح ما لا يقل عن 12 من القوات النظامية، وفقا للمرصد.

وتعرضت مدينة البوكمال في محافظة دير الزور (شرق) لقصف تركز على محيط مطار الحمدان العسكري، كما تعرضت مدن وقرى وأحياء في إدلب (شمال غربي) ودرعا إلى قصف مماثل.

الرئيس سليمان: لا تراجع في قضية المتفجرات المضبوطة وأتمنى عدم تورط أي جهة رسمية سورية فيها

مرجع أمني: موقفه يرفع معنويات الأجهزة الأمنية

بيروت: يوسف دياب

يبدو أن علاقة الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع النظام السوري ذاهبة إلى مزيد من التأزيم، بسبب اعتراضه على الاعتداءات السورية على السيادة اللبنانية، وعدم تسلمه حتى الآن أي أجوبة على التوضيحات التي طلبها من الجانب السوري منذ نحو شهر عندما قال: «أنتظر أن يتصل بي الرئيس بشار الأسد ويوضح لي حقيقة ما جرى في ضبط (مستشار الأسد) النائب والوزير السابق ميشال سماحة وبحوزته متفجرات أدخلها من سوريا إلى لبنان».

وقال سليمان في تصريح له أمس: «لن أتراجع عن أي موقف في قضية المتفجرات المضبوطة، وأدعو القضاء إلى عدم الرضوخ لأي تهديد». وأضاف: «ما قلته عن ضبط المتفجرات في قضية ميشال سماحة أبلغته إلى الجانب السوري في طهران»، متمنيا أن «لا تكون لأي جهة رسمية سورية مسؤولية في قضية المتفجرات المضبوطة». وفي ما يشبه الرد على امتعاض النظام السوري وحلفائه في لبنان على استقباله في القصر الجمهوري للمدير العام لقوى الأمن الداخلي ورئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن وتهنئتهم على توقيف سماحة، قال سليمان: «أهنئ قوى الأمن الداخلي بقضية توقيف سماحة ولن أتراجع عن التهنئة لأنهم ضبطوا متفجرات كانت ستودي بحياة المئات». ويأتي هذا الكلام عشية استئناف القضاء العسكري تحقيقاته مع سماحة الذي سيمثل مجددا يوم الثلاثاء المقبل أمام قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا الذي يضع يده على الملف.

وقوبل موقف سليمان بترحيب كبير من الأوساط السياسية والأمنية اللبنانية، فأكد مرجع أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «كلام رئيس الجمهورية ترك ارتياحا كبيرا لدى كل الأجهزة الأمنية»، وقال: «هذا الموقف مشجع جدا يرفع من معنويات الأجهزة الأمنية ويجعلها أكثر ثقة واندفاعا للقيام بواجبها ودورها في حماية أمن البلد واستقراره، طالما أنها تحظى بغطاء ومباركة رئيس الجمهورية الذي هو رأس الدولة وكل السلطات الدستورية فيها».

وتعليقا على الموقف وجه عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري تحية تقدير للرئيس سليمان، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال هذا الموقف المميز أكد فخامة الرئيس أنه المرجعية الأولى في البلد وأنه حامي الدستور، وعلى الجيش أن يقوم بواجباته كاملة، كما على القضاء أن يقوم بواجباته وأن لا يرضخ لأي تهديدات أو ضغوطات، لأن لبنان بلد سيد حر مستقل لا يقبل من الآخرين أن يتدخلوا في شؤونه»، مؤكدا أن «هذا الموقف الوطني المميز يجب أن يكون محل تقدير جميع اللبنانيين». وردا على سؤال عما إذا كان هذا الموقف يجيب على بعض بنود المذكرة التي رفعتها قوى 14 آذار إلى الرئيس سليمان، أجاب حوري: «في مكان ما هو تجاوب مع بعض ما ورد في المذكرة، وهذا أمر يشكر عليه». ورأى أن «رئيس الجمهورية يقول اليوم في السياسة الأمر لي، وأنا مصر على حماية الدستور والاستقرار في لبنان».

ومن جهته اعتبر رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أول من أمس أن «تغيير النظام في سوريا قد يقضي على لبنان لأن الأنظمة التي ستأتي، يعود تفكيرها إلى القرن الرابع عشر». مشددا على أن «المطلوب منا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية»، لافتا إلى أن «من يدعو إلى الحرب هو العاجز عن صنع السلام». وخاطب عون جمهوره قائلا «إن هدوءنا وعملنا الدؤوب يجعلنا نتخطى الأيام الصعبة، والمطلوب أن لا تخافوا من تطور الأحداث بشكل سلبي في لبنان، لأن هناك ميزان قوى سياسيا يفرض هذا الهدوء في لبنان».

غموض يلف مصير المخطوفين السوريين والتركي لدى آل المقداد بعد مداهمة للجيش

مصدر عسكري نفى أن تكون العملية هادفة لتحرير المخطوفين.. وماهر المقداد يؤكد: الاتصال مع الفارين مقطوع

بيروت: نذير رضا

يلف الغموض مصير المواطن التركي طوفات تيكين وأربعة سوريين اختطفوا قبل أسابيع على أيدي عشيرة آل المقداد اللبنانية أول من أمس، مع إعلان أمين سر الرابطة ماهر المقداد أن «الأشخاص المكلفين بحماية المخطوفين والاهتمام بهم اختفوا بعد دخول الجيش إلى الحي»، وذلك إثر اشتباكات بين الجيش اللبناني وأفراد من العشيرة شهدتها منطقة الرويس في الضاحية.

وأكد ماهر المقداد لـ«الشرق الأوسط»: «إننا لا نعرف شيئا عن المخطوف التركي أو المخطوفين السوريين الأربعة لدينا، بعد اختفاء الأشخاص الموكلين بحمايتهم والاهتمام بهم»، مشيرا إلى أن هؤلاء «فروا مع المخطوفين إلى مكان آمن لا نعرفه، بعد أن قامت دوريات من الجيش اللبناني بدهم الحي»، مشددا على أن «الاتصال بهم مقطوع، لأنهم هم من يبادر عادة إلى الاتصال بنا، كونهم لا يحملون أجهزة جوالة». ولفت إلى أن هؤلاء الفارين «قد يعودون بعد أن يطمئنوا إلى أن الجيش اللبناني أوقف دورياته الراجلة في الحي بحثا عن المطلوبين».

وكان حي آل المقداد في الرويس شهد تطورا أمنيا تخلله إطلاق نار بين الجيش اللبناني وأفراد قيل إنهم من العائلة، عندما داهمت قوة من الجيش الحي بحثا عن مطلوبين تنفيذا لاستنابات قضائية، أوقف على أثرها حسن المقداد شقيق ماهر المقداد.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «زخات كثيرة من الرصاص سمعت في الحي خلال تبادل إطلاق النار بين الجيش ومسلحين»، مما تسبب في «إقفال مداخل الحي من الجهتين، قبل دخول عناصر الجيش لتنفيذ عمليات الدهم».

ونفى مصدر عسكري في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن تكون المهمة «هادفة إلى تحرير المخطوف التركي أو المخطوفين السوريين لدى آل المقداد»، مؤكدا أن عمليات الدهم «جاءت تنفيذا لاستنابات قضائية صدرت للجيش وسائر الأجهزة الأمنية لمكافحة المظاهر الخارجة عن القانون والتي تؤثر على هيبة الدولة في بيروت والضاحية وطرابلس والبقاع والجنوب». وأضاف المصدر «هناك لبنانيون قاموا بأعمال خطف وحملوا السلاح بشكل علني واعترفوا بخطف مواطنين غير لبنانيين، كما قطعوا الطرقات واعتدوا على حريات الناس وكراماتهم، وعلى هذا الأساس كان التحرك»، مجددا تأكيده أن «التحرك لم يكن لتحرير التركي أو المخطوفين السوريين حصرا، لكن الجيش لو عثر عليهم لعمل على تحريرهم فورا».

وإذ وصف المصدر العملية بـ«الناجحة»، أشار إلى أن قوة الدهم في الجيش «اعتقلت عددا من المطلوبين أحدهم حسن المقداد». وأكد أن مركز الجيش في المنطقة «تعرض لإطلاق نار، لكن ذلك لم يعق العملية»، في إشارة إلى مركز الجيش الذي استُحدث قبل ثلاث سنوات قبالة مدخل حي آل المقداد في الرويس.

وفي سرده لتفاصيل العملية، قال المصدر إنه «خلال المداهمات، وردت معلومات عن مجموعة كانت تفرغ السلاح في أحد الأحياء المتفرعة من موقع المداهمات، فداهمنا المكان على الفور، وضبطنا حمولة من السلاح تقارب حمولة شاحنة (بيك أب)».

في هذا الوقت، أصدرت قيادة الجيش بيانا أشارت فيه إلى أنه «بناء على توجيهات قائد الجيش وتنفيذا للاستنابات القضائية المتعلقة بأعمال الخطف والأحداث الأخيرة التي حصلت على طريق المطار، دهمت قوة من الجيش ليل أمس (أول من أمس) منطقة الرويس والأحياء المجاورة لها في الضاحية الجنوبية، لإلقاء القبض على مطلوبين للعدالة بموجب مذكرات توقيف، وبحثا عن أشخاص مخطوفين، بعد أن أعلن سابقا أفراد من آل المقداد مسؤوليتهم عن خطفهم، وقد أبدى عموم أهالي المنطقة وعائلة المقداد تجاوبهم الكامل مع إجراءات الجيش».

ولفت البيان إلى أنه «تم توقيف عدد من المطلوبين، وتجري ملاحقة آخرين فارين في مختلف المناطق اللبنانية لتوقيفهم والعمل على إطلاق جميع المخطوفين، فيما صودرت خلال عمليات الدهم كميات من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية». وأشار البيان إلى أن قيادة الجيش «أطلعت السلطات السياسية المعنية على كامل الإجراءات المتخذة والتي هي بصدد اتخاذها لمتابعة هذه القضية».

من جهته، نفى ماهر المقداد أن يكون المسلحون الذين أطلقوا النار على مركز الجيش من آل المقداد، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «طرفا مجهولا هو طابور خامس، يحاول الإيقاع بيننا وبين الجيش اللبناني». وإذ أكد أن «الجيش اللبناني هو أهلنا وأولادنا وتاج رأسنا»، شدد على أنه «لن نسمح لأحد بأن يوقع بيننا وبين الجيش، ولن نتورط في أي مواجهة معه».

وعن الحادثة، أوضح المقداد أن «أخي حسن (الذي اعتقله الجيش) كان يعمل على مصالحة شخصين مختلفين، وحصل سوء تفاهم، فألقى عناصر الجيش اللبناني القبض عليه حين وصلوا إلى المكان»، وأضاف «على الأثر، حاول البعض أن يصطاد في الماء العكر بهدف توريطنا في مشكلة مع الجيش، وقام أشخاص لا نعرفهم بإطلاق النار على القوة العسكرية»، مجددا تأكيده «إننا لن نسمح لأحد بأن يدخلنا في مشكلة مع الجيش، كما لن نغطي أحدا من الذين أطلقوا النار عليه».

تلاسن بين رئيس البرلمان العربي ورئيس مجلس الشعب السوري

«الدقباسي» لـ«اللحام»: نسيتم الله فأنساكم أنفسكم

القاهرة: صلاح جمعة

تبادل رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي، ورئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، التلاسن عبر تصريحات وتعليقات على بعضهما بعضا. وجاءت الحدة في استخدام الألفاظ بين الرجلين على خلفية تصريحات اللحام التي وصف فيها الدقباسي بـ«الجاهل»، في بيان له في إطار دفاعه عن النظام السوري.

ورد رئيس البرلمان العربي أمس مقتبسا من المتنبي قوله «وإذا أتتك مذمتي من ناقص.. فهي الشهادة لي بأني كامل». وأضاف الدقباسي، وهو كويتي الجنسية، أن كل ما جاء في تصريح رئيس مجلس الشعب السوري عار تماما عن الصحة، وأن الهدف منه هو إطالة أمد الأزمة السورية وإتاحة الوقت للنظام السوري لقتل المزيد من أبناء الشعب السوري.

وأشار الدقباسي إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته أمام الجمعية العامة، والتي قال فيها إن حصيلة القتلى من أبناء الشعب السوري وصلت إلى 20 ألف قتيل منذ مارس (آذار) من العام الماضي، لافتا كذلك إلى تصريحات الأخضر الإبراهيمي المبعوث الجديد للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية التي نوه فيها بصعوبة مهمته في سوريا، وبحجم الخسائر البشرية التي وصفها بالمذهلة، والكارثية.

وقال الدقباسي إن الوضع الكارثي في سوريا يؤكد أن رئيس مجلس الشعب السوري يعيش في غيبوبة كاملة، وأنه ونظامه قد انفصلا تماما عن الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري جراء عمليات القتل والتدمير المتصاعدة.

وفي معرض تعليقه على تأكيد رئيس البرلمان السوري أن سوريا كانت وستظل نموذجا يحتذى به في الوحدة الوطنية وفي الديمقراطية الوطنية وفي المقاومة القائمة، تساءل رئيس البرلمان العربي قائلا «عن أي وحدة وطنية يتحدث في الوقت الذي تتصاعد فيه أعمال القتل والتدمير والتهجير؟ وعن أي ديمقراطية يتحدث في الوقت الذي يشهد فيه النظام السوري انشقاق العديد من قياداته وانضمامهم إلى الجيش الوطني الحر؟ وعن أي سعي نحو المحبة والهرولة لمن يقترب من سوريا بما اتخذته جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي من تعليق لعضوية سوريا فيهما ومن تجميد البرلمان العربي لأنشطته في سوريا؟».

ووجه الدقباسي نصيحة إلى اللحام قائلا إن عليه أن يقرأ بعناية خطاب محمد مرسي رئيس مصر أمام مجلس جامعة الدول العربية على المستوي الوزاري قبل أيام. وكان مرسي دعا لرحيل النظام السوري فورا.

وأضاف الدقباسي «أقول لرئيس مجلس الشعب السوري: لقد نسيتم بغروركم واستعلائكم الله فأنساكم أنفسكم، ودستم على المطالب والحقوق الأساسية للشعب السوري وحقه أن يحيا بكرامة وإنسانية، وأقول لكم إن عجلة التغيير لن تتوقف، وإن التغيير الشامل قادم، وإن إرادة الشعب السوري ستنتصر بإذن الله على الطغاة الذين استبدوا وعاثوا في الأرض فسادا».

أسامة قاضي: الاقتصاد السوري دخل «غرفة الإنعاش» والاحتياطي أقل من مليارات دولار

النظام دخل مزاج «نيرون».. ولن يطول أكثر من 4 أشهر

نادية التركي: «الشرق الأوسط»

قال الدكتور أسامة قاضي، وهو مستشار اقتصادي وعضو المجلس الوطني السوري ورئيس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، إن الاقتصاد السوري دخل «غرفة الإنعاش» لأن النظام الحالي لم يكتف فقط بشل عجلة النمو الاقتصادي في كل القطاعات، بل دخل في مزاج «نيرون» وسياسة الأرض المحروقة، حيث بدأ بمسح قرى وأحياء ضخمة من المدن والأرياف، وهو ما أدى إلى هروب المنتج والمستهلك معا، فمن جهة هرب الصناعيون ورجال الأعمال، كما هرب ملايين الناس إلى خارج سوريا وداخلها سعيا للأمان، وفقد المستهلك السوري معظم ممتلكاته وثروته ودخله، وأتى التضخم الهائل الذي تراوح في بعض السلع لأكثر من بالمائة ليزيد من سوء المستوى المعيشي للمواطن السوري.

وأضاف قاضي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لقد عطل النظام السوري آليات العرض والطلب قبل الثورة بسبب الاحتكار والفساد وانتفاء أية سمة للرشادة الحكومية، وهاهو يعطلها مرة ثانية بتدمير السوية المعاشية للمواطن السوري وسحق وقتل معظمه وتنفير المنتجين الذي أدى لشح البضائع في السوق السورية خلال الثورة».

وأكد قائلا: «أقدر وجود أقل من مليار دولار احتياطي نقدي وما يتوافر من معلومات اقتصادية واستمرار استنزاف النظام عسكريا وأمنيا تؤكد علي أن عمر النظام لا يمكن أن يبقى أكثر من – أشهر كحد أقصى».

وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه الاقتصاد السوري في إسقاط النظام قال قاضي إنه «كلما زادت الضغوط الاقتصادية على الاقتصاد السوري وزادت تكلفة دعم العملة السورية تنخفض الموارد المتبقية لتغذية آلة الحرب الهمجية والشبيحة، وينفض عن النظام رجال الأعمال المحيطون به، ويفقدون الثقة أكثر وأكثر في إمكانية بقائه، ولكن النظام السوري تجاوز كل المحرمات ولم يعد مجديا إحراجه اقتصاديا بقدر ما يزعجه قطع المدد العسكري وتدمير مقدراته العسكرية، وإيقاف المدد العسكري من بعض الدول الداعمة، لأن رأس النظام لبس بزته العسكرية، ولم يعد للوسائل المدنية جدوى تذكر.. اللهم إلا التي تمس أدواته الدموية العسكرية».

وبخصوص الجهات الأجنبية التي تساعد النظام السوري على الصمود قال قاضي: «الأكيد أنه كانت هناك مبيعات روسية للسلاح بالدين للنظام السوري رغم أن روسيا عدلت عن البيع بالدين سابقا، ولكن مؤخرا رفضت طلبات قروض مادية وعسكرية للنظام السوري، استجابة للضغوط العالمية واقتناعهم بأن هذه الديون لن تتمكن سوريا من الوفاء بها بسبب الوضع المهتز للنظام وشعورهم بقرب رحيله من جهة، ومن جهة أخرى صرح المجلس الوطني السوري أكثر من مرة، وآخرها في مؤتمر برلين الاقتصادي على لسان رئيسه الدكتور عبد الباسط سيدا، بأنه غير ملزم بدفع ثمن توريدات عسكرية أو ديون للنظام بعد الثورة».

وأضاف في تصريحاته التي تلقتها «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني «أما ما يتعلق بإيران فكثير من الخبراء، وأنا منهم، يشكك بالدعم المادي للنظام، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الخانق لإيران وارتفاع معدلات التضخم والبطالة فيها، وقد وجهت شخصيات كبيرة بما فيها وزراء سابقون إيرانيون الأسبوع الماضي رسالة، وهي ليست الأولى لخامنئي يحذرون من سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسات المتبعة لمعالجتها، فإيران ربما ترسل جنودا في الحرس الثوري وخبراء أمنيين وعسكريين وربما بعضا من أسلحة لكن كل هذا لا ينهض باقتصاد سوريا ولا يؤخر انهيارا اقتصاديا محتوما مشلولة كل مفاصله، وفي ظل نظام احتل قبل الثورة المرتبة الـ بين الدول الفاشلة من أصل دولة، وأما الآن فواضح أنه ينافس على المرتبة الأولي في الفشل مع الصومال».

وحول الفرق بين مؤتمر برلين الذي عقد بداية الأسبوع وبين المؤتمر الذي انعقد قبل نحو ثلاثة أشهر قال القاضي: «لقد كان المؤتمر الأول لكبار مسؤولي أصدقاء سوريا المعنية بإعادة بناء وتنمية الاقتصاد السوري في أبوظبي مايو (أيار) بمثابة لقاء تأسيسي للمجموعات الأربعة بما فيها مجموعة الإجراءات الإسعافية للاقتصاد في الـ يوم الأولي والمجموعة الثانية فيما يخص التنسيق مع الدول المانحة، والمجموعة الثالثة رسم السياسات والإصلاحات الاقتصادية والرابعة دور رجال الأعمال، وكذلك لتأسيس الأمانة العامة لمجموعة العمل الاقتصادية في برلين، وخلال الأشهر الثلاث حتى انعقاد مؤتمر برلين انعقدت 6 ورش عمل مع خبراء سوريين ودوليين فيما يخص الرؤية الاقتصادية لسوريا الجديدة وورشة عمل لدراسة ما تحتاجه سوريا في الأشهر الستة الأولي لسقوط النظام وورشة عمل تخص السياسات والإصلاحات الاقتصادية، وورشة عمل حول انخراط رجال الأعمال في بناء سوريا».

موضحا أن اللقاء الثاني في برلين سبتمبر (أيلول) يعتبر «الاجتماع الأكثر عملية ليتم تدارس ومتابعة ما تم إنجازه، وتم تداول مواضيع مهمة من مثل طلب الإفصاح عن حجم الأموال المجمدة للنظام لدى دول أصدقاء الشعب السوري، واستكمال الدراسات الخاصة بخارطة طريق اقتصادية لسوريا فور سقوط النظام، والإقرار بضرورة بمشروع مارشال لسوريا، والتأكيد على ضرورة عقد اجتماع للدول المانحة في غضون أيام من سقوط النظام، وتقرر استكمال المعلومات والخطط والبيانات التي استعرضتها الورش التي عقدت مابين اللقاءين».

وحول أهمية هذه اللقاءات الدورية قال قاضي إنهم يتوقعون أنها «تستحث دول العالم على الاهتمام بالقضية السورية اقتصاديا، وتبقي دول العالم في حال استعداد دائم قبيل سقوط النظام، وتؤكد على أن العالم تجاوز النظام الحالي وأن سوريا القادمة مقبلة على ازدهار اقتصادي بحول الله، وأن سوريا تجهز يوما بعد يوم بشكل أكبر لمرحلة ما بعد سقوط النظام، وذلك سيثني عددا أكبر من رجال الأعمال عن الالتفاف حول حصان خاسر».

تركيا تشكو من التخلي عنها على جبهتها الحدودية مع سوريا

الأتراك يريدون من الولايات المتحدة ودول أخرى إقامة مناطق آمنة عبر فرض منطقة حظر جوي داخل سوريا

أنطاكية (تركيا): كارين بروليارد*

قادت تركيا، التي تعد من القوى الصاعدة في العالم الإسلامي، الحملة الدولية لإسقاط نظام الأسد في دولة الجوار سوريا. ومع استمرار القتال تشكو تركيا من تخلي الولايات المتحدة ودول أخرى عنها على جبهة صراع ينزف دمًا على حدودها. وفي ظل عدم الاستجابة لمطالباتها بمكان دولي للاجئين في سوريا، تتجه تركيا نحو إيواء عدد من السوريين المتدفقين على حدودها يصل إلى نحو 80 ألفا. أما في الشرق، فيكثف المسلحون الأكراد، الذين ترى تركيا أنهم يحظون بدعم سوري، القيام بعمليات مهلكة. وفي هذه المنطقة الحدودية التي تعج بالعلويين وبها استراحة ومركز لتزويد الثوار السوريين الذين أكثرهم من السنة بالإمدادات، يتزايد القلق من أن يؤثر الصراع الطائفي السوري المتنامي على تركيا.

ويدعم مسؤولون أتراك السياسة تجاه سوريا، ولم تمثل المشاكل تهديدا كبيرا لحكومة رجب طيب أردوغان ذات الطابع الإسلامي المعتدل أو شعبية تركيا في المنطقة التي تهتم الدولة التركية بها كثيرا. ورغم ذلك، في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات رأي إلى تراجع الدعم الشعبي لموقف الحكومة، ترى تركيا أن لديها مساحة محدودة للتحكم في انهيار لم تتوقعه عندما انقلبت ضد الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي على حد قول محللين. ويقول غوكون باجيك، مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية للشرق الأوسط بجامعة زيرف «تدرك أنقرة حاليا أنها ليست لديها قدرة على إعادة ترتيب الوضع ليس في المنطقة فحسب بل في سوريا أيضا. لذا فإن أنقرة بحاجة ماسة إلى دعم أميركي لن يأتي». وعندما زار وفد أميركي تركيا نهاية الشهر الماضي، طرح الأتراك مرة أخرى المسألة التي عرضوها قبلها بأسبوعين على وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون. وقال مسؤول رفيع المستوى إنهم كانوا مضغوطين بسبب تدفق السوريين، ويريدون من الولايات المتحدة ودول أخرى إقامة مناطق آمنة لهم من خلال فرض منطقة حظر جوي داخل سوريا. وحذر الأتراك أن الحد الأقصى لاستيعاب اللاجئين السوريين في تركيا هو مائة ألف.

وقالت كلينتون، التي فوجئت بالتوسلات التركية العاطفية، إن فرض منطقة حظر جوي يتطلب تدخلا خارجيا كبيرا، وإن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هذا سيكون مفيدا، بحسب قول المسؤول الذي رفض ذكر اسمه لمناقشته أمورا حساسة. وبدلا من تبديد مخاوف تركيا وقلقها، دعت كلينتون إلى إجراء المزيد من النقاشات الثنائية، وإلى إنشاء لجنة للعمليات والإدارة لإتاحة التنسيق بين الحكومتين في ما يتعلق بالتعامل مع الأزمة. ويعد موقف تركيا الحالي تجاه الأسد تحولا كاملا عن موقفها في الماضي، فقبل الثورة كانت سوريا هي محور السياسة الخارجية التركية التي تقوم على العمل على عدم خلق مشاكل مع دول الجوار، وكانت العلاقات التجارية مزدهرة والتنقل بين البلدين متاحا بسهولة. أما الآن فتستضيف تركيا المجلس الوطني السوري المعارض، وهي بمثابة ملجأ آمن للجيش السوري الحر والمئات من الجنود السوريين المنشقين. ووصف أردوغان سوريا يوم الأربعاء بـ«الدولة الإرهابية». وعزز هذا الموقف من مصداقية تركيا في العالم العربي، لكنه زاد من تعقيد علاقاتها بإيران وروسيا اللتين تدعمان الأسد.

وأقامت تركيا 11 معسكرا للاجئين على طول الحدود، وتقيم المزيد لاستقبال الوافدين الجدد، الذي يفدون بمعدل 4 آلاف لاجئ يوميا على حد تصريح الحكومة. وتكدس الآلاف في مدارس حكومية ومساكن الطلبة، ويتلقى المئات من السوريين العلاج في مستشفيات تركية. وغيرت تركيا موقفها في بيان أخير لها، حيث أكدت أنه عند وصول عدد اللاجئين إلى مائة ألف ستتوقف عن استقبال المزيد. ومع ذلك، أشار وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الذي يواجه انتقادا متزايدا في الداخل، الأسبوع الماضي إلى ندم الحكومة على اتباع سياسة الانفتاح. وقال أمام الأمم المتحدة «هناك شعور متنام في تركيا بأننا نشجع المجتمع الدولي على السلبية واللامبالاة من خلال تقديم هذه التضحية والتعامل وحدنا مع قضية كبيرة».

وتتفاقم أزمة اللاجئين مع هيمنة المعارك حامية الوطيس بين قوات الأمن وحزب العمال الكردستاني، الذي أعلن تمرده على الدولة منذ 28 عاما، في مرتفعات المنطقة الجنوبية الشرقية، على عناوين الصحف التركية. ويتهم مسؤولون أتراك سوريا بدعم حرب الشوارع وأفراد من حزب العمال الكردستاني في المناطق التي تقع شمال شرقي سوريا على طول الحدود التركية. وحمّل المسؤولون الأتراك الشهر الماضي حزب العمال الكردستاني مسؤولية تفجير أسفر عن مقتل تسعة مدنيين في مدينة غازي عنتاب.

وتشعر تركيا بوجه خاص بالقلق من سقوط صواريخ سورية في أيدي حزب العمال الكردستاني مما يمكنه من الهجوم على المروحيات التي تعتمد عليها تركيا في القتال مع أفراده على حد قول باجيك. ورغم إدانة تركيا للأسد، والقلق من استمرار فراغ السلطة في سوريا، والمطالبات بتدخل دولي، يقول مسؤولون ومحللون إن الدولة غير مستعدة لنشر قواتها بشكل فردي لمواجهة الأسد أو تأمين منطقة للاجئين. وهناك معارضة شعبية كبيرة في تركيا للقيام بعمل عسكري، ويقول محللون إن تركيا قلقة من المخاطرة بشعبيتها في منطقة لا يزال الإرث العثماني حاضرا بقوة فيها. والجيش التركي غير مستعد لحرب طائفية ربما تكون ممتدة على شاكلة الحرب العراقية على حد قول هنري باركي، الخبير التركي بجامعة ليهاي في بنسلفانيا.

وقال باركي «إنهم يدركون أن هذا مثل صندوق بندورة لا تدري ماذا سيحدث إذا فتحته». وأوضح باركي أن الحدود التركية السورية التي يبلغ طولها 566 ميلا تجعل انتصار تركيا في الصراع منذ البداية أمرا مستحيلا. واستغل المعلقون الأتراك والساسة من المعارضة القضية باعتبارها فشلا في السياسات. وقال بعض المحللين والمسؤولين الأميركيين إن تركيا زادت من معاناتها من خلال وضع قيود على تدخل الأمم المتحدة في المعسكرات والسماح للثوار واللاجئين السنة بالتركز في محافظة هاتاي التي تضم عددا كبيرا من العلويين. وكتب سامح إيديز، محلل السياسة الخارجية، في صحيفة «حرييت ديلي نيوز» الصادرة باللغة الإنجليزية «تواجه الحكومة أزمة لا حل لها، وناسا في الداخل يتزايد عدم ارتياحهم تجاه هذا الوضع. إذا لم تكن هذه نكبة، فما هي النكبة إذن؟».

هذا الشعور بعدم الارتياح واضح أيما وضوح في أنطاكية، التي تبعد أقل من ساعة عن المنطقة الحدودية. الكثير من سكان هذه المدينة ذات الطبيعة الخلابة حول محافظة هاتاي من طائفة العلويين التي تهيمن على الحكم في سوريا. الجدير بالذكر أن أغلبية السكان في سوريا وتركيا من المسلمين السنة. وكانت أنطاكية وجهة للتسوق بالنسبة للسوريين، لكن منذ اندلاع الثورة أصبحت مركزا للاجئين والثوار السوريين بمن فيهم رجال ذوو لحى كثة يوجدون في مدينة يعد ارتداء الفساتين الصيفية والشورتات فيها أمرا شائعا. وتراجعت حركة التجارة على الحدود، وارتفعت أسعار الشقق بشكل كبير.

ولا يزال دعم الأسد قويا هنا، ويتزايد القلق من أن يكون سبب دعم أردوغان للثورة السورية هو تقوية النفوذ السني في المنطقة. وقد أذكى حزب المعارضة الرئيسي في تركيا هذه المخاوف، حيث اتهم الحكومة بتدريب الإسلاميين المتشددين في معسكر قريب للمنشقين. ونفت الحكومة هذا الأمر، وقالت إنها لم تسلح الثوار.

وقال رفيق إريلماز، أحد نواب المعارضة في البرلمان عن هاتاي، التي تضم خمسة معسكرات للاجئين «إنهم يعملون على تشكيل بعض الفرق الجديدة من المقاتلين الدينيين. ما الذي يضمن ألا ينقلب هؤلاء المقاتلون على تركيا في يوم من الأيام؟».

وقال إسماعيل كيميجي، رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في هاتاي، إن المنتقدين يبالغون في تصوير وجود المقاتلين في أنطاكية. ويرى أن هذه المخاوف ليست سوى جلبة هدفها إثارة الفرقة. وقال كيميجي «يطالب السوريون بدولة جديدة حرة». وقال عن السوريين في هاتاي «لا ندري إلى أي ديانة ينتمون، لكن السياسة التركية تقوم على مساعدة الجميع». مع ذلك تزداد التوترات سوءا. وشكا سكان أنطاكية خلال مقابلات من عدم دفع الثوار السوريين الحساب في المطاعم أو سرقتهم للحلي من النساء رغم أن هذا لم يحدث لأحد منهم. واعترض عدة آلاف من الناس نهاية الأسبوع الماضي على مشاركة تركيا في ما وُصف بالمخطط الإمبريالي ضد سوريا. ورأى البعض ضرورة مغادرة كل الثوار لتركيا.

ويقول السوريون، الذين يتم إجراء مقابلات معهم، إنهم عادة ما يشعرون بترحاب الناس بهم، لكنهم يدركون أن هذا ربما يقل بالتدريج. وقال البعض في منزل آمن للثوار في ريهانلي، حيث لا يوجد سوى القليل من العلويين، إن الأتراك يمدونهم بالموارد ويشدون من أزرهم. وقال قائد للثوار قدم نفسه باسم مستعار هو أبو هاشم «نحن نقوم بما في وسعنا للالتزام بالقوانين في دول غريبة». مع ذلك يرى أن الجدل ينبغي أن يدفع تركيا إلى الإسراع بإنهاء الحرب. وأضاف «من الأفضل للحكومة التركية أن تزودنا بالأسلحة. وبذلك يضعون حدا لهذا الهرج الحادث هنا».

* شاركت كارين دي يونغ في إعداد هذا التقرير من واشنطن

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

أوروبا تشدد العقوبات على دمشق

كلينتون: لا اتفاق مع روسيا بشأن سوريا

                                            طرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقييما متشائما لاحتمال التوصل لاتفاق مع روسيا بشأن كيفية معالجة الأزمة السورية، وقالت إن محادثاتها مع الزعماء الروس لم تحقق تقدما يذكر وإن الخلافات قد تستمر. وأشارت إلى أنها أبلغت موسكو أن عرض مشروع قرار جديدا في مجلس الأمن بشأن سوريا سيكون من دون معنى إذا كان “غير ملزم”. وفي تطور متصل اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على فرض مزيد من العقوبات على دمشق, وحثوا المعارضة على الوحدة.

وبعد محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في فلاديفستوك بروسيا اليوم، قالت كلينتون “علينا أن نكون واقعيين لم نر اتفاقا بشأن سوريا، ربما يستمر هذا”.

وأضافت “لا معنى لاعتماد قرار غير ملزم لأننا رأينا تكرارا أن (الرئيس بشار) الأسد سيتجاهله وسيواصل مهاجمة شعبه”.

وأوضحت الوزيرة الأميركية رغم ذلك أنها ترغب في العمل مع موسكو على مشروع قرار جديد حول سوريا، لكنها حذرت من أن الولايات المتحدة ستزيد من الضغوط للحصول على دعم من أجل تغيير نظام بشار الأسد إذا لم يؤد الإجراء إلى نتائج، كما ستواصل العمل مع الدول التي تماثل واشنطن في التفكير لدعم المعارضة السورية في نضالها ضد الأسد.

موقف روسي

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن بلاده ستسعى إلى عقد اجتماع وزاري في مجلس الأمن قبل نهاية هذا الشهر لبحث أزمة سوريا, منتقدا سياسة العقوبات الغربية تجاه سوريا وإيران.

وكانت روسيا والصين قد استخدمتا منذ الخريف الماضي حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات ضد مشاريع قرارات غربية تدين القمع في سوريا وتهدد بفرض عقوبات على نظام الأسد.

وقال لافروف عقب اجتماعه بنظيرته الأميركية في فلاديفستوك بأقصى الشرق الروسي، إن روسيا ستدعو إلى أن يصادق مجلس الأمن على اتفاق جنيف الذي توصلت إليه مجموعة العمل بشأن سوريا (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية) يوم 30 يونيو/حزيران بشأن مبادئ انتقال سياسي بسوريا لا تتضمن تنحي الأسد.

تشديد العقوبات

تأتي هذه التطورات في وقت اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في قبرص أمس على فرض مزيد من العقوبات على دمشق, وحثوا المعارضة السورية على الوحدة.

وتحدثت وزيرة الخارجية القبرصية إيراتو كوزاكو ماركوليس عن توافق على تشديد العقوبات التي تستهدف نظام الرئيس السوري بشار الأسد عقب اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الدول السبع والعشرين الأعضاء.

وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض على مراحل سلسلة من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على سوريا.

وتشمل العقوبات صادرات السلاح, واستيراد النفط, وتجارة المعادن النفيسة, والسلع الترفيهية, وإمدادات الأوراق النقدية, وهبوط الطائرات السورية في المطارات الأوروبية. كما تشمل حظر سفر على مسؤولي النظام السوري, وتجميد أصول 155 شخصا و53 كيانا يشتبه في أن لهم دورا أساسيا في حملات القمع.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه يتعين تشديد العقوبات على عُصبة الرئيس الأسد، في إشارة إلى الدائرة الضيقة حوله.

وأضاف أن مكتب الممثلة السامية للعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون سيفصل العقوبات الجديدة، ويفترض أن تكون الحزمة الجديدة من العقوبات جاهزة مطلع الشهر القادم وفقا لمصادر أوروبية.

في غضون ذلك يجري المبعوث العربي والأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي محادثات في القاهرة مع مسؤولي الجامعة العربية بشأن الأزمة السورية قبيل زيارة دمشق لبدء مهمته. وقال أحمد فوزي -المتحدث باسم الإبراهيمي- إن المبعوث الأممي والعربي الذي تولى مهامه رسميا في مطلع سبتمبر/أيلول يعمل حاليا على وضع التفاصيل النهائية لمهمته في سوريا.

178 قتيلا في سوريا وإعدامات ميدانية

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 178 شخصا قتلوا في سوريا السبت نحو نصفهم في حلب التي شهدت إعدامات ميدانية بأيدي قوات النظام، في وقت كثفت فيه تلك القوات قصفها لأحياء في دمشق وريفها. من جهة أخرى أعلن ناشطون فلسطينيون تشكيل كتيبة أحرار فلسطين في سوريا.

وقد سقط العدد الأكبر من القتلى في حلب بقصف للجيش النظامي على المدينة استهدف مستشفى ميدانيا في حي الحلوانية، وآخر استهدف حي الشعار. وأشار ناشطون سوريون إلى أن عدد القتلى في حلب قد يكون أكبر من ذلك بكثير.

كما نفذت قوات النظام إعدامات ميدانية في منطقة الأعظمية بحلب وذلك بعد سيطرة الجيش السوري الحر على ثكنة هنانو، وقال ناشطون إنهم عثروا على 17 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي جادة الخندق كما تجدد القصف المدفعي والجوي على أحياء الحلوانية وطريق الباب وبستان القصر ومساكن هنانو والشعار.

وقال ناشطون إن قسما من مدينة حلب انقطعت عنه مياه الشرب بعد أن قصفت طائرات حربية أنبوبا رئيسيا للتوزيع في حي بستان الباشا بشمال المدينة.

قصف ومواجهات

وفي دمشق قال ناشطون إن اشتباكات جرت بين مقاتلي الجيش الحر وجيش النظام في حيي القدم والقابون كما تجدد القصف المدفعي على أحياء الحجر الأسود وبساتين كفرسوسة والتضامن والعسالي ومخيم اليرموك.

وقال ناشطون في المعارضة إن قوات الحكومة السورية اقتحمت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وداهمت مستشفى بالمخيم السبت بعد هجوم بالمدفعية استمر أربعة أيام على الضاحية الواقعة في جنوب دمشق التي يختبئ فيها معارضون.

أما في ريف دمشق فقصفت قوات النظام مدن وبلدات حرستا وحجيرة البلد والزبداني وعرطوز والسيدة زينب كما قصف الطيران المروحي بلدة النشابية واقتحم جيش النظام بالدبابات بلدات عقربا وبيت سحم وببيلا وسط إطلاق نار كثيف وشن عمليات دهم واعتقال.

وأفاد مراسل الجزيرة في إدلب بأن قتلى وجرحى سقطوا جراء قصف جوي مكثف نفذته طائرات الجيش السوري النظامي على بلدة أبو الظهور في إدلب، حيث يحاصر الثوار المطار العسكري فيها ويدكون مدرجه مما منع النظام من استخدامه.

وقالت شبكة شام إن القصف المروحي تجدد على مدن البوكمال والشحيل والموحسن في محافظة دير الزور، وفي ريف درعا تجدد القصف المدفعي على مدن وبلدات بصرى الشام ووادي اليرموك وقرى اللجاة وبلدة حيط واليادودة وجرى إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة في مدينة الحراك.

وفي حمص تجدد القصف المدفعي العنيف على الأحياء المحاصرة وتركز القصف على أحياء جورة الشياح وباتجاه جوبر والسلطانية، وفي ريف المدينة تجدد القصف المدفعي على مدن قلعة الحصن والحولة والرستن كما قصف الطيران المروحي مدينة القصير.

كتيبة فلسطينية

من جهة أخرى شكل عدد من الناشطين الفلسطينيين في سوريا كتيبة أحرار فلسطين التي تضم مجموعاتٍ تابعة لمختلف المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان. وقال قائد الكتيبة في بيان مصور إن تشكيل الكتيبة جاء ردا على ما سماه المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق المدنيين.

على صعيد آخر وصف الدكتور جاك بيراس -أحد مؤسسي أطباء بلا حدود، الذي كان في مدينة حلب قبل أيام- الوضع هناك بأنه مروع.

وقال في مقابلة مع الجزيرة من العاصمة الفرنسية باريس إن الخسائر بين صفوف المواطنين كبيرة جدا جراء سقوط القنابل وانفجارها مما يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة.

وأضاف أن عدد المصابين يوميا يتراوح بين 25 و45 بعضهم يموت في المستشفى، معتبرا أن الوضع يمثل مذبحة.

 

 ثوار شمال حلب يبدؤون تشكيل “دولتهم”

                                            أحمد نور-الحدود السورية التركية

على بعد 50 كلم من ساحة المعركة الدائرة في مدينة حلب، تبدو الصورة مختلفة تماما عند معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية، إذ تغيب كل مظاهر السلطة التي قبض بها النظام السوري على المنطقة منذ عقود.

وفي المقابل يرفع الثوار علم الاستقلال السوري بمقابل العلم التركي في ندية معلنة، ويوزعون فيما بينهم المهام العسكرية والأمنية والمدنية ليثبتوا قدرتهم على القيام بأعباء الحكومة في حال نجاحهم في إسقاط النظام.

فما إن تخطينا الحاجز التركي حتى استوقفنا رجال الجيش الحر المسلحون، ثم قام شاب في مقتبل العمر بوضع الأختام على جوازاتنا وإدخال البيانات على الحاسوب، ليستقبلنا الناطق باسم لواء عاصفة الشمال محمد نور ويستعرض معنا المكاتب التي غنمها الثوار من قوات النظام ووظفوها في إدارة نظامهم الناشئ.

سيطرة وتنظيم

يقول نور إن القصة بدأت في مطلع يوليو/تموز الماضي عندما قرر اللواء التابع للجيش الحر محاصرة المجمع الأمني الكبير في بلدة إعزاز بريف حلب إضافة إلى عدد من الكتائب العسكرية.

ويضيف أن الحصار استمر ستة عشر يوما لينتهي بانشقاق عدد كبير من الجنود وانسحاب البقية، وبعد أسبوع تراجعت كل كتائب الجيش النظامي إلى مطار منغ العسكري المحصن، وأعلن الثوار سيطرتهم على بلدة إعزاز ومعبر باب السلامة وكامل الجزء الشمالي من محافظة حلب.

ويشير نور إلى أن أول ما قام به الثوار هو إعادة تشغيل المخابز التي تعطلت بسبب القصف، ثم أعطوا الأمان لموظفي مديريات الماء والكهرباء -الذين كانوا متعاطفين مع النظام- ليعودوا إلى وظائفهم، وبدؤوا بتشكيل خمس كتائب لإدارة شؤون المنطقة، ثلاث منها عسكرية، وأخرى مكونة من رجال الشرطة وحرس الحدود المنشقين، إلى جانب كتيبة طبية وأخرى إغاثية.

وخلال جولتنا في المعبر، استوقفنا مشهد عدد من الشباب العاملين في تنظيف الشوارع، وآخرون يقومون بطلاء الأرصفة، في حين يتعاون فريق آخر مع منظمات إغاثية تركية لملء أوعية ضخمة من الطعام وتوزيعها على اللاجئين.

عسكري ومدني

ومن جهته، لا يرى قائد لواء عاصفة الشمال النقيب أحمد غزالة أي تداخل في المهام العسكرية والأمنية، إذ يقول في حديثه للجزيرة نت إن ظروف المعركة تستدعي تكامل الجانبين قياسا إلى حالة الطوارئ، مؤكدا أن الجناح العسكري في اللواء يخضع للسياسي.

وحول ما يقال عن سيطرة جنود المنطقة وحدهم على المعبر الحدودي من بين تشكيلات أخرى في الجيش الحر، يؤكد غزالة أن لواء عاصفة الشمال ليس مقتصرا على جنود منطقة إعزاز بل يشمل كل المنشقين والمتطوعين من الشمال الحلبي، مشيرا إلى أن زملاءه لم يترددوا في تنصيبه قائدا على الرغم من كونه منشقا من محافظة درعا الجنوبية.

ويضيف أن ما يجنيه اللواء من رسوم جمركية وضرائب على الخروج يتم تحويلها بالكامل لأعمال الإغاثة، مؤكدا أنها لم تُفرض إلا بعد نزوح نحو ستة آلاف لاجئ إلى المعبر وإقامتهم فيه بانتظار سماح السلطات التركية بإيوائهم في ملاجئها المكتظة.

أما عن مشكلات التهريب، فيقول إن اللواء شكل دوريات خاصة لملاحقة المهربين الذين يستغلون ارتفاع أسعار المواشي في تركيا لبيعها هناك بضعف سعرها في سوريا، في حين يعاني السوريون من قلة الموارد.

ويؤكد لنا أن اللواء يضم لجانا شرعية وقضائية، وأنها تقيم محاكمات مستوفية للشروط القانونية في حق المدانين بأحكام جنائية قبل سجنهم.

وقبل اختتام حوارنا مع النقيب غزالة -وهو ابن عم رئيس الأمن السياسي في النظام السوري رستم غزالة- نتساءل عن إمكانية نجاح الثوار في الإمساك بزمام الأمور مدنيا وعسكريا في حال إسقاط النظام، فيقول إن الأخطاء أمر وارد في طور البناء وخصوصا مع تزايد الأعباء، مضيفا “نرجو ألا تصدقوا كل ما يقال عنا من شائعات، فنحن جزء من الشعب السوري ولسنا ممثلين عنه من الخارج”.

14 قتيلا في مناطق سورية مختلفة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن مقتل 14 شخصا الأحد في مدن مختلفة، وسمعت أصوات قصف عنيف من فرع الدوريات التابع للقوات الحكومية في العاصمة دمشق.

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش النظامي قصف صباح الأحد بلدات عدة، في محاولة لدفع المعارضين المسلحين إلى الانسحاب منها.

وشهدت مدينة درعا إطلاق نار كثيف وتحركات عسكرية صاحبها انتشار أمني وحملات تفتيش واعتقالات.

أما في دير الزور فقد تم استهداف المشفى الميداني بطائرات حربية، حلقت بشكل مكثف في سماء المدينة.

وفي مدينة حلب أسقطت الطائرات الحربية السورية براميل متفجرة على روضة مساكن هنانو فأدت إلى انهيار أحد المبانى السكنية بشكل كامل.

وأصاب القصف حي الميدان، ما أدى إلى تدمير عدد من المساكن. حسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد في بياناته على ناشطين وشهود عيان على الأرض.

وعلى الساحل السوري شهدت مدينة اللاذقية إطلاق نار كثيف بالقرب من مجمع المدارس وسط حالة ذعر ببين الأهالي.

وقصف الجيش السوري قرى خربة غوالة ومنطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب) بينما سمع إطلاق نار في أنخل.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب) “تعرضت قرى وبلدات كفر تخاريم وبنش وطعوم للقصف من قبل القوات النظامية”، حسبما أضاف المرصد.

وتابع أن “3 أشخاص قتلوا في مدينة دير الزور (شرق) أحدهم برصاص قناص حاجز الجورة و2 جراء القصف على حي الحميدية بينما تعرض حي الجبيلة والشارع العام لقصف من قبل القوات النظامية”.

وقال المرصد إن أكثر من 150 شخصا معظمهم من المدنيين قتلوا السبت في أعمال العنف في سوريا التي تشهد حركة احتجاجية على حكم الرئيس بشار الأسد منذ عام ونصف تقريبا.

كلينتون.. خلافات مع موسكو بشأن سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن عرض مشروع قرار جديد بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي سيكون دون معنى إذا كان “غير ملزم” لأن الرئيس السوري بشار الأسد سيتجاهله.

وقالت كلينتون خلال زيارتها إلى روسيا إنها ترغب في العمل مع موسكو على مشروع قرار جديد يتعلق بسوريا، لكنها حذرت من أن الولايات المتحدة ستزيد من الضغوط للحصول على دعم من أجل تغيير نظام الأسد في حال لم يؤد الإجراء إلى نتائج.

وقالت كلينتون للصحفيين في ختام قمة دول آسيا-المحيط الهادىء (أبيك): “لا معنى لاعتماد قرار غير ملزم، لأن الأسد سيتجاهله وسيواصل مهاجمة شعبه”، حسب ما أفادت وكالة أنباء فرانس برس.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن السبت بعد محادثاته مع كلينتون أنه يأمل في الحصول على دعم من مجلس الأمن الدولي لخطة السلام التي تم الاتفاق عليها بجنيف في يونيو الماضي، والتي تدعو إلى وقف إطلاق النار وانتقال سياسي.

وتابعت كلينتون: “سأواصل العمل مع وزير الخارجية لافروف لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إعادة النظر في فكرة أن نورد خطة الانتقال في سوريا التي وافقنا عليها في جنيف ضمن مشروع قرار في مجلس الأمن”.

 وأضافت: “لكن كما شددت مع وزير الخارجية لافروف، فإن المشروع سيكون فعالا فقط إذا تضمن عواقب في حال عدم الالتزام به”.

وعبرت كلينتون عن أملها في إحراز تقدم، لكنها أقرت بوجود خلافات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا.

وقالت: “إذا استمرت هذه الخلافات، فسنعمل حينئذ مع الدول التي نتفق معها في المواقف على دعم المعارضة السورية من أجل تسريع سقوط نظام الأسد، والمساعدة في تحضير سوريا لمستقبل ديمقراطي ومساعدتها على النهوض مجددا”.

الإبراهيمي يبحث الأزمة السورية بالقاهرة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يصل الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص المشترك إلى سوريا الأحد إلى القاهرة، حيث يجري محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمندوبين الدائمين في الجامعة.

وينوي الإبراهيمي زيارة دمشق، لكن دبلوماسيين في الأمم المتحدة أشاروا إلى أنه يريد التأكد من أنه سيحظى باستقبال من قبل الرئيس السوري بشار الأسد قبل التوجه إلى سوريا.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت الجمعة تعيين الكندي من أصل مغربي المختار لماني لإدارة مكتب الإبراهيمي في دمشق.

على صعيد آخر دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ختام اجتماع تشاوري مع نظرائه الأوروبيين في قبرص إلى تشديد العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

كما قال فابيوس إن بلاده تعمل من أجل تنظيم المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

ومن جانبها حثت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون المعارضة السورية على تشكيل جبهة موحدة ضد النظام.

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي اتفق على فرض مزيد من العقوبات على نظام الأسد.

ومن جانبه دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله المجتمع الدولي إلى توحيد موقفه بشأن الأزمة السورية، مشددا على ضرورة عزل دمشق من أجل تحريك الأمور.. على حد قوله.

طلاس يلتقي ضباطا منشقين بالأردن

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” في الأردن أن العميد المنشق عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مناف طلاس، وصل السبت إلى الأردن والتقى اللواء السوري المنشق محمد حسين الحاج حسن الذي أعلن عن تشكيل الجيش الوطني السوري قبل أيام.

والتقى طلاس كبار الضباط المنشقين الذي لجأوا إلى الأردن، ومنهم رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي السابق يعرب الشرع، وذلك “لإيجاد صيغة لتوحيد أطياف المعارضة في الداخل والخارج”.

وكان مناف طلاس نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، انشق عن النظام في 26 يوليو الماضي.

ويعد طلاس أحد أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف مارس 2011.

أما الشرع، ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، فقد انشق في مطلع أغسطس الماضي.

كارثة إنسانية في حلب تهدد حياة 3 ملايين سوري

سيول تغرق شوارع المدينة بعد استهداف قوات النظام أنبوب المياه الرئيسي

العربية.نت

وجّه أهالي مدينة حلب نداء استغاثة محذرين من كارثة إنسانية بعد استهداف قوات النظام أنبوب المياه الرئيسي في المدينة، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، أمس الأحد.

وقال الأهالي إن السيول الناجمة عن تدمير مصدر المياه الرئيسي باتت تغطي أحياء حلب وتغرق العديد من الشوارع والمحال، وهو ما يهدد – وفق النداء – حياة 3 ملايين شخص على الأقل داخل المدينة.

وبدا في لقطات فيديو عناصر الجيش السوري الحر وهم يحاولون إنقاذ ومساعدة الأهالي المتضررين.

وتشهد مدينة حلب معارك شرسة بين الجيش السوري والجيش السوري الحر، ولم تتراجع حدة الاشتباكات بعد استيلاء الجيش الحر، ليل الجمعة، على ثكنة “هنانو” بالمدينة وإطلاق سراح من تحتجزهم قوات الأسد فيها واعتقال جنود حكوميين.

ومن جانبها، تواصل قوات النظام قصف كافة مناطق حلب بكثافة مستخدمة كافة أنواع الأسلحة.

مصطفى الشيخ: 4 أشهر تفصلنا عن سقوط نظام الأسد

اتهم المجلس الوطني بالتقصير في دعم اللاجئين وقال إن مكانهم داخل سوريا وليس في اسطنبول

العربية.نت

توقع قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، العميد الركن مصطفى الشيخ، سقوط نظام بشار الأسد خلال أربعة أشهر على أقصى تقدير، في ظل الضربات المؤلمة التي يتلقاها وفي ظل انهيار معنويات الجيش النظامي.

وانتقد العميد الركن مصطفى الشيخ في حوار صريح جداً على قناة “العربية” المجلس الوطني السوري في الخارج عدم تقديم الدعم اللازم للاجئين السوريين في الداخل، داعياً إياهم للتواجد داخل التراب السوري وليس في اسطنبول، على حد قوله.

ورداً على سؤال يخص أسباب عدم توحد كتائب الجيش الحر لحد الآن، أوضح العميد الركن قائلاً “ما يبدو للوهلة الأولى بأن المعارضة العسكرية كجيش حر هي منقسمة إلى حد ما، وفي الخارج هناك بعض الخلافات بسبب تدخل السياسيين إلى حد كبير وتداخل الأجندات الخارجية، ظناً منهم بأن هذا التدخل سينعكس على الداخل السوري، والجميع بالمناسبة راهن على انقسام المعارضة، ولكن في الداخل هنا كلنا موحدون بحمد الله”.

وأضاف العميد الركن مصطفى الشيخ “رغم وجود تسميات عدة للكتائب لكنهم كلهم يشكلون الجيش الحر، وكلهم منضبطون خصوصاً بعد سنة ونصف من عمر الثورة، والأمور تزداد تنظيماً وصلابة، وهذا شيء مطمئن لأن يكون العمل المسلح منظماً وفق رؤية وطنية”.

وكشف قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر أن “النظام حاول توريطنا في الطائفية، وهذا حقيقة أخطر ما نعاني منه نحن العسكريين والجيش السوري الحر، لكن كبار الضباط لديهم جهود حثيثة من دون كلل لتفويت الفرصة على هذا النظام الذي لوّث الفطرة ولوث عقلية المجتمع الدولي”.

جهات تتدخل لمنع توحيد صفوف الجيش

ورداً على سؤال حول هوية الجهات الخارجية التي تتدخل لمنع توحيد صفوف الجيش الحر، أوضح المتحدث بقوله “لا أريد أن أحرج المجتمع العربي والدولي في هذا المجال، إلا أن الصراحة هي أن المجتمع الدولي ترك الثورة لمدة سنة ونصف دون أن يتبنى قراراً سياساً ولا عسكرياً، وهذا موقف مؤلم للثورة السورية، خصوصاً أنه لا تتوفر لدينا أجهزة اتصال ولا يتوفر دعم حقيقي لحسم المعركة، وهذا تسبب في إضعاف الثورة”.

واعترف قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر بضرورة توحيد الصفوف مقابل الدعم، في ظل مخاوف وصول السلاح إلى أياد مجهولة أو متطرفة، وقال “نعم هذه طلبات مشروعة، لكن في الحقيقة شهد الجيش النظامي انشقاقات بالرتب العالية والمؤهلة أكاديمياً، ومنذ فترة كان هناك لقاء بين بعض الضباط وبإشراف بعض الدول المعنية، مثل فرنسا وتركيا، وهناك رعاية من دول الخليج لتوحيد الصفوف، ليصبح هذا الجسم جسماً عسكرياً مؤسساتياً، وطبعاً هذا التنظيم لا بد منه عاجلاً أم آجلا”.

قبل أن يضيف “لدينا مئات العسكريين برتب عالية (عقيد ولواء) قادرون على تنظيم العمل العسكري في الداخل والخارج، وإن شاء الله عن قريب نكشف عن هذه الجهود”.

وبالمناسبة كشف العميد الركن أنه على “أبعد تقدير ستظهر قيادة موحدة للجيش الحر خلال 10 أيام، وستضم كبار الضباط المنشقين، وقائد الجيش الحر كان حاضراً وهو يساهم بفعالية وروح وطنية، ويجب علينا أن نفهم قضية جوهرية، وهي أن هذا الجسم إذا لم يتم تنظيمه فهناك مشكلة في الداخل السوري وفي الخارج، وهو مطلب كل أطياف المعارضة في الداخل والخارج”.

تقييم الثورة بعد 18 شهراً

وفي تقييمه للثورة السورية بعد 18 شهراً، أوضح العميد الركن مصطفى الشيخ أن “هناك تقاطعاً بين موقفنا وبين المواقف الدولية حيال النظام السوري، لكن الموقف الروسي والإيراني يمثل نشازاً وهو يعادي حقوق الإنسان”، مشيراً إلى أن “صراع النفوذ في الشرق الأوسط كلف الشعب السوري دماء كثيرة، ولولا دعم روسيا اللاإنساني لقضي الأمر”.

وواصل العميد الركن مؤكداً “لكن نقول إن الشعب السوري سينتصر بلا ريب، فالمستعمر الفرنسي مثلاً خرج في النهاية من الجزائر رغم القمع الذي لاقاه الجزائريون، لأن الظلم واحد، مهما كان مصدره”.

وأكد قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر أن “الثورة عندما انطلقت كانت مدنية بامتياز، ونحن ندرك أن النظام ديكتاتوري وطائفي، وهو من دفع الشعب إلى عسكرة الثورة، بدعم إيراني وروسي واضح لا لبس فيه”.

وعسكرياً، قال العميد مصطفى الشيخ إن “السيطرة العسكرية شيء والسيطرة الميدانية شيء آخر، ونحن نقود معارك كر وفر، والجيش النظامي يتلقى ضربات مؤلمة، ونحقق انتصارات تلوى الانتصارات، ولذلك الجيش النظامي يقصف بعشوائية”.

والحقيقة حسب العميد الركن هي أن “الجيش النظامي موجود فقط في الدبابة والطائرة، لكن لا تستطيع أي دورية أمن أو رجل أمن أن يتجول سوى داخل دمشق”،

مؤكداً أن “ضرب الأهداف خارج المدن كاف لإسقاط المدينة، كما أن فترة 4 أشهر كأقصى تقدير وفي المدى المنظور شهران، كافية لإسقاط نظام الأسد، وكلما ازداد الجيش تنظيماً اقترب سقوط النظام”.

تقصير من المجلس الوطني

وفي قضية تدهور أوضاع اللاجئين السوريين، استبعد العميد الركن مصطفى الشيخ إمكانية إنشاء منطقة آمنة بطلب أممي داخل الأراضي السورية، لكنه أوضح أن “الجيش السوري الحر هو من يقود الحراك المدني، ويسيطر على مناطق بأكملها، وهو قادر على حماية مخيمات سورية داخل التراب السوري لأن الأمر لا يتطلب سوى الخيم ومنظومة مائية وبعض الأمور الأخرى”.

وبالمناسبة انتقد مصطفى الشيخ تقصير المجتمع الدولي حيال اللاجئين السوريين، وأيضاً تقصير المجلس الوطني السوري، وقال “المجلس الوطني مقصر بكل تأكيد وبكل وضوح في حق اللاجئين، ومكان المجلس الوطني هنا في الداخل وليس في اسنطبول”.

سوريا: إطلاق سراح 277 معتقلا بحمص و178 قتيلا السبت

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أطلقت السلطات السورية، السبت، سراح 277 معتقلا تم احتجازهم في مدينة حمص، بعد أن تم التأكد أنهم لا ينتمون إلى “المجموعات الإرهابية المسلحة” ولم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري، حسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية “سانا.”

وبحسب التقرير الذي نشرته الوكالة فإن العديد من المفرج عنهم قاموا بتسليم أنفسهم الى السلطات المعنية بعد أن اكتشفوا حجم المؤامرة الكبيرة والأجندات الخارجية التي تحيط بالبلاد.

وتأتي أنباء إطلاق سراح المحتجزين السوريين في الوقت الذي تشير فيه الأرقام إلى وقوع 178 قتيلا في مختلف أنحاء الأراضي السورية، السبت، بحسب ما أوردته لجان التنسيق السورية المعارضة.

وأشارت لجان التنسيق الى أن النصيب الأكبر من عدد القتلى كان في العاصمة التجارية لسوريا، حلب، حيث بلغ عدد القتلى 89 قتيلا.

وعلى الصعيد الإنساني، أشارت الهيئة العامة للصليب الأحمر إلى تفاقم الوضع الإنساني في سوريا، وقال بيتر مورير، رئيس المنظمة الدولية: “منذ اندلاع النزاع سقط العديد من الضحايا، وحالياً يتردى الوضع المتدهور بوتيرة سريعة”، كما عبر عن صدمته من الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية في مناطق زارها بريف دمشق.

ويقدر ناشطون سقوط أكثر من 24 ألف شخص منذ بدء انتفاضة شعبية مناهضة للنظام في مارس/ آذار من العام الماضي، ومع تصاعد حدة أعمال العنف في سوريا، والتي تحولت إلى “حرب أهلية” واسعة، يتزايد أعداد النازحين واللاجئين الفارين من جحيم المعارك.

سورية: جبهة التغيير تقترح الانسحاب من الحكومة بحال قبول إنضمامها إلى هيئة التنسيق

روما (8 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن قياديين في الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير المشاركة في الحكومة السورية اقترحت أن تنسحب من الحكومة فيما لو وافقت هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة على انضمام هذه الجبهة لها، إلا أن الهيئة رفضت الاقتراح وشددت على أنها لا ترى في هذه الجبهة سوى أنها جزء من النظام الحاكم

ووفق مصادر خاصة، فإن وفداً من الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير ضم رئيس الجبهة قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، قام بلقاء قياديين في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي لمحاولة إقناعهم بضرورة ضمهم إلى مؤتمر توحيد المعارضة الذي تنوي الهيئة عقده في الثاني عشر من الشهر الجاري في العاصمة السورية دمشق، ولقي طلبهم رفضاً قاطعاً من الهيئة

وأوضح قياديون في الهيئة لقياديي الجبهة أنهم لا يقبلوا بوجودهم في مؤتمر للمعارضة وأنهم جزء من النظام السوري وليسوا معارضة، وعليه فإن حضورهم مؤتمر توحيد رؤى المعارضة غير مقبول نهائياً

ووفق المعلومات فقد اقترح قياديو الجبهة أن ينسحبوا من الحكومة السورية فيما لو وافقت الهيئة على ضمهم لها كجزء منها، إلا أن قياديي الهيئة رفضوا هذا الطلب أيضاً

كلينتون تشير بعد محادثات مع روسيا الى وجود خلافات بشأن سوريا

فلاديفوستوك (روسيا) (رويترز) – طرحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تقييما متشائما لاحتمالات التوصل الى اتفاق مع روسيا بشأن كيفية معالجة الازمة السورية قائلة ان محادثاتها مع الزعماء الروس لم تحقق تقدما يذكر.

وقالت كلينتون للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف خلال اجتماع لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي (ابك) في فلاديفوستوك بروسيا “علينا ان نكون واقعيين. لم نر اتفاقا بشأن سوريا. ربما يستمر هذا.”

واضافت انه على الرغم من عدم التوصل لاتفاق مع روسيا فان الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الدول التي تماثلها في التفكير لدعم المعارضة السورية في نضالها ضد الرئيس بشار الاسد.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

أوروبا قد تفرض عقوبات جديدة على سوريا مع تشبث الاسد بالسلطة

نيقوسيا/بافوس (قبرص) (رويترز) – قال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي يوم السبت ان الاتحاد قد يفرض عقوبات جديدة على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد قريبا وربما الشهر القادم.

وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز ان نظراءه في الاتحاد الاوروبي المجتمعين في قبرص اتفقوا على ضرورة فرض عقوبات جديدة وكلفوا كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد باعداد اقتراحات للمحادثات التي ستجري الشهر القادم.

وقال ريندرز لرويترز بعد الاجتماع الذي عقد في منتجع فاخر في قبرص التي تبعد مسافة تقل عن 400 كيلومتر من دمشق “نحتاج الى اتخاذ مزيد من الاجراءات ضد القطاع المالي السوري والانشطة التجارية.”

يأتي الاتفاق وسط مشاعر الاحباط من تشبث الاسد بالسلطة رغم الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا والعقوبات التي فرضت على حكومته. وتشمل هذه العقوبات حظرا على الاسلحة والسفر وتجميد أموال نحو 50 شركة و150 شخصا.

وقالت اشتون ان الاتحاد الاوروبي سيعزز أيضا جهوده لمساعدة اللاجئين وضحايا آخرين للصراع السوري ودعم الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص الجديد للامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا.

وقالت اشتون في مؤتمر صحفي في نيقوسيا عاصمة قبرص بعد الاجتماع “العقوبات قيد المراجعة”.

واضافت “ليس فقط لبحث إن كان يتعين فرض مزيد من العقوبات وانما للتأكد من ان تنفيذ العقوبات تم بطريقة مناسبة والتعامل مع أي إمكانية للتهرب منها.”

وقتل نحو 20 الف شخص في الصراع وفقا لاحصائيات الامم المتحدة. وقالت اشتون ان 230 الف شخص هربوا من البلاد معظمهم الى تركيا والاردن والعراق ولبنان.

وقالت مفوضية الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة انها ستتبرع بمبلغ 50 مليون يورو (64 مليون دولار) لمساعدة المدنيين السوريين اضافة الى 69 مليون قدمتها المفوضية بالفعل.

وحذر وزير خارجية السويد كارل بيلت من صعوبة ايجاد قطاعات في الاقتصاد يكون تأثير العقوبات فيها قويا.

وقال للصحفيين “ليس هناك الكثير الذي يمكننا عمله.”

واضاف ان هناك خيارا آخر هو اقامة منطقة عازلة يتم حمايتها من الضربات الجوية لكن مفوضية الاتحاد الاوروبي قالت ان هذا الخيار غير عملي بدون قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وعرقلت روسيا والصين حتى الان محاولات فرض عقوبات قوية من مجلس الامن ضد الاسد باستخدام حق النقض.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل اسبوع ان فرنسا وتركيا حددتا مناطق في شمال وجنوب سوريا لم تعد تحت سيطرة الاسد فيما يتيح فرصة للمجتمعات المحلية لان تحكم نفسها دون الهرب الى دول مجاورة.

لكن وزراء آخرين بالاتحاد الاوروبي لم يتحمسوا لهذا الاقتراح في الوقت الراهن.

وقال وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي “لابد من العودة الى عواصم (بلادنا) لنعرف وجهة نظرها ازاء ذلك.”

وقال “لا أحد يعرف ما الذي يمكن أن يفعله ازاء سوريا أكثر من محاولة اقناع المعارضة السورية بتوحيد صفوفها على نحو أفضل.”

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

من سيباستيان موفيه وجوستينا بولاك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى