أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 25 نيسان 2015

 

محادثات جنيف تصطدم بـ «عقدة الأسد»

نيويورك، لندن – «الحياة»

قوبلت دعوة المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى عقد محادثات ثنائية في جنيف مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، بإيجابية في مجلس الأمن أمس الجمعة، في وقت لا يزال التوافق على حل ما يُعرف بـ «عقدة الأسد» غير قائم، وهو ما بدا واضحاً في كلمة السفيرة الأميركية سامنثا باور، التي جددت رفض أي دور للرئيس السوري في المرحلة المقبلة. وتزامنت دعوة دي ميستورا إلى محادثات جنيف مع معارك عنيفة في محافظة إدلب شمال غربي سورية، حيث تحاول المعارضة إنهاء وجود النظام فيها، ومع الإعلان عن وفاة اللواء رستم غزالي المسؤول الكبير في أجهزة الأمن السورية بعد أسابيع من أنباء عن «وفاته سريرياً».

وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن دي ميستورا، المفترض أنه قدّم تصوره إلى المجلس في جلسة مغلقة مساء الجمعة، يريد إعادة إحياء مسار جنيف من خلال عقد لقاءات تجمعه بشكل منفرد مع أطراف النزاع في سورية، أي مع كل من الحكومة و «الائتلاف الوطني» المعارض، ومعارضة مدنية من الداخل، إضافة الى أطراف إقليميين أساسيين، كالمملكة العربية السعودية وإيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

وعلّق ديبلوماسي غربي من إحدى الدول الدائمة العضوية، أن «هذا المقترح من الصعب رفضه»، فيما قال مصدر مطلع على الموقف الروسي إن «الوفد نفسه الذي مثّل روسيا في (مؤتمر) مونترو، سيشارك في هذه اللقاءات الثنائية مع دي ميستورا في جنيف». وقال ديبلوماسي كان شارك في اجتماعات مونترو، إن أحد المقترحات التي قُدمت آنذاك «تقضي بحصر المفاوضات بين عدد مصغر من الدول يضم الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية وتركيا» وإن هذا المقترح «لا يزال من ضمن المقترحات القائمة للتوصل إلى حل سياسي في سورية، بدلاً من إغراق المفاوضات بعدد كبير من الأطراف يعيق فاعليتها». لكنه أشار إلى أن «الفجوة لا تزال قائمة على حالها في شأن دور الأسد في المرحلة المقبلة» بين روسيا والولايات المتحدة.

وجددت السفيرة الأميركية باور موقف الإدارة الرافض أي دور للأسد في مستقبل سورية. وقالت خلال جلسة حول الوضع الإنساني في سورية، إن «الحل الوحيد يكون من دون الأسد في السلطة إلى جانب جهد موحد في مجلس الأمن لضمان انتقال سياسي في سورية». واعتبرت أن تنظيم داعش «قد يختفي غداً، ولكن رغم ذلك سيواصل النظام السوري منع وصول المساعدات وقصف شعبه بالغاز وممارسة أشكال التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان». وساوت باور بين النظام السوري و «داعش» لجهة استهداف المدنيين وارتكاب الانتهاكات الجسيمة.

وفي جلسة صباحية موسعة، بحث مجلس الأمن أمس أيضاً الوضع الإنساني في سورية بمشاركة كبار موظفي المنظمة الدولية المعنيين بالشأن الإنساني، الى جانب النجمة الأميركية أنجيلينا جولي، بصفتها مبعوثة خاصة لشؤون اللاجئين. وروت جولي تجارب شخصية ولقاءات خلال زياراتها الإحدى عشرة إلى أماكن انتشار اللاجئين السوريين. وانتقدت بشدة عجز مجلس الأمن بالقول: «الأزمة السورية تشكل أدنى درجة في عجز العالم» عن الدفاع عن المدنيين الأبرياء، مطالبة مجلس الأمن «بالاتحاد للعمل معاً على التوصل إلى تسوية تضمن المحاسبة والعدالة للسوريين، وتركيز دعم اللاجئين ومساعدتهم على الوصول الى أماكن آمنة، لا سيما في ضوء تكرر حوادث الغرق في المتوسط».

وقدمت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية فاليري آموس، مقترحاً من ٥ نقاط على مجلس الأمن يشمل «الطلب من أطراف النزاع وقف استهداف المدارس والمستشفيات نهائياً، وإجراء تحقيق دولي في أوضاع المناطق المحاصرة، وإعلان موقت لهدنات محلية وإنسانية، وتأكيد المحاسبة على الجرائم عبر إحالة سورية على المحكمة الجنائية، وفرض حظر أسلحة على سورية». وتبنى المجلس بياناً رئاسياً بإجماع أعضائه طلب من جميع الأطراف، لا سيما السلطات السورية «وقف كل أشكال العنف فوراً والتزام قرارات مجلس الأمن كافة المعنية بالشأن الإنساني في سورية وتيسير وصول المساعدات الى المنكوبين، لا سيما في المناطق المحاصرة».

في غضون ذلك، أفيد أن اللواء رستم غزالي رئيس شعبة الأمن السياسي توفي أمس بعد أسابيع على «وفاته السريرية» في غرفة العناية الفائقة في أحد مستشفيات دمشق، بسبب معاناته من «ارتفاع حاد في ضغط الدم وضعف شديد في مناعة جهازه العصبي»، وسط شكوك في تسممه.

ميدانياً، استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومقاتلي فصائل المعارضة الإسلامية المنضوية تحت لواء «جيش الفتح» في محيط جسر الشغور في محافظة إدلب، وسط معلومات عن «تقدم للمقاتلين نحو المدينة»، وفق ما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أكد أن النظام استعاد السيطرة على تل حمكة الاستراتيجي على الطريق الواصل بين جسر الشغور وأريحا.

 

وفاة مسؤول الامن السياسي السوري السابق رستم غزالي

بيروت – أ ف ب

اعلنت عائلة المسؤول السابق للامن السياسي السوري اللواء رستم غزالي عن وفاته اليوم (الجمعة)، بعد اكثر من شهر على ادخاله المستشفى للعلاج في دمشق.

وكان غزالي اقصي عن منصبه اثر شجار مع مسؤول استخباراتي آخر، ونقل الى المستشفى للعلاج بعد فترة قصيرة من هذا الشجار في بداية أذار (مارس) الماضي. وقال المصدر نفسه رافضاً الكشف عن اسمه «توفي (غزالي) اليوم في الساعة السابعة صباحاً في أحد مستشفيات دمشق، وسيدفن غداً في العاصمة السورية». ولم تتضح حتى الآن اسباب نقل غزالي الى المستشفى.

 

«داعش» يسقط طائرة حربية تابعة للنظام في جنوب سورية… وأنباء عن أسر الطيار

بيروت – أ ف ب

ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الجمعة) أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أسقط طائرة حربية تابعة إلى النظام السوري، بعد إطلاق النار عليها قرب مطار عسكري في جنوب سورية، وتحدثت حسابات ناطقة باسم الجماعات “المتطرفة” على وسائل التواصل الاجتماعي عن أسر الطيار.

وأكد التلفزيون الرسمي السوري سقوط الطائرة، عازياً اياه إلى “خلل فني”، ونقل عن مصدر عسكري قوله ان الطائرة كانت “في مهمة تدريبية، وان “البحث جار عن الطيار”.

وافاد المرصد أن “داعش تمكن من إسقاط طائرة حربية إثر استهدافها شرق مطار خلخلة العسكري في الريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء”، مشيراً إلى أن “مصير من كانوا على متن الطائرة مجهول حتى اللحظة”.

وكان محيط مطار خلخلة شهد في 11 نيسان (أبريل) هجوماً عنيفا من التنظيم، لكن القوات النظامية تمكنت من إحباطه، وقتل فيه العشرات من الطرفين.

وعلى الفور، انتشر على حسابات المتطرفين ومؤيدي التنظيمات المتطرفة على موقع “تويتر” هاشتاق عن “أسر طيار نصيري في مطار خلخلة”، لكنها لم تنشر اي صور عن الطائرة او الطيار.

ويقع مطار خلخلة على الطريق بين السويداء ودمشق.

 

دو ميستورا يُجري في 4 أيار بجنيف “مشاورات منفصلة” مع السوريين دُعيت إليها إيران

المصدر: (و ص ف، رويترز)

صرّح الناطق باسم الامم المتحدة أحمد فوزي في لقاء وصحافيين بمدينة جنيف السويسرية، ان المبعوث الخاص للامم المتحدة لسوريا ستيفان دو ميستورا سيبدأ في 4 ايار في جنيف “مشاورات منفصلة” مع مختلف اطراف النزاع السوري.

 

وقال ان هذه المشاورات المنفصلة التي سيشارك فيها ممثلو أو سفراء الاطراف المدعوين وخبراء ستستمر ما بين أربعة وستة أسابيع وستجري في مقر الامم المتحدة في جنيف. وأضاف ان ايران التي استبعدت عن مؤتمرين دوليين حول سوريا نظمتهما الامم المتحدة عامي 2012 و2014 دعيت الى هذه المشاورات.

ولم تذكر الامم المتحدة تفاصيل عن الاطراف السوريين الذين دُعوا. لكن فوزي أوضح ان المجموعات “الارهابية” مثل “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) لم تدع الى جنيف. وقال: “سيحضر الذين لديهم علاقات معهم… يمكنهم الاتصال بهم”. وأضاف ان “الدعوات وجهت الى الاطراف المعنيين وفي المقام الاول الى السوريين وبالتأكيد الى الجهات الفاعلة الاقليمية والدولية”. واوضح ان دو ميستورا سيلتقي أولاً ممثلي السوريين. أما هدف المشاورات فهو دراسة الوضع “بعد نحو ثلاثة اعوام من تبني بيان جنيف” في 30 حزيران 2012.

 

هجوم ادلب

على صعيد آخر، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان “جبهة النصرة” وكتائب مقاتلة في المعارضة السورية تواصل هجوماً عنيفاً على مدينة جسر الشغور، أحد آخر معاقل قوات النظام السوري في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد، وقد أحرزت تقدماً على الارض.

وكان “جيش الفتح”، وهو تحالف يضم “جبهة النصرة” وفصائل اسلامية مقاتلة أبرزها “حركة أحرار الشام”، أعلن الخميس بدء “معركة النصر” الهادفة الى “تحرير جسر الشغور”. وتكتسب جسر الشغور أهمية استراتيجية، اذ انها قريبة جداً من الحدود التركية وتقع على الطريق العام الذي يصل الى محافظة اللاذقية في الغرب، منطقة النفوذ القوي لنظام الرئيس بشار الاسد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ومقاتلي الكتائب الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة اخرى، في محيط مدينة جسر الشغور”، مشيراً الى تقدم للمقاتلين.

وأفاد ان العمليات العسكرية بدأت الخميس، واستعانت “جبهة النصرة” بعدد من الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في حواجز لقوات النظام ما لبثوا ان تقدموا اليها. وتحدث عن “تمكن مقاتلي الفصائل الإسلامية من السيطرة على حاجز تل حمكة الاستراتيجي وقطع طريق جسر الشغور – أريحا”. وفي حال سقوط جسر الشغور، سيقتصر وجود قوات النظام في محافظة ادلب على بلدتي اريحا والمسطومة (على مسافة 25 كيلومتراً من جسر الشغور).

وكان المقاتلون تمكنوا الخميس وخلال ساعات الليل الماضي من السيطرة على عدد من الحواجز الاخرى في المنطقة. وتسببت المعارك بسقوط 13 مقاتلا من الكتائب و”النصرة” وعشرة من أفراد القوات النظامية.

ونشرت “جبهة النصرة” في أحد حساباتها الرسمية بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي صوراً وأشرطة فيديو قالت إنها من “معركة النصر داخل جسر الشغور”، مشيرة الى “انطلاق سرايا الاقتحام لمؤازرة الانغماسيين المشتبكين مع الجيش والشبيحة منذ أمس” داخل المدينة.

وتحولت جسر الشغور عملياً مركزاً إدارياً للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 آذار من مدينة ادلب، مركز المحافظة، اثر هجوم لـ”جيش الفتح” الذي تألف قبل “غزوة ادلب” كما سماها.

وسيشكل سقوط جسر الشغور، في حال حصوله، ضربة كبيرة للنظام.

ويقول الخبير في الشؤون السورية تشارلز ليستر من مركز بروكينغز للابحاث ان سيطرة مقاتلي المعارضة مع “جبهة النصرة” على المدينة سيجعل الطريق مفتوحاً امام شن هجمات على مناطق في اللاذقية و”سيكون هذا خطيراً جداً على النظام”.

وفي الجنوب، أعلن المرصد ان “داعش” أسقط طائرة حربية بعد اطلاق النار عليها قرب مطار خلخلة العسكري في محافظة السويداء بجنوب سوريا، فيما تحدثت حسابات جهادية على الانترنت عن اسر الطيار.

واكد التلفزيون الرسمي السوري سقوط الطائرة، عازياً إياه الى “خلل فني”. ونقل عن مصدر عسكري ان الطائرة كانت “في مهمة تدريبية”، وأن “البحث جار عن الطيار”.

 

رستم غزالة رمز الوصاية السورية ذهَبَ مع أسراره عشيّة ذكرى الانسحاب

سوسن أبو ظهر

كل نفس ذائقة الموت، لكن وفاة ضباط المخابرات لا تمر مرور الكرام في التاريخ. فضحاياها قد تجد بعض العزاء وربما التشفي، والأنصار والحلفاء يبكون ويرثون، وربما شككوا في الأسباب المعلنة. وبين هؤلاء وأولئك، ليست هذه السطور إلا محاولة لقراءة سيرة رجل مثير للجدل فارق الحياة في ظروف غامضة.

 

إنه رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري اللواء رستم غزالة، المولود في بلدة قرفا بريف درعا عام 1953. الخبر غدا حقيقة بعد سيل من الشائعات طارده منذ نحو شهرين على خلفية شجار عنيف مع اللواء رفيق شحادة، رئيس شعبة الأمن العسكري سابقاً، تسبب بإقالة كليهما في آذار.

لا يُعرف الكثير عن طفولة غزالة وسني شبابه الأولى، غير أن صحيفة “البشاير” الالكترونية المصرية أوردت بعض جوانبها في سيرة مطولة نشرتها أخيراً. وفيها أن الفتى الفقير انتسب إلى مدرسة الاتصالات السلكية واللاسلكية في دمشق لكونها توفر مساعدة مالية رمزية وتضمن العمل بعد التخرج. وقد توظف في مركز البريد المركزي في العاصمة السورية. ثم تقدم بصفة طالب حر الى امتحان الشهادة الثانوية، وانخرط في الكلية العسكرية وتخرج ضابطاً منتصف سبعينات القرن الماضي، وتابع دورة تدريبية في الاتحاد السوفياتي السابق، وانتقل لاحقاً إلى شعبة المخابرات العسكرية.

أمس اكتفى التلفزيون السوري بالقول إن غزالة قضى نتيجة “وعكة صحية”. وبذلك تبقى أيامه الأخيرة في أحد مستشفيات منطقة المزة لغزاً. فحتى أطراف المعارضة السورية، وما أكثرهم، لا يجمعون على رواية واحدة لما تعرض له. فهل ذهب به مرض في التجويف الصدري نتيجة تسميمه، أم عانى إصابة في الرأس على خلفية الضرب المبرح، أم سُحل لشل الجزء السفلي من جسده وأُرجئ إعلان الوفاة أسبوعاً؟ وهل تمرد ابن درعا على الدور الذي رسمه له النظام وأحرق قصره في مسقطه عمداً في تحد للأوامر لئلا يسلمه إلى مقاتلين “أجانب”، أم فضحت نهايته صراعاً جديداً داخل الأجهزة الأمنية السورية؟ وهل عُذب لأنه “باع صناديق من الوثائق والمستندات” تتعلق بعمله في لبنان لـ”جهة ما”، على ما ورد في بعض المواقع السورية، وفيها أسرار تتعلق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني سابقاً رفيق الحريري؟

 

حاكم لبنان

من العبث الحديث عن غزالة من دون العودة إلى تلك السنوات التي أمضاها في لبنان، فقد كان الرجل الأقوى فيه، في وصف لوكالة “الأسوشيتد برس”. ولا يمكن ألا يُسجل المرء أن إعلان الوفاة جاء قبل يومين من الذكرى العاشرة للانسحاب العسكري السوري من لبنان بعد “انتفاضة الأرز” التي ضاعت تماماً كما الثورة السورية، وبينما تعيد شهادات صحافيين وسياسيين أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان رسم معالم تلك الأيام السود، خصوصاً أن لجنة التحقيق الدولية استجوبته أكثر من مرة. ولعله كان الشاهد الأخير من أذرع النظام السوري في لبنان على تلك الجريمة وسواها مما سبقها وتلاها، بعد غياب غازي كنعان وجامع جامع.

وفي بداية حياته العسكرية كان غزالة ضابطاً في كتية مدفعية في لبنان. وفي ذروتها انتقل إلى جهاز الأمن والاستطلاع، وخلف كنعان عام 2002 في رئاسة المخابرات العسكرية السورية في لبنان. ومن المفارقات أن يكون الرجلان اللذان جمدت الولايات المتحدة أرصدتهما بعد اغتيال الحريري، انتهيا في ظروف غامضة.

من عنجر أحكم نظام الوصاية قبضته على مفاصل البلاد، وعلى الرؤساء والوزراء والنواب والمؤسسات السياسية والإعلامية والاقتصادية، وما فضيحة “بنك المدينة” التي ارتبط اسم غزالة بها بقوة إلا أحد الأمثلة. وتُقدر الثروة التي جناها من الخوات التي فرضها على سياسيين بينهم الحريري، بنحو 400 مليون دولار.

ويذكر أن غزالة عاد إلى دمشق بعد الانسحاب السوري مزوداً “بندقية المقاومة” التي أهداها اليه “حزب الله” مودعاً. وسرعان ما نُقل إلى فرع المخابرات العسكرية في ريف دمشق. وأنهى مسيرته في خدمة النظام السوري برتبة لواء ورئاسة شعبة الأمن السياسي من عام 2012 الى حين إقالته.

يبقى أن الأسابيع المقبلة ستحدد ما إذا كان غيابه سيقلب المعادلات في درعا، خصوصاً أنه لن يوارى هناك بل في دمشق اليوم، كما نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر مقرب من أسرته.

 

كيلو يكشف لـ”النهار” تفاصيل لقائه بغزالة: قال لي أن لا علاقة له باغتيال الحريري وعَرف القاتل

محمد نمر

“رستم غزالة مات” وفق ما أجمعت عليه قنوات الاعلام القريبة من النظام السوري وما أكدته مصادر عائلة غزالة، ويبدو أن كثيرين انتظروا هذا الموعد خصوصاً ممن عانوا من ظلم هذا الرجل أيام الوصاية في لبنان حين كان المندوب السامي لآل الأسد، وفضّل سوريون تعذيبه على موته السهل في سريره، جراء ما تعرضوا له من بطش وتعذيب واعتقال وقتل طوال أربع سنوات مع بداية الثورة السورية.

 

تفكك النظام السوري

الأكيد أن موت رئيس شعبة الأمن السياسي رستم غزالة سيدفن معه أسرار النظام وخبايا فترة توليه الوصاية في لبنان، وللمعارض السوري ميشال كيلو رأي خاص بغزالة، فهو على يقين أن النظام وراء موت غزالة، ويرى أن “وفاة هذا الرجل هي إحدى علامات بداية تفكك النظام السوري، خصوصاً بعد الانفجار الذي أودى بحياة مجموعة من قياداته الأمنية والعسكرية الكبرى بتفجير مبنى الامن القومي، ووفاته ناجمة عن صراعات داخل اطار أجهزة الأمن، أدت إلى انزال عقوبة برستم غزالة بدأت بالضرب المبرح ودخوله المستشفى وانتهت باعطائه ما يقال انه علاج من آثار الضرب، لكن على الاغلب أنه علاج أدى إلى فقدان غزالة الوعي ثم إلى وفاته”. هذا الأمر يذكّر كيلو بـ”أيام ألمانيا النازية حينما بدأ الجنرالات يصارعون ويصفون بعضهم”.

ويعتبر أنه “عندما يصل الصراع والتناقض إلى رأس القمة الأمنية المسؤولة مباشرة عن حفظ النظام وصيانة أمنه والدفاع عنه تجاه جميع المخاطر، والقمة الأمنية التي اثبتت خلال 40 سنة قدرتها على الامساك بالمجتمع السوري، فالأمر يعني أن الثورة السورية حققت الاختراق الكبير وأن النظام يسير فعليا نحو الانهيار”.

 

 

لقاء بين غزالة وكيلو

 

قابل كيلو غزالة بداية العام 2006، بعد عودته من لبنان مرتين، ويوضح: “قابلني لرغبته برؤية شخص من المعارضة الديموقراطية وليفهم مني نظرتي تجاه البلد والنظام، وكانت مقابلة طويلة، أما المرة الثانية فكانت زيارة قصيرة حدثني فيها عن لبنان واغتيال الرئيس رفيق الحريري”.

وكشف كيلو عن تفاصيل هذا اللقاء: “قال لي غزالة حينها أن لا علاقة له باغتيال الحريري وأنه لو كان يعرف بالمؤامرة لكان أبلغ الحريري الذي أعطاه قبل نحو عشرين يوماً من اغتياله 800 ألف دولار من أجل بناء مدرسة في قريته (قرفة – ريفا درعا)، وقال لي أيضاً أن الخطط السرية التي كانت تنسج على مستوى النظام السوري بين جماعة السلطة وآل الأسد، لم يكن على علم بها ولا يتدخل فيها”.

كما تطرق غزالة إلى علاقته بكنعان، إذ يقول كيلو: “قال لي إن غازي كنعان لم يترك فعلياً منصبه في لبنان وأنه هو قبل اسبوع من اعادته من لبنان، جاء غازي كنعان إليه وقال له (لغزالة): لا تحسب نفسك أنك أصبحت صاحب الامر والنهي بلبنان وأنا بدعسك متل الصرصور بإجريّ. كما نقل لي غزالة أنه قدم استقالته لكنعان وأن الأسد رفضها”.

يعرف قاتل الحريري

 

غزالة كان يعرف هوية قاتل الحريري، ويكمل كيلو حديثه: “خلال اللقاء تحدث عن أنه في مرحلة ما باتت لديه معلومات عن هوية الذي اغتال الحريري وأنه لولا خوفه على أسرته وعائلته لكان أوصل هذه المعلومات إلى لجنة التحقيق”، شعر كيلو حينها أن غزالة أراد أن يظهر له “ان وضعه داخل النظام بات ضعيفاً”، ولهذا السبب يعيد كيلو “حماسة غزالة في مكافحة الثورة والقتال ضدها كمحاولة منه لموازنة وضعه داخل اطار النظام، لكنها يبدو  فشلت وتم قتله”. ويتابع: “منذ وجوده في لبنان ويعتقد غزالة أن هناك عيناً عليه وأنه مطلوب ويعتبر أنه تورط بقصة لا علاقة له فيها هي قضية الحريري وأنها ستنفجر في نهاية المطاف في رأس أشخاص هامشيين، لا علاقة لهم بما حصل”، لافتاً إلى أن “النظام السوري لديه عصابة خاصة به لتقوم بمهمات صعبة لا يدخلون فيها أهل السنة …  لكنهم لا يدخلون أي أحد غير موثوق فيه في عملية، إلا إذا كان من عظام الرقبة، فربما اعتبروا أن غزالة فسد في لبنان وبات يأخذ الاموال ولديه مصالحه، خصوصا أنه عندما عاد إلى سوريا كان مقتنعاً ان النموذج السوري فاشل، ومنذ قبل الثورة لو كان هناك جو احتضن حالته لانشق منذ زمن”، وفق كيلو.

 

من أبرز انجازات غزالة السيئة “حماسه لقمع الثورة والقضاء عليها فهو قاتل من أجل أن يقدم للأسد الخدمات التي يقدمها أي مخلص لهم”، يقول كيلو مضيفاً: “نحن أمام شخص له وظيفة أكثر من مواصفات، وكان يؤديها على خير وجه بتوجيه من النظام، ومعروف أن لكل مسؤولٍ في النظام شخصيتين واحدة للنظام وواحدة لنفسه، وعندما التقيناه تحدث معي بشخصيته وليس بشخصية النظام التي لاحق بها الثورة والثوار وعذب الناس وقتلهم وحاول أن يثبت عبرها للنظام أنه معه قلباً وقالباً، فيما جماعة النظام كانت لديهم شكوك به فاستخدموه و”كبوه”.

علي المملوك قريباً

 

لا يزال يحيط حالياً الكثير من الأشخاص بالأسد، ويصف كيلو غالبيتهم بـ”النكرة” قائلاً:”أي واحد ترفعه إلى منصب وتعطيه صلاحيات يتحوّل وحشاً، ويقاتل من أجل أن يبرز على حساب غيره باعتباره انه الخادم الأوفى، أما من العهد القديم فلم يعد هناك سوى علي المملوك وهو أبرزهم حالياً”.

ولا يستبعد كيلو أن ينتهي المملوك أيضاً بالطريقة نفسها، ويتذكر إحدى الروايات عنه ويقول:”في إحدى المرات طلبَ رائد من المملوك أن يشفع لمعتقل لديه، فقام المملوك بضرب المعتقل وتعذيبه وبعد فترة افرج عنه، فزار الأخير الرائد وأخبره بأن المملوك عذبه، وعندما سأل هذا الرائد المملوك عن السبب فأجابه: كيف بدك ياني طلعو وبرر خروجه إذا لم أظهر انني عذبته وضربته وان لا معلومات لديه؟”.

 

وفاة مسؤول الامن السوري السابق رستم غزالة

بيروت ـ «القدس العربي» ـ وكالات: اعلنت عائلة المسؤول السابق للامن السياسي السوري اللواء رستم غزالة، وفاته الجمعة بعد اكثر من شهر على ادخاله المستشفى للعلاج في دمشق.

وكان غزالة اقصي من منصبه اثر شجار مع مسؤول استخباراتي آخر ونقل الى المستشفى للعلاج بعد فترة قصيرة من هذا الشجار في بداية شهر أذار/مارس.

وقال المصدر نفسه رافضا الكشف عن اسمه «توفي اليوم (أمس) في الساعة السابعة صباحا في مستشفى في دمشق وسيدفن غدا (اليوم السبت) في العاصمة السورية».

وكان الرئيس السوري بشار الاسد قرر مطلع الشهر الماضي اقالة غزالة ورئيس الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحادة من منصبيهما اثر خلاف عنيف بين الرجلين.

وقال مصدر امني رفيع المستوى يومها ان اللواء غزالة «تعرض للضرب على ايدي رجال شحاده»، مضيفا ان الخلاف مرده رغبة غزالة في خوض المعركة ضد المتمردين في منطقته درعا في جنوب سوريا.

لكن شحادة «ابدى معارضة شديدة حيال مشاركة غزالة في المعارك» التي يخوضها الجيش السوري مدعوما من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني.

واللواء غزالة كان يعتبر من اقوى رجال نظام الاسد الذي تولى السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الاسد.

وفي العام 2002، تم تعيين غزالة رئيسا لجهاز الاستخبارات السورية في لبنان حيث كان يتدخل في كل شؤون هذا البلد الداخلية.

وقد اكد العديد من الشهود انه احد المشتبه في تورطهم في التحضير لاغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري العام 2005.

وفي تموز/يوليو 2012، تم تعيينه رئيسا لجهاز الامن السياسي، اي بعد اكثر من عام من بداية التمرد ضد نظام الاسد.

 

مقتل 10 أشخاص في قصف للنظام على حمص وسط سوريا

حمص – الأناضول – لقي 10 مدنيين بينهم 4 أطفال مصرعهم الجمعة نتيجة قصف مدفعي وجوي نفذته قوات النظام السوري على قرى وبلدات بريف حمص الشمالي.

 

وقال المسعف في مشفى تلبيسة الميداني “فواز الرضوان”، إن  “طائرة مروحية ألقت  3 براميل متفجرة على بلدة الغنطو  ومدينة الرستن بريف حمص الشمالي،  ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص في الغنطو و 2 في الرستن بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح تم نقل معظهم إلى مشفى تلبيسة المجاو”.

 

ولفت المصدر إلى أن “القصف تسبب بدمار واسع في ممتلكات المدنيين”، مضيفا “في الوقت نفسه استهدفت طائرة مقاتلة بلدة عز الدين ( 27 كلم شرق الرستن) ، بصاروخ فراغي أدى إلى مقتل شخصين”.

 

وذكر  أن “مدفعية كلية الهندسة ببلدة المشرفة التي تسيطر عليها قوات النظام السوري استهدفت بلدة تلبيسة بـ 7 قذائف سقطت على أطراف البلدة نتج عنها مقتل نازح من حي دير بعلبة بمدينة حمص التي تسيطر عليها قوات النظام”.

 

وتحاصر قوات النظام ريف حمص الشمالي  منذ خروجها عن سيطرته قبل  3 سنوات ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني فيها بشكل كبير.

 

الأمم المتحدة تدعو أطرافا سورية لمحادثات سلام في جنيف في مايو

الأمم المتحدة –  (رويترز) – قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا الجمعة إنه سيبدأ في مايو آيار الاجتماع مع الحكومة السورية وجماعات المعارضة والقوى الإقليمية بما في ذلك إيران لوضع تقييم بحلول نهاية يونيو حزيران بشأن ماإذا كان هناك أي أمل في التوسط في إنهاء الحرب.

 

وأطلع دي ميستورا مجلس الأمن الدولي على أحدث تطورات محاولة التوصل لحل سياسي للحرب الدائرة منذ أربع سنوات والتي أدت لقتل نحو 220 ألف شخص وتشريد ما يقدر بنحو 6.7 مليون نسمة وإجبار نحو أربعة ملايين آخرين على الفرار من سوريا .

 

وكان بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة قد طلب من دي ميستورا في وقت سابق من الشهر الجاري”التركيز بشكل أكبر بكثير على إعادة طرح عملية سياسية” بعد تعثر تحقيق محاولته للتوسط في هدنة محلية في مدينة حلب بشمال سوريا.

 

وقال دي ميستورا للصحفيين”ليس هناك شيء جديد يقول لنا اليوم إن العملية السياسية ستنجح أم لا .

 

“سنبدأ في أول مايو وسنلتقي مع طرف تلو الآخر ..مع الجميع . ليسوا معا ولكن كل على حدة.

 

“نأمل بأن نكون بحلول نهاية يونيو في وضع يتيح لنا تقييم ماإذا كان هناك أي توافق بشأن القضايا الجوهرية أم لا .” وأضاف إنه سيرفع تقريرا لبان بشأن نتائج جهوده.

 

وقال إنه سيتم توجيه دعوة لإيران لأنها طرف رئيسي في المنطقة ولها تأثير في سوريا. وكان بان قد سحب في أخر دقيقة دعوة لإيران لحضور محادثات السلام السورية في يناير كانون الثاني من العام الماضي بعد تهديد المعارضة السورية بمقاطعة المحادثات.

 

وقال”الأمم المتحدة وأنا نملك الحق وسنوجه الدعوة للجميع بما في ذلك إيران.”

 

وكان أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة قد قال في وقت سابق من يوم الجمعة في جنيف إنه سيتم أيضا التشاور مع القوى العالمية الرئيسية ولكن ليس مع تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة اللتين تصنفان “كمنظمتين إرهابيتين”. وقال إنه سيكون بامكان بعض الحاضرين في المحادثات التواصل مع المنظمتين.

 

ووصف دي ميستورا اجتماعاته المزمعة بأنها”اختبار لمدى الاستعداد لتضييق الهوة” بعد ثلاث سنوات من الاتفاق على بيان جنيف وهو وثيقة وضعت الخطوط الرئيسية بشأن مسار سوريا نحو السلام والتحول السياسي.

 

وأضاف”ليس لنا عذر في الانتظار. “جسامة المعاناة الإنسانية..تجبرنا للبحث حتى عن أبعد احتمال لنوع ما من التغيير.”

 

وأبدى بعض الدبلوماسيين في أحاديث خاصة تشككهم في فرص نجاح دي ميستورا.

 

ولكن روسيا حليفة سوريا قالت إنها تأمل بأن تؤدي المحادثات إلى تشكيل جبهة موحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية يليه تحول سياسي.

 

مجلس الأمن يطالب النظام السوري بـ”التنفيذ الفوري” لقرارت حماية المدنيين وإيصال المساعدات

نيويورك ـ من محمد طارق ـ طالب مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، النظام السوري، بـ”التنفيذ الفوري لجميع قراراته السابقة المتعلقة بحماية المدنيين وايصال المساعدات الإنسانية”.

 

وفي الجلسة التي عقدها مجلس الأمن حول سوريا، تلا ناصر القدوة، وزير خارجية الأردن الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر أبريل/ نيسان الجاري، بيانا رئاسيا علي الأعضاء، قال فيه إن المجلس “يعرب القلق العميق ازاء التدهور الحاد والسريع للوضع الإنساني في سوريا، ويؤكد التزامه القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا وجميع الدول الأخرى المتضررة من النزاع″.

 

وأشار البيان إلى أن “مصرع  أكثر من 220 ألف شخص، من بينهم أكثر من 10 ألاف طفل منذ بداية النزاع؛ وإلى اضطرار نصف السكان للفرار من منازلهم، من بينهم أكثر من 3.9 مليون  التمسوا اللجوء في البلدان المجاورة، وإلى وجود أكثر من 12.2 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة بما في ذلك 440 ألف شخص من المدنيين في المناطق المحاصرة”.

 

وطالب مجلس الأمن “جميع أطراف النزاع الداخلي السوري بوضع حد فوري لجميع أشكال العنف”، مضيفا: “يتعين علي جميع الأطراف في الصراع الداخلي السوري، وبخاصة السلطات السورية، أن تمتثل لالتزاماتها، الواجبة التطبيق بموجب القانون الدولي الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان”.

 

ومضى قائلا إنه “يكرر مطالبته جميع الأطراف، وبشكل كامل وعلى الفور، بتنفيذ أحكام قراراته 2139 (2014)، 2165 (2014)، و2191 (2014)، ولا سيما من خلال تسهيل التوسع في عمليات الإغاثة الإنسانية، والتسليم الفوري للمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها، عبر الحدود وخطوط الصراع″.

 

وأردف قائلا “مما يثير جزع مجلس الأمن أن الأزمة السورية أصبحت أكبر أزمة انسانية طارئة في العالم اليوم، وتهدد السلام والأمن في المنطقة مع آثار متباينة على الدول المجاورة، وندعو  للتصدي لتزايد امتداد الصراع في سوريا إلى الدول المجاورة”.

 

ولفت بيان المجلس إلى “أهمية الدعم الدولي والمنسق لدول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين، بناء على طلبها، في معالجة الشواغل الأمنية المشروعة وضمان سلامة وأمن المجتمعات المضيفة واللاجئين، ومواجهة التطرف، من خلال جملة أمور منها توفير الدعم للإدارة الفعالة للحدود والتدابير الأمنية الداخلية”.

 

وكرر بيان مجلس الأمن الإعراب عن تقديره العميق للجهود الكبيرة التي تبذلها دول المنطقة، ولا سيما لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، لاستيعاب اللاجئين السوريين، خاصة مع التكاليف الهائلة والتحديات المتعددة الأوجه التي تكبدتها هذه البلدان نتيجة للأزمة.

 

لكن البيان أعرب في نفس الوقت عن “قلق المجلس البالغ ازاء الآثار الاجتماعية والديمغرافية والبيئية والاقتصادية على البلدان المجاورة”، محذرا من “مخاطر حدوث مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة إذا لم يتم التصدي للصراع، ومعالجة أزمة اللاجئين واحتياجات البلدان المضيفة على نحو كاف”.

 

وشدد على “أهمية تمويل الاستجابات الإنسانية والإنمائية لأزمة اللاجئين، وتقديم الدعم لخطط الاستجابة الوطنية، ومعالجة الاحتياجات الإنسانية للاجئين، وبخاصة النساء والأطفال، سواء في المخيمات والمناطق الحضرية وذلك من خلال بناء القدرات والتقنية دعم وتعزيز صمود البلدان والمجتمعات المضيفة كعناصر في تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومنع التطرف والتصدي لخطر الإرهاب و المقاتلين الأجانب”.

 

وذكر البيان أن “الاستجابة الدولية للأزمة السورية والإقليمية لا تزال قاصرة عن تلبية احتياجات والمقررة من قبل الحكومات المضيفة والأمم المتحدة، وحث الجهات المانحة والمؤسسات المالية الدولية ووكالات الأمم المتحدة إلى النظر في أدوات التمويل التي تواجه بفعالية الاحتياجات الفريدة للبلدان المتوسطة الدخل التي تأثرت بالنزاع السوري ومعالجة آثارها الهيكلي الهائل على البلدان المجاورة”.

 

وجدد بيان المجلس “دعم وثقة جميع ممثلي الدول الأعضاء بالمبعوث الخاص للأمين العام الي سوريا السيد استيفان دي ميستورا”، مؤكدا أن “الحل المستدام الوحيد للأزمة الحالية في سوريا هو من خلال عملية بقيادة سورية شاملة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، وذلك بهدف التنفيذ الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012″.

 

بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مجلس الأمن لـ”التحرك” إزاء “الانتهاكات الخطيرة” لحقوق الإنسان التي يرتكبها نظام بشار الأسد، والجماعات المسلحة في سوريا.

 

وفي تقرير قدمه لأعضاء مجلس الأمن، اتهم كي مون النظام السوري والجماعات المسلحة “بمواصلة الامتناع عن التقيد بأبسط المبادئ الأساسية للقانون الدولي، والإصرار علي نفس النهج، بما يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية خطيرة يتعين علي المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، النظر فيها، ولابد من محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي”.

 

وقال بان كي مون “إن ارتكاب أحد الأطراف انتهاكات لحقوق الإنسان، لا يعفي الأطراف الأخرى من التزامها بحماية المدنيين”.

 

وأردف قائلا “إن الحكومة السورية، بوصفها حكومة، تتحمل مسئولية خاصة في هذا الصدد”، موضحا أن “شن الهجمات علي المدنيين ردا علي أعمال غير قانونية صادرة عن طرف آخر، هو تصرف ممنوع منعا باتا، ويشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي”.

 

وأعرب كي مون في تقريره عن “هلعه” إزاء ممارسة العقاب الجماعي ضد المدنيين السوريين. وقال: “تكتيكات الحصار تسبب معاناة وحشية.. هذه ممارسات بغيضة، ويجب وضع حد لها”.

 

وطالب حكومة النظام السوري “بتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين المعرضين للخطر بوجه خاص في مخيم اليرموك بدمشق”، مشيرا الي أن “اللاجئين الفلسطينيين باتوا محاصرين بين القوات المسلحة السورية وأسوأ الجماعات المتطرفة”.

 

وجدد الأمين العام مطالبته مجلس الأمن الدولي “بدعم عملية انتقال سياسي بقيادة سورية تشمل جميع الأطراف(..) وتلبي تطلعات الشعب السوري الي الحرية والكرامة والعدالة”.

 

وتابع قائلا “يتحمل الرئيس بشار الأسد مسئولية خاصة في اتخاذ خطوات حاسمة لحقن الدماء والشروع في عملية سياسية؛ فالحكومات أو الحركات التي تطمح الي اكتساب الشرعية لا ترتكب المجازر بحق شعوبها”.

 

وأكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسقة شئون الإغاثة الطارئة، فاليري آموس، اليوم الجمعة، “وجود مزاعم جديدة باسخدام الأسلحة الكيميائية مجددا في إدلب، شمالي سوريا، مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين، مضيفة أنه “في الأسابيع  الماضية فقط، تم تشريد أكثر من 100 ألف من المدنييين السوريين في تلك المدينة”.

 

فاليري آموس –التي كانت تتحدث لأعضاء مجلس الأمن اليوم حول الوضع الإنساني في سوريا، أعربت عن “احباطها الشديد ازاء عجز مجلس الأمن الدولي للتصدي للانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري والجماعات المسلحة المتطرفة بحق المدنيين السوريين، منذ اشتعال الصراع بينهما قبل أكثر من 4 سنوات”.

 

وقالت لأعضاء المجلس: “منذ أول إحاطة قدمتها إلى المجلس بشأن سوريا قبل نحو ثلاث سنوات، جلسنا جميعا في هذه القاعة عدة مرات، وتحملنا أن نكون شهودا على العنف المتصاعد واليأس المتزايد في البلاد، وفي كل مرة، وأنا أتكلم عن الفظائع تلو فظائع؛ وانتهاكات تلو الانتهاكات، والبؤس تلو البؤس، وعلى الرغم من وحدة المجلس بشأن العواقب الإنسانية المروعة للصراع وصدور ثلاثة قرارات تطالب الحماية للمدنيين وايصال المساعدات الإنسانية، إلا أن الحكومة، والجماعات المسلحة الإرهابية يواصلون أعمال القتل والتشويه والاغتصاب والتعذيب، وأخذ سوريا الى مستويات جديدة لم يكن تخيلها قبل بضع سنوات”.

 

وأردفت قائلة: “استمرت اعمال العنف في التصاعد في عدد من مناطق البلاد، وفي الأسابيع الماضية وحدها، نزح أكثر من 100 ألف شخص بسبب احتدام القتال في إدلب، وكثير منهم للمرة الثانية، وأصيب أكثر من 1500 شخص، وعلى الرغم من تضافر المجلس وعمله علي إزالة وتدمير الأسلحة الكيميائية، إلا أن هناك مزاعم جديدة أن الأسلحة الكيميائية قد تم استخدامها مرة أخرى في إدلب، مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين”.

 

وأضافت: “لا يزال المدنيون في حلب أيضا يتعرضون لإطلاق النار العشوائي من الجو ومن تحت الأرض، والقنابل البرميلية تتساقط على أجزاء المدنية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، فيما تنفجر القنابل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، والمدنيون هم الذين يدفعون الثمن.. وفي اليرموك –رمز الضيافة السورية للفلسطينييين- وصل الناس الي مستويات جديدة من اليأس″.(الاناضول)

 

قائد تجمع «ألوية العمري» في درعا لـ«القدس العربي»: أصبحنا نتمنى أسر جندي سوري واحد خلال معاركنا ضد جيش النظام

سلامي محمد

ريف درعا ـ «القدس العربي» أعلنت المعارضة السورية المتمثلة بـ«الجبهة الجنوبية» في درعا جنوب سوريا عن نجاح مقاتليها من قتل أكثر من مئة وخمسين عنصراً من الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات، والتي كانت تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري في منطقة «اللجاة» بريف درعا، كما أعلنت الجبهة الجنوبية عن أسرى العشرات من عناصر تلك الميليشيات عقب أربعة أيام من المعارك المتواصلة، واغتنام عشرات الأنواع من الأسلحة والذخائر والآليات الثقيلة التي كانت بحوزة الميليشيات الشيعية.

وفي لقاء «القدس العربي» مع قائد تجمع ألوية العمري في درعا «جهاد القطاعنة» الذي يعمل تحت مظلة»الجبهة الجنوبية» للمعارضة السورية تحدث القطاعنة قائلاً «بدأ مرتزقة الميليشيات الإيرانية والأفغانية بالتسلل إلى أطراف بلدة اللجاة في ريف درعا، وكنا على دراية كاملة بتحركاتهم، وكانوا تحت نيراننا منذ اللحظات الأولى لتسللهم، ولكن تقصدنا السماح لهم بالتدفق إلى داخل المنطقة التي كان عناصر الألوية يحاصرونها من جوانبها وتتمركز بداخلها، وعند وصولهم المرتزقة الشيعة إلى وسط الأهداف، قمنا بتطويق المكان وبدأت المعركة، وقتلنا منهم أكثر من 150 عنصرا شيعيا، وأسرنا العشرات منهم وغالبيتهم من الأفغان والإيرانيين.

وأكد أن غالبية القتلى والأسرى من تلك الميليشيات هم من الأطفال دون سنّ الخامسة عشرة مشيراً إلى إقدام القيادات الإيرانية والسورية على إعطائهم حبوبا مخدرة، ووضعهم في الخطوط الأمامية، ولكن الغريب في الأمر هو مهاراتهم العالية جداً في أعمال القنص من مسافات بعيدة، ويملكون فنونا قتالية وحربية جيدة جداً، بحسب وصفه.

وقال القطاعنة خلال الحوار مع «القدس العربي»، «لدى تجمع ألوية العمري التابعة للجبهة الجنوبية ثلاثة عشر أسيراً أفغانياً، وعشرة عناصر شيعية سورية، كما يوجد قسم آخر منهم في بلدة «بصر الحرير»، وما زلنا نعثر بين الصخور على أعداد من الجثث، وأن التمشيط العسكري جار على قدم وساق في المغارات الموجودة في المنطقة بحثاً عن العناصر الهاربين من تلك الميليشيات».

قائد تجمع ألوية العمري «القطاعنة»، أكد استمرار تدفق حشود عسكرية جديدة من تلك الميليشيات إلى المنطقة، بهدف الاستمرار في المواجهات المسلحة مع المعارضة السورية، مؤكداً ان تلك الحشود تتمركز ضمن اللواء 112 التابع للجيش النظامي في بلدة ازرع بريف درعا، وفي محافظة السويداء جنوب سوريا.

وكانت قيادات النظامَين السوري والإيراني، وميليشيا حزب الله اللبناني قد حاولت اقتحام بلدتي بصر الحرير واللجاة في ريف درعا من أربع محاور عقب حشدهم لمئات العناصر قبل أيام لهذه العملية العسكرية، بحسب ما أكده «ماهر العلي» عضو المكتب الإعلامي للجيش الأول التابع للجبهة الجنوبية، مضيفاً إلى إعلان الاستنفار العسكري من قبل تجمع ألوية العمري، والجيش الأول وبقية التشكيلات العسكرية التابعة للجبهة الجنوبية لمواجهة تلك القوات، التي تحاول قطع خطوط الامداد العسكري للمعارضة السورية في منطقة اللجاة وبصر الحرير.

وضمن العملية قال العلي» إن كتائب المعارضة السورية قامت بدك مواقع جيش النظام السورية في بلدة أزرع براجمات الصواريخ ما أدى الى اشتعال النيران في بعض القطع نتيجة القصف الصاروخي، وكان هنالك استنفار تام لسيارات الإسعاف من وإلى السويداء لنقل جثث القتلى والجرحى التي ملأت مشافي السويداء خلال المعركة».

 

رستم غزالي.. قتله النظام ونعاه

طويت صفحة الضابط الأمني الكبير في سوريا، رستم غزالي، من دون أن يثير الخبر جلبة في أوساط السوريين، إذ إن يد حلفائه سبقت أيادي خصومه من أهل بلده، ولو أنه قتل في مواجهة معهم، ولطالما هدد بها، لكان الأمر مختلفاً ربما، ويتطلب احتفالاً وتسجيل انكسارٍ معنوي جديد للنظام، في درعا، بلد غزالي وخصومه.

 

روايات مقتل رئيس شعبة الأمن السياسي كثيرة، ولعل أبرزها حالياً هو أن القتيل، كان، مع ازدياد النفوذ الإيراني في سوريا، يرفض فكرة استخدام المقاتلين الشيعة، أفغاناً ولبنانيين وإيرانيين، في بلدته قرفا في محافظة درعا، كمقرٍ لهم لشن عمليات ضد الجيش الحر في الجنوب. وتلك الحال ليست لأنه يحب أبناء حوران، إنما لمعرفته الجيدة بمدى تحكم الميليشيات الإيرانية بقرار أي مكان تتخذه مقراً لها وتصفيتها لأي معترض من السلك العسكري السوري مهما كان عدد النسور والنجوم على كتفيه. فكيف لهذا الضابط الذي أحضر وديع الصافي ونجوى كرم وراغب علامة، للاحتفال بقصره في قرفا، عام 2004، على ما يذكر أهل بلدته، أن لا يكون هو صاحب الكلمة الأولى فيها، وهو الجزّار الذي كان “يذبح بضفره” في درعا، وسوريا عموماً، وعندما حاول الجيش الحر اقتحام قرفا، كان غزالي مع عناصره في المعركة، قبل أن يغادر المنزل الذي مكث فيه بعد استهدافه من قبل الجيش الحر، ليقوم بعدها بتفجير قصره الذي شيّده بعناية واختار أثاثه من لبنان.

 

سمسار الإيرانيين في تلك المنطقة، كان بحسب ترجيحات مطلعين، هو رئيس شعبة الأمن العسكري، اللواء رفيق شحادة، وهذا اللواء أيضاً ذبّاح كما اللواء القتيل، إذ لم يُعرف أن أحداً في سوريا حاول أن يعصي قراراً أو إشارة له، ولا دلالة على المخيلة الإجرامية له أكثر من صور المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في فروع الشعبة التي يترأسها، والتي كشف عنها “سيزر”. لكن قدر الرجلين أن يصطدما معاً، فيحاسب القاتل بالإقالة، والقتيل بالموت، إذ إنه نقل إلى مستشفى على قيد الحياة بعد ضربه من قبل حراس شحادة، وهناك تم حقنه بمادة سامة لتطويق القضية، على ما تقول الرواية، التي تسندها حوادث كثيرة تؤكدها، منها أن الجاني أُقيل من منصبه.

 

في السؤال عن أهل بلدته ووقع الخبر عليهم، تذكر مصادر “المدن” في قرفا أن لا شيء تغيّر، فهم تجنّبوا المواجهة المباشرة مع جماعته في شوارع البلدة منذ البداية، لعلمهم بما كان يمكن أن يفعل بهم إذا ما حاولوا أن “يتفازعوا” على قتاله وإخراج النظام منها. لكن المصادر تشير إلى أن الشيء الوحيد، غير الروتيني في قرفا، أن مساجد البلدة نعت، القتيل، بأنه “شهيد الوطن”.

 

لن يغيّر موت غزالي، الذي رحل قبل أن يحتفل بميلاده الثاني والستين الذي يحل في الثالث من الشهر المقبل، على مجريات الأحداث كثيراً في سوريا، فهذه النوعية من الضباط متوفرة بكثرة في صفوف النظام، لكن يبدو أن مجموعة “الحرس القديم”، للأسد الابن، شارفت على “الانقراض”.

 

في ذكرى الإنسحاب السوري من لبنان .. مات رستم

مات رستم غزالة. لا يهم كيف ومتى. رحل من حكم لبنان بالحديد والنار، وللصدفة، مات قبل يومين من الذكرى العاشرة لإنسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005، غداة إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

 

في العام 2005 عندما خرج الجيش السوري من لبنان، إنتشرت صور لبعض اللبنانيين على قنوات التلفزة المحلية والأجنبية، يكسرون جرار الفخار، خلف أخر الدبابات السورية، المغادرة من نقطة المصنع بإتجاه نقطة جديدة يابوس. في العام 2015 وبعد عشرة أعوام، يتذكر اللبنانيون ما عانوه من الوصاية السورية ورجالاتها، وأبرزهم غزالة.

 

صاحب اليد الطولى في لبنان، حكم البلاد بطولها وعرضها. تدخّل في كل الإستحقاقات وكانت له الكلمة الفصل، من الرئاسة إلى أصغر موظف في إدارة رسمية في لبنان. نعت بأكثر من صفة، كلها تشير إلى أن “أبو عبدو” كان حاكماً بأمره في لبنان، ونفوذه لا يفوقه نفوذ، عسكري، أو سياسي.

 

على مدار الأشهر المنصرمة، تعرف اللبنانيون أكثر على “أبو عبدو” من خلال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية الحريري. بدا رستم عن حق رجلاً حديداً. يهدد، يتوعد، ويمارس سطوة ممنوحة بقوة السلاح، على الطبقة السياسية اللبنانية. وتحت قوس المحكمة أجمعت الإفادات على دور رجل سوريا الأول في لبنان، وعلاقته بالحريري المتوترة، وطريقة تعاطيه مع الملفّ اللبناني، القائم على الإبتزاز المادي، والتهديد الأمني.

 

يرى البعض في لبنان أن مقتل غزالي حصل بهدف قتل كل من لهم علاقة بجريمة اغتيال الحريري، وذلك لتجنّب المحاكمة، فيما يعتبر البعض الآخر أن دور غزالي في هذا الأمر هو دور هامشي، لا سيما أن علاقته مع الحريري كانت قائمة على مبدأ النفعية وتلقي الأموال، وبالتالي لا مصلحة له بذلك، وحتى من قرّر ذلك لا يحتاج إلى إعلام رئيس شعبة الأمن والإستطلاع في لبنان آنذاك، بذلك، على الرغم من أمره بالضغط على الحريري والتضييق عليه وهو كان يستثمر ذلك لتحقيق مصالح مادية.

 

مات رستم غزالة. قد لا يجد الخبر صداه في سوريا التي تعاني من آل الأسد، أما في لبنان فللخبر ألف معنى. لا يمكن لأي لبناني أن ينسى غزالة، من الطبقة السياسية الحليفة التي نسقت معه حتى ما قبل إقصاءه، إلى الخصوم، الذين تعاملوا معه، قبل العام 2005، مكرهين أو لتحقيق مصالح فردية. حتى الشعب، سيذكر غزالة ومآثره التي ذاع صيتها. البعض سيذكره عند كل ألم يلم به، بوصفه أخبر رجال سوريا في أساليب التعذيب، وبعض آخر سيذكره، عند كل إهانة سيتعرض لها، حتى الأمكنة ستذكر “أبو عبدو”، من البوريفاج إلى عنجر.

 

الشماتة في الموت عيب، لكن في حالة غزالة الأمر مختلف، خصوصاً أن في رقبته آلاف من اللبنانيين والسوريين. مات “أبو عبدو”. في أحاديث اللبنانيين، لا خبر آخر. في وجوههم ضحكات، تدل على الفرح. قد يكون غزالة، أكثر الشخصيات، التي ترحل، وتترك كل هذا الفرح، بموتها. تبادل البعض في لبنان التهاني، وبعض آخر سخر من القدر الذي حول مارد العسكر وسجون التعذيب والصفقات والرشاوى، إلى مجرد ضعيف، ينتظر مصيره، الذي حدد في سوريا، وبعض شغلته أخبار غزالة منذ أن سرت تفاصيل تعرضه للضرب، والإشكال مع رئيس شعبة الأمن العسكري السابق رفيق شحادة.

 

حتى من يؤيد “حزب الله” اليوم، والمعاصر للحقبة السورية في لبنان، طالته أيادي رستم عندما كان في لبنان، لكنه قبيل إنسحاب الجيش السوري من لبنان، خرج الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله مكرّماً غزالي، ومهدياً إياه في حينها بندقية المقاومة، بوصفه رجل سوريا، و”رفيق السلاح”، تماماً كخلية الأمن القومي التي أغتيلت في إنفجار دمشق في العام 2012.

 

السخرية أبعد. ثمة في الأخبار والشائعات التي تتردد أن غزالة “إنتحروه”، في إعادة للتعبير الذي إستخدم بعيد إعلان خبر إنتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان في العام 2005، كتشكيك في الرواية التي أعلن عنها النظام السوري يومها، خصوصاً أن موت كنعان أتى في العام 2005 وبعد أشهر من إغتيال الحريري.

 

والسخرية أيضاً، تتجلى في أحاديث وأخبار متداولة عن إحتمال أن يكون قرار تصفية غزالة، يعود إلى التباين الواضح منذ أشهر بينه وبين إيران، نظراً الى دورها وسطوتها، وإن كان كل ذلك سيبقى في دائرة “الضرب في الرمال”، لكن يبقى لافتاً إن صح ما يقال، ويطرح سؤالاً عن “بندقية المقاومة” وورثتها.

 

مات غزالي ومات الكثير من الأسرار معه، اللبنانية والسورية، لكن بعضاً آخر سيبقى يطارد غزالة في قبره، كلما خرج أحد ليكشف مزيداً من التفاصيل أو الجرائم.

 

دي ميستورا يرعى جنيف 3..والمعارضة تتوسع في إدلب وحماه

تتواصل المعارك التي تخوضها فصائل المعارضة والكتائب الإسلامية في منطقة جسر الشغور في ريف إدلب، ضمن معركة “النصر”. وتمكنت الفصائل، الجمعة، من السيطرة على نقاط في المنطقة، أبرزها تل حمكة، الذي كانت قد بدأت هجومها عليه الليلة الماضية. وللحاجز أهمية بالغة تكمن في أنه مقر لقيادة عمليات إمداد النظام بين شرق وغرب جسر الشغور، كما أنه يقع في أعلى تلّ يشرف على سهول بسنقول والروج ومحمبل، وتسمح السيطرة عليه للمعارضة بقطع طريق الإمداد الرئيسي، والوحيد، لقوات النظام في مدينة جسر الشغور، وعزلها عن قواته المتواجدة في أريحا شرق المدينة.

 

النظام من جهته يواجه قوات المعارضة من خلال الغارات الجوية، إذ بلغ عدد الغارات على مناطق تل حمكة والمنطار وقرى الصحن وأطراف جسر الشغور وسراقب ومعسكر القرميد، قرابة 30 غارة، بحسب ما ذكرت شبكة “شام” الإخبارية، فيما قررت غرفة عمليات المعارضة وقف التغطية الإعلامية وبث الأخبار للمعركة “حفاظاً على سيرها وسلامة المقاتلين”.

 

من جهة ثانية، أعلنت المعارضة تمكنها من استهداف سيارة كانت تقل عناصر من ميليشيات موالية للنظام قرب معسكر جورين في ريف حماه الغربي، حيث تشهد المنطقة أيضاً محاولات من قوات المعارضة للسيطرة على منطقة سهل الغاب. وقالت شبكة “شام” إن السيارة استهدفت بصاروخ “تاو”، كما أنه جرى استهداف حافلة كانت تقل جنوداً للنظام عند حاجز “البركة”، فيما تعرّضت بلدة كفرزيتا إلى قصف بالبراميل المتفجرة، وبلدة رسم العوابد بالمدفعية.

 

إلى ذلك، عاد الحديث عن “جنيف-3” عندما أعلنت الأمم المتحدة تحديد موعد الرابع من الشهر المقبل لعقد “مشاورات منفصلة مع أطراف النزاع في سوريا” في جنيف. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، إن المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، سيجري محادثات مع “اللاعبين الرئيسيين” في الأزمة السورية بعيداً عن الأضواء. وستمتد هذه المحادثات بين أربعة إلى ستة أسابيع، وتبدأ الشهر المقبل، وأشار إلى أنه “لن يكون هناك اجتماع كبير في النهاية ولن تحدث أي جلبة لدى انتهائه”.

 

فوزي كشف أن الدعوات وجّهت إلى قوى رئيسية سورية، ولاعبين إقليميين، لكنه أكد أن الدعوات لم تشمل أعضاء في “الدولة الإسلامية” أو “جبهة النصرة” لكونهما مصنفتين “كمنظمتين إرهابيتين”، لكنه ألمح إلى أن بعض الحاضرين للمحادثات هم من الذين يمكنهم التواصل مع الجماعتين، فيما قالت مديرة مكتب دي ميستورا، خولة مطر، إن “المبعوث الدولي إلى سوريا بدأ بالفعل في إرسال دعوات للأطراف المعنية بالقضية السورية لعقد اجتماع في جنيف للتشاور حول التسوية السورية”. وأشارت إلى أن “المحادثات ستكون مع كل طرف على حدة، ويستمر الاجتماع لمدة ثلاثة أيام”.

 

ويعقد مجلس الأمن، الجمعة، جلستين منفصلتين، لبحث الوضع الإنساني في سوريا، بالإضافة إلى بحث مبادرة دي ميستورا حول “جنيف-3″، ومن المقرر أن يقدم ممثلو الهيئات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تقاريرهم عن الوضع الإنساني في سوريا، كما أن مبعوثة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنجلينا جولي، ستكون حاضرة في الجلسة لتقدم تقريرها.

 

أوروبا مستعدة لإنقاذ المهاجرين الغارقين.. لكن لن تأويهم كلهم

اختتمت القمة الأوروبية الطارئة المخصصة لمناقشة أزمة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط أعمالها في بروكسل، بالاتفاق على مقترح باستصدار تفويض دولي يسمح بالتدخل عسكرياً في ليبيا، لتحديد وضبط وتدمير السفن المستخدمة في تهريب المهاجرين انطلاقاً من سواحلها، وتعهدت فرنسا وبريطانيا بتقديم مشروع هذا القرار لمجلس الأمن، كونهما العضوين الأروروبيين الدائمين فيه.

 

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في ختام القمة، أن الأمر “لا يعني القيام مجدداً بتدخل عسكري” شبيه بالقرار الذي أصدره مجلس الأمن في 2011 حول ليبيا، بل “الحؤول دون أن يقود المهربون عدداً من الأشخاص إلى الموت”.

 

إلى جانب موضوع التدخل العسكري في ليبيا، توافق القادة الأوروبيون على مضاعفة موارد عملية “تريتون” المخصصة لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط  ثلاث مرات، بحيث ستبلغ ميزانية العملية 120 مليون يورو سنوياً، وفق ما أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، مضيفاً أن معظم الدول الأعضاء اتفقت على تخصيص وسائل لإجراء عمليات في البحر المتوسط، بما فيها سفن حربية ومدنية ومروحيات وغيرها من المعدات. لكن القادة الأوروبيين لم يتفقوا على توسيع نطاق عملية “تريتون”، للسماح لها بالخروج من المياه الإقليمية الأوروبية باتجاه السواحل الليبية.

 

و”تريتون” هي عملية تديرها الوكالة الأوروبية المكلفة مراقبة الحدود الخارجية لفضاء “شنغن”، “فرونتكس”. وخلال القمة تعهدت فرنسا بوضع سفينتين وثلاث طائرات في تصرف تريتون، في حين تعهدت ألمانيا بالمساهمة بسفينتين بينما تعهدت السويد والنرويج والدنمارك وبلجيكا بأن يساهم كل منهما بسفينة واحدة.

 

أما الشق الثالث من الخطة الذي يتعلق باستضافة المهاجرين لدى وصولهم إلى أوروبا وكيفية التعامل معهم، ففشل القادة الأوروبيون بالتوصل إلى اتفاق واضح حوله، وأرجؤوا قراراتهم في هذا الشأن إلى وقت لاحق، إذ أن بريطانيا، التي ليست عضواً في فضاء “شينغين”، أعلنت على لسان رئيس وزرائها دايفيد كاميرون أن مساهمتها في عمليات البحث والإنقاذ “لا تعني بأي شكل من الأشكال أنها ستمنح اللاجئين الذين ستنقذهم قطعها البحرية حق اللجوء في بريطانيا”. وقال إن المهاجرين الذين سيتم إنقاذهم بواسطة السفن والمروحيات البريطانية، “سيتم نقلهم إلى أقرب بلد آمن، والأرجح أنه إيطاليا، وأنهم لن يتمكنوا من طلب اللجوء في المملكة المتحدة فوراً”. من جهته، قال هولاند إن “فرنسا ستتحمل قسطها” أي أنها ستستضيف “ما بين 500 إلى 700 لاجئ سوري”.

 

وكانت الخطة تقترح على الدول استضافة “خمسة آلاف شخص على الأقل” ممن حصلوا على صفة لاجئ، وذلك في إطار برنامج مخصص بالدرجة الأولى للاجئين السوريين بهدف ثنيهم عن محاولة عبور المتوسط. لكن غاب عن البيان الختامي أي إشارة إلى هذا الرقم أو إلى أي رقم آخر “لأننا نعتقد أن خمسة آلاف ليس كافيا”، كما أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل.

 

ويدعو الاقتراح الأساسي الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى مساعدة إيطاليا واليونان ومالطا، الدول الثلاث الرئيسية التي تستقبل المهاجرين المنطلقين من السواحل الليبية، على تسجيل الوافدين وفرز من يمكن من بينهم الاستفادة من حق اللجوء في أوروبا، ومن سيعاد إلى بلاده.

 

وبينما كان قادة أوروبا يناقشون أزمة “قوارب الموت” في بروكسل، أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية الخميس، وصول 220 من المهاجرين غير الشرعيين إلى مرفأ كاتانيا في صقلية، مقدّرة أن يصل عدد الوافدين أسبوعياً حوالي 5000 مهاجر، حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، أي إن حوالى 200 ألف مهاجر سيحطون بالسواحل الإيطالية. وقال المسؤول المكلف بشؤون الهجرة في وزارة الداخلية ماريو موركوني، إن إيطاليا تتحمل حالياً عبء استقبال 81 ألف شخص بينهم 13 ألف قاصر من دون مرافق.

 

تَرّقبٌ على جبهات حلب..بعد حلّ “الشامية

شنت المعارضة السورية المسلحة هجوماً واسعاً على مواقع قوات النظام شمال غربي حلب في حي الراشدين، والتي تعتبر خط الدفاع الأول للنظام عن أحياء المدينة الخاضعة لسيطرته. وتمكنت المعارضة من تدمير دبابتين وقتل أكثر من عشرين عنصراً من قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني، كانوا متحصنين في مبنى البحوث العلمية، الذي يعتبر قاعدة عسكرية مهمة غربي المدينة.

 

يُذكر بأن المعارضة أعلنت عن معركة السيطرة على حي الراشدين والبحوث العلمية، الإثنين، وقد أكد مدير المكتب الإعلامي في حركة “نور الدين الزنكي” أحمد حماجر، أن المكتب العسكري في الحركة بدأ منذ أسبوع التحضير لمعركة السيطرة على الحي، عبر عملية عسكرية كبيرة. وأضاف حماجر أن العملية العسكرية هي بالتعاون مع “لواء الحرية” التابع للجيش الحر.

 

جاءت تحركات المعارضة الأخيرة بحلب، لتنهي حالة الإحباط التي أصابتها على خلفية حل “الجبهة الشامية” التي عوّل عليها الحلبيون كثيراً مطلع العام الحالي، والتي لم تحرز أي تقدم يذكر على مختلف جبهات المدينة منذ تشكيلها.

 

من جانب آخر، شهد حي صلاح الدين الخاضع لسيطرة المعارضة، محاولات حثيثة من قبل قوات النظام لاقتحامه، خلال اليومين الماضيين. وتمكنت قوات النظام من السيطرة على عدد من المباني في الحي بعد معارك عنيفة، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، وأُمطرَ الحي بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، من قبل قوات النظام.

 

القيادي في “الجبهة الإسلامية” قسام معاوية، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة أعادت السيطرة على مواقعها في صلاح الدين، بعد 24 ساعة من خسارتها. وجاء ذلك بعد أن استقدمت تعزيزات إضافية وعتاد ثقيل. وأضاف معاوية أنه تم تفجير عدد من الأبنية في الحي، كانت قد تحصنت فيها قوات النظام بعد أن سيطرت عليها.

 

وأشار معاوية إلى أن تصعيد قوات النظام في حي صلاح الدين، يهدف لإشغال المعارضة وتشتيت جهودها عن معركة السيطرة على حي الراشدين غربي حلب. بالإضافة إلى رغبة مليشيا “الدفاع الوطني” المساندة للنظام بالسيطرة على مواقع مرتفعة، تؤمن لها مساحة أكبر من التغطية النيرانية لقناصيها المنتشرين بكثافة على جبهات المدينة الفاصلة بين الأحياء الخاضعة لسيطرتها وتلك التي تخضع للمعارضة.

 

أيضاً، يأتي تحرك المليشيات التابعة للنظام، مثل “لواء القدس” الفلسطيني والمجموعات التابعة لـ”حزب الله” اللبناني، شمالي حلب، على جبهة نبل والزهراء، في الإطار نفسه. حيث تمكنت هذه المليشيات، قبل يومين، من استعادة السيطرة على جمعية الجود الصناعية القريبة من بلدة الزهراء، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها والتي زادت عن 40 قتيلاً.

 

وفي السياق، شهدت جبهات ريف حلب الجنوبي، معارك كر وفر بين فصائل المعارضة وقوات النظام التي أرسلت رتلاً عسكرياً ضخماً من حماة، لتأمين طريق الإمداد الاستراتيجي الذي يمر من إثريا وخناصر وصولاً إلى معامل الدفاع ومدينة السفيرة جنوب شرقي حلب.

 

وأكد القائد في “الفوج الأول” عادل ناصر، لـ”المدن”، أن المعارضة أحبطت عملية عسكرية للنظام كانت تهدف للسيطرة على قرية حجارة، والتلول المحيطة بها والمشرفة بشكل مباشر على طريق إمداد قوات النظام. كما تمكنت المعارضة من إعطاب 7 آليات عسكرية من أصل عشرين، كانت ضمن رتل قوات النظام العسكري. وأضاف ناصر أن المعركة مستمرة على محاور عديدة جنوبي حلب في  قرى الشيخ محمد وجب عوض وبرج الرمان.

 

من جانب آخر، لم تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بحلب وريفها، مؤخراً، تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي والمروحي، الذي دأب على مدار الأسبوعين الماضيين على شنّ أكثر من 40 غارة يومياً على مواقع مختلفة. ويرجع ذلك إلى المنخفض الجوي الذي تشهده مناطق شمالي سوريا عامة.

 

وفي الوقت الحالي، تقتصر عمليات المعارضة في حلب على صد هجوم هنا وإحباط محاولة اقتحام هناك، أو تفجير نفق ملغم في قلب المدينة القديمة، تتحصن فيه قوات النظام. وترسل بين الفينة والأخرى، تعزيزات عسكرية لجبهاتها مع تنظيم الدولة، كلما تسربت أخبار عن نية التنظيم مهاجمة معاقل المعارضة شمالي حلب.

 

ويبقى الشارع الحلبي المعارض مترقباً ومنتظراً ما ستؤول إليه التحضيرات العسكرية، التي تجريها فصائل المعارضة للقيام بعمل عسكري شامل، كما وعدت مؤخراً، بعد انحلال “الجبهة الشامية”. وأضحى الجامع الوحيد للفصائل غرفة العمليات التي تبدو إلى الآن غير شاملة، ولا تدار من خلالها معارك المدينة الأكثر تعقيداً في المشهد السوري.

 

القائد في “الفوج الأول” عادل ناصر، أكد أن غرفة العمليات المشتركة التي ستجمع فصائل المعارضة في حلب، لم يكتمل التحضير لها بعد. وأشار إلى أن معارك إدلب التي تخوضها المعارضة، تستنزف فصائل حلب أيضاً، ولها دور كبير في التأجيل والتسويف الذي تشهده الجبهات في المدينة. وأوضح ناصر أن هناك إجماعاً داخلياً لفصائل المعارضة، على ضرورة البدء بعمل عسكري شامل في حلب، ضد قوات النظام، وهذه الخطوة مرحب بها، من قبل “أصدقاء الثورة السورية”، وداعمي فصائلها المسلحة.

 

دي ميستورا يبدأ مشاورات مع أطراف النزاع السوري

أ. ف. ب.

الامم المتحدة: أبلغ المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا مجلس الامن الدولي الجمعة عزمه بدء مشاورات مع أطراف النزاع في هذا البلد في مطلع ايار/مايو، مؤكدا في الوقت نفسه انه لا يعلق آمالا كبيرة على فرص نجاحها، كما افاد دبلوماسيون.

 

وخلال مشاورات مغلقة مع اعضاء المجلس ال15 قال دي ميستورا، بحسب مصادر دبلوماسية، ان “الفرص والظروف لبدء عملية انتقال سياسي ليست افضل مما كانت عليه قبل ستة أشهر” وان النظام السوري والمعارضة قلما يبديان “رغبة جديدة في التفاوض”.

 

ولكنه شدد على ان الامم المتحدة “لا تزال مقتنعة بضرورة اعادة تفعيل حل سياسي”، بحسب ما اضافت المصادر نفسها.

 

واوضح الوسيط الدولي ان الحوار الذي يعتزم اطلاقه كناية عن مشاورات غير رسمية منفصلة لاستطلاع مواقف كل من النظام السوري والمعارضة والمجتمع المدني ومعرفة ما اذا كان اطراف النزاع “مستعدين للانتقال (من مرحلة) المشاورات الى مفاوضات” يكون مرتكزها بيان جنيف.

 

وبيان جنيف هو وثيقة وقعتها الدول الكبرى في 30 حزيران/يونيو 2012 كخطة لحل سياسي للنزاع في سوريا، وذلك في ختام اول مؤتمر دولي عقد في المدينة السويسرية بشأن الازمة في سوريا وحمل اسم “جنيف1”.

 

وكان متحدث باسم الامم المتحدة قال في وقت سابق الجمعة في جنيف ان دي ميستورا سيبدأ مشاوراته في 4 ايار/مايو.

 

واوضح احمد فوزي المتحدث باسم الامم المتحدة في لقاء مع صحافيين ان هذه المشاورات المنفصلة التي سيشارك فيها ممثلون او مندوبون عن الاطراف المدعوة وخبراء ستستمر بين اربعة وستة اسابيع وستجري في مقر الامم المتحدة في جنيف.

 

واضاف لوكالة فرانس برس ان ايران التي استبعدت من المؤتمرين الدوليين اللذين نظمتهما الامم المتحدة حول سوريا في 2012 و2014 دعيت الى هذه المشاورات.

 

وكان دي ميستورا اقترح مقاربة اخرى لتمهيد الطريق امام اجراء مفاوضات بين اطراف النزاع في سوريا تقوم على تجميد المعارك في حلب اولا ثم تعميم هذه الهدنة المحلية على مدن اخرى لاحقا، الا ان مقترحه باء بالفشل.

 

وعين دي ميستورا في تموز/يوليو 2014 موفدا خاصا للامم المتحدة الى سوريا خلفا للاخضر الابراهيمي الذي استقال في نهاية ايار/مايو 2014.

 

المقداد: الأسد بدأ بتصفية الدائرة المحيطة به

بهية مارديني

وفاة رستم غوالي تطرح تساؤلات حول تورط الأسد

أعلنت وسائل اعلام موالية  للنظام السوري اليوم عن وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في سوريا اللواء رستم غزالي، بعد نحو شهر على قرار إقالته من منصبه، فيما طالب معارض سوري بتشريح جثته، وحذر القيادات الأمنية داخل البلاد من أن دورها آت لا محالة، في ظل تصفية كل من يملك معلومات تدين بشار الأسد.

بهية مارديني: قال لؤي المقداد رئيس مركز مسارات وعضو الائتلاف السوري المعارض في حديث لـ”ايلاف” “إن مقتل اللواء رستم غزالي هذا يظهر أن بشار الأسد، مستعد للتضحية بالجميع مقابل بقائه على كرسي رئاسة وهمي”.

وأضاف “سواء مات غزالي بعد واقعة ضربه من عناصر رفيق شحادة رئيس فرع المخابرات العسكرية أو مات مسموما، أو بـ”السيناريوهين” معا، فهذا يعني أن النظام آل الى أفول وأن هناك تفسخا وانهيارا في بنيته، وأن الأسد بات يصفي الدائرة الضيقة حوله”.

ولفت المقداد الى أن “غزالي كان يمتلك بنك معلومات من الممكن أن تلف الحبل حول رقبة الأسد، نظير تورطه في عدة ملفات، لما يعرفه غزالي عن فترة تواجد الجيش السوري في لبنان، ومقتل رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق”.

وأكد المقداد”أن المعلومات التي وردت من دمشق منذ فترة، تظهر أن مشكلة حدثت بين غزالي وشحادة، وأن الأول تعرض للضرب، وهذا بحد ذاته كارثة، حيث أن رؤساء الأجهزة الأمنية يقتلون بعضهم، مما يعني الانفلات الذي تحدثنا عنه”، رغم أنه لم يستبعد أن يكون هناك توجيها بذلك.

 

إقالة القادة

ولم يستبعد  المقداد أيضا التضييق على غزالي بأوامر ايرانية حيث أنه وجه بالتبرع الى الأمن السياسي وجمع الأموال، واصبح له عناصره وميليشياته الخاصة في درعا.

وحول أن بشار الجعفري، رئيس وفد النظام الى منتدى موسكو2 ، قال للمشاركين إن هناك تغييرا في النظام، حيث اقيل قادة كغزالي وشحادة، اعتبر المقداد “أن هذا يعني أن مفهوم الاقالة يعادل الاعدام لدى النظام، فهم أقالوا غزالي كما أقالوا في وقت سابق غازي كنعان “في اشارة الى اغتيال كنعان أيضا”.

وشدد المقداد “أن النظام لو كان بريئا من دم غزالي، لوافق على تشريح جثته من جهة تتمتع بأدنى درجات المصداقي، لنكتشف حقيقة تصفيته”.

 

نبذة

هذا وظهر اسم غزالي  كرئيس لفرع الأمن العسكري في بيروت خلال وجود الجيش السوري في لبنان، ومن ثم عين من قبل بشار الأسد في عام 2002 لخلافة اللواء غازي كنعان رئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان، وبعد اغتيال رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان عاد إلى سوريا وجرى الحديث عن تجميده فترة سخونة التحقيقات في اغتيال الحريري، حيث ورد اسمه بين المتهمين باغتياله.

بعد تفجير مبنى الأمن القومي السوري، عينه الأسد رئيسا لفرع المنطقة في إدارة المخابرات العسكرية، وبعد انفجار خلية الأزمة، عين كرئيس للأمن السياسي في سوريا، وغزالي من مواليد خربة غزالة محافظة درعا، ولديه سبعة أشقاء من والدته ومن زوجة أبيه.

وكانت وسائل إعلام ذكرت الشهر الماضي، أن غزالي توفي في مشفى الشامي بدمشق على خلفية خلاف مع رئيس فرع الاستخبارات العسكرية رفيق شحادة، حيث تعرض للضرب في مكتب شحادة من عناصر الاخير، ما دفع بشار الأسد لإقالتهما من منصبيهما، فيما أشارت مصادر  متعددة  إلى أن إقالة غزالي جاءت رضوخا لمطالبات إيرانية لعدم رضاها عن أدائه وخاصةً إصدار الأوامر بالمراقبة الدقيقة للمسؤولين والضباط الإيرانيين، المتواجدين في سوريا وخاصةً في محافظة درعا .

وكان النائب اللبناني عاصم قانصو أكد إصابة رئيس إدارة الأمن السياسي رستم غزالي بشظايا قنبلة خلال معارك في قرية قرفا بريف درعا.

كما نشر على الانترنت مقطع فيديو أظهر عملية تفخيخ لقصر في محافظة درعا  وتفجيره حيث قال المعلق على الفيديو أنه ملك لرستم غزالي ويقع في مسقط رأسه بلدة “قرفا” بالقرب من الشيخ مسكين، وقيل أنه هو من أمر بتفجيره لكي لا يقع بيد المعارضين وذلك قبيل سيطرتهم على اللواء 82 القريب من البلدة أيضاً.

 

الفاتيكان يرفض فكرة تدمير مراكب نقل المهاجرين

أ. ف. ب.

مؤكدا أنّ الحروب والمآسي هي أسباب الهجرة

رفض الفاتيكان الفكرة التي طرحها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وتقضي بتقديم قرار الى مجلس الامن يسمح بتدمير مراكب المهربين في المتوسط قبل نقلها المهاجرين.

 

الفاتيكان: وجه الفاتيكان الجمعة انتقادات حادة للاقتراحات التي تم تداولها بين القادة الاوروبيين بشأن تدمير المراكب التي قد يستخدمها المهربون قبل نقلها المهاجرين الى ليبيا.

 

وكان الاتحاد الاوروبي قرر الخميس اللجوء الى الامم المتحدة لمواجهة مهربي البشر في ختام قمة اوروبية عقدت اثر غرق مركب ادى الى مقتل اكثر من 700 شخص كانوا على متنه.

 

كما اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان العمل جار لتقديم قرار الى مجلس الامن يسمح بتدمير مراكب المهربين في المتوسط قبل نقلها المهاجرين. ومما قاله هولاند “ان القرار اتخذ ببحث كل الخيارات للتمكن من اعتراض السفن وتدميرها” قبل ان تبحر ناقلة المهاجرين من ليبيا خصوصا.

 

واضاف هولاند ايضا “هذا لا يمكن ان يتم الا في اطار قرار عن مجلس الامن وفرنسا ستتخذ المبادرة بهذا الشأن مع غيرها”.

 

وتساءل الكاردينال الايطالي المكلف شؤون الهجرة في الفاتيكان انطونيو ماريا فيغليو “هذه فكرة غريبة جدا ! ماذا سيقصفون؟ هناك قانون دولي! ان قصف بلد ما يعتبر اعلان حرب”.

 

وتابع “ما هي الاهداف التي سيقصفونها؟ مراكب المهاجرين فقط؟ من يضمن الا يؤدي ذلك الى مقتل اشخاص اضافة الى تدمير المراكب؟” مضيفا “ما دامت هناك حروب وديكتاتوريات وارهاب ومآس، سيكون هناك لاجئون يحاولون الفرار الى اي مكان يستطيعون الوصول اليه”.

 

وجاء في البيان الختامي للقمة الاوروبية الخميس ان القادة الاوروبيين طلبوا من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني “البدء فورا بالاعداد لمهمة عسكرية محتملة”.

 

رستم غزالة… مات أم قُتل؟

الرأي الكويتية

لم يكن مفاجئاً الاعلان امس عن وفاة رئيس شعبة الامن السياسي المُقال في سورية اللواء رستم غزالة، الذي كان ميتاً سريرياً منذ أكثر من شهرين في إحدى مستشفيات دمشق، بعدما كان تعرض لـ «اعتداء غامض» على يد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحاده وجماعته.

 

ورغم الروايات المتناقضة عن دوافع «تصفية» غزالة كواحد من رموز «القبضة الحديدية» لنظام الرئيس بشار الاسد، سواء خلال «تحكُّمه» بلبنان إبان عهد الوصاية او في عمليات القمع للثورة السورية، فانه مع موت غزالة يُدفن «الصندوق الاسود» للحقبة السورية في لبنان، التي توالى عليها اللواء غازي كنعان الذي انتحر في الـ2005، والعميد جامع جامع الذي قُتل هو الآخر في العام 2013.

 

ولم تكن مصادفة مع تساقُط أوراق النظام السوري «ذات الصلة» بلبنان، المعلومات التي كان وزير العدل اللبناني اللواء اشرف ريفي كشف عنها في وقت سابق، ومفادها بوجود خطة لتصفية الوزير السابق (مستشار الأسد) ميشال سماحة خلال نقله من السجن الى المحكمة العسكرية التي اعترف امامها قبل ايام بنقله متفجرات من مكتب اللواء السوري علي مملوك الى بيروت في اطار مخطط فتْنوي في شمال لبنان.

 

وربّما شكّلت إشارة ريفي في حينه الى ان خطة التخلص من سماحة هدفها إما منع مثوله امام المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وإما أمام المحكمة الجنائية الدولية، الإجابة على السؤال المرتبط بـ «سرّ» عملية التخلص من غزالة، والتي قيل عن ظروفها وملابساتها ودوافعها الكثير في وسائل الاعلام العربية والأجنبية بوصفها حدَثاً غير معزول عن مأزق نظام الاسد الذي بدأ «يأكل» رموزه في الأعوام الأخيرة.

 

ولم يكن عادياً خبر موت غزالة في بيروت. ففي اللحظة التي كانت الشهادات في المحكمة الدولية في لاهاي «تصدح» بالحكايا عن الدور الذي مارسه الجنرال السوري كـ «عصا غليظة» للأسد ضد مسؤولين لبنانيين كبار وفي مقدمهم رفيق الحريري، كان غزالة يصارع الموت في مستشفى الشامي بعدما أخذ بالاحتضار ولم يعد يقوى حتى على الكلام نتيجة الاعتداء عليه من اللواء شحاده وجماعته، وسط روايات عن «تكسيره» وعن حقنه بالسمّ وما شابه.

 

وكانت «الراي» نشرت في 15 مارس الماضي تقريراً خاصاً عن ملابسات الحادثة التي تعرض لها «ابو عبدو» (غزالة) وفيها ان جماعة غزالة في مناطق درعا أمعنت في أعمال التهريب والسرقة والاتجار بالممنوعات، الأمر الذي دفع اللواء شحاده الى توقيف بعضهم بعدما «طفح الكيل»، إلا أن غزالة سارع للاتصال بشحاده وكال له الشتائم والسباب والإهانات قبل أن يتوعده بانه آتٍ إليه ومعه حزام ناسف، ثم قصده غير ان حرس رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية صمموا على تفتيش غزالة حين وصل فما ما كان من الأخير الا ان صفع أحدهم على وجهه، فهاجمه الحراس الآخرون وصادروا سلاحه وقاموا بضربه بقسوة و«تكسيره» الى الحد الذي اصابه بـ «عطل دائم قبل ان يدفعوه الى داخل مكتب شحاده الذي قام بلكْم غزالة المدمى بقبضة يده على فمه وكسر له بعض أسنانه.

 

وبحسب الرواية فان هذه النهاية لرستم غزالة تمت بـ»ضوء أخضر»من كبار في النظام راجعهم شحاده، وان غزالة غالباً ما كان يصاب بالتوتر كلما جرى الحديث عن المحكمة الدولية في اغتيال الحريري لاعتقاده ان الأسد يمكن ان يضحي به عبر تسليمه الى العدالة الدولية.

 

الا ان رواية أخرى تحدثت عنها»الراي»في التقرير نفسه اشارت الى ان القرار بـ»شطب»غزالة من النظام السوري، يستند الى ظروف تتصل بالصراع داخل»بيت النظام»على الادوار والغنائم في ظل تفسخ ذات طبيعة طائفية علوية – سنية تزداد مظاهرها مع تعاظم النفوذ الايراني في سورية.

 

وفي هذه الرواية نسب الى غزالة قوله»تسقط القرداحة» (مسقط الاسد) ولا تسقط قرفا (بلدته)، وانه كان يتعقب حركة قائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني في سورية، في اشارة توحي الى امتعاض من ظهور سليماني وكأنه صاحب الامر في سورية.

 

غارات إسرائيلية على مواقع للنظام وحزب الله بالقلمون  

أفادت مصادر للجزيرة بأن مقاتلات إسرائيلية قصفت مواقع لقوات النظام السوري وحزب الله اللبناني في منطقة القلمون على الحدود بين سوريا ولبنان.

 

وقالت المصادر إن انفجارات عدة وقعت في وسط مدينة القطيفة ومحيط مدينتي يبرود وقارة في منطقة القلمون بريف دمشق, وذلك إثر غارات سلاح الجو الإسرائيلي.

 

وأشارت معلومات إلى أن الغارة التي شنت مساء الجمعة استهدفت اللواءين 155 و65 اللذين يختصان بالأسلحة الإستراتيجية والصواريخ البعيدة المدى.

 

وكانت الطائرات الحربية قد شنت غارات عدة على مواقع في سوريا منذ بداية الأزمة السورية، ويقول مسؤولون غربيون وإسرائيليون إنها تستهدف أسلحة “كاسرة للتفوق الإسرائيلي” كانت في طريقها إلى حزب الله بلبنان.

 

واستهدفت إسرائيل في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي منطقتين في الديماس وقرب مطار دمشق الدولي، ويرجح أن تكون الغارات الإسرائيلية قد استهدفت بعض المقار العسكرية للنظام السوري في المنطقتين أو مخازن للسلاح.

 

كما استهدفت بغارة جوية يوم 18 يناير/كانون الثاني الماضي موقعا بمزرعة الأمل في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، مما أدى إلى مقتل ستة من عناصر حزب الله اللبناني بينهم قياديون وعناصر من الحرس الثوري الإيراني.

 

جسر الشغور.. قصة التمنّع على النظام والمعارضة  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

تقع مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لمحافظة إدلب في أسفل جبل الأكراد الذي يتبع ريف اللاذقية على التخوم الشمالية لسهل الغاب وسط سوريا. هذا الموقع المميز منح المدينة أهمية كبيرة باعتبارها حلقة الوصل بين المدن الساحلية ومحافظتي إدلب وحلب، وجعلها هدفاً إستيراتيجياً لقوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة.

 

يحكم النظام السيطرة على داخل المدينة ويشدد قبضته الأمنية عليها، وقد أغرى بالمال والتوظيف الكثير من شبابها للانضمام إلى مجموعات الدفاع الوطني التي تقاتل إلى جانبه، حسب روايات ناشطين.

 

وتمكن ثوار ريف اللاذقية وإدلب من بسط نفوذهم على أغلب القرى المحيطة بالمدينة منذ ما يقارب السنتين، وهم يحيطون بها من كل الجهات ما عدا الجنوبية، وحاولوا مراراً السيطرة عليها ولكن دون جدوى.

 

أقام النظام عدة مقراتٍ لقواته، أهمها معسكر معمل السكر على المدخل الشمالي للمدينة، ومعسكر التنمية الزراعية في قرية اشتبرق على المدخل الجنوبي. ويتموضع في المعسكرين عدة آلاف من عناصره، ويعتبران من القلاع الحصينة نظرا لكمية العتاد العسكري الكبيرة الموجودة فيهما.

 

وكانت جسر الشغور شهدت بداية عسكرة الثورة السورية التي اندلعت منتصف مارس/آذار 2011، حيث استهدف تجمع الضباط الأحرار مفرزة الأمن العسكري في المدينة وقتل ما يقارب مائة عنصر للنظام بها في يونيو/حزيران من العام نفسه.

معركة النصر

وقد أعلن الثوار مؤخرا عن خوض “معركة النصر” بهدف طرد قوات النظام من جسر الشغور. وأكدت مصادر ميدانية سيطرة المعارضة على حواجز المنشرة والعلاوين والدبس.

 

وحسب هذه المصادر فقد قطعت المعارضة الطريق الواصل بين مدينة أريحا وجسر الشغور بعد سيطرتها على حاجز تل الأعور وذلك بعد يومين من المعارك المتواصلة.

 

ويؤكد المقدم محمد حمادو -قائد عسكري في الجيش السوري الحر- أن بسط النفوذ على المدينة يحقق هدفين مهمين للثوار، أولهما إكمال سيطرتهم على محافظة إدلب وفتح طرق المواصلات بينها وبين ريف اللاذقية وحلب.

 

أما الهدف الثاني فيتمثل في قطع طرق المواصلات بين الساحل السوري ومعاقل النظام فيها من جهة، وبين معسكراته في إدلب وحلب من جهة أخرى.

 

خطة وحشد

وأكد حمادو أن وجود المدينة في أسفل جبال الساحل من الجهة الشرقية، واحتشاد الثوار على الجانب الغربي منه، يجعلها هدفاً سهلاً، مؤكدا أن السيطرة عليها لن تكون صعبةً.

 

وأشار المقدم حمادو إلى أن خطّة الثوار بمهاجمة الشغور من الجهتين الغربية والشرقية ستضع قوات النظام بين فكي كماشة، لا سيما إذا قطعوا طريق إمداداتها من الساحل بسيطرتهم على حاجزي الكمب والسرمانية وهاجموا باقي الحواجز القريبة من المدينة.

 

وفي اتصال هاتفي مع أحمد حلّي -وهو أحد سكان جسر الشغور- قال إن المدينة كانت على الدوام شوكةً في حلق النظام، “وستقتلعه هذه المرة نهائياً”.

 

وتتميز جسر الشغور والقرى المحيطة بها بالتنوع الطائفي والديني، ويبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة بينهم ما يقارب عشرة آلاف من المسيحيين.

 

النظام ينفذ تهديده ويقصف بغاز الكلور طريق إدلب اللاذقية  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

نفذ النظام السوري التهديد الذي أطلقه العقيد سهيل الحسن الملقب بالنمر، بقصف قوات المعارضة في إدلب بالمواد الكيميائية, فألقى برميلين محملين بغاز الكلور على موقعين للثوار على الطريق الرابط بين إدلب (شمال) واللاذقية على الساحل.

وأكد الناشط الإعلامي مجد الخالد أن مروحية للنظام ألقت مساء أمس الجمعة برميلين متفجرين يحتويان غاز الكلور على حاجزي البركة وغانية، اللذين سيطر عليهما الثوار الخميس ضمن معركة تحرير سهل الغاب.

 

وأشار إلى أن النظام خسر طريق المواصلات الواصل بين اللاذقية وجسر الشغور بسيطرة الثوار على هذين الحاجزين، ولفت إلى أن قواته باتت تستخدم طرقا أخرى للوصول إلى المدينة.

 

في مهب الريح

وبدوره أكد أبو رشيد القائد الميداني في الجيش السوري الحر أن النظام استشعر خطرا داهما على قواته في معسكر قرية اشتبرق جنوبي مدينة جسر الشغور، وتلك الموجودة في المدينة، لا سيما مع قطع الثوار طريق إمدادهم الآخر من إدلب، ورأى أن هذا المستجد أفقده صوابه خشية القضاء على قواته المحاصرة وخسارة جسر الشغور.

 

ولفت إلى أن هذا ما دفعه لقصف قوات المعارضة على حاجزي غانية والبركة علّه يرغمها على الانسحاب من الحاجزين، فيستعيد السيطرة على طريق الإمداد من اللاذقية.

 

وقال أبو رشيد في حديث للجزيرة نت إن النظام فشل في تحقيق هدفه ولم يتمكن من استعادة السيطرة على الحاجزين، حيث إن الرياح بددت غاز الكلور واقتصرت الإصابات على حساسية خفيفة لحقت بعنصرين من الثوار، تمت معالجتهما في مستشفى ميداني قريب.

 

وأكد الطبيب أبو خالد من المستشفى الميداني تعرض عنصرين من الجيش الحر لغاز الكلور وكانت الآثار واضحة من ضيق التنفس والقي, ولفت إلى أن إصابتهما كانت بسيطة، وأن الرياح جنّبت حدوث إصابات إضافية.

تساقط الحواجز

وأكدت مصادر في فصائل المعارضة أن حواجز النظام المحيطة بجسر الشغور تتهاوى تباعا بفعل ضربات الثوار، حيث استولوا أمس السبت على حواجز العلاوين والمنشرة وبشلامون، كما سيطروا على معمل السكر شرقي المدينة، وهو من أهم مواقع النظام.

 

وأشار المقاتل في الجيش الحر إلى أن فصائل الثوار باتت تقاتل داخل الأحياء الشمالية للمدينة، وأكد مقتل أكثر من مائة عنصر للنظام وتدمير ثلاث دبابات أمس الجمعة.

 

وزاد أن قوات النظام تعيش حالة تخبط كبيرة، وفقدت السيطرة على عناصرها لا سيما مع قطع طرق الإمداد من اللاذقية وإدلب.

 

وكانت قوات المعارضة بدأت ثلاث معارك متزامنة يوم الأربعاء للسيطرة على سهل الغاب في ريف حماة الشمالي، ومعسكر المسطومة بجوار إدلب، ومدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي, إضافة للسيطرة على طرق الإمداد القادمة من اللاذقية.

 

محادثات سورية برعاية أممية مطلع مايو بجنيف  

أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة أنها سترعى مطلع الشهر القادم بجنيف لمدة شهر أو أكثر محادثات منفصلة مع ممثلين للنظام السوري وفصائل معارضة في مسعى لاستئناف المفاوضات التي بلغت طريقا مسدودة بعد مؤتمر جنيف الثاني العام الماضي.

 

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وجه دعوة للحكومة السورية وأخرى لفصائل سورية معارضة -لم يحددها- للمشاركة في المحادثات التي قال إن التمثيل فيها من الطرفين سيكون منخفضا, وتحديدا على مستوى السفراء والخبراء.

 

وأضاف أن دعوة وُجهت إلى ممثلين لأطراف إقليمية ليس بينها إيران, ولم تشمل الدعوة جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية المصنفين “تنظيمين إرهابيين”.

 

ووفقا للمتحدث نفسه, سيجري المبعوث الأممي مشاورات منفصلة مع ممثلي النظام والمعارضة بدءا من الرابع من مايو/أيار, ولمدة تتراوح بين أربعة أسابيع وستة أسابيع.

 

يشار إلى أن الائتلاف الوطني السوري كان الجسم الأساسي في الوفد الذي مثل المعارضة في مؤتمر جنيف الثاني الذي عُقد مطلع العام الماضي. وعُقد هذا المؤتمر برعاية المبعوث الأممي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي, وكان الغرض منه محاولة تطبيق الاتفاق الذي انتهى إليه مؤتمر جنيف الأول الذي عقد في صيف العام 2012.

 

ونص اتفاق جنيف الأول على تحقيق انتقال سياسي في سوريا يضم معارضين وعناصر من النظام, ولم يحدد مصير الرئيس بشار الأسد. وفي مؤتمر جنيف الثاني, رفض وفد النظام السوري تشكيل هيئة حكم انتقالية.

 

ويأتي الإعلان عن المحادثات الجديدة في جنيف بعد لقاءات بموسكو والقاهرة شارك فيها بعض المعارضين السوريين ولم تفض إلى نتيجة.

 

وتؤكد قوى المعارضة السورية السياسية منها والعسكرية على أنه لا مكان للأسد مستقبلا في إطار أي تسوية محتملة للأزمة السورية, وهو الرأي الذي تتبناه دول غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

 

هل صفى الأسد رستم غزالي لتحديه إيران وحزب الله؟

العربية.نت

لاتزال الكثير من الشكوك تحوم حول مقتل رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في جيش النظام السوري، رستم غزالي. فغزالي أو “أبو عبدو” الذي أعلن عن وفاته، الجمعة، كان في ما يشبه “الموت السريري” منذ أكثر من شهر، بعد أن تعرض للضرب من قبل عناصر تابعين لجهاز مدير شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة، أو ما يعرف بالمخابرات العسكرية. وكان الأسد أقال شحادة في مارس الماضي إثر هذا الخلاف الذي نجم بين غزالي وشحادة.

وبالعودة إلى دخول غزالي المستشفى، أفادت في حينه العديد من الأنباء بأن غزالي لم يدخل في حالة الموت السريري بسبب الضرب الذي تعرض له، بل إن في الأمر قطبة مخفية دفعت النظام السوري إلى التخلص منه عبر حقنه بمادة سامة.

طلاسم تلك القطبة تناولتها بعض المصادر من زوايا متعددة، سواء لجهة خلاف مالي نشب بين غزالي وماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، أو لجهة تورطه في عدد من الملفات، منها بيع النفط للمعارضة السورية، وملف اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، إلا أن الأبرز والجديد ما قيل عن أن غزالي أثار غضباً كبيراً في صفوف زملائه بسبب رفضه السماح لقوات من إيران و”حزب الله” بالتمركز داخل منزله في مرتفعات بلدة قرفا في محافظة درعا. كما أنه انتقد حزب الله وتخاذله في القتال في سوريا، واعتماده على شراء ذمم بعض مقاتلي المعارضة بدل مواجهتهم.

ففي تقرير نشرته صحيفة “لو موند” الفرنسية في مارس الماضي، أشارت إلى أن غزالي قتل بحقنة مسمومة في مستشفى في دمشق، وأشارت بأصابع الاتهام إلى كل من فيلق القدس واللواء جميل حسن، رئيس المخابرات الجوية. ولفتت إلى أنه انضم إلى قائمة الجنرالات الذين تمت تصفيتهم، وهم آصف شوكت واللواء غازي كنعان والجنرال جامع جامع، واللواء عبدالكريم عباس.

وأفادت المعلومات، وفق التقرير الذي نشر قبل شهر تقريباً، بأن غزالي وصل إلى مستشفى “الشامي”، وهو مستشفى خاص يقع قرب القصر الرئاسي في مرتفعات دمشق، يقدم العلاج للنخبة السياسية والعسكرية وعائلة الأسد، في 15 فبراير 2015 وهو في حالة حرجة، ورغم الغموض الذي يلف أسباب دخوله المستشفى، فإن أنصار النظام تداولوا فيما بينهم أخباراً متضاربة حول أسباب وصوله إلى هذه الحالة ومدى خطورتها.

تورط فيلق القدس والجنرال السوري جميل حسن

ولفت التقرير إلى أن من تحدثوا عن وفاة غزالي قالوا إنه تعرض لأزمة قلبية مفاجئة، فيما قال آخرون إنه أصيب بجروح قاتلة في أثناء قيادته لمعارك ضد الجيش الحر في منطقة درعا، لكن روايات أخرى أفادت بأنه قتل على يد عناصر “فيلق القدس” الإيراني الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني. أما الروايات الأكثر تواتراً فهي تفيد باكتشاف بشار الأسد تورط ضباط علويين في مؤامرة للإطاحة به، مما دفعه لإصدار الأوامر بتصفية غزالي.

وأضاف أنه على الرغم من تضارب الروايات وغياب الإثباتات، فإن إمكانية صدور قرار من بشار الأسد بتصفية غزالي تبقى واردة جداً، بالنظر لحادثة وفاة ضابط آخر في دير الزور سنة 2013، نظر إليها وقتها باعتبارها بداية لسلسلة من عمليات الإخفاء المدروسة للمسؤولين الأمنيين السوريين الذين تورطوا في لبنان.

غير أن كاتب التقرير لاحظ أنه رغم كثرة الروايات وتضاربها، فإن هنالك شبه إجماع على أن من أصدر الأوامر بتصفية غزالي هم زملاء له في الجيش بأوامر عليا. وأبرز المشتبه بهم في هذا السياق هو الجنرال جميل حسن، رئيس المخابرات الجوية، الذي يقال إنه أصدر الأوامر للطائرات بقصف محيط منزل غزالي، بذريعة منع مقاتلي الجيش الحر من التقدم داخل بلدة قرفا، ورفيق شحادة مدير المخابرات العسكرية الذي اتهم غزالي ببيع البنزين لمقاتلين معارضين للنظام في جنوب البلاد.

تحدى حزب الله

ووفق التقرير فإن غزالي صرح في وقت سابق، خلال اجتماع تنسيقي بين الجيش السوري والمجموعات الإيرانية واللبنانية المقاتلة إلى جانب النظام في سوريا، بأنه لولا سوريا لما كان “حزب الله” موجوداً، وبأن انتصار الجيش السوري في هذه الحرب يعني نجاة “حزب الله” من الاندثار. كما اتهم الميليشيات الشيعية بالجبن، وقال إنها تحقق الانتصارات من خلال شراء ذمم مقاتلي المعارضة وليس من خلال القتال.

سبب تفجير غزالي لمنزله

إلى ذلك، كشف التقرير أن رستم غزالي كان قد أثار غضباً كبيراً في صفوف زملائه بسبب رفضه السماح لقوات من إيران و”حزب الله” بالتمركز داخل منزله في مرتفعات بلدة قرفا في محافظة درعا، حيث أرادت تلك القوات اتخاذه مركز عمليات ومستودعاً للمدفعية والمدرعات لصد تقدم المعارضة على محور دمشق – درعا. وبدلاً من ذلك، قام غزالي بتفجير منزله بالكامل وحرق مكوناته كافة، ونشر تسجيلاً للعملية على “يوتيوب”، في حركة تحدٍّ واضح للأوامر الصادرة بالتعاون مع الإيرانيين و”حزب الله”.

وأياً تكن الروايات يبقى الأكيد، بحسب الصحيفة الفرنسية، أن ما حصل لغزالي هو رسالة وتهديد من النظام لكل رجال المخابرات الذين بدأوا بالتململ، بسبب تعاظم النفوذ الإيراني وسيطرته على القرار السوري.

 

دي ميستورا: إيران مدعوة للمشاركة في المشاورات حول سوريا

العربية.نت- وكالات

قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، السبت، إن إيران تملك نفوذاً في سوريا وستشارك في المشاورات التي سيجريها مع أطراف النزاع مطلع مايو. وأوضح دي ميستورا، في مؤتمر صحافي من نيويورك، أن مفاوضات تجميد القتال في حلب لا تزال قائمة معتبراً أن المهمة في سوريا صعبة “لكنها ليست مستحيلة”.

لكن المبعوث الأممي قال إنه لا يمكن إجراء حوار مع داعش، بينما إيران عضو في الأمم المتحدة ولديها الحق في أن تكون مشاركة.

وأشار إلى أن “هناك حالة تبعث على القلق في اليمن”، قائلاً “كل الملفات مرتبطة ببعضها بما فيها ملف اليمن بالملف السوري”.

“الفرص ليست أفضل من قبل”

وأبلغ دي ميستورا مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عزمه بدء مشاورات مطلع مايو، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يعلق آمالا كبيرة على فرص نجاحها، كما أفاد دبلوماسيون.

وخلال مشاورات مغلقة مع أعضاء المجلس الـ 15 قال دي ميستورا، بحسب مصادر دبلوماسية، إن “الفرص والظروف لبدء عملية انتقال سياسي ليست أفضل مما كانت عليه قبل 6 أشهر” وإن النظام السوري والمعارضة قلما يبديان “رغبة جديدة في التفاوض”.

لكنه شدد على أن الامم المتحدة “لا تزال مقتنعة بضرورة إعادة تفعيل حل سياسي”، بحسب ما أضافت المصادر نفسها

كما أوضح الوسيط الدولي أن الحوار الذي يعتزم إطلاقه هو مشاورات غير رسمية منفصلة لاستطلاع مواقف كل من النظام السوري والمعارضة والمجتمع المدني ومعرفة ما إذا كان أطراف النزاع “مستعدين للانتقال (من مرحلة) المشاورات إلى مفاوضات” يكون مرتكزها بيان جنيف.

وبيان جنيف هو وثيقة وقعتها الدول الكبرى في 30 يونيو 2012 كخطة لحل سياسي للنزاع في سوريا، وذلك في ختام أول مؤتمر دولي عقد في المدينة السويسرية بشأن الأزمة في سوريا وحمل اسم “جنيف1”.

وكان متحدث باسم الأمم المتحدة قال في وقت سابق الجمعة في جنيف إن دي ميستورا سيبدأ مشاوراته في 4 مايو.

وأوضح المتحدث أحمد فوزي، في لقاء مع صحافيين أن هذه المشاورات المنفصلة التي سيشارك فيها ممثلون أو مندوبون عن الأطراف المدعوة وخبراء ستستمر بين 4 و6 أسابيع وستجري في مقر الأمم المتحدة في جنيف.

إيران مدعوة

وأضاف أن إيران التي استبعدت من المؤتمرين الدوليين اللذين نظمتهما الأمم المتحدة حول سوريا في 2012 و2014 دعيت إلى هذه المشاورات.

وكان دي ميستورا اقترح مقاربة أخرى لتمهيد الطريق أمام إجراء مفاوضات بين أطراف النزاع في سوريا تقوم على تجميد المعارك في حلب أولاً ثم تعميم هذه الهدنة المحلية على مدن أخرى لاحقاً، إلا أن مقترحه باء بالفشل

 

دي ميستورا: مشاورات مع أطراف النزاع السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أبلغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عزمه بدء مشاورات مع أطراف النزاع السوري في مطلع مايو، مؤكدا في الوقت نفسه أنه “لا يعلق آمالا كبيرة على فرص نجاحها”، كما أفاد دبلوماسيون.

 

وخلال مشاورات مغلقة مع أعضاء المجلس الـ15 قال دي ميستورا، بحسب مصادر دبلوماسية، إن “الفرص والظروف لبدء عملية انتقال سياسي ليست أفضل مما كانت عليه قبل ستة أشهر”، وإن النظام السوري والمعارضة “قلما يبديان رغبة جديدة في التفاوض”.

 

لكنه شدد على أن الأمم المتحدة “لا تزال مقتنعة بضرورة إعادة تفعيل حل سياسي”، حسبما أضافت المصادر نفسها.

 

وأوضح دي ميستورا أن الحوار الذي يعتزم إطلاقه هو مشاورات غير رسمية منفصلة لاستطلاع مواقف النظام السوري والمعارضة والمجتمع المدني، ومعرفة ما إذا كان أطراف النزاع “مستعدين للانتقال من مرحلة المشاورات إلى مفاوضات” يكون مرتكزها بيان جنيف.

 

وبيان جنيف هو وثيقة وقعتها الدول الكبرى في 30 يونيو 2012 كخطة لحل سياسي للنزاع في سوريا، في ختام أول مؤتمر دولي عقد في سويسرا بشأن الأزمة في سوريا وحمل اسم “جنيف1″.

 

وكان متحدث باسم الأمم المتحدة قال في وقت سابق الجمعة في جنيف، إن دي ميستورا سيبدأ مشاوراته في 4 مايو.

 

وأوضح المتحدث أحمد فوزي في لقاء مع صحفيين أن هذه المشاورات المنفصلة التي سيشارك فيها ممثلون أو مندوبون عن الأطراف المدعوة وخبراء، ستستمر بين 4 و6 أسابيع، وستجري في مقر الأمم المتحدة في جنيف.

 

وأضاف لـ”فرانس برس” أن إيران التي استبعدت من المؤتمرين الدوليين اللذين نظمتهما الأمم المتحدة حول سوريا في 2012 و2014، دعيت إلى هذه المشاورات.

 

وكان دي ميستورا اقترح مبادرة لتمهيد الطريق أمام إجراء مفاوضات بين أطراف النزاع في سوريا، تقوم على تجميد المعارك في حلب أولا، ثم تعميم هذه الهدنة المحلية على مدن أخرى لاحقا، إلا أن مقترحه باء بالفشل.

 

وعين دي ميستورا في يوليو 2014 موفدا خاصا للأمم المتحدة إلى سوريا، خلفا للأخضر الإبراهيمي الذي استقال في نهاية مايو 2014.

 

وأدت الحرب المستعرة في سوريا منذ أكثر من 4 سنوات إلى مقتل ما يزيد على 200 ألف شخص، فضلا عن نزوح الملايين داخل وخارج سوريا.

 

سوريا.. مجلس الأمن يدعو لوقف العنف، ودي مستورا يعلن عن مشاورات مطلع مايو، و”داعش” يسقط طائرة حربية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — دعا مجلس الأمن الدولي، الجمعة أطراف الصراع في سوريا إلى “وقف كافة أشكال العنف” محذرا من ان المنطقة ستتعرض لمزيد من زعزعة الاستقرار إذا لم يتم التصدي للصراع هناك، في حين أشار المبعوث الأممي لسوريا، ستافان دي ميستورا، إلى مشاورات مع أطراف النزاع في مطلع مايو/أيار بمشاركة إيران.

 

وعلى صعيد مواز، أشار نشطاء إلى إسقاط تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش” طائرة حربية في ريف السويداء.

 

وقال دي ميستورا، بعد مشاورات مغلقة لمجلس الأمن  إنه مازال مقتنعا بضرورة إعادة تركيز الجهود على إحياء العملية السياسية على الرغم من عدم تحقيق تقدم على هذا المسار حتى الآن، مضيفا: “هذه المحادثات مختلفة، فهي ليست مؤتمرا وليست محادثات جنيف الثالثة، ولكنها سلسلة مشاورات بين فريقي وبين كل وفد من كل دولة وأيضا من سوريا، كل الأطراف. وهذه هي قوة الأمم المتحدة، سنعقد المشاورات ونسأل الجميع أن يشاركوا بدون إقصاء أحد.”

 

وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستشارك في المشاورات، قال دي مستورا إن إيران دولة عضو في الأمم المتحدة ولها دور كبير في المنطقة ونفوذ داخل سوريا. وذكر أن الأمم المتحدة ستدعو الجميع للمشاركة في المشاورات بما في ذلك إيران، طبقا للأمم المتحدة.

 

وفي الأثناء، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، إن تنظيم “داعش” تمكن من إسقاط طائرة  حربية إثر استهدافها، شرق مطار خلخلة العسكري بالريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء، وتمكن التنظيم من العثور على جثة الطيار.

 

المعارضة السورية تقترب من السيطرة على جسر الشغور وتفتح معركة قرب حماه.. ودمشق تعاود مهاجمة “الوهابية

  1. هل هناك فعلا بنود جرى التوافق عليها مع الحوثيين لوقف القتال؟ ليس هناك أي اتفاق أو بنود أو مبادرة مع الحوثيين، نحن ليس لدينا أي علم بذلك ولم يكن هناك أي اتفاق مع الحكومة اليمنية، نحن الآن في حالة ننتظر بعد غد أو غد ستكون اكتملت الفترة التي توجب على الح

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن اشتباكات عنيفة تدور على حواجز الجسر والعلاوين والمنشرة في محيط مدينة جسر الشغور بين الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف اخر، وسط تقدم للمقاتلين وسيطرتهم على حاجزين في المنطقة.

 

وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 16 غارة استهدف بـ 12 منها مناطق في محيط مدينة جسر الشغور، وبـ 4 غارات اخرى مناطق في محيط معسكر المسطومة والقرميد وجبل الزاوية، ولا يعلم حتى الآن مصير إحدى المجموعات التي تمكنت من الدخول إلى مدينة جسر الشغور والتمركز في مبنى قرب الدوار.

 

وكان النظام السوري قد اتخذ جسر الشغور مركزاً لمحافظة إدلب عقب سيطرة مقاتلي “جيش الفتح” المؤلف من “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”تنظيم جند الأقصى” و”جبهة النصرة” (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية على مدينة إدلب في الـ 28 من آذار/مارس الفائت من العام الجاري.

 

وفي وسط البلاد، وتحديدا بمنطقة “سهل الغاب” القريب من مدينة حماه الخاضعة لسيطرة النظام، استهدفت الكتائب الإسلامية بصواريخ غراد تجمعات لقوات النظام في حاجز التنمية بالقرب من بلدة الزيارة وحاجز القاهرة بسهل الغاب في ريف حماه الغربي، وسط أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

 

وفي مجلس الأمن، كان مندوب سوريا الدائم، بشار الجعفري، يتحدث حول “دور الشباب في مكافحة التطرف”، معتبرا أن ما تقوم به تنظيمات مثل “داعش” و”جبهة النصرة” و”حركة الشباب” و”بوكو حرام يقوم على اجتذاب الشباب بأساليب تضليل مختلفة و”من بينها بشكل خاص وسائل التواصل الحديثة وبذل المال لاستقطاب الشباب العاطل عن العمل وفتاوى التحريض الديني.”

 

ودعا الجعفري إلى “العمل بشكل جاد وفعال لحماية الشبان والشابات مما يتعرضون له عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية من حملات تغرير وخداع تدفعهم لمغادرة عائلاتهم وأوطانهم والانضواء في أفكار وهابية أصولية تكفيرية” على حد زعمه، معتبرا أن الفاعلين ليسوا مجهولين بل هم “حكومات دول معروفة ممثل بعضها في مجلس الأمن للأسف” وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية.

 

قوى مُعارضة سورية رئيسية تُعطّل مؤتمر القاهرة بسعيها للهيمنة عليه

روما (24 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر متعددة في المعارضة السورية أن هيئة سورية معارضة عطلت مؤتمر القاهرة المرتقب للمعارضة السورية بسبب بحثها عن موقع متميز فيه بهدف الهيمنة عليه وتوجيه نتائجه ومخرجاته

 

وقالت المصادر من دمشق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن “هناك طرفان يتصرفان ليُفشلا مؤتمر القاهرة المرتقب للمعارضة السورية الذي يُفترض أن يناقش مشروع الميثاق الوطني وخارطة الطريق للمعارضة السورية وقد يؤدي تمسّكهما بمواقفهما لإفشال المؤتمر”، وفق قولها

 

وأوضحت أن “انعقاد المؤتمر في الوقت المقترح له الشهر الماضي، قد تعثّر وتم تأجيله مبدئياً إلى شهر أيار/مايو المقبل، بسبب خلافات بين الأطراف التي شاركت في اللقاء الأول وبحث بعضها عن موقع خاص داخل المؤتمر تمهيداً للهيمنة عليه، سواء بما يتعلق بالمشاركين أم بالمقررات والنتائج المتوقعة منه”، حسب وتوضيحها

 

وأضافت أن “هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة تريد أن تكون الأكثرية لها في المؤتمر من جهة، وتريد أن تكون صاحبة القرار والأكثرية المُعطّلة، وتقوم بتهميش المستقلين الذين يعتبروا أساس المؤتمر، وتصر على أن لا ينتج عن المؤتمر أي جسم سياسي معارض جديد، وترفض أن يختار المؤتمر لجنة متابعة سياسية مهما كانت مهمتها، وهذا سيؤدي إلى أن يكون المؤتمر مجرد مؤتمر تشاوري كغيره من عشرات المؤتمرات السابقة ومكان للكلام والنقاش دون أن ينتج عنه أي قرار أو وثيقة سياسية جامعة شاملة”، على حد تعبيرها

 

وأضافت “كذلك ائتلاف قوى الثورة المعارضة السورية يُصرّ على رفض حضور المؤتمر بشكل رسمي، على الرغم من أن بعض أعضائه حضروا الاجتماع التمهيدي الأول وشاركوا في لجنة المتابعة المنبثقة عنه، ويرغب البعض حضوره ويرفض البعض، ويتخذ موقفا مشابها لموقف الهيئة، بأن يكون مؤتمره وأن تكون النتائج لصالحه وأن لا ينتج عنه أي لجنة سياسية تمثل الجميع”، وتابع “حتى موضوع مشاركة الإخوان والموقف المصري كان يمكن التوصل لحل مقبول فيه لو أن الائتلاف والهيئة كانوا أكثر توافقاً وطرحوا الموضوع بشكل متوازن ومعقول”، حسب قولها

 

وتابعت “بعيداً عن هذين التكتلين، يريد البقية من المؤتمر أن يصدر ميثاقاً وطنياً وخارطة طريق وأن ينتج عنه لجنة سياسية مؤهلة للتفاوض مع النظام وغيره ويرفضون هيمنة الائتلاف أو هيئة لتنسيق عليه”، وفق ذكرها

 

وكانت لجنة المتابعة المنبثقة عن اجتماع القاهرة للمعارضة السوري الذي عُقد مطلع العام الجاري قد عقدت عدة اجتماعات وناقشت مشروع الميثاق الوطني وخارطة الطريق، كما ناقشت الشخصيات المعارضة الصياغة التي يمكن أن تُقدّم لمؤتمر القاهرة تتوافق عليها التيارات السورية المعارضة المختلفة، لكن الخلافات بين المشاركين أدت لتأجيل عقد المؤتمر

 

مسؤولة المساعدات بالأمم المتحدة تدعو لفرض عقوبات في سوريا

من ميشيل نيكولز

 

الأمم المتحدة (رويترز) – دعت مسؤولة المساعدات بالأمم المتحدة فاليري أموس مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة لفرض حظر أسلحة وعقوبات موجهة في سوريا بسبب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي في حين ناشدت المبعوثة الدولية الخاصة أنجيلنا جولي أعضاء المجلس زيارة ملايين اللاجئين السوريين.

 

وطلبت أموس أيضا من المجلس تفويض لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا بالتحقيق في وضع المناطق المحاصرة وتحويل المدارس والمستشفيات إلى مواقع عسكرية وشن هجمات على هذه المنشآت.

 

وتقول الأمم المتحدة إن هناك نحو 440 ألف شخص محاصر في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس. ومن بين هؤلاء 167500 شخص تحاصرهم القوات الحكومية و228 ألف شخص يحاصرهم متشددو تنظيم الدولة الإسلامية في حين تحاصر جماعات مسلحة أخرى العدد الباقي.

 

ووصف سفير سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري المزاعم بأن الحكومة السورية تحاصر مناطق وتمنع تسليم مساعدات بأنها ساذجة ومضللة.

 

وناشدت أنجلينا جولي الممثلة والمخرجة والمبعوثة الخاصة للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مجلس الأمن بتوحيد المواقف وتعزيز المساءلة فيما يتعلق بنحو أربعة ملايين لاجيء سوري. وقامت جولي بإحدى عشرة زيارة للاجئين سوريين في العراق والأردن ولبنان وتركيا ومالطا.

 

وقالت جولي لمجلس الأمن الدولي إن “هؤلاء اللاجئين لا يمكنهم الحضور إلى هذا المجلس لذا أرجوكم اذهبوا إليهم.” وانتقدت جولي المجلس لتقاعسه عن تجاوز الانقسامات لانهاء الحرب.

 

وأخفق مجلس الأمن العام الماضي في إحالة ملف الحرب في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ارتكاب جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الانسانية. واعترضت روسيا حليف سوريا تدعمها الصين على هذه الخطوة.

 

وقال سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين يوم الجمعة إن “أي مراقب محايد سيرى بوضوح ان الارهاب اليوم هو القضية الاساسية والخطر الذي تواجهه سوريا.”

 

 

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى