أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 22 تشرين الثاني 2013

«الائتلاف» يعزّي الشعب الإيراني… ويدين النظام

لندن، عمان، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أكد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن نظام الرئيس بشار الأسد «لم يكن قادراً على الاستمرار لولا شراكة إيران وحزب الله في عملياته الإجرامية والإرهابية»، مجدداً رفضه مشاركة إيران في «جنيف 2»، في وقت شن الطيران الحربي غارات على قرى في ريف دمشق لوقف هجوم مضاد بدأه مقاتلو المعارضة لوقف تقدم الجيش النظامي في القلمون بعد سيطرته على مدينة قارة.

وأعلن «الائتلاف» في بيان إدانته «التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن الجناح جنوب بيروت، وإدانة الثورة السورية لجميع الأعمال التي تطاول المدنيين في أي مكان»، وتقدَّم «نيابة عن الشعب السوري بتعازيه إلى الشعب الإيراني، ونتطلع إلى مواقف صادقة ترى حقيقة المعاناة التي يتعرض لها السوريون يومياً بفعل عمليات إرهابية ممنهجة يمارسها نظام الأسد ويستمر النظام الإيراني في تبريرها ودعمها».

وفيما قال «الائتلاف» إن «إيران وحزب الله شريكان لنظام الأسد في عملياته الإجرامية والإرهابية بحق الشعب السوري، ولم يكن هذا النظام قادراً على الصمود والاستمرار في مخططه الإرهابي لولا هذه الشراكة وذلك الدعم»، نقل المكتب الاعلامي لـ «الائتلاف» عن نائب الرئيس فاروق طيفور رفضه «أي دور لإيران في جنيف2، لأنها شريكة في قتل السوريين وجزء من المشكلة، والتي من المحال أن تكون جزءاً من الحل».

وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام لـ «الائتلاف» بدر الدين جاموس، أن الوفد المفاوض للمعارضة في المؤتمر الدولي «سيحدده الائتلاف الوطني في شكل حصري، وأن الائتلاف لن يذهب إلى جنيف لمجرد الذهاب، لكن بغية تحقيق أهداف جنيف المتمثلة في شروط الائتلاف». وأوضح الناطق باسمه لؤي صافي أن «الائتلاف هو «الجهة الوحيدة المخولة تحديد أعضاء الوفد المفاوض. وقرار الائتلاف في ما يخص المشاركة في جنيف2، لا ينفصل عن تفاصيله، التي تؤكد وجوب تنحي الأسد ونقل السلطة الى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية».

ميدانياً، أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن الطيران الحربي شن أمس «غارات على أحياء مدينة النبك التي تعرضت لقصف هو الأعنف من نوعه براجمات الصواريخ من قبل اللواء 18، تزامناً مع اشتباكات عنيفة على الطريق السريعة بين دمشق وحمص».

وتسعى قوات المعارضة إلى صد هجوم الجيش النظامي على قرى القلمون بعدما سيطر على مدينة قارة التي تعتبر نقطة مركزية تربط دمشق بحمص والساحل غرب البلاد من جهة، وبين ريف دمشق وخطوط الإمداد في لبنان من جهة ثانية. وأطلق مقاتلو الغوطة الشرقية أمس عملية «وبشّر الصابرين»، بهدف العمل على «تحرير الحواجز الفاصلة بين القابون في دمشق وزملكا في ريفها.

وأصيب خمسة أردنيين هم أعضاء في وفد مؤيد للنظام السوري كان يزور دمشق بانفجار قنبلة أثناء عودتهم من دمشق حيث التقوا مسؤولين سوريين بينهم الأسد.

وقال رئيس الوفد حسين مطاوعة لوكالة «فرانس برس»، إن أعضاء في جمعية الكتاب الأردنيين ومسؤولين نقابيين آخرين يؤيدون النظام كانوا داخل حافلة قرب الحدود السورية -الأردنية حين انفجرت قنبلة لدى عبور الحافلة. واضاف أن «خمسة اشخاص اصيبوا أنا واحد منهم».

الى ذلك، ذكرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أمس، أن أربعة إسلاميين بريطانيين قتلوا في سورية الصيف الماضي وهم يقاتلون ضد قوات الأسد، في حين تبدي أجهزة الاستخبارات البريطانية قلقها حيال التهديد الذي يمثله هؤلاء المتطرفون الإسلاميون.

سوريا: احتدام المعارك في القلمون والبحث عن شركات خاصّة لتدمير الكيميائي

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

تحدث ناشطون سوريون عن احتدام المعارك في منطقة القلمون بريف دمشق، فيما قتل 15 رجلاً من “قوات الدفاع الوطني” الموالية للنظام السوري في معارك قرب مقر اللواء 80 الذي استولى عليه النظام قبل اسبوعين بريف حلب. ص11 وتبحث منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحثا حثيثا عن شركات للكيميائيات لتدمير الترسانة السورية من الاسلحة الكيميائية وتحاول العثور على ميناء في البحر المتوسط لمعالجة السموم الخطرة بحراً أولاً.

وتسعى المنظمة على وجه السرعة الى وضع خطة بديلة للتخلص من الغازات السامة السورية بعدما تراجعت ألبانيا فجأة عن عرضها الاسبوع الماضي استضافة عملية تدمير الأسلحة.

واستناداً الى وثيقة اطلعت عليها “رويترز” كان من المفترض ان تطلب المنظمة رسميا امس من شركات الكيميائيات تقديم عطاءات للفوز بالعقود الخاصة بمعالجة نحو 800 طن من الكيميائيات الصناعية السائبة التي يمكن تدميرها في أفران حرق تجارية بأمان.

وإلى هذا ثمة 500 طن أخرى من الكيميائيات بينها غازات الاعصاب الفعلية تعتبر بالغة الخطورة، بحيث لا يمكن استيرادها الى بلد او معالجتها تجارياً، ولذلك ستعالج أولا في البحر على سفينة أميركية. وستنتج من هذه العملية كميات ضخمة من النفايات السامة ينبغي التخلص منها.

وتحتاج منظمة حظر الاسلحة الكيميائية إلى العثور على ميناء في المنطقة يمكنها ان تشرف منه على عملية المعالجة في البحر ثم تشحن منه النفايات السامة بعد ذلك.

وقالت مصادر مشاركة في مناقشات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن المنظمة تتوقع إنفاق قرابة 45 مليون أورو على معالجة الكيميائيات تجاريا في اطار عملية تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية. وجاء في الوثيقة أن الشركات ستمهل حتى 29 تشرين الثاني لإبداء رغبتها في المشاركة.

وعرضت كل من إيطاليا ونروج والدانمارك نقل الأسلحة الكيميائية من ميناء اللاذقية السوري في حراسة عسكرية لمساعدة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في التخلص منها.

وافاد مصدر مشارك في مناقشات المنظمة “أنهم يبحثون في منطقة البحر المتوسط عن بلدان لديها القدرة على معالجة النفايات الصناعية. إنه مسعى يتسم بالطموح”.

روسيا

سياسياً، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن العاهل السعودي أبدى خلال اتصال هاتفي مع الرئيس فلاديمير بوتين في 10 تشرين الثاني استعداده للمساعدة على عقد مؤتمر جنيف – 2.

وأضاف أن الرئيس الروسي أجرى سلسلة كاملة من الاتصالات الهاتفية في شأن الأزمة السورية والاستعداد لعقد مؤتمر جنيف – 2، مع زعماء دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس المصري الموقت المستشار عدلي منصور والرئيس الإيراني حسن روحاني.

وأضاف بوشكوف أنه “على رغم بعض التفاوت في المواقف من حل النزاع، وبالأخص لدى الطرف السعودي، إلا أن المواقف في مسألة عقد المؤتمر متقاربة من حيث المبدأ، وأبدى جميع الأطراف الاستعداد للمساعدة على تنظيم هذا المؤتمر الدولي المهم”.

وعن المحادثة الهاتفية مع الرئيس السوري التي جرت في 14 تشرين الثاني ، قال إنها كانت “مفيدة”، مشيراً إلى أنها المرة الأولى يجري بوتين محادثات مع الرئيس السوري منذ سبع سنوات.

الى ذلك، أعلن أوشاكوف أن بوتين سيزور ايطاليا والفاتيكان الاثنين والثلثاء المقبلين وان محادثاته مع البابا فرنسيس ستتصدرها سبل إيجاد حلول للأزمة السورية.

رهان على «البريكس» لإنشاء تحالف ضد الإرهاب

نار القلمون تطال دير عطية

زياد حيدر

تحول النصر السهل في مدينة قارة إلى معركة شرسة في مدينة دير عطية، على الطريق الدولي بين حمص ودمشق، والتي أفادت مصادر أهلية فيها، بوجود عدد كبير من المسلحين، بعضهم يعتلي سيارات محملة برشاشات ثقيلة، ويخوض معركة شرسة مع الجيش، فيما طالبت دمشق، بمشاركة دول «البريكس» بإنشاء تحالف دولي ضد الإرهاب.

وبعد يوم على استهداف المستشفى الوطني في دير عطية، والحواجز المحيطة للجيش بتفجيرات انتحارية، نفّذها سعوديون، نشأت بؤرة اشتباك جديدة في المدينة التي تطل مباشرة على الطريق الدولي بين حمص ودمشق، والذي أعلن عن قطعه من قبل قوات الجيش بسبب رداءة الوضع الأمني.

وذكرت شبكات إخبارية وصفحات تواصل اجتماعية سورية، أمس، أنه تمّ قنص أشخاص عديدين على الطريق الدولي، كما تمّ إخلاء مباني طلاب جامعة القلمون الخاصة التي تجاور مدينة دير عطية. وقتل المسلحون الذين ينتمون لفصائل مسلحة، عرف منها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة» و«لواء درع العاصمة»، مدير ناحية المنطقة الرائد ناصر حاج أحمد مع عدد من عناصره، أمس، كما قاموا بإغلاق المستشفى الوطني واحتجاز طاقمه الطبي تحت تهديد انتحاريين، وفقاً لشبكات إخبارية مؤيدة.

وتعتبر الساحة الجديدة عتبة أخرى في معركة القلمون، التي يتوقع مراقبون ميدانيون أن تستغرق وقتاً، بسبب هامش المناورة الواسع الذي تمتلكه الفصائل المسلحة، بعتادها الخفيف نسبياً، مقارنة بالجيش، ولقدرتها على التوغل في البادية السورية المحاذية لجبال القلمون، والاختباء في وديانها. كما يشكل الحصار الخانق على المسلحين في جنوب دمشق، فرصة لمجموعات أخرى لتنفيس الضغط على خطوط الإمداد الرئيسية، ولا سيما القريبة من الحدود اللبنانية. ووفقاً لمصادر مقربة من السلطات فإن الهاربين من معارك العاصمة تحوّلوا إلى مدّ لوجستي لمقاتلي المعارضة في تلك المنطقة. كما تثير كثافة المقاتلين وهامش حركتهم الواسع، مخاوف من عودة التوتر مجدداً لأرياف حمص أيضاً.

وعلى صعيد مشابه، شهدت دمشق اليوم الأسوأ ربما خلال هذه الأزمة من حيث كثافة الاستهداف بقذائف الهاون. وسقط ما يزيد عن 30 قذيفة على مناطق متفرقة أودت بحياة مواطنين عديدين، كما جرح العشرات.

على صعيد آخر طلبت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان من الهند رسمياً المشاركة، إلى جانب دول «البريكس»، في «إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا واتخاذ موقف دولي ضد الإرهاب».

وتقوم شعبان بمهمة رسمية في الهند، حيث التقت وزير خارجيتها سلمان خورشيد في إطار محاولة دمشق وموسكو وإيران، حشد أكبر تأييد ممكن لمقترح قيام تحالف ضد الإرهاب يكون الحجر الأساس في مؤتمر «جنيف 2» المزمع. ووفقاً لمعلومات «السفير» يعود الاتفاق على هذه الاستراتيجية إلى أشهر مضت، حين حصل التوافق الأميركي – الروسي لنزع الأسلحة الكيميائية السورية.

وفيما دعت دمشق إلى «تحالف وطني» ضد الإرهاب، في إشارة إلى إمكانية توافق مع القوى الأخرى المشاركة في «جنيف 2»، ألمحت موسكو إلى أن قيام تحالف دولي ضد الإرهاب بات أولوية تتعدى قضية تنحي الرئيس السوري بشار الأسد في المؤتمر الدولي.

كما علمت «السفير» بأن الجانب الإيراني يتفق مع الطرفين بضرورة بناء هذا التصور، ولا سيما أنه كان طرفاً في محادثات متعددة روسية – سورية – إيرانية آخرها كان منذ يومين.

وكانت شعبان أكدت أمام خورشيد «موقف الحكومة السورية الثابت بالمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا من دون شروط مسبقة، وحرصها على إيجاد حل سلمي للأزمة ووضع حد للإرهاب ووقف تمويله وتسليحه».

جنيف النووي: الخلافات تضيق .. والحسم اليوم

محمد بلوط

ثلاث جولات من المفاوضات المعقدة والجوهرية، كل جولة منها ثلاث ساعات، ولكن من دون التوصل إلى الاتفاق المنتظر بين الإيرانيين ومجموعة الـ«5+1»، وفي ظل تراجع واضح في مزاج المفاوضين الذي بدأ متفائلاً، واصطدم بالشروط المتبادلة، وعدم الاتفاق على الأولويات.

إذ يعتبر الإيرانيون الإقرار بحقهم في تخصيب اليورانيوم جدارهم الأخير في جنيف، ومنذ الاتفاق الأولي لم تستطع المفاوضات مع الدول الست التوصل إلى صيغة مقبولة لهذا المطلب، فضلاً عن تأجيله إلى مرحلة لاحقة من المفاوضات تلي اختبار الأشهر الستة الأولى.

وقالت مصادر ديبلوماسية غربية شاركت في المفاوضات لـ«السفير»، إنه «بالرغم من عدم التوصل إلى اتفاق اليوم (أمس)، فإن الخلافات ضاقت وتنحصر النقاشات بخمس نقاط أساسية، وقد تم التوصل إلى تفاهمات حول الخلافات غير الجوهرية».

وأضافت المصادر أن «المفاوضات تقدمت في العمق، وهناك قضايا كثيرة جرى حلها، لكن اليوم سيكون حاسماً، فإن تقدّمنا سيستدعي وزراء الخارجية للتوقيع غداً، وإذا لم يحصل التقدم، فستكون نهاية هذه الجولة من المفاوضات».

ورجحت مصادر الاستعانة بوزيري خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف لتسهيل العقبات التي لا تزال عالقة، فيما أشارت أخرى إلى أنه من المحتمل أن يصل كيري ولافروف اليوم إلى جنيف إذا ما اقتضى الأمر.

وقلل الإيرانيون مسبقاً من احتمالات الفشل وعدم الخروج بأي اتفاق في هذه الجولة. وقال مسؤول إيراني في الوفد المفاوض لـ«السفير»، «لقد حددنا في هذه المفاوضات منذ البداية مهلة ستة أشهر للتوصل إلى نتائج، ولم ينقضِ من هذه المهلة إلا شهر واحد، ونحن مستعدّون للعودة إلى جولة جديدة الأسبوع المقبل».

جولات قادمة قد تمتدّ أكثر من المتوقع حتى نهاية الأسبوع، بحسب مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، بقوله «لقد حددنا يوم الجمعة (اليوم) أمداً نهائياً للتوصل إلى اتفاق، ولكن المفاوضات معقدة وهناك تفاصيل كثيرة، وسنبقى ما لزم من وقت للتوصل إلى حل».

مفاوضات بجرعات متقطعة صباحاً وظهراً ومساءً، بين آشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

المفاوضان التقيا تسع ساعات في فندق «انتركونتينينتال» في جنيف، بدأت عند الثامنة صباحاً وانتهت عند التاسعة ليلاً.

المفاوضة الأوروبية التي تحدّثت باسم الدول الست، لتأكيد وحدتهم الظاهرية في مواجهة إيران، تنقلت كثيراً خلال النهار بين طوابق الفندق في جنيف، حاملة معها في رحلاتها المكوكية، ورقة الـ«5+1» المنقحة فرنسياً، وعادت إليهم بالعرض الإيراني المضاد.

وتناولت آشتون في صعودها وهبوطها بين طوابق الفندق، الشروط التي قدّمها الـ«5+1»، والشروط الإيرانية، والأجوبة المتبادلة على كل منها، وهو ما استغرق وقتاً طويلاً من المفاوضات.

وكان الإيرانيون بددوا، بعد الجولة الصباحية، جزءاً كبيراً من أجواء التفاؤل التي سيطرت على استئناف المفاوضات من حيث بدأت، وتجاوز إخفاق المحاولة الأولى قبل أسبوعين تقريباً، في وضع مداميك اتفاق أولي حول برنامج إيران النووي، بسبب التعنت الفرنسي آنذاك، ورفع سقف الشروط إلى حد غير مقبول، لا إيرانياً ولا أميركياً.

وقال ظريف، بعد الساعات الثلاث الأولى من المفاوضات «لقد أجرينا مفاوضات مفصلة، الأجواء كانت جيدة، ولكن هناك خلافات».

وكان المفاوض الإيراني الرئيسي عباس عراقجي، سبق وزيره ظريف في تبديد أجواء التفاؤل، حين قال إن «إيران فقدت ثقتها بحسن نية الفريق الآخر للتوصل إلى اتفاق، ولكننا سنعمل من أجل التوصل إليه».

وبدا واضحاً أن التفويض الممنوح لآشتون من الأوروبيين والأميركيين، لم يسهم في تقدم المشاورات بين الطرفين، كما كان منتظراً. وظهر أن تفويضها التحدث باسم الدول الست، لم تسبقه مشاورات حاسمة بينهم، تمنحها هامشاً كافياً من السلطة، وتقرير الموقف الأوروبي من دون العودة إلى غرف الوفود، غرفة غرفة، وظهرت كساعي بريد يجول بين غرف الفندق السويسري لا أكثر.

إذ اضطرت آشتون إلى مراجعة كل وفد أحياناً على حدة، إذا ما تبين اختلافه في موقفه عن مواقف الأعضاء الستة الآخرين، وتسجيل ملاحظاته على الردود الإيرانية، لمناقشتها مرة ثانية مع ظريف، وهو ما أدخل المفاوضات في مسالك صعبة، وشروط إضافية لم ترد في النص الأصلي الذي قدم إلى الإيرانيين، وتبين عند عرضه مجدداً على «الستة» عدم وجود قراءة موحّدة له بينهم.

ومع ذلك، بدأ الإيرانيون صباحاً، التحدث في الأروقة، كما قال ديبلوماسي إيراني لـ«السفير»، عن صياغة جارية لاتفاق يتألف من ثلاثة فصول مترابطة، ويتضمن أهدافاً مشتركة، وخطوات مرحلية، تتعهّد جميع الأطراف بالوفاء بها في الأشهر الستة التي تلي التوقيع، قبل الانتقال إلى الحديث عن الإطار النهائي للتسوية.

ولكن الخلافات التي أدّت إلى تمديد المباحثات، دارت حول تحديد نسبة التخصيب التي سيحتفظ الإيرانيون خلال الأشهر الستة في حقهم بالعمل عليها، وفق الاتفاق الأولي.

وكان الإيرانيون أبدوا مرونة حول تجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة من دون التراجع عن مواصلة التخصيب بنسبة 5 في المئة. أما بشأن المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، فيرفض الإيرانيون شرطاً فرنسياً، بإخراجه إلى بلد ثالث لتحويله إلى وقود نووي لمفاعل طهران التجريبي، ويُصرون على حقهم بتحويله في منشآتهم.

ويرفض الإيرانيون أيضاً، التوقيع في المرحلة الأولى على البروتوكول الملحق بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية «أن بي تي»، الذي يخول المفتشين دخول ما يشاؤون من مواقع إيرانية متى شاؤوا، ويفضلون تأجيله إلى مرحلة لاحقة.

البرلمانية الأوروبية فيرونيك دوكايزر: أنقذوا سوريا في جنيف قبل أن تنفجر على الجميع

وسيم ابراهيم

تمارس فيرونيك دوكايزر دور السياسية المشاكسة بامتياز. تجاهلت البرلمانية الأوروبية العزلة المفروضة، وغامرت بطَرْق أبواب دمشق ولقاء قيادتها. لم تفوّت بعدها فرصة زيارة طهران حالما ظهرت بوادر انقشاع عزلتها الدولية.

اجتماعها مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق في أيلول الماضي أحدث ضجة في بروكسل، وجعل وسائل الإعلام تهرع لمساءلتها. سُطّرت مقالات في استفظاع ما قامت به، واتهمت بأنها تحولت إلى ساعية بريد تروج لطروحات النظام السوري. لكنها تقول إنها فعلت ما يجب: كانت حيث ينبغي للسياسي أن يكون. في طهران فهمت أن وجود الأسد على طاولة المفاوضات هي مسألة «يكون أو لا يكون» مؤتمر جنيف. ترى أن مؤتمر التسوية هو الفرصة الأخيرة قبل ذهاب سوريا إلى التقسيم والانفجار، وإنقاذها، لمن يهمهم الأمر، يحتم على الجميع إنجاحه.

تعمل دوكايزر تحت قبة البرلمان الأوروبي منذ العام 2001. هي معروفة بصلاتها القوية مع الشرق الأوسط، خصوصاً لمناصرتها الحقوق الفلسطينية. في مكتبها تحتفظ بنسخ عديدة، مخصّصة للإهداء، من أحدث كتبها «فلسطين: الخيانة الأوروبية»، الذي نشر لتوّه. قامت بتأليفه مع الناشط الشهير لحقوق الإنسان ستيفان هاسل، الذي توفي بداية هذا العام، وكتابه «اغضبوا» يعدّ أحد أهم ملهمي حركة «اندنيادوس» لاحتلال الشوارع في أوروبا والولايات المتحدة.

قضت دوكايزر يومين في طهران في تشرين الأول الماضي، برفقة رئيس كتلة «الاشتراكيين الديموقراطيين» هانس سوبودا. قابلا مسؤولين إيرانيين عديدين، أبرزهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني.

تقول دوكايزر، في حوارها مع «السفير»، إنها طرحت القضية السورية مراراً على هذا النحو :«حتى مع هذا الوضع القائم والحرب، لا يزال هناك أناس يدعمون بشار الأسد، لأسباب عديدة، لحرية الأديان، لحاجات الأمن الأساسية، لكن لأسباب عديدة لديه أناس يدعمونه. وفي المعارضة، هناك فرق متعددة وغير متحدة. بهذه الحالة، أليس الأفضل الذهاب إلى المفاوضات، وبعد التفاوض يمكن رؤية ماذا سيفعل الأسد، ربما ألا يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية».

تترك لتعابير وضع علامة الاستفهام، فهكذا هي طريقة السياسة الأوروبية في السؤال. الردّ الذي سمعته كان الآتي: «بقاء الأسد أو ذهابه، يجب ألا يكون شرطاً مسبقاً للمؤتمر (في جنيف)، لكن ربما قضية تطرح في المفاوضات، لكن ليس استباقاً لها. هذا ما قالوه». من تكرار هذا الجواب، ترى دوكايزر أن خلاصة القرار في طهران هي «بشار على الطاولة، وربما يخرج بعد ذلك، أو بشار ليس على الطاولة، هي مسألة يكون أو لا يكون هذا المؤتمر».

لكن الضيوف الأوروبيين طرحوا قضية استخدام السلاح الكيميائي وقصف المدنيين. وحول رد الإيرانيين تقول دوكايزر: «رفسنجاني لم يُجب مباشرة، لكنه ذكرنا، في رد مثير للاهتمام، بتجربته خلال حرب العراق مع (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين، وكان وقتها القائد الأعلى لقوات الجيش (بين العامين 1988 و1989). قال لنا: أنا لم أقصف إطلاقاً أهدافاً مدنية. وإذا كان محتماً علي القصف، كنت أقوم بإعلان للمدنيين لتمكينهم من المغادرة، ولم أستخدم أبداً السلاح الكيميائي لأنه ضد ديننا وأخلاقنا». تعقب على ذلك بالقول :«إذاً هو لم يذكر سوريا بل قدم نفسه (مثالاً)، لكن كلامه كان جواباً، بطريقة ما، أن هذه أمور لا يمكنك فعلها مع شعبك».

وتقول إن جولات المحادثات أعطتها الانطباع بأن الإيرانيين لم يكونوا متحمّسين للحديث عن سوريا: «أعتقد أنه صعب عليهم الدفاع عن بشار الأسد، لكنهم يدافعون عن سيادة الدولة، وعن أن الشعب هو الذي يقرر». يتضافر مع ذلك الوضع الصعب لاقتصاد طهران وصعوبة مواصلة دعمها نفسه للدولة السورية، ما يعني برأيها أن «إيجاد حل سياسي أمر لن يكون سيئاً لإيران».

دخلت دوكايزر (مواليد العام 1945) عالم السياسة متأخرة. هي في الأساس عالمة نفس مخضرمة، وكانت رئيسة جمعية أطباء النفس البلجيكيين. لها مؤلفات عدة حول تطبيقات هذا العلم في مجال العمل والتنظيم، وتفادي الأخطاء البشرية فيهما.

خلال استعراضها سياقات الحرب السورية، تصل لخلاصة أن مؤتمر «جنيف 2» سيكون «الفرصة الأخيرة» التي يمكنها تجنيب «تقسيم سوريا وانفجار الصراع». تستطرد بالشرح: «بالإضافة إلى هذا لدينا القاعدة و(جبهة) النصرة، وهنا أتحدّث عن شبكة إجرام حقيقية، وليس عن داعمين أو معارضين للنظام. إذا لم نعقد المؤتمر فستنفجر سوريا وستبقى هذه الشبكة التي سيعاني منها كل الإقليم، إيران ولبنان والجميع». تصمت للحظة، وتتابع بنبرة متحسرة: «أنا خائفة من انفجار سوريا. نعرف مسبقاً أن كل سوريا انتهت، وكل شيء فيها سيكون مختلفاً في المستقبل. هذا بالنسبة لي، ولسوريين كثيرين، حقيقة من المرعب التفكير فيها: ما الذي ستكونه سوريا الجديدة؟».

إزاء هذا الأفق الأسود ترى دوكايزر أن لا شيء يبرر رفض المعارضة للتفاوض أو تحفظ النظام. وتقول: «إذا أرادوا أن ينقذوا بلدهم والمنطقة عليهم الذهاب إلى جنيف لمحاولة إيجاد حل. الناس الذين سيحضرونه (المؤتمر) لن يكونوا الناس الذين يعجبوننا، أو يحبون بعضهم، لكن المفاوضات ليست بين الأصدقاء، في العموم هي بين الأعداء. ما أعرفه بالتأكيد أنه إذا لم نتمكن من إيقاف الحرب سنفقد مليون إنسان، وليس مئة ألف. مليون».

هوجمت السياسية الاشتراكية بشراسة، واتهمت بالترويج لطروحات الأسد بعد لقائه. تنفي ذلك، وتذكر بأنها صوّتت مراراً في البرلمان الأوروبي لمصلحة قرارات تطالبه بالتنحي. آخرها كان قبل أيام من رحلة دمشق. رغم نفيها، فهي قالت بعد عودتها إن حديث الأسد حمل رسالتين: أنه غير متمسك بالسلطة ولديه حياة أخرى ممكنة، لكنه لن يغادر السفينة وهي تغرق، وأن الشعب هو الذي سيقرر من يحكمه عبر صندوق الاقتراع. تدافع عن ميلها لقضية الحسم الانتخابي المراقب دولياً، وتشدد أنها لا تكرر بهذا كلامه: «الشعب هم (جمهور) المعارضة أيضاً، ولا اعتقد أن النظام يتحدّث عنهم».

لكن مهلاً. قبل كل شيء، تعيد التشديد على أن زيارتها لم تكن لحوار سياسي بل «شخصية وإنسانية». تقول إن القانون الدولي ينص على واجب الحديث إلى «الجميع من دون استثناء» بغية تأمين إيصال المساعدات، والحديث هنا يخص سوريين يعلن يومياً عن حاجتهم الماسة للإغاثة.

لم تكشف دوكايزر تفاصيل مهمتها حال عودتها، كانت تنتظر نتائج ملموسة في يدها. لذلك تروي الآن أن ما قادها إلى دمشق قائمة مطالب، بالأسماء والمواقع، حملتها إياها جمعيات الإغاثة والمساعدة الإنسانية، لافتة إلى أن تفاعل الرئيس السوري كان إيجابياً حيالها. وهي في بروكسل وصلها أن السلطات السورية أعطت الإذن بالدخول والعمل للهيئة الأوروبية للمساعدة الإنسانية. كان هذا أحد المطالب التي حملتها، لكنها تفضل القول إن هذه النتيجة «ربما لم تأت بفضلي، لكنها جاءت بعد الزيارة». تبدي ارتياحها لهذا الخبر، فالأوروبيون يقدمون 40 في المئة من المساعدات إلى سوريا عبر قناة الهيئة، ويذهب 60 في المئة إلى دول الجوار.

لا يمكن لمن يحاور دوكايزر إغفال قدرتها على التركيز الشديد في الحديث. نسج فكرتها عبر رصّ عديد الجمل الطويلة لا يجعلها تتوه عن رأس الخيط. ليست في حاجة أبداً لمن يذكرها من أين بدأت، ولا أين كانت إذا تشتت الموضوع.

لكن الشكوك لا تنتهي، وتغذيها أحاديث الغرف المغلقة. أحد الديبلوماسيين الذين التقوا دوكايزر، بعد زيارتها طهران، قال إنه يشهد بخبرتها كسياسية، لكنه أحسها «بريئة في اعتقادها أن الأسد مستعد للمغادرة في نهاية المطاف».

على أية حال، لم تكن المرة الأولى التي تلتقي فيها دوكايزر الأسد. قابلته سابقاً مرات عدة. كان ذلك خلال جولات نقاش، تواصلت لسنوات، حول توقيع اتفاقية الشراكة بين دمشق والأوروبيين. تذكر بكل هذا لتقول إنها تعرف حديث الرئيس السوري عن «أعطوني وقتاً لأنجز الإصلاحات»، وتعلق «الآن الوقت انتهى».

يستفزها وصفها بالبراءة السياسية. تضحك بسخرية، وتقول إنها ربما كانت كذلك في بدايتها، قبل أن تختبر لغة السياسة السورية. تستشهد بحادثة معبرة وقتما التقت وفد التفاوض السوري حول اتفاقية الشراكة، وكانت برلمانية جديدة. القوات السورية كانت لا تزال في لبنان :«سألت رئيس الوفد السوري كم عدد الجنود والاستخبارات التي لديكم في لبنان، فأجاب: ثلاثين. ثلاثين! تمعنت في وجهه لأرى إذا كان يمزح معي. قلت له تقصد ثلاثين ألفاً. ردّ مباشرة: لا، ثلاثين. ووقفنا هنا». تطلق ضحكة طويلة من هذه الحادثة، قبل أن تقطعها مرة واحدة موجهة الحديث لمن يشكك في خلاصة قراءتها: «من وقتها فهمت كيف يمكن للسوريين أن يجيبوا، ولهذا لست بريئة إطلاقاً تجاه ما يمكن أن يقال لي في سوريا».

الأمن التركي يبحث عن سيارات مفخخة تابعة لداعش والكردستاني

أنقرة- (يو بي اي): أعلنت قوات الأمن التركية عن تكثيف جهودها للعثور على أربع سيارات مفخخة تابعة لحزب العمال الكردستاني، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أفادت المعلومات الإستخبارية بدخولها الى البلاد.

وذكرت وسائل اعلام تركية، أن قوات الأمن كثفت من جهودها للعثور على أربع سيارات مفخخة تابعة لحزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بعد توفر معلومات استخبارية تفيد “بتسلّل الإرهابيين إلى داخل تركيا لتنفيذ هجمات”.

وأضافت أن “قوات الأمن بدأت تحرياتها في البحث عن السيارات الـ4 منذ مطلع شهر نوفمبر الحالي”، إلا أنها لم تعثر عليها حتى الآن”.

وأشارت إلى أن التنظيمين “الدولة الإسلامية في العراق والشام” و”العمال الكردستاني” يخططان لتفجير تلك السيارات المفخخة في مختلف المناطق الحيوية في المدن التركية، وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة، بالإضافة إلى استهداف أحد مخيمات اللاجئين السوريين في شرق البلاد.

السفارة السعودية ببيروت تطلب من رعاياها مغادرة لبنان

قدري جميل: حملات ترشح الأسد لرئاسة بلاده مجددا ‘غير جدية’

مقتل 15 عنصرا مواليا للنظام في حلب واستمرار المعارك في القلمون

عواصم ـ وكالات ـ بيروت ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: أعرب نائب رئيس الوزراء السوري المقال قدري جميل عن اعتقاده أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد حتى الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها العام المقبل ‘صار أمرا متفقا عليه من قبل القوى الدولية’، ورفض في الوقت نفسه الحديث صراحة عن إمكانية قيامه بلعب دور قيادي في سورية ما بعد نظام الأسد، وقال ‘انا ثوري منضبط .. ملتزم بقرارات الحزب الذي أنتمي إليه .. ولا رغبة لدي سوى في أن تنتهي مأساة الشعب السوري’.

وقلل جميل من قدر وأهمية انطلاق بعض الحملات الدعائية لإعادة ترشح الأسد لرئاسة بلاده،. ووصف هذه الحملات ‘بغير الجدية’.

وقال جميل في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية ‘نعم الأسد قال إنه لا يوجد ما يمنعه من الترشح مجددا للرئاسة، ولكنه ربط ذلك بعاملين: الرغبة الشخصية والرغبة الشعبية.. والأولى برأيي موجودة، ولكن الثانية من المبكر جدا الحديث عنها’.

وتابع ‘أعتقد أن بقاء الأسد على رأس عمله حتى إجراء الانتخابات القادمة صار أمرا متفقا عليه ومحسوما من قبل القوى الدولية’.

وتمت إقالة جميل، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، الشهر الماضي، وأرجع النظام ذلك إلى تغيبه عن عمله وعقده لقاءات في الخارج ‘دون إذن’.

ونفى جميل أن يكون تركيز القوى الغربية على الملف النووي الإيراني قد أدى بشكل أو بآخر إلى تراجع اهتمامهم بالأزمة السورية ، وقال: ‘الروس والأمريكان وكل القوى الدولية أصبحوا مدركين أن هناك فاشية جديدة متمثلة في القوى المتطرفة ظهرت وتتقدم بسبب الأوضاع في سورية ومن ثم فاستمرار هذا الوضع صار خطرا يهدد المنطقة والعالم’.

ووصف جميل موقف حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله من الأزمة السورية بأنه ‘عاقل جدا’، وقال ‘الرجل يدعم الحل السياسي ويتهم من يرفضون هذا الحل بأنهم يريدون استمرار نزيف الدم بسورية وهو موقف عاقل جدا .. وإذا قدم حزب الله لسورية لدعم النظام، وهو يعترف بذلك ولا ينكره، فهو لم يأت أولا، ولكن بعد أن قدم إليها عشرات الألوف من المسلحين الأجانب في الجبهة الأخرى’.

من جهة اخرى قتل 15 عنصرا من ‘جيش الدفاع الوطني’ الموالي للنظام امس الخميس في معارك قرب مقر اللواء 80 الذي استولى عليه النظام قبل اسبوعين بريف حلب، في وقت تحتدم المعارك في منطقة القلمون شمال دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني ‘قتل 15 عنصرا من قوات الدفاع الوطني في اشتباكات مع الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة في ريف حلب الشرقي ومناطق قرب اللواء 80′ شرق مدينة حلب في شمال البلاد. كما افاد عن مقتل مقاتلين معارضين احدهما قائد كتيبة في المعارك.

وسيطرت القوات النظامية على مقر اللواء 80 في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، ويحاول مقاتلو المعارضة استعادته.

في الشمال ايضا، نفذ الطيران الحربي السوري سلسلة غارات الخميس على محيط الفرقة 17 قرب مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة الدولة الاسلامية في العراق والشام.

وكان 16 مقاتلا من الكتائب المقاتلة قتلوا الاربعاء وجرح عشرون عنصرا من قوات النظام في اشتباكات مع القوات النظامية داخل الفرقة التي يحاول مقاتلو المعارضة منذ اشهر السيطرة عليها.

في ريف دمشق، ذكر المرصد ان ‘مئات المقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتيبتين مقاتلتين دخلوا مدينة دير عطية في منطقة القلمون’.

الى ذلك حضّت السفارة السعودية في بيروت، امس الخميس، رعاياها على مغادرة لبنان نظراً الى ‘خطورة’ الوضع فيه.

وقال السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، في اتصال مع الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، إنه ‘نظراً لخطورة الوضع في لبنان، حضّت السفارة السعودية رعاياها على مغادرة لبنان حرصاً على سلامتهم’.

وجاءت الدعوة بعد يومين من تفجيرين استهدفا مقر السفارة الإيرانية في بيروت على يد انتحاريين اثنين، ما أدى الى وقوع عشرات القتلى والجرحى.

وكانت السعودية نصحت رعاياها منذ عدة أشهر، بعدم التوجّه الى لبنان.

الى ذلك أعلن مساعد وزير الخارجية الإيرانيِ، حسين أمير عبد اللهيان، الذي يزور لبنان حاليا، أنه التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وقال عبد اللهيان في مقابلة مع تلفزيون المنار الناطق بلسان حزب الله، امس الخميس، إنه التقى السيد نصرالله وجرى عرض لأحداث وتطورات المنطقة.

ومن جهة ثانية، حمل عبد اللهيان، اسرائيل، مسؤولية تفجيري السفارة الإيرانية في بيروت الثلاثاء الماضي ‘عبر استخدامها بعض الأدوات التكفيرية’.

في لقاء بطاركة مصر وسورية والعراق في الفاتيكان البابا: لن نقبل بشرق أوسط خالٍ من المسيحيين

روما- الفاتيكان – (وكالات): أعلن البابا فرنسيس امس الخميس، أن الكنيسة الكاثوليكية لن تقبل أن تكون منطقة الشرق الأوسط بلا مسيحيين. ونقلت (إذاعة الفاتيكان) عن البابا فرنسيس، قوله في أعقاب اجتماع عقده مع بطاركة من العراق وسوريا ومصر، في الفاتيكان ‘إننا لن نسلّم برؤية شرق أوسط خالٍ من المسيحيين’.

ودعا الى إحترام حق الجميع في العيش حياة كريمة وممارسة معتقداتهم الدينية بحرية واعتبر أن ‘كل كاثوليكي مدين للكنائس التي تعيش في الشرق بالاعتراف بجميلها’، وبخاصة في الشرق الأوسط، معرباً عن قلقه إزاء ظروف عيش المسيحيين هناك.

ولفت البابا إلى وضع المسيحيين الذين ‘يعانون معاناة قاسية بصفة خاصة من جرّاء الاحتقانات والنزاعات في مناطق عديدة من الشرق الأوسط’، وسلّط الضوء على ‘معاناة المسيحيين في سوريا والعراق ومصر’.وفي نداء مشترك مع البطاركة فيما تهدد الاقليات المسيحية الشرقية النزاعات وتنامي الاسلام المتطرف وغالبا ما يعمد افرادها الى الهجرة، قال البابا ‘لا نسلم بالتفكير في شرق اوسط من دون مسيحيين يبشرون منذ الفي عام باسم المسيح، مندمجين بصفتهم مواطنين في الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية في البلدان التي ينتمون اليها.

واعرب البابا عن ‘قلقه العميق’ حيال ‘الظروف الحياتية للمسيحيين الذين يتعرضون في عدد كبير من انحاء الشرق الاوسط، بطريقة قاسية جدا، لعواقب التوترات والنزاعات الجارية وقال ‘، تفيض الدموع من سوريا و من العراق و من مصر ومن مناطق اخرى من الاراضي المقدسة’.

وشدد البابا على القول ان ‘اسقف روما (البابا) لن يشعر بالسلام والطمأنينة طالما بقي رجال ونساء الى اي ديانة انتموا، مجروحين في كراماتهم ومحرومين من الوسائل الضرورية من اجل البقاء، مسروق مستقبلهم ومضطرين للقبول بوضع اللاجئين والمهجرين.

واضاف البابا ‘اليوم، وبالتنسيق مع رعاة الكنائس الشرقية، نوجه نداء من اجل احترام حق الجميع بحياة كريمة والتبشير بإيمانهم في اطار تسوده الحرية’. وتطرق البابا الذي خرج عن نص الكلمة المكتوبة الى المسيحيين الذين غالبا ما يعيشون ‘قطعانا صغيرة في بيئات يسودها العداء والنزاعات والاضطهادات المقنعة ايضا.’

وخص البابا ايضا بلفتة مميزة ‘القدس التي ولدنا جميعا فيها على الصعيد الروحي’، حتى تصبح المكان ‘الذي اراده الله’ والذي اتحد فيه ‘الشرق والغرب’ معا.

مسؤولون أمنيون يؤكدون وجود عشرات الشبان الأمريكيين في سورية أربعة مسلمين بريطانيين قتلوا وهم يحاربون في صفوف الجماعات الجهادية

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ مع مقتل أربعة من المسلمين البريطانيين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الجماعات الجهادية في سورية، عاد الجدل حول سفر الشباب المسلمين إلى الجبهات السورية وانضمامهم للجماعات المقاتلة، ففي تقرير خاص بثته ليلة الأربعاء القناة الثانية في ‘بي بي سي’ في نشرة أخبار المساء ‘نيوز نايت’ تم الحديث فيه عن ناشط مسلم محلي من مدينة بورتسموث الساحلية واسمه افتكار جمان حيث ذهب إلى سورية ويقاتل الآن في صفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’، ودافع الشاب عن قراره، كما دافع شقيقه في المقابلة عن الأعمال التي تقوم بها الدولة من ناحية توفير التعليم والصحة للمواطنين، وعندما سئل إن كان يوافق مع السلطات الأمنية البريطانية التي ترى فيه خطراً على الأمن القومي، قال ‘ليناموا مرتاحين فلن أعود إلى بريطانيا’.

من كل مكان

وقال افتكار في المقابلة التي جرت عبر ‘سكايب’ إنه ليس المقاتل الوحيد الذي جاء من أوروبا فهناك أعداد كبيرة جاءت لسورية من كافة أنحاء العالم الإسلامي، من بولندا وفرنسا والشيشان والباكستان وبعضهم اعتنق الإسلام حديثا. وتقدر الإستخبارات البريطانية عدد البريطانيين المسلمين الذين يقاتلون في صفوف المقاتلين السوريين بما بين 200- 300 شاب معظمهم في العشرينات من عمرهم.

وتخشى أن يعودوا بعد حرب سورية ويقوموا بتطبيق ما تعلموه في بريطانيا، لكن شيراز ماهر من ‘المركز الدولي لدراسة التطرف’ في جامعة كينغز كوليج قال إن معظمهم متحمس ومندفع بفكرة الجهاد ويريد البقاء في سورية. لكن في يوم ما قد تخبو هذه الجذوة ويقررون العودة للغرب.

ويتزامن الحديث عن الجهاديين البريطانيين بتقارير أمريكية تتحدث عن رغبة عدد كبير من الأمريكيين الشباب بالسفر لسورية، ومع الإعلان عن مقتل شاب مسلم اسمه محمد الأعرج، من لادبغروف، في لندن في سورية، حيث كان ‘أبو خالد’ يقاتل في صفوف المقاتلين ونشرت له صورة مع شخص آخر اسمه أبو حجامة البريطاني من هاونسلو في لندن، حيث اعتبرته ‘داعش’ شهيدها.

من غرب لندن لسورية

ويعتبر الأعرج رابع شاب بريطاني يقتل في سورية، بعد إبراهيم المزوجي، من شمال لندن، وعلي المناصفي من أكتون في غرب لندن.

وتقول السلطات الأمنية البريطانية أن بعض المقاتلين الشباب يعودون إلى بريطانيا ويحاولون جذب الآخرين للقتال في سورية، وفي الشهر الماضي قامت السلطات الأمنية باعتقال شابين في وسط لندن عادا من سورية بعد ربطهما بما قالت السلطات لأنه مؤامرة أرهابية.

وقتل الأعرج في شهر آب (أغسطس) في كمين نصبه له الجيش السوري او المؤيدون له. وكان قد سجن لمدى 18 شهراً بعد تظاهره أمام السفارة الإسرائيلية أحتجاجاً على حربها على غزة، وكان في امتحاناته الأخيرة لدراسة الهندسة الميكانيكية، ونقلت صحيفة ‘غارديان’ عن عائلته أنها ستقوم بنشر بيان عبر محاميها تطلب تركها وشأنها، فيما نقلت صحيفة ‘تايمز′ عن صديق للعائلة قوله إنه لم يكن يتوقع أن يقوم محمد بهذا العمل، حيث كان يعيش حالة من الفراغ بعد خروجه من السجن، وبدأ يتردد على المسجد ‘وبدأ يقول كل هذه الأشياء الجنونية عن الإسلام’ لكن شقيقته كتبت في 17 آب (أغسطس) بعد وفاته مباشرة ‘حبي له لن يستطيع أحد فهمه’.

وتقول ‘تايمز′ إن الأعرج قتل إلى جانب ثلاثة من رفاقه كانوا مع عشرة آخرين من جنسيات مختلفة، وجرح في الكمين ثلاثة بريطانيين آخرين لا يزال واحد منهم يعالج في سورية.

ويقول مصدر إنهم كانوا يحضرون أنفسهم للقيام بعملية عندما حدث انفجار كبير جداً لم يكن بسبب قذيفة هاون بل قذيفة مدفعية أو صاروخ’. وحذر باحث في المعهد الملكي للدراسات المتحدة قوله إن تزايد عدد القتلى البريطانيين في سورية يرفع من مخاطر التهديدات الإرهابية على بريطانيا ‘فمن المحتمل تفكير بعضهم بمعاقبة بريطانيا لوقوفها موقف المتفرج على الدمار المستمر في سورية، وهناك إمكانية قيام بعضهم بتجريب الخبرات التي تعلمها في المعركة وتنفيذ عمليات ضد الغرب’ على حد قوله.

ويرى مسؤولو الإستخبارات البريطانية أن ‘تدويل’ الحرب السورية والوحشية التي وصلت إليها هما عاملان أساسيان في دفع الشباب نحو المشاركة فيها بحيث تتحول سورية وبشكل كبير إلى ساحة حرب أوسع من الساحة الأفغانية في الثمانينات من القرن الماضي والعراق بعد غزو القوات الأمريكية له عام 2003.

وجاءت الأخبار عن مقتل البريطانيين في بعد تبرئة ساحة بريطانيين أخريين اتهما بالإنضمام للجماعات الجهادية أحدهما طبيب في الخدمات الصحية الوطنية ‘أن أتش أس′، ويرى معظم المتطوعين للحرب في سورية أن ما يقومون به هو واجب، كما أن معظهم تأثر بالصور وبما قرأه على الإنترنت حيث يقول جمان ‘بدأت بقراءتي كتابا، كنت اخاف من كلمة جهاد، ومهمة المسلم هي حب الجهاد’ في النهاية. وكان الأعرج وهو من عائلة فلسطينية قد ولد بالطائرة ونشأ في لندن.

ونقلت ‘غارديان’ عن أقاربه أنهم علموا بمقتله في سورية.

وقال والده وليد الذي يعمل في تجارة الانتيك او القطع القديمة، إنه سيصدر بياناً عبر محاميه.

وفي الوقت الذي تقول فيه ‘تايمز′ إن أربعة بريطانيين قتلوا في سورية إلا أن شيراز يرى أن الأعرج هو الحالة الثانية المعروفة بعد المناصفي.

بروفايل

ويقوم شيراز بتتبع ‘تغريدات’ الجهاديين على التويتر ورسم صورة او ‘بروفايل’ عن دوافعهم والأسباب التي دفعتهم للقتال في سورية.

ويقول ماهر إنه من الأدلة التي جمعها يبدو أن الأعرج قد اتصل مباشرة أو غير مباشرة بجماعات لها صلة بالقاعدة ‘لقد بحثنا في الجماعات التي كان يخرج مع أفرادها.

ولاحظ وجود مواد دعائية تعود لجبهة النصرة في بعض المواد التي وضعها على التويتر، كما لاحظ مواد أخرى تعود لداعش، وهناك مواد تظهر أنه كان في حلب وإدلب مع جماعات جهادية مستقلة والتي تقدم دعماً لمقاتلي الجبهة وداعش.

مقاتلون من أمريكا أيضاً

وكانت المخابرات الأمريكية قد تحدثت يوم الأربعاء عن مئات من الشبان الأمريكيين ممن سافروا للقتال في سورية منذ بداية الإنتفاضة ضد بشار الأسد عام 2011. وتظل نسبة الأمريكيين قليلة مقارنة مع أعداد الشبان الأوروبيين ومن أستراليا وكندا حيث يقدر الأمنيون عددهم بما بين 600 ـ 700 مقاتل وربما وصل الرقم إلى ألف.

ولا يمثلون إلا نسبة قليلة من مجموع الجهاديين الأجانب الذين وصلوا لسورية ويقدر عددهم بما بين 6-11 ألف مقاتل من العالمين العربي والإسلامي.

وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن العدد من أمريكا قليل جداً حيث وصفت السلطات الأمنية عددهم ‘بالعشرات’ ولم يبرزوا بشكل واضح في العالم القتالي، ولكنهم كما يقول المسؤولون الأمنيون جزء من عدد متزايد من المقاتلين الأجانب ‘وأتوقع زيادتهم طالما استمر القتال’ حسب مسؤول بارز والذي كان واحداً من أربعة مسؤولين تحدثوا للصحافيين عن مشاركة الأمريكيين والأجانب في القتال السوري، وتحدثوا عن الطريقة التي تتم فيها تجنيدهم وتمويل رحلاتهم.

مشيرة إلى أن تدفق الشباب المسلم من حملة الجوازات الأجنبية أثار مخاوف تهديد إرهابي جديد حالة عودتهم من الحرب.

وما يزيد من القلق أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو أكثر الجماعات جذباً للمقاتلين الأجانب، وفي الوقت نفسه يجد الأسد دعمه من المقاتلين الأجانب من مقاتلي حزب الله، والمتطوعين الشيعة من العراق وإيران.

كتائب خاصة بالمهاجرين

وبالإضافة لجبهة النصرة وداعش هناك كتائب خاصة بالمهاجرين القادمين من الخارج والتي ليس لديها النظام الصارم للتعرف والتدقيق في هوية المقاتلين وقلع جذور المخبرين من داخلها.

ومن بين الكتائب المعروفة ‘جيش المهاجرين والأنصار’ والذي يقوم بحملات تجنيد من بين الشباب في وسط آسيا وأوروبا ويستخدم التويتر، وتدريب على الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي. وفي الوقت الذي لم يتم بعد الكشف عن عائدين إلى بلادهم ممن يخططون لهجمات إرهابية إلا ان المقاتلين من ‘جيش المهاجرين والأنصار’ يمثلون خطراً أمنيا على الغرب كما يقول المسؤول.

ومن بين المتطوعين الأمريكيين الذين قتلوا نيكول لين مانسفيلد (33 عاماً) من فلينت، ميتشغان، والذي قتل في أيار (مايو) عندما كان بمعية مقاتلين في محافظة إدلب، وهناك إريك هارون (30 عاماً)، الذي وجهت له اتهامات في فونيكس بالقتال في صفوف جبهة النصرة، وكان هارون قد وضع صوره على الفيسبوك في شباط (فبراير) أظهر تفاخره فيها أنه ‘أسقط مروحية سورية ونهب كل الأسلحة والأجهزة فيها’.

ويرى المسؤولون الأمنيون الأمريكيون أن سورية ‘اصبت أكبر مركز جذب للجهاديين’.

وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ إن المحللين في مركز مكافحة الإرهاب، ومن سي أي إيه، وبقية الوكالات الإستخباراتية الأمريكية يرون أن تدفق المقاتلين الأجانب لسورية من المتوقع استمراره وتوسعه، خاصة أن أياً من الطرفين ليس قادراً على حسم المعركة مما يعني أن ‘الحرب قد تستمر لوقت طويل’ حسب مسؤول.

ونقل عن مسؤول قوله إن ‘الذين يذهبون إلى سورية يحصلون على خبرة قتالية في المعارك، ويتم غرس أفكار الجهاد في وعيهم إن لم يكونوا قد تعرضوا لحملات غسيل دماغ’.

ومن المتوقع ان تظل علاقات الجهاديين مع جماعاتهم حتى لو عادوا إلى بلادهم فيما بعد.

ولاحظ المسؤول أن الجماعات المقاتلة لديها قدرة جيدة على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي، مثل يوتيوب، تويتر، فيسبوك من اجل تجنيد الشبان، حيث يتم الإعتماد على المتكلمين بالفرنسية والإنكليزية بشكل كبير.

وقال المسؤول إنه لم يشاهد جهوداً محددة موجهة نحو أمريكا، ولاحظ أن عدد الجهاديين الأمريكيين لا يمثلون إلا نسبة قليلة جداً من الجهاديين الأجانب، وهذا يعود لبعد أمريكا عن سورية مقارنة مع الدول الأوروبية.

ويرى المسؤولون أن الأعداد التي تساق للحديث عن المقاتلين الأجانب غير دقيقة، وأن معظهم جاءوا من دول مثل بريطانيا ، فرنسا، ألمانيا، هولندا وبلجيكا.

جبهة النصرة ومعركة القلوب

وفي تقرير متعلق بمحاولة الجماعات الجهادية تثبيت أركانها، قالت مراسلة صحيفة ‘ديلي تلغراف’ روث شيرلوك إن جبهة النصرة تقوم بتطبيق برامجها الدينية بعيداً عن ساحات المعارك في محاولة منها لإنشاء خلافة جديدة. وتقول إن الجبهة تقوم بغرس أفكارها في القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرتها، وتعمل على فرض رؤيتها وأيديولوجيتها بإرسال دعاة وأئمة وتحظر التدخين وتطلب من الرجال العناية بلحاهم والنساء لبس النقاب.

وقضت الصحافية اسبوعاً تجري مقابلات مع عناصر في القاعدة وسكاناً في القرى الواقعة تحت سيطرة داعش وجبهة النصرة أظهرت ما أسمته ‘استراتيجية محكمة’ تتبعها هاتان الجماعتان لتغيير شكل المجتمع السوري.

ونقلت عن أبو عبدالله، أحد عناصر داعش قوله إنها تقوم بالتغيير من القاع للأعلى وأن الهدف هو ‘نهدف لتطبيق الشريعة وإقامة حكم الله’، مشيراً إلى الجهود التعليمية وتقديم برنامج تعليمي جديد للأطفال وتعليم المصلين في المساجد ‘نحن نضعهم على الطريق الصحيح’. وتقول الصحيفة أن البرنامج الذي تطبقه القاعدة واضح في مدينة الرقة، شمال- شرق البلاد والدانة وهما البلدتان الواقعتان تحت السيطرة الكاملة للمقاتلين الإسلاميين.

ونقل عن أحمد قوله إنهم يقومون بفرض ‘قوانين جديدة في كل مدينة’، وقال وهو مواطن في الرقة إن داعش قامت في الأسبوع الماضي بوضع ملصقات في كل أنحاء المدينة تدعو النساء إرتداء النقاب، ‘وضع مواعيد محددة كي تلتزم كل النساء بالأوامر، حيث كان الجهاديون في الأسواق يوزعون النقاب على المارة’.

كما طلبوا من النساء التوقف عن زيارة الاطباء او التحدث للرجال خارج البيت بدون محرم. وتقول تقارير محلية إن الجهاديين يحاولون إغلاق المدارس المختلطة. ونقل عن مواطن قوله كيف قام أعضاء في داعش بدخول مدرسة وعنفوا طالباً كان يتحدث لزميلته وقالوا له ‘حرام’ كما قالوا إن زي الطالبات غير إسلامي ‘حرام’ وعندما اعترض أحد الطلاب مستخدما اللغة الإنكليزية ردوا عليه أن التحدث باللغة الإنكليزية ‘حرام’.

سوريا: تشكيل الجبهة الإسلامية

أعلنت 6 فصائل مسلحة في سوريا عن تشكيل “الجبهة الإسلامية” في جمعة حملت اسم “دم الشهداء يوحدنا”.

وتضم الجبهة 6 من أكبر الفصائل المقاتلة في مناطق مختلفة من سوريا في دمشق وريفها وحمص واللاذقية وحماه وإدلب وحلب ودير الزور.

والكتائب المنضوية تحت هذا التشكيل الجديد هي لواء التوحيد أكبر الفصائل المسلحة المقاتلة في حلب، وحركة أحرار الشام وصقور الشام وجيش الإسلام، بقيادة زهران علوش والذي أعلن عن تشكيله قبل مدة في غوطة دمشق، والجبهة الإسلامية الكردية ليصبح بذلك التشكيل الجديد أكبر الفصائل المقاتلة في سوريا.

 تأتي هذه الخطوة بحسب ما يصفها النشطاء، وفاءً لقائد لواء التوحيد، عبد القادر الصالح، الذي قضى قبل قرابة أسبوع بعد استهداف الجيش السوري للمبنى الذي كان يتواجد فيه مع قادة آخرين من لواء التوحيد.

 وكان الصالح خلال الفترة الأخيرة من حياته، دائم الحديث عن ضرورة توحيد العمل العسكري في حلب لمواجهة تقدم النظام المستمر هناك، وذلك عبر لقاءات أجراها مع قائدي جيش الإسلام وحركة أحرار الشام.

سوريا: معارك جنيف 2

عاد الائتلاف السوري لقوى المعارضة ليظهر تخبطاً في المواقف والتصريحات. دعوة رسمية للائتلاف  لزيارة موسكو، يؤكدها المتحدث الرسمي باسم الائتلاف، لؤي صافي، قبل أن يعود لينفيها قيادي آخر في الائتلاف، موضحاً أن ما حصل هو عرض عبر وسيط، لحصول لقاء بين رئيس الائتلاف، أحمد عاصي الجربا، ووزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف.

والمساعي الروسية للتحضير لـ”جنيف 2″ تحديداً تشهد جديداً كل يوم. هذه المرة كان على صعيد المباحثات مع السعودية، إذ أُعلن عن استعداد سعودي للمساهمة بتنظيم “جنيف 2” وذلك خلال مكالمة هاتفية بين الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 مساعد الرئيس الروسي، يورى أوشاكوف، قال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “إنترفاكس” الروسية، إن ” الملك عبد الله أبدى أسلوباً فى التعامل مع المشكلة مشابها لأسلوب روسيا”.  وتحدث للوكالة الروسية عن تقارب روسي سعودي على صعيد مسألة “جنيف 2” إضافة إلى الملف النووي الإيراني.

 كما كشف عن سلسلة من الاتصالات التي أجراها الرئيس الروسي مع عدد من رؤساء الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا أبرزها حصلت بين بوتين، والملك السعودي والرئيس السوري، بشار الأسد، والرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، والرئيس الإيراني حسن روحاني.

 يأتي ذلك في وقت اتهمت فيه تركيا الرئيس السوري، بشار الأسد، بأنه يستغل تأخير انعقاد “جنيف 2” بتصعيد هجماته ضد الفصائل المسلحة، ومؤكدة على لسان وزير الخارجية، أحمد داوود أوغلو، على أن “جنيف 2 يجب أن يعقد وأن يحقق نتائج”.

 وفي سياق جنيف ٢ أيضاً، صدر موقف جديد عن الائتلاف، كشفه نائب رئيس الائتلاف، فاروق طيفور، بأن “المعارضة ستذهب إلى جنيف 2 بفريقين؛ أحدهما يمثل الداخل والقوى المتواجدة على الأرض لبحث القضايا الداخلية والحصول على الدعم الكامل، والآخر يمثل الخارج لشرح الموقف أمام المجتمع الدولي” وذلك في حديث لصحيفة “عكاظ” السعودية.

 وتحدث طيفور للصحيفة عن لقائه مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، الأسبوع الماضي، قائلاً إن اللقاء “لم يحقق أي نتائج إيجابية”. وكشف طيفور أن “هناك قوات خاصة ستكون مهمتها حماية الحكومة المؤقتة” وهؤلاء لا علاقة لهم بالجيش الحر كي يتفرغ لـ”مواجهة النظام”.

 مواجهة كانت في أوجها الخميس تحديداً في الرقة. وبينما يستمر حصار الجيش الحر للفرقة 17 التابعة للجيش السوري في الرقة منذ الإعلان عن سيطرة الفصائل المسلحة على مركز المدينة، شهدت المحافظة محاولة جديدة للسيطرة على الفرقة بدأتها الفصائل المسلحة بهجوم  بقذائف الهاون.

 وفيما لم يصدر أي إعلان واضح حول نجاح العملية التي كانت تهدف إلى السيطرة على الفرقة، قالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن الكتائب تمكنت من السيطرة على أجزاء من الفرقة 17، وكذلك كتيبة الأغرار التابعة للجيش السوري، إضافة إلى محطة وقود قربها.

  أما في حلب، استمرت قوات النظام في تقدمها، حيث سيطرت على قرية الدويرينة الواقعة على طريق مطار حلب الدولي.

وبحسب ما ذكر موقع “زمان الوصل” المعارض، فإن قوات النظام تمكنت من دخول القرية دون مقاومة تذكر بعد انسحاب إحد “الفصائل الإسلامية” دون أن يسمها.

في موازاة ذلك، شهدت المدينة أيضاً اختطاف مراسل ومدير مكتب دير حافر الإعلامي، ياسر صطوف، بالقرب من مستشفى دير حافر في ريف حلب الشمالي.

  المعارك على جبهة القلمون لم تتوقف ايضاً، اذ استمرت لليوم السادس على التوالي وتركزت على اوتوستراد دمشق حمص الدولي، حيث تعرضت منطقة دير عطية إلى غارات جوية، ما أدى إلى سقوط ضحايا. وقال المركز الإعلامي في القلمون إنه “تعذر نقلهم إلى المستشفيات” بسبب القصف.

 كذلك تعرضت بلدات رنكوس وجيرود وتلفيتا  إلى قصف مكثف من المدفعية المتمركزة في بلدة صيدنايا. كما تعرضت مدينة النبك إلى قصف براجمات الصواريخ والمدفعية من مقر اللواء 18، ما أدى إلى سقوط ثلاثة مدنيين على الأقل إلى جانب العشرات من الجرحى.

“الجبهة الاسلامية”… فصائل توحدت لإسقاط الأسد

أ. ف. ب.

توحدت أكبر الفصائل الاسلامية المقاتلة في سوريا تحت اسم “الجبهة الاسلامية” بهدف الحاربة لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وبناء دولة إسلامية.

بيروت: أعلنت سبعة فصائل اسلامية تقاتل في سوريا ضد النظام السوري اندماجها لتشكل “الجبهة الاسلامية” التي وصفتها بـ”التكوين السياسي والعسكري المستقل” الذي يهدف الى اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وبناء دولة اسلامية في سوريا، بحسب ما جاء في بيان.

وتضم الجبهة اكبر ثلاثة فصائل اسلامية محاربة في سوريا وهي “لواء التوحيد” و”حركة احرار الشام” و”جيش الاسلام”، بالاضافة الى “الوية صقور الشام” و”لواء الحق” و”كتائب انصار الشام”، وهي فصائل كبيرة ايضا، بالاضافة الى “الجبهة الاسلامية الكردية”.

 وجاء في بيان اعلان الجبهة الذي نشر على صفحة للجبهة الجديدة فتحت على موقع “فيسبوك” على الانترنت ان الجبهة “تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف الى اسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطا كاملا وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعا وحاكما وناظما لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة”.

ويأتي هذا الاعلان من فصائل تنتشر في مناطق مختلفة من سوريا بعد سلسلة نجاحات حققتها القوات النظامية على الارض خصوصا حول دمشق وحلب في الشمال.

ويعزو خبراء وناشطون هذا التقدم في جزء منه الى الانقسامات داخل المعارضة.

 كما ياتي الاعلان عن هذا الاندماج بعد مقتل عبد القادر صالح، قائد لواء التوحيد، المجموعة التي تضم نحو ثمانية الاف مقاتل والمقرب من الاخوان المسلمين.

وكان صالح (33 عاما) اصيب بجروح بالغة في غارة نفذها الطيران الحربي السوري واستهدفت قياديي لواء التوحيد في مدرسة المشاة (شرق حلب) الاسبوع الماضي. وقد دعا مرارا الى توحيد فصائل المعارضة المسلحة.

وقال بيان الجبهة الجديدة انها اقدمت على هذه الخطوة بعد ان “تكالبت جموع الرافضة ومرتزقة الشركات الأمنية وحلفاء نظام الأسد بمساندته في وأد الثورة في سوريا (…)، فكان من المتعين أن يقابل هذا الاصطفاف ببنيان مرصوص متماسك تتضافر فيه الجهود وتتآلف القلوب وتتحطم على صخرته بإذن الله كل المؤامرات والدسائس”.

بدء تنفيذ الخطوات الأولى من «اتفاقية اليرموك» لإخلاء المخيم من المسلحين وإعادة النازحين

النظام يخرق الهدوء النسبي بقصف شارع تجمع فيه الأهالي لإزالة السواتر

بيروت: «الشرق الأوسط»

لم يحل الهدوء النسبي الذي شهده مخيم اليرموك خلال الأيام الأربعة من بدء تنفيذ «اتفاقية اليرموك»، التي تقضي بتحييد المخيم عن النزاع الدائر في سوريا وسحب المسلحين منه، من دون قصف القوات النظامية أمس المخيم بعدد من القذائف. وسقط إحداها في شارع اليرموك الرئيس، بالقرب من تجمع لعدد من المدنيين أثناء إزالتهم السواتر الترابية، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.

وكانت مصادر ميدانية عدة داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، أكدت لـ«الشرق الأوسط»، بدء تطبيق البنود التمهيدية للاتفاقية في المخيم، المحاصر من القوات النظامية ومسلحي «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» برئاسة أحمد جبريل، منذ أكثر من 4 أشهر.

ويأتي بدء تطبيق الاتفاقية بعد مفاوضات أجراها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الأغا، على رأس وفد ترأسه إلى دمشق، في العاشر من الشهر الحالي، والتقى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومسؤول الأجهزة الأمنية السورية اللواء علي مملوك. وتوصلت المفاوضات إلى بلورة اتفاقية تقضي بـ«فتح ممر آمن للسكان لإدخال ما يحتاجه المخيم من مواد غذائية وأدوية بصفة عاجلة»، إضافة إلى «وضع آلية لتنفيذ مبادرة فلسطينية بخصوص إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين تمهيدا لعودة النازحين إليه وإعماره».

وأوضح الناطق الإعلامي باسم اتحاد شبكات المخيمات الفلسطينية، أبو محمد المقدسي، الموجود في مخيم اليرموك جنوب دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، أن «تطبيق بنود الاتفاقية بدأ منذ أيام، لكن وسط تكتم شديد وبعيدا عن الإعلام بهدف ضمان نجاحها بعيدا عن أي تجاذبات». وقال إن أولى الخطوات بدأت «بإزالة الركام من داخل المخيم، ثم تبعه إصدار قرار من اللجنة الأمنية، المشكلة من شباب وفعاليات المخيم، بإبلاغ المقاتلين وجوب مغادرة المخيم وفق آلية يجري العمل عليها، ثم إزالة كل الشعارات المعادية للنظام عن جدران المخيم، ليجري بعد ذلك إدخال مواد الإغاثة».

وأوضح المقدسي أنه بموجب الاتفاقية، سيجري إبعاد كل من قاتل مع «الجيش الحر» أو مع القوات النظامية (مقاتلي جبريل)، على أن تتسلم قوة أمنية مؤلفة من 500 عنصر ومزودة بأسلحة خفيفة مواقع المقاتلين داخل المخيم. وأكد أن الاتفاقية تقضي بـ«منع القوات النظامية من دخول المخيم تحت أي ذريعة».

وقال مصدر ميداني داخل المخيم لـ«الشرق الأوسط»، إن «اجتماعات وخطوات عدة تجري بعيدا عن الإعلام، بحيث تنصب الجهود حاليا على تسوية أوضاع مقاتلي (الجيش الحر)، لمن يرغب في ذلك، وتنسيق انسحاب الكتائب غير الفلسطينية من اليرموك». وقال إنه «في أحيان كثيرة، تعيق ردود الفعل في الشارع تنفيذ الاتفاقات، الأمر الذي فرض التكتم على آلية العمل وطريقة التواصل مع النظام و(الجيش الحر) والنتائج والخطوات اللاحقة».

وفي هذا السياق، أشار المقدسي إلى أن «العمل ينصب في الوقت الراهن على تحضير الأرضية لتنفيذ الشق الأمني المتعلق بانسحاب المقاتلين، لكن النتائج تحتاج إلى وقت كي تظهر»، معلنا في الوقت ذاته أن «من أولى نتائج بدء تطبيق الاتفاقية الهدوء النسبي الذي يشهده المخيم منذ أيام»، والذي عكره أمس سقوط عدد من القذائف.

وتقضي بنود اتفاقية اليرموك بـ«انسحاب (الجيش الحر) إلى خارج مخيم اليرموك، وإعلانه منطقة هادئة، إضافة إلى منع دخول القوات النظامية ومقاتلي جبريل إلى داخل المخيم، بينما يسمح للمنضمين إلى صفوف القيادة من شبان المخيم بالدخول إليه من دون سلاح. كما تنص على فتح الطريق من وإلى المخيم وإدخال مواد غذائية وطبية عاجلة، فضلا عن الإفراج عن معتقلين فلسطينيين لدى النظام وتسوية أوضاع من يريد من مقاتلي (الجيش الحر)».

ولفت المقدسي إلى أن «الاتفاق موقع وليس شفهيا، وجرى رفعه للقيادة السورية كمحضر عن الاجتماع الثنائي بين عضو قيادة فتح واللواء علي مملوك»، الذي قاد المفاوضات عن الجانب السوري، وهو المسؤول عن تنفيذ الاتفاقية من قبل النظام السوري.

وبموجب الاتفاقية، لا يمكن للنظام، وفق ما قاله المقدسي: «تنفيذ أي مداهمات بحثا عن مطلوبين في المخيم أو الدخول تحت أي ذريعة»، مشيرا إلى أن «الهيئة الأمنية في المخيم أصدرت قرارا قبل يومين دعت فيه جميع الكتائب إلى الانسحاب من المخيم، ولصقت نسخا منه على جدران الشوارع».

وقالت مصادر ميدانية من المخيم، إن «العمل يجري حاليا على إزالة كل الشعارات المكتوبة على الجدران والمناوئة للنظام، بينما بقيت الشعارات التي لا تؤيد الانحياز إلى طرف ضد آخر». وتشرف اللجنة الأمنية داخل المخيم على تطبيق بنود الاتفاقية تباعا، علما بأن العناصر المنضوين تحتها وعددهم 500 لم يشاركوا في القتال، سواء إلى جانب (الجيش الحر) أو النظام».

وأوضح المقدسي أن «هؤلاء العناصر المسلحين بأسلحة خفيفة، سيتسلمون مواقع نحو 400 مقاتل من الكتائب الفلسطينية التي تسيطر حاليا على كل مناطق الاشتباك ومزودة بأسلحة متوسطة، بعضها مضاد للدروع». وأشار إلى أن اللجنة الأمنية «تضم عناصر من منظمة التحرير و(الجهاد الإسلامي) وتخلو من عناصر (القيادة الشعبية) وحماس التي يتهمها النظام بالمشاركة في القتال ضده، رغم أن مشاركة بعض عناصرها لم تجر بشكل منظم أو نتيجة قرار سياسي».

وكانت مصادر قيادية في حركة فتح أبلغت «الشرق الأوسط»، في وقت سابق، أن الوفد الذي التقى المقداد والمملوك حصل على ضمانات صريحة وواضحة لناحية عدم الإخلال بالاتفاق أو التعرض لمن سيسلمون سلاحهم، على أن تجري تسوية أوضاعهم بموجب العفو الرئاسي.

تصاعد الاشتباكات في القلمون.. وسقوط قذيفة هاون قرب السفارة الروسية في دمشق

استهداف حافلة تقل وفدا أردنيا مؤيدا للأسد في السويداء

بيروت: «الشرق الأوسط»

تصاعدت الاشتباكات العسكرية العنيفة أمس بين القوات السورية النظامية ومقاتلين إسلاميين على أطراف مدينة النبك في منطقة جبال القلمون قرب دمشق، تزامنا مع سقوط قذيفة هاون قرب السفارة الروسية وسط العاصمة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما استهدفت عبوة ناسفة حافلة كانت تقل وفدا أردنيا مؤيدا للنظام السوري على الحدود الأردنية – السورية.

وأفاد المرصد السوري أمس بـ«ارتفاع وتيرة الاشتباكات في القلمون بين فصائل إسلامية بينها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، مع القوات النظامية في أطراف مدينة النبك وداخل بلدة دير عطية المجاورة». ولفت إلى سيطرة «المقاتلين الإسلاميين على مركز للشرطة في دير عطية»، مشيرا إلى «سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية».

وكانت القوات النظامية سيطرت الأحد الفائت على بلدة قارة بالقلمون، لتبدأ بعدها كتائب معارضة بشن هجوم مضاد لاستعادة المواقع التي خسرتها، إذ فجر مقاتلان من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» أول من أمس سيارتين مفخختين في مبنى الأمن العسكري بالنبك، وفي حاجز الجلاب، ما أدى إلى مقتل وجرح 23 جنديا نظاميا وفق حصيلة المرصد السوري.

من جهتها، أفادت «شبكة شام» الإخبارية بـ«تجدد الاشتباكات في القلمون بالقرب من النبك من جهة الطريق السريع بين دمشق وحمص، وسط قصف نظامي عنيف على مدينة النبك من مقر اللواء 18، وفقا للجان التنسيق المحلية في سوريا». وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة وقعت في بلدة السحل أمس، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة منها.

وفي دمشق سقطت قذيفة هاون في منطقة المزرعة قرب السفارة الروسية، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين بحسب المرصد السوري، في موازاة إشارة لجان التنسيق المحلية إلى اشتباكات عنيفة وقعت في حي برزة شمال دمشق، إثر محاولة جديدة للقوات النظامية لاقتحام الحي الخاضع لسيطرة الجيش الحر.

وأكدت شبكة «شام» أن الحي تعرض خلال الاشتباكات لقصف مدفعي، كما تعرضت أحياء جنوب دمشق وبينها القابون لقصف مماثل. وأشار «المرصد السوري» إلى وجود خسائر بشرية في صفوف الطرفين خلال الاشتباكات بحي برزة.

وكان ناشطون بثوا شريطا مصورا يظهر جثثا لجنود نظاميين قتلوا خلال محاولتهم اقتحام بلدة ببيلا بريف دمشق.. وتمكنت القوات النظامية من «إحراز تقدم ميداني ملحوظ في جنوب دمشق حيث استعادت بلدات السبينة والذيابية ومخيم الحسينية».

وفي محافظة السويداء، القريبة من الحدود الأردنية، تعرضت حافلة كانت تقل عشرين أردنيا من مؤيدي النظام السوري للاستهداف بعبوة ناسفة أثناء عودة الوفد إلى الأردن، بعد زيارة التقى خلالها الدكتورة نجاح العطار، نائب الرئيس السوري بشار الأسد.

وأصيب أربعة من أعضاء الوفد بجروح طفيفة جراء تكسر زجاج نوافذ الحافلة، بحسب ما أكده رئيس الوفد حسين مطاوع في تصريحات صحافية محملا من سماهم بـ«المجموعات الإرهابية» مسؤولية استهداف الحافلة. كما حمل الحكومة الأردنية جزءا من المسؤولية «لرعايتها للإرهابيين السوريين»، على حد تعبيره.

ويتكون الوفد الأردني المستهدف من ممثلين عن «اللجنة الشعبية الأردنية لدعم سوريا»، وممثلين عن «رابطة الكتاب الأردنية» التي تعلن انحيازها للنظام السوري بشكل علني.

في موازاة ذلك، طالب «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بتكثيف الجهود على مستوى المجتمع الدولي لـ«منع نظام الأسد من الاستمرار في خرق المواثيق والعهود الدولية من دون حسيب أو رقيب باستخدام الأسلحة التقليدية وغير التقليدية».

وأوضح الائتلاف في بيان أمس أن القوات النظامية «قامت بخرق جديد لميثاق جنيف، حيث استهدفت مساء يوم الاثنين الفائت مشفى الوليد في حي الوعر بحمص، ما أودى بحياة عدد من أفراد الكادر الطبي المناوب، إضافة إلى مرضى ومدنيين كانوا في المكان».

ووضع بيان الائتلاف «النهج الإجرامي الذي تبناه النظام واعتماده المتكرر على سياسة الانتقام من الحاضنة الاجتماعية للثورة في إطار عدم جديته في الوصول إلى حل سياسي»، وقال إنه «يتعاطى مع كل هذه الاستحقاقات من أجل كسب الوقت في ظل التهاون الدولي».

وكانت القوات النظامية قد قصفت مشفى الوليد بصاروخ «أرض – أرض»، وراح ضحية هذا الاستهداف ثمانية أشخاص، فضلا عن سقوط عدد كبير من الجرحى ووقوع دمار كبير في بناء المشفى والأجهزة الطبية في داخله، بحسب مصادر المعارضة السورية.

عرسال تغص باللاجئين السوريين والحكومة تبحث عن بدائل لإيوائهم

تدفقهم فاق قدرة البلدة الاستيعابية

بيروت: نذير رضا

تغص بلدة عرسال (شرق لبنان) الحدودية مع سوريا، باللاجئين السوريين الذين ارتفع عددهم بشكل قياسي، خلال الأيام الأخيرة، مما ضاعف الحاجة لإغاثتهم، وحمل الحكومة اللبنانية أعباء إضافية. وتشير آخر تقديرات وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان إلى أن أعداد العائلات المسجلة في عرسال تخطت 2150 عائلة، وسط ترجيحات بحصول حركة نزوح كثيفة نظرا للمعلومات الواردة عن التطورات الميدانية في الداخل السوري وبدء حركة نزوح مماثلة من قرية السحل في جبال القلمون، وصلت أولى طلائعها إلى عرسال أمس. في وقت أعلنت فيه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 2000 عائلة سورية وصلت من بلدة قارة السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية، بالتزامن مع العمليات العسكرية الدائرة فيها.

وتفاقمت الأزمة الإنسانية للعائلات السورية اللاجئة إلى عرسال، مع النزوح المفاجئ بأرقام كبيرة، مما تسبب في عجز على مستوى توفير المأوى لهم وإغاثتهم. وأوضحت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين دانا سليمان لـ«الشرق الأوسط» أن عرسال «وقعت تحت الضغط بفعل لجوء نحو 2000 عائلة إليها في وقت قياسي، أضيفوا إلى 20 ألف نازح كانوا مسجلين في البلدة»، مشيرة إلى أن «عدد اللاجئين الذين تدفقوا إلى عرسال فاق القدرة الاستيعابية في البلدة، مما دفعنا للبحث عن بدائل».

وأشارت سليمان إلى أن «البدائل تمثلت في البحث عن مواقع خارج عرسال لإيواء اللاجئين، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، لأن المخيم الذي استُحدث غير كاف»، لافتة إلى البدء قبل يومين «في إقامة 50 خيمة جديدة لإيواء اللاجئين، وعلى الرغم من أن هذه الخطوة إيجابية، فإنها غير كافية لاستيعاب الأعداد المتدفقة».

وكشفت سليمان أن «المفوضية الدولية، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، حددت عددا من قطع الأرض في لبنان، تصلح لأن تشيد عليها مراكز استقبال مؤقتة للاجئين»، لافتة إلى «أننا نتابع مع الوزارة في هذا الشأن لبحث إمكانية الحصول على موافقة من الحكومة اللبنانية لاستحداث المراكز».

ويفوق عدد السوريين في عرسال، في هذا الوقت، سكانها اللبنانيين، حيث يستضيف كل منزل من منازل البلدة عائلة سورية أو أكثر، كما نبتت في أماكن متفرقة من أرضها عشرات المخيمات الصغيرة التي تضم آلاف اللاجئين، وتحولت مساجد إلى مراكز إيواء، وهناك صالات في بيوت كبيرة، استوعبت عشرات اللاجئين.

وبدأ عدد اللاجئين في الازدياد، مع بدء معركة قارة في سفح جبال القلمون السورية، الموازية لعرسال اللبنانية، وسط توقعات بازدياد أعداد اللاجئين من سوريا، مع اشتداد العمليات العسكرية في قرى وبلدات أخرى من السهل الذي بات مركزا لعمليات حربية واسعة النطاق، بفعل هجمة القوات النظامية السورية لاستعادة المنطقة.

وعلى الرغم من أن الأعداد المسجلة تقترب من 30 ألف لاجئ، فإن البلدية تؤكد أن العدد أكبر بكثير، موضحة أن «الآلاف الآخرين من اللاجئين في البلدة لم يسجلوا، وأن العدد لإجمالي للاجئين يفوق عدد سكان عرسال».

ويتفاقم الوضع الإنساني في البلدة، ليصل إلى تضييق الموارد. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن المخيمات المستحدثة، تحتاج إلى كميات من الماء والكهرباء، ومتطلبات الحياة الأساسية. ولا تكفي كمية الكهرباء التي تصل إلى البلدة، وفق الوكالة، حاجات جميع سكانها المتعاظم عددهم، فيما يولد التعليق على الخطوط أعطالا وانقطاعات في التيار.

وعلى الرغم من أن لبنان يئن تحت وطأة الأعداد الضخمة من اللاجئين السوريين، فإن حدوده لا تزال مفتوحة أمامهم. وكانت نائب مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون اللاجئين والسكان والهجرة كالي كليمنث، خلال زيارة قامت بها أول من أمس إلى مراكز طبية دولية مدعومة أميركيا في البقاع (شرق لبنان)، أثنت على «كرم لبنان بإبقاء حدوده مفتوحة أمام اللاجئين السوريين الذين يهربون من العنف في بلدهم»، مشددة على وجوب «استمرر هذا الأمر، لأن هؤلاء أشخاص يهربون لينجوا بحياتهم من حرب تدور منذ سنتين ونيف، وللأسف لا يبدو أنها ستنتهي قريبا».

«داعش» تسعى لاستمالة السوريين.. وتدعو التنظيمات الجهادية للانضمام إليها

خبراء يرجحون توجهها لخلق «حاضنة اجتماعية» بموازاة تقدمها العسكري

بيروت: «الشرق الأوسط»

يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لاستمالة السوريين في المناطق التي يسيطر عليها عبر تقديم خدمات إغاثية وصحية ونقدية. وفي حين يضع خبراء في الجماعات الجهادية هذه الخطوة في إطار «البدء في تطبيق الشريعة الإسلامية»، يرى ناشطون معارضون أن «(الدولة الإسلامية) تحاول تحسين صورتها بعد الانتهاكات التي ارتكبتها ضد المجتمع السوري». وتزامنت هذه الخطوة مع دعوة وجهها المتحدث الرسمي باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أبو محمد العدناني إلى التنظيمات الجهادية الأخرى للانضمام إلى مشروع تنظيمه، بحسب تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية أمس.

وقال العدناني، في التسجيل الصوتي المنسوب إليه: «نتوجه إلى كل المجاهدين قادة وجنودا، جماعات وأفرادا، أن تسرعوا بالالتحاق بمشروع (الدولة الإسلامية في العراق والشام)»، مشيرا إلى أن «هذا المشروع مشروعكم، وأن مجيئكم أتقى لربكم، وأقوى لجهادكم، وأغيض لعدوكم».

ودعا العدناني إلى «عدم الحكم» على تنظيمه من خلال وسائل الإعلام «أو ما يبثه أعداؤنا من تهم وافتراءات، إنما بما ترونه وتحسونه أنتم بأنفسكم». وتوجه إلى المقاتلين الإسلاميين في سوريا بالقول: «هلموا، فإننا لا نشك أنه من كان منكم لديه خير، فسيأتي الله به ولو بعد حين».

في موازاة ذلك، بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تنفيذ سلسلة خدمات لاستمالة السوريين وتأمين حاضنة اجتماعية له في المناطق الخاضعة لسيطرته. ونقلت مواقع معارضة عن أمير «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في ريف حلب، أبو صابر التونسي، قوله إن عناصره «قاموا بتمديد وإصلاح شبكة المياه لمدرسة الأتارب الجنوبية للتعليم الأساسي، وتركيب 21 نافذة لمدرسة ثانوية بنات الأتارب، إضافة إلى توزيع مياه الشرب على الشبكة».

وتعهد التونسي بأن «يقوم تنظيمه بتأمين بعض من احتياجات المدارس من مادة المازوت لدخول فصل الشتاء، وذلك إلى جانب توزيع منح نقدية على أسر القتلى والمصابين بعاهات دائمة، كما سيوزع عناصر التنظيم سلالا غذائية من خبز وفاكهة على الأسر المحتاجة وبعض قطع الحلوى على الأطفال».

وفي حين عبر «أمير الدولة» في ريف حلب عن استعداده «للتعاون مع المجلس المحلي وكل الجهات بهدف تأمين الخدمات لبعض الأحياء في المدينة التي لم تصلها المياه»، أشار إلى أن «الدولة تنسق مع عدد من الأطباء للمساهمة في تقديم خدمات طبية ودواء مجاني».

وتنبثق عن تنظيم «داعش» لجان تعمل على توزيع سلال غذائية على المحتاجين، وفق ما أكده عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «الهدف الرئيس من هذه الأعمال تحسين صورة التنظيم في أذهان السوريين». وأعرب عن اعتقاده أن «التنظيم بات في الآونة الأخيرة يربط بين نجاحه العسكري وقدرته على خلق حاضنة اجتماعية موالية له».

في السياق ذاته، أشار الخبير في الجماعات الجهادية، الداعية اللبناني عمر بكري فستق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «توجه التنظيم إلى تقديم خدمات في المناطق التي يسيطر عليها أمر طبيعي جدا بحكم منهجه الهادف إلى تطبيق الإسلام بشكل فوري». وعدّ فستق «إجراءات (الدولة) بمثابة الخطوة الأولى لتنفيذ مشروع الخلافة؛ إذ إن (داعش) لا تقاتل ضد النظام فقط، بل تسعى أيضا إلى إقامة الدولة الإسلامية».

وكانت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية قد أشارت في عددها الصادر أمس إلى أن تنظيم «القاعدة» يشن حملة لاستمالة الناس وكسب القلوب والعقول بشمال سوريا وتلقين المدنيين التفسير الأصولي للإسلام، فيما عدته «الخطوة الأولى في طموحه لبناء دولة الخلافة الإسلامية».

وقالت الصحيفة إن «تنظيم القاعدة يعمل بهدوء لفرض آيديولوجيته وإرسال الأئمة إلى المساجد لهذا الغرض، ويعمل على منع التدخين ومطالبة الرجال بتربية لحاهم والنساء بارتداء البرقع، وراء خطوط القتال وفي المدن والقرى الخاضعة لسيطرة المتمردين في سوريا».

وفي حين كشفت الصحيفة عن «وجود استراتيجية متطورة يستخدمها (الجهاديون) لتغيير طبيعة المجتمع السوري»، نقلت أيضا عن عضو في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، يدعى أبو عبد الله، وهو أردني، قوله إنه جاء «إلى سوريا لتطبيق الشريعة الإسلامية، ومن الجذور إلى القمة، ومن خلال العملية التعليمية وكتابة مناهج جديدة للأطفال في المدارس وتعاليم في المساجد خلال صلاة الجمعة»، وإنه يعمل مع جماعته «لإعادة السوريين إلى المسار الصحيح للإسلام». كما نقلت عن أحمد، المقيم في مدينة الرقة، قوله إن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» يفرض مزيدا من القواعد الجديدة في المدينة كل يوم، و«وضع الأسبوع الماضي لافتات تأمر جميع النساء بتغطية محاسنهن، بما في ذلك ارتداء غطاء الرأس، وأعطوهن مهلة مدتها أربعة أيام، فيما يقوم جهاديون بتوزيع الحجاب على المارة في أسواق المدينة».

وفي الإطار ذاته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «عناصر من (داعش) وزعوا مناشير في إحدى مدارس البنات بمدينة سراقب في محافظة إدلب تدعو الطالبات للالتزام بالزي الإسلامي الشرعي الذي حددته (الدولة الإسلامية)، مع التحذير بأنه لن يتم قبول الطالبة التي لا تلتزم بهذا اللباس في المدرسة».

وكان «المرصد» قد أشار في وقت سابق إلى قيام عناصر تابعين لـ«داعش» باقتحام إحدى المدارس في منطقة طريق الباب بريف حلب، حيث أخرجوا طاقمها التدريسي تحت تهديد السلاح بحجة أنهم مدرسون ذكور يقومون بالتدريس لطالبات إناث، «وهو ما عدّوه مرفوضا بحسب شرعهم»، وفق المرصد.

“اليرموك” تحت خطر المجاعة ومخيّمات سوريا ساحة حرب

رنـا زعـرور

عمّان، الأردن ـــ حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليبو غراندي من تعرض اللاجئين الفلسطينيين المحتجزين في مخيم اليرموك في دمشق لخطر المجاعة والأوبئة نتيجة لعدم توفر الغذاء والدواء، وقال خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا الذي عقد في الأردن، يوم الاثنين 18 تشرين الثاني/ يونيو 2013، إن فرق الأونروا التي حاولت إيصال المساعدات للمحتجزين في اليرموك مُنعِت مراراً.

غراندي وصف ما يتعرض له فلسطينيو سوريا بالمعاناة الجماعية، كاشفاً عن لجوء ما يقرب من 50 ألفاً منهم إلى خارج سوريا غالبيّتهم لجأوا إلى لبنان بعد إغلاق الأردن حدوده في وجههم. كما كشف عن وصول ما يقرب من 6 آلاف منهم إلى مصر، مشيراً إلى أنهم يعيشون ظروفاً قاسية لعدم وجود مكاتب للأونروا لتقدم الرعاية لهم. وأعرب غراندي عن أسفه لغرق فلسطينيي سوريا أثناء محاولتهم الوصول إلى شواطئ أوروبا هرباً من الحرب في سوريا.

وعلى هامش الاجتماع الذي يهدف لحث الدول المانحة على التبرع للوكالة، سأل موقع NOW مدير عمليات الأونروا في سوريا، مايكل كنزلي، عن واقع اللاجئين الفلسطينيين والصعوبات التي تعيق عمل الوكالة في سوريا. وتحفّظ كنزلي عن ذكر عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين قتلوا في سوريا منذ انطلاق الثورة مطلع آذار/ مارس 2011، معتبراً أن الرقم سرّي. ووصف المخيمات الفلسطينية في سوريا بـ”أرض معركة بكل ما تحمل الكلمة من معنى”، وقال إن الصراع في سوريا مسلّح وقاسٍ يؤثر على الجميع ولا أحد محميّ منه، والفلسطينيون كما السوريون يدفعون الثمن.

وكشف عن لجوء ما يقرب من 50 ألف فلسطيني إلى خارج سوريا، فيما تشرّد 50% من سكان المخيمات من مخيماتهم. وحول مخيم اليرموك قال كنزلي “يوجد في المخيم اليوم 20 ألف لاجئ، وكان يقيم فيه قبل الأحداث 160 ألفاً شُرِّد 140 ألفاً منهم وأصبحوا لاجئين للمرة الثانية في الداخل السوري وخارجه”، وتابع: “المحتجزون في داخل اليرموك بحاجة إلى مساعدة كبيرة جداً، حيث يعانون نقص الأدوية والماء والغذاء ونقص حليب الأطفال، بعد أن صُدَّت الوكالة عدة مرات أثناء محاولة الوصول إليهم”.

وتطمح الوكالة، حسب كنزلي، مع نهاية العام، إلى توزيع مساعدات مالية وغذائية على 380 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا، وقدّر عدد الفلسطينيين المتواجدين في سوريا اليوم بـ450 ألف لاجئ، مشيراً إلى أن إحصائيات الوكالة قبل الثورة كان مثبتاً عليها قرابة 530 ألف لاجئ.

وحول إعادة إعمار المخيمات وما تحتاجه من كلفة مالية، أشار كنزلي الى اطلاق الوكالة في العام 2013 لنداء إغاثة خاص لدعم عمليتها في سوريا بقيمة 220 مليون دولار لم تجمع منه سوى النصف، متوقعاً ان تطلب الوكالة مبلغاً إضافياً في العام 2014.

كنزلي رفض تحميل أي من أطراف الصراع في سوريا مسؤولية ما يتعرض له الفلسطينيون، قائلاً “لا ندخل في لعبة مَنْ المسؤول”، لكننا نناشد الجميع احترام القانون الدولي الذي ينص على حماية المدنيين.

النظام السوري “يُكرِّم” عائلات “شهدائه” بالماعز

محمـد الإمـام

دمشق – فيما يغدق النظام السوري على أنصاره كمّاً هائلاً من الأموال والتسهيلات والخدمات، لاسيما في مناطق الساحل، التي تتحدّر منها عائلة الأسد التي ينتسب إليها رأس النظام، فإنّ ثمانين رأساً من الماعز فقط كانت وسيلته لمحاولة إرضاء أهالي “شهدائه” في محافظة السويداء. ونقلت وسائل إعلام النظام الرسميّة أنّ وزير الزراعة السوري أحمد القادري، وفي إطار زيارة عمل له إلى محافظة السويداء، “قام بتكريم عائلات الشهداء والمفقودين، بمنح كل عائلة رأسين من الماعز، لتحسين الحالة المعيشية لهذه الأسر في ظل الضائقة الاقتصادية التي تشهدها البلاد”.

أحدُ المستفيدين، وهو أب لشابين قضيا بالرصاص في منزلهما في مخيم التضامن جنوب دمشق قبل عام ونصف، واتُّهِمت آنذاك المخابرات العسكرية بتصفيتهما على خلفية نشاطهما المساند للجيش الحر، قال أمام أجهزة الإعلام الرسمي إنّ “أسر الشهداء والمفقودين في المحافظة تعيش حالة من الضيق الاقتصادي، والمردود من تلك الرؤوس سيجعل الأسر تعيش في اكتفاء ذاتي ويؤمّن لها دخلاً إضافياً، وهذا عطاء مميز وكرم من الجهات المعنية”.

وفي مشهد استعراضي اعتاده السوريون، قال وزير الزراعة أحمد القادري: “قمنا اليوم بزيارة السويداء بهدف الاطلاع على الواقع الزراعي، وتقديم عدد من رؤوس الماعز إلى أسر الشهداء الذين هم أكرم من في الدنيا”. وبيد واحدة أمسك الوزير بقرن الماعز باحتفاءٍ ظاهر، فيما كانت تتسلّمه إحدى النساء.

والد القتيلين، وفي خطابه الملقّن مسبقاً الذي ينتهي بلازمة “الجهات المعنية”، قال إنّه استدلّ من كلام القادري على أن “هذه المكرمة لا تزال مشحونة بفكر القائد الخالد وأقواله التاريخية”.

قد يعيدنا هذا المشهد المسرحي الأكثر شبهاً بكوميديا ياسر العضمة، إلى 5/2/2011 حين انتشر خبر زيارة “عفوية تماماً وبدون حراسة” لبشار الأسد إلى قريتين نائيتين في شمال شرق محافظة السويداء، ليغدق نعمه على أسرة فقيرة في واحدة من القريتين بحلاّبة آلية، علماً أن تلك الأسرة كانت تملك بقرة واحدة لا غير، وفي القرية الأخرى تلقّت إحدى الأسر منحة رئاسية هي عبارة عن بقرتين كاملتين.

في تلك الزيارة التي روّج لها أمن النظام بكثافة عبر فيديوهات قصيرة تصوّر القائد “المحبوب” فيما يحمله أحد المواطنين الصالحين، فَرِحَاً، كانت تبدو علامات بلاهة مبكرة في ضحكة الرئيس الشاب، الذي كان حينها يقف على عتبة مخاوفه من اندلاع الثورة السورية في شرق أوسط متحوّل، وفي ظل دعوات له من أجل إجراء إصلاحات سريعة، لكنه بدلاً من ذلك عمل على حملة استرضاء مسبقة بناء على نصيحة مقرّبين منه، تجلّت أولى مظاهرها في الأرياف المغمورة من جبل العرب.

كالنار في الهشيم انتشر خبر تلك الزيارة التي رافقتها حافلات الحراسة التي تقل أكثر من مئة جندي من الحرس الجمهوري، كما هو حال انتشار خبر منحة وزارة الماعز السورية الآن، لكن إزاء هذه الكوميديا السوداء التي استدعت سيلاً من التعليقات الساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي من الموالين والمعارضين على السواء، تظهر الأسئلة الأكثر جوهرية “ما هو ثمن هذا الدم حقاً؟”.

لا شك أن الأمر مدعاة للتندّر والضحك في آن، لكنه في الوقت عينه يثير مقارنات حادة، حول أثمان الدم الذي يدفعها مناصرو النظام لبقاء الأسد، وكيف أن النظام يحدد أسعار دماء مناصريه على نحو مذلّ، حيث يقابل الواحد منهم برأس ماعز لا يزيد سعره عن مئة دولار. الأمر الآخر هو الانتقائية التي رشّحت أربعين أسرة فقط لمثل هذه “المكرمة” من بين أسر مئات الشباب الذين قضوا وهم يقاتلون إلى جانبه منذ منتصف 2011 حتى الآن، إضافة إلى عدد كبير من المفقودين والجرحى، وجميعهم لم يحصلوا على أية تعويضات أو معاشات تقاعدية، سوى حفنات الأرزّ التي تنثر على نعوشهم في حفلات التشييع التي تسبقها مكبرات الصوت صباحاً لتعلن عن “ملازم شرف جديد”.

إحدى هذه الأسر طُرِدت أكثر من مرة من أمام باب مكتب محافظ السويداء، وكان كل ما تطلبه هو إجراء عملية في العمود الفقري لابنها الذي أصيب وهو في الخدمة في أحد الفروع الأمنية للنظام. يقول أحد إخوة هذا الشاب: “إن ثمن الحياة التي سيعيشها أخي وهو مقعد على كرسي، فقط بطانية بألف ليرة، هذا رخيص جداً، نحن متروكون الآن لنقلع شوكنا بأظافرنا”.

أحد ناشطي السويداء، يصف ما حصل بـ”رشوة إعلامية أخرى، وربما تكون رسالة بأن النظام لا يزال موجوداً هنا، بعد عملية تفجير فرع المخابرات الجوية في المدينة، لكنها على ما أظن وُضِعت في الصندوق الخطأ، فالسويداء الآن ليست مع الأسد، بل ليست مع أحد في هذه الحرب الضارية”.

ستة فصائل بسوريا تندمج بـ”الجبهة الإسلامية

                                            أعلنت ستة فصائل مقاتلة في مناطق مختلفة من سوريا اندماجها في تكتل واحد يسمى “الجبهة الإسلامية” ويهدف لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد و”بناء دولة إسلامية راشدة”.

وتضم الجبهة كلا من حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام وألوية صقور الشام ولواء التوحيد ولواء الحق وكتائب أنصار الشام والجبهة الإسلامية الكردية. وتنشط هذه الألوية والكتائب في مناطق منها دمشق وريفها ومحافظات حمص واللاذقية وحماه وإدلب وحلب ودير الزور.

وقال رئيس مجلس الشورى للجبهة الإسلامية أحمد عيسى الشيخ إن الهدف من اندماج هذه الفصائل والألوية هو إحداث نقلة نوعية في الحراك العسكري ورص الصفوف وحشدها بشكل يجعلها بديلا للنظام.

وأضاف الشيخ في حديث لقناة الجزيرة إن “الجبهة ستتعاون مع كل العاملين المخلصين على الساحة السورية”، مؤكدا أنه لا تعارض بين عمل الجبهة والجيش السوري الحر.

وخلال إلقائه بيان تشكيل الجبهة قال الشيخ إنها “جبهة سياسية عسكرية اجتماعية مستقلة تهدف إلى إسقاط نظام الأسد في سوريا وبناء دولة إسلامية راشدة”. وأشار إلى أن الجبهة نواة لإحياء ما أسماه فريضة الاعتصام وتحقيق آمال السوريين، لافتا إلى أن ميثاق الجبهة سينشر لاحقا.

وتأتي خطوة الاندماج بين الفصائل الستة بعد نحو أسبوع على مقتل قائد لواء التوحيد عبد القادر الصالح، الذي كان من أبرز الداعين والمشجعين على هذه الخطوة، عبر لقاءاته المتتالية مع قادة أحرار الشام وصقور الشام وجيش الإسلام.

وفي تعليق له على تشكيل الجبهة قال الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء فايز الدويري إنه ما لم يكن هناك تواجد حقيقي للجبهة على الأرض فإنها لن تختلف كثيرا عن كيانات تشكلت في السابق.

وأضاف الدويري للجزيرة أن إعلان تشكيل الجبهة أظهرها وكأنها بديل للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية وللجيش الحر، وتابع أن السؤال هو ما مصير الجيش الحر الذي بدأ دوره يتلاشى على الصعيدين الميداني والسياسي؟

وتابع الدويري أن بيان الجبهة تحدث عن دور سياسي وعسكري مما يعني أن هناك انشقاقا كبيرا في الجيش الحر والائتلاف المعارض، ورغم إعلان أن هناك تعاونا معهما فإن المرجعية المختلفة تعني اختلافا بين الجبهة من جانب والائتلاف المعارض والجيش الحر من جانب آخر.

“الدولة الإسلامية” تسيطر على بلدة بريف إدلب

قصف واشتباكات عنيفة بمدن سورية

                                            قتل ثلاثة مدنيين برصاص قناصة النظام في ريف دمشق الجنوبي، وفي حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي بأحياء عدة في دمشق، قال ناشطون إن تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام سيطر على بلدة أطمة بريف إدلب.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص قناصة النظام في بلدة ببيلا بريف دمشق الجنوبي.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات دارت بين الجيشين الحر والنظامي على أطراف حي القابون بدمشق وعلى جبهة البيرقدار في بلدة ببيلا جنوبي دمشق. وقالت شبكة شام الإخبارية إن قوات النظام قصفت مدن وبلدات ببيلا والنبك ودير عطية ومعضمية الشام وداريا وخان الشيح في ريف دمشق، في الوقت الذي هز فيه انفجار عنيف خان الشيح إثر استهداف المعارضة المسلحة مقرا للقوات النظامية بالقرب من اللواء 68.

كما تعرضت مناطق في حي الراشدين بمدينة حلب لقصف من قبل القوات النظامية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة استهدفت سيارتين للقوات النظامية قرب قرية طويحينة بريف حلب مما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.

وفي درعا قصفت قوات النظام مدينة أنخل وبلدة عتمان دون أنباء عن إصابات.

من جهته أفاد مركز حماة الإعلامي أن الجيش الحر استهدف فرع الأمن السياسي في المدينة بصواريخ غراد ردا على اعتقال نساء من قبل هذا الفرع. وقال ناشطون إن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام بلدة كفر نبودة شمال حماة وسط قصف صاروخي عنيف على البلدة من الحواجز المحيطة بها. وحسب مركز حماة فقد سقط جرحى نتيجة استهداف أحياء سكنية في مدينة كفر زيتا بحاويات متفجرة من طائرات مروحية.

الدولة الإسلامية

من ناحية أخرى قال نشطاء إن ما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” سيطر على بلدة أطمة بريف إدلب بعد أن اجتاح مقر لواء صقور الإسلام، وهي وحدة إسلامية توصف بأنها معتدلة، واعتقل زعيمها.

وقال ناشط لوكالة رويترز إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نشر مدافع مضادة للطائرات عند تقاطع الطرق الرئيسي واستولوا بهدوء على أطمة.

وفي الأيام القليلة الماضية اندلع القتال بين صقور الإسلام وأعضاء آخرين في الجيش السوري الحر بعد أن استولت صقور الإسلام على سبع شاحنات محملة بالسلاح مرسلة من هيئة أركان الجيش الحر مرت من أطمة.

وقال ناشط من أطمة إن مقاتلي صقور الإسلام أُنهكوا بعد القتال مع هيئة الأركان فتمكن مقاتلو الدولة الإسلامية من الدخول بسهولة إلى مقارهم.

وفي أغسطس/آب الماضي سيطرت “الدولة الإسلامية” على بلدة أعزاز على الحدود الشمالية وطردت وحدة أخرى تابعة لهيئة أركان الجيش السوري الحر مما دفع تركيا لإغلاق معبر حدودي قريب.

وتأتي هذه التطورات بعد أن أسرت قوات المعارضة أكثر من عشرة جنود من قوات النظام في ريف الرقة (شمال البلاد) في اشتباكات بموقع الفرقة 17, وسيطرت على أكثر من ثلثي مباني الفرقة التي تعد أكبر ثكنة عسكرية للنظام من حيث المساحة.

وقد أغار الطيران السوري النظامي على محيط منطقة المواجهات التي كانت تدور بين قوات النظام وقوات المعارضة في موقع الفرقة 17, وقال مراسل الجزيرة في الرقة معن خضر إن قوات المعارضة استطاعت الوصول إلى نقطة إستراتيجية في موقع الفرقة.

“جبهة إسلامية” من 7 فصائل في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت فصائل من المعارضة السورية، الجمعة، عن انضمامها تحت لواء “الجبهة الإسلامية” في معركتها ضد القوات الحكومية التي عمدت طائراتها إلى شن سلسلة غارات في شمالي البلاد.

وتضم الجبهة “لواء التوحيد” و”حركة أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، بالإضافة إلى “ألوية صقور الشام” و”لواء الحق” و”كتائب أنصار الشام” و”الجبهة الإسلامية الكردية”، حسب ما أعلن بيان للجبهة.

وقال البيان الذي نشر على صفحة للجبهة فتحت الجمعة على موقع “فيسبوك” إن الجبهة “تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف إلى إسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطا كاملا وبناء دولة إسلامية..”.

يأتي هذا الإعلان من فصائل تنتشر في مناطق مختلفة من سوريا، بعد سلسلة نجاحات حققتها القوات الحكومية على الأرض، لاسيما حول العاصمة دمشق وحلب في الشمال، ومع اشتداد المعارك في القلمون.

في غضون ذلك، استمرت المعارك بين مختلف فصائل المعارضة والقوات الحكومية حسب ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أضاف أن الطيران الحربي استهدف مدينة الباب في ريف حلب.

كما ذكر المرصد أن المعارضة المسلحة قصفت مقر اللواء 80 ومطار حلب الدولي بقذائف الهاون، في محاولة لاستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بعد أن نجحت القوات الحكومية في إحراز تقدم ميداني.

وفي دمشق، قال ناشطون إن القوات الحكومية تسعى إلى اقتحام حي القابون وسط مواجهات “عنيفة” مع مسلحي المعارضة التي نجحت في صد هجمات عدة، مؤكدين سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن الجيش دمر آليات ومدافع للمعارضة في مزارع ريما وشرق دوار الفردوس وسوق الغنم بالنبك في ريف دمشق، مشيرة إلى مقتل مسلحين في في أريحا.

في غضون ذلك، احتدمت المعارك بين الجانبين في القلمون التي تشهد منذ نحو أسبوع مواجهات دامية وسط مخاوف من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة بسبب “كثافة السكان”، حسب ناشطين.

وقال المرصد إن مقاتلين من المعارضة سيطروا بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية ذات الغالبية المسيحية في القلمون، مضيفا من جهة أخرى أن القوات الحكومية لا تزال عند أطراف المدينة.

وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية بالنسبة إلى الحكومة، لأنها تقع إلى جانب الطريق الدولي الذي يربط حمص ودمشق، كما أنها تشكل قاعدة يتم تهريب السلاح والمسلحين إليها من لبنان.

بوتن وأردوغان يدعوان لحل سلمي بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حرص الرئيس الروسي، فالديمير بوتن، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، عقب انتهاء اجتماعهما على إبداء تباين البلدين إزاء النزاع في سوريا، على الرغم من تأكيدهما على دعم الحل السلمي للأزمة السورية.

وفي حين حمل بوتن من وصفها بـ”الجماعات المتطرفة” المسؤولية عن سقوط الكثير من الضحايا في سوريا، ألقى أردوغان بمسؤولية مقتل الآلاف على عاتق الحكومة السورية.

إلا أن الزعيمين اللذين عقدا الجمعة مؤتمرا صحفيا مشتركا في سانت بطرسبورغ بروسيا، أكدا حرصهما على الحل السلمي لإنهاء الحرب المتسمرة منذ عامين في سوريا.

وطالب بوتن الغرب بالضغط على المعارضة السورية لإقناعها بحضور مؤتمر جنيف2 ، بينما أكد أردوغان إنه بحث مع الرئيس الروسي السبل الرامية لتحقيق التحول الديمقراطي في هذا البلد.

يشار إلى أن موسكو حرصت منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للنظام بسوريا على إبداء دعمها لدمشق على الرغم من القمع الذي جوبهت به تلك الاحتجاجات التي تحولت لاحقا إلى مواجهات مسلحة.

في المقابل، طالبت أنقرة التي كانت تعد حليفا للرئيس السوري بشار الأسد، الحكومة بالاستجابة للمطالب الشعبية التي تفجرت في مارس 2011، قبل أن تعلن دعمها للمعارضة السورية.

وتتهم دمشق حكومة أردوغان المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بدعم فصائل المعارضة المسلحة التي تصفها بـ”الجماعات الإرهابية” في سوريا.

الأردن: منع دخول مسافرين بينهم سوريون لأسباب أمنية

عمان، الاردن (CNN) —  كشفت مصادر متطابقة منالمعارضة السوريةوسوريين، عن منع السلطات الاردنية لعشرات العائلات السورية من دخول المملكة، واحتجازهم لايام في مطار الملكة علياء الدولي  فيالعاصمة عمان،قادمين عبر رحلات طيران من لبنان ومصر وسوريا ودول اخرى.

لكن مصدرا رسميا في الحكومة الأردنية ، نفى لـCNN بالعربية ، اتخاذ اي قرار بمنع دخول السوريين، فيما اكد ان هناك بالفعل 78 شخصا رفضت السلطات الاردنية دخولهم الخميس، من جنسيات مختلفة لاسباب امنية واخرى قانونية.

وقال المصدر في تصريحات للموقع إن السلطات بصدد اعادة هؤلاء الى البلدان التي قدموا منها بموجب احكام قانون سلطة الطيران المدني .

وبين المصدر ان حملة الجنسية السورية منهم لا تنطبق عليهم شروط اللجوء السياسي الى البلاد، لافتا الى ان هناك افراد من الجنسيات السودانية واليمنية والسورية وغيرها.

وعن اسباب المنع ، اشار المصدر الى انها اسباب مختلفة، منها ما هو متعلق بأسباب أمنية قائلا ان هذا حق سيادي للاردن، وأسباب متعلقة بأوراقهم الثبوتية التي لم تتمكن اجهزة الادخال في المطار قراءة المعلومات في تأشيرات بعضها .

ونفى المصدر ان يكون قد مضى على هؤلاء ايام ، بل فقط ساعات وفقا له.

وعلمت الشبكة انه بالفعل تمت اعادة بعضهم في رحلات طيران ليل الخميس.

من جهته، قال الناشط السوري المعارض الدكتور محمد عناد سليمان لـCNN بالعربية، ان هناك عشرات العالقين من اللاجئين في مطار عمان منذ عدة ايام، وان هناك طائرة ستعود من عمان الى القاهرة محملة باللاجئين السوريين .

واكد عناد متحدثا من باريس، ان اللاجئين ابلغوا بقرار منعهم واعادتهم من البلدان التي قدموا منها.

في الاثناء،  قال السوري محمد محلم قبل تسفيره الخميس على متن طائرة يمنية، انه علق في مطار عمان الدولي، مع نحو مع 150 قال انهم لاجئون سورييون قدموا في عدة رحلات من عدد من الدول من مصر ولبنان وسوريا وبعض دول الخليج ، منها الامارات والسعودية.

وقال ملحم القادم من درعا السورية ، ان العائلات مع اطفال يتكدسون في قاعة في المطار ويفترشون الارض ، وسط اجراءات مشددة .

وناشد ملحم معاملته ومن معه معاملة اللجوء الانساني، فيما قال ان هناك احتمالات لاعادتهم قريبا.

وبين ان السوريين قد انفقوا كل ما معهم من اموال ، فيما ناشد دخوله الاراضي الاردنية لوجود زوجته واولاده فيها منذ مدة.

وعن سبب منعهم قال، ان السلطات فقط ابلغتهم بالمنع دون ذكر الاسباب. وبين ان هناك صعوبات بالغة حتى في استخدام دورات المياه .

وحصل الموقع  على صور ومقاطع فيديو لاوضاع المحتجزين في ارض المطار، تظهر القاعة التي احتجز فيها المسافرون بالقرب مداخل المطار الرئيسية.

من جهته اكد كمال اللبواني عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري للشبكة انه ابلغ من مصادر مطلعة، ان هناك قرار جديد بمنع دخول اللاجئين السوريين عبر جميع المنافذ الحدودية ، وذلك خلال تواجده في عمان الخميس قبل مغادرته الى تركيا.

بوتين: على الغرب أن يقنع المعارضة السورية بحضور مؤتمر جنيف

سان بطرسبرج (روسيا) (رويترز) – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة إنه يجب على الدول الغربية أن تقنع المعارضة السورية بحضور المحادثات المقترحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد في جنيف وعبر عن أمله في عقد المؤتمر في أسرع وقت ممكن.

وكانت روسيا والولايات المتحدة أعلنتا في مايو أيار الماضي عن خطط لعقد المؤتمر الذي يعرف باسم “جنيف – 2”.

لكن لم يتحدد بعد موعد للمؤتمر. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون هذا الشهر إن الموعد المستهدف الآن لعقد المؤتمر هو منتصف ديسمبر كانون الأول.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي طيب إردوغان “حملت روسيا على عاتقها مسؤولية اقناع القيادة السورية. قمنا بدورنا. والدور على شركائنا لإقناع المعارضة.”

وعبر بوتين واردوغان عن آراء متباينة بشدة بخصوص المسؤول عن إراقة الدماء في سوريا.

وقال بوتين إن الأسد مهتم بالأزمة الإنسانية في بلاده. وتابع أن المتشددين الإسلاميين هم المسؤولون عن معظم أعمال العنف.

وكان بوتين قال إن محادثته الهاتفية مع الأسد في الاسبوع الماضي كانت أول اتصال مباشر بينهما منذ عام 2007.

وقال اردوغان إن تأخير عقد مؤتمر السلام يتيح وقتا للأسد. واستطرد قائلا “السكان المدنيون يقتلون بالطائرات وطائرات الهليكوبتر والدبابات والمدفعية. في سوريا يتحمل النظام المسؤولية الرئيسية عن هذا.”

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

ستة فصائل إسلامية تتحد لتشكل أكبر اندماج بين صفوف المعارضة السورية

بيروت (رويترز) – أعلنت أكبر ستة فصائل إسلامية في المعارضة السورية يوم الجمعة تشكيل جبهة إسلامية جديدة لتصبح اكبر تحالف لمقاتلي المعارضة حتى الآن منذ بداية الصراع قبل عامين ونصف العام.

وحاولت قوات المعارضة المتشرذمة مرارا توحيد صفوفها لكن جهودها كانت تبوء بالفشل. وقال قادة معارضون إسلاميون في تسجيل فيديو بثته قناة الجزيرة الإخبارية إن اتحادهم الجديد لن يسعى فقط للإطاحة بحكم بشار الاسد بل أيضا إلى إقامة دولة إسلامية.

وقال أحمد عيسى الذي يقود ألوية صقور الشام إن هذا التحالف “تكوين  سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف الى اسقاط النظام الاسدي في سوريا اسقاطا كاملا وبناء دولة اسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعا وحاكما وناظما لتصرفات الفرد والدولة.”

ويقوض الاندماج قيادة الجيش السوري الحر العلماني الذي كان ذات يوم ينظر إليه باعتباره مظلة رمزية لجميع المعارضين لكن ضعف بسبب الاقتتال الداخلي والانشقاق.

وقد يمثل ذلك تحديا لصعود فصائل ترتبط بتنظيم القاعدة الذي زادت قوته بدرجة كبيرة مع ضعف فصائل اخرى.

ومن بين الجماعات الرئيسية التي انضمت للجبهة جماعات قوية منتشرة في انحاء البلاد مثل أحرار الشام وصقور الشام والجيش الإسلامي. وانضم كذلك لواء التوحيد الذي قاد هجوما في أغسطس آب 2012 مكن المعارضين من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من اراضي مدينة حلب وأجزاء أخرى في شمال سوريا. ولا ينظر لهذه الجماعات باعتبارها بنفس درجة تشدد الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

نشطاء: جماعة تابعة للقاعدة تستولي على بلدة سورية على حدود تركيا

عمان (رويترز) – قال نشطاء يوم الخميس إن جماعة تابعة لتنظيم القاعدة استولت على بلدة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا بعد أن طردت منها وحدة إسلامية معتدلة من قوات المعارضة واعتقلت زعيمها.

ويشير سقوط بلدة أطمة -وهي نقطة عبور للأسلحة وللمعارضين السوريين- إلى حالة الفوضى في صفوف جماعات المعارضة التي تتقهقر أمام الوحدات الإسلامية المتشددة.

وكان صعود القاعدة في سوريا قد ساعد على تغيير الحسابات الدبلوماسية الدولية وأضعف من الدعوات الغربية التي تطالب بإقصاء الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم.

وأحجمت أوروبا والولايات المتحدة عن تدخل عسكري في الصراع وتتفاوض مع روسيا الحليف الدولي الرئيسي للأسد على إجراء محادثات سلام.

وقال النشطاء إن مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -وهي وحدة تابعة لتنظيم القاعدة- اجتاحوا مقر لواء صقور الإسلام -وهي وحدة إسلامية معتدلة كانت تسيطر على أطمة- وأنشأوا حواجز على الطرق في خلال 48 ساعة.

واحتجزوا مصطفى وضاح رئيس صقور الإسلام مع نحو عشرين آخرين من رجاله.

ووقعت معركة قصيرة عند مقر القيادة وأيضا بالقرب من مركز أمني تركي في بلدة بوكولميز التي تطل على أطمة وتضاريسها الوعرة.

ونجت أطمة القريبة من تركيا بدرجة كبيرة من قصف قوات الأسد وغاراتها الجوية لكن ألوفا من الفارين من القصف في أماكن أخرى في البلاد لجأوا إلى البلدة والمنطقة المحيطة بها.

وقال نشط طلب ألا ينشر اسمه “نشر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام مدافع مضادة للطائرات عند تقاطع الطرق الرئيسي واستولوا بهدوء على أطمة.”

وقال النشط “الاتراك لم يمنعوا عبور الامدادات الى البلدة والحركة عبر السياج الحدودي كالمعتاد.” وأضاف قوله ان مكان وضاح غير معروف لكنه ربما اقتيد الى بلدة الدانا الحدودية وهي معقل لتنظيم القاعدة في العراق والشام أنشأت فيه الجماعة محكمة شرعية.

وكتيبة صقور الإسلام وحدة تابعة لهيئة أركان الجيش السوري الحر بقيادة اللواء سليم ادريس وهو الشخصية العسكرية المعارضة الرئيسي والمتمركز في تركيا. لكن نشطاء قالوا إن الخلاف دب بين صقور الإسلام وهيئة الأركان على اقتسام السلاح الذي يمر عبر اطمة.

وفي الايام القليلة الماضية اندلع القتال بين صقور الإسلام وأعضاء آخرين في الجيش السوري الحر بعد ان استولت صقور الإسلام على سبع شاحنات محملة بالسلاح مرسلة من هيئة الاركان مرت من أطمة.

وقال عبد الله الشيخ وهو من نشطاء أطمة إن مقاتلي صقور الإسلام انهكوا بعد القتال مع هيئة الأركان فتمكن مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام من الدخول بسهولة إلى مقارهم. وقال إنه كان هناك تواطوء في الأساس بين هيئة الأركان والدولة الإسلامية في العراق والشام.

ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين من هيئة اركان الجيش السوري الحر للتعليق.

ويقول نشطاء إن وحدات الجيش السوري الحر ومنها صقور الإسلام والدولة الإسلامية في العراق والشام تعاونت في المنطقة من قبل في الأساس لقتال ميليشيات كردية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تغلغل في أطمة.

لكن الجانبين تحاربا فيما بينهما كذلك ما يلقي الضوء على العلاقات المعقدة بين معارضي الأسد.

وفي أغسطس آب الماضي سيطرت الدولة الإسلامية في العراق والشام على بلدة أعزاز على الحدود الشمالية وطردت وحدة أخرى تابعة لهيئة أركان الجيش السوري الحر مما دفع تركيا لإغلاق معبر حدودي قريب.

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

من خالد يعقوب عويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى